الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

سمير السقال: لعبت مع ناديي الساحل والشباب وسجلت هدفاً في مرمى الكويت
السبت 2014/3/15
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 9404
A+

A-




سمير السقال
سمير السقال خلال لقائه بالزميل منصور الهاجريمحمد خلوصي
مع عبدالباقي النوري وعدنان المير وسلمان ملا حسين والخضرا
مع مجموعة من موظفي الكيماويات
سمير السقال مع احد الاصدقاء
سمير السقال مع المرحوم توفيق الغربللي في تركيا
مع المرحوم ناصر بوشهري والسيد حسين القرطاس
سمير السقال مع محمد غريب وزبير الشريف
في المانيا ويظهر المرحوم عبدالله عدس وخالد الزير
مع احد المهندسين المشرفين على المشروع
سمير السقال في معرض المؤسسة في كازاخستان
مع فريق الشعيبة ويعقوب الياقوت
في يوغسلافيابلغراد
مع فريق كرة القدم
مع فريق كرة القدم ويبدو خلف سطام السادس وقوفا


  • عندما أرادوا إشهار نادي الساحل الثقافي استدعونا نحن الشباب وقدمنا أمام المسؤولين تمثيلية قصيرة.. وأعددنا مجلة الحائط
  • لعبت مع ناديي الشباب والساحل لمدة ثلاث سنوات
  • أحرزت هدفاً في مرمى الكويت وكنت حينها ألعب مع نادي الساحل
  • بعد الثانوية التحقت بالعمل في شركة الأسمدة الكيماوية وعينت محاسباً
  • ولدت في قرية الشعيبة وتعلمت في مدارسها
  • كنا نصطاد السمك بواسطة القرقور ونلتقط المحار للبحث عن اللؤلؤ
  • التحقت بجامعة الكويت أثناء العمل وأكملت تعليمي وأصبحت مدير إدارة
  • كان لي نشاط بارز في التمثيل وعرض علي العمل في الاذاعة فاعتذرت
  • قضيت عشرين سنة في العمل ولم أخرج في إجازة بالصيف
  • فضلت العمل بشركة الأسمدة الكيماوية على نفط الكويت
  • الضعف بدأ يحل برياضة الكويت بعد موت الشهيد الشيخ فهد الأحمد
  • لدينا مواهب رياضية ولكن تحتاج لإدارة حكيمة
  • أقول للاعبين والإداريين: عليكم بالإخلاص في العمل
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الاسبوع ولد بقرية الشعيبة القديمة، كانت له في الصغر نشاطات ثقافية متعددة، حيث شارك في التمثيل وهو طالب، كما كان له نشاط بارز في الاذاعة المدرسية وكتابة المقالات وعمل مجلات الحائط خاصة عند انشاء نادي الساحل الثقافي.

يتحدث عن البحر وذكرياته فيذكر انه كان يذهب مع أصدقائه للصيد كل يوم في الصيف وكانوا يصطادون السمك بواسطة القرقور.

التحق بمدرسة الشعيبة في «الابتدائي والمتوسط» ثم ثانوية الشويخ، وبعدها عمل بشركة الاسمدة الكيماوية وعين محاسبا بعد حصوله على بكالوريوس المحاسبة الى ان اصبح مدير ادارة.

كما كانت له اهتمامات بالرياضة حيث التحق بأكثر من ناد، وقد بدأ بفريق الساحل الذي اسسه ابراهيم وعبدالسلام الياقوت وسالم الصلال، ويذكر انه كانت تقام مباريات مع فريقي الفحيحيل والاحمدي، وبعد سنوات تم تأسيس نادي الشباب وانضم اليه ولكنه بسبب عمله في الشركة لم يستطع التوفيق بين النادي وعمله فترك النادي، ومن ذكرياته انه لعب في مباراة امام نادي الكويت وسجل هدفا في مرمى الحارس فيصل الطريجي.

كان ضيفنا عضو مجلس ادارة بنادي الساحل لمدة 12 عاما.

يقول عن حال الرياضة الكويتية الآن انها «ضعيفة» وقد بدأ الضعف يحل بها بعد رحيل الشهيد الشيخ فهد الاحمد الذي كان صمام الامان لها.

ويضيف: ان اللاعب قديما كان يلعب من اجل الرياضة وليس من اجل المادة، ولدينا في الكويت مواهب ولكن تحتاج الى ادارة حكيمة والاخلاص في العمل دون تحزب او فئوية.

ضيفنا هو الاستاذ سمير محمد السقال.

فإلى تفاصيل اللقاء:
يبدأ السقال حديثه فيذكر مولده ونشأته فيقول: ولدت في قرية الشعيبة القديمة، كانت آخر قرية في جنوب الكويت، وكانت قرية مزدهرة وبيوتها مبنية من الطين وفيها سوق كبير مزدهر عامر بسبب ان بعض الاجانب كانوا يشتغلون في الموانئ القريبة منها، كما ان بعضهم كان يسكن فيها في بيوت بالايجار.

كما كان البحر مزدحما بالأجانب أيام العطل والساحل رمليا ناعما، واذكر بعض الاجانب الذين كانوا يحضرون للكويت وعندما كنا صغارا كنت أسبح مع زملائي ونذهب الى ميناء الأحمدي حتى نصل الى بواخر النفط سباحة، وكنا مجموعة من الشباب والأهالي نسبح نساء ورجال.

واذكر من الأسماك المشهورة آنذاك سمك «الجرجور»، ولكن مع كل هذا كنا نتجاوز اسكنة البواخر سباحة، واذكر عبدالسلام الياقوت وهو أكبر منا سنا، وكان سريعا في السباحة يسبقنا، وعائلة الياقوت من سكان الشعيبة القدامى.

ويقول عن أيام الربيع: كان كل واحد منا عنده فخ وفيها مجموعة من شجر السدر داخل (الحوط) وكنا نجمع الكنار من شجر السدر، اما طيور الربيع المهاجرة فكانت كثيرة وكنا نصطاد منها الكثير، وكنا نزور العائلات التي تحضر الى الشعيبة للنزهة ونأكل معهم، ولا أنسى مدرسة الشعيبة على ساحل البحر، فقد كان يزورها الكشافة من مدارس الكويت ويعودون الى مدارسهم في الكويت.

وكان في الشعيبة مدرستان واحدة للأولاد والثانية للبنات، وعلى ساحل البحر.

أنشطة ثقافية في الصغر

ويتطرق السقال الى ذكريات المدرسة والدراسة ومشاركته في الأنشطة الثقافية فيقول: اذكر من الأصدقاء الكثيرين في الشعيبة منهم سعد المرشد وصالح المرشد- رحمه الله- وخالد العضيب وعلي بلال والمرحوم عبدالله الجهيم وابراهيم الياقوت وبدر الجهيم، وهو محب للتمثيل وصاحب نكتة، كما اذكر ناظر مدرسة الشعيبة المرحوم عبدالكريم العرب، ومن المدرسين اذكر الاستاذ كامل ومحمد سليمان يونس وقد عملنا معه تمثيلية للمدرسة، وكان لي نشاط بارز في التمثيل، واسم التمثيلية «أنا الوطن»، وكان دوري تقديم النصيحة، كما كان لي نشاط في الاذاعة وكنت أتميز بمستوى جيد في الدراسة.

شاركنا في تمثيلية على المسرح وفي يوم من الأيام ذهبنا الى اذاعة الكويت، وشاهدتني السيدة فاطمة حسين، وعرضت علي ان أشارك في اذاعة الكويت، ولكنني اعتذرت لها لأنني أسكن الشعيبة.

وفي الأندية الصيفية كنت أشارك في التمثيليات الكوميدية والتاريخية، وتمثيل دور رجل شاب يمسك عصا، كما اذكر انني شاركت في تمثيلية مع نادي الساحل الثقافي في دور رجل كبير ومسن، وعملنا مفاجأة وهي انني كنت أخفي ساعة كبيرة أحملها بجانبي، وسألني أحد الممثلين كم الساعة؟ فأخرجت الساعة الكبيرة له، فضحك الجمهور.

وأذكر مجموعة من الطلبة ممن كانوا يمثلون معي ومنهم الاخ العزيز بدر الجهيم وعبدالعزيز محفوظ وعلي بلال وعمر سابق وعبدالعزيز المرشد، وكان مستعدا لأداء اي دور، كما كانت عندنا مجلة مدرسية، وكان صالح المرشد يكتب فيها، وكنت أشارك في كتابة المقالات وأنشرها في تلك المجلة، وكتبت عن التقنية، وكذلك شارك في الكتابة بالمجلة عبدالعزيز المحفوظ.

ويضيف السقال ان قرية الشعيبة برز بها شخصيات كبيرة متقدمة في العلم، كما ظهر شباب يحملون الشهادات العليا، وكانت نسبة الذكاء عند أبناء الشعيبة كبيرة وعالية.

ومنهم م.أحمد عوض الجهيم وكان من الطلبة الممتازين بمدرسة الشعيبة وهو أول طالب من الشعيبة سافر الى أميركا لدراسة الهندسة، واحمد المرشد وهو حاصل على الدكتوراه، وأذكر عندما أرادوا إشهار نادي الساحل الثقافي استدعوني مع احمد المرشد وصالح المرشد وسعد المرشد وقالوا لنا نظموا لنا شيئا لأن احد مسؤولي وزارة الشؤون سيقوم بزيارة للمكان ونريد منكم مسرحية، وكانت هذه أول خطوة لإشهار نادي الساحل الثقافي، وبالفعل استعددنا بعمل متواضع وعملنا مجلات حائط وملأناها بالمقالات الأدبية والاجتماعية والسياسية، وأذكر ليلة قدوم المسؤول سهرنا تلك الليلة حتى الساعة الثالثة فجرا لإعداد المجلات وفعلا حضر ذلك المسؤول وأعجب بما عرض من مواد في المجلات، وشاركت بالكتابة ووافق على إشهار نادي الساحل الثقافي في الشعيبة.

البحر وصيد الأسماك

أما عن البحر وذكرياته التي لا تنسى فيذكر السقال: على جانب البحر كنت أغوص تنوير بالجامة وكنا نذهب من خلف المعسكر ونبحث عن المحار ونحصل على بعض القماش الصغير (اللؤلؤ)، واحسن شيء في احدى المرات ربحنا ثلاثين دينارا، وفي أيام الصيف نذهب كل يوم وحسب حالة البحر، فأحيانا صباحا ومرات مساء، وكنت أنصب قراقير صغيرة ونصطاد السمك ونبيعه لأصحاب محلات بيع الأسماك في الشعيبة، وأحيانا بعد البيع يعطونا الفلوس.

وشاركت في صيد السمك بالطاروف.

ومن الأسماك التي كانت موجودة بساحل الشعيبة الحقوف، وكنت أذهب مع أصدقائي مع الرجال الكبار بواسطة الطراريد وننقل معنا قراقير كبيرة الحجم ونحصل على أسماك كثيرة، وأحيانا نترك القراقير لمدة أسبوعين بالبحر فإذا أخرجناها نجد بعض الأسماك ميتة بسبب حرارة الماء مثل الهامور والسكن و كنا نرميها بالبحر، وشاهدت الجراجير تجتمع لأكل الأسماك الميتة.

والكبار الذين نذهب معهم يعطونا مصروف جيب بعد ان يبيعوا الأسماك، وكذلك في أيام الشتاء كنا نذهب الى البحر نباري القراقير وأحيانا نستخدم الهوري وندخل البحر بالقراقير ونذهب لمسافة كيلو، أما الكبار فداخل البحر، وكان الأهالي يستفيدون.

كما اذكر ان كل بيت في الشعيبة كان توجد فيه أغنام ونسرحهم مع الشاوي.

في أيام الربيع نخرج للبر مع الأهل أو مع الأصدقاء وننصب الخيام خارج قرية الشعيبة، طريق ميناء عبدالله الى قرية الوفرة، وكان البر يزدحم بالخيام أيام الربيع، وكانت الأمطار غزيرة، واذكر في احدى السنوات ان مياه الأمطار انهمرت بشدة كالسيل من الأحمدي نزولا الى ابحرة شعيبة وجرفت معها بعض الحيوانات وذلك بين عامي 1954 و1958م، فكانت الأمطار غزيرة لدرجة ان الحيوانات وصلت الى البحر من قوة السيل، وتهدمت بعض البيوت خاصة عام 1954 عندما ذهبنا الى المدارس حينها وزعت الحكومة على المواطنين الكنايل (غطاء).

الدراسة والتعليم

أما عن تعليمه وفترة الدراسة والمدارس التي التحق بها فيقول السقال: التحقت بمدرسة الشعيبة وكانت مشتركة بمعنى «ابتدائي ومتوسط»، وأكملت 4 سنوات في المرحلة الابتدائية والتحقت بالمرحلة المتوسطة ومنها الى معهد المعلمين والبعض الآخر التحق بثانوية الشويخ، وكنت واحدا ممن التحقوا بالثانوية، وانضممت الى القسم الداخلي، واذكر من الطلبة الذين ذهبوا الى ثانوية الشويخ سعد المرشد وصالح العصيب والمرحوم عبدالله الجهيم، وأكملت أربع سنوات في القسم الأدبي وكان القسم الداخلي يجمع جميع الطلبة ويقدم للطالب كل ما يريد من أكل ونوم ودراسة داخلية، وكانت البيوت مجهزة بكل ما يحتاج اليه الطالب.

واذكر عدنان البحر ومساعد الهارون ود.ناجي الزيد وكنت في بيت رقم 7، كما اذكر المدرس المشرف وكان مصريا، وكان أحد الطلبة مساعدا له، والمرحوم سليمان المطوع ناظر ثانوية الشويخ، وكان يوجد فيها حمام سباحة وكنت أقف من أعلى سلم وكنا كل يوم خميس بعد الغداء نذهب الى الشعيبة وصباح يوم السبت نعود الى القسم الداخلي، ولم اكن أعاني من صعوبة المنهج وكنت دائما بين الممتازين واستمع جيدا لشرح المدرس واكتب الواجبات فقط، ولا أراجع الكتب إلا أيام الامتحانات، حيث كان شرح المدرس وافيا، كما كان المدرسون متمكنين من المادة، واذكر الأستاذ مبارك التورة وهو كويتي وأصبح بعد ذلك ناظر ثانوية، وكان بعض الطلبة يحتاجون لمزيد من المراجعة والدراسة فكانوا يجلسون بعد صلاة المغرب على طاولة المراجعة، وهي مخصصة للدراسة يوميا لأن الطلبة مستوياتهم مختلفة، والمثل يقول «الناس ما هي سوى انظر لأصابيعك».

بعد الثانوية

وتذكر السقال مرحلة ما بعد الثانوية ورحلة البحث عن عمل، فيقول: أنهيت دراستي الثانوية وحصلت على الشهادة، وقد فرح الأهل جدا بنجاحي وبدأت أبحث عن عمل، وكانت بعض الشركات قد أعلنت عن حاجتها لخريجي الثانوية، وكنت في يوم مع الأصدقاء في نادي الساحل وكان الأخ عويضة المانع يعمل بشركة الأسمدة الكيماوية، وقال لي لماذا لا تقدم طلبا للشركة؟ وبالفعل قدمت طلبا للوظيفة وتم قبولي ودخلت مع المجموعة للاختبار في الرياضيات واللغة الإنجليزية، وحصلت على 90% من درجة الامتحان على أساس ان العمل بالمصانع.

ومنطقة الشعيبة صارت مكان المصانع الكبيرة، وفي أثناء الدورة التدريبية رأى المسؤولون ان اعمل بوظيفة ادارية بدلا من ان اكون فنيا، وذلك بعد الاختبار الأسبوعي، وكنت أجيب بسرعة، وكان خطي مرتبا ومقروءا، وبالفعل تحولت إداريا وعينت في المحاسبة وكان العاملون من الهنود والفلسطينيين والمصريين.

ويضيف السقال: انه بعد أربع سنوات حصلت على ترقية درجة، وكان رئيس الشركة فيصل المزيدي وبعده عبدالباقي النوري وهو خريج انجلترا واستدعاني عبدالله العيسى مدير الشؤون الإدارية، وقال نتوسم فيك الخير ولك مستقبل وأمامك فرصة ونريدك ان تكمل دراستك الجامعية، وتمت الموافقة من جميع الجهات بالشركة والتحقت بجامعة الكويت تخصص محاسبة.

أكملت أربع سنوات، وكنت في الصيف أعود للعمل بالشركة والراتب كان شهريا، وحصلت على بكالوريوس محاسبة، وسافرت الى لندن لمدة ثلاثة أشهر لأخذ دورة في المحاسبة، وبعد سنوات كنت محاسبا أول ورئيس حسابات، وبعدها اصبحت مديرا ماليا، وكنت أحيانا أنوب عن المدير العام.

وظللت أعمل بالشركة لمدة خمس وثلاثين سنة، ومنذ عشرين سنة لم أخرج في إجازة بالصيف.

لأن الميزانية يكون إقفالها بالصيف ولذلك ضحيت بالاجازة من اجل العمل رغم اني كنت متزوجا وعندي أولاد وهم بحاجة للخروج والعطلة وأحيانا اذا كانت اجازات متراكمة تقوم الشركة بشراء تلك الاجازات مني.

مصنع تركيا

ويذكر السقال ان شركة الاسمدة فتحت مصنعا في تركيا بالمشاركة مع الشركة التركية في منطقة مرسيل جنوب تركيا، وكنت اذهب الى هناك خلال السنة مرتين، كما ساهمت الشركة مع الصين بفتح مصنع للأسمدة وكنت عضو مجلس إدارة ونائب الرئيس سليمان ملا حسين، وكان فلاح عبدالعال عضوا وكذلك كانت تونس مساهمة بالمصنع وقد سافرت الى الصين واجتهدت بالعمل، وكانت الميزانية لمدة ثلاث سنوات غير مدققة رسميا وكل ثلاثة أشهر أسافر الى الصين، وقد كانت الكويت مهتمة بالصناعة بالخارج.

وبعد هذه الرحلة الطويلة التي تدرجت فيها من محاسب الى ان اصبحت مديرا ماليا في الشركة، المنتجات كانت الشركة تبيعها الى الهند والصين وافريقيا واليابان وحتى اميركا الجنوبية وبعد خدمة خمس وثلاثين سنة تقاعدت عن العمل.

مع العلم ان شركة نفط الكويت كان من الممكن ان احصل فيها على عمل ولكن فضلت ان أبقى بشركة الأسمدة الكيماوية.

سمير السقال والرياضة

اما مشواره الرياضي والتحاقه بأكثر من ناد يحكي السقال فيقول: عندما كنت طالبا انضممت الى فريق الساحل، وكان هناك فريق آخر ينافسه اسمه البحري، وكانوا يتبارون فيما بينهم، والبحري أسسته مجموعة من أبناء الشعيبة منهم سعود وراشد عبدالله البحر وحسين وكاظم علي وآخرون، اما فريق الساحل فأسسه ابراهيم الياقوت وعبدالسلام الياقوت وسالم الصلال وكنت مع فريق البحري وكان التشجيع من الفريقين مثلا فانيلة وشورت.

وبدأنا بالمباريات مع بعض ثم بدأنا نقيم المباريات مع فريق الفحيحيل وفرق من الأحمدي، وأحيانا كانوا يلعبون عندنا في الشعيبة وأحيانا نذهب لهم مشيا على الأقدام من الشعيبة الى الفحيحيل.

وأذكر احيانا اننا كنا نركب سيارة وانيت مع محمد العدني وكان ينقل الأسماك وبالليل ينقلنا الى سينما الاحمدي أو الى الفحيحيل.

اما الملابس فكل واحد يدفع نصف روبية، وتوزع علينا حسب المقاسات وكنت ألعب جناح أيمن وكنت سريعا جدا.

وحدث ان بعض لاعبي فريق الساحل وفريق البحري أسسوا فريق الشعيبة وهو نادي الساحل، والمؤسسون هم محمد الفارس وحمود الصلال وسلمان الصقر وعبدالمحسن المشلش وناصر الصقر وعبدالرحمن بورحمة وذلك عام 1955 وهو أول ناد تأسس في الشعيبة (نادي الساحل) الثقافي وأول رئيس له هو ابراهيم بوحمرة.

وكنا نتبارى مع الفحيحيل والأحمدي واذكر اننا ذهبنا الى جزيرة فيلكا وأقمنا مباراة هناك معهم.

ولم يكن فريق اليرموك قد تكون هناك وكنت ألعب في أول ناد ثقافي.

نادي الشباب الرياضي

ويضيف السقال: بعد سنوات تم تأسيس نادي الشباب الرياضي، وانضممت له كلاعب بداية تأسيسه، وكان أول رئيس له هو راشد سيف الحجيلان، واذكر من اللاعبين احمد بوعركي وخلف سلطان وربيع سعد والياس حجي وخزعل ورضا غلام وحمزة عباس والخرقاوي ومحمد نذر وبعد ذلك انتقل الى الفحيحيل.

ولكن بسبب الدوام في الشركة لم استمر في نادي الشباب وكذلك تركت النادي لأني لا استطيع ان أوفق بين العمل والنادي، ولكن اذا كان عندي وقت أذهب لأتدرب مع الفريق.

وممن اذكرهم مدرب الفريق واسمه مروان ومن بعده ابوحياجه وكنت ألعب في خط الوسط هجوم متقدم، وقد احرزنا نتائج قليلة، ولكن الحق ان الأندية الكبيرة كانت تتفوق علينا.

ويضيف السقال: خلال اللعب أصبت مرة واحدة بالفخذ وكانت بسبب الارهاق وعدم الاستمرار باللعب، ومن المباريات التي اذكرها وظهرت فيها بمستوى جيد مباراة مع نادي الكويت وكان حارس المرمى فيصل الطريجي وسجلت عليه هدفا بقدمي اليسرى مع العلم ان لعبي دائما باليمنى، وهيأ لي خلف سطام الكرة لأحولها في المرمى.

وبعد المباراة جاءني مدرب نادي الكويت وقال لي: أنت لاعب ممتاز، وكان هذا الهدف هو أول هدف في مباراة رسمية، وأذكر حارس مرمى الشباب حينها كان هو أحمد بوعركي.

ومع ذلك فازوا علينا 3-1.

كما اذكر ايضا مباراة امام القادسية وكان اللاعب ابراهيم الشاهين القديري يتميز باللعب الخشن وفي أول لعبة ضربني على قدمي بقوة مما أعاقني عن اللعب مع العلم انني أكملت اللعب، كانت المباراة على ملعب القادسية.

وكانت أحسن مباراة مع نادي الكويت وكان القادسية حينها يضم لاعبين ممتازين والنادي بعزه وقوته ولم نتعايش معهم.

ويلفت السقال: الى انه بعد ذلك ترك اللعب لظروف العمل بالشركة بعد ثلاث سنوات بالنادي تقريبا، واذكر بداية تأسيس النادي في الشعيبة وزعوا علينا بدلة التدريب وكان لونها رماديا وكنت فرحا جدا حينها.

وعندما كنت موظفا في الشركة طرحنا فكرة عن الهوايات ونقلتها لمسؤول بالعلاقات العامة وتمت الموافقة عليها وتكون الفريق وكنا نتدرب على ملاعب الشركة، وكان السيد عابد من اللاعبين في نادي الزمالك وهو موظف بالشركة فكان يدربنا ومعه نبيل الشامي وكان يلعب بنادي خيطان ونادي الفحيحيل، وكان الاثنان يشرفان على الفريق.

الشركة أسست ايضا «نادي بوبيان» في البدع، وكان فيه ملعب صغير وقد شارك في دوري الشركات شركة نفط الكويت والكيماويات والوطنية والصناعات الوطنية وكان اللقب ينحصر بينها أي بين تقريبا خمس شركات.

يقول السقال: كنا نستعين بحكام من الاتحاد وعندما كنت بالساحل كنت أقوم بدور الحكم في المباريات.

وقد استمر دوري الشركات اربع سنوات ايضا وكنت ألعب السلة والطائرة وألعاب القوى وتنس الطاولة في المدرسة وفريق الخاص وكان يقام مهرجان آخر العام الدراسي على ملاعب ثانوية الشويخ.

واذكر ان الأكل والماء وكل شيء كان متوافرا للطلبة وننقل بباصات الوزارة من الشعيبة الى الشويخ وكنت رياضيا شاملا حتى سن التقاعد، وكان الاحتفال للبنين والبنات في ثانوية الشويخ.

وبعد سنوات من الرياضة تركت اللعب وتحولت الى إداري في نادي الساحل، عضو مجلس إدارة بالانتخابات ولمدة 12 سنة.

وأذكر هنا ان أول رئيس مجلس إدارة لنادي الساحل كان عبدالله سيف الحسيني ومن بعده خليفة طلال الجري ثم جابر سعود الصباح.

ضعف الرياضة

ويتحدث السقال عن الضعف الذي أصاب الرياضة الكويتية فيقول ان الرياضة ضعفت عندما استبعد الرياضيون المؤسسون لها واعتقد انه بعد الشهيد الشيخ فهد الأحمد بدأ الضعف يحل، حيث كان صمام الأمان للرياضة والمحافظ عليها.

وأتمنى أن يلعب الرياضيون من أجل الرياضة وليس للمادة، وقديما كان اللاعب يدخل النادي ليلعب من العصر حتى الليل فقط للعب ومصلحة النادي وإذا كان محتاجا فلا يطلب، واذكر انني كنت مع زملائي ندفع من جيوبنا للنادي واللاعب، وكنا نعطي للاعب ولا يشتكي.

أما بالنسبة لأولادي فلا يوجد منهم لاعب فمحمد مهتم بالأجهزة الحديثة والبنات لم يشتركن في الرياضة، وعندي هوايات أخرى غير الرياضة فعندما كنت في نادي الساحل الثقافي كنت أكتب المقال وكنت أنشر في مجلة ثقافية تصدر بالنادي وكتبت مقالات تتحدث عن التقنيات وعن البحر والطبيعة، ومن وهواياتي ايضا السفر والقراءة ومن أفضل الكتب التي قرأتها: «البؤساء» و«كليلة ودمنة» وقصصا أخرى مثل قصة «بني هلال» و«عنتر وعبلة»، فأنا أتذوق الشعر وأحفظ بعض القصائد واستفسر عن بعض الأبيات الشعرية ويعجبني حوار القوافي الذي ينشر بـ «القبس» للمعوشرجي والبغيلي.

وعن شعراء الفصحى، قرأت للعسكر والشبيب وغيرهما من شعراء الكويت.

أما عن التمثيل فيقول السقال: خضت تجربة التمثيل في بداية حياتي خاصة في نادي الساحل الثقافي ووقفت على المسرح مشاركا زملائي الممثلين وفي أي احتفال يقام بنادي الساحل الرياضي في الغالب أكون عريف الحفل ويتطلب ذلك من العريف ان يكون لبقا في حديثه وان يقتصد في كلامه وكنت متمكنا في عملي.

وفي النهاية أقول اننا في الكويت لدينا مواهب ورياضيون ولكن نريد إدارة حكيمة فعندنا المقدرة والقوة ولدينا خبرة قديمة ولكن نحتاج الى اهتمام اكبر مثل دول الخليج العربي وعندها إن شاء الله سنتمكن ونقدم الكثير للرياضة بفضل المخلصين، بمعنى انه من المفروض ان تهتم كل جهة باختصاصاتها ولا نترك للعمل (الشرباكه) ونمنع التداخل بين الجهات.

وهذه نصيحة أوجهها للاعبين والإداريين بالإخلاص في العمل أقول للاعب: العب للرياضة والمنافسة الشريفة وبدون تحزب ولا فئوية ولا طائفية. نتمنى ان تعود الرياضة كسابق عهدها.

ويقول السقال: حاليا وبعد التقاعد أمارس رياضة المشي أحيانا داخل المنطقة السكنية ومرات على ساحل البحر فلا تزال الرياضة بجسمي وروحي«وان هدك الكبر ما عهدك البين»، فالإنسان يكبر بالعمر ويتقدم فما عندي القدرة على اللعب أو ممارسة لعبة القدم أو أي رياضة، وقد حاولت ان أعمل مدربا قبل ان اشتغل بالشركة وكنت أود ان أذهب الى المجر للدراسة عندما علمت ان الأخ صالح زكريا ذهب الى هناك، كانت فكرة ولم تتحقق.

ويضيف السقال: لدي كتاب عن نادي الساحل الرياضي تأليف الأخ سلطان الباهلي وهو يؤرخ لنادي الساحل واللاعبين.

كذلك هناك كتاب للباهلي عن قرية الشعيبة وأهلها وسكانها وأتوجه اليه بجزيل الشكر والعرفان.

وفي الختام أشكر جريدة «الأنباء» والأستاذ منصور الهاجري على هذا الاهتمام بالشخصيات الكويتية الرياضية وغيرها وهذا التوثيق.
 
مانع بن ربعية: شاركت مع الجيش الكويتي في الدفاع عن مصر وسورية أثناء القتال ضد إسرائيل عام 1967
السبت 2014/3/8
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 11236
A+

A-




مانع سالم بن ربعية الشمري
مانع بن ربعية يتحدث للزميل منصور الهاجري انور الكندري
بن ربعية فوق الحصان
بن ربعية في النمسا
مانع بن ربعية في الجبهة المصرية
بالملابس العسكرية القديمة
ومع اصدقائه في مصر
بن ربعية مع الربيع
بن ربعية مع نجله احمد
بن ربعية بالملابس العسكرية مع احد الجنود
مع ابنائه
ومع احد زملائه
بن ربعية في مخيم بيت الشعر
  • الشهادة الجامعية لا تساوي شيئاً أمام ما يتعلمه الإنسان من قبيلته وجامعة الحياة هي أرقى شهادة
  • أمضيت سنتين في مصر مع الجيش الكويتي وزرت الكويت مرة واحدة لمدة شهر خلال سنتين
  • الجيش خصص لي بيتاً في الصباحية فانتقلت إليه من الجهراء
  • بعد التقاعد سافرت إلى ألمانيا واشتريت سيارتين واحدة لاستخدامي الخاص والأخرى بعتها
  • الدولة تكفل للمواطن كل ما يحتاجه كما أنه يعبر عن رأيه بحرية
  • الجندي الكويتي مطيع للأوامر وأينما تضعه يؤدي واجبه
  • في البادية كان يوجد التقدير والاحترام وكان كبير القبيلة يمثل الأب
  • بدأت التدريب في الجيش لمدة 6 أشهر وكان عدد المتدربين نحو ألفمتدرب بالجيوان
  • حصلت على خيط وكيل عريف بالكتيبة الخامسة وكان المصروف حينها 60 جنيهاً
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع هو مانع سالم بن ربعية الشمري، عسكري انضم للجيش الكويتي منذ مرحلة شبابه وعاش حياته العسكرية بعد أن دخل إلى مدينة الكويت قادما من مسقط رأسه في بر الكويت، بدأ حياته جنديا صغيرا وتدرج في وظيفته إلى أن حصل على 3 خيوط.

تدرب مع الجيش الكويتي الباسل، يذكر لنا الضباط الذين دربوه وتعاونوا معه ومع زملائه فيقول ان مجموعته أو دفعته كان تعدادها أكثر من 200 جندي تدربوا على أرض الجيوان.

شارك مع الجيش الكويتي في لواء اليرموك على الجبهة المصرية أثناء القتال ضد اسرائيل وشارك كذلك على الجبهة السورية في حرب الاستنزاف مع الجيش الكويتي الباسل.

يذكر لنا بعد التقاعد انه بدأ السفر والرحلات الى الدول الاجنبية والعربية وسافر إلى ألمانيا مرتين والى مصر والمغرب وبريطانيا وفرنسا ودول أجنبية أخرى وفي عامي 2012 و2013 سافر الى البوسنة، مع مجموعة من الأصدقاء.

يحدثنا عن الديوانية الكويتية ويقول انها منتدى أدبي وملتقى يجمع الأصدقاء والأقارب.

رزق بالأولاد والبنات وجميعهم متعلمون وقد اتفق مع جيرانه على ان يتطوع لتوصيل أبناء الفريج الى مدارسهم وآخر لتوصيل البنات مع بنات الفريج وهو وجيرانه ينتسبون لقبيلة واحدة وعددهم 11 بيتا.

السطور التالية تحمل لنا الكثير عن جوانب حياته فإلى التفاصيل:

في البداية يتحدث ضيفنا عن المراحل الأولى من حياته وطفولته وكيف كانت البدايات فيقول:

ولدت في بادية الكويت من خلف المطلاع والزقله اليد ودحّل خلف الماء والكلأ، من بادية الكويت الى الجنوب والشمال، الوالد صاحب حلال جمال وغنم، وقد أدركت أهل الإبل ولم أرع بالبر، وكان الأهل والأقارب عندهم إبل كثيرة، لها ألوان وأسماء الشعل والمجاهيم والوضع والسفر والسمرة والملحة، وكنا كلما ضرب البرق والرعد ننتقل من مكان لآخر، وقد خصنا الله بالرحمة وسكنا في الكويت، وكان البدو كلما سمعوا عن مكان فيه ربيع رحلوا إليه، أما عن قبيلتنا فكبيرة ممتدة والكثير منا في حاضرة الكويت ومن قبيلتنا البرجس والسرحان والزيد واللافي وابن طواله.

وكان رجال البادية يمشون مع الحلال مثل أهل البحر يمشون مع البحر وأعماله كل فئة مع أعمالها الأساسية ويقول بن ربعية.

قيم ومبادئ البادية

وقد أدركت البادية وفي أواخرها وكان فيها التقدير والاحترام للكبير وفيها الأدب، وكان كبير القبيلة يمثل الأب فله الاحترام والتقدير من الجميع، وكان الاحترام يسود ابناء القبائل والجميع نافعون، راعي الغنم نافع والفارس وراعي الحلال وكان حل المشاكل بيد الكبير، والضعيف له الاحترام والمساعدة واليتيم لا يضيع حقه فمثلا إذا شعر الرجل بقرب وفاته «يقول يا فلان أولادي بشواريك هذه وصية حتى يبلغ الأطفال سن الرشد.

كان ذلك نظام البادية مثل شؤون القصر عندنا في الكويت.

وفي البادية كان هناك رجل العارفة اذا تخاصم الناس يذهبون اليه وهو القاضي الذي يحكم بين المتخاصمين.

وكان عدد هؤلاء ثلاثة، وعند قبيلتي هم السعدي وابن عامود وابن عجير للفصل في أي مشكلة تحصل سواء على المنزل أو على مكان الرعي أو الجمال، أو أي اعتداءات، وكان البيت عند أهل البادية له حرمة كبيرة فلا يمكن ان تغلظ على واحد.

أما بيوت الشعر فتصنع من شعر الأغنام، وكان عندنا نساء يخطن بيوت الشعر وفي موسم الصفري يثقبن البيت ويخطنه من جديد، شقتين من ظهر البيت الشعر ويبقى البيت مثل القصور، بعضها كبير وجديد وبعضهم مترفون في بيوتهم، ويتكون من 7 شقق وكل جهة فيه سبع شقق وطول البيت مروبع ومثولث ومخومس، وفيه القطبة عمود واحد وعمودان، البيت عند الكبار الخدم يشيلونه.

أهل البادية عند كبير القبيلة يوجد ديوان ويتميزون بالكرم، والبيت الكبير والديوان بعيد عن بيت الحرم.

وكان الواحد من أهل البادية لا يملك في جيبه شيئا ومع ذلك فهو غني جدا.

عندنا في البادية الصيد والأكل والطحين والعيش والتمر، كل المواد الغذائية متوافرة عند أهل البادية، والنساء هن اللاتي يطبخن ويشرفن على تربية الأولاد وكل شيء تقوم به المرأة فهي ظهر الرجل، الكرم مغروس عند أهل البادية وكان الرجل الذي لا يكرم الضيف لا يقترب منه لمصاهرته، وحاليا كل شيء تغير، اذكر انني استقريت بالمدينة بداية الستينيات، اذكر العصيلية والصهيد والشدادية وجليب الشيوخ كلها صار فيها بيوت والعرب سكنوا بها واستقروا، وكان لا يوجد عند أهل البادية كهرباء، وعندنا سراج والحمد لله، وكان النساء في ذلك الوقت يعملن في البيت فتطبخ وتأتي بالحطب وفي أيام الأعراس النساء يطبخن والمرأة لا تذبح الخروف ولكن الرجل هو من يقوم بالذبح.

ومن عاداتنا الطيبة اذا حضر ضيف والرجل غير موجود فالنساء يقمن بواجب الضيافة ويدخل الرجل الديوانية، فالمرأة تسد عن الرجل ولم يكن الناس والرجال الأولون ينظرون نظرة دونية للمرأة فالرجال ينظرون للمرأة بشرف واحترام وتقدير لدورها في مجتمعها.

ويضيف بن ربعية أن الضيف أول ما يقبل على البيوت فأول بيت يستضيفه حتى لو كان يقصد بيتا آخر، والضيف إذا جاءنا الضحى يقدمون له الريوق وهو عبارة عن الخبز واللبن والتمر والدهن والزبد، وإذا كان رجلا عاديا من أبناء الأقرباء يأكل الغداء من الموجود وبعد العصر إذا كان دخل عندنا.

وكان الناس على نياتهم وأخلاقهم فالرجل عندما يعرف نفسه لا يقول أنا شيخ في قبيلتي، لا هذا ما يحصل والسبب أنه لا يريد أن يكلف بزيادة على أهل البيت «الرجل فعله يكبره».

عادات تعلمتها من عائلتي

ويقول بن ربعية ان هذه العادات والتقاليد تعلمتها من عائلتي عندما كنت في البادية حيث تعلمت احترام الناس ومحبتهم وأقول ان الشهادة الجامعية لا تساوي شيئا أمام ما يتعلمه الرجل من قبيلته، وجامعة الحياة هي أرقى شهادة عند الناس إذا شهد لك المجتمع بما تفعله من أعمال طيبة وشجاعة فتلك هي الشهادة التي تمنح للرجل، وهو الذي يقيم نفسه، لقد عشنا حياة قاسية في البادية كنا نلبس دشداشة واحدة نبيع الجمل ونشتري الدشداشة الواحدة.

ومرة قال أحد شيوخ شمر لماذا تشترون دشداشة واحدة؟ اشتروا دشداشتين للرجل، فقالوا له نخاف من البطر، ولكن حاليا الرجل منا عنده أكثر من عشرين دشداشة في «الكبت» والحمد لله رب العالمين، الحياة في البادية حلوة حيث الطبيعة وبيوت الشعر، ونلقط الفقع ونسرح بالغنم وننتقل من مكان لآخر، فالحياة طبيعية والزواج على نور القمر وفي ليلة الخمسة عشرة بالشهر ننصب بيوت الشعر بالليل ولا يوجد عشاء، تقديم الأكل بالغداء وفي الصباح ينحرون الأغنام وينحرون الجزور وكان النساء يتعاون مع الرجال فيطبخن الأكل، ويقال ان أهل البادية من الأجيال القديمة كانوا يوزعون الأكل بينهم وبعض البيوت كان لا يوجد فيها الكبريت فالنار تنقل من بيت لآخر، والصحون والأواني يتسلفونها فيما بينهم أيام الأعراس.

ويضيف أنه عند نزول الأمطار تتكون الخباي ومفردها «خبره» فنشرب من الماء ونغتسل ونعطي الأغنام والجمال والأرض نازلة لكي يتجمع فيها الماء وتنتهي بالصيف، من أول الصغري حتى نهاية الصيف فان الجمال في الشتاء تصبر عن الماء وتتحمل العطش أما بالصيف لمدة ثلاثة أيام «ربع وثلث» يقال قديما ان الناس تريح البعير ويأخذون الماء منه إذا أصابهم العطش أما الناقة فتحمل لمدة سنة وتحلب لمدة سنة حتى تعشر.

أول عمل في حياتي

أما عن أول وظيفة التحق بها فيقول بن ربعية، كانت أول وظيفة التحقت بها مصنع الرجال «حماة الوطن» وكنت أيامها قد تجاوزت الثامنة عشرة وكان الجيش يسجل جنودا، وفيه رجال يعرفون أو نقول مساطر مثل مسطر لابن لافي وهو ابن عمر قريب مني من أهل الجهراء، وبدأت التدريب ولمدة ستة شهور وكان عدد المتدربين بحدود ألف متدرب في ميدان التدريب بالجيوان، وأذكر من المدربين منهم شفاقة العنزي ومرضي ماجد الشمري وكان يدربنا على المشاة، وقبلان سالم على المشاة، وعبدالله الجلهمي الحربي.

ويضيف: في يوم من الأيام كنت محجوزا والرجل بيض الله وجهه ما قصر معي وقال يا ولدي ستكبر وتكون نفسك، وما قصر معي في تلك اللحظة، كما أذكر جزاع انفيسان وغنام ضيدان ودلي علوان كان آمر المدرسة التدريب وضباط كثيرين، وكانوا قاسيين جدا معنا، وكان يومها رئيس الأركان الله يرحمه الشيخ مبارك عبدالله الجابر الصباح ونائب رئيس الأركان الشيخ صالح المحمد الصباح.

وبعد ست شهور تخرجنا بعد تدريب شديد، وحاليا لو رأيت زملائي أذكرهم، انهم صاروا كبارا بالعمر وكان أول توزيع لي في اللواء الخامس والثلاثين الواقع بالجهراء، وكان آمر اللواء ثامر الطواري ومساعده علي المؤمن، وهو حاليا سفير الكويت بالعراق.

لواء اليرموك الكويتي

وعن مشاركته مع الجيش في الحرب، يقول بن ربعية: كنت في الآليات «الدروع» بالنقل مع بداية الاستعداد لتجهيز لواء اليرموك لمعركة عام 1967 إلى القاهرة، واذا كان هناك شقيقان يختارون واحدا فقط وتكون لواء الكويت وفي عصر يوم من الأيام تجمعنا وكان في وداع الجيش المغفور له الشيخ صباح السالم أمير الكويت الأسبق، وقائد اللواء الشيخ صالح المحمد الصباح وكنت مع النقيب سالم تركي وضباط آخرين وسافرت الدفعة الأولى من العسكريين وكنت أنا ضمن الدفعة الثانية وبدأت المعركة ونحن في الكويت ولم نسافر وذهبت في حرب الاستنزاف عام 1968 وكنا في معسكر دهشور وكان آمر الكتيبة الخامسة المرحوم محمد أكبر وحصلت على خيط وكيل عريف، وكان المصروف حينها ستين جنيها، وكان معي رجال طيبين وفي العيد ذبحنا الذبيحة وبعدها بدأ الطيران الإسرائيلي في قصفنا في دهشور حيث كانت المضادات والمدافع تضرب ومرت الطائرات فوق رؤوسنا، وبعد ذلك انتقلنا إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية واستشهد بعض العسكريين الكويتيين على أرض مصر في تلك الفترة، وصبرنا صبرا عظيما على ما شاهدناه أثناء حرب الاستنزاف ومرت الأيام علينا وكنت أرى العسكريين الإسرائيليين ليس بيننا وبينهم سوى قناة السويس وهم مسلحون وكانت حظيرتي على القناة (آمر حظيرة) وأحيانا تقع مناوشات، وأمضيت سنتين في مصر مع الجيش الكويتي، وكنت أزور الكويت في إجازة لمدة شهر خلال السنتين مع المعاش والمصروف، ولم أكن متزوجا وعندما رجعت إلى الكويت رجعت إلى معسكري الخامس والثلاثين.

تنفيذ الأوامر

ويقول بن ربعية عن طبيعة الحياة في العسكرية إن العسكرية تصنع الرجال لأن فيها التدريب والتعليم وأداء الواجبات، فالعسكري يحصل على إجازته ثم يرجع الفجر وفي أثناء الطوارئ كنا ننام بملابسنا وأحذيتنا، وأثناء الشتاء نتدرب وننزل في الماء البارد، وتنكر الماء مع الملابس، ونقفز على الحواجز وآخر السرية يعاقب لبطء الجري.

العودة للكويت

وعن عودته للكويت يقول بن ربعية: أذكر بعض الشهداء من الكويتيين وقد كتب الله لي الحياة، ويقولون إن الحي ما هو رفيق للميت، وبعد العودة والالتحاق باللواء طلبوا قوة لكتيبة الجهراء، وفي تلك الفترة تم تخصيص بيت حكومي لي بالجهراء وكنت متزوجا وذلك بداية السبعينيات ويتكون البيت من غرفتين ومكيف واحد، وتم اختياري مع من تم اختيارهم للجبهة السورية وكان أمر قوة الجهراء الفريق المتقاعد علي المؤمن، وذلك عام 1973 «لواء اليرموك»، وسالم تركي مساعد للأمر برتبة مقدم وأذكر من الضباط كذلك سامي سمارة وناهي عبيد وفلاح العيبان وقبلان، وفي تلك الفترة تمت ترقيتي إلى رقيب ثلاثة خيوط.

تغير الاسم إلى «قوة الجهراء» ووصلنا إلى سورية والقائد علي المؤمن وعينت على فصيل ويتكون من ثلاثين عسكريا وعينت مع زملائي على الذخيرة، وكلهم من المشاة وكان عندنا مضاد للطائرات حماية للذخيرة وكنا في وادي شعيب شمال الشام،

منطقة القنيطرة والشبح وعرطوز ومناطق أخرى مثل الكسوة وجبل الشيخ، وقد طهرنا القنيطة وخاصة بعد أن انسحب الجيش العراقي فنزلنا مكانهم جميع أفراد الجيش الكويتي، كانت الجبهة العسكرية مشتعلة فالضرب مستمر ولدينا مدفعية فرنسية، وكان السوريون يعتزون بالمدفع اسمه بورديه وكان إذا اشتغل المدفع يقول السوريون:

شفنا الكويتي راكب دبابة

يرمي على المدفع نار لهابه

حيفا ويافا يفتح أبوابه

وإلى تل أبيب ولا يوقفون

وشفنا الكويتي راكب طيارة

يرمي بالمدفع بالإشارة

ويضيف أن الجيش الكويتي صاحب شهامة ومروءة يتميز رجاله بالإيمان بالله وبوطنهم، والجندي الكويتي مطيع للأوامر أينما تضعه يؤد واجبه، وقد رمينا بأنفسنا في النار من أجل العروبة وتحرير فلسطين.

وقد أمضيت سنة واحدة ولم آخذ إجازة، وبعد ذلك ذهبت إلى عرعر لمدة شهر وكان معي ملازم عبدالهادي القحطاني.

نحن ضباط ارتباط للقوات المنسحبة من سورية وعملنا الإمداد وأقمنا معسكرا آخر بطريق ومعسكرا في الحفر الباطن، وقد انسحبنا عن طريق الأردن ومعنا معدات كبيرة، ولمدة شهر عادت قواتنا من سورية إلى الكويت وحصلت على وسام من الحكومة السورية، وقد ضحينا من أجل الكويت فالجيش يمثل الدولة في كل مكان.

مواقف مشرفة للكويت

ويعرب بن ربعية عن فخره بمواقف الكويت فيقول لقد اختلط الدم الكويتي بدماء إخوانهم العرب والكويت كانت تدفع الأكثر وتمد بقوة اسأل الله أن يعزها وحكامها وشعبنا، فحكامنا أصحاب مواقف كبيرة وأهل للمساعدات للدول والضعفاء.

وقد وصلت إلى الكويت ورجعت إلى اللواء الخامس والثلاثين، وعلمت أنهم يريدون تشكيل دفاع جوي وقالوا لي أنت وكيل السرية والضابط سليمان الحنيف وعبدالحميد دشتي (النائب حاليا بمجلس الأمة) وناصر الردهان، وكان موقعنا معسكرا في المقوع طريق الأحمدي خلف مقر مرشد بن طوالة ولمدة سنة وسافر بعض الجنوب إلى مصر للتدريب والدفاع الجوي.

وكنت حينها رقيبا أول أمضيت سنة، وبعد ذلك تقاعدت بعد خدمة ثماني عشرة سنة ومنحة خمس سنوات والسنة بسنتين وتقاعدت عن العسكرية.

وفي ذلك الوقت كتب أسكن في الجهراء وقد خصص الجيش لنا بيوتا في الصباحية وكان معي من أبناء القبيلة بحدود عشرة رجال وخصصوا لنا 11 بيتا في الصباحية وحاليا أسكن في البيت مع أولادي وهو من دور واحد، وأذكر مزيد الصانع وكان رئيس الأركان وجمعنا وقال لا مانع من أن كل مجموعة وهم أقارب نعطيهم بيوتا بجوار بعض، وقررنا معا أن نسكن جيرانا من وزارة الدفاع، وقررنا أن يقوم واحد منا بتوصيل الأولاد إلى المدارس ورجل آخر يجمع البنات ويوصلهن إلى مدارسهن، أما في شهر رمضان فكان السحور والفطور كل يوم على واحد نفطر ونتسحر مع بعض.

الرحلات والسفر

ويتذكر بن ربعية الفترة التي قضاها بعد التقاعد فيقول: بعد التقاعد بدأت أسافر للدول الأجنبية وأول دولة سافرت لها ألمانيا ومن هناك اشتريت سيارتين من مدينة شتوتغارت وكان يرافقني في الرحلة صديقي ساير صاوي وعبود فهد وكانت الفكرة أن استعمل إحدى السيارتين لاستخدامي والسيارة الثانية أبيعها واستفيد منها، وكنت قد حصلت على مبلغ التقاعد وكان تقريبا نحو 25 ألف دينار، وكان المارك الألماني يعادل مائتين وخمسين فلسا.

وبالفعل اشتريت السيارتين وأحضرتهما إلى الكويت، أما صديقاي فاشترى كل واحد سيارة أما أنا فنقلت واحدة بالباخرة والأخرى استخدمتها بقيادتي إلى الكويت مع الأصدقاء، وأذكر أن مترجما عربيا كان معنا، وسكنت في فرانكفورت لمدة شهر ومنها إلى شتوتغات وميونيخ ومنها إلى النمسا أثناء العودة ثم إلى يوغسلافيا والمجر وكان ذلك في العام 1981.

ويضيف بن ربعية فيقول أمضيت في كل دولة عدة أيام وفي بلغاريا قضيت أسبوعا ثم في اسطنبول، ووصلنا شمال العراق بمدينة زاخو وكان العراقيون يمنحوننا خمسة عشر يوما إقامة وبعدها واصلنا المسير إلى الكويت.

وكان السيارتان شبه جديدتين، وقد استخدمت السيارة حتى بعد التحرير وبعتها والثانية بعتها بعد الوصول.

ويذكر أيضا من الدول التي سافر إليها سويسرا عند الحاج سلمان الدبوس وكان ذلك بدعوة منه وفي العام التالي سافرت مع أحمد ابني إلى سويسرا ومررت على ديفون ومناطق أخرى وكذلك سافرت إلى فرنسا ومدنها وبريطانيا ومدنها، وكانت لي جولات وصولات في السفر السياحي وسكنت في فندق بلندن ومعي ابناي احمد وبدر.

فدائما أسافر سفرا سياحيا وقد سافرت مرتين لألمانيا للفحص الطبي على نفقتي الخاصة وزرت منطقة اسمها إخن «بين هولندا وبلجيكا» وكان زميلي بالسفر صنهات المطيري، وقلت لسالم نريد السفر إلى هولندا، وسكنا عند سيدة ألمانية ذات أصول إيرانية اسمها شهرزاد إلا أنها وبطريقة سيئة كانت تطلب منا صباح كل يوم الأجرة اليومية، وقالت لنا إنها تزوجت رجلا ألمانيا ولكنها لم توفق معه، كما أنها تزوجت كرديا اسمه فؤاد.

وذكرت لنا انها كانت مرتاحة معه وقد قلت لها هذه الأبيات:

يا شهرزاد يقدونك مجموعة اكراد

ومع فؤاد اللي تعرفين شغله

يا شهرزاد ما سلمك مع سلم الاجواد

كل ما نفتح الباب تقولين

هات أجرة

ويضيف بن ربعية انه قضى 3 أسابيع عند هذه المرأة وبعدها انطلق الى هولندا بالقطار ومنها الى منطقة أخِن ثم الى بلجيكا ومنها الى فرنسا بالقطار، وزرت برج إيفل وقلت شعر عن فرنسا:

شفتك يا طلال في وسط باريس

في شارع يوم الجماعة يمرون

وزاك يا طلال ما تلعن إبليس

ارفع راسك وهل ربعك يمرون

وطلال هذا رجل كويتي دعانا على العشاء وهو رجل كريم ومعروف في المجتمع الكويتي.. وبعد ذلك رجعت الى الكويت.

السفر الى البوسنة

أما العامان الأخيران فيتحدث عن ربعه ويقول: السنتان الأخيرتان سافرت الى البوسنة عامي 2012 و2013 في الصيف واسكن هناك في فندق 5 نجوم وقابلني رجل أسمر وقال لي سلم على الشيخ محمد صقر القاسمي رجل قدرنا واحترمنا ودعاني على الغداء في قصره وذبح لنا الذبائح مع أصدقائي وبعدها سافرنا الى الكويت ودعاني لزيارته في الشارقة.

ويضيف ان في الأسعار 5 فوائد كما يقولون.. ففيها تفريج هم وكسب معيشة ومعرفة ماجد وعلم.

ومن الدول الغربية التي سافرت اليها تونس والمغرب وحصلت لي مواقف مضحكة في السفر وقد سافرت الى اسبانيا ومن على كانتي الى مارديه ومدريد.

ويتحدث بن ربعية عن أصحابه فيذكر انهم ناس طيبون نسافر مع بعض ولا تحصل بيننا مشاكل بالسفر.

يقول الشاعر

«خليك اذا شفته عايف عشرتك خله»

وقلت

اللي ما يبيني أنا ما أبيه

حلقت أنا الطبيب ما خليه

نحن مع الحكومة والله لا يخلينا منهم نحن منهم وهم منا، وكلنا أبناء وطن واحد، يقول الشاعر:

رابع اصيل لو جار الزمان يجود

وإن صابتك نائبة باع العمر وشراك

ونحن في جنة الدنيا لا ينقصنا شيء وكل شيء متوافر لنا في دولتنا ننام ونصحو ونحن في أمان، والدولة تكفل المواطن من المهد الى اللحد، كما ان المواطن يعبر عن رأيه بحرية، نقرأ ونكتب ونتحدث.

وقد تعلمت القراءة والكتابة عندما التحقت بالجيش كعسكري فكان الجيش الكويتي مهتم كثيرا بالأفراد وكانت دراستي بالليل في مدارس التربية، وتعليمي انعكس على تعليم أولادي والحمد لله فجميعهم تخرجوا في جامعة الكويت والبنين والبنات، فالبنات مدرسات والأبناء موظفون.

اهتممت بالتعليم والدولة لم تقصر بتعليم المواطنين وكذلك الوافدون، فمنذ الأربعينيات والدولة توزع الملابس، أما حاليا فالطالب يشكو من حمل الشنطة على ظهره وفيها جميع الكتب، ونرجو ان تخفف المناهج، فالشنطة الثقيلة تؤثر على الظهر وتسبب آلام كبيرة.

الديوانية مدرسة

والديوانية مدرسة تعلم الاحترام للكبير والصغير وعلى المدخنين عدم التدخين بالديوانية واحترام مشاعر الحاضرين بالديوانية وهي مكاسب ومعلم من الحياة، وعدم الحديث السيئ اذكر من الأمثال الآتي مثل:

من لبس ثوب غيره طلع عاري.

والثوب اللي أطول منك يعتك.

الغنى هو القناعة

ويقول بن ربعية: يجب ألا يتم تكديس الأموال فزكاتها فيها بركة وهناك بعض التجار الذين بنوا مستشفيات وكثير من التجار قدموا أشياء كثيرة للوطن وأبناء الوطن.
 
علي راغب: قدمت إلى الكويت عام 1957 ..وشاهدت الإنجليز لدى انسحابهم من فلسطين يسلمون المناطق لليهود
السبت 2014/3/1
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 2
عدد المشاهدات 11069
A+

A-




دعلي عيد راغب
دراغب في بداية حياته العملية
دعلي راغب خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري قاسم باشا
صورة اخرى لبعض الفلسطينيين المغادرين لوطنهم
لاجئون فلسطينيون في طريقهم الى لبنان بعد ان طردهم اليهود
دراغب في شبابه

التعليم تطور كثيرا في الكويت في مراحل القرن العشرين وعقوده المتعاقبة
  • رأينا الأهوال لدى خروجنا من أرض فلسطين ونجونا من القتل على أيدي جنود صهاينة بأعجوبة
  • ولدت في إحدى قرى فلسطين عام 1936 وصادف ذلك يوم إضراب فحملوني وأمي على عربانة يجرها حصان
  • فقدت أصدقائي القدامى مع مرور الزمن والآن ألقي محاضرات في الجامعة المفتوحة منذ تأسيسها
  • أول مدرسة عملت بها في الكويت كانت «النجاح» في منطقة الشرق وشوارعها رملية
  • انتسبت لجامعة بيروت عام 1967 وأنهيت دراستي الجامعية سنة 1970 بتخصص الفلسفة
  • مكثنا في دير البلح بقطاع غزة منذ عام 1947 حتى 1954 وهناك أكملت تعليمي حتى الثانوية
  • بعد تخرجي في الثانوية عملت مدرساً وكان راتبي 11 جنيهاً
  • أنهيت دراسة الماجستير عام 1974 وحصلت على الدكتوراه من جامعة القاهرة
  • أحوال التعليم تغيرت كثيراً عن الماضي وأولياء الأمور كانوا يساعدون المدرسين ويقفون بجانبهم
  • عملت في ثانوية العديلية7 سنوات حتى وقوع الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع د.علي عيد راغب ولد في فلسطين بمدينة صرفند العمار، قضاء الرملة.

كانت العائلة تزور مكانا مشهورا وولدته أمه هناك وكانت عائلته تملك أراضي وبساتين في تلك المدينة، وكانت المدينة تتكون من عائلات فلسطينية وهم طبقات، بدأ تعليمه في مدرسة قريته التي ولد فيها، يقول ضيفنا: لا يوجد من قريته مدرسون والمدرسون شهاداتهم المترك، شاهد الانجليز وهم ينسحبون من بلدته واليهود تسلموا تلك القرية، أهله هاجروا من مسقط رأسه الى اللد، أثناء عودته بعدما تم اطلاق سراحه مع مجموعة من أهله اليهود أطلقوا النار عليهم أرادوا قتلهم، ومن بلد الى اخر حتى استقروا في قطاع غزة وكان القطاع تحت الادارة المصرية.

يقول د.علي راغب: مصر لها فضل كبير علينا.. أنهى تعليمه في ثانوية خان يونس، أثناء دراسته عرض عليه مع مجموعة من زملائه الانضمام الى معهد خاص لكي يتعلموا ويصبحوا معلمين، بعد التخرج عين مدرسا براتب شهري وبعد فترة التقى لجنة اختبار المدرسين من الكويت وتم اختياره ليعمل مدرسا وفي عام 1957 حضر الى الكويت وعين مدرسا في مدرسة النجاح.

يقول د.علي راغب، إنهم وصلوا الى الكويت في الليل وسكنوا في ضيافة ثانوية الشويخ وفي الصباح لفحهم الهواء الحار والشمس المحرقة فطلبوا من ادارة المعارف العودة الى بلدهم وكان لا توجد مكيفات في الكويت سوى المراوح.

يقول: كان المدرس مخلصا في عمله ومع طلابه وكان يتسلم راتبا شهريا وعلاوة 100 روبية لمن يعمل بالقرى.

انتسب الى جامعة بيروت وأنهى الليسانس ومن بعدها الماجستير، وأما الدكتوراه فحصل عليها من جامعة الكويت.. ماذا يقول أثناء الحديث معه عن التعليم وأين يعمل حاليا؟ نتعرف على كل ذلك وغيره عبر السطور التالية:

يبدأ د.علي عيد راغب حديثه عن أيام الصبا والشباب ويقلب ويقلب صفحات الماضي الأولى حيث يقول: ولدت في فلسطين بمدينته صرفند العمار - قضاء الرملة، أصل العائلة منذ الأجداد كانوا من تلك القرية وكانت ولادتي في موقع مزار علي بن أبي طالب، كانت العائلة زائرة لذلك المقام فالوالدة ولدتني بتلك الفترة وتصادف ذلك يوم اضراب في فلسطين عام 1936 وبسبب الاضراب نقلوني مع الوالدة بالعربانة التي يجرها الحصان، حتى وصلنا الى البيت ومما اذكر ان العائلة كانت تملك أراضي وبساتين والبيوت داخل البساتين وأما الشارع الرئيسي الذي يبدأ من القدس الى يافا يمر من جانب بيوتنا وبساتيننا والمنطقة فيها عائلات طبقات ولأني كنت صغيرا لا أذكر العائلات كلها وأما بالنسبة لعائلة راغب فالناس يعرفوننا والقرية قليلة السكان. والناس يعرف بعضهم بعضا، وكانت الزراعة حمضيات والعنب والتين الشوكي وبعض الأراضي تزرع خضراوات مثل الطماطم والبازلاء والخيار والقمح للاستهلاك المحلي وأما الحمضيات فتصدر للخارج وذلك أيام البريطانيين وحتى عام 1947.

التعليم في القرية

وعن مشواره في التعليم يقول راغب: الحتقت في مدرسة القرية حتى أكملت الصف الخامس، الناظر اسمه محمد أبوطه وأصله من يافا، والمدرسة الوحيدة ويوجد مدرسة بنات صغيرة والأهالي لم يمنعوا بناتهم من الدراسة وأما المنهج فكان اللغة العربية واللغة الإنجليزية سنة رابعة ابتدائي يبدأ تعليمه للطلبة، كانت كتب الانجليزي ضخمة ويطلق عليها مورس 1، مورس 2، والمدرسون رجال فقط ولا يوجد العنصر النسائي في التعليم وكان النظام شديدا جدا واذكر من المدرسين محمد خيري وكان من الرملة ولا يوجد من القرية مدرسون وكان المدرس يحمل شهادة المترك.. واذكر ان وليد البورنو علمني في الثانوي في منطقة خان يونس.

الانتقال من صرفند العمار

يحكي غريب عن انسحاب الإنجليز من فلسطين وقريته وما تلا ذلك حيث يقول: بمجرد أن البريطانيين أنهوا الانتداب على فلسطين، وأذكر ذلك عندما شاهدت الإنجليز ينسحبون وكنت واقفا أمام البيت ويسلموا المناطق لليهود وكانوا مدربين على كل شيء حتى الطيران وأذكر انهم ضربونا ونحن باللد وكان عندنا كامب للبريطانيين كان أبناء فلسطين في البلدة مسلحين حاولوا أن يسيطروا على الكامب لكن لم يستطيعوا وكان الوالد واحدا منهم مسلحا نحن اضطررنا إلى الخروج من صرفند الى اللد وركبنا عربات يجرها الحصان ومكثنا 4 شهور في اللد والأكل متوافر، والدتي أصلها من اللد فبقينا عندهم واليهود جمعونا مع بعض الرجال والنساء والأطفال كلنا في المساجد وبعد ذلك أطلقوا سراح الأطفال ورجعنا إلى البيت وحجزوا الكبار وبالطريق أثناء العودة حاول اليهود قتلنا وكانت عمتي معنا، وإحدى السيارات نزل منها اليهود وقالوا ضعوا وجوهكم مقابل الحائط واحد من اليهود وجه بندقيته لكي يرمينا واذا بسيارة ينزل منها رجل وأوقف ذلك المجرم ولم يقتلنا، وأطلق سراحنا ثاني او ثالث يوم طردونا من مدينة اللد.

اليهود طردوا جميع من فيها ومشينا على مناطق سكنية سبق لليهود انهم سيطروا عليها مثل بلد اسمها بناله وبلد وجمسو وعنابة وكنت احمل اخي الصغير إلى أن وصلنا إلى بلد اسمها جنزو فقالوا لنا سافروا إلى الأردن، ركبنا سيارات الأردن وسافرنا وجدنا الدبابات الأردنية واقفة والعساكر بسيارات وكان رئيس الأركان كلوب باشا وصلنا إلى بير زين سكنا فيها لمدة أسبوع والوالد قال نريد الذهاب الى غزة وباشرنا الذهاب ومررنا على بلد اسمها الفالوجة كان جمال عبدالناصر فيها وحوصر من قبل اليهود، وصلنا غزة وسكنا في دير البلح ومكثنا فيها منذ عام 1947 وحتى عام 1954 فيها هذه البلدة أكملت تعليمي وبعدها انتقلت إلى مدينة خان يونس وأكملت المرحلة الثانوية وكانت الأونروا خصصت لنا سيارة لنقلنا من البلد إلى الثانوية أنهيت دراسة الثانوية العامة عام 1952 وكانت تشرف عليها مصر «وكنا نعتبر لاجئين فلسطينيين» مصر لها فضل كبير علينا من ناحية التعليم وكان عندنا شهادتان عامتان الثقافة العامة والثانوية التوجيهية من ثانوية خان يونس، وكان الناظر عمل في الكويت ومن المدرسين الذين درسوا لنا وليد البورنور وكامل اللحام وعبدالمعطي عمارة وآخر اسمه جرير القدوة وابنه حاليا في الأمم المتحدة.

وآخر مدرس اللغة الفرنسية اسمه قسطن سابا وقد تعلمت اللغة الفرنسية لمدة 5 سنوات، وقبل ما أنهى الثانوية كنت في خان يونس وكان رابع ثانوي شهادة الثانوية العامة وتحصل على شهادة عادية وبعد الحصول عليها سافرت إلى غزة لإكمال الدراسة ولمدة شهر كنت في الثانوية حضر عندنا خليل عويضة وحضر مع مجموعة ودخلوا علينا بالصف وقال من منكم يحب ان يصير مدرسا نحن 5 حضرنا من بير البلح وقد استأجرنا بيتا للسكن فيه وكل أسبوع نذهب إلى بيوتنا خليل عويضة قال لا تخافوا نحن سنعمل معهدا خاصا لكم وتكملوا الثانوية العامة.

والمدرسون أكفاء وعلى مستوى عال من المصريين من العلماء.

واحد وقف فوقفنا معه وهم عبدالرحمن تمراس عمل مدرسا في الفحيحيل واحمد تمراس وشيزاع وانا الرابع ويوسف الأطرش، وآخر اسمه ابراهيم وكان سابقنا بمرحلة ثانية، المهم قال خليل عويضة: لا يمكن ان نضعكم في نفس البلد سنوزعكم والتوزيع على أعلى درجة وصادف أن درجاتي اعلى من زملائي فثبتوني في بير البلح ووزعوا الآخرين وبعد سنة أعادوهم لبير البلح وبعد ذلك درست الثانوية العامة شبه دراسة منازل ونتعلم في المعهد وكنت «ثانوي علمي».

العمل مدرساً

بعد حصوله على الثانوية والدراسة في المعهد جاء وقت العمل، عن ذلك يقول د.راغب: بعد حصولي على الثانوية في المعهد تم تعييني مدرسا براتب 11 جنيها، وكان الراتب كافيا وأعطيه للوالد وهو الذي يصرف وبالثانوية العامة اعطوني 6 جنيهات فصار الراتب 17 جنيها، وأمضيت بالعمل حتى صار راتبي 27 جنيها، بتلك السنة حضرت إلى الكويت، وعملت مدرسا بمدرسة دير البلح ـ ابتدائي عام 1955 انتقلنا إلى مدينة رفح وعينت في مدرسة متوسطة وبعدها صرت مدرسا في الثانوية وأدرس لغة إنجليزية ورياضيات، الأونروا رشحتنا للعمل في الكويت وهي صلة الوصل مع دولة الكويت فرشحت مع زملائي وعددنا 5 منهم: أحمد العبادي وحسان السعفي وأنا ومصطفى الحوراني، حضرت اللجنة الى غزة وهم: المرحوم عبدالعزيز حسين ودرويش المقدادي واحمد العدواني ووليد البورنو وبعض من مدرسينا اشركوهم باللجنة منهم: كامل اللحام وكانوا جالسين في صالة كبيرة، كنت أمارس الرياضة وبصورة مستمرة عندما كنت طالبا ومدرسا تم استدعائي لمقابلة اللجنة كان عبدالعزيز حسين يطيل النظر وأنا داخل

عندما وقفت أمامه قال أكيد انت رياضي وتمارس الرياضة، فقلت له دائما ألعب، وجه لي أول سؤال «أين تشتغل وأي مدرسة والمواد؟» قال انت حاصل على ثانوية عامة، ما يصير تدرس ثانوية فقلت لا مانع واختبروني باللغة الانجليزية.

درويش المقدادي أخرج مجلة ريدرزس راجست فتح على موضوع فقرأت عادي، وردت كلمة «شمب» (الابهام) فقلت له معناها، اليوم الثاني ظهرت النتيجة وأعطوني جميع مستلزمات السفر من تذاكر وغيره.

الحضور إلى الكويت

كان مجيئه إلى الكويت خطوة فاصلة في حياته، وعن ذلك يتحدث د.راغب قائلا: تسلمت التذاكر، توجد قطارات بين غزة والقاهرة وسافرت إليها وصلت إلى القاهرة وتوجهت إلى المطار وركبت الطائرة ذات الأربع مراوح وصلنا إلى مطار الكويت كان يوم 11 من الشهر التاسع عام 1957 وقد استقبلنا وفد من المعارف ونقلوني مع مجموعة المدرسين إلى ضيافة ثانوية الشويخ، وصلنا مساء ولم نشعر بحرارة الجو ولكن أصبحنا اليوم الثاني وبدأ الجو وتضايقنا من شدة الحرارة قال مصطفى الحوراني «شو هالغول الحار الذي خرج علينا» من شدة الحرارة والرطوبة، ونحن غير متعودين على مثل هذا الجو الحار.

وبالفعل أننا اتفقنا على أن نرجع إلى بلدنا وقلنا للمسؤولين «أعيدونا إلى بلدنا» ولكنهم صاروا يقنعونا، وفي ذلك الوقت لا توجد مكيفات في المباني أمضيت مع زملائي خمسة عشر يوما لم نخرج من الضيافة تفرقنا بالتعيين ولكننا قلنا نريد أن نكون مع بعض في مدرسة واحدة ونسكن نحن الخمسة في مكان واحد لكن درويش المقدادي لبى الطلب وعيننا نحن الخمسة في مدرسة النجاح أول مدرسة أعمل بها في الكويت مع زملائي بمنطقة الشرق والشوارع رملية، كنت مدرسا للغة العربية والناظر عمران الطرشة فلسطيني، وبعد ذلك ترك وعين بدلا منه الاستاذ محمد بشير والوكيل زهدي سمور وبعد ذلك نقلت إلى مدرسة الغرابي في منطقة النقرة، كان مستوى الطلبة ممتازا وجميع الطلبة مهتمين بكتابة الواجب والانتباه لشرح المدرس ولا تأخير عن الدوام مع العلم ان الأم والأب أميين مع ذلك كان الاهتمام بالتعليم، كان المدرس مخلصا في أداء عمله، كان معي من المعلمين نادر صوان وعبدالحق الغصين، وأحمد العبادي أيضا كان معنا الاستاذ محمد السداح من المدرسين الكويتيين الممتازين.

هناك في «الفارابي» وكانت دائرة المعارف آنذاك تعطي للمدرس مائة روبية علاوة وكانت النقرة تعتبر قرية ونقل معي محمد السداح وكان ناظر المدرسة أنهيت سنة واحدة، الطلبة فيها كويتيين ووافدين وهم الأغلبية بالمدرسة وبعد سنة نقلت إلى مدرسة عبدالعزيز الرشيد، وكان ناظرها عبدالحميد البغلي وكان الاستاذ أيوب حسين وكيلا للمدرسة وبعد ذلك نجم الخضر عين ناظرا لمدرسة عبدالعزيز رشيد، وأذكر من مدرسي الفارابي أحمد العبادي، ومن بعد نجم الخضر عين ناظر آخر هناك بالنسبة لي انتقلت إلى ثانوية العديلية.

الانتساب الى جامعة بيروت

انتسب ضيفنا الى جامعة بيروت حتى يكمل دراسته وعن ذلك يقول: انتسبت لجامعة بيروت العربية لكي أكمل دراستي الجامعية وذلك عام 1967 وذلك بعد أن تم الافتتاح وقبولنا للدراسة فيها باشرت دراستي وانهيتها عام 1970 الدراسات الفلسفية والاجتماعية وكانت الدراسة جهد كبير، يتمثل بعملي مدرسا وبيت وعائلة، المهم حصلت على شهادة الليسانس.

ثانوية العديلية

أما عن انتقاله إلى ثانوية العديلية فيقول: بعد حصولي على الشهادة الجامعية تم نقلي إلى ثانوية العديلية من المرحلة الابتدائية أمضيت فيها سبعة عشر سنة وكان الناظر بداية عملي فيها هو الاستاذ عبدالعزيز العمران، ومن بعده الاستاذ عبدالله المهنا فيما بعد صار مدير التعليم المتوسط وثالث ناظر لثانوية العديلية كان علي الغريب خلال السبعة عشر سنة من العمل في ثانوية العديلية، تم فتح ثانوية كيفان للمقررات فتم نقلي إليها لمدة سنة من عام 1982 ـ 1983 في تلك السنة علي الغريب ذهب إلى الوزارة وطلبني بالاسم بأن أرجع إلى ثانوية العديلية وأخذ الموافقة بالكورس الثاني لكي أعود إلى العديلية بلغني الموجه علي السعدي بالنقل، المهم أمضيت عملي بالعديلية حتى عام 1990 الغزو العراقي الغاشم على الكويت.

ونقلت إلى ثانوية العديلية وكنت مدرس فلسفة المادة العلمية لكتاب الفلسفة للثانوي من تأليفي أيضا شاركني مجموعة من الأساتذة، أمضيت بالعمل حتى الغزو وأما قصة الماجستير بعدما أنهيت الليسانس فتحوا قسم الدراسات العليا في جامعة الكويت فقدمت للدراسات وفيها شروط منها يجب أن تكون المادة الأساسية امتيازا والمساندة جيد جدا وجميع التقديرات موجودة لمدة سنة أعطونا خمس مواد، من ضمنها اللغة الفرنسية وكنت سبق أن كنت متعلم اللغة وملم بها ومعي مدرس مصري، وبدأت أعمل الدراسات، محاضرات يلقيها علينا محاضرون منهم د.زكي نجيب محفوظ وتوفيق الطويل ومحمد عبدالباسط عبدالصمد وعبدالباسط عبدالمعطي ومصطفى الحشاش، أنهيت دراسة الماجستير عام 1974 والدراسة مدة سنتين وحصولي على أول ماجستير من جامعة الكويت وبعد ذلك أغلقوا قسم دراسات الماجستير لعدم وجود عدد كاف من الكويتيين،لكي أحصل على الدكتوراه التحقت بجامعة القاهرة وطلبوا مني كتابا من السفارة الكويتية بالقاهرة وحصلت على الكتاب من السفارة وساعدوني وأعطيته لجامعة القاهرة، أذكر أن البحث أو مادة الماجستير بعنوان «الاتجاه الوظيفي في علم الاجتماع الأميركي» وجميع المراجع باللغة الانجليزية.

واصلت العمل للحصول على شهادة الدكتوراه وكان البحث أو مادة الدكتوراه «معوقات التنمية الاجتماعية في المجتمع الكويتي مع دراسة ميدانية للقوى العاملة» وكان الموضوع جيد جدا وممتاز، وبعدما أنهيت الدراسة وحصولي على شهادة الدكتوراه، وزارة التربية طلبت نسخة حصولي على الدكتوراه عندما كنت مدرسا في ثانوية كيفان.

كنت موعودا بأن أنتقل إلى التربية الأساسية، أثناء الغزو العراقي كنت في القاهرة وقالوا لنا كل من تنتهي إقامته يسافر من مصر فقلنا أين نذهب؟ فقالوا هذه السفارة العراقية وذهبنا لهم وأعطونا تأشيرة دخول بعد أن عرفوا أن لدينا إقامة بالكويت، من حسن الحظ عندي فيزا للأردن فسافرت من القاهرة إلى (عمان) وأمضيت أسبوعين وبعد ذلك بالباص إلى بغداد ومنها إلى الكويت.

ما بعد تحرير الكويت

يتحدث د.راغب عن مرحلة مهمة من تاريخ الكويت فيقول: بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي الغاشم كنت في الكويت ولكن أمضيت سنتين من دون عمل، عام 1993 بدأت بالعمل أخصائي اجتماعي في مدرسة الجميل ولمدة سنتين وفيها ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي وفيها ناظر كويتي إنسان طيب جدا اسمه أبوعمار وكانت لي علاقة طيبة معاه.

وبعد سنوات انتقل إلى المدرسة الوطنية وانتقلت معه عام 1994 أمضيت فيها ثماني سنوات.

بعد ذلك، انتقلت إلى الأكاديمية الكويتية ثنائية اللغة تقع في منطقة الرقعي وصاحبها عبدالله الرشيدي منذ عام 2005 إلى الآن أعمل معه بالأكاديمية، المقارنة بين التعليم قديما والتعليم حديثا طبعا فيه اختلاف العناصر التي كانت موجودة عناصر جيدة جدا، الوافدون الذين حضروا إلى الكويت كانت لديهم خبرات كبيرة بالتعليم وكانوا يحضرون إلى الكويت عن طريق اللجنة التي تختارهم بالمقابلات فكان أفراد اللجنة حريصون على اختيار الأفضل، التعليم ليس بالمستوى القديم وحاليا مستشار تربوي وأزاول عمل أخصائي اجتماعي وتخصصي اجتماع، والاولاد اشقياء ونحاول تهذيبهم ومستمر بالعمل.

الأولاد

يتحدث ضيفنا عن حياته الاجتماعية وأسرته بالقول: الله سبحانه وتعالى رزقني بولد واحد كانت دراسته في الكويت من المرحلة الابتدائية حتى أنهى الثانوية العامة القسم العلمي والتحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة فلم ينسجم بالدراسة هناك وحصل الاحتلال الصدامي، وفرت له مبلغا كبيرا لكي يكمل تعليمه وأخذته عند مسؤولة كبيرة في الإقامات وقالت له يا قصي لمّا والدك يسافر تعال عندي فقط سدد الرسوم، الولد لم يعرف كيف يتصرف ذهب لها فلم يجدها فقدم الوثيقة إلى الإقامات وسأله انت فلسطيني فقال هذه وثيقة مصرية وكتب عليها الموظف المغادرة خلال أسبوع، عمه موجود هناك ودبر الموضوع له وبعد التحرير عرفت الموضوع أخي الثاني كان في كندا وطلبت منه أني عمل له معاملة الهجرة وسافر ابني الى كندا وحصل على الجنسية الكندية وانهي دراسته هناك وفي أميركا وحاليا يشتغل وتزوج من فتاة أردنية من عائلة محترمة اناس طيبون ويعيش مع زوجته في كندا.

ولد واحد والحمد لله وأعيش مع زوجتي وأحد اخواني يعيش في الكويت.

والثاني الموجود في مصر حاليا كان يعمل بوزارة الإعلام مستشارا، أخي موسى راغب وكان مسؤولا للبحوث الاحصائية، وأخي الموجود في كندا كان موجودا في الكويت ولا أعرف النواحي السياسية، أتحدث عن التعليم واقول ان التعليم حاليا مع دخول الأجهزة الحديثة يختلف عن التعليم قديما والطالب منتظم والمدرس والادارة حازمة مع الطالب.

أولياء الأمور كانوا يساعدون المدرس ويقفون بجانبه حاليا ولي الأمر يختلف عن ولي الأمر القديم كان الطالب يدخل المدرسة وقد كتب واجباته بالكامل كانت العملية مريحة وكان الاحترام متبادلا بين الطالب والمدرس.

علاقة الأب والابن

حاليا لأني من الجيل القديم قد فقدت أصدقائي كلهم لأنهم خرجوا من الكويت، حاليا من البيت إلى الجامعة وحسب الحاجة ألقي محاضرات الجامعة العربية المفتوحة اشتغلت فيها ثماني سنوات من يوم تأسيسها.

ذكرياتي عن مدرسة النجاح طيبة جدا وكانت العلاقات فيها بين المدرسين جيدة جدا ومع الطلبة كنا كالآباء، لا احفظ الشعر ولم اكتب القصة، حاليا مؤلف كتب وتدرب بالجامعة، عندي بحوث لمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ونشر سياسة التربوية في دولة الخليج العربية وثم وزعوه وعندي بحث بعنوان «التلوث البيئي والتربية البيئية في دول مجلس التعاون» وعندي بحث «اتجاهات المواطنين الخليجيين نحو الأعمال اليدوية».

أما الكتب التي ألفتها أول كتابين صدرا في الثمانينيات:

1 - التنمية في الفكر السسيولوجي.

2 - الحديث المعاصر.

3 - التنمية في المجتمع الكويتي المعاصر.

4 - مشكلات اجتماعية معاصرة أربع طبعات لانها تنتهي 2012 ودرست في الجامعة.

5 - مدخل إلى عمل الاجتماع الطبعة الثانية يدرس في جامعة الكويت.

6 - قضايا اجتماعية الطبعة الأولى.

أما البحوث: «السياسات التربوية في الخليج العربي»، كما تصدر كتابا جديدا وتعيد طباعته تضيف عليه، وكتاب الفلسفة والمنطق والأخلاق يدرس للصف الرابع الثانوي.

في النهاية شكرا جزيلا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالقيادات والتربية والمدرسين القدماء الذين عملوا في الكويت، الشكر موصول للاستاذ منصور الهاجري لاهتمامه بهذا النسيج الاجتماعي التربوي، شكرا لكل من يعمل بجريدة «الأنباء».
 
خضير عباس الخضير: أحببت التصوير من صغري ومحاولتي تصوير جمال عبدالناصر والرئيس الصيني عرضتني للتحقيق ومصادرة الكاميرا
السبت 2014/2/22
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 10801
A+

A-





خضير الخضير خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
خضير الخضير على ساحل الاسكندرية عام 1964
وفي مكتبه
الخضير مع عصام الرفاعي وجاسم الاستاد ايام الاسكندرية
بعض احفاد خضير الخضير
خضير الخضير مع اولاده امام سيارته
من احفاد خضير الخضير
خضير الخضير لدى مشاركته في مظاهرات تاييد استقلال الجزائر عام 1961م
خضير الخضير لدى استقباله وفدا يابانيا
الخضير في ساحة الصفاة منتصف الخمسينيات
الخضير لدى عمله في وزارة المواصلات
خضير الخضير مع بعض الاصدقاء امام سيارته عام 1952
  • ذهبت إلى الحج في السعودية في العام 1947 والطريق كان غير معبّد والرحلة طويلة
  • حصلت على بعثة من «نفط الكويت» إلى مصر لدراسة حركة النقل وقيادة السيارات وكنا 50 كويتياً
  • أول خط لسيارات نقل الركاب التابعة لـ «المواصلات» في الكويت كانمن الشرق إلى المالية
  • بعد التقاعد عملت دلال عقارات في سوق الجت حتى وقوع الاحتلال الصدامي
  • اشتريت باخرة صغيرة بـ 15 ألف دينار وبعتها بــ 30 ألفاً
  • ولدت في العام 1920 بالبصرة وكان الوالد يتردد فيما بينها وبين الكويت
  • موظف في البلدية وقّع على كشوف الحضور لمدة شهر مقدماً وعندما رآه المدير وسأله عن السبب قال «أريد الذهاب لصيد الحباري»
  • في العام 1964 تم تعييني في «المواصلات» مع بدايات سيارت نقل الركاب
  • سنة 1969 تركت العمل في «المواصلات» وانتقلت إلى البلدية مساعد مدير ثم تقاعدت بعد 5 سنوات
  • عملت على سيارات لنقل المياه من محطة الشويخ إلى محطاتالبنزين
  • لدى وجودي في الإسكندرية لم أذهب إلى السينما أو البحر مطلقاً
  • في رأس التين كنت أذهب إلى مقهى شعبي لأشتري السمك المشوي واستمع إلى حكايات كبار السن المصريين
  • عملت في وزارة التربية وأصبحت مسؤولاً بالكراج وكان معنا الفنان عوض الدوخي
  • بيتنا القديم كان بفريج العوازم في مدينة الكويت بالقرب من ماكينة الطحين
  • في مصر كنت ألبس البدلة والطربوش وكان معي «أبونيه»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع شاهد على عصر النهضة ومرحلة التحول إلى الحداثة في الكويت.

تعلم عباس خضير عباس في أكثر من مكان وسافر للدراسة في مصر.

كما عمل في عدة مجالات وجهات. ولد في البصرة في بداية العشرينيات من القرن العشرين وعاش حياة ملؤها العمل والكفاح ومراحل النجاح.

عمل في وزارة التربية في الكراج.

كما عمل على سيارات نقل المياه من محطة الشويخ إلى محطات البنزين.

سافر إلى جمهورية مصر العربية في بعثة من شركة نفط الكويت لدراسة حركة النقل وقيادة السيارات، ثم عين في وزارة المواصلات في العام 1964.

لدى وجوده في مصر للدراسة في الإسكندرية كانت له ذكريات جميلة يحدثنا عنها وكيف كان يعيش حياته، ويحكي لنا ما حدث له عندما حاول تصوير الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الصيني الزائر وكيف صودرت منه الكاميرا.

يحدثنا عن نشاطه بعد انتقاله إلى البلدية ثم التقاعد والعمل الحر والاشتغال في مجال العقار والتجارة.

كل هذا وغيره من تفاصيل الحياة في الماضي، ورحلة ضيفنا خضير عباس نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا خضير عباس الخضير عن المولد والبدايات والظروف السائدة وقتها وكذلك عن نسبه وهواياته حيث يقول: ولدت في مدينة البصرة منطقة المعقل وكانت ولادتي عام 1920 - كان شط العرب - والسفن الشراعية - كان والدي يتردد ما بين دولة الكويت ومدينة البصرة.

لعبت كرة القدم وكنت اذهب الى مدينة العشار يوجد فيها ملعب كرة قدم كبير - كنت اذهب مشيا كانت الأرض زراعية ولا يوجد ازدحام سيارات فالطفل لا خوف عليه، أحيانا البعض يركبون دراجات، والملعب مخطط واذكر كان يلعب معنا أولاد عمامي وخالتي.

ننتمي لقبيلة الشيباني، وأما الوالدة - رحمها الله - فمن كنانة من بني أسد من الشيوخ فلذلك كنا مجتمعين مع بعضنا البعض، اذكر كنا نلعب بكرة بالنفخ الكرة القديمة، الناس القديمين انتقلوا الى رحمة الله - ونحن الحمد لله مع بعض العائلات مثل عبدالمحسن الزامل وعبدالرزاق الزامل وهما من الشيوخ حاليا يعيشون في السعودية.

كان بيتنا بفريج العوازم داخل مدينة الكويت بالقرب من ماكينة الطحين وبالقرب منا مرزوق الطحيح والرشدان وبوناشي كلنا بفريج واحد، اذكر قيصرية بن رشدان وآخر السوق حاليا بناية الباري والجاز - واذكر عربانة الماء، اذكر الباكستاني غلام خياط ملابس ورجل باكستاني آخر بالقرب من بيت راشد الغريب والبيوت مبنية من الطين والجيران يحبون بعضهم البعض، والدي كان متعلما ومسؤولا عن البريد في الخليج العربي، كان متزوجا من زوجتين، كان ولد خالتي يسكن الكويت اسمه محمد عبدالله الزيد.

العمل بالتربية

بعد هذه المقدمة المختصرة عن بداياته يتحدث عن عمله في وزارة التربية قائلا: اشتغلت في وزارة التربية وكنا مجموعة من الموظفين اذكر منهم عبدالله الغيص وعلي العمر وراشد العبكل وبوسويهي وعبدالعزيز العسعوسي وبعد سنوات أصبحت مسؤولا في كراج التربية واذكر بوسويهي رجل طيب وكان متعاونا معنا، وكان معنا الفنان عوض الدوخي.

اذكر المرحوم الأستاذ عبدالعزيز حسين مدير المعارف بالستينيات، واحمد السعد العيسى وكثير من الموظفين وكان العمل مترابطا والموظفون متعاونين اذكر أيام المطبخ المركزي وكان مديره صالح راشد بورسلي وهو من الرجال الطيبين الذي تعاملنا معه.

التعليم والدراسة

يتناول خضير مشواره مع التعليم الذي بدأ في البصرة ثم تحول الى تعليم الكبار، حيث أكمل تعليمه حتى حصل على الثانوية، وعن ذلك يقول: التحقت بمدرسة الملا في البصرة وكان يقال له (لا لا) اسم تركي - تعلمت القرآن الكريم وكنت احفظ الآيات والقراءة والكتابة، بعدما تم افتتاح تعليم الكبار التحقت بالمسائي وتعلمت في مدرسة حولي المتوسطة واذكر اني عندما اشتغلت في التربية هدمت المدرسة مع العمال، المهم اكملت الدراسة الى ثالثة ثانوي وكنت اعمل بالتربية وادرس بالليل، واحمد السعد العيسى وكيل مساعد.

أثناء عملي بالتربية، حصلت على شهادة الثانوية في التعليم المسائي، وانتقلت من عمل لآخر.

العمل بسيارات النقل

والبعثة الدراسية

ذهب خضير في بعثة دراسية الى القاهرة بعد عمله على سيارات لنقل المياه، وعن ذلك يقول: كنت اشتغل مع يوسف بن عيسي القطامي على السيارات لنقل المياه بواسطة التناكر وكان عددها 10 سيارات ويعمل عليها سواق وذلك قبل العمل بالتربية والماء لمحطات البنزين وننقل الماء من محطة الشويخ أما يوسف القطامي فهو المقاول الأصلي وأنا مقاول من الباطن، ويعمل معه رجل اسمه تبريزي وله علاقة قوية مع شركة نفط الكويت، ويعقوب القطامي مع والده في تلك الأثناء حصلت على بعثة دراسية من الشركة بواسطة مستر توماس سجلني وتم اختيار القاهرة للدراسة ولم اختر لندن، وكان مكان الدراسة في هيئة النقل في الاسكندرية وكان التعليم عن حركة النقل والفرق ما بين تحريك أكثر من سيارة والفرق الزمني بين كل سيارة واخرى، ومعنا في الدراسة عبدالوهاب النفيسي وعبداللطيف البحر وعباس جوهر من الأشغال أيضا معنا في الاسكندرية عصام الرفاعي والدراسة استغرقت لمدة 9 شهور وحصلت على الدبلوم.

ومع بداية سيارات المواصلات عينتنا في الشركة عام 1964 واذكر المسؤول المصري عن الشركة وكان عددنا 50 كويتيا ندرس في الاسكندرية والملاحظة انني لم اذهب الى السينما ولم اذهب الى البحر للسياحة نهائيا - اذكر في رأس التين في الاسكندرية يوجد مقهى شعبي يباع فيه السمك المشوي، وكنت اذهب الى ذلك المقهى واستمع لحديث كبار السن من المصريين، كنت ألبس البدلة والطربوش واجلس في المقهى، واذكر يوما من الأيام ان شو إن لاي، الرئيس الصيني وكان معه المرحوم جمال عبدالناصر الرئيس المصري أردت ان التقط لهما صورا لكن العسكريين أخذوا آلة التصوير مني ومنعوني من التصوير، وأخذوني الى قسم الشرطة وهناك حققوا معي بسبب التصوير وسألني الضابط لماذا تريد ان تأخذ صورا فقلت نحن الكويتيين نحب الرئيس جمال عبدالناصر ونحن عرب فتركوني وأخذوا الكاميرا وكنت قد اشتريتها بـ 6 جنيهات من مصر، عبارة عن صندوق أسود، معنا واحد قال ما يجينا من الغرب إلا وجع القلب فقلت له لا انت غلطان، وكنت برأس التين، كان عندي بطاقة تعرف باسم «أبونيه» بطاقة حكومية، وهي بطاقة شخصية يعرف بها حاملها لطلبة البعثات بعد العودة بدأت بتدريب سواق شركة المواصلات على جميع الخطوط طبعا الزملاء ايضا لهم دور في تدريب السواق في مصر كان عندهم ما يعرف «بالكمسري» فاذا صعد الراكب يأخذ الورقة من الراكب ويتصرف بها ونحن بدأنا عندنا ولكن قضينا عليها نهائيا.

كانت العملية فيها شطارة، في مصر يعلمونك تعليما شاملا، اذكر كان عندهم منطقة لرجل يهودي كان اسمه سموحة وله كراج كبير في الاسكندرية لكنه بعد ذلك اجر الساحة على بعض الشركات صباح كل يوم.. يجتمع فيها ما يقارب ثلاثة آلاف عامل للشركات العاملة، العمل في المواصلات عمل متعب بعض السواق يتفننون في تشغيل وتعطيل السيارة وكيف يقطع سلك الدهن، هذه من تعليمات الدراسة الركاب ما يعرفون شيئا، احيانا بعض السواق يضيعون الوقت بين كل سيارة واخرى نصف ساعة للتحرك والخروج من المحطة، اذكر صديقنا سيد نفيع ساكن في سيدي بشر في الاسكندرية على طريق ابوقير، قال لنا اشتروا اراضي على مائة جنيه أو مائتي جنيه قلنا من يشتري وماذا نعمل بها.

اراضي الاسكندرية ونحن نريد ان نرجع الى الكويت ويومئذ كنت متزوجا وعندي اولاد.

خطوط المواصلات

في الكويت

بداية تشغيل سيارات المواصلات كانت الخطوط داخلية لنقل الركاب اول خط من الشرق الى المالية، وباص رقم (11) وباص (12) من مستشفى العظام وصوب طريق الجهراء وباص رقم (15) الى منطقة الراس وباص (20) الى جليب الشيوخ والدورة الزمنية تختلف من مكان لآخر مثلا مكان ننتظر فيه خمس دقائق مكان آخر نقف فيه نصف ساعة مثلا اذكر منطقة الشعيبة عليها عشر باصات بين كل باص والاخر نصف ساعة.

حتى الساعة الواحدة.

لكن عملنا كمفتشين نعمل على عنصر المفاجأة لسائق الباص، وخاصة الطرق البعيدة والسبب ان بعد الساعة العاشرة بعض السواق يأخذ الاجرة من الراكب ولا يقطع له تذكرة فيأخذ المبلغ له.

فعنصر المفاجأة موجودة للتدقيق على الركاب ونسألهم عن التذكرة، كل دول العالم النقل فيها مفيد لكن البعض يعمل بالحيلة عمل السيارات فاشل غير ناجح.

بعض السواق يعملون بالحيلة، اما الخطوط الفرعية فكانت الصليبخات والفروانية ينتقل من جليب الشويخ احدى المرات راكب قال للسائق قف قليلا لان الراكب شاهد خروفا سقط من الوانيت شاله وركبه بالباص وقال للسائق تحرك.

ورجل آخر شافه وبلغ عنه بأنه سرق خروفا، تحول الى مخفر الشرطة، وتم التحقيق معه وقلت له الخروف انت اخذته ما عطيته منه شيء (للباجه).

العمل متعب بالباصات ومع الركاب، لان النقل من مكان لاخر ومع ناس متفرقين من كل جهة يركبون بالباص بعض السواق امناء جدا جدا والبعض يتلاعب مثلما قلت لكن دراستنا في الاسكندرية كانت مفيده لنا، وحصلت على دبلوم في ادارة شؤون الباصات، وكان عددها كبيرا جدا.

العمل في البلدية والمواصلات

عن عمله في البلدية والمواصلات يقول خضير: الحكومة صرفت الكثير على شركة المواصلات والسيارات فيها مشاكل كثيرة خاصة سيارات النقل اذكر عبدالسلام فهمي، يعمل في الشركة، والحكومة اشترت 500 سيارة للشركة من جمهورية مصر وذلك للطلبة، قديما المواطن الكويتي يملك سيارة واحدة او ماعنده عنده سيارة وخاصة قبل الضواحي الجديدة.

حاليا كل مواطن أمام بيته 8 سيارات وقديما كانت البيوت قريبة من الأسواق ولا توجد مصاريف زيادة، بعض المواطنين كانوا يستخدمون الباص، حاليا تغير كل شيء، أمضيت سنوات بالعمل في الشركة والمدير العام في الشركة ترك العمل وانتقل لعمل آخر وقال لنا «إذا انتم تريدون الانتقال عندي استعداد لنقلكم»، فتركت العمل في شركة المواصلات وعينت في بلدية الكويت وذلك عام 1969.

وكنت مساعد مدير وبعد سنوات تركت العمل بسبب ان أحد الموظفين يوقع على كشوف الحضور لمدة شهر للأمام، المدير شاهد ذلك الموظف وسألني عن التوقيع، المدير سأل ذلك الموظف عن سبب التوقيع فرد عليه الموظف: أريد ان أذهب للقنص لصيد الحبارى، مثلا في ذلك الوقت إذا عندك 20 مفتشا قليل منهم يداومون.

وكنت أداوم في المركز الموجود في كيفان، اشتغلت في البلدية لمدة 5 سنوات وتركت العمل الحكومي نهائيا.

العمل التجاري

بداية عملي دلال عقارات بسوق الجت وكان في السوق مجموعة كبيرة من الكويتيين يعملون في السوق بيع وشراء الأراضي والبيوت والعمارات، والسوق كان شعلة من العمل، والحمدلله حصلت على خير كثير من عملي بالسوق.

وبعد سنوات وحصولي على سمعة طيبة عند المتعاملين أحد التجار الذين يعملون بالعقار أعطاني مبلغا كبيرا من المال وباشرت العمل ببيع وشراء عقارات له، والحمدلله نجحت في عملي مع ذلك التاجر.

ونصيبي من البيع والشراء الدلالة من البائع أو المشتري يعني العقار احصل منه على الدلالة وهكذا استمررت في العمل دلالا بسوق الجت وذلك قبل إنشاء البورصة (سوق الأوراق المالية) وكنت مشاركا مع السيد الحساوي وفي يوم من الأيام احد المواطنين اشترى مني بيتا وسجلناه له وسعره نصف مليون ولكن حصل عدم وجود مبلغ يغطي سعر الشيك ودون قصد سيئ من التاجر صاحب البيت المبيع قال لي لا تخف ولم يقدم شكوى ضد المشتري وصبر عليه.

التاجر سافر لفرنسا والمشتري سافر وبقيت في الكويت انتظر واستمررت في العمل دلال عقارات حتى يوم 2/8/1990 يوم الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت.

اذكر هنا انني لم اشتغل بسوق المناخ ولم أشاهده، أمضيت سنوات طويلة بالعمل بسوق العقار وهنا اذكر للتاريخ ان جميع المتعاملين بالسوق ناس شرفاء كلمتهم واحدة ولا يوجد عندهم أي تلاعب فالكل يلتزم بكلمته، واذكر انني بعت واشتريت بين البائع والمشتري من تجار الكويت «يوسف بهبهاني اشترى في حولي ارضا كبيرة ولكن بعد يوم أراد ان يعيد الأرض لصاحبها البائع إلا ان البائع قال ليوسف انا بعتك وغير معقول ان اخدها منك الله يرزقك» المشتري باعها وأعطى ليوسف بهبهاني شيئا من الربح.

عندنا في الكويت الصدق والأمانة والكلمة الواحدة التي يلتزم بها البائع والمشتري، ايضا اشتغلت مع النفيسي

سيارات النساف والعمل الحر

يجمل ضيفنا عمله في عدة مجالات وكذلك شراء سيارات لنقل الرمل حيث يقول: اشتريت مجموعة من السيارات لنقل الرمل من ساحل الوطية، والعمال يأخذون الرمل ويضعونه في السيارة «بالبدي» بواسطة الفأس او الشبل، اقول انني اشتغلت وعملت بعدة وظائف، اشتريت مجموعة سيارات، تناكر لنقل الماء، ومجموعة سيارات لنقل الرمل، وعملت دلال عقارات وبيوت واراضي، واشتغلت بالمواصلات كذلك عملت بوزارة التربية بالخمسينيات، واشتغلت بشراء وبيع سكراب الحديد وكنت اشتري من شركة نفط الكويت، سيارات نقل الرمل منذ قبل الخمسينيات، واذكر ان الحمّارة كانوا ينقلون الماء على ظهور الحمير، وعندهم ساحة يقفون بها ينتظرون من يشتري الماء، واذكر سوق بيع الحمير وقهوة الحمّارة، ورجل يبيع الكبدة والقلوب ويجلس على الارض، وامامه موقد نار، واذكر صاحب المطعم، وسوق الغربللي وقهوة ابوشعبان، كانت الكويت حلوة وجميلة وامن وامان الى كل هذه الامور.

تركت سيارات الماء وسيارات نقل الرمل وكما ذكرت وفي احدى السنوات اشتريت باخرة قديمة.

سنوات وانا اعمل بالسوق، شركة النفط تبيع كل شيء سكراب واذكر «التك» باخرة صغيرة قبلنا تقدم مواطن لشراء «التك» بسبعين الف دينار ولم يشتريه، ولكن وضعت له سعر خمسة عشر الف دينار وبعد الشراء واستقراره لنا بعد فترة بعته بثلاثين الف دينار على احدى الشركات ، اذكر انني بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي اشتريت مجموعة تلفونات بالشنطة خمسمائة خط تلفون من شركة نفط الكويت ومعهم بيجرات وبعت الواحد بخمسمائة دينار.

ايضا اشتريت مجموعة من التريلات ومعهم سيارات بالجيكات، سعر البيع غطى السعر الاجمالي للسيارات كلها بعتها على رجل اعمال سعودي، الانسان اذا بدأ عمله بالنية الصافية ويعطي الاخرين حقوقهم الله سبحانه وتعالى يوفقه بعمله، وشركي رحمه الله، دليهي معجب الهاجري.

السفر للسعودية

عن سفره الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج يقول خضير: سافرت الى المملكة العربية السعودية عام 1947 ومعي بالرحلة علي حسين الوهيب وزرنا المدينة المنورة كانت مسورة واما مكة المكرمة كانت محدودة، وذهبنا بالسيارة، وكانت السفرة لاداء فريضة الحج وكانت الحجة الأولى واذكر ابن عطيشان مسؤول جمرك جريه وكانت المنطقة عامرة وحوطة كبيرة والطريق غير معبد رمال ومن جريه الى رماح ومدة الحج طويلة اقول ان العودة من مكة اسهل من الذهاب تدخل بريدة وغينزة على اليمين ما بين خط حايل ومعنا سيارات خفيفة عجل واحد وليس دبل سيارات فورد قديمة كانت المدينة المنورة مزدحمة بالناس اكثر من مكة المكرمة ومسجد الحمزة عبدالمطلب وفيه بركة ماء واهل المدينة طيبين وفي مكة احد الوزراء يقال له ابن سرور وشاهدت المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود ويوزعون التمور وكان عدد الحجاج قليليين ذهبت الى الحج خمسة عشر حجة وفي احد السنوات اخذت الوالدة معي لاداء فريضة الحج.

والحجة الثانية عام 1949 ايضا الحجة الثالثة كنت دليلا لحجاج ايرانيين مع سيارات تقدر باعداد كبيرة، السواق الايرانيين غير شاطرين بقيادة السيارة بالصحراء لانهم متعودين على قيادة السيارة بالجبال، وكانت السيارات تعبر الصحراء، اذكر من اصحاب الحملات في الكويت فهد الفهد والحبشي وسليمان الفهد وعبدالعزيز الفهد كان يستخدم الباصات ذات اللون الاصفر ويطلق عليها بوعرام ايضا الحاج ابن الريس ومجموعة كبيرة من اصحاب الحملات لنقل الحجاج.
 
راشد الفرحان: كنت أصغر الأعضاء سناً في أول مجلس للأمة عام 1963 وانضممت للمعارضة.. وعينت وزيراً للأوقاف سنة 1971 وأضفت إلى اسمها «الشؤون الإسلامية»
السبت 2014/2/1
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 1
عدد المشاهدات 13961
A+

A-




دراشد عبدالله الفرحان
صورة لاول اجتماع لمجلس الطلبة في المعهد الديني برئاسة الشيخ علي البولاقي
د راشد الفرحان والمستشار عبدالله عيسى وانور الرفاعي في زيارة لجمهورية اوزبكستان عام 1972
د راشد الفرحان وبدر الزوير مع الزميل منصور الهاجري اثناء اللقاء هاني عبدالله
صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والاميران الراحلان الشيخ جابر الاحمد والشيخ سعد العبدالله رحمهما الله مع اعضاء مجلس الوزراء عام 1971 وبينهم د راشد الفرحان وزير الاوقاف
راشد الفرحان في القدس عام 1967 مع مجموعة من الاساتذة والطلبة برئاسة حمد الرجيب
د راشد الفرحان مستقبلا وزير خارجية موريتانيا في احدى المناسبات
د راشد الفرحان مع احد ابنائه
د راشد الفرحان مع نجم الدين اربكان وعبدالله غول ورجب طيب اردوغان في احدى الزيارات الى تركيا
غلاف كتاب مختصر تاريخ الكويت
  • ولدت في منطقة الشرق عام 1930 وشاهدت القماش «اللؤلؤ» وكيف يزنه الرجال بالميزان
  • شاهدت البحارة وهم يسحبون السفن من البحر إلى «الجال» وكنت أسمع غناءهم
  • أخوالي كانوا يعملون أساتذة في البناء ومما شيدوه المستشفى الأميري وقصر المربع في الرياض
  • تركت الدراسة في المدرسة القبلية واشتغلت في أعمال البناء وبعد سنتين أصبحت «أستاذاً» ولم يوقفني سوى ضربة شمس
  • أول بعثة تعليمية مصرية وصلت إلى الكويت عام 1942 ومدرس منها كان يقص شعر الطلبة ويضرب الحفاة منهم
  • ذهبت في بعثة إلى القاهرة ودرست في الأزهر والشيخ كان دائماً يسأل عني قائلا «فين الكويتي الحنبلي؟»
  • أثناء دراستي في الأزهر صدر أول كتاب لي «الصيام في الإسلام»
  • حصلت على «المتوسطة» والثانوية العامة أثناء بعثتي في القاهرة والبعثة هددتني بوقف الراتب إن لم أتوقف عن الدراسة
  • كان الطلبة في القاهرة كثيري الأسئلة عن الكويت فقررت تأليف كتاب «مختصر تاريخ الكويت»
  • كتابي عن تاريخ الكويت كان ممنوعاً وعندما قرأه الشيخ عبدالله السالم وناقشني فيه أصدر أوامره بالإفراج عنه
  • في السبعينيات كان للمساجد دور كبير في نشر الثقافة الصحيحة بين الناس وانحسار الظواهر السلبية
  • من أغرب القضايا رجل ضاعت منه ابنته في المستشفى بسبب خطأ إداري وتعرف عليها بالصدفة واستردها بالقضاء
  • من أكثر القصص الواقعية مأساوية رجل أرمني اتهمته زوجته بالاعتداء على ابنته حتى تزوجها شاب من جنسيتها
  • عملت بعد تخرجي في «الخارجية» واستقلت عام 1961 للترشح لمجلس الأمة
  • كنت صاحب فكرة تكييف جميع مساجد الكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
عالم من علماء الكويت والأمة العربية، عالم في الدين واللغة والفقه والتاريخ والأدب.

انتشر علمه في جميع أنحاء المعمورة مع صدور أول كتاب له عن تاريخ الكويت وهو طالب في الأزهر الشريف، توقع له الأهل والأقارب مستقبلا باهرا منذ أن وضع أول لبنة (طابوقة) على أرض المرقاب وهو يعمل بناء وسنه صغيرة.

وبالفعل من البناء الى أعلى المناصب بين القياديين بالدولة وبجانب من سبقه بالعلم والمعرفة، عالم بكل ما تعنيه الكلمة من علم ومعرفة، تبوأ أعلى المناصب في السياسة والدين والعلم، ألّف الكتب الادبية والدينية والاجتماعية، كتب الشعر وأجاد به وله قصائد في الرثاء والنقد والوصف، بدأ تعليمه في المدرسة المباركية والتي كانت قريبة من بيت والده.

عمل بنّاء في البيوت مع والده وخاله ناصر الفرحان، والفرحان من العائلات الكويتية القديمة التي سكنت الكويت، وعمل الرجال من هذه العائلة في البناء، صار استاذا في البناء وعنده عمال بعد فترة من العمل.

التحق بالمعهد الديني في دولة الكويت وبعد التخرج التحق بالأزهر الشريف في بعثة دراسية، وأثناء الدراسة صادفته مشكلة بسيطة، لكن هذا الرجل استطاع أن يتغلب عليها بفكره وعقله عام 1952 صدر له أول كتاب عن تاريخ الكويت وهو طالب في الأزهر الشريف.

بعد التخرج عيّن في الخارجية الكويتية، رشح نفسه لعضوية أول مجلس أمة وبتوفيق من الله صار نائبا في أول مجلس أمة كويتي، قدم الكثير داخل المجلس وكذلك افتتح له مكتب محاماة، وكان من الناجحين في عمل المحاماة، يذكر لنا بعض القصص والطرائف والمشاكل التي واجهته أثناء العمل.

ألّف مجموعة كبيرة من الكتب تربو على خمسة وعشرين مؤلفا في جميع المجالات والمواضيع منها الدينية والأدبية والاجتماعية.

حصل على شهادة الدكتوراه بعد سنوات من العمل.

الدكتور راشد عبدالله الفرحان.

ماذا يقول لقراء «الأنباء»: الشكر الجزيل للاهتمام برجالات الكويت، وشكرا للاستاذ منصور الهاجري.

في مستهل اللقاء، تحدث د.راشد عبدالله أحمد الفرحان عن بداياته وذكرياته عن أيامه الأولى قائلا: ولدت في دولة الكويت منطقة الشرق عام 1930 جدي أحمد وأخوه راشد الفرحان شاهدت اللؤلؤ (القماش) والرجال كيف يزنونه بالميزان ويصفونه ويضعونه في قطعة قماشة لونها أحمر، شاهدت البحارة وهم يسحبون السفن الى (الجال) الساحل من البحر.

سمعت غناء البحارة، كانت منطقة الشرق مكان نشأتي صغيرا، أذكر أن جدي أحمد الفرحان يملك سيارة خضراء اللون، مرسيدس لها (مداكر) خارجية، باعها خارج الكويت بعد ذلك جدي سكن العراق فترة قصيرة، وكان يريد التجديد في حياته، وزع على اخوانه جزءا من أملاكه.

الوالد بعد الشرق سكن في سكة الفرج والتي كانت تمتد من دروازة العبدالرزاق الى الصاغة تتفرع من سكة الفرج سكة صغيرة تعرف بسكة الفرحان، فيها جميع بيوت الفرحان حتى ماكينة بودي للطحين، وبعد سنوات انتقلت العائلة الى المرقاب، وذلك بعدما سكن جدي البصرة، خالي ناصر الفرحان كان يعمل مع اخوانه أساتذة في البناء ومن آثار البناء الذي شيدوه بيت خزعل والمستشفى الأميري وقصر المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود في الرياض (قصر المربع) وبيت البدر الحالي.

العمل بنّاء

بعد نبذة قصيرة عن نشأته الاولى يتحدث الفرحان عن عمله في مجال البناء، حيث يقول:

بعدما تركت الدراسة في المدرسة القبلية ذهبت للعمل واشتغلت بنّاء مع والدي وأخوالي وخاصة مع خالي فهد الفرحان اشتغلت لمدة سنتين وبعدها أصبحت استاذ بناء (معلم) وصرت أحضر عمالي بنفسي واشتغلت في بناء البيوت، وبعد ذلك صار البناء خفيفا، فاشتغلت مع المرحوم عبدالعزيز المقهوي وكان العمل في ثانوية الشويخ مع بداية تأسيسها، وقال: يا راشد اذهب واشرف على تأسيس المسجد وكنت المشرف وقت الغداء ذهبنا الى المسرح مع المجموعة للغداء، كنت أمشي ولابسا حذاء أسود، لكنه حار جدا فخلعته من قدمي ومشيت حافيا على الرمل (المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار)، وصلت المطعم ومن شدة الحرارة أصبت بضربة شمس.

ضربة شمس

وقال الفرحان: بعد الاصابة بضربة شمس تركت العمل وتوقفت نهائيا وبدأت أبحث عن العلاج، أذكر أن رجلا آخر أصيب بضربة شمس ومات اسمه سليمان الغنيم، ورجل آخر كذلك.

في احد الايام ذهبت الى حلاق لعمل حجامة، أول ما وضع المحاجم على رأسي شعرت بالدوخة، تركتها، علما أن الحجامة حاليا من السهل عملها، تركت الحلاق ودخلت الى البيت، حضر عندي السيد عبدالعزيز الصقعبي، كان قديما نجارا يعمل ويصنع (بدي) السيارات من الخشب.

المهم عبدالعزيز قال تعال معي عند الطبيب، ذهبت معه الى الشرق بالقرب من مسجد بن هدبة، بجانبه بيت صغير تسكنه سيدة اسمها هيلة تعمل طبيبة شعبية.

المهم قابلت المرأة، وبعد السلام جلست أمامها عندها دوة وضعت بداخلها فحما وأشعلت النار، وأحضرت سيخا من الحديد وضعته بداخل النار حتى صار جمرا، وقالت اقترب، وضعت سيخ الحديد الحار على رأسي وانتهى الكي ودخلت البيت، ومن ذلك الكي ثلاثة شهور طريح الفراش وبعدها شفيت.

بداية التعليم

أما مشوار الدراسة والتعليم فيقول عنه الفرحان: التحقت بالمدرسة المباركية وكان ناظرها المرحوم أحمد شهاب الدين، وفيها سيد عمر عاصم.

وكنت أتردد على سيد عمر وبيتهم في سكة عنزة، اذكر بعض الطلبة الذين كانوا يدرسون في المباركية الشيخ ناصر الصباح ويوسف الرشيد وراشد الراشد وأبناء الوقيان وكنت في الصف التمهيدي في ملحق المباركية، ومنها الى المدرسة القبلية والسبب قالوا انتم تسكنون المرقاب، فالمعارف نقلونا خلف دائرة المعارف وكان الناظر المرحوم عبدالملك الصالح المبيض هذا الرجل من الذين خدموا الكويت خدمة عظيمة وجليلة ولكن مع الأسف لم يكتب عنه كتاب رجل عالم فاضل له أياد بيضاء في التعليم، رجل إذا قرأ القرآن الكريم ما ودك يسكت، مع العلم ان دراسته في مدينة مومباي، وإذا غاب أي مدرس ملأ مكانه وفي طابور الصباح يقف وقفة حازمة تربوية حنونة وكان يبث في الطلبة روح العروبة وهو واقف امام الطابور في الصباح، رجل صنع من الشباب رجالا لا أعرف ماذا أقول عن هذا الرجل واستعداده الكبير للعلم.

وكان يتحدث اللغتين العربية والإنجليزية و يحفظ الأورادو ويحفظ القرآن الكريم.

وعنده الخط الجيد ولم تطل مدة دراستي في المدرسة القبلية توفي الأستاذ عبدالملك الصالح المبيض واحضروا لنا مدرسا مصريا بدلا منه اسمه احمد اسماعيل ضيف من البعثة المصرية وأول بعثة تعليمية مصرية حضرت الى الكويت عام 1942 رجل لا يعرف وضع الكويتيين ولا يعرف حياتهم كان الأولاد يمشون من دون أحذية وشاف شعورهم طويلة فأحضر مقصا وبدأ يقص شعر الطلبة، ضيق علينا، ويوم من الأيام قال للطلبة كل واحد حافي يخرج من الفصل، خرجنا ووقفنا طابور واستدعى فراشين اثنين ونادى كل طالب وبدأ الضرب بالطلبة وكنت أول طالب تعرض للضرب، كنت أعتقد انه يريد ان يأخذ قياس أحذية لنا عندما جلست على الأرض لأننا معتادون على ذلك لأن التجار من زكاتهم كانوا يشترون أحذية وفانيلات للطلبة الفقراء جزاهم الله خيرا، أعداد كبيرة من الطلبة تركوا الدراسة وتركت الدراسة معهم.

أخي فرحان الفرحان

يتحدث ضيفنا عن أخيه فرحان الفرحان وكيف تأثر به فيقول: أثناء المرض خلال الثلاثة شهور كنت أقرأ الكتب التي ألفها أخي فرحان واسمع إذاعة لندن من الرواد، حفظت الكثير من الكتب وبعد ذلك فكرت بأن التحق بالمعهد الديني وكانوا يقبلون الطلبة الكويتيين بمختلف الأعمار، بالفعل ذهبت الى المعهد الديني وسجلت فيه للدراسة وقبلت طالبا بالمعهد ودخلت الفصل وكان فيه طلبة صغار بالسن بالنسبة لعمري وكنت بالعشرين.

ذهبت الى المرحوم الأستاذ يوسف العمر وكان وكيلا للمعهد وقلت الطلبة بالفصل صغار السن وانا أكبر منهم عمرا اختبروني، فاستدعاني الشيخ عبدالوهاب ومدرس مصري واختبرت بالدين واللغة العربية، الشيخ عبدالوهاب سألني عن الفقه وقال اين تعلمت طلابنا لا يعرفون هذا، وكنت قد تعلمته من كتب أخي فرحان عندما كنت مريضا، المدرس المصري سألني عن النحو وقد كنت حافظا للاجرومية كلها، وقلت له المرفوعات 7 والمنصوبات 12، فقال انتهى وكتب عني تقريرا ونقلت الى فصل ثان، أيضا الطلاب كانوا صغارا بعد سنتين تغير نظام التدريس في المعهد فتمت ترقيتي الى فصل أكبر والحمد لله رب العالمين وصرت من الأوائل في الدراسة مع منافسين الأول والثاني منع من إدخاله إلى الكويت والسبب أني كتبت وانتقدت الذين يكتبون عن الكويت ويضعون صور بعض الأشخاص ويقولون هذا تاريخ الكويت وهذا ليس بتاريخ الكويت وهؤلاء مثلهم مثل الشعراء الذين يقفون على أبواب الملوك والأمراء يمدحونهم بما ليس فيهم، قالوا لماذا كتبت مثل هذا الكلام، منع الكتاب وصار الكلام عني بداخل الكويت بأنني سأسجن، انتهيت من الدراسة ورجعت إلى الكويت لكن بعد وصولي ماذا فعلت؟

نقاش مع الشيخ عبدالله السالم

بعد العودة والاستقرار وبعد التوكل على الله قررت بأن أهدي نسخة من الكتاب للمرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت آنذاك ذهبت إليه ولكن كانت المفاجأة بأنه رحمه الله قد قرأ الكتاب قبل أن أهديه نسخة، والذي اعطاه الكتاب هو المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي (حمامة السلام) الرجل المصلح (المحرر) عندما قابلته وأعطيته الكتاب أخذه ووضعه على مكتبه.

بدأ يناقشني في مراجع الكتاب مثلا قال الموضوع الفلاني من أي مرجع، فقلت الله أكبر أمير دولة الكويت يناقشني بكتابي والله هذا «هو الحاكم العادل» فأصدر أوامره أفرجوا عن الكتاب وذلك بعد أن تم توزيعه في الدول العربية وأذكر أن المرحوم خالد المسعود اشترى ثمانمائة نسخة وزعها على المكتبات، انتهى الموضوع (حاليا طبع الكتاب بعد خمسين سنة من صدور أول طبعة له).

أيضا صارت مناقشات مع المرحوم الشيخ عبدالله السالم أمير دولة الكويت بعدما صرت نائبا في مجلس الأمة.

بعد التخرج في الجامعة

بعد الدراسة يحين وقت العمل عن هذه المرحلة يقول الفرحان: بعد تخرجي في الجامعة والعودة إلى الكويت طلبت للعمل في القضاء، فرفضت وكان الأستاذ فيصل الصالح يعمل رئيس البعثات وعينني في وزارة الخارجية وتم تعيين د.جاسم حسين طبيب أسنان في وزارة الصحة، وكان الشيخ صباح السالم أمير دولة الكويت الأسبق، وكان وزيرا للخارجية قال لي الشيخ صباح السالم أنت مؤلف كتاب وقبل أن يكمل حديثه قلت له التقيت الشيخ عبدالله السالم أمير الدولة وأثنى عليه وتمت الموافقة على تعييني في المحفوظات وكل مدير عنده فراش وموظف أذكر أن خالد علي الخرافي مدير إدارة وعبدالمحسن الدويسان مدير إدارة وعبدالله حسين الرومي مدير إدارة، وكان المرحوم جاسم القطامي وكيل الخارجية وكان يسمى الوكيل الدائم، كان عندي ست موظفات وكنّ يقرأن المراسلات الأجنبية ويقدمن لي ملخصا عنها وأوزع لكل جهة تخصصاتها.

قال جاسم القطامي يا راشد جميع المكاتيب أحضرها لي وكنت أعطيه ملخصا عن كتاب وأوقع عليها، جاسم القطامي قرر الاستقالة من الخارجية لكي يترشح لعضوية مجلس الأمة، أذكر أن المحفوظات كانت عبارة عن الصادر والوارد.

هذا الحديث بداية استقلال الكويت عام 1961 خرج جاسم القطامي من الخارجية وقدمت استقالتي معه وتركت الخارجية وكنت أنوي ترشيح نفسي لعضوية مجلس الأمة.

الترشح لعضوية مجلس الأمة

عن ترشحه لمجلس الأمة في أول دورة له يقول النائب السابق الفرحان: بدأت الدعوة للترشيح لعضوية مجلس الأمة الكويتي (أول مجلس أمة) وذلك عام 1963 فرشحت نفسي عن الدائرة الثانية المرقاب ونجحت في أول انتخابات وكان من المرشحين عن الدائرة المرحوم عبدالعزيز الصقر وحمود الخالد ومحمد الرشيد وعبدالرزاق الخالد وعلي المواش وكنت معه عن المرقاب حصلت على عدد أصوات، صرت عضو مجلس أمة في أول مجلس أمة كويتي عام 1963 وكنت أصغر نائب سنا في المجلس، وشكلنا المعارضة وكنت أحد أعضاء المعارضة تتكون المعارضة من جاسم القطامي ومحمد الرشيد وراشد الفرحان وأحمد الخطيب وعبدالرزاق الخالد ويعقوب الحميضي وراشد التوحيد كان عدد المعارضة اثنا عشر عضوا وكان المجلس من أقوى المجالس لأنه كان تأسيس الديموقراطية في الكويت في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم أبو الدستور والديموقراطية لا ينسى دوره الديموقراطي.

صار فيه بعض المناقشات وبعض الأمور التي طرحت مثل اجتماع بعض الأعضاء في ديوان العبدالرزاق ويسمون الموالون نحن ضدهم.

البعض ينادي بعدم تعيين التجار وزراء في الحكومة، وذلك ضد عبدالعزيز الصقر وهو رجل قوي ولا يعطيهم فرصة فصاروا يتحدون لخلعه من رئاسة المجلس، وهو أول رئيس لأول مجلس أمة كويتي وأحسن رئيس وأقوى رئيس وقبل ذلك كان وزيرا للصحة أيام المجلس التأسيسي، وعبداللطيف ثنيان الغانم كان رئيس المجلس التأسيسي.

انتخابات عام 1967

أكملنا أربع سنوات في أول مجلس أمة كويتي وثاني انتخابات كانت ذلك عام 1967 نجح ناس لا يستحقون النجاح، صندوق جزيرة فيلكا وصل قبل صندوق الدسمة وكان من المفروض أن يروح مع صندوق الدعية للفرج، نحن في القادسية حاولوا أن يأخذوا الصندوق فلم يستطيعوا، حضر رئيس مجلس الأمة السابق ولم يستطع أحد أخذه ولذلك نحن المرشحون جميعنا نجحنا هناك بعض الأعضاء بعد النجاح احتجاجا على الانتخابات والأخطاء قدموا استقالاتهم، أذكر منهم المرحوم عبدالعزيز الصقر ومحمد عبد المحسن الخرافي وخالد المسعود ومحمد العدساني وعبدالرزاق الخالد وراشد الفرحان وعلي عبدالرحمن العمر، سبعة أعضاء قدموا استقالتهم من الذين نجحوا في عضوية مجلس الأمة عام 1967.

ولم ندخل المجلس اجتمعنا في ديوانية يوسف الإبراهيم المنسحبون والمرشحون وكلفوني مع عبدالله النيباري وكتبنا البيان وقالوا من يوصل الكتاب لصاحب السمو الأمير فقلت أنا أوصله وكان أمير الكويت المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح.

تم تحديد الموعد وتم الاتصال من قبل الديوان الأميري وقالوا لا يحضر أحد معك، ذهبت إلى الديوان الأميري ودخلت على الأمير وسلمته الكتاب وخرجت من المقابلة وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد رحمه الله رئيس الوزراء ووليا للعهد أصدر بيانا للمصالحة بين المعارضة والحكومة وقال: تعالوا صيروا وزراء، وأيضا صار انتخابات تكميلية نجح فيها سبعة بدلا من المستقيلين وسار المجلس حتى عام 1971.

انتخابات عام 1971

انتهت أربع سنوات انتخابات عام 1967 وبدأ الترشيح لانتخابات عام 1971 ورشحت نفسي للانتخابات وبدأ نشاطي بزيارة الدواوين ونجحت في الانتخابات عام 1971 وتم تعييني وزيرا في الحكومة الكويتية، رئيس الوزراء الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وهو أيضا ولي للعهد، وعينت وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية وأذكر أنه رحمه الله قال لي جميع المعارضين أريدهم أن يكونوا وزراء.

رجل عنده التفاهم والمصلحة العامة، أصحابي من المعارضة غير راضين عني لأني قبلت الوزارة فقلت لهم غير مربوط معكم صار وزيرا المرحوم حمد العيار ونحن الاثنان عضوان في مجلس الأمة، كانت أقوى وزارة وأذكر من الوزراء المرحوم حمود النصف للأشغال وعبدالله الغانم للكهرباء ومحمد الحمد للعدل وجاسم المرزوق ومن الشيوخ اثنين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والمرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم وأذكر خالد العدساني للتجارة وعبدالعزيز الصرعاوي وزيرا للبريد، توقعت له أن يكون وزيرا ونحن في لندن.

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كان اسمها الأوقاف فقط، وفي مجلس الأمة تقدمت باقتراح مع المرحوم حمد المشاري بتسميتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فتمت الموافقة ورصدوا لها ميزانية وسميت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بناء على الاقتراح، ومن تلك السنة حتى يومنا هذا.

أما بالنسبة لمجلة الوعي الإسلامي فحضر عندي مواطن وقدم الاسم فقلت للمسؤولين هذا اسم جيد فتم إطلاق الاسم «مجلة الوعي الإسلامي» كان وكيل الوزارة عبدالرحمن المجحم، بعد ذلك قلت للمسؤولين مقر المعهد الديني في الشرق حولوه إلى معهد للمؤذنين والأئمة لتدريس القرآن الكريم وعلوم القرآن لكي يتثقف الأئمة والموذنون وأحضرنا مدرسين وكان التعليم صباحي وكل واحد نعطيه عشرة دنانير فحضر عندنا من الدارسين بعض الأطباء وبعض القضاة وحفظوا القرآن ومنهم الدكتور حسان حتحوتوصاروا شعراء وخطباء من هذه الدراسة والدراسة لمدة ثلاث سنوات وحصلوا على دبلوم واذكر احد المستشارين تعلم في المعهد وحفظ القرآن الكريم.

تكييف مساجد الكويت

يحكي د.الفرحان عن دوره في تكييف المساجد في الكويت وكيف جاء ذلك بعد قصة يرويها قائلا: حضر عندي مواطن وقال اريد تبرعا لتكييف مسجد في الرميثية، قلت له تبرع بتكييف مسجد، فقال نعم وكان يريد مني خمسة دنانير، وقلت له رجع المبلغ الذي تسلمته لاصحابه، وقلت له اريد ان اكيف المسجد هذا، فذهبت اليوم الثاني الى مجلس الوزراء واخبرتهم اني اريد ان اكيف المساجد كلها، فكان الرد ما عندنا فلوس، ذهبت الى مدراء البنوك وقلت لهم كم عدد المبلغ الموجود عندكم للاوقاف؟ كل هذه الفلوس حولوها الى بنك التسليف والادخار فتم تحويلها.

قابلت المرحوم الشيخ جابر الاحمد وطرحت عليه الموضوع رحمه الله احضر شركتين للتكييف وكل شركة لها مسجد وانتهى العمل واشتغل التكييف بالمسجدين كنموذج مسجد البدر ومسجد بورسلي.

بلغت المرحوم الشيخ جابر الاحمد انني سأقوم بتكييف جميع مساجد الكويت، ملايين الاموال موجودة ووقفها على المساجد وثلاثمائة مسجد دفعة واحدة، مائة وخمسون مسجدا لكل شركة من الشركتين بما فيها مسجد الرميثية الذي عرضه احد المواطنين، وبعد ذلك بلغنا وزارة الاشغال ان تسلمنا المساجد الجديدة مكيفة، والى يومنا هذا وكذلك مبنى المجمع عملنا له مخططا وجهزناه، واثناء تلك الفترة انتهت مدة عملي كوزير، والوزير الذي تسلم الوزارة اكمل العمل من بعدي، ومن انجازاتي نشر كثير من كتب التراث وطبعناها مثل مجلة الوعي الاسلامي وطباعة المصحف الكريم، والموسوعة قدمت اقتراح فيها الى مجلس الامة وتمت الموافقة ونفذتها وانا وزير.

مدرسة القرآن الكريم زاد عددها بنين وبنات وزاد العدد، سننا سنة وسارت عليها.

ويضيف د.الفرحان: اعمالي دخلت مجلس الامة وصرت وزيرا من دون ضجة او دعاية، كل عملي بهدوء وسكون، كنت انجح في الانتخابات بناء على عملي الطيب ورضا المواطنين عني وعن اعمالي لهم خير شاهد لي، مجلس الامة زرع الناس في ثقافة كأنه كلية حقوق (هنا خرجت لنا ديوانية سياسية)، هذه دفعت مستوى العلم عند الناس وصار العامل يناقشنا في ادق الامور ويطالب بحقوقه.

اذكر ان احد الاعضاء لا يقرأ ولا يكتب ونحن في لجنة الطعون قالوا لنا امنحوه، وفي طعون ضده من الخارج حاولنا ان نناقشه فلم نجد عنده شيئا، قلنا للمجلس هذا لا يعرف يقرأ ولا يكتب، اعتقد كانوا اثنين نائبين، ولكن لم يكمل السنة الا صار احسن من الخريجين، الاثنان احضرا لهما مدرسين لغة عربية وقانون.

الظواهر السلبية عندما كنت وزيرا

يحدثنا ضيفنا عن مرحلة السبعينيات عندما كان نائبا ودور المسجد وانحسار الظواهر السلبية في المجتمع حيث يقول: ما اعتقد ان هناك ظواهر سلبية مثل الملابس القصيرة والسفور وخاصة بالسبعينيات اقول ان المسجد كان له دور كبير في ثقافة الناس في ذلك الوقت كنا نحضر علماء دين كبار ويلقون محاضرات ثقافية وادبية في المدارس، والرجال والنساء يحضرون تلك الندوات.

علماء يلقون محاضرات في المساجد، واذكر ان الشارع يزدحم بالسيارات قرب مسجد ملا صالح، لا يوجد مجتمع ما فيه ظواهر سلبية، كان فيه تلاحم بين المجتمع والموجهين والعلماء، عندما يقف عالم ويخطب نشوف الناس حضورهم كبير وكان هناك تقدير كبير للعلماء ورجال الدين، اما ظاهرة الملابس فكانت لفترة قصيرة واختفت بسرعة وانتهت، او انتقلت مع المسافرين من الخارج بذلك الوقت وكان للمعهد الديني دور كبير في الندوات ايضا افتتاح المعهد الديني للبنات له دور كبير في ازالة الظواهر السلبية.

عن قدرته على العمل كنائب للشعب والمحاماة في الوقت نفسه يقول د.الفرحان: وفقت ما بين اني محام ونائب في مجلس الأمة استطعت ان أوفق بين العملين.

كنت أحضر القضايا التي أترافع عنها يوم عبر الجلسة أو أحيانا أحضر القضية وارجع للمجلس مباشرة.. كانت المهمة فيها صعوبة وكثير من المحامين كانوا أعضاء واستطاعوا التوفيق بين الجلستين.

وهذه قصة طريفة مرت عليّ مع اثنين من الأعضاء المحترمين وهما من قبيلة واحدة:

رجل من قبيلة اخرى ضاعت ابنته لا يعرف أين هي، تعب وهو يبحث عنها، أشار عليه رجل من أصدقائه بأن يذهب الى دار الأيتام مجهولي الوالدين لكي يأخذ منهم بنتا يشرف على تربيتها، وقف طويلا أمام مجموعة من بنات الدار، شعر بقلبه ان احدى البنات هي ابنته (حنين الأب) فذهب الى المدرسة وقال لها هذه ابنتي فطردته ولم تستجب لمطلبه، وقال لي أحد الأصدقاء لم نحصل على البنت ووصل الأمر الى أمير البلاد سمو الشيخ صباح السالم، وقال إذا الجهات المسؤولة غير موافقة لا أستطيع ان تأخذ البنت، ما المطلوب والعمل؟ رفعت دعوى في المحاكم على وزارة الصحة وعلى وزارة الشؤون الاجتماعية وأقنعت القاضي المرحوم احمد بوطيبان بأن يخرج لمشاهدة البنت فخرجت هيئة المحكمة بكاملها ومندوب عن الصحة ومندوب عن الفتوى والتشريع وكاتب الجلسة وكنت معهم وذهبنا الى دار الطفولة، وكان مقرها حاليا مركز الصقر الطبي وقال القاضي للمديرة اعرضي البنت بطابور مع البنات، بدأ الطابور أمامنا، أقررنا بانها تشابهها مثل الرجل، القاضي تعجب وسأل الرجل أين ابنتك فقال هذه، فحكم القاضي بأن البنت تلحق بأبيها، والقضية من بدايتها ان الرجل أخذت ابنته المريضة الى المستشفى الأميري وتركها وكان يزورها بين فترة وأخرى، وآخر مرة غاب عنها فترة طويلة ونسيها.

أخوه ذهب الى المستشفى الأميري لمشاهدتها فقيل له ان ابنتكم ماتت وغير موجودة فقال وهذه البنت فقالوا له هذه البنت اسمها نجوى الأميري وغير معروفة.

بعدها الأخ رجع لأخيه وقال له ان ابنتك قد ماتت، الأب حاول فلم يستطيع وحاول بعض نواب مجلس الأمة ان يصلوا للحقيقة وعجزوا.

كيف عرف الأب انها ابنته؟ قال لمديرة رعاية الأطفال انظروا لفخذها وراسها إذا يوجد مكان للكوي إذا كان فيها فهي ابنتي وإذا لا يوجد فهي غير ابنتي، المديرة وجدت العلامة التي قال عنها أبو البنت وقالت روح للمسؤولين لا أستطيع ان أعطيك إياها، أراد الله ان يعيد البنت لأهلها.

البنت اسمها موزة

السبب ان الفراشات أردن غسل العنبر فوضعن الملفات للبنات في غير أماكنها، نجوى الأميري وضعوا ملفها على سرير موزة والعكس.. غلطة الفراشة أضاعت الطفلة.

قصة الرجل الأرمني

يحكي ضيفنا قصة من الواقع يقول انها تصلح كقصة لفيلم عربي: حضر عندي المرحوم عبدالله العل المطوع ونعم الرجل الطيب الخير المجاهد المناضل المحترم والمحسن الكبير مساعد الفقراء، قال لي يا بورياض عندي سائق مسجون أريد ان تشوف وضعه وقصته كبيرة باعتقادي لا أحد يستطيع ان يخرجه من السجن إلا أنت، ولا عنده أي مبلغ، قابلت الرجل وهو كبير بالسن رجل أرمني، قصته فيلم عربي قصة غير عادية عنده بنت جميلة جدا وكان يسكن بشارع الجهراء بذلك الوقت، بعض الشباب كانوا يلاحقون ابنته فانتقل للسكن في منطقة الجهراء، ايضا لحقوا به ولم يتركوه، تضايق من الشباب وانتقل للسكن في حولي.

مواطن أرمني أراد الزواج منها والأب لا يريده لكن الشاب الأرمني تواطأ مع أم البنت ضد الأب، وأدخلوا في ذهن البنت ان والدها يعتدي عليها.

(عملية غسيل مخ) أقاموا عليه دعوى والرجل سجن مدة طويلة هذه بداية القصة التي قالها عبدالله العلي المطوع.

زرت الرجل في السجن وعرفت منه القصة أخذت الملف ودرست القضية وفهمت ما به وجدت ثغرات ووقفت امام القضاة وقلت هل معقول ان الأب يعتدي على شرف ابنه وشرحت للمحكمة كل ما دار مع أفراد العائلة والأم تتلون امامي ورجال القضاء، قالوا يكفي يا بورياض وآخر الجلسة الرجل براءة.. وخرج الرجل من السجن ولم يفعل اي شيء لأفراد عائلته.

نهاية مؤلمة

ثم يكمل رواية القصة بذكر نهايتها التي أقل ما يمكن قوله عنها إنها مؤلمة قائلا: صارت مناسبة عيد فالرجل أحد جميع أفراد عائلته وسافروا إلى البصرة وامضوا هناك ايام العيد ومارسوا هوايتهم من العاب وزيارة للعائلات وعادوا إلى الكويت وفي الطريق إلى الكويت توقفوا ونزلوا من السيارة والرجل أخرج المسدس واطلق الرصاص على كل واحد من الأفراد الذين معه وماتوا وأثناء المشي باتجاه السيارة من بعيد سيارة صدمته ومات على الطريق انتهت العائلة كلها.

الكتب والمؤلفات

عن كتبه ومؤلفاته يقول د. الفرحان: أول كتاب صدر لي، وعندما كنت طالبا في الأزهر الشريف «الصيام في الإسلام» وثاني كتاب «مختصر تاريخ الكويت» ايضا كنت طالبا والكتاب الثالث «تفسير مشكل القرآن» والكتاب الرابع «النظام الاجتماعي بين الرجل والمرأة» وكنت نائبا في مجلس الأمة حينها.

وقد ترجم الى اللغة الأوردية.

«تفسير مشكل القرآن» الجزء الثاني «العقائد الاديان المعاصرة طبع بالكويت سنة 1985»، هداية البيان في تفسير القرآن «أربع مجلدات» طبع في بيروت عام 1990.

معجم الأماكن الكويتية وطبع في بيروت سنة 1995، التدخين مباح ولكن، طبع بالكويت سنة 1996، الرعيل الأول لعائلة الفرحان، طبع بالهندسة، الفقه المعاصر «في المعاملات المدنية».

طبع في بيروت سنة 2000 مكرر الأديان المعاصرة ترجم للأوردية.



توقعات وفطنة

تميز د.راشد الفرحان بفراسة وفطنة حيث كانت غالبا ما تصدق توقعاته، يحكي لنا بعض المواقف: التقيت المرحوم الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي في لندن وقلت له سوف تصبح وزيرا سافر إلى الكويت وبعد وصوله تم اختياره وزيرا، كذلك المرحوم انور النوري كان ملحقا ثقافيا وقلت له سوف تعين وزيرا وبالفعل وصل الى الكويت وعين وزيرا، الشيخ عبدالحميد محمود كان يعمل في الكويت وسافر وحضر إلى الكويت للمشاركة في مؤتمر فقلت له انت سوف تكون شيخا للازهر وبالفعل عين شيخا للازهر الشريف.
 
سبيكة الحشاش: في الماضي كان بعض المعاريس يستعينون في «شهر العسل» بسرير «سلف» والذهب بالإيجار.. والمهور كانت تقترب من 700 روبية
السبت 2014/1/25
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 1
عدد المشاهدات 13204
A+

A-




صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد مصافحا اللواء الركن عبدالرحمن الهدهود في احدى المناسبات

سبيكة الحشاش مع والدها
سبيكة الحشاش خلال لقائها بالزميل منصور الهاجري هاني عبدالله
السيدة الفاضلة سبيكة الحشاش وابن اخيها العقيد متقاعد وليد الحشاش
سبيكة الحشاش لقطة عائلية
اللواء ركن عبدالرحمن الهدهود
الابناء والبنات واهداء شعري
سبيكة الحشاش في صورة قديمة لها
سبيكة الحشاش مع احد الاطفال
الزوج عيد الهدهود

  • كنا نخرج صغاراً في الصباح حتى نوصل الأغنام إلى الشاوي زويد ونلحق به حتى بوابة السور ثم نرجع إلى بيوتنا
  • الوالد كان يعطي الشاوي نصف روبية شهرياً مقابل تربية الأغنام
  • في الفريج كانت النساء متعاونات وحالياً إذا سلمت على البعض ما يردون عليك
  • الكويتيون قديماً كانوا لا يطبخون غداء لهم والسبب أن الرجال كانوا يعملون طوال اليوم ولا يعودون إلا مساء
  • والدي كان صاحب دكان في سوق ابن دعيج القديم
  • كان هناك سوق اليهود للأقمشة تباع فيه أقمشة الكريب واللاس والحرير
  • كنا نخبز في البيت على التاوة «خبز رقاق» أو يشتري الوالد خبز التنور
  • الطلاق منتشر حالياً بسبب عمل البنات وحصولهن على راتب و«الدلع» واختلاطهن مع المطلقات
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الرعيل الأول من السيدات لهن باع طويل في خدمة وطنهن وتربية أولادهن.. كانت المرأة تعمل في بيت زوجها في خدمة أهلها وأولاده.

الحاجة سبيكة الحشاش تحدثنا عن زمان المرأة الكويتية وعن الفتاة الكويتية والرجل الكويتي ما قبل النفط وما بعده، وعن الزواج قديما عند الكويتيين - الخطبة والدزة والمهر وحفلة الزواج - وعن الخالة والكنّة، والمشاكل التي تحدث بينهن أحيانا تكون كبيرة وأحيانا صغيرة، وتحدثنا عن أم البنات وزواجهن.. كما تحدثنا الحاجة سبيكة الحشاش عن بعض الملابس النسائية والرجالية القديمة، وعن علاقة الأسر الكويتية بعضهن ببعض، وعن البحر والغوص، كذلك تحدثنا عن الوالد والزوج وتربية الأبناء، وعن فريج عليوة والمسيل (مكان سقيا الماء للحيوانات من الخيول والأغنام).

السيدة الفاضلة سبيكة الحشاش كشكول من المعلومات الثقافية والاجتماعية والدينية، لها مكانة كبيرة وخاصة بين أفراد العائلة.. تحدثنا عن الطلاق حديثا وقديما وعن زواج الأقارب والزواج من عائلات بعيدة بعضها عن بعض، وعن الطبخ والأكل والإيدام، والملابس القديمة للنساء والرجال، وخياطتها عند خياطات في البيوت.

كل هذه الأمور وغيرها من الذكريات الجميلة نتعرف عليها من خلال السطور التالية.

تبدأ ضيفتنا سبيكة عيسى علي الحشاش زوجة عيد صالح الهدهود حديثها عن الماضي وذكرياته بالقول: وُلدت في منطقة العبدالرزاق (حاليا مبنى الأوراق المالية) ويعرف المكان بمسقف العبدالرزاق كان بيت الوالد في هذا المكان، وبعد ذلك انتقل الوالد للسكن في منطقة فريج عليوة بجوار المسيل عشت وترعرعت وبدأت حياتي في هذه المنطقة، واذكر الجيران الطيبين، والمسيل يعرف بميل زويد وهو شاوي الغنم الذي يسرح بأغنام أهل المنطقة ويسقي الأغنام من ماء المسيل الذي يتجمع من مياه الأمطار، وكذلك كان البعض يسقي الخيول والحفرة كبيرة وفيها عيون ماء ويسحب بواسطة الفراشية المصنوعة من جلد الأغنام.

واذكر البيوت القديمة المبنية من الطين، واذكر من الجيران الناس الطيبين بيت أحمد المساعد ورجالهم يخيطون البشوت، وكذلك بيت الخضر ولعبت مع ابنتهم لطيفة، وبيت علي المايد وبيت محمد المدعج والبيشي وبيت العمير وبناتهم كنت العب معهن ونخرج في الصباح نوصل الأغنام الى الشاوي زويد ونلحق به حتى بوابة السور ونرجع الى بيوتنا.

والوالد كان يعطي الشاوي نصف روبية شهريا وقبل صلاة المغرب يرجع الشاوي ونتسلم الماعز، واذكر اننا كنا نلعب ونحن صغار بنات وأولاد ونأخذ سعف النخل ونزيل عنه الخوص ونربط خيطا على طول السعفة ونسميها (كافود) ونزين الخيط بقطع القماش الصغيرة الملونة ونلعب بها (بالفريج)، كنا نلعب الحيلة والبروي وأيام المطر نلعب غيث وغيث يا أهل البيت عطونا الله يعطيكم، وكل بيت يعطينا شيئا ونجلس بالشارع ما بين بيت الصالح وبيت الخضر ونطبخ ونأكل ولا أحد يضايقنا، وبجوارنا بيوت الرشايدة مثل بيت مناور والمدعج وبيت بن شيتان وبويابس، كلنا في بوطة واحدة بمعنى كلنا بفريج واحد.

الغداء والعمل

وعن بعض العادات الغذائية للكويتيين قديما كانوا لا يطبخون غداء لهم والسبب ان الرجال كانوا يعملون بنائين مثل خواني ووالدي صاحب دكان في سوق بن دعيج القديم، يبيع بعض المواد الغذائية ويبيع دهن العداني ومعجونا يصنع في البيوت، فكان اخواني ووالدي فترة الغداء غير موجودين في البيت، والثلاجة عندنا الملاله، الوالد منذ الصباح يذهب الى السوق ويشتري (الايدام) إما سمك أو لحم، وأحيانا كانت والدتي تذهب الى السوق لشراء الايدام والسوق مقابل بيتنا فليس ببعيد فريج عليوة نسبة لرجل من كبار الشخصيات بالفريج فعرف باسمه منذ أن خرجت على الدنيا وأنا أسمع به واذكر بيت العليم وبيت الشتيل وبيت الطواري عبدالله ومحمد وقيصرية الحريم وسوق الحمام والقيصرية فيها الذهب والملابس، البيوت فيها أغنام ودجاج وحمام العائلة لا تشتري لأن كل شيء موجود في البيت ولا نشتري من الخارج في بيت الوالد عندنا ثلاث معزات (سخلة) ودجاج للبيع وحمام ـ الوالدة يوميا تعمل لبن والوالد يصنع «الجرثي» حاليا لبنة واذكر ان الوالد أيام الشتاء يبيع في دكانه الجراد المطبوخ والفقع والجرثي والطبخ الوالدة تقوم به وعندنا في البيت ثلاث كنات.

الخالة والكنة

ومن جانب اجتماعي آخر تقول الحشاش: اخواني ثلاثة عبدالعزيز وعلي ومحمد ونحن ثلاث بنات واحدة توفيت رحمها الله، أما علاقة الخالة أم الزوج مع زوجها الأولاد علاقة طيبة غالبا بعض الخالات الواحدة طيبة جدا وتتعامل مع الكنة بكل محبة وسرور، وأما الخالة الثانية تقول قشرة بمعنى شديدة على الكنة، والدتي كما شاهدتها وعلاقتي معها كانت جدا طيبة مع الكنات.

في البيت الخالة تشرف على كل شيء وتحدد للكنة يوم للعمل المنزلي منذ الفجر حتى العشاء، تقوم بجميع خدمات المنزل، من تربية واشراف على أولادها وحلب الغنم والريوق والغداء والعشاء بعض الخالات مع زوجة الابن شديدة وخاصة محاسبتها على المواد الغذائية تكيل عليها الأكل.

اذكر أن احدى الخالات قالت لكنتها ورق الشاي لا ترمينه احتفظي به لشاي الظهر، صبي عليه الماء وتركيه عند الرماد يبقى ساخنا وبعد الغداء طبخيه مرة ثانية، هذا من زيادة البخل عند البضع والشدة في المعاملة، وهكذا كل كنة عليها يوم الريوق والغداء والعشاء.

قديما الرجال يأكلون معزولين عن النساء إذا انتهوا من الأكل تبدأ النسوة في البيت مع الأم العودة بالأكل عيب ولا يجوز للنساء الأكل مع الرجال والنساء يغطون وجوههن «بالبوشية»، الرقبة ينزلونها بالجليب لكي تتبرد، والغداء إذا عيش ولبن ونصف من الرقبة عندنا الرقي والعنب والخلال والرطب والبطيخ والطروح عندنا مزارع تسد حاجة الكويتيين من الخضار، مزارع السالمية والفنطاس والشعيبة والمنقف قديما ينقلون على الجمال ومع بداية السيارات ينقلون الخضار باللوري، والوالد كان يذهب إلى مزارع القرى كل ثلاثة أيام ويشتري ويرجع، أحيانا كان ربة البيت تضع الرقبة على ماء الناقوط لكي تبرد، وطاسة اللبن وبعد ذلك صار عندنا ثلج من ماكينة الثلج في نقعة معرفي.

أذكر أن غالبية الكويتيين لا يطبخون غداء لهم فقط دبس وهردة ولبن وخبز تنور وخضرة العشاء مرقوقة محروق صبعه جريش أو عيش وهذا على فترات مرة أو مرتين في الأسبوع والجريش المنهنه ما يشترونه جاهز ولكن يدقونه أما العائلات المتوسطة يجتمعون النساء مع بعضهن البعض ويتعاونون على دق الهريس أو الجريش ويهنون نساء الفريج يتعاونون، الكنة التي عليها الطبخ تتفرغ لعملها والأخريات يساعدونها للإشراف على الأولاد الصغار، بعض الزوجات يطحن القمح للطحين واحيانا تتعاون معها الكنة الثانية.

عندنا جريش نجدي وجريش «منهنه» الجريش النجدي على اللحم والطماط الطازج ولا يكون متماسكا كثيرا نقول «لين» وأما الجريش المنهنه فهو متماسك أكثر ومكسر حبات صغيرة ويطبخ حسب الطلب على اللحم أو السمك أو الربيان، قديما الكويتيون لا يطبخون وجبة دجاج، أحيانا وقديما يرككون الدجاج على البيض لكي يصير فروخا.

أما الهريس لا يطحن، حبة القمح يستخرجون منها حبة الهريس وحبوب الجريش النجدي والجريش المنهنه ويطحنون القمح بالرحى يستخرجون الطحين القمح المكسر يحمس على النار وإذا صار نوره أحمر طبخوه ويوضع عليه «الايدام» دجاج أو لحم.

كنا نخبز في البيت على التاوة يسمى خبز رقاق أو الوالد يشتري خبز التنور نقول خبز خمير، الخبز كنا نضع عليه الهردة أو باللبن أو ندهنه بالزبدة وبالشكر ووقت الضحى نأكل لان المرأة تجوع.

غسل الملابس يوجد طشت واحد في البيت للجميع الكنة تغسل لها ولزوجها وأولادها وتغشل لخالتها وعمها والد زوجها وكنا نستخدم صابونا ماركة بوديك وبالنسبة لبعض الحريم يذهبن إلى البحر لغسل الملابس ويأخذن معهن طينا ومضرابه منذ الصباح حتى العصر ينتظرن حتى تجف الملابس، كنت أذهب إلى البحر عندما كنت صغيرة مع زوجة أخي إلى بحر الوطية ونأخذ معنا تمرا وخبزا وغرشة ماء بالقرب من المستشفى الأمريكاني ولا توجد مضايقات بالنسبة للنساء، وأذكر حين ذهبنا إلى المستشفى الأمريكاني أثناء ولادة الوالدة بأخي محمد بالمستشفى فكان يقال لنا غمضوا عيونكم المسيح سيمر أمامكم فنغمض، ويقال فتحوا عيونكم لقد مر المسيح، ولا يوجد أي شيء، وأذكر عندما نشاهد رجلا يلبس بنطلونا وعلى رأسه كبوس (قبعة) نركض خلفه ونغني «انجليزي بوتيلة عساه يموت الليلة».

عشنا والحمد لله ونحن حاليا بخير ونعمة، وأذكر عندما يوجد طفل مشلول لا يمشي (محرول) نضعه بداخل الجلة المصنوعة من الخوص ونحمله وندور به على البيوت ونردد ونقول «عطوا المكرم يمشي متى يجيكم يمشي» ومن بيت لآخر ويعطونا خبز قمح، وحسب اعتقاد الناس بعد فترة شهرين أو ثلاثة نشوف الولد أو البنت تمشي على النية الحسنة، مريض البطن الطبيبة الشعبية تعالجه، ينام المريض على ظهره وتحضر معها فنجان قهوة، وتدهن مكان الألم وتضع الفنجان على بطن المريض وتلفه عدة مرات وخاصة مرض ابوعدوين يشفى المريض ولا يشتكي من ألم، اذكر عندنا طبيبة شعبية من بيت العميري تكوي المريض وتداويه بالفنجان من عرق النسا، تكويه ويشفى، أصبت بمرض وتم كيي في مكان المرض وشفيت منذ طفولتي.

وكان عندنا بالفريج (الحي) جاسم المقاطع كان مدرسا لإخواني، تعلموا عنده، وكان يقرأ على المريض، أيضا عندنا مطوع كويتي يداوي وعنده بيضة صغيرة يقرأ على المصاب بضربة عقرب، وفي الفريج كانت النساء متعاونات وخاصة عندما تلد المرأة الجميع يقوم على خدمتها، حاليا إذا سلمت على البعض ما يردون عليك.

حاليا البعض ما يرد على والده ولا يسمع له، قديما الابن يعطي والده ما يحصل عليه أثناء العمل والوالد يعطي ابنه من هذا المبلغ ليصرف على نفسه وعلى زوجته، قديما للزوجة كسوة العيدين وملابس للشتاء وللصيف وما تروح للسوق دائما، ممنوع خروجها من البيت.

الزواج قديماً عند الكويتيين

وعن الزواج في الماضي تقول ضيفتنا: للنساء ملابسهن الخاصة بهن وللرجال ملابسهم الخاصة بهم، من أقمشة الرجال التي يلبسونها جرجيس اصلي للأثواب وتعانيف حرير ودراعات واذكر أن قماش اللاس الحرير للرجال والازرة من الذهب بسلسلة ذهبية وقماش اللاس كان سعره غاليا، وكان هناك سوق اليهود للأقمشة «ملك خليل القطان»، تباع فيه أقمشة الكريب واللاس والحرير، واليهود كانوا متخصصين بالحرير، وهناك سوق خاص للحريم وبعض العائلات يشترون للعروس دزتها من سوق اليهود وتتكون الدزة من الملابس، أثواب الجرجيس وعباءة الكريب وقطعة أو قطعتين نفنوف وقماش ملابس داخلية، وأما الخطبة اذا كانت من الأقارب وبنات العم الأم هي التي تخطب لولدها.

تخطب البنت لولدها وخاصة الأقارب، وأما الخطابة فأهل المعرس يطلبون منها أن تبحث لهم عن بنت حلال من العوائل ويقولون نريد من «مواخيذنا» أي ممن تتناسب معهم.

وأهل البنت لا يسمحون لها بالخروج من الغرفة ما دامت الخطابة في البيت أو يقولون للبنت أحضري ماء للخطابة على أساس أنها من زوار العائلة، يختارون المرأة الطويلة السمينة أما الضعيفة تقريبا فغير مرغوب فيها، اذن الخطابة تبلغ أم الولد وتحدد موعدا للذهاب معها إلى بيت أهل البنت لخطبتها لابنها اذا تمت الموافقة اتفقوا على يوم للرجال فيذهبون لوالد البنت للاتفاق بين الرجال، وبعد الاتفاق يحددون موعدا للملچة كتابة عقد الزواج وبعد ذلك يحدد يوم للزفة، قبل كتابة عقد الزواج أهل الولد يدفعون لأهل العروس المهر والدزة وهي عبارة عن مجموعة أقمشة للملابس، والمهر (أموال نقدا)، والأم تصف البنت لابنها وتبين جمالها.

الاتفاق بين الرجال/ المهر يتراوح عند العائلات المتوسطة ما بين السبعمائة روبية وأقل للنصف وهكذا ليلة الزفة الرجال يجتمعون في المسجد ويزفون المعرس إلى بيت العروس.

المهم كل شيء على أهل الزوج.. ما عدا الذهب على أهل البنت فرش غرفة النوم على المعرس في بيت العروس بدأت الزفة ويوم الجمعة أول يوم للزواج الريوق والغداء والعشاء عند أهل العروس هذه ملاحظة.

إذا لا يوجد سرير نوم أهل العروس يطلبون من الجيران والأهل والأقارب سريرا لمدة أسبوع لغرفة النوم.. أيضا الذهب بالإيجار أما من الصايغ أو أحد العائلات تعطى لمن تعرفهم لمدة يومين.

الهامه والتلول والسروح والجات بات والجيول والمرتهش والبقمة، فرش الدار (زوليه) ومطارح وحصير تحت الزوليه ـ أو السرير البعض يعمل خيمة داخل الغرفة من قماش النيسو، الزواج قديما يكلف بالنسبة للحياة المادية، ليلة الزواج يزفون المعرس على زوجته، يدخل غرفته ويدخلون زوجته عليه ويصلي ركعتين على عباءتها.

العرس قديما فيه أنس وفرحة

الزوج لا يشاهد زوجته إلا ليلة الزواج وهي وحظها أيضا الزوج وحظه، الزوجة هي ونصيبها وحظها بالنسبة لحياتها الزوجية، بعض العائلات والد العروس لا يقف مع أهل الزوج، والزوجة اخوانها يحملونها بالزوليه ويدخلونها على زوجها.

مباركين عرس الاثنين

ليلة ربيع عيني قمره

ان كانت دبح

وإلا ما عليك الملامه

أبو العريس قرت العين

وفي ما قصر ينذره

من الأغاني القديمة (المحرر)

حاليا الزواج تعارف وعن صداقة مع الأخوات يحصل الطلاق حاليا لطول المدة بين الخطيبين حاليا بنات كثيرات من دون زواج (عوانس) الطلاق الذي يحدث حاليا خطأ ومن الاسباب ان البنت تعمل وعندها راتب ولها حريتها ثالثا ما تريد السكن مع أهله رابعا البنت مدلـله عند أهلها لا تطبخ ولا تغسل.

الرجل ما يريد مثل هذا أو إذا ناقشها تقول له ما تريدني طلقني عندي بيت أبوي الأم تقول بها وبعض الأمهات البيت الذي عشت فيه صغيرة تعيشين فيه كبيرة ما هو عاجزين عنك هذا ما يصير ولا يجوز قديما إذا الزوجة زعلت على زوجها وراحت بيت أبوها مع أولادها بعد الغداء وبعد صلاة العصر والدها يقول لها يا بنتي يا الله بيت زوجك هو الذي يحميك يأخذها والدها مع أولادها هو يمشي بالأمام وهي خلفه حتى بيت زوجها يطرق الباب وتدخل الزوجة بيت زوجها مباشرة تذهب الى خالتها أم زوجها وتسلم عليها وتقبلها على رأسها ترجع إلى بيت الزوجية والدها ما عطاها وجه لكي تبقى عند اهلها رجعت الى بيت زوجها وأكملت حياتها ولا تعود مرة ثانية زعلانة عند والدها عرفت موقف والدها انه يريد لها الحياة الطيبة والمريحة مع زوجها وأهله.

اليوم تماما عكس هذا الموقف يمكن الأم تقولها خليه اتركيه.. ايضا هناك بعض من تختلط معهن مطلقات أو لا يريدن لها السعادة والحياة الطيبة عدد المطلقات يزداد بسبب الاختلاط مع مطلقات، حاليا بعض الشباب يتزوجون اجنبيات وعربيات والزوجة منهن بعد سنة تطلب احضار اخيها أو اختها وامها وابيها، صحيح مهرها بسيط لكن ما بعد الزواج الطلبات كثيرة وبعضهن يطلبن شراء بيت لهن في وطنهن أو شقة.

قديما الأم تقول لابنتها المتزوجة «شوفي قبرك واحد وزوجك واحد» والبنت تسمع كلام امها وتقول لا تزعلي وتعودين للبيت.

الزوجة لا يتجاوز عمرها السادسة عشرة ولكنها تطبخ وتغسل وتهتم بالبيت او احيانا بعض الزوجات لا تعرف شيئا ولكنها حنانة رنانة.

الأم السبب في طلاق ابنتها ما تعلمها والفلوس طقت على البنت والسفر، والخروج من البيت مع الصديقات وزيارة الأم كل يوم هذه من اسباب الطلاق.

يوم الزوارة

تستذكر ضيفتنا جانبا من الانشطة الاجتماعية والزيارات من الاهل لاسيما الزوجة لاهلها، وهو ما كان يطلق عليه «يوم الزوارة» حيث تقول: مرة كل خمسة عشر يوما وخاصة اذا كان بيت الزوجة بعيدا عن بيت الزوج مثلا اخر شرق وآخر الجبلة، الزوج امام الزوجة وهي خلفه وتسحب اولادها وتحمل البقشة على راسها والطفل على يدها تروح بيت امها منذ الصباح الباكر، وبعد صلاة المغرب الزوج يروح بيت اهلها يصحبها معه والعودة الى بيته، كنت اذهب الى بيت اختي من فريج عليوة بيت الوالد الى براحة عباس (براحة حمود الناصر البدر) منذ الصباح لكي اصطحب اختي لزياتها بيت الوالد، وفي المساء زوجها يأخذها ويعود بها للبيت، امشي بطريق الصيهد الى القبلة.

الخادمات حاليا يشرفن على تربية الاطفال (الخمال) من الأم ما تنصح بنتها الزوارة حاليا تحضر البنت لزيارة اهلها في الظهر بعد الصلاة، ياالله وقت الغداء وغسلة وتغيير ملابس اطفال، وقالت لاهلها مع السلامة الزيارة ما تستغرق ساعتين يا الله الخدم والاطفال لانها مشغولة في بيتها او معزومة على حفلة زواج.

اقول اعتنوا بأطفالكم وتربيتهم ولا تتركوهم على الخدم، ايضا عندنا عادة طيبة جدا وعلاقة ممتازة علاقة بين أم الزوج وأم الزوجة وكذلك بين الاباء.. الخالة تعرف الامور، والخالة تعرف امور الزوجة وتشتكي عندها.

حياتنا حلوة وجميلة، العلاقة بين العائلتين ممتازة.

أول يوم الزواج

اما عن الزواج وبعض طقوسه فتقول الحشاش: بعد زفة المعرس على العروس وكانت ليلة الجمعة هذا من المتعارف عليه قديما، اذا اصبح الصباح الريوق شاي وحليب بالهيل وقرص القيلي وبيض وسمبوسك الحلوة ودرابيل والخبز، هذا للزوج والزوجة لا تأكل معه، وهي تأكل مع خالتها او مع امها، الزوج اول ايام الزواج فقط يأكل بنفسه لا احد يشاركه، ليلة الثالث أم الزوج تذهب الى بيت الزوجة، بعد التحوال أم الزوجة تذهب الى بيت الزوج لزيارة بنتها ويقدمون لها القهوة الحلوة والقهوة المرة والشاي، والموجودات يتفقدن الزوجة، جمالها وطولها وقصرها، النساء يصفن البنت بما فيها ونقول ليلة الثويلث، والناس عاشوا وامضوا حياتهم.

الثويلث هو بداية العلاقة العائلية بين العائلتين، والترابط يخرجون الأهل وتبدأ الزوجة العمل في بيت زوجها وتصبح واحدة منهم.

ويبدأ تحديد يوم العمل بعد اسبوع من وجودها في البيت ويبدأ عملها مثل الموجودات من الكنات أو البنات، وتحدد عملها من طبخ وماء وريوق وغداء وعشاء وحلب الأغنام، وهكذا.

الخالة لها الأوامر وخاصة أنها تشتري حاجات الأكل من السوق الكنة، والبنت لا يسمح لها الخروج من البيت الشراء إذا لم يكن الأب العود أو الخالة الأم العودة، أذكر أن البيوت كانوا يشترون الايدام كل يوم بيومه سمك لحم خضار فواكه فصلية ولا يوجد ثلاجات، الأكل صنع ايدينا حاليا خير ونعمة والأمراض بازدياد ما في محبة ولا ود بعض الناس عندهم الحسد والكراهية على بعض الحوادث زادت، قديما الجار يحب الجار حاليا بعض الإخوان ما يحبون بعض يزرعون الكراهية بين أولادهم ومتفارقين، الجار أخو الجار الكويتيين تأثروا من الخارج بسفراتهم.

حياة الوالد

  • ولدت بالقرب من مسقف العبدالرزاق وبعد ذلك انتقل الوالد للسكن في منطقة فريج عليوة بجوار المسيل


تتحدث الحاجة سبيكة الحشاش عن والدها قائلة: بداية حياته عمل بالبحر «غيص» على سفن الغوص وأمضى سنوات طويلة وكان يذهب الغوص مع نواخذة الشرق، بعد ذلك افتتح له دكانا بسوق بن دعيج يبيع فيه حتى انتقل إلى المرقاب للسكن فتركه وجلس في البيت بعد ان صار مريض وانتقل إلى رحمه الله.




عمل الزوج

وعن زوجها تقول: أما زوجي فهو عيد الهدهود، عمل بالبحر وبعد ذلك اشتغل بالنفط بمدينة الأحمدي مع مجموعة الكويتيين وبعد سنوات انتقل للعمل في وزارة الأشغال العامة سائل آلات ثقيلة توفي زوجي عام 86، مضى على وفاته 27 سنة (رحمه الله).

قرأت القرآن الكريم ولكن لم أكمل القراءة الحمد لله رب العالمين، عندي أولاد وبنات الله رزقني بهم أولادي وبناتي من الصالحين لم ينقطعوا عني في أي وقت، دائما في زيارتي.




«الكشتات» طلعات البر

  • في الماضي كان «عيباً» أن تأكل النساء مع الرجال وكانت السيدات يغطين وجوههن بـ «البوشيه»
  • بعض الحريم كن يذهبن إلى البحر منذ الصباح لغسل الملابس ويأخذن معهن طيناً ومضرابه وينتظرن حتى العصر لتجف الملابس


تتحدث ضيفتنا سبيكة الحشاش عن خروجات البر التي كانوا يقومون بها في الماضي شأنهم شأن جل الكويتيين، وهي العادة التي لاتزال موجودة إلى الآن لم تتأثر بالتطور والطفرة الاقتصادية، تقول الحشاش: نجتمع مع بعض ونخرج إلى البر خلف سور الكويت نحمل أغراضنا على رؤوسنا ونذهب إلى البر وخاصة أيام الربيع الأرض خضراء.


حكم وأمثال

تذكر ضيفتنا مجموعة من الحكم والأمثال ومنها:

٭ «اللي ما يطيع يضيع» بمعنى: من لا يسمع النصيحة يضيع بتصرفاته.

٭ «يا مطوطي في الجليب سوي لابو عايشة عباه».

٭ «من باع ما استخلف» من يبيع حلاله أو بيته لا يجد غيره.

٭ «خذ شور اللي أكبر منك واللي أصغر منك وإلا الزمان يتعذرك».

٭ «ما طاح إلا انبطح».

٭ «اللي ما له أول ما له تالي».

٭ «اتبع اللي يبكيك لا تتبع اللي يضحكك».

٭ «إحشم اللي أكبر منك».

٭ «من ضيع أصله قال أنا مناعي»، بمعنى: من ليس له أصل ينتسب لأصول غيره ويلتصق بهم.

٭ «من طال كمه ما عرف ابن عمه».

٭ «المجدي لا يحب المجدي».
 
الشيخ: أسست الكشاف الوطني الكويتي عام 1952.. ولدى وقوعالاحتلال الصدّامي للكويت قال لي مسؤول عراقي «أنت حرامي» وقبضوا عليّ
السبت 2014/1/18
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 13508
A+

A-





محمود الشيخ مع مجموعة من الاصدقاء يجهزون الطعام في احدى الرحلات

المربي الفاضل محمود محيي الدين الشيخ محمد خلوصي
محمود الشيخ متحدثا للزميل منصور الهاجري
رخصة قيادة محمود الشيخ الكويتية


مجموعة من البطاقات الخاصة بالمربي المفاضل محمود محيي الدين الشيخ لمراحل وجهات مختلفة في الكويت


  • ولدت في لبنان بمدينة بيروت عام 1932
  • الشيخ عبدالله الجابر أسس الكشافة في الكويت عام 1936
  • رغم تخصصي في الكيمياء الصناعية أول مادة درستها كانت الرياضيات وكنت أعزف للطلبة على الأكورديون
  • ذهبنا في رحلة للجوالة والكشافة إلى جزيرة فيلكا فهبت عاصفة رملية هوجاء اقتلعت خيامنا
    • تأسست الكشافة في لبنان عام 1912م على يد عبدالجبار وأخيه خيري وهما باكستانيان كانا يدرسان في إنجلترا وحضرا إلى بيروت
    • أول سكن لي في الكويت كان مع سعودي وسويسري وسوري شركاء وكنت أترجم تواصلهم بالفرنسية وأدفع 50 روبية إيجاراً
    • عندما حضر الفلسطينيون إلى لبنان عام 1948 فكرنا مع الشباب في تقديم المساعدات لهم فأنشأنا جمعية باسم «الشبيبة الخيرية العربية»
    • بعد سنة من العمل في المدرسة الأحمدية انتقلت إلى «المباركية» وباشرت تأسيس الكشافة البحرية فكنت أول من أنشأها في الكويت
    • عندما قابلت لجنة التعاقدات الكويتية مع المدرسين في بيروت قالوا لي «أنت صغير في السن وتحتاج إلى كفيل» فضمنني أول طبيب لبناني يعمل في «الصدرية»
  • عينت إخصائياً اجتماعياً في مدرسة حولي المتوسطة عام 1961 وكنت من أوائل الإخصائيين في الكويت
  • وزارة الشؤون استعانت بي لإنشاء فريق للجوالة وخصصوا لنا مقراً في المعهد الديني بمنطقة الأسواق
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الوافدون العرب من مدرسين ومهندسين وغيرهم ممن حضروا الى الكويت مع بداية النهضة الحديثة كان لهم دور كبير في بناء الكويت على جميع الأصعدة مع اخوانهم أهل البلد من الكويتيين. .

ضيفنا هذا الاسبوع له دور كبير في التعليم منذ أن حضر الى الكويت، فقد عين مدرسا في المدرسة الاحمدية التي تأسست عام 1921.

قدم الكثير للحركة الكشفية منذ تعيينه عام 1952 وأسس الجوالة، ثم نقل الى المدرسة المباركية القديمة وأسس الكشافة البحرية.

الأستاذ محمود الشيخ قدم الكثير من الأعمال التربوية ثم نقل الى مدرسة الرقة التعليم المسائي وأسس الجوالة من أبناء الرقة، وكان يعمل مشرفا اجتماعيا ونفسيا، ثم نقل الى ثانوية الأحمدي.

بعد ذلك انتقل للعمل في شركة المطاحن والمخابز وعين مسؤولا عن الخبز، وأثناء الاحتلال الصدامي تعرض لمشاكل مع الجيش الصدامي وعوقب.

يقول الاستاذ محمود محيي الدين الشيخ شكرا لجريدة «الأنباء» والقائمين عليها، شكرا للأستاذ منصور الهاجري على الجهود التي يبذلها لتسجيل تاريخ الكويت.

المزيد للتعرف عليه في السطور التالية:

في البداية يحدثنا ضيفنا المربي الفاضل محمود محيي الدين الشيخ عن مولده وبداياته وأولى صفحات كتاب ذكرياته قائلا:

ولدت في لبنان بمدينة بيروت عام 1932م، كانت بيروت مدينة راقية متقدمة والناس تتعاطى وتتعاون مع بعضها البعض، كانت بيروت بعيدة عن المشاكل وكان الجميع مرتاحا والوضع الاجتماعي ممتازا جدا والاصطياف على مستوى عال جدا.

الدراسة والتعليم

ثم يتحول سريعا للحديث عن مشواره بالدراسة، حيث يقول: التحقت بمدرسة المقاصد الخيرية الاسلامية والتعليم الثانوي في ثانوية حوض الولاية ويطلقون عليها المدرسة العسكرية لأن الجيش العثماني كان يتدرب فيها، وبعد ذلك انتقلت الى المعهد العالي للتكنولوجيا وتعلمت الكيمياء الصناعية، وهو التحليل للأرض إن كان فيها معادن (الجيولوجيا) حتى هنا في الكويت عندما حضرت اشتغلت بنفس التخصص، وتخرجت في المعهد.

وكنت أمارس هواية الأشبال في المرحلة المتوسطة وكنت قائدا في كشافة أبوعبيدة بن الجراح، وهو ناد كشفي، وفي المدرسة التحقت بالكشافة المسلم ومن المدرسة أسسنا فوجا وضممناه لكشافة ابوعبيدة الجراح، وكان معي علي جرادة، وهو بطل الأجسام وفي الملاكمة وعبدالرزاق رحم وهو رئيس التشريفات في مجلس الوزراء وكذلك عثمان وعبدالرحمن يموت، وواحد من عائلة الصعيدي وهو يغني ويحفظ، أمضيت فترة طويلة مع كشافة أبوعبيدة الجراح، ومن الفريج (الحي) أسست فرقة كشافة بعدما تركت الأشبال ومازلت طالبا بالمدرسة وبالنادي واسمه نادي كشافة أبوعبيدة بن الجراح وكنت أقول للشباب عندي مخيم فكانوا يجتمعون عندي وبعد ذلك أسست فرقة الجوالة وكانت قبلنا فرقة ولكن بعدها أسست فرقتنا وكانت من الشباب، ولكن خارج حي المزرعة «كرم الزيتون»، وكان بيننا هناك، أقول ما قمت به من تأسيس كان كالآتي: أسست فرقة أشبال، وفرقة كشافة، وفرقة جوالة.

بعدما حضر الفلسطينيون الى لبنان عام 1948 فكرنا مع الشباب في أن نقدم مساعدات للفلسطينيين وعملنا جمعية باسم الشبيبة الخيرية العربية والشعار عبارة عن شمس ضاربة على اثنين يصافحون عليهم ومن تحت عبارة «يد الله مع الجماعة».

وبدأنا نعمل شعارات وهم من الحي (الفريج) لمساعدة الفلسطينيين اتصلت بجمعية مكارم الأخلاق الاسلامية وطلبنا منهم أن يساعدونا ماذا نستطيع أن نقدم للفلسطينيين، فعملنا بطاقات والدكتور مدو يعمل محاميا وكان يسكن معنا في نفس البناية، فعرضنا عليه أن نعمل دستورا للجمعية فقال صعب جدا أن يوافق عليه وساعدنا الفلسطينيين في البداية وتوقف العمل لأنه لم نحصل على موافقة، رجعت للكشافة والجوالة وقد حضرت معهم عدة معسكرات وندوات.

الكشافة في لبنان

الكشافة قديمة في لبنان منذ تأسيسها عام 1912م على يد عبدالجبار وأخيه خيري وبالأصل هما باكستانيان كانا يدرسان في إنجلترا وحضرا الى لبنان والتحقا بالجامعة الأميركية في بيروت ووجدا فرصة لهما في الجامعة، وبالأصل هما كشافة في إنجلترا، ففرصة لهما بدآ بتشكيل الفرقة، أسسا فرقة الكشافة في الجامعة وفي البداية كانا يسميانها الكشافة العثماني، وبعد ذلك تغير الاسم الى الكشافة المسلم واستمر الاثنان بالكشافة، زاد عدد الكشافة المسلم وكان يحضران الجمبوري باسم الكشاف المسلم في لبنان وهو مخيم دولي وكل أربع سنوات يقام والكويت اشتركت بهذا المعسكر، الكشافة في الكويت تأسست عام 1936 أسسها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.

أذكر أن الكشافة الوطني الكويتي شارك في مخيم الكشافة في الفلبين وكان رئيس الوفد المرحوم محمد النشمي وذلك عام 1952، أول حضور الى الكويت وعيسى الحمد والكشاف الكويتي الذي شكلته بنفسي وعبدالعزيز عليان وهو المخيم الدولي، الكشاف الوطني أنا الذي أسسته في الكويت وكنت مدرسا في الأحمدية.

قصة حضوري الى الكويت

يحكي الشيخ كيف قدم الى الكويت بعد التخرج والعمل لبعض الوقت في بيروت: بعد التخرج في المعهد التحقت بالعمل في مصنع للسكر في بيروت، فكان عندي العمل نوبات كل 8 ساعات وكان بيت الوالد في المزرعة والمصنع بعيد عن البيت فكنت استقل سيارة مرتين والمصنع في تل الذيب وكنت ادرس في مدرسة علم الحديث مدرس رياضيات، ولان العمل كان متعبا، فكرت كثيرا في أن أسافر من لبنان لأي بلد عربي، وارسلت عدة رسائل الى الدول العربية ومنها الى الكويت.

وكنت اعمل ومستمرا في العمل.

في أحد الأيام رجعت الى البيت من مخيم صيفي ويقيمه كشافة أبوعبيدة بن الجراح وعائلتي في مصيف بحمدون الضيعة.

وصلت الى البيت والوالد رأى ظرفا تحت الباب وأعطاني إياه وفيه دعوتي لمقابلة لجنة التعاقدات للمدرسين للعمل في الكويت وكان آخر موعد للجنة، ومن أعضائها المرحوم عبدالعزيز حسين والمرحوم درويش المقدادي، قابلت اللجنة ونجحت فيها على أساس قبولي العمل مدرسا في الكويت ولكن واجهتني مشكلة اني صغير في السن واعتمد شهاداتي على ان تعادل سنتين جامعة وشاهد صور الكشافة وتحمس لقبولي، وقال «لكن عندنا مشكلة انه انت صغير ومطلوب عليك كفيل، فذهب الى د.أحمد سلامة وهو أول طبيب لبناني يعمل في مستشفى الأمراض الصدرية فقبل به وتحدثت معه وعمل لي موافقة وسلمتها للمرحوم عبدالعزيز حسين وتمت الموافقة ووقعت العقد معهم على اني مدرس في الكويت وقال «كيف تذهب الى الكويت فقلت «لا أعرف» وقال عبدالعزيز حسين «اذهب الى وكيلنا السيد بولس فرح وهو يدبر لك السفر».

بالفعل حجز لي تذكرة وطائرة «ديكونا» ونزلنا في بغداد لمدة ساعتين ومنها الى مطار الكويت كان مطارا صغيرا واستقبلنا عبدالعزيز حسين في المطار مع درويش المقدادي ومجموعة اخرى والطائرة كان فيها مسافرون آخرون قال عبدالعزيز حسين تنزل في فندق لمدة يومين وبعد ذلك ندبر لك سكنا.. والفندق بشارع الجديد قرب ساحة الصفاة.

وعينت مدرسا في المدرسة الأحمدية وتعرفت على بعض المدرسين في الأحمدية.

أول يوم في الأحمدية قابلت صالح عبدالملك وهو ناظر وبعض المدرسين أما السكن فكان كل مجموعة تسكن مع بعض ويوم من الأيام خرجت من المدرسة وذهبت الى الفندق ودخلت أحد المطاعم لتناول الغداء، شاهدت 3 رجال يجلسون على طاولة أكل، سعودي وسوري وسويسري والثلاثة كانوا بداية اتفاق لتأسيس شركة مقاولات وما كانوا يفهمون لغة انجليزية، فقال لهم تتكلمون لغة فرنسية وكنت قريبا منهم فقلت أنا أتكلم اللغة الفرنسية فقال السويسري تفضل اجلس معنا، فصرت المترجم للثلاثة، سألني واحد منهم «أين تسكن» فقلت «ما عندي سكن ابحث عن سكن». فسكنت معهم وصرت الرابع ومكان السكن في بناية للخرافي وهي الوحيدة وعلى يمينها بيت قديم ودفعت معهم 50 روبية.

السعودي والسوري اتهما السويسري بأنهم يحصلون على مناقصة والسويسري يدرسها ويقدمها للكويتيين وهم لا يحصلون على شيء، انتهت الشركة وتفرقوا فصرت اسكن بنفسي حتى جاء وسكن معي ناظر الأحمدية صالح عبدالملك، وكيل المدرسة أحمد ياسين.

عام 1952م وسكن معي ايضا مدرسون وهم تيسير سليمان وموفق عزبي كاتبي وعبدالرحمن الذي كان أخوه زهير زعيتر موظفا بالجوازات وحصل على الجنسية الكويتية ونعيم عنتاوي سوري كان يعمل في المالية وحصل على الجنسية الكويتية.

أول مادة درستها

لدى قدومه الى الكويت ورغم انه يدرس الكيمياء، درس الشيخ مادة الرياضيات، وعن ذلك يقول: أول مادة علمتها للطلبة الرياضيات ولأن ثقافتي فرنسية اسعد الحاج هو فهمني بعض المصطلحات العربية، كنت ملما بالموسيقى والعزف على الأكورديون وكنت اعزف أمام الطلبة وكلما طلب مني صالح عبدالملك مادة أقول له حاضر فأعملها للطلبة، ما كنت اخالف الناظر، قلت له أنا أعلم كيمياء، فقال ما عندنا كيمياء، عندنا كل المواد، فقلت له حاضر.

كان الجدول 24 حصة وعلى دوامين صباحي ومسائي.

الكشافة في الأحمدية

وعن نشاطه في الكشافة يقول الشيخ: تخصصت في الكشافة منذ ان كنت في لبنان، وكانت هناك الكشافة الإسلامية وكشافة أبوعبيدة بن الجراح، كانت الكشافة موجودة في المدرسة الأحمدية ولكن كانت الفرقة تتكون من مجموعة من مختلفي الأعمار، الكبار مع الصغار، فبعدما تسلمت الفرقة عملت على فصل الكبار عن الصغار، فأسست فرقة جوالة وهي أول فرقة جوالة في الكويت أسستها بنفسي عام 1952 من الكبار.

تحدثت مع المرحوم الأستاذ عيسى الحمد فقال مشكور على عملك وقلت له ما يصير ان يلبسوا بنطلونا قصيرا نخصص لهم بنطلونا طويلا فطلبوها من لبنان فلبسوا بنطلونات طويلة.

من ضمن الجوالة المرحوم عبداللطيف البرجس وسليمان الصقر ومحسن العون ومحمد حسين الشطي وعبدالمحسن البدر كانوا متعاونين جدا وكان عدد الجوالة 12 جوالا يكونون عشيرة واحدة والرهط 6 أفراد والكشافة 30 كشافا وعينت عليهم محمد الخباز وعلى الجوالة سليمان الصقر واذكر أيضا عبداللطيف واحمد العبدالجليل مع الجوالة.

غرفة للكشافة وغرفة للجوالة

رحلة فيلكا والعاصفة

قررنا ان نقوم برحلة الى جزيرة فيلكا للجوالة والكشافة، ودائرة المعارف خصصت لنا مبلغا للمصاريف و«لنش» وسافرنا من الكويت الى فيلكا معنا جميع المعدات من خيام وأكل وماء، وصلنا الى جزيرة فيلكا، اللنش وقف بعيدا عن الساحل وحملنا جميع أغراضنا على الأكتاف ووصلنا الى الساحل ونصبنا الخيام قريبا من الساحل وكنا في أحسن حال، وفجأة هبت علينا عاصفة رملية وهواء شديد قلع الخيام من مكانها فلجأنا الى مبنى يعرف باسم سعد وسعيد وسكنا فيه حتى اليوم الثاني، هدأ الجو وأخبرنا النوخذة برغبتنا في العودة الى الكويت لكن النوخذة رفض وقال ان الأمواج عالية ربما ينقلب «اللنش» وكان لا يوجد عندنا أكل فلجأنا الى الصيادين وأعطونا خبزا، الأهالي في مدينة الكويت لجأوا الى المدرسة والى المسؤولين، دائرة المعارف خصصت سفينتين وزودتهما بالأكل، نحن رجعنا الى الكويت وأما السفينتان فلم تصلا الى فيلكا، وصلنا الى الفرضة والأهالي واقفون ينتظروننا وكل طالب التقى بوالديه وكانت الفرحة كبيرة بعودة الأبناء من الرحلة احضرت حمالين ونقلوا الخيام والاغراض من الغرفة الى المدرسة الأحمدية، واليوم الثاني قابلت المرحوم صالح عبدالملك والمدرسين وقلت لهم ما حصل لنا، من رحلة فيلكا وكانت الأولى والأخيرة لفيلكا.

الرحلة الثانية للكشافة

أحضرنا دراجات لكل جوال وذهبنا برحلة الى السالمية والاغراض معلقة على الدراجات وكل جوال على ظهره حقيبة وفأس وعصا شعار الجوالة «الخدمة العامة» ذهبنا الى السالمية، واذكر اننا كنا نلجأ الى بعض الخيام، وصلنا الى قصر المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح، رحمه الله، وكان الطريق رمليا والدراجة فيها صعوبة بقيادتها دخلنا القصر نريد ان نشرب ماء فشاهدنا المرحوم الشيخ صباح السالم، رحمه الله، ورحب بنا وقال غداؤكم عندنا ايها الجوالة، وتغدينا عيش وسمك ولحم ومرق.

رجعنا الى الكويت الى بوابة السور وبمرور سيارة أحد الشيوخ رفع يده للسلام علينا كان شرطي يقف على منصة فاوقفنا وقال الشيخ يريدكم فقال الشرطي انتظروا اثناء النقاش معه، وصل ضابط وسأل عنا واطلق سراحنا ووصلنا الى المدرسة.



المدرسة المباركية

سنة واحدة امضيتها في الاحمدية ونقلونا الى المباركية، وانتقل معنا صالح عبدالملك كناظر للمباركية ونايف دلول سكرتير وراشد ادريس، بعدما انتهى العام الدراسي عام 1952 العطلة الصيفية سافرت الى لبنان وسمعت ان الكشاف اللبناني مشترك في مخيم الجوالة الدولي في سويسرا في كندا ستريك فقلت لماذا لا التحق معهم وبالضبط شاركت وسافرت وحضرت المعسكر ومن الدول العربية المشاركة لبنان ومصر والدول الاخرى اجنبية امضيت فترة المشاركة لمدة عشرة ايام ووجدت مجموعة كتب في المعسكر فاشتريت كتبا عن الكشافة البحرية والجوالة واذكر كتابا عن الجوالة اسمه لاروت وآخر لارونيه ومجموعة اخرى باللغة الفرنسية فبعدما انتقلت الى المدرسة المباركية باشرت بتأسيس الكشافة البحرية فانا اول من عمل على تأسيسها في الكويت وكانت في المدرسة المباركية والجوالة في الاحمدية فوجدت الشباب الكويتي متحمسا للكشافة البحرية.

ترجمت الكتب من الفرنسية الى اللغة العربية وساعدني المرحوم عيسى الحمد وعمل شهادتين الأولى «أ» والثانية «ب» وطلبنا ملابس بحرية بنطلون ازرق وقبعة زرقاء وقميص ابيض والقبعة كانت موديلا انجليزيا استوردت من الهند فغيرت شكلها الى اميركي وبعد ذلك ان التجربة انتشرت لان ثانوية الشويخ اسسوا فيها كشافة بحرية وفيها ناد للبحرية وكان العدد فيها كبيرا، واذكر ان شاركنا في معسكر الفنيطيس مع الكشافة البحرية وان الكشاف احمد الجردان عمل سفينة «تناك» من الصفيح، تطورت الكشافة البحرية واحضرت لهم من لبنان ملابس حديثة.

رحلة إلى الأحمدي بالدراجات

في الكشافة البحرية خرجنا برحلة برية الى مدينة الاحمدي من المباركية وتوجهنا الى الشعيبة ومنها الى الاحمدي لكن تعبنا فتوجهنا الى مخفر الاحمدي وقلنا للضباط نحن كشافة حضرنا بالدراجات ولا نستطيع العودة والليل يدركنا فقال حاضر وجهزوا لنا سيارة وانيت ووضعنا الدراجات بداخل الوانيت الى المدرسة المباركية، وبنفس السنة الكشافة البحرية قمنا برحلة الى جزيرة عوهة وجزيرة كبر وكل اسبوعين نخرج برحلة وذلك قبل عام 1957، وقبل ان ينقلونا الى الكلية الصناعية لهدم مباني المباركية القديمة صار عدد الكشافة البحرية كبيرا بين الصناعية والمباركية وثانوية الشويخ ومعنا جوالة وكشافة برية وكان معنا في الكشافة عبدالحسين عبدالرضا وعبدالامير عبدالرضا ومعهما خالد عبدالوهاب، والده ابوبريك، وفي الكلية الصناعية عملنا مسرحا في الساحة واردنا ان نعمل مخيما في معسكر الفنيطيس فالشباب عملوا ميناء على ساحل بحر الفنيطيس واحضروا مردي عصا طويلة غرسوها في داخل برميل وصبوا عليها كنكريت وربطوها مع بعض وعملوا ميناء.

وصنعوا 4 سفن من الصفيح «تناك» بالبحر كان معسكرا رائعا للكشافة البحرية، كنا نعمل معسكر بالليل وأخذنا علم الصناعية.

المبنى الجديد للمباركية

عام 1958-1959 رجعنا الى المبنى الجديد للمدرسة المباركية واستمررنا بالكشافة البحرية والبرية، كان حسن الخباز عريف أول وعنده طليعتين، وحسن رجب صار عريف أول وقال يا أستاذ نريد ان نخرج برحلة برية بأنفسنا الى الجهراء وبالفعل زرتهم بالجهراء وكانوا عاملين معسكر، واذكر الكشافة البحرية عملوا معسكر في الجزيرة الصغيرة مقابل ثانوية الشويخ، أمضينا سنوات طويلة في المباركية واختاروني مشرفا رياضيا على القسم وأراقب على التصحيح بالإضافة الى عملي مع الكشافة.

ولي أمر بالمباركية

يحكي الشيخ قصة حدثت معه لدى عمله في المدرسة المباركية حيث يقول حضر ولي أمر الى ناظر المدرسة وطلب منه مدرس يعلم ابنه في البيت فقال له الناظر محمود الشيخ أحسن مدرس كان الولد عنده عقدة من مادة الرياضيات فتعاملت معه على اني صديق له وحببته بنفسي ومع الدوام معه وتعليمه حصل على 35 من 40 في الرياضيات وصار يحب المادة وتسلمت الطالب حتى سنة رابعة ثانوي، بعد ذلك تركت التدريس.

إخصائي اجتماعي

كما عمل ضيفنا اخصائيا اجتماعيا في التربية وعن ذلك يقول: احتاجت وزارة التربية الى اخصائيين اجتماعيين فالتحقت بالدورة لمدة سنتين وفي الصباح أعمل مدرسا ونجحت وعينت اخصائي اجتماعي في مدرسة حولي المتوسطة وكنت من أوائل الاخصائيين عام 1961 - 1962 وناظر المدرسة ابراهيم الصعيدي.

عينت مع اخصائي آخر ثم نُقل وبقيت بنفسي، وبعد ذلك نقلت الى مدرسة سعد بن أبي وقاص وأمضيت فيها فترة وحصلت على امتياز ونقلت الى مدرسة الرقة المتوسطة والناظر زكي وأسست مجلس آباء وأسست كشافة تابعة لمنطقة الرقة.

ذكرياتي في المباركية القديمة

يحدثنا المربي محمود الشيخ عن المدرسة المباركية وذكرياته فيها قائلا: المدرسة المباركية القديمة تقع بمنطقة السوق وهي بناء عربي وعملنا فيها مخيمات للكشافة، وقمنا برحلات كشفية الى المطلاع أيام الشتاء والربيع ورحلات بحرية، وأقمنا مخيمين كبيرين في الجهراء وكذلك مع الجوالة وشربنا ماء من عين الماء.

وأسسنا فرقة موسيقية بإشراف الأستاذ محمود عمر وفرقة الجوالة في المباركية وعندنا طبول قديمة وجددها واشترينا ماصول جديد وعلم الأولاد على العزف، كان محمود عمر مدرب موسيقى للشرطة المصرية قبل حضوره الى الكويت وأذكر ذهبنا مع الكشافة والجوالة الى ميناء الأحمدي والفرقة الموسيقية لاستقبال المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت الأسبق وعزفت الفرقة ترحيبا به.

وبعد ذلك اعتمدت على الكشافة واذكر ان الكشافة كانوا يعزفون الموسيقى ويستعرضون بالشوارع واذكر ذهبنا مشيا من الصناعية الى ثانوية الشويخ والموسيقى تعزف، وعندما كنت في المباركية نعمل خطة والكشافة ينفذونها ففكرنا بتأسيس فرقة الكشاف الوطني الكويتي وجمعت مجموعة من الكويتيين وأسسنا الفرقة عام 1959 واجتمعت مع المسؤولين بنادي المعلمين وكان رئيس النادي المرحوم صالح عبدالملك وخصص لنا غرفة بالنادي.

واتصلت على عيسى الحمد ووافق على ذلك وقال لا مانع وعملنا أعلام وكتبنا الكشاف الوطني الكويتي، الكشاف المبتدئ يوقعها عيسى الحمد والكشاف الوطني الكويتي، وأول مخيم أقمناه في أم الهيمان ووصلنا ونصبنا الخيام وأقمنا حفلة السمر للكشاف الوطني الكويتي وملابسهم على حسابهم والمهم أشعلنا النار بالليل والغناء والفرح كان أمام النار، خرج منه ثعبان كبير وهجمنا عليه بحجر وقتلناه وفي الصباح هبت علينا رياح قوية وتراب، وكان معنا عبدالمحسن يوسف وقلنا له أنت تقودنا الى الشعيبة من ام الهيمان وربطنا أنفسنا بحبل طويل ونحن مع بعض حتى هدأت الرياح ورجعنا الى أم الهيمان اليوم الثاني وأخذنا الخيام والكشاف الوطني الكويتي شارك في مخيم مانيلا في الفلبين.

واختلفوا مع المرحوم عيسى الحمد وبعد العودة فصلهم وانضم لهم المرحوم محمد النشمي وضمهم الى فرقة التمثيل وخُصص لهم مركز خلف مدرسة المثنى بعدما ترك صالح عبدالملك نادي المعلمين وصار واحد غيره قال للكشاف الوطني ما لكم مكان عندنا فذهبنا الى نادي الخليج ورحب بنا رئيس النادي وخصص لنا غرفة وعملنا عدة مسرحيات ومعنا محمد حسين الشطي واحمد الروضان انتهى الكشاف الوطني الكويتي.





العمل في التقنيات التربوية

عن نقله يقول الشيخ: تم نقلي الى التقنيات التربوية في الاحمدي ارادوا ان ينصبوا لي فخا وتم لهم ذلك ونجحوا وقالوا عليك تقديم استقالتك فقلت لم أعمل شيئا خطأ فحضر عندي محقق فلم يجدوا عندي شيئا وذهبنا الى مجموعة من التربويين الذين عملت معهم فوقفوا معي ونقلت الى النادي البحري بالفنطاس وعينت مشرفا عاما والمجموعةايضا ذهبوا الى وكيل الوزارة، وحضر جاسم الجيماز والمجموعة احضروا لي كتابا يفصلني من العمل.

راشد الرشيد نقل اقامتي عليه ومحمد حسين الشطي دخل على وزير التربية وحاول اعادتي الى عمله الا ان الوكيل قال لابد ان يسافر، دخل عبدالمحسن الفليج على الوكيل وساعدني على اساس ان انقل اقامتي على اي مواطن واعطوني جوازي، احمد الرضوان ارسلني الى شركة مطاحن الدقيق للعمل ورحب المدير واشتغلت في قسم المبيعات وذلك عام 1988.

وقع الاحتلال الصدامي للكويت، صار تصلني اتصالات من الخارج والسيد عادل قال انت وقع على الايصالات وكانوا يعطوني خبزا واوزع على اصدقائي الكويتيين اثناء الغزو اتصل فيني احد المسؤولين العراقيين وقال انت توقع بنقل زيت من المخابز انت حرامي واتهموني والقوا علي القبض، واحد فلسطيني احضر كتابا عليه توقيع المدير الكويتي قبل الغزو وقال للعراقيين هذا الكتاب موقع قديما محمود الشيخ غير مسؤول عن التوقيع اعطوني كتابا ثانيا والضباط العراقيون قالوا سننقلك من هذا المكان.

ونقلوني الى مخابز الرميثية وبعدها سافرت الى لبنان ورجعت وانتهت القصة.

حاليا في زيارة عند بناتي متزوجات ويعملن في الكويت ولي ولدان اثنان يعملان في كندا حاصلان على الجنسية الكندية ومتزوجان وعندهما اولاد، شكرا للكويت التي احتضنتني طوال سنوات عمري ولمدة 38 سنة.



جوالة «الشؤون»

عن دوره في انشاء فرقة الجوالة التابعة لوزارة الشؤون قال الشيخ: وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ارادوا تكوين فرقة جوالة فطلبوني لتأسيس فرقة للجوالة وتم تأسيسها وخصصوا لنا مقرا في المعهد الديني الموجود بمنطقة الاسواق ومعنا يوسف الشريكي وبدأت الجوالة بالذهاب للحج لمساعدة الحجاج هناك مع البعثة الكويتية وبعد ذلك تم تعيين الاشوك واستمر بالجوالة بالنسبة الي ايضا عملــت فريق للجوالة في الرقة تابع للشؤون الاجتماعية والعمل لاني كنت مشرفا ثقافيا واجتماعيا بالمساء، فعملت من طلبة المسائي وشاركنا بيوم المرور العالمي ويوم البيئة، الحقيقة خدمنا البلد.

صارت هناك مشكلة في مدرسة الرقة مع ناظر المدرسة والسبب ان جمعية الرقة التعاونية فتحوا بالصيف فصول تقوية وعينوني مشرفا عليها، الناظر زعل ومنفي من العمل بالصيف.

وطلب نقلي الى ثانوية الظهر وحصل مشكلة وكنت مسؤولا عن فصول التقوية وكان عندي اربعة في سنة رابعة ثانوي والناظر منع فتح فصول الطلبة قابلوا ناظر المدرسة وقالوا له غير معقول نرسب بالرياضيات فقال الناظر نادوا الاستاذ محمود الشيخ، وقال احضر لنا مدرسا لكن الناظر خاطب وزارة التربية وقال ان محمود الشيخ خالف انظمة الوزارة واحضر مدرس رياضيات واتفق معه لتدريس الطلبة واستدعى الطلبة الناظر وقال ابعدوا عن محمود الطلبة كتبــوا لي كتابا وقالوا نحن طلبنا منك احضار مدرس حضر الى المدرسة معاوية القاضي للتحقيق معي، وقال في التحقيق ان الاستاذ محمود الشيخ لم يتجاوز صلاحياته وينقل الى مدرسة اخرى.

الكشافة في الكويت

(المحرر)



المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ورئيس مجلس المعارف زار لبنان عام 1936 وتم الاحتفال بقدومه وكانت فرقة الكشافة اللبنانية تعزف الموسيقى بملابسهم الكشفية فسأل عنهم وقيل له هذه الكشافة، وبعد عودته الى الكويت - صادف قدوم البعثة التعليمية الفلسطينية - وهي أول بعثة تصل الى الكويت عام 1936، فأصدر أوامره بتأسيس الكشافة الكويتية في مدرسة المباركية وعين الأستاذ محمد المغربي رئيسا لتلك الفرقة ومن بعدها كشافة المدرسة الأحمدية وانتشرت الكشافة في جميع مدارس الكويت.
 
المنيفي: والدي شارك في بناء سور الكويت عام 1920 وكان مسؤولاً عن بناء الجزء من بوابة الجهراء حتى بوابة الشامية مع عماله من نجد
السبت 2014/1/4
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 3
عدد المشاهدات 15813
A+

A-




عبدالمحسن عبدالله سعد المنيفي محمد خلوصي
عبدالمحسن المنيفي والسفير السعودي في كراتشي وسليمان ابو غوش لدى افتتاح المدرسة السعودية في المدينة
عبدالمحسن المنيفي مع مجموعة من المواطنين الباكستانيين
عبدالمحسن المنيفي مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء
مع بعض الاصدقاء في باكستان
عبدالمحسن المنيفي مع ابنه عدنان
ومع اصدقائه في مدينة كراتشي
سليمان ابو غوش ومرزوق المرزوق وعبدالمحسن المنيفي
لقطة قديمة مع الاصدقاء
المرحوم احمد الغنام
المنيفي خلف مقود سيارته
بدر الزوير ود عبدالمحسن الخرافي وعبدالمحسن المنيفي والزميل منصور الهاجري
عبدالمحسن المنيفي واثنان من اصدقائه
السفير السعودي في مدينة كراتشي مع ابنه
مع مجموعة من المدرسين و الطلبة

    • دخلت الكويت بداية حكم الشيخ أحمد الجابر وكنت شاباً صغيراً لم أتجاوز الحادية عشرة
    • التحقت بمدرسة ملا مرشد السليمان في المرقاب وكنت أسكن في القبلة وأذهب إليها مشياً
    • كنت أنقل الذهب والأموال والبضائع بين الكويت وكراتشي وهذا العمل جعلني مليونيراً
    • عملت موظفاً في إدارة شؤون الأيتام مع المرحوم خالد المطوع
    • الوالد استقر بالكويت في بدايات القرن الماضي وسكن بالحي القبلي في براحة حمود الناصر البدر
    • أخي محمد (رحمه الله) كان يعمل في تجارة المواد الغذائية في مدينة كراتشي ولسنوات طويلة
    • عملت في مكتبة الكويت في الترجمة وصرف العملة وكانت إجادةالإنجليزية شرطاً للتعيين
    • ولدت في مدينة الزلفي السعودية وكان والدي حينها بالكويت يعمل أستاذ بناء
    • سافرت إلى كراتشي بناء على طلب من أخي محمد وعملت هناك تسعة عشر عاماً
    • بعد التقاعد فتحت محل إلكترونيات في الكويت
    • أخي محمد كان يملك سفينة شراعية والنوخذة عليها محمد المنصور
  • بعد 19 عاماً من العمل في كراتشي عدت إلى الكويت وأنشأت ماكينة للطحين
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع يمكن أن يقال عنه إنه شاهد على عصر انتقلت فيه الكويت من حال إلى حال، ولد ضيفنا عبدالمحسن المنيفي في مدينة الزلفي بالمملكة العربية السعودية حيث تنتمي أصول العائلة، والده كان أستاذ بناء قدم إلى الكويت في بدايات القرن الماضي وشارك في بناء سور الكويت عام 1920 مع عماله الذين أحضرهم من نجد، حيث كان مسؤولا عن بناء الجزء من بوابة الجهراء حتى بوابة الشامية.

مر مرورا سريعا على الدراسة حيث بدأ في مدرسة ملا مرشد بالمرقاب وتركها بعد سنة واحدة، قضى فترة طويلة من حياته في العمل في مدينة كراتشي التي سبقه إليه أخوه محمد، يحكي لنا ذكرياته وحكاياته وكيف كان ينقل الذهب والأموال والبضائع كالشاي بين الكويت وكراتشي، وكيف صار مليونيرا من وراء ذلك، يحدثنا عن عمله بعد العودة والزواج والاستقرار وأين اشتغل ومتى تقاعد وماذا حدث له بعد ذلك.

نتعرف من خلال هذا اللقاء على لمحات من حياته ونلقي نظرة على صفحات من كتاب تاريخ الكويت، التفاصيل في السطور التالية:يقلب ضيفنا هذا الأسبوع الحاج عبدالمحسن عبدالله سعد المنيفي أولى صفحات الماضي والذكريات، فيتحدث عن مولده وبداياته حيث يقول: ولدت في مدينة الزلفى إحدى مدن المملكة العربية السعودية، وكان والدي في ذلك الوقت موجودا في الكويت وهو أستاذ بناء وقد شارك في بناء سور الكويت عام 1920 وقد دخل الكويت واستقر بها قبل ذلك التاريخ.

والدي عندما شارك في بناء السور كان مخصص له بناء السور من دروازة الشامية إلى دروازة الجهراء، كان مسؤولا عن هذا الجزء مع عماله الذين جاءوا من قرى نجد في المملكة العربية السعودية.

الوالد كان بناء في الزلفى.

عندما حضرت الى الكويت كان عمري 11 سنة وعندها كان تم بناء السور بالكامل.

كان الوالد يسكن في الحي القبلي في براحة حمود الناصر البدر وقد عرفت فيما بعد ببراحة عباس، كان أخي محمد وهو الأكبر سنا مني، ويسكن مع والدي وهو بذلك الوقت متزوج وعنده أولاد وكنا نسكن عند محمد.

كان الوالد يتردد بين دولة الكويت ومدينة الزلفى، ودخلت الكويت بداية حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت وكنت شابا صغيرا.

الدراسة والتعليم

وعن مسيرته في مشوار التعليم يقول المنيفي: التحقت بمدرسة ملا مرشد السليمان ومدرسته في المرقاب وكنت لا أعرف القراءة والكتابة وأخي محمد سجلني عند ملا مرشد وقال وقال أخي محمد لملا مرشد طبق عليه المثل البدوي قال: هذا الولد أريد أن أذهب إلى السوق لبيع الغنم وارجع وأشوف ولدي ناجح، وملا مرشد خصص لي مكانا بجانبه وبدأ يعلمني والتلاميذ بالفصل الخامس.

وأذكر أن عبدالعزيز الشايع مع الأولاد كانوا ينظرون لي على أني في بداية التعليم، وملا مرشد شد علي بقوة في التعليم حتى تمكنت من القراءة والكتابة وباشرت القراءة والكتابة بكل ما يقع بيدي من ورق أو كتاب وتعلمت ولمدة سنة واحدة، كان أخي محمد - رحمه الله - له مكانة خاصة عند أهل السوق والتجار وكان رجلا محترما عندهم.

بعد سنة من الدراسة تركت المدرسة نهائيا، كنت اذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام من البيت إلى المدرسة كانت المنطقة برا وخالية من البيوت أشاهد الأغنام ترعى داخل السوق وفي منطقة الصالحية ما كانت موجودة فيها بيت والصهيد قبل الصالحية من جهة براحة عباس إلى الجنوب، أولا الصهيد بعدها الصالحية وكنت امشي تلك المنطقة من دون خوف معتمدا على الله وعلى نفسي، أما مسجد ملا صالح الحالي ما اذكر هل كان موجودا أم لا؟ بنايات فهد السالم الحالية كان توجد بيوت بحدود 3 أو 4 بيوت ويوجد بالطريق شجر الأثل، أذهب إلى المدرسة صباحا وأرجع الظهر وأروح العصر وأرجع المغرب بقليل كانت الدنيا أمانا أما خلف السور في خوف ومرتين خرجت خلف السور مع صديقي عبدالله العقيلي من دروازة الشامية وأحيانا من دروازة الجهراء، الأرض فيها شجر هدم كبير كنا نتمشى نحن الاثنين ولا توجد بيوت، الشامية فيها شجر الهرم ولا يوجد عندي فخ ما عندي هواية صيد الطيور أيام الربيع وخاصة يوم الجمعة وقبل صلاة الجمعة نرجع إلى البيت عند أخي محمد.

الوالد والعائلة

يتحدث المنيفي عن والده وأفراد أسرته قائلا: والدي كان متزوجا قبل والدتي وأنجبت له محمد وسارة ومنيرة وهي من عائلة البدر وتزوج والدتي من العجلان وأصلهم قديما حايل ونزلوا الشماسية في القصيم ومنها سكنوا الزلفي ونحن منها، اخواني عبدالرحمن واثنين توفيا بعد عبدالرحمن وبعدهم ولدت أنا وبعدي وضحة ونورة ولولوة وبعدما استقررت في الكويت أحضرت جميع أفراد العائلة وبعد ذلك تزوجت من بنات الغنام أخت أبو أحمد الغنام وأولادي منها عدنان ومنصور ومحمد والبنات الكبيرة هند ومنى.

السفر إلى كراتشي

عن تجربة سفره الى كراتشي يقول ضيفنا: كان أخي محمد يعمل في الهند بمدينة كراتشي وهو تاجر ولديه محلات ومعروف هناك بين الأوساط التجارية وذلك قبل تقسيم الهند واستقلال باكستان، كتبت رسالة لأخي محمد وكنت طالبا في مدرسة ملا مرشد وقلت له هذه الرسالة أكتبها لك بيدي لأني كنت أريد ان يفرح لأنه أدخلني المدرسة لكي أتعلم.

المكتوب أعطيته لإبراهيم الرخيص وهو وكيل أعمال أخي محمد في الكويت وهو الذي أرسل الرسالة وأخي تسلم الرسالة وبعث بالرد الى ابراهيم الرخيص قال فيها: «ارسل عبدالمحسن الى كراتشي» أخي رجل مشهور هناك وله معرفة كبيرة عند التجار ولم أكمل السنة الدراسية وتركت الدراسة عند الملا مرشد رحمه الله، وسافرت مع مجموعة من الكويتيين بالباخرة وكان المرحوم أحمد الخرافي وعلي حمود الشايع يريدان السفر الى الهند، ابراهيم الرخيص سلمني لهم وقال وصلوه لأخيه محمد في كراتشي.. المهم سافرت بالباخرة مع الرجلين الكريمين ووصلت الى كراتشي وتسلمني المرحوم محمد المرعي، من الميناء وهو يعمل كاتبا عند أخي محمد في كراتشي.

وركبنا العربانة التي يجرها الحصان وتوجهنا الى منزل أخي محمد واستقبلني وأكرم ضيافتي جزاه الله خير الجزاء وأمضيت شهرين هناك آخر الموسم وكنت أتدرب على العمل في مكتب أخي الواقع في شارع بومبي ويتكون من 3 طوابق ويوجد في مدينة كراتشي 3 تجار كويتيين محمد المزروق وسعود الفليج وعبدالرحمن الشاهين وأخي محمد.. بعد الشهرين رجعت الى الكويت مع أخي محمد والكاتب محمد المرعي آخر الموسم.

السنة الثانية سافرت مع أخي محمد الى كراتشي وهناك اشتغلت وهو عمل خفيف وكان أخي محمد يرسلني الى الدلالين الذين يعملون بتصدير المواد الغذائية أيضا آخر الموسم أخي محمد رجع الى الكويت وقال يا عبدالمحسن ابقى هناك وباشر العمل في المكتب بالفعل اشتغلت واثبت وجودي بين التجار في كراتشي وبدأت اشتري البضائع من مواد غذائية وأصدرها الى الكويت واشحنها بالسفن الشراعية أو بالبواخر، وأخي يتسلمها هناك، أقول ان أخي محمد كان يملك سفينة شراعية والنوخذة محمد المنصور يوما ما قال أخي محمد لمن حوله من الأصدقاء ان عبدالمحسن جيد اذ كلفته بعمل يباشر بتصليحه زين أو شين وهذا نعمة ان أخي يعرف عني كل شيء جيد وطيب.

المهم أكملت الموسم مع هذا ان صار بعض الزعل مع أخي محمد وقررت السفر أخذت ملابسي في شنطة وشاهدت مشاري الحمود - رحمه الله - وكان ينوي السفر الى البصرة فقلت له خذني معك وحاليا ما عندي شيء.

وبالفعل سافرت معه وكان بجيبي روبيتان ومن البصرة الى بغداد بالقطار وسافرت بنفسي ومنها الى كراتشي بواسطة طائرة من مطار الحبانية طائرة عسكرية وكان بالطائرة 3 عسكريين ونزلت الطائرة بالبحر في دبي ونقلنا الشيخ الى البحر امارة دبي كانت مدينة عادية ما فيها شيء، من دبي الى مدينة كراتشي نزلنا في مطار كراتشي العسكري وسألوني تعرف المكان الذي تريد الذهاب له فقلت نعم وركبت معهم في سيارة جيب عسكري وأوصلوني الى بيت أخي محمد وكان مستأجر البيت سنوي.

إنجليز طيبين طوال مسافة السفر محترمين وسكنت كراتشي كان هناك حمود عبدالعزيز الجسار رحمه الله رجل شاعر وفيلسوف وهو تاجر وقلت عن قضيتي وما حصل لي فقال حاضر ولا يهمك وتعرفت على رجل هندي تاجر مسلم والميناء باسمه وله مكانة خاصة عند المسؤولين.

وقال له حمود الجسار نريد شاي وقال له حاضر واشتريت كم صندوق من الشاي وكنت قد استلفت مبلغا من المال وقال الهندي احمله لك وتعطيني فيما بعد سعره فقلت حاضر وهذه أول حركة تجارية بعد عودتي إلى كراتشي ومن تلك الدفعة حصلت على شهرة ونقلت الشاي بواسطة سفينة شراعية «عملية تهريب» والعملية تمت حسب الاتفاق الذي نشتري منه على أساس انه ينقل الشاي بسفينة نقل إلى البحر، المهم وأما عملية الصفقة الثانية فهي نقل الذهب من لا يستطيع أن ينقل الذهب يعطوني إياه وأتفق مع الدلال لنقله من الكويت إلى الهند وبواسطة الدلال وسعر الذهب أيضا لا يودع في البنك فأنقلها إلى الكويت ولا يوجد ورق نقد كانت روبيات حديد ونقلت المبالغ إلى السفينة، ثلاث عمليات نقل للتجار وهي الشاي والذهب والفلوس نجحت في توصيلها إلى أصحابها في كراتشي أو في الكويت فصار التجار يطلبون مني أن أنقل لهم أموالهم أو الذهب وتجار كبار وبالملايين لكي أنقلها وبعد فترة صرت مليونيرا وفي تلك الأثناء التي عملت فيها في كراتشي أخي محمد توقف عن العمل هناك استمررت في العمل وإذا ما حصل لي أي عمل في كراتشي أسافر إلى (قوة) وأتفق معهم ومنها إلى الكويت بواسطة السفن الشراعية تعاملت مع عدد من النواخذة الكويتيين.

الذهب من الكويت إلى الهند وخاصة إذا ارتفع سعر الذهب ولمدة 19 سنة أعمل في كراتشي وكانت مريحة ولا أحد يسأل أين رايح وأين راجع.

زرت بعض المدن مثل كنيوار ومدينة النيبار وكلكوت وأتعامل معهم بالتجارة وحسب العمل والاتفاق مع التجار جميع المدن الهندية مثل دلهي أيضا وبنفسي وكنت ألبس بدلة وأتحدث اللغة الهندية والإنجليزية واللغة العربية.

أقول إن تفكيري بالهندي عندما أعيش بنفسي أحيانا أتحدث مع أهلي بالهندي.

رجعت إلى الكويت بعد 19 سنة وسافرت إلى مدينة الزلفي وتزوجت بعد العودة من كراتشي واستقررت في الكويت وبدأت بالعمل التجاري.

ماكينة الطحين

بعد العودة من كراتشي قرر المنيفي إنشاء مشروع خاص به فكان أن اختار نشاط بسيطا وهو ماكينة طحين وعن ذلك يقول: بعد الاستقرار مع العائلة أسست ماكينة للطحين في المرقاب اشتريتها من الكويت، وعينت موظفا يديرها وهو رجل حضرمي وبعد سنوات ومع وجود الماكينة تعمل التحقت بالعمل.

مكتبة الكويت

عن عمله في مكتبة الكويت وماذا كان وكيف سارت الأمور يقول ضيفنا: التحقت بالعمل في مكتبة الكويت والمسؤول عنها عبدالعزيز المطوع، والعمل الترجمة وصرف العملة، وكانوا يبحثون عمن يتحدث اللغة الانجليزية، واشتغلت بصرف العملة الأجنبية إلى العملة الكويتية وترجمت مجلات وصحفا، وشاهدني خالد المطوع مدير الأيتام وسألني أين تعمل فقلت عند عبدالعزيز المطوع فقال: نحن محتاجون لواحد يفسر فقلت: له ما استطيع أنا متفق، فقال: تعال وأعطيك درجة وترقية، فذهب له وقال له: نحن بحاجة لهذا الرجل، فرد عبدالعزيز المطوع: لا أستطيع أن نفرط فيه وبعد ذلك تمت الموافقة.

خالد المطوع أثر علي كثيرا - والتحقت بإدارة الأيتام برئاسته وتسلمت العمل قسم التركة والحمد لله والشكر لله أديت عملي على أكمل وجه واثبت وجودي بالعمل، واذا تسلمت المعاملة انهيها بأقل من ثلاثة أيام وعندي مجموعة من الموظفين واسلمها للمحاسبة ومن بعد ذلك للمدير ومقر عملي في بناية في ساحة الصفاة، توفي خالد المطوع، رحمه الله، وتسلم الإدارة احمد الربيعان واشتغلت معه وهو رجل طيب وكنت مرتاحا معه بالعمل وبسرعة ينهي المعاملة وبعد وفاته تسلم الإدارة حمود المضيان وكان الباحث القانوني فلسطينيا بالإدارة وبعد ذلك تركت العمل وقدمت استقالتي لرئيس العدل، وبعد اسبوعين لم يبت فيها وقابلته مرة ثانية وقلت ارجو ان تعفيني من العمل ومن يوم غد لن أداوم وانقطعت عن العمل وتقاعدت.

ما بعد التقاعد

وعن نشاطه بعد قرار التقاعد يقول ضيفنا: فتحت لي محلا بعد التقاعد في الصفاة (محل إلكترونيات) في عمارة العوضي في شارع مبارك الكبير في الشرق كانت قبل ذلك مطحنة ثم نجحت فيها، ثم صار الغزو وكان عندي حضرمي (يمني) وأنا لا أعين عندي إلا الحضارم من اليمن وهم من العمال الأمناء والذين يعملون بكل إخلاص ونشاط، ثم هذا الحضرمي عندما حصل الغزو سافر إلى بلاده وكانت بلاده مؤيدة للعراق فصارت هناك عداوة فذهب أغلب اليمنيين من الكويت، فاحترت ماذا أعمل؟ ثم سُرق المحل من أحد العمال المصريين وأنا كنت قد اخترت هذا العامل المصري كمدير ثم جعل مكان اليمني الحضرمي أخاه، وأنا في ذلك الوقت كنت مريضا، فكان يأتي بالسجادة وبيته آنذاك مقابل المحل ويفرشها بالمحل أمامي ثم يصلي، فخالجني الشك في نيته وخفت منه ثم بعد سنتين شاهدت المحل فإذا هو خال ليس به شيء وراتب المدير مع أخيه واحد ثم سألت المدير: لماذا هذا المحال خال وأين البضاعة هل بعتوها؟ وأين فلوسها؟ تبين ان هذا المدير يقوم بشحن البضائع التي باسمي ويبيعها في مصر، ثم وجدت أن الناس يطالبونني فقد قام هذا المدير بمخاطبة الناس وشراء البضائع منهم باسمي وأنا شخص موثوق به أمام الناس، فسألته عن ذلك وأخذ يتملص مني وبعد يومين هرب من المحل.

ثم قام التجار برفع دعاوى ضدي لاسترجاع حقوقهم التي سلبها هذا المدير الخائن للأمانة، فلم أقل شيئا ودفعت لهم ثمن البضاعة التي اشتراها هذا المدير، فدفعت لهم 84 ألف دينار ثمن البضائع، ثم امسكت بأخيه فقال لي: أنا ليس عندي خبر في هذا الموضوع ولا أدري به، فقلت: أخوك أين مكانه في مصر؟ ومنذ الغد وجدت الأخ قد هرب أيضا.

ثم بعد ذلك بعت هذا المحل وحتى أوفي للناس فلوسها بقيمة البضائع التي فيه وسددت ما علي من ديون، (واستمررت في وظيفتي في الأيتام حتى تقاعدت)، ثم بعد التقاعد جلست في الكويت فترة ثم انتقلت إلى الزلفي واشتريت مزرعة وعملت بها وزرعت بها نخلا وأثمرت وبعد ذلك بعتها بسعر مليون ومائة ألف ريال ورجعت إلى الكويت، وأدركني التعب بعد هذه السنين الطويلة وجلست بالكويت.
 
شريفة الخطيب: الوالد أول من امتلك سيارة في الفريج.. وجدة والدتي عاشت 115 سنة وكنت أسمع منها السوالف والقصص عن الجن
السبت 2013/12/21
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 15459
A+

A-




شريفة طاهر ملا جمعة الخطيب قاسم باشا
شريفة الخطيب متحدثة خلال اللقاء الى الزميل منصور الهاجري
خالد الكوت مدير الشركة
جواز سفر شريفة الخطيب
الوالد طاهر جمعة الخطيب بملابس رتبة النقيب
وثيقة سفر قديمة للوالد طاهر ملا جمعة
الوالد طاهر ملا جمعة الخطيب بالملابس العسكرية برتبة ملازم
طارق الكوت خلال رحلة حداق
المحامي عبدالعزيز طاهر الخطيب مع والدته زينب الكوت

    • في الماضي كان هناك ترابط بين الأسر وكل نساء الفريج كن يجتمعن في بيت المرأة الكبيرة
    • جدتي الكبيرة كانت طبيبة شعبية تشرف على ولادة النساء وتعالج بعض الأمراض
    • تركت الدراسة لمدة سنتين لمساعدة والدتي في المنزل لكن الوالد سجلني في التعليم المسائي
    • والدي تعلم في مدرسة أبيه وعمل بتجارة التمر بالبصرة ثم التحق بالشرطة وترقى حتى صار نقيب شرطة
    • المرأة الكويتية صارت وزيرة ونائبة ومدرسة ومهندسة واخترقت جميع المهن بشهادتها وثقافتها وعلمها لكنها لم تحصل على حقوقها كاملة
    • تخرجت مع 12 فتاة في معهد تدريب الفتيات وأنهيت واثنتان دورة تدريبية في القاهرة
    • لا تجوز الاستدانة من أجل السفر أو التسوق «صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ»
    • يجب على الدولة توفير الرعاية السكنية للكويتية غير المتزوجة وزوجة غير الكويتي
  • المرأة الكويتية داخل مجلس الأمة تحاول أن تقدم الشيء الكثير لكن هناك معوقات تصدها عن أدائها
  • لعبت مع بنات العائلة والفريج الخبصة والحيلة والبروي
  • في سنة الهدامة تأثرت البيوت بالمطر الغزير فتم نقل الأسر إلى المدرسة وعطلت الدراسة
  • والدتي كانت تمنعني من الخروج من البيت لأني وحيدة مع أخين
  • أول مدرسة التحقت بها كانت خديجة الابتدائية للبنات
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفتنا هذا الأسبوع السيدة شريفة طاهر ملا جمعة، ولدت في منطقة الشرق - بالمطبة ثم انتقل والدها لآخر الشرق.

التحقت بمدرسة خديجة للبنات الابتدائية وتركت الدراسة لكي تتفرغ لمساعدة والدتها إلا أن والدها رأى ان ترجع للدراسة فالتحقت بمدرسة تدريب الفتيات المسائية ومن ثم انتقلت الى الفترة الصباحية.

أكملت تعليمها، وبعد ذلك حصلت على دورة تعليمية في القاهرة، وعينت في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حتى التقاعد.

فتحت لها محلا لبيع الذهب ولكن الجيش الصدامي الغازي للكويت سرق جميع الموجودات وبعد التحرير أسست لها شركة بمشاركة تاجر هندي ونجحت وأحد أبنائها يشرف على ادارة الشركة ولاتزال تعمل بها.

التحقت بالجمعية الثقافية النسائية عضوة ولاتزال فيها.

تحدثنا عن حياة والدها منذ ان كان يعمل بتجارة التمور ثم التحق بالشرطة وتقاعد برتبة نقيب شرطة، كذلك تحدثنا عن بعض أفراد عائلتها مثل المرحوم أحمد يعقوب المحميد وهو من الشخصيات الكويتية المعروفة، كذلك تحدثنا عن بعض المشاكل الحاصلة في المجتمع الكويتي على سبيل المثال الطلاق المتزايد بين الأزواج.

شريفة ملا جمعة شخصية لها دور في المجتمع الكويتي، نتعرف على ملامح من حياتها وذكرياتها وتجربتها من خلال السطور التالية:

في مستهل حديثها عن الماضي والذكريات تقول ضيفتنا شريفة طاهر ملا جمعة الخطيب:

ولدت في الشرق بمنطقة المطبة ولم أدرك تلك المنطقة لأن الوالد انتقل للسكن في آخر الشرق بالقرب من بيت السبيعي وكان عمري تقريبا 4 سنوات.

لعبت مع بنات الفريج وبنات العائلة وكانت ألعابنا الخبصة والحيلة والبروي، كانت الوالدة تمنعني من الخروج من البيت لأني كنت الوحيدة بين ولدين الكبير أخي عبدالعزيز والثاني أخي جمعة، فكان بنات الفريج يحضرن عندنا في البيت، الفريج الواحد يضم مجموعة من البيوت متقاربة متلاصقة وهذا جعل الترابط بين الأسر والمحبة والود وصلة الرحم، الحياة كانت روعة وجميلة، أتمنى ان تعود تلك الأيام، كما كنا نعرف بعضا من أول بيت الى عاشر بيت.

كان النساء يجتمعن مع بعضهن البعض ضحى كل يوم وخاصة عند المرأة الكبيرة بالفريج، كنا نتغدى عند بنات الفريج ونتعشى عندهم أو عندنا، كذلك الأولاد والرجال أصدقاء مع بعضهم البعض.

شاي الضحى عند الأم الكبيرة بالفريج، النساء يزورن بعضهن، أدركت جدة والدتي حيث عاشت 115 سنة اسمها فاطمة حياة وسمعت سوالفها وقصصها وكانت جامعة لنساء العائلة وبيتهم يضم 15 غرفة وفيه مجموعة الأبناء وزوجاتهم، وأم والدتي أيضا كانت موجودة وتزودني ببعض القصص وعاشت 80 سنة ووالدتي توفيت قبل والدتها.

سمعت من جدتي قصصا عن الجن مثلا كانت تقول انها في يوم من الأيام بعدما طبخت الأكل في القدر وضعت الملاس فوق غطاء القدر شافت الجن يقتربون من قدر الأكل.

كانت الجدة الكبيرة طبيبة شعبية تشرف على ولادة النساء وتعالج بعض الأمراض وأمراض البلاعيم والعيون، كان الكثير من سكان الفريج يتعالجون عندها وأشرفت على ولادة بنات الفريج.

تنتقل ضيفتنا بعد ذلك الى الحديث عن دراستها قائلة:

الدراسة والتعليم

أول مدرسة وبداية تعليمي كان في مدرسة خديجة الابتدائية للبنات والناظرة غير كويتية، واذكر صديقتي نورية السبيعي ونورية الجري، كنت اذهب مع البنات في البداية مشيا وبعد ذلك الوالد صار يوصلنا بسيارته مع بنات الفريج، واذكر ان الوالد أول واحد بالفريج يملك سيارة وأمضيت 4 سنوات في مدرسة خديجة الابتدائية.

سنة الهدامة

واذكر عام 1954 (سنة الهدامة) كان السقف يخر الماء بسبب المطر فتم نقلنا الى مدرسة خديجة وعطلت المدرسة مع مجموعة من العائلات.

في مدرسة خديجة التحقت مع فرقة المرشدات وكنت بفريق النظام، وذلك من سنة ثالثة، وأما المنهج الديني والقرآن الكريم واللغة العربية والرسم والرياضة وكنت متميزة بالتدبير المنزلي مثل الخياطة وجميع أنواع الخياطة وفي المرحلة المتوسطة أضيف اللغة الانجليزية فكنت من الطالبات المتميزات واحصل على درجات عالية جدا، وشاركت بفريق كرة السلة في المدرسة فقط واذكر نورة الرباح وأمل شوربجي ونورية السبيعي، ومعنا طالبات غير كويتيات.

انتقلت الى المدرسة الشرقية المرحلة المتوسطة ولكن لم استمر بالدراسة فيها وسنة واحدة فقط وتركت الدراسة وتفرغت لمساعدة الوالدة في المنزل مع اخواتي الصغار ولمدة سنتين لم التحق بالمدرسة وبعد ذلك الوالد سجلني بالتعليم المسائي في ثانوية تدريب الفتيات وكان موقعها في حولي بالقرب من المعاهد الخاصة وكان بيتنا في منطقة كيفان وكانت المنطقة جديدة والشوارع غير مرصوفة والوالد كان يوصلني الى المدرسة، وبعد فترة خصص لنا باص لتوصيلنا الى مركز تدريب الفتيات.

شاركت بالمسرح داخل المدرسة ومعي احدى قريباتي وذلك بعدما انتقلنا للدوام الصباحي، وذهبت الى القاهرة لمدة 3 شهور دورة تدريبية وكنت حاصلة على دبلوم من تدريب الفتيات والتخصص علم الاجتماع وعينت بالدرجة الرابعة وكان معي نورة الرباح وهي أعز صديقاتي، وأتمنى ان أراها لأن منذ سنوات لم أرها وصبيحة الخطيب.

كنت متزوجة عندما ذهبت الى القاهرة.

كان عددنا 13 فتاة تخرجنا من معهد تدريب الفتيات وثلاث أنهينا الدورة في القاهرة.

وزارة الشؤون

تحدثت بعد ذلك الخطيب عن مرحلة العمل بعد الدراسة حيث تقول، تم تعييني في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل البداية في ادارة الطفولة وبعد ذلك ضعاف العقول وكان المقر بالبدع بجوار مقر الأحداث وبعد ذلك الطفولة قسم مجهولي الوالدين ولمدة سنة وفي ضعاف العقول 4 سنوات ومن ثم نقلت الى المساعدات الاجتماعية في مركز ضاحية عبدالله السالم ودراسة الشيخوخة وكبار السن والمطلقات والأرامل وذوي السجناء والعمل لا يعني الفقراء ولكن الحالات التي ذكرتها - المساعدات من الدولة كبيرة ويستفيد منها كثيرون، وأمضيت في العمل 15 سنة وبعدها تقاعدت.

ما بعد التقاعد

وعن مرحلة ما بعد التقاعد تقول ضيفتنا: بعد التقاعد فكرت في عمل تجاري بدلا من الجلوس في البيت، فقررت ان افتح محلا للمجوهرات يتكون من طابقين فوق لصناعة الحلي والمجوهرات والمحل تحت بالأرضي، والعاملون من الهنود والإيرانيون واستمررت بالعمل ولم يحصل عندي سرقات واستمر المحل حتى الغزو العراقي الغاشم على الكويت، والجيش العراقي وضباطه سرقوا الذهب والمحل وما فيه وهذا سبب خسارة كبيرة صحيح تم تعويضنا ولكن لم استطع ان أرجع مرة ثانية ولكن الحمد لله حاولت جاهدة وبالإصرار ان اعمل شركة مع رجل هندي وفتحت الشركة من مؤسسة صغيرة استيراد وتصدير الى شركة مع شريكي الاستيراد للفواكه ولكن العمل متعب والفواكه تتلف، والمندوب يريد مساعدة ومتابعة وتحولت الى شركة مع الهندي تجارة عامة واتفقت مع الجيش الأميركي وعقد حكومي مع شركة النفط وولدي هو نائب المدير ويشرف على الشركة، أقصد ابني خالد الكوت أصغر أولادي، والشريك له أعمال أخرى بالخارج وهو رجل مشغول مع دول اخرى وشركاء آخرين ولا ازال اعمل بالشركة ايضا ولدي الكبير يشتغل في عمله التجاري، اما نحن سيدات الاعمال فندير عملنا مع اولادنا والبعض مع شركاء والآخرين بنفسهم مع مديرين والاعمال متشعبة.

الجمعية الثقافية النسائية

وعن نشاطها الثقافي، تتحدث الخطيب بالقول: انتسبت الى الجمعية الثقافية النسائية كعضوة فيها وابنة عمي خديجة المحميد رئيسة جمعية رواسي تبحث حقوق الانسان ومن اولوياتها حقوق المرأة، ولقد حضرت آخر مؤتمر للمرأة عقد في الكويت قبل اسبوع، المرأة الكويتية لم تحصل على جميع حقوقها مثلا الرجل الذي يتزوج عربية او غير عربية وتحصل على الجنسية الكويتية وتحصل على جنسية كويتية لاولادها والعكس الكويتية التي تتزوج من غير كويتي اولادها لا يحصلون على الجنسية الكويتية مع ان الدستور حفظ لها حقوقها، ونحن نطالب بهذه الحقوق لكن اذا مات الزوج او طلقت فمن الممكن ان يحصل اولادها على الجنسية.

والبعض يتحايلون على القانون مثلا الزوج يطلق زوجته طلاقا بائنا وحسب القانون والاولاد يحصلون على الجنسية لأنهم من ام كويتية لكن الزوج بعد ذلك يرجع الى زوجته، وهذا تحايل ونصب على القانون.

لماذا نترك المرأة الكويتية تتحايل وهذا الموضوع مهتمة به كثيرا، الحقوق المتساوية يجب ان تطبق، المرأة لم تحصل على حقوقها كاملة، مع العلم صارت وزيرة ونائبة ومدرسة ومهندسة اخترقت جميع المهن بشهادتها وثقافتها وعلمها، لكن مع كل هذا حقوقها ناقصة ايضا لماذا لا تكون قاضية بالمحاكم؟ ايضا لا تحصل على بيت والقرض لا يكفي لها شقة، اقول لا بد ان يتغير القانون، اقول ان النائبات نسوا المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي كذلك اطلب من الاخوة النواب ان يقفوا مع المرأة الكويتية في حقوقها، 30% كويتيات متزوجات من غير كويتي.

كنت عضوة في الجمعية النسائية ونشاطي الثاني هو العمل التجاري وهذا بعد التقاعد، ومن هذا المنطلق اؤيد عمل المرأة بالاعمال الحرة وهذا افضل لها وعندي رأسمال، والعمل الحكومي لا تستطيع الموظفة ان تجمع رأسمال لها.

يقولون ان المرأة الكويتية مبذرة نوعا ما وهذا صحيح، من المفترض ان عضوات الجمعيات يعملن على الحد من هذا التبذير وعقد اجتماعات، نحن الكويتيات مادام عندنا نشتري ونستانس بفلوسنا لكن لا آخذ سلفا ودينا على نفسي حتى اشتري آخر موديل مثل الحذاء والشنطة، بعض السيدات للسفر يقترضن من البنوك، والبعض الآخر لشراء سيارة فخمة موديل جديد، اقول اللي ما عندها لا تقترض للسفر، اما اللي عنده يعمل الذي يراه.. يشتري، يبيع اما السلف والدين فهو غير جائز، الانسان وخاصة المرأة غير مضطرة للسلف للسفر فلانة سافرت انا مثلها اسافر مع اولادي!

لماذا المرأة ترهق نفسها بالدين، وتفكر متى تسدد تلك الديون، «صبري على نفسي ولا صبر الناس علي»، بعض النساء تأخذ قرضا لزوجها ولكن تنقلب الحسبة وتدخل الزوجة السجن والمستقبل غير مضمون، اتمنى للمرأة كل خير وان تحصل على حقوقها.

المتزوجة من غير كويتي

تطالب الخطيب بتطبيق بعض الامور التي تفيد المرأة الكويتية، ومن ذلك تقول: اتمنى كل خير للمرأة الكويتية وان توفر الحكومة سكنا للكويتية المتزوجة من غير كويتي لأنها مواطنة والدولة غنية لن ترهق بتوفير السكن للكويتية، ايضا بعض المواطنات غير متزوجات مثلما تقول عوانس، ايضا بحاجة لرعاية الدولة لهن بتوفير السكن وخاصة بعد وفاة الاب والام والورثة يريدون بيع البيت مثل هذا الموضوع مرهق لغير المتزوجات.

موضوع إنساني

اذا توفى الزوج وعنده اولاد وأمهم تزوجت من رجل آخر هذا الزوج يقول لزوجته لا اريد اولادك يعيشون عندنا، ما رأيك؟ اقول المرأ ة قبل ان تخطو هذه الخطوة للزواج عليها ان تتفق مع الخاطب لها، واذا قبلت عليها ان تفكر باولادها والرجل الذي يريد الزواج من المرأة عليه أن يفكر اين يذهب أولاد المرأة التي يريد الزواج منها سيصبحون عالة على المجتمع وهذا حرام جدا لا نقبل به بضياع الأولاد.

عليها الا تتزوج وتتحمل الحياة والعيش مع اولادها، اذكر ان امرأة توفي زوجها وهي في سن مرحلة الشباب وعندها سبعة اطفال عاشت حياتها مع اولادها وهم حاليا من احسن الشباب متعلمون، موظفون، ولم يتركوا والدتهم، ويعتنون بها.

حياة الوالد

عن والدها وكيف كانت حياتها تقول الخطيب: والدي طاهر ملا جمعة الخطيب ولد بالشرق في بيت العائلة، والدته خديجة المحميد.

والدي متعلم في مدرسة والده ملا جمعة الخطيب، وكان يحب العلم ولذلك نحن الابناء متعلمون مثقفون حاصلون على الشهادات العلمية واخواني: عبدالعزيز - المحامي، وخالد - المحامي، وجمعة - كان يعمل في احد البنوك، واحمد - كان مدير مكتب وزير الصحة.

واما البنات فنحن اربع: شريفة وفريدة وفوزية وشيخة يعملن مدرسات.

والدي حياته العملية كان يعمل بتجارة التمر بالبصرة يبيع ويشتري ويصدر للكويت للتجارة وفي اجازته كتب العمل بائع وشاري، ومعه اخوه الحاج جعفر وعنده محل لبيع الحلوى واعمال حرة بعد سنوات من العمل الوالد ترك عمله والتحق بسلك الشرطة ووصل حتى صار نقيب شرطة ثم تقاعد من العمل، وكان ضابطا في السجن المركزي حتى التقاعد، وكان يشرف على تعليمنا حتى تخرجنا بالمدارس والجامعات وكان والدنا يهتم بتعليمنا ومهتما بالتعليم.

الوالد، رحمه الله، تقاعد 6/1/1971 وصار مريضا وتوفى، رحمه الله، واذكر اصيب بالمرض عندما كنا في سورية ورجعنا الى الكويت وتوفي، رحمه الله، عام 1979، اما جدي ملا جمعة فكان صاحب مدرسة وخطيبا في احد المساجد.

والدي اخوانه الحاج جعفر وعبدالصمد وصفية هؤلاء اخوة اشقاء من أم وأب والدتهم خديجة المحميد، وعبداللطيف وعبدالحميد وحمزة وزهرة اخوان والدي من الاب وامهم من عائلة الصفار، واما الانساب الذين معهم عائلات كريمة كثيرة فعائلة ملا جمعة الخطيب، عائلة ملا عابدين الشاعر، عائلة الكوت وعائلة الصراف، وعائلة العيدان.

هذه العائلات الكريمة جدهم الكبير باقر ولده احمد وهو خطيب منابر.

المرأة الكويتية النائبة

تتحدث الخطيب عن وصول المرأة الى مجلس الامة ونشاطها النيابي حيث تقول: النائبة الكويتية داخل مجلس الامة تحاول ان تقدم الشيء الكثير لان هناك من يصدها عن ادائها بودنا ان تعمل شيء للمواطنين والوطن حاليا المرأة الكويتية تختلف عن المرأة قديما، التعليم والثقافة وحصولها على مراكز متقدمة في الدولة، قديما المرأة ربة بيت وتربية الاولاد قديما لم يكن في الكويت الطلاق منتشرا، وان وقع بحدود ضيقة جدا، وحاليا عدم التفاهم بين الزوجين ولأتفه الاسباب تطلب الطلاق، قديما المرأة لا تجرؤ ان تطلب الطلاق.

البنات حاليا ما يتحملن وكما عاشت في بيت والديها تريد نفس الحياة مع العلم ان الزوج يختلف وحياته غير، فعلى الزوجة ان تتطبع مع زوجها.

المشاكل تظهر وعلى الطرفين التحمل، بعض الأزواج يختلفون على الراتب، ايضا على الزوج ان يتحمل الزوجة.

عليها ان تتفق مع الخاطب لها، واذا قبلت عليها ان تفكر باولادها والرجل الذي يريد الزواج من المرأة عليه أن يفكر اين يذهب أولاد المرأة التي يريد الزواج منها سيصبحون عالة على المجتمع وهذا حرام جدا لا نقبل به بضياع الأولاد.

عليها الا تتزوج وتتحمل الحياة والعيش مع اولادها، اذكر ان امرأة توفي زوجها وهي في سن مرحلة الشباب وعندها سبعة اطفال عاشت حياتها مع اولادها وهم حاليا من احسن الشباب متعلمون، موظفون، ولم يتركوا والدتهم، ويعتنون بها.

حياة الوالد

عن والدها وكيف كانت حياتها تقول الخطيب: والدي طاهر ملا جمعة الخطيب ولد بالشرق في بيت العائلة، والدته خديجة المحميد.

والدي متعلم في مدرسة والده ملا جمعة الخطيب، وكان يحب العلم ولذلك نحن الابناء متعلمون مثقفون حاصلون على الشهادات العلمية واخواني: عبدالعزيز - المحامي، وخالد - المحامي، وجمعة - كان يعمل في احد البنوك، واحمد - كان مدير مكتب وزير الصحة.

واما البنات فنحن اربع: شريفة وفريدة وفوزية وشيخة يعملن مدرسات.

والدي حياته العملية كان يعمل بتجارة التمر بالبصرة يبيع ويشتري ويصدر للكويت للتجارة وفي اجازته كتب العمل بائع وشاري، ومعه اخوه الحاج جعفر وعنده محل لبيع الحلوى واعمال حرة بعد سنوات من العمل الوالد ترك عمله والتحق بسلك الشرطة ووصل حتى صار نقيب شرطة ثم تقاعد من العمل، وكان ضابطا في السجن المركزي حتى التقاعد، وكان يشرف على تعليمنا حتى تخرجنا بالمدارس والجامعات وكان والدنا يهتم بتعليمنا ومهتما بالتعليم.

الوالد، رحمه الله، تقاعد 6/1/1971 وصار مريضا وتوفى، رحمه الله، واذكر اصيب بالمرض عندما كنا في سورية ورجعنا الى الكويت وتوفي، رحمه الله، عام 1979، اما جدي ملا جمعة فكان صاحب مدرسة وخطيبا في احد المساجد.

والدي اخوانه الحاج جعفر وعبدالصمد وصفية هؤلاء اخوة اشقاء من أم وأب والدتهم خديجة المحميد، وعبداللطيف وعبدالحميد وحمزة وزهرة اخوان والدي من الاب وامهم من عائلة الصفار، واما الانساب الذين معهم عائلات كريمة كثيرة فعائلة ملا جمعة الخطيب، عائلة ملا عابدين الشاعر، عائلة الكوت وعائلة الصراف، وعائلة العيدان.

هذه العائلات الكريمة جدهم الكبير باقر ولده احمد وهو خطيب منابر.

المرأة الكويتية النائبة

تتحدث الخطيب عن وصول المرأة الى مجلس الامة ونشاطها النيابي حيث تقول: النائبة الكويتية داخل مجلس الامة تحاول ان تقدم الشيء الكثير لان هناك من يصدها عن ادائها بودنا ان تعمل شيء للمواطنين والوطن حاليا المرأة الكويتية تختلف عن المرأة قديما، التعليم والثقافة وحصولها على مراكز متقدمة في الدولة، قديما المرأة ربة بيت وتربية الاولاد قديما لم يكن في الكويت الطلاق منتشرا، وان وقع بحدود ضيقة جدا، وحاليا عدم التفاهم بين الزوجين ولأتفه الاسباب تطلب الطلاق، قديما المرأة لا تجرؤ ان تطلب الطلاق.

البنات حاليا ما يتحملن وكما عاشت في بيت والديها تريد نفس الحياة مع العلم ان الزوج يختلف وحياته غير، فعلى الزوجة ان تتطبع مع زوجها.

المشاكل تظهر وعلى الطرفين التحمل، بعض الأزواج يختلفون على الراتب، ايضا على الزوج ان يتحمل الزوجة.



النساء قديما كل واحدة تتحمل المشاكل وتصبر على الحلوة والمرة وكان المرة أشد من الحلوة ومع ذلك تتحمل أعباء البيت والأولاد.

الحل للطلاق أن الاثنين المقبلين على الزواج البنت والولد أن يتفاهما على كل ما يهمهم في الحياة الزوجية وهي فترة الخطبة لكي لا يقع حرج بينهما فترة الزواج ويبدأ الخلاف أن يتفاهم الطرفان على جميع الأمور الزوجية من بيت وراتب وحياة سليمة وحلوة، على أن يتحمل الطرفان أعباء الحياة وبعد ذلك تربية الأطفال بهذا التفاهم لا يقع الطلاق أو على الأقل تقل النسبة إلى النصف من الحالي نحن في الجمعية نحاول نعقد الاجتماعات للزوجان، لكن ما يسمعون أيضا بعض الكبار يشجعون الفتاة أو الزوج على الطلاق.

على الآباء والأمهات أن يجمعوا الطرفين ويدرسون المشكلة أو أن الجمعيات النسائية تكون لجانا لحل هذه المشاكل، وقد كونا بعض اللجان لكن الأطراف «الزوجان» لا يحضرون، بعضهم يقول هذه خصوصياتنا ما لكم شغل فينا، بعض المشاكل في الجمعية النسائية تم حلها مع الزوجين والأزواج أما الزوجة الكويتية المتزوجة من غير كويتي مشاكلها تعيش معها طوال حياتها أولادها يكبرون من الطفولة إلى التخرج وهم غير مستقرين ونفسيتهم متغيرة، وخاصة مع أولاد وبنات خالاتهم، مادامت أمهاتهم كويتيات يعطون الأولاد الجنسية، والزواج نصيب الله كاتب لها الزواج، ولماذا لا يعدل القانون لصالح الكويتية، الكلمة للجميع أن الأبناء أن يكملوا تعليمهم والحصول على أعلى الشهادات أهم من كل شيء مشكلة الطلاق شاملة للمتعلمين أو غيرهم، لكن التفاهم قبل الزواج على كل أمور الحياة هو الضمان للاستقرار، والشهادة للعمل أقول ابتعدوا عن الطلاق، الكويتية حاملة كل هموم البيت والأولاد، والناحية المادية عليها مع التعاون مع الزوج، بعض الرجال والقليل منهم مشغولون مع الديوانية.

الجمعية الثقافية النسائية

تعطي الخطيب نبذة عن الجمعية الثقافية النسائية تقول فيها: تأسست عام فبراير 1993 أسستها مجموعة من الخريجات الكويتيات ومن ابرز المؤسسات لولوة القطامي وهي أول رئيسة للجمعية ومن أهدافها رفع مستوى المرأة في كل الميادين وتجرى انتخابات كل سنتين لاختيار مجلس إدارة يتكون من سبع عضوات ومجلس الإدارة يباشر اختصاصاته من خلال الاجتماعات وحاليا يتكون مجلس إدارة الجمعية من لولوة الملا وسهام الفليج وموضي الصقير أمينة الصندوق وفاطمة عياد وفايزة العوضي وغادة الغانم وشمايل الشارخ عضوان.





المرحوم أحمد يعقوب المحميد

تتحدث ضيفتنا عن المرجع التاريخي المرحوم أحمد المحميد ودوره قائلة: ولد في الكويت بمنطقة القبلة في بيت جده عبدالله المحميد وهو يعتبر مرجعا تاريخيا لتاريخ الكويت، وكان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر يستعين به عن بعض المواقع التاريخية، وهو عضو في لجنة الجنسية بداية إصدارها وكان يعرف على بعض المواطنين ذوي الاستحقاق للجنسية، وكان عضوا في المجلس البلدي، وهو عمي أخو والدي من الأم، ومن ذريته فاطمة المحميد وهي متزوجة من عبدالهادي المحميد السفير سابقا، وابنتهم د.خديجة المحميد زوجة السيد عبدالوهاب الوزان وقد تم تعيينها مؤخرا سفيرة للنوايا الحسنة.
 
خزعل القفاص: تعلمت صناعة الفخار من جدتي وصقلت موهبتي بالدراسة في مصر وأميركا.. وبعضهم كان يقول عني «هذا الذي يصنع الأصنام»
السبت 2013/12/7
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 16703
A+

A-





الفنان التشكيلي خزعل القفاص محمد خلوصي
لوحة فنية من رسم خزعل القفاص
خزعل القفاص متحدثا للزميل منصور الهاجري
لوحة من اعمال الفنان خزعل القفاص
المرحوم عوض القفاص يصنع سريرا من جريد النخل
جاسم بوحمد وعيسى صقر ويوسف احمد وخزعل القفاص
لوحة فنية عمارية وفقع
المرحوم الشيخ عبدالله الجابر وسمو الشيخ ناصر المحمد في المعرض السنوي للفنان خزعل القفاص عام 1983
خزعل القفاص ووكيل الاعلام السابق سعدون الجاسم وحرمه
القفاص مع بعض الاصدقاء


  • بدأت هواية الرسم هندي في مدرسة الصديق والفنان أيوب حسين اختاني لمساعدته في عمل ديكور مسرحها
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «النجاح» عام 1950 وخلفها مقبرة تحولت فيما بعد إلى ملعب لكرة القدم
  • الإبداع في الفن أن تأتي بأعمال لم يسبقك إليها أحد وكثير من الرسامين والنحاتين لا ينطبق عليهم ذلك
  • بعد عودتي من بعثة القاهرة حصلت على الثانوية العامة وسافرت إلى أميركا لدراسة الفنون
  • اسم عائلتنا يعود إلى مهنة جدي فكان يستخدم جريد النخيل في صناعة الأقفاص وأسرة الطفال في بيت مستأجر من عائلة الحقان
  • بدايتي مع الفن التشكيلي كانت مطلع الخمسينيات بعد نزول أمطار غزيرة وتكون خباري من الماء في الفرجان
  • عندما لاحظت جدتي اهتمامي بالطين واستخدامه في اللعب أعطتني زبيل لجمعه وصنعت تنوراً أحرقت فيه تماثيلي
  • جدتي أصلها من البصرة وكانت تستخدم سعف النخيل في صناعة الزبلان والحصير والمهفات
  • ذهبت إلى القاهرة في بعثة دراسية لدراسة النحت في كلية الفنون الجميلة
  • الوالد حاول إثنائي عن صناعة التماثيل من خلال موقف مع الفنانة عودة المهنا لكني أرى أنه فن راق
  • حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة من سان فرانسيسكو
  • تركت الدراسة وعملت في «الداخلية» براتب 45 ديناراً وهناك تعرفت على الفنان سامي محمد
  • وجدت نفسي في المرسم الحر وأول من التقيته هناك كان الفنان خليفة القطان
  • حصلت على التفرغ من «الداخلية» ورفضت الترقية للعمل في المرسم الحر وكنت أقضي فيه من الصباح حتى المساء
  • خليفة القطان ترأس «الفنون التشكيلية» دورتين وعندما طلبنا منه الاستمرار قال «نترك المكان للشباب»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
فنان من طراز فريد شاهد على زمن جميل، تراكمت لديه الخبرات والمعارف وشق طريقه في الفن التشكيلي بدءا من الكويت ومرورا بمصر ووصولا إلى اميركا. إنه الفنان خزعل القفاص.

يحكي لنا من خلال هذا اللقاء عن مشواره وذكرياته وما مر به من مواقف بدءا من نشأته في المطبة ومشواره في التعليم وكيف كانت المرحلة الأولى منه صعبة ظروفها بسبب التنقل المستمر للأسرة. يكلمنا عن بداية اهتمامه بتشكيل الطين وكيف تأثر بجدته وكيف صقل موهبته عبر الدراسة والاحتكاك بالفنانين المبدعين.

بعد مشوار قصير في التعليم تحول إلى العمل في قسم التحقيقات بالداخلية براتب بسيط 45 دينارا.

يتحدث عن سفره في بعثة إلى القاهرة لدراسة الفنون ونشاطه في المرسم الحر، وكذلك حصوله على الثانوية العامة بعد عودته من مصر ثم سفره لدراسة الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، يتطرق إلى أحوال الفن التشكيلي في الكويت وجمعية الفنون التشكيلية الكويتية ونشاطاتها.

كل هذا وغيره من الموضوعات يلقي عليه الضوء ضيفنا الفنان خزعل القفاص في السطور التالية:
يبدأ الفنان التشكيلي خزعل عوض القفاص حديثه عن ذكرياته من الماضي بالحديث عن مولده وبداياته، حيث يقول: ولدت في الشرق بمنطقة المطبة، وقد بدأ حب مهنة الفن لدي منذ الصغر ولهذا السبب وقد كتبت عن ذلك قصة وذلك بمساعدة جدتي وبداية الخمسينيات وفي إحدى السنوات نزلت أمطار غزيرة على دولة الكويت، وكنت صغير السن وقد تكونت خبازي من الماء في الفرجان، وكنت مع الأولاد أنزل في الماء، كانت البيوت مبنية من الطين وأثناء نزول الأمطار يتساقط الطين من الجدران وينجرف مع السيل إلى مكان تجمع الأمطار.

عندما كنت أنزل للماء يلصق بقدمي طين، المنازل من الجدران فكنت آخذه إلى البيت ألعب به وأعمل منه ألعابا، جدتي لاحظت ذلك وسألتني عن مصدر الطين، أعطتني زبيل صغير وقالت: إملأ هذا الزبيل بالطين، فذهبت الى المكان وجمعت كمية ورجعت للبيت واعطيت الطين لجدتي، وأحضرت «خيشة» ووضعت عليها الطين، وطلبت مني أن أذهب مرة ثانية لجمع الطين، مرتين ثلاث.. مرات وكذلك أوصت إخواني وأعطت كل واحد ماعونا واحضروا الطين، جدتي غطت كمية الطين بالخيشة وكل يوم ترش الماء على الطين ولمدة أسبوعين وفي تلك الفترة كنت آخذ الطين وأصنع منه ألعابا على شكل أطفال وأجمعها وتركتها «تماثيل وطيور».

في يوم من الأيام شاهدت جدتي تخلط الطين بيديها ورجليها في تلك الأثناء دخلت إحدى الجارات وسألت جدتي ماذا تعملين فقالت أريد أن أصنع تنورا من هذا الطين، الجارة قالت لجدتي: اصنعي لي تنورا.

فقالت جدتي للجارة احضري شعر اغنام وبعد يومين الجارة حضرت معها شعر الغنم وأخذته جدتي وخلطته مع الطين على أساس تماسك الطين، جدتي باشرت العمل والبداية أخذت كمية من الطين وعملت على شكل حبال طويلة ولفت كل جزء وعملت دائرتين منفصلتين على أساس القاعدة للتنور وكل يوم تزيد متى انتهى العمل من التنورين.

كنت أشاهد جدتي كيف تصنع التنور، وساعدتها بحفر حفرة ونزلنا التنور في الأرض وأعطت جارتها التنور الثاني.

في اليوم التالي جدتي بدأت بإشعال النار داخل التنور وأحضرت العجين بالمعجانة والنار تشعل سخن التنور وبدأت الجدة بالخبز وأول خبزة أكلناها نحن الأطفال، وانتهى الخبز وجدتي غطت التنور بالغطاء، لكن نادتني وقالت «يا خزعل احضر لي التماثيل التي صنعتها» واخذتها ووضعتها داخل التنور وثاني يوم صباحا أخرجتهم وأعطتني إياها التماثيل صارت فخارا، ومن هذا انتبهت لعمل الفخار والحرارة داخل التنور.

وكانت البداية بالنسبة لعمل الفخار، فعندما ذهبت إلى المدرسة تذكرت ماذا فعلت جدتي بالتماثيل الصغيرة وشاهدت الأفران أيضا جدتي كانت تسف ورق النخيل وتصنع منه الزبلان والحصير والمهفة والبيت فيه كمية من سعف النخيل، جدتي أصلها من سكان البصرة.

منطقة المطبة

بعد ذلك يتحدث القفاص عن اسم العائلة وأيام المطبة حيث يقول: بعد هذه القصة التي كانت بدايتي في النحت وصنع التماثيل من جدتي - رحمها الله.

كنا يومئذ نسكن في المطبة قرب المسجد واذكر شاوي الغنم أبورجا في المطبة، ويوجد دكاكين في البراحة ومدرسة النجاح وكان بيت العائلة الحقان.

جدي استأجر ذلك البيت ومعه أولاده وكانوا يستخدمون جريد النخل لصناعة الأقفاص وأسرة الأطفال واسم العائلة جاء من عمل جدي فصار اسم العائلة القفاص من المهنة التي زاولها جدي ووالدي وأعمامي.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره الدراسي ومساره في ميدان التعليم يقول القفاص: أول مدرسة كانت النجاح وخلفها يوجد المقبرة التي تحولت فيما بعد لملعب كرة قدم، والمدرسة الجديدة التحقت بها عام 1950م.

كان خليفة القطان وأيوب حسين مدرسين للتربية الفنية، أولى ابتدائي بداية دراستي في النجاح لم تكن أموري سهلة في الدراسة وبعد وفاة جدتي ، الوالد بدأ ينتقل من بيت لآخر وهذا له أثر كبير وعدم استقرار في تعليمي.

المدارس التي تعلمت فيها أولا النجاح والصباح وخالد بن الوليد والصديق والمرقاب والروضة وصلاح الدين وفلسطين، والسبب ان الوالد ينتقل من بيت لآخر وفي منتصف العام الدراسي وهذا له تأثير في الدراسة وعدم الاستقرار سنتين في النجاح وكنت صغير العمر، ومن بعد ذلك مدرسة الصباح سنة ثالثة ورابعة أكملت الابتدائي وانتقلت الى الصديق المتوسطة، وشاركت في الفريق الخاص في الصباح.

بداية هواية الرسم

بدأت هواية الرسم عندي في مدرسة الصديق وكان الأستاذ أيوب حسين يدرسنا الرسم، وكان في الصديق تقام مسرحيات وأيوب حسين كان يقوم بعمل الديكور، واختارني لمساعدته في مناولة الأدوات والأخشاب وذلك بعد الدوام المدرسي وامضي معه وقت العمل، وعندما ارجع الى البيت أكون خائف، فمن مدرسة الصديق الى المطبة المسافة بعيدة ولكن أكملت معه عمل الديكور، وكان عملي اصبغ اللوحات والأقمشة بالألوان ، من هنا بدأت ارسم على الأوراق وفي يوم من الأيام ذهبت مع الوالد الى سوق المقاصيص والوالد اشترى لي أوراقا ومكتبا.

وباشرت الرسم في البيت على الأوراق التي اشتراها الوالد وكنت ارسم فواكه وطيور وسفن من البيئة، واستمريت بالرسم حتى صار لي بصمة في الرسم وكنت في الصف الثالث المتوسط ومن المدرسين في «الصديق» الأستاذ عبدالغني أبوكاتو وقد اهتم بعملي وهو إنسان فنان حرفي كبير.

وفي عام 1958 كان أول معرض للفن التشكيلي وذلك أثناء انعقاد مؤتمر الأدباء في ذلك العام ولكن لم أشارك ولكن شاركت في معرض الربيع الثالث في المباركية بتماثيل خزف لأني تركت الرسم لفترة واتجهت للخزف والمشاركة 4 تماثيل وكنت يومئذ طالبا في مدرسة فلسطين وبتوجيه من مدرس التربية الفنية الأستاذ أحمد دوّامة وهو الذي شجعني وهو فنان رسام وخزاف وأعطاني مفتاح المرسم في أي وقت اذهب الى المرسم واشتغل وكل الأدوات والخامات موجودة.

بدأ إنتاجي يبرز وأنا في مدرسة فلسطين وشاركت في معرض الربيع الثالث وكان يشجعني ويقول انت عندك موهبة ورغبة في الفن.

الرسم فيه ميزة انك تندمج فيه وإبداع لعمل لم يسبقك أحد عليه.

الفنان يعمل شيء لم يسبقه عليه أحد هذا نسميه الإبداع عندنا مجموعة من الفنانين والفنانات، أو هم يسمون أنفسهم بهذا الاسم ولكن هم رسامون أو نحاتون، الميزة ان تكون فنان رسام، ونحات تأتي بأعمال لم يسبقك إليها أحد. بالنسبة لي عملت الكثير وأبدعت بالعمل في أعمال جديدة.

كنت بالصف الثالث متوسط في «فلسطين» وتركت الدراسة طبعا هذا بعد مشاركتي بالمعارض حصلت على الشهادة المتوسطة وتركت الدراسة، واحمد دوامة هو الذي وضعني على طريق الفن الصحيح بعدما اكتشف قدراتي وهواياتي ورغبتي فأدخلني المعرض بأعمال خزفية عملتها في المدرسة وقال لي الأستاذ أحمد دوامة «لماذا لا تكمل دراسة الفن» فقلت له «أولا أكمل دراستي ولعدم استقرار السكن له أثر في اكمال تعليمي» أخيرا تركت الدراسة ولم أرغب بالتعليم ، الوالد وجه لي النصيحة لإكمال تعليمي ولكني مع ذلك تركت الدراسة.

العمل في «الداخلية»

بعد أن ترك الدراسة توجه القفاص للعمل وكان ذلك بوزارة الداخلية، وعن ذلك يقول: التحقت بوزارة الداخلية موظفا بسيطا براتب شهري 45 دينارا بتحقيقات الشخصية كان يعمل معي الفنان سامي محمد والموظفون هم: الذين عرفوني عليه قالوا «انت ترسم ومعنا واحد أيضا يرسم» فتعرفت عليه وهو الذي أوصلني للمرسم الحر، في يوم من الأيام قال لي سامي محمد «اليوم نذهب إلى المرسم الحر» وبالفعل الساعة الخامسة يفتح دخلنا المرسم وأول من التقيت به هو الفنان خليفة القطان أول مسؤول للمرسم الحر، وبنفس الوقت كان عيسى صقر مسافرا إلى القاهرة في بعثة دراسية، واستمررت في العمل في التحقيقات مع سامي محمد ومعه في المرسم الحر يوميا نذهب إلى هناك، شفت نفسي في المكان الذي أتمنى أن أكون فيه لأن البيت ما عندي مكان مخصص للرسم والعمل، ارتحت للمكان، الحقيقة ان خليفة القطان رحب فينا نحن الاثنين واندمجت مع العمل في المرسم الحر وسامي محمد يوميا معي بالعمل.

التقيت مع فنانين وتعرفت عليهم فنانون وفنانات وكان المرسم الحر مقره مدرسة فنية سابقا المتحف العلمي حاليا.

كان الأخ سامي محمد بداية التحاقه بالمرسم الحر، فاشتغلنا مع بعضنا البعض وكانت البداية حلوة وموفقة مع استمراري في العمل بالداخلية قسم التحقيقات الشخصية سامي محمد يحب الرسم والفخار والترجيح والنحت خليفة القطان ما قصر معنا باشرنا وأعطانا فرصة لمشاهدة المرسم وداخله غرفتان للخزف في كل غرفة أفران للخزف وكانت كبيرة ويوجد مدرس مصري اسمه حسن وفي اليوم الثاني باشرنا العمل في المرسم الحر وكان سامي يسكن في كيفان وكنت أسكن في الدعية والرسم في البيت والخزف في المرسم الحر، ولمدة سنتين وبدأت أشارك في المعارض، وأول عمل هو صناعة أشكال لأشخاص نفرغ التمثال وندخله الفرن، وقلنا لخليفة القطان ساعات العمل من الخامسة إلى التاسعة غير كافية ونريد زيادة الوقت حتى الثانية عشرة واحيانا اذهب الى البيت مشيا.

المسؤولون قدروا عملنا واخلاصنا وقال احدهم بعد سنتين لماذا لا تطلبون تفرغا، سبقنا خليفة القطان وعيسى صقر وحصلوا على التفرغ فتقدمت مع سامي محمد واعمل بالداخلية فقدمنا طلبا إلى وزارة التربية وتمت المراسلة مع وزارة الداخلية.

بعد فترة استدعاني منصور الإبراهيم مدير الإدارة ومعي سامي محمد وقال وكيل وزارة الداخلية عبداللطيف الثويني طلبكم للمقابلة فتوجهنا إلى وزارة الداخلية وقابلنا وكيل الوزارة، قال: «وصلنا طلب من وزارة التربية بأنكم طالبين التفرغ، لكن أقترح عليكم أن أمنحكم ترقية وتصيرون ضباطا» فقلت له «نحن اصحاب هواية وعملنا بالفن» فقال: «علي كيفكم كما ترون» وحصلنا على التفرغ.

التفرغ للفن

بعد ذلك تفرغ القفاص للفن وترك عمله بالداخلية، وعن ذلك يقول: حصلت على التفرغ للعمل في المرسم الحر وكنت مع سامي محمد الدفعة الثانية للتفرغ للفن في المرسم الحر، واشتريت سيارة، وصباح كل يوم أدخل المرسم وأبقى في العمل حتى المساء الغداء والعشاء في داخل المرسم الحر، ويحضر بعض الفنانين والعمل تغير وتم توفير جميع الخامات التي كنا نحتاج لها.

للرسم والنحت وأنتجت عملا وعندنا مكتب بدأت أقرأ في كتب الفن العالمي وأشاهد صورا قديمة في الكتب فكسبت أعمالا أخرى أقول لكل فن عصره، وفننا يختلف عن الفنانين العالميين الذين سبقونا بسنوات عدة، مفهوم التماثيل عند الكويتيين بذلك الوقت كان مكروها ما يحبذونه وبعض الجماعة كانوا يقولون هذا الذي يصنع الأصنام، الوالدة رحمها الله كانت تقول: يا ولدي هذا اللي تصنعه الله راح يطلب منك تحط له روح، الوالد نصحني، لكن عن طريق غير مباشر، كان يعمل في جاخور في براحة بن بحر جدي يعمل بالداخل والوالد عند المدخل يقول: كنت أشتغل وإذا بالفنانة عودة المهنا وعواد سالم يقفون ويسلمون علي.

وقالت عودة «يا حجي نريد منك شغلة تسويها لنا» فقال الوالد: آمروا، فقالنا: «نريد أن تصنع لنا الفريسة» وهي عبارة عن فرس من الجريد وعليه قطع من القماش، فقال الوالد لها «استأذن من والدي» ولما بلغ والده رفض بشدة أن يصنع فرسا من جريد النخل، ورجع الوالد للفنانة عودة المهنا وقال لها «الوالد غير موافق وهذا الوالد يعتبره صنما» بهذا الكلام وجهه لي الوالد عسى أن امتنع عن صناعة التماثيل، صحيح واجهت أشياء كثيرة لكن بمفهومي أن هذا فن راق.

الذي أعمله أشياء فنية وراض عنها ومقبولة من الكثير من الناس، وليس فيها شيء في الدين أو خطأ على الغير، لكنني أعمل في الفن وأواصل حتى الموت لأنه عمل فني.

المهم أن الجماعة شافوا عملنا وان انتاجنا كثير وعرض عليَّ أحد المسؤولين في التربية أن أرسل في بعثة دراسية.

اقتنعت بالبعثة الدراسية وباشرت اتصالاتي وعملي مع المسؤولين.

عن ذهابه الى بعثة دراسية لدراسة الفن، يقول ضيفنا:

البعثة الدراسية

حصلت على بعثة دراسية مع الأخ سامي محمد، وقد سبقنا الفنان عيسى صفر الى القاهرة للدراسة وكان وزير التربية المرحوم خالد المسعود الفهيد، وذلك عام 1964، المهم سافرت الى القاهرة.

والتحقت بكلية الفنون الجميلة وموقعها بالزمالك بالنسبة لي خطوة كبيرة والتحقت بقسم النحت.

قبل ان نسافر الى القاهرة حضر عندنا مدرس اسمه السروجي للمرسم الحر وهو نحات وهو الذي غير اتجاهنا من خزافين الى نحاتين.

الخزف فيه الاعمال تحرق داخل الفرن اما النحت فصب قوالب، وهو الذي شجعنا على العمل.

الخزف بسرعة ينكسر وعملنا مجموعة.

وصلت الى القاهرة وبدأت الدراسة عند أستاذ السروجي واسمه «جمال السجيني» واستفدت كثيرا منه لمدة أربع سنوات مع سامي وعبدالعزيز الحشاش.

حضرت معرض المدرس الذي يدرسنا، انتهت الأربع سنوات واشتغلت في الحجر والخشب.

عندما كنت في القاهرة التحقت بالثانوية وحصلت على شهادة ثانية ثانوي ورجعت الى الكويت وأكملت دراسة الثانوية وحصلت على شهادة رابعة ثانوية (الثانوية العامة) وبعد حصولي على الشهادة قابلت الاستاذ سعدون الجاسم وكيل وزارة الإعلام.

وقال اي كلية تريد سنرسلك اليها فقلت أرغب بدراسة الفنون في أميركا، وسافرت الى سان فرانسيسكو في أحسن الكليات للفنون.

وفي تلك المدينة توجد ست كليات للفنون ونحن في الكويت لا توجد عندنا كلية واحدة هناك التحقت بثلاث كليات من الست، الأولى «أكاديمي ووف آرت» ولمدة سنة، وغيرت لاني زرت أول كلية فنون في سان فرانسيسكو فأعجبت بها وانتقلت وصرت عند مدرس ممتاز جدا وكانت نقلة كبيرة وحدث تحول كبير في دراستي والمدرس جيد جدا وعلمني أسلوبا جديدا واشتغلت فيها وهي قطع من الخشب أعملها وركبتها على بعض فيخرج عندي شكل فاستهوتني العملية وكنت أحصل على درجات عالمية.

أنهيت الدراسة في ثلاث سنوات ونصف السنة وحصلت على بكالوريوس فنون جميلة، وكنت من الأوائل الذين يحصلون على البكالوريوس ورجعت الى المرسم الحر، وذلك بالسبعينيات.

بدأت الأعمال الجديدة والإبداع في العمل والمجلس الوطني موقعه جيد جدا، وكل شيء متوافر من خامات بجميع أشكالها.

سعدون الجاسم وكيل الإعلام وعبدالرحمن الحوطي كانا من المشجعين للعمل ويحضرا عندنا في المساء ويلبيان طلباتنا وجميع الخامات موجودة. هكذا سافرت في بعثتين للقاهرة وأميركا (سان فرانسيسكو).

المعارض

يحدثنا الفنان خزعل القفاص عن نتاج عمله ومعارضه فيقول:

عندما كنت أدرس في القاهرة شاركت في معارض بلوحات ونحت وخزف وكذلك شاركت في معارض في الهند وبنغلاديش وأماكن كثيرة بواسطة المجلس الوطني، وكذلك في معارض بإيطاليا.

العمل كله بالطين والجبس والرخام، لكن تريد العمل في البرونز والعمل صعب ووقت طويل، فقلت لازم أن أدرس هذه المادة وقابلت سعدون الجاسم وكيل الاعلام وشرحت له العمل بالبرونز وأهميته فقال «روحوا تعلموا» وكان معي عيسى صقر.

المهم أرسلنا الى أميركا في ولاية نيوجيرسي وسافرنا ولمدة سنتين في معهد جونسون وقد سبقنا سامي محمد الى المعهد لتعليم صب البرونز والربر والشمع، وتعلمته خطوة خطوة والمدرسون أميركان وأنتجت إنتاجا كبيرا وشاركت في معارض كانت تقام هناك، وأثناء العودة احضرت جميع أعمالي الى الكويت، كانت عملية صعبة ومتعبة.

اعتبر نفسي صاحب خبرة نادرة، أعرف كيف أعمل.

باشرت العمل بعد العودة بالبرونز والميزة فيه عن بقية المواد البرونز تستطيع ان تنتج منه عدة نسخ.

وفي فترة جمعنا تماثيل كثيرة لمجموعة من الفنانين وقابلت سعدون الجاسم لعمل مسبك سعدون الجاسم وكيل الإعلام قال سافر الى بغداد مع عيسى صقر، وهناك عندهم مسبك كبير حكومي، سافرنا الى هناك وشاهدنا المسبك وأخذنا معنا التماثيل في صناديق وهناك قال المسؤول: «ما عندنا وقت للعمل» ـ تعرفت على رجل عراقي اسمه طارق وحضر عندنا في الفندق، وقال: «كم عدد التماثيل التي عندكم؟»، فقلت: «تقريبا 20 قطعة»، فقال أنا أصبهم لكم، واتفقت معه على 12 ألف دينار عراقي، وأذكر بذلك الوقت سفير الكويت في بغداد المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي، وتحدثت مع وكيل الإعلام وأبلغته عن السعر فتمت الموافقة ورجعنا الى الكويت بعد إتمام العمل، قلت للوكيل نريد مسبكا وأحضروا لنا العدة.

وعملنا مسبكا فيه فرنان.



جمعية الفنون التشكيلية

يتحدث القفاص عن جمعية الفنون التشكيلية ودوره فيها قائلا: بالنسبة للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية كنت احد المؤسسين مع خليفة القطان وأيوب حسين وسامي محمد وعيسى صقر وحمدان حسين وعبدالحميد اسماعيل واحمد الصايغ وعبدالعزيز الحشاش وعبدالله سالم وآخرين.

وكنت أول أمين سر وعضو مجلس إدارة.

الأولون راحوا والجمعية مرت بمراحل.

والعيب ان اي واحد يصير رئيسا ما يترك الجمعية ويتمسك بالكرسي.

لكن المرحوم خليفة القطان ظل دورتين انتخبناه وقلنا له الدورة الثالثة، فاعتذر وقال نترك المكان للشباب، خليفة القطان فنان توصل الى «السيركلزم» باجتهاده وعمله وله بصمة خاصة ومع ذلك فبعض لوحاته فقيرة في بعض الجوانب الفنية باللون والتكوين وعنده لوحات رائعة.

وذلك من المزاج والظروف التي يمر بها الفنان، لم نأخذ بفن خليفة القطان وهذا خاص به، وعنده ان الكون دائري.

الفن بحاجة لجرأة ومراعاة العصر الذي يعيش فيه الفنان، رسم التراث من واقع الحياة والرسم يتطور مثل احد الفنانين عمل آخر معرض وهو مثل اول معرض كان له.

هذا مثل الذي يخاف الخروج من الدائرة التي هو فيها، في كل مجال يوجد فريقان البعض يحضر اعمالا من الخارج ويقول انه رسمها.

يتحدث القفاص للإجابة عن سؤال فلسفي اختلف حوله الفنانون وهو: هل يجب ان يكون الفن للفن ام للحياة؟ حيث يقول: الفن تسجيل للحياة، مثلا حضارة مصر غير حضارة اليونان، كل بلد ومنشأ يختلف عن الثاني، زمننا زمن اللاخوف وزمن الجرأة.

يوجد فنان ويوجد رسام وهذا هو الفرق ولا يوجد اي واحد من عائلتي فنان ولا أمهم، المندفع غير الذي تقول له تعال.





الفن التشكيلي في الكويت

عن وضع الفن التشكيلي في الكويت يقول القفاص: الصور غير واضحة وبعضهم في خداع وزيف وبعضهم صادقون وبعض الأعمال عالمية، عندي أعمال عالمية.

مع ذلك لا بد ان يبدأ من هذه الأرض، هذا هو الذي يقول فنان كويتي عربي مسلم عالمي. البعض يوقع لوحته باللغة الأجنبية لكي يظهر نفسه انه عالمي.

المعاناة الحب والإخلاص يجب ان تكون موجودة بالعمل. يجب ان تستفيد من هذه الأرض، التراث مليان، مثل البحر لا ينتهي، العمل بالتراث بطريقة حديثة.

الفنان يختلف عن الرسام وعن النحات، والإبداع جرأة أن تصل وتعمل شيئا لم يسبقك إليه أحد.
 
علي الأمير: في عام 1952 عينت مسؤول موقع بمصنع للطابوق براتب 150 روبية.. ووالدي كان أول من بنى قيصرية في الجهراء
السبت 2014/6/7
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4681
A+

A-




علي الامير مع احدى الشخصيات الكويتية في احدى الحفلات
علي الامير متحدثا الى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء محمد هاشم

علي الامير مع احد اولاده
الكويتيون اعتادوا الصيد باستخدام القرقور
ازمة سوق المناخ اثرت على الكثيرين
الكويتيون قديما استخدموا سفن الشوعي
سفينة قديمة من نوع جالبوت
القلاليف اثناء صناعة السفن قديما
علي عبدالله الامير في الشباب
علي الامير اثناء سباق المشي
وخلال حديثه عن ذكرياته


  • كنت أشاهد القلاليف في صغري يصنعون السفن بأنواعها المختلفة بأدواتهم اليدوية البسيطة
  • كبار السن كانوا يصيدون باستخدام الحظرة.. والقرقور كان يصنع من أعواد العثوق
  • خياطة البشت الواحد كانت تستغرق أسبوعاً من 4 صناع
  • حصلت على ميدالية في سباق للمشي وكنت أكبر المشاركين سناً
  • لدى تكوين قوة الحدود عينت آمر مستودع فني وكنت مسؤولاً عن قطع غيار ست مجنزرات
  • في العام 1961 عملت في قسم التحصيل بوزارة الكهرباء والماء حتى تقاعدت في العام 1973
  • بيتنا كان يتكون من 3 أحواش وكان فيه بقرة و«اسخلتين»
  • ولدت في العام 1935 ببراحة تيفوني في منطقة شرق
  • في الطفولة كنت أسبح في مياه البحر وأصيد السمك باستخدام القمبار أو المشخال والسيف والسراج والكابر
  • من أنواع السفن الشراعية القديمةالسنبوك والشوعي والجالبوت والبوم
  • تركت الدراسة بعد سنة رابعة عام 1952 وتوجهت للعمل مع والدي في خياطة البشوت
  • أزمة سوق المناخ كبدتني خسائر كبيرة بعد أن كنت أكسب ربع مليون دينار يومياً من التداول بالأجل
لاتزال صفحات كتاب الماضي تشع بكل جميل يضيء لنا جنبات الحاضر.

علي عبدالله حسين الأمير أحد الشهود على كويت الماضي الجميل يروي لنا اليوم بعضا مما يزال عالقا بذاكرته من فترات مرت على الكويتيين بحلوها ومرها وذكرياتها المختلطة.

يكلمنا عن مولده في براحة تيفوني في منطقة الشرق وكيف كانت الظروف حينها والشكل الذي كان عليه بيتهم القديم، يتكلم عن طفولته ومشاهداته وعمل القلاليف كما كان يراهم على ساحل البحر يصنعون السفن الخشبية بأنواعها المختلفة مستعينين بأدواتهم اليدوية البسيطة.

يستدعي من الذاكرة مواقف له حيث كان يسبح في مياه الخليج ويصيد الأسماك باستخدام أدوات مختلفة، وكيف كان كبار السن يصيدون السمك.

كما يحدثنا عن مسيرته بالتعليم والعمل وكيف ترك الدراسة بعد الصف الرابع الابتدائي، ثم عمله مع الوالد في خياطة البشوت وتعيينه مسؤولا في مصنع للطابوق براتب 150 روبية.

كذلك يتطرق إلى عمله في وزارة الكهرباء والماء وفي قوة الحدود ويذكرنا بأن أباه أول من بنى قيصرية في الجهراء. كل هذا وغيره من تفاصيل نطوف عليها خلال سطور اللقاء التالي.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

شهر مارس من كل عام والموسم يطلق عليه القييد فالصيادون من جميع أنحاء الكويت يذهبون بسفنهم الى البحر لصيد سمك الزبيدي.

أما أيام الربيع فكنت أذهب الى البر وننصب الخيام مع العائلة ومكاننا داخل سور الكويت فتوجد فراغات مثلا من السور الى الصوابر توجد مساحات ولا توجد بيوت، ومنشآت منطقة الشرق، واذكر أهل الجبلة تقريبا بالصالحين الى السور ولا توجد بيوت في الصالحية إلا القليل منها واذكر عندما بنيت المدرسة القبلية كان حولها بعض البيوت، ايضا من دسمان الى العاقول لا توجد بيوت ومن البيوت القديمة في منطقة الشرق بيت احمد محمد امين، وبعد ذلك بني المستشفى الأميري في الشرق شماليهم البحر والقبلة منطقة الاسواق.

منطقة الأسواق والمرقاب غربيها الصالحية وكانت بدون بيوت ومن الدهلة الى الوطية وكانت الفراغات كبيرة، والصالحية انتشرت فيها البيوت بالأربعينيات.

وآخر العام الدراسي كانت دائرة المعارف تقيم مهرجانا رياضيا على ارض الملعب القبلي يسمى ملعب شبان الوطن وكانت المنطقة المحيطة به منطقة بر وبجانب الملعب توجد المقبرة الكبيرة، كنت مولعا وهوايتي الأساسية صيد السمك ولم أصد الطيور والى الآن أذهب الى البحر للمشي على «الجال» الساحل الرملي وأحب المشي على الرمال.



يتحدث الأمير عن مسيرته في التعليم حيث يقول: التعليم والدراسة

بداية تعليمي في الشرقية أول في بداية افتتاحها وكان فيها معجب الدوسري مدرس الرسم وملا حمود الإبراهيم وملا عيسى مطر وعبد المحسن وعبدالعزيز مسلم الزامل وحامد الحمود فقد بدأت من الصف الأول روضة الى رابع روضة وبعدها ينتقل الطالب الى الابتدائي والثانوية.

كانت دراستي من المتفوقين نجحت في سنة رابعة ابتدائي وتركت الدراسة ولم أترك الدراسة بالاختيار ولكن أحد المدرسين اسمه يوسف عبدالرزاق.

عرض علي الوالد أن اشتغل وكان ذلك عام 1952 ولكن أخي حسين اكمل دراسته وعين في الجوازات.

العمل مع الوالد

أثناء دراستي كنت اشتغل مع الوالد في خياطة البشوت وتقريبا معظم أهل الكويت يشتغلون مع آبائهم، كنت اشتغل مع الوالد في فترتي الدراسة بمعنى انه بمجرد ان ينتهي الدوام الصباحي أذهب الى الوالد واشتغل عنده والعصر ارجع الى المدرسة وأكمل دراستي، وكان أصحاب المحلات كل واحد منهم ابنه يدير المحل وهو يروح الى البيت فكنت واحدا من أولئك الطلبة.

بداية حديثي قلت الشباب يساعدون وهذا انطبق عليّ ايضا قلت ان بيت الوالد كبير وكانت عندنا بقرة وماعزتين (الواحدة ماعز) في الكويت نقول «اسخله» كان الوالد يرسلني الى الفرضة واشتري الجولان الذي يستورد من البصرة وأضعة على رأسي ومعي بعض الأصدقاء كنت أضعه داخل الخيشة أم فحين يعني ام خطين واشتري الجت البرسيم.

والطالب الذي يجلس في دكان والده يبيع على الزبائن.

مثلما اقول ان صاحب المحل اي محل، يترك ولده في الدكان والفكرة في أن الزبون يكون متواصلا مع صاحب المحل فلا يرجع ويرى الدكان مغلقا، لأنه قديما لا توجد تلفونات، لذلك بعدما اخرج من المدرسة كنت اجلس في الديوانية عند الوالد واخيط البشت وعندي ادوات الخياطة ويزداد العمل ايام الاعياد، اذكر ان الوالد كان عنده ديوانية وكذلك البغلي والشواف وسعود المخايطه من المشهورين وكنت اعمل خياط ابره وخيط (وزري) وكان الطلب يزداد على البشت ايام الاعياد مثل بشت دربوية وتكون الخياطة وصية واذكر أنه كان هناك مواطن سعودي يزور الوالد اسمه ابراهيم بن خيزان وكان وكيلا لأحد الامراء السعوديين وكان اذا حضر يسكن بالديوانية.

عملي في البشت الدربويه والمتن والمكسر، الدربوية من انواع البشوت والمكسر من دون الدربوية للشباب، فكنت استحسن المكسر في العمل وهو الذي على اليد، واشهر رجل في خياطة المتن كان عبدالرزاق الرقم وافضل رجل يصنع الدربوية كان ولد عمي ياسين الامير، والشغل كان باليد.

مدة خياطة البشت أسبوع حتى يكتمل، ويعمل فيه اربعة صناع، واحد للتركيب وواحد للمكسر للهيلة وكل واحد ينتهي من الجزء الذي يعمل به يعطي البشت للثاني وبعد ذلك تمردخ البشت وتضرب بالهاون من الظهر، هذه كانت طريقة العمل، وتعلمت الصناعة وكنت اعلم ايضا اخواني وكنا مع بعض، اما اخي محمد فكان خريج مدرسة المطاوعة ويعمل دائما مع الوالد.

الى ان انتهيت من الدراسة وانا اعمل مع الوالد في صناعة البشوت، انواع البشوت الشتوي والربيعي والصيفي، تلبس البشت الصوف بالشتاء والمزينة من الوبر شتاء وربيعا والبشت الصيفي والبزوني لونها اسود وبشت بدري وبشت ادبس والرمادي والاملح، واحسن بشت للمعاريس اللون الاسود.

التاجر عنده ثلاثة بشوت قديما، البدري لون البدر يستخدمه في النهار، والادبس العصر واما في الليل فيستخدم الاسود وعندنا بشت يطلق عليه (المزوية) ونوع الخيوط من صوف الغنم واحسن بشت النجفي ومن بعده الدورقي. حاليا تطورت الاقمشة من لندن صناعة مكائن. منذ عام 1952 تركت الخياطة وتوجهت للعمل بالحكومة.

العمل بالدوائر الحكومية

يتحدث ضفينا عن عمله في الحكومة بعد فترة من العمل في مجال خياطة البشوت قائلا: الاستاذ يوسف عبدالرزاق قال للوالد ولدك سآخذه معي ونعينه في دائرة الاشغال العامة ونعطيه راتبا شهريا مائة وخمسين روبية، الوالد قال اريده ان يتعلم ونافعني في العمل، وأخيرا الوالد والوالدة وافقا على العمل وعينت مسؤول موقع في مصنع الطابوق وكان المتعهد فيه عبداللطيف ثنيان والمكان في الوطية وذلك عام 1952 وكان الطابوق للارصفة، كل خمسين طابوقة نشحنها في اللوري واتسلمها من المصنع لوزارة الاشغال العامة واعطيهم وصلا.

الوصل كان يلفظ (جتي) وهي لفظة محلية معروفة عند المواطنين. كان في الوطية بيتان للغانم، احد البيوت مؤجر لمدير اول بنك في الكويت وهو البنك البريطاني وانا اعطوني غرفة في ذلك البيت الذي يسكن فيه المدير.

وكان يشرف على المصنع من قبل وزارة الاشغال العامة مهندس انجليزي اسمه جورج وكانت عنده سيارة بوكس موديل 1952 والسائق كان اسمه عوض دوخي ابو فهمي وطوال الوقت يمضيه بالعمل وكانت توجد غرفة بالوطية فيها حارس اسمه بوثنيان يحرس الاخشاب وما تبقى من السفن ومخلفاتها.

وكان يحضر الكثير من المواطنين للسباحة على ساحل البحر، وكنت اسبح وأغوص، ولا ازال اسبح واغوص والسبب أنني لم ادخن سيجارة حيث انها اكبر عدو للانسان وتفتح كل شر. شاركت في سباق الجيش وكنت اكبر المشاركين سنا وحصلت على ميدالية.

امضيت 3 سنوات في الاشغال العامة من 1952 الى 1954 بنفس العمل وكنت كل يوم مع عوض دوخي في سيارة بوكس لونها حليبي موديل 1952 وكان يجلس عندي في الغرفة وهو رجل بسيط مؤدب واخواه خليفة وعبداللطيف وكان يحضر الفنان يوسف ويحضر معه العود ويعزف وكان يبدو عليه الزعل بسرعة، ويحترم الآخرين ومن اصدقائه منصور الميهي، فقد كان يجلس عنده دائما وهو من المقربين.

تكوين قوة الحدود

يتحدث الامير بعد ذلك عن عمله في قوة الحدود بعد تكوينها وعن ذلك يقول: عندما كنت في الشرقية كان معنا المرحوم الشيخ مبارك العبدالله الجابر وهو من الاصدقاء، وكان في القاهرة للدراسة.

اذكر كذلك دائرة الأمن العام ودائرة الشرطة وأذكر النواطير، كان مسؤول الامن العام حينها المرحوم الشيخ عبدالله المبارك وفي تلك الفترة تقرر تكوين قوة الحدود والمسؤول عنها كان المرحوم يعقوب البصارة، والد اللاعب القدير جاسم يعقوب ود.يوسف وسلطان وبدر.

كان مكان وموقع القوة الورشة العسكرية وزارة الاعلام حاليا، الورشة كانت فيها شبرات قوة الحدود ولها جزء من ذلك المكان ومحمد العبيد كان مسؤول الورشة وتخزين المستودعات.

اختارني المرحوم الشيخ مبارك العبدالله الجابر للعمل في قوة الحدود، فعينت آمر المستودع الفني وهو عبارة عن تخزين قطع غير وصلت لقوة الحدود وكان المسؤول المباشر عني مستر ميجر بولو وكان انجليزيا وكان معي اثنان هما جاسم محمد شهاب وتاج محمد وكان يلعب كرة بالنادي الاهلي وبعد ذلك توسع الجيش وعين وجيه المدني فلسطيني ومحمد فتحي الصدر وخالد الهنيدي وكانوا يعملون بالورشة العسكرية. في عام 1956 كان الاعتداء الثلاثي على مصر كان في الشارع الجديد يوجد مقهيان قهوة الكمال وقهوة اخرى.

في تلك الفترة كان الوالد موجودا وكذلك اخي محمد وكنت اشتغل بالجيش.

أراضٍ وقسائم

في عام 1956 كما ذكرت الوالد وأخي محمد اشتريا 21 قطعة ارض موزعة على جميع اراضي الكويت والجنوب، المساحة الكلية مليونان وثلاثمائة وثمانون مترا مربعا، الوالد اشترى الأراضي من محمد القطان، لكن الحظ لم يسعفهم، ففي تلك السنة صار تنظيم الكويت، فصارت الأراضي خارج التنظيم عدا أرض واحدة في الجهراء، وبنى الوالد عليها قيصرية وهي أول قيصرية تبنى في الجهراء وأشرفت على بنائها، وتركت الجيش واشتغلت مع الوالد.

انتهى شغل البشوت وخياطتها، وبدأ الوالد يشتري ويبيع في العقارات ونحن ثلاثة مع الوالد، وكان عندنا سيارة وانيت وكنت أسوقها وأخرج بها لتحديد الأراضي والبيع والشراء وفجأة صار هبوط في الأراضي فاشتغلت بوزارة الكهرباء والماء في قسم التحصيل منذ عام 1961 الى التقاعد في 23/7/1973.

وفي عمل التحصيل كنت أحصّل من البيوت والمحلات ما للوزارة على المواطنين ومسؤولنا ابراهيم السبيعي وخالد العبدالجليل وحامد العبدالجليل وخليل الحشاش واحمد الحناوي المدير العام حتى عام 1973، وحاليا أزاول عمل بيع العقارات والأراضي.

سوق المناخ

تناول ضيفنا بعد ذلك نشاطه بعد التقاعد من العمل في وزارة الكهرباء والماء قائلا: بعد التقاعد توجهت الى العمل في بيع وشراء الأسهم والعقارات، كان أول دكان فتح في سوق المناخ ملكي باسم البيت العقاري، وكان ببابن مفتوحين بعضهما على بعض وقد كسبت الكثير والسلم صعد الى فوق ولكن مع نكسة سوق المناخ هبطت الميزانية، وكنت في اميركا مع احد الأصدقاء فرجعت وبعت كل ما أملك وعملت تسويات لما أملكه وما عليّ كي لا أكون مطلوبا لأحد والقوانين تصد بعضها وراء بعض.

ومن الناس من خسر وهناك آخرون خرجوا من سوق المناخ بالملايين، ومن أسباب سقوط سوق المناخ طفرة الطمع والجشع والبيع بالأجل كان سببا رئيسيا وشيكات من دون تغطية ومن دون مراقبة من سوق الجت الى سوق المناخ خلال يوم واحد أبيع واشتري ثلاث مرات في اليوم، السوق من دون نظام، الغداء والعشاء بالسوق والبخور.

الناس كثيرون منهم تضرروا وأصيبوا بالخسائر، أنا واحد من شهداء المناخ، كان عندي دكانان دفعوا لي فيهما ست ملايين وما بعتهما، كنت انظر للأبعد يوميا، احصل على ربع مليون دينار من التداول بالأجل، ولم نشعر بأن يوما من الأيام ان سوق المناخ سيسقط وفجأة سقط سوق المناخ، وبعد ذلك السقوط دفعت كل ما علي وسددت الديون للآخرين وصدرت القوانين، وكثيرون تضرروا ومنهم صغار المستثمرين.. «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، بعد المناخ رجعت للعمل.

الأولاد والأحفاد

يتناول ضيفنا تفاصيل من حياته الاجتماعية وأولاده وأحفاده قائلا: متزوج وعندي احد عشر ولدا وبنتا، سبع بنات وأربعة أولاد وعندي 46 حفيدا وحفيدة وعندي 10 من أولاد الأحفاد وجميعهم متخرجون ومتعلمون وفي وظائفهم ويعملون بوزارات الدولة.

البنات مدرسات ومتزوجات، والأولاد موظفون كبار، وأحدهم حاصل على الدكتوراه وآخر مدير وثالث عنده شركات، أما الأحفاد فهناك واحد مدقق حسابات، هذه النعمة والثروة، حاليا نعمتي مع أهلي وكل يوم خميس جميعهم يزورونني، أنا سعيد مع الأولاد وسعادتي مع أولادي تفوق المال.

ابدأ بنفسك ولا يأخذك الغرور والمثل الكويتي «خد شور اللي اكبر منك واللي اصغر منك وإلا الزمان يتغدرك». أقول للشباب «لا تغتر ولا تكبر اتبع الذي يبكيك ولا تتبع اللي يضحكك».
 
سمير القلاف:دخلت مجال الفن منذ 40 عاماً بالصدفة والسبب كان سعد الفرج
السبت 2014/5/31
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 9230
A+

A-





الفنان سمير القلاف مع علي جمعة باحد المشاهد
مع الراحل خالد النفيسي
سمير القلاف في شبابه
في مشهد من مسلسل خرج ولم يعد
مع النجم عبدالحسين عبدالرضا في الاقدار
خلال احد اعماله المسرحية مع عبدالعزيز المسلم ومجموعة من الفنانين
في مشهد من مسرحية طاح مخروش
في احد اعماله المميزة
مع النجم داود حسين
القلاف في شخصية مرعوب في مسلسل الاقدار
مع الفنانة المعتزلة استقلال احمد
مشهد من درب الزلق مع الراحل خالد النفيسي
سمير القلاف متحدثا الى الزميل منصور الهاجري قاسم باشا


  • لعبت لنادي القادسية ولم ألتزم في اللعب لحبي صيد الطيور والحداق
  • وُلدت في المستشفى الأميركاني وبيت الوالد حينها كان في منطقة شرق
  • سكنا في أمصدة ثم انتقلنا إلى الشعب ومكثنا بها منذ العام 1961 حتى الآن
  • والدي سجن في مومباي الهندية بسبب نقل الذهب
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «قتيبة» في منطقة المرقاب ثم «ابن سينا» في الدعية
  • شاركت في أنشطة الكشافة في الابتدائي وأحد الممثلين اكتشف موهبتي في التمثيل مبكراً
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا هذا الأسبوع شاهد على العصر الفني الجميل، ظهرت موهبته الفنية مبكرا وإن كان كما يقول «دخل ميدان الفن والتمثيل بالصدفة البحتة».

الفنان الجميل سمير القلاف شارك في المسلسل الأيقونة «درب الزلق» وعاصر عمالقة الفن في أيامه الجميلة، يتحدث عن أوضاع الفن كيف كان؟ وإلام صار؟ يعلق وينتقد ويرصد ويذكرنا بلحظات من الماضي الجميل.

يبدأ بالحديث عن بداياته الأولى وذكرياته عن مرحلة الطفولة، وكيف انتقلوا للسكن من مكان إلى آخر، ثم سفر الوالد إلى الهند، وماذا حدث له هناك.

ويتطرق إلى مسيرته التعليمية والمدارس التي التحق بها والأنشطة التي مارسها، وكيف لعب لنادي القادسية، وما التأثير الذي تركه حبه لصيد الطيور والحداق على ذلك. كان يصطاد الطيور مع أخواله في الصبيحية واستخدم الفخاخ والصلابة والنباطة.

شارك في كلاسيكيات من الفن الكويتي وقدم أعمالا تبقى في الذاكرة، ويتحدث خلال هذا اللقاء عن الأوضاع الفنية الحالية وما يعجبه وما لا يروق له، ويتمنى أن تعود حالة المسرح إلى قوتها ومكانتها ويحدد السبيل إلى ذلك. وإلى المزيد في السطور التالية:

في مستهل اللقاء يتحدث الفنان القدير سمير ابراهيم القلاف عن أيام الطفولة المبكرة ومن قبلها المولد حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في المستشفى الأمريكاني وبيت الوالد في منطقة الشرق، والوالد انتقل بعد ذلك للسكن في منطقة أمصدة ووالدي مرت عليه ظروف وسجن في مدينة مومباي بالهند بسبب نقل الـذهب وعشت في بيت عمتي بدرية الثويني ووالدتي اسمها جواهر.

كانت طفولتي في الشرق وآخر بيت سكن فيه الوالد في منطقة الشعب منذ عام 1961 ولانزال نعيش في هذا البيت، ايضا سكنا في منطقة الدسمة وهناك اختلاف بين الشرق والضواحي الحديثة من حيث البناء والجيران لأن الجيران يتغيرون من منطقة لأخرى فالأصدقاء ومعرفتي بهم تكون معرفة لأول مرة وهكذا كنا نتعارف.

الدراسة والتعليم

يتحدث القلاف بعد ذلك عن مسيرته التعليمية قائلا: اول مدرسة التحقت بها كانت مدرسة قتيبة في المرقاب، حيث كان بيت الوالد هناك، وبعد ذلك انتقل الوالد الى الشعب فانتقلت الى مدرسة ابن سينا في الدعية وبعد ذلك الى مدرسة علي بن أبي طالب..

وقد مارست بعض الأنشطة في فترة دراستي ومنها الأشبال ومن ثم الكشافة وكنت أشارك في التمثيل منذ المراحل الأولى للتعليم ـ وأشارك مع الطلبة وقد اختارني الأستاذ المشرف عندما سمع مني بعض النكات والغشمرة، واذكر المدرس الذي اختارني للتمثيل وهو الأستاذ حكم وكنت الوحيد بين الزملاء الذي استمر في التمثيل وأمضيت 4 سنوات في الابتدائي وكذلك الأشبال وكنت اشارك فرقة الأشبال في الرحلات يوم الجمعة منذ الصباح حتى المساء.

أما في المرحلة المتوسطة فقد انضممت الى فرقة الكشافة وكان قائد الفرق أحد الطلبة وهو علي العوضي، واذكر كنا نقوم برحلة خلوية نحمل أغراضنا ونذهب مشيا الى البر، وفي المرحلة الثانوية ايضا شاركت بالكشافة وكان قائد الفرقة من الطلبة الأخ فوزي وكانت معي مجموعة اذكر منهم د.السهلاوي وعلي عبدالرحيم العوضي وكان لي دور بارز في الكشافة مثل النشاط الترويحي والترويح عن الطلبة بالنكات والضحك والغشمرة ايضا.

نادي القادسية والهوايات

وعن هواياته يقول القلاف: كانت الرياضة المدرسية اولا ونادي القادسية كان ثانيا، وكنت ألعب كرة القدم في فريق الناشئين وبعد فترة من مزاولة اللعب انتقلت الى نادي السالمية، الفريق الثاني، وكان اللاعب عبدالله العصفور يسكن منطقة الشعب فكان يأخذني معه الى نادي القادسية مع بعض الشباب واذكر مدربنا سامي وظللت لمدة اربع سنوات في القادسية لكن لم أكن ملتزما ايام التدريب.

واما في نادي السالمية فلعبت مباراة واحدة للسالمية ضد نادي كاظمة على ملعب السالمية، اذكر الذين انتقلوا من القادسية الى نادي السالمية منهم خليفة الضبيبي وحمزة العباسي وسامي البندري واذكر من لاعبي السالمية الكبار عبدالله القطامي واحمد سراب وحسن يوسف، وهذه مرحلة الشباب، لم أكن ملتزما بالنادي بسبب صيد الطيور ايام الربيع وصيد السمك الحداق ايام الصيف، وكنت اذهب مع خوالي حسن وعبدالرضا العباسي الى صيد الطيور في الصبيحية، ، وكنا ننام هناك لمدة يومين، واكثر منطقة الصبيحية كانت فيها مزارع، وكانت فيها اشجار الاثل والسدر.

وشاهدت بعض المواطنين يستخدمون البنادق والتي نسميها شوزن، وبعض الشباب يلتقطون الكنار من شجر السدر، اخوالي كانوا ينصبون الصلابة على اماكن مرتفعة وننصب الفخاخ لصيد الطيور وعندي نباطة ومن الطيور كنا نصيد حمّامي قفصي جتبي وطيور اخرى، المنطقة كانت برية مفتوحة لا بيوت فيها ولا طرق معبدة وفيها رمال كثيرة والصيد من الفجر، الجو بالليل كان باردا والنهار جميل وهناك المزارع وعيون الماء والجلبان (الآبار) واذكر منطقة وارة والعشيش وكانت فيها دكاكين، اذكر اصدقاء اخوالي معنا في البر، اما الحداق وصيد السمك فكنت اذهب الى الفرضة وكنت اذهب الى الوطية جهة المقصب، واحيانا اذهب مع اخوالي بالسيارة الى الدوحة ونستخدم المشابك لصيد السمك، وفيها سمك السبيطي وفيها خوارير وكنا نستخدم طريقة الكنبار واستخدم الكابر وهو عبارة عن عصا طويلة بأحد طرفيها مثل السهم من الحديد.

وصيد المزلقان والوحر والقبقب والسيف نضرب به السلس، كنا نشوي ونطبخ ونأكل وهكذا كان يفعل كثير من الكويتيين، هذه هواياتي مع الرياضة واللعب.

اذكر في الصبيحية كنا نصيد الطيور الجارحة والبعض يحفر حفرة كبيرة ويغطيها بشبك ويربط حمامة تسمى ربيطة فالطير عندما يرى الحمامة ينزل عليها ويدخل بالشبك ويبدأ السحب.

الانشطة كانت كثيرة، والهوايات متعددة. ايضا كنت كشافا بالبحرية والكشافة البرية، وكذلك في ثانوية الدعية واذكر علي حسن العلي وسليمان الاشوك بالجوالة، وكنا مجموعة كبيرة وشاركت في المخيم الكشفي في الفنيطيس، وحاليا المكان تحول الى منطقة سكنية وانتهى المعسكر الكشفي وشاركت في عدد كبير من المعسكرات.

وهناك قدمت تمثيليات وكان لي نشاط موسيقي وشاركت في اوبريت عندما زار الكويت احد رؤساء الدول العربية وكنت اشارك في حفلات السمر في المعسكر الكشفي موسيقى وتمثيل، كذلك كان يقام حفل كبير في المعسكر الكشفي والادارة كانت تدعو المسؤولين والقياديين وأولياء الأمور.

وأذكر الدكتور عبدالوهاب من الزملاء، وأذكر شادي الخليج واغنيته عن المعسكر الكشفي. ايضا من مشاركاتي في الصحافة المدرسية كتبت مقالا عن الصحة وطريقة الاكل والذهاب الى المدرسة، المهم كانت لي مشاركات طوال سنوات الدراسة، وأذكر أنني كتبت عن الطبيعة وفوائد الاشجار، وكتبت عن المدرس وعلاقته بالطالب وعلاقة الطلبة بالمدرسين وعلاقتهم بعضهم ببعض، وكانت لي مشاركات كبيرة في المرحلة المتوسطة والثانوية، كما أذكر أنني كتبت قصة من الخيال وكتبت نقلا عن الافلام قصة عنتر بن شداد وقصة كليلة ودمنة، وكانت كتاباتي مبسطة وحسب ثقافي بحيث يفهمها القارئ، وخاصة نحن طلبة ومعي مجموعة من زملائي يكتبون بالمجلة تحت اشراف المدرس المختص وكانت لي انشطة كثيرة ومتعددة ومتنوعة خاصة في ثانوية الدعية، وهذا المجال دفعني للقراءة والمطالعة والذهاب الى مكتبة المدرسة.

العزف على العود

من هوايات القلاف كذلك العزف على العود، والذي تعلمه اثناء الدراسة، وعن ذلك يقول: عندما كنت طالبا في المدرسة تعلمت العزف على العود ويرجع الفضل للاستاذ عبدالامير عبدالرضا، وهو رجل فنان شامل، وقد اسس مسرح العرايس في الكويت، كما انه عازف عود ورسام وله انشطة كثيرة ومتعددة، واول من عمل الديكور بيديه. «ليش زعلان ما يحاكيني وكوكو ماشي بالمدينة» هذه الاهزوجة من عمل عبدالامير عبدالرضا.

تعلمت عزف العود من هذا الفنان القدير وكنت اتقن العزف والغناء وكذلك عبدالرؤوف اسماعيل تعلمت منه أثناء الانشطة المدرسية وصارت لي علاقة مع بعض الموسيقيين وزاولت العزف معهم ايضا سعيد البزرة وكان يشارك الفرقة الموسيقية مع الفنانة ام كلثوم وصار مدرسا للموسيقى في الكويت وتوفي بالكويت وكذلك تعرفت على الموسيقار تيمور السري وكان مدرسا في الكويت.

وبداية تعلقي بالموسيقى كانت في المدرسة الابتدائية وكنت اضرب على المثلث الحديدي وتعلمت العزف على الاكورديون.

وتعلمت الموسيقى منذ ان كنت صغيرا وكنت استمع اليها، اما بداية تعلمي العود فكانت بالحي مع بعض الاصدقاء منهم علي القوطي، وكان معي حمد سنان ويوسف المطرف وجمعة الطراروة واولاد دعبل، وكانوا يحضرون بنيان البذالي من الصليبخات، وفي الصباح والمساء كنا نجتمع وكنت آخذ العود من بعض الفنانين وادندن عليه، ايضا شاركت في الترويح السياحي الذي اسسه المرحوم صالح شهاب، وكنت احضر عند جاسم العفصور ليالي السمر، وهو والد اللاعب عبدالله العصفور، وكنت استمع واشارك بالفنون البحرية مع الفرقة وأزور فرقة العميري واحضر جلسات الفن، وتعلمت عزف العود مع الفنانين، وبعد ذلك اتجهت الى الفن والمسرح، واذكر انني كنت اعزف موسيقى الربيع لفريد الاطرش وعزفت الاصوات العربي والشامي وصرت اشارك في الموسيقى المسرحية، ومن الاغاني التي كنت اعزفها صوت شامي يا ليله دانه وغنيت لمحمد بن فارس أحد الاصوات وهو يحيي عمر قال:

قف بالطواف ترى الغزال المحرما

حج الحجيج وعاد يطلب زمزما

والصوت الثاني لعبد الله فضالة.

عزفت وغنيت الأغاني العدنية مثل: أتت هند شاكية لأمها فسبحان من جمع النيرين، والثانية «اضنيتني بالهجر» والثالثة: «تساءلتي حلوة المبسمي متى انت قبلتني في فمي»، كتب القصيدة الأخطل الصغير.

وكنت اعتقد انها لكاتب يمني أو حضرمي وقرأت أشعارا وقصائد من ديوان الأخطل ايضا أغنية غناها فريد الأطرش وغناها أحد المطربين صوت عدني وهي: «أضنيتني بالهجر ما أضنيتني».

البداية، المدرسة وكل مدرسة لها لون ،في جميع الأنشطة المدرسون الأولون حفظنا لهم ماضيهم بالمقابلات وأدركت تلك الشخصيات الكبيرة وكتبت برنامج «في الذاكرة» 30 حلقة ووعدونا بأنه سيستمر لكن أوقفوه، تركت العود والعزف، وفي مسلسل «بلشتي» غنيت فيه جزءا من اغنية «يا اللومي يا اللومي حامض حلو».. «بلشتي» تعني حرامي فارسية الأصل.

الموسيقى والتمثيل

يضيف القلاف: استمررت بالموسيقى والتمثيل وتقديم البرامج، بدأت الكتابة قبل التمثيل ومن الهوايات انني كنت أحب تأليف القصص منذ مرحلة الشباب ،وفي الوقت نفسه قرأت كتابا بعنوان «من المخافر» مواضيعه عن جنازة من الشاليهات، قرأت الكتاب، وعن الأقزام مثل قصة قزم والوردة كيف تتكلم والنحلة التي تقرص الطفل والوردة تمنعها.

القصة القديمة القصيرة كانت الكتابة مباشرة فيها، وأول قصة رحلة صيد الحداق وعن العاصفة التي ضربت حداقين واحد مات والثاني سبح، عندي قصص قصيرة لم أنشرها بعد وكثير من القصص كانت بداية في إذاعة المدرسة، وآخر قصة أحداث الجوال مثلتها من إخراج عبدالإمام عبدالله وجمال الردهان وانتصار الشراح واحمد الشطي كاتب وممثل والبطولة، كان الموضوع تاكسي الفريج ولكن غيرته الجوال هالأيام له دور في النقل، مجموعة المسلسل مترابطة ويرجع للمخرج بترك المجال .

المسرح النقابي في الكويت كان تابعا للنقابات العمالية.

تأسيس المسرح النقابي

يستذكر الفنان سمير القلاف بدايات تأسيس المسرح النقابي بقوله: «تركت الدراسة في الثانوية بعد الصف الثاني ثانوي والتحقت بالمعهد البريطاني تحت شعار هيئة الأمم المتحدة ويطلق عليه مصنع الكلور والملح وضم الى وزارة الكهرباء والماء وعينت في ذلك المصنع والتحقت بالمعهد، ومن المدرسين 3 بريطانيين و2 كويتيين ولبنانية واحدة، واذكر عبدالخالق العوضي ويعقوب الجسمي والدورة لمدة سنة ومنها عينت في الشعيبة، وبعض الزملاء سافروا الى اليابان لتكملة الدراسة، عام 1972 كنت موظفا في الشعيبة الشمالية وكنت عضوا في النقابة، من ذلك المكان أسست الفرقة وفيها واحد من عائلة المشموم وهي فرقة تمثيل بالنقابة والمسرح نقابة العمال، وكتبت مسرحية بعنوان «عمال الورشة» وحضرها سعد الفرج ونور الدمرداش، وهذه أول مسرحية كتبتها على المسرح النقابي، ولم يستمر المسرح لظروف، وبعد 10 سنوات تركت الشعيبة وداومت بالسوق في أعمال الحرة وبعد التحرير رجعت موظفا بالكهرباء وانتدبت الى «الاعلام» ومن ثم اصبحت موظفا - المهم المسرح النقابي استمر لمدة سنتين واما اصحابي وزملائي الذين كانوا معي فتوزعوا وحاليا متقاعدين.

التمثيل بالصدفة

ولدى سؤال القلاف الناس يذكرونك مع خالد النفيسي وثلج ابو صالح وكانا من عمالقة الفن وانت اصغر منهما ومع هذا استطعت ان تثبت نفسك! فاجاب قائلا:

فقال لم اكن اخطط للتمثيل مع الممثلين الكبار والصغار ولكن الصدفة ادخلتني مجال التمثيل والمسرح، كنت ذاهبا اسأل عن احد الاصدقاء وكلما سألت اهله قالوا: راح للمسرح، وذهبت الى المسرح في مدرسة الصديق وهناك جمع غفير من الممثلين يؤدون بروفة لمسرحية «بني صامت» وكان المخرج نجم عبدالكريم منذ اربعين عاما، وكان الممثل محمد الحجي واقفا عند الباب وهو من سكان الصليبخات فسألني من تريد فقلت له اريد سعد الفرج، فقال: تفضل، دخلت المسرح وشاهدت الممثلين على المسرح، لم اجد صاحبي وقلت هل تريدونني ام لا؟ نجم عبدالكريم قال اصعد على المسرح، وقال اريد منك ان تمثل «واحد يحب واحدة»، وكان الكلام غزلا وقال «اريد منك ان تمثل دور مجنون» بأن تخط خطا على الارض وتحاول ان تدخل من تحته، فقلت: «انت واحد من المجانين».

واول عمل قمت به هو مسرحية «بني صامت» وكان الدور بائع شاي في سوق الجت وهو اول عمل وكان الدور بسيطا وبعد ذلك دخلت مسلسل «درب الزلق» في ذلك الوقت كنت موظفا وكان راتبي كبيرا حيث كنت فنيا وكان راتبي مائتين وسبعين دينارا وعندي مرسيدس بدون عمود، واستطعت ان اوفق بين التمثيل والعمل وأذكر ان الايجار في ذلك الوقت كان مائة وعشرة دنانير والنمش اربعمائة دينار «درب الزلق» كنا نجتمع في المسرح الوطني وذلك بعد الانتهاء من «بني صامت» وهذا المسرح اسسه عبدالحسين وسعد وكنت اشارك معهما في الجلوس حيث كان دوري في «درب الزلق» صالح ولد ابو صالح وهو خالد النفيسي وذلك اول عمل بعد عودته من العلاج وكذلك مثلت امام الضويحي والنمش وعبدالحسين وسعد الفرج وعلي المفيدي، وجميل راتب كنا مجموعة كبيرة، وجودي امام خالد النفيسي في دور ولده ودور المجنون فحصلت على الشهرة.

وبعد وفاته اقمنا له تأبينا وشاركت فيه وشاركت في جميع حلقات «درب الزلق»، وكنت اصغر ممثل وشاركت بعده في مسرحية «بيت العز» وكان دوري الخادم عنبر واشتغلنا المسرحية وكان ايجاري اربعمائة دينار، وكنا نمثل على مسرح كيفان عرضين في اليوم، وبعدها «على هامان يا فرعون» ماسك انتاج وعرضين في اليوم، وشاركت كممثل عندما انتقلوا للخليج العربي واعطوني دورا فخريا عوده مندوب المحكمة واستمررت في التمثيل وكذلك شاركت في «الاقدار» بدور مرعوب، وفي احدى المرات قلت ان مرعوب خبل مجنون فرد علي سعد الفرج وقال ان مرعوب شاعر مشهور، اختاروا لي دور «خبل» مجنون وهو دور صعب جدا ما كل واحد يؤديه.

وقد اجدت الدور تماما في درب الزلق وصادف ان الموضوع في «الاقدار» كانوا يريدون الشخصية التي تقوم بنقل الكلام بالفريج (الحي).

فلذلك أعطوني دور مرعوب وهو من أجمل الأدوار، بعد ذلك بعض المسارح طلبوني وبتلفزيون الكويت شاركت في «خرج ولم يعد» وكذلك «على الدنيا السلام» و«غرباء» وشاركت في مسرحيات وتمثيليات تلفزيونية وكذلك شاركت مع احمد الصالح.

ومن أحسن التمثيل والعمل السلس بحسب الدور مع النساء أو مع الرجال يعتمد على الدور مثل كرة القدم عطني الكرة وأعطيك إياها «باص باص»، هالأيام أشوف ان المنتج هو بطل المسرحية أو التمثيلية وهذا ما يصير، البعض يعطي نفسه اكبر من حجمه، لنفرض انه قادر لكن الناس تجاريك بالكلام ايضا، هناك ممثلون وممثلات جدد دخلوا مجال التمثيل وللأسف لا يجيدون حتى الكلام، ومن المشاهد العجيبة الغريبة ان الممثلة تصحو من النوم وهي في قمة المكياج. والعمل صار تجاريا، هذا يسيء للعمل.

توجد لجنة رقابة ولجنة نصوص نريد من يشرف على الكلام من المؤرخين يقرأ النص خاصة العمل التاريخي.

ايضا بعض الممثلات تنفخ شفايفها والعمر له أحكام وبعضهن السمان فالطبيعة أحلى وأحسن، من الخطأ نفخ الخدود والشفايف والوجوه، أحد المطربين رافع دعوى على الطبيب الذي عمل له العملية.

مسارح 1961

وعن تأسيس المسارح في الكويت وتاريخها يقول الفنان سمير القلاف: تأسست المسارح عام 1961 وكانت النهضة الحقيقية والسليمة بذلك الوقت الجميل واستمرت المسارح وقدمت الكثير وتحمل الممثلون التعب، لكن لا يوجد من يدعم الممثل، أقول كثير من الفنانين لديهم الطاقة ودم الشباب لكن لا يدعمهم أحد لكن يقدمون الكثير، اقول ان تلفزيون الكويت حاليا لا ينتج، الشركات معتمدة على رخص الأسعار ويريدون ممثلات بسعر رخيص وأتمنى ان تلفزيون الكويت يلتفت للممثلين ويشجع المسارح لتعود الى قوتها ومكانتها السابقة، تعطون المنتج المنفذ، اعطوا المخرج بدلا من الجلوس، وهناك ممثلون آخرون عندهم القدرة على التمثيل، ياليت التلفزيون يلتفت اليهم والكاتب المؤلف موجود وكذلك المخرج والممثل، يجب أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، المسرح الكويتي الى الوراء ولا يوجد عندنا مسرح ومعهد التمثيل من يوظفهم؟ البعض يحصل على الشهادة فقط للعمل وليس للتمثيل.

آخر كلمة: لا يصح إلا الصحيح.

الصافي يبقى والصدق يبقى والمسؤولون بيدهم كل شيء تلفزيون الكويت لا يستطيع ان يخرج مسلسلا واحدا، أي مسلسل تاريخي لازم يعود مؤلفه الى مؤرخ.
 
ولد في فلسطين في مدينة أسدود وفي عام 1948 لجأ إلى غزة وكانت نشأته وتربيته في رفح
علي أبوحمدة: في عام 1966 لعبت مع العملاق صالح سليم وشاركت مع فريق فلسطين ضد منتخب مصر بعد رفض المدرب ضمي و«عطلت فتاكة حسن شحاتة»
السبت 2014/5/17
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 6578
A+

A-




الشيخ نايف الجابر وفهد الدويلة وجاسم العيسى رؤساء اندية العربي والتضامن وخيطان عام 1981
علي ابوحمدة متحدثا الى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء محمد خلوصي
فريق خيطان للكرة الطائرة عام 1976
لقطة تعود لعام 1976 تجمع احمد السعدون رئيس اتحاد الكرة انذاك وجاسم العيسى لدى الاحتفال باحراز خيطان المركز الثالث بكاس التفوق
علي ابوحمدة
جاسم العيسى يسلم هدية للاعب علي الصانع ويبدو ابوحمدة
جاسم العيسى يتناول الطعام مع بعض لاعبي خيطان في احدى المناسبات عام 1981
المرحوم جاسم العيسى وعبدالرحمن المزروعي مع فريق خيطان لالعاب القوى عند حصوله على المركز الاول لاختراق الضاحية
علي ابوحمدة مع جوزيف بلاتر وميشيل بلاتيني
  • جاسم العيسى رئيس نادي خيطان كان له فضل كبير على الأنشطة الرياضية والإدارية به وأطالب المسؤولين بإحياء ذكراه
  • والدي كان يعمل بالأشغال العسكرية في الجيش المصري بدائرة الكهرباء بعد الهجرة
  • أذكر أن مدينة أسدود كانت مقراً للجيش المصري عام 1948 وجمال عبدالناصر كان موجوداً فيها وحوصر وأصيب بالفلوجة
  • عند احتلال غزة من قبل اليهود عام 1967 كنت في الكويت وزرت أسدود مسقط رأسي ومدينة عائلتي
  • بداية تعليمي كانت في مدرسة رفح الابتدائية وأنهيت دراستي في ثانوية بئر السبع
  • عند زيارتي أرض فلسطين المحتلة شاهدت يهودياً يركب فرساً فقال لي عن أرضنا هذه ملك الغائبين والحكومة ترعاها فأخذت كيسين من البرتقال والليمون وأحضرتهما إلى الكويت
  • في الثمانينيات كان العصر الذهبي لمنتخب الكويت.. وأي فريق يلعب ضده كانت نتيجة المباراة محسومة قبل أن تبدأ
  • بعد أن تركت نادي خيطان بمنتصف الثمانينيات شكلت منتخب فلسطين من اللاعبين المقيمين بالكويت
  • في عام 1963 شاركت في الدورة العربية المدرسية مع فريق فلسطين وكانت الألعاب على ملعب ثانوية الشويخ
  • شاركت في البطولة العربية عام 1965 بالقاهرة
  • لعبت مع نادي النصر موسماً رياضياً واحداً وكان «خيطان» يدفع لي راتباً ثلاثين ديناراً عام 1966 كسكرتير ونصف دوام
  • منتخب الكويت لكرة القدم حصل على بطولة دول الخليج العربي ثماني مرات
  • عام 1966 تعاقدت مع نادي خيطان الرياضي وكان رئيس النادي المرحوم جاسم العيسى ثم لعبت مع نادي النصر لتأخري في العراق
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

الوافدون العرب كان لهم دور كبير ومساهمة فاعلة في النهضة الرياضية في دولة الكويت، فقد استعانت الاندية الرياضية منذ اواخر الاربعينيات من القرن الماضي باللاعبين العرب والذين كانوا لاعبين في الأندية الرياضية في دولهم.

وكانت الرياضة الكويتية في أوج تقدمها ونهضتها، فقد اهتم المسؤولون عن الرياضة بتطعيم الفرق الرياضية بلاعبين عرب إما من داخل الكويت وخاصة من مدرسي التربية الرياضية واما بالتعاقد من الخارج.

وضيفنا اللاعب والرياضي علي ابوحمدة من اولئك اللاعبين الذين تعاقد معهم نادي خيطان.

زار الكويت عام 1963 مع منتخب فلسطين في بطولة العرب التي اقيمت على ملاعب ثانوية الشويخ، وعاد الى الكويت عام 1966 متعاقدا مع نادي خيطان وشارك في الكثير من البطولات مع منتخب فلسطين وفي الدورات المدرسية، وصل الى الكويت عام 1966 ولعب مع نادي النصر الرياضي.. لماذا؟ عندما لعب مع نادي خيطان الرياضي كانت أول مباراة ضد القادسية.

عينه رئيس مجلس إدارة نادي خيطان سكرتيرا للنادي وكان جاسم العيسى من الرياضيين الكويتيين وكان يلعب مع القبلي، وانتخب رئيسا لنادي خيطان.

يقول علي ابوحمدة عنه: ان له الفضل الكبير في تقدم ونهضة نادي خيطان، وهو الذي اسس فريقي الكراتيه والطائرة للنساء في نادي خيطان.

ماذا يقول ضيفنا عن الرياضة الكويتية في الستينيات وما بعدها؟ علي ابوحمدة فلسطيني تعاقد مع نادي خيطان عام 1966 ولايزال موجودا يعمل بيننا. نتعرف على تفاصيل ولمحات من حياته وذكرياته خلال السطور التالية:
يبدأ ضيفنا علي محمود ابوحمدة حديثه في هذا اللقاء بالكلام عن مولده وبداياته الأولى في ارض فلسطين قائلا: ولدت في فلسطين في مدينة اسدود وفي عام 1948 لجأنا الى مدينة غزة، وكانت نشأتي وتربيتي في مدينة رفح.

مدينة اسدود فلسطينية تقع على ساحل البحر المتوسط طريق يافا ما بين يافا ومدينة المجدل ومدينة رفح تقع في قطاع غزة على الشريط الحدودي مع مصر ومقسمة الى قسمين رفح الفسلطينية ورفح المصرية وتبعد عن العريش اربعين كيلومترا.

كانت مدينة اسدود زراعية على ساحل البحر المتوسط والمدن تبدأ من رفح الى خان يونس ودير البلح والنصيرات وبعدها غزة ومن ثم بيت حانون وتبدأ بعدها فلسطين المحتلة، وحياتي في رفح، وكان والدي يعمل في الجيش المصري بعد الهجرة ولكنه في اسدود كان يملك اراضي ويزرع الحمضيات.

وبعد احتلال غزة مرة ثانية من قبل اليهود عام 1967 وكنت في الكويت، قمت بزيارة الى مدينة اسدود مسقط رأسي ومدينة عائلتي التي عاشوا فيها.

وبالمصادفة شاهدت يهوديا راكبا فرسا، سألني: ماذا تعملون هنا؟ فقلت له هذه ارضنا.

فقال: كلوا كل شيء ولكن لا تأخذوا معكم اي شيء.

فقلت له: هذه الاراضي لمن تعود ملكيتها؟ فقال: هذه الاراضي ملك الغائبين، والحكومة ترعاها.

وأخذت كيسين من البرتقال والليمون واحضرتهما الى الكويت وكانت اختي وابنها معي عام 1977 وكان السفر عن طريق مدينة عمان وقمت بزيارة القدس.

وبعد الهجرة استقررنا في مدينة رفح، وفيها مخيمات اللاجئين، والوالد بدأ يعمل بالأشغال العسكرية مع الجيش المصري بدائرة الكهرباء.

اذكر هنا ان مدينة اسدود كانت مقرا للجيش المصري عام 1948، وكان جمال عبدالناصر موجودا فيها وحوصر في مدينة الفلوجة وأصيب فيها.

الدراسة والتعليم

يتحدث أبوحمدة بعد ذلك عن مسيرته التعليمية حيث يقول: بداية تعليمي كانت في مدرسة رفح الابتدائية (أ) والقسم الثاني (ب)، المباني كانت منفصلة عن بعضها، وفيها مدارس للبنات.

ناظر مدرسة رفح الابتدائية كان محمد العبادي.

انتقلت إلى ثانوية بئر السبع وكان ناظرها محمد عبداللاه ومن المدرسين أذكر الاستاذ جبر أبوشمالة.

وقد أنهيت دراستي في ثانوية بئر السبع.

الهوايات

وعن هواياته يقول: منذ الطفولة كانت هوايتي كرة القدم، وقد مثلت فلسطين وكنت مشتركا في نادي الشباب في رفح، وبدأت الرياضة في نادي خدمات رفح، وفي ذلك النادي كانت توجد كرة القدم والسلة والطاولة، وأذكر زملاء كثيرين منهم أحمد أبوسنان وجمعة عطية وكان يلعب في نادي رام الله.

في عام 1963 شاركت في الدورة العربية المدرسية مع فريق فلسطين وكانت الألعاب على ملعب ثانوية الشويخ، وبعد نهاية الدورة رجعت إلى فلسطين وشاركت كذلك في البطولة العربية عام 1965 في بالقاهرة.

كان مشرف الفريق الاستاذ سالم أبو لغد عندما شاركنا في الكويت، وكنا نسكن في ثانوية الشويخ، وأيضا أذكر منير الريس رئيس الوفد وكان يعمل مدير التعليم في غزة وصبحي فرج كان إداريا.

الوفد الفلسطيني شارك في الدورة المدرسية وفي كرة القدم حصل الفريق على المركز الرابع على جميع المدارس، لعبنا ضد فريق لبنان وضد فريق البحرين ودخلنا دور الأربعة.

كنت ألعب مع الفريق وسط مدافع (ستوبر) بجانب قلب الدفاع، وأحيانا ألعب في كل مكان والمدرب دائما يخصصني في مراقبة الخصم.

أول اللعب كان ضد البحرين وكان الفريق قويا لكن لم يكن الإعلام قويا.

كان الكويت تمتلك فريقا قويا جدا حتى الجيل الذي جاء بالثمانينيات كان قويا، لقد كان العصر الذهبي، كنت من الجيل المعاصر لذلك.

حاليا الإعلام أكثر من السابق.

في دول الخليج العربي تطورت الكرة وخاصة المنشآت الرياضية، أذكر أن أي مباراة لأي فريق يلعب ضد الكويت كانت نتيجة المباراة محسومة قبل أن تبدأ المباراة، وأذكر أن الكويت كانت تفوز على فريق اليابان.

المهم لعبت مع يوسف الدولة ومرزوق سعيد وفي الدورة التي أقيمت في القاهرة عام 1965 كان يوسف الدولة يلعب سلة وكان لاعبا مميزا، وفي عام 1963 لعبنا ضد البحرين ولبنان ولعبنا ضد البحرين لتحديد المركز الرابع وصار فريقنا الثاني على مجموعتنا ولعبنا ضد الفريق المهزوم فصرنا الرابع.

في ذلك الوقت كانت البطولات المدرسية لها اهتمام كبير، وقد شارك نجوم كرة القدم بتلك الدورات المدرسية، الدورات المدرسية حاليا لا وجود لها.

بعد انتهاء الدورة رجع الوفد الفلسطيني ورجعت أنا إلى قطاع غزة وزاولت الرياضة مع نادي شباب رفح لكن أقول: في بداية حياتي الرياضية كنت في نادي خدمات رفح وانتقلت منه، هذا ويوجد في رفح ناديان هما: نادي خدمات رفح ونادي شباب رفح.

ونلعب مباراة مع نادي غزة الرياضي ونادي النصيرات ونادي خان يونس، وفي غزة ثماني أندية درجة أولى، وتوجد فرق درجة ثانية وهي فرق القرى الصغيرة.

دورة عام 1965

يسرد أبوحمدة ذكرياته عن دورة عام 1965 قائلا: بعد مشاركتي في الدورة المدرسية التي أقيمت في القاهرة عام 1965 وحصول فريقنا على المركز الرابع رجعت إلى غزة.

كان السودان الثاني ضد مصر وحضر المباراة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وحضرها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - وفازت مصر في القرعة بالمركز الأول وليبيا بالمركز الثالث وفلسطين بالمركز الرابع بعد تلك الدورة اشتهر فريق فلسطين وكان مشكلا من جميع اللاعبين الذين كانوا في الوطن العربي أحسن لاعبين في مصر حيث كان أربعة منهم في نادي الزمالك وأربعة في الأهلي وكان لاعبو منتخبي سورية ولبنان معظمهم من اللاعبين الفلسطينيين واقاموا معسكرا في القاهرة لجميع الدول وكان عدد اللاعبين 60 لاعبا وتم اختيار عشرين لاعبا، وكنت واحدا منهم وكان المدرب حمادة الشرقاوي مصري الجنسية وعند تشكيل أول مباراة استبعدني من المباراة.

ويتابع اللاعب علي أبوحمدة: بعدما استبعدني المدرب من التشكيل الرسمي كان حارس مرمى النادي الأهلي مروان كنفاني من ضمن الفريق الذي تم اختياره، سأل المدرب عن تشكيل الفريق وعندما علم باستبعادي، قال للمدرب كيف تستبعد علي أبوحمدة فقال المدرب: علي عمره صغير وهذه المباراة مع منتخب مصر وهذا كان العصر الذهبي للرياضة المصرية، قال مروان كنفاني للمدرب عليك أن تختار علي رقم واحد وعندما فكر في أن يكمل رقم الحادي عشر للفريق تم اختياري مع الفريق وشاركت في المباراة وكنت نجمها، وكانت خطة المدرب أن أمسك حسن الشاذلي وكتبت الصحف المصرية: «علي أبوحمدة يعطل فتاكة الشاذلي» وهو هداف أفريقيا ومصر ولكن الفريق المصري فاز علينا 2 ـ 1 وبعد تلك المباراة صرت ألعب مع كل مباراة وكان مروان كنفاني حارس المرمى وفؤاد أبوغيدة قلب الدفاع وكنت ألعب وسط وتعادلنا مع العراق.

مصر كانت تشكل عدة منتخبات وتفوز في كل البطولات ومما أذكر أن عام 1964 فازت مصر في البطولة العسكرية في طوكيو بالمركز الرابع على بطولة العالم، في ذلك الوقت كان الأولمبياد يختلف عن الأولمبياد الحالي ويشكل من اللاعبين الأساسيين من كل المنتخبات والمستوى أقوى و لعبت مع اللاعب صالح سليم وآخرين من هؤلاء العمالقة مع صغر سني حيث لعبت مع صالح سليم مباراة تجريبية مع النادي الأهلي عام 1966، وكانت هذه مباراة تجريبية لرحلتنا إلى الكويت ولعبت ضد المنتخب العسكري الكويتي والنادي العربي بمناسبة أسبوع فلسطين أيام أحمد الشقيري واستقبلنا في قصر الضيافة وكان خلف الصحة المدرسية بضاحية عبدالله السالم، فزنا 2 ـ 1 كان أحمد الطرابلسي حارس المرمى مع الجيش الكويتي عام 1966 ولعبنا ضد النادي العربي وهزمنا 3 ـ 0 وكان معهم لاعبون محترفون وحارس المرمى حسن شعراوي.

التعاقد مع خيطان

في تلك السنة عام 1966 تعاقدت مع نادي خيطان الرياضي وكان رئيس النادي المرحوم جاسم العيسى وهو مدير الكرة وكان رجلا فاضلا وله أفضال كثيرة وطلبت من النادي بعد التعاقد أن أذهب إلى العراق للمشاركة في بطولة العرب وكان تعاقدي مع نادي خيطان عن طريق الاستاذ محمد البحيصي حيث كان يعمل مدرسا في مدرسة عمر بن الخطاب الموجودة في خيطان، وكنت موجودا في بيت الضيافة بعد انتهاء أسبوع فلسطين، المهم شاركت مع المنتخب الفلسطيني في البطولة بالعراق ومن ثم ذهبت إلى غزة ومنها إلى سورية للمشاركة في البطولة العربية المدرسية صيف عام 1966 ضمن الوفد الفلسطيني، وبعدما انتهت البطولة في سورية ذهبت إلى العراق مع الوفد العراقي وحصلت على تأشيرة دخول من سفارة الكويت في العراق وقابلت عبدالعزيز الصرعاوي وسألني من رئيس نادي خيطان فقلت له جاسم العيسى، ووعدت من بغداد إلى الكويت عن طريق البر وقد تأخرت عن نادي خيطان وبدأ الموسم والنادي قد تعاقد مع لاعبين سودانيين وهما ناصر الدين وهو لاعب مميز، والثاني محمود السوداني لأني تأخرت.

ولهذا السبب لعبت مع نادي النصر ولم يعارض النادي، لعبت مع علي الشمري ورئيس النادي مطلق الشريعان ومطلق الشليمي أمين السر ومدير الكرة مهلي فرهود.

نادي النصر كان درجة ثانية، المهم لعبت معهم وكنت أسكن في نادي خيطان الرياضي وعندهم سكن للاعبين، أيضا كنت أعمل في النادي، أما مقر النادي القديم وسط خيطان القديمة حاليا مستوصف العصيمي، وأذكر أن مناحي العصيمي عضو في النادي، ومدير النادي علي العتيبي. سكنت نادي خيطان وأعمل سكرتيرا للنادي وألعب مع نادي النصر، واعمل في الفترة المسائية أعمالا بسيطة، وأول مباراة مع نادي النصر لعبنا ضد نادي القادسية الرياضي في بطولة الكأس وتعادلنا في الوقت الأصلي للمباراة وفي التمديد تفوق علينا نادي القادسية 3 ـ 0 وأقيمت لنا حفلة بمناسبة النتيجة التي حصلت والعزيمة في ديوان الشريعان، ومحمد المسعود وعبدالله العصفور في القادسية أذكر كان نادي خيطان يدفع لي راتبا ثلاثين دينارا عام 1966 كسكرتير ونصف دوام، ما كان لي نظرة مادية، وأذكر مدربنا في نادي النصر اسمه حسن خيري تعاقدت معه دولة قطر كمدرب لمنتخب قطر لأنه كان يعمل في الكويت، كانت سمعة الفرق الرياضية الكويتية وصلت للعالم العربي والأجنبي، وكانت الفرق لها سمعتها الطيبة وأقول ان نادي النصر تعاقد مع حسن خيري لأنه كان مدرب نادي القادسية وبعد ستة شهور راح نادي النصر ومن هنا تعاقدت معه (قطر) لتدريب منتخب قطر وأذكر أنه زارني في بيتي وطلب مني أن أذهب معه إلى قطر للعب هناك، وحسن خيري وهو سوداني الجنسية.

كان مستوى الأندية الكويتية عاليا جدا ومستوى متقدم على جميع أندية المنطقة.

منتخب الكويت لكرة القدم حصل على بطولة دول الخليج العربي ثماني مرات، يعني الرياضة متقدمة جدا، كانت الكويت مميزة على مستوى جميع الألعاب، ومدرسو التربية البدنية في المدارس لهم الفضل الكبير في تقدم كرة القدم والرياضة بكاملها.

كان المدرسون من عمالقة اللاعبين والمدربين لكرة القدم ومنهم محمد صالح (الوحش) والليثي ومحمد فضالي.

نادي النصر

وعن اللعب مع نادي النصر يقول أبوحمدة: لعبت مع نادي النصر موسما رياضيا واحد، والمستوى كان جيدا ومن اللاعبين علي الشمري كان مستواه جيدا جدا ولاعب منتخب الكويت وحاليا مدرب نادي النصر وله حضور في النادي، أذكر من اللاعبين الذين لعبت معهم محمد الهزاع.

نحن في الدول العربية وحسب الجو الذي لا يساعد اللاعب ان يستمر باللعب أكثر ولكن يمكن ان يصل عمر الثلاثين عند البعض، أيضا الملاعب أحيانا ما تساعد مثل الجو، أما اللاعب المحترف فهي وظيفته.

الدول العربية تقيم بطولة سنة وتغيب سنوات، حاليا هناك بطولات خليجية بطولات عربية اللاعب باستمرار، أيضا البطولات المدرسية توقفت ولم تستمر، بالنسبة لنادي النصر لعبت موسما واحدا ومن ثم رجعت إلى نادي خيطان، النادي الذي تعاقدت معه منذ البداية، لعبت الموسم الثاني مع فريق خيطان واستقررت كسكرتير للنادي إلى أن تركت النادي منتصف الثمانينيات وتفرغت لعملي التجاري.

نادي خيطان

أما ذكرياته مع نادي خيطان فيقول عنها أبوحمدة: بداية وجودي في نادي خيطان مع المرحوم جاسم العيسى رحمه الله هو رئيس النادي ومدير الكرة وكان النادي مرتبطا باسمه مثل الأندية الأخرى، كل نادي موجود رجل مشهور ويعرف من النادي المرحوم جاسم العيسى كان معروفا ومرتبطا بنادي خيطان الرياضي وله الفضل على النادي، النادي كان يضم أبطالا رياضيين مثل عبدالعزيز الهدبة في ألعاب القوى وعيسى جاسم العيسى في التنس الأرضي وخليل العيسى وحسين الجطيلي، وفي نادي خيطان كان مشهورا في لعبة التنس الأرضي حمود الصانع وعيسى وخليل جاسم العيسى من أبطال التنس الأرضي هذه اللعبة أسستها أثناء عملي في النادي، كنت أذهب إلى المدارس وأقدم هدايا لمدرسي التربية البدنية والمدرس يبحث عن الطالب الممتاز، كذلك النادي عين بعض المدرسين مشرفين وإداريين، قال لي شوف أي انسان يستطيع أن يخدم النادي أحضره للنادي فلذلك أسسنا الفرق الرياضية.

المدرسون في المدارس تجاوبوا معنا، وكان لهم دور كبير في التعاون، وأي طالب يدخل النادي نعطيه هدية عبارة عن ملابس، وكانت مخصصات النادي من الدولة بذلك الوقت 12 ألف دينار، وأذكر أن أبوعيسى كان يقول: هذا ولدنا وكان يكرم ويعطي اللاعبين ولم يكن يبخل عليهم، كل شيء بالنادي كان الفضل فيه لجاسم العيسى رئيس النادي.

كان جاسم العيسى أحد اللاعبين بالنادي الأهلي وكنت أذهب إلى الديوانيات وأحثهم على الحضور إلى النادي، ولم تكن هناك رغبة، بعد ذلك عندما صار اللاعب أو عضو النادي يسافر مع اللاعبين صارت الرغبة عندهم، فبدأ الاهتمام بالنادي وبدأ التنافس بين الحضور وكان العصر الذهبي للرياضة الكويتية بالستينيات والسبعينيات وامتدت الأجيال جيل بعد جيل.

كان العصر الذهبي عندما وصلت الكويت إلى كأس العالم بالثمانينيات، والمدرسون كان لهم دور في الأندية عكس هذه الأيام، فقديما اللاعب كان يلعب من أجل اللعب لا من أجل الفلوس فلذلك ما كان يطلب من النادي أي مبلغ خاص له.

جاسم العيسى حبه للرياضة جعله لم يلتفت للتجارة والعمل الحر، لو فتح له بقالة بذلك الوقت لصار من رجال الأعمال ولكن إخلاصه وحبه للرياضة وتفانيه أبعده عن التجارة، كان رجلا مخلصا جدا للرياضة، كان جيله بنفس الطريقة والكيفية تفرغوا للرياضة وبالتالي من الضروري أن يكرم جاسم العيسى ومن كان معه بذلك الوقت ممن خدموا الرياضة.

استمررت بالعمل سكرتيرا في نادي خيطان الرياضي وكنت أتابع مع المقاول الذي بنى نادي خيطان وأشرف على البناء، كنت أساهم في تأسيس الفرق الرياضية، وكنت أذهب الى الأماكن التي يلعب فيها الأولاد.

أسست الاسكواش والتنس الأرضي حتى فريق كراتيه للنساء وفريق كرة الطائرة للنساء.

كان النادي فيه جميع الألعاب بالنسبة للتنس الأرضي كان يلعب فيه عيسى العيسى وخليل العيسى ومحمد الهدبة، أكملت العمل وتفرغت للأعمال الحرة.

العمل التجاري

بعدما ترك نادي خيطان توجه أبوحمدة للعمل في التجارة وعن ذلك يقول: بعدما تركت الرياضة بدأت بالعمل التجاري وصراحة تركت نادي خيطان بسبب جاسم العيسى، عندما ترك النادي كنت مرتبطا بوجوده في النادي، وتفرغت لأعمالي الحرة، وأول شركة للتجارة والمقاولات كنت آخذ مشاريع في الأندية الرياضية، والشهيد الشيخ فهد الأحمد كان له دور كبير في دعمي ومساندتي وكنت متخصصا في أرضية الملاعب بمادة خاصة واستمررت بالعمل وفتحت محلات تجارية مثلا للأحذية ونظارات الأقصى وعدة نشاطات منها شركة المدار للسياحة والسفر، أتمنى الاهتمام الأكبر بالرياضة فتاريخها مشرف، وعقلية المواطن الكويتي عقلية رياضية وتحتاج إلى دعم ومساندة.

إحياء ذكرى العيسى

يتوجه أبوحمدة إلى القائمين على الحركة الرياضية بطلب قائلا: أطلب من الإخوة القائمين على الحركة الرياضية وخاصة نادي خيطان أن يتم إحياء ذكرى المرحوم جاسم محمد العيسى رئيس نادي خيطان السابق وأحد رموز ومؤسسي الرياضة بالكويت تقديرا لما قدمه من خدمات جليلة للرياضة فهو يعتبر أحد صانعي الإنجازات الذهبية.

منتخب فلسطين

كان أبوحمدة من انشأ منتخب اللاعبين الفلسطينيين في الكويت وعن ذلك يقول: بعد أن تركت نادي خيطان بمنتصف الثمانينيات وبصفتي رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فرع الكويت شكلت منتخب فلسطين من اللاعبين المقيمين بالكويت وأعددنا له تدريبا بالكويت على ملعب الاتحاد بالعديلية بقيادة المدرب الكويتي مقصيد العجمي وبدعم من الشهيد الشيخ فهد الأحمد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم.

حيث قدم كل الدعم المادي والمعنوي لهذا الفريق للمشاركة في بطولة فلسطين تحت 19 سنة التي أقيمت في الجزائر وبعد انتهاء فترة التدريب بالكويت أقمنا معسكرا تدريبيا في بلغاريا وبعدها توجهنا للجزائر للمشاركة في البطولة.

قصة لاعب

في ثنايا اللقاء يذكر علي أبوحمدة قصة أحد اللاعبين المميزين حيث يقول: حسين الجطيلي من لاعبي نادي خيطان الرياضي وتم اختياره ضمن اللاعبين لبطولة الخليج التي أقيمت في دولة قطر عام 1974 وكان يلعب مع فريق الفريج والملعب كان عند سينما غرناطة، في البداية كان رافضا الانضمام وذهبت له وأقنعته وسافر مع المنتخب وشارك في بطولة الخليج في قطر وبعد البطولة والعودة إلى الكويت أعطى المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح لكل لاعب من المنتخب الكويتي فيلا وكان حسين أحد اللاعبين الذين حصلوا على بيت هدية له وهذا فضل من الله ومساندة جاسم العيسى لذلك اللاعب حسين الجطيلي وهذا مما نقول عنه حرص رئيس النادي على اللاعبين، جاسم العيسى لم يستفد شيئا، رحمه الله، ولكن كسب سمعة طيبة عند الرياضيين والنادي.
 
حسين البزاز: أشرفت على نقل السفينة «فتح الخير» من «الدوحة» إلى المركز العلمي وسقطت في البحر ليلاً ولم ينتبهوا لغيابي إلا بعد شروق الشمس
السبت 2014/5/10
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 7838
A+

A-




البزاز في صباه عام 1951
حسين البزاز في شبابه عام 1964
حسين البزاز مع الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله في زيارة لمتحف الفن بالدوحة
دالشملان ومساعد الهارون مع حسين البزاز لدى تكريمه من وزارة التعليم العالي
حسين البزاز برفقة امير القلوب الراحل الشيخ جابر الاحمد رحمه الله في الدوحة
حسين البزاز متحدثا الى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء اسامة ابوعطية
حسين البزاز مع سفير الكويت في تونس مجرن الحمد سنة 1977
حسين البزاز لدى وصول السفينة فتح الخير الى الكويت
حسين البزاز مع وزير خارجية المغرب في مهرجان اصيلة
حسين البزاز مع وفد الكويت في تونس عام 1977
حسين البزاز يصنع سفينته
دفتر دراجة هوائية باسم حسين البزاز عام 1958 من الامن العام
نموذج لسفينة خشبية من نوع شوعي
حسين البزاز
تكريم من متحف الكويت
جد الزوجة عبدالله غانم القلاف
حسين البزاز مع سكان يعود للوالد منذ عام 1948
الوالد علي البزاز
عمي احمد البزاز
  • يجب وضع السفن الشراعية القديمة في مكان قريب من البحر ووضعها الحالي غير صحيح
  • أحد الأشخاص طلب 12 ألف دينار لإصلاح بوم المهلب وقبلت أن أقوم بصيانتها بمبلغ صغير
  • سافرت إلى دبي عام 1962 واستغرقت الرحلة إلى البحرين 18 ساعة في البحر
  • كنا في المدرسة نحترم المدرس ونخاف منه فإذا رأيناه بالشارع ندخل البيوت
  • كنت أذهب إلى المدرسة بالدراجة وأسابق الأولاد من دوار مخفر شرق إلى فريج المطبة
  • والدي رفض التحاقي بالقسم الداخلي في ثانوية الشويخ خوفاً علي أول عمل لي كان في صناعة السفن «مزوري» والمقابل كان الغداء فقط
  • دخلت «الأميري» مرتين للعلاج من «عضة» كلب و«نطحة» خروف
  • أكملت دراستي بالمعهد التجاري وبعدها عينت كاتب حسابات في «التربية»
  • عملت مع الوالد عندما كان مسؤولاً عن القلاليف لتصليح لنجات الدولة وكنت أجمع «الكشبار» والوالدة تستخدمه وقوداً
  • كنت أحلب السخلة وأغسلها في البحر بأمر من والدي وآخذها إلى الشاوي صباح كل يوم
  • عندي طراد حالياً أذهب به إلى البحر بهدف الحداق باستخدام الخيوط
  • أنتمي إلى عائلة رجالها من القلاليف ومازلت أحتفظ بعدة الوالد لصناعة السفن وأستخدمها في تصميم نماذج صغيرة
  • سنبوك الشيخ جابر العلي سجل عليه شادي الخليج أغنية «حالي حال» والمحتل العراقي حرق كل السفن لكنه لم يحترق
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيف هذا الأسبوع حسين علي البزاز، ولد في المطبة بمنطقة الشرق، والتحق بالدراسة عند الملا ماجد الشماع وتعلم وحفظ القرآن الكريم، وكذلك عند العلوية الموسوي، ثم التحق بمدرسة النجاح وناظرها المرحوم عبدالله حسين الرومي، كان والده يعمل قلافا وكذلك جده وأعمامه (صناع السفن الشراعية).
كان والده يأخذه معه لكي يعلمه صناعة الآباء والأجداد، يقول حسين البزاز انه كان يعمل مساعدا لوالده حيث كان يناوله ما يحتاج له في عمله من قطع الأخشاب والأدوات التي يشتغل بها، مضيفا انه كان يجمع «الكشباز» «مخلفات تنظيف الخشب» وينقله الى البيت وكانت والدته تجمعه لاستخدامه كوقود للطبخ والخبز.

التعليم والدراسة عنده تغلبا على الصناعة فحصل على الشهادة، واشتغل عند أحد التجار محاسبا وأمينا للصندوق، ثم عمل في الوزارات الحكومية الا انه لم يبتعد عن صناعة السفن واستمر مع والده في العمل.

كسب خبرة واسعة في العمل وشارك في المركز العلمي واستعانت به أماكن أخرى لعمل تصليحات في السفن الكبيرة.

شارك في نقل «فتح الخير» السفينة الكبيرة التي كان يقودها النوخذة عيسى بشارة من الدوحة الى المركز العلمي، وقد سقط في البحر.. فماذا حصل له، وكيف نجا؟ كذلك ولخبرته الطويلة يقوم بتصليح المهلب ويعده ويجهزه.

ويرى ضيفنا انه يجب ان توضع السفن الشراعية في أماكن مخصصة وتجمع بعضها مع البعض لكي يراها ويشاهدها المواطن ويعرف ماضي الكويت البحري.

وله في هذا المضمار الكثير من القصص، وهو حاليا متفرغ لصناعة النماذج للسفن الشراعية، وتستعين به بعض الجهات المختصة.

حسين البزاز فنان كبير في صناعة السفن منذ ان كان مع والده والى هذا اليوم وهو يعمل في صناعة السفن الشراعية وصيانة السفن القديمة.

نتعرف من خلال السطور التالية على المزيد.

في مستهل حديثه، يتناول ضيفنا حسين علي البزاز بداياته وذكرياته عن مرحلة الطفولة حيث يقول: ولدت في منطقة الشرق بالكويت عند مسجد الرومي، أخوالي من عائلة الأشوك وكانوا يسكنون المطبة، الوالد والوالدة من عائلة القلاليف (صناع السفن الشراعية)، تعلمت صناعة السفن من الوالد وكان - رحمه الله - كل يوم جمعة يكلفني بتنظيف عدة العمل مثل المنشار والمنقار والمغراس، ويوجد منقر حفر والرندة، فيوم الجمعة أعمال شاقة بالنسبة الي، وكل اسبوع آخذ السخلة (المعزة) الى البحر واغسلها بالبحر، وأحيانا احلب السخلة، والوالدة أيضا تكلفني بخض الاسقا المصنوع من جلد الغنم، وكانت هوايتي الحداق بالخيط لصيد السمك على الساحل، وكنت اذهب معه الى البنديرة لأنه كان يصنع سفينة.

كنت اصيد سمك مچوة، واذكر شاوي الغنم يقال له ابورجا والبربرية فوق.

أيضا الوالد كان يكلفني بسحب الماء من الجليب بواسطة الدلو، ومن جيراننا بيت الدريول والمرهون والشطي والبورسلي واسطى احمد، وأذكر احد الرجال كان يعطينا زلابية وحلوة وهو الحاج عبدالله العوضي.

الدراسة والتعليم

يتطرق البزاز بعد ذلك الى مشواره في ميدان التعليم حيث يقول: البداية التحقت عند المطوعة علوية الموسوي وتعلمت قراءة القرآن الكريم ومن ثم انتقلت الى مدرسة المطوع ماجد الشماع وكان شديدا على الطلبة وتعلمت قراءة القرآن الكريم وحفظته وتعلمت الحساب واللغة العربية وحفظت القرآن خلال سنتين وبعد ذلك التحقت عند ملا محمد السماك - رحمه الله - وتعلمت عنده، وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة النجاح في منطقة المطبة وكان الناظر عبدالله حسين الرومي وعبدالوهاب الزواوي، واذكر بعض الاخوان الذين كانوا بالمدرسة مثل غانم القضيبي وأولاد الشملان والرومي هؤلاء بـ«النجاح» واكملت 4 سنوات في «النجاح» ومن الأنشطة الرياضية شاركت في فريق السلة بالمدرسة وكنا نلعب بملعب المدرسة كذلك كانت لي مساهمة في فريق كرة القدم.

وكنا نلعب بالمقبرة المجاورة للمدرسة وكانت ساحة لا أثر للقبور فيها، والمقبرة قديمة جدا - عند الدوار مقابل مخفر الشرق، وتخصصت بالسلة فقط واذكر الفنان محمد المنصور يلعب سلة، كنا نحرز بطولات والناظر كان اسمه عبدالله حسين وكنت دائما من الناجحين لم ارسب سنوات الدراسة وبعد ذلك نقلت الى مدرسة المتنبي بالشرق «دسمان» وجميع أصدقائي كانوا هناك والدوام على فترتين الصباحية وبعد العصر، نذهب ونرجع مشيا على الأقدام وبعد ذلك الوالد اشترى دراجة.

وتابع: لم أمارس لعب السلة، ولا أي نشاط رياضي.

وكان من طلبة المتنبي الشيخ علي جابر الأحمد ونايف الأحمد وكذلك الشيخ ناصر وحمد صباح الأحمد، الفصل في ذلك الوقت فيه طلبة صغار وكبار، وكنت من الشطار، فالمدرسون يسألونني عن المعلومات وكنت أجاوب بسرعة فقلت لهم سبق ان تعلمت في مدرسة المطوع وهي من المدارس الأهلية.

لا يوجد تعليم اللغة الانجليزية بالابتدائي وأذكر الاستاذ محبوب فلسطيني، كان شديدا على الطلبة وهو مدرس إنجليزي في المتوسط، كان احترام المدرس من أهم ما يقوم به الطلاب، اذا رأينا المدرس في الشارع ندخل البيت خوفا منه واحتراما، كنت شديد الاستماع لشرح الاستاذ في الفصل، وحفظ بعض القصائد، كنت أجلس فوق السطح للمراجعة على ضوء لمبة واحدة، والوالد (رحمه الله) يستمع لأخبار الاذاعات من الراديو: إذاعات صوت العرب وشرق الأردن وصوت بغداد، كنت أحفظ المخطوطات وبعض القصائد، وكنت أذهب الى البراحة مع الشباب يلعبون الصبة والتيلة، وبعد ذلك الوالد اشترى لي دراجة وكنت أسابق الأولاد الآخرين الى فريج المطبة من دوار مخفر الشرق ويقابلهم فريج العرضة، وأذهب بالدراجة الى المدرسة.

المهم أكملت رابعة متوسط في مدرسة المتنبي وانتقلت الى ثانوية الشويخ، وكان فيها صعوبة والوالد رفض التحاقي بالقسم الداخلي وكل شيء عليهم وكنت وحيد الوالدين، فكان يخاف علي، ولذلك لم أواصل تعليمي بثانوية الشويخ، ولكنني التحقت بعد ذلك بالتعليم المسائي وأكملت ثانية ثانوي، الوالد (رحمه الله) قال تعرف تقرأ وتكتب فقلت له نعم فقال كافي تعليم ولا تذهب الى المدرسة فترة كنت بالدراسة المسائية.

أول عمل عند تاجر

عن عمله بالتجارة بعدما ترك التعليم المسائي يقول البزاز:

التحقت بالعمل عند التاجر عبدالله القطان وكان عملي محاسبا وأمين صندوق، قبل ذلك الوالد طلب مني أن أعمل معه في صناعة السفن فرفضت لأن العمل متعب، فقال تعال اشتغل معنا «مزوري» (عامل - بقال - مطراش) أحضر الألواح أو العدة، وبدأت العمل عند الحاج أحمد الاستاذ مع الوالد وبدون مقابل فقط الغدا، بعد ذلك الوالد اشتغل في لنجات الدولة للتصليحات وعين مسؤولا على القلاليف واشتغلت معه، وكنت أجمع (الكشبار) وهو مخلفات وقطع صغيرة من تنظيف الخشب وكنت أستأذن من موسى سبتي وسلمان الاستاد وفردان، وأحتفظ بالقطع الصغيرة من الاخشاب وأخزنها فوق السطح لأيام الشتاء.

كان عندي حمام فوق السطح ووضعت «الكتويل» لاتجاه الرياح.

صار عندنا مخزون من الخشب «الكشبار» يستخدم كوقود في التنور أو للطبخ مثلا التنور للخبز أو شوي الصبور، بعد ذلك الوالد بدأ يشتري السعف من الفرضة ويخزن للشتاء وكذلك جيراننا بيت المري عندهم مخزن كبير ويخزنون السعف والأخشاب والكشبار هو قطع صغيرة من الخشب مخلفات تنظيف الأخشاب، فهذا يكفي للاستخدام في البيت والوالدة يوميا تخبز مرة واحدة مساء.

وأدركت جدي وكان قلاف سفن شراعية ونجار اشتغل في أبواب سور الكويت بالعشرينيات جدي أول نجار كويتي كان يصنع القبقات من الخشب وكانوا يسمونه قبقاب بو إصبع.

يصنع ويبيع، تعلمت صناعة القلاف مع الوالد، وكنت أعمل مع الوالد وعرفت أسماء الالواح والشلامين والعطف، وتجهيز العدة وهذه من أعمالي، وتعلمت الصناعة لكن لم أشتغل بالمحامل الكبيرة، بعد سنوات توفي الوالد (رحمه الله).

العمل في وزارة التربية

عن عمله في وزارة التربية يقول البزاز: أكملت دراستي في المعهد التجاري بالدوام المسائي وعينت في وزارة التربية، ومنذ ان كنت صغيرا كان عندي حب لمادة الرياضيات، فلذلك التحقت بـ«التجاري»، وعينت كاتب حسابات في التربية وكان رئيسنا مصريا وكان يطلب مني ان اعمل بعض الكشوف.

عدة الوالد

بعد وفاة الوالد احتفظت بالعدة وهي الأدوات التي يعمل بها في السفن الشراعية، وقد طلبها مني أحد المختصين بالمتاحف، كذلك اعمل مسؤولا في المتحف بالشرق عن الصيانة، وعدة الوالد قديمة جدا واعتقد انها أيضا من مجموعة جدي لأن الأدوات قديمة وأشتغل بها في صناعة نماذج للسفن الصغيرة وأنا محافظ عليها.

والمختصون والمسؤولون عن أماكن التراث والمتاحف مهتمون جدا بالسفن الشراعية الكبيرة القديمة.

اقتراح للمسؤولين

لدى ضيفنا اقتراح بخصوص السفن الشراعية القديمة يقول فيه: السفن الشراعية الكبيرة وجودها داخل مكان مسور غير صحيح، يجب على المسؤولين ان يجدوا مكانا على ساحل البحر مخصصا لتجميع هذه السفن حتى تكون بالقرب من البحر وهو المكان الطبيعي لها حيث يعطيها أهمية تاريخية، أما وجودها على الأرض اليابسة فيفقدها أهميتها، إذ ان الشمس تؤثر فيها والخشب يتفكك من حرارة الشمس، فوجود هذه السفن داخل نقعة أفضل وحماية لها.

البوم المهلب الحالي موجود داخل أرض مسورة وفوقها سور حديد، فالمواطن لا يستطيع ان يشاهد السفينة، حاليا حبال الدقل العود والصغير مقطعة وقد كلفت بإصلاحها، أحدهم طلب منهم مبلغا كبيرا من أجل الصيانة بحدود 12 ألف دينار وطلبت منهم مبلغا أقل بكثير من هذا المبلغ، وهو ألف دينار لشراء الحبال، وأما أجرتي فقلت لهم قدروها وأي مبلغ اعطوني فأنا راض به.

اشتريت الحبال وجهزتها، الكرين أجرته بـ 70 دينارا لمدة يومين، والعمال الواحد يوميا يأخذ مبلغا بسيطا والحبال ممدودة مع الكفيات جاهزة، واستوردت دهن الصل من الإمارات لكي ادهن الحبال عن حرارة الشمس.

يوجد نوعان من الصل الأفضل الهندي أو العماني ويوجد دهن صل مغربي لكن لا استخدمه والصل له رائحة قوية، واستورد 50 قوطي انقله بالسيارة، وقد استوردت مرتين من الإمارات، ودهن السفن رجل ايراني ويساعده رجل هندي.

والعمل بإشرافي البداية «نهب» السفينة بمعنى ننظفها من الشوائب من الخارج ونبدأ في الدهان بالصل، أيضا السفينة الخشبية نعمل لها شونة من التورة البيضاء والودج، شحم مخصص للسفن فكان للصل والجزء الأسفل للسفينة للشونة، أيضا علم المهلب نغيره بين فترة وأخرى حيث من السهل تغيير العلم الأمامي ومن الصعب تغيير العلم الخلفي وأقوم بعمل التغيير.

وأذكر أن موقفا حرجا حصل معي حينما استدعاني مدير المتحف وطلب مني تغيير علم سفينة المهلب وكان رجل مصري جالسا عند المدير وهو متفق معه على تغيير العلم ولكن بسعر مرتفع وبعدما جلست قال مدير المتحف أبو وليد نريد تغيير العلمين فوافقت على العمل.

وقلت له نحضر خيطا من الحرير وعلم الكويت عدد اثنين وأستطيع التغيير، فقال بكم سعر التغيير؟ فقلت بعشرين دينارا.

زعل المصري وقال كيف تقول بعشرين دينارا يومية الكرين بستين دينارا؟ فقلت له بدون كرين عاملين، فقال أحضرت سبعة عمال بنغاليين فلم يستطيعوا.

فكلمت المدير وقلت له خلال ساعتين تم تغيير سارية العلم الامامية والخلفية بعملية بسيطة وخرج المصري من عند المدير.

وبين فترة وأخرى يتم تغيير العلمين من فوق السارية.

كل شيء فيه صيانة للمهلب أقوم بعمله وأنا المشرف على هذه الأعمال بعد الهباب سوف ندهن المهلب وبالتورة والودج والصل وحسب الموعد سيزال السور من حول المهلب ولا يوجد أحد يفعل ما أقوم به.

أصنع مجسمات سفن صغيرة من خشب الساج وأما السفن الكبيرة فأستطيع أن أصنعها بمساعدة آخرين ممكن أصبح استاذا وأبسط القاعدة لأن حاليا كل شيء بواسطة الكهرباء.

أنتمي لعائلة رجالها من القلاليف (صناع السفن) فجدي لأبي وجدي لأمي ووالدي وأعمامي وأخوالي جميعهم يعملون في صناعة السفن.

أستطيع أن أصنع السكان (الجرخ) وحسب القياسات والقديم أفضل من الجديد والأخشاب غالية والأفضل خشب الساج.

أما الخشب المضغوط فضعيف ويتفكك والخشب الغيني مضبوط ويصلح خشب الساج القدم الواحدة بخمسة وثلاثين دينارا يعني اللوح الواحد بسعر ثمانمائة دينار.

أضطر لأذهب الى السكراب وأشتري الابواب القديمة والمصنوعة من خشب الساج وأنظفها من الاصباغ وأقطعها في المنجرة حسب طلبي، أصنع النماذج للسفن من الأبواب القديمة التي أشتريها من السكراب والخشب القديم أفضل ويقاوم أكثر.

من هذه الأبواب القديمة أصنع السفن، النماذج الصغيرة ، جميع القطع من الساج.

وأحسن ساج من الهند وحاليا ممنوع (لا يصدر) وأحسن الأخشاب حاليا البورمي والافريقي، وأبيع سعر البوم (السفينة) بثمانمائة دينار.

المرحوم صالح الغريب كان يعمل بصناعة السفن وحاليا ديوانية القلاليف يصنعون السفن وعندهم ورشة للسفينة يستخدمون الخشب (الميرنتي) ولونه أحمر خفيف لكن يبقى الساج أفضل في السابق عند الأولين كان البيص قطعة واحدة، واذكر اننا صنعنا «جالبوت» لمؤسسة التقدم العلمي وكنت المشرف عليه واشترينا البيص من عمارة الحاج حسن عبدالرسول، والبيص من الأفضل ان يوضع في الماء، والاستاذ علي الصباغة اشتراه بـ 600 دينار، السنبوك موجود في المركز العلمي في السالمية، وحسن عبدالرسول صنع البتيل.

وسنبوك المرحوم الشيخ جابر العلي - وقد سجل شادي الخليج على ظهره أغنية «حالي حال» وأثناء الاحتلال الصدامي حرق العراقيون جميع السفن لكن السنبوك لم يحترق واشتراه المركز العلمي.

زارنا الشيخ صباح العلي في الدوحة وشاهد جالبوت والده وكان يقول عنها البنيه.

نقل «فتح الخير»

تقرر نقل البوم (السفينة) «فتح الخير» من منطقة الدوحة الى المركز العلمي، ومنهم من اقترح نقله بواسطة التريلات (سيارات النقل) وكلفت بالعمل، وقمت بجولة بشوارع الكويت فاتخذت قرارا وقدمته للمسؤؤلين بأنه لا يمكن النقل بواسطة السيارات لوجود الجسور، فأنزلناه بالبحر وكان معنا د.يعقوب الحجي، واحضرنا مهندسين اقترحوا النقل بالكرين، وآخرون اقترحوا النقل بالهيليكوبتر، والحاج علي الصباغة قال «ننزله بالبحر على الحملة على ألواح» قلت المهلب القديم الذي حرقه الجيش الصدامي الغازي، المهندس الفلسطيني الذي أشرف على الملهب موجود في الكويت وبيننا تواصل ويعمل في احدى الشركات.

اتصلت عليه وحضر وشاهد السفينة «فتح الخير» وقال نضع السفينة على تريلة ونقلبها على جانب واحد فقلت لا.

قال عن طريق البحر كيف ننزله في البحر؟ فقلت له نصنع قفصا مفتوحا من الحديد، الحديد خمسه بيم من تحت وخمسه بيم من فوق حول السفينة، فالكرين يحمل الحديد وبداخله السفينة وننزله بالبحر، مياه الدوحة ضحلة والغاطس 7 أمتار وتم النقل بواسطة القفص بالكرين الى المقص، الأرضية صخر، المهم نزل ومياه البحر طفوح (المد في أعلى درجاته مع بداية الجزر)، نزل الماء وقطعنا الحديد من تحت ومن فوق، وقت السحب سقطت بالبحر والعاملون لا يعرفون عني شيئا والسفينة «فتح الخير» سحبها التك الى السالمية وبدأت اسبح من المقص الى الأرض اليابسة، وخلعت جميع ملابسي والجو بارد جدا، وناديت على الحارس وصار جسمي أزرق، وفتح الدفاية وبعد شروق الشمس انتبهوا الى أنني غير موجود معهم وحضروا عندي وسقطت مرة ثانية.

السفر للخارج

يتحدث البزاز عن سفراته الى خارج الكويت وكيف كانت، حيث يقول: سافرت الى دبي عام 1962 سياحة وكان معي اثنان بالباخرة، والبداية سافرنا الى البحرين وكانت مزدهرة، وكنت طالبا وركبنا الباخرة من ميناء الشويخ، واستغرقت مدة السفر 18 ساعة، أمضينا 3 أيام، وشاهدت مقهى ضاحي بن وليد وجلسنا مع رواده.

وأهل الدور أقاموا حفلا غنائيا، وكان في الحفل المرحوم عبدالله فضالة وعوض دوخي عام 1962، والحفل أقامه دار ابوعلاية، واذكر المطرب أبوشيخة والمطرب سالم الصوري، سهرنا تلك الليلة مع الحفل الغنائي، وثاني يوم قررنا السفر الى دبي بالطائرة، وكان سعر التذكرة 9 دنانير.

العملة في البحرين كانت الروبية، المهم وصلنا الى دبي وسكنا في فندق اليماني في سكة الخيل، والشارع كانت فيه محلات ومطاعم، وذهبنا الى حفل غنائي في دبي في ساحة كبيرة، وكان هناك بعض الكويتيين مع مطربين، وكان يوجد في الحفل رجال ونساء.

دبي فيها كهرباء وكانت المراوح فقط، من دون تكييف، وقررنا العودة الى البحرين واتفقنا مع النوخذة الذوادي صاحب اللنج، حيث قال لنا «غدا مسافر الى البحرين»، ركبنا في اللنج وفرشوا النيم واحضروا دلة القهوة والتمر وطبخوا لنا الغداء محمر على سمك صافي، انتظرنا والنوخذة لم يحضر، سألنا عن السبب قالوا حصل له طارئ وتأخر، وهو رجل كريم حيث اذكر اننا كنا في القهوة ودفع عنا سعر الشاي والحامض، كنا في ديرة في دبي ونستخدم العيرات بالتنقل، واذكر ان بر دبي كان فيه بعض الأسواق، إذ أكلنا في المطعم عيشا ومرقا.

سلمنا الشنط لـ«اللنج»، وسافرنا الى قطر بالطائرة من دبي ومن قطر الى البحرين بـ«اللنج»، وسافرنا من البحرين الى الكويت بالطائرة الفايكونت 4 محركات، وبعدما وصلنا الى البحرين وجدنا الشنط عند جسر المحرق، وفي البحرين مقاه كثيرة والمنطقة عامرة، النوخذة الذاودي قال انت «راعي بحر» تستخدم كلمات بحرية، وفريق الغوص ساعدونا بالعوامات وقت السحب، وكنت عند صدر السفينة (مقدمتها) وذلك فجرا.

وفي شهر رمضان كان الحوض جاهزا له بوابة على الهيدروليك، أدخلنا السفينة من صدرها بالحبال ورفعناه على الدكة وتم ضخ الماء داخل الحوض وعددنا كان 30 رجلا. أحضرنا فرقة العميري البحرية و سقينا على الدقل العود والصغير وركبنا الحبال سقينا، دفعنا والنوخذة عيسى بشارة صلى ركعتين حمدا وشكرا لله على سلامة وصول فتح الخير الى المركز العلمي بالسالمية، مع أن الوالد قال لا نروح لهم.

والوافد كان يذهب الى السينما في البحرين، وفي يوم من الأيام صارت له مشكلة مع اقاربه في البحرين ولم يقفوا معه ويساعدوه، الوالد في يوم من الأيام تغدى عندهم والداعي له قال له ما عندنا بنات تذهب للغربة مع ان الوالد لم يخطب منهم.

أول أيام عيد الأضحى

وعن موقف غريب مر به في احد سفراته يقول البزاز: كنت في إمارة عجمان بدولة الامارات العربية المتحدة وصادف ذلك يوم اعدام المجرم صدام حسين وكنت اسكن في فندق وانتظر احد الاصدقاء، وصلت عند العلاقات العامة في الفندق وقلت للرجل الواقف عيدك مبارك فقال لا يوجد عيد فسألته السبب فقال ما تدري ان اليوم أعدم صدام حسين؟ فقلت له خبر جيد وممتاز الرجل انصدم، صديقي وصل وقال اترك الفندق وبالفعل ذهبت الى ام القيوين.

حوادث الشباب

يستذكر ضيفنا موقفا مر به في شبابه مع كلب صاحبه انجليزي حيث يقول: اذكر ان رجلا انجليزيا كان يسكن في منطقة الميدان وكان عنده كلب بوليسي كبير حماية له وتحرشت بالكلب وعضني، كان ذلك عام 1958، والوالد نقلني الى المستشفى الاميري وعالجني من عضة الكلب، ومرة ثانية حصل ان الوالد اشترى خروفا له قرون ونطحني بالجبهة وربطوا جبهتي بالغترة ونقلوني الى «الاميري» وتم علاجي، وقد شاهدت احد المواطنين يخلع ضرسه بالخيط.

صناعاتي وأعمالي

يتحدث البزاز عن بعض اشغاله وأعماله في الوقت الحالي قائلا: اعمل ما بين المركز العلمي والمتحف، اعمل على السفن (النماذج)، ايضا ساعدت مواطنا لتنزيل العبارة الى البحر حيث كان يريد استخدامها كقهوة بالبحر، وأبلغته بأنه قد سبقه واحد في البحرين ولكن لم تنجح الفكرة.

وحاليا عندي طراد وأذهب للحداق واستخدم الخيوط، والصيد قليل، وأحيانا اذهب مع ولدي او احد الاصدقاء.

طراد بوسط البحر

يذكر ضيفنا موقفا ربما يكون درسا لكل من يهوى ارتياد البحر، ونصيحة لمحبيه، حيث يقول: كنت في رحلة صيد وشاهدت طرادا متعطلا بوسط البحر وفيه رجل واحد وليست عنده مجاديف، والأكل قد انتهى وكذلك الماء ولم يكن معه هاتف، وكان يلوح بالغترة، اقتربت منه وأعطيته ماء وأكل وسحبته الى البر وهذا من الاخطاء ان يخرج الرجل بنفسه دون اصدقاء، لأن البحر غدار ما تدري ما يحدث مع تقلبات الجو او الاعطال للطراد واستخدام جي بي اس.

السقوط مرة ثانية

لم تقتصر خبرة البزاز في السقوط بمياه البحر على تلك المرة التي تم فيها نقل «فتح الخير» بل تكرر ذلك مرة ثانية يقول عنها: ثاني مرة سقطت بالبحر عندما قرر سحب الشوعي مقابل راس السالمية، داخل النقعة الطراد سحب الشوعي فسقطت بالبحر، وكنت واضعا رجلا على الطراد والاخرى على الشوعي، وتحرك الطراد بسرعة فسقطت بالبحر بين الطراد والشوعي.
 
د.سليمان الشطي: وزير التربية صالح عبدالملك ضربني كثيراً عندما درّسني بالمدرسة وقال لي عند إلقائي كلمة التخرج بالجامعة «هذا الذي جعلك من المتفوقين»
السبت 2014/5/3
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 2
عدد المشاهدات 7369
A+

A-





غلاف مجموعة الصوت الخافت من تاليف د سليمان الشطي
د سليمان الشطي يلقي محاضرة خلال تكريم احد الادباء
ثلاث قراءات تراثية
د سليمان الشطي مع المرحوم خالد مسعود في المغرب
رجال من الرف العالي
د سليمان الشطي مع محمد الفايز ومنصور المنصور
الشطي مع مدام ديكسون
سليمان الشطي مع خالد سعود الزيد وخليفة الوقيان
د سليمان الشطي متحدثا الى الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
د سليمان علي حسن الشطي


  • أحببت الرمز في القصة واعتمدته منهجاً في مؤلفاتي وناقشت الرمزية في كتابات نجيب محفوظ برسالة الدكتوراه
  • ولدت في الكويت بالحي القبلي بفريج سعود عام 1943
  • فريجنا كان مزدحماً بالسكان وفيه عدد كبير من نواخذة السفر الشراعي ونواخذة الغوص ونقل المياه
  • أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر مقابل فريج سعود
  • أمضيت سنوات من الدراسة في المباركية ثم نقلنا جميعاً إلى الكلية الصناعية وأعتبر هدم المباركية القديمة من الأخطاء الكبيرة
  • المدرسة الأحمدية تأسست في العام 1921 والمدرسة القبلية عام 1950 ولاتزال المباني موجودة
  • النظام التعليمي في الكويت أوائل الستينيات كان الأفضل وهو الأنسب حالياً لحل الأزمة المرورية وتخفيف الازدحام
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيف هذا الأسبوع الدكتور سليمان الشطي عضو رابطة الأدباء وأستاذ الادب بجامعة الكويت، تخصص في الأدب العربي، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة، وكان موضوع بحثه «الرمز عند الأديب نجيب محفوظ».

كانت هوايته القراءة والمطالعة منذ مرحلة التعليم الابتدائي، وقد شجعه على ذلك أحد المدرسين، واستمرت معه هذه الهواية حتى انه بدأ يكتب القصة القصيرة في المرحلة المتوسطة، وينشر ما يكتبه.

وفي «المعلمين» تعرف على صديقيه د.طارق عبدالله وسالم الفهد الذي كان مذيعا في إذاعة الكويت. اهتم كثيرا بالقراءة وتفتح ذهنه بعد قراءة أمهات الكتب، وكان يشارك زملاءه في المسابقات، ولتفوقه حصل على جائزة عبارة عن كتابين. د.سليمان الشطي سبق زمنه، ومنذ مرحلة شبابه إلى يومنا هذا وهو يشارك زملاءه في جامعة الكويت في الانشطة الجامعية على مستوى هيئة التدريس.

له مجموعة من المؤلفات بلغت اثني عشر كتابا في القصة والرواية. تظهر «الرمزية» بوضوح في مؤلفاته وكتبه، وفي رسالته للدكتوراه تطرق إلى الرمزية عند الكاتب نجيب محفوظ، وله نشاط متميز في رابطة الادباء، وقد ظل امينا للرابطة عدة سنوات.

في هذا اللقاء يحدثنا د. الشطي عن التعليم وجامعة الكويت وعن مؤلفاته، ولم ينس في حديثه فريج سعود، الحي الذي ولد فيه، والمدرسة الأحمدية والمدرسة المباركية.

كل هذه الأمور وغيرها نتعرف عليها من خلال السطور التالية:

بدأ الحديث مع د.سليمان علي حسن الشطي عن الحي القبلي وفريج سعود حيث ولد وقضى أيام الطفولة حيث يقول: ولدت في الكويت بالحي القبلي بفريج سعود عام 1943، وفريج سعود من الفرجان القديمة في الكويت وهو يقع مقابل ساحل البحر من الجهة الشمالية وهو فريج مزدحم بالسكان وفيه عدد كبير من نواخذة السفر الشراعي ونواخذة الغوص ونقل المياه، وفيه مجموعة ملامح مهمة وشرقية مثل قصر السيف وفرضة بيع الخضار والفواكه المستوردة من عبادان والبصرة والنقعة الكبيرة لرسو السفن الشراعية.

ويحيط بفريج سعود جنوبا مسجد المديرس ويقابل المدرسة الاحمدية الواقعة على ساحل البحر والسكان من اهل البحر بحارة او نواخذة او ملاك للسفن ولذلك نجد اكبر كثافة من السفن في النقعة المقابلة لفريج سعود، وكانت السفن الكبيرة والصغيرة والمتوسطة تركن ايام الصيف وحسب مواسم العمل، مثلا سفن الغوص لها موسم وسفن السفر الشراعي لها موسم وسفن صيد الاسماك.. وهكذا سفن تتحرك وسفن ترسو في تلك النقعة.

فريج سعود الكبير يحده من الجهة الغربية فريج الخالد والمسجد والديوانية ومن الشمال البحر ومن الجنوب بيوت ومنطقة اسواق ومن الشرق فريج الغنيم، ومن حيث الانشطة التجارية له دور كبير مثل العمارات الممتدة على طول الساحل وتوجد عمارات بفريج سعود مقابل المدرسة الاحمدية وبعدها وقبلها، وهو يعد من المناطق السكنية الكبيرة وتسكنه مجموعة كبيرة من العائلات، والمدرسة الاحمدية التي تأسست عام 1921 والمدرسة القبلية التي تأسست عام 1950 ولا تزال المباني موجودة «محافظ عليها».


فريج سعود من الفرجان الكبيرة وهو مزدحم بالسكان ويسكن ذلك الفريج مجموعة كبيرة من النواخذة ورجال البحر وأذكر من جيران بيت الوالد عائلة احمد ومحمد القصار وخليفة وعلي القصار وبيت عائلة عبدالعزيز الحساوي والمضاحكة وعائلة العبدالجليل والمباركي نواخذة سفن شراعية وعبدالوهاب التورة وعبداللطيف وعبدالوهاب العبدالجليل والخالد لهم مسجد الخالد وديوان الخالد، ومن الغرب عائلة المرزوق والعمر والنصرالله والنجار واحمد وعبدالعزيز المضاحكة وبيت الربان وبيت عائلة بن شيبة وهم نواخذة السفن الشراعية.

وكان لهم دور كبير بحكم الموقع وبدأت إزالة البيوت منذ منتصف الخمسينيات وأزيلت المباني القديمة والمبنى الوحيد الموجود هو مبنى المدرسة القبلية وكان قبل ذلك مدرسة الروضة للأولاد وكان الناظر عقاب الخطيب. وفريج سعود له سُلمان من جهة البحر لانه مرتفع عن البحر: سلم بن عبدان وسلم المدير.

بيتنا متصل بعمارة الوالد ممكن انزل منها الى الشارع، في فريج سعود البيوت على تلة من جهة البحر ونازل من جهة فريج المديرس وبيوتنا على مرتفع.

الدراسة والتعليم

تناول الشطي في حديثه بعد ذلك مشواره في التعليم وذكرياته عنه، حيث يقول: اول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر مقابل فريج سعود وكان لها ملحق خلف المباني، وكنت انزل من السلم المواجه لباب المدرسة الأحمدية وأدخل المدرسة، دخلت المدرسة بواسطة المرحوم الاستاذ راشد السيف وكان يجلس عند جدي في العمارة، وباشرت الحضور يوميا الى المدرسة الأحمدية وكانت مبنية على ساحل البحر، وكانت لا توجد مبان من جهته، وكانت المدرسة مربعة، اضلاعها متساوية، وكان للمدخل باب كبير، وكان الناظر وقتها صالح عبدالملك، وأذكر من المدرسين أحمد ياسين رحمه الله. أذكر أنه كان يوجد ليوان أمام الفصول، وفي أحد الأيام اقيم احتفال وكان الليوان جزءا من المسرح الذي أقيم بالساحة، لا أذكر عدد الفصول ولكن أذكر أن الأرضية كانت رملية مستوية وكنا نصلي بالساحة.

امضيت ثلاث سنوات في المدرسة الأحمدية، ثم نقلت مع الطلبة إلى المدرسة المباركية بسبب عدم وجود فصل رابعة ابتدائي بالأحمدية، كنت أذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام من فريج سعود شرقا إلى البنك الوطني القديم، ومن مسجد الفهد إلى سوق التجار يمينا إلى المدرسة المباركية.

كان راشد ادريس سكرتير المدرسة المباركية، أما صالح شهاب فكان مدرس اللغة الانجليزية، وأصبح صالح عبدالملك ناظرا للمباركية، ولم يكن للمدرسة وكيل، وكان يوجد مدرس آخر اسمه تيسير وهو فلسطيني الجنسية.

امضيت سنوات الدراسة في المباركية ونقلنا جميعا الى الكلية الصناعية بسبب هدم المباركية القديمة، وأعتبر هذا من الاخطاء الكبيرة، فقد كانت المباركية من اقدم وأحسن المباني لأنها بنيت وافتتحت عام 1911 في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح، وكان بناؤها مربعا تحيط بها الفصول، وتم بناء مبنى جديد لا يزال قائما. وزارة التربية خصصت باصات لنقل الطلبة الى الكلية الصناعية لمدة عامين دراسيين، ثم رجعت الى المدرسة المباركية الجديدة.

انتقل الوالد من فريج سعود في عام 1955 وسكن في الصالحية (حاليا بنك) وفي ذلك الوقت كان مسافرا إلى الهند، المهم كنت اذهب الى المباركية من الصالحية بواسطة الباص، وامضيت فترة دراستي في المدرسة المباركية بالمبنى الجديد، وبعد عودتنا من الكلية الصناعية وكنت في الصف الثالث الابتدائي حصل في تلك الفترة تغيير في نظام التعليم فصرت في ثانية متوسط ورجعت الى المباركية الجديدة.

بعد ذلك حصلت على الشهادة المتوسطة من مدرسة المباركية المتوسطة. كان نظام الدراسة في ذلك الوقت تربويا وغاية في الدقة، كان حقا تربية وتعليما، كان الدوام المدرسي يمتد منذ الصباح حتى الساعة الثالثة والنصف، كان فترة واحدة ممتدة، في الساعة الثانية عشرة تنتهي فترة الدراسة الأولى فنصلي الظهر وتبدأ الأنشطة المدرسية مثل التمثيل والخطابة والمناظرات واللجان مثل لجنة المكتبة ولجنة المقابلات، كانت المسابقات من خارج المقرر، وكانت المشاركة الثقافية والتمثيلية والمناظرات بحضور الطلبة، تعلمنا اشياء كثيرة، النظام كان تربويا وكانت هناك رعاية من قبل المدرسة، أذكر أنني شاركت بالمسابقات، ومقابل كل هذا كان هناك عقاب شديد للطالب المخالف، واذكر موقفا بيني وبين المرحوم الاستاذ صالح عبدالملك وعوقبت منه كثيرا، وأذكر ان الطالب إذا غاب بسبب المرض يضرب بالعصا ولا يؤخذ بالعذر، والحقيقة أننا كنا نخاف من الناظر. كذلك أذكر اثناء إلقائي كلمة التخرج في الجامعة كان وزير التربية صالح عبدالملك قلت له عقب الحفل: لقد ضربتني كثيرا، فقال: هذا الذي جعلك من المتفوقين حاليا.

الهوايات والأنشطة

يتطرق الشطي الى ميوله وهواياته قائلا: كانت عندي هوايات ثقافية وادبية وقد مارست القراءة، وكانت من الاساسيات، وقد قرأت كتبا كثيرة، وقد كنت طالبا في المباركية، ومن هواياتي الخطابة امام الطلبة، وشاركت في المسابقات والقصة والبحث، وحصلت على جائزة كتابين احدهما رواية، وكنت مشاركا في القراءة، والكتاب لفيكتور هوغو، والثاني عن لمحات من تاريخ العالم للال جواهر نهرو، من قراءتي لهما تفتح ذهني على التاريخ الانساني والعالمي، وكنت اشارك الزملاء في المناظرات ومعي المرحوم عبدالله القصار، وهو فنان تشكيلي، وشاركت في نشاط الرسم، واقول ان اصلاح التعليم في الكويت يعود الى ذلك النظام الذي كان مطبقا في اوائل الستينيات، لأن دخول الطالب الى المدرسة من السابعة والنصف حتى الساعة الثالثة والنصف، هنا يكون جميع الموظفين ذهبوا الى بيوتهم ومن بعدهم الطلبة وبالتالي تحل وتخف الازمة المرورية وينتهي الازدحام، التعليم في ذلك الوقت كان منظما، حيث نجد امتحانات المرحلة المتوسطة صعب جدا وكان هناك امتحان موحد لجميع مدارس الكويت بالمرحلتين المتوسطة والثانوية العامة،كان لكل طالب رقم خاص به ومقعد خاص به، وكانت المراقبة شديدة جدا والارقام سرية وكل طالب يدخل الامتحان لا يعرف المدرس وحتى المدرس لا يعرفه، لأن بعض المراقبين يأتون من خارج المدرسة.

اوائل الستينيات كان اختبار سنة رابعة متوسط وكنت في لجنة بمدرسة الفيحاء المتوسطة، والذي يجتاز سنة رابعة متوسط يعتبر من الطلبة الممتازين، وكل حسب قدرته في الترتيب، والامتحان موحد لجميع الطلبة، وكانت النتيجة تذاع في اذاعة الكويت «الناجحون والراسبون»، ومن له دور ثان ، نجحت بالدور الاول وكنت الوحيد الناجح من طلاب فصلي والباقون رسبوا، كنت حريصا جدا على ان انجح ولكن لم احرص على الترتيب وكنت مغرما بالقراءة، لذلك كنت ناجحا وكان نجاحي مضمونا.

التعليم الثانوي

بعد ذلك تحدث ضيفنا عن المرحلة الثانوية قائلا: نجحت في رابعة متوسط اختبار العام الدراسي 1960 ـ 1961، ونقلت الى التعليم الثانوي في ثانوية كيفان، واول عام 1961 ـ 1962 كانت بداية افتتاحها وكانت وزارة التربية تعرض على الطلبة لمن يرغب في الدراسة في سورية على ان يتخرج معلما، فكانت عندي الرغبة في ان اكون مدرسا ولكن تراجعت ولم ألتحق. وفي العام الدراسي 1961 ـ 1962 كنت في فصل اول ثانوي في ثانوية كيفان واستمررت بالدراسة حتى نجحت في ثانية ثانوي.

وكنت اشارك الزملاء في الالعاب بالفصل، ولكن لم اشترك بالفرق الرياضية لأني كنت مشغولا بقراءة الكتب والروايات، فركزت نشاطي على القراءة في ثانوية كيفان، وكان مدرس اللغة العربية يعمل لنا مسابقات وكنت اشارك فيها، ولم استمر في ثانوية كيفان بعد نجاحي من ثانية ثانوي لأنني التحقت بمكان آخر.

معهد المعلمين

وعن سبب عدم استمراره في التعليم الثانوي بعد العام الثاني، يقول الشطي: العام نفسه الذي تم فيه افتتاح معهد المعلمين التحقت به، لذلك عينت في سنة اولى معلمين ومقره مدرسة قتيبة الابتدائية في المرقاب وذلك عام 1964 ـ 1965، وتعرفت على بعض الاصدقاء، وتعرفت على د. طارق عبدالله في المعلمين، واحمد الهلال وهو فنان تشكيلي، وكان ينشر في مجلة «الهدف».

استمررت في معهد المعلمين 4 سنوات حتى التخرج وألقيت محاضرة عامة في المعلمين عن الموسيقى الكويتية والموسيقى بشكل عام، ومادة الموسيقى مقرر من ضمن المقررات، وعندنا التذوق الموسيقي وكتبت عن الموسيقى، وأذكر مدرس الموسيقى عبدالرؤوف اسماعيل الذي أعجبه الكلام، وألقيت المحاضرة وسمع بها مدير المعهد وتطورت الدعوة وتمت دعوة المرحوم حمد الرجيب ود.شرف مفتش الموسيقى، وبدأت في الكتابة بعد تلك المحاضرة ونشرت بالصحافة وأنا في «المعلمين».

بعد التخرج في معهد المعلمين التحقت بجامعة الكويت وأكملت دراستي الجامعية لمدة 4 سنوات، ولم أشتغل مدرسا بعد تخرجي في معهد «المعلمين» وإنما التحقت مباشرة بالجامعة، وأثناء استعدادي لتقديم الماجستير والدكتوراه خطر ببالي فن القصة ووجدت ان الرمز ممتع.

الرمز في القصة

يتحدث د.سليمان الشطي عن حبه للرمزية وتوظيفه للرمز في القصة، حيث يقول: بما انني كنت أكتب القصة ونشرتها بالمجلات صار عندي استعداد وصار عندي علم ومعرفة بالرمز في القصة، والحديث عن الرمز ممتع، وقد سبقني الكثير من الأدباء والكتّاب، والرمز أداة أدبية عرفت منذ سنوات، وعندما بدأت أعد رسالة الماجستير اخترت زاوية الرمز في البحث، وقد اخترت الجانب الرمزي عند الأديب والكاتب نجيب محفوظ، وباشرت في قراءاتي عن الرمز والاتجاهات المختلفة، البداية كانت دراستي لنجيب محفوظ، والإنسان عندما يدرس موضوعا لابد ان يتأثر به لا شعوريا، فعندما تتعود على النص الأدبي ليس باعتباره سطحا شفافا فانه يوحي بأمور كثيرة تبحث عنها، العبارة أمامك وانت تبحث فيما وراءها وماذا يريد الكاتب، مثلا لو أخذنا كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، لم يكن يكتب للحيوانات او عن الحيوانات، بل كان يهدف الى رسالة خفية، هنا يبدأ الإيحاء الرمزي الموجود في كتابه، فعندما يقرأ الإنسان أي حكاية من حكايات كليلة ودمنة لا يقف عند القصة الواقعية التي حصلت، فمثلا حكاية الجمل الذي ضاع في الصحراء ومعه ذئب وثعلب وغراب وأسد والكل يعيش بعضه مع البعض، والأسد يدخل معركة ويحصل له أذى، والحيوانات معه تحرضه على ان يأكل الجمل، وبدأت تبرر له لماذا يضحي بالفرد في سبيل الجماعة؟

فالقصة ليست في ظاهرها انها قصة جمل وذئب وأسد وإنما يريد ان يقول ان هناك افكارا يريد ان يغرسها في الشخص، الحيوانات رمز للأفكار التي يريد ان يغرسها.

هذا النوع من القراءة والنصوص يؤدي الى نوع من الكتابة وهو الذي جعلني أكون منسجما مع الكتابة الرمزية، ودراستي عن نجيب محفوظ كانت موفقة، وقد رحب الدكتور المشرف بالفكرة، وكان هناك اعتراض على ان نجيب محفوظ وقتها حي والدراسات لا تكتب عن الناس الأحياء، لكن الدكتور المشرف على الماجستير أقنعهم، والموضوع أول من كتب فيه في الكويت هو د.سليمان الشطي، سبقتني المرحومة عواطف الصباح في الماجستير من جامعة الكويت وكان للدكتور خليفة الوقيان كتاب عن القضية العربية في الشعر الكويتي وهو كتاب جميل وفيه افكار جديدة وقد اعيدت طباعته وكنا في الوقت نفسه مع خليفة الوقيان والمرحوم خالد عبدالكريم جمعة وناقشنا نحن الثلاثة الرسائل في سنة واحدة حيث ذهبت الى القاهرة.

الدكتوراه في القاهرة

خطوة عزيزة على قلب د.سليمان الشطي وهي الحصول على الدكتوراه يقول عنها: بعد حصولي على الماجستير سافرت الى القاهرة لحصولي على الدكتوراه في موضوع «المعلقات» سبع معلقات ثم اضيفت لها معلقتان ثم معلقة واحدة فصار المجموع عشر معلقات.

القصائد سبع وجاء ابن النحاس واضاف لها قصيدتين فعرفت بالقصائد التسع، ثم جاء التبريزي واضاف لها قصيدة عبيد بن الابرص فصارت عشر قصائد وعلاقتي مع الذين درسوا المعلقات انهم قدموا الشروح القديمة والنقاد المحدثون الذين ناقشوا المعلقات لهؤلاء الأدباء ناقشتهم في آرائهم وكنت أناقش ما كتب في كتبهم حول المعلقات حيث ناقشت ابن الانباري وابن النحاس وناقشت الزوزني والشنتمري من القدماء وعدد كبير منهم التبريزي وأوضحت منهجه وجيل المحدثين من طه حسين حتى جيل كمال ابوديب وهو جيلي ومن سبقني ومصطفى ناصف من الجيل الثاني ويوسف اليوسف وابراهيم عبدالرحمن وبالنسبة لمن سبقهم الفلاييني وطه حسين وعدد كبير وناقشتهم عن الكتاب الذي صدر عن عالم المعرفة في الكويت.

الاهتمام بالدراسات النقدية

يتحدث د.سليمان الشطي عن اهتماماته الادبية وحبه للنقد قائلاً: النقد اولا كل انسان يدرس شيئا ما يتجه الى معرفته ومناقشته، ولذلك عندما كنت اقرأ النصوص الادبية شعرية او قصصية او مسرحية كنت اريد ان استمتع بالقراءة والمعلومات فإذا قرأت النص احب ان اقرأ ماذا قيل عنه وكيف فسر؟ فأبدأ بالقراءة فيما قيل عنه، مثلا قرأت نصا ما ادركته بطريقة معينة وآخر قرأه بطريقة أخرى فأزداد معرفة. اهتمامي بالدراسات النقدية جاء من هذه الزاوية فالإنسان عندما يقرأ نصا يجب ان يعرف ماذا يقول عنه الاخرون ووجهة نظرهم وكل وجهة نظر جديدة تزيدك معرفة.

النقد هو وجهة النظر وهي تختلف فهناك وجهة نظر علمية واخرى انطباعية واخرى تاريخية.

هذا الجانب نقلني من الموقف السلبي وهو القراءة والاستماع الى القراءة والعطاء، فأصبحت عندما أقرأ نصا احب ان اكتب عنه،خاصة ان الكتابة في النقد الأدبي في الكويت قليلة، ومن الواجب الوطني أن نكتب ونؤرخ من وجهة نظر نقدية، ولذلك حرصت عندما أصدرت كتابي الأول قصة «الصوت الخافت» على ان اكتب مقدمة عن تاريخ القصة في الكويت وعمن سبقني من كتاب القصة مثل فهد الدويري وفاضل خلف وخالد الفرج، وخالد سعود الزيد جمع هذه القصص في كتابه «قصص يتيمة»، طورت هذه المقدمة القصيرة وأصدرت كتابا كاملا بعنوان القصة القصيرة في الكويت، تاريخ القصة حتى الثمانينيات، ايضا وجدت من واجبي أن اتابع الحركة المسرحية، فكتبت عددا كبيرا من المقالات والتحقت بالمسرح.

ومن الناحية الثقافية في منتصف الستينيات كنت أكتب بالثقافة، ننقد المسرح او ندعمه، وكان هناك زملاء يمثلون، واصدرت كتابا عن المسرح ونشر بالموسوعة العربية في المسرح العربي بالاضافة الى مقالات منشرة في الصحف والمجالات، وكان آخر ما كتبته كتابي عن الشعر في الكويت بداية من عام 1825 حيث كتبت عن عثمان بن سند وغيره من الشعراء الشباب وغطيت الشعر من أوائل القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن العشرين.

النقد والتأليف

عن الفروق والفواصل بين النقد والتأليف يقول الشطي: ليس هناك انفصال ولكن هناك اهتماما يوجه في مرحلة معينة في موضوع معين فإذا كنت مشغولا بالكتابة عن الشعر في الكويت فهذا يحتاج إلى جهد مائتي سنة وعشرات الدواوين وهذا يؤثر مثلا على الكتابة القصصية، حيث لا تستطيع ان تكتب القصة والشعر في آن واحد، ولذلك عندما انتهيت من كتابة الشعر تفرغت وكتبت روايتي.

عندنا شعراء يرفضون الظهور او الكتابة عنهم وأقول لكل منهم انشر شعرك لكي يقرأه الآخرون، والواجب على الدارسين أن يلتقطوا هذا الشعر، فالقضية مشتركة.

والواحد حر فيما يقول او يعبر به عن نفسه، ويوجد من الكتاب من حافظ على انتاجه، وجاء مِن بعدهم مَن نشره لهم. وبعضهم يوصي بإحراق شعره بعد وفاته، وهذه خسارة كبيرة.



النهضة الأدبية في الكويت ودور رابطة الأدباء

وعن الوضع الأدبي في الكويت يقول د.الشطي: هناك حاليا نشاط وحركة أدبية كبيرة ورعاية وعناية بالأدب ويوجد انتاج أدبي رفيع ومتميز، كما ان هناك مواهب ممتازة، وعلى العموم فالحركة الأدبية نشطة جدا وقد ظهر كم كبير من التأليف والإنتاج الأدبي مفرح وغزير.

أما عن إصداراتي فقد نشرت اثني عشر كتابا في البحث الأدبي وفي القصة والرواية، وكان أول كتاب طبع عام 1970 قصة «الصوت الخافت»، وفي عام 1976 نشرت كتاب الرمزية، وهناك رواية في طريقها الى النور، وقديما قدمت رواياتي بالإذاعة والتلفزيون.

المخرجون والممثلون يشتكون عدم وجود كاتب مميز، واقول ان فن القصة شيء مختلف عن الدراما والمسرح، حتى القصص التي تحول دراما هناك كاتب سيناريو مختص، هو يقرأ لكاتب متميز فيعيد العمل تشكيلا دراميا. وأتمنى من الكتاب الشباب الاعتناء بما يكتبون، فالكتابة مسؤولية، والكاتب عليه ان يضع نفسه امام مسؤوليته وعليه ان يحرص على ما يكتب وان تخلو كتابته من أي كلام ثرثرة أو أخطاء في الشكل.

وختاما، أحب ان أوجه الشكر لجريدة «الأنباء» وللكاتب والباحث في التراث والتاريخ الأخ منصور الهاجري.



النشر في الصحافة.. والبداية من «الهدف»

وعن كتاباته في الصحف، يقول الشطي: كنت اكتب في جريدة «الهدف» مع زملائي من هنا كانت البداية بالكتابة وأول مجلة كتبت فيها هي «صوت الخليج» وكان رئيس تحريرها باقر خريبط وقد نشرت فيها القصة وكانت مصادفة، وعندما كان معهد المعلمين في مدرسة قتيبة كان يوجد فيه المرسم الحر وكنت مع عبدالله القصار ومدرس الرسم محمد علي صادق، وتعرفت هناك على سالم الفهد، وكان احد مذيعي اذاعة الكويت، سألني: ماذا تفعل هنا في المرسم الحر؟ فقلت: انا اكتب، قال: عندك شيء؟ قلت: نعم، في ذلك الوقت كان عندي قصة بعنوان «الدفة»، وطلب مني القصة وأخذها، وبعد فترة قرأت «صوت الخليج» فوجدت قصة الدفة منشورة فيها، وهذه اول قصة تنشر لي، ومرة ثانية اخذوني الى الاذاعة لكي القي نصا، وكنت مشاركا بإذاعة المدرسة وساهمت في برامج اذاعية.

وقصة «الدفة» منشورة في مجموعتي «الصوت الخافت»، وهي اول عمل ينشر وبعدما التحقت بمعهد المعلمين بدأت أبرز اكثر وصار لي حضور كبير، وزادت معرفتي بسالم الفهد، وكنت اتردد على الاذاعة، وفي أوائل الستينيات برزت في العمل الأدبي.
واول قصة شعرت بها كتبتها من دون أن اعرف الرمز في القصة التي باشرت الكتابة بواسطته، والرمز في القصة ليس في فكري منذ البداية، كتبت القصة وكنت طالبا في المرحلة المتوسطة لأنني كنت اقرأ كثيرا وأكتب، كما كنت اقرأ القصة بمفهومها القديم وأسلوبها الذي كتبها به الأدباء، وأول قصة هي الدفة، وبعدما أنهيت المعلمين والتحقت بالجامعة استمر نشاطي الأدبي وزاد اهتمامي وأنا بالجامعة، وأيضا عندما التحقت برابطة الأدباء كنت اكتب، وأشرفت على مجلة «البيان» التي كانت تصدرها رابطة الأدباء، وكنت سكرتير التحرير، وبعد سنوات أصبحت رئيس تحرير مجلة «البيان».
 
راشد الرندي: كنا ننام على السطوح في الصيف «أيام أول».. والفرقة الشعبية باسم العائلة أسسها جدي سليمان عندما قدم إلى الكويت من نجد
السبت 2014/4/26
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 8519
A+

A-




راشد الرندي
راشد الرندي مع الشيخ احمد الفهد وسليمان الرندي في احدى المناسبات
المرحوم المخرج سعود الرندي خلال تصوير احدى الحلقات من البوم راشد الرندي خارج الاستديو
راشد الرندي مع اصدقائه في احدى السفرات
راشد الرندي مع نائب رئيس نادي النصر بالمقصورة في احدى المناسبات
الرندي مع جماله في بر المطلاع عام 1994
راشد الرندي وبدر الرندي وسالم الديحاني في القاهرة عام 1969
الرندي في مكتبه
راشد الرندي مع احد الاصدقاء
الرندي خلال رحلة علاج في لندن عام 2008
راشد الرندي مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء هاني عبدالله
  • الكويتيون بالسابق ما كانوا يأكلون لحوم التيس وحالياً بدأوا يقبلون عليه فارتفع السعر
  • تعلمت قيادة السيارة عندما اشترى أخي شارع الرندي سيارة
  • الحياة القديمة تختلف عن حياتنا هذه الأيام مع ظهور الأجهزة الحديثة في ذلك الوقت لا توجد كهرباء ولا تلفزيونات
  • بعد التقاعد حصلت على جاخور لتربية الأغنام واستمررت بالعمل ومن الأنواع عوارض ونعوج وخرفان
  • في عام 1960 تركت سيارات التاكسي وعينت في كراج البلدية
  • ولدت في الحي القبلي عام 1933 وكان بيت الوالد بالقرب من المدرسة القبلية
  • أذكر دق الهريس بالمنحاز استعداداً لشهر رمضان
  • بدأت الصيام وكان عمري 7 سنوات أيام الصيف وأذكر كنت مع شباب العائلة نضع ماء بداخل الطست ونضع أرجلنا بالماء نخفف حرارة الصيف لكي نستمر بالصوم
  • أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة المباركية ثم نقلت إلى المدرسة القبلية
  • عائلة الرندي كانوا يسكنون في بيت كبير مكون من مجموعة من الغرف والطبخ فيه مشترك
  • أول عمل في حياتي كان في إدارة الجمارك وكنت أشتغل سائقاً
  • عملت سائق تاكسي وكنت أنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وأجرة الراكب نصف روبية وينزلون عند سوق السلاح وذلك عام 1948
  • اشتريت سيارة وانيت موديل جديد وكنت أنقل الركاب إلى مدينة الكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيف هذا الأسبوع راشد عبدالله الرندي من جيل ما قبل النفط، رجل مخضرم له باع طويل في الفن الشعبي، فهو ينتمي لعائلة رجالها من الفنانين.
يقول: تأسست فرقة الرندي في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح وكان رئيسها جدهم الكبير، وكانت فرقة للعرضة الحربية - ثم تطورت الفرقة مع مرور الأيام والسنين إلى يومنا هذا - وصار رئيسا لها منذ سنوات مضت، ولد ضيفنا في الحي القبلي والتحق بالمدرسة المباركية ومن ثم انتقل الى المدرسة القبلية، ولكن لم يكمل تعليمه، فترك الدراسة وتعلم قيادة السيارات وكان يسوق بدون إجازة، وعدة مرات كان أحد رجال الشرطة يعطيه مخالفة ويمنعه، وبعد فترة حصل على الإجازة من بلدية الكويت واشترى والده سيارة لوري وصار سائقا عليها، ينقل الركاب، ومن ثم اشترى سيارة وانيت فورد اللون أحمر، وكان ينقل الركاب من منطقة جليب الشيوخ والفروانية وخيطان، والراكب بنصف روبية وفي اليوم مرتين ينقل الركاب.

ومع بداية النهضة الحديثة ترك التاكسي واشتغل بالجمارك والبلدية حتى التقاعد، وتفرغ لرئاسة الفرقة الشعبية، يحدثنا عن بعض الحوادث والقصص والطرائف وبعض المواقف.

يحدثنا عن حارس الجاخور في منطقة كبد، وخاصة عندما دخل المستشفى، وبعد خروجه منه كيف وجد جاخوره، وماذا فعل عندما قدم شكوى للمخفر.

راشد الرندي يحفظ القصائد والأناشيد التي يرددها مع فرقته الشعبية.

المزيد من التفاصيل من حياته وذكرياته في السطور التالي:

في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا راشد عبدالله سليمان الرندي عن بداياته ونشأته، حيث يقول: ولدت في دولة الكويت بالحي القبلي عام 1933 وكان بيت الوالد بالقرب من المدرسة القبلية مقابل مسجد ملا صالح وعائلة الرندي كانوا يسكنون في ذلك البيت الذي يتكون من مجموعة من الغرف الطبخ فيه مشترك وكل عائلة يضعون لهم الأكل البيت الكبير فيه عريش وتنام على السطوح في الصيف.

الحياة القديمة تختلف عن حياتنا هذه الأيام مع ظهور الأجهزة الحديثة بذلك الوقت لا توجد كهرباء ولا تلفزيونات، ومع ذلك نثق ببعضنا البعض والتعاون والتلاحم بين أبناء الفريج الواحد والمساعدات بين الناس، الجار إذا سافر يوصي جاره على عائلته والعائلات مترابطة متعاونة، واذكر النساء كبيرات بالسن يجتمعن في بيت إحداهن ويحضر معهن بعض النساء (شاي الضحى)، واذكر دق الهريس بالمنحاز وجمعها مناحيز (عبارة عن قطعة خشب محفورة من الداخل يوضع بداخلها القمح ويدق بأعمدة خشبية لشهر رمضان ومما اذكر انني بدأت الصيام وكان عمري 7 سنوات أيام الصيف.

اذكر كنت مع شباب العائلة نضع ماء بداخل الطشت ونضع أرجلنا بالماء نخفف حرارة الصيف لكي نستمر بالصيام ونصوم بحزم من الوالدين.

ومن الجيران العجيل وعائلة عبدالملك والعدساني ومحمد الشرف واخواني تعلموا في مدرسته والزايد عندهم مذيعة وابن الشيخ.

التعليم والدراسة

أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة المباركية ومن ثم نقلت الى المدرسة القبلية (وعرفت بهذا الاسم لأنها في الحي القبلي) 3 سنوات في المباركية واذكر من المدرسين المرحوم عبدالملك الصالح واذكر ملا عثمان العثمان في المدرسة القبلية واذكر من الطلبة حمد الساير وفجحان هلال وآخرين من أبناء الفريج، ولم أمارس الرياضة في المدرستين، وعلمونا الكتابة بالحروف والقراءة.

السوالف كثيرة والطلبة والتعليم كان بسيطا والمدارس الأهلية لتعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة.

عام 1938

يكمل الرندي: كان عمري 9 سنوات في عام 1938، وفي صباح احد الايام حضر عندنا أحد المسؤولين وينادي على عبدالعزيز الرندي صاحب فرقة الرندي للعرضة والسامري وخرج جدنا الكبير وركب السيارة الوانيت وركبت معهم بالوانيت الأحمر، وأخذنا الطبول والطارات والبيرق وتوجهنا الى دسمان:

نحمد اللي عز والينا

شيخنا احمد ونتذرى به

واعذاب اللي يعادينا

بالمشوك نشلع أطنابه

طاب نوم العين حامينا

يوم فك العز بابه

لا تبي بالله توكلنا

طالبين الله وراجينا

وهذه القصيدة:

راكب اللي تسبق الطير خفاق الجناح

الى مرست خضر تصرم قوي حبالها

اندب المرسول على شيخ الصباح

قل لبوناصر بلادها يصفي حالها

والى انتهض طير السعد تو..

والى احترك سبع الجزاير تهز جبالها

شيخنا خل الحجايا تطير بها الرياح

لا تطيع اشوار ناس تربي مالها

الأعمال التي زاولها

عن أول عمل اشتغل به يقول الرندي: أول عمل في حياتي في إدارة الجمارك وكنت أشتغل سائقا، تعلمت قيادة السيارة عندما أشترى أخي شارع الرندي سيارة، فكنت آخذ السيارة وأخرج به الى بر جليب الشيوخ وكان عمري ست عشرة سنة وكنت شابا قويا وجريئا، وبعد ذلك والدي عبدالله الرندي اشترى سيارة لوري للنقل، ولكن لم يتعلم قيادة السيارة، فكنت أسوق اللوري بدون معرفة الوالد وأخي شارع وقد اشترى اللوري من العيار والوالد كان عنده أغنام ويبيع ويشتري فتكون عنده مبلغ واشترى اللوري، يوجد شرطي في سوق السلاح كلما شاهدني أعطاني مخالفة والشرطي بيتهم عند مسجد ملا صالح بشارع فهد السالم، وكنت أنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وأجرة الراكب نصف روبية وينزلون عند سوق السلاح وفي اليوم الواحد أنقل ركاب مرتين في اليوم صباحا وبعد العصر يعودون الى مناطق سكنهم، كان كل واحد منهم ينام في المسجد، وذلك عام 1948 وبعد ذلك لوري آخر، اشترى الوالد لوري فورد من شركة الحميضي، وذلك عام 1948 سيارة جديدة والفورد في ذلك الوقت له سمعة طيبة ومن يملكه كأنه ملك السيارات، وأذكر أن واحدا كان يشتكي عليه عند الشرطي وهو رئيس عرفاء نعرفه بولد المطوعة وبيتهم في الصالحية، وذلك الرجل دائما يقابله ويشتكي.

إجازة القيادة

عن قصته مع رخصة قيادة السيارة يقول ضيفنا: بذلك الوقت كانت بلدية الكويت تصدر الاجازات فتقدمت بطلب للحصول على الاجازة، وذهبت الى دائرة الشرطة وحددوا يوم الاختبار وأعطوني شرطيا لكي يختبرني واسمه علوان، وكان عريف شرطة، ونجحت من أول اختبار وذهبت الى مبنى البلدية القديمة مقابل تانكي الماء الكبير الموجود بساحة الصفاة، وتسلمت الاجازة من البداية في الوانيت وبعد ذلك اللوري.

سائق وانيت تاكسي

يقول الرندي: اشتريت سيارة وانيت موديل جديد وبدأت أعمل به بنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وكانت تعرف «بالدوغة» قديما الى مدينة الكويت وسعر الراكب نصف روبية والركاب من الكويتيين وفي اليوم الواحد حصلت على مائة روبية منذ الفجر حتى المساء.

ويوجد محطة بنزين واحدة بشارع فهد السالم مقابل حديقة البلدية واستمررت بالعمل حتى عام 1958 ولمدة عشر سنوات وكان سعر الوانيت مرتفعا وبالأقساط نظام الكفيل كان موجودا والوالد هو الذي كفلني عند شركة الحميضي.

بعت الوانيت واشتريت سيارة بوكس سبعة راكب اللون أحمر الركاب ينزلون في ساحة الصفاة وبعدما ينتهون من السوق أنقلهم مرة ثانية الى مناطقهم والطريق رملي غير معبد بتلك السنوات، وأيضا الى الاحمدي وبعد سنوات بدأ تعبيد الطريق من الفروانية إلى المقوع والاحمدي ولا نذهب الى الاحمدي إلا إذا كان الراكب على حسابه بسعر عشر روبيات وبعد ذلك تركت التاكسي حتى عام 1960 واشتريت سيارة صالون نقل خاص.

العمل في البلدية

بعد العمل لفترة سائقا للتاكسي تحول الرندي للعمل في البلدية وعن ذلك يقول: في عام 1960 تركت سيارات التاكسي واشتغلت في البلدية وعينت في كراج البلدية والمسؤول أحمد العثمان، وقبل ذلك اشتغلت في الجمارك، بسيارة تفتيش ومكاتبنا في الشويخ وأمضيت ثلاث سنوات ومعنا أحمد الخبيزي ومبارك الحساوي في الجمارك، وفي البلدية كنت سائقا عند احمد العثمان، وكراج البلدية في الشيوخ وكنت أعمل مراقبا على السيارات أي سيارة متعطلة تبلغ عنها لسحبها إلى الكراج ومعنا محمد معتوق العسلاوي ومرزوق مبارك الفجي، والسواق من الكويتيين وأمضيت حتى عام 1984 ومن ثم تقاعدت.

جاخور أغنام

كذلك لضيفنا خبرة وتجربة في تربية الأغنام يحدثنا عنها: بعد التقاعد حصلت على جاخور لتربية الأغنام واستمررت بالعمل، ومن الأنواع عوارض ونعوج وخرفان، والعارضيات ألوانها حمراء والأسعار حاليا مرتفعة والنعوج أيضا السعر غال وقبل فترة نعجة بيعت بثلاثمائة وعشرين دينارا في سوق الغنم والأغنام تختلف عن بعضها البعض، مثلا الأغنام التي تلد أكثر من مرة يعني عدة مرات سعرها يختلف عن التي لأول أو ثاني ولادة لها.

ويقال ان النعاج تحمل ولا تتوقف عن الحمل حتى موتها، حاليا الأسعار غالية، ومثلا المحلي غير النعيمي وغير المهجن، وأغنام من السعودية قليلة التيوس الصغيرة غالية والكويتيون بالسابق ما يأكلون لحوم التيس حاليا بدأوا يتناولون لحم التيس فكذلك ارتفع السعر عندي ماعز (سخلة) أيضا أسعارها مختلفة، عندي عامل حارس عندما دخلت المستشفى العامل أخذ جميع الأغنام سرقها وهرب (انحاش) ذهبت إلى المخفر ولم أحصل على نتيجة.

فرقة الرندي للعرضة

يتحدث ضيفنا عن الفرقة الشعبية التي تحمل اسم العائلة حيث يقول: فرقة قديمة للعرضة أسسها المرحوم سليمان الرندي عندما قدم إلى الكويت من السعودية (نجد) وذلك في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح، وجدي هو من منطقة الروضة من وادي الدواسر، وهو رئيس الفرقة ومعه أخوه ناصر الذي سكن الزبير، جدي سليمان صار عند الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت السابع وكان دائما يمشي أمامه، وهو الذي يصوت ويفتح الطريق أمام موكب الأمير الشيخ مبارك الصباح، وجدي الكبير سليمان بالإضافة لعمله كان يرأس فرقة العرضة ومن بعده تسلم الفرقة عبدالله وكان يشرف على فرقة الرندي وعبدالله توفي قبل عبدالعزيز الذي تسلم الفرقة وبعد وفاته تسلمتها وأشرفت على إدارتها ومعي الأخ محمد الرندي ولايزال يشرف عليها ومما أذكر كنت المنشد وأقول القصائد وأرددها على أفراد الفرقة أثناء العرضة ونشارك في جميع المناسبات ومن القصائد نقول:

لابتي بالله توكلنا

طالبين الله وراجينه

صوت أبوناصر ملبينه

طاب نومه وحس الطوب له رنه

وأبله المصفوف وأرينه

هذه من العرضة

لابتي تقفون حناهل الديرة

إلي انثنينا يا هلا من يصاليها

بالديار ما نبي غيرها

لو تباع وتشترى

إن كان نشريها



ويضيف: كنت أشارك بحفلات السامري بالإضافة للعرضة وفرقة الرندي من الفرق القديمة ولا نزال نشارك في الاحتفالات الوطنية.

الحياة الاجتماعية

يتناول ضيفنا جانبا من حياته الاجتماعية وأسرته حيث يقول: تزوجت عام 1949 وعندي من الأبناء سليمان وهو الأكبر ومن بعده علي ومن ثم مشعل وعبدالله وسعود ومن البنات خمس وجميعهم متعلمون وكذلك البنات وجميعهم متزوجون أبناء وبنات، والحمد لله رب العالمين، أقول للشباب الله في الكويت بلدكم وأرضكم.

الحصَّاية

يستذكر العم راشد الرندي لوحة من صفحات الماضي حيث العمال يباشرون عملهم في بناء المنازل حيث يقول: مجموعة من العمال كانوا يعملون بجمع الحصى (الصلبوخ) خلف المطلاع، وينقل بالنساف وعددهم كبير ويستخدم الصلبوخ لبناء المنازل وأذكر بالسابق مجموعة من العراقيين يحضرون إلى الكويت بواسطة الحمير ومعهم دهن العداني والأغنام بساحة الصفاة واللبن والجرثي، ويشترون المواد الغذائية من سوق الكويت وينقلونها على الحمير إلى العراق وهكذا في كل موسم.

قصة طريفة

يحكي لنا الرندي قصة خفيفة الظل بقوله: قال لي الوالد إن حفل زار أقيم في أحد البيوت وطلب المريض خروفا أسود فلم يجدوا ذلك الخروف أحضروا خروفا صوفه أبيض فصبغوه باللون الأسود وقدموا للمريض واستمر الضرب على الطارات والغناء السامري والمريض يلعب بالوسط فقال المريض عندما عرف أن الخروف مصبوغا قال «شيبتوا راسه» واذكر أن بعض الفرق التي تقيم حفل الزار فرق نسائية وفرق رجالية وكان هذا الغناء موجودا في الكويت القديمة، وقد شاهدنا بعض المرضى يحضرون عند ابن الشيخ يقرأ عليهم وممنوع علينا دخول البيوت التي تعزف الزار، وبيت ابن الشيخ في الصالحية.

أبيات بعد الجراحة

بعد أن انتهى ضيفنا من عملية جراحية أنشد عدة أبيات قال فيها:

يا رجلي اللي من الساق قصوها

قصت بليل وأنا مدري

يوم الدكاترة تولوها
 
محمد الهنيدي:عندما اغتصب الصهاينة فلسطين أجبرني جنود الاحتلال على دفن القتلى وحفر خنادق ليقاتلوا المقاومة
السبت 2014/4/19
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 7999
A+

A-




محمد الهنيدي واحد الاصدقاء
مع المرحوم احمد السيد عمر ومستشار وزارة المالية ماكريجور
استقبال المرحوم الشيخ عبدالله المبارك لدى عودته من لبنان عام 1951
محمد الهنيدي في اثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
مع المرحوم محمود سليمان العدساني والمرحوم عبدالعزيز الملا والمرحوم حيدر الشهابي
امير القلوب الراحل الشيخ جابر الاحمد والشيخ عبدالله الجابر في دار الضيافة بالاحمدي
الهنيدي مع الفائزين في مسابقة جنوبي الاحمدي
في حفل شاي بالنادي الاهلي بعد مباراة فريقه مع فرقة احدى البوارج البحرية البريطانية
ختم الدخول الى الكويت في اول يناير عام 1949 على جواز السفر الفلسطيني الذي دخل به الكويت
في احدى المناسبات
محمد الهنيدي مع محافظ الاحمدي الاسبق الشيخ جابر عبدالله الجابر وسعيد خوري وابراهيم الملا
محمد الهنيدي مع فريق الاهلي
الهنيدي وعبداللطيف الحمد ومدير عام شركة الزيت العربية المحدودة في حفل استقبال بالشركة
في حفل استقبال بشركة نفط الكويت ويبدو مدير عام شركة نفط الكويت والمرحوم ابراهيم عبدالعزيز الملا
محمد الهنيدي
  • فلسطين قبل النكبة كانت فيها جاليات عربية كبيرة من مصر ولبنان
  • أول تنظيم ليوم الأحمدي الرياضي كان في عام 1975 بمبادرة من شركة نفط الكويت
  • عدد سكان الكويت في 1949 كان نحو 50 ألفاً
  • اليهود أجبرونا على مغادرة البلد بعد احتلاله وما يقال عن هروبالفلسطينيين أو خروجهم طواعية غير صحيح
حوار: منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع مواطن كويتي ولد بمدينة اللد بفلسطين العام 1926 في أسرة مكونة من سبعة أبناء لأب يعمل في مجال المقاولات، هو محمد عبدالرحمن الهنيدي، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية، وأكمل الدراسة حتى الصف الثاني الثانوي في مدرسة الرملة، توفي والده فترك المدرسة دون أن يكمل المرحلة الثانوية، ليساعد أسرته، فبحث عن عمل وفي الوقت نفسه انتسب للمعهد البريطاني لإتمام دراسته بالمراسلة وكان ذلك عام 1948، حيث كانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، والتحق بالعمل مع فريق الهندسة الملكية البريطانية في معسكر بيت نبالا.

اضطر إلى ترك اللد هو وأسرته بعد أن هاجمها اليهود واحتلوها، فاتجه مع أهل القرية إلى مدينة رام الله ثم إلى مدينة السلط الأردنية ثم إلى سورية.

وفي ديسمبر 1948 حصل بواسطة أحد أبناء عمه على إذن لدخول الكويت، فسافر إليها برا من دمشق وحصل على فرصة عمل بدائرة الجوازات والسفر مع الشيخ عبدالله المبارك والتي أدارها بعد ذلك سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.

وفي عام 1953 تم تشييد مبنى دائم لإدارة الأمن العام، فالتحق معظم محققي شركة نفط الكويت بها بعد إغلاق دائرة التحقيقات التابعة لها.

وإلى تفاصيل أكثر:

يستكمل الهنيدي حديثه عن ذكرياته مع أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد والمواقف التي عاشها معه وكيف كانت سيرته وأخلاقه ومناقبه حيث يقول:

في أواخر عام 1959 وعلى اثر صدور قرار تعيين سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد رئيسا لدائرة المالية جمعني رحمه الله والمرحوم عبدالكريم الشوا في مكتبه وأخبرنا بخبر تعيينه رئيسا لدائرة المالية ثم أخبرنا بأنه ينوي إنشاء ادارة لشؤون النفط تكون تحت إشرافه ثم طلب منا ترك العمل في دائرة الأمن العام والتفرغ لتجهيز ما يلزم للإدارة الجديدة واستعمال منزله الكائن في شمال الأحمدي ليكون مقرا لها، ثم الاتصال وإبلاغ شركات النفط وعمل التجهيزات اللازمة، صار سموه يداوم في هذه الإدارة كل يوم اثنين من الأسبوع ثم يجمعنا ظهرا على الغداء على مائدة سموه، وبدأ النشاط يدب وانضم للعمل المرحوم محمود سليمان العدساني اول مهندس بترول كويتي وكمسؤول عن الشؤون الفنية، في نفس الوقت تم تشييد مبنى خاص انتقلنا اليه (المبنى الحالي الذي تشغله محافظة الأحمدي)، كما تم توزيع العمل لعدة أقسام منها الشؤون الفنية، الإدارة والعلاقات، التفتيش ومراقبة صادرات النفط، والشؤون المالية.

ولما تولى المرحوم الشيخ جابر الأحمد رئاسة الوزراء، الحقت ادارة شؤون النفط بوزارة المالية والتي سميت بعدها وزارة المالية والنفط، في اواخر عام 1964 صدر أمر من وكيل وزارة المالية والنفط بنقل إدارة شؤون النفط الى مقر الوزارة بالكويت.

كنت وعائلتي نقيم في منزل بشمالي الأحمدي نشعر بالاستقرار، جمعتنا مع كثيرين صداقات، فكان انتقالي الى الكويت ورحلتي اليومية ذهابا وإيابا جعلني أشعر بعدم الرضا، فكان ان جمعتني المصادفة في تلك الأثناء في حفل بالأحمدي مع مدير شركة نفط الكويت وأثناء الحديث سألني ان كانت لدي رغبة بالعمل في الشركة لحاجتها الى شخص لديه خبرتي للعمل في دائرة علاقات الحكومة، طلبت مهلة للتفكير، وبعد التشاور مع عائلتي قررت قبول العرض، تقدمت باستقالتي بتاريخ 3/11/1966 والتحقت بالشركة بتاريخ 12/11/1966 عملت مدة في دائرة علاقات الحكومة وتدرجت بعدها في وظائف اشرافية عدة منها ناظر دائرة التوظيف، ثم ناظر دائرة توصيف الوظائف وتقييمها وأخيرا ناظر دائرة الخدمات الإدارية الى ان تقاعدت نهاية عام 1981.

ويضيف الهنيدي: أود ان اذكر هنا وللتاريخ مناقب سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد كما عشته والعمل بقربه في السنوات من عام 1949 الى عام 1963، كان رحمه الله شخصا وسيما يبتسم بدون تكلف، ذا ذاكرة جيدة، يتسم بالذكاء، يجيد الاستماع، يتحدث بقدر، كريما معطاء، يهوى القراءة والشعر.

وتجدر الإشارة هنا الى ان أذكر حرصه الشديد على تشجيع الشباب الكويتي على العمل خاصة بمجال النفط، وأذكر هنا تعليماته آنذاك لشركة نفط الكويت بإقامة مراكز للتدريب للشباب الكويتي لتدريبهم في المجالات المختلفة.

حرص سموه، رحمه الله، في تلك الفترة على تشجيع الزراعة وتنسيق الحدائق خاصة في منطقة جنوبي الأحمدي التي كانت تقطنها العائلات الكويتية، خصص سموه لها جوائز نقدية من جيبه للخمسة الأوائل في مسابقة سنوية كان قد كلفني بها برئاسة لجنة محكمين وتقديم الجوائز النقدية للفائزين نيابة عنه.

الجاليات العربية في فلسطين

يتحدث الهنيدي عن الوجود العربي في فلسطين ما قبل النكبة قائلا: كانت في فلسطين جاليات عربية كبيرة وكانوا يعملون في جميع المجالات مثل الحصاد وقطف البرتقال ومجالات تجارية اخرى، وكانت توجد جالية لبنانية كبيرة، واذكر منهم منير ابوفاضل كان مقيما في فلسطين وكان ضابطا كبيرا في شرطة فلسطين (اصبح نائبا في مجلس النواب اللبناني) واميل البستاني (نائب في مجلس النواب البريطاني) مؤسس شركة الكات مع المرحوم كامل عبدالرحمن في فلسطين، وهو من مقاول مصفاة بترول حيفا، انطلق في عمله من فلسطين.

كما كانت في فلسطين جالية مصرية كبيرة كان يعمل معظمها في سكة حديد فلسطين في مد الخطوط الحديدية واعمال الصيانة الاخرى.

قصة من اللد

وعما حدث له ولأسرته وجل الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في مساكنهم عند حدوث النكبة، يقول الهنيدي: في اليوم الثاني من الاحتلال كنت مع عائلتي داخل البيت وسمعنا طرقا شديدا على باب المنزل، فتحنا الباب واذا بجنود يهود ومعهم بعض الشبان من اهل الحي طلبوا مني مرافقتهم، امسكت بي الوالدة ورفضت ولكن اخذوني عنوة، وكان معهم شباب من اهل الحي وامرونا ان نجمع الاموات من الشوارع ودفنهم بالمقبرة، وبعد ذلك امرونا بحفر بعض الخنادق لهم مقابل مبنى الشرطة الذي كان يتحصن فيه بعض المقاتلين، واستمر العمل ليومين بعدها افرج عني وعدت الى البيت، وبعد ثلاث ساعات سمعنا طرقا على الباب من اليهود وقالوا لنا: جميعكم اخرجوا برة، ومن يقول اننا تركنا بارادتنا فهو كاذب، اليهود اجبرونا على الخروج من اللد والرملة، خرجنا من منازلنا لا نحمل اي شيء معنا، كان عندي 150 جنيها فلسطينيا اخفتهم الوالدة عن جنود الاحتلال، حملت جوازي بيدي وخرجنا انا والوالدة واخوتي ما عدا اثنين منهم كانا مع المقاومة.

يوم الأحمدي الرياضي

يتحدث الهنيدي عن يوم الاحمدي الرياضي وكيف استحدث وتطور، حيث يقول: انبثقت هذه المنسابة لاول مرة في العام 1975 عن بادرة من شركة نفط الكويت بإقامة مناسبة رياضية سنوية تشترك فيها الفعاليات الرياضية مع جميع اندية الشركة والاندية المحلية ورياضيي الشركات، عهدت هذه المهمة الى صالح حبيب للاشراف وتنسيق العمل واجراء الاتصالات اللازمة لتفعيل هذا اليوم الرياضي، رحبت جميع الجهات بتلك البادرة وبوشر التحضير لها وانبثق عنها ممثلون ولجان كانت تجتمع بداية كل عام برئاسة صالح حبيب، حيث توضع اللوائح اللازمة بأسماء المشتركين الرياضيين وتعيين الحكام والمراقبين وتجهيز الملاعب والمرافق اللازمة واعداد وجبات الطعام للمشتركين والمشرفين وشراء الجوائز.

استمرت اقامة يوم الاحمدي الرياضي وبنجاح كبير سنويا وبرعاية محافظ الاحمدي الذي كان يبدي اهتماما كبيرا لإنجاحه وتقديم العون والتسهيلات اللازمة، وقد كانت مدينة الاحمدي في هذا اليوم تلبس حلة جميلة من الزينات والاعلام، شوارعها ومتنزهاتها تزدحم بالزوار والسيارات، في ملعبها الرئيسي الذي كانت تقام فيه المسابقات المختلفة كانت فرقة موسيقى الجيش تقوم باستعراضاتها وتعزف الألحان الجميلة المختلفة.

استمرت اقامة اليوم الرياضي سنويا حتى العام 1989 حيث توقف النشاط اثر اجتياح القوات العراقية الغاشمة ارض الكويت.

الأندية في الأحمدي

اما الأندية في الاحمدي فيقول عنها: انشأت شركة نفط الكويت عدة اندية للموظفين وعائلاتهم تشمل وسائل عدة للترفيه من ملاعب تنس واسكواش ومطاعم ومكتبات ومسابح وهذه الاندية هي:

1- نادي الحباري: انشئ في عام 1951 وكانت عضويته مقتصرة على موظفيها من الجنسيتين البريطانية والاميركية وعائلاتهم حتى عام1956.

2- نادي الاتحاد: انشئ في المنطقة الوسطى عام 1949 وعضويته مقتصرة على حملة الدرجات المتوسطة وعائلاتهم.

3- نادي كلستان: انشئ عام 1949 عضويته مقتصرة على المستخدمين الهنود والباكستانيين، اقفل هذا النادي ودمج مع نادي الاحمدي الذي انشئ في عام 1955 على ما اعتقد للاعضاء الحرفيين ومن في مستواهم من جميع الجنسيات.

المناطق السكنية في الأحمدي

وعن مناطق الاحمدي السكنية يحدثنا ضيفنا قائلا: كانت الاحمدي توزع الى ثلاث مناطق سكنية هي:

1- الاحمدي الشمالي: مساكنها مكونة من عدة انواع وتوزع حسب الدرجة وحجم العائلة، كانت في السنوات الاولى من عام 1949 الى عام 1956 مقتصرة على السكان البريطانيين، والاميركان فقط، في عام 1956 حصل تغيير في سياسة الشركة وابتدأ توظيف الاختصاصيين وحملة الشهادات الجامعية من الجنسيات الاخرى فصار من حق هؤلاء الحصول على السكن المناسب في المنطقة الشمالية اسوة بزملائهم من البريطانيين وغيرهم.

2- المنطقة الوسطى: مساكنها تختلف عن شمالي الاحمدي ومكونة من انواع عدة مخصصة لموظفي الدرجات المتوسطة وعائلاتهم من جميع الجنسيات.

3- جنوبي الاحمدي: تتكون من انواع عدة من المساكن مخصصة للمستخدمين وعائلاتهم من الحرفيين وغيرهم.

أسماء العسكريين الأوائل الذين عملوا بالاحمدي

اذكر بعض اسماء العسكريين الذين عملوا في ادارة الامن العام بالاحمدي في الفترة من عام 1949 الى عام 1958.

1- المرحوم محمد عبدالرحمن جحيل، اول فترة عمل فيها كان نهاية عام 1949 وكان برتبة.

2- المرحوم عبدالله الجار الله- عام 1950.

3- عبدالله صالح الحمدان- عام 1952 - 1954.

4- راشد الدريع.

5- عبدالله عبدالعزيز السعودي- عام 1949 حتى فترة طويلة.

6- هاشم بوفتين- 1951.

دوائر الأمن بالكويت عام 1949

كان في الكويت عام 1949 ثلاث دوائر أمنية، وكانت كالتالي:

1 ـ مديرية الأمن العام: كان يرأسها المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح والمرحوم الشيخ عبدالله الأحمد الصباح نائبا له.

من مهام هذه المديرية آنذاك: حفظ الأمن، وإصدار جوازات السفر، ومراقبة دخول وإقامة الأجانب، ومراقبة الحدود، والإشراف على قوة الحدود.

كان من كبار موظفي هذه المديرية كل من الآتية اسماؤهم.

أ ـ المرحوم هاني جميل القدومي ـ مدير إدارة الجوازات.

ب ـ عبداللطيف الثويني ـ مدير إدارة الأمن والسيد دعيج العون مساعدا له.

ج ـ المرحوم جبرا شحيبر ـ مدير قوة الأمن والمسؤول عن التدريب والتموين.

د ـ المرحوم يعقوب البصارة ـ قائد قوة الحدود.

هـ ـ محمد القبندي ـ مسؤول قسم المباحث.

2 ـ مديرية الشرطة العامة ـ كان يرأسها المرحوم سمو الشيخ صباح السالم الصباح، والمرحوم سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح نائبا له.

كان من مهمات هذه المديرية: حفظ الأمن، والإشراف على نظام المرور، وإصدار التراخيص اللازمة بهذا الشأن.

أذكر أنه كان من كبار موظفي هذه المديرية في خمسينيات القرن الماضي الآتية اسماؤهم:

أ ـ السيد عبدالرحمن سالم العتيبي ـ أول مدير للمديرية.

ب ـ المرحوم خليل شحيبر (وكيل وزارة الداخلية المساعد فيما بعد).

ج ـ المرحوم جاسم القطامي (وكيل وزارة الداخلية بعد الاستقلال).

د ـ يوسف السعد: مدير إدارة المرور.

هـ ـ علي الصبيح: مدير إدارة المرور.

و ـ يحيى الجنابي.

3 ـ مديرية شرطة الميناء: كان يرأسها المرحوم الشيخ مبارك الحمد الصباح.

وكانت مهمات هذه المديرية: رقابة الميناء، والإشراف على الجمارك.

من كبار موظفيها في ذلك الوقت المرحوم عبدالسلام شعيب.

أول محققين كويتيين في إدارة الأمن العام بالأحمدي

عندما تم الاتفاق على إغلاق دائرة تحقيق شركة نفط الكويت في عام 1953 والحاق محققيها بدائرة التحقيق التابعة لدائرة الأمن العام روعي الاهتمام بتوسيع هذه الدائرة والاهتمام بتشجيع الشباب الكويتي على العمل في مجال التحقيق وتدريبهم على أيدي المحققين ذوي الخبرة فقد تم تعيين السادة الآتية اسماؤهم بوظيفة مساعد محقق.

1 ـ المرحوم ناصر الحوطي.

2 ـ عبدالصمد شهاب.

3 ـ جاسم محمد بهمن.

4 ـ محمد الخزام.

مستشفى المقوع

كانت المقوع بعد منتصف أربعينيات القرن الماضي مركزا لإدارة شركة نفط الكويت قبل انتقالها الى الأحمدي، حيث كانت تضم معظم الفعاليات ومساكن مديري الشركة، كما أنشئ مستشفى كامل التجهيز لمواكبة وخدمة الأعداد المتزايدة من المستخدمين مع بدء عمليات البناء والاستكشافات النفطية.

كان هذا المستشفى كامل التجهيز من حيث الإدارة والجهاز الطبي والأقسام المختلفة، كان يضم أجنحة للجراحة والأمراض العادية والولادة والأطفال والعزل من الأمراض السارية، جميع الأطباء كانوا من البريطانيين والأميركيين وثلاثة من الهنود يعاونهم جهاز من الممرضين البريطانيين والهنود.

في عام 1959 انتقل المستشفى الى مبنى جديد في الأحمدي تحت اسم مستشفى ساوثول (اسم مدير عام شركة البترول البريطانية BP). سلمت مباني مستشفى المقوع بعد انتقاله الى وزارة الصحة الكويتية وتم تحويله الى مستشفى للأمراض الصدرية، وعين د.غالب الغلاييني مديرا له آنذاك.

كان مدخل الأحمدي على طريق المقوع منطقة عامرة بالحركة، فكان على جانبي الطريق مواقف سيارات الأحمدي وغيرها، وعلى الجهة الغربية كان هناك صف من الحوانيت المختلفة وبعض المقاهي جميعها مبنية من الخشب والصفيح، كان خلف هذه الحوانيت أعداد كبيرة مبنية من الصفيح تقيم فيها عائلات من أجناس مختلف، وعلى الطرف الشمالي كانت هناك مقار ومساكن للمقاولين وعمالهم، اما على الجهة المقابلة أي الشرقية فكان هناك مخيم لمستخدمي شركة النفط العزاب، وكان يسمى كمب نمرة خمسة، وأذكر ان نسبة كبيرة من المقيمين بذلك المخيم كانوا من الجنسية العمانية.

في عام 1954 ورغبة في تنظيم مدخل الأحمدي، أمر سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد بتخصيص وتنظيم مكان في منطقة تقع شمالي المنطقة الصناعية بالفحيحيل سميت «البدوية» وتم نقل جميع سكان العشش والمقاولين اليها.

عدد سكان الكويت في 1949

يستذكر الهنيدي الظروف الديموغرافية في الكويت منتصف القرن العشرين وعدد السكان، حيث يقول:

على ما أذكر لم يكن في عام 1949 احصاء رسمي بعدد سكان الكويت، واذكر عند سؤالي بعض ذوي المعرفة والعلم آنذاك كانت اجابات معظمهم بأن عدد السكان ينحصر بين الخمسين والستين ألفا.

أود ان اذكر هنا وبناء على ما شاهدته أثناء تجولي بالكويت أوائل عام 1949 انه كان جل سكان الكويت يقيمون داخل السور ولم يكن في ذلك الوقت أي عمران خارجه.

المناطق المأهولة بمناطق النفط

كانت هناك مناطق سكنية عدة منها ما أزيل والآخر مازال قائما، ونما مع حركة العمران، ومن أهم هذه المناطق:

1 ـ الصبيحية: منطقة صغيرة مساحتها لا تتعدى 2كم2 تقع جنوب حقل البرقان ومكونة من عدة منازل من الصفيح (عشيش) وسكانها كانوا يعملون بالزراعة في مزارع صغيرة ويزرعون الخضار، ونزح اليها السكان ف عام 1960.

2 ـ الشعيبة: كانت منطقة سكنية، وفيها مجموعة من المنازل السكنية مقامة على طول الساحل، وفيها بيوت للمرحوم الشيخ صباح الناصر، وكانت فيها مدرستان الأولى ابتدائية للأولاد والثانية ابتدائية للبنات، وأزيلت قرية الشعيبة أواخر الستينيات وتحولت الى منطقة صناعية.

3 ـ جعيدان: عبارة عن واحة صغيرة تظللها أشجار كبيرة من شجر السدر وتقع شرقي البرقان ومعظم سكانها من البدو ويسكنون في منازل من بيوت الشعر، وتم إفراغ المنطقة من السكان في عام 1958.

بناء سوق الأحمدي

تم بناء سوق الأحمدي عام 1953 بناء على تعليمات من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وكان مجمعا لمعظم النشاط التجاري من مخابز وسوق للحم وآخر للسمك وفروع محلات تجارية شهيرة والمخزن الشرقي و«جاشنمال»، وكان السوق يعج بالزبائن قبل الغزو العراقي، وقل العمل بسبب هجرة السكان عن الأحمدي (حاليا السوق مغلق).

من الشخصيات الموجودة في ذلك والذين تعرفت عليهم محمد جعفر وعبدالرزاق القدومي وسليمان الموسى شاعر كبير محمد القبندي.

مرافق الأحمدي عام 1949

كانت شركة نفط الكويت في أواخر أربعينيات القرن الماضي تستخدم ما يفوق السبعة آلاف موظف ومستخدم، وكان معظمهم من الجنسيات البريطانية والاميركية والهندية والباكستانية وذلك اثناء طفرة عمليات حفر آبار النفط وبناء الطرق والرصيف الجنوبي وخزانات النفط ومراكز التجميع وبناء المساكن الدائمة، وفي ذلك الوقت بدأ وصول عائلات موظفيهم، فكان لابد من توفير وسائل الاستقرار اللازمة فهيأت الشركة المرافق الآتية:

1 ـ انشأت الشركة مستشفى في منطقة المقوع حيث كانت عملياتها تدار من هناك في ذلك الوقت، كان هذا المستشفى كامل التجهيز ومكونا من عدة أجنحة منها الجراحة والباطنية والولادة والاطفال وجناح العزل وعيادتان خارجية وطوارئ.

كانت تدير هذا المستشفى هيئة طبية عالية من الاطباء البريطانيين والأميركيين وثلاثة من الجنسية الهندية.

انتقل هذا المستشفى الى الأحمدي في عام 1959.

سلمت مباني مستشفى المقوع الى وزارة الصحة وحولته إلى مستشفى للامراض الصدرية.

2 ـ اقامت الشركة في عام 1948 محطة لتوليد الكهرباء في ميناء الأحمدي كانت كافية لتزويد الكهرباء لجميع عملياتها في حقول النفط والورش والشوارع والمساكن.

3 ـ أقامت الشركة محطة لتحلية مياه البحر في ميناء الأحمدي (بدلا من استيرادها من البصرة) وكانت هذه المحطة هي الأولى بالكويت، وكانت تكفي لتزويد المياه العذبة الى جميع مناطقها.

4 ـ انشئت مدرستان في الأحمدي في عام 1950 الأولى المدرسة الانجليزية والاميركية لابناء الموظفين الانجليز والاميركيين في منطقة شمالي الأحمدي، والثانية مدرسة الإندو باكستان لابناء الموظفين الهنود والباكستانيين في وسط الأحمدي.

أقفلت هاتان المدرستان في أوائل الستينيات بعدما سمح بإنشاء المدارس الخاصة.

5 ـ فتح مخزن تموين بالتعاقد مع شركة سپينيز (Spinnegs) البريطانية تقدم فيه جميع الحاجيات التموينية من لحوم وخضار ومشروبات وغيرها.

لم يكن يسمح بدخوله لغير موظفي الشركة.

6 ـ انشئت مصبغة كبيرة (داخل المنطقة الصناعية بالأحمدي) لغسيل وكي الملابس للموظفين وعائلاتهم وكانت بالمجان.

7 ـ انشئ مخبز كامل آلي في المنطقة الصناعية للخبز وجميع أنواع الحلويات خاص بموظفي الشركة وعائلاتهم.

8 ـ انشئ مصنع للمياه الغازية في المنطقة الصناعية وكان ينتج اصنافا مختلفة.

9 ـ تم انشاء ثلاثة اندية خاصة بموظفي الشركة كانت مجهزة بجميع الوسائل والملاعب.

الأول: انشئ عام 1950 في شمالي الأحمدي.

كانت عضويته مقتصرة على الموظفين الانجليز والاميركيين وعائلاتهم فقط.

ظل هذا ساريا حتى عام 1956 حيث سمح للجنسيات الأخرى من ذوي الدرجات العليا، وسمي هذا النادي بـ«نادي الحباري».

والثاني: انشئ في بادئ الأمر في منطقة بشمالي الأحمدي عام 1948 مقابل المبنى الرئيسي للشركة.

انتقل بعدها إلى وسط الأحمدي، حيث المقر الحالي.

كانت العضوية للموظفين الهنود والباكستانيين والجنسيات الأخرى من نفس الدرجة.

سمي بـ«نادي الاتحاد».

والثالث: كان نادي نخلستان في شرقي الأحمدي للفنيين الهنود والباكستانيين.

أقفل هذا النادي في عام 1954، عندما تم بناء نادي الاحمدي في المنطقة الجنوبية.

10 ـ ملاعب رياضية:

أ ـ ملعب غولف في شمالي الأحمدي بجانب نادي الحباري.

ب ـ ملعب كرة قدم في المنطقة الوسطى.

كانت ارضه خليطا بالنفط لكي تتماسك التربة.

كان يقع في المكان المقامة عليه قاعة المجتمع والكنيسة.

جـ ـ ملعب كرة قدم رملي بدون مدرجات كان مقاما في نفس المكان المقامة عليه منشآت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الاحمدي حاليا.

د ـ ملعب رغبي مقابل نادي الاتحاد.

هـ ـ ملعب كريكت ـ مقابل محافظة الأحمدي.

11 ـ دور سينما:

كانت في الأحمدي في عام 1949 عدة دور للسينما، تابعة لشركة نفط الكويت لترفيه موظفيها وعائلاتهم، وكانت مواقعها كالتالي:

أ ـ سينما صيفية مكشوفة في نادي الحباري.

ب ـ سينما صيفية مكشوفة في منطقة بين الأحمدي والفحيحيل، حيث كانت هناك مساكن لموظفيها.

جـ ـ سينما مغطاة داخل المنطقة الصناعية بالأحمدي.

د ـ سينما صيفية مكشوفة في وسط الأحمدي.

من مناقب أمير القلوبأود أن أذكر هنا وللتاريخ مناقب سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد، كما عايشته وقمت بالعمل بقربه في السنوات من عام 1949 الى عام 1963، كان رحمه الله شخصا وسيما، يبتسم بدون تكلف، فهو ذو ذاكرة جيدة، يتسم بالذكاء، يجيد الاستماع، وهو كريم معطاء، يهوى القراءة والشعر.

كان حريصا على تشجيع الشباب الكويتي على العمل خاصة في مجال النفط.

وأذكر هنا تعليماته آنذاك لمسؤولي شركة نفط الكويت حيث اكد على إقامة مراكز تدريب للشبــاب الكويتي لتدريبهم في المجالات المختلفة في صناعة النفط.

كما كان حريصا على تشجيع الزراعة وتنسيق الحدائق خاصة في جنوب الأحمدي التي كانت تقطنها العائلات الكويتية، حيث خصص لها جوائز نقدية للخمسة الأوائل من جيبه الخاص.

ومن أهم بصماته التي سيذكرها التاريخ:

1 - إنشاء صندوق الأجيال القادمة والذي اقتبست فكرته كثير من الدول الخليجية والنرويج.

2 - مساهمته في إنشاء منظمة أوپيك (الدول المنتجة والمصدرة للنفط).

3 - مساهمته في إنشاء منظمة أوابك (الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط).

4 - إصدار أول عملة كويتية في عهده.

رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.
 
محمد الهنيدي: دخلت الكويت في العام 1949.. وحظيت بالعمل مع سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في إدارة الأمن العام بالأحمدي
السبت 2014/4/12
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 4
عدد المشاهدات 9871
A+

A-




فريق كرة القدم بالنادي الاهلي ويظهر محمد الهنيدي قبل الاخير
محمد الهنيدي
محمد الهنيدي مع مجموعة من الموظفين
الحاج محمد الهنيدي متحدثا للزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
مادبة عشاء في قصر النزهة على شرف متصرف البصرة عام 1952 ويظهر في الصورة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والمرحوم الشيخ عبدالله المبارك والشيخ عبدالله الاحمد والشيخ فهد السالم والشيخ عبدالله الجابر
جواز السفر الفلسطيني الذي دخل به الكويت
محمد الهنيدي في احدى المناسبات
محمد الهنيدي يتسلم جائزته في تنس الطاولة
مع بعض زملاء العمل
مع بعض المسؤولين في العمل


  • تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية التابعة لدائرة معارف فلسطين
  • كنت أهوى كرة القدم منذ الصغر وانضممت لفريق مدرسة الرملة الثانوية
  • توفي والدي فتركت المدرسة ولم أكمل المرحلة الثانوية لأساعد أسرتي
  • عملت بالمعسكر البريطاني في بيت نبالا قريباً من اللد
  • هاجرت مع أسرتي من اللد بعد أن هاجمها اليهود واتجهنا إلى رام الله ثم استقررنا في دمشق
  • اليهود أخرجونا بما علينا من ملابس وأمرونا بالتوجه ناحية رام الله وسط الجبال وسقط كثير من الناس موتى
حوار: منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع مواطن كويتي ولد بمدينة اللد بفلسطين العام 1926 في أسرة مكونة من سبعة أبناء لأب يعمل في مجال المقاولات، هو محمد عبدالرحمن الهنيدي، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية، وأكمل الدراسة حتى الصف الثاني الثانوي في مدرسة الرملة، توفي والده فترك المدرسة دون أن يكمل المرحلة الثانوية، ليساعد أسرته، فبحث عن عمل وفي الوقت نفسه انتسب للمعهد البريطاني لإتمام دراسته بالمراسلة وكان ذلك عام 1948، حيث كانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، والتحق بالعمل مع فريق الهندسة الملكية البريطانية في معسكر بيت نبالا.

اضطر إلى ترك اللد هو وأسرته بعد أن هاجمها اليهود واحتلوها، فاتجه مع أهل القرية إلى مدينة رام الله ثم إلى مدينة السلط الأردنية ثم إلى سورية.

وفي ديسمبر 1948 حصل بواسطة أحد أبناء عمه على إذن لدخول الكويت، فسافر إليها برا من دمشق وحصل على فرصة عمل بدائرة الجوازات والسفر مع الشيخ عبدالله المبارك والتي أدارها بعد ذلك سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.

وفي عام 1953 تم تشييد مبنى دائم لإدارة الأمن العام، فالتحق معظم محققي شركة نفط الكويت بها بعد إغلاق دائرة التحقيقات التابعة لها.

وإلى تفاصيل أكثر:
في البداية يقول الهنيدي: ولدت في مدينة اللد في فلسطين بتاريخ 10 ديسمبر 1926، وانا الابن الثاني من عائلة متوسطة الحال مكونة من 6 ذكور وأنثى واحدة، كان والدي - رحمه الله - يعمل في مجال المقاولات وخاصة إنشاء الطرق، وساهم في إنشاء مدرجات مطار اللد في ثلاثينيات القرن الماضي.

كان عدد سكان مدينة اللد في عام 1948 حوالي 22 ألف نسمة وتعتبر من المدن المتوسطة الحجم بالمقارنة مع المدن الكبيرة مثل حيفا ويافا، حيث كان عدد السكان فيها يزيد على الـ 60 ألف نسمة، وكان عدد سكان فلسطين في عام 1948 يزيد قليلا على المليون ونصف المليون، منهم مليون و200 ألف فلسطيني عربي والباقي من اليهود المهاجرين من دول أوروبا بمساعدة الانتداب البريطاني - أثناء الحرب العالمية الثانية.

وتعتبر اللد مدينة زراعية حيث كانت تهتم بزراعة الخضار والفواكه والزيتون، وكانت مصدرا رئيسيا لمدن فلسطين لإمدادها بالخضار، حيث تتميز بأن أرضها خصبة وتشتهر بإنتاج الزيتون والسمسم وعصره وفيها عصارات، كما تشتهر بصناعة الصابون ودبغ الجلود.

وتقع مدينة اللد في وسط فلسطين وتبعد عن مدينة يافا حوالي 15 كيلومترا وجوها معتدل دافئ في الشتاء وكان يوجد بها أكبر مطار في منطقة الشرق آنذاك وفيها أكبر محطة سكة حديد وملتقى سكك حديد الشرق الأوسط وكانت اللد مدينة عربية خالية من المستعمرات اليهودية يعيش فيها المسلمون والمسيحيون بكل حب وتآلف، وفيها كنيسة تاريخية واحدة هي كنيسة مارجرجس وجسر جنداس الذي بناه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس.

ويتحدث الهنيدي عن اشهر العائلات التي كانت تعيش في اللد وهي عائلة الهنيدي والكرزون والكيالي ودهمش والصالحي والمهتدي والخالدي وغنيم والصوص وحماد ورجب وبطشون والحلتة والحسيني وجودة ورزق وحبش وحسونة والعلمي وشموط وبدران من العائلات الكريمة الأخرى.

الدراسة والتعليم

أما عن تعليمه والمدارس التي التحق بها فيقول الهنيدي: تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية التابعة لدائرة معارف فلسطين وأكملت الدراسة حتى الصف الثاني الثانوي في مدرسة الرملة الثانوية ولم يكن التعليم مختلطا فكان مكونا من مرحلتين، الأولى ابتدائي حتى السابع وثانوية حتى الصف الرابع تنتهي بشهادة المتريكوليشن (الثانوية العامة).

وكانت الدراسة في المرحلة الابتدائية وقتها تشمل العلوم والرياضيات والدين واللغة العربية والنحو والتاريخ والجغرافيا بالاضافة الى حصتين أسبوعيا في الصفين الرابع والخامس في علوم الزراعة والنجارة والحدادة من قبل مدرسين متخصصين وورش مجهزة بجميع اللوازم.

واذكر من مدرسي مدرسة اللد الابتدائية في الثلاثينيات المدرس المرحوم سليمان ابوغوش ومحمود نجم اللذين كانا عضوي التدريس في البعثة التعليمية الفلسطينية في ثلاثينيات القرن الماضي بالكويت - رحمهما الله - كما اذكر ممن تخرجوا في مدرسة اللد الابتدائية د.أحمد أبوحاكمة الذي كان ضمن هيئة التدريس في جامعة الكويت في ستينيات القرن الماضي.

ومن المدرسين الفلسطينيين خير الدين العباسي وفخري انشاصي وداود مراد لبناني.

ويضيف الهنيدي ان كان التعليم في فلسطين غير مختلط ـ فتعليم البنات قديم بنفس مستوى تعليم الأولاد ولكل فئة مدارسها ـ والتعليم الابتدائي كان يبدأ من سن السادسة للأولاد والبنات.

ومنذ صغري كنت أهوى لعب كرة القدم وكنت ضمن فريق كرة القدم في مدرسة الرملة الثانوية ثم لاعب مهم بفريق كرة القدم في نادي الأرثوذكسي بمدينة اللد عام 1942 حتى سقوطها بيد الصهاينة.

وكان في اللد ملعبان لكرة القدم، ملعب واحد تابع للمدرسة والآخر في محطة سكك حديد اللد وكان فريقنا مصنف درجة ثانية يتبع الاتحاد الرياضي الفلسطيني لواء اللد الذي يضم مدن اللد والرملة ويافا.

ويلفت الهنيدي الى انني بعدما أنهيت المرحلة الابتدائية التحقت بالمرحلة الثانوية، ولما كانت مدارس اللد تفتقر الى المرحلة الثانوية لذلك انتقلت الى ثانوية الرملة وهي تبعد 3 كيلومترات عن اللد وانتقل اليها بالباص يوميا والدوام من السبت الى الخميس نصف دوام والجمعة عطلة والاحد عطلة.

كان الطلاب المسيحيون في حصة الدين الإسلامي يذهبون الى فصل منفصل يدرسهم مدرسون مسيحيون.

وكان في اللد مدرسة حكومية ابتدائية واحدة للذكور وأخرى للبنات، وكان فيها مدرسة لاتينية ومدرستان خاصتان والمدارس الخاصة تدرس المرحلة الابتدائية فقط ولم يكن لي نشاط آخر إلا الرياضة وكنت لاعبا مسجلا في الاتحاد الرياضي الفلسطيني وكان خيري أبو الجبين سكرتير الاتحاد الرياضي في لواء اللد، كما كان لا يوجد بالمدرسة فريق قدم ولكن فيها فريق سلة.

ويضيف الهنيدي: في تلك الفترة توفي والدي فتركت المدرسة بعد إنهاء ثاني ثانوي وباشرت العمل، اهتممت بقراءة الأدب الإنجليزي وقرأت كتبا كثيرة الى ان تمكنت من اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة، انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 والإنجليز انسحبوا من فلسطين أوائل عام 1948 عام النكبة.

أول عمل في حياتي

ويتطرق الهنيدي الى الظروف الصعبة التي مر بها بعد وفاة والده فيقول: توفي والدي عام 1948 ولشعوري بالمسؤؤلية تجاه اخوتي الصغار قررت ترك المدرسة والبحث عن عمل وبنفس الوقت انتسبت للمعهد البريطاني لإتمام الدراسة بالمراسلة، وكانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، وكان المجال واسعا للعمل، خاصة ما كان يتعلق بالمجهود الحربي البريطاني وبالفعل التحقت بالعمل مع فريق الهندسة الملكية البريطانية في معسكر بيت نبالا القريب من مدينة اللد في وظيفة إدارية وكان المعسكر يضم ورشا كبيرة للصيانة وسكب الحديد والنحاس والنجارة والحدادة واللحام وغيرها من المهن وكان مستخدمو المعسكر خليطا من العرب واليهود وكانوا من الفنيين المهرة ذوي الخبرة مهاجرين من الدول الأوروبية.

وقد أكسبني عملي في ذلك المعسكر واختلاطي بالجنود البريطانيين والفنيين الآخرين خبرة فنية وطلاقة باللغة الإنجليزية ولكن في 28 فبراير 1948 سرحت من العمل وبدأ إجلاء القوات البريطانية من فلسطين مع اشتداد المعارك بين العرب واليهود.

وضع مدينة اللد

أود أن أذكر هنا أن مدينة اللد هي من المدن القديمة تاريخيا، احتلها في العهود الماضية البيزنطيون والصليبيون وفتحها المسلمون، ويدل على ذلك كنيستها ومسجدها وبعض الكتب التاريخية، كانت تشتهر قبل احتلالها من اليهود وطرد سكانها بالزراعة، وكان مطارها يعتبر من أكبر مطارات الشرق، اطلق عليه بعد الاحتلال اسم مطار «بن غوريون».

وفي مساء يوم 11 يوليو 1948 الموافق الخامس من رمضان 1367هـ هاجمت وحدة كوماندوز يهودية بقيادة موشي ديان مدينة اللد تحت وابل من قذائف المدفعية واستعمال الطيران لأول مرة واحتلتها هي ومدينة الرملة المجاورة، ولم يتمكن رجال المقاومة والذين كانوا مسلحين بأسلحة خفيفة من الصمود وبعد نفاد ذخيرتهم لجأوا إلى مسجد دهمس، واقتحمت القوات اليهودية المسجد وأبادتهم جميعا دون مقاومة، قدر عددهم بأكثر من 160 شهيدا.

وبعد يومين من الاحتلال أمر الجنود الصهاينة سكان المدينة بالخروج من منازلهم والتوجه خارج المدينة قائلين لنا «يلا برة روحوا ملك عبدالله»، ووضعت في جيبي بعض المستندات مثل جواز السفر وبطاقة الهوية وشهادة الميلاد وناولت والدتي- رحمها الله- مبلغ 150 جنيها فلسطينيا من مدخراتي وخبأتها في ملابسها، وخرجنا بما علينا من ملابس، وأمرنا الجنود بالتوجه شرقا مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة رام الله وعبر الجبال بين صفوف الجنود الذين كانوا لا يتركون شخصا خاصة من الرجال إلا ويتم تفتيشه وسلبه ما يحمله من نقود وأشياء ثمينة، وكنت أحدهم، فسلبوا مني ما كنت أحمله من نقود وساعتي وقلم حبر.

ويضيف الغنيم: لن أنسى أثناء سيري إلى رام الله جموع سكان المدينة ومعهم من كان لاجئا فيها من المناطق الأخرى قبل احتلالها، وهم يسيرون ساهمون في طريق وعرة عبر الجبال لا ماء ولا طعام، كثير منهم كان يحمل على ظهره عزيزا من مرضاهم أو أحد الوالدين العاجزين، وهم يلهثون من التعب والجوع والعطش، حالات كثيرة من العجزة والمرضى فارقوا الحياة في الطريق وكانت الوسيلة الوحيدة لدفنهم هي تغطيتهم ببعض الحجارة على جانب الطريق.

الاستقرار في رام الله

ويقول الهنيدي: استغرقت مسيرتنا إلى رام الله يومين، وهناك تم إسكاننا في إحدى مدارسها، وبعد عدة أيام توجهنا إلى مدينة السلط الأردنية، وهناك هيأت لنا بلديتها مشكورة غرفة في مدرستها الوحيدة آنذاك والتي كانت مقامة ومازالت في منطقة جبلية تطل على المدينة، واستغرقت إقامتنا في مدينة السلط نحو شهر واحد تمكنا في أثنائها من الحصول على إذن للدخول واللجوء إلى سورية، وسافرنا برفقة مجموعة من الأقارب بالقطار من عمان إلى دمشق، وعند وصولنا إلى هناك قادنا مندوب كان في استقبالنا هناك إلى مدرسة التجهيز للإقامة فيها والتي كانت غاصة باللاجئين الفلسطينيين، وتمكنت بعد عدة أيام من استئجار بيت قديم كان بناؤه من الطين في حي المهاجرين، وانتقلنا إليه، وهنا بدأت المهمة الشاقة، وهي مهمة البحث عن عمل.

العمل في الكويت

أما عن مجيئه إلى الكويت فيقول الغنيم: في الربع الأخير من عام 1948 تعاقد ثلاثة من أبناء عمي للعمل بالكويت، حيث تعاقد أحدهم مدرسا بدائرة المعارف آنذاك، والثاني عمل مهندسا لدى المرحوم عبدالله الملا صالح، والثالث عمل مع الشركة العربية للتجارة (عزت محمد جعفر واخوانه)، وهذا الأخير انتقل بعد عدة أسابيع إلى دائرة الجوازات والسفر، وفي ديسمبر من عام 1948 حصلت بواسطة أحدهم على اذن لدخول الكويت وعن طريق السفارة البريطانية بدمشق ختمت الفيزا على جواز سفري الفلسطيني، وسافرت برا من دمشق إلى بغداد، ومنها بالقطار إلى البصرة ومن هناك استقللت باص «أبوعرام» إلى الكويت التي وصلتها مساء 31 ديسمبر 1948، وختم جوازي بالقدوم في 1/1/1949.

ونزلت في بادئ الأمر في ضيافة ابن عمي في بيت مؤجر من آل معرفي فوق ديوانيتهم آنذاك على شاطئ البحر بمنطقة الشرق، وهو المكان المقام عليه وزارة الخارجية حاليا، وكان يقابل ذلك البيت معمل للثلج ومحطة لتوليد الكهرباء للمرحوم عبدالله الملا صالح، وهو الحي نفسه الذي كان يقيم فيه المرحوم الشيخ صباح الناصر (شقيق صباح الناصر).

وفي مساء اليوم الخامس من يناير 1948 وأثناء تجولي في ساحة الصفاة دخلت مبنى دائرة الجوازات والسفر، والذي كان يقع في الزاوية الشرقية من ساحة الصفاة، وذلك لزيارة ابن عمي الذي كان يعمل هناك في دوام كان يمتد حتى التاسعة مساء، وأثناء وجودي في مكتبه دخل المرحوم محمد جعفر، فعرفني به ابن عمي وأثناء تبادل الحديث سألني عما إذا كانت لدي رغبة في العمل بدائرة الجوازات والسفر، فأجبنه بالإيجاب، وتركنا وغاب برهة ثم عاد وسحبني من يدي إلى مكتب المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الذي بادرني بأسئلة عن اسمي وسني ومؤهلي، ثم قال «زين»، وعدت إلى مكتب ابن عمي، وعاد بعدها المرحوم محمد جعفر وقال «مبروك» داوم غدا الراتب 300 روبية.

دائرة الجوازات والسفر

وبالفعل تم تعييني في قسم الإقامة بدائرة الجوازات والسفر.

كانت الإدارة مؤلفة من قسمين، الأول قسم الجوازات وكان مديره المرحوم هاني جميل القدومي والثاني قسم الإقامة والسفر بإدارة توفيق الإيراني (ترك هذا الشخص العمل بعد نحو شهر من تاريخ تعييني)، كان من زملائي في غرفة المكتب الذي كنت فيه كل من المرحوم ابراهيم عيد (كان أحد مدرسي البعثة التعليمية الفلسطينية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي)، ويوسف السيد هاشم الرفاعي (وزير الدولة السابق) وأذكر أنه كان في الفرقتين المجاورتين كل من المرحوم أحمد المقهوي، عبدالمحسن الخميس، عبدالمحسن عبدالمجيد، عبدالله راشد عبدالغفور، أحمد الرندي المساعيد وعبدالله السمحان وفي غرفة مقابلة كان فيها سليمان المشعان.

وكانت دائرة الجوازات والسفر في ذلك الوقت في الجزء الشرقي من ساحة الصفاة في بناء متوسط الحجم يتكون من طابقين، بجانبه باتجاه الجنوب مبنى مديرية الأمن العام قبل انتقالها إلى قصر نايف، كان في الجهة المقابلة من ساحة الصفاة في أول الطريق المؤدي إلى سوق السلاح مكتب شركة المرحوم أحمد الغانم وأولاده، يليه مخزن جاشنمال، ثم شركة التجارة العربية (عزت محمد جعفر واخوانه) ثم مخزن شيرين بهبهاني للساعات، ثم على الطرف الآخر عند مدخل الشارع الجديد مكتب المرحوم عبدالله الملا صالح، وعلى الزاوية الجنوبية كانت شركة الشايع (سيارات فورد)، وبجانبها على شارع الجهراء مديرية الشرطة العامة، وكان على الجهة الشرقية من ساحة الصفاة مبنى تحت الإنشاء للبنك البريطاني الإيراني (بنك الكويت والشرق الأوسط فيما بعد).

العمل في الأحمدي

وفي 15 يناير 1949 استدعاني المرحوم الشيخ عبدالله المبارك إلى مكتبه وأبلغني بأنه تقرر إنشاء إدارة للأمن العام في الأحمدي وقال لي «هذه الإدارة ستكون بإدارة ولدنا الشيخ جابر الأحمد وأبيك تنطره باچر الصبح وتروح وياه»، وفي صباح اليوم التالي أي 16 يناير 1949 وقفت سيارة بيضاء من طراز فورد وكان بها المرحوم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، سلمت عليه وعرفته بنفسي ودعاني للجلوس بجانبه على المقعد الخلفي، انطلقت بنا السيارة إلى شارع الجهراء ثم عبر بوابة الشامية إلى خارج السور ومنها عبر أرض فراغ خالية من أي عمران إلى أن وصلنا إلى قرب الفروانية حيث كانت هناك بداية طريق معبد اتخذناه باتجاه الأحمدي عبر المقوع، وعلى الجانب الغربي من الطريق عند مدخل الأحمدي دخلنا مكانا مسيجا أقيم بداخله نحو عشرين خيمة صغيرة وعند مدخله خيمة كبيرة، وكان ذلك مقر إدارة الأمن العام بالأحمدي.

ويضيف الغنيم: بعد أن أدت ثلة من رجال الأمن التحية لسموه دخلنا الخيمة الكبيرة وكانت من ثلاثة أعمدة في سقفها مروحة كهربائية وثلاث نقاط إضاءة مفروشة ببساط أزرق اللون في وسطها مكتب كبير خصص للمرحوم سمو الشيخ جابر ومكتبان آخران أصغر حجما أحدهما على يمين المكتب الكبير جلست أنا عليه والآخر على اليسار للمرحوم سليمان أبوكحيل الذي سبقنا إلى هناك.

بعد عدة أيام تم تجهيز مسكن لي هناك وكان عبارة عن خيمة متوسطة الحجم نصبت خلف خيمة المكتب الكبيرة ركب في سقفها مروحة كهربائية ونقطة إضاءة وفرشت أرضها ببساط أزرق وزودت بصندوق للثلج وحب من الفخار وفلتر للماء، ومن الطريف ان أذكر أنه بعد نحو عشرة أيام من إقامتي هناك هبت عاصفة ورياح شديدة أثناء نومي مزقت وأطاحت معظم الخيام وكان أشدها تضررا خيمة المكتب الكبيرة، وفي اليوم التالي أعيد تجديد الخيام المتضررة، وفي مارس 1952 شيد مبنى من الطوب اللبن مكون من مجلس ومختصر لسمو الامير الراحل الشيخ جابر ومكتب للإدارة وغرف صغيرة واحدة للأحوال، ومخزن للسلاح ونظارة.

في هذا الوقت انضم للعمل المرحوم عبدالكريم الشوا منتدبا من دائرة جوازات الكويت.

ويتحدث الغنيم عن طبيعة عمله فيقول: كانت مهماتي وطبيعة عملي آنذاك غير محددة، فنظرا لإقامتي ووجودي هناك معظم الوقت كان من الطبيعي أن تحول إلي جميع البلاغات والشكاوى التي كانت ترد إلى الدائرة، مما كان يضطرني إلى معالجتها والتحقيق فيها.

في ذلك الوقت كان لشركة نفط الكويت دائرة تسمى دائرة التحقيقات مديرها كان بريطانيا، ضابط شرطة سابقا، يعاونه مجموعة من المحققين من ذوي الخبرة السابقة من البريطانيين والهنود والباكستانيين وعربي واحد، كانت مهمة هذه الدائرة معالجة والتحقيق في جميع الجنايات والحوادث الداخلية، وذات العلاقة بأمنها وموظفيها وإحالة ملفات ذوي العلاقة من الجنسيات البريطانية والهندية والباكستانية إلى محاكم كانت تعقد في داري الاعتماد بالبحرين والكويت.

ولما كانت معظم الشكاوى والبلاغات التي ترد إلي ذات علاقة بالشركة ومستخدميها فقد كان التحقيق فيها يجري بالتنسيق مع محققي الشركة، وهذا أكسبني خبرة جيدة في طرق التحقيق وتدوين الإفادات، وكانت جميع القضايا تعرض على سمو الامير الراحل المرحوم الشيخ جابر وكان في معظمها يكتفي بالنصح وتنبيه من كان متهما وإطلاق سراحه وإحالة ملفات القضايا الكبيرة إلى المحكمة، بالكويت.

وأود أن أذكر هنا وضع الأحمدي والمناطق الأخرى التابعة للشركة في ذلك الوقت كما شاهدته في أوائل عام 1949.

كانت الأحمدي والمناطق الأخرى ورشة عمل شاملة، العمل كان على أشده في بناء المبنى الرئيسي للإدارة وكانت تقوم به شركة بريطانية اسمها C.E.C.D شاهدت وقتها من كان يقوم بمعظم العمل من بنائين ونجارين ومساعديهم كانوا من البريطانيين، وكان العمل أيضا يجري في تخطيط ورصف الشوارع وبناء المساكن للموظفين والمستخدمين، وبناء رصيف شحن النفط الجنوبي، وحفر آبار النفط في البرقان ومراكز التجميع وبناء خزانات النفط ومد الأنابيب.

أقيم في كل منطقة مقار من الخيام والبيوت الجاهزة مزودة بجميع الخدمات لموظفي وعمال الشركة الذين كانوا يعملون في تلك المشاريع، وفي مدخل الأحمدي على الجانب الشمالي من طريق المقوع كان هناك مخيم يضم وحدات من البيوت الجاهزة للعمال المحليين (كان يطلق على هذا المخيم كمب نمر خمسة) وكانت نسبة كبيرة من المقيمين فيه في ذلك الوقت من الجنسية العمانية.

وفي الجهة المقابلة على طريق المقوع كانت هناك مواقف لسيارات التاكسي وبعض الحوانيت ومقهى وخلفها عشش كثيرة جميعها كانت من الصفيح وعلى الطراف الشمالي ايضا كانت هناك بعض المقار من الخيام والصفيح للمقاولين المحليين ومستخدمهم العاملين في مشاريع الشركة.

وعند اتمام أول بيت من البيوت الدائمة قررت الشركة إهداءه إلى المرحوم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، أقيم في تلك المناسبة حفل كبير في موقع البيت في الشارع الثاني الاوسط، حضره الشيوخ وكبار الشخصيات والكولونيل ديكسون والمعتمد البريطاني.

اقامت في ذلك البيت فيما بعد المرحومة الشيخة مريم الجابر مدة من الزمن.





إدارات الأحمدي

يقول محمد الهنيدي في عام 1953 تم تشييد مبنى دائم لإدارة الأمن العام أخذ في الاعتبار في تخطيطه التوسعات المستقبلية.

شمل هذا المبنى مكاتب عدة للإدارة، مهاجع لقوة الأمن، سجنا صغيرا، مسجدا، عيادة طبية، كراجا لتصليح السيارات ومساكن للمحققين في الطابق الثاني (المبنى الحالي للأمن والمرور).

وفي ذلك العام تم الاتفاق بين المرحوم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وشركة نفط الكويت على اغلاق دائرة التحقيقات التابعة لها وإلحاق من كان يرغب في محققيها بدائرة التحقيق التابعة لدائرة الأمن العام والتي تم انشاؤها آنذاك.

والتحق معظم محققي الشركة الهنود والباكستانيون والعرب، بينما اعتذر الانجليز منهم فالتحقوا بأعمال أخرى بشركة النفط.

تم تعيين شخص انجليزي مديرا لدائرة التحقيق بالأمن العام اسمه ماكلينز استقال بعد عام تقريبا فخلفه المرحوم جاسم مشاري الحسن (وزير العدل السابق) مديرا مكانه، كما تم في هذا العام انشاء إدارة للعمل مهماتها مراقبة شؤون العمل والعمال في شركة النفط والشركات الأخرى في المنطقة عين السيد يعقوب القطامي مديرا.

(التحق في هذه الدائرة في عام 1958 المرحوم محمد درويش العرادي قبل انتقاله إلى الديوان الأميري).

وضمت هذه الإدارة في العام 1959 الى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكان نواة فرعها في الأحمدي.

وفي أوائل عام 1951 انتسبت لعضوية نادي الاتحاد التابع لشركة نفط الكويت والذي كان غالبية اعضائه من الجنسية الهندية والباكستانية.

صرت في أوقات فراغي أمارس بعض الألعاب الرياضية مثل تنس الطاولة والسباحة وكمال الأجسام.

ولما كانت هوايتي الرياضية المفضلة هي كرة القدم وافتقار هواة هذه اللعبة في نادي الاتحاد فقد بادرت مع آخرين بتكوين فريق من العرب معظمهم فلسطينيون ممن كانوا مدرسين في دائرة معارف الكويت آنذاك والبعض ممن كانوا يعملون بشركة كات للمقاولات بالأحمدي (شركة المقاولات والتجارة اللبنانية) انتسبنا لدوري شركة نفط الكويت وشاركنا ضمنه لمدة سنتين تحت اسم الفريق الفلسطيني.

في أحد أيام عام 1954 جاءني شخص عرفني بنفسه كان المرحوم يوسف ابراهيم الغانم، اخبرني بأنه قادم من طرف النادي الاهلي وطلب مني اللعب ضمن فريق كرة القدم التابع للنادي.

وحاولت التخلص معتذرا كوني لاعبا ومسؤولا عن الفريق الفلسطيني.

ولكنه اصر والح في طلبه وفي النهاية اتفقنا على أن ألعب ضمن فريق النادي الأهلي في مبارياته التي تقع خارج برنامج مباريات دوري شركة النفط، كان رحمه الله شخصا دمثا ذا شخصية محببة وكان يأتي بنفسه إلى الأحمدي قبل كل مباراة يقلني بسيارته إلى النادي الاهلي بالكويت الذي كان يقع في ذلك الوقت في المكان المقام عليه حاليا فندق شيراتون وكان بعد كل مباراة يدعو الجميع للعشاء في مخيم كان يقيمه برا خارج سور الكويت آنذاك يعرض بعدها فيلم سينمائي ثم يعيدني بنفسه الى الاحمدي.

استمر هذا الحال الى نهاية عام 1954 حين تلقيت اتصالا تلفونيا من المرحوم عبدالعزيز محمد جعفر وقال الشيخ عبدالله المبارك يبي يكلمك وكان على الطرف الآخر المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الذي بادرني قائلا: «يا محمد أبيك من اليوم وطالع تلعب مع النادي الأهلي بس هذا أمر». أود أذكر للعلم بأن المرحوم الشيخ عبدالله المبارك كان الرئيس الفخري للنادي الأهلي آنذاك.

وكان من لاعبي فريق كرة القدم في النادي الأهلي وقتذاك:

1 ـ إبراهيم المواش ـ كابتن الفريق

2 ـ عبدالمحسن الفرحان

3 ـ عبدالجليل حبيب

4 ـ صبحي نصار

5 ـ تاج محمد هندي

6 ـ شاهين الزرقا

7 ـ حسن الدجاني

8 ـ تيسير الترتير

9 ـ محمد الهنيدي

10 ـ فضل (ملقب بساندويش)

وغيرهم لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم.

كان في الكويت في ذلك الوقت ملعبان لكرة القدم وملعبان دون مدرجات أحدهما في منطقة الصالحية الملعب القبلي بجوار المقبرة والثاني في منطقة الشرق في المكان الذي يشغله سوق الصفارين حاليا.

داومت اللعب في فريق النادي الأهلي حتى أواخر عام 1957 على ما اتذكر حين صدر الأمر بإغلاق الأندية.
 
يوسف العجوز: عُينت خطاطاً بالتلفزيون الكويتي في العام 1963 براتب مقطوع 300 روبية.. والكمبيوتر ضيّق كثيراً على الخطاطين
السبت 2014/4/5
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 5
عدد المشاهدات 13056
A+

A-




يوسف العجوز
يوسف العجوز متحدثا للزميل منصور الهاجري قاسم باشا
يوسف العجوز خلال تنفيذ بعض الاعمال الابداعية
كان خطاطا لمسلسل افتح يا سمسم وهذه لقطة مع الدمية نعمان
الاستاذ عبدالوهاب السلطان السداني رحمه الله وبرنامج افتح يا وطن ابوابك
العجوز يتسلم كاس بطولة طاولة الزهر بفندق هيلتون
اثناء نهائي بطولة طاولة الزهر
يوسف العجوز مع ام كلثوم وقد اهدته اجمل 5 صور لها وهي تكتب على احداها الاهداء
العجوز في بداية حياته العملية
هوية العمل خطاطا في وزارة الاعلام
كاس تكريم الرواد الاعلاميين بمناسبة مرور 50 سنة على المسيرة الاعلامية
صورة من ارشيف يوسف العجوز
لقطة تذكارية مع الفنان الراحل علي المفيدي ومريم الغضبان وتظهر من اليمين مسؤولة الازياء فاتن الاسعد ومحمد سعيد
مراجعة وتنسيق
يوسف العجوز يتوسط الفنان محمد الويس والفائز ببرنامج نجوم على الطريق مرعي سرحان
بطاقة الهوية عام 1963


  • ولدت في مرجعيون في لبنان وحضرت إلى الكويت عام 1961 واشتغلت في تلفزيون الكويت عام 1962
  • كنت أتبع إخواني الكبار إلى المدرسة وأجلس معهم بالفصل وأحفظ ما يقوله المدرس
  • تعلمت اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية في مدرسة الخيام الابتدائية
  • قرأت الكتب العربية ودواوين الشعر لكبار الشعراء وحفظت بعض الأبيات من المعلقات
  • عملت خطاطاً في مدينة بيروت عند الخطاط شعبان لاوند بأجر شهري
  • العمل في تلفزيون الكويت كان مرهقاً فالدوام من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساء
  • عملت عند خطاطين خارج العمل وفي المطابع والصحافة
  • كنت أذهب إلى السينما في بيروت وأشاهد الأفلام العربية والهندية
  • كان بالكويت 3 خطاطين مشهورين واحد في الشرق وواحد في المرقاب والثالث في السوق
  • طلب تلفزيون الكويت خطاطين فتقدمت ونجحت وانسحب 4 من الاختبار عندما رأوني
ضيف هذا الأسبوع هو الخطاط يوسف العجوز الذي ولد في بلدة مرجعيون بلبنان ونشأ بين طبيعتها الجميلة، وتلقى تعليمه في المراحل الأولى، إلا ان القدر لم يشأ أن يكمل فاكتفى بالمتوسط وترك الدراسة، تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية وأجادهما، الى جانب اللغة العربية، سافر الى بيروت ليعمل مع إخوانه في العام 1956.

ولأنه كان يتمتع بموهبة الإبداع في الخط فعمل عند خطاط متخصص في عمل أفيشات السينما، عرض عليه أحد أصدقائه السفر الى الكويت 1961 فوافق، وتمكن من الحصول على فرصة عمل لدى خطاط بالمرقاب براتب 300 روبية وتعلم لديه أصول فن الخط، وفي أحد الأيام قرأ إعلانا في الصحف لوزارة الإرشاد والأنباء (الإعلام حاليا) عن الحاجة لخطاط، فتقدم بطلب بصحبة مجموعة خطاطين آخرين وعند الاختبار انسحب 4 خطاطين عندما رأوه ضمن المتقدمين للوظيفة.

وفي 1963 عين بالوزارة براتب مقطوع، ويقول عن العمل بالتلفزيون انه كان مرهقا حيث كان يعمل من التاسعة صباحا الى الثانية عشرة ليلا.

والى جانب عمله بالتلفزيون عمل في بعض المطابع وجمعية المعلمين ومجلة الرائد ورابطة الأدباء ووكالات الإعلان والصحف، ويؤكد العجوز ان الكمبيوتر بعد ظهوره ضيق كثيرا على الخطاطين..

وإلى تفاصيل اللقاء:

أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

حضرت إلى الكويت عام 1961 وعينت في تلفزيون الكويت عام 1962 ولدت في لبنان في بلد الخيام (قضاء مرجعيون) الجنوب الشرقي من لبنان، ومرجعيون أينما تحفر ينبع من أرضها الماء ومعناها مرج عيون وهي أرض سهل والماء نقي صاف ومن الغرب نهر الليطاني ومن الشرق نهر الحصباني وبها أراض صخرية، كما يوجد بها جميع أنواع الشجر المثمر وشجر الكينا واللوز والخوخ والمشمش والتين والعنب الى درجة أن الإنسان كان يمشي يقطف الفاكهة ويأكل.

وكان رجال الدين هم الذين يدرسون للأولاد وما كان عندنا كهرباء وكنت أتبع اخواني عندما يذهبون الى المدرسة وأسمع المطوع وهو يعلمهم قراءة القرآن الكريم ويردد عليهم الآيات وهم يرددون ما يقوله فحفظت الفاتحة وكان عمري حينها 3 سنوات ونصف السنة، وبعد ذلك حفظت قصار السور تقريبا خلال شهر وتعلمت الكتابة من اخواني وبعد عام ختمت القرآن الكريم قراءة ولكن حفظت بعض السور وعندما بلغت السادسة التحقت بمدرسة الخيام الابتدائية.

مدرسة الخيام الابتدائية

ويتحدث العجوز عن المرحلة الابتدائية فيقول: عندما بلغت سن السادسة التحقت بالمدرسة الحكومية الموجودة في بلدتنا (مدرسة الخيام الابتدائية) والمشكلة التي كانت موجودة فيها هي تدريس اللغة العربية واللغة الفرنسية بالوقت نفسه، وكنت أجيد اللغة العربية ولكن لم أكن أجيد اللغة الفرنسية فعينت في الفصل الأول الابتدائي وكان خطي مميزا بين الطلبة بل كان أفضل من خط المدرس، وأذكر ونحن في الفصل دخل علينا مدير المدرسة (علي عبدالله) ورأى خطي، فرفعني صفين إلى ثالث ابتدائي، وقال: انت مستواك الصف الخامس.

تعلمت اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية، والسر الذي جعل خطي ممتازا انني كنت أقلد خطوط الصحف وخاصة عندما كنت في مدرسة المطوع فتعلمت ثلاث لغات اللغة العربية واجيدها بدرجة جيد جدا، واللغة الانجليزية واللغة الفرنسية ومع القراءة والكتابة والخط الممتاز، اكملت المرحلة الابتدائية، واذكر من المدرسين عبدالحسن السويد وعلي عبدالله وفؤاد سعادة ومكاريوس من بلده ثانية وكثيرا من المدرسين ايضا واذكر بعض الطلبة المتفوقين وآخرين كانوا متأخرين.

ووصلت على مشارف الثانوية ولكن للاسف لم ادخل الثانوي لكي احصل على الشهادة الثانوية، وبذلك الوقت كنت اقرأ الكتب العربية القديمة منها والحديث، وقرأت لشعراء وكتاب وقصص عنترة وبني هلال واحفظ من الشعر الجاهلي وحفظت بعض الابيات من المعلقات واذكر مما حفظت:

الا ايها الليل الطويل إلا انجلي

بصبح وما الاصباح منك بامثل

فيا لك من ليل كأن نجومه

بكل مغار الفتل شدت بيذبل

وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم «ان من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا»

يقول المتنبي:

اذا رأيت نيوب الليث بارزة

فلا تظنن ان الليث يبتسم

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم

هذه الابيات حفظتها من عيون قصائد الشعر والكثير الكثير، قصائد كاملة احفظها.

فكنت مولعا بالقراءة والمطالعة، اما اخواني الكبار فكنت اصحح لهم الاخطاء في اللغة العربية.

واكملت المرحلة الابتدائية وامضيت سنتين بعد المتوسطة وبقي لي سنتان حتى احصل على الثانوية، فتركت الدراسة، وهناك حكمة تقول «يكفيك من العلم ما تنتفع به» وعرفت اني لست بحاجة الى التعليم الثانوي، وكنت اعرف اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية واللغة العربية، فلذلك تركت المدرسة.

السفر إلى بيروت

سافرت من بلدتي مرجعيون الى العاصمة الكبيرة مدينة بيروت للعمل، كان لي اخوان سبقوني للعمل في بيروت، ويعملون في الشركات موظفين وذلك عام 1956، في البداية عملت عند خطاط في بيروت اسمه شعبان لاوند كان متخصصا في عمل الافيشات للسينمات في بيروت حيث كان فيها خمسون مبنى سينما، وكنت اذهب الى السينما لمشاهدة الافلام العربية والاجنبية واذكر الفيلم الهندي «من أجل ابنائي» وفيلما انجليزيا اسمه «ذهب مع الريح» بطولة كلارك جيبل، وقد اثر بنفسي الفيلم الهندي، وكذلك «روميو وجولييت» من تأليف شكسبير وهو فيلم حب وعشق، كنا نعيش مع الفيلم وكنا نحب فريد شوقي ونكره محمود المليجي واذكر انني شاهدت محمود المليجي هنا في الكويت وقلت له كنت اكرهك عندما اراك على الشاشة وسلم علي وصرت احبه، ومن الافلام العربية مثل «بين الاطلال» و«اذكريني» لعماد حمدي وفاتن حمامة.

كان يجلس مع فاتن حمامة تحت الشجرة ويقول أيتها الشمس لا تغربي قبل أن تشهدي أن حبي لها خالد ولكنك تغربين وان حبي لا يغرب ابدا، وكثير من الأفلام كانت تعرض في دور السينما في بيروت، ومن الممثلين فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وكنت كل أسبوع أذهب مرة إلى السينما وتعرفت على مجموعة من شباب ذلك الوقت وبيروت جميلة وشوارعها نظيفة وأهلها طيبون.

عملت عند الخطاط مساعدا في البداية أدهن وأصبغ وأكتب اسم الفيلم بخط كبير وكتابة أسماء الممثلين، وكان شعبان لاوند من الفنانين والخطاطين الممتازين وكنت أحصل على مكافأة أسبوعية.

وكان أحد إخواني يعمل في الكويت منذ الخمسينيات وكنت أصغر واحد بين إخواني أثناء عملي في بيروت، قال لي أحد الأصدقاء أريد أن أذهب إلى الكويت ما رأيك أن تأتي معي؟.

السفر إلى الكويت

وتطرق العجوز إلى مجيئه وسفره إلى الكويت وكيف حدث ذلك فيقول: عندما كنت أعمل خطاطا في أحد المحلات عرض علي أحد الأصدقاء أن نسافر إلى الكويت وبما أن أحد إخواني كان يعمل في الكويت فوافقت واتفقنا على السفر ولم نحصل على فيزا فركبنا سيارة باص وسافرت من بيروت إلى الكويت وأخذوا الجواز مني في المطلاع وقالوا راجعوا الأمن العام، وفي اليوم الثاني ذهبت للأمن العام طبعا استقبلني أخي وسكنت عنده وزميلي ذهب إلى إخوانه وذلك عام 1960، وكان في المرقاب خطاط اسمه فضل وهو من الخطاطين القدامى، ذهبت إليه وقدمت نفسي له فاتفقت معه على العمل والراتب كان ثلاثمائة روبية وعنده تعلمت أصول الخط، فكان مدرسة جديدة بالنسبة لي، استمررت في العمل عند الخطاط فضل وكان يوجد ثلاثة خطاطين في الكويت عام 1960، أذكر منهم الخطاط فضل والخطاط حناوي والخطاط عياش، حناوي في الدهلة، ثم توفي الخطاط فضل وباع أولاده المحل.

وكان الخطاط حينها يكسب، والبداية ان أصحاب المحلات التجارية يرغبون في وضع إعلانات على محلاتهم، عملت سنتين عند فضل وأتقنت الخط والأسماء مثل الخط الفارسي والديواني والنسخ والرقعة وبعد سنتين أصبحت من الخطاطين الممتازين.

وزارة الإعلام

ويضيف العجوز: في ذلك الوقت كانت وزارة الإعلام اسمها الارشاد والأنباء وفي عام 1962 نشر إعلان بالصحف عن طلب خطاط للعمل في تلفزيون الكويت وتقدمت بطلبي وأعطوني موعدا للاختبار، وعندما كنت اشتغل عند الخطاط فضل كان يأتي إلينا خطاطون يأخذون اقلاما ليكتبوا بها وكانوا قد تقدموا بطلب أيضا للإعلام وعددهم أربعة، المهم ذهبت إلى الوزارة وشاهدتهم يقدمون الاختبار وكان منهم خطاط يكتب في مجلة العربي اسمه حسن هلال، ومخرج من التلفزيون اسمه سيد ربيح وزميل اسمه محمود الحايك وكان يعمل خطاطا في المطبعة، وعندما رأوني انسحبوا من الاختبار وكان أحدهم يعمل في محطة بنزين، والثاني يعمل مضمدا، والثالث كان موظفا وكذلك الرابع، فقال لهم المشرف على الاختبار لماذا انسحبتم؟ فقالوا يوسف العجوز موجود لا نستطيع أن نقدم الاختبار وكان الاختبار على ورقة واحدة حيث يكتب الخطاط جميع الخطوط، كان السيد الربيحي يكتب على مجلة الأطفال خطوطا حرة وتم اختياري من بين عشرين خطاطا وعينت في تلفزيون الكويت في بداية عام 1963 ولكن تأخرت شهرين بعد اختياري وبعد ذلك ذهبت إلى التلفزيون وداومت.

ويقول العجوز عن عمل النيون أنه يجب على الخطاط من البداية أن يركب النيون على الخط، والنيون له اختصاص فني وعمل كهرباء وتوصيلة ويلفت إلى أنه عين براتب مقطوع (46 دينارا) في الشهر حيث لم أكن أحمل شهادة ثانوية ولذلك عينت براتب مقطوع.


ADS BY BUZZEFF TV


ويتذكر العجوز أول عمل كلف به وهو جنة الأطفال تقديم ماما أنيسة وتمثيلية اسمها النبأ ومجلة التلفزيون وبرامج الرياضة، جميع البرامج كنت أكتب لهم الخط وعلى الشاشة ومع بداية السبعينيات ظهر اسمي على الشاشة، خطوط يوسف العجوز وكنت أحب الرسوم المتحركة وأشاهد الحروف التي تنتثر على الشاشة وتتجمع وتصير حروفا، كنا نصورها سينما وكان يوجد دكتور اسمه السيد الربيحي كان يعمل مع لاندزني بأميركا وهذا أيام حرب 1967.

كان العمل في التلفزيون مرهقا وكنت أداوم من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ليلا وكنت أصور سينما وسكني كان في شرق وكنت أرغب بمعرفة الحروف التي تتشكل حروف وهي في الأصل صور متحركة، وقيل لي أن الكاميرا السينمائية تأخذ في الثانية أربعة وعشرين صورة وبالإمكان تأخذها صورة صورة، فمثلا علبة السجائر على الطاولة ضع الكاميرا عليها تصور صورتين ثم حركها، وخلال ثانية تمشي علبة السجائر، استعملتها حروف في مجلة الرياضة ومجلة التلفزيون وبرامج كثيرة وفي الأخبار، وأحضرت خريطة العالم وعند موقع الكويت عملنا إرسال وكلمة الأخبار تخرج عند الكويت وتظهر على الشاشة إضافة إلى أعمال كثيرة.

يوسف شاهين المخرج الكبير كان عنده فكرة يريد أن يكتبها عن عبدالحليم حافظ وكان يريد أن يظهر الأغنية ونفذت له لوحة، حيث كتبت على لوحة بلاستيك بيضاء إضاءة من الخلف وأغلقت الإنارة في الاستديو وورقة سوداء كبيرة وعملت دائرة فيها والكاميرا تصور الدائرة كأن سبوت لايت مشع وصرت أحرك الدائرة، فقال أنت اسمك يوسف العجوز، لا أنت يوسف شاهين وتفوقت عليه، وظللت على نفس الراتب ولم أحصل على مكافآت، وكان الدوام ليلا ونهارا.

ويتحدث العجوز عن بعض الفنيات في عمله فيقول: كنت أكتب بجميع الخطوط فمثلا التمثيلية الكوميدية نعطيها خطوطا تناسبها مثل خالتي قماشة ما يصير نكتبها بخط معروف لا نكتب بخط فني، فمثلا كتبت خطوطا فنية عن خالتي قماشة وسليمان الطيب وخرج ولم يعد، اما البرنامج الديني فنستعمل الخط الثلث مثل الخط الذي يكتب بالمساجد للآيات القرآنية متشابك بعضه مع بعض.

وقد تأثرت بالخطاطين الذين تعلمت معهم مثلا كراس لهاشم البغدادي وكراس لسيد ابراهيم وكراس لعبدالعزيز رفاعي ونجيب هواويني وهم قبل جيلي الذي نشأت معهم.

واذكر انني كنت استخدم في تلفزيون الكويت الالوان عندما كان البث اسود وابيض، اذا كان الكلام فوق الصورة في مباراة في كرة القدم، فبعد الصورة تنزل الكلام على الصورة وكذلك المسرحية تنزل الكلام على الصورة من كاميرا ثانية، ويجب ان نكتب الجملة على ورق اسود والخط ابيض لكي لا يظهر الاصل وحتى لا تظهر ارضية الصورة، الاسماء توضع على الصورة، ويظهر ان الكلام فوق الملعب.

ويضيف العجوز: بعد الالوان احضروا اجهزة تلون الخط، بمعنى انني اكتب بالحبر الابيض على ورق اسود، والجهاز هو الذي يلون حسب الطلب ونعمل له ظلالا، كنت استعمل الالوان في الاعلانات.

عندما كنت اعمل في التلفزيون وبعد الزواج صرت اعمل بالخارج عند خطاطين لزيادة الدخل.

العمل في القطاع الخاص

ويقول العجوز عن عمله بالقطاع الخاص: اشتغلت في مطبعة المقهوي وكان بعض الخطاطين يعملون بالحبر، وكنت اكتب اعلانات واعتبر نفسي متلهفا للعمل كخطاط والآخرون ايضا يعطونني مكانتي في العمل كخطاط، وكنت اهم بحال الخط من جميع ابوابه وممارسته، وكنت انافس الخطاطين لأنه كلما يهتم الخطاط بعمله ويقدم الافضل يحصل على عمل كبير، فمثلا الكتابة على القماش تتطلب عملا وجهدا والاعلانات الكبيرة لها اهتمام وعملها متعب كذلك عملت خطوط كروت افراح وزواج ودعوات.

واصلت عملي في المطابع وعملي كان كتابة الاسماء التي توضع على الغلاف والعناوين وكانت المطبعة تطبع كتبا والكتابة كانت على نسخة واحدة وهم يطبعونها على الجميع، وكذلك اشتغلت في جمعية المعلمين الكويتية، وفي مجلة الرائد والتي صارت مجلة المعلم، وكنت اكتب الخطوط وعملت في راطبة الادباء في مجلة البيان وذلك قبل تطور الاجهزة الحديثة.

وكذلك اشتغلت في وكالات الاعلان والمكاتب ايضا والخطاط الماهر هو الذي يتفنن في اختيار الاقلام التي يستخدمها من مكان لآخر في العمل ورسم الخط، فقد استخدمت الاقلام السوداء والمطبعة كانت تلون والكتابة بالاسود والريشة الرفيعة او العريضة، ايضا اشتغلت بالصحافة وخاصة في «الرأي العام» في الفترة الصباحية قبل ذهابي الى التلفزيون في الفترة المسائية، واستمررت في العمل لفترة طويلة، وكنت اشعر فيه بالمتعة، كما عملت في مجلة البيان والمعلم وافتح يا سمسم وكنت خطاط مؤسسة البرامج المشتركة وافتح يا سمسم ابواب نحن الاطفال من خطوطي وافتح يا وطني، وفي الصحافة كنت اكتب الماشنشيتات، اما حاليا فكل شيء انتهى وصار الكمبيوتر يفعل كل شيء، فالخطاط كان احسن من المهندس، وحاليا لا يوجد عمل للخطاط مثلما كان قديما، انا الوحيد بين افراد عائلتي اعمل خطاطا، وارى ان الموهبة لابد من صقلها بالعمل والدراسة وكسب الخبرة من الآخرين.

فالعمل الفني بدايته الموهبة، وحاليا يعمل الخطاط اعمالا لا تدخل بالكمبيوتر مثل خط الكلمات والجمل على الحوائط والاعلانات المعلقة من القماش الحجم الكبير، والحبر على ورق الكليشي اسهل بالعمل وعلى القماش يوجد فرشة خاصة، وكنت انفذ لمراكز الهيئة العامة للشباب والرياضة الاعلانات على القماش الابيض الخفيف وكنت استخدم جميع الاقلام على جميع المواد وتفريغ الكرتون ونرش بالالوان.

ويلفت العجوز الى ان العمل يختلف من مكان لآخر وكل عمل له اسلوبه، فالعمل بالتلفزيون غير العمل بالصحافة، بالنسبة لعملي فأنا متمكن من كل شيء، ايضا العمل في مصانع النيون له طريقة وكيفية في العمل.

ومما اذكره انه جاءني رجل وطلب ان اعمل اعلانا لاحد المطاعم والاسم فيه كلمة زهرة وبدلا من النقاط استخدمت الزهرة، وفازت اللوحة وعلقها على واجهة المطعم، فالخطاط فنان يتفنن بعمله.

الرسام عليه الرسم والخطاط عليه الخط، والخطاط لا يرسم الصورة، بالنسبة لعملي اختص بالخط ولا اريد ان اضيع بين الرسم والخط، لم ابتكر شيئا جديدا باسمي بالرغم من طول السنوات التي عملت بها خطاطا ولست بحاجة لدعاية واسمي معروف بين الخطاطين الكبار والصغار، وحاليا اعمل في التلفزيون على بند المكافآت واعمل مع وكالات الاعلان وبعض المجلات.

الكمبيوتر ضيق على الخطاطين لكن يوجد ورق لا يدخل ضمن عمل الكمبيوترات، ورق السميك فالخطاط ينفذها.

قرية مرجعيون

ويقول العجوز عن البلد الذي نشأ فيه وترعرع: عادات وتقاليد مرجعيون مثل اي بلد او مدينة لها عاداتها وتقاليدها، فمثلا الزواج من بنت العم والخال والعمة، البعض يتزوجون من الاقارب، وآخرون يتزوجون من عائلات اخرى، كل حسب رغبته، وابن العم غير ملزم بالزواج من ابنة عمه او قريبته خاصة هذه الايام، فلم يعد الخوف من المشاكل والامراض موجود بسبب الفحص عن الامراض، اما المهور عندنا فهي غير مرتفعة، وعاداتنا تقريبا مثل الدول الاخرى، ولا توجد الخطابة، لكن على وصف الاخرين يقولون فلان عنده بنات.

وفي الاحتفال بالزواج قديما كان غير هذه الايام، فكان النساء والرجال يحتفلون بالزواج ويقدم العشاء للمدعوين وعندنا الايكة والمطربين وابو الزلف وعلى دا العونا، ولاتزال الاغاني القديمة موجودة عندنا والافراج تقام حتى الفجر ومن دون تحديد وقت لانتهاء الافراح.

ويقول العجوز: عندي اولاد ثلاثة وابنتان وجميعهم متعلمون، وبعضهم متزوج، عدا واحد وهو الاصغر سنا ويسكن معي، وعندي هواية القراءة وحفظ وقراءة الشعر وهواية لعبة طاولة الزهر، وحصلت على بطولة الكويت فيها، واحب قراءة القصص والشعر القديم، احفظ هذه الابيات.

من القصص رجل حكم عليه بالاعدام فقال اريد ان اقابل الحاكم وصار يصرخ وبالصدفة ان الحاكم كان مارا على نفس مكان الاعدام، فوقف وطلب المحكوم بالاعدام، وقابل المحكوم الحاكم ووقف امامه وقال:

ارى الموت بين السيف والنقع كامنا

يلاحظني من حيث ما اتلفت

واكبر ظني انك اليوم قاتلي

واي امرئ مما قضى الله يفلت

وما جزعي من ان اموت وإنني

لأعلم أن الموت شيء مؤقت

ولكن خلفي صبية قد تركتهم

واكبادهم من حسرة تتفتت

ان عشت عاشوا خافضين بغبطة

اذود بالردى عنهم وان مت موّتوا

وكذلك احفظ من الشعر:

على قدر اهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

وقرأت ايضا لفهد العسكر.

اعيش في الكويت منذ عام 1961 الى يومنا هذا، امضيت زهرة شبابي هنا بين اخواني ابناء هذا الوطن ولم ار منهم اي شيء معيب، وبكل احترام وتقدير عشت على ارض هذا الوطن.
 
جبر أبوشمالة: عايشت في طفولتي ويلات الحرب على فلسطين وداخل مخيمات اللاجئين في خان يونس تدرجت بالمراحل التعليمية حتى حصلت على الثانوية
السبت 2014/3/29
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 3
عدد المشاهدات 9040
A+

A-




جبر ابوشمالة
لقاء تدريبي مع مدرسي المرحلة الابتدائية في مركز التدريب
جبر ابو شمالة يتحدث للزميل منصور الهاجري محمد الخلوصي
ابو شمالة وبعض موجهي الرياضيات بمنطقة الاحمدي التعليمية
مع احد المدرسين في مدرسة زيد بن حارثة الابتدائية
لقاء ورشة عمل تدريبي مع موجهي ومدرسي المرحلة الابتدائية
مع مجموعة من موجهي العلوم
جبر ابو شمالة مع مدرسي الفيزياء بثانوية عبدالله الجابر
مع احد الزملاء
مع بعض مدرسات المرحلة الابتدائية في دورة تدريبية
مع المدرسين الاوائل في ثانوية عبدالله الجابر
اثناء متابعة الاعمال التحريرية في ثانوية الروضة
  • والدتي وضعت أحد أشقائي تحت الشجرة في الطريق أثناء هجرتها إلى غزة
  • سافرت إلى القاهرة والتحقت بكلية العلوم جامعة عين شمس ومعي 36 جنيهاً مصرياً
  • والدتي باعت ذهبها وأعطتني المبلغ لكي أكمل تعليمي في القاهرة
  • سكنت في غرفة صغيرة أثناء المرحلة الجامعية في حدائق القبة بإيجار شهري جنيه ونصف الجنيه
  • أمضيت المرحلة الابتدائية في مدرسة عبارة عن خيمة
  • أول جهاز تلفزيون شاهدته كان في العباسية عام 1961
  • وصلت إلى الكويت وكان الحر شديداً وسكنت في الكلية الصناعيةومنحت 40 ديناراً سلفة
  • وضعت أسئلة امتحان المعهد الموسيقي القسم الثانوي
  • بعد التخرج عينت مدرساً في ثانوية بنات في قطاع غزة وبمعهد المعلمات
  • بداية تعييني كانت بمدرسة الخليل بن أحمد وكنت أسكن في المرقاب بعمارة النفيسي
  • عينت موجهاً للعلوم في ثانوية الدوحة وكنت أصغر موجه في «التربية»
  • تسلمت أول راتب وكان 52 ديناراً وكنت أتغدى في مطعم وجبة كاملة بربع دينار
  • كنت أخرج يومياً من خان يونس إلى غزة بسيارة أجرة وكان راتب مدرس القسم الأدبي 25 جنيهاً
  • انتدبت مدرساً في معهد الموسيقى وكنت أدرس السلم الموسيقي والفيزياء
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الاسبوع هو جبر محمد صلاح أبوشمالة، فلسطيني، ولد في قرية صغيرة بالقرب من مدينة سدود بقضاء المجدل بعسقلان في 1942، بعد النكبة هاجر مع أسرته تحت ضغط الحرب التي شنتها إسرائيل على فلسطين واستقروا في خان يونس، في مخيمات اللاجئين التي كانت وكالة «الأونروا» تقيمها للاجئين الفلسطينيين، وفي هذه المخيمات التحق بالمدرسة الابتدائية التي كانت عبارة عن خيمة، وتدرج في المراحل التعليمية حتى حصل على الثانوية، وسافر الى القاهرة ليكمل تعليمه الجامعي، وفي القاهرة درس بكلية العلوم بجامعة عين شمس في العام 1960، وكان يسكن في منطقة حدائق القبة، وبعد تخرجه وحصوله على البكالوريوس اتجه للعمل في التدريس، حينها عاد الى غزة وعمل بمدرسة الزهراء الثانوية للبنات لمدة خمس سنوات.

وأثناء هذه الفترة جاءت الى غزة لجنة كويتية لاختيار مدرسين للعمل في الكويت وتقدم مع مجموعة من زملائه، واجتاز الاختبار وكان ترتيبه الأول.

ثم سافر الى الكويت وكانت مدرسة الخليل بن أحمد هي أول مدرسة عمل بها وكان يسكن في منطقة المرقاب.

وانتقل بعدها الى أكثر من مدرسة الى ان وصل الى موجه أول.. فإلى التفاصيل:

يقول في بداية حديثه:

ولدت في فلسطين في قرية صغيرة اسمها بيت دراس، بالقرب من مدينة سدود حاليا قضاء المجدل (عسقلان) والقرية صغيرة جدا وكانت ولادتي يوم 1 يناير 1942 وأيام معركة النكبة لم ألتحق بالدراسة لأن سني حينها كانت صغيرة، وكان بالقرية مدرسة واحدة صغيرة للذكور.

وفي عام النكبة (1948) هاجرنا تحت ضغط الحرب التي شنتها اسرائيل على فلسطين، وفي تلك الأثناء كان أبي يعمل بالزراعة وصاحب أرض مساحتها أربعين دونما (كل ألف متر مربع يساوي دونما واحدا) وعنده بيارة برتقال وجنينة عنب وتفاح ومزرعة للبطيخ، كما كان عنده سيارة شاحنة لنقل البضائع الى يافا، وداخل البيارة كانت توجد بئر كبيرة ومطوية بالصخور والماء يستخرج منها بالمضخة، وعمق البئر عشرة أمتار وكان الوالد عنده عمال مصريون وفلسطينيون إضافة الى أولاد عمه وبعض أفراد العائلة ممن يعملون معه بالأجرة.

والطفل الصغير لا يعرف أكثر من المحيط الذي يعيش فيه وأقول ان الفلاح غير مثقف يعرف الزراعة فقط والحرب لا يعرف نتيجتها، وبذلك الوقت لا يوجد (رادو) ولا صحافة ولا حتى كهرباء، فقط على السراج أيضا قطاع غزة كان عندنا قضاء المجدل ولواء غزة، فكانت هجرتنا الى لواء غزة عام 1948.

ويتحدث أبوشمالة عن النكبة وأحداثها فيقول: خرجنا مشيا على الأقدام وكانت قريتنا من القرى المقاومة والرصاص كان ينزل علينا بشكل كثيف.

وقد شهدت قرية بيت دراس ثلاث معارك كبيرة على مستوى فلسطين والمقاتلين أهل القرية ومن يعاونهم من الخارج، وكان لدى المقاتلين سلاح لكنه كان قليلا، حيث كانوا يشترونه أو يأخذونه من معسكرات الإنجليز، وكان عدد سكان قريتنا نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة مواطن فلسطيني، وكان عندنا في قرية بيت دراس أربع عائلات كبيرة وهي: عائلة أبوشمالة، عائلة المقادمة، عائلة بارود، وعائلة عبدالله، ومنها يتكون سكان بيت دراس.

نفس تولد ونفس تموت

يضيف أبوشمالة: في أثناء هجرتنا من القرية وكنت حينها صغيرا وصلنا أول قرية اسمها قرية حمامة، كانت الوالدة في تلك الأثناء حاملا وفي أيامها الأخيرة، ومعنا أختي الصغيرة المريضة وعمتي، وفي تلك الأثناء جاءت والدتي آلام المخاض، وفي اللحظة نفسها التي ولدت والدتي ماتت أختي الصغيرة، وكانت الولادة تحت شجرة كبيرة، وكان أبي منفعلا جدا أثناء الولادة وقالوا له ماذا نسمي المولود فقالوا «طافش» (وهو يعمل حاليا طبيب أمراض نساء في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية)، لأننا طفشنا من الوضع الذي كنا فيه، وقد أمضينا يومين بعد الولادة تحت الشجرة وحملتني الوالدة على كتفيها وتجري وعمتي كانت تقول لها ارميه، وحينها كان اليهود يطلقون النار علينا بكثافة والناس يركضون خوفا من الموت، أما الجدة فقالت لن أرميه، فإما أموت معه وإما ننجو وينقذنا الله، ولذلك عندما كنت أذهب إلى غزة بعد السلام على الأهل أذهب إلى المقبرة لزيارة قبر جدتي.

ويقول أبوشمالة: واصلنا السير حتى دخلنا قرى غزة وبعدها دخلنا مدينة خان يونس واستقررنا فيها وقد استأجر الوالد بيتا صغيرا، وحينها لم يكن الناس يملكون أي نقود على اعتبار اننا سنعود الى ديارنا، وكانت الجيوش العربية مستعدة للحرب وعودة اللاجئين.

خيام اللاجئين

ويتحدث أبوشمالة عن أوضاع اللاجئين في المخيمات التي أقامتها الأونروا فيقول: أقامت وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) خياما للاجئين تعطى لكل أسرة على حسب عدد أفرادها، فعمتي كانت لها خيمة والجدة لها خيمة صغيرة واذكر ان الرياح كانت تضرب بشدة تلك الخيام وهكذا كانت أحوال الفلسطينيين.

وقد التحقت بالتعليم وكانت مدرستنا عبارة عن خيمة ندرس بداخلها وأمضيت المرحلة الابتدائية فيها وكانت هناك مدرسة حكومية واحدة في خان يونس والخيام داخل سور المدرسة وكان الطلبة يجلسون على الأرض وكان المدرس يتقاضى راتبه عبارة عن مواد غذائية.

وكنا نذهب للمدرسة بأي ملابس ومع مرو الأيام والشهور تحسن وضع الأونروا وبدأت التبرعات ترصد لها واسم الأونروا يعني «وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين» وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

أما الوالد - رحمه الله - في تلك الأثناء فعاد للعمل في التجارة، حيث استأجر له محلا صغيرا وكان يتاجر في الحبوب في خان يونس التي كانت مساحتها كبيرة وتعداد سكانها قليلا ولذلك زاد اللاجئون عن عدد سكانها أضعافا وزاد مع ذلك عدد المحلات التجارية.

التعليم والدراسة

أما عن مراحل تعليمه فيتحدث أبوشمالة: بداية تعليمي عندما استقرانا في خان يونس قامت الأونروا بفتح مدرسة من الخيام داخل ساحة المدرسة الوحيدة في المدينة وفي المرحلة الابتدائية كان المدرسون من اللاجئين وأبناء البلد وكانوا يحملون شهادة الابتدائية الفلسطينية واذكر ان الناظر كان اسمه الشيخ جميل وهو من اللاجئين.

أكملت المرحلة الابتدائية 4 سنوات في تلك المدرسة داخل الخيام، وبعد سنوات استقر الوضع حيث بدأت الأونروا في بناء المدارس من الطابوق وبمساحات كبيرة، وبدأ الناس أيضا في تغيير الخيام ليبنوا بيوتهم من الطابوق وسكنوا فيها وحاليا نقول عنها «معسكرات اللاجئين»، حيث قامت الأونروا بتوزيع تلك البيوت عليهم، وكان التوزيع بالقرعة وحسب عدد العائلة.

ويكمل أبوشمالة فيقول: ونقلت الى مدرسة البطل الشهيد احمد عبدالعزيز وهو قائد مصري استشهد على أرض فلسطين عام 1955 وكان قائد الفلسطينيين الفدائيين واستشهد بواسطة رسالة متفجرة على أرض غزة وقد كان بالفعل بطلا.

المهم التحقت بالمدرسة وكان المدرسون من الفلسطينيين يحملون شهادة «الثانوية العامة» وبعد الانتهاء من الدراسة المتوسطة التحقت بالمدرسة الثانوية التي بنتها حكومة غزة بالاضافة الى ثانوية قديمة ولكن خصصت المبنى الجديد للثانوية القسم العلمي والمبنى القديم للقسم الأدبي.

واذكر ان الناظر كان اسمه عبدالقادر الهبدي وكان يعمل هنا في الكويت بالفروانية وتوفي بأميركا.

وأجريت مقابلة بعد المتوسطة وكان التعيين وقبول الطالب في الأدبي أو العلمي أو المعلمين ومن يقبل في المعلمين يعطى 20 جنيها مصريا بالشهر، وتم اختياري في القسم العلمي وأنهيت دراستي في ثانوية غزة.

كانت أسئلة الامتحانات توضع في مصر وترسل الى غزة، حيث كان النظام المصري يطبق في غزة أيضا وتصحيح أوراق الامتحان كان في القاهرة وكانت النتيجة تذاع في اذاعة القاهرة أو ترسل الى غزة منقولة بالسيارة، المهم أكملت تعليمي وحصلت في الثانوية على نسبة 76%.

جامعة عين شمس

وعن المرحلة الجامعية يقول أبوشمالة: التحقت بجامعة عين شمس وكان أبي لا يستطيع ان ينفق على تعليمي فما يعود عليه من التجارة لا يكفي إلا للإنفاق على معيشتنا وكان الأمر محيرا كيف أسافر ومن سينفق على تعليمي، فاجتمع الوالد مع الأهل وكانت الوالدة - رحمها الله - تمتلك بعض المصوغات الذهبية فباعتها بنحو 36 جنيها وأعطتني إياه في جيبي وظلت لمدة 4 أشهر أصرف منها.

وكيف أتصرف وأنا في الغربة (جزاء الوالدين على الله) وبالفعل أخذت المبلغ وسافرت من غزة الى القاهرة بالقطار عبر صحراء العريش وصحراء سيناء فالاسماعيلية فرفح وهكذا المسافة 10 ساعات وكانت الأجرة جنيها واحدا.

كما أعطتني أمي صندوقا حديديا وضعت فيه السكر والشاي والزيت وطبق الأكل وملابسي ووصلت القاهرة واستأجرت غرفة صغيرة وكان الشهر بجنيه ونصف واشتريت فراشا من القطن وبدأت العام الدراسي عام 1960 بجامعة عين شمس وكانت مباني الجامعة قديما اسطبلات الملك فاروق تم ترميمها وإصلاحها وحولت الى غرف دراسية، وفيها كلية العلوم وقصر الزعفران للملك فاروق أمام الاسطبلات، وكنت اذهب ماشيا ومبلغ الـ 36 جنيها كانت كافية لمدة 4 شهور فقط.

وكانت صاحبة العمارة تسكن في الدور الأخير وكنت اطبخ لنفسي واغسل ملابسي وادرس بالغرفة واذكر ان الوالد عندما اشترى لي الملابس كانت قديمة وكذلك الحذاء كان قديما، حيث كان في قطاع غزة سوق للملابس القديمة، وكان معي في الكلية طلبة فلسطينيون.

ويضيف أبوشمالة: كانت الحياة في القاهرة رخيصة وسكني في حدائق القبة وبجوار السكن كان يوجد بائع فول واذكر انه في أول يوم ذهبت عنده وأعطيته الماعون قلت اعطني فول بقرش واحد فملأ الماعون وفي اليوم الثاني ذهبت له وقلت له اعطني فول بتعريفة فقال عرفت التعريفة بعد يومين؟! حاليا يساوي ثلاثة جنيهات وكانت عندي زيت زيتون وضعته لي الوالدة في الشنطة، وبدأ العام الدراسي ولم يكن أمامي سوى الدراسة فلا سينما ولا سهر، وكان الوالد يزورني بين فترة وأخرى وكانت الزيارة فجأة وأكملت الـ 4 شهور ورجعت الى غزة بعدها.

بلدية خان يونس

وعن ذكرياته بالقاهرة يقول أبوشمالة: كانت بلدية خان يونس تمنح قروضا الطلبة ولكن للمتميزين بحدود 40 جنيها، وبالفعل أعطوني المبلغ على أن أسدده بعد التخرج وبذلك المبلغ استطعت ان أكمل دراستي في الفصل الثاني، كما ان خالتي صارت ترسل لي جنيهين وبذلك وصل المبلغ 50 جنيها للفصل الثاني فصرت اذهب للسينما بالأسبوع مرة واحدة، في سينما الحدائق، وكان يعرض 3 أفلام في الوقت نفسه والتذكرة بقرش واحد.

واذكر انه عام 1960 صدر إعلان عن تعداد سكان مصر وقُدر حينها 19.5 مليونا.

وكان أول جهاز تلفزيون شاهدته في عام 1961 وقد شاهدته في العباسية وكنت أشاهده بالمقهى وقد كونت علاقة صداقة مع بعض الطلبة المصريين، وكنا نرى أساتذة الجامعة يركبون معنا بالباص إلا أن طالبين أردنيين كان كل واحد منهما يمتلك سيارة خاصة فكانا يأخذان معهما بعض الدكاترة لتوصيلهم، ولم يكن عندي أي نشاط رياضي في الجامعة، حيث تفرغت للدراسة، وكان عميد كلية العلوم حينها د.محمد إبراهيم تخصص جيولوجيا وكان يدرسنا المادة.

ما أذكر د.سليمان محمد سليمان ود.عبداللطيف وعمل في جامعة الكويت ود.عز ومجموعة من الدكاترة المصريين، وقد أكملت الـ 4 سنوات وأمضيتها بنفس الطريقة والكيفية وقد علمنا فيما بعد ان أبي كان يقترض من أصدقائه مبلغ 25 جنيها ومن بيع الدكان يسدد.

أول عمل 1964

ويتذكر أبوشمالة السنين الأولى بعد تخرجه وكيف اتجه للتدريس فيقول: رجعت الى غزة بعد التخرج وفي ذلك الوقت كانت غزة فيها أعمال ولكن كانت محدودة وقد اشتهر سكانها بصيد الأسماك والناس كانوا يشبعون من الأسماك بالاضافة الى ان غزة انتشرت فيها أشجار الحمضيات والعنب والتفاح مع المهاجرين، واتذكر انه في أيام الربيع والشتاء كانت روائح الزهور والورود والأشجار وقت الثمر تملأ المكان، وكان أول عمل اتجهت إليه هو التدريس في ثانوية الزهراء، بنات بواسطة الحكومة المصرية وكانت الادارة كلها مصرية، واذكر ان مبانيها كانت عريقة قديمة وكان بونابرت ينام في غرفها.

وكنا نحترم الطالبة جدا كما كان الوالد يقول لي ان أولياء الأمور يشكرونك لحسن تعاملك مع الطالبات.

ويضيف أبوشمالة: كنت اخرج يوميا من خان يونس الى غزة بالسيارة بالأجرة وكان راتب مدرس القسم الأدبي 25 جنيها أما مدرس المواد العلمية فكان يتقاضى 30 جنيها، وتقاضيت الـ 3 شهور الأولى دفعة واحدة وأعطيتها للوالد، فلم يأخذها فأعطيتها للوالدة وفي صباح كل يوم كان أبي يضع لي ربع جنيه تحت المخدة أجرة السيارة.

وظللت أعمل لمدة سنة في ثانوية البنات ومعهد المعلمات والجدول مقسم بينهما، وفي السنة الثانية انتقلت الى مدرسة خان يونس، عملت مدرسا في نفس المدرسة التي تخرجت منها وكان ناظر المدرسة حينها عصام الأغا - رحمه الله -

لجنة اختيار المدرسين

ويتحدث أبو شمالة عن كيفية التحاقه بالتعليم في الكويت وكيف تم اختياره فيقول: حضرت الى غزة لجنة لاختيار المدرسين للعمل بالكويت وتقدمت مع من تقدم لتلك اللجنة وكان العدد كبيرا وكان اول سؤال من اللجنة هو: انت عملت مدرسا في مدرسة بنات ومدرسا في مدرسة للأولاد.

ما الأحسن، تعليم البنات أم تعليم الأولاد؟

فقلت له ان تعليم الأولاد أفضل، فقال مشاغبين؟ فقلت: لا، إن البنات لهن طابع خاص، أما الأولاد فتستطيع ان تقيس عليهم، اما البنات فيبكين لأي سبب.

وكان ثاني سؤال: مادمت عملت في ثانوية بنات وفي معهد معلمات ما الفرق بين الاثنين؟ قلت له ان الأهداف التربوية تختلف، بنات الثانوي يدخلن الجامعة وبنات المعهد يردن ان يعملن مدرسات وطبيعة المناهج ايضا تختلف.

وأتذكر ان احد الأعضاء سألني كيف مشاغبات البنات؟ فقلت له البنت ممكن تقف وتجلس ليس هدفها المشاغبة ولكن لفت نظري المدرس الذي لا يوزع أسئلته بالتساوي.

وبالفعل تم اختيار ثمانية مدرسين وكنت أعتقد أن اللجنة لن تختارني ولكن كان ترتيبي الأول بين الزملاء الذين تم اختيارهم وكان معي احمد العجرمي مدرس كيمياء ومحمد عابد مدرس رياضيات ومحمد العبادلة رياضيات، من خريجي الجامعات المصرية، وتمت الموافقة والتوقيع على العقد وسافرت من غزة الى الكويت ونزلت في مطار الكويت عصرا وكان الجو حارا جدا.

وكانت ضيافة الكويت من أجمل الضيافات للمدرسين وقد تواجدت لجنة الاستقبالات وأخذونا للسكن الى الكلية الصناعية وسكنا من عنابر وكان بها مراوح فقط.

وقد تحملت الحرارة وحياة العزوبية من اجل العلم.

كما أعطونا سلفة اربعين دينارا لكل مدرس وكان مقر وزارة التربية بشارع فهد السالم.

وكان الدينار الكويتي يساوي 3 دنانير حاليا.

مدرسة الخليل بن أحمد

ويضيف ابو شمالة: بدأ توزيع المدرسين وكان نصيبي في مدرسة الخليل بن احمد المتوسطة في منطقة كيفان، وسكنت في عمارة النفيسي في المرقاب بجانب المتحف العلمي، وكان صاحب العمارة يجلس في مكتبه وكنت مع المدرسين نجلس عنده ونتحدث معه عن الأمور العلمية والتعليمية وسكنت مدة سنتين وكنت أذهب مع صديقي بسيارته.

وتسلمت أول راتب وكان 52 دينارا، كنت أتغدى في مطعم وجبة كاملة بربع دينار، وقضيت سنتين في مدرسة الخليل بن احمد وبعدها نقلت الى ثانوية خيطان، وأذكر ان ناظر الخليل بن احمد كان المرحوم الاستاذ فتحي السقا والوكيل محمد عبدالله وكان المرحوم الاستاذ خالد المسعود اول ناظر للخليل بن احمد.

اما طلبة المدرسة فكانوا رجالا يعتمد عليهم وبعضهم كانوا ممتازين ومستعدين للدراسة وأذكر اثنين من طلبة الفصل قاموا ببعض المشاغبات في اول يوم اعمل فيه مدرسا ويومها لم أفهم اللهجة الكويتية، وكان فيها طلبة كبار، وكان الوكيل قد أعطاني حصة احتياط في فصل مشاغب الى درجة انني لم أستطع النوم بالليل.

وفي اليوم الثاني أيضا أعطوني حصة «احتياط» ولكن استطعت أن أتصرف بهدوء وأذكر أن طالبا قال لي: يا أستاذ أنت ثالث مدرس علوم تدخل علينا، كل من قبلك لم يرغبوا في العودة للفصل نحن الآن نراك مدرسا طيبا متسامحا وعندك عطاء جيد ونحن مرتاحين لك ونحترمك ونقدرك، وهنا ارتحت من كلام الطلبة واستمررت معهم حتى نهاية العام، ورأيت روح النشاط والشباب عند الطلبة وتعاونوا معي.

ويقول أبوشمالة: أكملت السنتين في مدرسة الخليل بن أحمد وفي إحدى المرات دخل عندي الموجه مع الناظر في المختبر وقد ارتاح الموجه لعملي وكان اسمه حسن عصفور وفي نهاية الحصة ناداني الناظر وقال لي الموجه: أنت تمسك قسم العلوم كمدرس أول تعيين داخلي.

واستمررت في العمل لمدة سنتين ثم نقلت إلى ثانوية خيطان وكان ناظرها مبارك التورة وهو رجل طيب ومعاملته كانت راقية جدا مع المدرسين وعينت مدرسا للعلوم والمدرس الأول كانت أديب عدي ووكيل الثانوية خالد الوهيب وكان وضعه ممتازا جدا بالمدرسة.

وأمضيت 6 سنوات فيها وكانت ثانوية خيطان منافسة للثانويات الأخرى.

واذكر أن مبارك التورة عين مدير تعليم ثانوي واختارت الوزارة الكفاءات وكنت واحدا من المدرسين الذين عينوا مدرسين أوائل وبالفعل عينت مدرسا أول للعلوم في ثانوية الدوحة..

وممن أذكرهم في مدرسة خيطان طه بورسلي اجتماعيات وخالد الوهيب وعبدالله محارب مدرس اجتماعيات ومشرف جناح ومن الفلسطينيين الأستاذ عبدالله أبوجلالة وحسن عبدالمحسن وطاهر عابدين واحمد خريس وطاهر البكر وأما في ثانوية الدوحة كان الأستاذ زكي عتيق والوكيل يوسف الطراح وكان الطلبة يختلفون عن طلبة خيطان وأمضيت سنتين في ثانوية الدوحة ومنها نقلت الى ثانوية العديلية وكان ناظرها علي الغريب وعبدالله حمد ناصر المهنا وكيل الثانوية.

وأمضيت 5 سنوات مدرسا أول و3 سنوات رئيس قسم وكنت من أوائل رؤساء الأقسام الذين تعينوا - رئيس القسم هو المدرس الأول وكانت تجربة في 5 مدارس على أساس موجه مقيم.

أمضيت 4 سنوات وفي عام 1980 أصبحت موجه علوم ومن النظار علي الغريب وعبدالله المهنا، واستمررت موجها حتى عام 1988 وعينت موجها أول في منطقة الأحمدي التعليمية ومديرها عبدالله اللقمان وبعدها نقلت إلى العاصمة حتى الغزو الصدامي 2/ 8/ 1990م.

وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي تقدمت بطلب عمل كمدرس إلى إدارة المدرسة الوطنية ومن ذلك اليوم حتى الآن اعمل مدرسا ومنذ 20 عاما مدرسا في المدرسة الوطنية الأهلية.
 
عودة
أعلى