حجم الخط
عبدالله بخيت البخيت (كرم ذياب)
البخيت متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
مقتنيات قديمة
غلاف كتاب البخيت «هوايتي تحكي تاريخ وطني»
شهادة تقدير
البخيت أمام بعض مقتنيات متحفه
تحف قديمة احتفظ بها البخيت
.. وجانب آخر من المتحف
ضيفنا اليوم عبدالله بخيت البخيت هو أحد هواة جمع العملات والطوابع الكويتية وهو في نفس الوقت باحث بالتراث الكويتي. ولد في منطقة شرق ويحمل في ذاكرته الكثير من الذكريات الجميلة عن أيام الطفولة والشباب. يحدثنا في هذا اللقاء عن أيام الصبا والشباب وما علق بذهنه عن احتفالات الاستقلال في حقبة الستينيات وبعد ذلك النوادي الصيفية في السبعينيات وكيف مارس العمل الإذاعي في أحد هذه الأندية. كما يتطرق لمواهبه المتعددة وكيف بدأت ونمت وما الذي حدث عندما حاول الالتحاق بدورة في الهندسة الميكانيكية وكذلك الإرشاد البحري.
يبدأ ضيفنا عبدالله البخيت حديثه عن ذكريات الماضي بالكلام عن مولده فيقول: ولدت في مدينة الكويت بمنطقة شرق بفريج البلوش عام 1958. وربما يكون من الصعب تحديد موقع الفريج حاليا بالضبط، وقد كنت قبل فترة اود عمل كروكي لذلك الفريج بمساعدة أخي الأكبر وأحد أصدقاءه الذين سكنوا بذلك الفريج إلا أنه لمشاغلي فقد تم تأجيله الى اجل غير مسمى وعن موقع بيوت الفريج فطبعا البيوت أزيلت بالكامل وكانت تقع البيوت بالجهة الغربية لشارع أحمد الجابر ما بين دوار مخفر شرق وتقاطع مجمع دسمان.
عوائل الفريج
وعن العائلات التي كانت تسكن فريجهم يقول البخيت: أتذكر بعض الأسماء للعوائل أو أسماء أفراد ومنهم داخل سكتنا بيت أحمد وحسين العبدالرزاق وكان ملاصقا لبيتنا وبيت جاسم العرادي وبيت حجي عباس نعمة القلاف وبيت علي ناصر(والد لاعب النادي العربي السابق - خالد علي ناصر) بيت توكلي- بيت علي الصالح وكنا نطلق عليه علي الصفار نسبة الى خواله- بيت السليم.
أما خارج سكتنا فبيت عبدالله النجدي - بيت فرحان الرومي (والد لاعب النادي العربي السابق - سند فرحان)- بيت الحاي.
ويضيف: ومن تلك البيوت التي تقع على شارع احمد الجابر بيت قاسم وحمد القلاف- بيت حسين الفاضل وحسب كلام والدتي (رحمها الله) فقد كان بيت والدها (جدي) مقابل مسجد الرومي (المسجد يقع بالجهة الأخرى مقابل الشارع) وبيت الغانم وكان ملاصقا لبيت جدي.
ذكريات عن الفريج
وعما اذا كان ضيفنا يتذكر حوادث أو ذكريات عاصرها أثناء سكنهم بفريج البلوش، يقول البخيت: طبعا كنت صغير السن بتلك الفترة ولكن كانت هناك حادثتين مازلت أتذكرهما الأولى.. كانت والدتي تتمسك بتلك الفترة بعادات الكويتيات بغسل الملابس بماء البحر وكنت اذهب معها الى البحر وكنا نعبر سككا وفرجانا كثيرة للوصول الى البحر ومازلت أتذكر من كلامها سكة القضيبي ومقبرة هلال، وفي احد الأيام وكانت الشمس حارة ذهبت معها للبحر وقد كانت والدتي تكرر كلمات ولم أكن أفهم معناها بتلك الفترة فقد كانت تقول اليوم بند اليوم الناس واقفة (طبعا معناهم اليوم عطلة) وأثناء عبورنا للشارع (أعتقد مقابل المدرسة الشرقية) فقد كان زفت أرضية الشارع لينا وكانت نعالي (أعزكم الله) تلتصق بأرضية الشارع وكنت ارفعها بقوة وذلك خوفا من ان أقف أو التصق بالشارع حالي حال الناس الواقفة (حسب تفسيري لكلمات والدتي) وعندما عدنا للبيت فقد تخبيت بإحدى الغرف وكنت شديد الخوف من الخروج حتى لا أتوقف بالأرض، وفي مساء ذلك اليوم كنت اسمع أصوات طبول وموسيقى وأغاني ولكني لم أخرج وذلك لخوفي الشديد وبعد ذلك طلب مني أخي الأكبر ان اخرج معه فهناك احتفالات الاستقلال (مازلت أتذكر كلمة الاستقلال)، وفعلا خرجت معه وكانت هناك احتفالات بشارع أحمد الجابر وقد مر موكب من السيارات والعربات الكبيرة.
طبعا بعد ذلك استطعت ان أحدد ان تاريخ ذلك اليوم كان 19/6 ولكن لا استطيع ان احدد السنة فقد تكون عام 62 أو63 أو64.
مغادرة شرق
بعد فترة من الزمن تركت أسرة ضيفنا منطقة شرق وعن ذلك يقول: نحن خرجنا من الفريج في عام 65 تقريبا ولكني حددت تلك السنوات حسب احتفالات الكويت بعيد الاستقلال بتاريخ 19/6 فلا تنسى ان الشمس كانت حارة ذلك اليوم.
حتى بعد خروجنا من منطقة شرق فقد درست ببعض مدارسها ومن تلك المدارس بمرحلة رياض الأطفال درست بروضة (طبعا بعدين عرفت اسمها) وهي روضة الخليج العربي وموقعها بتلك الفترة بالمقوع الشرقي خلف سينما الفردوس والحمراء، وقد هدم جزء منها قبل سنوات قصيرة وحاليا يشغل موقعها مدرسة خاصة أما مسمى الروضة فقد أطلق على احدى رياض أطفال منطقة الرميثية (وأعتقد بقطعة 6).
عاصفة ترابية
وعن أحد المواقف التي مر بها ضيفنا في طفولته المبكرة يقول: أتذكر بمرحلة رياض الأطفال ان الفترة التي نقضيها بالروضة كانت تمتد الى العصر وكنت دائما اذهب وارجع مع والدتي وفي احد الأيام حضر والدي - رحمه الله - لأخذي من الروضة بسيارته وسبب ذلك هبوب عاصفة ترابية شديدة أصبحت الدنيا بعدها صفراء ثم تحولت الى شديدة الاحمرار (طبعا بعد ان كبرنا عرفنا ان تلك السنة كانت عام 1963).
وأذكر ان الوالد - رحمه الله - بتلك الفترة كانت لديه سيارة ماركة انجليزية اسمها (زفير) وكانت لديه سيارة أخرى بعد ذلك ماركة فولكس واجن ولكن لا أتذكر اي منهما التي اخذني بها من الروضة.
الدراسة بالمعهد الدينيبعد مرحلة الروضة بالصف الأول الابتدائي درست بمدرسة كاظمة ثم أكملت الابتدائي بالمعهد الديني وكان موقعة ملاصقا لمدرسة كاظمة (حاليا يشغل مبنى المدرستين معهد التدريب).
وبالنسبة للمدرسين فأعتقد إن لم يكن جميعهم فاغلبهم قد انتقل الى رحمة الله ومن المدرسين (ناظر المعهد الشيخ حمد عبدالوهاب الفارس- ناجي عبود (أعتقد عراقي الجنسية)- المقرئ الشيخ محمود قلقاسي- المقرئ الشيخ إبراهيم رمانة - الشيخ علي قاسم حمادة).
بالنسبة للطلبة فمازلت أتذكر اسماء بعضهم واعتقد حتى لو شاهدت بعضهم فإني لا أعرفهم وأعتقد انهم أيضا لا يعرفوني ومنهم بدر مطر خليفة، عبدالله احمد الشمالي، أما خالد علي حمادة فقد كنت أشاهده بالديوانية في بيت خالته بأواخر السبعينيات، وأولاد الشيخ علي حمادة أغلبهم درسوا بالمعهد الديني ومن أشهرهم حاليا اللواء طارق حمادة، أما ابنه مساعد فقد درسني لفترة قصيرة حيث كان في تلك الفترة (مدرسا تحت التدريب).
المرحلة المتوسطة
يتحول البخيت بعد ذلك للحديث عن المرحلة المتوسطة حيث يقول: بالمرحلة المتوسطة درست بمدرسة السالمية (يشغل مبنى المدرسة حاليا ادارة التحقيقات) ثم درست بثانوية الرميثية. ويتضح من ذلك أنه بعد سكننا بمنطقة شرق انتقلنا الى منطقة السالمية، واستمر ذلك لفترة طويلة الى عام 1978 تقريبا، وبعدها سكنا ضاحية عبدالله السالم ولكن لم انقطع عن السالمية بعد ذلك.
وفي مدرسة السالمية كان الناظر محمد العتيقي ومن المدرسين الكويتيين استاذ التربية البدنية سرور سالم (رياضي سابق بنادي القادسية) والأستاذ محمد الخضري (لاعب كرة يد سابق بالنادي العربي) أخي الأستاذ عامر البخيت الاستاذ براك العطية ومن الأساتذة الوافدين الأستاذ عارف (مدرس رياضيات) الأستاذ أكرم عرفات ويقال انه شقيق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (ولا أعرف صحة ذلك).
وبثانوية الرميثية كان ناظر المدرسة الأستاذ عبدالله اللقمان والوكيل الاستاذ زكي عتيق ثم الأستاذ أحمد محمد (لاعب كرة قدم سابق بنادي كاظمة وشقيق اللاعب حسين محمد) وعن أسماء الطلبة بالمدرستين فأتذكر أغلب أسمائهم ولو ذكرتهم فسيطول ذلك وأغلبهم مازالت علاقة الصداقة مستمرة معهم.
بيت السالمية
وعن موقع بيتهم في منطقة السالمية يقول ضيفنا: موقع البيت اليوم بالزاوية الجنوبية الشرقية لتقاطع شارع سالم المبارك مع شارع قطر مقابل مجمع الثريا.
وقد سكن بالقرب من بيتنا حينها عائلة (ماجد الهزاع) وقد خرجوا من السالمية في أواخر الستينيات ولكن لم تنقطع علاقتي معهم أو مع أقرباء لهم، وعلى امتداد بيتنا بجهة البحر فهناك بيت أولاد مرزوق طحيح ومن أولاده (طبعا هناك من اعرفه بالاسم فقط وهم د.سالم وراشد) أما سلمان وناصر فقد كنت العب معهم ومع أولاد اختهم خالد وثويني كرة القدم ومن الصدف انني تعرفت بعد ذلك على ولد اختهم (مرزوق) ولكني لم أعرف صلة القرابة معهم إلا بعد فترة، كما اني قد تقابلت مع ثويني وتذكرته ولكنه لم يذكرني وتذكر كل كلامي عن السالمية وعن بيت خواله.
ومن تلك البيوت فهناك بيت أولاد عبدالعزيز الفهد ومن أولاده سعود وأديب ووليد وحمد وفهد (البيت مازال قائما بالوقت الحالي) ويقع على امتداد مجمع شاهة بجهة البحر، وخلفهم بجهة الجنوب فهناك بيت العيسى ومن أولادهم كمال.
كذلك هناك عوائل كثيرة سكنت أو مازالت تسكن منطقة السالمية ومن أشهرها بعض من أسرة الصباح منهم أولاد الشيخ سعود الصباح والمرحوم الشيخ ناصر صباح الناصر والمرحوم الشيخ فهد السالم الصباح.
ومنطقة السالمية كانت تسمى بالدمنة ثم بالعنبرة ثم بالسالمية نسبا الى الشيخ سالم المبارك الصباح.
بيت لوذان
يتطرق البخيت بعد ذلك للحديث عن بيت لوذان فيقول: لو نظرنا الى ما يعرف حاليا بمسمى بيت لوذان فقد كانت مياه البحر تصل الى أسواره وقد دفنت مياه البحر عام (1975) تقريبا، ويعود بيت لوذان الى والدة الأمير الشيخ صباح السالم - رحمهما الله، وقد خرجت منه في أواخر سنوات الستينيات تقريبا وتم تأجير المبنى لمدرسة خاصة وسكنت والدة الشيخ صباح بمنطقة السالمية بالقرب من حديقة السالمية (يشغل المبنى حاليا مستشفى حياة كلينك)، كما أتذكر مرور موكب الشيخ صباح السالم في بداية استلامه الحكم من أمام منزلنا حيث كان الشيخ صباح السالم يسكن منطقة السالمية (قبل انتقاله الى قصر المسيلة).
وعن التغيرات بمنطقة السالمية فأستطيع تحديد المواقع القديمة لمكتب البريد ومخفر السالمية ونادي السالمية ولكن الحديث عن ذلك سيطول.
ذكريات البحر والصيف
عن ذكريات الصبا والشباب في فترة الصيف يقول: طبعا البحر ارتبطت معه ارتباطا شديدا خاصة بالعطلة الصيفية فقد مارست السباحة وطرقا كثيرة لصيد الأسماك.
والحقيقة أغلب أيام العطلة الصيفية كنت أقضيها في البحر أو في السفر مع الأهل أو بممارسة لعبة كرة القدم مع الأصدقاء، أو بقراءة بعض المجلات الكويتية كمجلة العربي أو بممارسة بعض الهوايات الأخرى ومنها (هواية جمع العملات والطوابع) والتي بدأت عام 1971 أثناء السفر مع الأهل الى لبنان وسورية وبعد عودتي ونتيجة لوجود أصدقاء من دول مختلفة ولوجود جاليات مختلفة تسكن السالمية فقد تمكنت من تكوين مجموعات كثيرة من العملات لدول مختلفة في تلك الفترة.
كذلك كان لي تجارب كثيرة في الأندية الصيفية ففي صيف عام 1973 عمل أخي الأكبر مشرفا بالأندية الصيفية حيث كان في تلك الفترة مدرسا للغة العربية وكنت اذهب معه للنادي بالفترتين الصباحية والمسائية وقد استلمت إدارة إذاعة النادي بالكامل مع أحد أعضاء النادي من حيث إعداد وتقديم البرامج واختيار الأغاني من ساعة الافتتاح الى نهاية عمل الإذاعة، كما مارست نشاط الكتابة بصحافة النادي من فترة الى أخرى ولكني كنت أفضّل العمل بالنشاط الإذاعي عن نشاط الصحافة وأتذكر انني في عام 1974 تقريبا علمني ولد خالي - يرحمه الله - وكان في تلك الفترة طالبا بالثانوية الصناعية بقسم اللاسلكي طريقة إيصال أسلاك سماعة المسجل الى سماعة الراديو، وقد جربت عمل تلك الطريقة فكنت اسمع الأغاني من الراديو وكنت أظن بأن الكل يستمعون للأغاني التي أضعها، ولكن اتضح لي انني الوحيد الذي يسمع تلك الأغاني فقط (في تلك الفترة أو قبلها أتذكر عمل أحد المواطنين اذاعة شخصية للأغاني الشعبية من منطقة الفيحاء (لا أتذكر اسم الشخص) وكنت أود بأن اعمل في نفس ما يقوم به ذلك الشخص.
وفي الحقيقة أنا أتذكر اسم النادي لكن أغلب الناس حاليا لا تتذكر تلك المنطقة السكنية فقد كانت منطقة الشعيبة وكان مسمى النادي نادي الشعيبة الصيفي في أحد مدارس منطقة الشعيبة والتي أزيلت مباني بيوتها وخدماتها في نهاية السبعينيات تقريبا.
البرامج والأغاني
وعن برنامجه الإذاعي في نادي الشعيبة الصيفي يقول البخيت: في تلك الفترة كنت أبدأ بالسلام الأميري (قبل تغييره وعمل النشيد الوطني) ثم بآيات من القرآن الكريم (كان لدينا مسجل بكرات) ثم نبدأ ببرنامج يشمل مقابلات مع أعضاء النادي وإذاعة فقرات عن الطرائف والحكم وفقرات بموضوع هل تعلم وفقرات عن الدول العربية والإسلامية وبعض أخبار النادي وكنت احرص على ربط إذاعة النادي مع موجز الأنباء والذي تذيعه إذاعة الكويت وكان في تلك الفترة في الساعة العاشرة والنصف صباحا، أما الأغاني فأتذكر أسماء المطربين ومنهم (عبدالكريم عبدالقادر- مصطفى أحمد- خليفة بدر- غازي العطار – عبدالحميد السيد- عبدالمحسن المهنا- حسين جاسم- عوض الدوخي) وكانت لدينا أشرطة بكرات، كما كنت استعير بعض الأغاني من أشرطة الكاسيت أما أسماء الأغاني فلا أتذكر سوى أغنية لغوار الطوشي (دريد لحام) وهي أغنية فطوم وبتلك الفترة كان تلفزيون الكويت يعرض مسلسل فندق صح النوم لغوار الطوشي (دريد لحام) وحسني البرزان (نهاد قلعي) وكانت تلك الأغنية من ضمن الحلقة الأخيرة لذلك المسلسل وأتذكر بعض أغاني ذياب مشهور التي تعرض بالمسلسل ومنها أغنية على الماية، وفي 1975 التحقت بعضوية نادي الرازي الصيفي (احدى مدارس منطقة السالمية هدم المبنى قبل فترة) بنشاط الصحافة ولكن لم استمر لفترة طويلة حيث كنت أرغب في عضوية نشاط الإذاعة.
وبالنسبة للإعداد والمعلومات الخاصة بالبرنامج فقد كانت لأخي الأكبر مكتبة بالمنزل تضم كتبا ومجلات كثيرة أتذكر منها مجلات العربي والوعي الإسلامي ومجلة الكويت والنهضة وأسرتي واليقظة وكنت آخذ تلك المعلومات من خلال قراءتي لتلك المجلات.
العمل والهوايات
لدى سؤال ضيفنا عن عدم عمله في مجال الإعلام (صحافة وإذاعة) بالرغم من تناغمه مع هوايته قال: طبعا تلك هواية ولو نظرت لهوايات أخرى مارستها في تلك الفترة أو قبل ذلك فمنها انني كنت أهوى النجارة منذ الطفولة وقد كانت والدتي تقول طالع على جدك بـ «الطقطقة» كما كنت أهوى ميكانيك السيارات في أواسط السبعينيات تقريبا وبعد ذلك كنت على وشك تقديم أوراقي لدورة مساعد مهندس ميكانيك طائرات مدنيه عن طريق الخطوط الجوية الكويتية وكانت الدورة في بريطانيا لمدة 13 شهرا ولكن غيرت رأيي بعد ذلك كما غيرت رأيي عن دورة مساعد مهندس ميكانيك سفن ومرشد بحري بعد اجتيازي لامتحانات القبول، وعن العمل بشركة البترول حيث كان بعض من أصدقائي يحثونني على الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية وكنت على وشك الذهاب معهم إلا انني قد استدعيت للتجنيد الإلزامي، وبعد ذلك عملت بالتجارة وكانت مصادفة ان يكون نشاطي التجاري بالديكور واستمررت بعد ذلك بمزاولة ذلك النشاط مع بعض الأنشطة التجارية الأخرى الى الغزو الصدامي لدولة الكويت عام 1990 وبعد التحرير أعدت افتتاح مكتب الديكور وقمت بتصميمه وتنفيذه بنفسي بنمط كويتي قديم ولمتطلبات عملي بالديكور فقد التحقت ببعض الدورات في ذلك المجال منها دورة كمبيوتر بالرسم الهندسي بجامعة الكويت.
باب النجار
من المفارقات أنه رغم عمل ضيفنا في مجال الديكور إلا انه ليس كل الديكورات في بيته من تصميمه وعن ذلك يقول: كما يُقال باب النجار مخلّع ولكن أهم أعمال الديكور غرفة الطعام وغرفة لعب الأولاد والديوانية التي قمت بتصميمها وتنفيذها على نمط الطراز الكويتي القديم وكانت لدي بعض المقتنيات الكويتية القديمة التي احتفظ بها فوضعتها بالديوانية كديكور مكمل للعمل، إلا انني بعد ذلك أصبحت اجمع مقتنيات كويتية قديمة وأدى ذلك لإحياء هواية جمع العملات والطوابع ولكنها أصبحت متخصصة للعملات الكويتية والعملات الأخرى التي تم تداولها قديما في الكويت. وقد كان ذلك في عام 2005.
«هوايتي تحكي تاريخ وطني»
لضيفنا كتاب بعنوان «هوايتي تحكي تاريخ وطني» ويتحدث عنه ومدى ارتباطه بهوايته في مجال الديكور والاهتمام بالطراز الكويت القديم قائلا: كان لاهتمامي بالطراز الكويتي القديم تأثير على إنجاز كتابي ولكن هناك أيضا عوامل أخرى ساعدت على تطوير الهواية وأدت في النهاية الى مراحل البحث والكتابة ومن تلك الأمور المساعدة بعد التخصص التعارف على هواة آخرين ثم قراءاتي لكتب كثيرة محلية وعالمية عن تلك العملات والكتب التي تتعلق بالكويت وتاريخها ثم الانتساب للجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات، ثم مشاركاتي بمعارضها أو بمعارض أخرى تلقيت الدعوة للمشاركة فيها، ثم إعدادي لكتاب آخر (أقوم بإعداده منذ عام 2007 ولم يطبع الى الآن) ولذلك فقد كثرت قراءاتي للكتب سالفة الذكر بالإضافة لكتب تاريخ بعض الدول التي تم تداول عملاتها في الكويت ثم مشاركاتي بالكتابة بمجلة الجمعية (البوسطة)، والمشاركة بأبحاث عن العملة الكويتية بمنتدى دولي خارج الكويت تلقيت الدعوة عن طريق أحد زملاء الهواية (محمد الحسيني) كما ان حضور الزوار ووسائل الإعلام لزيارة وتغطية المعارض التي نشارك فيها عن العملات أو الطوابع وتشجيع الأهل وتضحيتهم وتشجيع الأصدقاء أدى كل ذلك في النهاية لتطوير مراحل هوايتي، وتلك التطورات أدت في النهاية لصدور ذلك الكتاب. وفي النهاية أستطيع ان أقول ان عمل ديكور الديوانية بالطراز الكويتي القديم قد أحيا هوايات صغيرة سابقة مارست بعضها في فترة الشباب.
الأندية الصيفية
يحدثنا البخيت من خلال تجربته عن الأندية الصيفية التي كانت موجودة سابقا ومدى أهميتها فيقول: مع ان التحاقي بالأندية الصيفية كان لفترة قصيرة إلا أنه أفادني بممارسة بعض الهوايات وأنا من المطالبين بعودتها، كما انه في السابق وخلال المرحلة المتوسطة كانت هناك حصص عملية (بدل حصص الموسيقى والرسم) كنا ندرسها كتعليم الراديو واللاسلكي والكهرباء والنجارة وللأسف الشديد لم تستمر إلا لفترة قصيرة جدا.
ثم يعود ضيفنا بعد ذلك للحديث عن كتابه قائلا: أود أن أذكر ان نسبة 80% من نسخ الكتاب معدة للإهداء وانتهز هذه المناسبة بتقديم اعتذاري لمن لم نستطع إهداءه بالفترة السابقة وذلك بسبب التعب والإرهاق أثناء فترة إعداد الكتاب وفترة مشاركاتي بمعارض بمناسبة أعياد الكويت (الذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم والذكرى الخمسين لاستقلال الكويت والذكرى العشرين لتحريرها) وفترة التجهيز للإعلان عن صدور الكتاب، وآمل مواصلة الإهداءات بعد شهر رمضان المبارك إن شاء الله أعاده الله على الجميع بخير.
أما اغلب من أهدي له الكتاب فقد التمست منه المدح والثناء ومن أهمها حصولي على كتاب شكر من الشيخة منى الجابر العبدالله الجابر الصباح الوكيل المساعد بمركز المكتبات والوثائق التاريخية بالديوان الأميرى.
الاستقلال وصدور الدينار
ويضيف البخيت: أعددت الكتاب بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال دولة الكويت والذكرى الخمسين لصدور وتداول الدينار الكويتي، وكنت آمل من الإعلان عن صدور الكتاب بالمناسبة الأولى إلا أنني لم أتمكن من ذلك، فانتهزت المناسبة الثانية وقمت بإعداد معرض من مقتنياتي الشخصية بعنوان «الدينار الكويتي في خمسين عاما» وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأثناء الإعداد للمعرض تبنت وكالة الأنباء الكويتية خبر صدور الكتاب وأثناء حفل افتتاح وإقامة فعاليات المعرض أعلنت عن صدور كتاب «هوايتي تحكي تاريخ وطني».
ومن الأمور الجميلة والعزيزة على نفسي أن الإعلان عن صدور الكتاب جاء عبر إذاعة الكويت بمحطة أغلى دار أثناء النقل المباشر لفعاليات افتتاح المعرض.
مطلق الوهيدة: أهل الكويت قديماً انقسموا في تعاملهم مع البيئة الصحراوية إلى 3 فئات: ساكني المدن و«عريب دار» وأهل الصحراء
في لقاء أجريناه مع مطلق ثنيان الوهيدة طلبنا منه ان يعطينا نبذة عن كيفية تعايش المجتمع الكويتي قديما مع البراري والبيئة الصحراوية فزودنا بالمعلومات التالية:
أهل الكويت قديما كانوا ينقسمون الى 3 فئات بتعاملهم مع البيئة الصحراوية كما تعاملوا مع البيئة البحرية في مجالات مختلفة والتي يعرفها الجميع، ولكن اليوم سنحدثكم عن البيئة الأخرى لكي يستطيع الجيل الحاضر التعرف على هذا التعامل الشيق.
الفئة الأولى هم ساكنو المدينة والقرى، فهم يخرجون في موسم الربيع من بداية شهر فبراير الى منتصف مارس، ولا يباعدون في تنزههم والتي يسمونها «الكشتة» فأهل المدينة ينطلقون من النزهة الى بر مشرف والصريرات وبر خيطان والفروانية قبل ان يصلهم البناء، وكانت تنبت فيها بعض الأشجار البرية كالعرفج والثندا والرمث التي كانت تنبت في الرميثية، وكانت تنبت في هذه المواقع الكثير من أصناف الأعشاب ذات الزهور الجميلة والرائحة المنعشة، والتي عندما يكون الموسم مبكرا ومتواصلا، يطلع في بر مشرف الكمأ اي الفقع الزبيدي، وكانوا يقتنون بعضا من الماعز لاستعمال ألبانها في هذه الفترة الجميلة، وهم بحكم قربهم من المدينة والقرى يذهبون لأعمالهم التجارية والزراعية في فترة الصباح الى صلاة العصر، ثم يعودون الى هذه المخيمات البرية وهكذا، أما أقاربهم الذين لم يخرجوا معهم يأتون اليهم يوم الجمعة في بعض الأحيان، وكانوا حريصين كل الحرص على البيئة من الأنقاض والقمامة، ولا يقطعون الأشجار من جذورها، ولا يصطادون الطيور التي لا تؤكل.
أما الفئة الثانية والمسماة بـ «عريب دار» فهي تخرج مع طلوع الوسم 15 اكتوبر الى منتصف ابريل، وتبعد عن المدينة اكثر من الفئة الأولى، ومضارب أماكنهم على سبيل المثال وليس الحصر، النوينيص والمطلاع والأطراف والصبية والروضتين شمالا، أم الروس والرحية وكبد والصليبية غربا، والمقوع والعدل وملح والمعدنيات جنوبا، ولا يذهبون الى الديرة او القرى إلا في الأسبوع مرة لقضاء بعض الحاجات، وهذه الأماكن توجد فيها بعض الموارد المائية اي «القلبان».
أما الفئة الثالثة فهي التي تعيش في صحراء الكويت بشكل عام صيفا وشتاء، وفي بعض الأحيان تنجع، اي تذهب الى صحاري الدول المجاورة عندما يتأخر الوسم، ويقل الكلأ في صحراء الكويت، ومن ثم يرجعون عندما يتوافر الكلأ في صحراء بلدهم، فهم يقتنون الكثير من الماشية من الأغنام والإبل، ويرحلون من مكان الى آخر، حتى يجدوا أماكن الفلا في الفصل الشتوي، وعندما يبدأ الصيف في منتصف مايو، ينزلون حول الموارد المائية لحاجتهم للمياه ليسقوا الماشية، فالأغنام تصدر من هذه المياه يوميا لترعى من يباس العشب اي الكلأ كل يوم وراء يوم، أما الإبل فتصدر وتأخذ 4 أيام ومن ثم ترد على الماء مرة اخرى وهكذا.
بيوت الشعر
أما البادية فيسكنون في بيوت الشعر اي «الخيمة الصوفية» المسماة بعدة أسماء، منها القطبين أي يوجد عمودان في أوسطها، وامثولث، وامروبع، وامخومس، أما امسودس، وامسوبع فهذه يقتنيها كبار القوم أو أصحاب الوجاهة، وفي الطرف الغربي من هذه الخيمة يوجد المطبخ، أما الطرف الشرقي والمسمى بالرفه فهو للضيوف والزوار، وفي بعض الأحيان تحتمي بعض من الأغنام فيها من البرد القارس، أما الأقسام الداخلية فهي للعائلة.
ويوجد عند بعض من البوادي خيمة معدة تسمى المضيف اي «الضيافة» لعابري السبيل في هذه الصحارى، لأن البادية معروفة بسخاها اي «الكرم» ولأن هذه السيارة من القوافل لا يوجد حولها قرى ليتزودوا ببعض من الحاجات الملحة او ليسألوا عن الطريق والأماكن التي يقصدونها من البادية المشهورين بالمعرفة بهذه الطرق، فهم وهذه الفئة من البادية يتزودون بما يحتاجون من الأطعمة ما يكفيهم لمدة 3 أشهر، وعندما يحتاجون يرسلون المديد على بعض القوافل للديار القريبة منهم ليتزودوا بما ينقصهم منها، وكلمة مديد مشتقة من المد والإمداد، فهم يجمعون أموالهم من النقود عندما يجلبون الدهن والإقط أي اللبن المجفف، وأصواف الأغنام وبعضا من الأصناف الأخرى، ليشتروا بها ما ينقصهم من حاجات، وبعض من هؤلاء البادية عندما يأتي الصيف يركبون البحر مع نواخذة الكويت، ليستفيدوا ماليا، فمنهم الغيص والسابة المعروفون للحاضرة والبادية ايضا، وكل هذه الفئات آنفة الذكر دائما وابدا حريصة على البيئة في الصحراء والبحر، وعندما يحتاجون بعضا من الأشجار أو الأعشاب لا يقطعونها من جذورها، بل يقطفون ما يريدون من أعلاف لماشيتهم من عاليها، ويتركون جذورها ماكثة في الأرض حتى تنبت مرة اخرى عندما يأتيها المطر.
ويطيب لي بهذه المناسبة كما يطيب لغيري، ان نشيد ونشكر القائمين على المحافظة على البيئة من نساء ورجال، وعلى رأسهم الشيخة أمثال الأحمد، أم الخير، التي بجهودها الجبارة والفريق الذي معها أنشأوا بعض المحميات البرية، وأعادوا لها النباتات البرية التي كادت لتختفي لولا هذا الجهد الوطني وأعادوا اليها وجهها الصحراوي القديم، حتى تنبت فيها أصناف من الأشجار والأعشاب القديمة، وبجهودهم رد الله لها الروح، ونرجو ان يهتموا بالبيئة البحرية خصوصا الجزر المنسية التي يعتنى بها في جميع أنحاء العالم لتطويرها والاستفادة منها، هذا ومعذرة اذا كان هناك تقصير فيما لم نستطع ذكره. وفيما يلي مواقع الموارد المائية من مدينة الكويت والتي تزاولها البادية، ويقطنون فيها (أي يسكنون) في فترة الصيف وهي كالآتي: شمال وغرب الكويت:
القشعانية، أم نقا، الصابرية، الطرفاني، البحيرة، البحيث، جعيلان، الحقيقة، شميمة، مغيرة، البحرة، الخرفشي، المقرفة، محرقة، مديرة، قلمة الابيرق، قلمة أبرق الحباري، قلمة صباح، قلمة شايع، الشقايا، والروضتين.
مدينة الأحمدي غربا منها وجنوبا: الخفجي، الوفرة، قلب طير، الصبيحية، قلمة خنيفسة، صبيح، جعيلان، مشاش وارة، مشاش الهمشي، مشاش الشريع، مشاش الدبوس، مشاش الفريشي، قلمة المناقيش، الطويل، ملح، والمقوع.
عدد المشـاهدات: 3505
عبدالله بخيت البخيت (كرم ذياب)
البخيت متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
مقتنيات قديمة
غلاف كتاب البخيت «هوايتي تحكي تاريخ وطني»
شهادة تقدير
البخيت أمام بعض مقتنيات متحفه
تحف قديمة احتفظ بها البخيت
.. وجانب آخر من المتحف
- ولدت في منطقة شرق بفريج البلوش
- بيت لوذان تعود تسميته إلى والدة الأمير الراحل الشيخ صباح السالم وكانت مياه البحر تصل إلى أسواره حتى دفنته في عام 1975
- الحصص العملية في «المتوسطة» والأندية الصيفية كانت مفيدة للغاية في تنمية مهارات الشباب وأطالب بعودتها
- عام 1973 كنت مسؤولاً عن الإذاعة في نادي الشعيبة الصيفي وكنا نستخدم مسجلاوأشرطة بكرات
- في السبعينيات قام أحد المواطنين بعمل إذاعة شخصية للأغاني الشعبية في منطقة الفيحاء
- في عام 1963 كنت أدرس بالروضة وهبّت عاصفة رملية شديدة وتحول الجو إلى اللون الأحمر فحضر والدي ليأخذني خوفاً عليّ
- أمي كانت تغسل الملابس في ماء البحر وكنت أذهب معها
ضيفنا اليوم عبدالله بخيت البخيت هو أحد هواة جمع العملات والطوابع الكويتية وهو في نفس الوقت باحث بالتراث الكويتي. ولد في منطقة شرق ويحمل في ذاكرته الكثير من الذكريات الجميلة عن أيام الطفولة والشباب. يحدثنا في هذا اللقاء عن أيام الصبا والشباب وما علق بذهنه عن احتفالات الاستقلال في حقبة الستينيات وبعد ذلك النوادي الصيفية في السبعينيات وكيف مارس العمل الإذاعي في أحد هذه الأندية. كما يتطرق لمواهبه المتعددة وكيف بدأت ونمت وما الذي حدث عندما حاول الالتحاق بدورة في الهندسة الميكانيكية وكذلك الإرشاد البحري.
يبدأ ضيفنا عبدالله البخيت حديثه عن ذكريات الماضي بالكلام عن مولده فيقول: ولدت في مدينة الكويت بمنطقة شرق بفريج البلوش عام 1958. وربما يكون من الصعب تحديد موقع الفريج حاليا بالضبط، وقد كنت قبل فترة اود عمل كروكي لذلك الفريج بمساعدة أخي الأكبر وأحد أصدقاءه الذين سكنوا بذلك الفريج إلا أنه لمشاغلي فقد تم تأجيله الى اجل غير مسمى وعن موقع بيوت الفريج فطبعا البيوت أزيلت بالكامل وكانت تقع البيوت بالجهة الغربية لشارع أحمد الجابر ما بين دوار مخفر شرق وتقاطع مجمع دسمان.
عوائل الفريج
وعن العائلات التي كانت تسكن فريجهم يقول البخيت: أتذكر بعض الأسماء للعوائل أو أسماء أفراد ومنهم داخل سكتنا بيت أحمد وحسين العبدالرزاق وكان ملاصقا لبيتنا وبيت جاسم العرادي وبيت حجي عباس نعمة القلاف وبيت علي ناصر(والد لاعب النادي العربي السابق - خالد علي ناصر) بيت توكلي- بيت علي الصالح وكنا نطلق عليه علي الصفار نسبة الى خواله- بيت السليم.
أما خارج سكتنا فبيت عبدالله النجدي - بيت فرحان الرومي (والد لاعب النادي العربي السابق - سند فرحان)- بيت الحاي.
ويضيف: ومن تلك البيوت التي تقع على شارع احمد الجابر بيت قاسم وحمد القلاف- بيت حسين الفاضل وحسب كلام والدتي (رحمها الله) فقد كان بيت والدها (جدي) مقابل مسجد الرومي (المسجد يقع بالجهة الأخرى مقابل الشارع) وبيت الغانم وكان ملاصقا لبيت جدي.
ذكريات عن الفريج
وعما اذا كان ضيفنا يتذكر حوادث أو ذكريات عاصرها أثناء سكنهم بفريج البلوش، يقول البخيت: طبعا كنت صغير السن بتلك الفترة ولكن كانت هناك حادثتين مازلت أتذكرهما الأولى.. كانت والدتي تتمسك بتلك الفترة بعادات الكويتيات بغسل الملابس بماء البحر وكنت اذهب معها الى البحر وكنا نعبر سككا وفرجانا كثيرة للوصول الى البحر ومازلت أتذكر من كلامها سكة القضيبي ومقبرة هلال، وفي احد الأيام وكانت الشمس حارة ذهبت معها للبحر وقد كانت والدتي تكرر كلمات ولم أكن أفهم معناها بتلك الفترة فقد كانت تقول اليوم بند اليوم الناس واقفة (طبعا معناهم اليوم عطلة) وأثناء عبورنا للشارع (أعتقد مقابل المدرسة الشرقية) فقد كان زفت أرضية الشارع لينا وكانت نعالي (أعزكم الله) تلتصق بأرضية الشارع وكنت ارفعها بقوة وذلك خوفا من ان أقف أو التصق بالشارع حالي حال الناس الواقفة (حسب تفسيري لكلمات والدتي) وعندما عدنا للبيت فقد تخبيت بإحدى الغرف وكنت شديد الخوف من الخروج حتى لا أتوقف بالأرض، وفي مساء ذلك اليوم كنت اسمع أصوات طبول وموسيقى وأغاني ولكني لم أخرج وذلك لخوفي الشديد وبعد ذلك طلب مني أخي الأكبر ان اخرج معه فهناك احتفالات الاستقلال (مازلت أتذكر كلمة الاستقلال)، وفعلا خرجت معه وكانت هناك احتفالات بشارع أحمد الجابر وقد مر موكب من السيارات والعربات الكبيرة.
طبعا بعد ذلك استطعت ان أحدد ان تاريخ ذلك اليوم كان 19/6 ولكن لا استطيع ان احدد السنة فقد تكون عام 62 أو63 أو64.
مغادرة شرق
بعد فترة من الزمن تركت أسرة ضيفنا منطقة شرق وعن ذلك يقول: نحن خرجنا من الفريج في عام 65 تقريبا ولكني حددت تلك السنوات حسب احتفالات الكويت بعيد الاستقلال بتاريخ 19/6 فلا تنسى ان الشمس كانت حارة ذلك اليوم.
حتى بعد خروجنا من منطقة شرق فقد درست ببعض مدارسها ومن تلك المدارس بمرحلة رياض الأطفال درست بروضة (طبعا بعدين عرفت اسمها) وهي روضة الخليج العربي وموقعها بتلك الفترة بالمقوع الشرقي خلف سينما الفردوس والحمراء، وقد هدم جزء منها قبل سنوات قصيرة وحاليا يشغل موقعها مدرسة خاصة أما مسمى الروضة فقد أطلق على احدى رياض أطفال منطقة الرميثية (وأعتقد بقطعة 6).
عاصفة ترابية
وعن أحد المواقف التي مر بها ضيفنا في طفولته المبكرة يقول: أتذكر بمرحلة رياض الأطفال ان الفترة التي نقضيها بالروضة كانت تمتد الى العصر وكنت دائما اذهب وارجع مع والدتي وفي احد الأيام حضر والدي - رحمه الله - لأخذي من الروضة بسيارته وسبب ذلك هبوب عاصفة ترابية شديدة أصبحت الدنيا بعدها صفراء ثم تحولت الى شديدة الاحمرار (طبعا بعد ان كبرنا عرفنا ان تلك السنة كانت عام 1963).
وأذكر ان الوالد - رحمه الله - بتلك الفترة كانت لديه سيارة ماركة انجليزية اسمها (زفير) وكانت لديه سيارة أخرى بعد ذلك ماركة فولكس واجن ولكن لا أتذكر اي منهما التي اخذني بها من الروضة.
الدراسة بالمعهد الدينيبعد مرحلة الروضة بالصف الأول الابتدائي درست بمدرسة كاظمة ثم أكملت الابتدائي بالمعهد الديني وكان موقعة ملاصقا لمدرسة كاظمة (حاليا يشغل مبنى المدرستين معهد التدريب).
وبالنسبة للمدرسين فأعتقد إن لم يكن جميعهم فاغلبهم قد انتقل الى رحمة الله ومن المدرسين (ناظر المعهد الشيخ حمد عبدالوهاب الفارس- ناجي عبود (أعتقد عراقي الجنسية)- المقرئ الشيخ محمود قلقاسي- المقرئ الشيخ إبراهيم رمانة - الشيخ علي قاسم حمادة).
بالنسبة للطلبة فمازلت أتذكر اسماء بعضهم واعتقد حتى لو شاهدت بعضهم فإني لا أعرفهم وأعتقد انهم أيضا لا يعرفوني ومنهم بدر مطر خليفة، عبدالله احمد الشمالي، أما خالد علي حمادة فقد كنت أشاهده بالديوانية في بيت خالته بأواخر السبعينيات، وأولاد الشيخ علي حمادة أغلبهم درسوا بالمعهد الديني ومن أشهرهم حاليا اللواء طارق حمادة، أما ابنه مساعد فقد درسني لفترة قصيرة حيث كان في تلك الفترة (مدرسا تحت التدريب).
المرحلة المتوسطة
يتحول البخيت بعد ذلك للحديث عن المرحلة المتوسطة حيث يقول: بالمرحلة المتوسطة درست بمدرسة السالمية (يشغل مبنى المدرسة حاليا ادارة التحقيقات) ثم درست بثانوية الرميثية. ويتضح من ذلك أنه بعد سكننا بمنطقة شرق انتقلنا الى منطقة السالمية، واستمر ذلك لفترة طويلة الى عام 1978 تقريبا، وبعدها سكنا ضاحية عبدالله السالم ولكن لم انقطع عن السالمية بعد ذلك.
وفي مدرسة السالمية كان الناظر محمد العتيقي ومن المدرسين الكويتيين استاذ التربية البدنية سرور سالم (رياضي سابق بنادي القادسية) والأستاذ محمد الخضري (لاعب كرة يد سابق بالنادي العربي) أخي الأستاذ عامر البخيت الاستاذ براك العطية ومن الأساتذة الوافدين الأستاذ عارف (مدرس رياضيات) الأستاذ أكرم عرفات ويقال انه شقيق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (ولا أعرف صحة ذلك).
وبثانوية الرميثية كان ناظر المدرسة الأستاذ عبدالله اللقمان والوكيل الاستاذ زكي عتيق ثم الأستاذ أحمد محمد (لاعب كرة قدم سابق بنادي كاظمة وشقيق اللاعب حسين محمد) وعن أسماء الطلبة بالمدرستين فأتذكر أغلب أسمائهم ولو ذكرتهم فسيطول ذلك وأغلبهم مازالت علاقة الصداقة مستمرة معهم.
بيت السالمية
وعن موقع بيتهم في منطقة السالمية يقول ضيفنا: موقع البيت اليوم بالزاوية الجنوبية الشرقية لتقاطع شارع سالم المبارك مع شارع قطر مقابل مجمع الثريا.
وقد سكن بالقرب من بيتنا حينها عائلة (ماجد الهزاع) وقد خرجوا من السالمية في أواخر الستينيات ولكن لم تنقطع علاقتي معهم أو مع أقرباء لهم، وعلى امتداد بيتنا بجهة البحر فهناك بيت أولاد مرزوق طحيح ومن أولاده (طبعا هناك من اعرفه بالاسم فقط وهم د.سالم وراشد) أما سلمان وناصر فقد كنت العب معهم ومع أولاد اختهم خالد وثويني كرة القدم ومن الصدف انني تعرفت بعد ذلك على ولد اختهم (مرزوق) ولكني لم أعرف صلة القرابة معهم إلا بعد فترة، كما اني قد تقابلت مع ثويني وتذكرته ولكنه لم يذكرني وتذكر كل كلامي عن السالمية وعن بيت خواله.
ومن تلك البيوت فهناك بيت أولاد عبدالعزيز الفهد ومن أولاده سعود وأديب ووليد وحمد وفهد (البيت مازال قائما بالوقت الحالي) ويقع على امتداد مجمع شاهة بجهة البحر، وخلفهم بجهة الجنوب فهناك بيت العيسى ومن أولادهم كمال.
كذلك هناك عوائل كثيرة سكنت أو مازالت تسكن منطقة السالمية ومن أشهرها بعض من أسرة الصباح منهم أولاد الشيخ سعود الصباح والمرحوم الشيخ ناصر صباح الناصر والمرحوم الشيخ فهد السالم الصباح.
ومنطقة السالمية كانت تسمى بالدمنة ثم بالعنبرة ثم بالسالمية نسبا الى الشيخ سالم المبارك الصباح.
بيت لوذان
يتطرق البخيت بعد ذلك للحديث عن بيت لوذان فيقول: لو نظرنا الى ما يعرف حاليا بمسمى بيت لوذان فقد كانت مياه البحر تصل الى أسواره وقد دفنت مياه البحر عام (1975) تقريبا، ويعود بيت لوذان الى والدة الأمير الشيخ صباح السالم - رحمهما الله، وقد خرجت منه في أواخر سنوات الستينيات تقريبا وتم تأجير المبنى لمدرسة خاصة وسكنت والدة الشيخ صباح بمنطقة السالمية بالقرب من حديقة السالمية (يشغل المبنى حاليا مستشفى حياة كلينك)، كما أتذكر مرور موكب الشيخ صباح السالم في بداية استلامه الحكم من أمام منزلنا حيث كان الشيخ صباح السالم يسكن منطقة السالمية (قبل انتقاله الى قصر المسيلة).
وعن التغيرات بمنطقة السالمية فأستطيع تحديد المواقع القديمة لمكتب البريد ومخفر السالمية ونادي السالمية ولكن الحديث عن ذلك سيطول.
ذكريات البحر والصيف
عن ذكريات الصبا والشباب في فترة الصيف يقول: طبعا البحر ارتبطت معه ارتباطا شديدا خاصة بالعطلة الصيفية فقد مارست السباحة وطرقا كثيرة لصيد الأسماك.
والحقيقة أغلب أيام العطلة الصيفية كنت أقضيها في البحر أو في السفر مع الأهل أو بممارسة لعبة كرة القدم مع الأصدقاء، أو بقراءة بعض المجلات الكويتية كمجلة العربي أو بممارسة بعض الهوايات الأخرى ومنها (هواية جمع العملات والطوابع) والتي بدأت عام 1971 أثناء السفر مع الأهل الى لبنان وسورية وبعد عودتي ونتيجة لوجود أصدقاء من دول مختلفة ولوجود جاليات مختلفة تسكن السالمية فقد تمكنت من تكوين مجموعات كثيرة من العملات لدول مختلفة في تلك الفترة.
كذلك كان لي تجارب كثيرة في الأندية الصيفية ففي صيف عام 1973 عمل أخي الأكبر مشرفا بالأندية الصيفية حيث كان في تلك الفترة مدرسا للغة العربية وكنت اذهب معه للنادي بالفترتين الصباحية والمسائية وقد استلمت إدارة إذاعة النادي بالكامل مع أحد أعضاء النادي من حيث إعداد وتقديم البرامج واختيار الأغاني من ساعة الافتتاح الى نهاية عمل الإذاعة، كما مارست نشاط الكتابة بصحافة النادي من فترة الى أخرى ولكني كنت أفضّل العمل بالنشاط الإذاعي عن نشاط الصحافة وأتذكر انني في عام 1974 تقريبا علمني ولد خالي - يرحمه الله - وكان في تلك الفترة طالبا بالثانوية الصناعية بقسم اللاسلكي طريقة إيصال أسلاك سماعة المسجل الى سماعة الراديو، وقد جربت عمل تلك الطريقة فكنت اسمع الأغاني من الراديو وكنت أظن بأن الكل يستمعون للأغاني التي أضعها، ولكن اتضح لي انني الوحيد الذي يسمع تلك الأغاني فقط (في تلك الفترة أو قبلها أتذكر عمل أحد المواطنين اذاعة شخصية للأغاني الشعبية من منطقة الفيحاء (لا أتذكر اسم الشخص) وكنت أود بأن اعمل في نفس ما يقوم به ذلك الشخص.
وفي الحقيقة أنا أتذكر اسم النادي لكن أغلب الناس حاليا لا تتذكر تلك المنطقة السكنية فقد كانت منطقة الشعيبة وكان مسمى النادي نادي الشعيبة الصيفي في أحد مدارس منطقة الشعيبة والتي أزيلت مباني بيوتها وخدماتها في نهاية السبعينيات تقريبا.
البرامج والأغاني
وعن برنامجه الإذاعي في نادي الشعيبة الصيفي يقول البخيت: في تلك الفترة كنت أبدأ بالسلام الأميري (قبل تغييره وعمل النشيد الوطني) ثم بآيات من القرآن الكريم (كان لدينا مسجل بكرات) ثم نبدأ ببرنامج يشمل مقابلات مع أعضاء النادي وإذاعة فقرات عن الطرائف والحكم وفقرات بموضوع هل تعلم وفقرات عن الدول العربية والإسلامية وبعض أخبار النادي وكنت احرص على ربط إذاعة النادي مع موجز الأنباء والذي تذيعه إذاعة الكويت وكان في تلك الفترة في الساعة العاشرة والنصف صباحا، أما الأغاني فأتذكر أسماء المطربين ومنهم (عبدالكريم عبدالقادر- مصطفى أحمد- خليفة بدر- غازي العطار – عبدالحميد السيد- عبدالمحسن المهنا- حسين جاسم- عوض الدوخي) وكانت لدينا أشرطة بكرات، كما كنت استعير بعض الأغاني من أشرطة الكاسيت أما أسماء الأغاني فلا أتذكر سوى أغنية لغوار الطوشي (دريد لحام) وهي أغنية فطوم وبتلك الفترة كان تلفزيون الكويت يعرض مسلسل فندق صح النوم لغوار الطوشي (دريد لحام) وحسني البرزان (نهاد قلعي) وكانت تلك الأغنية من ضمن الحلقة الأخيرة لذلك المسلسل وأتذكر بعض أغاني ذياب مشهور التي تعرض بالمسلسل ومنها أغنية على الماية، وفي 1975 التحقت بعضوية نادي الرازي الصيفي (احدى مدارس منطقة السالمية هدم المبنى قبل فترة) بنشاط الصحافة ولكن لم استمر لفترة طويلة حيث كنت أرغب في عضوية نشاط الإذاعة.
وبالنسبة للإعداد والمعلومات الخاصة بالبرنامج فقد كانت لأخي الأكبر مكتبة بالمنزل تضم كتبا ومجلات كثيرة أتذكر منها مجلات العربي والوعي الإسلامي ومجلة الكويت والنهضة وأسرتي واليقظة وكنت آخذ تلك المعلومات من خلال قراءتي لتلك المجلات.
العمل والهوايات
لدى سؤال ضيفنا عن عدم عمله في مجال الإعلام (صحافة وإذاعة) بالرغم من تناغمه مع هوايته قال: طبعا تلك هواية ولو نظرت لهوايات أخرى مارستها في تلك الفترة أو قبل ذلك فمنها انني كنت أهوى النجارة منذ الطفولة وقد كانت والدتي تقول طالع على جدك بـ «الطقطقة» كما كنت أهوى ميكانيك السيارات في أواسط السبعينيات تقريبا وبعد ذلك كنت على وشك تقديم أوراقي لدورة مساعد مهندس ميكانيك طائرات مدنيه عن طريق الخطوط الجوية الكويتية وكانت الدورة في بريطانيا لمدة 13 شهرا ولكن غيرت رأيي بعد ذلك كما غيرت رأيي عن دورة مساعد مهندس ميكانيك سفن ومرشد بحري بعد اجتيازي لامتحانات القبول، وعن العمل بشركة البترول حيث كان بعض من أصدقائي يحثونني على الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية وكنت على وشك الذهاب معهم إلا انني قد استدعيت للتجنيد الإلزامي، وبعد ذلك عملت بالتجارة وكانت مصادفة ان يكون نشاطي التجاري بالديكور واستمررت بعد ذلك بمزاولة ذلك النشاط مع بعض الأنشطة التجارية الأخرى الى الغزو الصدامي لدولة الكويت عام 1990 وبعد التحرير أعدت افتتاح مكتب الديكور وقمت بتصميمه وتنفيذه بنفسي بنمط كويتي قديم ولمتطلبات عملي بالديكور فقد التحقت ببعض الدورات في ذلك المجال منها دورة كمبيوتر بالرسم الهندسي بجامعة الكويت.
باب النجار
من المفارقات أنه رغم عمل ضيفنا في مجال الديكور إلا انه ليس كل الديكورات في بيته من تصميمه وعن ذلك يقول: كما يُقال باب النجار مخلّع ولكن أهم أعمال الديكور غرفة الطعام وغرفة لعب الأولاد والديوانية التي قمت بتصميمها وتنفيذها على نمط الطراز الكويتي القديم وكانت لدي بعض المقتنيات الكويتية القديمة التي احتفظ بها فوضعتها بالديوانية كديكور مكمل للعمل، إلا انني بعد ذلك أصبحت اجمع مقتنيات كويتية قديمة وأدى ذلك لإحياء هواية جمع العملات والطوابع ولكنها أصبحت متخصصة للعملات الكويتية والعملات الأخرى التي تم تداولها قديما في الكويت. وقد كان ذلك في عام 2005.
«هوايتي تحكي تاريخ وطني»
لضيفنا كتاب بعنوان «هوايتي تحكي تاريخ وطني» ويتحدث عنه ومدى ارتباطه بهوايته في مجال الديكور والاهتمام بالطراز الكويت القديم قائلا: كان لاهتمامي بالطراز الكويتي القديم تأثير على إنجاز كتابي ولكن هناك أيضا عوامل أخرى ساعدت على تطوير الهواية وأدت في النهاية الى مراحل البحث والكتابة ومن تلك الأمور المساعدة بعد التخصص التعارف على هواة آخرين ثم قراءاتي لكتب كثيرة محلية وعالمية عن تلك العملات والكتب التي تتعلق بالكويت وتاريخها ثم الانتساب للجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات، ثم مشاركاتي بمعارضها أو بمعارض أخرى تلقيت الدعوة للمشاركة فيها، ثم إعدادي لكتاب آخر (أقوم بإعداده منذ عام 2007 ولم يطبع الى الآن) ولذلك فقد كثرت قراءاتي للكتب سالفة الذكر بالإضافة لكتب تاريخ بعض الدول التي تم تداول عملاتها في الكويت ثم مشاركاتي بالكتابة بمجلة الجمعية (البوسطة)، والمشاركة بأبحاث عن العملة الكويتية بمنتدى دولي خارج الكويت تلقيت الدعوة عن طريق أحد زملاء الهواية (محمد الحسيني) كما ان حضور الزوار ووسائل الإعلام لزيارة وتغطية المعارض التي نشارك فيها عن العملات أو الطوابع وتشجيع الأهل وتضحيتهم وتشجيع الأصدقاء أدى كل ذلك في النهاية لتطوير مراحل هوايتي، وتلك التطورات أدت في النهاية لصدور ذلك الكتاب. وفي النهاية أستطيع ان أقول ان عمل ديكور الديوانية بالطراز الكويتي القديم قد أحيا هوايات صغيرة سابقة مارست بعضها في فترة الشباب.
الأندية الصيفية
يحدثنا البخيت من خلال تجربته عن الأندية الصيفية التي كانت موجودة سابقا ومدى أهميتها فيقول: مع ان التحاقي بالأندية الصيفية كان لفترة قصيرة إلا أنه أفادني بممارسة بعض الهوايات وأنا من المطالبين بعودتها، كما انه في السابق وخلال المرحلة المتوسطة كانت هناك حصص عملية (بدل حصص الموسيقى والرسم) كنا ندرسها كتعليم الراديو واللاسلكي والكهرباء والنجارة وللأسف الشديد لم تستمر إلا لفترة قصيرة جدا.
ثم يعود ضيفنا بعد ذلك للحديث عن كتابه قائلا: أود أن أذكر ان نسبة 80% من نسخ الكتاب معدة للإهداء وانتهز هذه المناسبة بتقديم اعتذاري لمن لم نستطع إهداءه بالفترة السابقة وذلك بسبب التعب والإرهاق أثناء فترة إعداد الكتاب وفترة مشاركاتي بمعارض بمناسبة أعياد الكويت (الذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم والذكرى الخمسين لاستقلال الكويت والذكرى العشرين لتحريرها) وفترة التجهيز للإعلان عن صدور الكتاب، وآمل مواصلة الإهداءات بعد شهر رمضان المبارك إن شاء الله أعاده الله على الجميع بخير.
أما اغلب من أهدي له الكتاب فقد التمست منه المدح والثناء ومن أهمها حصولي على كتاب شكر من الشيخة منى الجابر العبدالله الجابر الصباح الوكيل المساعد بمركز المكتبات والوثائق التاريخية بالديوان الأميرى.
الاستقلال وصدور الدينار
ويضيف البخيت: أعددت الكتاب بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال دولة الكويت والذكرى الخمسين لصدور وتداول الدينار الكويتي، وكنت آمل من الإعلان عن صدور الكتاب بالمناسبة الأولى إلا أنني لم أتمكن من ذلك، فانتهزت المناسبة الثانية وقمت بإعداد معرض من مقتنياتي الشخصية بعنوان «الدينار الكويتي في خمسين عاما» وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأثناء الإعداد للمعرض تبنت وكالة الأنباء الكويتية خبر صدور الكتاب وأثناء حفل افتتاح وإقامة فعاليات المعرض أعلنت عن صدور كتاب «هوايتي تحكي تاريخ وطني».
ومن الأمور الجميلة والعزيزة على نفسي أن الإعلان عن صدور الكتاب جاء عبر إذاعة الكويت بمحطة أغلى دار أثناء النقل المباشر لفعاليات افتتاح المعرض.
مطلق الوهيدة: أهل الكويت قديماً انقسموا في تعاملهم مع البيئة الصحراوية إلى 3 فئات: ساكني المدن و«عريب دار» وأهل الصحراء
في لقاء أجريناه مع مطلق ثنيان الوهيدة طلبنا منه ان يعطينا نبذة عن كيفية تعايش المجتمع الكويتي قديما مع البراري والبيئة الصحراوية فزودنا بالمعلومات التالية:
أهل الكويت قديما كانوا ينقسمون الى 3 فئات بتعاملهم مع البيئة الصحراوية كما تعاملوا مع البيئة البحرية في مجالات مختلفة والتي يعرفها الجميع، ولكن اليوم سنحدثكم عن البيئة الأخرى لكي يستطيع الجيل الحاضر التعرف على هذا التعامل الشيق.
الفئة الأولى هم ساكنو المدينة والقرى، فهم يخرجون في موسم الربيع من بداية شهر فبراير الى منتصف مارس، ولا يباعدون في تنزههم والتي يسمونها «الكشتة» فأهل المدينة ينطلقون من النزهة الى بر مشرف والصريرات وبر خيطان والفروانية قبل ان يصلهم البناء، وكانت تنبت فيها بعض الأشجار البرية كالعرفج والثندا والرمث التي كانت تنبت في الرميثية، وكانت تنبت في هذه المواقع الكثير من أصناف الأعشاب ذات الزهور الجميلة والرائحة المنعشة، والتي عندما يكون الموسم مبكرا ومتواصلا، يطلع في بر مشرف الكمأ اي الفقع الزبيدي، وكانوا يقتنون بعضا من الماعز لاستعمال ألبانها في هذه الفترة الجميلة، وهم بحكم قربهم من المدينة والقرى يذهبون لأعمالهم التجارية والزراعية في فترة الصباح الى صلاة العصر، ثم يعودون الى هذه المخيمات البرية وهكذا، أما أقاربهم الذين لم يخرجوا معهم يأتون اليهم يوم الجمعة في بعض الأحيان، وكانوا حريصين كل الحرص على البيئة من الأنقاض والقمامة، ولا يقطعون الأشجار من جذورها، ولا يصطادون الطيور التي لا تؤكل.
أما الفئة الثانية والمسماة بـ «عريب دار» فهي تخرج مع طلوع الوسم 15 اكتوبر الى منتصف ابريل، وتبعد عن المدينة اكثر من الفئة الأولى، ومضارب أماكنهم على سبيل المثال وليس الحصر، النوينيص والمطلاع والأطراف والصبية والروضتين شمالا، أم الروس والرحية وكبد والصليبية غربا، والمقوع والعدل وملح والمعدنيات جنوبا، ولا يذهبون الى الديرة او القرى إلا في الأسبوع مرة لقضاء بعض الحاجات، وهذه الأماكن توجد فيها بعض الموارد المائية اي «القلبان».
أما الفئة الثالثة فهي التي تعيش في صحراء الكويت بشكل عام صيفا وشتاء، وفي بعض الأحيان تنجع، اي تذهب الى صحاري الدول المجاورة عندما يتأخر الوسم، ويقل الكلأ في صحراء الكويت، ومن ثم يرجعون عندما يتوافر الكلأ في صحراء بلدهم، فهم يقتنون الكثير من الماشية من الأغنام والإبل، ويرحلون من مكان الى آخر، حتى يجدوا أماكن الفلا في الفصل الشتوي، وعندما يبدأ الصيف في منتصف مايو، ينزلون حول الموارد المائية لحاجتهم للمياه ليسقوا الماشية، فالأغنام تصدر من هذه المياه يوميا لترعى من يباس العشب اي الكلأ كل يوم وراء يوم، أما الإبل فتصدر وتأخذ 4 أيام ومن ثم ترد على الماء مرة اخرى وهكذا.
بيوت الشعر
أما البادية فيسكنون في بيوت الشعر اي «الخيمة الصوفية» المسماة بعدة أسماء، منها القطبين أي يوجد عمودان في أوسطها، وامثولث، وامروبع، وامخومس، أما امسودس، وامسوبع فهذه يقتنيها كبار القوم أو أصحاب الوجاهة، وفي الطرف الغربي من هذه الخيمة يوجد المطبخ، أما الطرف الشرقي والمسمى بالرفه فهو للضيوف والزوار، وفي بعض الأحيان تحتمي بعض من الأغنام فيها من البرد القارس، أما الأقسام الداخلية فهي للعائلة.
ويوجد عند بعض من البوادي خيمة معدة تسمى المضيف اي «الضيافة» لعابري السبيل في هذه الصحارى، لأن البادية معروفة بسخاها اي «الكرم» ولأن هذه السيارة من القوافل لا يوجد حولها قرى ليتزودوا ببعض من الحاجات الملحة او ليسألوا عن الطريق والأماكن التي يقصدونها من البادية المشهورين بالمعرفة بهذه الطرق، فهم وهذه الفئة من البادية يتزودون بما يحتاجون من الأطعمة ما يكفيهم لمدة 3 أشهر، وعندما يحتاجون يرسلون المديد على بعض القوافل للديار القريبة منهم ليتزودوا بما ينقصهم منها، وكلمة مديد مشتقة من المد والإمداد، فهم يجمعون أموالهم من النقود عندما يجلبون الدهن والإقط أي اللبن المجفف، وأصواف الأغنام وبعضا من الأصناف الأخرى، ليشتروا بها ما ينقصهم من حاجات، وبعض من هؤلاء البادية عندما يأتي الصيف يركبون البحر مع نواخذة الكويت، ليستفيدوا ماليا، فمنهم الغيص والسابة المعروفون للحاضرة والبادية ايضا، وكل هذه الفئات آنفة الذكر دائما وابدا حريصة على البيئة في الصحراء والبحر، وعندما يحتاجون بعضا من الأشجار أو الأعشاب لا يقطعونها من جذورها، بل يقطفون ما يريدون من أعلاف لماشيتهم من عاليها، ويتركون جذورها ماكثة في الأرض حتى تنبت مرة اخرى عندما يأتيها المطر.
ويطيب لي بهذه المناسبة كما يطيب لغيري، ان نشيد ونشكر القائمين على المحافظة على البيئة من نساء ورجال، وعلى رأسهم الشيخة أمثال الأحمد، أم الخير، التي بجهودها الجبارة والفريق الذي معها أنشأوا بعض المحميات البرية، وأعادوا لها النباتات البرية التي كادت لتختفي لولا هذا الجهد الوطني وأعادوا اليها وجهها الصحراوي القديم، حتى تنبت فيها أصناف من الأشجار والأعشاب القديمة، وبجهودهم رد الله لها الروح، ونرجو ان يهتموا بالبيئة البحرية خصوصا الجزر المنسية التي يعتنى بها في جميع أنحاء العالم لتطويرها والاستفادة منها، هذا ومعذرة اذا كان هناك تقصير فيما لم نستطع ذكره. وفيما يلي مواقع الموارد المائية من مدينة الكويت والتي تزاولها البادية، ويقطنون فيها (أي يسكنون) في فترة الصيف وهي كالآتي: شمال وغرب الكويت:
القشعانية، أم نقا، الصابرية، الطرفاني، البحيرة، البحيث، جعيلان، الحقيقة، شميمة، مغيرة، البحرة، الخرفشي، المقرفة، محرقة، مديرة، قلمة الابيرق، قلمة أبرق الحباري، قلمة صباح، قلمة شايع، الشقايا، والروضتين.
مدينة الأحمدي غربا منها وجنوبا: الخفجي، الوفرة، قلب طير، الصبيحية، قلمة خنيفسة، صبيح، جعيلان، مشاش وارة، مشاش الهمشي، مشاش الشريع، مشاش الدبوس، مشاش الفريشي، قلمة المناقيش، الطويل، ملح، والمقوع.
عدد المشـاهدات: 3505