الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

حجم الخط
303693-mohamad_hazem_ba_17-5-2012_(39).JPG

محمد هزيم محمد الهزيم (قاسم باشا)
303693-mohamad_hazem_ba_17-5-2012_(8).jpg

الهزيم متحدثا إلي الزميل منصور الهاجري
303693-303693-mohamad_hazem_ba_17-5-2012_(22)[1].jpg

303693-303693-mohamad_hazem_ba_17-5-2012_(28)[1].jpg

الذهاب إلى المغاصات والهيرات
303693-mohamad_hazem_ba_17-5-2012_(42).jpg

سفينة الغوص وصناعة كويتية خالصة
303693-2p12.jpg

303693-1p12.jpg

303693-303693-mohamad_hazem_ba.jpg

303693-303693-mohamad_hazem_ba_17-5-2012_(21)[1].jpg



  • أذكر دكاكين المطبة ومحلاتها وكنا نلعب في البراحة وكذلك كبار السن كانوا يجلسون بها
  • النوخذة بن شاهين سقط بالبحر فتمسك بالبغلة طوال الليل حتى أنقذه زملاؤه وشاب شعر رأسه ولحيته
  • عملت في «التربية» سائق لنجات وكنا نذهب إلى جزيرة فيلكا لنقل الأكل للطلبة والمدرسين
  • كنت أدخل مع أصدقائي صغاراًإلى حظور السمك المنصوبة بالنقعة وخارجها ونأخذ من الأسماك الموجودة فيها
  • تعلمت القراءة والكتابة في مدرسة ملا عبدالوهاب العصفور وختمت القرآن ولبست الغترة والبشت في زفة
  • الغاصة الكبار كانوا يذهبون في الموسم إلى المغاصات والهيرات وعمقها 17 باعاً
  • ذهبت مع عمي للغوص وحصلنا على 7 حصبات باع الواحدة بـ 700 روبية
  • كنت أذهب إلى جزيرة عوهة لمدة يومين للصيد دون مرافق وآخذ مستلزماتي وأطبخ لنفسي
  • في طفولتي كنت أصطاد السمك بالقرقور وذهبت إلى البحر «تباب» على سفن الغوص مع النوخذة شديد طاحوس
  • عمي كان أستاذ قلاف وذهب للسفر بالسفن الشراعية بحاراً مع النوخذة منصور الخرافي
  • آخر سفينة ركبت البحر عليها كانت من نوع «الصمعة» وسعرها4 آلاف دينار
  • ولدت في الحي الشرقي بفريج المطبة عام 1934
كتب: منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع رجل من رجالات البحر القدامى أدرك السفر الشراعي وركب بحارا وقبلها تبابا في سفن الغوص والسفر الشراعي.. ركب مع والده وأعمامه في سفن صيد السمك.. منذ صغر سنه وهو يعمل بالبحر، سافر مع عمه ووالده وحصل على حصباة ولكن ليست مستوية الشكل وأعطاها للنوخذة فقال له خذها هذه من نصيبك. اشترى له أكثر من سفينة لصيد الأسماك، فهو خير من يحدثنا عن مناطق الأسماك وكيفية صيدها – وأدوات الصيد ومناطق فيلكا وعوهة وأم المرادم وكبر. سافر الى كراتشي عندما كانت تابعة للهند وتجول في أسواقها وميادينها. يقول عن الرجل الذي حمل الذهب ماذا جرى له؟ يحدثنا العم محمد الهزيم.. عن سيارات التاكسي عندما كان يعمل سائقا وعن مشاكل التاكسي.. ويقول عن الغوص ان التباب له الحق ان يفتش بالمحار بعدما يفتشه الغاصة. كذلك عندما اشتغل على ظهر سفينة المرحوم الشيخ جابر العلي وكذلك اشتغل كهربائي تمديد أسلاك بوزارة الكهرباء.. ولمدة طويلة حتى التقاعد عن العمل، وتفرغ لصيد السمك واحضر له سفينة من (دبا) ولاتزال عنده السفينة الخشبية. العم محمد الهزيم من رجالات الكويت الذين أدركوا العمل في البحر بالسابق والحاضر. ماذا يقول في حديثه الطيب عن أهل الكويت الذين كانوا يذهبون بسفنهم الى الهند وشرق وغرب أفريقيا، نتعرف على التفاصيل من خلال اللقاء التالي:يستهل الحاج محمد هزيم محمد الهزيم هذا اللقاء بالحديث عن مولده وبداياته فيقول:

ولدت في الكويت بالحي الشرقي بفريج المطبة عام 1934 واذكر دكاكين المطبة ومحلاتها والبراحة التي كنا نلعب بها ويجلس كبار السن فيها. واذكر شاوي ابورجا، وهو الرجل الذي يسرح بالأغنام التي يجمعها من بيوت المواطنين صباح كل يوم ويسرح بها خارج منطقة البيوت ويعود بها في المساء.

وكنت اذهب الى الرجال الكبار الذين كانوا يجتمعون على ساحل البحر ويجلسون على سطح احدى السفن الموجودة على الأرض اليابسة وأستمع الى ما يقولون من أحاديث قديمة عن البحر والسفر وما كان يحصل لهم أثناء سفرهم في البحر وكان الوالد – رحمه الله – يجلس معهم.

وأعمامي ابراهيم واحمد، واذكر البعض منهم يطلقون الأمثلة وبعض القصص والأحاديث واذكر نقعة هلال ونقعة النصف والسفن الخشبية الشراعية، واذكر كان الوالد واخوانه يسكنون في بيت واحد وهو بيت جدي وكان في منطقتنا مسجد امامة الشيخة محمد صالح التركيت حاليا الدوار الموجود، وعند الوالد منزل آخر بالقرب من مدرسة المطوعة شيخة واختها سارة وكانتا تدرسان البنات القرآن الكريم والقراءة والكتابة... ويسكن البيت بعض العوائل الكويتية، توفيت والدتي وكنت صغيرا ولم أشاهدها والوالد بعد ذلك تزوج ثانية، واذكر ان عمي هزيم كان عنده بيت بالقرب من مسجد الناهض بالعاقول.

والدتي – رحمها الله – بنت احمد الهزيم والزوجة الثانية للوالد بنت خاله حسين أبل وعشت في منطقة الشرق منذ طفولتي الى مرحلة الشباب.

التعليم

التحقت بمدرسة ملا عبدالوهاب العصفور بالقرب من المسجد وتعلمت قراءة القرآن الكريم والقراءة والكتابة حتى أكملت قراءة المصحف وختمته والأهل عملوا زفة ختم القرآن الكريم ولبست الملابس الجديدة والبشت والغترة والعقال ومسكت السيف ومع الأولاد، نذهب الى البيوت وأحدهم يقرأ تحميدة والجميع يرد خلفه آمين والتحميدة مطلعها:

الحمد لله الذين هدانا.. آمين

للدين والإسلام اجتبانا.. آمين

نحمده وخيره ان يحمدا.. آمين

له الليال والزمان سرمدا.. آمين

وهكذا منذ الصباح حتى وقت أذان الظهر وما نجمعه يأخذه المطوع صاحب المدرسة.

واذكر ان ملا بلال كان يعمل مدرسا في مدرسة عبدالوهاب العصفور ومدرس آخر معهم، نسيت اسمه ومجموعة كبيرة من الطلاب نسيت أسماءهم.

اذكر عندما كنت صغيرا كنت ادخل حظور السمك المنصوبة بالنقعة أو خارجها ونأخذ منها السمك.. وكنت اذهب لصيد السمك الحداق نقف على سور النقعة وهكذا كنت أمضي الوقت مع الأصدقاء بالبحر لصيد السمك.

أيضا كنت مع أصدقائي نجمع بعض الروبيان الذي يتبقى أو يسقط بعد غسله من الطين وآخذه الى البيت، هذا من أوقات الفراغ.

قديما الأولاد ما لهم غير البحر سباحة أو حداق، هناك في البيت يطبخون الروبيان.

كنت أيضا استخدم القرقور بالاضافة للحداق مع بعض أبناء الفريج، ومن الجيران ابن سلامة والخراز والجيران وابن باز والعثمان وابن عجران ومحمد الشهاب أبوسيف والجميع أهل البحر أو نقول الذين كانوا يعملون بحارة في السفن الشراعية.

العمل في البحر

يتحول الهزيم بعد ذلك للحديث عن ارتياده البحر والعمل فيه فيقول:

بالنسبة للبحر مثلما ذكرت منذ طفولتي كنت اذهب الى البحر للحداق وصيد السمك بالقرقور، فأعجبت بالوجود في البحر ولذلك الواحد أخذني معه في سفن الغوص «تباب» مع النوخذة شديد طاحوس وعمي ابراهيم كان نهام مع النوخذة حمد زوير الهاجري وباشرت العمل تباب والوالد وعمي يعملان سيوب ولكن عمي احمد كان اذا غاب النوخذة يصير مكانه نوخذة حتى عودة النوخذة وعمي كان استاذ قلاف.

ومما اذكر ان عمي ذهب للسفر بالسفن الشراعية بحارا مع النوخذة منصور الخرافي وفي السنة

الثانية صار مجدمي صغير، وفي السنة الثالثة مجدمي نوخذة شراع، وكان رجلا قويا له دراية بالبحر، وكذلك كان يعمل بصيد السمك في شوعي العثمان الصيايده، وعندهم شوعيين الأول اسمه «ماطر» والثاني «البدري» وعمي كذلك يذهب الى الغوص وبعد الغوص يذهب لصيد السمك وكان الصيد من كاظمة الى فيلكا ومتخصص في صيد الروبيان والكراف بالكوفة بالسابق الكوفة واحدة يمين والثانية يسار صغيرات وكنت أذهب الى الدوحة لصيد الروبيان وأرمي كوفتين واحد اسندها بالمجدفة والثانية أمسكها وسكان الماكينة عندي وعند المباراة الملاحظة أختف من الماكينة أروح مع سجي البحر وارجع مع ثير البحر.

وكنت أذهب الى جزيرة عوهة لمدة يومين بدون أن يرافقني أحد والطريق أربع ساعات وجميع مستلزمات الأكل متوافرة معي، وأطبخ بنفسي آخذ الديزل والثلج بالسيارة حتى أصل الى ساحل البحر وأنقلها بالطراد وأترك سيارتي وأتوكل على الله وعندي طرادان حرقهما الجيش العراقي.

وعندي لنچ مصنوع من الخشب أحضرته من مدينة دبا ونقلته الى الشارقة ونقلته الى الكويت بواسطة سيارة تريلة (شاحنة).

غوص العدان

ذهبت الى غوص العدان مع مجموعة من المواطنين في سفينة شوعي واستخدمت المنور لمشاهدة قاع البحر والمكان الذي أشاهد فيه محار انزل وغوص واخلع المحارة وهكذا.

أيضا ذهبت الى الغوص مع النوخذة طاحوس شديد لو كنت «تباب» وعمله يتناول النوخذة الماء والأكل وينظف الملابس والتباب له الحق في أن يبحث في المحار بعد قلقه من قبل السيوب والغاصة، فالثياب يبحث عسى أن يحصل على شيء من (القماش) اللؤلؤ الصغير، وكذلك السيوب، والتباب يقف بصدر السفينة وإذا بدأوا يسحبون (السِّن) يقول طوّف حتى لا ينعقد الحبل ونقول الخراب وإذا وصل للقرقور يسحبونه هذا في الغوص العود والقرقور يكون مربوطا (بالخراب) الحبل وهو يسحب يظهر لهم القرقور.

وكلما يرفي على الحبل بمعنى يطول على الحبل يربط له قرقور، البيطة حبل طويل يمكن مائة متر وحسب موقعه في البحر وأحيانا بعض السفن يحتفلون على سطح السفينة طبول وطويسات وغناء النهام بعبوته الشجي.

وأذكر عندما كنت تبابا كان النهام على السفينة المرحوم راشد الجيماز والمرطة وهو جالس (بينهم) (يغني).. وفي سنة وأنا أبحث بالمحار حصلت على حصبة راس بطن والبحار الذي فلق المحارة ما شافها واعطنيها عمي وهي بالمحارة وأعطاها للنوخذة فقال هذه رزق لمحمد وليست لنا، ونضع المحار بعد فلقه والتأكد بأنه خال من أي شيء نصنعه داخل القرقور.

القراقير قديما طبقتان صوب يدخل السمك وصوب يخرجون السمك، وعملنا قرقورا ذا فكين لكي يدخل فيه الروبيان وأهل الفحيحيل يستخدمون ذلك.

أما غوص العدان مترايعه فيعني مجموعة من الربع تتفقد وتستأجر سفينة بالخمس من صاحبها.

وأذكر هلال بن حاي ويوجدوم وهو الفنان يوسف البكر وتعلم العود من أخيه خالد البكر، ومما يذكر أن يوما ما كان خالد البكر في البحرين وفي تلك الليلة ذهب الى إحدى السمرات، التي كانت تقام على ظهر السفينة خالد البكر صعد السفينة وجلس مع الجالسين يصفق.

ولم يعرفوه ولكن بعدما أخذ العود وعزف عرفوه وغنى فأكرموه وسلموا عليه وعرفوه من غنائه وعزفه.

غوص العدان يبدأ من منطقة الجليعة الى الجنوب والمهدة عمقها ثلاث أبواع مفردها باع والغوص فيها حجري أي باستخدام الحجر في الرجل، وأيضا في غوص العدان كنا نستخدم الجام المنور ونشاهد أرض البحر وإذا البحار شاف محار نزل عليها بقاع البحر وأخذها.

وقد استخدمته عدة مرات، وعندما كنت مع عمي حصلنا على سبع حصبات

في الحصباة جالسة وباع الواحدة بـ 700 روبية وبعض البحارة قالوا لا تعطون محمد قلاطة، فرد عمي عليهم: قال يغوص ويحضر المحار يمكن واحدة من هذه الحصابي في المحار الذي احضره فتم تخصيص قلاطة لي.. وكنا نصل الى السفانية والخط وتناجيب وكذلك الى المشعاب والظلوف ولا توجد مضايقات.

أما الغاصة الكبار في موسم الغوص فيذهبون الى المغاصات والهيرات وعمقها 17 باعا بحدود 25 متر تقريبا، ومما اذكر غصت 3 أمتار، والغيص بداية نزوله قاع البحر يتعب ولكن اذا وصل قاع البحر يرتاح فيبدأ يخلع المحار من الأرض، والدين برقبته.

أحيانا الغيص يغفل عن نفسه خاصة اذا كان هناك أرض فيها محار فينسى نفسه.

واذا الغيص نفسه طويل يحصل على محار كثير ومن غيص لآخر فيه اختلاف بالمدة كل حسب نفسه والهواء الذي يحصل عليه..

المحار بعضه خواليف واقف يلصق به المحار والبعض في قاع البحر والغيص يمسكها ويلفها ويأخذها.

أحيانا حسب قاع البحر.. التبراه فيها محار كثير ويحصلون على لؤلؤ كثير.

والدي أمضى سنوات الغوص مع طاحوس شديد وعمي ابراهيم مع النوخذة حمد زوير الهاجري سنوات طويلة وهو سيب ونهام. وفي السفر نهام مع المهيني وعبدالوهاب بن عيسى وعمي هزيم العبدالله دائما مجدمي مع الرضوان وحمد بن عيسى، واذكر الرضوان عندهم يغله سفينة كبيرة وركبت داخل النعلة عندما دخلت النقعة.

حوادث بحرية

يذكر لنا ضيفنا حادثين من القصص المعروفة عن البحارة فيقول: ما أذكر ان النوخذة ابن شاهين سقط في البحر بالليل فتمسك بسكان البغلة طوال الليل، والبغلة عندما تسير في البحر أمواجها تدفع للأمام وعند الفجر انتبهوا له ونزلوا الحبال وأنقذوه ويقال ان شعر لحيته وشعر رأسه تحول للبياض (شيب).

وأيضا من سوالف البحر ان بحارا سقط بالليل في البحر وأنزلوا سفينة الإنقاذ، وحملوا رجلا كان قد سقط من سفينة وليس بالبحار الكويتي الذي لم يجدوه.

عمي قال لي: ان بحارا سقط بالبحر وانزلوا له الكيت (سفينة انقاذ صغيرة) والبحار اسمه علي.. وبدأوا بالبحث عنه ولم يجدوه ولكن الله أنقذه على يد بحارة آخرين وعندما رجعوا الى الكويت وجدوه أمامهم قد وصل وقال كنتم بجانبي ولم تشاهدوني لأن لساني مربط ولا استطيع الرد عليكم.. وعندما اختطفتم الأشرعة استطعت الحديث وعند الفجر أنقذتني سفينة هندية، وأوصولني الى بومباي ومنها الى الكويت.

البداية في البحر

البداية كنت استخدم القراقير والخيط واذهب مع الوالد لصيد الأسماك والوالد عنده شوعي ولكن اخوانه قطعوه نصفين بالمنشار. دائما يطبع بالبحر (بمعنى يغرق) فأراد الأعمام واخوانه ان يمنعوه من البحر وتعب وغرق الشوعي وكان اسمه مالوه وبعد ذلك الوالد اشترى شوعي وأيضا غرق به في الركسة وبعد ذلك صرت اذهب معه ولم نغرق. نستأجر الشوعي من صاحبها وله الخمس من المحصول من السمك.. كانت حياتنا العائلية مرتبطة بصيد السمك والعمل بالبحر وبعد سنوات تعلمت من يوسف المضف وكان ميكانيك يركب ويفك مكائن اللنجات فكنت معه وتعلمت منه وأصبحت ميكانيك اصلح المكائن – فك وبعض القطع في المكائن فقط تصليح وتنظيف الماكينة والتقسيم والكيرات والشفت العمود ويوجد دشلي على السلندر ودشلي على الكرنك مسميات بعض أجزاء الماكينة في اللنجات

وعملنا ميكانيك وتصليحها ومع ذلك أعمل بصيد السمك، أقول إن سمك الصبور والزبيدي والحلوايوه لا تدخل في القرقور لأنها طافحة على البحر والصبور يصطاد بالحظرة أو بالغزل ولكل نوع من الاسماك عيون مثلا الميد لا يصطاد بشبك للصبور.

أذكر أن بعض النساء قديما كانوا يطرقون الشباك ويروبون وهو تصليح الشقوق ويطرقون تعني يصنعون ويكسرون الخيوط ويردعون الميادير وهذا عمل الرجال.

المرأة تطرق وتروب

استمررت بالصيد طوال حياتي وكنت أكرف الروبيان من كاظمة الى فيلكا والصبية وظهر الفاو ووربة من الظهر وخور الزبير هناك الزبيدي أيام القيد ونصيد بحدود ثلاثة آلاف زبيدية وإذا فدّر البحر الزبيدية تظهر فوق تريد النور، التفدير يعني البحر يقلب ويدلخ زبيدي وحقوف وفي شهر أبريل ثلاث طرشان الاولى والثانية والثالثة.

وثلاث طرشان كلها في الشهر الرابع حتى آخره وفي كل حمل يصير القيد ويفدر البحر ويصطادون الزبيدة ويذهبون الى ايران لبيع ما صادوه من سمك والبيع بالعملة الايرانية ويحولونها الى العملة الكويتية.

وذهبت العليل مع السفن والوالد لم يذهب وذهبت الى فيلكا، وبعد سنوات صرت آخذ معي صيادين أيضا، كنت أذهب الى الأرياق عند الخفجي، بالتحديد هير البلداني من النقعة الى أم المرادم والزمن تسع ساعات وثلاث ساعات من أم المرادم الى الأرياق فالزمن يستغرق معنا 12 ساعة ذهابا وإيابا، ونربط بالريق المغرب وطوال الليل نصيد حتى الفجر سمك الحمرة ونشحن اللنج صدر وتفر مؤخرة السفينة ويوم وليلة واليوم الثاني نرجع الى الكويت ونبيع سمك الحمرة بحدود 60 دينارا، ونصيد البالول عند الراس الصيد بالقرقور والركسة حداق والصيد هوامير، قديما كنا نحدق بخيط قوي مصنوع من القطن.

العمل الحكومي

بداية العمل كنت أعمل في لنج المرحوم الشيخ جابر العلي وكان النوخذة عبدالرزاق الياقوت ومعنا حمد سويدان وعبدالرزاق العصفور.

والراتب بذلك الوقت كان ضعيفا وكنت أعمل بالبحر وأصيد السمك فيساعدني على المصروف وكنا نذهب الى الجزر وذهبنا الى البصرة وأخذنا رخصة للدخول الى شط العرب، وكنا مجموعة من البحارة ولمدة ثلاثة عشر سنة، وبعد ذلك اشتغلت في التربية سائق لنجات، وكنا نذهب الى جزيرة فيلكا ننقل اليها الاكل للطلبة وننقل المدرسين والمدرسات والماء أحيانا، يوم وليلة عمل وليلتين في الحداق وعندي لنج ومعي رجل من فيلكا وكنا نبيع السمك ونحصل على ثلاثمائة دينار في كل بيعة، أما المعاش فكان خمسين دينارا لا يكفي لعائلة، فبيع السمك كان يساعدني على الحياة وأمضيت سنوات العمل في التربية حتى التقاعد.

والنوخذة يوسف الحقان وصالح العمر ونحن بحارة وعملي مشغل ماكينة اللنج والعمل يزيد علينا أثناء العطلة ونذهب مع بعض المدرسين الى الجزر زيارة سياحية، أذكر أن «التربية» عندهم ثلاث لنجات «النور» و«السلام» و«الصبيحية» وكنت في اللنج «السلام» وله ماكينتان وكنت السائق، والنوخذة يتحكم في سرعة اللنج لأن المفاتيح عنده ـ وحسب السرعة أو البطء وعنده ساعة حسب السرعة، وأذكر أن اللنج فيه ماكينة كهرباء لتشغيل التكييف. وأذكر أن اللنجات كانت عند جزيرة أم النمل، وبعد ذلك تم نقلها الى الميناء.

مشكلة بحرية

كنت مع الوالد في ماشوه أخذناها من القضيبي نصف الخمس وأيام السرايات الشهر الرابع، الوالد كان في البحر لكن الله سلم قبل ان نتحرك ضربتنا سراية ونزلت الدقل ونزل علينا مطر ودار الهواء وصار النعش وضربتنا موجة وصار نصف الماي ونزفناه.

الوالد وضع البشت في النباش وطارت الماشوه الى القرب من دسمان والسمك لم يطفح وكان في الصدر.

ايضا كنا راجعين من السفر والنوخذة عبدالوهاب العيسى خرجنا من النيبار متجهين الى مدنية قوة لأخذ ماء للشرب وبعدما مررنا شاهدنا سفينة نوع منجي شاحن صناديق شاي وكان خارجا لسفينة فلم يجدها، واتفق النوخذة مع صاحب السفينة المنجي وقال له في الليل اتبعنا وبالفعل بعد غروب الشمس حضر المنجي عندنا وأخذنا صناديق الشاي والسفر استغرق 18 يوما من مدينة قوه الى مدينة مسقط بسلطنة عمان.

ورجعنا الى الكويت انزلنا الماشوه وضربتنا سراية وكانت في الشراع وتمزق الشراع ونزلنا الشراع ونادى النوخذة على الاستاذ وقال له اقطع حبل الباوره، اعترضت السفينة واتجهنا عند فيلكا واليوم الثاني دخلت الكويت وانزلنا الشاي للتاجر، واذكر كان معنا ذهب ناقلينه من الهند.

شاهدت مدينة كراتشي ومدينة النيبار وقوه وباكستان حلوة وميناءها وشاهدت الطائرات تنزل على سطح البحر وأما النيبار قديما ما كان فيها اسكله لرسو السفن واذكر ان بحارا كان ناقل اكياس ذهب صغيرة مربوطة حول بطنه غرق بالبحر وأخرجته الشرطة الهندية وعرفوا ان السفينة فيها ذهب فتوجهوا الى السفينة وبدأوا بالتفتيش والرجل مات وغرق وكسروا ألواحا بالسفينة ونادوا على القلاف وطلبوا منه تكسير بعض الأماكن كنت مع البحارة في الهند ونذهب الى المطاعم والمقاهي ونأكل العيش البرياني والحليب.

وبتلك السنة شاهدت البحارة الرجال يشترون الصوعة الهدايا لذويهم في الكويت مثل الملابس والأحذية والملافع والدراعات ونحن ندور بالأسواق.

أحد البحارة ضربه أصحابه لأنه قال السنة ارتحنا من تنظيف السفينة (البوم) لأن سفينتهم غرقت وانكسرت عند مصيره.

وصل المال لأهله

اشلك بالبحر وأهواله ورزق الله على السيف والأولون قالوا جاور البحر أو صير تاجر. لما في البحر من أرزاق.

البحر فيه السهر والتعب وفيه رزق وفير، تركت العمل في البحر منذ أشهر وبعد ان تعبت بتقدم العمر وآخر سفينة هذه السفينة نوع الصمعة وسعرها 4 آلاف دينار، نقلتها من الشارجة الى الكويت بسيارة نقل تريلة، واذكر ركب معي رجل ايراني الجنسية وهو بحار وينظف السفينة ويصبغها وهو حاليا يشتغل بالنادي العلمي.

قيادة السيارة

تعلمت قيادة السيارة عند رجل ايراني في عام 1956 وكان عربود شنوف، يحضر عندنا أثناء التعليم وبعد فترة الظهر ندخل الشوارع الضيقة بالسيارة الجيب والفحص من أول نجحت وحصلت على الاجازة والذي اختبرني سيد عبدالوهاب والشوارع ضيقة جدا.

وعملت سائق تاكسي انقل الركاب من السوق الى الشرق أو الى المستشفى الأميري واذا حصلت على 25 روبية ارجع الى البيت لأن البحر في قلبي، الكويت والناس قديما أحسن وافضل، المواطنون كانوا مجتمعين مع بعضهم البعض ويحبون بعضا ويساعدون الضعيف والفقير اذا مواطن عنده بناء وطلب المساعدة الكثيرون يذهبون لمساعدته وخاصة يوم الجمعة منذ الفجر حتى صلاة الظهر ويعودون مرة ثانية ويكملون العمل وصاحب البيت يقدم لهم الشاي والماء واللبن والتمر هذا الريوق والغداء عيش ومرق لحم أو مرق سمك

وإذا ما انتهى يعودون الجمعة التالية حتى يكتمل البناء، وهكذا من فريج لآخر. أيضا مما أذكر عندما كنت شابا شاهدت المحلات لا تغلق أبوابها، صاحب المحل يضع شبكا على واجهة المحل، ويذهب الى بيته ظهرا يتغدى ويرتاح والعصر يعود الى محله.

ساحة الصفاة

وأذكر شهدت ساحة الصفاة القديمة وشفت الخكرة يبيعون اللبن والحريش والحليب والصوف شاهدت انهم يضعون البيض مع اللبن لكي لا ينكسر الامراض زائدة والازدحام متعب والحوادث كثيرة.. والامراض منتشرة.

كنت أخرج الى البر مع الاولاد وأمهم وكنا نلتقط الفقع في حد حماره قليل نويصيب من البر بعد الخيران وكنت أكرف الربيان في الخيران وعيد محارب كان ينقل الربيان في سيارته.

كان في سيارته بالليل يذهب الى الخيران وينقل السمك وبعض الصيادين، ومما أذكر أن سيارته انكسرت من زيادة حمل السمك من الخيران.

مشاكل حياتية

حاليا الحياة متعبة وشقاء بسبب الازدحام والأمان، المواطن يخاف، وخليط من البشر حاليا تعب قلب وتفكير ليس من وجود المادة، بعض الناس يعتمدون على الدنيا وهي فانية ولا يبقى سوى العمل الصالح الذي يرضي الله. ومجلس الأمة ليس مثل المجالس السابقة، الاعضاء سابقا أفضل من الحاليين، قديما الكويت عاش فيها جميع الفئات، حاليا مشاكل.

ولا أذهب خارج البيت ولا أروح السوق أو الجمعية التعاونية إلا على الكرسي المتحرك.

أشاهد التلفزيون وألتقي مع أولادي وأحفادي، والحمد لله نعمة كبيرة الله لا يغيرها علينا وأحيانا أذهب الى ديوانية سيف الشملان يوم السبت وديوانية ابن سند وأرجع الى البيت والحديث بين الكبار شيق.



زهيريات أحفظها

دمعي تحدر على وجناي همالي

وشوف دهري يابوعثمان همالي

يحق لي لسكن الوديان همالي

أسكن مع الوحش وآزي مثلهم وحشي

وآخذ على الراس من رمل الثرى وحشي

من عقب ذيك المعزة صرت أنا الوحشي

أصبحت مفجوع هم أهلي وهم مالي

أزواج وان جنبت صاعد ونازل بها

ليت الطرابة نيران شبت بها

وحياة شبح الجير من راح يرجي بها

ما شاف فيها حول راح وصد بها

قوموا يا الاحباب نشرب كاستين براح

من حيث يوسف غدا جو التراب وراح

أوصيك يا خوي بالك تعاود بها





لفاني حبيبي

ألف ألف لفاني حبيبي في المنام وسار

باء باء تباين لنا واصبح غرامك سار

تاء تلايا الحمل ما شالت الافكار

حاء حي زارني مهموز الاوصافي

خاء خفا عني بالدجا وسار

كنت انهم عندما نجر المجاديف

وخاصة أيام وردان الصيد والحداء

لعل بورق لعا على الموقدة

يذكرني الورق عصر غدا

ليالي تقضت بأنس وسرور

أعاتب زماني ولا من زمان

الا يا زمان وشحدا ما بدا

تفرج رجال الوفا واللزوم

وتجمع رجال العشا والغدا

تكلم حقائق تصبح ذليل

تنافق ترى منزلك صاعدا





حكم تعلمتها

«الانسان الذي مع الله يربح

ومن يصير مع الشيطان خسران»

«الانسان يبحث عن آخرته بعمله الصالح»

«الدنيا وحطامها كله فاني الصدق يبقى والحلال»

«الصدق يبقى والتصنف جهاله»

الشاعر محمد بن لعبون

«الدنيا قصيرة وفانية ولا فيها خير

الا لمن يعمل الخير مسبقا لآخرته»

«أحد مات واخذ معه أموال لا سوى الكفن»



الزواج والحالة الاجتماعية

عن حياته الاجتماعية يقول الهزيم: أما عن زواجي فأم الاولاد هي بنت عمي وبنت خالتي وكنا نعيش في بيت واحد، والله رزقنا بالاولاد والبنات والكبير جاسم وكان يشتغل بالجيش وتقاعد وعنده تقريبا سبعة من الاولاد والبنات، وفيصل يعمل بالاعلام ومتقاعد، وأحمد مهندس وزوجته مهندسة، وهزيم خريج شريعة، وعبدالله خريج شريعة وإمام وخطيب مسجد، أما البنات فعددهن ست بنات خريجات ومدرسات واحدة مدرسة انجليزي والجميع متزوجات وعندهم أولاد وبنات.



عدد المشـاهدات: 4135


 
حجم الخط
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(18).JPG

زايد سعد الخبيرة العازمي (هاني عبدالله)
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(14).JPG

زايد سعد الخبيرة العازمي اثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري
301909-A.jpg

المرحوم مبارك سعد
301909-B.jpg

المرحوم علي زايد الخبيرة
301909-D.jpg

عدد من الباصات التي كان يملكها العازمي
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(8).JPG

زايد الخبيرة
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(48).JPG

الصفحتان الاولى والثانية لجواز كويتي قديم
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(21).JPG

د. جراج زايد مع والده زايد الخبيرة
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(10).JPG

رخصة قيادة مؤقتة
301909-zaid_al3azmy__hl_19-5-2012_(5).JPG

تصريح لدخول منطقة الشعيبة
301909-E.jpg

شهادة جنسية زايد العازمي



    • ولدت في بر عريفجان حيث أشجار العرفج والنوير والرمث والحريشة والسعدان
    • ولدت عام 1938 وتوفيت والدتي وعمري ست سنوات وقضيت طفولتي عند أخوالي
    • كان الرجال يحفرون الجلبان في البر باستخدام محفار وهيب حديد وعند قلة الماء يستخدم المغراف والتب
    • صدمت شخصاً أثناء عملي على التاكسي بسبب نقص زيت البريك
    • كانت النساء في الصيف يصنعن سقيفة تحت بيت الشعر للحماية من الحرارة
    • الحياة في البر تعتمد على الحليب والتمور والأقط وكنا نبيع أصواف الأغنام والدهن والألبان في ساحة الصفاة
  • عملت في «الكهرباء» بتوصية من المرحوم الشيخ جابر العلي وكانت يوميتي 7 روبيات
  • بادلت بيتي في الرابية بآخر في الصباحية حتى أكون بجوار أخي وأختي وبالقرب من أبناء عمي
  • كنا ننتقل في البر أيام الربيع من مكان إلى آخر وعندنا بعارين وأغنام وماعز
  • في أيام الصيف كنا نذهب إلى الصبيحية والوفرة ثم سكنا في بيت شعر وبعد ذلك بنينا «عشيش» على صيهد الهواجر في السالمية والبدع والراس
  • نزلت داخل جليب عمقه 15 باعاً لاستخراج الماء رغم وجود خطر انهياره
  • تعلمت قيادة السيارة عام 1958 على يد عربود شنوف في سيارة جيب
كتب: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الأسبوع زايد سعد الخبيرة العازمي، رجل عصامي كون نفسه بجد واجتهاد، بدأ حياته من البر الذي ولد فيه فهو خير من يحدثنا عن الحياة البرية.. الإبل والأغنام والزراعة ومناطقها، الرحيل من مكان لآخر في الشتاء والربيع والصيف وحياة الرجل البدوي، ودور المرأة البدوية في ذلك الوقت وهي ترعى الأغنام. ولد في بر أم الهيمان وانتقلت العائلة الى الوفرة وعريفجان، يحدثنا عن الأشجار البرية والورور والنوير. رحل الى الكويت وهو صغير السن واشتغل عند أحد أقاربه، وحصل على مبلغ بسيط ورجع الى مكان ولادته، إلا أنه عاد مرة ثانية مع عائلته وسكن الدمنة (السالمية حاليا). وبدأ العمل، وتعلم قيادة السيارة واشتغل في الكهرباء عاملا، وتعلم العمل الكهربائي وصار فني كهرباء وتمديد خطوط. بعد سنوات من العمل كسائق في الكهرباء وصل الى مرحلة التقاعد ثم بعد التقاعد اشترى له سيارات باصات. تعلم في التعليم المسائي حتى ثالثة متوسط، وكذلك تحول الى محصل كهرباء، وواجه مشاكل مع الشاليهات بالتحصيل، أحد أصحاب الشاليهات سبّه، فماذا قال له؟ وآخر يأخذ كهرباء من دون تصريح، فماذا فعل معه؟ مشاكل الحياة كثيرة من الصحراء الى المدينة، يحكي لنا عنها ضيفنا، كما يحدثنا عن أولاده وبناته وتعليمهم والوظائف التي يشغلونها، فإلى التفاصيل:

يبدأ ضيفنا الحاج زايد سعد الخبيرة العازمي كلامه عن الماضي بالحديث عن اول ايامه في الدنيا بقوله ولدت في الكويت في بر عريفجان وكانت ارضا واسعة فسيحة فيها اشجار العرفج وايام الربيع ينبت فيها النوير والرمث والعشب والحريشة والصفار والسعدان والقفعة.

توفيت والدتي وكان عمري ست سنوات وبعدها توفي والدي عام 1950 وكانت ولادتي عام 1938 عشت حياتي وطفولتي عند اخوالي اولاد سيف معكاظ العازمي ومعي اختي واخي.

وجدتي ام امي اشرفت على تربيتنا، وكنا نسكن بيت الشعر وننتقل من عريفجان الى الوفرة الى الثمامية والى القرين وكنا ننتقل ايام الربيع من مكان لآخر وعندنا حلال قليل بحدود اثني عشر بعيرا والاغنام اربع والماعز بحدود خمسة رؤوس، هذا ما تركه لنا الوالد، وبذلك الوقت كل على قدر ما عنده والحمد لله عشنا عند اخوالنا وجدتنا لامنا، وعندما كنت صغيرا كنت ارعى الاغنام مع اخي واذكر ان يوما من الايام الذئب سحب احدى الاغنام واكلها، وطاردناه ولكن لم نستطع.

كان البر ربيعا وزهورا وخباري الماء بعد نزول المطر وكنا ننتقل من العريفجان الى ام الهيمان والثمامية والوفرة قلب طير والضبيعية وكنا نسبح في بحر الضبيعية ونلعب بالرمل واذكر منهم اولاد اعمامي سعد المنتي وسالم المنتي وسعود التنيس ومبارك التنيس واولاد اخوالي وكنا نذهب احيانا على حدود الخفجي على الحمير والارض حلوة وجميلة.

ايام الصيف نذهب الى الصبيحية والوفرة وبعد سنوات سكنا السالمية بيت شعر وبعد ذلك بنينا لنا عشيشا على صيهد الهواجر والبدع والراس، واستقررنا بالسالمية عام 1952 بالصيف وايام الربيع نخرج الى البر.

اما بالنسبة لمناطق البر فهي عريفجان والعرفجية وام الهيمان وقلب طي والحمامة الهدة والسلوع اذكر ان دحلا طويلا وكبيرا تتجمع فيه مياه الامطار وبعض الرجال يدخلون الى الداخل ويأخذون منه الماء ويملأون القرب بالماء والسلوع بحدود القرين والثمامية حاليا مدينة الشيخ صباح الاحمد، امير الكويت، وكنا نرحل على الجمال وعندنا اغنام، ونأكل من الرمث والعرفج والارطة وهو يصلح للنار ويبقى فترة طويلة، ونحطب للشبوب النار، بنزول الامطار يصير البر بساطا اخضر من الاشجار والنوير وكان الناس ايام الربيع يجمعون ويخزنون الحطب لايام الصيف ولا يوجد عندنا شعير.

بيت الشعر

الحريم ينصبن بيت الشعر للعائلة وكانت اختي وخالاتي وجدتي يقومن على عمل بيت الشعر، والرجال يحفرون الآبار وسقي الحلال ويذهبون للكويت لاحضار المواد الغذائية ويحضرون المياه من بعيد والحريم عليها الطبخ وخض الحليب وتستخرج منه الزبد والدهن ويعملن الاقط من حليب الغنم والنوق وفي الصيف النساء يضعن سقيفة تحت بيت الشعر حفاظا من حرارة الشمس، مثل الديكور.

الشمس تنزل على بيت الشعر والسقيفة التي تحت بيت الشعر تمنع الحرارة وايام الشتاء النساء يضعون ثلاثة اطناب بدلا من واحد عن العواصف والهواء الشديد وكذلك المرأة في الصحراء ترعى الاغنام والابل كنا رحالة في الصيف.

ومياه العد (الآبار) يجتمع حولها تقريبا ثلاثون او اربعون بيتا واكثر والجلبان يحفرها الرجال عندهم محفار وهيب حديد وينزل الرجل بداخل البير حتى ينبع الماء، واذا كان الماء قليلا والدلو لا يسحب الماء رجل واحد ينزل ويأخذ معه مغراف وتب (سطل) ويغرف الماء من قاع الجليب ورجل آخر يسحب الدلو او القربة ومما اذكر انني نزلت في احد الجلبان واضع الماء في القربة وايضا فيها خوف، يمكن تتساقط جدران البير ويموت الانسان بالداخل لان الجدران ضعيفة ورملية وخاصة في الصحراء واحيانا مجموعة يحفرون الآبار.

نزلنا الصبيحية ونصبنا بيوت الشعر وسكنا فيها والصبيحية فيها مزارع للخضار.

الجلبان والخباري

وطماط ورقي وبطيخ.. الرجل البدوي يعرف المكان الذي يوجد فيه ماء وخاصة اذا شاف منقع ماء بعد المطر يعرف ويتمكن من حفر الجليب ويجد الماء، الآبار تتراوح الأعماق 5 أبواع وبعضها 15 باعا واذكر انني نزلت بداخل جليب عمقه 15 باعا، انزف الماء واغرفه والواحد يربط بحبل من وسطه ومن الكتفين ويلف قطعة قماش على الرقبة حتى لا تميل لو حصل أي شيء للرجل، عدة مرات نزلت لغرف الماء، ولم أحفر أي جليب، بعض الآبار ماؤها عذب جدا وبعضها نصف عذب (نقول مروق) ويشرب وقت نزول الأمطار الماء ينزل بالآبار ويبقى حتى أوائل الصيف ماء غدير وتقل العذوبة مع بداية الصيف والبعض يطوون الجليب من الداخل بالعرفج على أساس ان جوانب الجليب لا تتساقط أيام الربيع، المياه متوافرة واما الصيف ففيه تعب بالنسبة للمياه.

والخباري أحيانا تبقى لمدة 3 شهور وأحيانا ينزل مطر قليل واحدنا ينادي الجيران الماء يا عطشان فيخرج الرجال لجمع ماء المطر، يحس ويشعر بعطش أصحابه وجيرانه، فلذلك ينادي عليهم البر واسع وكل قبيلة تبني بيتها قرب آبار المياه وكنا نتعاون ونساعد بعضنا البعض، والبعض يحفر جليبا زيادة للموجود لكي يكفي الجميع، فكنا نعيش على اللبن والحليب والتمور والاقط ونبيع في سوق الكويت بعد جز الاغنام ونبيع صوفها والدهن والألبان ويذهبون الى ساحة الصفاة وفي ذلك الوقت كان سعر الجمل والناقة بحدود 50 روبية، وأما الأغنام فسعرها يتراوح بين 5 روبيات و15 روبية، الناقة تحمل سنة وتحلب سنة فلذلك الناس مستفيدة.

السالمية عام 1952

انتقلنا الى السالمية عام 1952 واشتغلت عند سيف الوسمي وكنت اشتغل بالحظور بصيد السمك والراتب الشهري 20 روبية وذلك بعدما تركت البر، وفرحان الاجدع هو الذي عرفني على الوسمي وكان عندي قوة ورغبة في أن أعمل وكان عنده مزرعة فيها نخيل وفيها كبر وموقعها في السالمية مكان الجمعية حاليا وكنت أسقي الزرع واباري الحظرة، والمزرعة فيها آبار ماء وفيها عدد قليل من النخيل.

وكنت اساعدهم في جمع السمك وننشره على ساحل البحر حتى ينشف ويجف وشاهدت حظور للعوازم الوسمي والهران والغوينم والأذينة خلال 3 شهور حصلت على 60 روبية وحضروا أهلي واخذوا المبلغ ونزلوا الى السوق واشتروا لهم مواد غذائية وعادوا الى بيوتهم..

في ذلك الوقت بدأت سيارات اللوري تدخل الى البر واخي واختي ركبا اللوري من الوفرة الى السالمية وتعلمت السباحة أثناء عملي في الحظور عند الوسمي، وعندما يحضر اناس الى المزرعة يسألون وين عمك أقول عند الحظور، وكان سيف الوسمي مسؤولا عن توزيع أراضي بيت بداية الخمسينيات، والسالمية كان اسمها الدمنة واذكر ما كان فيها كهرباء، يعيشون على السراج اللوكس، والحقيقة ارتحت معهم وبعد 4 شهور تركت العمل ورجعت الى أهلي في الوفرة ورجعت اسرح بالغنم مع اهلي وجماعتي وأمضيت فترة طويلة في البر متنقلا من الوفرة الى الصبيحية وأم الهيمان وفي عام سكنا الشعيبة عام 1953 واشتغلت في بناء البيوت واذكر اللميع والنامي والمترك العجمي والكفيف وراعي الفحمة والحباج وابومناحي، وكان ذلك في الصيف العمل في البناء كان عام 1955، ومعنا مرزوق الطلح وشهد لي بالعمل واليومية 6 روبيات أختي وأخي معي بالسكن مع عائلتي وأيام الربيع اترك العمل واذهب الى البر وبعد ذلك العائلة آخر عام 1955 نزلنا السالمية شارع حمد المبارك حاليا وصيهد الهواجر بعيد عنا وسكنا بالقرب من بيت شبنان المطيري.

بناء عشيش

وبنينا لنا عشيش للسكن، والسالمية فيها مجموعة كبيرة من العوازم وأذكر المنيف الهاجري وعائلتنا معنا وفي عام 1956 راجعت بعض الإدارات وكنت أسمع البعض يقول: أنت لا تصلح للعمل إلا فراشا أو لا تصلح وكنت أعتقد ان الفراش هو الرجل الذي يفرش مرقد الناس للنوم، وكان نصار الفجري يعمل سائقا عند المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح أيام كان رئيس الكهرباء وقدمني له وقال: هذا الولد يتيم وكلما ذهب للإدارات يطردونه ويقولون له لا يوجد لك عمل.

عطف علي الشيخ جابر العلي وعينني في الكهرباء وكنت عامل كهرباء، وبعد ذلك مساعد كهربائي وتمديدات كهربائية حتى صرت كهربائيا درجة أولى وتعلمت جميع أنواع وأعمال الكهرباء وكنا نمدد الوايرات الكهربائية في قصور الشيوخ وكنت أسكن السالمية وكنت مساعد كهرباء ولم أخف من العمل. وكنت أكسر وأمدد الوايرات والبايبات.

وأذكر يوسف وبراك العازمي وبعد سنوات ثلاث واليومية 7 روبيات وكل نصف شهر نستلم الراتب وعملت تمديدات كهربائية في قصر انجفة القديم وكانت هناك سيارة تنقلنا الى مكان العمل، وبعد ذلك تركت العمل وكنت أرغب في قيادة السيارة.

قيادة السيارة

عام 1958 تعلمت قيادة السيارة عند عربود شنوف في سيارة جيب وتقدمت الى الشرطة وحصلت على الاستمارة وزدت في عمري وحولوني للأميري للفحص وكنت راغبا لتعلم قيادة السيارة وتعلمت لمدة شهرين والاختبار عند عبدالوهاب نجحت 31/12/1958 استلمت الاجازة 2/1/1959.

واشتغلت عند مواطن كويتي يملك سيارة عملت عليها سائق تاكسي من المرقاب الى الأسواق والسيارة بونتياك موديل 1954 سيارة صغيرة والراتب 400 روبية شهريا ويوميا احصل على مبلغ جيد وأعطيه لصاحب السيارة.

وكان العمل جيدا جدا وأوصل الركاب ذهابا وإيابا وكنت أسكن في ديوانية بالمرقاب وأهلي كانوا في البر أيام الربيع والبنزين من محطة خلف الدروازة وأخرى عند الأمن العام، ولا أعرف شيئا عن ميكانيكا السيارات وحصل ان زيت البريك نقص فضعف البريك وذهبت الى صاحب محل واستبدل دهن الماكينة ولكنه لم يعرف خزينة زيت البريك.

وذهبت الى الشارع الجديد ومعي ركاب وانتقلت الى شارع مبارك الكبير وضربت البريك ولم تتوقف السيارة فصدمت الذي أمامي وحضر شرطي المرور والطرف الثاني تنازل والشرطي قال: اذهب الى محلات قطع غيار السيارات بذلك الوقت كانت المحلات مقابل الأمن العام من جهة المرقاب واشتريت خزينة جديدة.

وغيرت الخزينة واشتغلت مرة ثانية وكنت أعطي ما أحصل عليه لصاحب السيارة يوميا خمسين روبية وفي يوم الجمعة تقريبا اكثر ما كنت أذهب الى الأحمدي والفحيحيل وبعد اربعة شهور تركت السيارة وأعدتها لصاحبها وكنت أنقل الرجال والنساء وبعضهن أوصلهن الى البيت وتعطيني زيادة في الأجرة والسكيك ضيقة وغير معبدة وبعد ذلك اشتغلت عند مواطن في سيارته وكنت أنقل الركاب من السينما الحمرا الى السوق ومن المرقاب.

والسيارة يوكن وكان ذلك منتصف عام 1959 وكان صاحب السيارة يسكن في حولي.

والسيارة امانة عندي وصاحبها موظف في الأشغال وأنقل الموظفين الى أماكن عملهم وأنقل المهندسين والعمال الى الشوارع لهندسة الطرق منذ الصباح حتى الساعة الحادية عشرة وبعد ذلك أذهب لنقل الركاب تاكسي حتى المساء وكنت أعمل بضمير مرتاح وأعطي للمواطن حقوقه واستمررت بالعمل وأيام الربيع صاحب السيارة خرج للبر ونصب خيامه في منطقة مشرف وكانت ارضا خالية من جميع المباني، وقال: يا زايد نحن في البر اذا تحب تعال زورنا، وأذكر ان نصف النهار كنت أحصل على اربعين روبية وأعطيها لصاحب السيارة ـ والراتب اربعمائة روبية سواق التاكسي صقر الملهوف وغشام الهديب وآخرو

ن كانت السيارات كثيرة ونقل الركاب بالدور وأحيانا يصير تجاوز من بعض السواق لأنه مستعجل عنده دوام، وكانت النفوس طيبة وبمثل هذه الأيام عام 1959 تركت التاكسي.

العمل كسائق حكومي

بعد ان ترك العمل الاهلي تحول الى الشغل في الحكومة وعن ذلك يقول العازمي: ذهبت الى الكهرباء وقدمت طلبا للعمل سائقا وتم اختباري كسائق وتم ذلك على ثلاث سيارات لوري ووانيت وجيب وكان المختبر اسمه يوسف ومكان الاختبار في رمادان، رحنا للساحة وكانت فيها السيارات التي ذكرتها.

ركبت الوانيت للاختبار وأول حركة للوانيت ثمانية سلندرات وكنت غير متدرب عليها اخطأت قليلا وركبت الجيب وكنت متفوقا فيه وبعد ذلك المرحلة الثالثة لوري رجعت للخلف ولفيت بالساحة الكبيرة واعدته مرة ثانية ونجحت، وصفيته مكانه وذهبت مع المجموعة الى الكراج ونادوا على اسمائنا وكنت من الناجحين وذهبت الى الطبيب للفحص كسائق، واستخدمت جميع السيارات لنقل العمال والموظفين وفي الصباح بالوزارة وعندنا مدير الكراج اعطاني سيارته التاكسي اشتغل عليها بعد الظهر وفي الصباح باللوري وراتبك ثلاثمائة وخمسون، وتحول دوامي بالليل الى سائق، من العاشرة مساء حتى السابعة صباحا ومنها على التاكسي وعمل الليل عندي سهل توصيل العمال وفي الصباح توزيعهم واحضار نوبة ثانية، العمل بالتاكسي واحصل على مبلغ جيد وكان اهلي بالسالمية وهذا يوم 14/6/1959 وفي الستينيات كان دخلي اربعمائة روبية من الوزارة وثلاثمائة وخمسين من التاكسي يعني شهريا سبعمائة وخمسين روبية بالشهر، وبعد ذلك اشتريت سيارة رامبلر مستعملة واشتغلت عليها تاكسي صار الحلال ملكي.

وبعد سنوات منعوا الموظف من العمل على التاكسي ولكن لم يطل المنع فاشتريت تاكسي وباشرت العمل بنقل الركاب عام 1960 بستمائة دينار والقسط ثلاثين دينارا، وكنت استقبل الجماعة الضيوف النازلين من البر عندنا في البيت وخلال عملي بالتاكسي لم يحصل لي اي حادث، ايام العمل بالتاكسي كان بعض السائقين يتجاوزون الآخرين فتحصل مناوشات بيننا وتحل في وقتها، بعد سنوات انتقلنا للسكن في بيوت خيطان حيث استأجرنا بيتا، وكنت اعمل بالتاكسي ومع عمال التبريد، في القصور والدوائر، واستمررت في العمل لعدة سنوات وحصلنا كرما كثيرا وغداء وماء باردا وعمال التبريد معنا، وخاصة نحن ندخل على مكان الغداء واذكر ان المغفور له الشيخ عبدالله المبارك الصباح رحمه الله كان في يوم من الايام على الحدود الكويتية وقابله اثنان من جماعتنا، فهيد الجعيدي ومطلق العازمي وكان معهما حلالهم وكان معه رجال يكشفون على الحدود، وسألهم عن اسم المكان الذي كانوا فيه.

أخي مبارك

أما اخي مبارك سعد الخبيرة فانضم الى الجيش «عسكري» عام 1962 حتى عام 1967 وكان يعمل سائقا برتبة عريف مع ضابط اسمه ابوعادل.

وبعد اربعة شهور من السكن في خيطان انتقلنا الى السالمية من البيوت التي ثمنتها الحكومة واستقررنا بالسالمية وسكن ثلاث عائلات وكنا نصرف على كل واحد منا يوم وكان اخي يعطيني راتبه وانا اوزع، المصروفات جمعت مبلغا واشتريت ارضا في المنقف باسمي وباسم اخي في حدود ثلاثمائة متر مربع، وبنيناها من دون ترخيص بيتا صغيرا وبعد سنوات تم تثمينها، والحمد لله الله رزقنا واخي عزل عني واخذ حلاله وحصل على بيت حكومي بالصباحية واشتغل بالمقاولات، اما انا فاشتريت بيتا في جليب الشيوخ دورين للايجار واشتريت بيتا ثانيا وكذلك للايجار، واستقررت، وبعد سنوات تم تخصيص بيت بالرابية وتبادلت مع واحد من الجماعة بهذا البيت اعطيته بيت الرابية واعطاني بيتي هذا في الصباحية والحمد لله منذ تلك السنوات ونحن نسكن في الصباحية وجيراننا طيبون وأولادهم مع اولادي وكلنا اسرة وعائلة كويتية واحدة.

حاليا اختي وزوجها واولاده واهل زوجتي واخي مبارك وهذا سبب تغيير البيت من الرابية الى الصباحية ومساحة البيت ستمائة متر، والرابية ثلاثمائة متر، ووافقت الوزارة على التبديل، كذلك اولاد عمي بالقرب مني.

امتلاك باصات

اشتريت سيارات بسبب عملي بالتاكسي وتعلمت وعرفت ان السيارات فيها خير والبداية اربع باصات وشغلتها في التربية لنقل الطلبة وذلك بعد التقاعد وكنت على اول باص انقل الطلبة ومع مرور السنوات ارتفع عدد الباصات الى 12 باص وظفتها ما بين التربية ونقل العمال لدى الشركات واحيانا للأعراس والباص 30 دينارا واستمررت بالسيارات منذ عام 1978 واثناء الاحتلال الصدامي فكيت الصواميل والديلكو عن كل سيارة وحاول العراقيون اخذ الباصات ولكن لم يستطيعوا عمل اي شيء مما فكيته وامضيت اربعة شهور في الكويت اثناء الاحتلال الصدامي.

وبعد التحرير زاد العدد الى اثني عشر باصا ايضا، وساعدت اصحاب السيارات الجيران واستمررت بالباصات وحصلت على خير كثير حتى عام 2009 وبعت السيارات وارتحت من العمل، اقول ان العمل بالسيارات ممتاز جدا والاولاد اشتريت لهم بيوتا ود.جراح عنده بيت مثل اخوانه والاولاد والحمد لله جميعهم متعلمون.

الدراسة والتعليم

أما عن مشواره في التعليم فيقول العازمي: اثناء عملي عندما كنت في السالمية التحقت بالتعليم المسائي من اول ابتدائي حتى سنة ثالثة متوسط وكنت اذهب الى مدرسة السالمية وتعلمت القراءة والكتابة واللغة الانجليزية واكملت دراستي في مدرسة خيطان وبعد ثالث متوسط تركت الدراسة، وبعد الدراسة تحولت الى محصل في الكهرباء وقارئ عداد في المنطقة الجنوبية وذلك بفضل من الله والدراسة المسائية. وعملي كان يشمل المنطقة الجنوبية الشاليهات وكانت شبرات وعشيش واذكر ان البعض كان يعطي جاره كهرباء، هذا ليس من عملي وانما علي قراءة العداد الموجود، واذا فيه مخالفة ابلغ المسؤول وهو جاسم الدبوس وعلي خزام الدبوس وحمود ثويني الخالدي والوزارة توفر لنا السيارة، والاهالي ألتقي معهم يومي الخميس والجمعة وأجمع منهم الفلوس، واذكر ان يوما ما تابعني رجال بسيارتهم

قصة ثانية

بخبرتي في العمل الكهربائي لعدة سنوات وجدت خطأ حيث وجدت ان احد الشاليهات يأخذ كهرباء من العمود مباشرة دون عداد والكيبل مدفون فذهبت الى علي خزام وأبلغته بذلك.

فأرسل فنيين للشاليه وتبين ان كلامي صحيح فكتبت كتابا يوضح ما شاهدته وقدمته لعلي خزام، وقدمت الكتاب للمدير وبدوره رفعه للوزارة ووضعوا له عدادا كهربائيا.





الزواج والحالة الاجتماعية

عن حياته الاجتماعية وزواجه وكيف سارت الأمور معه يقول ضيفنا: الستينيات كانت فاتحة خير حيث تزوجت من ام العيال ولم اتزوج غيرها طوال حياتي واخي كان صغير العمر وكنا في السالمية، وكانت اختي تسكن بالسالمية وبعد سنوات تزوج اخي وسكنا مع بعض في بيت واحد، وعندي ستة اولاد و4 بنات وجميعهم متعلمون مدرسات وموظفون واطباء وعسكريون ومهندسون: وسمي كان عسكريا وتقاعد وسامي، ومشعل، ود.جراح خريج جامعة اليمن، وسعد وعبدالله، والبنات الأربع جميعهن متعلمات وخريجات معاهد.

حاليا لا اعمل ومرتاح وبعت الباصات واجلس بالديوانية مع الاصدقاء والابناء، وزوجتي وقفت معي ولم افكر في الزواج بواحدة ثانية والحمد لله زوجتي سيدة صالحة ومتدينة ومرتاح معها فقد وقفت معي.





مشاكل التحصيل

ذهبت الى أحد الشاليهات لتسليم المبلغ فرفضوا وقلت إذا لم تدفعوا الوزارة تقطع عنكم التيار الكهربائي فقال واحد منهم «لا أبوك ولا الوزارة تقطع عنا الكهرباء» وكلام غلط فخفت وكان معي مبلغ ألف وخمسمائة دينار وتركتهم وقلت لهم سأبلغ عنكم وركض خلفي اثنان يريدان ضربي وكنت أسوق «وانيت» وبلغت الوزارة فقالوا اتركهم ونحن نأخذ الحقوق منهم، ويوم الخميس من الاسبوع الثاني تم قطع الكهرباء عنهم وتم دفع المبلغ بالكامل ودفعوا تأمينا وعاد التيار الكهربائي.





مشكلة طفل صغير

كنت طفلا وأسمع من الكبار السجاير مضرة بالصحة ولا منها فائدة تماما، وأردت ان أجرب التدخين وكنت أرى الرجال يدخنون وفي يوم بارد كنت جالسا بجانب حائط وشاهدت لفافة يتدلى منها خيط وعندي كبريت ولعت اللفافة وشفطتها مرتين فثارت بوجهي وإذا «جراغي» وصفق بوجهي وركضت خوفا من احد رماني.. عبث اطفال.





الانتخابات

بعضنا يساعد بعضا والناس «تفتحت» والكويت فوق الجميع والرجل نختاره حسب كفاءته والرجل الصالح والذي ينفع الكويت. بودي اقول ان الناس والمواطنين يذكرونك بالخير يا بوطلال وما نسمع الا كل خير عنك وانت رجل من قبيلة كريمة لها ماض عريق ومن عرب طيبين وسمعتكم طيبة وانت محبوب يا بوطلال عند اهل الكويت، ونشكر جريدة «الأنباء» على هذا العمل الجيد وتسجيل حياة المواطنين لما فيه من خير وصلاح للبلاد والعباد. شكرا لجريدة «الأنباء» على هذا العمل.

عدد المشـاهدات: 4643


 
حجم الخط
299778-8p8-9.jpg

الحاج ناصر حماد العجمي (متين غوزال)
299778-9p8-9.jpg

299778-10p8-9.jpg

ناصر العجمي متحدثا للزميل منصور الهاجري
299778-6p8-9.jpg

ناصر العجمي مع أعضاء مجلس إدارة جمعية الفحيحيل
299778-1p8-9.jpg

ناصر العجمي مع ابنائه حماد وفهد ومحمد وعبدالله في طفولتهم
299778-7p8-9.jpg

..وأثناء زفاف أخيه جلوي مع ابنيه فهد وعبدالله والطفل عبد الهادي
299778-4p8-9.jpg

العجمي والمرحوم مبارك العويهان أثناء عضويته في جمعية الفحيحيل
299778-2p8-9.jpg

شهادة تأدية الخدمة العسكرية
299778-5p8-9.jpg

العجمي مع وليد الجري وراشد الحجيلان في زفاف نجله فهد
299778-3p8-9.jpg

ناصر العجمي في حفل زفاف ابنه فهد ويتوسطهما نجله عبدالله


  • التحقت بالجيش عام 1965 وبدأت التدريب في الجيوان لمدة 4 شهور وتخرجت جندياً وعيّنت في اللواء السادس
  • تعلمت القراءة والكتابة في الجيش من خلال متابعة زملائي وتقليدهم وحصلت على الشهادة المتوسطة من التعليم المسائي
  • كان لدينا غنم وكنا نخرج إلى البر أيام الربيع ونذهب إلى القرين ورحية وكبد واللياح وكراع المرو والروضتين وأم نقا
  • ولدت في منطقة ثميلة تركي بين الصباحية والوفرة ببادية الكويت واسمها يعني تجمع مياه الأمطار
  • أمي حلفت أن تذبح ذبيحة عند خروجي من الجيش وبالفعل قامت بذلك عام 1970
  • والدي عمل في «التربية» وسكنا منطقة المنقف وكان إيجار بيتنا 12 ديناراً
  • التحقت بالعمل في البلدية عام 1971 وأمضيت فيها 25 عاماً وتقاعدت سنة 1995
كتب: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الأسبوع الحاج ناصر حماد العجمي، ولد في منطقة بادية الكويت وكان والده صاحب حلال أغنام وإبل وسكن والده منطقة وارة، ولفترة ليست بالقصيرة، يحدثنا عن وارة وبرها وعن الذين سكنوها، كذلك يحدثنا عن أيام الشتاء والربيع والزهور والنوير وعندما كان صغيرا يرعى الأغنام. سكن والده بعد ذلك أبوحليفة واستأجر بيتا فيها، ومن تلك المنطقة، التحق بالجيش الكويتي وبعد 5 سنوات ترك الجيش، وأثناء عمله بالجيش الكويتي قررت الكويت ارسال لواء لمشاركة الجيش المصري في الدفاع عن مصر ومدنها فكان ناصر العجمي جنديا تم اختياره من ضمن ذلك اللواء. يقول انه سافر ونزلوا في معسكر دهشور مع مجموعة من قوات الجيوش العربية ماذا حصل للواء الكويتي ومتى ضربت اسرائيل الجيوش وبدأت الهجوم، يحدثنا ضيفنا عن تلك الليلة.. وماذا حصل.. أمضى ضيفنا 4 سنوات عسكريا يتمتع بالفداء والتضحية، قدم استقالته من الجيش والتحق ببلدية الكويت وعين مراقبا في منطقة الفحيحيل، كما يحدثنا عن وظيفته الجديدة وماذا كان يواجه مع المواطنين وعن الشاليهات الجنوبية ومشاكلها. ذهب الى الحج مرات عدة وكذلك مع والده ووالدته، يحدثنا عن أولاده ومن الذي اشترى له سيارتين هدية له ولماذا. يطلعنا ضيفنا من خلال هذا اللقاء على قصص طيبة وجيدة ويحدثنا عن سوق المناخ وعن الديوانية والمرور، وكذلك عن سكنه حاليا في المنقف القديم ولماذا اشترى بيت حارة فإلى التفاصيل:

يبدأ ضيفنا ناصر حماد الشامري العجمي حديثه عن الماضي وذكرياته بالقول: مكان الولادة كان في منطقة ثميلة تركي في بادية الكويت وثميلة تعني تجمع مياه الامطار وفيها جليب، لكن ماءه يجف مع استخدامه، وموقع الثميلة بين الصبيحية والوفرة، والوالد صاحب حلال إبل وأغنام وعشنا بالصحراء وننتقل في مناطق البر من حمَّا والدبدبة والوديعة وفي عام 1965 سكنا الكويت المدينة.

الجيش الكويتي

انتقل العجمي مباشرة بعد هذه المقدمة المختصرة عن بداياته الى عمله بالجيش، حيث يقول:

في ذلك الوقت كانت الوظائف قليلة، إما الجيش أو الشرطة، فذهبت الى الجيش مع أحد الاقارب الذي كان عسكريا في الجيش ولا أعرف القراءة والكتابة، ولكن بعدما التحقت بالجيش بدأت أتعلم ومن دون أن ألتحق بالمدرسة، التحقت بالجيش في 1/12/1965 وبدأت التدريب بالجيوان، أول من قابلني الشيخ صالح المحمد نائب رئيس الأركان وقائد المدرسة دلي علوان ومجموعة ضباط منهم ابراهيم المعتوق، وكان عددنا 250 عسكريا، تدربنا مع بعض ودفعة واحدة، سرية كاملة دفعة واحدة، وبدأنا التدريب لمدة أربعة شهور تدريب مشاة وتدريب على السلاح وفك وتركيب والرماية وبعدها فحص.

وفي الرماية كنت أصيب الهدف، وأثناء التخرج حضر الشيخ صالح المحمد وكذلك الشيخ مبارك عبدالله الجابر وكان رئيس الاركان، وبعد التخرج عينت جنديا في اللواء السادس، وموقعه في الجيوان وبعد ذلك نقل اللواء الى منطقة الجهراء أواخر عام 1966 وكان آمر اللواء المرحوم سعدي مطلق الشمري ويساعده محمد عيسى وكنت في المغاوير.

معركة عام 1967

شاركت الكويت بلواء عسكري مع الجيش المصري في حرب عام 1967 وسافرت مع الكتيبة كلها وكان آمر اللواء الشيخ صالح المحمد، وصلنا مطار القاهرة قبل المعركة بيومين، ونقلنا الى معسكر دهشور وكانت الطائرة العسكرية تنقل ثمانين شخصا، وبعد وصول اللواء الكويتي بأكمله نقلنا الى منطقة الاسماعيلية، وفي ذلك المعسكر كانت توجد جيوش عربية مثل الجيش الجزائري والسوداني وآخرون، ونحن بنفس الموقع.

وبعد ذلك تم نقل كتيبة عسكرية كويتية الى منطقة سيناء، وكان فيها الشهيد الشيخ فهد الأحمد الذي شارك معنا في الجيش الكويتي، وظل معنا عبدالله فراج الغانم والذين راحوا على أساس أن نلحق بهم في اليوم الثاني، لكن لم نتمكن، بدأت المعركة وصارت النكسة، الكتيبة الله أنجاها والمدافع التي معهم راحت وفقدت في سيناء. وأعلن الرئيس جمال عبدالناصر عن الهزيمة وأعلن تنحيه، ونحن بقينا في الاسماعيلية ورجعت الكتيبة من سيناء.

أمضيت في مصر أربع سنوات مع الجيش، السنة الأولى شهران على الجبهة وعشرة أيام في الكويت، بعد ذلك تغير الوضع، شهران في القاهرة وشهران في الكويت.

كان سفرنا يوم 30/5/1967، والمعركة بدأت 5/6/1967 وكنت أتسلم راتبا يسمى راتب الميدان وراتبا في الكويت والأكل متوافر، وكنت متزوجا وكنت في مرحلة الشباب لأني وحيد الوالدين وثلاث أخوات.

وكان الوالد موجودا وهو الذي كان يشرف على البيت، وكانت الخدمة في الجيش إلزامية خمس سنوات، وبعدما أكملت تلك السنوات قررت الخروج من الجيش وترك الخدمة العسكرية، كان الجيش يعطينا إجازة ونذهب الى القاهرة، وكانت حلوة وجميلة، القاهرة في ذلك الوقت تختلف عن الكويت وكنت متعجبا من أن الماء كيف يصل الى الطوابق العليا في العمارات.

بعد احتلال سيناء صرنا في الإسماعيلية وعلى الجهة الغربية من قناة السويس الدفرسوار وجبل فايد ولسان التمساح، وكان الجيش الكويتي هناك، وكانت إسرائيل تطلق النار علينا، وكل عشرة أيام ترمينا وننزل بداخل الخنادق، أذكر أننا في النهار لا نخرج، فقط بالليل نمشي ونخرج، وقد توفي الكثير من الجيش الكويتي وكانوا شهداء من زملائي وأصدقائي.

التحقت بالجيش الكويتي 1/12/1965 ووصلتني الاستقالة 5/12/1970. خمس سنوات كاملة وتسلمت خدماتي كاملة، كانت الوالدة قد حلفت أنها تذبح ذبيحة إذا تركت الجيش، وبالفعل نفذت وعدها وذبحت ذبيحة ووزعت لحمها على العائلة.

أقول لم أفكر بالزواج من مصر لأنني كنت متزوجا من بنت عمي.

مرحلة ما بعد الجيش

الوالدة، رحمها الله، رفضت استمراري في الجيش، كانت خائفة عليَّ وأنا وحيد والدي ومتزوج، فتركت الجيش وقدمت الاستقالة، وكنت يومها في القاهرة، كانت العائلة بذلك الوقت في الكويت يسكنون منطقة وارة وبيوتهم من العشيش، وكانت منطقة كبيرة وفيها مدرسة ومخفر شرطة ومركز هجانة ولا يوجد فيها كهرباء.

استأنست في القاهرة من مبانيها المرتفعة وسياراتها والازدحام، المهم بعد الجيش التحقت بالعمل في البلدية وأمضيت خمسة شهور دون عمل، والوالد كان يعمل قبل أن أذهب الى الجيش وترك الحلال، وكان يعمل في وزارة التربية وسكنا منطقة المنقف، وكان اخواتي متزوجات، وفي البيت الوالد والوالدة، وكنت ساكنا معهم، وكان البيت بالايجار وفيه عشر غرف والايجار اثنا عشر دينارا كويتيا وذلك عام 1970 أيضا كان عندنا غنم وأيام الربيع نخرج الى البر.

في بيت الشعر أحيانا نذهب الى الوفرة، وأحيانا أخرى الى القرين أو العبدلية ومرات أخرى نوصل الى رحية سنة العواد وكبد وأحيانا نذهب الى اللياح وكراع المرو والروضتين وصوب أم نقا والبر أخضر والنوير، والبر منذ الشهر الحادي عشر من كل سنة وفيه العرفج والحمض وشنان ورمث وكنا نشعل النار بالحطب من العرفج والحمض، وكنت مع الأهل نجمع الحطب، وفي ذلك الوقت كنت أسوق سيارة، وأوصل الوالد لعمله يوميا، والامطار غزيرة وحلوة، وأذكر أن اخواني كانوا يدرسون بالمدارس ونحن في البر وكانوا في مدارس أبوحليفة، والمنقف لا توجد فيها مدارس، وكنت أشاهد كشافة المدارس ينصبون الخيام بين أشل المنقف وما كان فيها بيوت قليلة والمدارس أيضا في الفحيحيل، ومما أذكر أنني عندما كنت في الجيش كنت أشاهد الزملاء كيف يكتبون فأتعلم منهم وأقلدهم حتى تعلمت القراءة والكتابة بدون مدارس ومدرسين، ولكن مع التدريس الإلزامي التحقت بالتعليم المسائي، وتقدمت لاختبار ونجحت في مدرسة مزعل الصلال في أبوحليفة ونجحت في الاختبار، وعينت في سنة أولى متوسط وأكملت المرحلة المتوسطة، واكتفيت بشهادتها، التعليم أخذته بالفراسة وليس بالدراسة.

العمل في البلدية

وعن عمله في البلدية يقول العجمي: التحقت بالعمل في بلدية الكويت، وذلك منذ عام 1971 وعينت مراقب بناء وكان المسؤول علينا محمد فارس وكنت أراقب البناء والتحقت بدورة، والذي علمنا حجي سلطان، واستمررت بالعمل في البلدية حتى عام 1995وتقاعدت بعد خدمة أربع وعشرين سنة، وأضفت خدمة الجيش خمس سنوات وأعطوني بدل خدمة ثلاث سنوات خدمة في القاهرة أكملت اثنين وثلاثين سنة بالكامل. وتسلمت خدماتي كاملة وذهبت الى البلدية للعمل ومن المشاكل التي واجهتها في مراقبة البلدية أقول ان الناس عندها مخالفات ويعرض عليك الرشوة أصحاب النفوس الضعيفة، لو ساعدت واحدا بحسن نية يتهمونك، وفي ذلك الوقت المراقب بين المواطن والعمل وأنت وضميرك، وإذا تجاوزت عن واحد يستحق توجه لك الاتهامات. أرضيت ضميري أمام الله وعملت بكل إخلاص ولم أحصل على لفت نظر أو استدعاء للتحقيق، وبعد سنوات نقلت الى مركز الزور للشاليهات وفيها مشاكل كثيرة، ولم نفرق بين موطن وآخر، طبقت القانون.

مخالفات الشاليهات تتمثل في تجاوز الحدود، الى البر مثلا اذا كان مسموحا له مائتي متر يزيد الى أربعمائة متر فهذه مخالفة أو أيضا على البحر المخالفة نحن نكتب تقارير وكان رئيس المجلس البلدي العم عبدالعزيز العدساني، وهو رجل محترم وطيب ويعطي الموظف حقه بالكامل، والمسؤول علينا في المركز المرحوم محمد فارس، ولمن بعده صالح النمش، وهو مهندس، وبعد ذلك تم فصل إدارة النظافة لمحمد فارس والبناء صالح النمش، وبعد ذلك م.جواد القطان، حدودنا من المسيلة الى النويصيب، وكان عددنا عام 1971 قليل جدا ومن عام 1971 الى عام 1977 كان المركز واحدا بعد ذلك انفصل.

عام 1977 ضموا مركز العقيلة للبناء، وفي سنة 1989 أحدثوا مراكز جديدة، واحد في الوفرة والثاني في الزور وفي القرين واحد وهذا للبناء فقط، وبعدما نقلت الى الزور صار الدوام نوبات أربع وعشرين ساعة يوم وليلة والسماح يوم وليلة.

وكان الكشف مستمرا على البناء والمواطن هو الذي يطلب الكشف على بيته.

فنحن نحدد له ونكتب له ما نشاهده في هذه الحالة نصطدم مع بعض المواطنين اذا كان عندهم مخالفة وكنت حريصا على العمل.

الشاليهات من قبل أملاك الدولة ونحن نحدد الحدود، وفي السابق لاتوجد مخططات للشاليهات حتى صار تنظيمها من قبل البلدية، واذا حصلت مشكلات بين الجارين فهي مسؤوليتنا ونحن نحدد ذلك وبعد ذلك نحولها للبلدية وكنا نستخدم سيارات مركز البلدية وسياراتنا عند المركز.. اكملت عملي حتى عام 1995.

مزرعة الوفرة

بعد التقاعد عام 1995 اشتريت مزرعة في منطقة الوفرة ومساحتها 35 ألف متر مربع، وضعت فيها مجموعة أغنام تربية وزرعت فيها مجموعة نخل وفيها عمال وفيها سكن، مزارع الوفرة حاليا ارتفع سعرها ولكن ما فيها مردود على صاحبها، مزرعتنا ليست فقط لتربية الأغنام حيث نبيع منها والأسعار غالية والسبب ارتفاع عالمي، وجميع الدول العربية غلاء الأغنام من الخارج، كان الخروف بحدود 60 دينارا وفي عام 1998 كان سعر الخروف 10 دنانير واذكر كان عندي 10 دنانير اشتريت خروفا وملأت السيارة بنزين وزاد عندي 200 فلس هذا دليل على ان الأغنام كانت رخيصة، حاليا الأغنام غالية.

كان سعر كيس الأرز بدينار، حاليا لأسعار غالية والتموين الأرز 50 كيلو بـ 6 دنانير وأما التموين المجاني أقول الله يطول بعمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ويجعلها في ميزان حسناته والله يجزيه كل خير، الفقير استفاد والشعب جميعه استفاد، والله يطول بعمر سمو الأمير والله يحفظ الكويت وأهلها من كل سوء ومكروه، حتى البدون حصلوا على التموين مجانا، حاليا ودنا يرجع التموين مجانا بأمر من سمو الأمير حفظه الله.

المواطنون استفادوا فائدة كبيرة والمزرعة فيها عمال وأما بالنسبة للإنتاج فالمزرعة تريد مصروفا كبيرا حتى تنتج أو يكون منتوجها بسيطا، والأولاد والعائلة يذهبون أيام العطل فيها مع أولادهم ونذبح ونأكل من الأغنام ونشرب حليب الأغنام.

من قديم الكويت

كانت واره برها يصير بساطا اخضر والنوير والزهور بعد نزول الأمطار الغزيرة وأنواع الأشجار، الناس كان عندها أغنام كثيرة وهم يسكنون عشيش واره وفي أبوحليفة كنا نسرحها مع الجوال وهو الشاوي وكان يأخذ مبلغا بسيطا والأشجار في المنطقة والأغنام تأكل منها وفي ذلك الوقت لم تبن المناطق المحيطة بالمناطق القديمة بمعنى لا وجود للرقة ولا الظهر.

كان البر مفتوحا، واذكر ان عمي سكن الشعيبة، كانت واره غالبية سكانها من الكويتيين، وبعض الوافدين وتم افتتاح مدرسة في وارة وتعلم فيها الكثير من الأبناء وفيها مخفر شرطة ومركز هجانة وأميرها محمد بن طاحوس العجمي من واره. سكنا المنقف ومنها الى أبوحليفة وحصل الوالد على بيت قديم ثمن من صاحبه المالك وخصص لعائلتنا وسكنا فيه، حتى خصصت لنا بيوت في المنقف ومساحة البيت 300 متر وحاليا نسكن في بيوتنا في المنقف القديم.

الزواج

تزوجت اثنتين بعد الأولى، وهما من بنات الأعمام، ومن العادات والتقاليد أن يتزوج الرجل من بنت عمه.

عام 1970 تزوجت الثانية، والمهر يختلف عن الاثنتين، الاولى الوالد هو الذي خطبها وهو الذي دفع المهر، وأما الثانية فمهرها ألف دينار والشروات حسب الاتفاق بين العائلتين، والأم تطلب وتقدر حسب ميزانيته واشتريت ثلاث شرابا للزوجة فقط، والوالدة هي التي اشترتها، وولدي سالم من الاولى.

الثانية الله رزقني منها أربعة أولاد وأربع بنات، والثالثة بنت خالي، قديما المرأة لا يردون لها الشور بالزواج فقط بين الأم والأب ويبلغونها قبل الزواج، وزوجاتي كلهن قابلات بالزواج فيني، الثالثة تزوجتها عام 1979 ومهرها زاد عن الثانية ومهرها ثلاثة آلاف دينار، والثانية أرضيتها بثلاثة آلاف دينار، زوجتي الثانية قامت بحفل الزواج من الثالثة وكانت راضية وسكنا في بيت واحد.

عام 1979 وبعد زيادة الأولاد جارنا عرض بيته للبيع، فاشتريته منه وأسكنت كل واحدة في بيت مع أولادها وكانت الوالدة موجودة والزوجتان تخدمان الوالدة، والحمد لله انني أنصف بين الاثنتين وأولادي من الزوجتين لا فرق بينهم وهم اخوة يحبون بعضهم بعضا بنين وبنات واخواني متلازمون معي في كل شيء في حياتنا، ومتحابون مع بعض والحياة العائلية مرتبطة بوثاق جيد وطيب.

والزوجتان التحقتا بالمدارس المسائية وتعلمتا قراءة القرآن الكريم، ولاتزالان تدرسان في المدارس المسائية ولا تعملان في أي وزارة.

بالسنوات الماضية كان عندنا العانية للزواج، وحاليا قطعت عن الجميع لأن فيها تعب ومصروف زائد على رب الاسرة، فلا يستطيع أن يدفع في الشهر أربع أو خمس ذبائح، بدأت للمساعدة ولكنها زادت وانقطعت لأن الزواج زاد بزيادة الأبناء عند كل عائلة.

أذكر أن أحد الاصدقاء وصل له خمس عشرة بطاقة دعوة زواج، يعني لكل واحد عانية.

من أين يأتي بكل هذه الهدايا، ولهذا السبب قطعت العانية نهائيا.

فالعانية متعبة، واجتمع أمير القبيلة مع مجموعة من رجالات القبيلة وقرروا قطع العانية، أما النساء فلا يزلن يقدمن الهدية وكل واحدة حسب قدرتها، طبعا يبقى شيء يقدم مثلا لابن الأخ أو ابن العم، وقديما اذا لم تقدم العانية يزعلون عليك ولا يقدمون لأولادك عانية الشيء بالمثل، حاليا انتهينا من العانية والزواج يقتصر على الحفلة والعشاء ودعوة المهنئين.

أما بالنسبة لأمير القبيلة فله كل احترام وتقدير وله الرأي الذي نأخذ به وهو يمثلنا، وإذا حصلت مشاكل يلجأ اليه ويحل المشاكل وله الحل في المشاكل وبعض القضايا لا يتدخل فيها أمير القبيلة مثل حالات الطلاق، ولكن تحل عن طريق كبار الرجال المقربين.

لايزال عندنا أخذ رأي أمير القبيلة والرجال الكبار لهم كل تقدير واحترام ونجلهم ونأخذ برأيهم.

الديوانية الكويتية

عن الدواوين في الكويت يقول العجمي: الديوانية في الكويت تمثل ملتقى رجال يتداولون الحديث فيما بينهم، وهي تعتبر مجلس امة مصغرا، الديوانية فيها الحديث المفيد للجميع وتجمع الرجال لما يدور في المجتمع الكويتي من امور سياسية ودينية واقتصادية، ديوانيتنا تفتح مساء كل يوم بعد صلاة العصر نجتمع فيها ونتناول القهوة والشاي ونستقبل الاصدقاء والاقرباء ونتناول حديث الساعة وتمتد الجلسة حتى أذان المغرب وفي الليل ازور بعض الديوانيات القريبة منا وألتقي ببعض الاصدقاء ونسأل عن الغائب او المريض وفي الديوانية عن المريض وعن المتوفى ونذهب للعزاء.

والديوانية خير مكان للقاء الاصدقاء والاحباب، بعض الديوانيات أسبوعية والبعض يومية بعضها تفتح صباحا قبل الشروق وتمتد حتى الضحى وهناك ديوانية للشباب يلتقون فيها، ويشاهدون التلفزيون وبعض الشباب يلعبون الكوت والهند، واخيرا الديوانية خير مكان للتجمع وديوانيتي كل يوم بعد العصر.

اهل البادية لا توجد عندهم ديوانية مثلما نشاهدها اليوم، فرجل البادية كان مشغولا برعي الاغنام يسكن بيت الشعر وهو احجام قطبين وله عمودان وبيت شعر مثولث وآخر مروبع ومخومس وهذا غالبا ما يكون لعائلة كبيرة او امير قبيلة، الغالبية عندهم بيت شعر مثولث بمعنى ثلاث غرف وعرض البيت صغير، وكان بيت الشعر ينتقل على ظهر الجمال اثناء الترحال من مكان لآخر وبعد ذلك ينقل بالسيارة اللوري، منذ عام 1961 صار البيت يتكون من ثماني فجات العريض اربعة من الامام واربعة من الخلف حتى يضم العائلة، حاليا بيوت الشعر انتهت وصارت الخيام بدلا منها واستعملناها في البر. اذكر منذ عام 1975 ايضا جميع الاغنام، وايام الربيع بالخيام حاليا عندي اغنام، بيت الشعر مقسم الام والاب لهما مكان خاص الاولاد لهم مكان والبنات لهن مكان مقسم لكل افراد العائلة، ولكل بيت شعر ارواق او يسمى الحجاب، اذا هبت رياح من جهة الشمال ينقل الحجاب من جهة الشمال واذا الهواء من الجنوب ينقل ويقفل من الجنوب، وآخر الخمسينيات بدأ الناس يغلقون بيت الشعر من الجهتين الامامية والخلفية حاليا الناس تركوا بيت الشعر واستبدلوه بالخيام بيوت الشعر قريبة من بعضها البعض اثناء نصبها في البر الوالد واولاده في بيوت متقاربة.

وبعض الجماعة الذين ينصبون بيوتهم يكونون قريبين وليس متلاصقين ولكن تسمع صوت الرجل عندما يناديك.

الحج إلى بيت الله

ذهبت إلى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج وذلك عام 1968 وهي الحجة الاولى مع حملة مبارك الخشاب الرشيدي والسعر الذي دفعته خمسة وعشرين دنيارا بالسيارات بالباص ولمدة شهر اسبوع في المدينة المنورة والباقي في مكة المكرمة، حاليا الحجة لمدة اسبوع الحاج يدفع من الف الى الفين وثلاثة ولمدة اسبوع، اذكر صاحب الحملة كان يقدم للحجاج الريوق حليب مع الشاي والبقصم، والغداء ذبيحة خروف والعشاء كذلك.

ذهبت الى مكة لاداء فريضة الحج ثلاثا وعشرين حجة وكنت اذهب احيانا مع اهلي واحيانا اخرى مع الاصدقاء والزوجات والاولاد وزوجاتهم وبناتي جميعهن ذهبوا لاداء فريضة الحج وكذلك الوالد والوالدة حاليا نسجل مع حملة ونذهب بسياراتنا ونلحق بهم في مكة المكرمة للسكن والاكل وكل شهر رمضان اذهب لاداء العمرة وكل واحدة من الزوجات لها دور لمرافقتي، والاولاد معنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اكثروا من الحج والعمرة فإنها تأكل الذنوب مثلما تأكل النار الحطب».

حاليا نحن اقوياء صحيا والله اعلم ماذا سيحصل من العمر الكبير والشيخوخة فنقدم امامنا ما يرضي الله ورسوله ونحن كمسلمين هذا فرض علينا، حاليا كل شيء متوافر المواصلات والمال والطرق، الامر صار سهالة للحاج، بعض الناس يصرفون اموالا كثيرة للسفر من دول أخرى، نحن نذهب الى بيت الله الحرام بكل سهولة، واحيانا في الصيف نذهب الى العمرة ونذهب الى الطائف اسبوعين او اكثر والبيت بالايجار، الوالد رحمه الله حج معي وحج قبلي وكذلك الوالدة ايضا اخذتها معي للحج عدة مرات، أنصح الاصدقاء والاخوان والاولاد بالذهاب الى بيت الله للحج والعمرة، الانسان اذا مات، فليس له الا عمله والقبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار فالعمل الصالح ينفع صاحبه لآخرته وعمل الخير والعمل الصالح ينفع صاحبه، الوالد علمني الصلاة منذ الصغر، وعندما كنت اسرح بالاغنام في البر كان الوالد يقيس ظلالك اذا ظلك عنك عشر اقدام فهذا صلاة الظهر واذا كان عشرين قدما فهي صلاة العصر وكلامه صحيح، والمغرب عند غروب الشمس والعشاء يحسبون بحسابهم حاليا لا احد له عذر بمعرفة اقوات الصلاة.

كان الوالد رحمه الله يتطوع للأذان في المسجد وعرض علي ان اكون مؤذنا فرفضت لانه هناك غيري يقومون بذلك.





سوق الأسهم

لضيفنا تجربة تستحق الذكر يقول عنها: دخلت سوق بيع وشراء الاسهم، وذلك قبل التقاعد وخسرت في سوق المناخ والبداية سوق الجت، والبعض استفاد من بيع وشراء الميداليات وصار بعض التلاعب والمشاكل، والبداية ربحت فيها وخسرنا فيها، خاصة سوق المناخ، والله فكنا منه، ولكن أصبحت علي مديونيات وبعت ما عندي وسددت المديونيات، الله فكنا من الخساير والمؤجل هو الخطأ والذي خسر الناس، وأخذت برأي الآخرين.

عندي أسهم مساهمة فقط، ما حصل كان فيه بعض التلاعب والذي ضاع فيها صغار المستثمرين.

حاليا لا أعمل أي شيء، منذ الصباح أوصل بناتي الى المدارس، مع العلم عندي سواقين ولكن أحب أن أوصل بناتي بنفسي حتى تخرجن وتوظفن، أذكر هنا أن اثنتين من بناتي عندما تسلمتا رواتبهما من الوظيفة اشتريتا لي سيارتين من حسابهما الخاص، وقالتا يا والدنا أنت لك الفضل علينا في تربيتنا وكنت توصلنا الى المدارس، وهذا الرد منا لك يا والدنا العزيز.

وهذا مقابل انني كنت اوصلهم للمدارس ايضا آخر الاسبوع اروح الى الوفرة للحلال والابناء وزوجاتهم والبنات وامهاتهم يتبعوني الى المزرعة بالوفرة، لتغيير جو البيت.





أولادي وبناتي

يذكر ضيفنا اسماء اولاده ثمرة زيجته المباركة قائلا: الأول سالم حصل على الثانوية العامة والتحق بالبترول الثاني مطلق التحق بالداخلية رقيب عام 1975، وانهى الثانوية يعد العمل في الداخلية حاليا وكيل نجمة على الكتف الثالث حماد في الحرس الوطني رقيب حاصل على الثانوية العامة.

الرابع فهد في البلدية يعمل بالوفرة محمد عريف بالداخلية وعبدالله بالداخلية وكيل واصغرهم عبدالهادي بالصف العاشر.

واما البنات فمتزوجات والكبيرات هن ربات بيت والمدرسات في الابتدائي والثانوي وهذه نعمة من نعم الله علينا والحمد لله رب العالمين.



نادي الاستقلال

عن نادي الاستقلال يقول العجمي: كنت معجبا بطرح جماعة نادي الاستقلال وكنت استمع لما يقولون وكان معي عبدالله الركيان وكان ضمن المجموعة فكنت اذهب معه وكانوا يتحدثون عن الديموقراطية وجماعة نادي الاستقلال هم الذين حافظوا على الديموقراطية ولولاهم لراحت وانتهت لكن لم انتسب للعضوية وكنت احضر اجتماعاتهم واذكر كنت مع نقابة البلدية ومسلم البراك رئيس النقابة واذكر حسين اليوحة في النقابات.

ولم اترشح مع اي نقابة واذكر اني ترشحت للجمعية التعاونية ونجحت في جمعية المنقف لا احب المراكز والظهور والجماعة عرضوا علي الترشيح لعضوية مجلس الامة ورفضت الترشيح وكذلك عرض علي عام 1981 فرفضت الترشيح انا مناصر للعناصر الوطنية وتعرفت على احمد الربعي وسبق ان شاركت معه في حملته الانتخابية عام 1985 لدرجة ان مجموعة من مناصريه تطوعا منا جمعنا له مبلغا من المال كل واحد منا دفع خمسين دينارا ودون علمه وقدمناها له لمساعدته بالانتخابات، وتسلم المبلغ افراد حملته الانتخابية.





علمتني الحياة

الحكمة ضالة المؤمن، يحدثنا ضيفنا عن الحكم والدروس التي تعلمها من الحياة فيقول: الحياة علمتني الكثير علمتني حسن المعاملة مع الآخرين علمتني التمييز بين من هو صديقي ومن هو غير صادق معي، الحياة علمتني حسن التربية لاولادي وبناتي، علمتني الامانة والصدق وعدم خيانة الآخرين الدين والصلاة لهما دور كبير في حياتي وصيامي علمني الصبر وتعلمت بر الوالدين وصلة الرحم والتقارب مع اهلي وجماعتي وعدم اخذ الامور بالزعل وعدم جفاء اهلي ومساعدة الضعفاء، والعطاء لمن يحتاج وبر الوالدين وحسن المعاملة وحسن التعامل مع الجيران والاصدقاء والعفو عند المقدرة والحمد لله الى الآن علاقتي مع زملائي الذين كنت معهم بالعمل يزورونني بالديوانية واذهب لزيارتهم والتواصل بالتلفونات.

ازور اخواني واولاد عمي واخواني بالافراح والاتراح، والمعارف لا اقاطعهم وانصح الناس على هذا الطريق الصحيح.



عدد المشـاهدات: 3569


 
حجم الخط
297710-Untitled-11.jpg

العميد المتقاعد خليل عبدالله الحلواجي (قاسم باشا)
297710-A.jpg

العميد خليل الحلواجي متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
297710-1p8-9.jpg

الامير الراحل المغفور له الشيخ جابر الاحمد متوسطا عددا من الرياضيين
297710-2p8-9.jpg

الشهيد الشيخ فهد الاحمد يتوسط مجموعة من الرياضيين
297710-4p8-9.jpg

خليل الحلواجي «الاول من اليسار» مع بعض الضباط في احدى الدورات
297710-5p8-9.jpg

الفريق غازي العمر واللواء د. مصطفى الزعابي و الحلواجي ولحظة تكريم
297710-new1000.jpg

الحلواجي عقيداً
297710-14p8-9.jpg

المقدم خليل الحلواجي
297710-15p8-9.jpg

الوالد عبدالله الحلواجي
297710-16p8-9.jpg

الحلواجي طالب بالكلية
297710-12p8-9.jpg

خليل الحلواجي مع اخويه في المدرسة
297710-11p8-9.jpg

خليل الحلواجي وعبدالكريم عبدالرضا مع بعض الاصدقاء


  • أول مدرسة التحقت بها كانت قتيبة الابتدائية ومكثت بها حتى الصف الثالث وكنا نذهب بالوانيت أو مشياً على الأقدام
  • التحقت في صغري بفريق الأشبال وعند دخولي ثانوية الجاحظ لعبت فيها الكرةالطائرة
  • أبي بدأ في تصنيع الحلويات كالزلابية والرهش في بداية أربعينيات القرن الماضي مع أخته صاحبة الفكرة ثم فتح محلاً مستقلاً
  • أول عمل لي كان في مباحث أمن الدولةبرئاسة الشيخ مشعل الأحمد
  • أسسنا فريق العروبة في بنيد القار وكنا نقيم المباريات مع أبناء الفرجان الأخرى
  • لعبت بفريق الكرة الطائرة بالنادي العربي والتحقت به منذ عام 1970 حتى الآن
  • قبل اللعب في صالة ثانوية عبدالله السالم كان اللاعبون ينظفون أرضية الملعب من الغبار
  • الرياضة في الكويت حالياً صاير «فالتوه».. نحن في هبوط وتراجع ودول الخليج في ارتفاع وتقدم
  • عينت رئيس مخفر فيلكا قبل الاحتلال الصدامي للكويت
  • الوالد كان لديه ثلاثة بيوت اثنان للسكنوخصص الثالث كمصنع للحلويات
  • شاركت في فك لغز قضية تهريب مخدرات في بطن السمك و كنت أول ضابط يؤسس المباحث في مخفر شرق
  • اعتزلت اللعب عام 1983 وحصلنا على كأس الاتحاد لكن لم نحصل على الدوري
  • في عام 1987 نجحت عضوا بمجلس إدارة اتحاد الطائرة
  • النادي العربي أنشئ عام 1960
  • والدي عمل في الغوص مع الرومي وعدة نواخذة آخرين
  • كنت ألعب كرة القدم مع أبناء الفريج في البراحة
كتب: منصور الهاجري
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في سينيته الشهيرة: وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني اليه بالخلد نفسي

الرجال الوطنيون لهم بصمة ظاهرة في عملهم لا يخافون الا الله مهما واجههم من صعاب وظروف وذلك حبا لوطنهم وأبناء شعبهم. ضيفنا هذا الاسبوع العميد م.خليل عبدالله الحلواجي وهو رجل عسكري خدم وطنه واخلص في عمله على مدى سنوات خدمته في وزارة الداخلية، فلم يبدر منه شيء يسيء للآخرين، يعرفه رجال الداخلية بإخلاصه في عمله، مجد ومجتهد واينما يذهب يؤد عمله باخلاص بشهادة الذين عملوا معه. عاش ضيفنا في بيت والده الذي كان يعمل في مصنعه الصغير لصناعة الحلوى.. وكان له محل صغير لبيع الحلويات، وضيفنا كان يذهب الى المدرسة لكي ينال الشهادة بتشجيع من والده الرجل الامي الذي شعر بأهمية التعليم لاولاده ونجح حتى حصل على الشهادة الثانوية والتحق بكلية الشرطة وتخرج «ضابط ملازم» وتقاعد عميد شرطة يقول الحلواجي ان لقب العائلة من المهنة التي زاولها والده وهي صناعة الحلوى، ولديه قصص وخواطر صادفها عندما كان ضابطا في المخافر وفي المباحث جد واجتهد مع زملائه والقوا القبض على الكثير من الخارجين عن القانون وخاصة عن تلك الفتاة التي وجدوها مقطعة في كيس، فإلى التفاصيل:

في مستهل اللقاء يتحدث العميد المتقاعد. خليل عبدالله الحلواجي عن مولده بالكويت ونشأته فيقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي بفريج العوازم ونشأت بذلك الفريج ومما اذكر من الجيران، ولانزال مرتبطين معهم، عائلة الجيران ومنهم عبدالله وعبدالمحسن وعبداللطيف الجيران وايضا فهد العازمي وعشنا معهم.

مدرسة قتيبة في المرقاب

وعن مشواره في التعليم يقول الحلواجي: اول خطوة خطوتها للتعليم كانت في مدرسة قتيبة، الوالد كان عنده سيارة وانيت فكنا نركب معه ويوصلنا او نذهب مشي مع اخواني تعلمت فيها حتى الصف الثالث الابتدائي.

كان قديما الالتزام من الصفات التي يتصف بها الطالب وكان الاحترام سائدا بين الطالب ومعلميه والتحقت بفريق الاشبال اذكر منطقة الاسواق اثناء الذهاب الى المدرسة والوالد يملك ثلاثة بيوت، اثنان للسكن والثالث الوالد حوله الى مصنع للحلويات في منطقة الشرق، بعد تثمين البيوت من قبل الحكومة انتقل الوالد الى بنيد القار فانتقلت الى مدرسة الرشيد الابتدائية في منطقة الدسمة وكنت اذهب الى المدرسة بالدراجة من بنيد القار الى الدسمة والسيارات قليلة في ذلك الوقت أكملت المرحلة الابتدائية فيها، وكذلك التحقت بفريق الاشبال، وكنا نذهب الى رحلات وآخذ معي درابيل وقرص العكيلي والحلوى، كغداء وريوق وكان مستواي متوسطا والمراجعة من قبل الاخوان المرحوم نجم واخي ابوخالد.. وكانوا حريصين على تعليمي.. وبعد المرحلة المتوسطة التحقت بثانوية الجاحظ وكنت لاعب طائرة فيها وبعد الانتهاء من الدراسة والحصول على الشهادة الثانوية العامة فكرت الى اين التحق.

كلية الشرطة

كنت رياضيا وبالسابق كانوا يحترمون الرياضي ويقدرونه وقدمت للكلية والرياضة كانت الشفيع لقبولي واخي ابوصلاح تدخل في قبولي وكذلك خالي علي الطباخ وكان في ذلك الوقت مدير كلية الشرطة الفريق المتقاعد عبدالحميد الحجي حاليا هو محافظ الفروانية ـ كان رياضيا وكنت رياضيا وتم قبول مائة طالب في كلية الشرطة مع العلم ان الدفعة التي سبقتنا كان عددهم مائة طالب والحمد لله تم قبولي وباشرت اللعب مع فريق كلية الشرطة وسافرت معهم وكنت لاعبا اساسيا الى القاهرة وبغداد والدراسة في كلية الشرطة كانت سنتين ونصفا وكان ذلك اول سنة يطبق نظام السنتين والنصف، وتخرجنا وحصلت على دبلوم علوم شرطية، وبعد ذلك تطور التعليم وصار اربع سنوات بكالوريوس علوم الشرطة.

واثناء وجودي في كلية الرياضة كنت اخرج من الكلية فقط من اجل اللعب ـ فكنت اذهب الى النادي واهلي ويوميا مباريات والدراسة في الليل وكانت الدراسة خفيفة اذكر من الضباط يحيى جابر ومحارب العبكل ووليد مال الله وحسين الشيرازي وغازي القطان واذكر عدنان عبدالله وهو من الرياضيين وكان يخرج معي للنادي والمباراة وهو لاعب قدم كانت اياما حلوة ومن بعد المباريات وكان العرفاء يسمعوننا قليلا من الكلام وحصلت على عقاب جماعي وثلاث مرات عقاب انفرادي، بعض الحركات في الطابور واذكر مبارك العنيزي هو عريف الفصيل والعريف الآخر شملان الشملان وهو معي بالنادي العربي وفي الليل كان يواسيني وشد حيلك واذكر انه كان له فضل في تثبيتي بالكلية هذا خلال الخمسة والاربعين يوما الاولى من التحاقي بالكلية، واذكر في البداية اني فكرت ان استقيل من الكلية وذلك من صعوبة التدريب وشملان الشملان له فضل

في تثبيتي بالكلية وقبل ان يخرج تقاعد كنت اذكره أيام الكلية والدراسة أثناء وجودنا آخر الايام في الكلية حصل على دورة تدريبية في امن الدولة ومقرها في مخفر الصالحية.

العمل بعد التخرج

بعد التخرج في كلية الشرطة عينت في امن الدولة وكان اسمها المباحث السياسية ويرأسها الشيخ مشعل الاحمد ونائبه عبدالرحمن الحوطي، وبعدما انتقلت الادارة الى المقر الجديد في الشرق عينت فيها، وصرت ملازما في امن الدولة وكنت مسؤولا عن المراكز الخارجية والسفارات وبعد سنتين اصبحت رئيس قسم فيها والشيخ مشعل الاحمد له الفضل في تسميتنا. كانت السياسة سابقا عكس الآن فلم نكن نرفق تقاريرنا والشيخ مشعل كانت له وجهة نظر في التقارير وتصل له صباحا وبعد العصر وكنت احملها له بنفسي عام 1978، وفي عام 1989 ترك الشيخ مشعل الاحمد امن الدولة وعين الشيخ شملان وهو المدير وله فضل كبير علي وهو انسان محترم وله التقدير والمدير المباشر العميد حسين البناي.

ومما اذكر انه كان يعمل في امن الدولة خليل الشمالي الوكيل المساعد حاليا وكذلك محمد العجيب وحصلت على مرتبة نقيب.

وبعد امن الدولة نقلني مدير المباحث اللواء فهد الفهد ومعي اللواء خليل الشمالي ووقف معي اللواء محمد يوسف الصباح والمرحوم جزاع الصباح، ونقلت الى مخفر الصناعية وكان القائد هو جاسم المزيدي ولمدة عشرة ايام وكان الشيخ سالم الصباح محافظ العاصمة واستدعاني وقال اريد ان اعيدك الى المباحث فشكرته وقلت لا اريد ان ارجع للمباحث وكرر الكلام وعدت له في اليوم الثاني وقلت له في لا اريد وليست عندي الرغبة فقال حاليا تستلم مخفر الشرق ضابط مباحث.

مخفر الشرق

تسلمت ضابط مباحث مخفر الشرق وكنت اول ضابط يؤسس المباحث في المخفر وذهبت الى الضابط هزاع الصلال وكان مدير مباحث العاصمة واخبرته فقال ما عندي اوامر واخذ الاوامر من الوزارة فقلت محافظ العاصمة امرني، والشيخ سالم كان مصرا على ان اكون ضابط مباحث مخفر الشرق، طبعا منطقة الشرق كبيرة وفيها كراجات وسكان كويتيون وغير كويتيين والله وفقني بالعمل وكان مدير امن العاصمة سلمان عبدالرحيم، هذه النقلة اراحتني وكنت دائما موجودا في المخفر وكنت ضابط المباحث الوحيد ومعي مجموعة من الافراد وكانوا طيبين ومتعاونين واذكر بداية الدوام كان يعمل معي ستة افراد من الشرطة وكنا نعمل عن مائة شرطي.

أهم مشكلة

جريمة قتل اهم مشكلة واجهتني في الشرق التي لم انسها والجريمة هي ان رجلا ووالدته قتلا اخته وقطعاها ووضعاها في المجاري وكانا يسكنان في شقة قالوا القتل قضية شرف ولكن لم تكن كذلك، والجريمة بشعة جدا، وكان هذا كله قبل الغزو وسجنا خمس عشرة سنة.

القضية الثانية

كانت القضية الثانية قضية مخدرات وكان المهربون كويتيين ووجدنا المخدرات في بطن السمك داخل الثلاجة وبعد التفتيش وجدنا المخدرات، لماذا تدخل المخدرات الكويت ولا يتم ضبطها قبل دخولها؟ يدخلون بطريق التهريب وباللنشات وعن طريق البحر كميات كبيرة ومن المفروض تخصيص مسنات مخصصة لنزول وصعود الطرادات ولا يكون البحر مفتوحا للجميع مدخل واحد على شكل نقعة ويتم التفتيش من باب دخول النقعة ثم تتوزع الطرادات على الجهات لها، الالتزام وتطبيق القانون يمنعان التهريب عن طريق البحر حاليا القوارب السريعة تمارس عملها وتطارد المهربين والمكائن الجديدة وسابقا كانت مكائن الطراريد قوية حاليا القوارب مكائنها اقوى

قضايا السلب بالقوة

قضية هزتني لما فيها من عمل اجرامي ومنطقة الشرق فيها عمالة اجنبية كبيرة، وبنوك ووزارات منطقة الشرق حساسة اسبوعيا تحصل مشاكل عند البنوك ففي احد الايام وضع رجل مبلغا في السيارة وعندما رجع لم يجده وواحد يقف بالقرب من البنك يخرج المواطن حاملا المبلغ فيؤخذ منه بالقوة.

صار تسجيلها بالمخفر عدة مرات فشكلت مجموعة من الشباب من العسكريين.

كان المجرم يفتح باب السيارة ومن السهولة كان المهم بعد مراقبة الجناة تم ضبط مواطن كويتي مع زوجته وكانا منظمين في طريقتهما، وبعد ضبطهما اعترفا عن جميع القضايا والاموال التي سرقاها، يأخذان الاموال ويتصرفان بها، مثلا بشراء الذهب والالماس والسيارات الفخمة، كشفنا عن حساباتهما في البنوك فلم نجد عندهما رصيدا المهم حكم عليهما بالسجن.

رئيس مخفر

بعد المباحث رشحت لرئاسة مخفر فيلكا وامضيت اياما جميلة وحلوة في مخفر فيلكا ومعي مجموعة من الضباط والافراد.

وذلك قبل الاحتلال الصدامي تعرفت على الجميع المختار والسكان والمسؤولين في الادارات الاخرى، يوميا اذهب صباحا وارجع مساء، والشرطة غالبيتهم من فيلكا ومن الكويت اهل فيلكا ما عندهم مشاكل ولكن المتسللين الايرانيين كانوا ينزلون على ساحل فيلكا، ومن الضباط يعقوب الفيلكاوي وامضيت سنتين حتى يوم الاحتلال وتعرفت على مسؤول المنتزه في فيلكا ابراهيم مال الله وقبل الغزو بأسبوع كنت مجاز من العمل، والعراقيون مسكوا العسكريين في مخفر فيلكا، كنت قبل الغزو موجودا في بغداد مع الوفد الرياضي وصلنا الى الكويت مساء يوم الاربعاء «وفي تلك الليلة كان سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله ولي العهد قد عاد من مدينة جدة بعد مفاوضات مع الوفد العراقي» وبعد انتهاء البطولة وكان من ضمن الافراد الشيخ احمد الفهد وجواد خلف وعيسى حمزة وكنت رئيس الوفد ومعي ستة عشر لاعبا منهم خمسة عسكريين كنت في دوامة كيف نرجع الى الكويت.

وصلنا الساعة التاسعة مساء يوم الاربعاء يوم 1/8/1990 حصل الاحتلال الصدامي الغاشم على دولتنا الحبيبة، ونقلنا بالطائرة العراقية وعددنا عشرون رجلا والاعلام يلعلع هناك بين افراد الشعب العراقي لم نشعر بشيء واما الاعلام كان له دور وصوت، ومعنا الرائد محمد العنزي والاسير جمال الجزاف والعقيد خالد البحوة ود.شاكر المغربي واياد الصايغ وآخرون.

وكان افراد الجيش العراقي يبحثون عني وقبل الغزو كنت ضابط مباحث النزهة وعبدالله السالم، وانتقلت الى بيت شقيقتي واختبأت ولكن الجيش العراقي قبضوا على د.شاكر المغربي وعذبوه وسألوه عني اين خليل الحلواجي وعديلي وعديل بدر الصفار تم القاء القبض عليه.

يوم التحرير

فرحة كبيرة لا توصف واستلمت مخفر القادسية واشتغلت والحمد لله مع مجموعة من الضباط والافراد.

الوالد رحمه الله

والدي عبدالله ابراهيم الحلواجي مؤسس الشركة الحالية، والبداية عمل مع اخته بعد الغوص مع الرومي ونواخذة آخرين، كان يصنع الحلوى في بيته واخته هي صاحبة العمل والفكرة وكان يوزع على العائلة والاقارب، الوالد بعد ذلك فتح له محلا في سوق الحلوى في مدينة الكويت، وبعد ذلك انفصلت اخته عنه كان البداية مطلع الاربعينيات، وبعد سنوات فتح له محلا آخر، وبعد ذلك زاد عمله في الزلابية والحلوى والغريبة والرهش واحضر له عمالة واللقب الحلواجي من المهنة مثل المهن الاخرى وصناعة الرهش من الدبس والهردة التي تستخلص من السمسم وحاليا نستورد الهردة جاهزة والدبس من البصرة وايران ولانزال نستورده جاهزا ونحن حاليا نستورد الهردة من لبنان، ومن الاردن

ومن احسن الانواع، وقديما كان عندنا الكاركة تصنع الهردة وانتهت حاليا لانه هناك تقنيات حديثة، بعد وفاة الوالد اخي المرحوم نجم تسلم المصنع واستمر فيه حتى عام 1977 عام وفاته، صناعة الحلوى سكر وطحين وزيت ومع التحريك المستمر مع صبغ الزعفران.

الزواج والحياة الاجتماعية

والدتي شريفة حسن اسماعيل الطباخ وجدي والدها من اشهر الطباخين وكان عنده محل للطبخ في سوق السلاح وهو ايضا مطعم وبعد وفاته انتهى المحل.

واما زواجي بعد التخرج واخواني هن اللاتي خطبن لي زوجتي بوجود الوالدة، وزوجتي بنت محمد الصراف واولادي ولدان وبنت والحمد لله والله يحفظهما عبدالله ضابط بالشرطة ومحمد ضابط في القوات الخاصة وشريفة لاتزال طالبة في مدرسة اجنبية.

النشاط الرياضي

بدأ النشاط الرياضي من الفريج وكنت ألعب كرة القدم مع ابناء الفريج ونلعب في البراحة وكنت اذهب مع اخي ابراهيم الى ملاعب المرقاب ونلعب هناك، وبعدما انتقلنا الى بنيد القار وأسسنا فريقا بالفريج واسمه العروبة على الاسم القديم ومن اللاعبين اولاد الحاج صفير واحمد لاري عضو مجلس الامة الحالي وابناء الصفار ناصر وعبدالوهاب مجموعة كبيرة وكنت العب في الدفاع او الهجوم.

وحارس المرمى اخي وكنا نقيم المباريات مع الفرجان الاخرى، وكنا نذهب الى الدسمة نقيم المباريات هناك، وايضا نقيم مباريات مع فرق الرميثية، واذكر عندما كنت في المرحلة المتوسطة التحقت بفريق الطائرة عندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية.

تركت كرة القدم والتحقت بفريق كرة الطائرة هذه كانت بدايتي والذي اختارني للفريق المرحوم الاستاذ احمد الرومي وكان ناظرا لمدرسة الجاحظ الثانوية وهو الذي ادخلني فريق الطائرة في النادي العربي واستمررت باللعب، وكان رئيس النادي السيد احمد عبدالصمد.

وموسى راشد والشيخ سلمان الحمود والشيخ نايف ومن اللاعبين اذكر يوسف سليم ومحمد الخضري وكان يلعب اليد والطائرة ومبارك ضبيب وحبيب هؤلاء كانوا بالفريق الاول وكنت يومئذ بالناشئين وكان يشرف علينا الاستاذ عباس جعفر وكان المدرب الاستاذ محمد هليل دربني بالمدرسة وفي النادي العربي ولمدة اربع سنوات وبعد ذلك تم الاتفاق مع المدرب البلغاري وهو اول مدرب اجنبي للطائرة اسمه باتيل واستمر معنا ثماني سنوات وقد طور اللعب في تلك الفترة وصعدنا الفريق من مرحلة الناشئين الى مرحلة الفريق الاول وكان في ذلك الوقت مرحلتين للطائرة المرحلة الممتازة والمرحلة الاولى، وكنا في الدرجة الاولى ومنذ ذلك الوقت النادي العربي الى الآن يتفوق وادركت فرق النساء للطائرة، وكان رئيس النادي الشيخ سلمان الحمود وكنت في النادي العربي منذ عام 1970 الناشئين الى يومنا هذا وانا في النادي العربي.

أما بالنسبة للعب، فقد اعتزلت عن اللعب عام 1983 وحصلنا على كأس الاتحاد ولم نحصل على كأس الدوري، والسبب ان الفرق الثانية أيضا لها مستواها في اللعب مثل نادي القادسية والكويت وكاظمة حيث كانوا في القمة وصلنا الى المركز الرابع ومرة واحدة الى المركز الثالث، وحصلنا على ميداليات في الطائرة، وأذكر عندما كنت ألعب في مدرسة الجاحظ كنا نحصل على ميداليات بداية التحاقي بالنادي العربي كان عام 1970 حتى عام 1983 وذلك بعد التخرج والزواج، فانشغلت بالعمل.

اللاعبون في المدرسة

كان هناك مجموعة من اللاعبين معي بفريق الطائرة بالمدرسة، أذكر منهم عبدالحميد ثويني وكاظم القلاف وآخرين نسيتهم أرجو المعذرة، وانضموا الى النادي العربي، وكنت كابتن فريق الناشئين، وبعد ذلك كابتن الفريق الاول، كانت الرياضة متقدمة، وكنت أحب الذهاب الى النادي العربي من العصر الى الليل، والدراسة والمراجعة آخر الليل.

كنا نحترم أفراد مجلس الادارة ونقدم لهم كل احترام وتقدير ورئيس النادي وهم كذلك يحترمون اللاعب، وكان لنا التقدير ونحصل على امتيازات، ولكن نرضى بما يقدم لنا حتى لو مسجلة صغيرة، حاليا بعض اللاعبين ينظرون للأمور المادية وكم يدفع لي، كنا نحب الفانيلة لما نلبسها نعتز بأننا لابسين للعب، إخلاص شديد، حاليا اللاعب يطلب مقابلا لكي يلعب، قديما اللاعب يلعب من أجل اللعب والنادي، أتذكر كنا نلعب في صالة ثانوية عبدالله السالم، فقبل أن نلعب ننظفها نحن اللاعبين من الغبار كنا عشرة لاعبين مع الاداريين ومن يكون موجودا الولاء في اللعب للنادي.

عندما كنا نسكن ببنيد القار كنت أذهب للنادي العربي الذي كان موقعه في الدسمة، حاليا ثانوية بيبي السالم، وباشرت اللعب في النادي العربي السابق عام 1970 لاعب طائرة النادي العربي استخدم ثلاثة أماكن.

حاليا المقر الثالث.

وأذكر أن النادي العربي انتقل الى مركز شباب القادسية حتى تتم جميع إجراءات البناء والتصليحات في النادي ولمدة أربع سنوات، وفيه ملعب سلة وطائرة وملعب صغير لكرة القدم.

ما بعد الاعتزال

تركت لعب كرة الطائرة عام 1983 بسبب ظروف عملي بوزارة الداخلية وعينت مديرا لفريق الطائرة بالنادي الناشئين والاولى والممتازة، أمضيت ثلاث سنوات مديرا، وذلك بعد اختياري من قبل مجلس الادارة، وكان الذين يعملون رجالا محترمين ويقدرون العاملين لجهودهم الدؤوبة، وأذكر جليل خليل مدير الطائرة بالنادي العربي، وأنجزنا على مستوى الناشئين، وحصلنا على ميداليات ودروع ومراكز جيدة جدا.

وفي عام 1987 رشحت لمجلس اتحاد الطائرة، والله وفقنا وحصلت على تأييد من رئيس النادي السيد أحمد عبدالصمد كان رئيس الاتحاد جواد خلف ودسمان بخيت وعيسى حمزة وتركي الظفيري وخلف الهاجري وبسام البسام، وعدد أعضاء مجلس الادارة تسعة أفراد.

أمضيت أربع سنوات في المجلس، وبعد ذلك رشحت ونجحت وتغير عدد قليل من الاعضاء، وخلال ثماني سنوات أوجدنا فريق طائرة ممتازا جدا، وكنا نحصل على المركز الثاني آسيويا، والبطولة العربية ومراكز متقدمة.

وعلى مستوى الاندية كان نادي القادسية يحصل على بطولة مجلس التعاون وكان التخطيط والافتتاح حلو إذ على مستوى المنتخبات الاتحاد يكون هناك لجنة التدريب، وكنت مشرفا على لجنة التدريب، فنختار أحسن لاعبين في الاندية ونشركه للعب ونهيئ لهم معسكرا لكي يصلوا الى مرحلة متقدمة آسيويا وعربيا، ولم نصل الى العالمية، جميع المصاريف يتحملها الاتحاد دعما من وزارة الشؤون للأربع سنوات الاولى، تسلمت أمانة الصندوق والرئيس كان جواد خلف ونائب الرئيس دسمان بخيت وامين السر عيسى حمزة، أما السنوات الاربع (الثانية) فكنت أمين الصندوق ثماني سنوات.

وبعد التحرير الكويت من الاحتلال الصدامي

تغير الاتحاد، حيث أصبح خالد الفهد رئيس الاتحاد ومحمد شويحان وبسام البسام وبدر الكوس أعضاء، وكان التغيير أكثر من النصف، وبعد التحرير تركت وقبل أربع سنوات رشحت نفسي، وحاليا أعمل نائب الرئيس وكمال الايوبي رئيس اتحاد كرة الطائرة وأمانة السر حمد الردعان وخلف الهرشاني، وخلد الهاجري أمين الصندوق، ومحمد الانصاري وخالد الحسيني وعبدالله الغرير وعبدالعزيز البالول.

المستوى حاليا لا يرضي طموحنا، السبب التكتلات والفوضى دخلت السياسة في الرياضة وهذا الغلط والخطأ.

فصل الرياضة عن السياسة هو الأهم، لكن هناك تكتل ومعايير وكل واحد يحارب الآخر، أقول إن الرياضة لم تعد مثل الماضي على قلب واحد، والنية الصافية حاليا كل واحد يريد مجموعته وجماعته ومصلحته الشخصية.

أيضا هناك في الاندية البعض يشتركون مجموعات في الاندية فقط للانتخابات.

أتذكر في إحدى السنوات أن في النادي العربي احضروا إناسا بالباصات وسجلوهم بالنادي، وذلك غلط فقط سنة واحدة أين ذهبوا الآن انتهوا، الى أين تصل الرياضة حاليا؟

حاليا نفق مظلم والقرارات التي صدرت أخيرا لن تخدم الرياضة، القرارات لا تنفذ وخاصة الاطراف المتنازعة.

هيئة الشباب والرياضة

أقول انها مغلوب على أمرها لا حول لها ولا قوة، وفي الوقت الحاضر الهيئة لا تقدر على الاندية، بالقانون نعم أما بنفسيتهم فلا تقدر، الا اذا طبق القانون، والاندية الرياضية لا تطبق القانون نهائيا، هناك أندية واتحادات لا تطبق القانون تلف وتدور، الهيئة فقدت دورها وأيام وزارة الشؤون تباركنا بنشأة الهيئة ولم نر منها شيئا.

بداية تأسيسها الاستاذ خالد الحمد والبداية كانت تسير بالخط الصحيح، ولكن الاندية والاتحادات لا تطبق القانون كنا نطبق القانون، والبعض السلطة ما يقدرون عليهم، وهيئة هي المسؤولة عن الرياضة في الكويت حاليا في الرياضة صاير (فالتوه) نحن في هبوط ودول الخليج في تقدم وارتفاع في اللاعبين أو المنشآت، ونحن لا نستطيع أن نرتقي لعدم وجود تشجيع من الهيئة مثلا نطلب معسكرا يقولون عشرة أيام للمعسكر خارجي وداخلي ما يعطونك.

أيام الثمانينيات كنا نقيم معسكرا تقريبا عشرين يوما، وهذا أقل أيام للمعسكر.

ندخل في البطولة، فاللاعب يعطي كل إمكانياته وعشرة أيام في معسكر خارجي لا يكفي ولا يعطي نتيجة.. الصراع له أثر كبير في تفكيك الادارة، جميع الصراعات والتفكك بدأ من الهيئة، الرياضة حاليا تم تعليقها دوليا ولا نشارك، ننتظر ماذا سيصير بعد القرارات، مجلس الأمة، العام الماضي تدخل والاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية وتم توقيفنا بسبب تدخل مجلس الأمة.

اتركوا الرياضة لأهلها والسياسة لأهلها. وكانوا مدفوعين والتناحر بين الطرفين الى أين ستستمر هذه الفوضى؟ إن شاء الله يصير الحل باتفاق جميع الاطراف وتحل المشاكل.

النادي العربي

من أوائل الاندية التي تأسست عام 60 - 1961 ومن الاندية التي يحسب لها أثناء المباريات، وكوني لاعب طائرة الا أني كانت لي صداقات مع عبدالرحمن الدولة وناصر حسن ومحمد الخطيب ورشدان وسالم مبارك ومرزوق وحسين العسعوسي، جيل محترم ومخلص في عمله.

وبعدما ترك الكبار النادي نزل مستواه بسبب، عدم وجود البديل للمعتزل يعمل هبوط، الكاظمي الرجل الصحيح في المكان الصحيح، الرجل مخلص للنادي وعمل وأعطى من نفسه وصرف ومشى مع جميع التكتلات في النادي العربي وليست له عداوات مع أحد أبوطلال ليس له أعداء في النادي العربي

يريد مجموعة تعمل معه ومجلس الادارة الذي يرأسه جمال الكاظمي يعمل بكل إخلاص، أفكر أنه سيرشح نفسه وأرى أنه الرجل المناسب للنادي العربي، فعليه أن يختار المجموعة التي تترشح معه للعمل مع بعض.

مجلس ادارة النادي مطلوب منه متابعة جميع الفرق الرياضية في النادي وليس كرة القدم فقط.





أمنيات رياضية

عن امنياته في مجال الرياضة يقول الحلواجي: بودي وأتمنى أن تعود الرياضة في الكويت كما كانت بالسبعينيات، وهذه أمنية إن شاء الله تتحقق ولا أزال رياضيا من ضمن أبناء النادي العربي ولم أفكر نهائيا أن أنتقل لناد آخر وهو حبي للنادي العربي وفي هذا العمر وإن شاء الله العمر المديد مع العربي.

وأولادي عرباوية ولعبوا مع الناشئين طائرة حتى المدرسة الثانوية وانقطعوا عن اللعب، ولكن ولدي محمد يلعب مع فريق الطائرة بالعمل، وأتمنى أن تحل جميع المشاكل، وأن نكون على قلب واحد من أجل الكويت، والمشاكل تحل باتفاق جميع الاطراف ولا يصير بيننا أي نزاع أو تفكك وما هو حاصل حاليا غزو خارجي علينا مع جميع الدول الكبرى، ونحن نفكر ونقول ولكن البعض داخل قلبه غير نظيف زمن الآباء والاجداد غير موجود، ما نعيشه حاليا مرحلة التفكك ولن نستطيع أن نعمل شيئا.

وأقول للفضائيات منها الخطأ ودمرت وهي الطامة الكبرى، وبعض الجرائد المحلية لها دور في التفكك، ووزارة الإعلام لا تطبق القانون.

تطبيق القانون على الجميع وبدون تفريق الجميع يعمل، فلا يستطيعون تطبيق القانون، اذا عادت الدنيا للعسكرية بودي أن أعيد هيبة الرجل العسكري بالشارع وإنشاء القوانين الجديدة من صالح العسكريين، وإن شاء الله يطبق، بالسابق ما كنا نتعرض للمشاكل، وكان الاحترام سائدا للعسكري وبعض العسكريين أحيانا تصدر منهم بعض الهفوات، فيكون مخطئا على المواطن، وأحيانا المواطن أمام العسكري يكون مصرا على خطئه، وأذكر عندما كنت في مخفر السرة أحد المتظاهرين أصر على رأيه وكنت أنصحه لعدة مرات، ولكن لم تنفع معه النصيحة، فاستخدمت سلطتي العسكرية وأمسك به العسكريون.

آخر عمل تسلمته مدير عمليات الجهراء وتقاعدت عميدا، والحمد لله أديت ما علي وما طلب مني ولم أخطئ ولم أتجاوز في عملي، وأشكر جميع من عملت معه، الشكر لجميع الوزراء والوكلاء الذين عملت معهم طوال سنوات خدمتي.

تقاعدي بسبب الإشراف على المصنع بعد أخي أبوخالد وهو لايزال يعمل معي.

أيضا الرجل العسكري مدمر من الوضع العسكري الحاصل الكبير والصغير، أي خطأ صغير أو كبير من أي عسكري هاتوا وزير الداخلية نستجوبه على أي شيء، وهذا خطأ.

الوزير ليس له ذنب ويشرف على مجموعة إدارات، والمسؤول المباشر يجب أن يحاسب في البداية حاليا ماذا يريدون الوصول اليه؟!

عدد المشـاهدات: 3917


 
حجم الخط
293603-1p8-91.jpg

طارق عبدالله إدريس بن جاسم إدريس (سعود سالم)
293603-AAAAp8-9.jpg

صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد يتسلم رسالة الماجستير من شريفة طارق إدريس
293603-tarek_edres_su_21-4-2012_(2).JPG

طارق إدريس مع سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح «رحمه الله» مع جمعية المعلمين
293603-16p8-91.jpg

«من اليمين» الشيخ محمد صباح السالم وسليمان خلف ومحمد ياقوت سالمين وطارق إدريس في ثانوية الرميثية
293603-P1010512.JPG

طارق إدريس مع سمو رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة آل خليفة
293603-2p8-91.jpg

طارق إدريس خلال لقائه الزميل منصور الهاجري
293603-10p8-9.jpg

طارق إدريس «الأول من اليسار» مع صلاح ومصبح المقبالي من عمان
293603-13p8-9.jpg

السفير سيد رجب الرفاعي وعبدالله إدريس في تونس
293603-9p8-91.jpg

خالد إدريس مع منتخب الكويت لكرة القدم عام 1970
293603-4p8-91.jpg

عبد الله إدريس خلال زيارة البعثة الطبية الكويتية للجزائر في السيتينات
293603-8p8-9.jpg

مع كشافة حولي المتوسطة عام 1968
293603-12p8-9.jpg

ملا إدريس بن جاسم الدريس
293603-18p8-9.jpg

الأسير «الشهيد» خالد إدريس
293603-3p8-91.jpg

طارق ادريس متوسطا محمد القضاع والمرحوم بدر البلوشيفي المركز الإعلامي بدمشق 1991



    • جدي ملا إدريس كان معلماً بالمباركية والأحمدية ومحاسباً في جمارك الكويت وأطلق عليه لقب «خطاط الكويت»
    • «آل الطبيخ» هم إخوان جدي الملا إدريس لأمه وأبناء عمومتنا
    • المؤرخ سيف الشملان نشر وثيقة بخط يد جدي «جاسم بن إدريس» تؤكد تاريخ وفاة الشيخ مبارك الكبير في أكتوبر 1915
    • عمي يوسف بن إدريس كان رئيساً لخزينة وزارة الداخلية في الستينيات
    • عمي محمد بن جاسم بن إدريس أحد مؤسسي سوق السلاح بالكويت مع المزين والعميري والزبن
    • لعبت للنادي العربي وكنت هاوياً للسباحة وألعاب القوى
    • جدنا جاسم بن إدريس كان وكيلاً لـ «قلاطة الغوص» في عهود أربعة أمراء للكويت ونطالب بتكريمه بإطلاق اسمه على أحد شوارعها
    • والدي عبدالله إدريس كان وكيلاً لـ «آل الطخيم» وعمل في البعثة الطبية الكويتية بالجزائر عام 1960 كما عمل 22 عاماً في وزارة الخارجية
    • عمي يوسف بن جاسم بن إدريس من أوائل العاملين في دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل «قطاع العمال»
كتب: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل طارق عبدالله ادريس، مدرس وصحافي متمرس، له نظرة ثاقبة ومعرفة بتاريخ الكويت من خلال إلمامه بمسيرة الكثير من الشخصيات الكويتية العريقة، لاسيما عائلته التي كان لها نشاط واضح وبصمة مؤثرة في كويت الماضي. يكلمنا عن بداياته وتعليمه بدءا من التحاقه بمدرسة الفارابي الابتدائية في النقرة ثم مشواره في التعليم طالبا ومعلما. كما يتحدث عن جده ملا ادريس وعمله معلما في المباركية والأحمدية ومحاسبا في جمارك الكويت، وكيف اطلق عليه لقب «خطاط الكويت»، ويتناول أصول عائلته التي تعود جذورها إلى إمارة سدير، وكيف كان عمه محمد بن جاسم بن ادريس أحد مؤسسي سوق السلاح بالكويت مع المزين والعميري والزبن. يذكر ضيفنا كيف كان الجد جاسم بن ادريس وكيلا لـ «قلاطة الغوص» في عهد أربعة أمراء للكويت، وعمل والده في البعثة الطبية الكويتية بالجزائر عام 1960 علاوة على عمله 22 عاما في وزارة الخارجية. كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال تفاصيل هذا اللقاء الشيق:

يستهل المربي الفاضل الاستاذ طارق عبدالله إدريس بن جاسم إدريس كلامه عن الماضي وحكاياته وذكرياته بالحديث عن مولده وبداياته الأولى حيث يقول:

ولدت في الكويت بحي المرقاب عام 1953 ويقول ان اسمنا ينتهي باسم جدنا ادريس بن حسين بن محمد بن شعيب الملقب بالجنوبي وأصولنا من حوطة بني تميم من سدير والجنوبي نسبة الى المنطقة الجنوبية من سدير. وفي اعتقادي ان النزوح الى الكويت بدأ في عهد مبكر لأجدادنا وأعتقد ان جدنا إدريس بن حسين «العود» هو الذي هاجر من نجد الى الكويت، اما جدي ملا إدريس بن جاسم فقد ولد في الكويت عام 1899م ـ وتوفي عام 1978 واما جدي جاسم فولد في الكويت عام 1860م وتوفي عام 1945، وهو وكيل للشيوخ من عام 1896م حتى 1940 اذ بدأ وكيلا للشيخ مبارك الصباح «الكبير» وكيلا للقلاطة ويقال ان جاسم بن ادريس جدنا هو الذي اقترح على الشيخ مبارك الصباح لأخذ اقلاطة الغوص من أصحاب سفن الغوص وهذا موثق عند «شريدة المعوشرجي» وذكرها في مسلسل مبارك الصباح «أسد الجزيرة»، وكذلك موثق عند العم سيف مرزوق الشملان في كتابه عن الغوص.

وأعتقد ان جدي جاسم كان يبلغ من العمر ثلاثين سنة عندما كان وكيلا للشيخ مبارك الصباح.

والمرحوم الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت تسلم الحكم عام 1896 حتى عام 1915.

وجدي جاسم من أهل سدير وغالبيتهم من بني تميم وجدي الملا إدريس بن جاسم بن إدريس بن حسين بن محمد بن شعيب الجنوبي عاش مع والده واخوانه في حي المرقاب بالكويت.

ويقال عن تاريخ سدير ان آل بن ادريس كان لهم الحكم على سدير أيام الدولة السعودية الأولى وهناك عائلتان «إدريس بن حسين المدلج» وعائلتنا وننتمي جميعا الى بني عمرو من المنعات من تميم هذا ما ذكره المؤرخ الكبير حمد الجاسر وذكر «ابن إدريس» من المنعات وكذلك المؤرخ الكويتي المزيني يقول ان «آل ادريس» الذين سكنوا المرقاب هم إدريس المنعات من بني عمرو من تميم ونحن الوحيدون الذين سكنوا المرقاب من «آل إدريس» في الكويت هذا ما جاء في تاريخ إمارة سدير لعدة مؤرخين وأيضا آل إدريس الزامل سكنوا المرقاب.

حاليا عائلة إدريس عائلات كثيرة بالكويت ومنهم نواخذة الماء وغيرهم.. والنعم بالكويتيين جميعا.

وجدنا جاسم تزوج أكثر من واحدة وأنجب من زوجتين زوجته الأولى اسمها «عائشة الخليفة» وأنجبت ملا إدريس وطلقها وتزوجت من مبارك الطبيخ وأنجب منها «سعد الطبيخ» وبعد وفاة مبارك تزوجها علي الطبيخ وأنجب منها جميع أولاده منهم فهد واخوانه، وفهد أنجب عمي سالم الذي عمل مذيعا في إذاعة الكويت وأحمد وخليفة وعلي «أبوصالح» الذي يعمل في (كونا) وكالة الأنباء الكويتية وكذلك عمي خليفة وأولاده موجودون، هؤلاء اخوان جدي ادريس من أمه سعد مبارك وعلي فهد الطبيخ وهناك وثيقة حصر وراثة تثبت ان علي الطبيخ وملا إدريس ورثا اخاهما سعد الطبيخ رحمه الله، اما الزوجة الثانية لجدي جاسم فهي المرحومة «سلمى الزايد» عمة آل الزايد وجميع أولاد عائلة إدريس من سلمى بنت ناصر المطلق الزايد عدا ملا إدريس بن جاسم والدته عائشة الخليفة.

وجدي ملا إدريس هو المدرس في المدرسة المباركية في عام 1911 كان طالبا في المباركية تخرج منها وعين فيها مدرسا واستمر فيها حتى عام 1942 حيث عين ملا إدريس في الجمارك أما ولداه فهما والدي عبدالله توفي عام 1986 وعمي يوسف وكان يعمل مسؤولا عن صندوق المرور عندما كان المرور في الشرق مقابل الكهرباء القديمة وتوفي عام 1965.

جدي جاسم بن إدريس

ويتحدث ضيفنا عن جده جاسم بن إدريس قائلا: هو أشهر من عرف من العائلة وهو وكيل الشيوخ حسب ما ذكر في كتب التاريخ وهو كتاب «الغوص على اللؤلؤ» للاستاذ المؤرخ سيف مرزوق الشملان ووثق في كتابه الجزء الأول صورة بخط جدي عن حصاد الغوص ووثائق حساب «القلاطة» بمحصول سفن جد سيف الشملان.

وجدي جاسم كتب الوثيقة بخط يده على ان يسلم القلاطة للمرحوم الشيخ مبارك الصباح سنة 1915 لكن الشيخ مبارك الصباح توفي وجدي أعطى الشيخ جابر المبارك الحاكم الجديد «القلاطة» وهي وثيقة أكدت تاريخ وفاة الشيخ مبارك الصباح في أكتوبر 1915 التي تعادل بالتاريخ الهجري 1334 هجري.

وبيت جدي من البيوت الكبيرة في المرقاب وكان البيت يطل على الحفرة التي عرفت بحفرة «بن إدريس» وهناك حفرة ثانية في المرقاب تعرف بحفرة الطبيخ وثالثة بحفرة الفريج وبيت جدي قرب دوار مسجد الشملان المعروف بمسجد عبدالله المبارك الذي يتوسط الدوار بالمرقاب وأعتقد ان حفرة بن إدريس هي موقف باصات المواصلات ومكتب البريد حاليا بالمرقاب.

الجد جاسم والغوص

وعن مسيرة جده جاسم مع الغوص يقول: الغوص له موسم خاص ومدته 4 أشهر والكويتيون يغوصون في الهيرات وهي المغاصات العميقة بحدود 17 باعا يساوي 25 مترا، في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح عام 1915 يعادل عام 1333 هجري وينتهي الغوص آخر شهر سبتمبر ويقابله شهر ذي القعدة عام 1333 هجري وتوفي الشيخ مبارك الصباح ليلة 21 محرم عام 1334 هجري، ويعادل اكتوبر 1915، وكان جدي عنده مبلغ من المال أمانة «محصول القلاطة» يسلمها للشيخ مبارك الصباح ولكن بسبب الوفاة تسلم المبلغ الشيخ جابر مبارك الصباح الذي حكم الكويت بعد وفاة والده الشيخ مبارك رحمه الله وكان وكيل الشيوخ جدي جاسم بن ادريس وقد كتب بيده: «وصل المبلغ 1637 روبية وحرر المبلغ لحضرة الشيخ جابر مبارك الصباح 6 ربيع الثاني 1334 هجري» وهذا الكلام يؤكد وفاة الشيخ مبارك الصباح وهذه الوثيقة نشرت في كتاب العم سيف مرزوق الشملان اطال الله في عمره.

إخوان جدي الملا إدريس

ملا إدريس له إخوة منهم محمد بن جاسم بن إدريس وكان من مؤسسي سوق السلاح بالماضي ومعه الزبن والعميري والمزيني وله دكان لبيع السلاح وقد التقيت مع العم المرحوم إبراهيم عمر الغرير رحمه الله وقال إن جدي عندما كان يحضر على ساحل البحر لأخذ «القلاطة» كان يحضر راكبا حمارا وكان معه عمي محمد يقف بجانبه ليجمع ويحسب له سفن الغوص الواصلة، والعم محمد تزوج في حياته مرة واحدة ولم ينجب اولادا، اما عمي يوسف بن جاسم بن ادريس فكان يعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مديرا للعمل والعمال ثم مدير عمل محافظة حولي ثم رئيسا لمكتب عمل العمال التابع لمكتب وزير الشؤون وعضوا في مجلس محافظة حولي وله من الأبناء ثلاثة اكبرهم جاسم يعمل في إحدى الشركات الاستثمارية ونايف ديبلوماسي بوزارة الخارجية قنصلا في سفارتنا بإحدى الدول الأوروبية، أما محمد الأصغر فيعمل بأحد البنوك المحلية، وهناك عمي احمد بن جاسم بن ادريس توفي صغيرا.

أما جدي ادريس فكان محاسبا لأنه كان مدرسا لمادة الحساب ومسك الدفاتر في المدرسة المباركية وكان خطاطا مشهورا وهو الذي يكتب اللوحات في المدرسة المباركية ويطلق عليه آنذاك خطاط الكويت وعمل مدرسا مع المرحوم سيد عمر عاصم وسالم الحسينان ومحمد الشايجي وملا عثمان العثمان واحمد الخميس الخلف ومحمد سيد عمر عاصم وعبدالملك الصالح ومحمد اسماعيل الغانم. وجدي ملا ادريس عمل مدرسا في الاحمدية والمباركية وايضا كان فيها طالبا عام 1911 بداية افتتاحها وكذلك عمل مدرسا في مدارس خاصة مثل مدرسة الفلاح التي افتتحها المرحوم محمد زكريا الأنصاري وكذلك جدي ملا ادريس افتتح له مدرسة خاصة في المرقاب وكان يعلم فيها مادة الحساب والخط وكانت تفتح وقت الاجازات او بعد العصر.

وملا ادريس كان خطاط لوحات السيارات وكان يخط ارقامها وكذلك عمي يوسف ابنه والملا ادريس انجب والدي عبدالله وعمي يوسف وعمتي طيبة تزوجت من عبدالله النزال المعصب ولها منه ولد اسمه عامر وأولاده هم يوسف وخالد النزال وكذلك تزوجت من حسن احمد افلاح ولها منه باقي اولادها وبناتها واما عمتي شريفة فهي متزوجة من المرحوم عبدالله محمد سعيد العوضي وأنجبت منه بنتا واحدة.

الوالد عبدالله الدريس

بدأ حياته العملية وكيلا عند عائلة الطخيم وبعد ذلك اشتغل في دائرة الصحة العامة مع يوسف الحجي وبرجس البرجس وتم ترشيحه للسفر الى الجزائر في الستينيات مع مجموعة من الكويتيين للعمل هناك في البعثة الطبية الكويتية حتى عام 1962 ونقل بعدها الى وزارة الخارجية ورشحه للعمل بالخارجية العم احمد زيد السرحان رئيس مجلس الأمة الأسبق وآنذاك كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح، وهو ثاني رئيس وزراء للكويت بعد الأمير الشيخ عبدالله السالم.

والوالد اشتغل اكثر من سنة في الجزائر وكان يرسل رسائل لنا وكنت أنا أجمع طوابع تلك الرسائل ولاأزال احتفظ بالطوابع وطوابع الجزائر فيها رسومات فواكه وطيور وعلم الجزائر.

وسبب سفر تلك البعثة كان طبيا والجزائر بذلك الوقت تحت الاحتلال الفرنسي والبعثة الكويتية تعمل هناك.

وأفراد البعثة العم محمد ناصر الحمضان والعم عبدالعزيز اللوغاني ووالدي عبدالله الدريس وآخرون، والوالد رجع بعدها وعين في الخارجية كما اسلفت.

ديبلوماسي في تونس

بعد انتقاله الى الخارجية عين والدي ديبلوماسيا في سفارة الكويت في تونس مع السفير المرحوم سيد رجب الرفاعي والاستاذ فاضل خلف التيلجي ملحق صحافي وهو شاعر وأديب وهو مرجع في الاعلام الكويتي وكان يمدح الوالد دائما، والدي عبدالله ادريس كان عمله الملحق الاداري والمالي في السفارة وايضا معهم فؤاد المشري وأول سفارة كويتية تفتح في المغرب العربي للكويت كانت في تونس ووالدي يحمل وساما من الرئيس الحبيب بورقيبة.

أما عمي يوسف فقد توفي عام 1965 وكان يبلغ من العمر 39 عاما وكان يعمل في وزارة الداخلية رئيسا لخزينة المرور وله من الأولاد اربعة: يعقوب كان يعمل بالدفاع، والعقيد فيصل كان يعمل ضابطا في القوات البحرية، وجمال يعمل في احدى شركات النفط محاسبا، وآخرهم المدعي العام في مرور العاصمة الاستاذ كمال يوسف الدريس وجميعهم متزوجون ولهم عدة ابناء ومنهم من يعمل ضابطا في الجيش.

والوالد بعد تونس رجع الى الكويت عام 1974 ومكث في تونس من عام 1962 حتى عام 1974 وأخبرني الشاعر الاديب الاستاذ فاضل خلف بأنه كان مهتما بعمله ودوامه وله صداقات قوية في تونس أوصلته الى بيت الحبيب بو رقيبة الرئيس التونسي الأسبق وكان يساعد الديبلوماسيين بتحديد موعد سريع لهم للقاء الرئيس الحبيب بورقيبة وبعد العودة من تونس الى الكويت بقي في الخارجية وقد عرض على الوالد اكثر من مكان وكان يومئذ امير الكويت المرحوم الشيخ صباح السالم الذي حكم الكويت بعد الشيخ عبدالله السالم امير الكويت وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وزيرا للخارجية فطلب الوالد نقله الى الكويت واستقر في الخارجية وقد امضى اربعة عشر سنة خارج الكويت وتوفي والدي عبدالله ادريس بن جاسم الدريس عام 1986 بعد تقاعده عام 1984 ولم يعمل في اي مكان بعد تقاعده. وكانت له صداقات ومعارف كثيرة وخاصة بعائلة المرحوم مساعد الصالح وعائلة الطخيم وعائلة الحميضي والبحر والغربللي.

«زواج الوالد»

تزوج والدي عبدالله بن إدريس من ثلاث نساء الأولى والدتي بنت النوخذة محمود المحمد الخرسان ووالدها كان من نواخذه سفن نقل المياه واخواني خالد إدريس كان يلعب بنادي الفحيحيل وصلاح لعب بنادي القادسية وكنت ألعب أنا بالنادي العربي.

خالد أسير من قبل الجيش العراقي الغاشم وهو مهندس مسؤول عن الصيانة الفورية للطائرات في الخطوط الجوية الكويتية وكان في المقاومة الكويتية وأسر مع الشهيد فايق عبدالجليل، والشهيد عبدالله الراشد وتم العثور على رفاتهم وتم دفنهم وأخي خالد إلى الان لم نعرف عنه شيئا لأنه في عداد الأسرى المفقودين.

وخالد رحمه الله لعب مع المنتخب الكويتي والعسكري وأشرف على المنتخب الوطني الكويتي ولعب مع عبدالرحمن الدولة والشيخ نايف جابر الأحمد ومرزوق سعيد والعسعوسي والخشرم ولعب مع آدم الحاج السوداني أما أنا فلعبت مع النادي العربي منذ عام 1968، وقد تم اختياري من قبل اللاعب حسين إبراهيم وكان يحضر عندنا في حولي ويتفرج علينا ويعتبر كشافا وكان صديقا لدعيج الخليفة حارس مرمى نادي الكويت فتم اختياري مع محمد علي الكندري للعب بالعربي. وذهبت الى النادي العربي وكان يومئذ استاذي خالد الحربان في النادي العربي واستمررت في النادي العربي حتى أني أصبت بالركبة عام 1972 فتركت اللعب الى عام 1976 في ذلك العام رجعت إلى اللعب بالنادي ولكن عادت الاصابة مرة أخرى ويومها كنت مدرسا ورشحت للاشراف على فريق الاشبال وبنفس الوقت حصلت على موافقة للدراسة بجامعة الاسكندرية وقبلت وتركت النادي للمرة الثانية وسافرت للدراسة حتى تخرجت عام 1981 وحصلت على شهادة الليسانس في التاريخ ورجعت الى النادي العربي ولكن هذه المرة في لجنة العلاقات العامة، كما اني رشحت نفسي للانتخابات وكان رئيس قائمتنا الشيخ نايف جابر الاحمد الذي فاز وحيدا من القائمة في الانتخابات، وجاء الشيخ دعيج المالك احتياطيا أولا ولم نوفق نحن وكان معي جاسم الذياب وعبدالكريم عبدالرضا وحسن الحداد ومصطفى جمعة والمرحوم غازي غانم وفهد امان وكان عددنا احد عشر مرشحا، والقائمة الثانية كانت برئاسة احمد عبدالصمد وعضوية جبر الجلاهمة عبدالرحمن الدولة وعبدالرزاق معرفي وابراهيم شهاب وآخرين. وكان الشيخ أحمد فهد الأحمد عضوا بالنادي العربي وزاملته من خلال لجان رياضية، كما أذكر ان مجموعة أحمد عبدالصمد التي فازت بالانتخابات قد سلمتنا لجنة العلاقات العامة أنا مقررا واللواء مصطفى جمعة رئيسا للجنة والنادي العربي أول ناد بالكويت كانت له لجنة علاقات عامة قوية شاركت مع جميع وفود النادي الرياضية وفي جميع المناسبات وأول بطولة خارجية شاركت فيها كإداري مع الفريق كانت بطولة مجلس التعاون الخليجي الاولى ايام الشيخ نايف الجابر الاحمد، حيث سافرنا الى السعودية وقطر والامارات والبحرين وعمان. وقد فزنا في ذلك العام بالدوري والكأس وبطولة الخليج.

أما عن أخي خالد رحمه الله فقد ترك اللعب عام 1982 وأخي صلاح استمر إلى أن ترك نادي القادسية وانتقل الى نادي الفحيحيل وخالد عام 1976 كان هدافا لدوري بطولة كأس الأمير، أما صلاح فكان هداف الدوري مع نادي الفحيحيل في عدة مواسم، وقد مارست لعبة العاب القوى مع بدر بو عباس وكان مدربنا عبدالكريم عبدالرضا وكانت أعمارنا 14 او 15 عاما كذلك مارست السباحة في الاندية الصيفية وأنا معروف عني متملل وأحب التغيير.

أما إخواني من والدي فهم وليد مهندس طيران بالخطوط الجوية الكويتية وكذلك يوسف ضابطا بالجيش الكويتي والمهندس الرائد جاسم بالاطفاء العام وإخواتي 4 بنات.

«الدراسة والتعليم»

أول مدرسة التحقت بها هي مدرسة الفارابي الابتدائية في النقرة سنة واحدة وبعد ذلك نقلت الى مدرسة عبدالعزيز الرشيد الابتدائية وامضيت فيها ثلاث سنوات، والتحقت بفريق الاشبال والفريق الخاص وكنت اعزف على «الاكسليفون» ومدرس الموسيقى آنذاك الاستاذ عفيفي ومدرس البدنية نطلق عليه «المطاعة» لأنه شديد ويضرب الطلبة بالعصا وناظر المدرسة المرحوم عيسى اللوغاني والوكيل المرحوم نجم الخضر ومن الابتدائي انتقلت إلى حولي المتوسطة ودرسني الاستاذ خالد الحربان، وبعد الانتهاء منها انتقلت الى ثانوية الرميثية لان الاهل انتقلوا للسكن هناك وكان ناظرها الاستاذ عبدالله اللقمان وبعد ان اكملت الثانوية التحقت بمعهد المعلمين سنتين بعد الثانوية بعد حصولي على الشهادة الجامعية عدت مدرسا في ثانوية الرميثية لمدة عامين.

وقد عينت وكيل مدرسة في ثانوية حولي التي كانت في مبنى مدرستي الابتدائي عبدالعزيز الرشيد وتذكرت سنوات الدراسة فيها عندما كنت في المرحلة الابتدائية التي تحولت بعد سنوات الى ثانوية حولي وكنت فيها وكيلا والاستاذ حسين جاسم اليحيى ناظرا لها، وبدأنا بتصليح الحديقة القديمة التي كانت موجودة في المدرسة لدخول المسابقات الزراعية وبعدها في عام 1987 عينت ناظرا لثانوية الصباح بمنطقة الفردوس، وبعد ذلك نقلت الى الوزارة للعمل في السجل العام بعد التحرير مؤقتا وكان عملنا الأهم احصاء اسماء المدرسين الذين عملوا مع الاحتلال العراقي ايام الوزير سليمان البدر ومعنا الاستاذ عبدالله حبيب ورجا الحجيلان، وبعد ان انتهت المهمة عينت ناظرا لثانوية سالم المبارك دوام مسائي وكنت في ذلك الوقت أعمل كاتبا في جريدة «الأنباء».

وعام 1995 قدمت استقالتي من التربية وتركت التعليم عندما كنت ناظرا في ثانوية سالم المبارك كان الطلبة ممتازين جدا وكنت ناظرا في المركز المسائي وباشرت المشاركة في المسابقات والبطولات الرياضية بواسطة الطلبة الذين شاركوا في مسابقات القرآن الكريم والشعر مع انهم موظفون صباحا وطلبة مساء الا انهم كانوا يشاركون بالانشطة ونظام الامتحانات آنذاك طبق نظام الفصلين وكان غالبية الطلبة مريحين في التعامل معهم.

السفر إلى الإسكندرية

اثناء عملي مدرسا في المرحلة الابتدائية حصلت على قبول للدراسة في جامعة الاسكندرية «إنتساب» وفي شهر مايو اسافر واقدم امتحانات ولمدة خمس سنوات وكان المفروض اربع سنوات ولكن تأخرت سنة بسبب التجنيد الالزامي، وكنت مع اول دفعة عام 1978 رسبت بثلاث مواد ومادة من قبل فصار اربع مواد وعدت السنة كلها وتأخر تخرجي وتخصصي ليسانس تاريخ وعينت مدرسا في ثانوية الرميثية التي كنت فيها طالبا وتخرجت فيها وكيلا لثانوية حولي ولمدة اربع سنوات ثم ناظرا لمدة ثماني سنوات حتى استقالتي.

كنت موظفا في وزارة الشؤون وانا طالب في معهد المعلمين وعمري 22 سنة عام 1975 وكان عملي مسائيا مع الاستاذ عبدالرحمن المزروعي وعينت في مركز شباب الدعية وعملت مع المرحوم ابراهيم البداح وصالح الشايجي رئيس المراكز والذي عينني بالشؤون عمي اخو جدي يوسف بن جاسم بن ادريس الذي كان يعمل مدير ادارة العمل والعمال آنذاك في وزارة الشؤون.

مكتب التعويضات

كنت اعمل في وزارة التربية بعد الاحتلال العراقي على الكويت وتأسست الهيئة العامة للتعويضات ونشر اعلان لمن يريد ان يعمل في العلاقات العامة في المحافظات وتقدمت ونجحت في المقابلة وعينت على مركز الفروانية مكتب العلاقات عام 1992 وكنت اشرف على تسجيل مطالبات الاهالي وكنا ننظم عملية الدخول والخروج للمركز ونسجل كل عمل يخص الامور الاعلامية ونزود فيها رئيس مراكز العلاقات م.حسن البصيري الذي كان زميلا لي يكتب في جريدة «الأنباء». المهم تركت التعويضات وتولى المهمة الاخ جمال المكيمي الذي لايزال مسؤولا في الهيئة العامة للتعويضات.

جمعية الصحافيين

رشحت لعضوية جمعية الصحافيين عام 2002، وصرت عضوا في مجلس 2002 الى 2004 ونجحت بالتزكية لان المجموعة الثانية تم اقناعهم وانسحبوا فلم يكن لنا منافس وانسحبوا لصالحي والجمعية لها دور كبير وبيانات جمعية الصحافيين تؤكد هذا ولمجلس الادارة مواقف طيبة جدا مع الزملاء الصحافيين وخاصة من رئيس مجلس الادارة احمد بهبهاني وعدنان الراشد وفيصل القناعي واقول هل يعقل ان جمعية الصحافيين لا تقف مع الصحافيين بعضهم رؤساء تحرير صحف وبعضهم سكرتيرو تحرير.

جمعية الصحافيين تدافع عن الصحافيين ولكن بعض الصحافيين ذهبوا للمطالبة بانشاء جمعية اخرى تخلق نوعا من التنافس للدخول لعضوية الجمعية فلذلك ذهبوا للمطالبة بنقابة جمعية الصحافيين وهناك جمعية خاصة بالاعلاميين.

الاعلام غير مجال الصحافة.. اذاعة، تمثيل، تلفزيون، صحافة، هذا كله اعلام وجمعية الاعلاميين اشهرت ولها مجلس ادارة ورئيسها الزميل ماضي الخميس وليس لها نشاط ونشاطها تحت التأسيس وكذلك انا عضوا في جمعية المعلمين الكويتية وانتخبت لعضوية مجلس الادارة عام 1984 وكذلك انا عضو في جمعية الهلال الاحمر وآخر الانتخابات نجح مجلس الادارة والعم برجس البرجس رئيس مجلس الادارة وهو صديق الوالد وآخر انتخابات في الهلال الاحمر كانت من اقوى الانتخابات وجمعية الهلال الاحمر جمعية انسانية وليست سياسية وكان للجمعية دور كبير اثناء الاحتلال العراقي على الكويت، ورقم عضويتي في جمعية الهلال الاحمر (315) واذكر اننا نجمع لفلسطين والجزائر عندما كنت في الاشبال وجمعنا ملابس وكنا نضعها بأكياس واذكر ان جمعية الهلال الاحمر لها نشاط باقامة دورات مثل الاسعافات الاولية وتخرج المسعفين. وفي اعتقادي ان البعض يرشح نفسه لوضع سياسي والاخر يرشح لوضع انساني تطوعي اقول كل ما يتعلق بالعمل الشعبي التطوعي تحول الى تنافس سياسي وهذا عيب، كذلك عملت في المجلس الاعلى للمعاقين عام 1997 ورشحت من قبل جمعية الصحافيين وصرت عضوا في اللجنة وتحول المجلس الى هيئة عامة للمعاقين وكنت فيها عضوا منذ عام 1997 الى ان توقفت عام 2007 وكذلك شاركت في عدة مؤتمرات داخلية وخارجية في جمعية المعلمين ومع جمعية الصحافيين ومثلت جامعة الكويت عندما عملت كمدير للعلاقات العامة والإعلام. وبعدما تركت التعليم اشتغلت في وزارة الإعلام محررا في البرامج السياسية في الأخبار وترشحت للعمل بالجامعة عام 2000 وقابلت د.انس الرشيد وكان أستاذا في قسم الإعلام وعملت معه كمدير للعلاقات العامة والإعلام في جامعة الكويت واستمررت بالعمل حتى عام 2004 وانتقلت مستشارا في جريدة الجامعة (آفاق) من 2004 الى 2007 وفي 2008 طلبني د.عادل العدواني ان أستمر بالعمل كاستشاري لمجلة الجامعة ولاأزال أعمل فيها كما عملت مراقب الالتقاط الإذاعي في وزارة الإعلام في إدارة التوثيق والرصد ومن مهام مراقبة الالتقاط الإذاعي هو التقاط كل ما يبث في الأخبار السياسية في الإذاعات الأجنبية والعربية والعالمية وما تبثه وكالات الأنباء وتوثيقه في 3 نشرات يومية تكون على مكاتب القياديين في الدولة وهي إدارة متخصصة في الرصد والتوثيق الإعلامي واشتغلت كمحرر فيها ثم مراقب للالتقاط الإذاعي وكذلك عملت مستشارا في مكتب وزير الإعلام مع د.أنس الرشيد لمدة عام ونصف العام.

مجلس الأمة

من وجهة نظري مجلس الأمة خرج عن العمل الديموقراطي الحالي وقلب الموازين فالمجلس السابق الذي حل 2011 كانت الأقلية المعاكسة لنهج الحكومة الكويتية حاليا هي الأغلبية المسيطرة في المجلس ايضا مؤيدة لنهج الحكومة الجديدة لكن بأجندتها الخاصة في العمل السياسي.

ومصالح الدولة العليا هي أهم شيء وإذا طغت مصلحتك الخاصة ومصلحة مجموعتك على مصالح الدولة انحرف العمل السياسي في أداء واجباته العملية والسياسية ومتى ما اختلفت وجهات النظر بين الكتل السياسية والقيادة الوطنية العليا هنا المصيبة.

هناك خطاب سياسي للدولة في افتتاح دور الانعقاد يلي هذا الخطاب السياسي وهو الخطاب الأميري ومن يقرأه رئيس الوزراء والمفترض من أعضاء مجلس الأمة ان يعملوا من أجل هذا الخطاب السياسي لأن هذه وجهة نظر للدولة وإذا هم لديهم أي ملاحظة يردون على الخطاب السياسي ولم يعاكسوه ولجنة الرد على الخطاب الأميري من اللجان المهمة في كل المجالس لم تناقش الخطاب الأميري وخلقوا أجندة أخرى تعرقل الخطاب الأميري القائم وهو خطاب الدولة ولذلك نرى هذا النوع من الضجيج من عدم إعطاء الدور السياسي الصحيح. والواقع المر الذي نعيشه في الكويت والأمر من هذا أن اليوم المجلس الحالي يتحدث عن أجندات ويتحدث عن قوانين ولم يذكر الخطاب السياسي بشيء وابتعدوا عن قانون الفساد وابتعدوا عن قانون الذمة وخلقوا لنا قانون منع الرجال من بيع الملابس في المحلات وحاليا قانون مراقبة الحسينيات وقضايا ليست من عملهم يدعون للوحدة الوطنية ويخلقون لنا معارك سياسية تسقط قانون الوحدة الوطنية لأنهم يريدون مراقبة الحسينيات وهدم الكنائس. القانون والدستور والمساواة والعدالة وحق المواطن بالرأي والرأي الآخر هو الثابت في دستور الدولة البعض يريد ان يعمل لصالحه هذا شيعي متطرف هذا سني متطرف كل واحد يريد ان يعمل لنفسه ولطائفته وهذا ما حصل في السجن المركزي من اعتداء سجين على آخر ان الإسلام هو نهج واحد وربنا واحد ورسولنا واحد والعراقيون الغزاة استقلوا الخلاف السياسي الذي كان موجودا ولكن لم ينجحوا لأن الكويتيين السنة والشيعة توحدوا في وجه الغزاة وخير دليل على الوحدة «بيت القرين» الذي تجمع بداخله أبناء المقاومة وكانت المقاومة من جميع أطياف المجتمع وهذا درس سياسي لأعضاء مجلس الأمة وعلينا أن نستغل بيت القرين للحفاظ على نسيج المجتمع الكويتي العربي المسلم. آخر شيء وحد بين الكويتيين حادثة وفاة اللاعب المرحوم سمير سعيد سنة وشيعة ذهبوا للتشييع في المقبرة الجعفرية النسيج الكويتي لا يجوز ان يتغير يوجد نسب بين السنة والشيعة متوحدين وأولادهم مع بعض وهناك المزيد من الزواج الشيعي يتزوج سنية والسني يتزوج شيعية ولا نريد تدخلا من الخارج او الداخل للتفرقة بين العائلات الكويتية لكن هناك ناس يريدون تمزيق النسيج الكويتي وخلق الطائفية.

الحياة الاجتماعية

تزوجت العام 1978 من ابنة خالة اخواني ولي منها من الابناء اربعة، بنتان وولدان، الكبرى ابنتي شريفة حاصلة على شهادة الماجستير في التربية الخاصة في مجال صعوبات التعلم وحاليا تحضر لنيل درجة الدكتوراه في الفلسفة وعلم النفس التربوي من كلية التربية بجامعة الاسكندرية التي كانت جامعتي سابقا، وهي تعمل مدرسة في المرحلة الابتدائية، اما ابني محمد فهو خريج جامعة الكويت ادارة اعمال ويعمل في شركة نفط الكويت، اما ابنتي الصغرى فهي امينة التي تعمل مدرسة في جامعة الكويت كلية العلوم وحدة اللغة الانجليزية وتحمل ماجستير في تدريس اللغة، اما المرحوم ابني احمد فقد توفي صغيرا بعد ولادته بثمانية ساعات عام 1985، ولي من الاحفاد طارق (3 اعوام) وليلى (عام واحد) وهم ابناء محمد ابني.



رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

مؤسسو الدستور جميعهم من أهل الكويت وقبائل الكويت هل نسينا أولئك الرجال الذين عملوا بكل جد واجتهاد هل نسينا سيد عابد وبهمن وعبدالله دشتي والخريبط ويوسف المخلد وخالد الغنيم وعبداللطيف الثنيان وأحمد الخطيب وخالد النزال ومحمد عبدالمحسن الخرافي وجاسم الصقر وجاسم القطامي كلهم كانوا متعاونين على استقرار ونمو الكويت لم يخلقوا للأجيال ولا حتى للكويت مشاكل سياسية مثل ما نراه الآن.

أولئك الرجال الذين عملوا على الوحدة الوطنية ومن قديم الزمان منذ مئات السنين الحسينيات معروفة ومشهود لهم بالنزاهة ولم توجد الطائفية التي نراها اليوم، الأجداد والآباء غرسوا فينا وحدة الأسرة الكويتية والمرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح قال الكويت بلاد العرب واستغرب من ناس يؤيدون عبدالله السالم والدستور ويريدون تعديل الدستور لماذا يريدون تمزيق الدستور وتعديل بعض مواده؟ عندما قال النائب علي الراشد أريد تعديل الدستور أقاموا الدنيا عليه وقالوا «إلا الدستور» لماذا اليوم وأين هم من تعديل المادة الثانية والمادة 79 التي ينادي بها النائب محمد هايف وغيره وكتلة العدالة وغيرها التي خرجت علينا تريد منع الرجال من البيع في المحلات النسائية والخياطون يفصلون الملابس النسائية من يمنعهم من خياطة الملابس للنساء بعض المشاغل فيها رجال ونساء يخيطون ملابس نسائية.





الاحتلال الصدامي للكويت

يتذكر ضيفنا بألم، كما كل المنصفين، ما حدث من غدر وخديعة في الثاني من اغسطس عام 1990 حيث يقول: غزا الجيش العراقي الكويت بقيادة المجرم المقبور صدام حسين وكنت موجودا في بيروت فانتقلت الى دمشق والتحقت بالسفارة الكويتية هناك مع السفير عبدالعزيز الجاسم الرجل الطيب ساعدنا كثيرا وكنت مشرفا على اللجنة التعليمية ومقرر اللجنة الاعلامية وفتحنا مدارس على المنهج الكويتي واحضرنا المناهج من القاهرة وخرجنا دفعة الثانوية العامة من دمشق وكنت رئيس لجنة الاختبارات العامة آنذاك وجميل البلوشي كان الملحق الثقافي في سورية وكان يعمل مع المقاومة الكويتية ثم خرج من الكويت الى سورية والتحق معنا بالعمل وسلمته العمل التعليمي والتربوي وتفرغت للاعلام في دمشق وحضر عندنا وزير الاعلام د.بدر اليعقوب واجتمعنا معه واختارنا في المكتب الاعلامي في دمشق، وكانت رئيسة المكتب الشيخة حصة صباح السالم الصباح «ام عبدالله» ومعها غازي الجاسم نائب الرئيس، وقد حرصت على توثيق هذه المرحلة في وثيقة وطبعتها في دمشق وشجعتنا الشيخة حصة صباح السالم ووثقنا كل ما كتب ونشر في الصحافة السورية عن الغزو العراقي على الكويت تحت عنوان «ازمة الكويت في الصحافة السورية» الوثيقة المؤلف الوحيد الذي عملته مع الزميل غازي العلي من الصحافة السورية والزميل الصحافي المعروف بجريدة الوطن سابقا ورئيس وحدة اللغة الانجليزية بكلية الطب المساعد بجامعة الكويت الآن د.جمال العنزي من الكويت.





جريدة «الأنباء»

كنت اكتب في جريدة «الأنباء» واعمل تحقيقات صحافية وكاتب زاوية فيها واطلقت عليها اسم «مساحة للوقت» في صفحة الرأي والرأي الآخر وذلك العام 1993، وكانت رئيسة التحرير الأستاذة بيبي خالد المرزوق وكنت اكتب بمجلة «المعلم»، وكذلك يوسف عبدالرحمن وحسن الصايغ، وانتقلنا الى «الأنباء»، وقدرتنا بيبي المرزوق، عملت تحقيقا عن المدرسة المباركية والذي دفعني لذلك ان جدي علم من اعلام التعليم في المدرسة المباركية وهو ملا ادريس.

وتحقيق عما بعد الغزو العراقي الغاشم وعن مخلفات الغزو في الكويت وتحدث فيه متخصصون وعملت اول عمل صحافي مع ابناء شهداء القرين ومع الابطال الذين كانوا مع شهداء بيت القرين ونشر في «الأنباء» وكنت انادي منذ ذلك الوقت ان يكون بيت القرين متحفا لتثبيت الوحدة الوطنية، نحن بحاجة للملمة النسيج الكويتي وبيت القرين شاهد على الوحدة الوطنية وان المجتمع الكويتي واحد وان بيت القرين وحد الكويتيين.





آخر الكلام

اتمنى مثل هذا التوثيق التاريخي الصحافي ان يستمر وأقول نحن بحاجة لمثل هذا التوثيق التاريخي الذي تسجله يا استاذ منصور، واقول اين الجمعية التاريخية الكويتية من هذا الجهد؟ المفترض وجود رابطة للمؤرخين لمثل هذا الموضوع من الشباب ومن جيلك يا استاذ منصور الهاجري.

هذا تاريخ يجب الا نهمله ونتجاهله وايضا علينا الاعتماد على الرجال المؤرخين الذين يقابلون رجالات الكويت واليوم نرى نقلة طيبة جدا من المجلس البلدي باطلاق اسماء الشخصيات الكويتية على الشوارع والمدارس.

اتمنى ان ينتقلوا الى الشوارع الداخلية واطلاق اسماء الكويتيين عليها بدلا من الارقام، واتمنى من المجلس البلدي ان يلتفت لعائلة بن ادريس باطلاق اسم جدي جاسم بن ادريس على احد الشوارع، هذا الرجل حفظ امانة لاهل الكويت منذ عهد الشيخ مبارك الصباح الى عهد الشيخ احمد الجابر حافظ على اقلاطة الغوص، وهذا الامر الذي اشار به على الشيخ مبارك الصباح عام 1896 والجد جاسم ر حمه الله عمل مع اربعة حكام من امراء الكويت مسؤولا ووكيلا لقلاطة الغوص وحافظ على هذه الامانة اكثر من 44 عاما.

وجدي جاسم بن ادريس ولد العام 1866 في الكويت بمنطقة المرقاب حتى توفي عام 1945 واتمنى من المجلس البلدي ان يأخذوا باقتراحنا باطلاق اسمه على احد شوارع الكويت وقد ذكر لي ان جدي كان يذهب الى القرى الجنوبية ويجمع القلاطة وكذلك يذهب بسفينته الصغيرة الى ساحل كاظمة ويجمع اقلاطة اهل الجهراء.

وهنا اقدم الشكر لوزارة التربية التي حرصت على اطلاق اسم جدي الملا ادريس بن جاسم الدريس على احد مدارسها الابتدائية في منطقة القرين عام 1991 بأمر من وزير التربية آنذاك انور النوري.

عدد المشـاهدات: 8210


 
:حجم الخط
291631-19p8-9.jpg

اللواء الركن متقاعد راشد مبارك السيف مختار السرة (أنور الكندري)
291631-20p8-9.jpg

السيف متحدثا للزميل منصور الهاجري
291631-17p8-9.jpg

النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود عندما كان وزيرا للدفاع يقلد راشد السيف رتبته الجديدة
291631-15p8-9.jpg

سمو الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله في زيارة الى القوات الكويتية عام 1973 على جبهة الجولان
291631-14p8-9.jpg

الأول من اليمين راشد السيف واقفا مع مجموعة من الضباط في اللجنة التابعة لجامعة الدول العربية
291631-3p8-9.jpg

مجموعة من طلبة ثانوية الشويخ الأول من اليمين جالسا راشد السيف
291631-9p8-9.jpg

291631-6p8-9.jpg



  • عملي مختاراً لمنطقة السرة أوضح لي الفرق الشاسع بين العمل العسكري والأعمال المدنية
  • بعد التحرير تمت إعادة تنظيم تشكيلات الجيش الكويتي ووضع إستراتيجية جديدة وعقيدة قتالية لضمان الأمن القومي مستقبلاً
  • كان يغمرنا شعور بالفخر من حماس الشباب للتطوع واندفاعهم واستعدادهم لتحرير الوطن
  • في طريق العودة من الأردن رسمنا خطة للحركة من عمّان إلى الحفر للوصول إلى الكويت قبل مضي 24 ساعة على الاحتلال الصدامي
  • بدأت نشاطي الرياضي في مدرسة الصباح لاعب سلة وطائرة
  • التحقنا بقوات درع الجزيرة في حفر الباطن وحاولنا الدخول للكويت عبر الصحراء لكن السيارة لم تسعفنا
  • عينت رئيساً لهيئة التعليم العسكري واستمررت في هذا المنصب 4 سنوات
  • كنت ألعب كرة القدم بالفريج والتحقت بفريق الداهس
  • تعرفت على رياضة الاسكواش بالصدفة بسبب إصابة أخي في عينه
  • تم تكليفي من وزير الدفاع بقيادة القوات الكويتية الموجودة في حفر الباطن استعداداً لحرب تحرير الكويت
  • بعد 32 عاماً من العسكرية تقاعدت وعينت مستشاراً بوزارة الدفاع
  • لعبت لفريق العربي في بداية تكوين الأندية الحديثة عام 1960
كتب: منصور الهاجري
يبدأ ضيفنا حديثه عن أحداث الاحتلال الصدامي للكويت عام 90 والمرارة تقطر من كلماته فيقول: كنت مدير التدريب أثناء الاحتلال الصدامي للكويت يوم الخميس الموافق 2/8/1990 قبل يومين من الاحتلال سافرت الى الأردن بإجازة سنوية وقبل الغزو بيوم واحد كان الجيش بحالة غير طبيعية، مما أذكر أن مساء يوم الاربعاء قد عاد الى الكويت سمو الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله من مدينة جدة بعد أن عقد اجتماعا مع عزة الدوري على أمل أن تعود اللقاءات مرة ثانية، الا أنه حدثت الخيانة من الجانب العراقي، فتم غزو الكويت ودخل الجيش العراقي وانتشر في جميع أنحاء الدولة بقيادة المجرم المقبور صدام حسين. في يوم الغزو لم أكن موجودا في الكويت وأفراد عائلتي وصلوا الى الأردن يوم الاربعاء، المفاجأة ان ضابط الارتباط اتصل بالتلفون يبلغني عن الاحتلال العراقي وما حصل للكويت، وكان مصرا على رأيه، فتوجهت الى سفارة الكويت في عمان وكان يوجد ضباط كويتيون

في دورات بالاردن التقيت بهم في السفارة وكان ضابط الارتباط يقول كلما اتصل على الكويت الخطوط لا تشبك معه.

حاولت بنفسي الاتصال فكلمني سكرتير العميد جاسم شهاب معاون رئيس الاركان لهيئة العمليات وقال ان الضباط في غرفة العمليات وان الجيش العراقي بالقرب من رئاسة الاركان.

العودة إلى الكويت

اتخذت قراري بالعودة الى الكويت وسألت الضباط الذين كانوا متواجدين في السفارة وعددهم اربعة ضباط فرافقني اثنين منهم وهما المقدم فؤاد الحداد والنقيب فايز العنزي والآخرين اعتذرا بأنهما سيلتحقان بنا عندما يتم ترتيب وضع اهاليهما.

وفي تمام الساعة العاشرة صباح يوم الغزو تحركنا عائدين الى الكويت بعد ان تركنا عائلاتنا في الاردن تحت رعاية الرائد حمد الصقر ضابط الارتباط العسكري والمقدم عبدالله اللوغاني الذي قام مشكورا برعايتهم واكثر طوال وجودهم في عمان بحدود شهرين تقريبا وبصفتنا عسكريين رسمنا خطة التنقل لحركتنا من عمان الى مدينة الملك خالد العسكرية في الحفر في المملكة العربية السعودية على ان نصل قبل مضي 24 ساعة على الغزو العراقي حتى نتمكن من الالتحاق بقوة درع الجزيرة الكويتية ومرافقتهم في الدخول الى الكويت.

وصلنا الى السعودية ولكن لم نتمكن من مقابلة القادة في قوة درع الجزيرة لأسباب امنية ما عدا قائد القوة الكويتية الذي اطلعنا على الموقف بالكويت والوضع داخل مدينة الملك خالد العسكرية.

وعلى ضوء تلك المعلومات قررنا مواصلة الحركة والدخول للكويت بعد ان نأخذ راحة قصيرة في مدينة الحفر بعد سير متواصل اكثر من 12 ساعة، وفعلا توجهنا الى الحدود وفي مركز الرقعي منعتنا القوات السعودية من دخول الكويت بسبب احتلال القوات العراقية الغازية مركز السالمي الكويتي وعلى الحدود كنا نراهم بالعين المجردة.

وقد التقينا بعدد من الضباط وعسكريين خارجين من الكويت وتم اعطاؤنا صورة عن حقيقة الوضع المأساوي داخل الكويت وموقف القوات الكويتية، الا اننا قررنا الدخول للكويت عبر الطرق الصحراوية لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب عدم قدرة السيارة المستعملة لدينا على العبور للاراضي الكويتية الصحراوية.

وقد تأكد لدينا ان الدخول للكويت عبر الصحراء سيحمل مخاطر كبيرة علينا وخاصة ان السيارة المستخدمة لدينا غير مؤهلة للسير في الاراضي الصحراوية وهي معرضة للتغريز والعطل وتواجد القوات العراقية الغازية في كل مكان.

البقاء في الحفر

وعلى ضوء ذلك قررنا العودة الى الحفر وانتظار صدور الاوامر لقوة درع الجزيرة للدخول الى الكويت لمرافقتها.

وفي مدينة الحفر قررنا فتح مكتب بالفندق الذي نسكن فيه ولتسجيل اسماء العسكريين ورتبهم والعناوين اذا وجدت لجميع الذين يخرجون من الكويت وتم ذلك لمدة اربع او خمسة ايام.

العمل في مكتب الحفر لم يستمر طويلا حيث قام المسؤولون في المدينة بإبلاغنا بضرورة اغلاق المكتب وايقاف العمل به مؤقتا حتى صدور توجيهات من السلطات العليا في المدينة بذلك، وتم اغلاق المكتب والاعتذار للعسكريين لعدم تمكننا من تسجيلهم واستمر هذا الاغلاق اكثر من 12 ساعة وخلالها كان يتزايد اعداد العسكريين الراغبين في التسجيل حتى اتهمنا البعض بأن التسجيل للعسكريين المعنيين والمحسوبين علينا فقط وقاموا يطالبوننا بالعدالة وعدم التفرقة بين العسكريين فأخذت الضغوط تتزايد وأعداد العسكريين من ضباط وضباط صف وأفراد بازدياد كبير بالاضافة للمدنيين الراغبين في التطوع للدفاع وتحرير الكويت.

وامام هذه الضغوط اعيد فتح المكتب والعمل به بعد ان سمحت لنا السلطات السعودية بذلك على اثر توجيهات من السلطات العليا الكويتية.

وفي يوم الثلاثاء 7/8/1990 اتصل بنا مدير مكتب وزير الدفاع العميد الركن بدر ناصر بورسلي، استفسر عن عملنا والاجراءات التي نتخذها واعداد العسكريين المتواجدين في الحفر ثم بدأنا تشكيلهم على شكل فصائل على حسب الاختصاص.

وأبلغنا مدير مكتب الوزير بضرورة الحضور الى الدمام انا والمقدم فؤاد حداد لمقابلة الوزير مع مجموعة من الضباط المتواجدين في مدينة الخفجي وعلينا التحرك من الآن للاجتماع اولا في الخفجي مع الضباط المتواجدين فيه ثم التحرك الى مقابلة وزير الدفاع في الدمام الشيخ نواف الاحمد الصباح.

تم الاجتماع بالخفجي بحضور الضباط القادة برئاسة العميد المتقاعد عبدالوهاب المزيني بصفته مكلفا من قبل وزير الدفاع بتجميع العسكريين وقيادتهم واختيار الضباط القادة لوضع الخطط الاولية لإعادة تنظيم الجيش.

اجتمع الضباط اجتماعا تمهيديا وتم وضع الخطوط الرئيسية لإعادة تنظيم الجيش على ضوء المعطيات والوضع الراهن الغامض والذي يحمل صعوبات جمة تمنع وضع التخطيط المناسب والسليم والذي يمكن تنفيذه بسهولة.

تم وضع الخطوط الاولية والمؤقتة لخطة اعادة تنظيم الجيش من وجهة نظر المتواجدين في الاجتماع منتظرين عرضها على وزير الدفاع لمعرفة اوامره وتوجيهاته بشأنها والمواضيع الاخرى.

تمت مقابلة وزير الدفاع وزود المجتمعون بأوامر وتوجيهات الحكومة وما تتطلع اليه في المستقبل القريب وهو العمل على تحرير الكويت وسخر جميع الامكانيات المطلوبة لإنجاح خطة العمل.

قيادة القوات الكويتية

اصدر وزير الدفاع الاوامر والتوجيهات بتنفيذ خطة تجميع القوات واعادة تنظيم الجيش وحدد مدينة الملك خالد العسكرية بالحفر معسكرا لتجميع القوات الكويتية وقيادتها كما اصدر قرارا وزاريا خطيا بتكليفي بقيادة القوات الكويتية المتواجدة في الحفر وتوابعها بالمملكة العربية السعودية.

تم انشاء قيادة مؤقتة للقوة الكويتية بقيادتي كما اصدرت توجيهات شفوية للعميد الركن جاسم شهاب لمرافقة قيادة القوة والاشراف عليها ومتابعة تنفيذ الخطة، فتقرر الانتقال الفوري الى مدينة الملك خالد العسكرية وبدأ العمل بتنفيذ خطة تجميع القوات واعادة التنظيم وبدأ العسكريون الضباط وضباط الصف والافراد الالتحاق بالقوة وبدأ تسجيل المتطوعين المدنيين وكذلك العسكريون من الحرس الوطني ورجال الشرطة، وكانت فترة يفتخر ويعتز الواحد بها لاندفاع الشباب وحماسهم للتسجيل كمتطوعين مدنيين ومستعدين للقتال لتحرير الكويت.

وصل من الكويت رئيس الاركان العميد مزيد الصانع ثم تبعه نائبه العميد الركن الشيخ جابر الخالد مع عدد من قيادات الجيش وبدأ العمل المكثف والاتصالات الميدانية بالقوات الشقيقة والصديقة واستمر العمل الضخم على جميع الجهات الداخلية والخارجية بقيادة نائب رئيس الاركان الشيخ العميد الركن جابر الخالد فتضاعف العمل وبالاخص التدريب القتالي النهاري والليلي على الاسلحة الجديدة والتي وصلت الى الجيش لاول مرة وكانت مفاجأة للجميع سرعة استيعاب العسكريين والمتطوعين التدريب على الاسلحة الجديدة مع القوات الصديقة، فتضاعفت الجهود ثم تم تشكيل الالوية الجديدة والوحدات المقاتلة بالاضافة الى اللواء (35) الذي خرج من الكويت بمعداته القتالية والادارية.

قرارات حكومية

أصدرت الحكومة توجيهاتها بإعادة تنظيم الجيش القتالي استعدادا لمعركة التحرير بقيادة نائب رئيس الأركان اللواء الركن الشيخ جابر الخالد.

تمت إعادة التنظيم للقيادات والتشكيلات والوحدات الأدنى بما يخدم معركة التحرير فتم تشكيل القيادة على النحو التالي:

القيادة الأعلى: بقيادة رئيس الأركان اللواء مزيد الصانع ومقرها الرياض.

القيادة القتالية: بقيادة نائب رئيس الأركان اللواء الركن الشيخ جابر الخالد ومقرها في مدينة الخبر، والتي حملت مسؤولية تحرير الكويت.

قيادة القوة البرية: وقد قسمت الى قيادتين ميدانيتين.

٭ القيادة الأولى:

بقيادة العقيد الركن راشد مبارك السيف ومقرها في القاطع الغربي بالقرب من مدينة الحفر وتضم عدة تشكيلات مقاتلة وإدارية معظمهم من العسكريين القدامى والمتطوعين الجدد علما ان معظم ضباط وأفراد هذه القيادة وتشكيلاتها كانوا يعملون منذ اليوم الثاني للاحتلال الصدامي للكويت.

٭ القيادة الثانية:

بقيادة العقيد الركن محمد حسن الحرمي ومقرها في القاطع الشرقي وتضم عددا من التشكيلات المقاتلة والإدارية وأعدادا كبيرة من العسكريين القدماء والمتطوعين المدنيين الجدد.

قيادة القوة الجوية: تمت إعادة تنظيمها بقيادة العميد الركن داود الغانم ومقرها.

قيادة القوة البحرية: تمت إعادة تنظيمها وبقيادة... ومقرها.

استمرت هذه القيادات وتشكيلاتها بالعمل ليل نهار لتحقيق الهدف وهو تحرير الكويت بقيادة القيادة القتالية بقيادة العميد الركن الشيخ جابر الخالد.

إن هذه القيادات العليا وقيادات التشكيلات والقيادات الصغرى والوحدات القتالية والإدارية وجميع الضباط والأفراد والمدنيين المتطوعين بذلوا جهودا جبارة مرضية في التدريب والقتال بالتعاون مع القوات الصديقة لم نشاهدها من قبل في حياتنا العسكرية، حتى شاركوا في تحرير الكويت مع القوات الصديقة وكانوا من أوائل الذين وطأت أقدامهم تراب الكويت المحررة مع القوات الصديقة وهم من الأوائل الذين بدأت بهم ساعة الصفر.

والحمد لله تم بعون الله تعالى تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي.

بعد التحرير واستقرار الوضع أخذت الكويت وضعها الطبيعي بين الدول.

وضعت عدة دراسات من جيوش بعض الدول الصديقة واللجنة العليا التي شكلت من ضباط الجيش الكويتي وبعض المدنيين أصحاب الاختصاصات المختلفة من أمن وسياسة واقتصاد.. الخ، لوضع إستراتيجية القوات المسلحة الكويتية والعقيدة القتالية المستقبلية للجيش وتم ذلك بنجاح وعليه تمت إعادة تنظيم تشكيلات الجيش على ضوء الدراسة الكويتية المشتركة واحتياجات القوات المسلحة لضمان الأمن القومي مستقبلا تنفيذا لخطة إعادة التنظيم لتشكيلات الجيش بعد التحرير. رئاسة «التعليم العسكري»

تم تعييني رئيسا لهيئة التعليم العسكري وترقيتي الى رتبة عميد واستمررت بهذا المنصب لفترة تقارب 4 سنوات، وتم نقلي وتعييني معاونا لرئيس الأركان لهيئة العمليات والخطط في رئاسة الأركان وتمت ترقيتي الى رتبة لواء ركن.

واصلت العمل في هيئة العمليات والخطط لمدة 4 سنوات حتى يوليو سنة 2000 ثم تمت الإحالة الى التقاعد، ومن هنا انتهت حياتي العسكرية وانا كلي فخر واعتزاز بالعسكرية الكويتية وبما قدمه الجيش لي خلال 32 عاما من حياتي العسكرية، وبما قدمه الجيش لي خلال حياتي وبما أعطيت للكويت ممثلة بالجيش خلال خدمتي وما قبلها، وبعد التقاعد تم تعييني مستشارا عسكريا في وزارة الدفاع، وبعد انتهاء الفترة المقررة كمستشار تم تعييني بوزارة الداخلية مختارا لمنطقة السرة.

فشاهدت الفرق الكبير والشاسع بين العمل العسكري والأعمال المدنية.

النشاط الرياضي

بعد هذه الجولة في صفحات عسكرية صرفة يتحول ضيفنا للحديث عن نشاطه الرياضي قائلا: بداية النشاط الرياضي كان في مدرسة الصباح وكنت بالفريق الخاص بالمدرسة والذي يتكون من ستين طالبا وأكثر، وكنا نؤدي فيه الألعاب السويدية والتمارين والعروض ومدرس التربية البدنية يختار الطلبة المتميزين، وكذلك مشواري الرياضي في المدرسة كلاعب سلة وطائرة مع الأستاذ يوسف العبيد، وأذكر من لاعبي الفريق الخاص الأخ علي نجف وعباس بندر وغانم البنا ومجموعة كبيرة من الطلبة، أما الرسم والموسيقى فليس لي نشاط فيهما، وبالنسبة لكرة القدم فقد كنت ألعبها بالفريج مع الشباب والتحقت بفريق الداهس ولم أكن مميزا وكان معظم أفراد الفريق أكبر مني سنا، وكنت بفريق ألعاب القوى وكذلك التحقت بفريق الندوة بعد ان برزت كلاعب كرة قدم وهذا كان بفضل الأخ خالد الحربان والأستاذ احمد الرومي، كرة القدم بالفريج أهلتني للعب في مدرسة الصديق ومنتخب المدارس وفي النادي العربي وثانوية الشويخ ومنتخب الكويت وبعد ذلك فريق الجيش. وهكذا بدأت اللعب بالفريج ثم «الداهس» وانتقلت الى فريق الندوة واختلف الوضع وخاصة أثناء دراستي في مدرسة الصديق المتوسطة وكان الأخ خالد الحربان هناك والحقيقة أجبرني على ان أنتقل معه الى فريق الندوة، وقليل من لاعبي مدرسة الصديق كانوا يلعبون بالندوة فانتقلت وكان الفريق منظمنا ويعتبر من الفرق القوية وكان الأخ عبدالرحمن الدولة يلعب مع الندوة ومحمد الخطيب والحربان وحسن ناصر وفهد الفقعان وفهد الدمامة وخالد النجدي وهؤلاء جميعهم من مدرسة المتنبي ومجموعة كبيرة من الشباب لا أستطيع ذكر أسمائهم ـ بفريق الندوة بدأت أتقدم في اللعب مع نمو الجسم وفي تلك الفترة أغلقت الحكومة الأندية الرياضية القديمة وهي نادي العروبة، نادي الخليج، والأهلي، والجزيرة وبقية الأندية الثقافية والاجتماعية، فاتجه الشباب للعب بالمدارس وفرق الفرجان بتلك الفترة وبرزت كلاعب ومعنا الأستاذ رضا العلي وخالد الحربان وعبدالكريم عبدالرضا وكان يدربنا الأستاذ عبدالإله مدرس الألعاب في الصديق ومعه الأستاذ تمام، وكذلك التحقت بفريق الدنماركي في الصديق وبفريق القدم كنت ألعب وسط وهجوم أيسر ورضا العلي وعبدالكريم عبدالرضا هجوم وموسى المجادي جناح ايسر. والمباريات كانت تقام على ملعب الصديق وكان فيها مدرج مدارس المتنبي وحولي والشامية والملاعب رملية ومن الالعاب التي شاركت فيها بالمدارس ألعاب القوى وكنت امثل الصديق في الجري مائة متر واربعمائة متر حرة واربعمائة متر تتابع على ملعب ثانوية الشويخ وكان ينافسني غازي غانم وخلف ادريس من المتنبي وآخر ابوجبرة وبعد ذلك تم التركيز على كرة القدم وصار الاهتمام باللعب فضعفت الالعاب الاخرى وكذلك السلة ولم اكن لاعبا اساسيا فيها ولعبت كرة الطائرة ومما اذكر ان ايام الاندية كان مسموحا للاعب باللعب في أكثر من لعبة سلة وطائرة وقدم بالنسبة للقدم احرزنا بطولات مدرسية كثيرة.

واذكر لاعبي الشامية جاسم الحميضي وبدر العميم وخالد العمر ويوسف السميط وعبدالوهاب العمر. والاعمار كانت متقاربة واقول ان المنافسة كانت بين الصديق ومدرسة المتنبي، وكنت بفريق السباحة عندما كنت في الصديق وكنت ألعب الاسكواش والتنس الارضي بعدما انتهيت من الكرة، لم اكن لاعبا شاملا ولكن كرة القدم هي سيدة الالعاب، عندما كنت طالبا مثلت منتخب المدارس عندما كنت في مدرسة الصديق وكان ذلك اول مرة وكان في سورية وكانت اول دورة مدرسية واول مشاركة بالنسبة لي وكان معي محمد الخطيب وعبدالرحمن الدولة ورضا العلي وقاسم غلوم وعبدالصمد وموسى مجادي والمدرس المشرف معنا يوسف عبيد وعدد آخر من المدرسين ولا تحضرني النتائج والدورة كانت شاملة لجميع الالعاب.

فريق كرة القدم بثانوية الشويخ

التحقت بفريق كرة القدم بثانوية الشويخ وكنا نقيم مباريات مع المدارس الاخرى مثل الكلية الصناعية وبعض الاندية وفي احدى السنوات تم السماح لفريق المدارس بالمشاركة في دوري مع الاندية وكنت العب مع النادي العربي فاضطررت لألعب مع فريق الثانوية لموسم واحد. وبعدها الاندية احتجت على ذلك النظام لان الطلبة اتجهوا للمدارس وكانت الاندية تأخذ لاعبيها من المدارس ومن الفرق الفريج وكان للمدارس دور كبير وبذلك الوقت الفرق المدرسية كانت مدربة تدريبا جيدا، وفي ثانوية الشويخ كان الفريق قويا، اقول ان دوري الاندية لم يمض فترة لان الاندية تعبت واللاعبين راحوا عنها. فالدوري اقتصر على الاندية دون فرق المدارس وكان يتشكل دوري كرة القدم من الفرق الآتية فريق الجيش والشرطة والكلية الصناعية وثانوية الشويخ وكنت العب بنفس المركز وكان نفسي طويلا فلذلك استمررت بنفس المكان لمهاجم وحلقة وصل بين اللاعبين وفي ثانوية الشويخ كان رضا العلي يلعب جناحا وهو زميل من ايام مدرسة الصديق. وكان مدرب فريق ثانوية الشويخ استاذا مصريا اسمه «مندي» نمساوي الجنسية خاصا لوزارة التربية ويدرب المنتخب وهو الذي وضع اسس اللعب الحديث وعلمنا جميعا وهو الذي بنى حائطا في الملعب ليتدرب اللاعب على ضرب الكرة وعودتها وتسكينها وتمريرها وكيفية استخدام الرأس في ضرب الكرة وتمريرها وخداع المنافس وخطط اللعب الهجومية والدفاعية وكانت هذه اساسيات اللعب بالنسبة لمدربي الاندية احضروا مدربين ومدرسي الرياضة كانوا مدربين مثل الليثي والشوي وبورهي وعبدو صالح الوحش ومن الصعب على اللاعب ان يغير مركز لعبة خاصة اذا كان قد امضى فترات في مركزه حاليا ممكن اللاعب ان يغير مثل مرزوق سعيد دفاع كبير ولعب جناح ايسر ولم افكر في ان اصير حارس مرمى، وعندما كنت العب اصبت اصابة كبيرة بالركبة وكانت المباراة بين العربي والفحيحيل على ملعب ثانوية الشويخ، ومن شدة ألم الاصابة اضطررت ان اعمل عملية للركبة طبعا العملية، منعتني من اللعب فترة تقارب ست شهور وقد اجريت ثلاث عمليات في الركبة الاولى في تشيكوسلوفاكيا والثانية في لندن والثالثة في ألمانيا بعد اعتزالي اللعب.

يستكمل ضيفنا مختار السرة اللواء ركن متقاعد راشد مبارك السيف هذا الأسبوع ومن خلال الجزء الثاني من اللقاء حديثه عن الماضي وأحداثه وذكرياته الجميلة والأليمة على حد سواء. يحدثنا عن الاحتلال الصدامي للكويت وكيف تعامل مع الموقف كرجل عسكري منذ اللحظة الأولى بالمواجهة والاستعداد لاستعادة الوطن من براثن المحتل.

ويعدد ما تم من خطوات منذ اليوم الأول وكيف تم تجميع العسكريين وتنظيمهم وكيف كانت الروح المعنوية العالية والحماس الشديد للشباب الكويتي الأصيل الراغب في بذل الغالي والنفيس من أجل الكويت، وما ينتج عن ذلك من شعور بالفخر والإحساس بأن هناك في هذا الوطن دوما شبابا يمكن الاعتماد عليهم عند الشدائد وبإمكانهم تحدي الصعاب.

يتطرق إلى تعليمه والتحاقه بمدرسة الصباح ونشاطه الرياضي المتعدد وكيف لعب كرة القدم بالفريج والتحق بفريق الداهس ولعب السلة والطائرة وألعاب القوى.

كل هذه الأمور وغيرها نتعرف عليها من خلال السطور التالية.



معرفتي بالاسكواش

اخي سالم حضر الى البيت وهو معصوب العينين فسألته عن السبب فقال ان كرة الاسكواش ضربته بعينيه فقلت ما هي هذه الكرة ويومئذ كان اخي سالم مدرسا في ثانوية عبدالله السالم وكان يلعب الاسكواش وهي كرة صغيرة فذهبت معه الى ملعب الاسكواش ورغبت في لعب الاسكواش وتعلمت لعب التنس الارضي ايضا كان احد الاطباء يلعب التنس وذلك الطبيب شاهدني في نادي الجيش فعرض عليّ اللعب فقلت لا اعرف اللعب وهو الذي الحقني ودربني وبعدما اتقنت اللعب صرت اتفوق عليه ومما اذكر جاسم السليم ومحمد دشتي كانوا ايضا يلعبون بالقادسية.

التنس الارضي سهل علي لعب الاسكواش وعندما كنت طالبا في ثانوية الشويخ كنت اذهب الى حمام السباحة.





اللعب في الأندية

طبعا لعبت في الاندية قبل اللعب بثانوية الشويخ، والعربي اول نادي لعبت له وكان انضمامي للنادي العربي اول افتتاح الاندية الحديثة عام 1960/1961 وكنت مع مجموعة من اللاعبين من طلاب المدارس واللاعبين القدامى قبل تسكير الاندية.

وفي سنة 1962 اراد المسؤولون في الجيش تكوين فريق فتم اختيار اللاعبين من الاندية لتكوين فريق الجيش وكانوا مدنيين، وتم تعيينهم موظفين مدنيين لمدة سنتين او ثلاث سنوات ثم تم تحويلهم عسكريين مرشحين ضباط «طلبة ضباط»، وهم يعقوب بارون وحسن ناصر وعبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب وفهد الفقعان وعبدالله العصفور وسالم فرج وضاحي حمد ومحمد ابراهيم كلاعبين وتم عرض الانضمام علي ولكن رفضت حتى تخرجه في الثانوية وحصلت على الشهادة ولمدة سنتين ظلوا لاعبين مدنيين واذكر من النادي العربي اخذوا عبدالرحمن الدولة وحسن ناصر وفهد الفقعان ومن نادي القادسية: العصفور ومحمد ابراهيم، ومن نادي الكويت سالم فرج وضاحي حمد، صفوة اللاعبين في الاندية اختاروهم لفريق الجيش الكويتي.

في تلك الفترة كنت طالبا ألعب للنادي العربي وثانوية الشويخ واللاعبون مشهورون ومن قام بعملية الاختبار للاعبين الفريق المتقاعد محمد البدر والمرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر رئيس الاركان الاسبق كان هو صاحب الفكرة والمشجع لذلك، وجميع الدول لها فرق لكرة القدم.

فتكون الفريق من اللاعبين الذين ذكرتهم ويومئذ كنت العب وانضم معهم اثناء المباريات بطلب من الجيش وكنت طالبا وفي النادي العربي.

في الوقت نفسه كنت ألعب ايضا مع الجيش ومع فريق ثانوية الشويخ وغير مستمر مع الجيش وكانت فرق رياضية من مصر والعراق والبحرين تلعب مع فريق الجيش ولعبت وسافرت معهم الى البحرين في الفريق العسكري وانا طالب بالثانوية.

عدد المشـاهدات: 3509


 
:حجم الخط
287565-10.jpg

درباس حسين الدرباس (اسامة أبوعطية)
287565-9.jpg

ثنيان الدرباس ودرباس الدرباس ومنصور الهاجري
287565-1.jpg

محمد سليمان العدساني ودرباس الدرباس بمحطة المياه
287565-2.jpg

مبارك الحجي و درباس الدرباس ويعقوب العمر
287565-3.jpg

ثنيان و درباس الدرباس مع الوالد وحسين الدرباس
287565-4.jpg

درباس الدرباس ونافع زيد النافع بحديقة الأحمدي
287565-5.jpg

من اليسار عبدالرزاق الياقوت والنوخذة محمد حسن الراشد ودرباس الدرباس وأحد الأصدقاء
287565-6.jpg

المرحوم محمد درباس
287565-7.jpg

درباس الدرباس في شبابه
287565-8.jpg

الدرباس في مرحلتين عمريتين مختلفتين



    • يجب وقف تراخيص القيادة لحل المشكلة المرورية
    • ولدت عام 1937 في بيت جدي لوالدتي بفريج الغنيم
    • عندما عمل الوالد في الأحمدي كنا نذهب إلى بر وارة
    • جدتي لوالدي من منطقة نجد بالسعودية
  • ولد أبي عام 1884 في الحي القبلي وتوفي سنة 1957
  • تعلمت قراءة القرآن في مدرسة ملا محمد أحمد وابنه علمنا القراءة والكتابة والحساب
  • أكملت سنوات أولى وثانية وثالثة ابتدائي في عام دراسي واحد
  • كنت من مؤسسي نادي بورسعيدولعبت فيه كرة السلة وكان مقره بشارع تونس
  • كان لدي سفينة شوعي أذهب بها إلى الجزيرة الصغيرة وأصطاد السمكبالقرقور
  • سافرت صغيراً إلى البصرة مع النوخذة محمد حسن الراشد على السفينة «فاروق»
  • ختمت القرآن الكريم ولبست البشت والغترة والعقال في زفة احتفالية
  • في طفولتي كنت أذهب إلى البحر بالصيف يومياً لصيد سمك الشعوم والبطان والمجوه في نقعة الماي باستخدام دود القلم
  • أول عمل لي كان تحصيل الأموال المستحقة للتاجر عبدالعزيز الزاحم لدى التجار وكان راتبي 100 روبية
  • عملت مساعد أمين صندوق في مصلحة المياه قبل أن يتغير اسمها إلى وزارة الكهرباء والماء عام 1959 وتقاعدت بعد 30 سنة من العمل
كتب: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الأسبوع درباس حسين الدرباس، ولد بفريج الغنيم في بيت جده القريب من مدرسة محمد صالح العدساني وتلك المدرسة تعلم فيها وختم قراءة القرآن الكريم. ثم التحق بمدرسة المثنى وفي عام دراسي واحد أكمل سنة أولى وثانية وثالثة ابتدائي، وهذا من حفظه للقرآن وتعلمه للقراءة والكتابة والحساب، وبعد ذلك انتقل للمدرسة القبلية للبنين ولكنه ترك الدراسة بعدما تم توزيع بنطلونات قصيرة على الطلبة والتحق بالعمل عند احد التجار لمدة 9 شهور والتحق بالعمل في مصلحة المياه. يقول ضيفنا ان الدولة أنشأت 6 برك للماء في جميع أنحاء المدينة ثم التحق بالعمل في وزارة الكهرباء وكان يعمل على سيارة تاكسي للركاب. يقول درباس حسين الدرباس ان العراقيين أثناء الاحتلال الغاشم قتلوا 4 من أبناء الفريج، حيث مارس الجيش الصدامي أفعالا إجرامية يندى لها الجبين. ويحدثنا عن الاحتلال الصدامي وماذا فعلوا بالشعب الكويتي وكيف أحرق الجيش المهزوم الأخضر واليابس ودمر كل شيء وحرق آبار النفط ولكن الله بالمرصاد لكل ظالم. يقول ضيفنا: امنعوا التاكسي الجوال من الشوارع وامنعوا اعطاء الإجازة لكل من هب ودب هذا جزء من علاج مشكلة المرور كذلك فإن لضيفنا رؤية حول مشكلة المرور في البلاد وكيفية علاجها والتغلب عليها تتلخص في مجملها في منع التاكسي الجوال بالاضافة الى خطوات أخرى نتعرف عليها من خلال هذا اللقاء.

يبدأ ضيفنا درباس حسين الدرباس الزعابي حديثه عن مولده وبداياته الأولى فيقول: ولدت في الكويت بفريج الغنيم في بيت جدي لأمي وذلك عام 1937م والبيت قرب البهينة مقابل البنديرة وجدي باع بيته الى علي عبدالوهاب القصار واشترى له بيتا بنفس الفريج حاليا البنك المركزي وأما بيت والدي فهو بالقبلة بفريج الفوادرة.. ومما أذكر ان جيران بيت جدي بفريج الغنيم بيت براك الطراح وهو من نواخذة السفن الشراعية وبيت سليمان الغنيم وبيت رمضان ومن صوب البراحة بيت بن خميس وبيت السليم واللحدان والنجدي.. وأمام بيت والدي بفريج الفوادرة بيت خلف عبدالعزيز المخيزيم وبيت بخيت تابع له. وخلف عبدالله الهاجري ومن جهة البراحة بيت حسن الكندري صاحب دكان بقالة ويقابلنا بيت زايد بوعشة وسيد محمد الرفاعي وبيت بوغيث ومدرسة ملا محمد ملا احمد والد ملا محمود وملا عبدالله وملا جاسم وبيت ماجد الشاهين وبيت بن غريب ويوسف العمر وبيت عائلة اللوغاني وبيت ملا عيسى الشرف رجل دين وصاحب دكان واسماعيل دهام والد عبدالله وبيت محمد حباب واشتراه سعد الخرافي وبيت سعيد البدر ابوسالم وام عبدالعزيز السبت، في هذا الفريج مع أبناء هذه العائلات نشأت وترعرعت وبدأت اللعب مع أبناء الفريج وكنت اذهب الى البحر يوميا أيام الصيف، حياتنا في البحر ونذهب الى البحر ونبحث بين الصخور عن دود القلم الذي نستخدمه في صيد السمك، ونصيد سمك الشعوم والبطّان والمجوّه في نقعة الماي أو هناك من يقول نقعة سحيله وهو لقب عرفت به امرأة فقيرة.

وكنت اذهب الى البحر مع جاسم الغريب وصالح واحمد ملا جاسم ورستم الكندري وعبدالله رحمهم الله، وفيصل سالمين، وأما أيام الشتاء فنصطاد الطيور بواسطة الفخ ونخرج الى البركشته خلف سور الكويت بالشامية وكيفان على صهيد البقر.. ومما اذكر ان الوالد كان يستأجر لنا سيارة والعائلة وجميعنا نذهب الى البر يوم الجمعة فقط، ومما اذكر عندما اشتغل الوالد في الأحمدي صار يأخذنا الى بر واره وله من الأصدقاء علي المشوط من سكان واره قديما، وابن هيه في البرقان، أدركت جدتي أم والدي اسمها مريم التوره وام الوالدة نجدية تزوجها جدي محمد وأنجبت والدتي.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره في التعليم يقول الدرباس: التحقت بمدرسة ملا محمد أحمد وكان يعلمنا قراءة القرآن الكريم وأما ابنه ملا محمود فكان يعلمنا القراءة والكتابة والحساب ويساعده ملا عبدالله وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا محمد صالح العدساني القريبة من بيت جدي لأمي وختمت عنده القرآن الكريم وأقاموا لي زفة ختم القرآن الكريم وهي كالآتي: لبست البشت والغترة والعقال ومسكت السيف والطلبة يسيرون خلفي ونردد التحميدة الحمد لله الذي هدانا والأولاد يرددون «آمين»

للدين والإسلام اجتبانا «آمين»

نحمده وحقه ان يحمدا «آمين»

له الليالي والزمان سرمدا «آمين»

سبحانه من خالق سبحانا «آمين»

سبحانه علمنا القرآن «آمين».

وهكذا ونمر على البيوت وما نحصل عليه نعطيه لصاحب المدرسة، وبعد ذلك التحقت بمدرسة المثنى الواقعة بشارع فهد السالم حاليا مجمع كبير والناظر عقاب الخطيب والوكيل محمد النشمي، ومن المدرسين عبدالرحمن عبدالملك وعبدالرحمن البداح، وعبدالعزيز العنجري وعبدالوهاب القرطاس وعبدالحميد عطية، وصالح محمد وملا يوسف العمر، وعينت في سنة أولى ابتدائي، وبعد شهرين نقلت الى الصف الثاني الابتدائي، وبعد أشهر نقلت الى الصف الثالث الابتدائي، ثلاثة فصول في سنة واحدة، والسبب أنني أقرأ وأكتب وأعرف الحساب وحافظ للقرآن الكريم، وأما سنة رابعة ابتدائي فأكملتها وتخرجت من المثنى، ونقلت الى المدرسة القبلية بجوار دائرة المعارف، وسنة واحدة وفي تلك السنة تم توزيع البنطلونات القصيرة والقمصان وعلى كل طالب الحضور الى المدرسة لابسا تلك الملابس، فرفضت ارتداء الملابس القصيرة، وتركت المدرسة، ولم أرجع مرة ثانية. وأذكر أن الوالد كان في تلك السنة مسافرا الى الهند بالسفن الشراعية، وأذكر من الطلبة الذين كانوا في المثنى أولاد العدساني وخليفة الشطي ويوسف تويتان، وأحمد وجاسم الحميضي، وأما طلبة المدرسة القبلية جاسم الحجي وترك المدرسة أيضا معنا في القبلية فيصل الخترش.

وكان الوالد مسافرا الى الهند مع السفن الشراعية، وبعد عودته أخبرته بأنني تركت المدرسة بسبب البنطلون القصير.

أول عمل

وعن أول عمل له يقول الدرباس:

تركت الدراسة واشتغلت عند التاجر الكويتي عبدالعزيز الزاحم مندوبا وكنت أتسلم مبالغ له عند التجار، وكان محله بالسوق الداخلي والراتب مائة روبية، وأعطيها للوالد، ويعطيني منها مصروفي اليومي، وطلبت زيادة الراتب ولم أحصل عليها، فتركت العمل.

بعد ذلك عملت في مصلحة المياه، وكانت الشركة مسؤولة عن برك الماء المنتشرة في مدينة الكويت، الاولى بالقبلة قرب نقعة الماء أو نقعة ثنيان، الثانية بفريج الغنيم، الثالثة بالشرق بفريج الشملان، الرابعة بالشرق حاليا دوار شؤون القصّر، والخامسة قرب قصر نايف، والسادسة في المرقاب.

وكان عملي مساعد أمين الصندوق، وعثمان بن سري أمين الصندوق، البرك فيها الماء العذب والكنادرة والحماري والمهارة ينقلون المياه من تلك البرك، ويدفعون ثمنها للمحصلين، وهم بدورهم يسلمونها للصندوق، كنا أربعة في مكتب صغير يتكون من غرفة واحدة، المدير حمد راشد النصف، والمساعد سيد عبدالرحمن الطبطبائي وعثمان بن سري أمين الصندوق، وكنت المساعد له، ودوري أتسلم المبلغ من عثمان بن سري وأنقلها الى المالية وآخذ وصل تسلم وإدارة المالية قرب ساحة الصفاة، وكنت أتسلم مبلغا بحدود ثلاثة آلاف روبية يوميا (الروبية تساوي خمسة وسبعين فلسا) حاليا، وفي بداية الخمسينيات تم فتح مصنع تحلية المياه، فزاد تصدير المياه للبرك. ومما أذكر أن عبدالله بوثيان كان الرجل المسؤول عن فتح المياه حتى تصل الى البرك، وكان يستخدم الدراجة في تنقله ويدور على البرك، ليتأكد من وصول المياه لها، ومفتاح المياه الرئيسي بالوطية فهو الذي يفتحه، وبعد ذلك يعود ويغلق المفتاح الرئيسي.

كل هذا وكنت في مصلحة المياه، ولكن تغير الوضع الوظيفي، وعندما كان سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيسا للاشغال العامة زارنا في مكتبنا، ورأى أن الوضع لا يساعد على العمل فأصدر أوامره والتجوري (الخزنة) رميناه من فوق ونقلناه بعربانة يجرها حصان الى المقر الجديد في وزارة الاشغال العامة، والمدير كما ذكرت حمد راشد النصف، وبعد ذلك ضاف علينا عبدالله عثمان اليوسف وأحمد الجاركي الفيلكاوي. وفي عام 1959 نقلنا الى وزارة الكهرباء والماء، ولكن اختلف العمل، وبدأ إنشاء محطات لسيارات التناكر وكل سائق تنكر يشتري بطاقة وبعد ذلك يذهب لتعبئة التنكر بالماء من المحطة، وأذكر أولى المحطات في الشويخ، وبالقرب من سور الكويت، وعند مطاحن الدقيق أيضا محطة للتناكر وأخرى بالنقرة والفحيحيل والجهراء.

دخلنا على عهد الاستقلال وأمضيت ثلاثين سنة وقدمت للتقاعد.

عمل الوالد

يروي لنا ضيفنا لمحات من حياة والده، حيث يقول توفي والدي رحمه الله وكنت في مرحلة الشباب.

والدي ولد عام 1884 في الحي القبلي وتوفي عام 1957. بدأ حياته مع سفن الغوص مع علي بن راشد، وكان عنده سفينة نوع السنبوك وبعد سنوات من العمل الوالد صار نوخذة في السفن الشراعية المسافرة الى الهند وشرق وغرب أفريقيا، وكان نوخذة في سفينة سالم علي المعروف بالأصمخ، وكان يركب في سفينته المعروفة باسم الچاية ومن بحريته سليمان بن سلامة وزيد المسلم وأحمد تويتان ومحمد سنان ومحمد مكيمي ومحمد بن درباس وراشدين درباس، هؤلاء البحارة عملوا مع الوالد ولمدة ثلاث سنوات، وأذكر عندما كنت صغيرا وذهبت الى البصرة مع النوخذة المرحوم محمد حسن الراشد، وكان نوخذة في سفينة فاروق ملك الصقر وحمل تمورا من البصرة ورجعنا الى الكويت ورجعت لأهلي وهو ركب نوخذة في السفينة (البوم) طارق ودخل الى البصرة وحمل تمورا وسافر الى الهند، والنوخذة محمد بن راشد ركب نوخذة في المهلب وبعد عام 1954 انتهى السفر في المهلب وتبرع به ثنيان الغانم للمتحف، والعراقيون حرقوا تلك السفينة الخشبية انتقاما وحقدا وحسدا. وبعد ذلك الوالد اشتغل في مدينة الاحمدي مع سالم بن علي وكان مقاولا لبعض المنشآت التي قام ببنائها في الاحمدي وتوابعها، وعين الوالد فورمن على العمال في تلك الشركة الوالد أخذ البحرية الذين كانوا معه بالبحر وشغلهم بالشركة، وذلك في صناعة التوانكي لتخزين النفط، وكان الوالد يذهب مساء يوم الجمعة الى العمل في الاحمدي ومساء الخميس يعود الى البيت، وهكذا أثناء العمل والوالد كان يحضر معه العرفج يأخذه من منطقة وارة، وأحيانا يجدون الحية بداخل العرفج.

بعد سنوات من العمل ترك العمل واستراح لكبر سنه وأذكر ان الوالد فتح له دكانا صغيرا استخرجه من احدى الغرف.. والبيت يتكون من حوشين واحد للسكن والثاني للدواجن والغنم ومستلزمات البيت فالدكان يطل على الشارع وصار الوالد يبيع ويشتري وكنت ابيع معه بالدكان وفي البراحة دكانان بالفريج وكان الوالد الثالث وكنت ألعب في البراحة مع ابناء الفريج عندما يكون الوالد موجودا في الدكان وكنا ونحن شباب نلعب الألعاب الشعبية مثل ياما حلت محلول والصفروق والتيله والچعاب والذبيبينه.. والچس والدرباحة والقافود، وصنعت تناك سفينة من حديد الچينكو وكنت استخدمه في البحر لصيد السمك والأطراف اضع لها باسچبل – والسفينة صنعتها بنفسي ودائما في البحر وعندي خيوط للحداق واذهب الى القوعة خلف سور النقعة، واماطونيه وكانت السفن الشراعية تقف فيها قبل رحلة السفر الى الهند وكذلك استخدمت القراقير لصيد الأسماك.

ومما اذكر كان عندي سفينة من نوع الشوعي وكنت اذهب الى الجزيرة الصغيرة ومعي مبارك الحجي وراشد القطامي.. رمينا القرقور في الجزيرة، وتركنا لمدة أسبوع في القوعة وصار هواء شديد ولم نستطع الذهاب لكي نأخذه وبعد اسبوع ذهبنا وحملناه من البحر ووجدنا بداخله سمك الينم ومن كثرته لم يستطع السمك الخروج فرغنا القرقور من السمك وضعناه في الخن الصدري واخذنا للبيت وبعنا الزائد في السوق ورجعنا مرة ثانية ورمينا القرقور في البحر وكنا نصيد السمك بالخيط في منطقة دريدير ما بين الشويخ والجزيرة ونصيد سمك النويبي وأحيانا سمك الشيم – واذكر اننا كنا ننام بالجزيرة نحن الثلاثة وأحيانا يذهب معنا فلاح المقطوف وكذلك مبارك واستمررت في صيد السمك، وكنا نتسابق بالشوعي مع بعض الاخوة من المراكب حتى النقع.

نادي بورسعيد

يحدثنا الدرباس عن نشاطه الرياضي فيقول: بدأت اللعب بالفريج وكنت لاعب سلة و«المثنى» ولعبت الجمباز وبعد تأسيس نادي بورسعيد لعبت سلة والمؤسس عبدالمحسن الملا وعبدالله العمر ويعقوب اليوسف ويعقوب الخرس وعبدالله المشاري وخليفة الدرباس وكنت معهم من المؤسسين ومحمد المسعود وكان هناك الكثيرون وكان مقر النادي في شارع تونس وفي منزل خلف مدرسة جول جمال وهذا كان طيار ضرب الباخرة ونزل بها في طائرته المهم كان نادي بورسعيد في تلك المنطقة ومارسنا اللعب وخاصة كرة القدم وكنا نقيم المباريات مع بعض الفرق. تأسس نادي بورسعيد بعدما اغلقت الدولة الأندية القديمة وكنت ألعب في دفاع، اما كرة السلة فكنت لاعبا رئيسيا وأقمنا مباراة في مدرسة المثنى مع فريق آخر.. ومعي يعقوب الخرس وعبدالقادر العمر، استمررت في اللعب بنادي بورسعيد حتى بداية تأسيس الأندية الحالية العربي – القادسية – الكويت ابتداء من عام 1962.

اطلق اسم بورسعيد نسبة لمعركة بورسعيد بين مصر واسرائيل عام 1956 والنادي تأسس عام 1957 والرئيس كان محمد الملا وكان كل لاعب يدفع للنادي بحدود ما بين 5 روبيات و10 روبيات وبعد ذلك انتهى النادي مع الأندية الجديدة واذكر ان سالم فرج وضاحي بوجروة ويعقوب الخرس وعبدالقادر العمر انضموا للأندية واخي خليفة كان يلعب كرة قدم.

اذكر اننا كنا في النادي ثلاثة: المرحوم سالم الفهاد ومبارك الحجي وكنت الثالث اشترينا عودا لكي نتعلم العزف وكنا نجلس في احدى الغرف ونعرف ان مبارك الحجي وسالم الفهاد تعلما جيدا حتى صارا مطربين وتركت العود ولم اتعلم شيئا وتفرغت للبيت وخاصة بعد وفاة الوالد وكنت الكبير بين اخوتي وكنت المسؤول عن العائلة فلذلك تركت العزف.

الزواج والحالة الاجتماعية

وعن زواجه يقول الدرباس: تزوجت من فتاة عربية خطبها الوالد من والدها، وكنت في مرحلة الشباب وأبلغني الوالد أنه خطب تلك الفتاة وهي زوجتي الحالية أم أولادي، والوالد أخبرني بذلك، والوالد صديق للعائلة وتمت الموافقة وكنت قادما الى البيت من لعب كرة القدم ففاجأني الوالد ووافقت على ما قال الوالد، وبعد الخطبة الوالد صار مريض وجدتي وعمتي ووالدتي راحوا معي وبعد كتابة عقد الزواج بدأت الافراح بحفل الزواج والزفة من ديوان الصقر حتى البيت وليلة زواجي حضر حسين بلال ومحمد الدرباس وإبراهيم وحفل النساء أحيته المرحومة سعادة البريكي، وذلك عام 1956 والله رزقني من الاولاد والبنات في بيت الوالد في حولي أولادي حسين يعمل بالبلدية وفيصل بالكهرباء ومحمد انتقل الى رحمة الله، وكان يعمل بالجمارك.

والبنات اثنتان متزوجتان، الاولى متزوجة من نايف الحشان، والثانية متزوجة من وليد الكندري.

الديوانية الكويتية

في خضم حديثه يتطرق ضيفنا لموضوع الديوانية الكويتية في الماضي والحاضر، حيث يقول:

الحقيقة ان الديوانية قديما غير منتشرة والتاجر هو الذي يفتح ديوانا للمواطنين لأنه قادر على المصروفات، وأما المواطنون العاديون فمشغولون في كسب الرزق لأولادهم، وكانت الديوانية روادها الغالبية العظمى من أصحاب المصالح التجارية، ويأتي بعدهم أبناء الفريج والبحارة ولا يذهبون كل ليلة، مع العلم أن الديوانية قديما ليلا مفتوحة لروادها، وليست بالاعداد الكبيرة، صاحب الديوانية عنده مجال كبير بالنسبة للمساحة، فلذلك يعمل ديوانية، أما البحار أو الانسان العادي فبيته صغير وغير قادر على المصروفات، وليس عنده فراغ لكي يفتح ديوانية، وتطرح الامور التجارية والاقتصادية في ديوان التاجر، وكانت تطرح شؤون البلد وما يدور في السوق. وأذكر ديوانيات القبلة منها ديوانية ثنيان الغانم وعائلة الصقر وعائلة الخرافي وعائلة الخالد والحميضي وعائلة العثمان.

وديوانية المرزوق وديوانية الفليج وعائلة البدر ودواوين أخرى هذا في الحي القبلي، أيضا في الشرق توجد دواوين، وأما عن منطقة المرقاب فلا أعرف عنها شيئا، فقط نصل الى ساحة الصفاة وهي مساحة كبيرة.

أهل البادية عندما يحضرون يعرضون ما لديهم من صوف ومنتجات الالبان مثل الاقط والجراد اذا كان موسمه وتجلس بعض النساء يبعن ما تحتاج اليه السيدات وبعض الرجال وهناك سوق للاغنام والجمال، وبيع الابقار.

وأذكر انهم كانوا يبيعون العرفج والطيور والدجاج وهناك الالعاب أيام الاعياد مثل الدوارف وأم الحصن عندنا في القبلة براحة حمود بن ناصر البدر وعرفت فيما بعد براحة عباس، وكنا نلعب فيها ونحن صغار، ورحت المقاهي الموجودة في ساحة الصفاة، وكانوا يبيعون فيها النخي والباجلة والنامليت والسينالكو والناملين كان يصنع في الكويت.

واذكر في الصفاة توجد دائرة السلكي واللاسلكي وبعد ذلك تغير الاسم الى دائرة البريد والبرق والهاتف حاليا المواصلات والبنك البريطاني، وفي ايام رمضان توجد اعداد كبيرة من المواطنين، بالنسبة للديوانية الآن انتشرت في الاحياء والمناطق السكنية، كل شارع فيه ما لا يقل عن خمس ديوانيات او اكثر او اقل، لكن الرواد قليلون ايضا، نظام الديوانية حاليا ليلة واحدة في الاسبوع لأن الرواد يتوزعون على ديوانيات اخرى، حاليا الديوانية حديثة فيها تلفزيون وخادم ومشروبات من جميع الاصناف وحلويات، والديوانية كبيرة ايضا، بعض الشباب يتواجدون فيها مبكرا بعيد صلاة المغرب واي مواطن يستطيع ان يفتح له ديوانية ومسموح الحديث فيها بحدود القانون وعدم التطرق الى الطعن، الديوانية شيء ممتاز تجمع بين المواطنين، اقترح ان تبقى الديوانية مفتوحة حتى الساعة الثانية عشرة لأن بقاء روادها الى الفجر فيه شيء من الخطورة.

الديوانية الكويتية مكان يجتمع فيه الرجال للتباحث والاخذ والعطاء وحاليا فيها شيء طيب وهو المعرفة وقضاء حوائج المحتاجين ومكان للتعارف والتآخي، وصارت الديوانية حاليا منطلق للسياسة ويخرج منها اعضاء مجلس الامة والمجلس البلدي، يعيش الانسان فيها اجواء مرحة ومريحة وبهجة ومسرة، اما الديوانية المخصصة للهاند والكوت فهذه شيء آخر للعب فقط، وقديما كان يلعب فيها لعبة المحيبس.

حاليا ظهرت الديوانية النسائية عند بعض النساء الكبيرات بالعمر، اما شاي الضحى قديما فهو تجمع سيدات الفريج عند المرأة الكبيرة بالسن، ويقدم الشاي فقط، وعندنا حلويات محلبية والعيش والعصيدة وقرص عقيلي وشعر البنات، قرص العقيلي يتكون من البيض والطحين والزعفران والهيل وماء الورد ويوضع على نار خفيفة بطاسة ويوضع الجمر فوق الغطاء حتى يستوي.

الاحتلال الصدامي للكويت

يوم الخميس 2/8/1990 غزا الجيش العراقي الكويت بقيادة المقبور صدام حسين، وهذا لم يحصل في تاريخ الدول العربية، لكن المقبور دخل بجيشه الى الكويت، سمعت بالخبر من صديق بعد الاتصال بالهاتف الساعة الخامسة صباحا خرجت الى الشارع ولم اشاهد شيئا والصديق الذي اتصل قال ابوحسين الجيش العراقي منتشر عندنا في الشامية، وهناك تبادل اطلاق نار بين رجال الشرطة بوزارة الداخلية وعناصر من الجيش العراقي، وصديق آخر اتصل وقال ان الجيش العراقي في شارع فهد السالم.

قبل يوم الغزو بأسبوع كنت في البصرة وكان معي من الاصدقاء المرحوم فهد بورسلي وعلي الفقعان ومحمد الحسينان وكنا ناوين السفر الى الشمال، واتصلت بأحد الابناء وطلبت منه ان يحضر السيارة السوبربان الى البصرة ويرجع بالسيارة الصغيرة وبالفعل حضر بالسيارة وعاد الى الكويت.

ولكن تصريح المقبور صدام حسين عندما قال: قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، من هنا عرفنا ان شيئا ما سيحصل، المقبور كان ينوي غزو الكويت ونحن لا نعلم عن نواياه السيئة، شاهدت تحركات الجيش العراقي في البصرة ومجموعات كبيرة منه، رجعنا يوم الخميس وشاهدت الجيش العراقي يمين ويسار الطريق من الزبير الى صفوان، وكان ذلك يوم 25/7/1990 وصلنا جوازات صفوان واذا مجاميع الكويتيين واقفين ودخلنا الى الكويت يوم الخميس 2/8/1990، غزانا الجيش العراقي البعثي بقيادة المقبور صدام حسين الذي دمر البلاد وشتت العباد.

وكانت منطقة الرميثية فيها مشاكل كثيرة وكبيرة بسبب وجود الجيش العراقي، عندنا مقاومة شعبية في خليفة وعائلته كانوا مسافرين، اخي ثنيان وعائلته مسافرين فكانت بيوتهم خالية كنت مع عائلتي، واذا بدأ الليل افتح اضاءة البيوت.

وفي احدى الليالي حضرت مجموعة من شباب المقاومة وضربوا الجيش العراقي المتواجد داخل المدرسة وهربوا، نزل الجيش العراقي وطوقوا منطقة الرميثية، هذا كان آخر ايام الغزو بعد صلاة العصر، الجيش العراقي بعد حادثة الضرب بدأ يأخذ الرجال من بيوتهم، جارنا يوسف الجاسر خرج ليشاهد ماذا في الشارع فأخذوه وكذلك اخذوا وليد الصالح واولاد بوناصر الاب وابنه وزوج ابنته، العراقيون قتلوا يوسف الجاسر ووليد الصالح وشابا من عائلة بن جبل، في ذلك اليوم طرقوا باب بيتنا ولكن لم اخرج وقلت للاولاد توزعوا في البيت وكنت مع فهد الطرموم في الملحق، ولم نخرج، الجيش العراقي سرق السيارة السوبربان وهرب بها، وبعض الذين مسكوهم ادخلوهم في السيارة

وخرجت اليوم الثاني الى الشارع وشاهدت ابناء الجيران الذين خطفوا على ايدي الجيش العراقي مقتولين ودمهم بالشوارع على الرصيف، احدهم وجد بالقرب من بيتهم والثاني بالشارع والثالث بالبراحة، هذا فعل الجيش العراقي الذين يدعون العروبة والوطنية بقيادة المقبور صدام حسين الذي كان ينادي أمة عربية واحدة ويقتل الابرياء العزل من المدنيين الذين لم يفعلوا شيئا كل ذنبهم انهم كويتيون مسالمون، اين الاسلام والعروبة من رجال الجيش العراقي المجرم؟

رحم الله ابناء الكويت واسكنهم فسيح جناته، وفي الليل اتصلنا في المخافر ولكن يقولون اتصلوا بالاسعاف، وحضرت سيارة الاسعاف ونقلتهم الى المستشفى حتى يوم التحرير من براثن الاحتلال الصدامي. الرميثية صارت شبه خالية من سكانها القليل بقي بنفس الشارع الذي نسكنه، وفي احدى الليالي الساعة الثالثة فجرا سمعت رمي رشاشات وتحركت احدى السيارات بقوة وبعد صلاة الفجر قلت لاحد الابناء روح اطفئ الانوار ببيت عمامك فشاهد مواطنا مقتولا قد رمي بالشارع قتله العراقيون، ذهبت وشاهدته ولم اعرفه في البداية، ودخلت الى البيت ولكن خرجت المرة الثانية والتقيت مع عبدالله رجب واخيه حسن حضروا لمشاهدة القتيل وعادوا الى البيت وبعد فترة سمعت عبدالله رجب يبكي ويصرخ واذا هو ابنه اسامة مقتول وكان مشوه الوجه والجسم ونقلته بمساعدته الى مستشفى مبارك الكبير، وفي تلك الفترة كانت الوالدة ترقد في المستشفى مريضة، ونقلناه رحمه الله الى مقبرة صبحان ودفن فيها، عبدالقادر سنان اخبرني بأن عندهم بيت في العديلية خال من السكان، وطلب مني ان انتقل للسكن فيه، اخذت اكل من البيت ونقلت الوالدة الى العديلية ومع الاولاد وسكنا في العديلية حتى يوم التحرير، ذهب ولدي محمد رحمه الله الى السوق الموجود في احدى ساحات الرميثية لشراء بعض الحاجات ولكن الجيش العراقي مسكه واخذه الى العراق اسيرا بدون ذنب، ولمدة شهر وستة ايام حتى تم اطلاق سراحه من قبل الصليب الاحمر.

هذا هو الاحتلال الصدامي الغاشم الظالم، هذه هي عروبتهم المزعومة واحقادهم الدفينة والغل الذي كان في صدورهم تجاه الكويت واهلها.





المرور والسيارات والشوارع

العم درباس له وجهة نظر في مشكلة الازدحام المروري وكيفية معالجتها وعن ذلك يقول: نحن فتحنا المجال لكل من هب ودب للحصول على الاجازة، لو الدولة اقامت الجسور فوق الجسور فلن تقضي على الازدحام اذا لم تقض على منح اجازات القيادة، اجازة قيادة السيارات لكل عامل وفراش ومستخدم والسيارة بسوق الحراج بأسعار بسيطة كيف تحل مشكل المرور لا تحل الا بعدم اعطاء الاجازات لخدام في البيوت عندهم سيارات غير سائق البيت، تجار الاقامات يحضرون العمال بمقابل، وهؤلاء بعد العمل يحصلون على اجازات.

ابناء وبنات الكويت يتخرجون من الثانوية يستخرجون اجازات، آلاف من الطلبة، المفروض العمال يستخدمون باصات النقل العام، وليس سيارات خاصة لهم، بعض السيدات الاجنبيات يملكن سيارات ويتجولن بين العمارات ويبعن على سكان الشقق.

حل ازمة المرور بوقف صرف الاجازات للطبقة العاملة من الوافدين وعدم تدخل الواسطة واستخدام باصات النقل.

المواطن الكويتي اذا سافر للخارج يستخدم السيارات التاكسي في البلاد التي يزورها، ويستخدم الباصات ولا نحصل على اجازات او نشتري سيارات، حتى سيارات التاكسي الحديث غير صحيح ولا يسمح لهم بالتجوال، يتحول الى تاكسي تحت الطلب بالتلفون وتعطى كل شركة مقرا لها في الجمعية التعاونية وحسب العنوان.

يجب ان تمنع السيارات التاكسي من التجوال في الشوارع لان عددها بزيادة غير متوقعة. وتسبب مشاكل وحوادث، وآخر شيء الحمد لله رب العالمين ونصيحتي للشباب بعدم السرعة بالسيارة لان السرعة قاتلة فلا تقتل نفسك ولا تكن سببا في موت الآخرين.



سيارة التاكسي

بعدما التحقت بالوظيفة وبعد وفاة الوالد اشتريت سيارة واشتغلت عليها بنقل الركاب (سيارة تاكسي)، أما بالنسبة للتعليم فقد سبقني محمد ولد عمتي وكان يملك سيارة واذا رجع من الدوام (يصفطها) يعني يوقفها وبعد الغداء ينام فاستغل وقت النوم وآخذ مفتاح السيارة واخرج بها أقودها بين السكيك وكانت السيارة موديل 1947 واذا رجعت أعيدها في نفس المكان لكي لا يعرف ولكن في احدى المرات تغير مكان السيارة فانتبه وقال من يأخذ السيارة وسألني فاعترفت له بأنني آخذ السيارة.

عندما كنت اشتغل في مصلحة المياه كان عثمان بن سري يملك سيارة (مورس) انجليزية الصنع وحصلت على الاجازة عام 1956 والذي اختبرني سيد عبدالوهاب ونجحت من أول اختبار وكان مكان الاختبار بالحي القبلي عند مسجد البدر والاختبار في سيارة شفر موديل 1956.

وقال أنت تحضر بالليل تتعلم هنا.. المهم نجحت وحصلت على إجازة قيادة السيارة والوالد أعطاني سيارة محمد ولد عمتي أذهب بها للدوام صباحا، وبعد ذلك أشتغل عليها بنقل الركاب تاكسي وأنقل الركاب من ساحة الصفاة مقابل البنك البريطاني الى النقرة وحولي، وأذكر سعد القطامي وأحمد الهزاع وأحمد أمان وعبداللطيف بوزبر وكنا ننقل الركاب والسيارة ممتلئة بالركاب ذهابا وإيابا يوميا أحصل على مبلغ جيد جدا.

وكنت أنقل سبعة أو ثمانية ركاب، وهذا كان مخالف وفي أحد الايام تبعني وأوقفني الشرطي بوحسين علوان وأوقفني في النقرة، ولكن سامحني بعد ذلك والسبب ان الركاب عددهم زيادة وأذكر أنني أحصل على مبلغ مائتين وخمسين روبية، ولم أحصل على مشاكل مع الرجال أو النساء، ولكن حصل أن أحد الركاب كان يريد سينما حولي والطرق غير معبدة في حولي، وأذكر أن ذلك اليوم غباره شديد فصدمت طفلا ركض أمامي ومن شدة الغبار لم ألاحظه، ولكن الحمد لله سلم الطفل من الحادث، ونقلته للمستشفى الأميري لعلاج الجروح التي أصيب بها بالراس وأعطيت والده ثلاثمائة روبية ولم تحصل حوادث بالخمسينيات والسائق محافظ على سيارته ويعتني بها، ومما أذكر أن السيارات قليلة ولا حوادث تذكر للسيارات.

أمضيت سنتين في العمل على سيارة التاكسي.



عدد المشـاهدات: 4281


 
:حجم الخط
285607-taher_alnjada_su_9-4-2012_(10).jpg

الفنان طاهر أحمد النجادة ممسكا بالعرائس (سعود سالم)
285607-285685s5s.jpg

طاهر النجادة اثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (أسامة أبوعطية)
285607-taher_alnjada_su_9-4-2012_(9).jpg

285607-taher_alnjada_su_9-4-2012_(3).jpg

صورة الوالد بداية السبعينيات
285607-taher_alnjada_su_9-4-2012_(4).jpg

285607-taher_alnjada_su_9-4-2012_(1).jpg



  • شاهدت البيوت البيض الموجودة بجانب مدرسة الصديق وقد خصصت لسكن المدرسين
  • كتبت الشعر الفصيح والشعبي النبطي.. قصائد اجتماعية وتوعوية وقصيدة عن الواسطة
  • عينت في الشعيبة الصناعية ونقلت لعدة أماكن مراقباً على الأجهزة الكهربائية
  • مدرسة الصباح الابتدائية كانت الخطوة الأولى في تعليمي ثم انتقلت إلى الصديق المتوسطة وتخرجت في الكلية الصناعية تخصص كهرباء
  • أثناء الذهاب إلى المدرسة وجدت ورقة خمس روبيات وكان معي أخي واشترينا ألعاباً وحلويات وأخذنا جزاءنا في المنزل تقريعاً وتهديداً
  • ضربني خالد النفيسي «طراق قوي» أثناء تمثيلي دور موظف يختلس أموالاً وضربت الممثلة طيف «طراق قوي» على وجهها وبعد ذلك اعتذرت لها
  • أحببت هواية المراسلة وجمع الطوابع والعملات النقدية.. وعراقي طلب مني سجائر إذا سافرت للعراق
منصور الهاجري
الفنان والشاعر طاهر احمد النجادة شاهد على ماضي وحاضر الكويت في مجالات عديدة على رأسها الفنون والثقافة التي ينتمي اليها بحكم هواياته المفضلة وعلى الصناعة التي عمل فيها خلال اكثر من 30 عاما. النجادة الذي نشأ في شرق وتحديدا منطقة الصوابر يحكي قصة جده الذي كان يعمل صائغا للذهب والفضة ويروي كيف ان والده اتجه للخياطة فعمل خياطا للبشوت. من مدرسة الصباح الابتدائية كانت الخطوة الأولى في تعليمه فالصديق المتوسطة ثم كان التخرج في الكلية الصناعية تخصص كهرباء. يحكي عن ذكرياته ومواقفه الطريفة ومنها انه عندما كان في طريقه للمدرسة وجد ورقة فئة الخمس روبيات وكان بصحبة اخيه فاشترى هو وأخوه العابا وحلويات وكان الجزاء تقريعا وتخويفا وتعهدا بعدم العودة مرة اخرى لالتقاط اي شيء من الارض. في رحلة عمله يحكي عن تعيينه في الشعيبة الصناعية ثم الانتقال لعدة اماكن مراقبا على الاجهزة الكهربائية. للنجادة عدد من الهوايات التي احبها ومنها المراسلة وجمع الطوابع والعملات النقدية مارس التمثيل وشارك في عدة مسلسلات ومسرحيات وكتب الشعر الفصيح والشعبي والنبطي. رحلتنا مع النجادة تبدأ الآن:

ولدت في فريج الصوابر في شرق وكانت المنطقة الداخلية في الدائري الأول وكانت تعتبر برا، أما البيوت فمقابل وزارة الداخلية ومقبرة الصوابر او منطقة عمارات الصوابر فكانت بيوتا ومزارع.

وبيوتنا داخل المنطقة هي حاليا محطة البنزين واذكر ان جدي بنى له بيتا في تلك المنطقة وايضا ولد في منطقة الصوابر، ولذلك عندما بدأ عمله كان في منطقة الصوابر، وكان يعمل خياط بشوت وفي البناء، والفريق بين الخياط والحائك ان الخياط يخيط القماش واما الحائك فيحول الخيوط الى قطعة قماش للبشت – من خيوط الصوف الذي يغزل على المغزل، وهكذا فان الوالد يأخذ قطعة القماش ويحولها الى بشت جاهز للاستعمال وعليه الزري والكراكيش والخياطون انواع، خياط متخصص في الكرمك وآخر متخصص في الزري والذي يخبن البشت متخصص، فالبشت يمر بمراحل عدة وعلى يد صناع متخصصين في خياطة البشت.

والذي يخبن البشت يكون جالسا بالدوانية القديمة ويشتغل وكان المعزب صاحب الديوانية يحضر العمالة من الاحساء وهم من يعمل البشوت وايضا من العراق او النجفيين، حتما ان الآباء كانوا يذهبون للعمل في السعودية او البحرين بصناعة البشوت طلبا للرزق، ظل الوالد بالعمل حتى منتصف الخمسينات ثم التحق بالعمل الحكومي وعين في وزارة الاشغال مراقبا على العمال وكان قد التحق بالتعليم المسائي وصار يقرأ ويكتب.

صياغة الفضة

واذكر ان جدي كان يعمل في صياغة الفضة ونسميه قديما «الشاخ» فجدي كان له محل وكان يشتري من ابناء البادية القادمين الى الكويت او يشتري من السوق المحلي ويبدأ بإعادة صياغتها ويعمل منها السيم والخواتم وخاصة ما يخص نساء البادية ويعمل الخزامة ويرصعها بالفصوص ودقات بسيطة، واهل البادية كانوز زبائن عند جدي لشراء الجديد من الفضة «الشاخ» وكانت صناعة الفضة مرغوبة والذهب غال واشتغلت مع جدي في سحب السيم «الفضة» على آلة مثقبة باحجام وكنت اذهب معه الى محال الصاغة الذين يشتغلون بالذهب وتجمع السحالة وفيها شيء من برادة الذهب كما كنا نجمع التراب ونصفيه بالبحر فنحصل على سحالة ذهب ونخلطها مع الفضة فتعطيها بريقا، في ذلك الوقت كنت اذهب الى الوطية والرمل الناعم نصفيه بالماء ونحصل على السحالة وكان يشتري لنا البرِّيد أو حلويات وعنده محل صغير 4 امتار مربعة من جهة وزارة الدفاع القديمة وموقع مجمع البنوك حاليا وتحديدا عند الاشارة يعرض فيه ما كان يصنعه في البيت، وعنده العدة كاملة للتصنيع ويحصل على رزق بسيط، وكنت اجلس بجانبه وبعدما يحصل على رزقه يذهب الى السوق لشراء الادام، السمك او اللحم ويسلمه لي وأوصله الى البيت والاهل يطبخون حى عودة الجد والوالد من السوق مع صلاة الظهر.

وأذكر انني صنعت عربانة صغيرة من الخشب لها ثلاث عجلات للتنقل من ساحة الصفاة الى الصوابر وهي مسافة بعيدة واذكر انه وقبل المغرب كان ينادينا ونعمل معه وعنده صندوق صغير فيه بعض القطع المعدنية يضع فيها الفلوس وفي احدى المرات قال عندي لكم مفاجأة وكانت هدية حلويات واستمر جدي لفترة طويلة وتقدم بالعمر وتوقف عن العمل الى ان انتقل الى رحمة الله والوالد ايضا تقدم بالعمر فتقاعد من الحكومة وامضى ايامه في البيت الى ان انتقل الى رحمة الله.

من الطفولة

عندما كنت صغيرا في مرحلة الفتوة كنت مع ابناء الفريج نلعب بالشارع ولم يكن هناك اي خطر بل نلعب ونعود الى البيت عندما يؤذن المغرب ويمكن أن نتأخر قليلا عندما تكون مباراة في كرة القدم على ملعب الصديق وكان ملعبا كبيرا وفيه مدرجات وكنا نذهب بالباص الى صلاح الدين او الشامية لمشاهدة المباريات، كنت العب في الفريج مثلا يوم الجمعة بعض الشباب معه خبزة بداخلها تمر ونجلس نحن الشباب ونأكل مع بعض، نجلس «براس العاير» والبعض يلعب المقصي والتيلة والچعاب والكبار يلعبون الهون والمقصي كوينه – احيان نطلع الى البر، بعض الاولاد كل احد يحضر معه خيشة ونفتحها ونعمل منها خيمة صغيرة ونخرج الى البر عند البيوت ذات اللون الابيض وكل واحد منا يحضر معه اكل ونطبخ الاكل واحد للبصل وآخر للماء والثالث يطبخ العيش ونتغدى وبعد العصر نجمع اغراضنا ونرجع والرحلة صباحية فقط.

والولد يحلق شعر راسه اقرع ونغني عليه اقرع مقيرع طاح بالطاسة صيح على أمه يبي قرقاشة

اما ماكينة او بالموس – بعد صلاة المغرب ومع بداية الظلام ممنوع الخروج من البيت اذكر بداية التلفزيون بعض العائلات اشتروا الجهاز وخاصة اصحاب البيوت الكبيرة يعرضون التلفزيون وابناء الفريج يشاهدون التلفزيون وبعض الافلام بعض كبيرات السن تخفي وجهها عن المذيع، اذكر ان الوالد اشترى تلفزيون كبير من محمد رفيع معرفي وكان بعض ابناء الفريج يحضرون ويشاهدون البرامج والبث كان حتى التاسعة مساء وبعض القنوات من الدول المجاورة، كان الكويتيون يضعون طاسة او غطاء الجدر على عمود ليلتقطوا بث الدول المجاورة.

الدراسة والتعليم

بداية تعليمي كانت في مدرسة الصباح الموجودة بجانب مدرسة خديجة ومخفر الشرطة في الشرق من سنة اولى ابتدائي الى ان انهيت المرحلة الابتدائية وكان ناظر المدرسة الاستاذ عبدالعزيز المسلم ومدرس اسمه السخن ولونه احمر وقد شبعنا منه ضربا واي طالب يتأخر تعلق رجلاه بالجحيشة ويضرب في طابور الصباح امام الطلبة.

فكان العقاب شديدا وكانت ايضا التربية حقيقية واذكر ان الدوام كان على فترتين صباحية ومسائية وكنا نأكل الوجبة الصباحية شوربة عدس وحليب وبسكوت، وكانت دائرة المعارف قديما تصرف للطالب كل ما يحتاجه من ملابس واحذية وكتب ودفاتر والتعليم كان جيدا جدا والمدرسون مهتمون بالطالب وتعليمه.

ولا يوجد مدرسون خصوصيون للطلبة في المنزل وبعد الفترة الصباحية تأتي فترة العصر وهي عبارة عن حصتين وكنا نصلي صلاة العصر جماعة ويؤمنا احد المدرسين والارصفة تفرش بالجود ري (سجاد خشن صناعة هندية) وكانت المدرسة تشمل طلبة من مختلفي الاعمار وكذلك الفصول.

وجميع الطلبة من المنطقة الشرقية يذهبون ويعودون الى المدرسة مشيا على الاقدام ومن فريج الى فريج ومن دون تعب وكان يذهب معي اخي الكبير واذكر ان مدرسة الصباح كان لها بابان خلفي وامامي وعندما كنا غير راغبين بالمدرسة نخرج من الباب الخفي وهو كذلك مخصص لخروج الطلبة مع نهاية الدوام.

ومن ضمن الطرائف انه في احد الايام كنت ذاهبا الى المدرسة مع اخي الكبير واثناء المشي وجدنا ورقة نقدية قيمتها خمس روبيات وبدلا من الذهاب الى المدرسة توجهنا الى سوق الدروازة وسوق بني دعيج واشترينا حلويات والوانا وبعض الألعاب واكلنا دندرمة المهم الفلوس سحقناها نهائيا وحملنا بعض الحلويات والالوان الى البيت ورأتها اختي وسألتنا من اين لكم هذه الحلوى وقالت لاخي ان اخواني شفت عندهم اشياء غريبة، واحضر اخي سيم ووضعه على النار واستدعانا واحضر كل الاغراض وقال من أين لكم هذه الأغراض وبيده السيم الحار فقلت له وجدنا ورقة نقدية خمس روبيات واشترينا هذه الاغراض، فقال هذا السيم من النار اكويكم به، في اي مكان تذهبون وتشوفون الذهب لا تمدون يديكم عليه، وصدق المثل الكويتي القديم «لولا المربي ما تعرف ربى».

استمررنا بالدراسة في مدرسة الصباح وكانت العائلات الكويتية حريصة جدا على ابنائها واذا غابت الشمس يدخل جميع الاطفال والشباب البيوت ولا يخرجون حتى اليوم الثاني.

وكان اخي ابونواف يصاحبني طوال الطريق لانه يدرس في الصباح وابناء الفريج يعرفون بعضهم ولم تكن هناك تفرقة بين مواطن وآخر فالجميع سواسية ومتحابون فيما بينهم وهذا شيء طيب وكان اخي الكبير يراجع لنا الدروس لانه متعلم وكان يراجع دفاترنا وكتبنا ولم يقصر معنا واذكر انني كنت من المتميزين في المرحلة الابتدائية وحتى في المرحلة المتوسطة في مدرسة الصديق.

وعندما كنت اذهب الى مدرسة الصديق مشيا اشاهد البيوت البيضاء وقد خصصت لسكن المدرسين وبعد تلك البيوت توجد مقبرتان، وبيوت الدسمة خلف سور الكويت والمطار القديم، وكنا نهرب من المدرسة وندخل الى ارض المطار ونصعد الى الطائرة ولم يكن هناك سور حول المطار وكنا نشاهد الطائرات وهي تهبط وتقلع.

النشاط الرياضي في «الصديق»

التحقت بمدرسة الصديق وكان الناظر سعدالدين والوكيل عبدالمجيد السالم وبدأت هواياتي تتكشف ودرسنا المرحوم خميس نجم وفائق طهبوب، ومحمد علي كان مدرس بدنية والتحقت بالفريق الخاص وهو مجموعة من الطلبة يؤدون حركات رياضية في آخر العام مع مجموعة من المدارس على ملعب شبان الوطي او يقال ملعب المعارف، وكان هناك فريق الدانمارك ومدربهم الاستاذ عبدالاله ويؤدون كثيرا من العروض الرياضية على الاجهزة وشاركت بالفريقين الخاص والدنمارك وكنا على السلالم وشاركت بالكشافة البحرية ومنها معسكر الكشافة في الفنطيس المنطقة البحرية ولمدة عامين دراسيين واستمتعت بالكشافة وتعلمنا التحمل والصبر ومساعدة الآخرين والاعتماد على النفس.

الكلية الصناعية

انتقلت من مدرسة الصديق والتحقت بالكلية الصناعية «المرحلة المتوسطة» واعلنت وزارة التربية عن قبولي في الكلية الصناعية فالتحقت بها مع بعض الطلبة وكان حبي للصناعة هو ما دفعني للالتحاق بالكلية وتخصصت في الكهرباء واستمررت بالدراسة وانهيت المرحلة المتوسطة وانتقلت الى المرحلة الثانوية «صناعي» وحصلت على شهادة الثانوية الصناعية.

وقبل نهاية العام حضر بعض المسؤولين من الجيش وحاولوا اقناع الطلبة بالالتحاق بالجيش، بالنسبة لي كنت اريد ان اضرب عصفورين بحجر، التحق بالعمل وربما احصل على بعثة دراسية وبعد التعيين في وزارة الكهرباء باشرت العمل في قسم صيانة المحولات مراقب وكان راتبي تسعين دينارا واستمررت بالعمل واشتريت سيارة صغيرة فولكس وبعدها سيارة ثانية وانتقل الوالد الى المنصورية بعد تثمين البيوت داخل العاصمة وعملي كان في حولي قسم صيانة المحولات، ثم بدأ فرز العاملين وكان نصيبي في الشعيبة والدوام نوبات أخرج من البيت في السادسة صباحا حتى اصل الى الشعيبة الصناعية وكان الطريق مزدحما ودوام النوبات متعبا ولكن كنا شبابا ونتحمل، امضيت سبع سنوات في الشعيبة وتم انجاز مشروع المياه الشامل وفتحوا محطات ضخ المياه وجاء الكمبيوتر الذي يتحكم في صرف المياه وعينت هناك وبعد سنوات نقلت الى مراكز الطوارئ وعينت مراقبا وبعد ذلك اصبحت مسؤولا عن بعض العقود وهي وظيفة لها علاقة بالشبكة المائية وامضيت ثلاثين عاما في وزارة الكهرباء متنقلا بين الادارات والاقسام.

مشاكل ومواقف

ومما أذكر صارت لي بعض المشاكل في بعض المحطات منها في احدى المرات انه انفجر علينا محبس من الضغط العالي والحمد لله لم يحصل مكروه.

وبالنسبة للمحولات كان كل محول تجرى له صيانة سنوية ولسوء الحظ ان احد المحولات لم تكن الكهرباء معزولة عنه ونزل احد الفنيين على اساس انه ينظف فصعقه التيار الكهربائي ومات.

ايضا من الحوادث التي اذكرها انقلاب سيارة احد الاصدقاء وكنا بصحبته فيها.

هوايات أخرى

عندما كنت في المرحلة الابتدائية والمتوسطة كانت عندي هوايات مثل المراسلة وجمع الطوابع ومنها الطوابع العثمانية القديمة والتي تقدر بأثمان كبيرة الى جانب هواية جمع صور المناظر الطبيعية وعندي ألبومات اجمع فيها تلك الصور منذ ان كنت في الابتدائي ايضا عندي هواية جمع العملات ولكن لم استمر لانها مكلفة بالنسبة لي.

وبالنسبة للمراسلة كنت اراسل بعض الشباب في الدول العربية وكنت اخذ العناوين من المجلات والجرائد لان البعض كان يرسل للمجلة عنوانه ويرغب في المراسلة واراسل شبابا وبنات من عدن ومصر وتونس، المراسلة لها فترة معينة ثم تنقطع والسبب تغيير عناوينهم او عنواني، والعنوان لم يكن بمثل هذه الايام، المرسل يعرف عمر الذي يرسل له، وما كان في المراسلة خدع واشياء غير سليمة او منحرفة، كانت المراسلة من اجل المعرفة واصارح من يراسلني مثلا بعمري وعملي ودراستي واول رسالة كانت الى عدن وكان الذي يراسلني يطلب مني زيارته.

كنت اراسل شبابا في المغرب وتونس وتعلمت كيفية الكتابة وعادات وتقاليد ثقافة الشعوب واستمررت لمدة سبع سنوات ثم انقطعت لاسباب كثيرة ولكن لا أزال احتفظ ببعض الصور والطوابع والمناظر الطبيعية وعندي طوابع عثمانية وطوابع مصرية ما قبل الملك فاروق، وقيمة الطابع تكون فيه اذا كان مختوما وعليه تاريخ واحيانا اشتري الطوابع ومرات اخرى اوصي من يسافر ان يشتري لي طوابع جديدة من الدول التي يسافر لها وأحيانا بالمصادفة أجد مظروفا مرميا فآخذه، وقد اشتريت الكثير من الطوابع ولا ابيع منها لاني اعتز بها جدا وهذا وانا طالب على مقاعد الدراسة في المتوسطة والكلية الصناعية وخلال تلك الفترة الدراسية اخذت مني الوقت الكثير.

من طرائف المراسلات

ومن الطرائف اثناء المراسلات مثلا البعض يطلب منك هدية واحدهما من العراق كان يراسلني من بغداد وقال في احدى رسائله «ألا تسافر الى بغداد» فقلت له ممكن ان أسافر فقال اذا كنت تريد الحضور اريد منك هدية علبة سجاير سالم والعلبة الكبيرة فيها عشر علب صغيرة.

قصيدة هدية

ذات مرة حضر عندي احد الاصدقاء من الشباب وكان يشوف عندي محاولات وقال اريد منك عمل قصيدة، وكان متزوج واراد ان يقدم لزوجته هدية قصيدة في مدحها فطلب مني ان اكتب له في مدحها وهذه القصيدة على لسانه لزوجته:

انتي درة انتي دانة

ترى قول الحق امانة

ما ابالغ في جمالك

ولا في ذيك الرزانة

انتي نور الشمس ساطع

انتي نسمة صبح هبت

يا نبات بوسط استكانة

انتي جنة مشبعة بطيب الزهور

انتي روض مغردة فيها الطيور

انتي كلك روض نابع

مهما اقول مقصر آنه

الحبايب فيك تمدح

والعدو من الغيرة يجرح

مشية الطاووس هيبة

كل طير يركع على شانه

انتي حورية بجنة

انتي معدن ماكو منه

لو غلب موج البحر

الصخر صاير مكانه

يا جدح ينور ضاوي

باللحن احلى الغناوي

يسعدني ان اكون ممن اقتبس من هذا الشاعر الكبير محمد رفيع الشاعر البحريني.

كل انسان كيف يصل لمبتغاه فعليه ان يسمع وان يقرأ ويحفظ لمن سبقه. لكن بالنسبة لي فأنالي طور ونهج يختلف عن محمد رفيع شاعر البحرين الكبير.

فهو له طريقته واسلوبه مع اننا نتقارب في الحياة مع بعض ولي اسلوبي وطريقة إلقائي وقصائدي تختلف عنه.

قصيدة المبرقعة ممكن فيها من نهج محمد رفيع لكن القصائد الاخرى ما فيها تقليد.

حتى الكتابة تختلف عن اي واحد.

ولم اقلد فهد بورسلي في قصائده الاجتماعية لكن عندي قصيدة الواسطة تنتقد هذا الوضع، صلاح الساير من الكتاب والشعراء الذين يشدنني بطريقتهم والمرحوم عبدالرحمن الضويحي كنت اقرأ له ولكن ليس لي ميول في كتابه شعر الزهيري، رحم الله امرئي عرف قدر نفسه الان من يكتب الحجازي يتشوق ان يكتب باللهجة العامية.

اكن مسلوب العواطف

وأي عائق سأصده

ودنا من وردة اخوي

فعانقته بحرارة

وضمت المنقار تناجيه بحدة

ان لي محبوبا تائها بغرامي

اسألك بالله ان كنت وجدته

رفرف العصفور وحلق حولها قائلا

ان داؤك هو رائي

خبريني أين عشقي اين شوقي

فاق حده

فأجابته سريعا اي عمر لم يزل

مهما طال سوف يدنوه الاجل

بل موت يشده

حينها هو العصفور ارضا

منهوك القوي يائسا فاقدا رشدة

هل جزا من دم في عمق الهوا

والعشق مخلصا يجدا الخيب تصده

اصبح العصفور متيم يترنم

وهي مع نسمات الهوى تدنوه بشدة

انها لحظات حب بين لحظات قلبين عطاشا

اغرقوا الاجواء عشقا ومودة

ومضى عهد عليهم بعدها عاد المتيم

اين انتي يا اجمل وردة

وغدا العصفور حزينا

وهو يندب حظه المشؤوم

ويخاطب كل نسمة لكنها تصده

اين من كانت تناجيه بعبق وهياما

وغداء الحب بإخلاص تمده

أهو حلم ام خيال ام حقيقة

ام تلك حال من هام باجواء المودة

هل لها عشاق غير قطفوها

هل تناست او تعالت

ام لها زين له كانت تعده

عاشق العشاق مات عشقا

من عشيق ليس في دنياه هواه

اي عشق انها الاقدار للشعق تخده

فغدا العصفور يناجي غيرها

انني عاهدت نفسي للهوى والحب.

وعن السمنة الحركة صحة وبركة وعن بعض الشيوخ والوزراء وعن كثير من الشخصيات الكويتية وكتبت عن المورخين وحياة الفهد، الكثير من المربيات والكريمات واقبال الغربللي وكان عندها منتدى اصحاب القلم وتوقف لظروفها الشخصية وهو من المنتديات التي يفتخر بها الانسان كتبتها لحسين المفيدي وللشيخة فريحة الاحمد وقدمتها هدية لها في نادي الفتاة.

كتبت في جميع انواع الشعر: الرثاء الغزل المديح الشعر العاطفي والشعر التوعوي والتربوي مثلا وزارة الصحة طلبوا مني ان اكتب عن مضار التدخين والامراض التي يسببها للانسان.

كل هذا الذي اقدمه لكن الاعلام بعيد عني هذه قصيدة كتبتها عبارة عن حوار بين عصفور وزهرة وهذه بالفصحى

مناجاة بين عصفور ووردة

انه اجمل لقاء تاه في احضان وردة

ارشفته من رحيق الحب عطورا

عاشق العصفور تناجيه لوحده

هذه القصائد التي كتبتها كانت نتاجا فكريا وقراءة لبعض الامراء السعوديين من الشعراء وبعض الشعراء، سؤال: القاؤك تتشبه به مع الشاعر البحريني محمد رفيع.

الحقيقة هو شاعر مقتدر وقد سبقني بالشعر ولكن مساري يختلف عن مساره وربما الالتقاء من اثر البيئة. وميولي للهجة العامية وبعض القصائد تشد وتجذب القارئ لها.

شاركت في الكثير من المناسبات في الهيئة العامة للشباب والرياضة وفي بعض الاوبريتات الوطنية كذلك شاركت في اوبريت حديث الاجيال وعلى سيف الوطن وشاركني بالكلمات والالحان بعض الملحنين مثل ملحن اسمه انور ومن دون مقابل اشتغلت ثلاث مرات وتسلمت 100 دينار فقط كذلك رصدت مبالغ للاوبريتات ولم اتسلم سوى ما ذكرته مع العلم أنني بذلت مجهودا كبيرا.

على شان الوطن كتبت للمغفور له الشيخ جابر الاحمد في حياته ورثاء بعد وفاته، كتبت للأسير والمعاق والشهيد وكذلك قصائد ليوم الصحة العالمي عن التدخين.

عندي صديق يتمنى ان يكتب مثلي وهو يغار مني لانه يكتب شيئا آخر.

الشعر الزهيري له نمط معين ومفردات معينة وله صياغة حاولت كتابة شيء من الزهيري لكنني لم اكتب، وكتبت النبطي وهو بحاجة لمن يحفظ الكلمات والالفاظ والمفردات، حاولت كتابة الزهيري لكن لم اوفق فيه، احيانا الشاعر لا يستطيع ان يكتب واحيانا يكتب القصيدة بنفس واحد حتى يكملها، اسمع الشعراء واشاهدهم بالتلفزيون.

واذكر انني شاركت بنادي الجيش وشاركت في يوم الصحة العالمي لوزارة الصحة ومنتدى يعقوب الرشيد وتم تسجيل قصائد في تلفزيون الكويت والاذاعة ولكن للاسف لم تر النور ولا اعلم شيئا عنها وتعاونت مع محمد الويس في يوم البحار وسجلت قصائد ولا اعرف شيئا عن عروض الشعر ولا احفظ منها شيئا وحاولت ان التحق بإحدى الدورات لكن الظروف حالت دون ذلك وما اكتبه متميز ولي فيه بصمات.

التمثيل والمسرحيات

البداية منذ ان كنت طالبا في مدرسة الصديق في المسرح المدرسي شاركت في تمثيلة مدرسية وتركت الدراسة بعد نجاحي من ثاني متوسط واذكر الاستاذ عباس معرفي وهو الذي اخرج التمثيلية وفي عام 1997 حصلت على فرصة وكانت بالصدفة قرأت اعلانا باحدى المجلات ان خالد الرجيب طلب من عندهم القدرة على التمثيل في مسرحية ذكرى والعقد المفقود مسرحية اطفال، في تلك اللحظة كنت اكتب عن الاطفال، فاتصلت عليه على اساس اني اشارك ككاتب لاغاني الاطفال.

وبالفعل قابلته في المعهد العالي للفنون المسرحية وابدى ترحيبا، وبالفعل شاركت بالكتابة وعرض علي ان اشارك كممثل، وقال فرصتك ووافقت هذه بداية مشاركتي بالمسرح. كممثل وكشاعر وكان اول عمل لي كممثل وبعد ذلك طلب مني بدر البلوشي ان اشارك في مسلسل هذه بداية العمل في المسلسلات.

البداية ايضا عملت ممثلا في مسلسل طير الخير مع المرحوم علي المفيدي وبدر الطيار والدور بسيط ومن بعد ذلك ايضا شاركت في مسلسل بعنوان الوريث ولي فيه موقف طريف، وكانت الشخصية المطلوب اداؤها ان رجلا يعمل في مكتب صاحبه خالد النفيسي واثناء العمل امد يدي على الخزانة «التجوري» ويشاهدني صاحب المكتب خالد النفيسي.

ويحاول ان يضربني على وجهي طراق.

الذي حصل قبل ان ابدأ دوري سمعت خالد النفيسي يقول لحسين المفيدي يقول هذا الممثل يعرف دوره تبين ان الدور فيه ضرب طراقات وكنت لا اعلم فقال نادوه وكان النفيسي شديدا في لقائه معي وسألني هل تعرف ما دورك فقلت لا.

قال دورك ان تمد يدك على التجوري وانا امسكك واضربك طراق بيدي على وجهك تأثرت وقلت له الضرب تمثيل فقال لا اضربك بصحيح وافقت على العمل ووفقت مع خالد النفيسي.

ممثل كبير وهذه فرصة لي وجاء دوري ومديت يدي على التجوري ورفع يديه وضربني على كتفي فقلت خلاص فقال لا «تيك تو» ومرة ثانية ولكن للاسف من ذلك العمل لم احصل على اي مبلغ هذا بداية العمل، واكملت المسلسل ومن دون اي مبلغ.

بداية العروض كممثل

بعد ذلك حصلت على اعمال مثلما ضربني خالد النفيسي صرت اقوم بدور الضرب في المسلسل.

وادواري كانت بسيطة جدا ومن دون شراسة وفي مسلسل «ويبقى» كان دوري كأب لولدين اثنين واحد منهما الفنان احمد ايراج والحقيقة علي ان اضربهما «طراق» وبالفعل المشهد نفسه تراجعت كيف اضربه.

ولكن الضربة لم تضبط وأعدتها حتى ضبطت الضربة، وموقف آخر ايضا دوري ايضا ان اضرب الممثلة طيف وادخل عليها مع الممثلة حياة الفهد ويطول لسانها علي فادفع يدي طراق.

اذكر ان نادر الحداد كان مدير التصوير في ذلك المسلسل.

كان المخرج يؤشر من الخلف ويقول اضربها بقوة لكي لا تعاد اللقطة وبالفعل كنت متحرج لانها امرأة ولكن ضربتها حسب الاصول وبعد ذلك اعتذرت لها.. وعدد ما قدمته من مسرحيات ست مسرحيات للاطفال.

وشاركت في مسرحية عن المغفور له الشيخ جابر الاحمد اسمها وضوح جابر وحصلت فيها على شهادة والمسلسلات تقريبا 100 مسلسل.

ممثل وشاعر ولم اكتب القصة ولكن عندي افكار كثيرة، شاركت في بعض اللقطات مثل الكاميرا الخفية مع د.زهير العباد، هناك مواقف في مسيرة التمثيل، مواقف لها بصمة، مثلا اخذت ادوار محامي في عدة اعمال لدرجة ان بعض المواطنين الذين يشاهدونني يظنون انني محام بالفعل فيطرحون علي مشكلات وقضايا واقول لهم انني محامي بالتمثيل والكل يناديني استاذ كمحامي.

ومن يتقمص الدور المناسب تعتقد اني محام وبعض الادوار نؤديها في بعض غرف المحكمة كان لي دور محام في فيلم اسمه «شباب كول».

فيلم كويتي لم يعرض لاسباب وقصته عبارة عن شخص غير كويتي يتعرض لمشكلات وشاركت في دور المحامي ايضا في فيلم «جسوم» ولم اخذ فيهم شيء واي مسلسل اوافق على عشر حلقات او حلقتين يعتمد على المخرج والمنتج احيانا، اعتذر عن العمل ولسبب ما ولا يوجد اي مشاكل مع اي من الممثلين او الممثلات لكن بعض المشكلات نتيجة حقوق او توقيع العقد والمصارحة منذ البداية تدفع المشاكل بعيدا عن الطرفين.

ما اذكر كان عندي تصوير في الصبية وقد اديت دوري ومباشرة ذهبت الى الوفرة لاداء دوري وكان شمس ونهار في بر الصبية والقرية بالوفرة وبنفس اليوم مع ذلك تحملت ذلك التعب.





قصائد شعرية لطاهر النجادة

شيخ التواضع

ايام مدرسة الصباح يا ريتها تعود

امن العمر محسوبة دقايقها وثوانيها

شخصك ترى لو باوصفه جوارحي شهود

يا راية بين الملا باعلى سواريها

يا شيخ ناصر يشهد الخالق المعبود

فيك التواضع والخلق واحلى معانيها

يا شيخ ناصر يا نجل صباح ابوالجود

ربان حصن ديرته برها وشواطيها

يا شيخ تستاهل طريقك ننثره ورود

يا اخوان مريم كل بهجة انتوا رواعيها

تستاهل بوعبدالله تراك من الله موعود

مير انت يا نبع الوفى كل عين راويها

في ارواحنا عالي القدر يا مسك مع عود

يا صافي الدر والذهب والشيخة صافيها

قلت الحقيقة عنك لا اقصر ولا ازود

هذي شهادة من نكرها كنه نافيها

حبنا لكم آل الصباح من غير مردود

محبة تسري بالحشى بس ماني خافيها



لمحات من الماضي

ماضينا فيه أطيب صفات.. ومنه جنينه الصبر

واصبحنا طيبين ووفاة.. وحياتنا صارت عبر

بداخل الديرة وقفت وانه اتأمل وبالي شات

وقمت انه افوكر وما عرفت.. اثري انا بوسط الصفاة

ورجعت انا بالذاكرة.. لذاك الزمن.. من عمري فات

اذكرها ساحة متربة.. والناس فيها اكثر حفاه

واللي يمشي على ارجليته.. وبيده شومى لو عصاه

والثاني يجر اصخيلته.. وبشته تحت ابطه طواه

وحرمه جنها اسحيله مشت.. وحرمه متكمكمة بعباه

من ذكريات ساحة الصفاة.. سيارة اوستن اوقفت

وموريس وبونتيك حركت.. ولا دسيتو وفورد فات

وعربانة ام حصان تمر.. وكم احمير وجمال وشاة

ولم يصير بعد الضحى.. تلاقي غنم امسرحه

وتشوف امطاير الغبرة.. يا زينها من ذكريات





حكاية السجاير

سافرنا الى العراق كجوالة واشتريت السجاير واخفيتها بالشنطة بين الملابس وصلنا الى بغداد والتقينا ببعض الكويتيين، ولم اقابل الشخص الذي طلب مني السجاير ورجعنا الى الكويت والسجاير معي اخفيتها في الكبت (خزانة الملابس) وشفت السجاير وقبل فتح العلبة دخل شقيقي الكبير للغرفة فارتبكت فاخفيت العلبة الصغيرة ولكن الحمد لله اخي لم يشاهد العلبة وإلا صار قصة ثانية من العقاب ومن ذلك اليوم لم اشتري سجاير وقطعت العلبة ورميتها بالزبالة.





الشعر والتمثيل

بدأت حياتي من اواخر الستينيات وعندما كنت اراسل كان البعض برسالته يكتب بعض الابيات الشعرية فكنت احفظها وبعض الكلمات وفي تلك الفترة كنت اشتري بعض الكتب الشعرية الغنائية لام كلثوم وفريد الاطرش وكنت اسمع لضاحي بن وليد ومحمد فارس فاحفظ منهم شعر وكلمات وبنفس الوقت عندي كتب ودواوين اقرأ الشعر والقصائد.
Aللمحفوظات الشعرية في المدرسة وقرأت لإيليا ابوماضي واحمد شوقي وفهد العسكر وحافظ ابراهيم وغيرهم من الشعراء.

واول كتاب قرأته بعنوان «عرائس الشعر» للشاعر تامر نصر لبناني الجنسية وهو بالفصيح وكلماته بسيطة فبدأت اكتب بعض المحاولات الشعرية وكررت المحاولات الشعرية حتى استقام الشعر معي واول قصيدة كتبتها غزلية كان الحب باخلاص وثقة غير الحب الحالي.

والقصيدة اقول فيها:

الجبل لي صار شامخ

الرياح ما تهز كيانه

انتي الملح والاصل

انتي نبتة بكل اصل

نبعك من اصل المحبة

ما هو من سيل الخيانة

بدرك انتي دوم كامل

آية بنوره وشامل

ومن يحاول يطفي بنوره

يواجه الذل والمهانة

اقول قولي لا وزيده

وصفي فيك حظك وعيده

واللي ما يطيق الصراحة

يغيب عن ارضنا وسمانا

ولا يهمك قولي عابر

مصدره موت المقابر

ما دام فينا قناعة

انتقبل مهما جانا

انتي تغرين بكلام معسول

فيه تغزل وكل شيء مدلول

هذا اللي انه اعرفه

واللي سمعته قبل واقول

انا افتكر كل كلمة حلوة

قلتيها حقي تلتهب نشوة

وخليتي قلبي يقترب منك

وكلما تعد تزيدني قسوة

هذه المحبة ليتها تدوم

هذه اول قصيدة كتبتها، وكانت محاولات قبل ذلك وكنت اكتب واحتفظ بما اكتبه وكنت اسمعها للاصدقاء.







الالتحاق بالجوالة

التحقت بقسم الجوالة وانا طالب في الكلية الصناعية وكان مركز الجوالة في السوق بالقرب من المعهد الديني وكنت في عشيرة عمر المختار ومعنا الاستاذ سعود الجارالله واذكر كجوال سافرنا الى البحرين ومعنا داود سليمان ومنصور غريب وآخرون خرجنا من الكويت عن طريق البر بالسيارة الى الدمام وتوجهنا الى قطر وامضينا وقتا في بيوت الشباب هناك وبعد ذلك رجعنا الى البحرين بسفن خشبية من قطر ومكثنا اياما وكانت الجوالة لها اناس يستقبلون اصدقاءهم وفي الدمام استقبلنا بعض الشباب في جميع الدول التي سافرنا إليها واقمنا حفلات سمر وتقدم صيحات ومن ثم رجعنا الى الكويت، واستمررت بالجوالة حتى انهيت المرحلة الثانوية في الكلية الصناعية.





رأيي في الممثلات الجدد وحكايتي مع مسرح العرائس

السوق طفح بالممثلين والممثلات وزاد العدد عن الحاجة ولكن بسبب هواية التمثيل دخلوا مجال الفن والتمثيل ومعظمهن غير خريجات. البداية كانت مع ممثلات قليلات ومعروفات مثل سعاد عبدالله والمرحومة عايشة ابراهيم حياة الفهد والمرحومة مريم الغصبان ومريم الصالح الدفعة الأولى. الممثلات اليوم زاد عددهن وبعض الممثلات من خارج الكويت واما المخصصات حسب الاتفاق وحسب الاداء.

اما بالنسبة للمسرح الكويتي فقد هبط جدا لو قارناه من الستينيات الى الآن. القدماء منهم من مات ومنهم من اعتزل وآخرون ادركهم السن والعمر الكبير.

والمجال الفني حاليا صار تجاري وحتى الممثل يطلب حسب خبرته ولكن بعض المنتجين لا يكافئون الممثل حسب خبرته وسنوات العمل والعطاء. الذي يتصل فيك من هو اصغر منك ولم يولد عندما كنت ممثل ولكن ينوب عن المنتج والتعامل تجاري لكن المنتجين لا ينظرون للممثل ما هو عطاؤه وانتاجه وسنوات الفن التي قدمها.

ثلاث او اربع حلقات لفنان قديم وقدير لا تشجع الفنان على العمل.

اتوقع ان المسرح لن يتوقف عن العمل ولكن لو كان وجدت النقابة الفنية هي التي تحمي المسرح والفن والفنان اما جمعية الفنانين ما لها علاقة ولا تساند الفنان.

وهي للملحنين والمطربين، حاليا المسرح التجاري وكم عمل يصير منتج والاعمال حاليا كل مجموعة مع بعض ولا انكر فضل الجميع علي وفي احد المسلسلات عبد الحسين عبدالرضا طلبني بالاسم لاداء دور في التنديل.

مسرح العرايس

البداية عام 1998 مع المخرج محمد الحداد وشكري عبدالله تم تصنيع العرايس محليا بأيدينا نحن الثلاثة وكنا نكتب نصوص المسرحية وكلمات الاغاني كنت اكتبها واول عمل لنا مع العرايس العصفور الاصفر ويعتبر هذا العمل الاول في الكويت كمسرح متنقل وبعد ذلك تم جلب متخصصين من روسيا لتصنيع العرايس وتدريب المجاميع ومن الاعمال التي قمنا بعرضها بر الوالدين للنادي العلمي والماضي والحاضر وربع تعاونوا وهو، هو ونونو، وسهرة مع العرايس وآخر عمل لنا كركورة على مسرح الشامية ومن المساهمين في العمل د.حسين المسلم وتمت العروض في بعض المدارس والحدائق والمسارح.

عدد المشـاهدات: 4254


 
حجم الخط
283720-salem_aljwahel_mh_28-3-2012_(2).jpg

سالم جويهل محمد الجويهل (محمد ماهر)
283720-salem_aljwahel_mh_28-3-2012_(13).jpg

سالم الجويهل خلال الحوار مع الزميل منصور الهاجري
283720-salem_aljwahel_mh_28-3-2012_(40).jpg

سالم الجويهل باللباس العسكري لدى عمله في الشرطة
283720-FP1033333.jpg

..وأثناء العمل في وزارة الصحة
283720-FP102222.jpg

محمد الجويهل «في الإطار» مع إخوته في مرحلة الطفولة
283720-salem_aljwahel_mh_28-3-2012_(37).jpg

شهادة الجنسية
283720-CCp10.jpg

النائب محمد الجويهل
283720-shafie2.jpg

صفحة من جواز قديم للجويهل
283720-FP100000.jpg

الجويهل أثناء أداء فريضة الحج مع البعثة الكويتية



    • عملت سائق تاكسي أنقل الركاب من ساحة الصفاة إلى النقرة وحولي والسالمية على طريق غير ممهدة وأجرة الراكب روبية واحدة
    • كنا نستمع إلى «رادو» يعمل على بطارية وننتظر أغاني أم كلثوم والمطرب العراقي خضيري أبوعزيز كل يوم جمعة
    • كنت ألعب مع أبناء الفريج الألعاب الشعبية مثل الهول والمقصي وصاده ما صاده
  • ولدت في الحي القبلي بفريج براحة السبت سنة الهدامة عام 1939 في بيت الركيبي بعد غرق منزلنا بسبب الأمطار
  • عمي سليمان شارك في معارك هدية ومزبورة وأصيب في عينه بمعركة الجهراء عام 1920 ففقد بصره حتى وفاته
  • استخرجت جواز سفر في أواخر الأربعينيات لأتعلم قيادة السيارة وعلمني سفاح شنوف واختبرني الشيخ سعد العبدالله
  • اختلفت مع أحد العرفاء لدى عملي في الشرطة وحولت إلى محكمة عسكرية فقررت الانتقام من العريف
  • بعد استقلال الكويت ومطالبة العراق بضمها كنت بين من تم تطبيق قرار الحجز العسكري الشامل عليهم
  • حبي للزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان سبباً في زواجي من مصرية عام 1963
  • أذكر ان الإمام عبدالرحمن آل سعود زار الكويت وسكن عند عائلة النفيسي
  • أول عمل لي كنت بنّاء مع والدي وإخواني الكبار وكان عمري حينها 12 عاماً
  • جدي ورفاقه حفروا جلبان مياه في منطقة بالبر تحمل اسم عائلة الجويهل
  • جدي شارك في بناء سور الكويت عام 1920 وفي بناء بيت خزعل ودسمان
إعداد: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الاسبوع العم سالم جويهل محمد الجويهل ولد في براحة السبت ليلة هطول الامطار على الكويت سنة الهدامة وعاش حياته في بيت والده. بدأ حياته بالعمل مع والده ومع جده بناء ثم التحق بالشرطة، ثم ترك العمل وتعلم قيادة السيارة واشتغل سائقا عند احد ملاك السيارات ثم اشترى والده له سيارة، كان ينقل الركاب من ساحة الصفاة الى المناطق السكنية وبعد سنوات التحق بالعمل في وزارة الصحة، وفي هذا الشأن يحكي لنا قصة البيت الحكومي وقصته من لجنة توزيع البيوت ولماذا ذهب الى المخفر. تسلم بيتا في خيطان وسكن مع اولاده. يقول العم سالم الجويهل ان البعض اساء له ولعائلته بسبب توجه ابنه محمد، النائب الحالي في مجلس الامة للعمل السياسي، ومحمد من ابنائي ويسكن معنا في البيت، ولا يوجد خلاف معه ومعي، واضاف: لم يحدث جدل حول عائلة كويتية اصيلة ولها عروقها في الكويت مثلما حدث مع عائلة الجويهل وهي من العائلات التي ورد ذكرها في كتاب «الانساب» للعلامة حمد الجاسر، ويقول لقد سكنت عائلة الجويهل منذ اكثر من مائة وخمسين عاما. يحدثنا عميد عائلة الجويهل خلال هذا اللقاء عن حياة والده وجده اللذين عملا في البناء ويقول ان منطقة الجويهل تعود في الاصل لعائلته وهم الذين حفروا آبار الماء فيها. كل هذه الامور وغيرها نتعرف عليها من خلال السطور التالية، فالى المزيد:

يستهل ضيفنا سالم جويهل محمد الجويهل كلامه بالحديث عن مولده فيقول: ولدت في الكويت بالحي القبلي بفريج براحة السبت في بيت الركيبي سنة الهدامة عام 1934، والسبب ان بيتنا غرق من الامطار وفي نفس الوقت الوالدة كانت في حالة طلق فنقلت الى بيت ناصر الركيبي الذي ولدت فيه وبين البيتين فريه وهي فتحة بين البيتين وبيت بحير العنزي ابو مناحي وبيت الوالد ملاصق لحفرة السبت واذكر بيت محمد السبت وبيت الشعلان والقميزان وامام الحفرة شاوي دحيلان وبيت عبدالرحن الوهيبي وبيت عمي سلمان الذي شارك في معركة الجهراء عام 1920 وبيته بالقرب من بيت السجاري وبيت السديراوي وكان عنده راديو وكنا نسمع الاغاني والاخبار، والرادو يشتغل على البطارية من ماركة الفيلكو وكنا نتعجب من صوته، وصباح كل يوم جمعة ننتظر اغاني المطرب العراقي حضيري، والناس تتجمع لسماع حضيري ابو عزيز المطرب العراقي، واذكر من الاصدقاء الذين لعبت معهم يوسف المواش وحسن تويتان ويوسف تويتان وعبدالرحمن الفارس وجاسم وعبدالله المواش ومن عائلة النفيسي خالد وعبدالرزاق الذي كان ممثلا ومن كبار العائلة عبدالله ويوسف النفيسي ومما اتذكر ان الامام عبدالرحمن آل سعود زار الكويت وسكن عند عائلة النفيسي.

وكان جدي له عطايا من الملك عبدالعزيز آل سعود وبعد وفاة جدي ووالدي خصصت لأخي يوسف واذكر في براحة السبت كنت العب مع ابناء الفريج الالعاب الشعبية مثل الهول والمقصي وامها وابوها وصاده ما صاده والقوافيد نضرب بها الكرة والجعاب والتيلة وعظيم ساري واللبيدة والدندانية عجلة الدراجة مشروخة لها صوت اثناء دفعها ولعبت كرة القدم مع فريق براحة السبت وكنا نقيم مباريات مع فريق الداهس ويلعب معهم محمد الدالوي الموجود حاليا.

ونروح لهم ونلعب على ملعب ابو الخصم كراج الملا حاليا وكذلك هم يحضرون عندنا بالشامية وملعب شبان الوطن.

واذكر دكان محمود وهو الدكان الوحيد الذي استخرج من المقبرة القبلية (الحديقة حاليا) ويقابله دكان والد د.يعقوب الغنيم، واذكر مصنع الثلج على ساحل السيف وكنت اشتري وابيع الثلج وانا صغير مع يعقوب الغنيم.

ومما اذكر ان براحة السبت لها عدة منافذ وسكيك مثلا من الدهلة وتدخل براحة السبت ومن السوق من مسجد ابن بحر على بيت النفيسي تدخل براحة السبت ومن فريج سعود على براحة السبت واذكر سوق الحدادين وسوق الذهب يسمى الصاغة وسوق اليهود يملكه خليل القطان واخوانه وبجواره بني سوق بن رشدان وبراحة الماء السبيل التي اقامها ابن دعيج.

جواز السفر والإجازة

أردت أن استخرج جواز سفر أواخر الأربعينيات فحصلت على الجواز وذلك لكي أتعلم قيادة السيارة واستخرجت الاستمارة وتعلمت عند المرحوم سفاح شنوف والذي اختبرني المرحوم الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وكان الاختبار بفريج العوازم، حيث السكيك الضيقة، واذكر اثناء التعليم كان سفاح شنوف بيده عصا صغيرة يؤشر بها على المتعلم وأحيانا يقول له أمامك شخص انتبه ولكن بصوت جهوري مخيف لكي يربك المتعلم ويختبر قوة صبره وشخصيته.

والبداية عندما تقدمت بطلب إجازة طلبوا مني وثيقة البيت لكن الوالد قال نستخرج له جواز سفر وذهب الوالد مع يوسف النفيسي وكنت معهم ولكن الوالد أخذ معه وثيقة البيت وقدمها للمسؤولين واستخرجت الجواز وكانت أول سفرة لي الى خارج الكويت مع بعض الأصدقاء وتجولنا في البصرة وشاهدنا معالمها وشط العرب والنخيل، ورجعنا الى الكويت وبعد ذلك تقدمت الى الشرطة العامة مقابل جوهرة الخليج وقابلنا العم عبدالرحمن العتيقي والموظف أعطانا أوراقا وذهبت الى المستشفى الأميري وفحص العيون وذهبت ماشيا على القدمين والمسافة بعيدة من براحة السبت الى المستشفى الأميري، المهم رجعت الى الشرطة وبعد الاختبار نجحت كما ذكرت وحصلت على الإجازة.

أول عمل

عن أول عمل مارسه العم سالم الجويهل يقول: بعد حصولي على الإجازة اشتغلت سائق تاكسي وانقل الركاب من ساحة الصفاة الى النقرة وحولي والدمنة (السالمية حاليا) والطريق واحد غير معبد رمل وأجرة الراكب روبية واحدة وآخر الدوام احصل على 40 روبية وفي الليل اذهب الى ساحل البحر والرمل الناعم ومعي صديقي المرحوم مساعد العتيبي واحمد وننام على ساحل الوطية والمبلغ الذي أجمعه أعطيه لصاحب السيارة وراتبي الشهري 400 روبية والسيارة موديل 51 وكل آلياتها عادي.

أحيانا كانت السيارة تتعطل بالطريق وكان الطريق غير معبد في بعض المناطق السكنية، وهنا اذكر انني اشتغلت بناء مع والدي واخواني الكبار وهو أول عمل في حياتي منذ بداية مرحلة الشباب وكان عمري 12 عاما، المهم انني استمررت بالعمل حتى استخرجت إجازة القيادة وعملت بالتاكسي وبعد عدة أشهر طلبت من الوالد شراء سيارة وكان سعرها آنذاك 12 ألف روبية ويعتبر السعر مرتفعا بالنسبة للحياة المادية قديما (وحاليا الروبية تساوي 75 فلسا).

والوالد اشترى السيارة أميركية واذكر ان اليابانية لم تدخل الكويت ـ المهم في الموضوع ان والدي قدم وثيقة البيت كرهان الى الشركة وهذا كان المتعارف عليه سابقا، والسيارة بونتيك ـ وباشرت العمل عليها بنقل الركاب من الكويت الى السالمية وحولي والنقرة والأحمدي والفحيحيل وكنت استخدم طريق المقوع وهو طريق واحد ذهابا وإيابا واحصل على 80 روبية في اليوم ولكن يوم الجمعة احصل على 100 روبية والسبب إجازة العمال.. الذين يأتون من الأحمدي الى الكويت ويشترون المواد الغذائية، واستمررت بالعمل بالتاكسي حتى عام 1958 حيث حصلت على ورثي من بيت الوالد بعد وفاته.

العمل بالحكومة

بعد مرحلة العمل على تاكسي تحول ضيفنا الى العمل الحكومي، حيث يقول: أول عمل التحقت بالشرطة عام 1961 وكنت موزعا في مخفر شرطة السيف وكان الضابط ملازما اسمه سفاح المطيري وأثناء العمل صار نقاش مع أحد العرفاء واشتد النقاش وقد سجل عليّ مخالفة وتحولت الى المحاكمة العسكرية والذي حاكمني فهد بن دواس وكسب القضية وحوكمت.

ولكن قلت لنفسي أريد الانتقام من العريف الذي ظلمني، وذات ليلة خرجنا بالسيارة الجيب ومعنا العريف وشرطي آخر.. وعندما وصلنا الى احد السكيك نزل العريف ودخل احد البيوت وقال: انتظرني إلا انني لم انتظره وغادرت المكان وتوجهت الى المخفر بالسيارة لأنني كنت السائق.. وفي تلك الليلة كان الجو ممطرا وباردا وفي المخفر سألني الضابط أين العريف؟ فقلت نزل من السيارة ولا أعلم عنه شيئا أو المكان الذي ذهب اليه، وقال انتظرني ولكنه لم يحضر وأثناء الحديث مع الضابط دخل علينا العريف وقد ابتلت ملابسه من المطر وصار يصرخ ويتشاجر فقلت للضابط سجل عليه غياب وهروب من العمل وبالفعل حول الى المحكمة وحوكم وأخذت حقي باتهام العريف لكن المشكلة لم تنته فالضابط بعد ذلك انقلب عليّ بسبب التأخير يوما واحدا، وفي أحد الأيام ايضا كنا في دورية وعلى ساحل الفرضة الساعة الواحدة ظهرا حيث واقعة اخرى.

الضابط خليل شحيبر

عندما تذهب دورية الى ساحل الفرضة البحارة أو أصحاب السفن يعطونا الرقي أو البطيخ وفي ذلك اليوم الساعة الواحدة ظهرا حصلنا على كمية من الرقي وذهبنا الى المخفر وبدأنا في الأكل، لحظات وأثناء الأكل دخل علينا خليل شحيبر ورأى الأكل على الأرض وقشور الرقي والجميع يأكل فضبطنا وسجل علينا ملاحظة، والضابط كان نائما بالغرفة فدخل عليه خليل شحيبر بالغرفة وصاح على الضابط نايم ومن دون ملابس العسكرية، وأنا الذي قلت له عنه، خليل شحيبر اتخذ قرار بنقل الضابط الى مكان آخر.. ولم يتم نقلي.

الحجز العسكري

بعد ذلك يتحدث العم سالم الجويهل عن حدث بارز في تاريخ الكويت ألا وهو الاستقلال وما تلاه من مطالبة العراق غير المستحقة بالكويت وعن ذلك يقول: حصلت الكويت على الاستقلال يوم 19/6/1961 وحاكم العراق في ذلك الوقت بدأ يطالب بالكويت وذلك من يوم 24/6/1961 فصدر قرار بالحجز الشامل لجميع العسكريين ويومئذ كنت أسكن في منطقة النقرة واستمر الحجز وبعد 15 يوما طلبت استئذانا من ضابط المخفر فلم يسمح لي بالخروج وأمضيت الوقت في المخفر تحت الأوامر العسكرية ولكن سنحت لي فرصة وأعطيت فترة إجازة فذهبت الى البيت ولكن تأخرت في العودة الى العمل، ورجعت الى المخفر وحجزت مع الزملاء حتى تم رفع الحجز الكلي وهكذا العسكرية ضبط وربط ونظام واذكر من الضباط حسني بيدس غير كويتي وجاسم السليطي وفهد الدواس.

بيت الحكومة

يتطرق ضيفنا إلى قصة مع البيت الحكومي فيقول: السالفة التي اريد ان أقصها انني قدمت طلبا على بيت ويومئذ كنت أسكن بالإيجار في بناية في السالمية خلف المطافئ، والحكومة بدأت بتوزيع البيوت وكلما أراجعهم يقول لي الموظف: لم يصل دورك انتظر، كان في تلك الأيام يوزعون بيوت خيطان المجاورة للسينما.

المهم، ذهبت لصاحب البيت الذي أسكن عنده وقلت له يا أحمد أريد منك ان تشتكي عليّ بالمحاكم ولا أريد ان ادفع لك الإيجار، استغرب من كلامي وقلت إذا انت تريد مساعدتي روح قدم شكوى ضدي ولا تفتكر اني غير صاح أقول لك اشتك عليّ فقال انا ما عندي وقت فراغ أروح المحاكم فقلت له خصص محام على حسابي ـ المهم احمد راح وقدم شكوى ضدي في المحاكم وامتنعت عن دفع الإيجار وصلني التبليغ بالحضور فلم أذهب وتم التأجيل ولمدة 3 مرات حكموا عليّ غيابيا وحضر مندوب المحكمة للحجز على أثاث البيت وقال لي: ارجو ان تسمح لي بالدخول، فقلت له ارجع مثلما حضرت، وخرج من حيث أتى وذهب لأحمد صاحب السكن يستنجد به فلم يحصل شيء وعندي نسخة من صدور الحكم.

هنا ظهرت الحقيقة ـ صباح اليوم الثاني ذهبت الى البيوت الحكومية الجديدة في خيطان شاهدت احد البيوت ورقمه 84 فقلت هذا البيت يصلح للسكن.. وكنت يومئذ أعمل بالصحة بالكراج والمسؤول عبدالله الشامي فاستأذنت منه وقلت له حصلت على بيت حكومة وأطلب منك سيارة لوري لنقل أغراض البيت الآن بهذه الحالة خلاص شفت البيت بنفسي المهم صار المساء وأعطوني سيارة لوري والسائق جمعان العازمي مبروك على البيت.. نقلت الأغراض والأثاث من بيت السعد وتوجهنا الى خيطان والطريق غير معبد والدائري الخامس غير موجود والمنطقة جديدة وبيوتها المهم وصلنا البيت والباب مغلق كيف ندخل الى البيت قلت لجمعان نسيت المفاتيح بالبيت.. وكسرت الباب الكبير ودخلنا ونزلنا الأثاث وكنا على أبواب العيد والدوار قرب السينما والناس يسألوني خصصوا لك البيت فقلت نعم وذهبوا الى الشؤون لجنة توزيع البيوت وقابلوا اللجنة وأرسلوا المراقب لمشاهدة البيت فقلت له هذا بيتي وارسلوا لي رسالة والثاني والثالث فذهبت لمقابلة اللجنة التي تتكون من كل من: صالح العجيري، محمد المطير، عبدالمحسن الجارالله، علي المواش، العتيقي، وعبدالمحسن المرزوق، ذهبت لمقابلة اللجنة حضرت وبدأ توزيع البيوت ونادوا على نجم العتال وهو أول واحد.. ونادوا على اسمي وكان من الحاضرين باللجنة ورئيسها محمد الوزان وعندي حكم المحكمة من احمد السعد، قابلت اللجنة وقال محمد الوزان: قال سالم انت دخلت الى البيت وهذا غير صحيح فقلت ان الأمير الشيخ عبدالله السالم بناها للمواطنين وأنا رجل بحاجة لبيت لأولادي والإيجار غالي وظروفي المادية صعبة وانا من مواطني الكويت وانا محكوم بالمحكمة سبق ان قلت لزوجتي اذا لم أعد الى البيت روحي لبيت أهلك. اتفق أفراد اللجنة وذهبوا الى مخفر الصالحية.

في مخفر الصالحية

سمعت طرقا على الباب واذا برجل يطلب حضوري الى المخفر فقلت بالنسبة للمخفر حاضر اروح معاك ولكن الدعوة مدعي ومدعى عليه ولابد من حضور الطرفين فوافق على الذهاب الى المخفر وقلت للعريف نذهب معك.

عبدالمحسن المرزوق قال يا عبدالعزيز معك عضو اللجنة روح بسيارتك وركبت مع عبدالمحسن بسيارته والوزان ركب سيارته وذهبنا الى المخفر، الضابط بالمخفر رحب به والمرزوق سلم وجلس الضابط رفض جلوسي، فقلت مثلما جلس الوزان علي ان اجلس وبكل ادب واحترام فقال الضابط تفضل وجلست فقلت مثلما انت طلبتني عليك ان تحترمني فرد عبدالمحسن المرزوق وقال انا عضو في اللجنة وصار سوء تفاهم بين الوزان والجويهل واما من جهة البيت فسوف اعطيه بيتين المهم طلبت قضية وتحقيق وعندي حكم من المحكمة وقدمته له فانتهت القضية، وسجل البيت باسمي واستقررت مع اولادي وعبدالمحسن المرزوق له الفضل ولا انسى فضله علي وقدم لي هدية للبيت في خيطان وبعد سنوات استبدلت البيت ببيت في العمرية، بيتنا الحالي اعيش فيه مع اولادي بكل راحة واستقرار.

حياة الوالد ومولده

عن حياة والده واصول العائلة يقول الجويهل، ولد والدي جويهل محمد الجويهل في الكويت وجدي الذي حضر الى الكويت وهم بالاصل من قرية الغاط في نجد بالمملكة العربية السعودية وحضر الى الكويت منذ اكثر من مائة وخمسين سنة في عهد الشيخ عبدالله الثاني وسكن الكويت في براحة السيف وجدتي لأبي اسمها نورة العريفي العنزي وجدي ومن معه من ابناء العائلة حفروا لهم جلبان ماء (آبار) في منطقة في البر حاليا تعرف منطقة الجويهل قرب منطقة الهجن حاليا والجويهيل تصغير لنبج جهال ونحن من بني قحطان ونحن قحاطين وجدي له اخوان ناشي وراشد وكانوا يسكنون قرية الغاط ويومذاك كان يحكمها السدارة من منطق السدارة، هاجر جدنا محمد في منتصف القرن التاسع عشر الى الكويت واستقر بها واما اخوانه فمكثوا في منطقة سكنهم في السعودية، واول عمل له بعد دخوله الى الكويت عمل بناء بيوت وتزوج جدي من نورة وانجبت جويهل وسليمان وابناء جويهل سالم ويوسف وابراهيم واحمد وبنت واحدة وسليمان رزق بولد اسمه داود، الا ان سليمان شارك في معركة هدية ومعركة فربورة وجوبلين وفي معركة الجهراء اصيب بعينه وعاش كفيف البصر حتى وفاته عام 1961، واقول ان عائلة الجويهل حاليا موجودون في الكويت وفي مدينة الرياض ومدينة الغاط والغريات وعسير بالسعودية، وجدي شارك ايضا في بناء سور الكويت عام 1920 وفي بناء بيت خزعل ودسمان وكان يعرف عند الكويتيين بأبو الروبية الذهب ووالدي كذلك شارك مع والده في عمل البناء وشاركت مع والدي جويهل في البناء في الجهراء ومما اذكر ان لنا في سوق الماء وقف ماء اوقفه جدي.

اقول وبكل صدق وامانة ان البعض يريد ان يشوه سمعة عائلتي لأن ابني محمد عضو مجلس الامة الحالي دخل العمل السياسي فأطلقوا عليه ألقابا ليست فينا ولسنا منها، وما يقال ليس له فيه الصحة شيء وادعو القراء الكرام ان يقرأوا كتاب الأنساب للعلامة حمد الجاسر فسيجدوا اسم عائلة الجويهل، وسيعرفون من نحن ومن اي العائلات الكويتية القديمة التي سكنت الكويت.

وقد عمل والدي في البناء والبحر وساهمت عائلتي في بناء الكويت ومن لديه دليل على ما يقول ويطعن في اسرتي وعائلتي فليقدمه، وانا واولادي وعائلتي ترفعنا عن المهاترات ولكن من يطعن في اصولنا وعائلتنا سوف نقدمه للقضاء العادل ونأخذ حقوقنا منه، ونحن عائلة الجويهل نرتبط بالنسب مع كثير من قبائل الكويت الكريمة والعائلات الاخرى مثلا من القبائل المطران والدواسر والهواجر.. ونحن من اصول قبلية.

وانا لم ولن ازعل من ولدي محمد، وهو يسكن عندي في بيتي وعندي اولاد اكبر من محمد، وايضا نحترم كل الناس والسفيه لا نرد عليه ونترفع عليه والجويهل مثل اي عائلة كويتية هاجرت من بلادها وسكنت الكويت والحمد لله الكويت تضم من ابناء شعبها الناس الطيبين، هذا تاريخ عائلتي عملوا في البناء وسفن الغوص والنهضة الحديثة وعملوا بجميع الوزارات.

ونحن من سكان القبلة في براحة السيف وكل من تكلم عنا نقول له الله يسامحك وعندنا القدرة بالرد عليك ومخاصمتك أمام المحاكم فالطعن في نسبنا غير مسموح.

ولدنا محمد عضو مجلس الأمة له خط سياسي ولذلك النقد يوجه له شخصيا.

الطيار السعودي الذي سقط بطائرته سيف الجويهل ذهبنا للعزاء في السعودية فهو ولد عمنا ومن عائلتنا.. العيب فيمن يقول العيب وليس في أصلنا.

عائلة الجويهل من العائلات الكويتية التي خدمت وقدمت خدمات جليلة بدون منة لهذا الوطن العزيز، حفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء ومكروه تحت راية أميرنا المفدى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء، عاشت الكويت عاش الأمير الله والوطن والأمير.

أنسابنا وأقرباؤنا

وأذكر هنا ان من الأسر التي لنا نسب معها عائلة الطامي وعائلة الفرج وعائلة الشرف والنفيسي وعائلة السنين وعائلة العرفج وعائلة الدويش والمطيري والمليفي واللافي العنزي والربيعان وعائلة الحمدان أهل الفنطاس وعائلة الهلال المطيري والخضر والمانع والحشاش وعائلة الانصاري والظفيري والهواجر وعائلة الجويهل منتشرة في الغاط والقريات والسدير والرياض وفي أبها.

جلبان الجويهل

يحكي لنا ضيفنا قصة تسمية إحدى مناطق البر باسم العائلة فيقول ان واحدا من عائلة الجويهل حفر جليبا في البر قديما وعرفت المنطقة ببر الجويهل نسبة للجليب ولكن هكذا الرواية التي نسمعها وهو حاليا منطقة الهجن مثل اي منطقة في الكويت وجدنا في وزارة الأوقاف وقف باسم محمد الجويهل عند دروازة الفداغ عبارة عن ماء سبيل.

الأولاد

عن ثمرة زواجه الطيب يقول العم سالم الجويهل: الله رزقني من الاولاد الكبير جوهر وهو مخرج تلفزيوني وعبدالله ومجدي ومحمد النائب في مجلس الامة وخالد واحمد ويوسف وابنتين متزوجتين.

وأما اخواني فهم: يوسف توفي عام 1999 وقد عمل في البناء مع الوالد وفي الغوص والسفر الشراعي وهو والد الاستاذ بدر الجويهل الفنان والملحن ومن مؤسسي فرقة التلفزيون واخي احمد الذي توفي عام 1988 وابراهيم وتوفي عام 2003 كذلك اشتغل في البناء وهو من الاستادية المعروفين.







حادث طائرة

يروي لنا العم سالم الجويهل حكاية لا تخلو من الطرافة والخطورة في آن واحد حيث يقول: سافرت الى القاهرة مع صديقي يوسف الحوطي عام 1952 وفي تلك السنوات كانت القاهرة عظيمة والقليل من يسافر لها والطائرات فقط عبر البلاد العربية الشركة الوحيدة وكانت الطائرة ذات 4 محركات وقلت ليوسف الحوطي نروح للقاهرة، فوافق وحجزنا مقعدين والبلد حلو ركبنا الطائرة ذات الـ 4 محركات وبعد ساعة من الطيران شعرت بحرارة المقعد، يوسف قال ان المقعد حار والقاهرة بذلك الوقت لها صيت طيب وأهلها طيبين، قال يوسف أشعر بحرارة الكرسي وبدأ يلسع وحضرت عندنا مضيفة تصيح سألتها لماذا الكرسي حار فقالت ان احد محركات الطائرة توقف عن العمل والطائرة الآن بـ 3 محركات ورجعنا الى الكويت، وأثناء الطيران أحيانا الطائرة تميل والحرارة تزيد قلت ليوسف الطيارة على وشك السقوط خاف واشتد الخوف عنده وكذلك بعض الركاب، وصلنا الى الكويت وشاهدت المطافئ واقفة تنتظر وبعد تصليحها قلت ليوسف نرجع مرة ثانية والمطار في النزهة، يوسف رفض السفر وسافرت وحدي.





الزواج والحياة الاجتماعية

عن حياته الاجتماعية وأحداثها يقول ضيفنا: تزوجت أول شبابي من بيت التناك ولم أرزق منها بأبناء والثانية من بنات الزايد وانفصلنا ودون أولاد، أما أم الأولاد فمصرية من عائلة طيبة.. صديقي علي كان متزوجا مصرية وسافرت معه الى القاهرة وزرنا أهل زوجته وعرفوني على عائلة زوجتي واتفقت مع أهلها وذلك عام 1963 وبذلك الوقت كان عندي سيارة تاكسي أؤجرها على السواق فكانت الحالة المادية جيدة، المهم تزوجت أم الأولاد وأحضرتها الى الكويت.

في ذلك الزمن كان جمال عبدالناصر القائد العربي القومي وكنا نحبه ونستمع لخطاباته ومن حبي الشديد لجمال عبدالناصر أقدمت على الزواج من مصرية وزوجتي والدها من السويس وهو في الأصل من عرب سيناء.

والحمدلله استقرت حياتي وعندي الحمدلله من الأولاد والبنات.



عدد المشـاهدات: 13879


 
حجم الخط
281778-8P8-9.jpg

صبيح محمد سليمان أبو حمد يحمل شبكا صنعه بيده لصيد الطيور (سعود سالم)
281778-5P8-9.jpg

281778-15P8-9.jpg

محمد سليمان أبو حمد
281778-12P8-9.jpg

أدوات صيد الطيور
281778-17P8-9.jpg

«أستأنس بقضاء الوقت في البر وأنام في خيمتي مثل الذيب»
281778-13P8-9.jpg

شبك لصيد الطير الحر والشيهانة
281778-10P8-9.jpg

صبيح أبو حمد متحدثا للزميل منصور الهاجري
281778-1P8-9.jpg

رصاص قديم لصيد الطيور وانتهى عالميا
281778-20P8-9.jpg

الحداق هواية لكثير من الكويتيين منذ القدم
281778-11P8-9.jpg

معدات لوازم الصيد
281778-9P8-9.jpg

حاملا على يده طائر الغراب
281778-14P8-9.jpg

مسدس ومنظار للصيد
281778-7P8-9.jpg

اصطياد أكبر سمكة «بياحة»
281778-2P8-9.jpg

بندقية صيد وصلابة للطيور



    • ولدت في فريج الصوابر بمنطقة الشرق وكان جزء من المنطقة مزارع ونصفها بيوتمن الطين
    • أرغب في تدريب الآخرين وإفادتهم من خبرتي في صيد الطيور وأعرض آرائي عبر الإنترنت
    • والدي كان يعمل في خياطة البشوت ويصنع القماش باستخدام آلة النول ويجلس في الديوانية مع مجموعة من الحياك
    • لا أحب الذهاب للديوانية وأفضل الابتعاد عن سوالف القيل والقال
    • لعبت كرة القدم في الفريج مع الأصدقاء واشتركت في فريق «النمسا»
    • أنهيت الشهادة المتوسطة ومنها التحقت بالثانوية التجارية في مدرسة المثنى وحصلت على دبلوم محاسبة بعد سنتين
  • والدي عمل في «الداخلية» شرطياً لمدة 25 عاماً ثم انتقل إلى التربية مراقباً على الحراس إلى أن تقاعد عن العمل
  • عندما تكون هناك رياح أذهب إلى الحداق وليس البر وأصيد الشعم والسبيطي وأستخدم السالية لصيد الميد
  • كانت هناك مصانع لصناعة البشوت قديماً في البيوت وأبي ورث المهنة أباً عن جد منذ أن كان والد جدي في الإحساء
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «الرشيد الابتدائية» ثم «سيف الدولة» في القادسية ومنها إلى «الصديق»
  • كنت أذهب إلى المدرسة على دراجة ثم اشتريت «سيكل» لأستخدمه في زيارة الأصدقاء
  • استخدم طائر الغراب في الصيد الحر والشيهانة «الربيطة»عملت في وزارة الكهرباء مدقق حسابات ولمدة 30 سنة حتى التقاعد
إعداد: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الأسبوع صبيح محمد سليمان أبو حمد ولد بالشرق بفريج الصوابر وكان والده من الرجال الذين يصنعون البشوت وكان يجلس في الديوانية مع مجموعة من الحياك، فوالده حائك يصنع القماش بآلة النول ويخيط البشوت، في تلك الفترة من عمره كان يلعب مع أصدقائه بفريج الصوابر وكان جزء من المنطقة مزارع ونصفها بيوتا مبنية من الطين. كان ضيفنا يصيد الطيور المهاجرة أيام الربيع وحتى يومنا هذا فهو محب لصيد الطيور الجارحة بواسطة الشبك أو الفخاخ وصار يصنع آلات وأجهزة الصيد بيديه وبدأ يزاول صيد الطير الحر والشيهانة في البر في أيام الربيع ابتداء من الشهر التاسع. يصيد الصقور المهاجرة من المناطق الباردة الى المناطق الدافئة، وخاصة في بر النعايم، وأحيانا يصطاد وفي أوقات أخرى يصيد الطيور الصغيرة ويبقى في البر مدة أسبوع. وبالنسبة للتعليم بدأ تعليمه في مدرسة الرشيد الابتدائية ومنها الى مدرسة سيف الدولة حيث طرد من المدرسة والتحق بمدرسة أخرى هي «الصديق» الى ان أكمل تعليمه بالثانوية التجارية وعمل في وزارة الكهرباء «مدقق حسابات»، يحدثنا ضيفنا عن أيام الطفولة ومنطقة الشرق وفريج الصوابر، وأيام الدراجات والسياكل وسيارة خاله التي يأخذها بعد الظهر، ويحدثنا عن الماضي وذكرياته وأيامه الجميلة خلال هذا اللقاء:

في البداية يبدأ ضيفنا صبيح سلمان أبوحمد الكلام عن بداياته الأولى بدءا من مولده حيث يقول: ولدت في الكويت بالشرق بفريج الصوابر وفريج الحاكه، وانتمي لعائلة أبوحمد صناع البشوت منذ القدم يصنعون الدربوية والزري ويخبنون البشت والوالد كان من الرجال الذين كانوا يصنعون البشوت ويخيطونها.

كان الوالد يتسلم قماش البشوت باللفات نقول طاقات والعملية صعبة والحياكة باليد وكان يجلس في ديوان كبير مع مجموعة من الحياك وكل واحد مشغول بعمله، ودق الزري اذا ركب على البشت يدق ولم اشتغل معهم ولكن أخي الكبير اشتغل مع الوالد ومن الأنواع البشت الدورقي والنجفي، والنائلي يستورد من ايران، والبشت الصوف هو الأكثر صناعة، ويتم غزل الخيوط حتى تتحول الى قطعة قماش.

حاليا انتهى غزل الصوف وبدأ استيراد قماش البشوت من اليابان وانجلترا.

بصفة عامة، فإن العمل باليد أفضل من شغل الماكينة لأن شغل اليد فيه تعب وحرص على العمل، خيط وإبرة وميبر، والصف جيد، وأما خبن البشت فعلى عرض الحياكة ولا توجد قطعة كاملة مثلا القطعة الأولى للبشت والثانية حتى يلصقها بالأولى.

كان يوجد مصانع لصناعة البشوت قديما في البيوت، والوالد تعلم من والده منذ ان كان جد والدي بالإحساء، أما بالنسبة لجيلي فقد انقطعنا عن الحياكة وعندي من الاخوان ثلاثة أكبر مني واصغر، أيضا لم يشتغلوا بحياكة البشوت في حين ان الوالد حياته استقرت على حياكة وصناعة البشوت وبعد سنوات مع النهضة الحديثة انقطع العمل في صناعة البشوت واشتغل في وزارة الداخلية شرطيا بحدود 25 سنة، وبعد ذلك انتقل الى وزارة التربية مراقبا على الحراس الى ان تقاعد عن العمل.

الدراسة والتعليم

أبوحمد يقلب صفحة أخرى من صفحات الماضي وهي مرحلة التعليم في حياته فيقول: أول مدرسة التحقت بها مدرسة الرشيد الابتدائية منذ أولى ابتدائي والناظر المرحوم صالح شهاب الذي كان الوكيل المساعد للترويح السياحي واذكر من الطلبة احمد المليفي وآخرين وكانت المدرسة قريبة من بيتنا والدراسة 4 حصص صباحا وحصتان بعد الظهر.. ووجبة غذائية بعد الحصة الثانية والملابس والحذاء والكتب والأدوات المكتبية كل شيء متوافر للطالب حتى قلم الرصاص.

وبعد ذلك تغير الوضع، فالوزارة كانت تعطي الطالب القماش وكل طالب يخيط ملابسه عند الخياطين في السوق، ويعطوننا سعر البدلة، واذكر ان بعض المدارس كانوا يحضرون الخياطين في المدارس.

النشاط الرياضي

وعن حبه وممارسته للرياضة يقول: بدأت بلعب كرة القدم بالفريج مع الأصدقاء وفريقنا اسمه فريق النمسا في منطقة الدسمة ومعي بالفريق اخواني والأيوب وعبدالعزيز دشتي وعبدالحميد دشتي وأولاد عمتي... وكنا نقيم المباريات مع الفرق الأخرى، والمدرب للفريق أيوب حركة وكان من لاعبي النادي الأهلي في ذلك الوقت وكنت بالفريق، والملابس كل لاعب يدفع ونشتري الملابس والحذاء، كل لاعب يشتري لنفسه والفانيلة القديمة مخططة بخيوط وكنا أقوى فريق بالدسمة، والرهان على صندوق مشروبات غازية كيتي كولا، أو مشروب الصباح، والغالب نوزع على اللاعبين والفريق المغلوب لا يحصل على شيء والملعب بالدسمة في ساحة كبيرة حاليا قرب ديوان معرفي والفرق التي نتبارى معها هي القادسية وفرق المدارس.

كذلك لعبت بفريق كرة القدم في المدرسة ومدرب كرة القدم الاستاذ علي من الجنسية اللبنانية ولم ألعب أي لعبة غير كرة القدم ولم تكن عندي هواية أخرى سوى صيد الطيور.

وبعد مدرسة الرشيد انتقلت الى مدرسة سيف الدولة في القادسية أكملت سنتين دراسيتين ومستمر بالنشاط الرياضي وخاصة كرة القدم ومنها الى الصديق بعدما طلب الناظر نقلي لأني كنت مشاغبا وأمضيت فيها ما تبقى من سنوات الدراسة وحصلت على الشهادة المتوسطة ومنها التحقت بالثانوية التجارية في مدرسة المثنى وأمضيت سنتين وحصلت على دبلوم محاسبة.

العمل بالكهرباء

بعد الانتهاء من الدراسة والحصول على الدبلوم دخل أبوحمد مضمار العمل وكانت البداية في وزارة الكهرباء، وعن ذلك يقول: حصلت على الدبلوم وعينت في وزارة الكهرباء مدقق حسابات وكنت اذهب الى مكاتب الكهرباء واحصل من عندهم المبالغ حتى تودع في الخزينة واخذ الوصل واستمررت بالعمل، ويسلمه للصندوق الكبير وبعد ذلك نايف الدبوس غير مكان عملي وعينني مندوبا لمراجعة وزارة العدل عن المطلوبين بديون للكهرباء وبعد خدمة 30 سنة وصلت على مرحلة التقاعد.

هجرة الطيور

في سياق الحديث عن صيد الطيور يتطرق أبوحمد الى موضوع الهجرة الموسمية التي تقوم بها الطيور حيث يقول: تهاجر الطيور من مناطقها الباردة الى المناطق الدافئة، مثل الكويت والصحاري، وأول الطيور المهاجرة طير نسميه الاشول وهو نوعان أشول الربيع وأشول الهيضة ومن بعده يصل طير الحمام العربي وبعده طير القحافي وطير القفصي والجتبي والهجرة على دفعات وبعد ذلك يصل طائر الحسيني وأما طائر السلاحي فيوجد أيام الشتاء الباردة وهو طير أرضي لا يقف على الشجر مثل الصعوة وطيور الربيع أولها طائر نسميه الحطيبي والصليبي والدسيس والزعرة والمطرق وسويدة راس والفليليه وحميره راس والمطرق والمردم، ودخيخله وقريطلة هذه طيور الشجر وكذلك حمام البر والصقارة والطيور كثيرة.

وأما الطيور الأرضية مثل المخضرم والمدقي والفقاقة والبريقش وفرخ الحسيني والسّمن وسمن الربيع الشيانية والزيانية الطيور الأرضية كثيرة ومنها الزعرة الطير الذي يقف على الشجر تشوف الطعم الموجود بالفخ فتنزل عليه وتأكله.

فيصيدها الفخ وعندنا الزرزور وهو طائر مقيم واليمامة ولها اعداد كثيرة واحضروها من سورية وهو كثير التفريخ والطائر المقيم لا يصلح للأكل وانما الطيور المهاجرة لا تصلح للأكل والقنص نسميه چنبيله ونصنع من العسو (العرچون) حاليا الاقفاصه مستوردة.

طراح طيور

طراح طيور تعني صياد طيور الحر والشيهانه وقد سبقني الأولون وكان عددهم قليلا والطائر الحر واليشهانه من الطيور المهاجرة من الدول الباردة، بدأت بصيد هذه الطيور منذ سنوات طويلة، وحاليا اذهب الى منطقة النعايم جهة السالمي وهذه المنطقة مشهورة بطيور الحرة والشيهانه... والبداية في بر كاظمة وأقدمهم الغليثان والسابج من الطراحين، بالنسبة لي عندي كوخ متنقل واتجول حسبما أرى وجود أو أتوقع وجود الطائر الحر أو الشيهانه، وعندي خيمة على شكل عربانة، أينما أقف افتحها تصير خيمة على العربانة، اسحبها بالوانيت، واستخدم الأدوات المعروفة سابقا ومنها الشبكة المعروفة عند الأولين، حاليا نستوردها على شكل ريموت كنترول ونجلس بالكوخ ونسحب الطير الى الداخل باليد حتى يصل الى الكوخ والسحب قليلا قليلا وعندما يصل نسد عليه الفخ فنصيده.

وسابقا حفرة وحبل، الأجهزة تطورت وتمكنت بيدي من أن اصنع فخا الكترونيا وحصلت على براءة اختراع من وزارة التجارة وأنا أول من صنعه والفخ مسافته كيلومتر ولكن الحاجة لمائتي متر والمقلدون كثيرون والفخ صيده سريع.

الطير الحر والشيهانة موعد وصولها الى الكويت من تاريخ 15/9 من كل عام بداية الصفري والحر يريد الجو المعتدل الى 15/11 ولمدة شهرين، والطراح يتحرى الطير الحر لصيده، آخذ أكلي والماء وجميع ما احتاج، وكل أسبوع ارجع الى البيت وصلاة الجمعة والغداء عند أولادي وارجع مرة ثانية الى البر.

يتكرر ذلك كل أسبوع وهذه العملية تحتاج الى صبر وتحمل، أما من ناحية ثانية فإن فيها وناسة ومشاهدة النجوم في هذا البر الفسيح، ومكاني في النعايم والبداية في أم إرمم وطلحة، والكويت كلها معبر للطيور المهاجرة من الشرق للغرب من المناطق الباردة وفي هذه الأيام وقت التزاوج بين الطيور، ويعود حاليا الشيهانه لا تسوي شيء ولو صدناها بيعها رخيص وأول الوقت يريد لها تدريب وهي وحشه وكل شغلة تختص بالصيد عندي وغالبية الصقارين لابد ان يعمل السيوق والبرق والجريب والوكر ودس، البعض يشتري الجاهز، بالنسبة لي كل شيء اصنعه بيدي وتعلمته من بداية الشراء، نصيد الشيهانه وننزل الى البيت ولا نبقى في البر وامهدها وبدون برق.

أمهدها يعني الفقها.. وسعر الشيهانه عال اذا أكل شيئا فيه طيب ويخص الطير واقيس طولها من المناكب وعرضها الى آخر الذيل

طول الشيهانة 25 سنتيمترا وهذه من الأنواع الطيبة والطير الحرطوله 17.5 سنتيمترا وهو من الأنواع الجيدة والفرق بين الطير الحر والشيهانه هو ان الطير الحر انه يخرج لصيده الحبارى وشوفه قوي جدا من بعيد.

الشيهانه سريعة الطيران ولكن شوفها من بعيد بسيط وبعدما ترتفع الحباري من الأرض نهد عليها الشيهانه أحيانا الطير الحر عنده سرعة ولكن ليس مثل الشيهانه، الآن زاوجوا الشيهانه بالصقر وأنتجوا طيرا آخر، بعدين الفرخ غير والثني غير وكذلك البكر غير عن الفرناس وهو كبير الفرخ عند المختصين، ارغب وبسرعة يتدرب ولمدة اسبوعين، والفرخ مدته الطويلة يسمى فرناس ونقول فرناس أول وثان وثالث ورابع وخامس وتفرع رجلين كلما كبر فتحت، يتغير اللون الى الاصفر اذا كبر ويتغير ريشه، واقول اكلت لحم حبارى وهو لذيذ.

وكذلك أقنص بالنعايم بمنطقة السالمي واقول ان الحبارى مهاجرة من ايران والجهات الباردة والحبارى لا تطير بالنهار وانما تختفي تحت شجرة او حجر فوجودها بالنهار فرصة للقناصة والحبارى تخاف الطيور الجارحة وهو الذي يخرجها والطير الحر يعرف مكانها وخاصة ايام الهواء فيتحرك ريشها فيعرف مكانها.

ومن مسافة طويلة وبعض الناس يصيدون الحبارى بالبندقية ولا اصيد الارانب وكذلك الحبارى انقطعت وعند غراب الذي استعمله في الطيران وطائر الفري هو المربط لصيد الطير الحر.

الدراجات والسياكل

بعيدا عن الطيور وهجرتها وصدها يتحدث ابوحمد عن شأن آخر وهو قريب من وسائل نقل فيقول: اشتريت دراجة وكنت استخدمها في الذهاب الى المدرسة ومن بعد ذلك اشتريت «سيكل» وصرت اذهب به للاصدقاء وحولي وكان معي الاصدقاء توفيق جعفر والكتيتي منذ ان كنا صغارا وبعد ذلك اشتريت سيارة وهي الوسيلة الحديثة للتنقل واستخدمها حاليا للصيد في البر وانقل بسيارتي العدة لصيد الطيور.

من تلك السنوات الحلوة الجميلة الى هذه السنوات مع النهضة الحديثة، الحمد لله حياتي ممتازة ومستقرة مع عائلتي واولادي واوقات الفراغ وفي الليل حاليا اذهب الى المزرعة في الصليبية وعند الساعة العاشرة ليلا اشعل الاجهزة واحدة تحت السالية والثانية بين الاشجار وانام حتى الفجر وبعد الصلاة اذهب للصيد ويوميا اصطاد طيور الفري واوزعها وهذه الايام اصطاد طيور الربيع التي تبدأ من 10/4 كل عام واكون حريصا على عودة الشياهين اخرج لصيدها في النعايم وهذا الوقت متجول لان الطير غير مستقر، مثلما كنت بالدراجات والسياكل اتجول من مكان لآخر ايام الشباب حاليا اتذكر تلك الايام واتجول بسيارتي لصيد الشياهين. وهذه الايام الطير غير مستقر واذا لم اصطد شيئا ابدا اعمل الشاي واجلس مع نفسي واحيانا اذهب جهة الروضتين وام ادمم والروضتين، طيور الربيع موجودة وكثرة الاشجار توزع عليها الطيور، قديما الاشجار محدودة فنشاهد الطيور ونريد الهدوء.

الديوانية الكويتية

لضيفنا رأي حول قضاء الوقت في الديوانية حيث يقول: لا احب الذهاب الى الديوانية اولا لانشغالي في عملي ولا احب سماع كلام ما لي فيه رغبة وابتعد عن سوالف القيل والقال، واذا كانت لي رغبة اذهب الى ديوانية الفجي او ديوانية الهدبة وما عندي وقت فراغ، الديوانية الكويتية الوحيدة في المنطقة اعرف فيها الرقي ومكانتها طيبة وجيدة.

وحاليا زاد عدد الديوانيات وزاد ازدحام السيارات فالواحد يخاف الخروج بالليل خشية الحوادث.

الشرق والصوابر

يتحدث ضيفنا عن منطقة الشرق والصوابر قديما حيث يقول كانت الصوابر حلوة وفيها مزارع وقد ادركت بقايا تلك المزارع وكانت منطقة فيها شجر وسكانها عندهم دواوين وكنت اذهب مع الوالد للديوانية التي كانت يجتمعون فيها لخياطة البشوت وحياكتها الحياة في السهولة وحلوة ولكن النهضة الحديثة عقدت الامور وعندما كنت في الصوابر اصيد طيور الربيع ومنها طورت عملي مع تقدم عمري سنوات وسنوات انا طالب في الصديق وسيف الدولة منذ ذلك الزمن ولا ازال اصيد الطيور مثلا هذا الشيك اسمه ناشبيه كلها 270 عينا وهذا من عملي دائرية اضعها على الارض وبوسطها حمامة فالطيور تنزل عليها فتمسك العيون برجل الطيور مصنوعة من خيوط النايلون واينما تضعها لكن البر تغير مثلا طريق كاظمة والبحيث تغير.

الحداق وصيد السمك

من هواياته ايضا غير صيد الطيور الحداق او صيد السمك وعن ذلك يقول: الهواية الثانية صيد السمك والحداق على ساحل البحر سابقا كان عندي ثلاثة طراريد صغيرة مصنوعة من الالمنيوم والحداق في منطقة الحيشان قرب جزيرة الاصبح وهي ام النمل، وكانت تعرف جزيرة الغربة دائما كنت اصيد السمك فيها ايام الهواء اذهب للحداق ولا اذهب الى البر حداق خيط وعندي طراد واصيد الشعم والسبيطي الارض طينية وفيها من الاسماك البالول والهامور والشيم والنويبي، ايضا استخدم السالية لصيد الميد وفي الشتاء استخدم التشخيط رايح راجع مقابل الاندية واصيد سبيطي واحد اثنين حاليا البحر خالي من السمك، لكن الاصدقاء يذهبون سلطنة عمان ولا اذهب معهم خبرتي كبيرة عن الصيد.

الزبيدي لا تصاد بالخيط وانما بالشباك وفي البحر الغزير وسمك الزبيدي اول ما تخرجها من الماء تموت، والميد بالشباك واعمل مشابك الواحد فيه خمسمائة ميدار واكثر وهذا يعتبر مثل الحظرة، والييم خثاق ميد صغير حاليا لا يوجد السمك.

الشركات انهت السمك من البحر بالكراف واللنجات كذلك ولم اذهب الى فيلكا للصيد مشغول بالطراحة لصيد الطيور، وافضل وقت للطراحة صيد الطيور الشهر العاشر من كل عام وزبدة الصيد يوم 15/10 من كل شهر وحاليا زاد عدد الطراحين فالصيد قليل والبعض ما يعرف شيء عن البر والآخرين تغرز سياراتهم بالبر بالموصل، ويكون دون ماء واكل ونساعده.

موسم صيد الطيور نسميه شيك طائر كل واحد ناصب للحر لصيده، والبعض عند دربيل منظار.

سبحان الله الطير الحر والشيهانة مهاجرة من المناطق الباردة الى الدافئة ونحن نتواجد لصيد اللي يعيد ويبيع يفك نفسه من ازمة مادية وسعر الطائر الحر الجيد بثلاثين ألف والحاجة والوناسة تدفعهم لصيد الحر والشيهانة واذكر في البداية كنت محتاج وخرجت للبر وصدت شيهانة وبعتها بألفين وخمسمائة الف دينار.

حاليا من الله علي بالراحة في الحياة وسعيد مع اولادي وحياتهم وزوجتي ام اولادي والحمد لله مثلما عشت حياتي مع والدي بنعمه ودراسة وتعليم حاليا اعيش مع اولادي وبناتي واحفادي ونحن سعداء بالحياة والله يحفظ بلدنا واميرنا، حياتي الحالية تذكرني ايام الطفولة والشباب وايام بداية عملي وخاصة عندما تسلمت اول راتب وكنت فرحان مع الوالد والوالدة.

اسعد يوم عندي يوم زوارة البنات واولادهم والاولاد واولادهم نجتمع على الغداء صغار وكبار والسوالف بين الاخوات والاخوان وامهم، ولا اخرج من البيت بل العكس استعد لاستقبالهم، وامضي النهار معهم.

اولادي واحفادي جميعهم لهم مكانة طيبة وجميلة في قلبي وروحي.

الحياة حلوة

ضيفنا صاحب عين ترى الوجود جميلا لأنه صاحب نظرة إيجابية للأمور والأحداث، حيث يقول:

الدنيا حلوة وجميلة والبر فسيح وحلو وفيه راحة نفسية والأسواق والتسوق وشراء الحاجات كل شيء عن الأول اختلف، ما يضايقني هو الازدحام الشديد والسرعة الزائدة عند بعض الشباب وحوادث السيارات، الله يكفي الجميع الشر.. لذلك اذهب الى البر لشعوري بالراحة النفسية اجلس بالليل وألاحظ النجوم والقمرة من نور القمر اعمل لنفسي الشاي والقهوة عندي خبز ومعلبات واذا اصطدت الطير اشويها وآكلها مع الخبز، البر فيه راحة واستقرار نفسي وحبي للبر يعطيني التفكر والتمسك أكثر بالدين وقراءة القرآن الكريم والاستماع للقراءة، أما المدينة ففيها الازعاج، واذكر ان أم الأولاد ذهبت الى البر بصحبتي وشافت البر والحياة الحلوة الجميلة وكانت مستأنسة مع ان الطريق مزدحم وطويل.. حياة البر حاليا حلوة والهواء نقي مقارنة بداخل البيت والمدينة، حاليا السرايات والسبق فيها صيد الطيور والمطر والغيوم استانس.

احب الجلوس بنفسي أتفكر في خلق الله وبالصلاة ترتاح نفسي واتعبد بيني وبين ربي، والله يعطيني الصحة والعافية والمشي مسافات طويلة.. والذهاب الى الديوانية قليل جدا ولا احب الديوانية، أحيانا لا يوجد عندي وقت فراغ لأن أيام الصيف عندي أشغال واستعداد لأيام الشتاء والربيع.

وجودي بالبر نفسيا ارتاح والاستقرار كثيرا والا بودي ان اشتري بعض الأغنام وترعى بجانبي، أقول ان حياتي سعيدة وحبي للبر لا يزيد عليه أي شيء، تعلمت على البر والأولاد كل واحد مع أولاده والحمد لله أمن وأمان في الكويت.

رأيه في مجلس الأمة

كذلك لأبوحمد رأي في مجلس الأمة وما يحدث فيه ويعبر عنه بالقول: التحدي والمشاجرات بين الأعضاء غير المجالس الدولية كان الاحترام سائدا بين الأعضاء عام 1963 ومجلس عام 1967 مع الكبار الأولين. نريد من أعضاء مجلس الأمة النظرة الثاقبة للمشاكل وحلها واعطاء المواطنين حقوقهم، والا تسود الفوضى بين الأعضاء، ويجب الانتباه لمشاكل التعليم والمتقاعدين، فقد انتخبنا النائب لمساعدتنا وليس للتأزيم راض وغير راض على المجلس كديموقراطية، الحمد لله هذا هو مطلب الشعب لكن النواب يتشاجرون والكلمات غير الطيبة بينهم هذا ما يرضي المواطن، اليوم الشعب الكويتي يريد النظر والتخطيط لمستقبل الأبناء والأحفاد وإعمار البلاد، المجلس زين وشين، الجيل الحالي جيل الانترنت ولدي معرفة بسيطة وادخل على سايت الحداق وصيد الأسماك وأصل لأشياء احب المعرفة عنها، أقول ان الديوانية بالنسبة لي ما لها فائدة، فأنا لا أحب الجلوس في البيت والصناعة التي أزاولها عندي أفضل، وأما بالنسبة للفضائيات فالناس كرهت تشوف التلفزيونات والمشاكل التي تظهر علينا والبلاوي زيادة الفضائيات والخلافات التي بين الناس تظهر على الشاشة الصغيرة.

نريد الهدوء والأمن والأمان والصحة والعافية، كذلك الشباب اتجهوا الى لبس البنطلون وتركوا لبس الدشداشة، ملابسهم الشعبية التي تمثل بلدهم، يلبسون البنطلون القصير للصلاة والجل في شعورهم.. هل هذا هو الجيل الجديد الذي سنعتمد عليهم في المستقبل؟! أما بالنسبة لتلفزيون الكويت فأحسن من أي فضائية كذلك «العربي» فيه عروض عن الدول العربية والأجنبية وعن الطيور وصيد الأسماك والغابات وحيواناتها، تلفزيون «الكويت» فيه كل شيء، محطة القرآن الكريم من أفضل المحطات، وفي البر أنام وأنا اسمع القرآن الكريم.

الزواج والحياة الاجتماعية

عن حياته الاجتماعية ومجرياتها وكيف صارت احداثها يقول أبوحمد: تزوجت بنت عمي والوالدة خطبتها لي والمهر بين العائلة أي مبلغ ندفعه ومهر زوجتي 800 دينار والرواتب كانت قليلة، يقولون ان الحب بعد الزواج وهذا هو الصحيح، تبدأ العلاقة والمحبة بين الزوجين ولم يحصل أي خلاف وكذلك زواج اخواني والزواج من خارج الكويت لا أوافق عليه والمثل «حلاة الثوب رقعته منه وفيه».

بنت العائلة لها الأولوية وبنت البلد لها الأولوية على الغريبة، الزواج من الأجنبية فيه مشاكل احضر اخواني احضر اقربائي وخاصة الزوجة الاجنبية من تحصل على الجنسية الكويتية عملت مشاكل مع زوجها.

أما بالنسبة لتعليم أولادي، فالحمد لله من الاولاد اثنان والبنات ست.

رائد خريج التطبيقي، وحسين خريج التطبيقي وموظف، والبنات لم يكملن الجامعة، وتزوجن ولم يعملن بالوظائف، واحدة فقط موظفة، أفضل الموظفة وربة البيت إذا صارت موظفة ولم تهمل بيتها وزوجها تستمر بالعمل، ولكن اذا انشغلت بالعمل وربة البيت موجودة مع زوجها وأولادها، بالنسبة لزوجات أولادي أحدهم زوجته مدرسة، وأما البنات فربات بيوت لمساعدة أولادهن والزوج، بالنسبة للجيران قديما تختلف عن علاقة الجيران حديثا، وهذا في جميع مناطق الكويت، وبذلك الوقت كان الجيران يتبادلون الأكل مع بعضهم البعض، وحاليا مبتعدون عن بعض حاليا السلام بين الجيران فقط والابتعاد عن بعضهم البعض، لا يجوز الرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، وتكوين علاقات اخوية ودودة بين الجميع، والأولاد يتعارفون مع بعضهم البعض، التآخي والتآلف بين الجيران محبة وود ومساندة بعضهم البعض في السراء والضراء، بودي أن تعود العلاقات بين الجيران وترجع كما كانت بالسابق ـ قديما الرجل عندما يذهب الى الغوص والسفر الى الهند وأفريقيا يوصي جاره على أهله ويقوم بواجب الجيرة والاخوة.

يقولون بالامثال «حجة الغائب معاه» الجار لا يأخذ موقفا مضادا من جاره فجأة، هناك أسباب وإنسانية.

بالنسبة للتدخين فعلا أدخن عندما أكون فرحا بشيء ما، حاليا أنت موجود لإجراء مقابلة، فهذه المقابلة تفرحني، ولذلك أدخن كثيرا، وعندما أشتغل أدخن، أي فرح يدفعني للتدخين، ولا أحب الغناء، ولا أعزف أي آلة موسيقية، منذ الشباب حتى يومنا هذا ـ ولا أحب المطربين، ولكن أحب من الغناء الاصوات القديمة جدا فقط، أحب الأعياد الوطنية والاحتفالات بها، أحفظ هذه الأبيات الشعرية منذ أن كنت حاليا في المدرسة تقول القصيدة:

وقف القط على البحر يناجي بخضوع

قائد جئت حزينا وبعيني الدموع

سمك البحر فقيرا وهو في عيش وضيع

لما لا يقفز للشاطئ ويحيا في الزروع

أي ان القط يخاطب السمك إذا خرج من البحر يقفز عليه ويأكله.

وفي النهاية أشكر جريدة «الأنباء» للاهتمام بالشخصيات الكويتية، وشكرا لك الاستاذ منصور الهاجري لجهودك الطيبة بعمل لقاءات مع الشخصيات، وأتمنى كل تقدم وازدهار لجريدة «الأنباء». وأختم بنصيحة للشباب بارتداء الملابس الوطنية بدلا من البنطلون القصير في الأسواق والمساجد.



صيد الطيور

عن إحدى هواياته وهي صيد الطيور يقول أبوحمد: عندما بلغت الثامنة من عمري اتجهت لصيد الطيور وكنت اذهب الى الحوطة التي كنا نلعب بها وعندي فخ وصلابة ومنذ الفجر ابدأ بنصب الفخ وأصنعها بيدي وكان قديما عندي تيوبات سيارات لونها احمر روسية الصنع فكنت آخذ السيور من تلك التيوبات الجلد وأضيفه لصناعة الفخ الذكر قوي وأما الانثى فجلدها سهل وأصنع النباطة وآخذها من شجر الأثل.. واخذ قطعة من النعال النجدية واضيفها للنباطة وكذلك الهواة من الأصدقاء، نفس الطريقة والفخوخ والنباطة والصلابة من صنع يدي والفخ القطعة الحديدية مربعة وهلالية الشكل من النحاس، واذكر كنت اصيد طيور الترم في المنقف والصباحية مع أخي بسيارته لأنه من هواة صيد الطيور.

وأما صناعة الصلابة من المواد الباسيجل فأحضر قطعتين اربط الطرف الأسفل بخيوط ومن فوق أضع الخيطين مع قطعة خشب ولها عقدة لكي تمسك، ونضع قوطي ونضع فيه البرسيم ونضع الصلابة بداخله وتأتي الطيور تجلس على الصلابة ونصيد الطير، وكذلك الفخ اصنعه بيدي ونصيد الطيور وأما الغيي والطيور الجرح فنصطادها مثل الحمام العربي والحمام الحساوي.





صيد الفري

يستفيض ابوحمد في الحديث عن صيد الطيور ويكمل قائلا: اذهب الى مزرعة الاصدقاء في الصليبية وانصب الشباك واضع جهاز الفري وهو عبارة عن اصوات والفري مثل الحبارى طيرانها في الليل وفي الصباح اشوف السالية ممتلئة بطيور الفري وما احصل عليه اوزعه على الاصدقاء.

وبودي ان ادرب الآخرين حسب خبرتي بالصيد الصقور والشيهانة وعندي خبرة بالحبال لصيد الطيور وكل شيء اصنعه واعمله واصدقائي الذين يحضرون عندي يشترون شبك وسبوق واعرض بالانترنت عن عملي وعند السيوق والشبك، وهذه الايام اخرج للبر واستانس وافرح بوجودي بالبر وخاصة في الليل والمزرعة كبيرة وفيها السجر والفري طير حلو، واستانس في المزرعة وخاصة وجودي في البر والنوم والحافظ الله، وآخذ معي ادوية خاصة والمسكنات للبطن والسكر وفي المزرعة والبر امشي مسافات طويلة واقرأ المعوذات وانام في خيمتي بهدوء ونومي مثل الذيب وعندي لايت يعمل اوتوماتيك لو اي شيء غريب يمر يصحيني فأنا اصحو على ضوئه واستيقظ مبكرا عند الفجر.



عدد المشـاهدات: 9954


 
:حجم الخط
279785-001.jpg

الفنان فيروز ياقوت سالمين (أسامة أبوعطية)
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(20).jpg

279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(30).jpg

فيروز سالمين متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(8).jpg

سفرة كبيرة مصنوعة من خوص النخيل
279785-oldp044.jpg

القلاليف وصناعة السفن من المشاهد المالوفة في الماضي
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(17).jpg

معرض لصناعة الخوص
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(16).jpg

مجموعة من الأعمال اليدوية للخوص
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(22).jpg

طريقة سف الخوص
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(11).JPG

الوالد ياقوت يعمل بصناعة الخوص
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(6).jpg

مجموعة من السفرات المصنوعة من الخوص
279785-firoz_yakot_at_17_-_3_-_2012_(14).jpg

احدى شهادات التقدير



    • عملت بصناعة سف الخوص وأصنع الحصير والزبيل والسفرة وسافرت مع والدي إلى البحرين لشراء الخوص
    • قديما كانت «الكنة» تقوم بأعمال المنزل كاملة وتخدم والدة زوجها أما الآن فتغيرت الأمور
    • والدي عمل «غيص» على سفن الغوص وذات مرة انقطع حبل إحدى السفن في النقعة فسبح إليها وأعادها مع بعض البحارة
    • ولدت في فريج الرومي بالحي الشرقي وكنت ألعب مع أولاد الرومي والدخيل بعد العصر وأيام العطل
    • كنا نلعب بكرة قدم مصنوعة من «التيوب» والجلد وكان مركزي بالفريق حارس مرمى
    • جدتي كانت تستمع بانتظام لحفلات أم كلثوم ولديها «رادو» ترانزستور
    • كانت البنات يلعبن في الفريج الحجلة والخبصة ويلبسن البخانق والدراعات وإذا مر غريب نوقفه ونسأله عن سبب وجوده
    • التحقت بالمدرسة الشرقية في الشرق مقابل الساحل ومكانها حالياً المعهد الديبلوماسي وبعد الصف الرابع انتقلت لمدرسة أخرى
    • اشتغلت بوزارة الدفاع على البدالة وكان أحد الوكلاء المساعدين يطلب مني الدخول على المتحدث وقطع مكالمته وتحويله
    • شاهدت القلاليف وهم يصنعون السفن الصغيرة والكبيرة وأحياناً كانت تصيب أقدامنا المسامير والأخشاب
إعداد: منصور الهاجري
الكثيرون من أهل الكويت كانوا يعملون في الماضي بمهن يدوية جميلة وكذلك هوايات كانت تتطلب الكثير من الصبر والجهد. ضيفنا هذا الأسبوع فيروز ياقوت فيروز يحدثنا عن هوايته التي تعلمها من والده عندما كان يشغلها وهي سف الخوص، والتي يفرق بينها وبين العجايف. كان والده شرطيا وبحارا وسائقا وكان يمارس هواية صناعة الحصير والسفرة وغيرها وتعلم من والده هذه الصناعة التي لايزال يزاولها.. بعد وفاة زوجته أراد الزواج مرة أخرى لكن الجهات المختصة لم تعطه تصريحا للزواج من ثانية فما الأسباب؟ فيروز ياقوت من المحافظين على التراث الكويتي ولكن لم يساعده أحد بشيء، ويصرف من ماله الخاص من راتبه البسيط من أجل الحفاظ على التراث الكويتي. عاش بالحي الشرقي والتحق بالمدارس ومارس الرياضة مثل كرة القدم حيث كان يلعب حارس مرمى، وكرة السلة والطائرة، أنهى المرحلة المتوسطة وتقدم للعمل في شركة النفط ونجح ولكنه لم يكمل الاجراءات. يقول عن جدته انها كانت تستمع لأم كلثوم وخاصة حفلاتها.. وأما والدته فكانت ربة بيت من الطراز الأول مثل سيدات المجتمع الكويتي القديم، كانت ربة منزل تقدم كل الخدمات المنزلية وكانت تقوم على خدمة والدة زوجها، وتغسل الملابس في البحر مع صديقاتها، هكذا كانت المرأة الكويتية قديما. يحدثنا عن طريقة صناعة الخوص الذي يؤخذ من النخيل بالاضافة الى الكثير من الأمور الأخرى الشيقة خلال هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:

يستهل ضيفنا فيروز ياقوت سالمين كلامه عن الماضي وأحداثه وذكرياته بذكر بداياته الأولى فيقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي بفريج الرومي وبيتنا مقابل بيتهم وكنت العب مع أولادهم وأولاد الدخيل وفيصل الشملان وعبدالله الرومي ومجموعة من أبناء الفريج نجتمع بعد العصر وخاصة أيام العطلة.

كنت العب كرة القدم بالسكة مع الأصدقاء وأحيانا اذهب الى البحر نقعة الشملان ومياه البحر تصعد الى اليابسة ومن السهولة رفع السفينة الخشبية، شاهدت منظر القلاليف وهم يصنعون السقن الخشبية الكبيرة والصغيرة ومتوسطة الحجم، واذكر أحيانا كان يصب أقدامنا مسمار أو خشبة صغيرة، كنا إخوانا بالفريج، كنت أشاهد البنات الصغيرات يلعبن الحجلة والخبصة لابسات البخانق والدراعة ولو مر واحد غريب نسأله عن سبب مروره.. أحيانا نتشاجر على الخفيف، واذكر من العاب البحر اذا شفنا أي ولد يقفز على مجموعة المناقير نجتمع نحن أصدقاءه ونرميه بالبحر لأنه قريب من الساحل وخاصة بالسجي «مد البحر» وملابس البحر الوزار ومن دون فانيلة وكنا فرحانين وآخر مكان نسبح ونصل عنده السفن الراسية بوسط النقعة ونتسابق بالسباحة.. كان شيئا يفرح القلب حتى أيام المدارس، كنا نذهب الى المدرسة بمجموعة من البيوت الى المدرسة والعكس نهاية الدوام بهذا كنا اخوة واهلنا كذلك عائلة واحدة يحبون بعضهم البعض الرجال مع الرجال والنساء مع بعضهن واذكر كنت أرى السيد ديكسن راكبا الحصان وكذلك زوجته على حصان آخر يمشون على ساحل البحر في وقت العصر من البيت الى المدرسة الشرقية والعودة للبيت.

كنا نذهب الى دسمان وكنا نقيم المباريات مع فريق دسمان وكنت العب حارس مرمى في فريقنا والكرة غير الكرة الحالية كنا ننفخ التيوب ونضعه داخل الجلد بالخيط والكرة يابسة والحذاء الذي نلبسه شكله كبير والأرضية خشب وكنت احب ان العب حارس مرمى والربع اختاروني، واحسن لاعب عبدالله الدخيل وعبدالله الرومي واذكر اننا كنانستيقظ من الفجر ونخرج الى الشارع بعد الريوق مباشرة إما للمدرسة أو للعب في الصيف، والسبب في ذلك اننا كنا ننام مبكرا بعد العشاء مباشرة لا تلفزيون ولا أي شيء نقضي معه الوقت في الليل. أحيانا كانت الجدة تقول لنا بعض الحزاوي فننام ومن التعب في النهار ننام مبكرا وعندما نصحو من النوم نكون نشيطين، لم أمارس الحداق (صيد السمك) إلا مرتين رحت فيهما مع الأصدقاء، في الطراد فقط ولم اذهب بعد ذلك لا احب الحداق الى الآن مع العلم احب أكل السمك، هوايتي كرة القدم والسلة واليد في الفريج، والعصاري نذهب الى الأندية القديمة مثل العروبة، أما شراء الكرة فكل واحد منا يدفع مبلغا ونشتريها بـ 5 روبيات ومن دون فانلات مخصصة للعب، اذكر نرفع الدشداشة وارجع الى البيت، اذكر الغداء قديما سمك مالح أو لحم كُفرْ من الملالة وعيش مشحول أو نقول «چاول» حتى الغداء اذا زاد نأكله عشاء.. وأحسن أكلة الوالدة تطبخها محمر سكر أو محمر دبس والسمك المشي واللبن أو خباط مالح والوالد بعد الغداء يدخن القدو وبعدها ينام. نقول عيش مشحول وسمك مالح أو محمر والقدو للوالد.

الألعاب الرياضية

يتحدث ضيفنا عن ممارسته للرياضة فيقول: مارست لعب كرة السلة والقدم في مدرسة الحريري والناظر فلسطيني وكنت العب في دفاع الفريق، كذلك كنت في كشافة المدرسة وشاركت في المخيم الكشفي في الفنيطيس.. وكذلك شاركت في الكشافة البحرية في مدرسة الحريري شاركت في الجوالة في نفس المدرسة وكان عددنا تقريبا 5 جوالة. شاركت مع الزملاء في رحلة خلوية وهي ان الكشافة يتفقون على الرحلة في مكان قريب ونخرج مشيا حاملين الخيام والماء وما نحتاج له للرحلة، واذكر رحلتنا الى السالمية في مزرعة شاركت الزملاء في طبخ الغداء والعشاء واذكر الماء كان في مطارة مصنوعة من القماش، الرحلة الخلوية كل مجموعة كشافة تختار المكان الذي تريد الذهاب اليه.

المهم كنت رياضيا وشاركت ولعبت السلة وكرة القدم والجمباز والكشافة البحرية والكشافة البرية، شاركت بهذه الألعاب وكنا نفوز ونحصل على كأس ودرع من بين المدارس أما كرة القدم فقد لعبت فيها دفاعا أيضا وكنا نحقق نتائج جيدة بين المدارس.كانت اياما حلوة وكنا مجموعة من الطلبة طيبين ومتعاونين واما الرحلات الكشفية فكان يخصص لنا سيارة باص لنقل الطلبة ولوري لنقل الخيام والصناديق والماء وعندنا حراسة ليلية في المخيم وعلى كل كشاف ان يحرس طوال الليل خوفا من ان يدخل احد المخيم وخاصة ليالي البرد الشديد ويأخذ معه غطاء صوف وهو الكمبل (البطانية)، وحسب المكان ووجود كشافة مدارس اخرى، واذا تم الامساك بسارق نعرضه تحت سارية العلم ويأتي مدرس المدرسة ويتدخل ونطلق سراحه.

نبدأ طبخ الريوق وكل طليعة تجهز اكلها، شاي مع الحليب وبيض وخبز جاهز لكن اذا رجعنا الى البيت ارجع متعبا فأنام مبكرا واصحو نشيطا واذهب الى المدرسة ومما اذكر بعد العودة من المدرسة اذا كان الغداء غير جاهز آخذ «فندوس» تمر وخبز وآكل، وفندوس تعني كمية بقدر اليد من التمر.

أول عمل

ترك ضيفنا الدراسة بعد المرحلة المتوسطة وكانت رغبته ان يكون عسكريا لكن والده رفض، وعن ذلك يقول: بعد الدراسة قلت للوالد ان رغبتي ان اكون عسكريا لكن الوالد رفض لانه جرب العسكرية وقال العمل فيه تعب، وفي احد الايام كنت جالسا مع بعض الاصدقاء وكانت شركة النفط قد اعلنت عن طلب موظفين وفنيين وكان عددنا خمسة فذهبت معهم الى مكاتب شركة النفط في الاحمدي وتقدمنا بطلب الوظيفة وقابلنا رجل انجليزي وقدموا لنا الحليب والبسكوت، وجلسنا على الكراسي واعطي لكل واحد منا كتاب وفيه مربعات مختلفة التشكيل وطلب من كل واحد منا ان يرتب هذه المربعات بالارقام، انهينا العمل وقدمنا الكراسات للمسؤول، اصدقائي رسبوا ونجحت من بينهم ورجعنا الى البيت واليوم الثاني الاصدقاء قالوا لا تروح انت بنفسك، وفي اليوم الثالث تقدمت بطلب للعمل بوزارة الدفاع وقبلت كموظف مدني في الوزارة ومقرها بالعاصمة مقابل الاسواق والمسيل وكان اخي يوصلني بسيارته ولكن كان عندي اجازة ولم املك سيارة وكنت آخذ سيارة خالي بعدما ينام الظهر واتجول فيها بالمنطقة، المهم باشرت العمل في وزارة الدفاع، وأخي يوصلني.

واول راتب تسلمته من الدفاع تقريبا خمسين دينارا والوالد قال اجمع معاشك حتى نشتري لك سيارة واول سيارة رينو استخدمتها للذهاب للعمل ومع الاصدقاء وبعد ذلك استبدلتها بسيارة تويوتا وزاد الراتب والعمل في البدالات عمل طريف وبعضه مضحك واذكر وكيل الوزارة عسكري ورجل لبناني كان مسؤولا عنا وعددنا خمسة على انه رجل قديم واذكر ان مواطنا اتصل علينا ونحن تأخرنا قليلا وحصلنا منه على كلام وزفنا وسمع اللبناني كلام وعدت بخير ولكن قال الموجود على البدالة يراجعني فراجعته.

وقلت له «الخط انقطع من دون ارادتي» والبدالات القديمة تختلف عن الحديثة والمواقف كثيرة اذكر ان احد الوكلاء المساعدين نقول له الخط مشغول يقول ادخلوا عليه وحولوني فقلت له ما يصير وهو مصر على كلامه، وهذا لا يجوز ان تدخل على طرف يتكلم بمعنى تسمع كلامه الا ان الوكيل المساعد كان دائما مستعجل ويريد الاولوية له.

احيانا البدالة تتعطل فتحدث فوضى وخاصة اذا نزل المطر الخطوط تتعطل البدالة القديمة تعتمد على الكهرباء، اشتغلت منذ عام 1965 وامضيت خمسة وعشرين عاما وتقاعدت عن العمل.

سف الخوص

وعن هوايته الكبرى وهي سف الخوص يقول ضيفنا: تعلمته من الوالد رحمه الله فقد كان يصنع من خوص النخيل الحصير والزبيل والطبق والمهفة فرق بين السعف والخوص، السعفة للحرق والتكسير وتصير يابسة.

واما الخوص نأخذه من نخيل غير موجود في الكويت هذا النخيل موجود في القطيف والبحرين والبصرة والنخلة التي نأخذ منها الخوص من نوع الذكر ونأخذ القلب الموجود داخل النخيل يقطع ولونه ابيض سادة والبحرين اقرب لنا من اي منطقة ـ عندما كان الوالد يضع الزبيل والحصير كنت مرافقا له طوال الوقت فالوالد متقاعد فهو يسف الخوص ويصنع منه الحصير والزبيل والمهفة ويبيع على الآخرين وكنت اذهب معه الى البحرين واشاهد ما يفعله بالخوص، ودائما اشاهده وهو يعمله وقلت له اريد ان اتعلم مثلك ولكنه لم يرض واخيرا وافق ان اتعلم وبالفعل كنت مثلما هو يعمل كانت البداية انني الاحظه واجلس مقابل له، واقول هنا ان سف الخوص غير العجاف: سف الخوص تداخل الورق في بعضه البعض والعجاف هو الشعر «عجيفة» الوالد تقدم في العمر وسافرت معه بالسيارة واشترى خوصا من اصحاب النخيل ورجعنا الى الكويت فالوالد البداية يغسل الخوص بالماء، واذا صار نظيفا يلفه بالخيشة، وكلما اراد ان يسف يخرج الكمية المراد الشغل فيها ويلفه بخيشة مبلولة، شاهدت الوالد وعملت مثله وتعلمت منه عندما يذهب الى البحرين وبعدما يشتري الخوص ايضا يذهب الى الحواي في سوق البحرين ويطلب منه صبع للخوص فصاحب الدكان يحضر له حجر ملون لون احمر لون بنفسجي لون اخضر وذلك لكي يلون الخوص حسب اللون الذي يريده يحضر قوطي كبير يضع فيه ماء ويضعه على موقد النار حتى ويضع بداخله الخوص فقط اول فورة ويضع الكمية المراد لونها للخوص لون واحد، ويتركه حتى يتم التلوين بعد ذلك بنقله بمائه ويضعه بخيشة حتى ينشف كل لون بنفس الطريقة.

تعلمت هذا من والدي مثلما كان يفعل فقلت وأتقنت العمل من الوالد وعرفت مصدر الخوص وكيفية تنظيفه، بدأت مباشرة العمل بالخوص وتلوينه، وهو يعملني كلما أخطأت مرة يوافقني وأخرى «يخانقني» وعندما يزعل اتركه وهو يعلمني، والعمل والسف للخوص ومداخلة الخوصة بالأخرى.

سف الحصير عرضه 4 أصابع والزمبيل الصغير عرضه اصبعان وبدأت اسف 10 أمتار والفه واتركه على جانب آخر وهكذا حتى اكمل 50 مترا، مثلا اريد ان اصنع زبيلا آخذ الذي سفيته طولي اركب حسب الاستدارة للزبيل وابدأ اخيط بالخيط النايلون والميبر وحتى يكتمل الاستدارة ويصير زبيل الحصير كذلك طوليا مثلا الطول مترين آخذ الجزء الثاني وبجانب الأول وهكذا حتى يكمل الحصير مع الخياطة.

خياطة الحصير تختلف عن خياطة الزبيل، تختلف عن خياطة السفرة، كل حسب الشكل المراد صناعته، تعلمت الصناعة من الوالد ولأازال اعمل هذه القطع.

الألوان أنواع وأشكال في البحرين نشتري الوانا على شكل قطع حجرية وأما في الكويت نشتري الألوان على شكل بودر والفرق واضح الألوان الحجرية أكثر ثباتا على الخوص أما البودر فيكون باهتا غير لماع.. والصبغة عندما ينزل عليها ماء يتغير اللون فالصبغ الايراني البودر بعد الغسيل يخف اللون عكس اللون الحجري، ولكن الاثنين لا يغسلان (بالكلوركس).

اصنع الزبيل الكبير والصغير والحصير والسفرة ولا اصنع المهفّة شغلها كثير والخوصة دقيقة، البيع بسيط فقط كديكور للغرف والصالات، بعض الحصران تكون من دون ألوان لأن الخوص بالأصل أبيض فلا يصبغ ويبقى كما هو.

بعض المواطنين يصنعون العريش في بيوتهم فيعلق به زبيل ملون وسفرة على الحائط والبعض يصنع الجندل من الاسمنت على شكل عمود متعرج بسيط. واذكر هنا انه يوجد خوص في اسبانيا وعندهم زبلان وتوجد في منطقة ما بين المغرب واسبانيا وكذلك في مدينة أصيلة في المغرب يوجد عندهم زبلان.

حاليا حسب المزاج أستطيع ان اعمل عددا من الزبلان من الاحساء والقطيف حاليا الزبيل الصغير استطيع صناعة عشر زبلان في اليوم، أما الكبير فيستغرق الواحد يوما ونصف اليوم والجله الكبيرة 3 أيام استمر في صناعتها، حدثني الوالد أيام السفر الشراعي كان يعمل خيوطا من العسو يدقه بالهاون وكان الوالد يصنع الحبال كمبار.

خصص لي محلا في سوق يوم البحار والخوص اشتريه من حسابي لا يساعدني أحد واذكر أحد الأيام تعطلت السيارة بالطريق وشحنتها الى الكويت وأما وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فلا تساعدني بالمال، ولا بأي مخصصات، الصناعات التراثية بحاجة الى تشجيع ومساعدة من الجهات المختصة، مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لا أحد يدري عني شيئا، مستعد لتدريب الشباب ولكن على ان يجهز لي الخوص. واقول هنا ان جميع مصاريف الخوص والالوان من جيبي الخاص، الزبون يستغرب من ان سعر السفرة 8 دنانير يقول السعر غال، ما يعرف مقدار التعب وشراء الخوص والاصباغ والسفر الى البحرين أو القطيف والاحساء. يوجد فرق بين السفرة البحرينية والسفرة الكويتية والايرانية، فالسفرة الايرانية ألوانها باهتة والخوص خشن، الاحساء‍ والبحرين الخوص ناعم مثل الحرير، أقول للزبون الذي يريد الشراء هذا صناعتي وهذه مستوردة فما عليك الا الاختيار.عمل الوالد يتطرق ضيفنا كذلك إلى عمل والده وحياته فيقول: والدي اشتغل في عدة اماكن مدنية وعسكرية بداية حياته كان يعمل في البحر وعمل قلافا في صناعة السفن وبعد سنوات اشترى له دراجة وكان يستخدمه في التنقلات ويحمل على الدراجة العدة التي يعمل بها وأذكر المجدح والمطرقة والجدوم وبعض المسامير والمنشار والمنقار، ويضعها في زبيل كبير وبعد سنوات من العمل اشترى له سيكل. كذلك والدي عمل في سفن الغوص وكان غيص مع بوقماز والرومي كذلك في السفن الشراعية المسافرة الى الهند.

ويذكر قصة ان احدى السفن في النقعة انقطع الحبل منها وسحبت عن مكانها فسبح الوالد حتى وصلها، واعادها الى المرسى بمساعدة بعض البحارة. وأذكر اصدقاء الوالد من رجال عائلة الرومي والدخيل وبيوتنا داخل سكة فيها مسقف يوصل على بيت القطامي وبالقرب منا الطنبورة خلف المسقف.

كذلك أذكر الوالدة وصدقاتها عندما يجتمعن لشاي الضحى وكان معروفا عند الكويتيين وسوالف النساء وخاصة عند المرأة الكبيرة، وأذكر ديوانية الرومي يجلس فيها الرجال الكبار ونحن الصغار والشباب نجلس في مدخلها ولا يسمح لنا بالجلوس مع الكبار، وأذكر علي الدوب في سيارته وهو يعلم الآخرين قيادة السيارة اذكر اني كنت اذهب مع الوالدة الى بيت جدي والدها مشيا من الشرق الى القبلة جدي صالح الفرحان وأحيانا مع اختي، وكان الوالد يعمل قلاف لصناعة السفن ومما اذكر يذهب بالسيكل وكان يعبئ البنزين من محطة البنزين في الشرق قرب محطة الحص.

الوالد شرطي

والدي بعد العمل في البحر وعمله كقلاف التحق بسلك الشرطة وصار شرطيا في الادارة الواقعة في ساحة الصفاة وكان يقف عند مدخل الادارة حفاظا على الامن وأمضى عدة سنوات يعمل شرطيا ومنعني من الالتحاق بالشرطة بقوله ان العمل فيه تعب كثير وكنت اشاهد الوالد بملابسه العسكرية ذهابا وإيابا.

وبعد سنوات ترك العمل في الشرطة والتحق في وزارة الاشغال وصار نجارا وعين في ورشة الجيوان لتقطيع الأخشاب واستمر بالعمل حتى التقاعد وتفرغ لهواية صناعة الخوص.

جدتي لامي وأبي

عن جدته يقول ضيفنا: أدركت جدتي الكبيرة وكانت امرأة تفهم كل ما يدور من حولها وتتصرف بحكمة مع العلم انها امية لا تقرأ ولا تكتب ولكن الحياة صقلتها وعلمتها، كانت رحمها الله تسمع اغاني ام كلثوم، وكانت الوحيدة التي تملك راديو ترانزستور جدتي امينة وكانت تقول لنا الليلة حفلة لأم كلثوم وما اريد ازعاجا منكم وفي الصباح نسألها سمعتي ام كلثوم؟ فتقول نعم سمعتها حتى نمت، ولكن لا اعرف ماذا قالت، وهكذا في كل حفل تسمع ام كلثوم تغني تستأنس على اللحن وصوتها وكانت تردد علينا بعض الاشعار والاغاني القديمة الشعبية، وبعد الغداء كل يوم تنام الظهر تحت العريش، والدتي الكنة الوحيدة عندها لان الوالد وحيد والديه وكانت والدتي تشرف على جدتي وهي التي تقوم على رعايتها وتقدم لها الاكل وتغسلها وتسبحها. النساء قدميا تعمل كل شيء وهي المسؤولة عن البيت ولا تقول لزوجها لا اريد والدتك بل العكس تشرف عليها عن طيب خاطر وأجرها على الله.

واذكر ان جدتي توفيت لكبر سنها الشيخوخة ولم تشتك من امراض السكر والضغط كانت الزوجة تحترم زوجها وتقوم على خدمته وتساعده على ظروف الحياة الحلوة. اذكر العريش واذكر جدي لامي في الحي القبلي صالح الفرحان وكان عنده حمار وينقل الماء من آبار الشامية وصار استاذ بناء وعنده عمال وبعد ذلك اشتغل مع اخيه عبدالله الفرحان في خيطان في البناء واذكر جدي وكان يسكن في الحي القبلي.

الزواج والأولاد

عن حياته الاجتماعية وزواجه وانجابه يقول فيروز: تزوجت الاولى هي سيدة عربية والله رزقني منها ثلاثة اولاد وجميعهم عسكريون واولادي متزوجون وعندهم اولاد. البداية ذهبت مع احد الاصدقاء وكان متزوجا من اقارب زوجتي فهو الذي اخذني لهم وبعد الخطبة تزوجتها والحمد لله وكانت متعلمة استخرجت لها الجنسية وانتقلت الى رحمة الله بسبب جلطة في المخ.

أما الزوجة الثانية فكانت كويتية ولكن كانت مريضة واهلها لم يبلغوني عنها وطلقتها، وحاليا اريد الزواج.

الزوجة الثالثة

تزوجت الثالثة من الكويت ولكن لم يستمر الزواج وطلقتها دون اولاد. وسافرت لاحدى الدول العربية وبحثت عن زوجة ووجدتها وتقابلت مع اهلها واتفقنا واكملت اوراق من الجهات المختصة التي تؤهلني للزواج وانهيت المقابلة مع وزارة العدل، رفضوا الطلب لماذا وما هي الاسباب التي تم فيها رفض الطلب للزواج.

وحتى بطاقة الزيارة رفض منحها لي وعندي جميع الاوراق.

عندي كتاب موثق من الخارجية المغربية وعندي الموافقة وعندي كتاب من شقيقها بعدم الممانعة من الزواج، اطلب من وزارة الداخلية منحي بطاقة زيارة لها ولشقيقها.



التعليم والدراسة

عن مشواره على طريق التعليم يقول العم فيروز: التحقت بالمدرسة الشرقية القريبة من بيتنا في الشرق مقابل الساحل، حاليا المعهد الديبلوماسي، سنة اولى ابتدائي وفيها بعض المدرسين الكويتيين وما كنت ارغب بالذهاب الى المدرسة ومن اليوم الاول كنت خائفا، اكملت سنة رابعة ابتدائي وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة اخرى.

اما عن الهوايات فاشتركت بالفريق الخاص وكانوا يختارون من كل فصل 3 او 4 طلاب والفريق الخاص هو مجموعة من الطلبة يتدربون على الالعاب السويدية وجميع مدارس الكويت فيها مثل هذا الفريق وتقدم لنا وجبة الغداء لكل مدرسة والمدرب مدرس مصري، وآخر العام الدراسي يجري اختبار لكل مدرسة وبعد ذلك تجمع المدارس في ملعب المعارف او الملعب القبلي في عرض عام وبحضور كبار الشخصيات، وكذلك اشتركت بفريق الجمباز وكنت ألعب على جهاز الحصان و«الكوكسة» الدحرجة الامامية ولعبت كرة السلة مع فريق المدرسة وبعدما انتقلنا الى حولي التحقت بمدرسة الحريري ومنها الى ابن رشد والناظر احمد ياسين.

اكملت سنة رابعة متوسط وحصلت على الشهادة المتوسطة وتركت الدراسة وجلست في البيت لانه لا رغبة لي بإكمال التعليم.

اما اخواتي اللاتي اكبر مني فقد اكملن تعليمهن واحدة مدرسة واخرى في الجمارك.

واخي الكبير محمد ياقوت تقاعد بدرجة عقيد من البحرية، تخرج من القاهرة وسافر الى فرنسا واكمل تعليمه واخي الثاني يعمل بالنفط لانه اكمل دراسته وانا الوحيد من بين اخواني واخواتي لم اكمل تعليمي مع انني كنت اخاف من الوالد واحترمه جدا، وكان ينصحني بالذهاب الى المدرسة ولكن لم ارغب في الدراسة لانني كنت في مرحلة الشباب ومشغولا باللعب والبحر.





حياة الوالدة

يتحدث العم فيروز عن والدته وكيف كانت انسانة فاضلة قائلا: الوالدة رحمها الله كانت ربة بيت تصحو من الفجر بعد الصلاة تحلب الاغنام وتعمل الريوق شاي وحليب وتخبز خبز الرقاق واحيانا تخبز في التنور والبيت فيه تنور للخبز وشوي سمك الصبور واذكر كنت اذهب الى الفرضة لإحضار السعف وكانت تذهب الى البحر لغسل الملابس مع بعض النساء لأن بيوتنا قريبة من البحر.

والصبور المشوي محشو وكنا نشوي سمك «الچم» اذا سمك چم مطبق يسلخون جلده واذا مشوي بدون سلخ الجلد. الشرقاويون فنانون بالشوي.

ومن احسن الطبخات محمر دبس ومحمر شكر ومما اذكر ايضا ان الوالدة تطبخ ليوم العيد والفريج يضعون الاواني امام المسجد وكل واحد يأكل حتى المارة، يوم العيد الوالدة تجهز لنا الملابس ونذهب الى المسجد مع الوالد للصلاة ونرجع ونأخذ العيدية ونذهب الى الدوارف وأم الحصن في البراحة، والدوارف في المطبة ونرجع والوالدة قد جهزت اكل العيد وكنا نركب سيارة وانيت الى خلف سور الكويت ونغني «طلعنا من باب السور بيرقنا بيرق منصور» وهكذا نمضي ايام العيد بفرح وسرور.

وأذكر جدتي وهي تجلس على الحصير والمسند والمطرح، ويزورها بعض النساء.

كانت الوالدة ماهرة في صنع الحلويات فكانت تصنع الحلويات وخاصة ليلة العيد وأذكر انها تعمل قرص العقيلي على الفحم وما كان عندنا الغاز وتجهز الاكل من الليل ويصنع من الطحين والماء والهيل والزعفران والبيض ويخلط الجميع ويصب في الوعاء ويوضع على نار الفحم ويوم العيد يقدم مع الفطور شاي وحليب وقهوة وقهوة الزعفران الحلوة وايام الشتاء تطبخ لنا الغداء محروق صبعه وهو من الخبز الزائد من الوجبات يجمع في الطاسة كمية ويطبخ للغداء والعشاء وأحسن مأكول وكذلك الوالدة تطبخ لنا المرقوفة والاكل في الشتاء يدفئ الجسم.

يقول الأولون ان المرقوفة نقلوها من مدينة الكويت الى جزيرة فيلكا فلم تبرد والذهاب الى فيلكا بالسفينة الشراعية ويضعون «جدر» المرقوق بداخل الزبيل ونسافر الى فيلكا والمرقوق حار، وكذلك القبوط والجريش، كانت عندنا فيلكا منتزها ومنذ الصغر وانا اذهب مع العائلة واذكر أني ذهبت الى جزيرة فيلكا في رحلة كشفية واذكر كنا نذهب بواسطة لنچ «الصحة» او لنچ «التربية» وكنا ننصب الخيام بجوار سعد وسعيد او ما يسمى بالخضر والكشافة ننام يومين ونقوم بالقمبار لصيد السمك في الليل واذكر نصيد سمك الوحر ومعنا مدرسونا.



عدد المشـاهدات: 4054


 
:حجم الخط
277819-1p8-9.jpg

الحاج فلاح علي الوسمي (محمد ماهر)
277819-3p8-9.jpg

277819-100p8-9.jpg

الحاج فلاح الوسمي متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
277819-2p8-9.jpg

العم فلاح مع الأبناء والأحفاد (متين غوزال)
277819-5p8-9.jpg

الوسمي مع أحد أحفاده
277819-4p8-9.jpg

أحفاد العم فلاح الوسمي
277819-11p8-9.jpg

رعي الإبل إحدى صفحات كتاب التراث
277819-200p8-9.jpg

البحث عن الرزق في البحر
277819-7p8-9.jpg

إحدى سفن الغوص تشق عباب البحر
277819-13p8-9.jpg

النوير يملأ البر في موسم الربيع
277819-9p8-9.jpg

بيت الشعر
277819-12p8-9.jpg

سيارة أجرة قديمة
277819-6p8-9.jpg

العمل على سيارات الأجرة كان شائعا في كويت الماضي
277819-8p8-9.jpg

البحث عن اللؤلؤ كان أحد مصادر الرزق
277819-400p8-9.jpg

نقل البضائع
277819-10p8-9.jpg

فلق المحار بحثا عن اللؤلؤ



    • أعشق إمارة دبي وأسافر لها كثيراً وألتقي مع أحد الأصدقاء هناك كان يعيشفي الكويت
    • وُلدت في بر الكويت بين عريفجان وأم الهيمان وعشت في بيوت الشعر
    • الوالد كان «نوخذة غوص» لمدة 30 عاماً يغوص بالهيرات الكبيرة وحصل على «دانة» استفاد منها كثيراً
  • تعلمت قيادة السيارة عند سفاح شنوف وبعدها عملت على تاكسي
  • كنا نرعى الأغنام ونمضي الصيف في الفنطاس والشعيبة وأيام الربيع نخرج إلى البر مع «الحلال»
  • «الطرثوث» ينبت في البر على صوت الرعد و«الفقع» يظهر بعد سقوط الأمطارفي موسم الوسم
  • لدى ذهابنا للقطيف للحصول على تمر عثرت على فتاة ضائعة في أرض البدراوي وأعدتها إلى أهلها
  • جميع أولادي وبناتي خريجو جامعات ويعملون في الوزارات الحكومية ومنهم مدرسون ومدرسات
  • والدي ذهب إلى سيلان للبحث عن اللؤلؤ ورجع برزق وفير استأجر به سفينة من المرحوم يوسف الميلم
  • «بنشر» إطار السيارة ولم أعرف كيف أتصرف فذهبت إلى صاحبها وحضر معي لحل المشكلة
  • كان والدي يذهب إلى الغوص الكبير أيام «الصغرى» بسفينته المستأجرة وبعد القفال يذهب إلى البر
منصور الهاجري
ضيفنا اليوم الحاج فلاح علي الوسمي من قبيلة العوازم من فخذ الشفقة، ولد في بر الكويت ما بين عريفجان وأم الهيمان وبدأ حياته بالزراعة ولأن والده كان نوخذة في سفن الغوص فقد ركب مع والده «تباب» وكان يحصل على ما يجده من لؤلؤ صغير داخل المحار. أبوعلي الوسمي رجل عاصر الحياة الكويتية القديمة وبداية النهضة الحديثة وحاليا رجل يستقبل ضيوفه في ديوانه العامر يوميا. الحديث لم ينقطع عن الغوص وخاصة بعدما استراح والده عن العمل فركب مع عمه في سفن الغوص وفي أحد الأيام وبعد ان انتهى الغاصة والسيوب من فلق المحار والنزول الى البحر بدأ أبوعلي بالتفتيش في المحار قبل رميه بالبحر فوجد «بطن» داخل المحارة لم ينتبه لها البحار الذي فلقها ففرح وقال لعمه النوخذة: وجدتها. العم في البداية ساوره الشك ولكن التباب الصغير قال «هذا رزق يا عم من الله» فقبل بكلامه واستفاد من مبلغها. كذلك يحدثنا العم فلاح الوسمي عن قصة الفتاة التي وجدها تبكي ضائعة في البر وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية والقصة إنسانية ومؤثرة، عندما بدأ بالبحث عن أهلها أثناء وجودهم في القطيف في الصحراء لماذا تواجدوا؟ وعندما سلمها لأهلها قال كلمته التي أثرت في نفوس الرجال من أهلها. كل هذه الأمور يرويها لنا العم فلاح الوسمي وكذلك عمله سائقا وفنيا في المواصلات والأشغال وكيف التحق بالأشغال واليومية 10 روبيات، وذلك من خلال تفاصيل اللقاء التالي:





يستهل العم فلاح علي الوسمي كلامه عن الماضي وذكرياته بالحديث عن مولده قائلا: ولدت في الكويت في منطقة البر بين عريفجان وأم الهيمان ونحن بدو نرعى الأغنام وحسب الموسم في القيض (الصيف) أحيانا نمضي الصيف بالفنطاس والشعيبة وأيام الربيع نخرج للبر مع الحلال (الأغنام والجمال).
أدركت الغوص وكنت اعمل في صغري «تباب»، الوالد سافر الى سيلان للبحث عن اللؤلؤ ورجع ومعه رزق من الله وحصل على مبلغ كبير مع مجموعة من العوازم – وبعد عودته استأجر سفينة من المرحوم يوسف عبدالهادي الميلم وكان يذهب بها للغوص مع بحارته، الغوص الكبير أيام الصفري وقفل يرجع الشوعي لصاحبه ويذهب والدي الى البر حيث يملك أغناما وجمالا وينتقل من مكان لآخر وفي موسم الغوص يودع الحلال ويذهب الى الغوص وهكذا كل عام والكثير من العوازم.

استمر الوالد بالذهاب الى الغوص ومعه اخوانه راضي وسالم وحمد ومرشد غاصة وسيوب وفي احدى المرات عمي اسمه المرشد وزوجته بنت عقال واخوها معه غيص وعمي أولاده ثلاثة مرضي وراضي وعيد ويغوصون والغوص رديء والسلفة شديدة وقبل نهاية القفال بنصف شهر وجدفوا عن تناجيف والمشعاب وبعد العشاء واحد قال للوالد يابوحسين، الله ما راح يرزقكم نسيب عمي يقول يا عبدالله الله هو الرازق ما بيدنا شيء الرزق من عند الله وهو المعطي.

قال والله ما هو رازقكم ونحن ملحوقين بالسلفة ارجو انك ترفضني وارجع الى اهلي في الكويت قال الوالد يا عبدالله انت ابن عم ونسيب ان أردت ان تبقى معنا الله.. يحببك وان أردت الرجوع الله يسهل أمرك عبدالله اخذ أغراضه ونزل من السفينة ورجع الى أهله والوالد رجع للغوص بالهيرات صباح اليوم الثاني الوالد رجع للهيرات وبدأ الغاصة يغوصون ولد عمي عيد كان رضيف مع واحد أيضا رضيف ما لهم غيص – صار عيد ينزل للغوص وآخر غطسة بالبحر حصل على محارة كبيرة أعطاها للوالد واحد قال يابوحسين ما تترك عيد يغوص عليه زميله الوالد ما يقدر يحكم على الجزوه – إن كان انتم راضين ما عندي مانع واحد قال: لا اتركه يغوص معاه ونزل مع الغاصة ولأيام قليلة قرب القفال ويفتحون المحارة وفيها حصباه جيدة (دانة) وباع الدانة بمبلغ جيد وحاسب البحارة بمبلغ جيد ويحمي عند (وزار) فرشة على الأرض ووضع المبلغ بداخله من الروبيات أربعة تعاونوا على حمله واشتروا أغناما وبعارين وصار عند كل واحد منهم حلال.

الوالد 30 سنة نوخذة غوص والذي راح صار ملحوق بالماچله (المواد الغذائية).

الوالد تقدم بالعمر وقد سبق انه تزوج أكثر من واحدة وله عم ساكن بالبر والوالد عنده مبلغ كبير بعد ان حصل على الدانة.. فذهب الى عمه وطلب الزواج من احدى بنات العائلة أم البنت قالت للوالد يجب عليك ان تبقى عندنا في البر والوالد عنده بيت يخزن فيه أدوات ومستلزمات الغوص وتسكن فيه امرأة بنت ابن بادي واسمها ليفة، وقال لها يا ليفة لا أريد السكن في مدينة الكويت اريد الخروج الى البر، واهدى البيت حق ليفة بنت بن بادي وفيه أدوات الغوص وخرج للبر وتزوج والدتي وهو بالبر والدتي بنت دغيم الشنيتير من العوازم وأنجب منها ولدا و3 بنات وأنجبتني أمي الولد الثاني عمي صار ولده راضي نوخذة غوص والوالد تقدم بالعمر وترك الغوص وصار يستأجر سفينة عبدالهادي الميلم وانتهى الغوص وراضي ترك الغوص مع ظهور النفط والناس كلها اتجهت للعمل الحكومي.

انتهاء الغوص

عن مرحلة انتهاء الغوص يقول: توفي الوالد والبحر تردى وبدأ النفط في عهد المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله وبعد ذلك بدأ عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله وبدأت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بإعطاء المساعدة لمن لا يعمل من الكبار للواحد 10 روبيات أو 20 روبية واذكر ان أول بئر للنفط كانت في منطقة برقان وبدأ العمل وأدخلوا الوافدين وزاد الخير.

أول عمل «تباب»

ويكمل الوسمي قائلا: بعدما ترك الوالد الغوص وصار ولد عمي نوخذة غوص، صرت معه «تباب» وكنت صغير السن، وكنت أفتش في المحار بعدما يغلقونه، فأحصل ع‍ى صغار «القماش» اللؤلؤ وأبيع بروبيتين، وفي إحدى المرات رحنا السافل، بحر خلف العدان، ونجدف في دارين وفيها عين ماء كبيرة، ويسبح بها الغاصة يغسلون أجسامهم وقد سبحت فيها عدة مرات، وعندما كنا رايحين الى دارين بدأ الغاصة والسيوب يغلقون المحار.

وكنت أتتبعهم بعدما يرمون المحار وإذا زيك البطن في المحارة وآخذها وأروح للنوخذة ولد عمي يوم شافها قال من وين لقيتها؟ فقلت في المحارة، لو ما لقيتها كان رميتوها مع المحار في البحر، لكن الحمد لله وأنا أتتبع وهذه من حظي وبعتها بـ12 روبية والتبابة حصلت ثماني روبيات وكان هذا خير من الله.

وصلنا دارين والرجال اسبحوا وأكلوا من الرطب، الجميع رجع الى الكويت وتركوا البحر والبر، والجميع يشتغل بالوظائف.

العمل بعد البحر

ويتطرق العم فلاح الوسمي الى عمله بعد أن ترك البحر، فيقول: تعرفت على مواطن كويتي رحت معاه الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وتعرفت عليه وصاحب الحملة سليمان الفهد وكان اسمه عبدالرحمن الفلاح ومعه والدته وخالته على سيارتهم وصارت صداقة معه وسألني وين تشتغل؟ عندنا دائرة الاشغال وأي عمل تريده أعطيك إياه. رجعنا من الحج وأذكر أن الطريق الذي سلكناه من الحفر، وفي الاشغال توجد المخازن، فتم تعييني في المخازن، ورحت لجماعة أصدقائي في الشامية وقالوا لا تشتغل إلا بالواسطة ورحت لعبدالرحمن الفلاح وهو في الدكان وسقاني شاي وقهوة واتصل بالتلفون على صالح العمر، وأرسلني له، وقال له من هذا اليوم تحسب يومية لهذا الشاب الكويتي. كنت شابا قويا، وأركض الى وزارة الأشغال العامة وقبل الذهاب رحت للمصور وأخذت صورتين، ورحت للأشغال عند صالح العمر وأعطيته الصور والأوراق، وطلبت المخازن، فقال صعب التعيين فيها، المهم عينت واليومية عشر روبيات، والمسؤول عني محمد بن حجي الشيخة وسجل اليومية بالكرت، وقال أنت حاضر بهذه الملابس؟ غدا احضر بملابس العمل، ورحت عند ربعي وذهبت معهم الى سوق واجف واشتريت ملابس جديدة دشداشتين وطاقيتين واليوم الثاني رحت للعمل والرئيس ياسين مهلهل وتعرفت عليه ومعنا رجل يقال له طليحي وصرت مع ياسين أصدقاء وأكثر واشتغل بالأشغال ومسموح لي الدوام حسب راحتي وأمضيت أربع سنوات وشاهدت السيارات والسواق، فقررت أن أتعلم قيادة السيارة.

قيادة السيارة

ويحكي لنا الوسمي قصة استخراجه لرخصة القيادة وكيف سارت الأمور في الاختبارات، حيث يقول: استخرجت استمارة التعليم من المرور، وذهبت الى سفاح شنوف وتعلمت عنده قيادة السيارة وقدمت للاختبار ونجحت من أول مرة، ولكن ما كان عندي سيارة واليومية في الأشغال عشر روبيات وأخذت يوم أو أكثر وأروح عند كراج العتيبي لتصليح سيارات وأتقابل مع ولد عمي وأسلم عليه، وقال نسجل عند محارب الرشيدي، وكلما نعين واحد يترك العمل، وقال ما تعرف سائق؟ فقلت له أنا سائق ومسك فيني تكفى يا فلان هذه سيارتنا جديدة اشتغل عليها، فقلت الجمعة سأذهب عند أهلي في البر بعد أم الهيمان وعريفجان.

والعصر رجعت لهم عنده أخ اسمه نصار ومؤذن والذي يكلمني اسمه ذيب، قال نصار يا فلان هل قدت سيارة؟ فقلت حصلت على الإجازة (الليسن) وما مسكت سيارة ولا صرت معاون، وحضر أخوه وقال: يا فهيد يقول فلاح ما اشتغل قبل ذلك، قال: يا نصار لو ما أنا طلبت منه ما حضر عندنا وهو ابن عمنا، نبي نعطيه السيارة لو أن يقطعها قطعتين. وكنت أنوي الذهاب ولا أريد أن أشتغل عندهم ونمت عندهم ومن صباح اليوم الثاني ركبت بالسيارة وركب معي والسيارة بوكس وذهبنا الى مكان العمل، وركب معي المساح والعمال وتوجهنا للعمل والساعة الثانية والنصف بدأت بتوزيعهم على أماكنهم والسيارة عندي وذهبت الى موقف السيارات بالسرة، وأخذت ركاب الواحد نصف روبية وعددهم خمسة، وأنزلتهم بالسالمية، ورجعت مرة ثانية ونقلت خمسة ركاب، وعند مسجد الأذينة بالسالمية التاير (العجل) بنشر ولا أعرف تصليحه ورحت لأصحاب السيارة،

وذهب معي نصار واصلحنا اطار السيارة ورحت معهم، وقدمت كيسا فيه نقود وقلنا «هذا لكم من سيارتكم» فقال نصار «هذه الاموال لك» فقلت «هذا المبلغ لكم من سيارتكم» واخذوا الاموال واعطيتهم السيارة وخرجت وتركت العمل واشتريت سيارة واشتغلت عليها تاكسي لنقل الركاب ولكن لم استمر بالتاكسي وانتقلت للعمل في المواصلات «البريد والبرق والهاتف سابقا».

العمل ما بعد التاكسي

بعد ان ترك التاكسي تحول الوسمي الى العمل بالمواصلات وعن ذلك يقول: اشتغلت بالمواصلات فنيا بعد دورة لمدة ستة شهور وكنت اسكن في الفنطاس والراتب خمسة واربعون روبية وذهبت مع بعض الاصدقاء وكان المسؤول عن الدورة مصريا، وبعد ذلك تم توزيعنا كفنيين والمسؤول عن العمل بلغنا أننا لا نقرأ ولا نكتب فقال ارجعوا على مكانكم الاول وذهبنا وعددنا اربعة ناصر ونصار ومرزوق بن حرزان ورضا الى الفحيحيل وقابلنا الدماج العازمي وقال انتم لا تتبعونا عندنا الكيابل وانتم تتبعون التركيبات وتم توزيعنا على المدارس وكنا نأكل ونشرب الشوربة وامضينا ثلاثة شهور بالمدارس ونقبض الراتب ورجعنا للتركيبات في الفنطاس ولمدة شهرين وبعد ذلك يحضر المراقب ويقول انتم غير تابعين لنا ونرجع ونروح عند المصريين الموجودين في الشويخ وقال المسؤول نحولكم الى الاحمدي ونروح وبعدما وصلنا وجدنا بطاريات كبيرة وقابلنا مسؤولا هنديا وقال انتم تنقلون البطاريات فرفضنا وهذا ما هو شغلنا، فقال: اما ان تنقلوا البطاريات او تعودوا لمكانكم، قال نصار وناصر ماضي وآخر سبيعي وعلينا ان نبقى عندهم فقلت لهم اريد الذهاب الى الدائرة والساعة الحادية عشرة ظهرا ركبت مع صديقي وتوجهنا الى الدائرة، وطلبت مقابلة الرئيس وسألت من هو فقالوا هذا احمد السعدون وكان وكيل مساعد في المواصلات الله يجزيه خيرا وسمح لنا بالدخول عليه فقلت تكفى يا احمد وقلت له القصة من اولها الى اليوم الذي نحن عنده فضرب الجرس وحضر احد الموظفين وقال له هذان الرجلان يعملان بالفنطاس الى التقاعد وعلى طول ذهبنا الى مركز الفنطاس وقال المسؤول نعم وامضيت الوقت حتى التقاعد.

هكذا عينت مع الفنيين وخصموا من رواتبنا ولكن بعد شهرين زاد الراتب الضعف عما كان عليه وكل سنة يزيد ويوم التقاعد حصلت على راتب كبير بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي الغاشم.

قصة فتاة ضايعة

كما يحكي لنا العم فلاح الوسمي قصة طريفة يقول فيها: ايام الحرب العالمية الثانية اصبح الاكل قليلا عند الناس ـ وهب علينا الجراد وكنا في البر عند عريفجان وام الهيمان وكنا نبحث عن التمر ولم نجده وكان معي صديق وحضر عندنا صديق من اهل القطيف بالسعودية قال ان الملك عبدالعزيز بن سعود قال ان ابوالعينين في الجبيل يبيع تمورا وركبنا الجمال وتوجهنا الى القطيف وشاهدنا الناس متجمهرة بجمالها والاعداد كبيرة ما نشوف الارض وكل واحد معه ثمانين بعيرا لنقل التمور نوخنا الجمال وصديقنا قال انا اعرف واحدا يقال له «طير شلوى» واسمه محمد وقالوا على الجميع ان يذهبوا الى القطيف فيها التمور، وانتقلنا من الجبيل الى القطيف وطير شلوى عنده دكان ونحن جائعون نبحث عن الاكل، وشاهدت قصر الشويعر قصر الامارة وقال محمد اخاف ان يغلق دكاني واريد الذهاب الى اهلي قبل الليل، واحضر منهم تمرا حتى لا احد يشوفني اني ابيع بالدكان تمرا وقلت اريد ان اذهب لشراء لحم من السوق وكان معي غنيم وما كنا نستطيع المشي من اعداد الناس والجمال وفي الليل جهزنا الاكل في مكان اسمه الرياس بين القطيف والعينين وكنت مع صديقي على الجمال، المهم تعشينا وسرينا وفي مكان يقال له البدراني نوخنا الجمال وصباح اليوم الثاني شاهدت رجلا «شايب» من الدواسر وله معرفة معي وقال اريد ان ابقى معكم، ورحبنا به وقال روحوا الى القطيف عند البقعاوي يسجلكم حتى تحصلوا على التمر بالدور والاسم، وفي الصباح رحنا عند البقعاوي وقبل المغرب رحنا السوق واشترينا العشاء وخرجنا راكبين الجمال وبعد العشاء وبعد اربعة ايام لم يناد علينا فدخلنا دربنا الثاني وجلسنا عند الدكان وآخر النهار نشتري العشاء ونرجع لمكاننا، عندنا حواجة تبيع اغراضا، داخل شبرة وفي ذلك اليوم ذهبنا للدكان واشتريت العشاء وشاهدت عندها بنتا كبيرة ومررت عليها اثناء ذهابنا الى الدكان رجعنا على نفس الطريق والحواجة مغلقة شبرتها والبنت واقفة تنتظر، شافتنا وكنت لابس بشت وامسكت بالبشت وسحبتني وهي تبكي، قلت يا بنت من اي قبيلة وين اهلك؟ وهي تبكي عشر دقائق لم ترد علينا فقط تبكي واذا برجلين قادمين كبار السن سألاها وقالا لها هؤلاء عوازم وانت من قبيلة أخرى فقالت مابي هؤلاء الرجال وهي ماسكة في البشت، وقالت انا ضايعة فقلت لها ابشري بأهلك ناخذك عندهم او نسلمك للمسؤولين وهي مستمرة بالبكاء نوخنا البعارين وكنت مع غنيم نقطع اللحم للعشاء فقال واحد يا فلاح الصلاة وبعد السلام قالت البنت يا فلاح تعال وقالت ان ما لقيت اهلي اموت فقلت لها تتعشي الليلة ونبحث عن اهلك وسبب وجود البنت عند الحواجة ان اهلها تركوها امانة عندها لكن صار الليل واغلقت المحل وراحت لبيتنا فبقيت البنت لحالها تبكي.

وفي صباح اليوم الثاني بعد صلاة الفجر اخذتها لابحث عن اهلها وانادي يا محمد وكل واحد لسنا بربعك وشفت بعارين من بعيد وذهبت اليها وجلست عندهم وعرفت واحد منهم اسمه راشد فقال يا فلاح البدراني مكان كبير والناس كثيرون فقال شوف هناك ضوان ما فيه شيء وروح للنقا وفيها عشر خبزات ورحت معاها وعند النقا شفت النقود وشفنا ربعها، اهلها وشفت ولد صغير جالس وعرفته وقلت له اهلك غير موجودين، فقال تركوني وراحوا يبحثون عن البنت، شوف اذا حضروا جماعتك قول لهم الرجل الذي احضر البنت يقول «سود الله وجيهكم» وارجع عائدا الى ربعي واذا الفجر يؤذن للصلاة صليت الفجر مع جماعتي وعملنا القهوة وشربناها ودخلنا على السوق في القطيف والناس وامامنا ست رجال والبنت تشير علينا تقول هذاك رفجنا اللي احضرني واقبلوا علي ويقبلون راسي ويشكرونني، قالوا يا فلان انت قلت عنا الكلام، نحن يا طويل العمر امناها عند الحواجة وذهبنا الى المكتب نسجل اسماءنا فطال الوقت علينا والحواجة اغلقت المحل، وصلنا وقلنا يمكن انها ضاعت بين النخيل والله كنا نركض ونبحث عنها والآن سامحنا يا رجل وشكرا لك على ما فعلته واليوم انت معزوم عندنا وقلت انتم مشكورون دون عزيمة وعندما رجعنا للمكتب اول من نادوا علينا من بين جميع الناس وحملنا تمرنا ورجعنا الى اهلنا.

الطرثوث والفقع والجراد

وعن لمحات من حياة البر يقول الوسمي: اذا بدأ فصل الشتاء فمنذ الايام الاولى نخرج الى البر والطرثوث ينبت على صوت الرعد وينبت في الطين واذا نزل المطر يمكن يكون داخل العرفج المر الموجود في الطين وهو للمعدة احسن دواء، واما الفقع فلا يظهر الا اذا نزل المطر في الوسم في وقته والارض التي ينزل فيها المطر بقوة ينبت فيها الفقع وهو نوعان زبيدي واخلاص يطبخ ويشوى ومع اللحم والعيش، والفقع كثير وبعد ذلك كنا نجمع الجراد ونطبخه ونأكله وهو نوعان مكنة وعصفور وهو الذكر وفي احدى السنوات الجراد غطى الشجر وكنت ارعى الغنم وجمعنا الكثير وبلغت الاهل ترى شرق بيوتنا يوجد جراد وخرجوا وذهبوا لجمع الجراد خرجت مع اختي ومعنا خياش ملأناها جراد وكذلك جيراننا وبعد فترة كانوا ينادون علينا جمعتوا والا نعاونكم ـ حملنا خياش الجراد الى اهلنا والفجر ايضا قبل الشروق جمعنا كمية كبيرة، الجراد اذا اشرقت الشمس يطير وينزل بالليل وجمعنا جراد المكن وطبخناه واكلنا ونشرناه بالشمس كان المطر غزيرا قديما دون الصبيحية والقرين وام الهجان والعريفجان والصبيحية فيها مزارع العوازم وكذلك الجعيلان والناي النساء تصنع بيت الشعر والرجال لا يصنعون ويصنع من الصوف الذي يغزلونه من صوف الغنم، وكان الوالد عنده بيت الشعر يتكون من ثلاث قطبان واحد للوالد والوالدة وآخر للاولاد والثالث للاغنام وعند بيت الشعر مجلس للضيوف ويوضع بعيدا عن بيت الحرم.

الحريم كان عيبا ان تخرج دائما، ما تظهر الا لعملها.

السفر في حياتي

للسفر اهمية كبيرة عند ضيفنا وعن ذلك يقول: سافرت الى اميركا والى الهند وبانكوك وبريطانيا والمانيا للسياحة والفحص وأحب وأعشق امارة دبي الى الآن اسافر ارتاح هناك، كان رجل من اهل دبي يعيش عندنا في الفنطاس وهو صديق لي ويوما من الايام اعطيته سيارة يعمل عليها بنقل الركاب منذ سنوات وكنت اشتغل في المواصلات وعندي سيارتان وهو الذي اختار السيارة واشتغل عليها وكلما حصل مبلغا أعطاني اياه واعطيه معاشا قال يوما من الايام: اريد الزواج، وقال: اريد انك تبيعني السيارة وهو الذي يدفع القسط وانتهت الاقساط ـ وحصل على الجنسية الاماراتية وزوجته واولاده ـ وأتصل عليه وانا في دبي لينقلني الى اي مكان اريد الذهاب إليه، واذا سافرت الى دبي اذهب الى برج خليفة لمشاهدته واذهب الى سيتي سنتر وشاهدت صالة التزلج على الثلوج في احد المولات واذهب الى المعهد الصيني للتدليك واسكن في فندق مقابل البحر في الطابق السابع والثلاثين واسبح في حمام السباحة.

النسب

عن شجرة نسبه يقول العم فلاح الوسمي: نحن من قبيلة العوازم من القوعة وقياض وهم والقوعة ثلاث فخوذ: الهذالين، البريكات والشقفة، انا من الشقفة من قوم بن حجرف وابن عبيد.

عدد المشـاهدات: 4302


 
حجم الخط
275881-600p8-9.jpg

الحاج عبدالرحمن حمد الناصر (أنور الكندري)
275881-900p8-9.jpg

عبدالرحمن الناصر متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
275881-700p8-9.jpg

منصور الهاجري وعبدالرحمن الناصر وحفيده عبدالعزيز
275881-800p8-9.jpg

عبدالرحمن الناصر عام 1960
275881-1000p8-9.jpg

عبدالرحمن الناصر عام 1970
275881-002.jpg

عبدالرحمن الناصر وحفيده
275881-006.jpg

.. وأخرى إلى بريطانيا
275881-007.jpg

تأشيرة سفر لعبد الرحمن الناصر إلى تايلند
275881-005.jpg

صورة زنكوكرافية عن جواز سفر عبد الرحمن الناصر
275881-001.jpg

ورخصة سيارة صادرة عام 1984
275881-003.jpg

رخصة قيادة عامة
275881-200p8-9.jpg

نقل المياه على الحمير قديما
275881-500p8-9.jpg

.. وعملية توزيع الماء على البيوت
275881-300p8-9.jpg

استخراج الماء من أحد الجلبان
275881-400p8-9.jpg

سور الكويت قديما
275881-100p8-9.jpg

استخراج الماء من أحد الجلبان


  • عام 1954 هطلت في الكويت أمطار غزيرة هدمت بعض البيوت وأوقعت أسلاك الكهرباء على الأرض ونقل أصحاب المنازل المهدومة إلى المدارس
  • أذكر أيام الحرب العالمية الثانية عندما انقطعت المواد عن الكويت وكنا نستورد الأقمشة من الهند
  • أيام الطفولة والشباب كنا نلبس المريكن والبويلين وكبار الشخصيات والميسورون كانوا يرتدون اللاس
  • عملت سائقاً لمدة 5 سنوات في «الكهرباء» واشتريت سيارة «بوكس» لنقل الركاب من الصفاة إلى الفروانية وخيطان
  • الجص في الماضي كان بديل الأصباغ الحالية للحوائط والمجاص كانت في آخر المرقاب مكان ضاحية عبدالله السالم حالياً
  • كنا نبني البيوت من الطوب اللبن ولا نستخدم الأسمنت لأنه يسقط من فوق الطين والبيوت الواقعة على السيف تبنى من الأحجار
  • عينت موظفاً في أملاك الدولة مراقباً على الصلبوخ والرمل والسيارات التي تنقل للأعمال الحكومية براتب 420 روبية
  • لدى توزيع الماء على العملاء كنا نضع خطاً على الحائط بعد الانتهاء من كل درب وبذلك نحدد مرات نقل الماء ونتمكن من الحساب
  • ساحة الصفاة كانت سوقاً كبيراً لبيع منتجات الأغنام وأهل البادية كانوا يحضرون معهم أيام الربيع الجراد والفقع والأقط
  • التحقت بمدرسة ملا مرشد يومين فقط ثم اشترى لي والدي حماراً وقرباً لأعمل في نقل الماء من السفن الشراعية
  • البلدية قديماً كانت تجمع القمامة بعربانة يجرها حمار وكان يتم رمي «الخمام» في حفرة خلف ساحة الصفاة
  • عملت في صناعة الجص حتى بداية استيراد «الجبس» عام 1949
  • في أيام الحرب الكبرى كنا نضطر لطحن «الملبس» حتى نستخدمه كسكر
منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع مواطن كويتي ولد في المرقاب ومن يعرف المرقاب يعرف ان سكانها من المواطنين الذين يعملون بأيديهم ولهم حرفهم التي يشتغلونها. ضيفنا عبدالرحمن حمد الناصر من مواليد المرقاب عام 1930، وقد أدرك الصناعات اليدوية وكان والده من ذلك الجيل الجميل.. في ذلك الزمن كان والده صاحب ديوانية وكان الرجال رواد الديوانية في فصل الشتاء يلعبون المجيبس، (فما هو المجيبس؟)، وشاهد الرجل يلبس المزوية أيام البرد (فما هي المزوية؟). يذكر أن البنائين من أهل المرقاب والجصاصة والحمارة وكثيرا من المهن التي امتهنها والده وأبناء جيله رجال المرقاب كانوا محل أنظار أهل الكويت لما يمتازون به من أعمال. يحدثنا عبدالرحمن الناصر عن عمله بالمجاص وكيفية صناعة الجص وبعد ذلك عن عمله بنقل المياه من سفن المياه على الحمير، ويروي قصة ان الحمّار كان يعمل خطوط على الحائط، وما هو الوجر وما هي الكارة ومعنى المن والمنين، أسماء كانت تستخدم للدلالة على شيء ملموس وما هو أَلْقَفَافْ؟ كما يتحدث عن تأسيسه 3 حفر لصناعة الجص. ضيفنا تعلم قيادة السيارة عام 1949 واشتغل بسيارة تاكسي. قصص واحداث يسردها ضيفنا عن العمل الحكومي حيث اشتغل بالنفط والأشغال والتجارة، وبعد التقاعد اشتغل في بيع وشراء العقار ثم تركه. ويحدثنا عن عمل والده دلال بعارين وفي الغوص، ويوم أكل في رمضان وهو صائم ماذا قالت له الوالدة.. بالاضافة الى الكثير من الاحداث، فإلى التفاصيل:

في بداية حديث ضيفنا عبدالرحمن محمد الناصر عن الماضي يتكلم عن مولده وأيام طفولته فيقول: ولدت في الكويت بالمرقاب عام 1930 بجوار بيت الريش والمرقاب بمعنى المكان المرتفع وكانوا قديما يشاهدون منطقة البرمنة أي انه كانت تتم من خلاله المراقبة، كان الوالد عنده ديوانية جزء من البيت وكنا نحن الشباب نجلس فيها في أوقات عدم وجود الرجال، وكان اخواي سالم وابراهيم أيضا يجلسان في الديوانية، اذكر ذلك عام 1948 وكانوا يلعبون المحيبس على حلوى أو رهش مع الخبز، والمحيبس لعبة تتكون من 6 أفراد وعندهم المحبس وهو الخاتم ويتقابل الفريقان وبينهم رجل بيده المحبس ويخفيه بطريقته الخاصة عن الفريق، ويبدأ واحد من الفريقين ويقول هالعظم (بهالعظم بس) العب على فلان يعني ان المحيبس عند الرجل واذا فشل يعني الخاتم واحد من الفريق الثاني يبدأ اللعب بنفس الطريقة الذي يجد عنده المحيبس يفوز ويكسب الأكل ويقدم من الفريق المغلوب وهكذا، وأيضا كانوا يلعبون الكوت واللعب بليالي الشتاء وكل واحد يحضر لابس المزوية الثقيلة من شدة البرد في تلك السنوات، والمزوية تصنع من شعر الأغنام، ويصنعها الحساوية وهم حاكة ويصنعون مزراك حايك وهذا يضرب مثلا على الرجل السريع (والمزراك) لخياطة المزوية من خيوط شعر الغنم والحساوية في منطقة الصوابر وسكة الصوف يبيعون فيها الصوف المغزول أو صوف غير مغزول والنساء تبيعه، واذكر أيام الحرب العالمية الثانية عندما انقطعت عنا المواد والكويتيون يستوردون الأقمشة كلها من الهند والمثل الكويتي «الهند عندك لو قل ما عندك» بمعنى ان الهند تصدر كل ما تحتاج له الكويت من مواد غذائية وملابس وكماليات.

بعض النساء الفقيرات يأخذن الخيشة الخفيفة ويصبغنها بمواد ويصنعن منها عباءة. ونحن كنا نلبس المريكن والنيسو والبوبلين وأما اللاس علامة الغزالتين لكبار الشخصيات والميسورين ماديا، وكان البعض يطحن الملبس كسكر وتم استيراد (أبقر) سكر أصفر اللون – أثناء الحرب العالمية الثانية بدأت شركة التموين توزيع المواد على المواطنين بالبطاقة واذكر بيت الوالد فيه غرفتان وبعد ذلك الوالد واخواني ونخبة من أبناء الفريج بنى الوالد غرفتين زيادة – الغرف تبنى من تبن الطين والاستاذ يردد (هيا هلما طاول) وما كنا نستخدم الاسمنت لأن بناءه فوق الطين يسقط، أما الصخور فتستخدم في بناء البيوت الواقعة مقابل السيف (البحر) واذكر البناءين في المرقاب ناصر المعتوق والفايز.

كما اذكر زملائي عيسي البشر والقعود وعبدالعزيز النايف وعبدالعزيز الريس وعبدالعزيز المنصور نلعب غزالة وهول وچعاب ولعب أخرى.

المجاص والجص

يتحول الناصر للحديث عن صناعة الجص التي كانت سارية كمرحلة لاحقة من بناء البيوت وعن ذلك يقول: المجاص مكان لصناعة الجص الأبيض يقع خلف أو أواخر المرقاب (حاليا ضاحية عبدالله السالم) والبداية تحرق الأرض بالسعف والمخلفات تبقي النار مشتعلة لمدة أسبوع وعرض المجصة 7 أمتار × 7 أمتار وعليها سماد وبعدما تخمد النار يبدأ أصحاب المجصة بكشف الرماد وعنده مفضة من الخشب يضرب الأرض حتى تلين وبعد ذلك يضرب الصخين (الفاس) ويخرج الجص وينخله ويستخرج الناعم وينقل بواسطة الحمير للعمال ويستخدم الجص لمسح الغرف من الداخل بدلا من الأصباغ حاليا وغرف المعاريس تزين بمسحها بالجص.

سوق الغنم

وعن سوق الاغنام والحيوانات والطيور، يقول الناصر: أول سوق للأغنام عند سوق واجف قديما عند الدهلة وبيع الحمام والدجاج بعد ذلك نقل عند المسيل، وبعد ذلك نقل سوق الغنم خلف البلدية القديمة وبعد سنوات نقل سوق بيع الاغنام والجمال والبقر في الساحة بين المقبر وقصر نايف حتى تم نقله الى منطقة الري، وكان في المنطقة البلدية والسجن القديم والمقصب والبرقية وساحة الصفاة فيها منتجات الاغنام تأتي من البادية والعماريات.

كان أهل البادية أيام الربيع يحضرون معهم الجراد والفقع والأقط والچرثي والصوف ويبيعون بسوق الغنم أو في ساحة الصفاة أيضا الحطب، كانت الامطار غزيرة، الجراد فيه دواء لأنه يأكل من كل الشجر ففيه دواء.

والبلدية تجمع القمامة بالعربانة التي يجرها الحمار، القمامة نقول الخمام ويرميه بالحفرة، وخلف ساحة الصفاة توجد حفرة يرمى فيها «الخمام».

وفي المرقاب حفرة الفريج وحفرة دغيم بفريج العواصم، والاصل لجمع مياه الامطار وفي عام 1954 سقطت أمطار غزيرة هدمت بعض البيوت وأسلاك الكهرباء سقطت على الأرض ومن هدمت بيوتهم نقلوا الى المدارس وبعض البيوت فيها برك ماء بعدما وصل الاسمنت الى الكويت.

حياة الوالد

ينتقل الناصر بعد ذلك الى الحديث عن والده وحياته وعمله قائلا:

كان والدي يعمل دلالا على الجمال في ساحة الصفاة مقابل قصر نايف، وفي اليوم كان يحصل على ثلاث روبيات وكنت مع اخواني صغارا، لكن الوالدة رحمها الله كانت تساعده على البيت في بعض الأعمال المنزلية وتبيعها.

والدتي أم سالم كان أهل المرقاب يطلقون علينا لقب «لِحْمِدَهْ» يحمدون الوالد ولا يعرفونه إلا بهذا الاسم ـ وأما اسمنا الصحيح الناصر، وكان سعر الجمل بحدود مائتي روبية أو مائة وخمسين روبية، ويحضرونه أهل البادية من الصحراء، وأذكر أبوثلاج كان يعمل دلالا مع الوالد وكانا يخرجان خلف سور الكويت ويشاهدان البحر ويتحريان دخول الجمال وأول وصولهم يتقدمون لهم ويأخذون الجمال المراد بيعها وكانا يقفان على نفود يطلق عليه «المريقيب».

وكان الوالد عنده حصان يستخدمه للتنقل والحراج منذ الصباح حيث يتواجد الرجال، بعض الجمال للذبح والبعض (الجماميل) يستخدمونها لنقل العرفج من البر الى السوق. فكان الوالد هذا عمله الرئيسي «الدلالة».

كان المرحوم الشيخ صباح الناصر عنده جمال كثيرة وعنده اثنان من المواطنين سبيتي والرجيبة كانا يبيعان له بالسوق، وهو من كبار تجار الابل، وكان عنده حوطة كبيرة مبنية من العروق فيها الجمال وعندما كنت ألعب أيام كنا صغارا تعلمت الكاري (الدراجة) وسقطت على الأرض أثناء التعلم على قيادتها.

التعليم والعمل

كان مشوار ضيفنا في طريق التعلم قصيرا جدا، يروي لنا عن ذلك فيقول: فقط يومان التحقت في مدرسة ملا مرشد بالمرقاب، ولأن الوالد كان مريضا قال لا تذهب الى المدرسة، والوالد اشترى لي حمارا وقربا وباشرت العمل بنقل الماء على ظهر الحمير من السفن الشراعية، وأبيع على البيوت وأحيانا أروي من الجلبان من الشامية وماء الشط أغلى سعرا من ماء الجلبان وأنظف ويستخدم للشاي، وماء الجليب يغير لون الشاي، وأنقل الماء يوميا بين ستة الى سبعة دروب، وكل حمار على ظهره ثلاث قرب.

وعندي عملاء وكل درب نشخط بالحائط خطا، يعني درب واحد، وكل ما تجمعت الخطوط نطلب الحساب من العميل صاحب البيت، وبعد ذلك تم بناء البرك، فصرت أنقل الماء منها، خاصة من بركة فريج غنيم وبركة ثانية نقعة الشملان بالشرق، ونقعة ثنيان بالقبلة، وكان عندي عملاء وأدور بالسكك وأنادي شوط شوط، وأبيع عليهم والعملاء أذكر منهم والد غانم الصالح وبعض بيوت العملاء هم اللي نشخط لهم على الحائط والطوفة لابد أن تكون من الجص لكي يظهر الخط أو الشخط، وغالبية الذين يعملون بنقل الماء لا يقرأون ولا يكتبون الشخط بالمسمار أو بالمشعاب، وهو العصا التي يحملها ناقل الماء.

وكلما تجمعت الارقام نطلب الفلوس منهم، ناس عندهم يعطونك وناس يؤجلون الدفع وآخرون امتنع عن توصيل الماء لهم إلا بعد الدفع، والسبب في عدم الدفع هو قلة المال وليس التلاعب، لأننا قديما ما عندنا التلاعب، بل عندنا الإخلاص والوفاء، ولكن قلة المال تمنع الدفع.

كنا جيرانا نتواصل مع بعضنا البعض ومن خلال القرية ندخل على بعض، النساء مع النساء والرجال مع الرجال، والجميع يتعاملون كاخوة وأسرة واحدة، وفي كل بيت جليب، والماء الحلو للشرب والطبخ، أذكر أيام رمضان تنزل الرقية بالجليب لكي تبرد.

المجاص

بعد فترة من العمل في نقل المياه، تحول الناصر للعمل في مجال صناعة الجص، وعن ذلك يقول:

بعد العمل في نقل الماء اتجهت لصناعة الجص ونقله وبيعه، أسست أو أنشأت مجصة ومعي أخي ابراهيم وسالم كان يشتغل عند أصحاب الحمير عند الريش والفضل الحمودي وصالح بن ركف الحفيتي والجطيلي والمويزري والدغيم والحمدة، المهم اشتريت ثلاثة حمير والوالد كان موجودا.

توجهت الى المجاص وبدأت بالمجصة وأشعلت النار على الأرض بالسعف والحطب والمخلفات، وبدأت أبيع ويساعدني أخي ابراهيم، ونبيع على التجار، وذلك أواخر الأربعينيات، وأذكر أن يوسف بهبهاني كان يحضر عندنا ويشتري الجص وآخرون من التجار.

وكان عندهم بيوت الوطية، وكان يمسح الغرف من الداخل بالجص ونبيع بالكارة والحمار عليه وجرين والواحد منِّين ونصف الكارة اربعين (مَن) والوج منَّين ونصف.

المشتري مثلا يطلب ربع كارة الجص الابيض للغرفة، لأن الجص البكر لونه يميل للاحمرار وشنو والثالث أبيض وهو آخر حفرة، ولكن نحرق الأرض مرة ثانية، فيكون الجص أبيض ولا نعمق بالارض مثلا نقول «قفاف» والرابع عجوز وهو نهاية أخذ الجص، وكل مجصة أربع مرات نحرقها (نِشِبْها) الغرفة المخصصة للزواج الرجل يمسحها جص أبيض للدروند نستعمل أول بطن للجص وأسست ثلاث حفر مجصات.

وأشتري السعف بالكارة من الفرضة ننقله على العربانة تجرها الحمير، نصف السعف على طوله وعليه المخلفات (الخمام) ونشب المجصة لمدة أربعة أو خمسة أيام.

وأهل المرقاب لا يصلهم الدخان ومقابل المرقاب المطار.

انتهيت من صناعة الجص بداية استيراد الجص الأبيض = الجبس والبداية، اواخر عام 1949.

قيادة السيارة

أما عن تعلم قيادة السيارات، فيقول الناصر:

تعلمت قيادة السيارة عند المعلم سفاح شنوف وقبل ذلك عند محارب وقبله سيد عبدالوهاب، وذلك عام 1950 ولحبي كان يقوم بدور المختبر وركبت السيارة من ساحة الصفاة الى بوابة الجهراء ورجعت بنفس الطريق، وأثناء قيادتي للسيارة للاختبار كان يقول قف ولف، ولا أسمع كلامه لأنه يريد مني الخطأ، فقلت لا أقف مكان الممنوع، وسقطت أول مرة لأني أسرعت وأعطاني فترة أخرى لمدة شهر واختبرني سيد عبدالوهاب وأخذت الليسن (الاجازة).

البداية اشتغلت في الكهرباء سائقا، لمدة خمس سنوات، واشتريت سيارة بوكس واشتغلت عليها لنقل الركاب من الصفاة الى الفروانية، ومنها الى خيطان وداخل المدينة (الديرة) وفي أحد الأيام ركبت معي مدرسة من المدرسة القبلية الى بيوت المدرسين في الشرق وأوصلنا وانتظرت ورجعت بها الى المدرسة القبلية، وأعطتني 5 روبيات.

وتوجد مشاكل أحيانا في نقل الركاب عن الدفع، ومما أذكر أكبر مشكلة تلك التي حصلت لخالد العمر حضور رجل غير كويتي الى السرة موقف سيارات التاكسي وركب معه على ان يوصله الى الشامية خلف بوابة السور وهناك الرجل الغريب معه حبل ورماه على رقبة خالد العمر الا انه تغلب على الراكب بعد ان ضرب خالد العمر وأصابه بالسكين وخالد العمر رجل قوي كتف وربط الراكب ورماه بصندوق السيارة (الدبّة) وسلمه للشرطة ونقل خالد الى المستشفى حتي تم علاجه.

جميع سواق التاكسي اجتمعنا وعملنا حفلة لخالد العمر خلف بوابة الشامية هذا الحادث الذي مطلع الخمسينيات.

وكان خالد رجلا قويا استطاع ان يتغلب عليه وبعد سنوات خالد العمر عين مديرا لكراج الأشغال العامة بذلك الوقت كنت سائق تاكسي.

استفدت من السيارة التاكسي وكنت احصل على 100 روبية وكنا نسكن خيطان بعد التاكسي.

العمل الحكومي

وعن العمل الحكومي يقول الناصر: عينت موظفا في أملاك الدولة مراقبا على الصلبوخ والرمل وعلى السيارات التي تنقل للأعمال الحكومية والصلبوخ كان ينقل من الليّاح خلف المطلاع – المقاول يحفر الأرض ويخرج الصلبوخ من باطن الأرض المحددة للحفر بـ 4 أمتار والمساحة 3 آلاف متر مربع والراتب 24 روبية. وفي هذه الفترة كنت اسكن مع الوالد، واشتريت بيتا بالأقساط وبعد ذلك انتقلت الى وزارة التجارة مراقبا وبعد 3 سنوات انتقلت بالانتداب الى وزارة النفط وكنا 5 مواطنين عبدالعزيز اللهو مراقب على المراقبين وبوكرم وبوحواس وخليفة هؤلاء كانوا بالتجارة أمضيت سنوات بالنفط ثم رجعت الى التجارة ومنها تقاعدت عن العمل وذلك عام 1987.

بيع وشراء العقارات

بعد دخوله مرحلة التقاعد تحول الناصر الى العمل في مجال العقار والبيع والشراء وعن ذلك يقول: بعد التقاعد دخلت سوق العقار أبيع واشتري بيوتا وأراضي واستمررت بالعمل والوالد توفي والوالدة من بعده 1970، فصرت اعمل بنفسي ومع زوجتي وأولادي، شاركت أحد الأصدقاء واشترينا بيتا في خيطان وبعناه بسعر جيد واشترينا بيتا عربيا آخر واستمررت لعدة سنوات بسبب المشاكل وكنت أتعامل مع محمد الفريج.

ومما اذكر اني اشتريت من مواطن وأعطيته العربون 7 آلاف دينار وبقي 37 ألفا والدلال محمد الفريج البائع أنكر انه تسلم العربون فراح له محمد وأخرجنا له الدفتر واذا هو مستلم العربون فقال نسيت سامحوني فدفتر الدلال وثيقة تثبت ما بين البائع والمشتري الرجل غير متكامل صحيا.

المهم سجلنا البيت باسمي ولهذه المشاكل تركت العمل العقاري وتوقفت.

بعد ذلك رجعت للعمل في الوزارة مرة ثانية للنفط وبعد ذلك تقاعدت مرة ثانية لكن شيئا لم أنتبه له وهو اني تقاعدت بعدما بدأ الأولاد بالوظيفة فكل ولد يعمل يخصم من راتبي علاوة الولد.

ممارسات في الحياة

اشتغلت عند الغانم أيام سيارات المكات كنا ننقل براميل النفط وأثناء صف البراميل كنت واقفا فقام أحد العمال برفع البرميل فانكسرت رجلي ونمت في المستشفى في الأحمدي وعندما كنت نائما صاح الصيني صافرة العمل فخرج العمال يركضون وركضت خلفهم ورجلي مكسورة سألت أحد العمال فقال هذا للعمال فرجعت الى سريري. وهناك موقف آخر عندما كنت اشتغل في نقل الرمل منذ الفجر اللي ما يلحق لا يسجل نقول: ريكي صاع من دوره،

ضاع الويك من دوره،

بن حيدر غلق دفتره

وكنت صغير السن وأبو راضي المشرف عيني مع ولده ننقل تمر من الفرضة الى الشويخ لغداء العمال كل يوم هكذا على الحمار.

وعندنا بعض العمال، وخاصة الذين يحضرون من البادية ما يستطيعون إكمال وإتمام اليوم، فيتركون العمل من منتصف النهار.

يقول: يا موقعه عند الحضر

لما تفيق الظهر

استمررت بالعمل لمدة سنة واحدة والأجرة أربع آنات.

صرت حطابا أبحث عن الحطب في البر عند المعترضة هناك عرفج ومعي أخي والمرحوم عبدالله الحبيتر، وكان عندنا حمير ننقل عليها العرفج ونحصل على الجراد والفقع، أذكر صدنا ضبا وذبحناه وطبخناه مع المرقوق نحن الثلاثة صدنا الضب في الخية بالخيط الحيصي وكان ضبا كبيرا وجلده يصنع منه عكة للدهن، وكان معنا صالح الشديد وكان يعرف الطبخ وتجمعنا حول المرقوق بالضب.

وكنا نصيد حمام بر وداج ونذبح ونشوي ونمضي حتى ينتهي الربيع، وفي إحدى السنوات شفت الدباء كل العشب ورجعنا للكويت نروح للحطب ونجمع ونرجع للبيع، وكان عندنا ثلاثة حمير ننقل عليها الحطب.

عمل الوالد

يتطرق الناصر بعد ذلك الى جزئية عمل الوالد «غيص» فيقول:

كان والدي قبل بيع وشراء البعارين كان يعمل «غيص» على ظهر سفن الغوص مع النواخذة، وبعدما انتهى الغوص، الوالد اشتغل دلال بعارين.

حج الوالدة

وعن حج والدته يقول: والدتي ذهبت للحج مع حملة عبدالمحسن بوخميرة صاحب حملة حج، ويديرها خالي ناصر الزيد والوالدة راحت معهم للحج ودفعت 40 روبية، أختي متزوجة من ناصر الصميعي، وهو ساكن في الشعيبة، أختي قالت من يبشرني بوصول والدتي من الحج أعطيه عشر روبيات، وصلت الوالدة وعشر روبيات مبلغ كبير في ذلك الوقت.

ركبت سيارة ونزلت بالاحمدي ومنها الى الشعيبة أركض طوال الليل والخوف من حولي أخاف من الكلاب، وربما الذئاب المهم عند أخي في الشعيبة ونمت عندها وبلغتها بوصول الوالدة ومن الصباح ركبنا سيارة لوري ورجعنا الى الكويت وأعطتني عشر روبيات والى الأحمدي ومنها الى الكويت وأختي عندها أولاد سالم وعبدالله وصالح وثلاث بنات وتوفيت أختي في خيطان.

عزيمة الوالد

يحكي لنا ضيفنا موقفا طريفا حدث له مع الوالد عندما عزم بعض الناس وهو صغير، حيث يقول:

حضر الى الكويت بعض أصدقاء الوالد من البر ودعاهم على الغداء، والدهم اسمه فرحان وسيف ومفلح وعمهم أبوسعد وكان يسكن السالمية في بيت شعر، أبوسعد عنده حظرة، صار وقت الغداء وجلس الرجال والوالد وجلست معهم والجميع يأكل، شبعت وقلت أنا شبعت هل أنتم تأكلون، عندها الوالد خجل من كلامي.

عيب عند الرجال هذا الكلام كان قصدي اذا انتهوا من الأكل أريد حمل الصينية من أمامهم، كان عمري عندها ست سنوات.

قصة التاكسي

يحكي لنا العم عبدالرحمن الناصر قصة حدثت له أيام عمله سائقا للتاكسي، فيقول:

أثناء عملي بالتاكسي حضر الى الموقف رجل انجليزي وطلب مني توصيله الى الاحمدي وفي المساء وطريق المقوع طريق واحد ذهاب وإياب، وأخذت نسيبي معي خوفا من الانجليزي وصلنا ونزل وأعطاني الاجرة ودعانا للعشاء ودخلنا معه ووضع أمامنا الممنوعات، فرفضت مع نسيبي، فقام من مكانه وقدم لنا الشاي والبسكوت، وكانت الأجرة خمس روبيات.

صديق لنا حكى لنا قصته مع الانجليزي الذي يعمل معه، قال الانجليزي انه ينوي السفر ودعاه للعشاء، وأثناء ذهابه للعزيمة صادف أحد الاصدقاء، فأخذه معه وصل الاثنان وخرج لهم الانجليزي وشاف اثنين، فقال الانجليزي أنا دعيت واحد وليس اثنين، فالضيف دخل والصديق رجع.

شهر رمضان

عن ذكرياته حول شهر رمضان يقول الناصر: بدأت صيام رمضان وعمري فوق الـ 10 سنوات وكان الصيف حارا جدا ومع ذلك لم أفطر. واصلت الصيام واذكر أيام رمضان والجو الحار والرقي في الجليب بالزبيل وقبل المغرب نخرج الرقية باردة مثلجة واذكر يوما من أيام رمضان أكلت حبة بيضاء وقلت للوالدة فقالت واصل صيامك واستمررت في الصوم وفي رمضان كنت اشارك الأطفال في القرقيعان كل واحد معه كيس معلق برقبته ومن يحصل على القرقيعان من الأطفال يحتفظون به للعيد ويأكلون منه وكنا نؤدي رقصا فلكلوريا والبعض يلبس ملابس الغوص ذات اللون الأسود، ولكن بالأخير الكبار دخلوا القرقيعان وكانوا يأخذون من الصغار وتحصل مشاجرات ومنعوا القرقيعان عام 1956م.

وكنا نذهب الى المرقاب الى الحي القبلي للقرقيعان والكبار استخدموا الحمار بنقل خيشة القرقيعان وبعد عام المنع انتهى القرقيعان للكبار.

حاليا اختلف القرقيعان، صار الأولاد الصغار مع الخدامات «يقرقعون».. كان الكبار يلبسون ملابس الغوص ومعهم البراشيم باليد وبالرجلين عندما يضرب رجليه بالأرض يظهر لها صوت مع الطبول الصغيرة اللي ما يعطينا قرقيعان يعطينا فلوس وبالحوش نرقص والأطفال والكبار كانوا يشاهدوننا، والاستعداد للعيد يوم العيد يطبخون ريوق العيد ويوضع بالشارع بعد فرشه بالحصير وكل واحد يحضر أكل مثل الهريس والجريش والمحمر والبلاليط بالبيض، واذكر ان حمد الريش يوقف بالشارع وينادي وينك يا الجوعان مع الموجودين يحضر المارة، والوالد كان يجهز الأكل مع الريش وآخرين جيران المسجد والجميع يأكل كل يوم عيد بعد الصلاة حتى تغير الوضع بداية السبعينيات واذكر أيضا عندما سكنا في خيطان كنا نفرش ونضع الأكل يوم العيد عند الدكاكين.

سقوط طائرة

كما يروي الناصر قصة مثيرة عن سقوط طائرة قائلا: اذكر يوما من الأيام كنت موجودا عند المجصة في المجاص اشعل النار وتقريبا الساعة الحادية عشرة ظهرا شاهدت طائرة سقطت بجواري بداية طيرانها وارتفاعها عن الأرض، فركضت وفتحت باب الطائرة للطيار وأخرجت الطيار والطالب الذي يتدرب كان خائفا جدا وهو كويتي وحضرت سيارة المطافئ، والمدرب انجليزي والحادث عام 1949، وبعد ذلك تجمع بعض الرجال ولم يحصل شيء للطائرة.

الزواج

أما الجانب الاجتماعي من حياته وما يتعلق منه بالزواج والأسرة فيقول عنه الناصر: تزوجت الأولى عن طريق خطابة من قبل الوالدة وكنا نعيش بالمرقاب ولمدة 4 سنوات وعندي منها احمد ولد واحد.. اذكر ان أسباب الطلاق تحصل قديما لوجود الأم والأب فتحصل مشادة مع الزوجة، هذه الغالبية في البيوت، أحيانا الأمهات طلباتهن كثيرة على زوجة الابن، فالزوجة لا تتحمل كلام العجوز فتنتقل المشاجرة مع زوجها فيحصل الطلاق بين الزوجين والأم والأب يتدخلون في حياة الولد والزوجة وبعض الأمهات تقول لولدها اما أنا في البيت أو زوجتك طبعا الابن لا يفرط بوالدته فيترك الزوجة وبدلا منها زوجات لكن الأم ما في غيرها أم.

بعد ذلك تزوجت الثانية عن طريق خطابة، أنجبت الأولى لولوه وفهد وحمد وناصر والبنات أربع وأكملوا تعليمهم واحدة تعلمت في فرنسا وعينت مدرسة لغة فرنسية وفهد خريج أميركا دكتور بالجامعة والثالثة سكرتيرة متقاعدة وأخرى مدرسة متقاعدة وآخر بنت بالداخلية وناصر يعمل بالبلدية وحمد ضابط متقاعد كل واحد له بيته وزوجته وأولاده في بيت خاص لهم.

عدد المشـاهدات: 5236


 
حجم الخط
273902-1p8-9.jpg

احمد محمد ابراهيم النجدي (أسامة أبو عطية)
273902-12newp8-9.jpg

النجدي مع جورج بوش الأب لحظة تكريمه عام 1993 (اسامة ابو عطية)
273902-9p8-9.jpg

النجدي خلال حفل تكريمه في الدفاع المدني عند التقاعد
أحمد النجدي متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (أسامة أبو عطية)
273902-10p8-9.jpg

أحمد النجدي متوسطا زملاءه أيام الدراسة في الكلية العسكرية
273902-11newp8-9.jpg

أحمد النجدي مع مجموعة من الاصدقاء على الواجهة البحرية لدى الاحتفال بالعيد الوطني عام 1981
273902-3p8-9.jpg

273902-6p8-9.jpg

أحمد النجدي برتبة مقدم
273902-7p8-9.jpg

النجدي برتبة رائد
273902-5p8-9.jpg

شهادة تكريم نوط المعركة
273902-8p8-9.jpg

أحمد النجدي وإبراهيم الغانم يعرضان سمكتين اصطاداهما على ساحل السعودية عام 1997



    • عملت في «الداخلية» لمدة 26 عاماً بإدارات مختلفة ثم قدمت استقالتي
    • لعبت كرة القدم في الفريج وفي حديقة منطقة الخالدية مع زملائي وأصدقائي من أبناء الحي
  • أهوى الحداق وكنت أذهب إلى جزيرة مصيرة العمانية مع أصدقائي لصيد الأسماك
  • أرسلتني جدتي لتوزيع لحم الأضاحي فوقع لي حادث وانقلبت السيارة الأخرى بمن فيها من الشباب
  • والدتي رفضت انضمامي للجيش بسبب استشهاد خالي في سيناء عام 1973 ووافقت على عملي بالشرطة لعلمها بحبي للعسكرية
  • كان لجدتي دور مميز في بداية تعليمي في روضة الخالدية وفي حياتي كلها
  • الهوايات الجيدة تشغل الإنسانعن هموم الحياة ومشاكل الدنيا وتبعده عن أصدقاء السوء
إعداد: منصور الهاجري
ضيف هذا الاسبوع كان ضابطا في «الداخلية»، بعدما انهى الثانوية العامة اراد الالتحاق بالجيش الكويتي، الا ان والدته منعته لأنه وحيد والديه كما ان استشهاد خاله على ارض سيناء كان من اول الاسباب التي دفعتها الى ذلك، وكان مصرا على ان يكون ضابطا فقال لوالدته اما الجيش واما الشرطة، فوافقته على الانضمام لسلك الشرطة. بدأ دراسته في رياض الاطفال بروضة الاندلس في منطقة الشويخ ب، حيث بيت جدته والتحق بالمرحلة الابتدائية في مدرسة الغزالي وبعد ذلك انتقل لمدرسة الخالدية المتوسطة ومنها الى ثانوية كيفان الا انه بعد افتتاح مدرسة «الاصمعي» انتقل اليها، وكان بيت والده في الخالدية. التحق بكلية الشرطة بعدما حصل على الثانوية العامة ثم تخرج ملازما وعين في مكان لم يرغب في العمل فيه، ومن ثم نقل الى عدة اماكن. يحدثنا ضيفنا عن هواية الحداق التي برع فيها وصار يسافر مع اصدقائه الى جزيرة مصيرة في سلطنة عمان. وبعد عمل لسنوات طويلة بجد واجتهاد في إدارات الداخلية المختلفة ثم في القطاع الخاص حاليا يتمتع بمرحلة التقاعد حيث يتنقل بين الديوانيات وزيارة أصدقائه. كان له دور كبير وفعال عندما زار الكويت الرئيس الاميركي جورج بوش الأب ماذا فعل وماذا قدم وما هي النتيجة التي استفاد منها؟ قصة انسانية وتصرف فريد من نوعه، نتعرف على تفاصيله من خلال هذا اللقاء، بالاضافة الى قصة السيارة المفخخة التي دخلت الكويت من العراق للتخريب والقتل.

في اول صفحة من كتاب الماضي والذكريات يتحدث ضيفنا احمد محمد ابراهيم النجدي عن ايام طفولته وبداياته الاولى فيقول: ولدت في الحي الشرقي في بيت العائلة بالمنطقة الوسطى وبعد تثمين البيوت انتقلت العائلة للسكن في منطقة النقرة.. ومن ثم الى الشامية ومنها الى منطقة كيفان واستقررنا في منطقة الخالدية.

نشأت وترعرعت في الخالدية ولا أزال مع اصدقاء الطفولة متلازمين ومحبين لبعضنا بعضا ومنهم الاخ عبدالله منصور الحسين واذكر اولاد البداح والصلال والخليفة والعبدالهادي وحديقة المنطقة وكنا نصطاد فيها الطيور (الحبَال) بالفخ ولا نزال نصطاد الطيور عندما نذهب الى السعودية عن طريق نصب الفخاخ.

هواية صيد السمك

ويكمل النجدي: من هواياتي ايضا الحداق، وهو صيد السمك وأملك طرادا ويذهب معي ايمن بودي وابراهيم الغانم وحمد العمر ومجموعة من الاصدقاء.. ونقوم بعملية الصيد في اماكن كثيرة من البحر وحسب وجود السمك في الساحل الكويتي وسواحل السعودية وسواحل سلطنة عمان في مصيرة وفيها اسماك كثيرة.

ويكون السفر بالطائرة الى مطار مسقط وبالسيارة خمس ساعات الى الساحل ومنها الى شنه ومن ثم الى جزيرة مصيرة ونبيع السمك على الشركة ونأخذ لأنفسنا للأكل ونظل هناك عدة ايام، ونقوم بالتصوير.

وكانت آخر رحلة صيد سمك قبل اقل من شهر مع الاصدقاء ناصر واحمد الصلال وعبدالله العيدان ومساعد الحداد ذهبنا الى مصيرة، وفيها مواقف مضحكة منها ان احد الزملاء كان ينام بالسيارة ويشخر وبدأنا نسجل له بالمسجل، ايضا بالطراد اصيب بدوار البحر داخ علينا بسبب الامواج وايضا هو الوحيد من بيننا لم يصطد شيئا.

الاماكن مختلفة في وسط البحر اماكن بعيدة عن الجزيرة لمدة ساعة ونصف الساعة ونقف على القطعة والميفرة اصغر منها حجما وفيها سمك البالول وانواع اخرى من السمك ومساحتها عشرون مترا وانما القطعة اكبر والاقواع اكبر وفيها قطع كثيرة.

والمقوع غزيرة الميفرة حدودها ثلاثة امتار وكلما تصيد تستانس واذا لا يوجد سمك تتحول الى مكان آخر.. طلعتنا بعد صلاة الفجر والريوق ونركب الطراد المتفق معاه وهو يجهز لنأكل ما نحتاجه للحداق.

الميدار من صفر خمسة وصفر اربعة، والييم سمك، السمك في العمق لانه محيط والسمك هناك يضرب على اي شيء وسمك المكان الغزير يتطلب استخدام ميدار كبير وخيط عود والخيط ستين ثمانين وأحيانا خيط دزيه ونحن نبحث عن الوقفة والسمك متيسر في المحيط، والحداقة في الكويت يشتكون من الكرافات تسحب كل شيء وتدمر وتأخذ كل شيء، اما القراقير فهي مثل المقبرة للسمك، لان السمكة اذا دخلت القرقور لا تستطيع الخروج فتموت وتدخل بعدها اخرى.

البعض يربط القراقير بحبل احيانا تنقطع فتضيع القراقير وصاحبها لا يعرف مكانها، وقديما كان القرقور له جيبال وهذا يرشد الحرامية لسرقة السمك الذي بداخل القرقور ويرميه في مكان آخر فصاحبه لا يعرف مكانه.

ايضا المشابك هذه مشكلة كبيرة، والهيئة لا تأخذ الامور والاجراء المناسب للحداقة، حاليا مشبك واحد فيه الف وطوله 2 كيلو، بالسابق كنا نحصل على الچم والمنكسي – حاليا نصطاد چم صغير جدا سابقا كنا نصطاد اسماكا كثيرة نعطي الجيران منها والاخوان، حاليا نصطاد اسماكا لا نأكلها.

ندفع اموالا للطراد في البنزين والتصليحات والدهون والطريق بالبحر حتى الجزر فيها قراقير واسماك ومشابك، عندنا في الشاليه في الزور كنا نذهب الى البحر نصطاد سمك البالول والشعري حاليا لا يوجد سمك.

ذهبنا الى سلطنة عمان بعد ان سمعنا عن حسن الضيافة من اهلها واهل مصيرة والسمك الموجود فيها، نصطاد السمك بكميات متوسطة ويومية ولكن لم اذهب الى الشويمية، فبيوتها عربية ما فيها خدمة للصيادين.

عكس مصيرة فيها اسواق ومستشفيات وفيها فنادق وخدمة كاملة اما بحر شويمية ففيه السمك كثير، وميافرها اكثر ومسافاتها لساعتين حتى موقع الحداق.

مصيرة مسافة نصف ساعة فيها مصايد للاسماك شويمية فيها البنغاليون بكثرة والمسؤول عنها رجل بنغالي وأهل عمان ناس طيبون وخلوقون، أما الكميات فمختلفة من يوم الى يوم وحسب المكان، نبقى طوال النهار في مكان الصيد والعودة قبل المغيب، ونبيع للشركة الموجودة هناك ونأخذ للعشاء ما نحتاج له ونعطيه للطباخ ونحن نحدد نوع الأكل مشويا أو مقليا أو «مطبق» أو «فرقد» وهكذا يوميا.. حتى آخر يوم للعودة إلى الكويت.

وبعد العشاء نبدأ نردِّع الخيوط ونجهزها لليوم التالي ونتناقش بالصيد ولا نحضر منه شيئا إلى الكويت ـ السمك في مصيرة جيد جدا مثلا سمك الشعري أفضل من الشعري في الكويت، أما البالول عندهم عرد يابس بسبب غزارة البحر مثلا سمك الصافي في البحرين أفضل من «الصافي» بالكويت وهو حسب المرعى، أشجع الشباب وعندي من اولادي محمد يذهب لصيد الاسماك والغوص وكل شباب الكويت هواية جيدة ومسلية.

عربة أم حصان

ويتحول النجدي من هواية صيد البحر إلى ارتياد البر وعن ذلك يقول: البر أو البحر هواية جيدة تشغلك عن هموم الحياة ومشاكل الدنيا وتبعدك عن ملازمة اصحاب السوء بالإضافة لمعرفة الرجال ومصاحبة الطيبين.

مازلت أذهب الى البر في السعودية ونذهب الى مزرعة أيمن بودي في صبحان ونمضي اياما للنزهة والخضرة والماء، أيام الشباب كنت أذهب الى بر الصليبية. لم اتعلم العزف على العود أو أي آلة موسيقية لأن رجال العائلة لم يتعلموا الموسيقى والبيئة التي عشت فيها أبعدتني عن الفن وآلاته ولا أحفظ الشعر.

وكانت هوايتي ايام الشباب فقط كرة القدم، في الفريج ومع الاصدقاء مثل عبدالله المنصور وابراهيم الخليفة وناصر ومحمد الصلال ابناء الخالدية (قطعة 2)، وكنا نقيم مباريات مع فرق الفرجان الأخرى، ايضا كنا نقيم مباريات مع فرق كيفان ونلعب ابوسيدة ونادي الفتاة كان حديقة نلعب فيها.. وبعد ذلك تحول إلى نادي كاظمة فكنا نلعب في ذلك الملعب.

وكنا شبابا عفويين وأشقياء جدا في مرحلة شباب لكن بأدب ولا شكاوى بين الأهالي، وما يحصل بين الشباب يعود بالتسامح، ولم ندخل المخافر كشكاوى ونحترم الرجل كبير السن ونسمع كلامه.

قديما بالخالدية نحن الشباب نتغدى عند أحد الاصدقاء وهو يتعشى عندي وهكذا لا نعرف الزعل والتفرقة.

بداية التعليم

لضيفنا مشوار طويل في طريق التعليم ويعدد لنا خطواته ومراحله قائلا: بدأت التعليم الحكومي في روضة الأندلس في منطقة الشويخ حيث يوجد بيت جدتي لأمي.

وعندما كان الوالد يسكن في الشامية تم تسجيلي في روضة الاندلس في الشويخ (ب) لأن بيت جدتي بالقرب من الروضة، حاليا الروضة صارت حديقة وبيت خالي حسن النصار وخالي محمد النصار كانت تسكن معه جدتي موضي الخميس رحمها الله، وحديثي عنها شيء عظيم، فقد كانت سندا لي وتحبني وتعزني فالوالدة تأخذني منها بعد المغرب وكانت تزور والدتها يوميا مع خالاتي وفي أي مشكلة كانت جدتي تدافع عني، ويقول الشاعر:

لي جدة ترأف بي

أحن علي من أبي

إن غضب الأهل علي

كلهم لم تغضب

وأنا وحيد والدي فكانت تحبني وتعزني وكنت طفلا شقيا وبعدما سكنا الخالدية كنت أذهب الى الشويخ واركض عبر الطرق والسيارات قليلة ولا خوف علي.

وفي تلك الروضة كان الأطفال تقدم لهم وجبات الغداء وتنام في المدرسة لكل طفل سرير هكذا كانت رياض الأطفال قديما والمدرسات من الوافدات العربيات.

بعد ذلك التحقت بمدرسة الغزالي الابتدائية في منطقة الشويخ (ب) بالقرب من بيت جدتي حاليا مدرسة عبدالعزيز حسين وناظر الغزالي المرحوم محمد زكريا الأنصاري ولمدة 4 سنوات وكنت في فريق الأشبال ويوم الجمعة نخرج في رحلة منذ الصباح حتى المساء.. وكل طالب معه غداؤه، كنت شديد الانتباه والاستماع لشرح المدرس ولا أفتح الكتاب للمراجعة إلا أيام الامتحانات وكنت أغش في الامتحانات باستخدام برشامة صغيرة.

الوالد انتقل للسكن في الخالدية والتحقت بمدرسة الخالدية الابتدائية والناظر كنا نسميه أبوريشة ولا اعرف اسمه الحقيقي ولم يكن عندي أي نشاط أثناء الدراسة، وكانت هوايتي كرة القدم بالفريج فقط.

واصلت الدراسة في الخالدية المتوسطة واذكر من الطلبة الذين درسوا معي في الخالدية منذ الطفولة ومرحلة الشباب كانت في الخالدية، فالذين درسوا بالخالدية هم أصدقاء الشباب أبناء الفريج الذين كنت ألعب معهم كرة القدم بالفريج ولا أزال معهم حتى يومنا هذا ولكن عبدالله المنصور لعب طائرة في نادي كاظمة وناصر الصلال واحمد سالم لعب كرة قدم في كاظمة وأنا لم أذهب معهم الى الأندية ولانزال نجلس ونسافر معا، أذكر جاسم عبدالهادي ومساعد العبدالهادي دفاع نادي كاظمة، ابتعدت عن الأندية بسبب عدم الرغبة في التقيد بالتدريب.

ولذلك دراستي جيدة واعتمد على المدرس وكتابة الواجب فلا أحتاج لمساعدة وأحيانا دون مدرس وبعدما يعيد المدرس شرح الدرس تكون المعلومة رسخت في ذهني، أقول ان الانتباه لشرح المدرس يغني عن المراجعة المستمرة، فقط أيام الامتحانات تبدأ المراجعة وجميع الذين كانوا يدرسون بالمدرسة معي هم الذين ألعب معهم بالفريج.

أكملت الدراسة في مدرسة الخالدية المتوسطة وانتقلت الى ثانوية كيفان وزملاء الدراسة في المتوسطة هم انفسهم وقد انتقلنا الى الثانوية فنحن أصدقاء منذ الطفولة وفي المدرسة وفي الملعب والفريج وفي الثانوية.

درست سنة أولى ثانوي في ثانوية كيفان وبعد ذلك انتقلت الى ثانوية الأصمعي في منطقة قرطبة وكانت المنطقة شبه خالية من البيوت وفيها عشيش وكنت أذهب ماشيا مع عبدالله المنصور من الخالدية عبورا للدائري الرابع الى ثانوية الأصمعي منذ الصباح الباكر تفصل بيننا الجامعة والدائري الرابع، وكنا مستانسين، وأمضيت سنة واحدة دراسية وبعد ذلك رجعت الى ثانوية كيفان أكملت فيها سنة ثالثة ورابعة أدبي وحصلت على شهادة الثانوية من كيفان أكملت تعليمي ودراستي مع زملائي واخواني أبناء الخالدية.

جميع المدارس الثانوية لم يكن لي فيها اي نشاط سوى الدراسة، وتعرفت على مجموعات طلابية اخرى.

انتقل الوالد بعد ذلك الى منطقة عبدالله السالم من الثانوية الى العسكرية خلال تلك الفترة كنت أفكر في العسكرية وكنت أشاهد الضباط بملابسهم العسكرية والحقيقة كنت أحبها وخالي الشهيد علي النصار استشهد على أرض سيناء عام 1973 مع خالد الجيران، وفي مرحلة الشباب كنت أشاهد خالي وعندما كنا نتسبب في اي فوضى في البيت كانت الوالدة، رحمها الله، تخوفني بخالي وإذا حضر للبيت كنت أهرب منه وأثناء وجودي عند جدتي كنت أشاهده بملابسه العسكرية وبسبب حبي للعسكرية كنت أحرص على ان يكون قميصي على الكم نفس قميص العسكري وآخذ نجوم الكبريت وألصقها على القميص، هذا ايضا من أسباب رغبتي في العسكرية، توفي خالي وبسبب وفاته الوالدة، رحمها الله، رفضت دخولي والتحاقي بالجيش وكنت الوحيد عندها فحاولت ولكن لم أستطع فقلت لها «ترفضين دخولي الجيش سألتحق بالشرطة» فقالت «أهون» وهكذا وافقت الوالدة وكذلك الوالد الذي قال عليك ان تتحمل ولا تهرب من التعب.

مكان العمل

عن اول عمل له في جهاز الشرطة يقول النجدي: اول عمل ادارة التحقيقات فأول ما تسلمت كان في مخفر وكان الاختيار والتعيين ليس بطلب الضابط ورغبته انما حسبما يرى المسؤولون، تسلمت العمل مع رئيس التحقيقات في مخفر الجابرية منطقة حديثة البناء، ولمدة سبعة اشهر، وصار حادث تصادم وتجادلت مع رئيس التحقيق في المنطقة في تلك الفترة كانت بداية انشاء فرقة جديدة.

فرقة الاقتحام

فرقة حديثة التكوين كانت تتبع حماية الشخصيات، وكان رئيسها المرحوم عبدالله المسعود، فاحتاجوا ضابطا واخبرني صديق بأن فرقة جديدة ستنشأ ما رأيك ان تنضم لها، فذهبت الى هناك وموقعها القوات الخاصة، وقد احضروا مدربين انجليز من الاس.ايه.اس من الفرقة الانجليزية فتجمعنا نحن سبعة ضباط ومجموعة افراد منهم من استمر بالعمل وآخرون تركوها. وكان تدريبنا مع بعض، فتكونت العلاقة الاخوية، بالنسبة لي كنت متأثرا بخالي رحمه الله.

وبعد التدريبات وقبل ان يترك الانجليز العمل عينت رئيس التدريب على الفرقة فباشرت العمل والتدريب ولمدة اربع سنوات وزيادة.

خطف الطائرة الكويتية

في تلك الفترة تم خطف طائرة كويتية من بيروت الى الكويت ونزلت الطائرة في الكويت ثم غادرت الى البحرين والعودة الى الكويت، فاستعدت الفرقة لاقتحام الطائرة وانقاذ ركابها، وكان سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وزيرا للداخلية وعبداللطيف الثويني وكيل الداخلية وكانا متواجدين في البرج ومهمتنا اقتحام الطائرة، وكنا مستعدين بعد ان تم استدعائي وجلست مع الوزير والوكيل وعبدالله المسعود ويعقوب الصقر مدير المطار المدني.

شرحت لهم عدة احتمالات حول المصابين والوفيات، لكن حصل ان قائد الطائرة الانجليزي قام بتصرف ذكي حيث نزل من الطائرة من شباكها الجانبي فتم استسلام الخاطفين اللبنانيين لأن الطائرة لا يوجد من يقودها، وهكذا نزل الركاب سالمين من كويتيين وسوريين ولبنانيين، هذه اول مهمة رسمية كلفت بها واستمررت بالعمل والتدريب ومن ضمن العمل كنت اول من كان مستعدا وهذا قد اصبت بطلق ناري اثناء التدريب مع العسكريين من احد الافراد من رشاش ستيرلنك، واثناء التقسيم والاصابة باليد والرجل ونقلت الى المستشفى، هذا اول حادث طلق ناري وبعد اسبوع باشرت العمل وكنا نتبع اللواء محمد القبندي الوكيل المساعد وزارني في المستشفى، كانت هذه من المهمات في القوات الخاصة، احسست ان حقوقنا مهضومة مع كل التعب وكنت اطالب بالزيادة وعندنا نقص وعلاوة خطر واسلحة جديدة وكنت اعرضها على المسؤولين لكن لم يتم التنفيذ ولا استطيع ان اعطي وعدا للافراد.

عن احد التحولات في حياته العملية يقول النجدي: بعد كل ما ذكرته انتقلت الى كلية الشرطة لتغيير العمل والاستراحة من التعب والتدريب وحصل حادثة فيها كان عندنا اللواء فهد الفهد وكان مدير عام امن الدولة فتم نقلي من كلية الشرط الى امن الدولة وما كان عندي استعداد للعمل ونقل معي يوسف المفرج فاتفقت معه على رفض العمل ودخلنا معا على اللواء فهد الفهد وقلت له سامحنا لا نرغب في العمل وحاول أن يثنينا ولكن اصررنا على عدم العمل في امن الدولة. في تلك السنة صار يوسف الخرافي وكيلا للداخلية وحولنا الفهد الى وكيل الوزارة وقابلنا وشرحت له الوضع بعدم رغبتنا ولا اريد ان اكذب عليك فقال الوكيل انتم صادقين مع انفسكم ومعي فقلت اتركونا في الكلية ورجعت الى الكلية وبعد فترة تم طلبي من قبل اللواء محمود الدوسري وكان مدير عمليات وزارة الداخلية وكانت في دور الانشاء وكان لي معه معرفة طيبة وهي «ثلاث سبعات» وبدرجة ملازم اول فتمت الموافقة ونقلت لعمليات الوزارة برئاسة اللواء محمود الدوسري.

استمررت بالعمل حتى تحرير الكويت ولمدة فترة طويلة واعتز بأني عملت مع اللواء محمود الدوسري ويوسف المضاحكة وبدر العجمي وفهد الهاجري وعبد اللطيف الطاهر وفهد وجاسم الجسار ولمدة سنوات طويلة في «ثلاث سبعات» وكنت من المؤسسين والوزارة انتقلت الى مدرسة الصديق والادارة بالوزارة.

ومن بعده فيصل الياسين وبعد ذلك تم نقلي الى ادارة المرور.

الادارة العامة للمرور

في تلك السنوات حصلت على ترقية بالاستثناء من نقيب الى رائد ونقلت من الدفعة الثانية الى الدفعة السابعة واستمررت بالمرور ادارة الهندسة ولم يعجبني العمل وكان معي خالد عبدالصمد والمدير صادق العسلاوي ولفترة ست شهور ثم عدت الى «ثلاث سبعات» الى العمليات ورجعت لهم مديرا مناوبا وفيها كثير من المشاكل وبعد ذلك تم نقلي مدير عمليات الدفاع المدني وطلبت بالاسم والمدير العام مطلق والوكيل احمد الرجيب ومساعد الغوينم مساعد المدير العام.. والمساعد معي بدر النجار ولمدة سنة.

فكرة التقاعد

بعد مشوار طويل في العمل وصل النجدي الى محطة التقاعد وعن ذلك يقول: ذهبت الى الدوام كالعادة وحضر عندي مساعد المدير بدر النجار وحضرتني فكرة التقاعد عن العمل العسكري وتحدثت مع بدر عن فكرة التقاعد وبرتبة مقدم ودار الحديث معه عن التقاعد وكان لي مكانة طيبة عندهم وخاصة مساعد الغوينم قدمت التقاعد ورفض ورجعت مرة اخرى وقدمت التقاعد بإصرار.. وتركت العمل.

العمل في بيت التمويل

بعد تقاعده بفترة من الوقت خاض ضيفنا تجربة اخرى قصيرة يقول عنها:

احد الاصدقاء أبلغني بأنهم بحاجة لرجل امن للاشراف على العمل الامني وقبلت العمل كمسؤول أمني ولمدة ست شهور ثم تركت العمل.

وبحكم عملي كان لنا مع مجلس الوزراء والديوان الاميري والترتيبات للاحتفالات الوطنية ومتابعتها مع الوزارات الاخرى الخبرات الامنية والعمل بالأمن عزز مكانتي بالعمل وكنا نرتب مع الحرس الاميري اثناء العمل كنا الادارة الوحيدة التي تنسق العمل مع هذه الادارات الشاملة ومع الضيوف وحمايتهم وبعد ذلك اشتغلت في مصنع المياه (ابراج) لصاحبه ايمن بودي.

واشتغلت منذ إنشائه ونجح المصنع وتم توزيع المنتج وبعد اربع سنوات تركت العمل لان الوقت عندي ثمين وحاليا متفرغ لهواياتي وعائلتي.

زيارة جورج بوش للكويت

بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي يوم 26/2/1991 بقيادة المغفور له الشيخ جابر الاحمد امير الكويت والمغفور له الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم تم دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش الاب لزيارة الكويت.

منذ البداية ايام التدريبات الانجليز الذين دربونا علمونا اتخاذ القرار السريع وقالوا انه يجب ان تكون عندك سرعة بديهة وتحديد القرار الذي ستتخذه بسرعة، وربما القرار يكون فيه اموات هذه الاختبارات اعطتني خبرة اتخاذ القرار واحيانا كنت اتخذ قرارا عندما كنت ضابطا دون الرجوع لمدير واعطيه الخبر بعد ذلك.

اثناء زيارة جورج بوش (الاب) بعد تحرير الكويت وصلنا خبر من المباحث انه تم ضبط سيارة مفخخة داخلة من العراق وسيارة مفخخة ثانية دخلت الكويت بالفعل.

المهم وصل بوش الى الكويت ووصل الى قصر بيان وقابل المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله.

اليوم الثاني المرحوم الشيخ سعد العبدالله ولي العهد دعا جورج بوش على العشاء في قصر الشعب فتوجه الموكب الى قصر الشعب وكان الشعب الكويتي واقفين على جانبي الطريق مرحبين بجورج بوش وكنت مسؤولا عن كل العمل وذهبنا الى الشعب مع القوة الخاصة. وبدأ العشاء ـ كان يقف بالساحة ضابط كويتي اسمه عبدالرحمن بشير من ضباط أمن الدولة وكان في السيارة الأمامية الشيخ أحمد النواف الوكيل المساعد حاليا في الداخلية.

حضر عندي عبدالرحمن بشير وقال يا رائد أحمد تم إلقاء القبض على سيارة اجتازت الحدود مفخخة وفيها متفجرات والثانية دخلت الى الكويت وهذه السيارة فهيا متفجرات لقتل جورج بوش.

والرجاء المعلومة تم تسريبها من دون علم أحد، لم يكن عندي الوقت الكافي لتبليغ الوكيل يوسف الخرافي فقلت للشيخ احمد النواف قائد السيارة الامامية للموكب عندنا خط بديل غير الذي حضرنا منه ونصل بيان بسرعة مع خط بديل غير الطريق الذي فيه الجمهور والدوريات ولا تحركوا أي دورية، خفف من تفجير السيارة المفخخة على ان تكون موجودة بين الجماهير.

اتخذت القرار بنفسي دون الرجوع للقيادة وبالفعل وصل الموكب وجورج بوش الى قصر بيان وتم ضبط السيارة المفخخة واقفة بين سيارات الجمهور الكويتي ونجحت بما قررت وانقذت الدولة والناس من مجزرة كانت محققة لو رجعنا من نفس الطريق وكانت بالفعل معدة لمحاولة اغتيال جورج بوش الرئيس الاميركي الاسبق.

الطريق كان من الدائري الرابع ومن عند الجابرية بجسر التحكم ودخلنا بيان وبلغت الوكيل بما حصل.

القبض على السيارة المفخخة كان «علم الأكيد» كما كان يقال بذلك الوقت، وبعدها قيل إن أحمد النجدي بطل انقاذ الموكب والرئيس الاميركي.

الزواج

يتحدث النجدي عن قرار آخر قد يكون من أهم قرارات حياته وهو قرار الزواج حيث يقول: تزوجت بنت الجيران وخطبتها الوالدة وذلك عام 1980 وكنت بدرجة ملازم أول واخواتها معي بالدراسة ولا نزال مع بعض، اولادي هم: علاء والطاف ومحمد وناصر وابراهيم وآخر بنت انفال والحمد لله. ومحمد متزوج وله ولد واحد.

حادث سيارة

يحكي لنا ضيفنا قصة تعرضه لحادث سيارة قائلا: يوم العيد كنت عند جدتي وكان عند سيارة صغيرة وأول يوم جدتي ذبحت خراف الأضحية ووزعت اللحم وطلبت مني توزيع اللحم على الاقرباء فأخذت اللحم ووضعته بالسيارة وتحركت من الشويخ والطريق مع الشامية عملت حادث مع سيارة فيها شباب وانقلبت السيارة ونزلت مع الناس واخرجت الشباب ذهبت الى مخفر الشويخ القديم بالقرب من محطة تقطير المياه ودخلت النظارة.

جدتي علمت بالخبر وقالت لخوالي لا تسلمون علي إلا بعد احضار احمد من المخفر وبالفعل خرجت بكفالة وذهبت الى جدتي وسيارتي اعدمت.

وهذا من حبها لي وحزنت حزنا كبيرا بعد وفاتها وما أزال أذكرها.



كلية الشرطة

التحقت بكلية الشرطة عام 1979 وبعد سنتين ونصف السنة، وكنت في الدفعة الثامنة، وتخرجت برتبة ملازم، كان مدير الكلية عبدالحميد الحجي عبدالرحيم ومساعده عبدالله الرومي ومدير كلية الطلبة الضباط ناصر العثمان وكيل الداخلية الاسبق ومدير مدرسة الشرطة احمد الوهيب، والضباط المسؤولون علينا، اذكر منهم سليمان الفهد حاليا وكيل وزارة مساعد واحمد السليم وعلي العرادي ومحمد ادريس الدوسري ومجموعة من الضباط.

تخرجت في الكلية ملازما وعينت، وعندما كنت في الثانوية كان بعض الزملاء في الدراسة يحبون العسكرية، اذكر منهم براك دعيج ويوسف جعفر ورياض حربي حاليا طيار مدني. الحياة في الكلية صعبة والتحول من المدنية الى العسكرية صعب، فالعسكرية تعب، فمن اول يوم دخولك للكلية تسمع من يصرخ عليك حتى نصل الى العنبر، وكنت جادا وتحملت واول ليلة ننام في العنبر ولا نعرف بعضنا بعضا نحن الطلبة عدينا اول شهر والطلبة يصحون من النوم مع اذان الفجر نصلي ونلبس ملابسنا وبعد الرياضة نغير ملابسنا والميدان كان ثقيلا، واي تأخير فيه عقاب اما جماعي او فردي، وكنا طلبة اشقياء في الكلية ونتحمل العقاب والدراسة سنتان ونصف السنة والشهادة دبلوم، بعد تلك الدراسة تخرجت برتبة ملازم.





رأي في مجلس الأمة

لضيفنا رأي سياسي في مجلس الأمة وأدائه يرى أن كثيرا من الاصدقاء لا يؤيدونه فيه، فهو يقول: لا أؤيد مجلس الامة وتبين فشله ولم يقدم شيئا والتناحر بين الأعضاء واضح، والدين واحد والاحزاب قسمته ولا أحب المجلس وغصب عني انتخبت لأن نسيبي كان مرشحا، وأفضل ان يحول الى مجلس شورى ولن يطول الوقت لوجوده والأغلبية لهم اجندات خاصة بينهم.

واما بالنسبة للمجلس البلدي فلم يطور نفسه وقراراته غير منفذة.

والبلدي استشاري يؤخذ رأيه أولا يؤخذ والمشكلة بالاساس يفترض ان يعطى كل مسؤول حقه وأولهم المحافظ يفتح له المجال وتعطى له صلاحيات مثل الدول المتقدمة.

المحافظ في محافظته كأنه رئيس دولة له جميع الصلاحيات ـ استقلالية المحافظ تعني استقلالية اتخاذ القرار، المختار له الحق في التصرف، لا يوجد توصيف للمحافظ ولا توصيف وظيفي للمختار، هي فقط للاستقبالات؟

الحياة عظيمة الله يحفظ الكويت وابناءها والله أعلم شيصير في الحياة.



عدد المشـاهدات: 5850


 
:حجم الخط
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(28).jpg

المربي الفاضل مختار قرطبة عبد المحسن محمد الحسيني (سعود سالم)
271928-3bd-almohsen-alhosi.jpg

271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(6).jpg

عبدالمحسن الحسيني في حوار مع الزميل منصور الهاجري
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(9).jpg

عبدالمحسن الحسيني ممثلاً لدولة الكويت في الاتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(22).jpg

الحسيني مع مجموعة من الصحافيين العرب
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(20).jpg

يصافح الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(8).jpg

الشهيد الشيخ فهد الأحمد والاستاذ عبدالمحسن الحسيني
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(16).jpg

المرحوم الشيخ سالم صباح السالم وعبد المحسن الحسيني
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(14).jpg

271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(21).jpg

271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(19).jpg

عبدالمحسن الحسيني يجري لقاء مع اللاعب بيليه
271928-3bd_almohsen_alhosini_su_27-2-2012_(11).jpg

عبدالمحسن الحسيني محاضرا في احدى الندوات



    • كنت ألعب كرة القدم في الفريج أيام الطفولة وكنا نجتمع في سكة العنجري
  • جمعت مقالاتي عن أمير القلوب الراحلالشيخ جابر الأحمد في كتاب
  • ساهمت في بناء «تعاونية قرطبة» وكنت أول رئيس لمجلس إدارتها ثم تم تعييني مختاراً للمنطقة
  • بعد المرحلة الابتدائية درست في المباركية ولعبت فيها الكرة الطائرة وتدرجت في الكشافة حتى صرت رئيس الفريق
  • بدأت مشواري التعليمي في المدرسة الأحمدية وبعد سنتين انتقلت إلى «خالد بن الوليد»
  • قرأت لكبار الكتاب المصريين واطلعت على دواوين شعرية لعدة شعراء كويتيين
  • قدمت عدة برامج في إذاعة الكويت بتشجيع من موسى الدجاني والبداية كانت عند وجودي في سورية
منصور الهاجري
المربي الفاضل الأستاذ عبدالمحسن الحسيني ولد بفريج سعود الواقع مقابل الساحل – بالقبلة – وأول مدرسة التحق بها المدرسة الأحمدية ثم خالد بن الوليد وتخرج في المباركية المتوسطة ثم درس بثانوية الشويخ وبعدها سافر للدراسة في دار المعلمين في دمشق وتخرج مدرسا وعين في العديلية المشتركة وتدرج في عمله ونقل الى وزارة التربية ومن ثم نقل الى وزارة المالية وبعد سنوات ومع بداية إنشاء هيئة الشباب نقل اليها مسؤولا ومديرا للعلاقات العامة، ومارس عمله على أكمل وجه وكان أول رئيس لها خالد الحمد وبعد سنوات عين مختارا لمنطقة قرطبة، وشارك في بناء الجمعية التعاونية وزار المسؤولين في الدولة لتسهيل مهام العمل في الجمعية وبعدما اكتمل البناء عين رئيسا لأول مجلس ادارة لجمعية قرطبة التعاونية. عبدالمحسن الحسيني المربي والرياضي يحدثنا عن عمله الصحافي أو نقول الصحافة الرياضية، وكان يكتب في الصحافة منذ ان كان طالبا على مقاعد الدراسة واستمر بالعمل الصحافي، كذلك كان يكتب برامج إذاعية وقد شجعه على العمل المرحوم موسى الدجاني وحمد المؤمن، واستمر بالعمل بين الصحافة والإذاعة والتدريس. لضيفنا العديد من الذكريات والصفحات التي يقلبها ليلقي الضوء على الماضي الجميل من خلال هذا اللقاء.

يبدأ ضيفنا عبدالمحسن محمد الحسيني في تقليب صفحات كتاب الماضي والذكريات باستذكار بداياته وأيامه الأولى حيث يقول: ولدت في الكويت بفريج سعود الواقع بالحي القبلي مقابل ساحل البحر وأمامنا السفن الشراعية والفرضة لبيع الخضار بالجملة والمفرق.. فتحت عيني بذلك الفريج وكنت ألعب مع أقراني من أبناء المنطقة ونذهب الى البحر للسباحة أيام الصيف واذكر من الجيران عائلة العنجري والسمكة والمباركي وعائلة المزيني والنصرالله وصالح العوضي وباقر الكندري وحمادة والرشود وبيوت الفهد.

كنت العب كرة القدم بالفريج مع مشاري العنجري وعبدالوهاب السمكة وسعود رشود ومحمد الطريجي وعبدالسلام العوضي وحسن رجب وكنا نلعب في سكة العنجري.

كان بفريج سعود براحة كبيرة ولكن صارت ضمن الشارع الجديد عند بداية إنشائه، وشاهدت بيت الربان وسكن فيه سعيد شماس وكانت خالتي ووالدتي وخالي يذهبون الى بيت الربان وهم صغار ويعطونهم الحلويات، شاهدت بيت الربان ولكني لم أدرك الكنيسة فيه.

لعبت كرة القدم فقط بالفريج مع الأصدقاء وكنت اذهب الى البحر للسباحة والفرضة لمشاهدة السفن وبيع الخضار.

الدراسة والتعليم

ثم يتحدث الحسيني عن أول خطواته في مشوار التعليم فيقول: بداية التعليم كانت في المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر بجوار الفرضة.

فريج سعود مرتفع عن الشارع وله مدخلان من طريق البحر سلم المدير والسلم الثاني من جهة الشرق مقابل فريج غنيم واذكر ناظر المدرسة الأحمدية المرحوم راشد السيف وصالح عبدالملك، واذكر المرحوم احمد ياسين كان مدرسا في الأحمدية وجاسم القناعي ومدرس الألعاب محمد علي وبعد ذلك صار مدرسا للرسم، واذكر سلمان النصرالله.

ومن التلاميذ كان ناصر المرزوق وعهدي وجاسم محمد النصرالله وأولاد المدير منهم خالد وأولاد الفرحان ومشاري العنجري.

أمضيت سنتين في المدرسة الأحمدية وبعد ذلك نقلت الى مدرسة خالد بن الوليد عند بداية افتتاحها وكان قبل ذلك المعهد الديني – وبعدما أكملت المرحلة الابتدائية انتقلت الى المدرسة المباركية، واذكر هنا ان مدرسة خالد بن الوليد كانت بيتين البيت الأول لعائلة الجوعان والبيت الثاني بيت الفهد. وكان ناظر مدرسة خالد بن الوليد المرحوم محمد زكريا الانصاري والمرحوم صالح شهاب كان وكيلا ويدرس اللغة الانجليزية والوكيل الثاني عبدالحميد البغلي وكذلك صالح شهاب درسنا في المباركية لغة انجليزية واذكر من الطلبة مساعد وعبدالحميد القطان والأخوين مساعد ومنصور المنصور وبدر جاسم وسعود يوسف وأولاد الطريجي وأولاد الفهد ومنهم اللواء المتقاعد فهد الفهد وأولاد العمر جاسم ومحمد ومنصور وكان المنهج قويا جدا لجميع المواد. واذكر الشيخ ابراهيم الدعيج محافظ الأحمدي والشيخ علي عبدالله السالم.. رحنا المباركية ولعبت كرة القدم مع الطلبة أيام الفرص ولعبت الطائرة أما الكشافة فبداية كانت في المباركية وكان المدرس المسؤول اسمه محمود الشيخ، وبعد سنوات صرت عريف طليعة وبعد سنوات صرت رئيس الفرقة الكشفية في المباركية وراشد السجاري رئيس فرقة الكشافة البحرية وقبله محمد الحسيني. مرت علينا سنوات حلوة في المباركية وكانت تضم مجموعة كبيرة من الطلبة من فريج الشيوخ الى فريج الغنيم وفريج سعود والمناطق المحيطة بها.

ثانوية الشويخ

أنهيت المرحلة المتوسطة في المباركية وانتقلت الى ثانوية الشويخ أولى ثانوي والتحقت بالقسم الداخلي وأمضيت سنتين بالدراسة، ناجح للصف الثالث ثانوي، ولكن طلبت وزارة التربية من الطلبة الراغبين في الدراسة في سورية في كلية المعلمين، فكنت من الطلبة الذين تم اختيارهم وجهزت نفسي للدراسة في سورية وسافرت مع الاخوة الذين تم اختيارهم.

والتحقت بدار المعلمين في دمشق وكانت اللغة العربية فيها صعوبة مثلما هي مقررة في الجامعة والدراسة 4 سنوات وكنا نحن الدفعة الأخيرة من الدارسين في سورية.

الدفعة الأولى سليمان الفهد ود.حسن الابراهيم وسيف عباس والدفعة الثانية أمير عبدالرضا وجاسم البحر وحسن عوض وعبدالعزيز الناصر، وبعد افتتاح معهد المعلمين لم يتم ارسال طلبة لسورية وكان لي نشاط رياضي في دار المعلمين، وكان مدرس الرياضة يأخذنا الى ملعب أحد الأندية والمباريات مع بعض الفرق، واثناء الدراسة في دار المعلمين في دمشق كان موسى الدجاني المسؤول في اذاعة الكويت يشجعني على عمل لقاءات مع بعض الشخصيات وعملت مقابلة مع أول فنان سوري عبداللطيف فتحي وهو أول من أسس المسرح في سورية ومع الشاعر البدوي وبعض المسؤولين من كبار السن وكنت ارسل الأشرطة الى الكويت وكان يطلب مني أحيانا تصحيح بعض الغلطات، هكذا كان لي نشاط أدبي عندما كنت طالبا في سورية 5 سنوات دراسة وتخصص موسيقى في البداية وجميع المواد دراسة وكنت مهتما بتاريخ الموسيقى وليس العزف على آلة موسيقية.

وكان نشاطي الأدبي بدأ في المدرسة المباركية مع مجلة الحائط وكذلك كنت بالاذاعة المدرسية وكنت احب الاذاعة ومنها انطلقت لاذاعة الكويت بمساعدة وتشجيع موسى الدجاني ومصطفى أبوغريبة وكنت اقدم برامج بسيطة وبمساعدة المرحوم حمد المؤمن.

أول صحيفة حائط

اذكر أول صحيفة حائط مع المرحوم يوسف البحر في المباركية وكتبت فيها مقالا وكذلك شاركت في اذاعة المخيم الكشفي بالفنيطيس وذلك بعد رضا الفيلي وكنت اقدم برامج كشفية وكان المرحوم عبدالكريم عبدالمعطي بالمخيم بصوته القوي وخاصة مع غروب الشمس وعند انزال العلم، وكنت اشارك أيضا بالمعسكرات لمدة 6 مرات.

إذاعة الكويت

استمررت بأداء البرامج الاذاعية في المدرسة المباركية وفي معسكرات الكشافة وكما ذكرت التحقت بإذاعة الكويت بتشجيع من المرحوم موسى الدجاني وحمد المؤمن ومصطفى أبوغريبة، وصار موسى الدجاني يكلفني بعمل برنامج كشفي عن المخيم الكشفي وكنت ارسل له برنامجا خاصا وينتهي بانتهاء المخيم، وكنت أجري مقابلات مع بعض المدرسين في المخيم وكنت اراسل الصحف العربية ومنها جريدة «الحرية» اللبنانية وهي أول جريدة كتبت فيها بداية عملي في اذاعة الكويت وبعد ذلك كتبت في «الهدف» الكويتية وبعد ذلك في جريدة «الرأي العام» ورئيس التحرير عبدالعزيز المساعيد وكنت اكتب في صفحات رياضية ومن هنا كانت البداية في الصحافة الرياضية مع اذاعة الكويت وبعد ذلك كتبت في جريدة الوطن مع بداية رئيس تحريرها محمد مساعد الصالح وأحرر الأخبار الرياضية فهوايتي الصحافة والكتابة.

القراءة والمطالعات

يهوى ضيفنا القراءة والاطلاع ويستذكر ما يتعلق بهذه الهواية بالقول: كنت كثير القراءة ومدمنا على قراءة الصحف المصرية وعندما كنت صغيرا مع مشاري العنجري كنا نحن الاثنين نشتري مجلة سندباد ومجلة سمير من مكتبة الرويح في السوق الداخلي وبعد ذلك بدأت بقراءة جريدتي «الأهرام» و«الأخبار» المصريتين فكنت اعتني واهتم بقراءة مقال يكتبه مصطفي أمين وكذلك كنت اقرأ لأنيس منصور، الى الآن اقرأ لمكرم محمد احمد وابراهيم سعدة وكذلك لجلال دويدار وكذلك كنت اقرأ الأخبار الرياضية لنجيب المستكاوي وعبدالمجيد نعمان عميد الصحافة الرياضية في مصر واقرأ لنجيب محفوظ وبقدر ما أعجبت بمصطفى أمين توجهت لقراءة كتبه وكنت عندما اذهب الى مصر أول شيء أقوم به هو شراء كتاب لمصطفى أمين واذهب لزيارته في مكتبه لكي يوقع عليه وقد عرفني معرفة جيدة وشعر بأن كتبه تباع والسياح يشترون كتبه واذا تأخرت عنه فترة يسأل صديقنا فاروق الشاذلي عني.

وبعد ذلك توجهت لقراءة كتب أنيس منصور

أنيس منصور كان متخصصا في الفلسفة وعنده الكتابة بسيطة ونجيب مستكاوي متخصص بالرياضة كان مدرس فلسفة وعندما يكتب الموضوع يشعر القارئ بالفلسفة في مقالاته، مصطفى أمين بسيط وعندما تقرأ له لا يستطيع القارئ ان يترك الكتاب إلا بعد أن يكمل قراءته واذكر انني قرأت كتابا فيه مئات الصفحات فقررت الانتهاء منه. أنيس منصور يحب الرحلات فكان يكتب عن رحلاته وهو موسوعة كبيرة.

أما عباس العقاد فقرأت له العبقريات للخلفاء الراشدين وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يريد ان يقرأ للعقاد فعليه القراءة بهدوء ويعيد ما يقرأه مرة ثانية حتى يفهم ماذا يريد، أسلوبه قوي جدا مع العلم ان شهادته أقل من الكتاب الآخرين. ثقافتي الأدبية كونتها من الكتاب المصريين لقراءتي لمؤلفاتهم وعندما اذهب الى مصر اذهب الى المكتبات واشتري منها الكتب مثل مكتبة مدبولي، وقرأت الشعر وقرأت الأيام لطه حسين.

طه حسين عندما تقرأ له تشعر بنشوة ولذة وخاصة «الأيام» وفيها نوع من الحس الموسيقي ومن الكتاب الكويتيين قليلين قرأت شعر الجاهلية وصدر الإسلام والشاعر احمد العدواني وهو أحسن من كتب في الشعر الوطني وخاصة:

يا دارنا يا دار

يا منبت الأحرار

غناء أم كلثوم وألحان رياض السنباطي وفهد العسكر ولم احفظ له وكذلك الشاعر محمود شوقي الأيوبي وقرأت للشاعر زيد الحرب وفهد بورسلي لا أحاول الحفظ جميع ما قرأت مع ذلك ولكن استمررت مع الصحافة الرياضية وهي التي أوصلتني الى درجة الاتحاد الآسيوي للصحافة الريادية ولمدة 12 سنة رئيسا، وبعد التحرير من الاحتلال الصدامي عينت الرئيس الفخري للاتحاد وكان معي عدنان اليسد وفيصل القناعي وجاسم مجلي وجاسم اشكناني.

لجنة المحررين الرياضيين

اللجنة فكرتها من المرحوم عبدالعزيز الخطيب نفذت الفكرة وأسسنا لجنة المحررين ثم سعينا للانضمام للاتحاد الدولي وذهبت لأول مؤتمر شاركت فيه الكويت عام 1977 في إيطاليا وهي أول مشاركة لي وللكويت هنا طلبنا انضمام الكويت للاتحاد وتم قبولنا وشاهدت الاتحاد الأوروبي واتحاد أميركا اللاتينية فقلت لماذا لا ننشئ اتحادا آسيويا فبدأت أجمع الإخوان الآسيويين وبدأنا نبني فكرة تأسيس الاتحاد الآسيوي وكان التأسيس في سيئول بكوريا 1976 بدعم من الشهيد الشيخ فهد الأحمد وكان رئيس المجلس الأوروبي – الآسيوي حتى الاحتلال الصدامي فانتقل الاتحاد الى سيئول، حاليا نحاول اعادة الاتحاد الى الكويت بجهود من فيصل القناعي، حاليا الرئيس الفخري فقط.

بعد تأسيس الاتحاد الآسيوي، دخلت الاتحاد الدولي عضوا في مكتب التنفيذ وصرت نائبا للرئيس ولمدة 18 سنة نائبا لرئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية كل سنة اجتماعات دورية للجنة الدورية وعندنا اجتماع سنوي للمؤتمر العام. لجميع الدول ودائما يصير في دولة تستعد لدورة رياضية فكثير من المدن زرتها وخاصة المدن التي كانت تقام فيها الدورات الرياضية لأنني عضو اللجنة التنفيذية واحضر المؤتمر والى الآن لأنني عضو فخري يدعوني لحضور جميع المؤتمرات عندهم وفاء ووصلت بالرياضة وآخر المطاف نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة ورئيس الاتحاد الصحافي حاليا رئيس فخري للاتحاد الآسيوي وعضو في الاتحاد الدولي.

وأما بالنسبة للأندية الكويتية فقد انضممت لنادي القادسية وبعد ذلك سجلت بنادي كاظمة ويوسف الشاهين رئيس النادي.

التعيين مدرسا في التربية

يعود الحسيني الى موضوع الدراسة والعمل: أكملت دراستي في سورية وحصلت على دبلوم معلمين وعينت مدرسا في مدرسة العديلية المشتركة وناظرها الاستاذ أسعد الجباصيني – سوري الجنسية – وعينت في المرحلة المتوسطة تدريس أولى متوسط أما في السنة الثانية عين المرحوم دخيل العسعوسي ناظرا للمدرسة وعينني مشرفا اداريا وعدت للتدريس في المرحلة الابتدائية وبعد ذلك عينت مشرف جناح، مشرفا اداريا لمساعدة الوكيل والجدول 12 حصة في الأسبوع.

وبعد 5 سنوات انتقلت الى مدرسة المأمون الابتدائية في الشامية والناظر سليمان المطوع وأمضيت 5 سنوات وفي تلك الفترة كنت أقدم برامج في الاذاعة فكانت المدرسة قريبة من وزارة الإعلام، والدوام في الابتدائي، أقل من المتوسط، كنت مدرسا واقدم برامج ومعظمها مسؤول عنها موسى الدجاني، عندما كنت مدرسا في العديلية أشرفت على الاذاعة، وظللت مدرسا لمدة 10 سنوات لغة عربية وتربية إسلامية.

العمل في وزارة التربية

انتقلت من التدريس الى وزارة التربية وعينت في العلاقات العامة مع المراقب صالح عبدالقادر وتتكون العلاقات العامة من قسمي الإعلام التربوي والإعلام الصحافي لتغطية اعمال الوزارة والتجهيز للمؤتمرات التي يحضرها الوزير مع اني مستمر بالصحافة الرياضية وكنت اكتب مقالات باسم مستعار (فريج غنيم) وفي أحد الأيام كتبت عن التربية بهذا الاسم فاستدعاني يعقوب الغنيم وكيل التربية فقال: تهاجمنا؟! فقلت لا لم أكتب. مع احترامي لجميع من عمل ويعمل في وزارة التربية الا ان عهد يعقوب الغنيم كان متميزا جدا في التربية.. وأمضيت سنوات في التربية.

الانتقال الى «المالية»

بعد العمل في «التربية» تم نقلي الى وزارة المالية بواسطة براك المرزوق وعينت في العلاقات العامة وباشرت العمل وعملي تابع لمكتب الوزير وتغطية أعمال الوزارة ومسؤول عن الضيافات وأمضيت سنتين مراقبا للشؤون المالية ومديرا لمدة سنة بالوكالة.

عينت بعد ذلك مدير ادارة الضيافات، مسؤول عن زوار الدولة عن طريق وزارة المالية وفي الوقت نفسه نجهز للمؤتمرات التي تعقد في الكويت ويعمل معي مجموعة من الموظفين وكنت أتابع الموظفين بداية الدوام الصباحي واستخدام الكرت للدوام. كان وزير المالية العم عبدالرحمن العتيقي، ويباشر الدوام مبكرا منذ الصباح وفيه ميزة جدا طيبة، يتعامل مع الموظفين بكل سلاسة وحب واحترام، كان رجلا طيبا ومحترما جدا.

العمل في هيئة الشباب

بعد سنوات من العمل في المالية، انتقلت الى هيئة الشباب والرياضة منذ بداية تأسيسها ورئيسها خالد الحمد وعينت فيها مديرا للعلاقات العامة والإعلام، وسليمان العون وسعد الدوسري وصالح النفيسي نوابا لرئيس ومدير عام الهيئة خالد الحمد، وكان عندنا الإعلام للعلاقات الدولية وقسم للإعلام المحلي وكنا نتعاون مع المدير العام أي عمل نكلف من قبل المدير العام ورؤساء الأندية كانوا يزورون الهيئة، وبعد سنتين من العمل في الهيئة عينت مختارا.

مختار منطقة قرطبة

بعد مشوار طويل في العمل الحكومي قرر الحسيني الاستقالة ويقول: قدمت استقالتي من العمل الحكومي الذي استمر منذ ان كنت مدرسا مرورا بوزارات الدولة، وهيئة الشباب، خدمت 26 عاما، الحقيقة قبل تعييني مختارا كنت من أوائل من سكن قرطبة قبل الشوارع والمنشآت الحكومية فترة سنوات قبل الاحتلال الصدامي لم تكتمل المباني السكنية في قرطبة وأما بعد التحرير بدأ بناء المساكن وفي تلك السنوات بدأنا نحن سكان المنطقة في بناء جمعية تعاونية وكان عندنا فرع تابع لجمعية العديلية فقرر أهالي المنطقة تكوين لجنة تأسيسية منهم كانوا أربعة منهم فيصل السيف، ولم أكن معهم، وبعد ذلك تأسست جمعية قرطبة وكنت أول رئيس لمجلس ادارة جمعية قرطبة بالانتخاب والبداية في الفرع شبرات وتسلمناها من العديلية وفريد العجيل عندما كان في البلدية ساعدنا وباشرت في بناء الجمعية. في البداية سعيت لتثبيت الموقع المخصص للجمعية لدى المسؤولين وكيفية بناء الجمعية ومركز الضاحية من حسن حظي أينما اذهب التقي برجال مسؤولين لهم معرفة وصداقة معي، البداية من الشؤون وعبدالرحمن المزروعي الله يطول في عمره وكيل وزارة الشؤون وقف وساندنا وهو رجل طيب وذو أخلاق عالية ووقف معي وفي وزارة الأشغال كان عبدالله القطامي وزيرا لها، وقال أحضر الكتاب والخطة الخمسية فيها 5 جمعيات السرة واليرموك وغرناطة، وأهل غرناطة رفضوا الانفصال عن جمعية الشامية فكانت فرصة لنا لإنشاء قرطبة ودخلنا بدلا منها ذهبت الى البلدية لتخصيص الموقع فوجدت موسى الصراف وكان نائب المدير العام، فقال غدا عندنا اجتماع وبالفعل تمت الموافقة على تخصيص الموقع وبناء المباني، فقابلت بدر البحر وهو الذي قدم لنا المساعدة، وزارة التخطيط وكان من طلاب المدرسة المباركية المهم اكتملت كل ما يخص بناء جمعية قرطبة وتخصيص أموال من «المالية» والوزير الشيخ علي سالم العلي الصباح ساعدنا وسهل الأمر لنا وهو من سكان قرطبة.

أما عند التنفيذ فوجدنا جمال راشد الفليج وهو قام بدوره وسهل الأمر لنا في كل ادارة في الوزارات فوجدنا من يقف معنا، جمعية قرطبة قامت قبل جمعية اليرموك، بنينا جمعية قرطبة، كنت أول رئيس مجلس ادارة لجمعية قرطبة، قد تم تعييني كمختار لقرطبة عندما كنت رئيسا للجمعية وفي الوقت نفسه كنت اعمل في هيئة الشباب والرياضة وكنت ازور الشيخ احمد الحمود وزير الداخلية الحالي وكان بذلك الوقت محافظ الفروانية وكان رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية لفترة وسبق ان حضرت معه عدة مناسبات وسافرت معه وحضر مؤتمر وزراء الشباب العرب في أبوظبي. وزارة الداخلية طلبت أو أرادت تعيين مختارين لبعض المناطق ومنها قرطبة – فتقدمت مع من تقدم وكان جاسم العون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ومعه 6 وزراء ساندوني ورشحوني للمختارية والوزراء هم: جاسم العون ومشاري العنجري وعبدالعزيز الدخيل واحمد الربعي واحمد العدساني، وحبيب جوهر حيات، فجميع هؤلاء الوزراء ساندوني، وقد قال الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح بتعيين عبدالمحسن الحسيني مختارا لقرطبة ومن ذلك اليوم الى الآن وأعمل مختارا للمنطقة أول مختار لقرطبة عام 1993.

عمل المختار عمل اجتماعي عينه على المنطقة، أي اعمال تتعلق بالمرور أو البلدية أو أي جهة ويثيرها المواطنون أرفع الشكوى لهذه الجهات وهم أصحاب القرار فالمختار حلقة الوصل بين المواطن والوزارات.

أنشأنا الحدائق والمطبات ورغبة الناس والمدارس وأتعاون معهم وخاصة الحفلات عملنا مهرجان تأبين للمغفور له أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت الأسبق وألفت عنه كتابا يضم جميع المقالات التي كنت اكتب عنها.

مشاكل وطرائف

في احدى المرات ضربت طالبا كان غير حافظ فقلت له عندك مدرس خاص في البيت وحاضر المدرسة غير حافظ ماذا تريد ان يعمل لك والدك تريد مدرسا خاصا بالفصل؟! فالطالب نقل الكلام لوالده واتصل والده بالناظر وقال له اذا ولدي حضر غير حافظ فليضربه المدرس، واستدعاني الناظر وأبلغني بالموضوع.

ألفت كتابا عن الشيخ جابر الأحمد وجمعت جميع المقالات وكنت أتابع أعماله وأفعاله – رحمه الله – وكان رحمه الله – له نشاطات خارجية مثل المؤتمر الذي عقد في البرازيل والذي طلب أمام المؤتمر إسقاط الديون عن الدول الفقيرة وكانت لفتة إنسانية منه – رحمه الله – الى جانب مواقفه المحلية – رحمه الله – وكان يهتم برجال البحر المهم عملت الكتاب وقدمته له هدية وجلست عند الأخ عبدالرزاق المشاري أنتظر الدور وبعد قليل قال عبدالرزاق شوف ذاك الباب وادخل على طول وخذ معك الكتاب، فقابلت الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد – رحمه الله – وقدمت له الكتاب هدية.

وبعد السلام عليه جلست عنده وتحدثت معه عن الكتاب ومن الجمل في المقدمة كتبت «ان أمير الكويت عاد الى الكويت محمولا على أكتاف أبناء شعبه الكويتيين ولم يعد على دبابة».. وعن العلاقة مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قال ان سمو الأمير دائما مبتسم يضحك وكنت التقي معه في بعض الدواوين.

«حكمت فعدلت فنمت فأمنت يا عمر» هذا ينطبق على أمرائنا الطيبين سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دائما يحب مشاركة أصحاب الدواوين في الحديث.

آخر الكلام أتمنى من أعضاء مجلس الأمة الحاليين الاهتمام بالكويت وشعبها والابتعاد عن الخلافات والابتعاد عن الطائفية والفئوية، عشنا طوال حياتنا في الكويت بعيدين عن هذه الادعاءات والأقاويل وكانت الفرجان قديما خليطا من العائلات بجميع فئاتهم.

«كلي بكلك ممزوج ومتصل والنائبات التي تؤذيك تؤذيني».

عدد المشـاهدات: 3391


 
حجم الخط
245367-2p60.jpg

سعاد سيد رجب الرفاعي
245367-1p60.jpg

الرفاعي أثناء رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لحفل الوفاء والعرفان للراحلين د.نائل النقيب ود.يوسف عمر ـ رحمهما الله
245367-1p11.jpg

صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مع سعاد الرفاعي في إحدى المناسبات
245367-AAp11.jpg

غلاف الكتاب
245367-4p11.jpg

د.حسن الإبراهيم والمرحوم أ.عبدالله الرجيب وسعاد الرفاعي في حفل تكريم عام 1985


  • يحمل الكتاب رسائل عديدة يصف فيها المجتمع الكويتي في الأربعينيات والخمسينيات
  • أسلوب شيق وممتع للرفاعي تقرؤه دونما جهد وكأنها تروي لك ما هو مدون في الكتاب
خواطر ممتعة مغلفة بعبق تاريخ الكويت، وأسلوب متفرد اعتمد على الفصول القصيرة المتتالية من الخواطر التي تحمل في طيات كل منها زادا فكريا يرضي كل قارئ أراد أن يبحر في كويت الأربعينيات والخمسينيات عبر رصد مختلف نواحي المجتمع بدءا من التعليم والثقافة وصولا إلى تقديم العصارة الفكرية والتجربة المثمرة للسيدة الفاضلة سعاد سيد رجب الرفاعي في كتابها «مذكراتي» الذي وصفته بأنه عبارة عن مشاعر تلامس أوراقها دون استدعاء.. ومحاولة جمع مقاطعها لتكون هي الجمل التي يقصها قلمي بالتغيير قائلة: ان لذكرياتي أرففا كثيرة وعندما تقفز واحدة منها لا اتجاهلها» يشكل الكتاب مادة معلوماتية ثرية احيت فيها الكاتبة كثيرا من الأمور التي مرت بنا ثم مضت حتى كدنا ننساها كما قال د.يعقوب يوسف الغنيم الذي قدم للكتاب قائلا:
رتبت أم هذيل كتابها بطريقة تغري باستمرار القراءة إلى النهاية، وبدأت صغيرة ثم تدرجت مع كتابها إلى أن صارت أما وجدة، ثم إلى أن بدأت دراستها، متحدثة عن أيام التحصيل حديثا يعطي صورة لامعة لأساليب التعليم في وقت انكبابها على الدراسة ودون أن تنسى علاقاتها الجميلة بزميلاتها ومدرساتها، ثم تدرجت معنا في العمل فوصفت أساليبها المفضلة في ادارة كل ما وكل اليها من أعمال، وقد كانت أعمالها واضحة فيها أداة لأمانة المسؤولية، وفيها اهتمام بالنواحي العلمية التي اهلتها للقيام بهذه الاعمال كلها.

ارتأت أم هذيل أن يتخذ كتابها هذا صورة أخرى غير الصور التي وجدنا عليها كتب السير الذاتية، أو تلك الكتب الأخرى التي تتحدث عن شيء مما تحدثت عنه أختنا فلم تلجأ الى التبويب الذي يحدد معالم الموضوعات، ولكنها وضعت الورق أمامها والقلم في يدها ثم بدأت في الكتابة على سجيتها دون أن تقيد نفسها بأي قيود، بحيث وجدت لكل فكرة تريد أن تثبتها مكانها الذي يستحق أن تقع فيه، وعندما اكتملت هذه الفصول الصغيرة وجدت نفسها قد أكملت حديثها إلينا، وجدنا أنفسنا ـ بعد القراءة ـ وقد حصلنا على غذاء شهي مفيد لا أظن أحدا يقدر على تقديمه كما فعلت أختنا الكريمة.

اسلوب شاعري

وحملت مقدمة الكتاب أسلوبا شاعريا للرفاعي ربطت فيه بين حب الوطن والأسرة، فكبرت وكبر معها حب الوطن الذي وصفته بالكبير بقيمه وتقاليده وتراثه على الرغم من صغر مساحته قائلة:

أنا لست مؤرخة فلا أملك شيئا من أدوات المؤرخين، فالذي بين أيديكم أعزائي ليس سجلا للتاريخ، إنما هو تسجيل لبعض ما التقطته ذاكرتي من متابعتي لمسيرة طفلة ذات ضفائر زينتها والدتها بشرائط بيضاء.

كانت متابعتي لمسيرة الطفلة متابعة لنمو وطنها، فقد نشأت الطفلة في وطنها الكويت وتلازمت مراحل نموها مع مراحل نمو وطنها منذ أن كانت بيوته طينية وان ارتقت فهي محاطة بأسوار أسمنتية.

نما حب وطنها في وجدانها منذ اللحظة الأولى في حياتها، وعندما لم يتعد عمرها الخامسة أتقنت والدتها تزيين شعرها بالشرائط البيضاء ولم تتخلف يوما عن ذلك.

لقد نشأت الطفلة الصغيرة داخل أسرة متحابة: والدان وشقيقان أفاضوا حنانا حولها.

الطفلة الصغيرة

ارتبطت الطفلة الصغيرة بوطنها وبمدرستها المتواضعة، وكبرت الطفلة وكبر معها حب الوطن، وبدأت مظاهر الحضارة والرقي تشع من جميع أرجائه فلم يبخل حكام وطنها، ووضعوا ثروات وطنها التي تفجرت من أرضه الطيبة لإحداث نهضة تعليمية وصحية واقتصادية وعمرانية وحضارية وقد أكرمها الله بالحياة في عصر ستة منهم وهم الشيخ أحمد الجابر الصباح والشيخ عبدالله السالم الصباح والشيخ صباح السالم الصباح والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبقيت العلاقات الأسرية تربط بين أفراد أسرتها، وامتدت الى الجيران والعائلات القريبة والصديقة في إطار من القيم والعادات والتقاليد الراسخة.

الأسرة الصغيرة

وقد حرصت الطفلة الصغيرة ذات الضفائر المزينة بشرائط بيضاء على وفائها لهذه القيم حتى بعد أن كبرت وكانت لها أسرتها الصغيرة: الزوج والأبناء والأحفاد، فبقيت على وفائها لزوج اختارته بإرادتها، وبارك اختيارها والداها وشقيقاها، حتى بعد رحيله الى رحاب الله.

بقي أن أقول: أعزائي: عذرا، سأكشف لكم عن شخصية الصغيرة ذات الضفائر المزينة بشرائط بيضاء وارتبطت بوطن غال عزيز.. إنها: أنا سعاد السيد رجب الرفاعي.

محطات تربوية

كما قدم للكتاب وزير التربية الاسبق انور النوري الذي قال: الكتاب كتب بأسلوب شيق وممتع تقرأه دونما جهد، وكأن أم هذيل أمامك تروي لك ما هو مدون في الكتاب، وهذه مقدرة لا يتمكن منها أي كاتب، فهذه خاطرة تعزز معنى الوفاء، وأخرى تبين أهمية الأسرة وضرورة ترابطها وتفاهمها، وأخرى تتعلق بشأن تربوي، وأخرى تركز على قيمة أخلاقية عالية، وهي «أحسن إلى من أساء إليك» تكسب في النهاية امتثالا لقول الله عز وجل: (ادفع بالتي هي أحسن)، وتستطيع أن تنتقل من خاطرة إلى أخرى، فهي ليست مسلسلة زمنيا أو مكانيا.

لقد أحسنت سعاد بتأليف هذا الكتاب، فهو يسد فراغا في المجال التربوي والفكري في الكويت والعالم العربي، جزاها الله خيرا، وأتمنى لها حياة هانئة مع أولادها وأحفادها.

النهضة التعليمية

بدوره، قدم وزير التربية الأسبق د.حسن الإبراهيم للكتاب قائلا:

فالكتاب يحمل رسائل عديدة:

الرسالة الأولى: تصف المجتمع الكويتي في الأربعينيات والخمسينيات، اي زمن البراءة، حيث كان المجتمع الكويتي مجتمعا صغيرا متجانسا، تسوده علاقات اجتماعية تتسم بالمحبة والتفاني في تكوين الصداقات بين افراده.

الرسالة الثانية: تتمثل هذه الرسالة في الوصف الدقيق والرسائل غير المباشرة التي تدعو القارئ إلى المقارنة بين وضع التعليم في ذلك الوقت، والوضع الذي وصل إليه في الوقت الحاضر تصف حياة الطفولة والاندفاع نحو تعليم المرأة، ولقد بدأ رواد التنوير كالأستاذ عبدالعزيز حسين في البدء بتعليم المرأة على الرغم من معارضة بعض القوى المحافظة في المجتمع، وكانت بدايات مبكرة بالنسبة للمنطقة.

مادة تاريخية

أما الأستاذ باسم اللوغاني فقال: إنني أود أن أسجل إعجابي الشديد بما هو أمامكم من مادة تاريخية لتجربة شخصية، خطتها انامل امرأة ذات ارادة صلبة، تغلبت على كل الصعوبات والعوائق التي مرت بها في حياتها الشخصية، وحياتها المهنية، فأجادت الوصف، ونجحت في التوثيق فساهمت بذلك في اثراء التاريخ الكويتي، وخصوصا تاريخ التعليم وتاريخ المرأة الكويتية.

خاطرة من الكتاب

وفي خاطرة لها كتبت: في يوم من أيام العمل المرهقة، مر بمكتبي كالمعتاد أحد الصحافيين العاملين في متابعة أخبار الوزارة وتغطية أنشطتها، فاجأني بقوله: مبروك «ست سعاد» أنت مرشحة لوظيفة أعلى.. ومن المعروف أن هذا الصحافي موجود بشكل دائم في الوزارة، وكأنه مقيم إقامة دائمة في المبنى.

مرت فترة قصيرة.. وبلغني الخبر الذي ألقى به إلي الصحافي.. بلغني من مصدر آخر.. ولم يعرض علي كقرار اختيار، إنما أكدته لي كلمات الأستاذ عبدالرحمن الخضري مدير الإدارة.. إذ قال لي:

«أم هذيل».. الأستاذ محمد الصانع (رحمه الله) انتقل إلى العمل مديرا للمركز العربي للتربية، وسأنتقل أنا - أي الأستاذ الخضري - لأعمل بدلا منه وكيلا مساعدا.. وستحلين أنت مكاني مديرا للتعليم الثانوي.»..

سألت نفسي ما رد الفعل لمن سبقني بوظائف المراقبة في إدارة أخرى؟

كيف أحافظ على ثقة الذين رشحوني واختاروني لحمل هذه المسؤولية، خصوصا أنني لم أعرف الواسطة طيلة حياتي طلبا للترقية؟ ترقيتي إذن تمت بناء على تقدير وتقييم قام به المسؤولون لأدائي.. فأكثرت من زيارة الإخوة من الكويتيين والوافدين من مديرين ومراقبين.. ولم أجد حرجا في الاستفسار عما أجهله، فأنا الآن مرشحة لمركز أعلى، والتشاور في أمور العمل دون الانفراد بالرأي منحني قدرة على اكتساب إيجابيات أكثر.

وقد حصلت على ما أردت.. واكتسبت القدرة على التصرف بمرونة تجاه الصعوبات التي لاقيتها.. فلدي الآن مهام أخرى تحتاج إلى رأي حاسم وقاطع في مواقف مختلفة، وإن استدعى الأمر المشاركة مع غيري من المسؤولين.

٭ تضاعف مسؤوليتي بتكليفي في لجان كثيرة ترأستها أو شاركت كعضو فيها.

٭ تسميتي كممثلة للوزارة في مجلس كلية الآداب.

٭ تعييني عضوا في لجان المناهج.

٭ رشحت بطلب من الديوان الأميري وبأمر صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) كعضو في لجنة الشباب التابعة لمكتب سموه آنذاك وبرئاسة د.سالم الطحيح.

فاستفدت من التجربة.. تعرفت على شخصيات علمية كثيرة منتدبة من جهات وزارية واختيار مجموعة من الطلبة المتفوقين للمشاركة، وأسعدني سماع وجهات نظرهم في كثير من الأمور التي طرحت.

لقد اكتسبت تجربة جديدة عندما رشحت لمرافقة السيدة مارجريت تاتشر وزيرة التعليم في بريطانيا، وقبل أن تصبح رئيسة لوزراء بريطانيا في أوائل السبعينيات ومعي السيدة أمل خالد جعفر.

وسعدت بلقاء صاحب السمو أمير الكويت في ذلك الوقت الشيخ صباح السالم الصباح.. وكذلك بلقاء سمو ولي العهد في الوقت نفسه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.. رحمهما الله.

ومازلت أذكر كيف عبرت السيدة مارجريت تاتشر عن إعجابها بمقابلة صاحب السمو الشيخ صباح السالم وسمو الشيخ جابر الأحمد الصباح، يرحمهما الله، وردت على استفسارات سموهما بخصوص الأوضاع العامة بالتعليم في بريطانيا. ولا تزال كلمات سمو الشيخ صباح السالم - يرحمه الله - للسيدة تاتشر وهو يصف لها الكويت بقوله:

إننا نسميها «مرزوقة» وأتذكر أن الأستاذ إبراهيم الشطي فسر لسيادتها المعنى بأن الكويت عطاء ورزق من الله تعالى.

كانت أحاديث سموه - رحمه الله - رغم مسؤولياته كحاكم دولة، لا تخلو من الطرافة والسلاسة.. كلمات سمو الشيخ صباح السالم - يرحمه الله - ونحن نودعه، ونقدم له الشكر لإتاحته الفرصة لمقابلته استوقفتني:

«سعاد بنتي أعطي السيد هذا». كان يقصد بالسيد والدي رحمه الله.. ما قدمه لي «فلتر» للسجائر.. بقصد تخفيف حدة النيكوتين وتنقية دخانها.. وأكمل سموه رحمه الله: السيد مدخن.. سلمي عليه».. مازلت محتفظة بذلك بعد وفاة والدي رحمه الله.

أشعرتني كلمات سموه - رحمه الله - بأنني في جو عائلي يخلو من الرسميات، ويسوده الاحترام والتقدير.. كان جوا يسوده الحب والود والتواضع الذي تميز به حكامنا.

ومازلت أذكر حديث سمو الشيخ جابر - يرحمه الله - وهو يحدث السيدة تاتشر عن التعليم العام والتعليم الجامعي كأساس للتنمية وبناء الدولة.. كلمات سموه اتسمت بالوضوح وعمق المتابعة.



سعاد الرفاعي.. التربوية الأصيلة

سعاد السيد رجب الرفاعي (أم هذيل) اسم ارتبط مع التعليم في الكويت، فقد نشأت في كنف والدها رجب الرفاعي الذي كان مديرا لدائرة المعارف وعضوا في مجلسها في الخمسينيات من القرن الماضي، وله اهتمامات أدبية وثقافية، ومعروف عنه انفتاحه واهتمامه وتشجيعه على تعليم المرأة، هذا الوالد دفع بابنته الى المدارس النظامية للبنات في بداية نهضة الكويت التعليمية، وعندما أكملت الثانوية العامة أرسلتها دائرة المعارف ضمن مجموعة اخرى من الطالبات الى مصر لتكملة الدراسة الجامعية، فالتحقت سعاد في جامعة عين شمس، وحصلت على بكالوريوس الفلسفة وعلم النفس في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وعادت للكويت مليئة بالحماس والرغبة في إعطاء الوطن بقدر ما أخذت.

وقررت ان مجال عطائها هو التعليم فعملت مدرسة في المرحلة الثانوية، ثم تمت ترقيتها لتكون موجهة فنية، ثم موجهة اولى فمديرة للتعليم الثانوي، واخيرا وكيلة مساعدة لشؤون التعليم العام، فتميزت بالإخلاص والمثابرة والالتزام والقدرة على الاتصال الفكري والتواصل الإنساني مع العاملين من جميع المستويات والتخصصات بمن في ذلك أولياء الأمور وحتى الطلاب والطالبات، وهذه صفات التربوي الأصيل، وكانت لا تتردد في إبداء رأي مخالف أو اتخاذ قرار حاسم في اي أمر من الأمور.

٭ من أبرز العاملين في المجال التربوي.

٭ تخرجت في كلية البنات ـ بجامعة عين شمس المصرية ـ تخصص علم النفس والاجتماع سنة 1961م.

٭ أول موجهة كويتية لمادة الاجتماعيات في وزارة التربية التي انخرطت في سلك العمل بها منذ تخرجت.

٭ صارت مديرة لإدارة التعليم الثانوي بالوزارة المذكورة.

٭ صارت بعد ذلك وكيل وزارة مساعدا لشؤون التعليم العام، وبقيت في عملها هذا الى ان استقالت في سنة 1991م.



دموع رجال في رحيل أبو هذيل

الكويت: 2009 - سوق السالمية - سيتي سنتر Star bucks



دموع المرأة لا تثير الاستغراب، فهي نتيجة لألم أو لفرح.. وقد يحسدها الرجال على ذلك، فالبكاء يخفف عنها بعضا من ضغوط الحياة.. أما دموع الرجل فإنها لا تتساقط إلا لضرورة تتخطى حدود السيطرة. وعلي أن أبتعد عن المواقف الشخصية أو الخاصة.. وأكتفي بذكر مواقف سمعت عنها ورأيتها وأحسست بها عبر «شهقات» تسللت إلى أذني عبر الهاتف.. أو ما رأته عيناي من دموع سكبها رجال.. ربطتهم أواصر ود وتقدير ل «أبو هذيل».. بعد رحيله فكيف بي أنا وأبنائي إذن!

نتذكر كل المواقف، ونحن نزور قبره بعد تأدية التحية لوالدي وشقيقي رحمهم الله جميعا.. ترافقني في الزيارة ابنتاي ريهام ولميس، وابني هذيل متسربا من خفارته. أظل صامتة فليس للأمور استجابة.. أقطع صمتي بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، إنها خاطرة تؤلمني.. وأكاد أسمع من يقرؤها وهو يردد: «كان الله بعونك يا سعاد».. إنهم رجال كثيرون عرفناهم.. وصديقات كثيرات ارتبطنا بهن «سعاد فقدته، الله يرحمه ويصبرها» ويعينها على تقبل الحياة بدونه.

لقد أمدني الله بقدرة على تحمل المصاب.. والتسليم بقدره.. فالحياة بألوانها وتقلباتها لم تبخل علي بأن أتغلب على المواقف المؤلمة لأوفر الاستقرار لابنائي وأحفادي.

إذا جف مداد قلمي.. فهناك بديل له من بين مجموعة أقلامي التي أحرص على جمعها من مكتبة Raymon «رايمن» قبل مغادرتي لندن.. البديل لقلمي من المجموعة التي أحتفظ بها يسبقني بانسياب دون جهد مسجلا سطرا دون الآخر. وكأنه ينافس ما في ذاكرتي من مخزون الذكريات أو الخواطر.. ولا أدري لمن الغلبة.. فقلمي بين أناملي.. وأعتقد أنه لن يخرج عن طاعتي.. فأختار ما أكتبه وفقا لما أريد حتى لا يتسرب بعضه إلى قاع الذاكرة.. فأستعين بتسجيله وإعادة قراءته.. فهي تسعدني رغم مرارة بعضها.

كم عقدا مر حتى تتراءى لي فجأة «ثانوية الجزائر» بمنطقة الشامية.. عندما خصصتها وزارة المعارف في ذلك الوقت - التربية حاليا - لتكون بديلا لثانوية الخالدية بنات بعد أن تحولت إلى مقر لجامعة الكويت.. ثانوية الجزائر لاتذكر دون أن تكون ل «وفيقة» السكرتيرة مكان بين السطور.. مكتبها ملاصق لمكتبي.. أجادت متطلبات العمل اليومي، لكنها لا تملك سرعة التنفيذ.. بخطواتها التي تتوازى مع بطئها في الكلام.. وهي وفية في علاقاتها وأدائها.. إنها واحدة من مجموعة شاركتني العمل كل حسب مؤهله ومتابعته.. «وفيقة» لاتذكر إلا أن يكون للعزيزة «نورة النشمي» - رحمهاالله - مكان هنا أيضا.. نورة أرادت أن تضيف إنجازا إلى العمل دون أن تشارك فيه.. التقطت بعضا من ملاحظاتي وحاولت أن تقوم بها.. أحبت طالبات المدرسة.. تعرفت على أولياء الأمور..ولها اجتهادات ذاتية دون أن توصي بذلك. شفيقة ولطيفة وحميدة مهتمات بعناية ونظافة المدرسة والمحافظة على ممتلكاتها، وغيرهن كثيرات من العاملات معي لسن بعيدات عن ذاكرتي. ويذكرني ذلك ببيت شعر كانت تردده دائما مدرستي المرحومة لطيفة الدباغ التي أتقنت اللغة العربية نثرا وشعرا.

جمال محمله واجراس بترن

وأيام مضت على البال بتعن





سهرة من أجل أم كلثوم

تعودت وأنا في الكويت، خلال مرحلة دراستي الثانوية، أن أستمع في فترة الظهيرة إلى أغنيات لكبار المطربين هربا من القيلولة التي كنت أمقتها.. وأتهرب منها فأستمتع بأغنية «همسة حائرة» من كلمات الشاعر عزيز باشا أباظة عندما يشدو بها محمد عبدالوهاب، بصوته ولحنه المتميز.. ألحقها بـ «أول همسة» و«الربيع» لفريد الأطرش، بالإضافة إلى قصائد تغنيها فيروز.. والتي لحنها الأخوان الرحباني.. كانت تلك من الأسطوانات البلاستيكية ذات سرعة 78 حسبما أتذكر.

في هذه الفترة لم أكن مستمعة جيدة لأم كلثوم، واكتفيت بما عرفته بأن الله تعالى قد منحها حنجرة انفردت بها.. وما عرفته أيضا عن حفلاتها الشهرية.. وبقيت أغنية «يا ليلة العيد» وكأنها خصصت لتلك الليلة فقط، ومن يومها إلى يومنا هذا يتجدد الاستماع إليها في كل عيد.

وعندما التحقت بالبعثة التعليمية التي أرسلتها الكويت إلى القاهرة.. سعدت بأول حفل حضرته لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.. حيث لم يأت مثيل لها في الأداء حتى الآن واستحقت إطلاق اسمها على أحد ميادين القاهرة.. وعادة ما كانت حفلات أم كلثوم تبدأ في نفس موعدي مع قراءة أحد الموضوعات البسيطة في كتاب أو في مجلة متهيئة للنوم.. مما ضيع علي الاستماع والاستمتاع بصوتها فقلت لنفسي لتكن لي تجربة جديدة.. ولتكن لي ليلة تختلف عن غيرها من الليالي.. كنا مجموعة من ست طالبات: لطيفة الخالد وغنيمة الغربللي ودلال المشعان وسبيكة الفهد ومريم الغربللي وأنا (سعاد السيد رجب) تصاحبنا «أبلة خديجة» المشرفة المتأنقة دائما بملبسها وشعرها الاشقر القصير وبحركاتها اللماحة وجديتها في التعامل، واشتهرت بمتابعتها في الإشراف للسكن والعاملات به، وحرصها على أن تتسلم كل طالبة ملابسها بعد كيها ليتسع المجال لمجموعة أخرى للذهاب إلى الحفل الشهري لتلك الأسطورة.. الذي كان يقام يوم الخميس الأول من كل شهر.

حديثي عن «أبلة خديجة» لم يفوّت علي وصف أول حضور لنا لأول حفل يقام في أول قناة نظامية مصرية بثت إحدى السهرات «أبيض وأسود» للأسطورة الرائعة.. في أول حفل حضرناه مع مشرفتنا.

أول ما بهرني في الحفل نوع الجمهور الحاضر.. الصفوف الأولى في الصالة تحتلها شخصيات لها مكانتها الاجتماعية والعلمية والسياسية.. إضافة إلى شخصيات عربية معروفة من دول الخليج.. عرفنا من بينهم أكثر من شخص من كبار الشخصيات الكويتية، وكم بدا كل منهم متفاعلا مع النغم وبأداء سيدة الغناء الراقية في مظهرها ومكانتها.. أما الشاعر أحمد رامي فكان مميزا باستمتاعه ومتابعته فهو صاحب الكلمات المؤثرة المنسجمة مع ألحان الموسيقار السنباطي، أو ألحان عبدالوهاب وآخرين من كبار الملحنين.

استمر حضورنا الشهري لحفلات أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر لنسمع ثلاث «وصلات» وينقلها عبر الأثير ميكروفون الإذاعة، ويعلق عليها في بداية الحفل وعند نهايته أو نهاية كل وصلة صوت المذيع المبدع جلال معوض، فأجواء تلك الحقبة لم ولن تتجدد بكل محتواها.

عدد المشـاهدات: 3966


 
حجم الخط
243505-5p8-9.jpg

حجي عبدالرازق العصفور (قاسم باشا)
243505-4p8-9.jpg

حجي العصفور متحدثا للزميل منصور الهاجري
243505-200p8-9.jpg

حجي العصفور مع حفيده فهد
243505-2p8-9.jpg

الحداق من الهوايات ذات الشعبية
243505-3p8-9.jpg

اللاعب بدر حجي في إحدى المباريات
243505-6p8-9.jpg

243505-100p8-9.jpg

243505-003.jpg

فهد بدر حجي .. هذا الشبل من ذاك الاسد
243505-1p8-9.jpg

اطفال يمارسون لعبة شعبية في الفريج



    • عملت في وزارة الإعلام بالمطبعة ورشحت للسفر إلى إلمانيا
    • الوالد كان نوخدة في لنج المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح منذ عام 1961
    • الزواج في الماضي كان يعتمد على الخطابة وكانت له طقوس مختلفة
    • التحقت بمدرسة السالميةودرست لمدة عام في «أبوحليفة» وكانت بيتا من الطين
    • أهل والدي ووالدتي سكنوا أبوحليفة وكانوا أصحاب سفن للغوص
    • بدر حجي ولدي عندما انضم للمنتخب كان أصغر لاعب بالفريق وحصل معهم على كأس الخليج عام 1998
    • احترف بدر حجي في نادي الشباب السعودي واعتزل اللعب دوليا عام 2002
    • في طفولتي كنت ألعب الكرة بالفريج مع الأصدقاء ونذهب إلى البحر للسباحة وصيد الأسماك ونلعب الألعاب الشعبية
    • أحببت كرة القدم منذ الصغر وشاركت بالمدرسة في فريق اسمه الداحس كان رئيسه المرحوم عيسى العصفور
    • تركت الدراسة بسبب الحداق وكرة القدم وصيد الطيور وكانوالدي نوخذة
    • أدركت أم جدي وعاشت حتى عمر 110 سنوات وكانت تقوم بدور الطبيبة الشعبية
    • أهوى صيد السمك والحداقبالخيط وأذهب مع حفيدي والأصدقاء إلى الطبعانة والدفان والجزر
    • عندما تم تثمين بيت والدي انتقلنا من الشرق إلى السالمية عام 1959
    • ولدت بفريج المطبة في منطقة شرق وسمي كذلك لأنه كان به مكان مرتفع والأولاد «يطبون» منه
كتب: منصور الهاجري
تاريخ الكويت مليء بقصص ومواقف الكفاح والنضال من أجل الحياة الكريمة في ظروف صعبة عاش فيها الآباء والأجداد.

ضيفنا هذا الأسبوع حجي عبدالرزاق العصفور يقلب بعض الصفحات من الماضي حتى نرى من خلالها كيف كانت تسير الأمور في حياة الأجيال السابقة. يحدثنا عن ميلاده وطفولته في فريج المطبة بمنطقة شرق وكيف كان يلهو مع أصدقائه والبحر والسباحة والألعاب الشعبية، وحبه لكرة القدم منذ الصغر، ثم يتطرق إلى تثمين بيت والده الذي انتقلت بعده العائلة من الشرق للسكن في السالمية عام 1959. يتناول حجي العصفور بالشرح بعض الجوانب الاجتماعية قديما من مثل الزواج وكيف كان يتم والخطابة والمهر والدزة. كما يتكلم عن العائلة وعملهم في البحر وسكنهم في «ابو حليفة». كذلك يحدثنا ضيفنا عن ولده اللاعب السابق بدر حجي الذي لعب لمنتخب الكويت في التسعينيات وحصل معهم على كأس الخليج عام 1998، ويوضح لنا أن العائلة مهتمة بالرياضة ويمارسون كرة القدم جيلا بعد جيل. كل هذا وغيره من التفاصيل نتعرف عليه من خلال هذا اللقاء.

يبدأ حجي عبدالرزاق حسن العصفور حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن بداياته الأولى فيقول:

ولدت في الكويت بالشرق بفريج المطبة وعائلتي من رجال البحر وادركت والدي وعمامي وجميعهم يعيشون في المطبة وعرفت بهذا الاسم نسبة لمكان مرتفع الأولاد يصعدون (ويطبون) منها للأسفل فعرفت بالمطبة.

الأرض مرتفعة ونازلة وكنت العب كرة القدم بالفريج مع الأصدقاء ونذهب الى البحر للسباحة وصيد الأسماك ونلعب الألعاب الشعبية الموجودة آنذاك، والمطبة فيها مجموعة دكاكين وفيها مدرسة النجاح، وكانت البيوت مبنية من الطين وموقع بيت أجدادي لجنة المناقصات حاليا بالشرق حتى الدوار مع بيوت خوالي وعمامي.

كرة القدم

وعن حبه لكرة القدم وممارسته لها صغيرا يقول العصفور:

لعبت بالفريج مع الأصدقاء كرة القدم وبعدما التحقت بالمدرسة شاركت بالفريق واذكر ان فريقنا اسمه الداحس وفرق أخرى اسمها الندوة والنهضة وبعد ذلك تغير الاسم الى فريق البحري وبعض اللاعبين انتقلوا ودخل لاعبون جدد. ورئيس الفريق المرحوم عيسى العصفور، وعبدالله الديهان ومجيد السماك وابراهيم السماك ويوجد فريق آخر للكبار واذكر اولاد بورسلي والديهان واذكر مسجد المطبة ونصلي المغرب فيه بعد خروجنا من المدرسة والناظر عبدالله حسين والوكيل عبدالوهاب الزواوي واذكر من الطلبة علي العصفور ولد خالي وابناء العصفور وراشد العصفور وكثيرا من أبناء الشرق، والبداية عام 1954 في مدرسة النجاح حتى عام 1958.

تثمين البيوت

أما قيام الدولة بتثمين البيوت وتأثير ذلك عليه شخصيا فيقول عنه ضيفنا:

الدولة باشرت بتثمين البيوت داخل الديرة وبيت الوالد واحد من تلك البيوت فانتقلنا من الشرق الى السالمية حيث ان الوالد اشترى بيتا هناك وذلك عام 1959، وكان البيت خلف المطافئ، والتحقت بمدرسة السالمية عام 1959 والناظر كان اسمه زكي عبدالفتاح مصري الجنسية، وكان هناك أصدقاء وطلبة لأول مرة التقي معهم، وكنت في الصف الرابع الابتدائي وكذلك دخلت مدرسة ابوحليفة وكانت بيتا من الطين ولمدة سنة واحدة.

النشاط الرياضي

لعبت كرة القدم بالفريج مع أبناء الحي وكانت البداية وبعدما انتقلنا الى السالمية زاولت لعبة كرة القدم وكونا فريقا ومعي محمد عبدالوهاب الغرير واسمه (قطعة 13) وكنا نتدرب ونلعب يوميا ونقيم مباريات مع فرق الرميثية والسالمية واذكر في عام 1991 زاد عدد الفرق مثل السلام والأوسط والوحدة والمنتصر وكنت ألعب معهم والفريق في الرميثية. وفيه اسماعيل الطباخ وعدنان حبيب ومجموعة أخرى وبعد ذلك وبعد استقلال الكويت 19/6/1961 تكون فريق الاستقلال فانتقلت لهم.

وكنت العب دفاعا وكذلك كنت العب بفريق آخر مع د.مصطفى جوهر والمرحوم احمد السرهيد وعبدالعزيز القندي يلعب هجوما والمرحوم علي دكسن وكان فريق الاستقلال قويا جدا ومعنا مرتضى جوهر ومجموعة متفاهمة وأكملت دراستي.

واذكر ان الرئيس محمود بن غيث ومعنا المرحوم مسباح المسباح ومرتين فاز الاستقلال بالدوري الذي كان يتكون من الاستقلال والسلام والوحدة والأوسط وكان الكبار يشترون الملابس لنا.

وحتى عام 1964 تأسس نادي السالمية وتكون من الفرق التي ذكرتها. وكان مدرب نادي السالمية المرحوم حسن الشيوي وتدربت مع لاعبي النادي وخرجت من المدرسة بسبب الحداق والكرة والحبال وصيد الطيور وقت الامتحانات وكان مستواي العلمي أقل من المتوسط بسبب الهوايات، والوالدان أميان والوالد مهتم بالبحر وهو نوخذة، وكان ترتيبي الثالث بين الاخوة وابلغت الوالد بعدم رغبتي في الدراسة وكنت ضعيفا في اللغة الانجليزية وكذلك في الرياضيات وتجمعت هذه الأسباب فتركت المدرسة – مثلا يعطونا القسمة المطولة الطلبة يحلون ويجاوبون بالقسمة العادية وضعيف باللغة الانجليزية والرياضيات ومادة العلوم يشغلون لنا فيلما علميا عن الجراد والذي كان يتواجد في الكويت بأعداد كبيرة تسد الشمس ومما أتذكر عندما سكنا في أبوحليفة كان الجراد كثيرا.السكن في أبوحليفة

جد والدي اشترى بيتا في ابوحليفة وكان اول رجل من عائلة العصفور يترك منطقة الشرق، وكذلك علي العصفور والد جدتي ايضا سكن ابوحليفة، فأهل والدي واهل والدتي سكنوا ابوحليفة وكانوا اصحاب سفن للغوص، حاليا المجتمعات في ابوحليفة كانت سفنهم ترسو في هذا المكان.

جدي علي محمد موسى العصفور وجدي سعد العصفور لم يسكنا ابوحليفة، وكان عندهم سفينة نوع البغلة وجدي اشترى جالبوت اسمها سلمى والثانية الوحدة وهي طويلة نوع الجالبوت.

وخالهم عبدالله في ابوحليفة ارسله المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح امير الكويت الى ابوحليفة لكي يعلم الاولاد ويعمل امام مسجد في ابوحليفة، والدي وعمي رفضا الذهاب الى ابوحليفة لكن والدهم كان هناك وقد اشتروا فسكر لصيد السمك حاليا مكان الفندق وحصلوا على تعويض.

جميع الكبار من عائلة العصفور انتقلوا الى رحمة الله عائلة العصفور فرعان نواخذة السفن الشراعية في الكويت والفرع الثاني العصفور الذين سكنوا ابوحليفة وعندهم سفن غوص.

سعد عبدالله العصفور ايضا رجل دين ومطوع ومدرس في ابوحليفة علم ابناء الجابر وابناء الشملان وابناء الجري وآخرين لايزالون يذكرونه، حاليا موجود عيد محمد الهملان من الشخصيات المعمرة في ابوحليفة ركب سفن الغوص مع اهلي العصفور.

وابوحليفة فيها مدرسة واحدة وبعد ذلك الوالد رجع الى الشرق والتحقت بمدرسة النجاح عام 1955 وبعدها السالمية المتوسطة، وبعد ذلك تركت الدراسة عام 1964.

امضيت سنة من دون دراسة، وعمل فقط باشرت تربية الحمام نوع القلابي وهو من انواع الطيبة (يقلب ويلوت)، ويطق روس، ونأخذ بيض القلايب ونضعه تحت الحمام الدشي وننتج نوعا جديدا من الحمام، وبعد ذلك بعت الحمام واكل الحمام الشعير واحضر رمل البحر وأفرشه تحت الحمام.

العمل في الوزارة

يتحدث العصفور بعد ذلك عن عمله في الحكومة قائلا: التحقت بالعمل في وزارة الاعلام (الارشاد والانباء قديما) وعينت في المطبعة، وكنت الدفعة الثالثة عام 1964 واول دفعة عام 1958 ورشحت للسفر للدراسة في المانيا، لكن لم اذهب وتدربنا في الكويت على مكائن المانية والذي دربنا مساعد بزيع ابونايف وكانت المطبعة في سرداب الوزارة والطابق الاول والوزارة تتكون من ثمانية طوابق.

وعينت في قسم الكراسات مثل مجلة العربي ودفاتر المدارس والعمل يدوي ومكائن والعاملون من الكويتيين والمصريين والفلسطينيين.

وعدد العاملين في قسم الكراسات ثمانون موظفا وعاملا ومعنا مراجعون، والمسؤول علينا سلطان السند ومبارك السداني وسليمان شعيل وبعد ذلك عينت رئيس قسم وكان الراتب خمسة واربعين واعطيها للوالد وكذلك كنت اشتغل اضافي واستلمها آخر كل شهر بالاضافة للراتب اخرج من البيت الساعة الخامسة صباحا وكنا نسكن في السالمية والتاكسي ينقل الواحد بخمسين فلسا وكنت اذهب الى المطعم خلف الوزارة وبدأنا نطالب المسؤولين بالزيادة وتمت الموافقة على زيادة دينار واحد للاضافي فتستلم مبلغا زيادة على الراتب، وبعد سنوات من العمل انتقلت.الحداق وصيد السمك

بعد التقاعد، اشتريت طرادا وباشرت العمل في صيد الاسماك مع الاصدقاء واولادي واحفادي مثل فهد بدر وعذبي بسام، البحر حاليا تغير عن الاول ما فيه سمك كثير وخاصة صيادي السمك اصحاب الطراريد قراقير وخيط وشباك وعدة.

استخدم الصيد بالخيط مع احفادي واصدقائي ايام العطل، وفي صباح يوم الجمعة، واشتري المعدات من ابراهيم الفيلكاوي.

اللاعب بدر حجي

بدر ولدي وعندما كنت العب الكرة ايضا كنت العب معه الكرة في البيت وهو ابن عشر سنوات وآخذه معي الى الملاعب وافسح له المجال للعب في الملعب، وكنت اهتم به وفي المدارس وخاصة في متوسطة الرميثية والثانوية كان يلعب ويحصلون على بطولات.

ابناء العائلة يشجعون نادي العربي وايضا والدي منذ ايام نادي العروبة كان معهم ويشجعهم وقال الوالد روح مع بدر للنادي العربي وعرضت على المسؤولين بالنادي ولكنهم اعتذروا بقولهم اللاعبين عندنا عددهم زايد وكبير وبدر راح لنادي السالمية والتحق معهم.

وبدأ اللعب واحيانا احتياط وكان مدربهم مصري ولكن منعته عن اللعب لفترة لكي ينتبه للدراسة وخفت عليه من الرسوب.

خوال بدر هم فهد وسعود الحميضان كانوا في نادي كاظمة، ولما بلغ عمره اربعة عشر عاما ذهب الى النادي وكذلك اخي نواف لعب في نادي السالمية وحضرت له مباراة.

ابني بدر باشر اللعب تحت دوري اربعة عشر في نادي كاظمة، وصار هداف الدوري، وعندما وصل عمره السابعة عشرة لعب درجة اولى احتياط وكان ينزل للعب، وصار في الدرجة الاولى.

وقبل الغزو العراقي اول سنة صار مع منتخب الكويت واثناء غزو الكويت كان في فرنسا مع المنتخب وكان بدر اصغر واحد وشجعه الشهيد الشيخ فهد الاحمد، وبداية التسعينيات بعد التحرير كان بدر من احسن لاعبي الخليج العربي، وفي العام 1996 شارك في دورة الخليج في سلطنة عمان ومعه عبدالله وبران وبدر حجي الثاني وبدر من اللاعبين الممتازين وحصلوا على بطولة الخليج عام 1998 وعبدالله وبران وبدر حجي وجاسم الهويدي وبشار عبدالله الجيل الثاني بعد جيل جاسم يعقوب واللاعبين الذين كانوا معه وفواز بخيت دعموا واكملوا الجيل، وفي عام 2000 اعتزل بدر حجي والسبب انه بدأ الضعف عند اللاعبين وضعفت الرياضة، فشعر بنفسه وهو بالقمة فاعتزل عن المنتخب وبقي يلعب للنادي وقبل اعتذاره، ولعب مع النادي وكرم حتى عام 2002.

كما لعب بدر حجي محترفا مع السعودية في نادي الشباب بالسنة نفسها التي حصلوا فيها على كأس الخليج عام 1998 ونادي الشباب دفع اكثر فصار معاهم لمدة عام.

اللاعب بدر حجي حصل على الكارت الاحمر مرتين طوال فترة لعبه وفي احدى المباريات كنت جالسا على المدرج وكانت المباراة بين السالمية وكاظمة على ملعب السالمية والكرة جاءت خطأ وحسبت على كاظمة، الكرة ضربت بدر وانتقلت الى الحكم علي مندني فرأى بدر واعطاه الكارت الاحمر وطرده من الملعب وتلك المرة الاولى، والمرة الثانية كانت المباراة بين نادي الفحيحيل ونادي كاظمة وحارس المرمى ذهب الى اللاعب الذي ابتعد عنه وضربها على المرمى بدر مد يده والحارس خارج المرمى.فالحكم احتسبها ضربة جزاء وطرد اللاعب بدر حجي بالكرت الأحمر.

هكذا طرد اللاعب بدر من الملعب مرتين طوال فترة ممارسته للعب، بدر كان متعمدا ضرب الكرة بيده، اللاعبون والحكام دائما يشكرونه لأنه لاعب نظيف وصار مدربا في النادي ولم يستمر باللعب.

فهد بدر حجي

استكمالا للحديث عن النشاط الكروي في العائلة يقول العصفور:

ثلاثة أجيال اهتمت بالكرة والدي مهتم باللعب منذ أيام نادي العروبة بالشرق، وكذلك كنت ألعب، وكان والدي يأخذني معه للملاعب ولعبت بالفريج ومع نادي السالمية ومع مدرسة السالمية المتوسطة وابني بدر حجي لاعب نادي كاظمة وهذا الشبل فهد بدر حجي في طريقه مع نادي كاظمة، هكذا يلعب فهد مع نادي كاظمة الرياضي النادي الذي كان والده يلعب معهم، وحاليا يلعب تحت 12، وقد بدأ اللعب مع القادسية والوالد قال له ننتظر وبعد ذلك التحق مع نادي كاظمة وبعد سنة مع بداية الدوري المدرب كابتن جابر دشتي كان معه بدر المرزوق واحمد عبدالعزيز البنوان وعبدالرحمن الملا وفيصل الطراروة وصالح العسق ومحمد العطار وعلي صادق الحارس وكان حيدر أيضا حارسا، وكان الوحيد من اللاعبين الذي كان والده لاعبا في نادي كاظمة، فيصل أنور الطراروة ترك النادي ويوميا يذهب فهد الى النادي للتدريب وحاليا يقلل من الذهاب بسبب الامتحانات وصانع ألعاب ويلعب بنفس المركز الذي يلعب به والد بدر حجي.

وعن بعض الأمور الفنية يقول فهد بدر: اللاعب لازم ومن الضروري ان يستلم الكرة بالصح بالصدر أو بالقدم وأحيانا بالرأس ولم أحاول اللعب حارس مرمى فجسمي ضعيف ولست طويلا وليس عندي القدرة، وأما بالنسبة للمستقبل ارغب بالتواصل واصل للأعلى وربما أكون أحسن من والدي بإرشاد المدرب وجدي ووالدي اللذين سبقاني باللعب أما بالنسبة للتحكيم فلا يوجد عندي رغبة فقط رغبتي باللعب مثل والدي بدر حجي أو بعد اللعب اصير مدربا.

أنا من الجيل الثالث جدي والدي وأنا وكنت أشاهد والدي وهو يلعب وسألته عن اللعب وعن جدي فقال والدي انه كان يلعب مع النادي العربي.

وقال والدي ان جدي حجي ترك اللعب مع تقدم العمر وبعد ذلك اشتغل وانشغل بالعمل.

وفي البيت العب معهم كرة ونتدرب مع بعض.

ويعلق ضيفنا حجي العصفور على ذلك قائلا: فهد له مستقبل كروي كبير واذا استمر فسيكون بارزا بين اللاعبين الآخرين وإن شاء الله نحن مهتمون به ولكن لا نريد ان ينشغل عن الدراسة فهي مهمة لمستقبله.

الحداق وصيد السمك

يحدثنا العصفور عن هواية الصيد التي يحبها كثيرا فيقول:

أهوى صيد السمك والحداق بالخيط فاشتريت طرادا متوسط الحجم ويذهب معي حفيدي فهد وهو جيد في صيد السمك نروح الطبعانه والدفان والجزر وهو معي مع الأصدقاء، وفهد بنفسه يرمي الخيط ويصيد بنفسه فهو هاوٍ للحداق مثل جده ووالده.

ومن يصيد سمكا أكثر اعطيه 5 دنانير ويشاركهم الطباخ في الصيد وفهد مثلما هو ممتاز بالكرة فهو أيضا ممتاز في صيد السمك.

يقول فهد ان اختلاف أرضية الملعب تؤثر على اللاعب بمعنى ان الملعب المزروع أفضل من ملعب الرمل، ويؤثر على الركبتين والأرض صلبة أما على الثيل يعطي القدمين راحة وسهولة للاعب الكرة في الكويت في تقدم مع أبناء جيلي ومن سيأتي من بعدي وارجو الاهتمام بالجيل الحديث ونعيد ماضي الكويت لمستقبل زاهر في الكرة الكويتية وتقدمها.

حاليا العب مع كاظمة ومهما أعطيت من مغريات مادية فلن اترك نادي كاظمة النادي الذي ضم والدي ولن انتقل لأي ناد آخر.

البيت الكويتي والمرأة الكويتية

في خضم حديثه عن الماضي ولحظاته الجميلة، يتطرق حجي العصفور لموضوع مهم وهو المرأة في المجتمع الكويتي فيقول: بيت عائلة العصفور كبير ويضم مجموعة من رجال ونساء العائلة، كانت المرأة الكويتية عليها اعباء كبيرة في البيت، كانت الزوجة والام تطبخ الاكل وتغسل الملابس وتنظف وتشرف على تربية ابنائها وتحلب الاغنام وتخبز، عندما كنت صغيرا كنت امسك الماعز (السخلة) للوالدة وهي تحلبها ورفست برجلها اثناء الحلب فطارت الطاسة وسقط الحليب على الارض.

وكان عندنا في البيت عدد سبع ماعزات سخول واثنين بربرية ونعجتين ودجاج كثير للبيض وعدد افراد البيت كان كبيرا، والعمل في البيت موزع على زوجات الابناء والكنة كل واحدة عليها يوم بالعمل في المنزل تجهز كل شيء والبنات يساعدن الكنات وام الزوج تدير البيت بكل هدوء والعمل مستمر والام العودة ايضا لها دور في البيت وهو الاشراف وتجهيز المواد الغذائية والتي نقول عنها الماچلة.

ادركت ام جدي اسمها زريفة بوحمدي وكان عمرها 110 سنوات، وكانت الوالدة تمشط شعرها وكانت تتحرك. وقبل ذلك العمر تقوم بدور الطبيبة الشعبية وكانت تخرج من البيت تذهب الى اختها بالفريج الثاني اسمها عائشة بوحمدي.

وحاليا الامراض مختلفة، قديما كانوا يشتكون من امراض كثيرة والدواء الشعبي هو العلاج للمرضى، والامراض حاليا دخلت علينا مع الهجرة للوافدين فانتشرت الامراض في المجتمع الكويتي، اجدادي مدفونون في المقبرتين الموجودتين في شارع خالد بن الوليد.

اخواتي درسن عند المطوعات قراءة القرآن الكريم، فكنت اذهب معهن وادرس عند المطوعة القرآن الكريم، خاصة ايام الصيف، والدي تزوج والدتي بنت عمه والاثنان من عائلة العصفور اما زوجتي فمن عائلة الحميضان.

الخطبة والزواج

ينتقل ضيفنا بعد ذلك للكلام عن الخطبة والزواج وكيف كانت الامور تتم في الماضي فيقول: قديما الزواج اما من بنت العم او احدى بنات العائلة او الام تطلب من الخطابة التي تبحث عن امرأة من احدى العائلات، فأم الولد الذي يرغب الزواج تطلب من الخطابة وهي بدورها تبحث واذا ما حصلت على عائلة وعندها بنات تسأل عن بنتهم وتعرض على ام راغب الزواج، بذلك الوقت الفتاة وهي تعرف كل شيء عن البيت من طبخ وتنظيف وغسيل الملابس، لأن امها تعلمها وتعدها لبيت الزوجية.

الخطابة تبلغ ام الولد وهي بدورها تذهب الى البيت الذي وصفته لها الخطابة وتدخل عندهم، بعض العائلات يطلبون من ابنتهم تقديم الشاي والبعض يخاف عليها فلا تظهر، البنت فقط على وصف الخطابة، اذا الفتاة عجبت الام تمت الخطبة وتقدم النساء للخطبة وبعدهن الرجال وعائلة الزوج يقدمون المهر والدزة، ملابس للزوجة، اثناء الخطبة البنت لا تعرف ان الحاضرين جاءوا لخطبتها وام البنت تخبر الاب وام الولد تخبر الاب.

ويتفق الابوان على يوم الزواج بعد الدزة والمهر وتتم دعوة الضيوف ولا يوجد بطاقات دعوة لكن عن طريق المعرفة والاتصال وفي المسجد والجيران والاقارب.

ليلة الزواج البعض يحضر فرقة شعبية لزفة المعرس على عروسته في بيت والدها، ويبقى اسبوعا عندهم يأكل ويشرب وبعد اسبوع يتحول من بيت اهل الزوجة الى بيت والده وقد جهزت غرفته بالاثاث البسيط وتبقى الزوجة في بيت زوجها واول اسبوع من التحول تجهز نفسها لزيارة اهلها.

وبعض العائلات يزوجون اولادهم من بنات العم او العمة او بنات الخال والخالة، فلا يحتاجون لخطابة وانما بالتفاهم بين الرجال والاخوة او الاقارب.

زواجي من أم العيال

اما عن زواجه، فيقول العصفور: بعد العمل وتثمين بيت الوالد، قال يا حجي انت رجل وفي مرحلة الشباب وموظف وارغب في ان تتزوج والوالدة كذلك عرضت علي ان اتزوج.فقلت للوالدين اللي تشوفونه، فقال الوالد من تريد من بنات العائلة وعندي اثنتان من بنات العم الاولى قالت أريد أن أكمل تعليمي، والثانية لم أرغب في الزواج منها لأني عشت معها منذ الطفولة، فاعتبرتها كأختي، ولكن الاختيار كان من نصيب زوجتي أم أولادي وأهلها بعيدون عن عائلتي، ولكن النصيب هو الأقرب، حيث كنت في زيارة عند الأقارب إحدى الحاضرات قالت: ما تزوجت، فقلت: بعد حتى الآن، فقالت اعطني تلفون البيت، أريد أتحدث مع والدتك، وبعد فترة الوالدة بلغتني أنها شافت إحدى بنات العائلات فتقدمت الوالدة لخطبتها وذهبت مع الوالد والرجال، وتمت الموافقة ودفعت المهر وتمت كتابة عقد الزواج، وتم الزواج من أم الأولاد، ولكن ولله الحمد انها من عائلة طيبة ولانزال نعيش في بيتنا مع أولادنا على خير ونعمة، وقد رزقنا الله بالأولاد بدر وبسام وخالد وعبدالرزاق، وابنتين، اثنان من أولادي ضباط شرطة.

الكويت والشعب الحبيب

نحن حاليا في الكويت نعيش حياة رغدة وحلوة ورفاهية في ظل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، والشعب الكويتي والجيل الحالي الذي لم يدرك متاعب الآباء والأجداد يعيشون حياة كلها راحة ونعمة، نحن في الكويت ظروفنا المعيشية أفضل من كثير من شعوب العالم المتحضر، ينبغي معها أن نحمد الله ونشكره.

الوالد نوخذة

يتحدث حجي العصفور عن والده وحياته فيقول:

عين الوالد نوخذة في سفينة المغفور له الشيخ جابر الأحمد، وذلك عام 1957 ومعروف عن عائلة العصفور أنهم رجال بحر نواخذة غوص وسفر، وكذلك تم تعيين خالي إبراهيم العصفور أيضا نوخذة، وهو خال والدتي، والمغفور له الشيخ جابر الأحمد كان يحب الغوص، نقل الوالد من «التربية» وخالي ابراهيم في «الأشغال»، وتم نقلهم للعمل نواخذة في لنش الأمير، الوالد صار راتبه ألفا وثلاثمائة روبية وخالي ابراهيم ألفا وسبعمائة روبية، وذلك منذ عام 1957، وبعد ذلك عين في اللنج غواصا، الوالد بعد ذلك انتقل للعمل في لنج المرحوم الشيخ جابر العلي منذ عام 1961 الى عام 1976 نوخذة في اللنج، وكان يخرج الى البحر للنزهة وصيد السمك وكنت أذهب معهم ومعنا حمد السويدان، وكان يستخدم الساليه في صيد الأسماك، وحميد الحقان يقول الوالد انه في إحدى السنوات المرحوم شملان بن علي أيام الغوص يذهب الى جليعة العبيد وقال الوالد: يوما ما كان على ساحل الجليعة يلتقطون حطب من الأشجار للنار وحضر عندهم شملان بن علي وسألهم من أولاده، فقال الوالد نحن أبناء العصفور، فقال لهم شملان بن علي: قبل قليل من الوقت شاهدت ظبيا فرميته وأصيب وهرب إذا شاهدتموه فحاولوا أن تمسكوه وتخبروني.

يقول الوالد: قبل غياب الشمس شاهدنا ظبيا على شاطئ البحر مصابا وكان الوالد معهم ساليه فاتفق الاثنان على صيد الظبي ورموا الساليه عليه فتشربك بها الظبي وأمسكوا به، وذهبوا الى مخيم شملان بن علي وقدموه له وأعطاهم هدية حلوة ودهش بعدما رجع الى الكويت وذبحوا الظبي وأعطى الوالد فخذا من الظبي وشملان بن علي رجل كريم وكانت القصة عام 1920 جليعة العبيد وجليعة الاحرار كانت بندر للغاصة والوالد استمر بالعمل مع الشيخ جابر العلي، وفي عام 1976 أدخلني الوالد للعمل عند الشيخ، والوالد انتهى عمله وتقاعد وبقيت في اللنجات مع الشيوخ أبناء الشيخ جابر العلي، وكنا نذهب للحداق ونروح الجزر كبر وأم المرادم.

ونذهب الى الجليعة وبعد ذلك تقاعدت عن العمل، ولكن بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي التحقت بالعمل في وزارة التخطيط لأنهم طلبوا متقاعدين للعمل.

ونؤدي أعمالا إضافية فيها ولمدة ست سنوات.

عدد المشـاهدات: 4599


 
:حجم الخط
230979-7p8-9.jpg

المربي الفاضل سلمان عبدالله اللميع (محمد ماهر)
230979-new1p8.jpg

سلمان اللميع متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
230979-4p8-9.jpg

سلمان اللميع مع مجموعة من الأصدقاء والزملاء في مدرسة الشعيبة المشتركة بنين
230979-12p8-9.jpg

طلبة معهد المعلمين ـ الصف الأول مع مدير المعهد يوسف عبدالمعطي
230979-13p8-9.jpg

هوية عمل الوالد عبدالله فالح اللميع
230979-14p8-9.jpg

الوالد عبدالله اللميع مع بعض أبنائه فهد وسعد وأبوعبدالله
230979-11p8-9.jpg

(من اليمين) زبن دهيسان وخالد مبارك وركابي قاصد ومسلم فلاح وسلمان اللميع وجمال مبارك
230979-9p8-9.jpg

(من اليسار) فلاح الصواغ والنويعم وفهد ماضي وسلمان اللميع وراشد سعد وسعود بن فنيطل والزميل منصور الهاجري
230979-16p8-9.jpg

سلمان اللميع لدى عمله ناظرا لمدرسة ضرار بن الأزور الابتدائية بنين
230979-Ap8-9.jpg

العم مطلق اللميع
230979-15p8-9.jpg

سلمان اللميع في شبابه
230979-5p8-9.jpg

اللميع مع الإبل في صحراء الكويت
230979-3p8-9.jpg

..ومع مقناص العراق



    • تعلّمت في مدرسة الشعيبة وتم تعييني بها معلماً فصرت زميلاً لأساتذتي
    • التحقت بمعهد المعلمين بعد انتهائي من المرحلة المتوسطة لأنه كان أقصر طريق للوظيفة
    • تركت التدريس في «التربية» لأعمل مستشاراً لوزير الداخلية الشيخ علي صباح السالم
    • مارست القنص في برّ سوريةوكنا نصيد الحبارى والأرانب
  • كنت أصطاد الطيور مع أصدقائي ونذهب إلى الشاطئ الرملي ونسبح في البحر ونصطاد السمك بالمشخال
  • تعلمت التعامل الأبوي مع الطلبة من المدرسين عندما كنت طالباًوطبقت ذلك عندما عينت مدرساً في «التربية»
  • كنت أصغر طالب يلتحق بمدرسة الشعيبة وكنا نخرج إلى البر مع الأهل في الربيع ثم نعود إلى مقاعد الدراسة
  • غضبت من ناظر مدرسة الصباحية لأنه نقلني إلى «البخاري» ثم اكتشفت أن سبب نقلي تقاريري الممتازة
  • والدي عمل بالزراعة وركب البحر «غيص» مع النوخذة حمد بن زوير الهاجري
كتب: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الأسبوع سلمان عبدالله اللميع معلم فاضل قضى زمنا طويلا من حياته في هذه المهنة الشاقة التي تقوم عليها تربية الأجيال.

يقلب معنا في هذا اللقاء صفحات كتاب الذكريات في مشواره بالتعليم دراسة وعملا.

يبدأ الحديث عن طفولته المبكرة وكيف عاشها وماذا كان يفعل مع الأصدقاء، ويتحدث عن الشعيبة والحياة فيها قديما وغرقها بسبب هطول الأمطار الغزيرة عام 1967.

التحق بعد الانتهاء من المرحلة المتوسطة بمعهد المعلمين لأنه، كما يقول، كان أقصر طريق إلى الوظيفة. تم تعيينه في وزارة التربية وترقى في العمل بها حتى تركها ليعمل مستشارا لوزير الداخلية الأسبق المغفور له الشيخ علي صباح السالم، ثم بعد ذلك عمل مستشارا لوزير الأشغال العامة فهد اللميع.

يتحدث في الكثير من شؤون الحياة وكويت الماضي وغير ذلك من الأمور الشيقة التي نتعرف عليها في تفاصيل هذا اللقاء.

يبدأ ضيفنا سلمان اللميع حديث الذكريات بالكلام عن بداياته فيقول: ولدت في الكويت في قرية المنقف في بيت جدي لأمي وهذه من العادات القديمة عند الكويتيين ان المرأة تلد في بيت والدها لكي تشرف عليها أمها وأهلها.

وبعد سنوات من الطفولة انتقلت الى بيت الوالد في قرية الشعيبة، القرية الساحلية جنوب الكويت، وكنت ألعب مع الأطفال الذين كانوا بنفس العمر.. وكانت الألعاب محدودة والقرية قديمة والسكان قليلين.. لو دخل القرية رجل غريب يعرف بين السكان واذكر انني كنت اصطاد طيور الربيع مع الأصدقاء، وكنت اذهب الى الساحل الرملي الشعيبة ونسبح مع بعضنا البعض.. أيام الصيف، والساحل نظيف لم يتلوث.

واذكر اننا كنا نصطاد السمك الصغير بواسطة المشخال وكنا نغطيه بقطعة قماش ونضع الوعاء في الماء ونمضي الوقت في اللعب بالساحة.

التعليم والدراسة

بعد ذلك يتطرق اللميع لمشواره في التعليم وكيف سارت الأمور قائلا: التحقت بمدرسة الشعيبة الابتدائية سنة أولى ابتدائي وكان أحد المدرسين يقول انت أصغر طالب في المدرسة وذكاؤنا بالفطرة والوالد لا يقرأ ولا يكتب والعائلة يخرجون الى البر أيام الربيع فنلتحق بهم ونترك المدرسة وإذا انتهى الربيع رجعوا الى القرية فنعود نحن الأطفال الى مقاعد الدراسة وكنت اعتمد على شرح المدرس وهمنا في الدراسة وأذكر أن الفصول كانت تعتمد على مسميات مثلا أولى بطة أولى شجرة وهكذا الى الصف الرابع. واذكر ناظر المدرسة عبدالكريم عرب ومن المدرسين خميس نجم والحبشي وسليم راضي بعد ذلك صار ناظر مدرسة وكانت الدراسة فيها انضباط واحترام للمدرس وكان المدرسون مخلصين في عملهم، ولو تأخر الطالب يسأله المدرس عن سبب التأخير، واذكر ان عدد الطلبة قليل ومدرسة البنات بجانب مدرسة البنين ومفصولة عنها نهائيا ولكن كنا نشعر بانها مدرسة وكانت المدرستان بعيدتين نوعا ما عن السوق والبيوت كما اذكر ان ناظر المدرسة عبدالكريم عرب كان يلوم المقصر من العاملين ولكن لم أسمع من أحد أنه خصم من راتبه لأن الناس تشتغل – والخصم صعب على العامل أيضا ان الناظر عندما يشاهد طالبا وجهه عليه غبار على أنفه أو عيونه كان الناظر يمسح وجه الطالب بالمنديل في حنان أبوي لأن الطالب أمانة عند المدرسة عشت في تلك الأجواء ورسخت في ذهني وعندما صرت مدرسا وناظرا طبقت تلك الأفعال الحميدة على طلبتنا في المدارس.

الأنشطة أثناء الدراسة

4 سنوات ابتدائية في مدرسة الشعيبة واذكر انني كنت من ضمن الفريق الخاص وفريق السلة والطائرة، اذكر كنت اشارك مع فريق التمثيل وتسلمت ملابس والمدرسة كانت توزع على الطلبة الأحذية والملابس والفطور شوربة عدس وأحيانا حليب وبسكوت، وبالنسبة لفريق الخاص كنا نذهب آخر العام الدراسي الى ثانوية الشويخ نؤدي العروض مع المدارس الأخرى وننتقل بالباصات وكان الدوام المدرسي على فترتين صباحا وبعد الظهر.

وكانت الرياضة تشغل أنفسنا ونحب الدراسة ولا نهرب من المدرسة، وما كان في الشعيبة وسائل ترفيه، وكنت ارسم رسومات بسيطة، ولا اعرف الموسيقى وبعد إتمام المرحلة الابتدائية انتقلت الى المرحلة المتوسطة ومن أولى متوسط حتى رابعة متوسط. وأدركت من النظار عبدالكريم عرب واللطيف الحبشي وسليم راضي 3 نظار تعاقبوا على مدرسة الشعيبة المشتركة.

المنهج كان فيه اللغة الإنجليزية واللغة العربية لأن قديما كانت اللغة الانجليزية تدرس في الابتدائي، حاليا المادة موجودة في الابتدائي، ونفس الطلبة انتقلنا من الابتدائي الى المتوسط وبنفس المدرسة وأما المستوى الدراسي بالفطرة ومن دون مراجعة وكنا نعتمد على شرح المدرسة والذكاء فطري ولا يوجد كهرباء إلا فيما بعد، ومما اذكر كان الأهل أيام الربيع يخرجون للبحر ونذهب معهم ونترك المدرسة ونرجع لها بعد العودة من البر وهكذا في كل عام، بمعنى كنا ننقطع عن الدراسة فترة الربيع ونربطها مع العطلة نصف السنة.

ويضيف اللميع: كان المدرس مخلصا في تدريسه، وكنت احب كرة القدم، واذكر النادي الصيفي وقد شاركت في الرياضة والألعاب وكذلك لعبت تنس طاولة بنغ بونغ وسلة وطائرة وكرة القدم أيام النادي ولا يوجد مجلس آباء في المدرسة وإذا وجد لم يكن فعالا وليس له دور يذكر اما مجالس الآباء فقد فهمتها وعرفتها عندما أصبحت مدرسا بالسبعينيات. وولي الأمر لا يذهب الى المدرسة ويراجع أو يسأل عن ابنه لأنه كان مشغولا في عمله منذ الصباح حتى المساء، القرية صغيرة والمدرسة صغيرة وعدد الطلاب قليل وكل واحد من الطلبة يعرف بيت الآخر. واذكر ان عدد الطلبة في الشعيبة لم يتجاوز المائتي طالب فلذلك لم نحتج مجلس آباء وأولياء امور الطلبة كان يعرف بعضهم بعضا، أما حاليا فالأمور صعبة ومجلس الآباء وأولياء الأمور لا يعرف أحدهم الآخر المهم أكملت سنة رابعة متوسط.

أقول كنا ندرس ونكتب الواجب ومن دون مراجعة في البيت وكان الوالد مشغول في عمله ولا يعرف القراءة والكتابة ومع ذلك أكملت دراستي.

معهد المعلمين

بعد المرحلة المتوسطة درس اللميع في معهد المعلمين، وعن ذلك يقول: بعد حصولي على الشهادة المتوسطة التحقت بمعهد المعلمين وهو أقصر طريق للوظيفة ومساعدة الوالد على الحياة المادية سنة أولى في المعلمين والتحقت بالقسم الداخلي وكل يوم خميس وجمعة كنت اذهب الى العائلة واذكر عام 1967 نزلت أمطار غزيرة على الكويت وغرقت الشعيبة، في القسم الداخلي كل شيء مهيأ جميع الوجبات وانضباط داخلي، شعرت بتغيير في حياتي من قرية صغيرة الى المدينة ومناطقها، قضيت حياة حلوة وجميلة، والمشرف في القسم الداخلي دائما يلاحظ الطلبة وقت المراجعة وينبه الطلبة الى اغلاق الأنوار وقت النوم.

كما اذكر مدير المعهد واذكر ان أحد الطلبة سأله ان خريجي معهد المعلمين لا يقبلون بالجامعة فنفى ذلك وقال يقبلون.

أمضيت 4 سنوات في معهد المعلمين واذكر أن العملي كان التدريس في احدى المدارس يوما واحدا بالأسبوع ونهاية العام لمدة أسبوع نمضي بالمدرسة للتدريب على كيفية التدريس وسنة ثالثة تخصصت مواد عامة وتخرجت مدرس مواد عامة (رياضيات، علوم، عربي، إسلامية).

التعيين في «التربية»

لضيفنا العديد من الذكريات عن عمله في وزارة التربية يبدأ الحديث عنها بدءا من تعيينه فيقول: حصلت على دبلوم المعلمين مواد عامة وفي وزارة التربية كان المسؤولون يطلبون مدرسين للمناطق البعيدة فتم تعييني مع زملائي الخريجين مدرسين في مدرسة الشعيبة المشتركة المرحلة الابتدائية وهكذا صرت زميلا للمدرسين الذين كانوا يدرسون لي، خرجت من الشعيبة طالبا وعدت لها مدرسا وكان عددنا 8 مدرسين كويتيين، وأول سنة كنت مدرس فصل، فكنت أقوم بتدريس 4 مواد، وأقول هنا ان مدرس الفصل له سيئات وله حسنات من مساوئه ان الطالب يمل من مشاهدة المدرس طوال اليوم، ومن حسناته ان المدرس يعرف الطالب في أي مادة ضعيف حتى يلاحظه.

في أول عام دراسي كنت نشيطا وطاقة وشباب وكان لدي جدول 24 حصة في الأسبوع، في اليوم 4 حصص، كنا نريد ان نثبت للوزارة اننا قادرون على العطاء، وأثبتنا كفاءتنا أمام المدرسين القدامى وأول عام درست سنة ثانية ابتدائي، وكان المنهج طويلا وزارني الموجه بعد شهرين الزيارة الأولى وبعد شهرين الزيارة الثانية وكنت احاول ان أعلم الطالب بقدر ما استطيع، المهم الموجه اسمه السقاف وقلت له لازم ارسخ العلم عند الطالب واذكر أحد المدرسين الذين درّسوا لي صار ولده عندي بالفصل.

اذكر الاستاذ يوسف الصانع من المدرسين القدماء في الشعيبة، يحضر كل يوم ويعطي حصتين ويرجع بيته وهو من سكان الكويت، وكان يدرّس التربية الإسلامية، عملت مع مجموعة من المدرسين مختلفي الجنسية.

تثمين الشعيبة

وفي عام 1974 انتهت قرية الشعيبة بعد تثمين بيوتها وهدمها وانتقل سكانها من الكويتيين الى الصباحية والفحيحيل وأم الهيمان البيوت القديمة (بيوت الشعبية) فانتقلت الى مدرسة الصباحية الابتدائية والناظر احمد عبدالله «كويتي» أعطاني 24 حصة والإشراف على المقصف وعمل بالسكرتارية وتحملت العمل وكنت شابا قويا طموحا استمررت بالعمل.

في الوقت نفسه نقلوا مدرسين وطلبة مدرسة البخاري الى الصباحية لأن «البخاري» لم يتم الانتهاء من البناء فيها، وبعد فترة وتجهيز «البخاري» بدأ النقل مدرسين وطلبة فكنت واحدا من المدرسين المنقولين الى «البخاري»، في تلك الفترة وحزنت اذ كيف ينقلني الناظر وأنا المدرس المكلف بأعمال بالاضافة الى التدريس، وعين داود الخشتي ناظرا «للبخاري»، واتخذ موقفا من ناظر «الصباحية» وقال للمسؤولين اذا هو سيختار المدرسين ويعطيني الضعفاء منهم لا أريد، وقال أريد مدرسين حسب التقارير نصف بنصف، المهم باشرت العمل في «البخاري» وكان الوكيل عبدالأمير عيسى وقلت لداود الخشتي ان أحقد على الناظر بعد العمل والتدريس ينقلني فقال ناظر مدرسة البخاري أنا اخترتك لتقاريرك الممتازة.

في مدرسة البخاري مدرس 4 فصول متخصص رياضيات 4 فصول 24 حصة ومشرف على السجل المدرسي والمقصف، وفي أحد الأيام زارنا مراقب التعليم الابتدائي والمدير عبداللطيف الصالح، وسأل عني المراقب وناداني الناظر وقابلت مراقب التعليم الابتدائي وقال مبروك عينت وكيل مدرسة في مدرسة الصباحية الابتدائية وعين لها ناظرا جديدا اسمه حسن ابراهيم وكنت وكيلا ولكن فيها مشكلة ان أعين في منطقتي السكنية وهذا رفضته وبعد سنة قابلت مدير التعليم الابتدائي وطلبت النقل الى مدرسة أخرى.

نقلت الى مدرسة أم الهيمان بداية العام الدراسي مدرسة عيد بداح المطيري والناظر تيسير شحاته وقد استفدت منه استفادة كبيرة، وسليم راضي في المتوسطة في أم الهيمان تابعت الناظر وأمضيت ثماني سنوات فيها ومستوى التعليم فيها عال لان الطالب يريد ان يتعلم وكان أولياء الامور يتابعون اولادهم وخاصة ان فيهم من فئة البدون فكانوا يمتازون بالدراسة ويؤدون واجباتهم والمراجعة تحت رقابة الناظر وكل نشرة تصدر اصورها واعمم الاصلية على المدرسين.

السنة ثانية وكيل مدرسة

كان اللميع حريصا دوما على اداء عمله في افضل صورة وحدث له موقف زاد من مسؤولياته لدى عمله وكيلا لمدرسة ام الهيمان وعن ذلك يقول: ناظر المدرسة سافر الى بلده واثناء عودته من السفر حصل له حادث على طريق الرمادي واصيب وكان ذلك بداية العام الدراسي فصارت المسؤولية بكاملها عليّ، فأديت واجبي بأكمل وجه، واذكر هنا ان المدرسين العرب لهم باع طويل في التعليم فتعلمت منهم كل شيء.

واشتغلت مع المدرسين ووضعت الجدول والاستاذ سليم راضي ناظر المتوسطة عرف بالموضوع بأن العمل على عاتقي بعد انتهاء الطابور في اليوم الاول وبعد توزيع الكتب توجهت الى المكتب وجدت الاستاذ سليم راضي موجودا في المكتب واطمأن على عملي وكان حضوره لمساعدتي ولكن أديت الواجب على أكمل وجه وكان الموجهون يزورون المدرسة ويتابعون عمل المدرسين وبعد شهور رجع الناظر الى المدرسة.

ناظر جديد

نقل الناظر سليم راضي وعين بدلا منه الاستاذ بدر الوصيص وكان مدرسا قبل ذلك وناظرا في مدرسة الزور وأمضينا معه عاما دراسيا متعاونين.

وعينت ناظر مدرسة بعد انتهاء العام في مدرسة ضرار بن الاسود، وشكلت مجلس معلمي المنطقة ومجلس اولياء الامور وكنت رئيسا له وألفت كتاب بعنوان عاصمة الجنوب.

حادثة مع مدرس

واجه اللميع اثناء عمله في مهنة التدريس الكثير من المواقف، يذكر هنا احدها قائلا: نقل الى المدرسة مدرس عربي لكن شبه غرور عنده وله مشاكل مع المدارس التي يعمل فيها، وملفه كبير من اوراق التحقيق.

في البداية سلمت على المدرس الجديد مرحبا به وتناولت الحديث معه وقلت له اترك الماضي على جنب وابدأ عاما جديدا معنا ولا تفكر بالملف والتحقيقات السابقة انا وانت اولاد اليوم وقف معي وقسما بالله سأقف بجانبك ومالك الا طيبة الخاطر ومالي شغل مع النظار السابقين وبدأ المدرس عامه الجديد وكان يدير طابور الصباح ويتعامل مع الطلبة والمدرسين بكل ثقة واخلاص وزاره الموجه واستغرب من عمله الدؤوب ونشاطه وقلت للموجه ان هذا المدرس تغير تغيرا كاملا وقال مستحيل هذا المدرس مشاغب وقلت للموجه عليك ان تغير نظرتك لهذا المدرس وهو مدرس نشيط ويشارك المدارس في المباريات مع طلبته وقلت للموجه ادخل عليه عشر مرات في السنة فستجده قد تغير للاحسن وبعد ذلك احكم عليه وآخر العام اعطيته تقدير الموجه امتياز وكان بالسابق عنده فكرة سيئة عنه وبعد الزيارة الرابعة اقتنع الموجه عندما شاهد المدرس قد تغير في صفاته واستمر معي عدة سنوات وصار المدرس مثالا يحتذى به هذه احدى مشاكل أحد المدرسين الذي استطعت ان اقومه وكذلك مشاكل الطلبة للحالة المادية التي يمرون بها واستطعت ان اساعدهم مع الاخصائي الاجتماعي، وكان الاخصائي الاجتماعي يتصل بذويهم واستدعى اولياء الامور واجتمع معهم وخاصة مع ولي امر الطالب المقصر في الدراسة وعندنا في المدرسة ممرضة طلبت منها مقابلة امهات الطلبة ونوجههن بالعناية بأولادهم والنظافة العامة.

مدرسة زياد بن لبيد

يتحدث ضيفنا عن احدى المدارس التي عمل بها وهي زياد بن لبيد فيقول: توجد في منطقة الصباحية قطعة 2 وهي ابتدائية بنين عينت ناظرا فيها، والمدرسة جديدة بدأت بها ونظمتها مع الوكيل ابوعبدالله، حضر الطلبة ابناء المنطقة واستمررت في العمل بها حتى عام 1993، وكان محافظ الاحمدي المرحوم الشيخ علي صباح السالم الصباح وكانت لي علاقة وصداقة معه، وكنت ازوره في مكتبه ونتناقش معا في امور المحافظة والمدارس.

قصة قديمة

يذكر اللميع قصة قديمة قائلا: روى لي المرحوم الشيخ علي صباح السالم قصة قديمة نقلها عن جده المرحوم الشيخ سالم المبارك الصباح حيث يقول انه كان مع جده ثلاثة رجال يركبون الخيول يتفسحون في الصحراء ومروا على جليب فيه ماء، الاول شرب وقال الماء فيه مرورة (مر) وقال أيضا الماء زين قابل للشرب، الثاني شرب وقال الماء بين العذب والمالح اما الرجل الثالث فبعد ما شرب قال يا اخوان الماء غير قابل للشرب فرد الشيخ سالم وقال قد اختلفتم على الماء.

كنت مع محافظ الاحمدي المرحوم الشيخ علي صباح السالم نتناقش في أمور الحياة وما يدور على الساحة الكويتية، كان رجلا بشوشا محترما يأخذ ويعطي مع من يجلس معه.

وكان يسمع كلام من يجلس معه، وقال يا بوعبدالله انت رجل تربوي وكسبناك كرجل تربوي وهذه المدارس تربي اجيالا مع كل هذا يا بوعبدالله اريد ان تشتغل معي، في تلك الفترة عين وزيرا للداخلية وعينت مستشارا في مكتبه وتقاعدت عن التعليم والتدريس وبدأت العمل مع المرحوم الشيخ علي صباح السالم مستشارا بعقد خاص للشؤون الادارية وحضور الاجتماعات، وكنا نطرح افكارا لمعالجة المشاكل، امضيت سنتين وبعد وفاته رحمه الله عين الشيخ محمد الخالد وزيرا للداخلية وباشرت العمل معه بنفس الوظيفة واستمررت في العمل معه لمدة سنة ونصف السنة وتركت العمل.

وبعد شهرين طلبني وزير الاشغال العامة فهد دهيسان اللميع وعينت عنده مستشارا اشتغلت سنتين باللجنة وتفرغت للكتابة بالصحافة ولي مجموعة مقالات وانهيت العمل الحكومي.

القنص والصيد

عن هواياته يقول اللميع: اثناء العمل كنت اذهب الى القنص لصيد الحبارى وذلك اثناء العطل ولكن بعد التقاعد اشتريت سيارة وانيت وعندي زميل اسمه رزوق اخوه سفير سورية في الكويت استخرج تصريحا للقنص وباشرت السفر الى بر سورية وقنصنا ولمدة خمسة عشر يوما وبعد ذلك بدأت القنص عند خباري العوازم ودكاكة والصقيهية وبحرة حوشان، وكنا قريبين من الحدود، وكنت اصيد طير الحبارى والارانب في الاراضي السورية ولحم الحبارى حسب الطباخ وعندي طير حر واذكر في سورية كنا نباري حفرة كبيرة والطير على يدي ويريد ان يطير فتركته ولحق حبارى كانت قريبة ومسكها وطبخنا المرق على الحبارى.

وبعد سنوات اتجهت الى البحر فاشتريت يختا مع عمي مطلق وآخر من ابناء عمومتنا، ونخرج للحداق باليخت وبعد فترة بعت اليخت وكنا نصيد هوامير واسماكا اخرى مثل النويبي، والسعودية بالرخصة ذهبنا الى المشرحات ومنيفة انقطع صيد البر وصيد البحر وانتهينا من الذهاب الى الصيد واسترحت في الديوان مع الجماعة والاصدقاء.

حياة الوالد

يتحدث ضيفنا عن والده فيقول: ولد أبي في الشعيبة ومن الأعمال التي مارسها الزراعة والعمل في بلدية الفحيحيل، وكان بيت الوالد قريبا من البحر وتركه وذهب الى الزراعة وبدأ في مشاش اللمعان لزراعتها، والوالد ركب مع النوخذة حمد بن زوير الهاجري وكان غيص كذلك اشتغل بالزراعة يزرع ويحصد ويسقي الخضار والبطيخ واذكر ان الوالد قال لي كنا نختار الطماطم الكبيرة والزينة ونبيعها في السوق وأما الطماطم المنقودة أو فيها ضرب نأخذها للبيت عكس هذه الأيام يخلطون الزين والشين والمضروب. ومع بداية النهضة الحديثة اشتغل في شركة النفط ولسنوات عدة وكذلك اشتغل على سيارة تاكسي ويوميا 4 مرات ينقل راكبا من الشعيبة الى مدينة الكويت وكان يحصل على مبالغ كبيرة بسبب نقل العمال، أحد المواطنين صاحب سيارة تاكسي قال لصديقه: يابوعبد اليوم مريض خذ سيارتي واشتغل عليها بنقل العمال من الشعيبة الى الكويت يقول ابوعبد: بعد مرور اليوم حصلت على مبلغ جيد ويسوى، ويقول قدمت استقالتي من العمل واشترى له سيارة تاكسي وباشرت العمل عليها وحصل على خير كثير من التاكسي.

يقول: كان يصرف على أهله وبنى بيته وتزوج من المبلغ الذي كان يحصل عليه من التاكسي في ذلك الوقت ومع النهضة الحديثة المدخول كثر والناس تعمل، فكان الوالد من ضمن أولئك السواق على التاكسي وبعد سنوات ترك التاكسي والتحق بالوظيفة الحكومية وعين في البلدية وبالتحديد في صحة البلدية بالفحيحيل وحتى التقاعد الى ان توفي رحمه الله.

الصحافة

عن عمله في الصحافة يقول اللميع: كنت في جريدة الفجر الجديد وفي جريدة الوطن وركزت على مشاكل مستشفى العدان وكذلك كتبت عن المرحوم الشيخ علي صباح السالم بعنوان كلمة حق.

واتجهت لجميع الجرائد وكذلك كتبت بعنوان «الأشجار تموت واقفة» وبعد ذلك أغلقت الفجر الجديد.

حاليا بالسنة اذهب الى مكة المكرمة لأداء العمرة إما مع العائلة أو مع الأصدقاء في السنة 6 مرات وأحيانا نذهب الى الصبية مع أصدقائي ونمضي وقتا طيبا في بر الصبية ونعود الى البيت ونجلس في الديوانية والديوانية عندي مقدسة ودورها ناجح جدا جدا نناقش فيها أهم قضايا الكويت، الكويت من دون دواوين ولا شيء الديموقراطية في الديوانية ورثناها عن الأجداد.

الحياة الاجتماعية

يتحدث ضيفنا عن الحياة والزواج فيقول: الزواج قسمة ونصيب أحيانا الرجل يتزوج بنت عمه ولا تستمر الحياة ويحصل الطلاق ويتزوج من خارج العائلة وتصير الكل بالكل في حياته، الزوجة مثل التفاحة المقسومة نصفين، تزوجت والله رزقني بـ 9 بنات وولد واحد، 5 منهن تزوجن رجالا من خارج العائلة و4 منهن من العائلة، وجميعهن خريجات ويعملن مدرسات، انتهى الحجر على البنت لابن عمها، هذا زمن وانتهى وليس له وجود عندنا وغيرنا، والدتي بنت عم الوالد وقديما البنات قليلات والمتزوجة إذا طلقت بعد العدة مباشرة تتزوج، لم ولن أتزوج على أم عبدالله ولا أفكر بهذا الموضوع، 9 بنات وولد واحد ولم نزعل وانما الله بارك لنا فيهن.

أقول ان أسباب الطلاق من الطرفين وله أسباب مثلا فرق السن أو الراتب الزواج ما قبل الحب ويأتي مع الزواج، وزوجتي ربة بيت ناجحة وتحملت الكثير وساعدتني على الحياة وشكرا لها على عنايتها ورعايتها للبنات.

انتخابات مجلس الأمة

يتطرق اللميع الى شأن سياسي ألا وهو الانتخابات الخاصة بمجلس الأمة فيقول: نحن عائلة واحدة وجميعنا مع بعض من ينجح هو منا وفينا ونساند من هو من القبيلة وعندنا التشاورية.

واذا ترشح واحد من الأصدقاء وكفاءة ومن القبيلة أعطي الكفاءة وعدد الناخبين من العوازم في الصباحية من نساء وذكور 15 ناخبا، ورشحت نفسي للانتخابات ولم أوفق وإذا رشحت نفسي يخرج علينا 5 مرشحين ولم أنجح بالتشاورية.

الترشيح للانتخابات المقبلة للكفاءة وذي القدرة ونحن نتعاون مع الآخرين ومصالح مشتركة الديموقراطية ديكتاتورية الأكثرية وفي عام 1981 صار اتفاق بين قبيلتي العوازم والهواجر، فمصلحة القبيلة من مصلحة الوطن والعكس صحيح.

سيدات القبيلة لهن دور في الانتخابات وتستشير زوجها أو أولادها، ولا يوجد عندنا ندوات للنساء ومع ذلك النساء عندهن خلفية كاملة عن الانتخابات، وفي النهاية أقول شكرا لمنصور الهاجري، وشكرا لجريدة «الأنباء»، شيء عظيم يكتب لك ويحفظ لك التاريخ ما تقوم به.

عدد المشـاهدات: 4534


 
حجم الخط
229277-A.jpg

مطلق الوهيدة يحكي عن البيئة الصحراوية
229277-B.jpg

بيوت الشعر أشكال وانواع
نباتات صحراوية
229277-E.jpg

اهل الصحراء رعاة أبل
229277-C.jpg

رعي الاغنام يشكل العمل الاساسي لاهل الصحراء



    • ساكنو الصحراء يتنقلون حيث يوجد الكلأ وينزلون حول الموارد المائية
    • أهل البادية سكنوا بيوت الشعر ويتزودون بما يحتاجون من أطعمة تكفيهم لـ 3 أشهر
  • ساكنو المدينة يخرجون في موسم الربيع من بداية فبراير إلى منتصف مارس ولا يباعدون في تنزههم
  • «عريب دار» كانوا يخرجون إلى الصحراء مع طلوع الموسم 15 أكتوبر إلى منتصف أبريل ويبعدون عن المدينة أكثر
إعداد: منصور الهاجري
في حكاياته «من الماضي اليوم»، يحكي مطلق ثنيان الوهيدة كيف كان مجتمعنا يتعايش مع البراري والبيئة الصحراوية، وتحدث الوهيدة عن ان اهل الكويت كانوا ينقسمون الى 3 فئات في تعاملهم مع البيئة الصحراوية، مشيرا الى انهم تعاملوا مع البيئة البحرية في مجالات مختلفة. وشرح الوهيدة خروج المواطنين في مواسم الربيع من بداية فبراير الى منتصف مارس ولا يباعدون في تنزههم والتي يسمونها الكشتة، وتطرق الوهيدة الى الفئة الثانية من المواطنين والتي تسمى «عريب دار» التي تخرج مع طلوع الموسم 15 اكتوبر الى منتصف ابريل وتبعد عن المدينة اكثر من الفئة الاولى، اما الفئة الثالثة فهي التي تعيش في الصحراء بشكل عام صيفا وشتاء. وتحدث الوهيدة عن البادية واهلها الذين كانوا يسكنون بيوت الشعر، اي «الخيمة الصوفية» المسماة بعدة أسماء. ولفت الى ان هذه الفئات آنفة الذكر كانت ابدا ودائما حريصة على البيئة في الصحراء والبحر. وفيما يلي تفاصيل حديث الوهيدة:

أهل الكويت قديما كانوا ينقسمون الى ثلاث فئات بتعاملهم مع البيئة الصحراوية كما تعاملوا مع البيئة البحرية في مجالات مختلفة والتي يعرفها الجميع، ولكن اليوم سنحدثكم عن البيئة الأخرى لكي يستطيع الجيل الحاضر التعرف على هذا التعامل الشيق.

الفئة الأولى هم ساكنو المدينة والقرى فهم يخرجون في موسم الربيع من بداية شهر فبراير الى منتصف مارس، ولا يباعدون في تنزههم والتي يسمونها «الكشتة»، فأهل المدينة ينطلقون من النزهة الى بر مشرف والصريرات وبر خيطان والفروانية قبل أن يصلهم البناء، وكانت تنبت فيهم بعض من الأشجار البرية كالعرفج والثندا والرمث الذي كان ينبت في الرميثية، وكان ينبت في هذه المواقع الكثير من اصناف الاعشاب ذات الزهور الجميلة والرائحة المنعشة، والتي عندما يكون الوسم مبكرا ومتواصلا يطلع في بر مشرف الكمأ اي الفقع الزبيدي، وكانوا يقتنون بعضا من الماعز لاستعمال البانها في هذه الفترة الجميلة، وهم بحكم قربهم من المدينة والقرى، يذهبون لأعمالهم التجارية والزراعية في فترة الصباح الى صلاة العصر، ثم يعودون الى هذه المخيمات البرية وهكذا، اما اقاربهم الذين لم يخرجوا معهم فيأتون اليهم يوم الجمعة في بعض الاحيان، وكانوا حريصين كل الحرص على البيئة من الانقاض والقمامة ولا يقطعون الاشجار من جذورها، ولا يصطادون الطيور التي لا تأكل.

عريب دار

أما الفئة الثانية والمسماة بعريب دار فهي تخرج مع طلوع الوسم 15 اكتوبر الى منتصف ابريل، وتبعد عن المدينة اكثر من الفئة الأولى، ومضارب اماكنهم على سبيل المثال وليس الحصر، النوينيص والمطلاع والاطراف والصبية والروضتين شمالا، أم الروس ولرحية وكبد والصليبية غربا، والمقوع والعدال وملح والمعدنيات جنوبا، ولا يذهبون الى الديرة او القرى الا في الاسبوع مرة لقضاء بعض الحاجات، وهذه الأماكن توجد فيها بعض الموارد المائية اي «القلبان».

أما الفئة الثالثة فهي التي تعيش في صحراء الكويت بشكل عام صيفا وشتاء، وفي بعض الاحيان تنجع، اي تذهب الى صحاري الدول المجاورة عندما يتأخر الوسم، ويقل الكلأ في صحراء الكويت، ومن ثم يرجعون عندما يتوافر الكلأ في صحراء بلدهم، فهم يقنون الكثير من الماشية من الاغنام والابل، ويرحلون من مكان إلى آخر، حتى يجدوا اماكن الفلا في الفصل الشتوي، وعندما يبدأ الصيف في منتصف مايو، ينزلون حول الموارد المائية لحاجتهم للمياه ليسقوا الماشية، فالأغنام تصدر من هذه المياه يوميا لترعى من يباس العشب اي الكلأ كل يوم وراء يوم، أما الابل فتصدر وتأخذ اربعة ايام ومن ثم ترد على الماء مرة اخرى وهكذا.

أما البادية فيسكنون في بيوت الشعر اي «الخيمة الصوفية» المسماة بعدة اسماء، منها «القطبين»< اي يوجد عمودان في اوسطها، والمثولث والمروبع، والمخومس، أما المسودس، والمسوبع وهذه يقتنيها كبار القوم أو أصحاب الوجاهة، وفي الطرف الغربي من هذه الخيمة يوجد المطبخ، اما الطرف الشرقي والمسمى بالرفه فهو للضيوف والزوار، وفي بعض الاحيان تحتمي بعض من الاغنام فيها من البرد القارس، اما الاقسام الداخلية فهي للعائلة.

الضيافة

ويوجد عند بعض من البوادي خيمة معدة تسمى المضيف اي «الضيافة» لعابري السبيل في هذه الصحاري، لأن البادية معروفة بسخائها اي الكرم ولأن هذه السيارة من القوافل لم يوجد حولها قرى ليتزودوا ببعض من الحاجات الملحة او ليسألوا عن الطريق والاماكن التي يقصدونها من البادية المشهورين بالمعرفة بهذه الطرق، فهم وهذه الفئة من الادية يتزودون بما يحتاجون من الاطعمة ما يكفيهم الى مدة ثلاث شهور، وعندما يحتاجون يرسلون المديد على بعض القوافل للديار القريبة منهم ليتزودوا بما ينقصهم منها، وكلمة مديد مشتقة من المد والامداد، فهم يجمعون اموالهم من النقود عندما يجلبون الدهن والاقط الى اللبن المجفف، واصواف الاغنام وبعضا من الاصناف الاخرى، ليشتروا بها ما ينقصهم من حاجات، وبعض من هؤلاء البادية عندما يأتي الصيف يركبون البحر مع نواخذة الكويت، ليستفيدوا ماليا، فمنهم الغيص والسابة المعروفين للحاضرة والبادية ايضا.

حرص على البيئة

وكل هذه الفئات آنفة الذكر دائما وابدأ حريصة على البيئة في الصحراء والبحر، وعندما يحتاجون بعضا من الاشجار او الاعشاب لا يقطعونها من جذورها، بل يقطفون ما يريدون من اعلاف لماشيتهم من عاليها، ويتركوا جذورها ماكثة في الارض حتى تنبت مرة أخرى عندما يأتيها المطر.

ومضارب هذه الفئة الثالثة من البادية من الشمال الصابرية والقشعانيــة والعرفجية ومطربة والرتق وخباري العوازم والشقايا والابرق والابيرق واللياح وكراع المرو والاديرع والروضتين، اما من الناحية الغربية فأم عمارة والرقعي والسادة والشق والمناقيش والحماطيات، أما من الناحية الجنوبية فتوجد الفوارس وقليب طير والخفجي والوفرة والصبيحية والبرقان وأماكن أخرى حول هذه المواقع.



البيئة وأم الخير

ويطيب لي بهذه المناسبة كما يطيب لغيري، أن نشيد ونشكر القائمين على المحافظة على البيئة من نساء ورجال، وعلى رأسهم الشيخة أمثال الأحمد، أم الخير، التي بجهودها الجبارة والفريق الذي معها، أنشأوا بعض المحميات البرية، وأعادوا لها النباتات البرية التي كادت لتختفي لولا هذا الجهد الوطني وعادوا اليها وجهها الصحراوي القديم، حتى تنبت فيها أصناف من الاشجار والاعشاب القديمة. وبجهودهم رد الله لها الروح، ونرجو أن يهتموا بالبيئة البحرية خصوصا الجزر المنسية التي يعتنى بها في جميع أنحاء العالم لتطويرها والاستفادة منها. هذا ومعذرة إذا كان هناك تقصير فيما لم نستطع ذكره.



مواقع الموارد المائية في صحراء الكويت

سنبين لكم في هذا الجدول مواقع الموارد المائية في صحراء الكويت والتي تزاولها البادية، ويقطنوا عليها (أي يسكنوا) في فترة الصيف وهي كالآتي:

شمال وغرب مدينة الكويت

1 - الصابرية.

2 - أم نقا.

3 - القشعانية.

4 - الطرفاني.

5 - البحيرة.

6 - البحيث.

7 - جعيلان.

8 - الحقيقة.

9 - شميمة.

10 - مغيرة.

11 - البحره.

12 - الخرفشي.

13 - المقرفة.

14 - محرقة.

15 - مديرة.

16 - قلمة الابيرق.

17 - قلمة أبرق الحباري.

18 - قلمة صباح.

19 - قلمة شايع.

20 - الشقايا.

21 - الروضتين.

مدينة الأحمدي غربا منها وجنوبا

1 - الخفجي.

2 - الوفرة.

3 - قلب طير.

4 - الصبيحية.

5 - قلمة خنيفسة.

6 - صبيح.

7 - جعيدان.

8 - مشاش وارة.

9 - مشاش الهمشي.

10 - مشاش الشريع.

11 - مشاش الدبوس.

12 - مشاش الفريشي.

13 - قلمة المناقيش.

14 - الطويل.

15 - ملح.

16 - المقوع.

والمقصود بكلمة المشاش هي الآبار التي ليست عميقة القرب، ماؤها من الجذاب المائي أي الدلو.



أصناف الماشية

أما أصناف الماشية التي يقتنيها أهل الكويت بشكل عام فهي كالآتي:

٭ الإبل الوضح أي بيضاء اللون، والابل الحمر، والمجاهيل أي سوداء اللون.

٭ الاغنام العرب وهي كثيفة الاصواف السوداء، والنجد وهي التي يكسو رؤوسها الشعر الابيض وقليلة الاصواف.

٭ الماعز العوارض وهي التي آذانها طويلة وعريضة، وبعض من الاصناف الاخرى.

عدد المشـاهدات: 3588


 
حجم الخط




في لقاء أجريناه مع مطلق ثنيان الوهيدة طلبنا منه ان يعطينا نبذة عن كيفية تعايش المجتمع الكويتي قديما مع البراري والبيئة الصحراوية فزودنا بالمعلومات التالية:
أهل الكويت قديما كانوا ينقسمون الى 3 فئات بتعاملهم مع البيئة الصحراوية كما تعاملوا مع البيئة البحرية في مجالات مختلفة والتي يعرفها الجميع، ولكن اليوم سنحدثكم عن البيئة الأخرى لكي يستطيع الجيل الحاضر التعرف على هذا التعامل الشيق.

الفئة الأولى هم ساكنو المدينة والقرى، فهم يخرجون في موسم الربيع من بداية شهر فبراير الى منتصف مارس، ولا يباعدون في تنزههم والتي يسمونها «الكشتة» فأهل المدينة ينطلقون من النزهة الى بر مشرف والصريرات وبر خيطان والفروانية قبل ان يصلهم البناء، وكانت تنبت فيها بعض الأشجار البرية كالعرفج والثندا والرمث التي كانت تنبت في الرميثية، وكانت تنبت في هذه المواقع الكثير من أصناف الأعشاب ذات الزهور الجميلة والرائحة المنعشة، والتي عندما يكون الموسم مبكرا ومتواصلا، يطلع في بر مشرف الكمأ اي الفقع الزبيدي، وكانوا يقتنون بعضا من الماعز لاستعمال ألبانها في هذه الفترة الجميلة، وهم بحكم قربهم من المدينة والقرى يذهبون لأعمالهم التجارية والزراعية في فترة الصباح الى صلاة العصر، ثم يعودون الى هذه المخيمات البرية وهكذا، أما أقاربهم الذين لم يخرجوا معهم يأتون اليهم يوم الجمعة في بعض الأحيان، وكانوا حريصين كل الحرص على البيئة من الأنقاض والقمامة، ولا يقطعون الأشجار من جذورها، ولا يصطادون الطيور التي لا تؤكل.

أما الفئة الثانية والمسماة بـ «عريب دار» فهي تخرج مع طلوع الوسم 15 اكتوبر الى منتصف ابريل، وتبعد عن المدينة اكثر من الفئة الأولى، ومضارب أماكنهم على سبيل المثال وليس الحصر، النوينيص والمطلاع والأطراف والصبية والروضتين شمالا، أم الروس والرحية وكبد والصليبية غربا، والمقوع والعدل وملح والمعدنيات جنوبا، ولا يذهبون الى الديرة او القرى إلا في الأسبوع مرة لقضاء بعض الحاجات، وهذه الأماكن توجد فيها بعض الموارد المائية اي «القلبان».

أما الفئة الثالثة فهي التي تعيش في صحراء الكويت بشكل عام صيفا وشتاء، وفي بعض الأحيان تنجع، اي تذهب الى صحاري الدول المجاورة عندما يتأخر الوسم، ويقل الكلأ في صحراء الكويت، ومن ثم يرجعون عندما يتوافر الكلأ في صحراء بلدهم، فهم يقتنون الكثير من الماشية من الأغنام والإبل، ويرحلون من مكان الى آخر، حتى يجدوا أماكن الفلا في الفصل الشتوي، وعندما يبدأ الصيف في منتصف مايو، ينزلون حول الموارد المائية لحاجتهم للمياه ليسقوا الماشية، فالأغنام تصدر من هذه المياه يوميا لترعى من يباس العشب اي الكلأ كل يوم وراء يوم، أما الإبل فتصدر وتأخذ 4 أيام ومن ثم ترد على الماء مرة اخرى وهكذا.

بيوت الشعر

أما البادية فيسكنون في بيوت الشعر اي «الخيمة الصوفية» المسماة بعدة أسماء، منها القطبين أي يوجد عمودان في أوسطها، وامثولث، وامروبع، وامخومس، أما امسودس، وامسوبع فهذه يقتنيها كبار القوم أو أصحاب الوجاهة، وفي الطرف الغربي من هذه الخيمة يوجد المطبخ، أما الطرف الشرقي والمسمى بالرفه فهو للضيوف والزوار، وفي بعض الأحيان تحتمي بعض من الأغنام فيها من البرد القارس، أما الأقسام الداخلية فهي للعائلة.

ويوجد عند بعض من البوادي خيمة معدة تسمى المضيف اي «الضيافة» لعابري السبيل في هذه الصحارى، لأن البادية معروفة بسخاها اي «الكرم» ولأن هذه السيارة من القوافل لا يوجد حولها قرى ليتزودوا ببعض من الحاجات الملحة او ليسألوا عن الطريق والأماكن التي يقصدونها من البادية المشهورين بالمعرفة بهذه الطرق، فهم وهذه الفئة من البادية يتزودون بما يحتاجون من الأطعمة ما يكفيهم لمدة 3 أشهر، وعندما يحتاجون يرسلون المديد على بعض القوافل للديار القريبة منهم ليتزودوا بما ينقصهم منها، وكلمة مديد مشتقة من المد والإمداد، فهم يجمعون أموالهم من النقود عندما يجلبون الدهن والإقط أي اللبن المجفف، وأصواف الأغنام وبعضا من الأصناف الأخرى، ليشتروا بها ما ينقصهم من حاجات، وبعض من هؤلاء البادية عندما يأتي الصيف يركبون البحر مع نواخذة الكويت، ليستفيدوا ماليا، فمنهم الغيص والسابة المعروفون للحاضرة والبادية ايضا، وكل هذه الفئات آنفة الذكر دائما وابدا حريصة على البيئة في الصحراء والبحر، وعندما يحتاجون بعضا من الأشجار أو الأعشاب لا يقطعونها من جذورها، بل يقطفون ما يريدون من أعلاف لماشيتهم من عاليها، ويتركون جذورها ماكثة في الأرض حتى تنبت مرة اخرى عندما يأتيها المطر.

ويطيب لي بهذه المناسبة كما يطيب لغيري، ان نشيد ونشكر القائمين على المحافظة على البيئة من نساء ورجال، وعلى رأسهم الشيخة أمثال الأحمد، أم الخير، التي بجهودها الجبارة والفريق الذي معها أنشأوا بعض المحميات البرية، وأعادوا لها النباتات البرية التي كادت لتختفي لولا هذا الجهد الوطني وأعادوا اليها وجهها الصحراوي القديم، حتى تنبت فيها أصناف من الأشجار والأعشاب القديمة، وبجهودهم رد الله لها الروح، ونرجو ان يهتموا بالبيئة البحرية خصوصا الجزر المنسية التي يعتنى بها في جميع أنحاء العالم لتطويرها والاستفادة منها، هذا ومعذرة اذا كان هناك تقصير فيما لم نستطع ذكره. وفيما يلي مواقع الموارد المائية من مدينة الكويت والتي تزاولها البادية، ويقطنون فيها (أي يسكنون) في فترة الصيف وهي كالآتي: شمال وغرب الكويت:

القشعانية، أم نقا، الصابرية، الطرفاني، البحيرة، البحيث، جعيلان، الحقيقة، شميمة، مغيرة، البحرة، الخرفشي، المقرفة، محرقة، مديرة، قلمة الابيرق، قلمة أبرق الحباري، قلمة صباح، قلمة شايع، الشقايا، والروضتين.

مدينة الأحمدي غربا منها وجنوبا: الخفجي، الوفرة، قلب طير، الصبيحية، قلمة خنيفسة، صبيح، جعيلان، مشاش وارة، مشاش الهمشي، مشاش الشريع، مشاش الدبوس، مشاش الفريشي، قلمة المناقيش، الطويل، ملح، والمقوع.

عدد المشـاهدات: 2760


 
عودة
أعلى