حجم الخط
المربي الفاضل محمد علي حسن (متين غوزال)
محمد علي حسن متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ومحاضر ومؤلف كتب
اهتمت الكويت بالتعليم للأولاد والبنات ممثلة بدائرة المعارف وكان رئيسها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر ومدير المعارف عبدالعزيز حسن وقبل الخمسينيات تعاقب على ادارتها نخبة طيبة من التربويين العرب، في تلك السنوات كان الأستاذ محمد علي حسن طالبا في مدارس الكويت وبعدما انتهى من المدرسة كان على أمل ان يحصل على بعثة دراسية، لكنه ومع بداية العام الدراسي 1948-1949 عين مدرسا في مدرسة الروضة الابتدائية المستقلة مدرس تربية بدنية لمدة عام نقل بعدها الى المدرسة الأحمدية التي لا تبعد كثيرا وكانت تقع على ساحل البحر أمام فريج سعود.
وأمضى فيها 3 سنوات مدرس تربية بدنية وحصل على كأس التفوق لفريقه الخاص وبعد 3 سنوات نقل الى مدرسة النجاح، وتقدم باقتراح مع زملائه لطلب سلفة لشراء دراجات وهو مدرس، وعندما كان طالبا شارك بالتمثيل مع طلاب المدرسة وكان له دور مميز.
أرسل في بعثة دراسية الى انجلترا بعدما شاهد عبدالعزيز حسن بعض الرسومات واللوحات التي عرضها في معرض الربيع في المدرسة المباركية، هناك حصلت له بعض العقبات مع أصحاب البيوت، نقل أولاد من الكويت الى برايتون واستقبلتهم ناظرة المدرسة بكل فرح وسرور.
نتعرف على المزيد في هذا اللقاء:في مستهل حديثه عن الماضي وذكرياته يقول المربي الفاضل الأستاذ محمد علي حسن صادق: ولدت في مدينة الكويت بمنطقة الشرق بفريج العروبة وكانت منطقة سكن للكويتيين والبيوت مبنية من الطين والشوارع ترابية والكويت كانت بسيطة، كان المواطنون متعاونين ويحبون بعضهم البعض ويوجد بين الجيران التعاون والتكاتف والمساعدة، كان الجميع اخوة متحابين ويعتبرون أنفسهم أكثر من عائلة واحدة.
واذكر عندما كنت صغيرا كنت أنادي النساء واحدة أمي والثانية خالتي والثالثة عمتي وهكذا حسب العلاقة ومعرفتي بالأسماء، وكنت اعتبرهن من عائلتي، هكذا كانت العلاقة بين العائلات ولا توجد خلافات حتى لو حصلت تحل بسرعة، والأطفال يلعبون مع بعضهم البعض وكأنهم اخوان لا توجد فروقات ولا حسد ولا عداوات.
اذكر من الجيران بيت جدي حجي بابا اسماعيل حيث عشت عندهم لفترة وكان رجلا غنيا وكان جدي يبيع المواد الأولية للحدادين والصفافير والصاغة وكان يستوردها من الهند.
اوكانت الكويت تصدر بعض الملابس والمواد الغذائية الى ايران (إعادة تصدير) في عبادان يوجد سوق لبيع المواد التي تصدر لهم من الكويت يعرف بسوق الكويتيين.
اذكر ايضا من الجيران صالح الغانم وزوجته مريم المخيزيم وعندهما بنت واحدة اسمها شاهة وولد واحد وكان متزوجا في ذلك الوقت.
ومن الجيران النوخذة حجي رضا وكذلك من الجيران صالح الشمالي وحسن المطوع وعائلة بوعباس وأم سعدون وولدها ابن ناجي وكذلك عائلة المتروك وبيت خوالي أولاد عبدالكريم ذوالفقار.
كانت جدتي متزوجة من رجلين بعد وفاة الأول تزوجت الثاني واذكر بيت محمد علي وبيت عيدة وهي صاحبة فرقة فنون «طقاقة» وفرقة كبيرة واذكر انها كانت تزور البيوت قبل الذهاب الى الحج وتردد «العايدوه» وكذلك الطنبورة موجودة خلف بيت جدي وكنت أقف قرب باب الطنبورة لأني كنت أخاف وإذا شاهدت واحدا منهم أهرب وهذه بالميدان، وكذلك طنبورة ثانية بفريج الحاكة.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في الدراسة والتعليم يقول المربي محمد علي: التحقت بمدرسة المباركية وأحد أقاربنا كان طالبا فيها فكنت أذهب معه الى المباركية مع العلم انها كانت بعيدة ولكن لحبي للدراسة والعلم كنت أذهب اليها مشيا مع ذلك الشاب والتحقت بالصف الأول وكان عمري 7 سنوات ومن الشرق مرورا بسوق بن دعيج والسوق الداخلي الى المباركية وكان المدير سيد عمر عاصم.
وبعد فترة ذلك الشاب انقطع عن الدراسة فانقطعت ايضا عن الدراسة، وبعد ذلك الوالد أدخلني مدرسة ملا بلال وتعلمت قراءة القرآن الكريم وختمت المصحف الشريف وكان عمري تقريبا 8 سنوات وكذلك الحساب والخط وكيفية صياغة كتابة الرسائل.. بداية الرسالة: «حضرة المحترم الأكرم المكرم جناب فلان بن فلان».. ملا بلال كان يدرب التلاميذ على حمل السلاح وقد صنع مجموعة من البنادق وكان عنده أمل ان يكون مدير مدرسة نظامية.. وتعلمت الأغاني وكان ملا بلال يوقف التلاميذ على شكل دائرة وكنا نغني «دوروا دوروا وغنوا» ملا بلال كان كثير التنقل من مكان الى آخر وبداية التحاقي بالمدرسة التي كان مقرها بيت عائلة الحمد وبعد ذلك انتقل الى بيت المتروك بالشرق وبعدها الى فريج بن جبل وكان بيت عبدالله محمد الهاجري وبعض العائلات وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا عبدالوهاب العصفور ولم أمكث كثيرا وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا رضا آخر شرق فريج العاقول قريب من دسمان.
وبعد ذلك التحقت بالمدرسة الجعفرية وكان ناظرها جاسم معرفي وعائلة معرفي مؤسس تلك المدرسة وفيها مجموعة من المدرسين منهم ناصر الجليلي وترك المدرسة والتحق بالجمارك وفي عطلة المدارس في الصيف يلتحق بالجعفرية بعض المدرسين وبعض التلاميذ لأن المدرسة الجعفرية ليست لها عطلة صيفية واذكر ملا صالح الدعيج يعمل مدرسا فيها وملا سعود الخرجي، أما ملا سعود الصقر فكان مدرسا بالأحمدية عندما كنت مدرسا فيها، وأمضيت 4 سنوات في الجعفرية وحصلت على شهادة وبعد ذلك صار اتفاق بين الجعفرية ومعارف الكويت فانتقلت الى المدرسة المباركية وكان الناظر محمد عبده مصري الجنسية ولي معه قصة: دخلت عليه وهو جالس في مكتبه وكنت أخاطبه باللهجة الكويتية فهو لا يعرف اللهجة، وقال يا ولد تكلم عربي.. فقلت له يا أستاذ أتكلم عربي وكان ناظر ومدرس وهو رجل طيب وكان يعرف كلمات كويتية «اكو وماكو وزين وابشر» فرد عليّ بكلامه «أكو ماكو ابشر زين روح اخرج» كان رجلا لطيفا حنونا تشعر في تعامله مع التلاميذ بالأبوة، واذكر ان مدرسة بنات كانت قريبة من المباركية، بعض البنات كن يمررن قرب المدرسة فكان محمد عبده يقول لهن امشي من هنا (يا إصبية) الولد صبي والبنت (اصبية).
الأنشطة المدرسية
ثم يتحدث ضيفنا عن نشاطه الرياضي حيث يقول: النشاط الرياضي والبداية مع الفريق الخاص واذكر من المدرسين المشرفين على الفريق المرحوم الأستاذ عيسى الحمد وبعدما سافر في بعثة دراسية حل مكانه سليمان العثمان ومن المدرسين الكويتيين في المباركية عبداللطيف العمر وخالد المسلم وخالد الغربللي وصالح عبدالملك ومحمد زكريا الأنصاري، وملا راشد السيف، وبعد ذلك محمد بشير ويوسف العمر، الرياضة فقط الفريق الخاص والهواية الثانية الرسم وكان المدرس مصري وكان رجلا مخلصا في عمله وكان يهتم برسوماتي ويأخذ اللوحة ويعلقها في ليوان المدرسة المباركية وكان التمثيل الهواية الثالثة وكنت أشارك بالمسرحيات وبعد الانتهاء من تقديم المسرحية نحن 3 طلاب كونا فرقة كوميدية تمثل تمثيليات هزلية، اذكر جعفر جاسم عبدال ولد جاسم البوسطة وحسين عبدالنبي القطان ـ عندي لازمة نقول فيها «ويو» فالجمهور يضحك والتمثيليات قصيرة فكنت المؤلف والمخرج والممثل مع الصديقين، أمضيت في المدرسة المباركية منذ عام 1945 حتى العام الدراسي 1946-1947 وبعدها تخرجت في المباركية.
البعثة الدراسية والتعيين مدرساً
بعد تخرجه في المباركية تحول علي الى مرحلة جديدة من حياته، حيث العمل كمدرس ويقول عن ذلك: نجحت وتسلمت شهادتي من المدرسة المباركية وكان ترتيبي الأول على جميع المدارس والاختبار عام في المدرسة المباركية.. منذ ان كنت في الابتدائي كنت من المتفوقين وحصلت على جوائز وكان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف يسلمنا الشهادة والجوائز وهي عبارة عن أقلام وكاميرا والمدرسون ايضا يعطونني جوائز واذكر ان المدرسين أعطوني شنطة وحذاء.. المهم أنهيت الدراسة وكنت الأول على الدفعة وكان مخصصا 4 جوائز للأول على الشكل الآتي: 100 روبية من البنك البريطاني للأول في اللغة الانجليزية و100 روبية من معارف الكويت للأول باللغة العربية و100 روبية من المعارف للدين و100 أخرى للرياضيات من المعارف.. المجموع 400 روبية.
كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر أثناء الامتحان يحضر الى لجنة الامتحان ويمر بين الطلبة وكان مهتما بوجودي وقال أريد منك ان تأخذ الجوائز كلها، الذي حصل ان نكبة عام 1948 وقعت في نفس عام تخرجي فألغي الاحتفال نهائيا والجائزة اختفت ولم أعط الجائزة ولم يحضر الشيخ عبدالله الجابر ولكن تسلمت الشهادة من ملا أحمد رئيس الفراشين.. وضاعت علي الحفلة وكانت صدمة بالنسبة ليّ.. راحت عليّ الجائزة ولم أتسلم النقود.
قدمت أوراقي الى المعارف على أساس بعثة دراسية على ان أذهب الى ادارة المعارف بداية العام الدراسي وبالفعل قابلت مدير المعارف طه السويفي عام 1948 سلمت عليه وقلبي يخفق، وبعد شرب الشاي مرة يتكلم واخوي يبتسم وفجأة قال اسمع يا محمد انت تم تعيينك مدرسا، الحقيقة فرحت فقد كانت أمنيتي وحلمي بالتدريس وأن أكون مدرسا وذهبت الى البيت وأبلغت الوالد بأني عينت مدرسا فقال صرت مدرسا بالمعارف وكنت الوحيد بين اخواني في ذلك الوقت.
العام الدراسي 1948/1949
عن تعيينه في روضة البنين المستقلة في أول مشواره بالتدريس يقول المربي الفاضل محمد علي: مع بداية العام الدراسي 1948/1949 تم تعييني مدرسا في مدرسة روضة البنين المستقلة أطلق عليها هذا الاسم المستقلة لأن المدارس في ذلك الوقت مشتركة روضة وابتدائي وكان الناظر احمد العثمان وقد سبقه الأستاذ احمد الخطيب، تسلمت العمل مدرس تربية بدنية واذكر كنت واقفا بساحة المدرسة من أول يوم حضر عندي طالبان اخوان وبصوت واحد قالا: انت مدرس؟ فقلت: نعم، ولكن ما اسمك، فقلت لهما اسمي واذكر من تلاميذي بتلك المدرسة عبدالحسين عبدالرضا وشقيقه عبدالأمير عبدالرضا واحمد الصالح الممثل والمرحوم خالد النفيسي وعبدالكريم حسن وجاسم الصالح، أمضيت عاما دراسيا عندما دخلت المدرسة كنت اعتقد أني سأدرس التربية الفنية لكن الناظر كلفني بالتربية البدنية ايضا، اذكر أولاد السديراوي وشادي الخليج (عبدالعزيز المفرج) وأولاد المرزوق ـ كذلك أشرفت على تدريب الفريق الخاص وحصلنا على كأس وكنت المدرس الوحيد بالمدرسة وسبقني عبدالعزيز العنجري كان مدرس تربية بدنية وانتقل الى المثنى مع عقاب الخطيب.
وأحمد العثمان كان أول عام ناظرا للمدرسة بدلا من سليمان العثمان المهم نجحت في التعليم منذ أول عام.
المدرسة الأحمدية
ثم بعد ذلك انتقل ضيفنا الى المدرسة الأحمدية ويقول عن ذلك: نقلت الى المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر بجانب الفرضة مقابل فريج سعود خطوات بعيد عن المدرسة القبلية للبنين ـ المهم بداية تعييني مدرسا كنت ساكنا في المنطقة الشرقية فكنت أذهب الى المدرسة مشيا صباحا ومساء شتاء وصيفا ولمدة 6 أشهر، وكان بيتنا قرب مدرسة الصباح ومن الشرق الى سوق بن دعيج الى السوق الداخلي الى ساحل البحر حتى أصل الى الأحمدية أو القبلية بعد ذلك كنا مجموعة من المدرسين جالسين في جمعية المعلمين وكنا نشتكي من المشي وعدم وجود مواصلات، أثناء الجلسة تقدمت باقتراح لزملائي الموجودين.
الاقتراح للزملاء
أثناء الجلسة قلت نشتري دراجات (جاري) فقالوا ما عندنا فلوس وكان الراتب 210 روبيات فقلت لهم نأخذ من دائرة المعارف (سلف) وهذا ما فيه اي شيء شهر ونسدد للمعارف.
المهم اتفقنا وكتبنا رسالة بيدي وأخذت الرسالة وتوجهت بها الى المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ويومئذ كان جالسا في المحكمة.. وأول ما شاهدني ناداني وبعد السلام أعطيته المكتوب وقلت له «نحن مجموعة مدرسين كويتيين نذهب الى المدرسة مشيا ونحن بحاجة الى دراجة لكل واحد منا، ونطلب سلفة من المعارف 100 روبية لكل مدرس» فقال «سلفة» فقلت «نعم وتخصمون 10 روبيات من كل مدرس شهريا» فالتفت الى المدير المالي للمعارف وكان جالسا بجانبه السيد سليمان العدساني فتوجهت اليه، وبدوره كتب لا مانع ورجعت للزملاء وأخبرتهم وكل واحد منا توجه الى صندوق المعارف وتسلم المبلغ 100 روبية واشترينا دراجات من معرض المسقطي وكل يوم أذهب الى المدرسة بالدراجة (الجاري) (الجاري الاسم المحلي لأنها تجري).
قصرت المسافة وذهب التعب وأقول: إن قبل الدراجة وفي الشتاء كنت منزعجا كثيرا بسبب الأمطار والبرد الشديد.
المهم ان الدراجة قصرت المسافة من البيت الى المدرسة الأحمدية وأمضيت فيها 3 سنوات وكنت مدرس تربية بدنية وتسلمت التدريب لفريق خاص وبذلت جهدا كبيرا مع الفريق الخاص وكنت أوصي الطلبة بحلق شعورهم ولكن بالماكينة وليس بالموس إلا ان اثنين من الطلبة حضرا وقد حلقا شعورهما بالموس فأخذت فلين أبيض وحرقته ووضعته على رؤوسهما ليوم العرض مع المدارس الأخرى وحصلنا على كأس ولمدة 3 أعوام متتالية وتغلبت على أستاذي في المباركية وأذكر ان ناظر الأحمدية المرحوم صالح عبدالملك، والنشاط الرياضي بأكمله كنت المسؤول عنه وحصلت على كؤوس ودروع.
مدرسة النجاح
بعد المدرسة الأحمدية كانت محطة ضيفنا الثانية في «النجاح» وعن ذلك يقول: تم الانتهاء من بناء مدرسة النجاح وكانت قريبة من بيتنا وكان الناظر احمد اللباد منذ بداية العمل فيها ومن المدرسين محمد السداح وعبدالعزيز ومدرسين مصريين وفلسطينيين وكذلك كنت مدرس التربية البدنية، اذكر هنا عندما كنت مدرسا في الأحمدية تفوقت على المدرسة المباركية بقيادة سليمان العثمان وهو كان يدرسني فأخذت الكأس للفريق الخاص وقد فرح بعدما تفوقت عليه.
اذكر من مدرسي الرياضة في النجاح مدرسا مصريا وهو عبدالإله بركات، وكان مقابل المدرسة مقبرة قديمة جدا وكان بعض الشباب قد فتحوا في حائطها فتحة يدخلون منها الى المقبرة يلعبون كرة القدم ـ مدرسة النجاح لا يوجد فيها ملعب قدم، فدخلت الى المقبرة مع مجموعة من التلاميذ وأقمنا ملعبا لكرة القدم، اذكر ان بعض الشواهد موجودة ساوينا الأرض وصار ملعب النجاح ونقيم المباريات الرسمية على الملعب القبلي، أو ما يسمى بشبان الوطن، دائرة المعارف أقامت مدرجات على ذلك الملعب وحصلنا على كأس للفريق الخاص وكان الشيخ عبدالله الجابر والشيوخ وكبار الشخصيات يحضرون للملعب ولمدة سنة ونصف السنة بالنجاح.
سنة الهدامة الثانية
من العلامات البارزة في التاريخ الكويتي سنة الهدامة بسبب ما تركته من تأثير على المجتمع الكويتي عن ذكرياته حول أحداث هذه السنة يقول المربي محمد علي: عام 1954 نزلت أمطار غزيرة على جميع مناطق الكويت وقراها، فتهدمت بعض البيوت وبعض حوائطها تشققت وبعض المياه نزلت على السكان في الغرف فقررت الدولة نقل المتضررين الى المدارس، ومن تلك المدارس مدرسة النجاح، حيث نقل اليها الأهالي، والبداية ان التلاميذ حصلوا على عطلة وعينت مشرفا مع المرحوم يوسف العلي على الأهالي داخل مدرسة النجاح وكذلك علي الحسن، ثم نقلت الى الصباح وذلك في شهر نوفمبر واحضروا تلاميذ الصباح ابتدائي مع ابتدائي النجاح، أما متوسط الصباح مع متوسط النجاح فنقلوا الى الصديق، ونقلت الى مدرسة الصباح واستمررت فيها وكان حمد الرجيب ناظرا، ونقل مع احمد مهنا الى الصديق وأمضيت سنوات بالصباح.
معرض الرسم التشكيلي
كما قال آنفا كانت من بين هوايات ضيفنا الرسم، ويقول عن احد المعارض التي شارك فيها: كانت دائرة المعارف تقيم معرضا تشكيليا سنويا فشاركت بالمعرض بلوحات فنية والذي افتتح المعرض مدير معارف الكويت المرحوم عبدالعزيز حسين والتقيته وبعد السلام سألني «لماذا أنت هنا وأنت مدرس تربية بدنية؟» فقلت: «عندي مجموعة لوحات فنية مشارك فيها بالمعرض»، فشاهد لوحاتي وأطال المشاهدة ثم قال: «لماذا صرت مدرس تربية بدنية وأنت ترسم مثل هذه اللوحات؟ انت من الضروري ان تدرس وتتعلم اكثر وسنرسلك الى لندن للدراسة»، وفي تلك الأثناء طلب مني بعض اللوحات وقدمتها له «هدية» وفي اليوم الثاني ذهبت الى دائرة المعارف وقابلته وأرسلني الى فيصل الصالح مدير البعثات وانهيت جميع الإجراءات للبعثة الى لندن وكنت يومئذ متزوجا وعندي أولاد جاسم وعزيزة، حصلت على إجازة براتب ومخصصات الدراسة، في لندن أول سنة ذهبت بنفسي وسكنت في كمبردج، وسكنت عند سيدة كبيرة بالسن، وأول ما قالت لي: انتبه قد لا أستطيع أن أقدم لك خدمات طبية جيدة لأنه في يوم من الأيام سقطت في حفرة بالدراجة وأصيب ظهري بألم.. وصباح كل يوم كانت تحضر لي الشاي وتضعه على نصف الدرج وتناديني «محمد.. محمد.. شاي» قلت لها «أريد ان أسبح بالحمام» فقالت «أجهز لك إياه» وبعد فترة نادتني ودخلت الحمام وما كان فيه «دوش» ـ البانيو كان فيه ماء قليل وماء حار وماء بارد (من عاداتهم ان ينزل الرجل داخل البانيو ويغتسل بالماء والصابون ويأخذ من الماء ويصب على نفسه ويخرج وينشف نفسه ويلبس فقلت لها أريد «دوش» فطلبت منها «مغراف» أعطتني لكن لم يعجبها فاتصلت بالمكتب ـ وتركتها وانتقلت الى بيت آخر وبنفس الكيفية ـ والمكتب اتفق مع موتيل وسكنت فيه وصاحبه رجل شايب وكان حمام الغرفة فيه «دوش» وشاهدت كبار السن فيه واختلطت معهم وأجلس معهم على الافطار.. وبعد ذلك بدأت البحث عن بيت لأني قررت إحضار عائلتي وكلما أذهب لمكتب عقار يسألون عندك أطفال؟ وعندما أقول: «نعم عندي» يرفضون التأجير.
بعدما تعب حصلت على بيت لعائلتي، والسبب انهم يخافون الأطفال يتلفون البيت ومصاريف الماء والكهرباء.. وصاحب البيت كان رجلا غير انجليزي والإيجار 39 جنيها بالأسبوع وكنت في كيمبردج وفي عطلة رأس السنة احضرت أولادي الى انجلترا وسجلتهم في مدرسة حكومية وليست خاصة لأن المدرسة قريبة من بيتنا، ذهبت لتسجيل أولادي في المدرسة والبداية اني ذهبت الى مكتب تربية وتعليم وهو عبارة عن صالة صغيرة وموظف وموظفة جالسين وأبلغتهما برغبتي بتسجيل أولادي، الحقيقة سألني: «لماذا أنت حضرت الى هنا؟» فقلت: «أنتم مكتب تعليم وتربية» فأخذ عصا طويلة وأشار بها الى خارطة وقال «اذهب الى هذه المدرسة القريبة من بيتكم» وخرجت من عنده وتوجهت الى المدرسة والتقيت الناظرة وفرحت كثيرا ونادت على المدرسات والوكيلات فقالت «أين أولادك؟» واليوم الثاني أخذت أولادي واستقبلوهم استقبالا طيبا وأدخلتهم الفصل وباشروا الدوام.. سألوني عن أسمائهم وأعمارهم.. بعد شهرين تعلموا اللغة الإنجليزية وفي كمبردج مدة سنة والدراسة لمدة 3 سنوات، وفي برايتون التحقت بمعهد للفنون التشكيلية ورجعت الى الكويت وعينت في معهد المعلمين عام 1964-1965.
مدرس في المعلمين
عن نشاطه المهني بعد البعثة إلى لندن يقول علي: التحقت بالمعلمين مدرسا للتربية الفنية وأقمت معرضا نموذجيا وكان معرضا للطلاب المتخصصين في الفنون بالمعهد وغالبية العمل الخزف لأني درست الخزف في انجلترا، في البداية لم يكن هناك مكان مناسب ولكني حصلت على سكن المدرسين وحولته الى ورشة عمل للطلبة وأغلقت الليوان وحولته الى مشغل للخزف وأحضرت عدد 3 أفران وعملت لها تمديدات وأقيم المعرض في نفس العام وحضر الوزير خالد المسعود.
سيارة الشيخ جابر العلي
عن أحد المواقف الطريفة التي حدثت له يقول ضيفنا:
عندما كنت في انجلترا في السنة الأخيرة كان في انجلترا الاستعداد لاجراء انتخابات نيابية وكان التنافس الكبير بين حزبي العمال والمحافظين وبعد عودتي الى الكويت كنت أجلس في ديوان المرحوم الشيخ جابر العلي مع المرحوم خالد المسعود وفي إحدى الليالي دار الحديث عن الانتخابات البريطانية وكان الشيخ جابر العلي يتوقع فوز المحافظين فقلت له ان حزب العمال هو المتقدم لأني كنت هناك وملاحظ ما يدور هناك فقال الشيخ جابر العلي تراهني من راتبك الى راتبي إذا فاز حزب المحافظين اخذ راتبك الى راتبي اذا فاز حزب العمال اعطيك راتبي فقلت تم واتفقنا على ذلك.
وفي احدى الليالي اتصل الشيخ جابر العلي بالمرحوم خالد المسعود وقال له ان صاحبك فاز لأن حزب العمال فاز بالانتخابات البريطانية في تلك الأثناء كان الشيخ جابر العلي عنده سيارتان قديمتان موديل 1934..
اليوم التالي ذهبنا الى الشيخ جابر العلي وجلسنا عنده فقال مبروك انت فائز واعطيك راتبي فقلت له لا أريد الراتب وانما أريد احدى تلك السيارتين فأعطاني سيارة بعدما سجلها باسمي وأخذتها وبقيت السيارة عندي الى عام 2009 حيث أخذها مني ابن خالتي، وأما السيارة الثانية فأعطاها هدية لأحد الديبلوماسيين من دول مجلس التعاون الخليجي.
من الذاكرة
يتذكر المربي محمد علي بعض اللقطات ويقارن بين الماضي والحاضر قائلا:
أقول ان بعض كبار السن يقولون ان الأول الحياة زينة أقول هل الحياة كما تصفونها أم اليوم الحياة بتطور وتقدم.. الحمد لله نحن نعيش بنعمة وخير وفير وراحة وكل شيء عندنا ونحن مرتاحين.. أنا بودي ان اعمل فيلم عن المياه في الكويت قديما بعدما تصل سفن نقل المياه يخرج الحمارة وتخرج النساء كل واحدة تحمل على رأسها قوطي والكنادرة يحملون على أكتافهم القواطي لنقل المياه.. كل من يحمل قوطيه على رأسه.
خالي حسن عنده هوايات مثلا في احدى السنوات عمل طائرة في داخل البيت لها جناحان وعمل لها (رجاب) لكي تتحرك، ولكن لم يستطع اخراجها من البيت.
واستعان بقطع من الدراجات يفككها ويأخذ قطعها واذكر انه فتح له محلا لتصليح السيارات في ساحة الصفاة بجوار محلات يحيى زكريا قديما، وكان خالي يصلح الصدمات (الدعمات) وآخر من أقربائه يصلح السبرنكات حدادة، والحداد كان آخر النهار يغسل يديه بالبنزين فاشتعلت النيران ومات الرجل وخالي تأثر وأغلق المحل.
الاخوة والأخوات في التعليم واللعمل
عن مسار اخوته وأخواته في التعليم والعمل يقول ضيفنا:
وأخي صادق بعدما أنهى تعليمه بالمعلمين بعد سنوات من تعييني أيضا عين مدرسا وتخصص تربية فنية وسافر الى أميركا بعثة دراسية وصار مهندس تصميم داخلي.
ويوسف أرسل الى الخارج وعين في الخطوط الجوية الكويتية، واخواني بعضهم مدرسات.
عدد المشـاهدات: 8350
المربي الفاضل محمد علي حسن (متين غوزال)
محمد علي حسن متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
- اقترحت على زملائي في «الأحمدية» شراء دراجات لتجنب المشي إلى المدرسة وحصلنا على سلفة لأنه لم يكن معنا مال
- في سنة الهدامة تم نقل المتضررين من تهدم البيوت إلى المدارس وكنت مشرفاً على الأهالي في مدرسة النجاح
- ولدت في منطقة شرق وكانت البيوت مبنية من الطين والشوارع ترابية
- الكويت كانت تصدّر بعض الملابس والمواد الغذائية إلى إيران لتباع في عبادان بسوق الكويتيين
- كنت أشارك في المسرحيات وكوّنت مع 3 من زملائي الطلاب فرقة كوميدية تقدم تمثيليات هزلية
- نجحت في «المباركية» وكان ترتيبي الأول على جميع مدارس الكويت
- في بداية بعثتي بلندن سقطت في حفرة بالدراجة وأصيب ظهري
- انتقلت بين عدة مدارس في طفولتي ثم قضيت 4 سنوات في المدرسة الجعفرية وبعدها التحقت بـ «المباركية»
- دخلت على ناظر «المباركية» المصري محمد عبده وكلّمته باللهجة الكويتية فقال لي: «يا ولد اتكلم عربي»!
- هواياتي أثناء الدراسة كانت الرسم والتمثيل والرياضة حيث اشتركت في الفريق الخاص
- في المباركية كان مدرس الرسم المصري يهتم برسوماتي ويأخذ اللوحة ويعلقها في ليوان المدرسة
- كنت أذهب إلى المدرسة الأحمدية من المنطقة الشرقية مشياً على قدمي صباحاً ومساءًفي الشتاء والصيف لمدة 6 أشهر
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ومحاضر ومؤلف كتب
اهتمت الكويت بالتعليم للأولاد والبنات ممثلة بدائرة المعارف وكان رئيسها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر ومدير المعارف عبدالعزيز حسن وقبل الخمسينيات تعاقب على ادارتها نخبة طيبة من التربويين العرب، في تلك السنوات كان الأستاذ محمد علي حسن طالبا في مدارس الكويت وبعدما انتهى من المدرسة كان على أمل ان يحصل على بعثة دراسية، لكنه ومع بداية العام الدراسي 1948-1949 عين مدرسا في مدرسة الروضة الابتدائية المستقلة مدرس تربية بدنية لمدة عام نقل بعدها الى المدرسة الأحمدية التي لا تبعد كثيرا وكانت تقع على ساحل البحر أمام فريج سعود.
وأمضى فيها 3 سنوات مدرس تربية بدنية وحصل على كأس التفوق لفريقه الخاص وبعد 3 سنوات نقل الى مدرسة النجاح، وتقدم باقتراح مع زملائه لطلب سلفة لشراء دراجات وهو مدرس، وعندما كان طالبا شارك بالتمثيل مع طلاب المدرسة وكان له دور مميز.
أرسل في بعثة دراسية الى انجلترا بعدما شاهد عبدالعزيز حسن بعض الرسومات واللوحات التي عرضها في معرض الربيع في المدرسة المباركية، هناك حصلت له بعض العقبات مع أصحاب البيوت، نقل أولاد من الكويت الى برايتون واستقبلتهم ناظرة المدرسة بكل فرح وسرور.
نتعرف على المزيد في هذا اللقاء:في مستهل حديثه عن الماضي وذكرياته يقول المربي الفاضل الأستاذ محمد علي حسن صادق: ولدت في مدينة الكويت بمنطقة الشرق بفريج العروبة وكانت منطقة سكن للكويتيين والبيوت مبنية من الطين والشوارع ترابية والكويت كانت بسيطة، كان المواطنون متعاونين ويحبون بعضهم البعض ويوجد بين الجيران التعاون والتكاتف والمساعدة، كان الجميع اخوة متحابين ويعتبرون أنفسهم أكثر من عائلة واحدة.
واذكر عندما كنت صغيرا كنت أنادي النساء واحدة أمي والثانية خالتي والثالثة عمتي وهكذا حسب العلاقة ومعرفتي بالأسماء، وكنت اعتبرهن من عائلتي، هكذا كانت العلاقة بين العائلات ولا توجد خلافات حتى لو حصلت تحل بسرعة، والأطفال يلعبون مع بعضهم البعض وكأنهم اخوان لا توجد فروقات ولا حسد ولا عداوات.
اذكر من الجيران بيت جدي حجي بابا اسماعيل حيث عشت عندهم لفترة وكان رجلا غنيا وكان جدي يبيع المواد الأولية للحدادين والصفافير والصاغة وكان يستوردها من الهند.
اوكانت الكويت تصدر بعض الملابس والمواد الغذائية الى ايران (إعادة تصدير) في عبادان يوجد سوق لبيع المواد التي تصدر لهم من الكويت يعرف بسوق الكويتيين.
اذكر ايضا من الجيران صالح الغانم وزوجته مريم المخيزيم وعندهما بنت واحدة اسمها شاهة وولد واحد وكان متزوجا في ذلك الوقت.
ومن الجيران النوخذة حجي رضا وكذلك من الجيران صالح الشمالي وحسن المطوع وعائلة بوعباس وأم سعدون وولدها ابن ناجي وكذلك عائلة المتروك وبيت خوالي أولاد عبدالكريم ذوالفقار.
كانت جدتي متزوجة من رجلين بعد وفاة الأول تزوجت الثاني واذكر بيت محمد علي وبيت عيدة وهي صاحبة فرقة فنون «طقاقة» وفرقة كبيرة واذكر انها كانت تزور البيوت قبل الذهاب الى الحج وتردد «العايدوه» وكذلك الطنبورة موجودة خلف بيت جدي وكنت أقف قرب باب الطنبورة لأني كنت أخاف وإذا شاهدت واحدا منهم أهرب وهذه بالميدان، وكذلك طنبورة ثانية بفريج الحاكة.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في الدراسة والتعليم يقول المربي محمد علي: التحقت بمدرسة المباركية وأحد أقاربنا كان طالبا فيها فكنت أذهب معه الى المباركية مع العلم انها كانت بعيدة ولكن لحبي للدراسة والعلم كنت أذهب اليها مشيا مع ذلك الشاب والتحقت بالصف الأول وكان عمري 7 سنوات ومن الشرق مرورا بسوق بن دعيج والسوق الداخلي الى المباركية وكان المدير سيد عمر عاصم.
وبعد فترة ذلك الشاب انقطع عن الدراسة فانقطعت ايضا عن الدراسة، وبعد ذلك الوالد أدخلني مدرسة ملا بلال وتعلمت قراءة القرآن الكريم وختمت المصحف الشريف وكان عمري تقريبا 8 سنوات وكذلك الحساب والخط وكيفية صياغة كتابة الرسائل.. بداية الرسالة: «حضرة المحترم الأكرم المكرم جناب فلان بن فلان».. ملا بلال كان يدرب التلاميذ على حمل السلاح وقد صنع مجموعة من البنادق وكان عنده أمل ان يكون مدير مدرسة نظامية.. وتعلمت الأغاني وكان ملا بلال يوقف التلاميذ على شكل دائرة وكنا نغني «دوروا دوروا وغنوا» ملا بلال كان كثير التنقل من مكان الى آخر وبداية التحاقي بالمدرسة التي كان مقرها بيت عائلة الحمد وبعد ذلك انتقل الى بيت المتروك بالشرق وبعدها الى فريج بن جبل وكان بيت عبدالله محمد الهاجري وبعض العائلات وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا عبدالوهاب العصفور ولم أمكث كثيرا وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا رضا آخر شرق فريج العاقول قريب من دسمان.
وبعد ذلك التحقت بالمدرسة الجعفرية وكان ناظرها جاسم معرفي وعائلة معرفي مؤسس تلك المدرسة وفيها مجموعة من المدرسين منهم ناصر الجليلي وترك المدرسة والتحق بالجمارك وفي عطلة المدارس في الصيف يلتحق بالجعفرية بعض المدرسين وبعض التلاميذ لأن المدرسة الجعفرية ليست لها عطلة صيفية واذكر ملا صالح الدعيج يعمل مدرسا فيها وملا سعود الخرجي، أما ملا سعود الصقر فكان مدرسا بالأحمدية عندما كنت مدرسا فيها، وأمضيت 4 سنوات في الجعفرية وحصلت على شهادة وبعد ذلك صار اتفاق بين الجعفرية ومعارف الكويت فانتقلت الى المدرسة المباركية وكان الناظر محمد عبده مصري الجنسية ولي معه قصة: دخلت عليه وهو جالس في مكتبه وكنت أخاطبه باللهجة الكويتية فهو لا يعرف اللهجة، وقال يا ولد تكلم عربي.. فقلت له يا أستاذ أتكلم عربي وكان ناظر ومدرس وهو رجل طيب وكان يعرف كلمات كويتية «اكو وماكو وزين وابشر» فرد عليّ بكلامه «أكو ماكو ابشر زين روح اخرج» كان رجلا لطيفا حنونا تشعر في تعامله مع التلاميذ بالأبوة، واذكر ان مدرسة بنات كانت قريبة من المباركية، بعض البنات كن يمررن قرب المدرسة فكان محمد عبده يقول لهن امشي من هنا (يا إصبية) الولد صبي والبنت (اصبية).
الأنشطة المدرسية
ثم يتحدث ضيفنا عن نشاطه الرياضي حيث يقول: النشاط الرياضي والبداية مع الفريق الخاص واذكر من المدرسين المشرفين على الفريق المرحوم الأستاذ عيسى الحمد وبعدما سافر في بعثة دراسية حل مكانه سليمان العثمان ومن المدرسين الكويتيين في المباركية عبداللطيف العمر وخالد المسلم وخالد الغربللي وصالح عبدالملك ومحمد زكريا الأنصاري، وملا راشد السيف، وبعد ذلك محمد بشير ويوسف العمر، الرياضة فقط الفريق الخاص والهواية الثانية الرسم وكان المدرس مصري وكان رجلا مخلصا في عمله وكان يهتم برسوماتي ويأخذ اللوحة ويعلقها في ليوان المدرسة المباركية وكان التمثيل الهواية الثالثة وكنت أشارك بالمسرحيات وبعد الانتهاء من تقديم المسرحية نحن 3 طلاب كونا فرقة كوميدية تمثل تمثيليات هزلية، اذكر جعفر جاسم عبدال ولد جاسم البوسطة وحسين عبدالنبي القطان ـ عندي لازمة نقول فيها «ويو» فالجمهور يضحك والتمثيليات قصيرة فكنت المؤلف والمخرج والممثل مع الصديقين، أمضيت في المدرسة المباركية منذ عام 1945 حتى العام الدراسي 1946-1947 وبعدها تخرجت في المباركية.
البعثة الدراسية والتعيين مدرساً
بعد تخرجه في المباركية تحول علي الى مرحلة جديدة من حياته، حيث العمل كمدرس ويقول عن ذلك: نجحت وتسلمت شهادتي من المدرسة المباركية وكان ترتيبي الأول على جميع المدارس والاختبار عام في المدرسة المباركية.. منذ ان كنت في الابتدائي كنت من المتفوقين وحصلت على جوائز وكان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف يسلمنا الشهادة والجوائز وهي عبارة عن أقلام وكاميرا والمدرسون ايضا يعطونني جوائز واذكر ان المدرسين أعطوني شنطة وحذاء.. المهم أنهيت الدراسة وكنت الأول على الدفعة وكان مخصصا 4 جوائز للأول على الشكل الآتي: 100 روبية من البنك البريطاني للأول في اللغة الانجليزية و100 روبية من معارف الكويت للأول باللغة العربية و100 روبية من المعارف للدين و100 أخرى للرياضيات من المعارف.. المجموع 400 روبية.
كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر أثناء الامتحان يحضر الى لجنة الامتحان ويمر بين الطلبة وكان مهتما بوجودي وقال أريد منك ان تأخذ الجوائز كلها، الذي حصل ان نكبة عام 1948 وقعت في نفس عام تخرجي فألغي الاحتفال نهائيا والجائزة اختفت ولم أعط الجائزة ولم يحضر الشيخ عبدالله الجابر ولكن تسلمت الشهادة من ملا أحمد رئيس الفراشين.. وضاعت علي الحفلة وكانت صدمة بالنسبة ليّ.. راحت عليّ الجائزة ولم أتسلم النقود.
قدمت أوراقي الى المعارف على أساس بعثة دراسية على ان أذهب الى ادارة المعارف بداية العام الدراسي وبالفعل قابلت مدير المعارف طه السويفي عام 1948 سلمت عليه وقلبي يخفق، وبعد شرب الشاي مرة يتكلم واخوي يبتسم وفجأة قال اسمع يا محمد انت تم تعيينك مدرسا، الحقيقة فرحت فقد كانت أمنيتي وحلمي بالتدريس وأن أكون مدرسا وذهبت الى البيت وأبلغت الوالد بأني عينت مدرسا فقال صرت مدرسا بالمعارف وكنت الوحيد بين اخواني في ذلك الوقت.
العام الدراسي 1948/1949
عن تعيينه في روضة البنين المستقلة في أول مشواره بالتدريس يقول المربي الفاضل محمد علي: مع بداية العام الدراسي 1948/1949 تم تعييني مدرسا في مدرسة روضة البنين المستقلة أطلق عليها هذا الاسم المستقلة لأن المدارس في ذلك الوقت مشتركة روضة وابتدائي وكان الناظر احمد العثمان وقد سبقه الأستاذ احمد الخطيب، تسلمت العمل مدرس تربية بدنية واذكر كنت واقفا بساحة المدرسة من أول يوم حضر عندي طالبان اخوان وبصوت واحد قالا: انت مدرس؟ فقلت: نعم، ولكن ما اسمك، فقلت لهما اسمي واذكر من تلاميذي بتلك المدرسة عبدالحسين عبدالرضا وشقيقه عبدالأمير عبدالرضا واحمد الصالح الممثل والمرحوم خالد النفيسي وعبدالكريم حسن وجاسم الصالح، أمضيت عاما دراسيا عندما دخلت المدرسة كنت اعتقد أني سأدرس التربية الفنية لكن الناظر كلفني بالتربية البدنية ايضا، اذكر أولاد السديراوي وشادي الخليج (عبدالعزيز المفرج) وأولاد المرزوق ـ كذلك أشرفت على تدريب الفريق الخاص وحصلنا على كأس وكنت المدرس الوحيد بالمدرسة وسبقني عبدالعزيز العنجري كان مدرس تربية بدنية وانتقل الى المثنى مع عقاب الخطيب.
وأحمد العثمان كان أول عام ناظرا للمدرسة بدلا من سليمان العثمان المهم نجحت في التعليم منذ أول عام.
المدرسة الأحمدية
ثم بعد ذلك انتقل ضيفنا الى المدرسة الأحمدية ويقول عن ذلك: نقلت الى المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر بجانب الفرضة مقابل فريج سعود خطوات بعيد عن المدرسة القبلية للبنين ـ المهم بداية تعييني مدرسا كنت ساكنا في المنطقة الشرقية فكنت أذهب الى المدرسة مشيا صباحا ومساء شتاء وصيفا ولمدة 6 أشهر، وكان بيتنا قرب مدرسة الصباح ومن الشرق الى سوق بن دعيج الى السوق الداخلي الى ساحل البحر حتى أصل الى الأحمدية أو القبلية بعد ذلك كنا مجموعة من المدرسين جالسين في جمعية المعلمين وكنا نشتكي من المشي وعدم وجود مواصلات، أثناء الجلسة تقدمت باقتراح لزملائي الموجودين.
الاقتراح للزملاء
أثناء الجلسة قلت نشتري دراجات (جاري) فقالوا ما عندنا فلوس وكان الراتب 210 روبيات فقلت لهم نأخذ من دائرة المعارف (سلف) وهذا ما فيه اي شيء شهر ونسدد للمعارف.
المهم اتفقنا وكتبنا رسالة بيدي وأخذت الرسالة وتوجهت بها الى المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ويومئذ كان جالسا في المحكمة.. وأول ما شاهدني ناداني وبعد السلام أعطيته المكتوب وقلت له «نحن مجموعة مدرسين كويتيين نذهب الى المدرسة مشيا ونحن بحاجة الى دراجة لكل واحد منا، ونطلب سلفة من المعارف 100 روبية لكل مدرس» فقال «سلفة» فقلت «نعم وتخصمون 10 روبيات من كل مدرس شهريا» فالتفت الى المدير المالي للمعارف وكان جالسا بجانبه السيد سليمان العدساني فتوجهت اليه، وبدوره كتب لا مانع ورجعت للزملاء وأخبرتهم وكل واحد منا توجه الى صندوق المعارف وتسلم المبلغ 100 روبية واشترينا دراجات من معرض المسقطي وكل يوم أذهب الى المدرسة بالدراجة (الجاري) (الجاري الاسم المحلي لأنها تجري).
قصرت المسافة وذهب التعب وأقول: إن قبل الدراجة وفي الشتاء كنت منزعجا كثيرا بسبب الأمطار والبرد الشديد.
المهم ان الدراجة قصرت المسافة من البيت الى المدرسة الأحمدية وأمضيت فيها 3 سنوات وكنت مدرس تربية بدنية وتسلمت التدريب لفريق خاص وبذلت جهدا كبيرا مع الفريق الخاص وكنت أوصي الطلبة بحلق شعورهم ولكن بالماكينة وليس بالموس إلا ان اثنين من الطلبة حضرا وقد حلقا شعورهما بالموس فأخذت فلين أبيض وحرقته ووضعته على رؤوسهما ليوم العرض مع المدارس الأخرى وحصلنا على كأس ولمدة 3 أعوام متتالية وتغلبت على أستاذي في المباركية وأذكر ان ناظر الأحمدية المرحوم صالح عبدالملك، والنشاط الرياضي بأكمله كنت المسؤول عنه وحصلت على كؤوس ودروع.
مدرسة النجاح
بعد المدرسة الأحمدية كانت محطة ضيفنا الثانية في «النجاح» وعن ذلك يقول: تم الانتهاء من بناء مدرسة النجاح وكانت قريبة من بيتنا وكان الناظر احمد اللباد منذ بداية العمل فيها ومن المدرسين محمد السداح وعبدالعزيز ومدرسين مصريين وفلسطينيين وكذلك كنت مدرس التربية البدنية، اذكر هنا عندما كنت مدرسا في الأحمدية تفوقت على المدرسة المباركية بقيادة سليمان العثمان وهو كان يدرسني فأخذت الكأس للفريق الخاص وقد فرح بعدما تفوقت عليه.
اذكر من مدرسي الرياضة في النجاح مدرسا مصريا وهو عبدالإله بركات، وكان مقابل المدرسة مقبرة قديمة جدا وكان بعض الشباب قد فتحوا في حائطها فتحة يدخلون منها الى المقبرة يلعبون كرة القدم ـ مدرسة النجاح لا يوجد فيها ملعب قدم، فدخلت الى المقبرة مع مجموعة من التلاميذ وأقمنا ملعبا لكرة القدم، اذكر ان بعض الشواهد موجودة ساوينا الأرض وصار ملعب النجاح ونقيم المباريات الرسمية على الملعب القبلي، أو ما يسمى بشبان الوطن، دائرة المعارف أقامت مدرجات على ذلك الملعب وحصلنا على كأس للفريق الخاص وكان الشيخ عبدالله الجابر والشيوخ وكبار الشخصيات يحضرون للملعب ولمدة سنة ونصف السنة بالنجاح.
سنة الهدامة الثانية
من العلامات البارزة في التاريخ الكويتي سنة الهدامة بسبب ما تركته من تأثير على المجتمع الكويتي عن ذكرياته حول أحداث هذه السنة يقول المربي محمد علي: عام 1954 نزلت أمطار غزيرة على جميع مناطق الكويت وقراها، فتهدمت بعض البيوت وبعض حوائطها تشققت وبعض المياه نزلت على السكان في الغرف فقررت الدولة نقل المتضررين الى المدارس، ومن تلك المدارس مدرسة النجاح، حيث نقل اليها الأهالي، والبداية ان التلاميذ حصلوا على عطلة وعينت مشرفا مع المرحوم يوسف العلي على الأهالي داخل مدرسة النجاح وكذلك علي الحسن، ثم نقلت الى الصباح وذلك في شهر نوفمبر واحضروا تلاميذ الصباح ابتدائي مع ابتدائي النجاح، أما متوسط الصباح مع متوسط النجاح فنقلوا الى الصديق، ونقلت الى مدرسة الصباح واستمررت فيها وكان حمد الرجيب ناظرا، ونقل مع احمد مهنا الى الصديق وأمضيت سنوات بالصباح.
معرض الرسم التشكيلي
كما قال آنفا كانت من بين هوايات ضيفنا الرسم، ويقول عن احد المعارض التي شارك فيها: كانت دائرة المعارف تقيم معرضا تشكيليا سنويا فشاركت بالمعرض بلوحات فنية والذي افتتح المعرض مدير معارف الكويت المرحوم عبدالعزيز حسين والتقيته وبعد السلام سألني «لماذا أنت هنا وأنت مدرس تربية بدنية؟» فقلت: «عندي مجموعة لوحات فنية مشارك فيها بالمعرض»، فشاهد لوحاتي وأطال المشاهدة ثم قال: «لماذا صرت مدرس تربية بدنية وأنت ترسم مثل هذه اللوحات؟ انت من الضروري ان تدرس وتتعلم اكثر وسنرسلك الى لندن للدراسة»، وفي تلك الأثناء طلب مني بعض اللوحات وقدمتها له «هدية» وفي اليوم الثاني ذهبت الى دائرة المعارف وقابلته وأرسلني الى فيصل الصالح مدير البعثات وانهيت جميع الإجراءات للبعثة الى لندن وكنت يومئذ متزوجا وعندي أولاد جاسم وعزيزة، حصلت على إجازة براتب ومخصصات الدراسة، في لندن أول سنة ذهبت بنفسي وسكنت في كمبردج، وسكنت عند سيدة كبيرة بالسن، وأول ما قالت لي: انتبه قد لا أستطيع أن أقدم لك خدمات طبية جيدة لأنه في يوم من الأيام سقطت في حفرة بالدراجة وأصيب ظهري بألم.. وصباح كل يوم كانت تحضر لي الشاي وتضعه على نصف الدرج وتناديني «محمد.. محمد.. شاي» قلت لها «أريد ان أسبح بالحمام» فقالت «أجهز لك إياه» وبعد فترة نادتني ودخلت الحمام وما كان فيه «دوش» ـ البانيو كان فيه ماء قليل وماء حار وماء بارد (من عاداتهم ان ينزل الرجل داخل البانيو ويغتسل بالماء والصابون ويأخذ من الماء ويصب على نفسه ويخرج وينشف نفسه ويلبس فقلت لها أريد «دوش» فطلبت منها «مغراف» أعطتني لكن لم يعجبها فاتصلت بالمكتب ـ وتركتها وانتقلت الى بيت آخر وبنفس الكيفية ـ والمكتب اتفق مع موتيل وسكنت فيه وصاحبه رجل شايب وكان حمام الغرفة فيه «دوش» وشاهدت كبار السن فيه واختلطت معهم وأجلس معهم على الافطار.. وبعد ذلك بدأت البحث عن بيت لأني قررت إحضار عائلتي وكلما أذهب لمكتب عقار يسألون عندك أطفال؟ وعندما أقول: «نعم عندي» يرفضون التأجير.
بعدما تعب حصلت على بيت لعائلتي، والسبب انهم يخافون الأطفال يتلفون البيت ومصاريف الماء والكهرباء.. وصاحب البيت كان رجلا غير انجليزي والإيجار 39 جنيها بالأسبوع وكنت في كيمبردج وفي عطلة رأس السنة احضرت أولادي الى انجلترا وسجلتهم في مدرسة حكومية وليست خاصة لأن المدرسة قريبة من بيتنا، ذهبت لتسجيل أولادي في المدرسة والبداية اني ذهبت الى مكتب تربية وتعليم وهو عبارة عن صالة صغيرة وموظف وموظفة جالسين وأبلغتهما برغبتي بتسجيل أولادي، الحقيقة سألني: «لماذا أنت حضرت الى هنا؟» فقلت: «أنتم مكتب تعليم وتربية» فأخذ عصا طويلة وأشار بها الى خارطة وقال «اذهب الى هذه المدرسة القريبة من بيتكم» وخرجت من عنده وتوجهت الى المدرسة والتقيت الناظرة وفرحت كثيرا ونادت على المدرسات والوكيلات فقالت «أين أولادك؟» واليوم الثاني أخذت أولادي واستقبلوهم استقبالا طيبا وأدخلتهم الفصل وباشروا الدوام.. سألوني عن أسمائهم وأعمارهم.. بعد شهرين تعلموا اللغة الإنجليزية وفي كمبردج مدة سنة والدراسة لمدة 3 سنوات، وفي برايتون التحقت بمعهد للفنون التشكيلية ورجعت الى الكويت وعينت في معهد المعلمين عام 1964-1965.
مدرس في المعلمين
عن نشاطه المهني بعد البعثة إلى لندن يقول علي: التحقت بالمعلمين مدرسا للتربية الفنية وأقمت معرضا نموذجيا وكان معرضا للطلاب المتخصصين في الفنون بالمعهد وغالبية العمل الخزف لأني درست الخزف في انجلترا، في البداية لم يكن هناك مكان مناسب ولكني حصلت على سكن المدرسين وحولته الى ورشة عمل للطلبة وأغلقت الليوان وحولته الى مشغل للخزف وأحضرت عدد 3 أفران وعملت لها تمديدات وأقيم المعرض في نفس العام وحضر الوزير خالد المسعود.
سيارة الشيخ جابر العلي
عن أحد المواقف الطريفة التي حدثت له يقول ضيفنا:
عندما كنت في انجلترا في السنة الأخيرة كان في انجلترا الاستعداد لاجراء انتخابات نيابية وكان التنافس الكبير بين حزبي العمال والمحافظين وبعد عودتي الى الكويت كنت أجلس في ديوان المرحوم الشيخ جابر العلي مع المرحوم خالد المسعود وفي إحدى الليالي دار الحديث عن الانتخابات البريطانية وكان الشيخ جابر العلي يتوقع فوز المحافظين فقلت له ان حزب العمال هو المتقدم لأني كنت هناك وملاحظ ما يدور هناك فقال الشيخ جابر العلي تراهني من راتبك الى راتبي إذا فاز حزب المحافظين اخذ راتبك الى راتبي اذا فاز حزب العمال اعطيك راتبي فقلت تم واتفقنا على ذلك.
وفي احدى الليالي اتصل الشيخ جابر العلي بالمرحوم خالد المسعود وقال له ان صاحبك فاز لأن حزب العمال فاز بالانتخابات البريطانية في تلك الأثناء كان الشيخ جابر العلي عنده سيارتان قديمتان موديل 1934..
اليوم التالي ذهبنا الى الشيخ جابر العلي وجلسنا عنده فقال مبروك انت فائز واعطيك راتبي فقلت له لا أريد الراتب وانما أريد احدى تلك السيارتين فأعطاني سيارة بعدما سجلها باسمي وأخذتها وبقيت السيارة عندي الى عام 2009 حيث أخذها مني ابن خالتي، وأما السيارة الثانية فأعطاها هدية لأحد الديبلوماسيين من دول مجلس التعاون الخليجي.
من الذاكرة
يتذكر المربي محمد علي بعض اللقطات ويقارن بين الماضي والحاضر قائلا:
أقول ان بعض كبار السن يقولون ان الأول الحياة زينة أقول هل الحياة كما تصفونها أم اليوم الحياة بتطور وتقدم.. الحمد لله نحن نعيش بنعمة وخير وفير وراحة وكل شيء عندنا ونحن مرتاحين.. أنا بودي ان اعمل فيلم عن المياه في الكويت قديما بعدما تصل سفن نقل المياه يخرج الحمارة وتخرج النساء كل واحدة تحمل على رأسها قوطي والكنادرة يحملون على أكتافهم القواطي لنقل المياه.. كل من يحمل قوطيه على رأسه.
خالي حسن عنده هوايات مثلا في احدى السنوات عمل طائرة في داخل البيت لها جناحان وعمل لها (رجاب) لكي تتحرك، ولكن لم يستطع اخراجها من البيت.
واستعان بقطع من الدراجات يفككها ويأخذ قطعها واذكر انه فتح له محلا لتصليح السيارات في ساحة الصفاة بجوار محلات يحيى زكريا قديما، وكان خالي يصلح الصدمات (الدعمات) وآخر من أقربائه يصلح السبرنكات حدادة، والحداد كان آخر النهار يغسل يديه بالبنزين فاشتعلت النيران ومات الرجل وخالي تأثر وأغلق المحل.
الاخوة والأخوات في التعليم واللعمل
عن مسار اخوته وأخواته في التعليم والعمل يقول ضيفنا:
وأخي صادق بعدما أنهى تعليمه بالمعلمين بعد سنوات من تعييني أيضا عين مدرسا وتخصص تربية فنية وسافر الى أميركا بعثة دراسية وصار مهندس تصميم داخلي.
ويوسف أرسل الى الخارج وعين في الخطوط الجوية الكويتية، واخواني بعضهم مدرسات.
عدد المشـاهدات: 8350