عبدالله بوناشي: كنت أول كويتي في تاريخ البلاد يعمل في تركيب الأدوات الصحية عام 1949 بالمستشفى الأميري
السبت 2013/2/9
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 7
عدد المشاهدات 11842
A+
A-
عبدالله يوسف حسن بوناشي هاني عبدالله
صورة قديمة واجهزة من المتحف
جهاز عرض للافلام القديمة
كاميرات وصور من المتحف
بوناشي مع الزميل منصور الهاجري
اواني منزلية قديمة من المتحف
عبدالله بوناشي في فترة الشباب مع اثنين من اصدقائه العاملين معه
اقفال وكلبشات قديمة
ارقام سيارات مختلفة وقديمة
ادوات قديمة من المتحف
يوسف بوناشي وابو فيصل بوناشي والعم عبدالله يوسف بوناشي والاستاذ بدر زوير
هوية عمل ميكانيكي
اماكن قديمة
عبدالله بوناشي مع احد العاملين
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ومحاضر ومؤلف كتب
يعتبر الرعيل الأول من الكويتيين الرجال والنساء من أصحاب الخبرة في الأعمال التي كانوا يزاولونها قديما ونقلوا هذه الخبرة من الأعمال والتراث والعادات وجعلوها منارة ونورا تقتدي بهما الأجيال التي جاءت بعدهم.
قدوة طيبة وجيل رائع وكتاب حفظ كل شيء. ضيفنا العم عبدالله يوسف بوناشي لديه قصص طيبة وجميلة عن ماضي الكويت، إما انه ادركها أو سمعها من آبائه وأجداده. كقصة الفوطة.. وقصة الباورة.. وقصص كثيرة حدثنا عنها، العم عبدالله بوناشي وسجل للتاريخ قصة أول مقهى افتتح في الكويت ومن الذي أسسه.. كذلك يذكر لنا الأعمال التي زاولها منذ عام 1947 ويذكر «نوروز» ذلك الرجل الإيراني الذي علمه الصناعة والأعمال اليدوية. يحدثنا عن أصول عائلته التي قدمت الى الكويت منذ اكثر من 150 عاما من مملكة البحرين ومؤسس المقهى واخوانه الذين كانوا في الغوص.
قصة جميلة تعزز من تاريخ الكويت الذي تم نسيانه ولولا هؤلاء الكبار ومن سبقهم لضاع ولكن هؤلاء الرجال الأشداء ذوي السواعد السمراء هم الذين بنوا الكويت.
نتعرف على المزيد خلال هذا اللقاء:
في البداية يحدثنا ضيفنا عبدالله يوسف حسن بوناشي عن مولده وأيام طفولته فيقول: ولدت في منطقة الشرق في براحة الماص، وأذكر من الجيران محمود العوضي ويوسف تويتان وبيت عبدالغفور وبيت شهاب وبيت القصار وبيت اللنقاوي وكان سالم نهام مع السفن الشراعية وإخوانه جمعة ومحمد وبيت العماني، وبيت العماني النواخذة كان ابوهم الكبير عنده دكة بجوار البيت مقابل البحر يجلس عليها ويستقبل ضيوفه ويقال لأنه متواجد دائما مع السفن وجلوسه على الدكة فإنه لا يعرف السوق، دائما على البحر هذا نقلا عن الأجداد الأولين، وبيت القضيبي وبيت الجيران وبيت بن غيث، ومن التاريخ ان أحد نواخذة عائلة الغيث غرقت سفينته ومن فيها من البحارة والنواخذة.
الألعاب الشعبية
كنا شباب الفريج نلعب الألعاب الشعبية القديمة التي كانت موجودة مثل الهول بين فريقين وكان اللعب في حوطة جراح وغزالة والمقصي عندما كنا صغارا تتكون اللعبة من عصا طويلة نسميها مطّاعة وعصا صغيرة طول خمسة عشر سنتيمترا وكنا نلعب التيلة والدوامة والبلبول.
ونضربه بالمشبل والدرباحة تصنع من أطواق الحديد الخفيف و«صيده ما صيده».
التعليم
التحقت بمدرسة ملا عبدالوهاب العصفور في منطقة الشرق ولم أكمل قراءة المصحف وتركت الدراسة وذهبت الى الغوص تبابا مع أخي الكبير وخالي.
الحيال وصيد الطيور
كنت أملك فن الحديد ـ هلالية الشكل وكنت أذهب مع شباب وأبناء الفريج الى «السدر» الأربع وهي أربع سدرات وكل يوم جمعة أيام الربيع والشتاء الحبوش يذهبون الى السدرات الأربع كشاته وهناك يقيمون احتفال غناء السامري والخماري ومن الأغاني الشعبية القديمة وتوجد حوطة صبورة واكيعشيش حوطة كبيرة قديمة.
أما حوطة جراح فكانت كبيرة جدا وفيها غرفة واحدة قديمة ولا توجد فيها زراعه ـ وتوجد مطينة يؤخذ منها الطين وكان أحد إخواني الكبار مع أبويعقوب شبكوه عندهم حمير ينقلون الطين منها والشمالي والنجدي، قال اخي كان عنده سبع حمير وفي منتصف الليل الحمير تشبهر وبآذانها وعند المقبرة عيسى اخي سأل من هو اكبر منه فقال له في الليل مساء يوم الجمعة نشوف ضو في تلك الجهة من المقبرة، فرد عليه الرجل قائلا تعرف هذه النار لرجل ميت مدفون في هذا المكان وسبب النار ان الرجل مدفون كان سيئ المعاملة مع والديه، طوال حياته فقبرة يشب (والله أعلم)، هذا ما سمعته من أخي عيسى وهو أكبر مني سنا وتوجد احدى عشرة مقبرة في الشرق وفي المطبة مقبرتان بجوار حفرة عيدان ومقبرة هلال المطيري وبيت جدي بالقرب منها ومقبرة بالداخل ومقبرتان متجاورتان بالشرق، المهم كنا نذهب لصيد الطيور ونحن صغار أدركت اللنقاوي صاحب العدة وعازف عود.
المساجد في منطقة الشرق كثيرة ومتعددة في كل فريج يوجد مسجد وكنت صغيرا عشر سنوات أو أقل من العمر وأنا أذهب الى المسجد للصلاة من ذلك الوقت الى يومنا هذا لم أترك صلاة واحدة إلا وأصليها في المسجد مع الجماعة، وأدعو الله دائما ان يحفظ الكويت، وأصلي الفجر وأطلب من الله لي ولوالدي وللأمير وولي العهد والبلاد أدعو الله ان يحفظهم، كنت أصلي في جميع المساجد كل فرض في مسجد وكنت أستخدم الدراجة في تنقلاتي.
بيت المرقاب
بعد الشرق الوالد اشترى بيتا في المرقاب قرب المخفر، واذا أذن العشاء أسأل نفسي إلى أي مسجد أروح حتى أستقر على مسجد وأذهب للصلاة فيه أحيانا مسجد الوزان ومرات اخرى مسجد الحمد أو مسجد الشملان الموجود حاليا في وسط الدوار فما أترك مسجدا إلا وصليت فيه وصلاة الفجر لم أتركها، وأيضا أصلي في مسجد هلال او مسجد الفضالة.
وعندما كنا نسكن في الشرق كنت أصلي في مسجد بورسلي، واستمررنا في المرقاب.
ومسجد المطبة كان يعرف بمسجد احمد عبدالله، ولا أعرف لماذا يحمل هذا الاسم، وايضا وصلت الى مسجد عبدالإله قرب سوق الحدادة.
سفن الغوص
ركبت سفن الغوص تباب أول سنة مع عبداللطيف الفهد، وبعد ذلك مع النوخذة عبدالله العسعوسي في جالبوت مع اخي وكان يعمل سيب وكذلك مع عمي علي وكنت «رضيف» وهو ما بين التباب والسيب او الغيص مع النوخذة عبدالله العسعوسي وحصلت على شيء من المال.
عند أخي وكان والدي متوفى ومما أذكر اني كنت أغوص رواسي وخاصة غوص العدان واستخدمت المنور لأشوف المحادة وأترك المنور وأغوص عليها، وأذكر ان النوخذة عبدالله العسعوسي فترة منتصف النهار يقدم لنا حليب قواطي ابو جنيه مع الشاي وهو حلو جدا، والمحار ماسك بالزرع او بقاع البحر، الغيص يلفها بيده ويضعها في الديين، والقماش (اللؤلؤ) نسميه (مخمل) لصغر حجمه ومع عمي سافرت الى الهند سنة واحدة وشاهدت بومباي وكراتشي في ذلك الوقت.
كنت «تبابا»، وذلك قبل الغوص نزلت من السفينة الى سوق بومباي وأسواق كراتشي.. وهذه قصة عمي ركب بحار مع النوخذة بن عيسى وهم نواخذة في يوم من الأيام عمي قبل صلاة المغرب بربع ساعة تقريبا يبدأ الوضوء للصلاة في ذلك اليوم أخذ سجادة النوخذة وكان عليها فوطة خاصة ونفض السجادة فسقطت الفوطة بالبحر، عمي رحمه الله رقيق ويحاسب نفسه، زعل وما أراد ان يسمع كلاما أو تأنيبا من النوخذة فرمى بنفسه بالبحر يبحث عن الفوطة، صاح البحار الرجل سقط بالبحر، النوخذة أمر بتنزيل الأشرعة، باقي عن صلاة المغرب وعن المغيب تقريبا ربع ساعة، المهم عمي سقط بالبحر، البحارة رموا له الحبال لإنقاذه وهو يريد البحث عن الفوطة الصغيرة، أمضى 4 ساعات يسبح وكان الليل مظلما لكن الله أنجاه وأراد له الحياة مع البحث شافوه تحت حملة السفينة فنزل له اثنان لإنقاذه والحبال متدلية عليهم عمي علي صعد مع أصدقائه على السفينة
فقال له النوخذة نموت من أجل فوطة صغيرة، الله يهديك ـ كان الرجل عنده شخصيته ويفدي نفسه من أجل غيره والذي قال لي هذه القصة المرحوم عبدالرحيم العوضي صاحب حملة الحج بالسبعينيات.
ايضا عمي قال لنا القصة واستمر بالعمل البحري مع السفن الشراعية، بعد ذلك عمي علي ركب مع اللنجات مع النوخذة محمود تيفوني ـ خالي سنة واحدة ركب بحار مع ابن عصفور ويركب الغوص مع النوخذة عبدالله ناصر بورسلي في سفن الغوص ولمدة سنة واحدة اسمه محمد سعد.
بحار مع النوخذة ابن عصفور
ركب خالي بحار مع محمد ومحمود العصفور في البوم السفار خرجوا من مومباي متجهين الى عدن ومنها الى المكلا وبر المهرة يريدون تحميل زيت الصل والذي يستخرج من الحوت، المهم توقفت السفينة ورموا الباورة الكبيرة في البحر لرسو السفينة.
وبعدما شحنوا السفينة بزيت الصل أرادوا السفر وبدأ البحارة بسحب الباورة ولم يستطيعوا سحبها والسبب انها تعلقت بصخرة كبيرة (الانجر) ويسحبون فلم يستطيعوا ـ النوخذة سأل: من يغوص؟ فقال خالي أنا غيص والبحر غزير وسمك الجرجور موجود، المهم اعطوه حبلا الى ان وصلا الباورة ولكن لم يستطيعا سحبها لأنها كانت «شايرة» ماسكة بصخرة كبيرة بقاع البحر، خالي ربط الحبل بالباورة وخرج خالي من البحر والبحارة سحبوا الباورة والنوخذة كوفئ خالي بـ 5 روبيات وهذا المبلغ له دور في حياته المعيشية وعادوا الى الكويت ونزلوا زيت الصل.
واستقر الوضع وعاد البحارة، كل لعائلته.
العمل في «نفط الكويت»
عن عمله في شركة نفط الكويت والتي كان مقرها في منطقة الشيوخ يقول أبوناشي: كنا 4 رجال كويتيين واذكر منهم سعد وانا واثنين، تجمعنا نحن الأربعة وذهبنا الى الحي القبلي، حيث توجد مكاتب الشركة في حوطة بالوطية.. قابلنا الأستاذ عبدالرحمن العتيقي ومعه خالد جعفر وسجلنا وأعطونا الأوراق وذهبنا الى الطبيب في شبرة صغيرة للفحص الطبي تم الفحص ـ ورجعنا الى عبدالرحمن العتيقي، وقال غدا صباحا تركبون السيارة اللوري وفيها عمال وذهبنا الى منطقة الشويخ وعملنا نجارين وحدادين.. وصلنا واستقبلنا «الفورمن» وهو رجل هندي وجهني للعمل الى مكان الفينز (نوروز) وهو رجل ايراني حضروا سألني عن اسمي وقال قبلك كم واحد (لكنهم لم يستمروا بالعمل وبدأ يعلمني على العمل ويوجد بالموقع 5 غرف لكل عامل غرفة وهو له غرفة وفيها أغراضه.. وقال أريد ان أعلمك على «الفتنج».
هذه «تي والفو» وعلمني على جميع قطع الأدوات الصحية، أريد ان أتعلم وان أعمل لكي اكسب وأعيش، هذا كان عام 1947 وكنت في الشويخ بالبداية واستمررت بالعمل مدة طويلة وكان عندنا بيلر (سخان ماء) كبير طوله 3 أمتار موجود في غرفة صغيرة ويعمل بـ «الكاز» (الكيروسين) وتتكون التوصيلات من بايبات و5 عيون وبايب للماء ومحابس والضغط من التوانكي الكبيرة، وهذا للقصر ويسكنه مجموعة من الإنجليز العزابية في الشويخ وبه مطبخ، هذا القصر يعرف بـ «قصر الفحم» ومن الجهة الشرقية يوجد 7 بيوت ايضا فيها انجليز ثم انتقلت للقبلة وفيها بيوت لسكن الهنود الذين يشتغلون في المقوع، بعد العمل الرئيسي اشتغل ساعة اضافية وكنت أذهب وارجع من العمل ماشيا، وبالقرب منا في الفيلا يوجد مسجد صغير لايزال موجودا وهو مسجد مرزوق البدر أصلي فيه العشاء وبعد ذلك أتوجه الى البيت مقابل بيت النوخذة عبدالله بورسلي وبيت خالد جعفر، المهم ان نوروز ذلك الرجل الذي تعلمت عنده وكنت استأذن منه ـ وفي يوم من الأيام تقدم أحد المسؤولين بطلب تركيب بايب لطلمبة الماء على البركة وذهبت مع نوروز ـ وركبنا البايب من رقبة البركة وبعد أيام ذلك الرجل قال لمدير الصحة نصف اليوسف يوجد رجل ايراني يعرف الشغل.
وقبل هذا (نوروز اخبرني بأنه سيسافر الى ايران وبقيت بالعمل حتى احضروا معي رجلا هنديا للمساعدة ولكن بعد 15 يوما رجع نوروز من ايران وذلك في أواخر عام 1949، بعد عودته ذهب الى نصف اليوسف في وزارة الصحة وبعد ذلك طلبني المدير نصف اليوسف فذهبت الى المستشفى الأميري ـ وهناك التقيت مع نوروز وكان جالسا في المطبخ ـ فذهبت معه الى أمين المستشفى الأميري واسمه كاظم وانتظرنا نصف اليوسف حتى حضر رجل طيب جدا وخلوق بعد السلام أمسكني من يدي وخرجت معه للخارج في حوش «الأميري» وقال تعرف الشغل فرد نوروز على يوسف الصنف: نعم، أنا مسؤول عنه، فقال لي النصف أعطيك 200 روبية واشتغل وباشر عملك، روح جهز عملك وبعد 3 أيام تعال واشتغل وكنت أشتغل في الشويخ وذهبت لـ «الفورمن» وقلت له أريد ان اترك العمل هذا فقال انتظر حتى يرجع نوروز وحتى احضر اثنين من الأحمدي.
العمل في «الأميري»
ADS BY BUZZEFF TV
يكمل أبوناشي قصة انتقاله للعمل في المستشفى الأميري قائلا: بعدما طلبت ترك العمل في الشركة واشترط المسؤول الانتظار حتى يحضر اثنان من الأحمدي انتظرت حتى حضرا وكانا من الجنسية الهندية وأمضيت مدة طويلة مع نوروز ولا يوجد بايبات في الأسواق وطلبوا مني في الصحة ان آخذ 6 سيارات لوري وذهبنا الى الأحمدي والسواق كويتيون ومنهم عبدالله المناعي وبهذا انتقلت للصحة ومعنا موظفان وتسلمنا جميع المواد ورجعت الى البيت بعد العصر وكان مشرف البناء في المستشفى الأميري المرحوم خليفة البحوه.. وعمال البناء كثيرون وبعد الانتهاء من البناء باشرت العمل «بايب فيتر» وكنت أول كويتي في تاريخ الكويت يعمل بتركيب الأدوات الصحية، عام 1949 وفي المستشفى الأميري.
وبعد ذلك احضرنا اثنين من العمال ويأمر الانجليزي بعدم دفن البايبات وبعد شهر أحضرنا 12 تانكي ماء للمستشفى وبعد الفرش وتجهيز المستشفى وأذكر ان الممرضات كانت من الجالية الفلسطينية وكان رئيس الصحة المرحوم الشيخ فهد السالم والمرحومة الشيخة بدرية سعود الصباح مسؤولة المستشفى ولها مكتب بداخله وكانت تشرف على العمل ليلا ونهارا.
دائرة الصحة
بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن دائرة الصحة بعد انتقاله للعمل في «الأميري» قائلا: أذكر ان رئيسها كان الشيخ فهد السالم الصباح ومدير الدائرة المرحوم نصف اليوسف وأذكر انه حضر عندنا مواطن كويتي اسمه محمد العمير واشتغل معي في الصحة ـ تناصف العمل وبحثت عن نوروز وسألت عنه فقالوا مريض بالمستشفى الأميري، ذهبت لزيارته وسلمت عليه وقال انتبه على العمل.
وأخبرني واحد ان نوروز قد توفي فذهبت الى المستشفى ونقلناه الى المغسل بالشرق الموجود بجوار جاخور الشمالي وأمضيت وقتا وذهبت مع العميري وأكملنا العمل ـ أمضيت وقتا كبيرا في «الأميري» كان المرحوم نصف اليوسف مدير الصحة يذهب الى مخزن الأدوية الذي يشرف عليه يوسف الحجي وقد شاهدت نصف اليوسف يوميا يزور الأجنحة ليطمئن على المرضى، وبعد ذلك يذهب الى البيت.
السابقون الأولون كانوا مخلصين في عملهم وأداء العمل.. في بداية الخمسينيات تم تعيين عمالة عربية وعينت مراقبا على العمال واستمررت بالعمل حتى عام 1983 ثم تقاعدت عن العمل.. في الصحة وفي الأشغال العامة.
ما بعد التقاعد
بعد التقاعد اتصل علي الأخ جمعة الخراز وزارني وذهبت معه الى ثنيان العلي وكيل مساعد في الأشغال وكانت خدمتي مع جمعة الخراز ست وثلاثين سنة.
مقهى بوناشي
أول من فتح قهوة في الكويت ناصر علي بوناشي وجدتي بنت إبراهيم بوناشي ومؤسس القهوة خالها، قالت لي ان ناصر بوناشي الله رزقه ببنت فقط بدون أولاد ومن هي ابنته موضي بنت ناصر علي بوناشي تزوجت وأنجبت ولدا اسمه عبدالله طه عمل فيما بعد نوخذة سفن شراعية وكان يقود السفينة تيسير مؤسس قهوة بوناشي جد ولد طه لأمه. وكان يذهب الى موضي بنت خاله وكنت أسير من شرق الى الصاغة وإلى الحدادة ومرورا على القهوة.
جدتي أخبرتني بأن ناصر بوناشي خالها كان يصلي في مسجد السوق وهي توصل له الفطور في شهر رمضان وتقول ان في احد الأيام «خانقها» لأنها أخرت إحضار الفطور له كان بعض النواخذة يجلسون في مقهى بوناشي القديم وتقدم به العمر وعنده إخوان ثلاثة وهم ناصر وعبدالله وحسن والرابعة بنت اسمها آمنة جدة والدتي
النواخذة قالوا لصاحب مقهى بوناشي ناصر بوناشي يا بوعلي انت رجل كبير وبحاجة لمن يساعدك في عملك فعين له رجل يساعده في العمل وبقي يعمل وتزوج ذلك الرجل وأنجب أولادا.
توفي ناصر وعنده اخوان وكانوا في الغوص وبعد عودتهم عرضوا عليهم القهوة واخوكم توفي لكن الاخوان الثلاثة رفضوا ان يتسلموا القهوة، الرجل الذي كان يعمل عند ناصر أخذ القهوة وأشرف عليها واستمر بالعمل فيها وبعد ثلاثة شهور أغلقت القهوة، ولكن تم فتحها على يد الموظف الذي عين فيها وانجبت له زوجته ولدا وأسماه «ناصر» تيمنا باسم مؤسس القهوة ناصر بوناشي واستمرت القهوة لسنوات طويلة.
أخبرتني جدتي بأنها سمعت اخوها حسن وكانت في طريقها الى البحر طريق مقبرة هلال، قالت لها حصة شوفي هذه المقبرة هنا دفن خالك، ناصر علي بوناشي مؤسس القهوة وكم عدد السنوات التي أسست فيها مقبرة هلال المطيري في الشرق وايضا خالك حسن بوناشي. عندما كنت صغيرا اذكر ايضا قالوا لنا ان من رواد مقهى بوناشي القديم كانوا الشيوخ والنواخذة وعامة أبناء الشعب الكويتي، رحمهم الله، وبعد سنوات مضت هدمت القهوة مع التصليحات وهدم السوق الداخلي.
محطة البنزين
عن أول محطة لتوزيع البنزين في الكويت يقول: أول محطة أسست في الكويت كانت للبنزين في شارع فهد السالم الحالي مقابل حديقة البلدية وقد اشتغلت فيها ومديت لها بايب من الخزان الكبير الى المحطة، وكانت المحطة تعبئ البنزين يدويا (بالهندل).
هذه أول محطة بنزين وذلك عام 1949 في أيام الصيف.
تخصيص البيت
عن تخصيص منزله يقول بوناشي: خصص لي بيت سكن حكومي في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ذهبت الى محمد الوزان وقابلته وكان محمد القديري قد ساعدني في الحصول على البيت وطلبت من الله ان يكون البيت قرب المسجد وتحقق طلبي، كان هذا البيت مخصص لأحد المواطنين ولكنه رفضه لا أعرف ما السبب وتم تخصيص البيت لي ومنذ ذلك الوقت وانا وأولادي نسكن في هذا البيت في منطقة الشعب.
الحياة الاجتماعية
يقلب بوناشي صفحة حياته الاجتماعية ليقرأ لنا منها بعض السطور فيقول: تزوجت بنت عمي علي وحاليا مريضة وطلبنا من الوزارة ان تسافر للخارج للعلاج ولكن لم تتم الموافقة عليها وأحد النواب أخذ مني أوراقها والى الآن لم يعد لنا، وهذا يوسف الأصغر من الأولاد وجميع الأولاد تزوجوا وعندهم أولاد وبنات.
حياة جدي
يستذكر بوناشي لمحات من حياة جده فيقول: جدي حسن بوناشي كان يذهب الى سيلان بالبواخر للغوص على اللؤلؤ.. وكان يعمل غيص مع السفن الكويتية.
وأصول عائلتي قدموا من مملكة البحرين قبل 200 سنة واشتغلوا بالغوص وسفن السفر الشراعي بحارة وغاصة.
وجدي ناصر علي بوناشي أول من فتح مقهى في الكويت منذ ما يقارب اكثر من قرن من الزمن.
السبت 2013/2/9
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 7
عدد المشاهدات 11842
A+
A-
عبدالله يوسف حسن بوناشي هاني عبدالله
صورة قديمة واجهزة من المتحف
جهاز عرض للافلام القديمة
كاميرات وصور من المتحف
بوناشي مع الزميل منصور الهاجري
اواني منزلية قديمة من المتحف
عبدالله بوناشي في فترة الشباب مع اثنين من اصدقائه العاملين معه
اقفال وكلبشات قديمة
ارقام سيارات مختلفة وقديمة
ادوات قديمة من المتحف
يوسف بوناشي وابو فيصل بوناشي والعم عبدالله يوسف بوناشي والاستاذ بدر زوير
هوية عمل ميكانيكي
اماكن قديمة
عبدالله بوناشي مع احد العاملين
- نوروز الإيراني هو من علمني في بدايات عملي بـ «نفط الكويت»
- هذا المتحف أسسه ولدي يوسف بوناشي لجمع التراث
- جدي أسس أول مقهى في الكويت وكان من رواده شيوخ ونواخذة
- عائلتي جاءت إلى الكويت منذ أكثر من 150 عاماً من البحرين
- تمكن عمي من رفع «باورة» كانت «شايرة» لسفينة تحمل زيت الصل فكافأه النوخذة بـ 5 روبيات
- ركبت سفن الغوص «تباب» و«رضيف» وكنت أغوص «رواسي» ونشرب حليب «قواطي» مع الشاي
- أول محطة بنزين في تاريخ الكويت كانت في شارع فهد السالم حالياً والعمل فيها كان يدوياً ومددت لها «بايب» من الخزان الكبير
- سافرت مع عمي إلى الهند وشاهدت بومباي وكراتشي
- التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت عام 1947 وكنت «بايب فيتر»
- عمي قضى 4 ساعات سباحة في ماء البحر من أجل البحث عن فوطة النوخذة بعد أن أوقعها
- كان جدي حسن يذهب إلي سيلان للبحث عن اللؤلؤ
- طلبت من الله عز وجل أن يكون بيتي قريباً من المسجد فتحقق طلبي
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ومحاضر ومؤلف كتب
يعتبر الرعيل الأول من الكويتيين الرجال والنساء من أصحاب الخبرة في الأعمال التي كانوا يزاولونها قديما ونقلوا هذه الخبرة من الأعمال والتراث والعادات وجعلوها منارة ونورا تقتدي بهما الأجيال التي جاءت بعدهم.
قدوة طيبة وجيل رائع وكتاب حفظ كل شيء. ضيفنا العم عبدالله يوسف بوناشي لديه قصص طيبة وجميلة عن ماضي الكويت، إما انه ادركها أو سمعها من آبائه وأجداده. كقصة الفوطة.. وقصة الباورة.. وقصص كثيرة حدثنا عنها، العم عبدالله بوناشي وسجل للتاريخ قصة أول مقهى افتتح في الكويت ومن الذي أسسه.. كذلك يذكر لنا الأعمال التي زاولها منذ عام 1947 ويذكر «نوروز» ذلك الرجل الإيراني الذي علمه الصناعة والأعمال اليدوية. يحدثنا عن أصول عائلته التي قدمت الى الكويت منذ اكثر من 150 عاما من مملكة البحرين ومؤسس المقهى واخوانه الذين كانوا في الغوص.
قصة جميلة تعزز من تاريخ الكويت الذي تم نسيانه ولولا هؤلاء الكبار ومن سبقهم لضاع ولكن هؤلاء الرجال الأشداء ذوي السواعد السمراء هم الذين بنوا الكويت.
نتعرف على المزيد خلال هذا اللقاء:
في البداية يحدثنا ضيفنا عبدالله يوسف حسن بوناشي عن مولده وأيام طفولته فيقول: ولدت في منطقة الشرق في براحة الماص، وأذكر من الجيران محمود العوضي ويوسف تويتان وبيت عبدالغفور وبيت شهاب وبيت القصار وبيت اللنقاوي وكان سالم نهام مع السفن الشراعية وإخوانه جمعة ومحمد وبيت العماني، وبيت العماني النواخذة كان ابوهم الكبير عنده دكة بجوار البيت مقابل البحر يجلس عليها ويستقبل ضيوفه ويقال لأنه متواجد دائما مع السفن وجلوسه على الدكة فإنه لا يعرف السوق، دائما على البحر هذا نقلا عن الأجداد الأولين، وبيت القضيبي وبيت الجيران وبيت بن غيث، ومن التاريخ ان أحد نواخذة عائلة الغيث غرقت سفينته ومن فيها من البحارة والنواخذة.
الألعاب الشعبية
كنا شباب الفريج نلعب الألعاب الشعبية القديمة التي كانت موجودة مثل الهول بين فريقين وكان اللعب في حوطة جراح وغزالة والمقصي عندما كنا صغارا تتكون اللعبة من عصا طويلة نسميها مطّاعة وعصا صغيرة طول خمسة عشر سنتيمترا وكنا نلعب التيلة والدوامة والبلبول.
ونضربه بالمشبل والدرباحة تصنع من أطواق الحديد الخفيف و«صيده ما صيده».
التعليم
التحقت بمدرسة ملا عبدالوهاب العصفور في منطقة الشرق ولم أكمل قراءة المصحف وتركت الدراسة وذهبت الى الغوص تبابا مع أخي الكبير وخالي.
الحيال وصيد الطيور
كنت أملك فن الحديد ـ هلالية الشكل وكنت أذهب مع شباب وأبناء الفريج الى «السدر» الأربع وهي أربع سدرات وكل يوم جمعة أيام الربيع والشتاء الحبوش يذهبون الى السدرات الأربع كشاته وهناك يقيمون احتفال غناء السامري والخماري ومن الأغاني الشعبية القديمة وتوجد حوطة صبورة واكيعشيش حوطة كبيرة قديمة.
أما حوطة جراح فكانت كبيرة جدا وفيها غرفة واحدة قديمة ولا توجد فيها زراعه ـ وتوجد مطينة يؤخذ منها الطين وكان أحد إخواني الكبار مع أبويعقوب شبكوه عندهم حمير ينقلون الطين منها والشمالي والنجدي، قال اخي كان عنده سبع حمير وفي منتصف الليل الحمير تشبهر وبآذانها وعند المقبرة عيسى اخي سأل من هو اكبر منه فقال له في الليل مساء يوم الجمعة نشوف ضو في تلك الجهة من المقبرة، فرد عليه الرجل قائلا تعرف هذه النار لرجل ميت مدفون في هذا المكان وسبب النار ان الرجل مدفون كان سيئ المعاملة مع والديه، طوال حياته فقبرة يشب (والله أعلم)، هذا ما سمعته من أخي عيسى وهو أكبر مني سنا وتوجد احدى عشرة مقبرة في الشرق وفي المطبة مقبرتان بجوار حفرة عيدان ومقبرة هلال المطيري وبيت جدي بالقرب منها ومقبرة بالداخل ومقبرتان متجاورتان بالشرق، المهم كنا نذهب لصيد الطيور ونحن صغار أدركت اللنقاوي صاحب العدة وعازف عود.
المساجد في منطقة الشرق كثيرة ومتعددة في كل فريج يوجد مسجد وكنت صغيرا عشر سنوات أو أقل من العمر وأنا أذهب الى المسجد للصلاة من ذلك الوقت الى يومنا هذا لم أترك صلاة واحدة إلا وأصليها في المسجد مع الجماعة، وأدعو الله دائما ان يحفظ الكويت، وأصلي الفجر وأطلب من الله لي ولوالدي وللأمير وولي العهد والبلاد أدعو الله ان يحفظهم، كنت أصلي في جميع المساجد كل فرض في مسجد وكنت أستخدم الدراجة في تنقلاتي.
بيت المرقاب
بعد الشرق الوالد اشترى بيتا في المرقاب قرب المخفر، واذا أذن العشاء أسأل نفسي إلى أي مسجد أروح حتى أستقر على مسجد وأذهب للصلاة فيه أحيانا مسجد الوزان ومرات اخرى مسجد الحمد أو مسجد الشملان الموجود حاليا في وسط الدوار فما أترك مسجدا إلا وصليت فيه وصلاة الفجر لم أتركها، وأيضا أصلي في مسجد هلال او مسجد الفضالة.
وعندما كنا نسكن في الشرق كنت أصلي في مسجد بورسلي، واستمررنا في المرقاب.
ومسجد المطبة كان يعرف بمسجد احمد عبدالله، ولا أعرف لماذا يحمل هذا الاسم، وايضا وصلت الى مسجد عبدالإله قرب سوق الحدادة.
سفن الغوص
ركبت سفن الغوص تباب أول سنة مع عبداللطيف الفهد، وبعد ذلك مع النوخذة عبدالله العسعوسي في جالبوت مع اخي وكان يعمل سيب وكذلك مع عمي علي وكنت «رضيف» وهو ما بين التباب والسيب او الغيص مع النوخذة عبدالله العسعوسي وحصلت على شيء من المال.
عند أخي وكان والدي متوفى ومما أذكر اني كنت أغوص رواسي وخاصة غوص العدان واستخدمت المنور لأشوف المحادة وأترك المنور وأغوص عليها، وأذكر ان النوخذة عبدالله العسعوسي فترة منتصف النهار يقدم لنا حليب قواطي ابو جنيه مع الشاي وهو حلو جدا، والمحار ماسك بالزرع او بقاع البحر، الغيص يلفها بيده ويضعها في الديين، والقماش (اللؤلؤ) نسميه (مخمل) لصغر حجمه ومع عمي سافرت الى الهند سنة واحدة وشاهدت بومباي وكراتشي في ذلك الوقت.
كنت «تبابا»، وذلك قبل الغوص نزلت من السفينة الى سوق بومباي وأسواق كراتشي.. وهذه قصة عمي ركب بحار مع النوخذة بن عيسى وهم نواخذة في يوم من الأيام عمي قبل صلاة المغرب بربع ساعة تقريبا يبدأ الوضوء للصلاة في ذلك اليوم أخذ سجادة النوخذة وكان عليها فوطة خاصة ونفض السجادة فسقطت الفوطة بالبحر، عمي رحمه الله رقيق ويحاسب نفسه، زعل وما أراد ان يسمع كلاما أو تأنيبا من النوخذة فرمى بنفسه بالبحر يبحث عن الفوطة، صاح البحار الرجل سقط بالبحر، النوخذة أمر بتنزيل الأشرعة، باقي عن صلاة المغرب وعن المغيب تقريبا ربع ساعة، المهم عمي سقط بالبحر، البحارة رموا له الحبال لإنقاذه وهو يريد البحث عن الفوطة الصغيرة، أمضى 4 ساعات يسبح وكان الليل مظلما لكن الله أنجاه وأراد له الحياة مع البحث شافوه تحت حملة السفينة فنزل له اثنان لإنقاذه والحبال متدلية عليهم عمي علي صعد مع أصدقائه على السفينة
فقال له النوخذة نموت من أجل فوطة صغيرة، الله يهديك ـ كان الرجل عنده شخصيته ويفدي نفسه من أجل غيره والذي قال لي هذه القصة المرحوم عبدالرحيم العوضي صاحب حملة الحج بالسبعينيات.
ايضا عمي قال لنا القصة واستمر بالعمل البحري مع السفن الشراعية، بعد ذلك عمي علي ركب مع اللنجات مع النوخذة محمود تيفوني ـ خالي سنة واحدة ركب بحار مع ابن عصفور ويركب الغوص مع النوخذة عبدالله ناصر بورسلي في سفن الغوص ولمدة سنة واحدة اسمه محمد سعد.
بحار مع النوخذة ابن عصفور
ركب خالي بحار مع محمد ومحمود العصفور في البوم السفار خرجوا من مومباي متجهين الى عدن ومنها الى المكلا وبر المهرة يريدون تحميل زيت الصل والذي يستخرج من الحوت، المهم توقفت السفينة ورموا الباورة الكبيرة في البحر لرسو السفينة.
وبعدما شحنوا السفينة بزيت الصل أرادوا السفر وبدأ البحارة بسحب الباورة ولم يستطيعوا سحبها والسبب انها تعلقت بصخرة كبيرة (الانجر) ويسحبون فلم يستطيعوا ـ النوخذة سأل: من يغوص؟ فقال خالي أنا غيص والبحر غزير وسمك الجرجور موجود، المهم اعطوه حبلا الى ان وصلا الباورة ولكن لم يستطيعا سحبها لأنها كانت «شايرة» ماسكة بصخرة كبيرة بقاع البحر، خالي ربط الحبل بالباورة وخرج خالي من البحر والبحارة سحبوا الباورة والنوخذة كوفئ خالي بـ 5 روبيات وهذا المبلغ له دور في حياته المعيشية وعادوا الى الكويت ونزلوا زيت الصل.
واستقر الوضع وعاد البحارة، كل لعائلته.
العمل في «نفط الكويت»
عن عمله في شركة نفط الكويت والتي كان مقرها في منطقة الشيوخ يقول أبوناشي: كنا 4 رجال كويتيين واذكر منهم سعد وانا واثنين، تجمعنا نحن الأربعة وذهبنا الى الحي القبلي، حيث توجد مكاتب الشركة في حوطة بالوطية.. قابلنا الأستاذ عبدالرحمن العتيقي ومعه خالد جعفر وسجلنا وأعطونا الأوراق وذهبنا الى الطبيب في شبرة صغيرة للفحص الطبي تم الفحص ـ ورجعنا الى عبدالرحمن العتيقي، وقال غدا صباحا تركبون السيارة اللوري وفيها عمال وذهبنا الى منطقة الشويخ وعملنا نجارين وحدادين.. وصلنا واستقبلنا «الفورمن» وهو رجل هندي وجهني للعمل الى مكان الفينز (نوروز) وهو رجل ايراني حضروا سألني عن اسمي وقال قبلك كم واحد (لكنهم لم يستمروا بالعمل وبدأ يعلمني على العمل ويوجد بالموقع 5 غرف لكل عامل غرفة وهو له غرفة وفيها أغراضه.. وقال أريد ان أعلمك على «الفتنج».
هذه «تي والفو» وعلمني على جميع قطع الأدوات الصحية، أريد ان أتعلم وان أعمل لكي اكسب وأعيش، هذا كان عام 1947 وكنت في الشويخ بالبداية واستمررت بالعمل مدة طويلة وكان عندنا بيلر (سخان ماء) كبير طوله 3 أمتار موجود في غرفة صغيرة ويعمل بـ «الكاز» (الكيروسين) وتتكون التوصيلات من بايبات و5 عيون وبايب للماء ومحابس والضغط من التوانكي الكبيرة، وهذا للقصر ويسكنه مجموعة من الإنجليز العزابية في الشويخ وبه مطبخ، هذا القصر يعرف بـ «قصر الفحم» ومن الجهة الشرقية يوجد 7 بيوت ايضا فيها انجليز ثم انتقلت للقبلة وفيها بيوت لسكن الهنود الذين يشتغلون في المقوع، بعد العمل الرئيسي اشتغل ساعة اضافية وكنت أذهب وارجع من العمل ماشيا، وبالقرب منا في الفيلا يوجد مسجد صغير لايزال موجودا وهو مسجد مرزوق البدر أصلي فيه العشاء وبعد ذلك أتوجه الى البيت مقابل بيت النوخذة عبدالله بورسلي وبيت خالد جعفر، المهم ان نوروز ذلك الرجل الذي تعلمت عنده وكنت استأذن منه ـ وفي يوم من الأيام تقدم أحد المسؤولين بطلب تركيب بايب لطلمبة الماء على البركة وذهبت مع نوروز ـ وركبنا البايب من رقبة البركة وبعد أيام ذلك الرجل قال لمدير الصحة نصف اليوسف يوجد رجل ايراني يعرف الشغل.
وقبل هذا (نوروز اخبرني بأنه سيسافر الى ايران وبقيت بالعمل حتى احضروا معي رجلا هنديا للمساعدة ولكن بعد 15 يوما رجع نوروز من ايران وذلك في أواخر عام 1949، بعد عودته ذهب الى نصف اليوسف في وزارة الصحة وبعد ذلك طلبني المدير نصف اليوسف فذهبت الى المستشفى الأميري ـ وهناك التقيت مع نوروز وكان جالسا في المطبخ ـ فذهبت معه الى أمين المستشفى الأميري واسمه كاظم وانتظرنا نصف اليوسف حتى حضر رجل طيب جدا وخلوق بعد السلام أمسكني من يدي وخرجت معه للخارج في حوش «الأميري» وقال تعرف الشغل فرد نوروز على يوسف الصنف: نعم، أنا مسؤول عنه، فقال لي النصف أعطيك 200 روبية واشتغل وباشر عملك، روح جهز عملك وبعد 3 أيام تعال واشتغل وكنت أشتغل في الشويخ وذهبت لـ «الفورمن» وقلت له أريد ان اترك العمل هذا فقال انتظر حتى يرجع نوروز وحتى احضر اثنين من الأحمدي.
العمل في «الأميري»
ADS BY BUZZEFF TV
يكمل أبوناشي قصة انتقاله للعمل في المستشفى الأميري قائلا: بعدما طلبت ترك العمل في الشركة واشترط المسؤول الانتظار حتى يحضر اثنان من الأحمدي انتظرت حتى حضرا وكانا من الجنسية الهندية وأمضيت مدة طويلة مع نوروز ولا يوجد بايبات في الأسواق وطلبوا مني في الصحة ان آخذ 6 سيارات لوري وذهبنا الى الأحمدي والسواق كويتيون ومنهم عبدالله المناعي وبهذا انتقلت للصحة ومعنا موظفان وتسلمنا جميع المواد ورجعت الى البيت بعد العصر وكان مشرف البناء في المستشفى الأميري المرحوم خليفة البحوه.. وعمال البناء كثيرون وبعد الانتهاء من البناء باشرت العمل «بايب فيتر» وكنت أول كويتي في تاريخ الكويت يعمل بتركيب الأدوات الصحية، عام 1949 وفي المستشفى الأميري.
وبعد ذلك احضرنا اثنين من العمال ويأمر الانجليزي بعدم دفن البايبات وبعد شهر أحضرنا 12 تانكي ماء للمستشفى وبعد الفرش وتجهيز المستشفى وأذكر ان الممرضات كانت من الجالية الفلسطينية وكان رئيس الصحة المرحوم الشيخ فهد السالم والمرحومة الشيخة بدرية سعود الصباح مسؤولة المستشفى ولها مكتب بداخله وكانت تشرف على العمل ليلا ونهارا.
دائرة الصحة
بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن دائرة الصحة بعد انتقاله للعمل في «الأميري» قائلا: أذكر ان رئيسها كان الشيخ فهد السالم الصباح ومدير الدائرة المرحوم نصف اليوسف وأذكر انه حضر عندنا مواطن كويتي اسمه محمد العمير واشتغل معي في الصحة ـ تناصف العمل وبحثت عن نوروز وسألت عنه فقالوا مريض بالمستشفى الأميري، ذهبت لزيارته وسلمت عليه وقال انتبه على العمل.
وأخبرني واحد ان نوروز قد توفي فذهبت الى المستشفى ونقلناه الى المغسل بالشرق الموجود بجوار جاخور الشمالي وأمضيت وقتا وذهبت مع العميري وأكملنا العمل ـ أمضيت وقتا كبيرا في «الأميري» كان المرحوم نصف اليوسف مدير الصحة يذهب الى مخزن الأدوية الذي يشرف عليه يوسف الحجي وقد شاهدت نصف اليوسف يوميا يزور الأجنحة ليطمئن على المرضى، وبعد ذلك يذهب الى البيت.
السابقون الأولون كانوا مخلصين في عملهم وأداء العمل.. في بداية الخمسينيات تم تعيين عمالة عربية وعينت مراقبا على العمال واستمررت بالعمل حتى عام 1983 ثم تقاعدت عن العمل.. في الصحة وفي الأشغال العامة.
ما بعد التقاعد
بعد التقاعد اتصل علي الأخ جمعة الخراز وزارني وذهبت معه الى ثنيان العلي وكيل مساعد في الأشغال وكانت خدمتي مع جمعة الخراز ست وثلاثين سنة.
مقهى بوناشي
أول من فتح قهوة في الكويت ناصر علي بوناشي وجدتي بنت إبراهيم بوناشي ومؤسس القهوة خالها، قالت لي ان ناصر بوناشي الله رزقه ببنت فقط بدون أولاد ومن هي ابنته موضي بنت ناصر علي بوناشي تزوجت وأنجبت ولدا اسمه عبدالله طه عمل فيما بعد نوخذة سفن شراعية وكان يقود السفينة تيسير مؤسس قهوة بوناشي جد ولد طه لأمه. وكان يذهب الى موضي بنت خاله وكنت أسير من شرق الى الصاغة وإلى الحدادة ومرورا على القهوة.
جدتي أخبرتني بأن ناصر بوناشي خالها كان يصلي في مسجد السوق وهي توصل له الفطور في شهر رمضان وتقول ان في احد الأيام «خانقها» لأنها أخرت إحضار الفطور له كان بعض النواخذة يجلسون في مقهى بوناشي القديم وتقدم به العمر وعنده إخوان ثلاثة وهم ناصر وعبدالله وحسن والرابعة بنت اسمها آمنة جدة والدتي
النواخذة قالوا لصاحب مقهى بوناشي ناصر بوناشي يا بوعلي انت رجل كبير وبحاجة لمن يساعدك في عملك فعين له رجل يساعده في العمل وبقي يعمل وتزوج ذلك الرجل وأنجب أولادا.
توفي ناصر وعنده اخوان وكانوا في الغوص وبعد عودتهم عرضوا عليهم القهوة واخوكم توفي لكن الاخوان الثلاثة رفضوا ان يتسلموا القهوة، الرجل الذي كان يعمل عند ناصر أخذ القهوة وأشرف عليها واستمر بالعمل فيها وبعد ثلاثة شهور أغلقت القهوة، ولكن تم فتحها على يد الموظف الذي عين فيها وانجبت له زوجته ولدا وأسماه «ناصر» تيمنا باسم مؤسس القهوة ناصر بوناشي واستمرت القهوة لسنوات طويلة.
أخبرتني جدتي بأنها سمعت اخوها حسن وكانت في طريقها الى البحر طريق مقبرة هلال، قالت لها حصة شوفي هذه المقبرة هنا دفن خالك، ناصر علي بوناشي مؤسس القهوة وكم عدد السنوات التي أسست فيها مقبرة هلال المطيري في الشرق وايضا خالك حسن بوناشي. عندما كنت صغيرا اذكر ايضا قالوا لنا ان من رواد مقهى بوناشي القديم كانوا الشيوخ والنواخذة وعامة أبناء الشعب الكويتي، رحمهم الله، وبعد سنوات مضت هدمت القهوة مع التصليحات وهدم السوق الداخلي.
محطة البنزين
عن أول محطة لتوزيع البنزين في الكويت يقول: أول محطة أسست في الكويت كانت للبنزين في شارع فهد السالم الحالي مقابل حديقة البلدية وقد اشتغلت فيها ومديت لها بايب من الخزان الكبير الى المحطة، وكانت المحطة تعبئ البنزين يدويا (بالهندل).
هذه أول محطة بنزين وذلك عام 1949 في أيام الصيف.
تخصيص البيت
عن تخصيص منزله يقول بوناشي: خصص لي بيت سكن حكومي في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ذهبت الى محمد الوزان وقابلته وكان محمد القديري قد ساعدني في الحصول على البيت وطلبت من الله ان يكون البيت قرب المسجد وتحقق طلبي، كان هذا البيت مخصص لأحد المواطنين ولكنه رفضه لا أعرف ما السبب وتم تخصيص البيت لي ومنذ ذلك الوقت وانا وأولادي نسكن في هذا البيت في منطقة الشعب.
الحياة الاجتماعية
يقلب بوناشي صفحة حياته الاجتماعية ليقرأ لنا منها بعض السطور فيقول: تزوجت بنت عمي علي وحاليا مريضة وطلبنا من الوزارة ان تسافر للخارج للعلاج ولكن لم تتم الموافقة عليها وأحد النواب أخذ مني أوراقها والى الآن لم يعد لنا، وهذا يوسف الأصغر من الأولاد وجميع الأولاد تزوجوا وعندهم أولاد وبنات.
حياة جدي
يستذكر بوناشي لمحات من حياة جده فيقول: جدي حسن بوناشي كان يذهب الى سيلان بالبواخر للغوص على اللؤلؤ.. وكان يعمل غيص مع السفن الكويتية.
وأصول عائلتي قدموا من مملكة البحرين قبل 200 سنة واشتغلوا بالغوص وسفن السفر الشراعي بحارة وغاصة.
وجدي ناصر علي بوناشي أول من فتح مقهى في الكويت منذ ما يقارب اكثر من قرن من الزمن.