الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
507926-381259.JPG

محمود الفرج
507926-381254.JPG

محمود الفرج في إحدى المناسبات بحضورالشيخ أحمد الفهد
507926-381262.JPG

محمود الفرج متحدثا للزميل منصور الهاجري (أحمد علي)
507926-381255.jpg

فريق الشعلة عام 1968 من اليمين وقوفاً: محمود الفرج وبدر الجيران وعلي محمد المهنا والجلوس: علي حسين المهنا وعبدالله البلوشي واحمد الفرج
507926-381260.JPG

شهادة تخرج الفرج من معهد التربية للمعلمين
507926-381258.JPG

شهادة حصوله على دبلوم العلوم التجارية
شهادة تقدير لمشاركة الفرج في المؤتمر التربوي الثلاثين
507926-381261.jpg

شكر من جمعية المعلمين



  • نقلت للعمل في التعليم الخاص بمساعدة نورية الصبيح
  • عملت بإدارة التنسيق رئيس قسم في دوامين من دون مقابل
  • وزير التربية الأسبق أحمد الربعي أنصفني وعينت مراقباً في منطقة حولي التعليمية
  • الموظف قديماً كان أكفأ لأداء عمله كما يجب
  • لي مساهمات أدبية كثيرة في مجلة «المعلم»
  • أحفظ قصائد وأشعاراً كثيرة لمجموعة من الشعراء
  • تمنيت أن أكون لاعب كرة قدم ولكن لم أستطع تحقيق أمنيتي
  • شاركت في الأنشطة الموسيقيةوالرياضية والثقافية ومثلت نادي الكويت في لعبة تنس الطاولة وحصلت على جوائز
  • المدرسون المصريون والفلسطينيون كانوا متمكنين في موادهم
  • الطلبة الآن يعتمدون اعتماداً كلياً على المدرس الخصوصي
  • كنت أعتمد على شرح المدرس وعندما أعود إلى البيت لا أدرسأو أراجع
  • التحقت بالقسم الأدبي هرباً من الكيمياء ولكن المشرف شطب اسمي وسجلني في القسم العلمي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يجب أن يتحلى الإنسان بالطموح حتى يكون فعالاً فلا يقف بطموحه عند حد معين وعليه البحث والسعي للأفضل، وهذا ينطبق على ضيفنا محمود الفرج وخاصة بعدما تخرج في معهد التربية للمعلمين وعين مدرسا في المرحلة الابتدائية بالتعليم المسائي، فكان في الصباح لديه وقت فراغ فالتحق بمعهد التعليم التجاري ومنه الى جامعة الكويت تخصص محاسبة فصار يحمل ثلاث شهادات بالاضافة الى شهادة الثانوية العامة وبعد ان عمل مدرسا في الابتدائي نقل للتعليم المتوسط، لكنه اصطدم بالواقع الوظيفي والادارة وواجهته عقبات كثيرة اثناء عمله نظرا لسوء الادارة وسوء المعاملة ولولا ان بعض المسؤولين وقفوا الى جانبه لوقع في الأسوأ.

تدرج الفرج في العمل الى ان صار مديرا لاحدى الادارات بوزارة التربية بعد تعب وشقاء مع بعض المسؤولين وخاصة بعد حصوله على الشهادة الجامعية، ماذا يقول ضيفنا عن التعليم وعن العمل الاداري والمناطق التعليمية؟

سنرى ذلك في تفاصيل اللقاء:

يقول محمود الفرج: ولدت في الكويت في منطقة الشرق خلف مدرسة الصباح للبنين بفريج البلوش خلف الميغل، وكان جميع أفراد العائلة يسكنون في ذلك الحي، وعندما صار عمري ست سنوات انتقلنا إلى منطقة الدعية، ولا أذكر أي شيء عن معالم الفريج، وبعد التثمين انتقل الوالد إلى الدعية.

التعليم والدراسة

وعن تعليمه ودراسته يقول الفرج: التحقت بمدرسة الصباح ودرست فيها الفترة الأولى فقط لأن التعليم في العام الدراسي ثلاث فترات وبعد ذلك التحقت بمدرسة ابن سينا في الدعية وأكملت الصف الأول الابتدائي حتى انهيت المرحلة الابتدائية واذكر أولاد الدعية في ابن سينا وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية وكان الناظر عبدالكريم عرب، وكنت أذهب إلى المدرسة مشيا.

وكان المدرسون المصريون والفلسطينيون متمكنين في مادتهم، وفي نفس الوقت كانوا شديدين ويضربون ولكنهم كانوا حريصين على تعليم الطالب، وقد استفدنا منهم ـ وكنت اعتمد على شرح المدرس للمادة واستمع له بدقة ولذلك كنت لا أدرس ولا أراجع في البيت بل اعتمد على شرح المدرس داخل الفصل، على عكس ما يحدث هذه الأيام فتلاميذ الابتدائي امهاتهم يدرسنهم في البيت، فالطالب يعتمد على أمه في التدريس وبعض الطلبة يعتمدون على المدرس الخصوصي وخاصة آخر العام ولذلك فالجهد كبير على ولية الأمر، وحاليا المدرس ممنوع أن يضرب الطالب عكس السابق كنا نضرب ونعاقب وولي الأمر لا يتكلم، حاليا بعض الطلبة في بعض المدارس يعتدي على المدرس بألفاظ غير تربوية.

وعن المرحلة المتوسطة يقول الفرج: كنت في مدرسة الشعب المتوسطة وكنت أذهب مشيا من الدعية إلى الشعب وبعض الطلبة كانوا يذهبون إلى القادسية وكان فيها مدرسة متوسطة فكنا دفعتين موزعتين على منطقتين، وكان لا يوجد ازدحام وكنت العب كرة القدم قبل بداية الحصة الأولى، وممن أذكرهم مدرس كويتي يدرس التربية البدنية وفاروق التركي وحسين مكي حيث كان يشرف على المعهد التجاري.

وفي الصف الرابع متوسط كان الاختبار جماعيا في مدرسة الشعب وكانت المراقبة شديدة ونجحت بين اعداد كبيرة.

التعليم الثانوي

ويحكي الفرج عن مرحلة الثانوي فيقول: عندما دخلت إلى الثانوية حدث لي موقف إذ كان مستوي في الرياضيات جيدا جدا ولكن مادة الكيمياء لم أكن متفوقا فيها وكان يدرسنا الرياضيات منصور غلوم.

والتحقت في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية بالقسم الأدبي وكان منصور غلوم مشرفا للجناح وقرأ اسمي بالأدبي فشطب اسمي وسجلني في القسم العلمي لأنه يعرف أنني ممتاز في الرياضيات فغير مساري وبذلك تخرجت من الثانوي قسم العلمي الرياضيات أما الكيمياء فكنت أحفظ وبالنسبة لي لم أكن أحب الحفظ وكان كتاب الأحياء اربعمائة صفحة، وسابقا الامتحان كان بجميع موضوعات الكتاب، أما حاليا فالمنهج يجزأ على فترات والاختبار يكون مادتين في اليوم، وحاليا مادة واحدة للطالب، وقديما كانت العطلة يوما واحدا وحاليا العطلة يومان، والجزء الذي يختبر فيه الطالب حاليا لا يعود مرة ثانية ويختبر فيه وكم المنهج قليل وقديما كان المنهج كبيرا ونقول عليه منهج دسم.

ويضيف الفرج: اكملت الثانوية في الدعية ولم التحق بأي نشاط في الثانوية وكانت توجد في ثانوية الدعية سابقا ملاعب كبيرة ومتعددة (ثانوية أحمد البشر) والملاعب كانت رملية وبسيطة ومجهزة للاعبين. ويقول الفرج: التحقت بعد الثانوية بمعهد التربية للمعلمين وهو سنتان بعد الثانوية العامة ويعين خريجه مدرسا في المرحلة الابتدائية واتذكر ان الخريج كان يدرس اجتماعيات وعربي وتربية إسلامية أو يدرس رياضيات وعلوم.

وكان لا يوجد تخصص موسيقى أو رسم أو بدنية، وفي البداية كنت أرغب في تخصص تربية بدنية ولكن كان لا يوجد هذا التخصص، ومن تخرجوا قبلنا من نفس المعهد عينوا في المرحلة المتوسطة، وبعد سنوات صارت الدراسة في المعهد اربع سنوات وتم فتح جميع التخصصات واكملت سنتين وتخرجت وعُينت مدرسا في مدرسة المثنى الابتدائية، وفي تلك السنة بدأت وزارة التربية في فتح مدارس دوام ثان، وقبل دوام الطلبة وصلت نشره لمن يرغب في العمل مدرسا دوام ثاني مسائي فتقدمت بطلب وتم قبولي مدرسا، ونقلت الى مدرسة الفارابي في النقرة وصار عندي وقت فراغ في الصباح فسجلت في المعهد التجاري دوام صباحي، وباشرت الدراسة في النهار كطالب، وفي المساء كمدرس فاستغللت الفراغ وكان تخصصي الحاسب والإحصاء، وبعد سنوات تخرجت وبعد ان أكملت الدراسة ايضا كان عندي وقت فراغ فسجلت في جامعة الكويت لإكمال تعليمي الجامعي وذلك بعد حصولي على دبلوم معلمين ودبلوم تجاري.

وفي الجامعة حسبوا لي مواد على المعهد سنة كاملة والتحقت بكلية العلوم في الخالدية، وكانت المواد معادلة وكان المدرسون أجانب ولكن حولت الى كلية التجارة والاقتصاد تخصص محاسبة وأكملت أربع سنوات، وعندما وصلت سنة ثالثة جامعة قدمت طلبا للحصول على إجازة دراسية فقالوا لا يجوز فيجب ان تكمل سنة ثالثة.

واثر ذلك ذهبت الى الاستاذ عبدالرحمن الخضري وكان في ذلك الوقت وكيلا مساعدا وشرحت له الموضوع فقال كلامهم غير صحيح وكتب لهم واستمررت بالدراسة من سنة ثالثة وأكملت دراستي محاسبة وحصلت على الشهادة الجامعية كما حصلت على درجة الترقية وأنا بالجامعة.

ويحكي الفرج قصة أخرى حدثت له بعد تخرجه في الجامعة فيقول: كنت أريد ان أحول الى المحاسبة فقالوا لا يجوز فالوزارة بحاجة لك بالتدريس واحضرت لهم كتابا من مدير الإدارة صالح الصالح وقال لا مانع للحاجة لكنهم أصروا على ان أعمل مدرسا، حاولت سنتين وقلت لهم عندي شهادة والادارة المالية بحاجة وكان تعسفا منهم، فقابلت الوكيل المساعد للتعليم العام وقالت لي الوكيلة ان التدريس ليس مزاجية فعندما تريد ان تعمل مدرسا تعمل وعندما لا تريد ترفض! فقلت لها ان التدريس ايضا ليس اجباريا سنتين وبعد ذلك لجأت الى جمعية المعلمين وخصصوا محاميا رفع دعوى ضد الوزارة وكنت يومئذ مدرسا في المرحلة المتوسطة وانتهى المسائي.

المهم بعد السنتين قالوا ان إدارة التعليم الخاص بحاجة الى محاسبة، وقبل النقل اضربت عن العمل وأنا مدرس في حولي المتوسطة، وكنت أحضر الدرس وأباشر الدوام وأدخل الفصل، ولكن لا أدرس.

وجلست في الفصل وقال لي أحد المدرسين سوف ينقلونك الى الجهراء والمدير قال: سأكتب فيك كتابا فقلت اكتب، فحولوني للتحقيق، وقالت لي المحققة ما عندك خطأ وذهبت لمدير منطقة حولي وعرضت عليه الموضوع فقال لها يصير خير فقلت لها أريد كلمة نهائية. وفي شهر مايو من تلك السنة التحقت بالتجنيد لمدة شهر، وبعدها اتصل علي الناظر أبوناصر الخميس وقال لي تم نقلك.

إدارة التعليم الخاص

ويضيف الفرج تم نقلي الى إدارة التعليم الخاص كمحاسب، وكان يوجد مجموعة من المحاسبين وكنت الكويتي الوحيد في قسم المحاسبة في التعليم الخاص، وذلك في شهر سبتمبر من عام 1988 كانت وزارة التربية تصرف للمدارس الخاصة ولكل مدرسة ميزانية معتمدة من مكاتب وبعد عدة أشهر عينت رئيسا قلسم التوجيه المالي للمعاهد، وكان يومها يعقوب الشراح وكيلا مساعدا للتعليم الخاص وعبدالله المهنا مدير الإدارة ومنصور الهاجري رئيس قسم على المدارس الخاصة، ومن المواقف التي أذكرها انني طلبت من المحاسبين العرب الذين يعملون بالإدارة عندما يذهبون الى المدارس أقول لهم أرغب في الذهاب معكم فيقولون لا ويرفضون فذهبت الى الوكيل المساعد يعقوب الشراح وقلت له انا معين كمحاسب في إدارة التعليم الخاص والمحاسبون يرفضون ذهابي معهم للمعاهد فاتصل بالمراقب وقال له يخرج معهم واذهب الى المدارس للاطلاع على جميع الكشوف والحسابات والايصالات، وبعد ثلاثة أشهر عينت رئيس قسم وبعدها حدث الاحتلال العراقي، وبعد التحرير نشرت وزارة التعليم العالي اعلانا تطلب فيه محاسبين كويتيين فتقدمت واجتزت الاختبار.

ووافق التعليم العالي على تعييني محاسبا وكان رد وزارة التربية عدم الموافقة للحاجة، مع العلم اننا لم نكن نعمل سوى الجلوس وشرب الشاي وقراءة الجرائد، لأنه لا يوجد معاهد وراجعت الوزارة وقابلت الوكيل عبدالرحمن الخضري وقلت له انتم لا ترحمون لا يوجد عمل، فقال إدارة التنسيق بحاجة لك وذهبت وقابلت نورية الصبيح ولمدة ساعتين انتظار ولم أمل الجلوس.

وكانت المشاكل تلاحقني وبعد مقابلة نورية الصبيح وقعت في مشكلة مع مدير التعليم الخاص عبدالله المهنا حيث رفض بقوله انت الكويتي الوحيد محاسب بالإدارة، وكان د.يعقوب الشراح وكيلا للتعليم الخاص والتعليم العام فقابلته وقالت له نورية الصبيح أريد هذا الموظف فقال لا مانع فانتقلت من التعليم الخاص.

إدارة التنسيق

وعن عمله في إدارة التنسيق يقول الفرج: نقلت الى إدارة التنسيق كرئيس قسم وعملت دوامين دون مقابل وهذا بعد تحرير الكويت وبعد سنوات رشحت لمراقب إدارة فلم يصدر قرار عني، لكن المشكلة ان بعض الموظفين ترقوا وهم أقل مني خبرة وأقل مؤهلات في المناطق، فذهبت الى خالد الصليهم وكان وكيلا مساعدا وشرحت له الأمر فقال هذا ليس عندي فذهبت الى د.مساعد الهارون.

فقال ليست لي علاقة بالموضوع، وكان وزير التربية حينها المرحوم احمد الربعي وقابلته وقلت له اعرف انك لا تحب الواسطات وتحب الذين يعملون، وقال حاضر اشوف الموضوع، وبعد فترة صدر قرار بتعييني مراقبا في منطقة حولي التعليمية، عينت مراقب الموارد البشرية في منطقة حولي، انتهت المحاسبة واصبحت مسؤولا عن كل ما يتعلق بالاجازات والدوام، وعندي قسمان شؤون وظيفية وترقيات والاجازات والدوام في المنطقة.

وفي عام 2001 عينت مدير الشؤون الادارية في منطقة الفروانية التعليمية، وكانت رئيسة القسم امرأة وكان هناك التزام بالدوام اكثر من الرجل ولكن المشكلة لو ناقشت رئيسة القسم في امر سريعا ما تبكي لان المرأة بطبيعتها عاطفية على عكس الرجل الذي يناقش ولا يبكي،اضافة الى ان اية موظفة اوجه لها نقدا او لوما يأتي زوجها في اليوم التالي للادارة، فأقول له انت زوجها في البيت وليس في الدوام، اذا كانت مظلومة فاذهب للشؤون القانونية، انت ليس ولي امرها، فهنا عمل تحاسب عليه بالخطأ، كما ان الموظف كثير الخروج ،اما المرأة فملتزمة وحريصة على تواجدها وعملها، وتستقبل المراجعين بروح طيبة الا القليل منهن، اما ما يحدث الآن من بعض الادارات في التربية فيستقبلون المراجع من (الشباك) وهذا خطأ، فيجب ان يستقبل المراجع ويدخل المكتب، الا ان بعض الاقسام عليها ضغط وعندها يجب المراجعة من الشباك، اما الرجل الكبير والمرأة الكبيرة فيجب احترامهما واعطاؤهما الاولوية.

واقول ان على الموظف ان يتعامل مع المواطن بأسلوب جيد وطيب ويستقبله استقبالا حسنا.

وعن الادارة التربوية يقول الفرج: الوزارة في السابق كانت تختلف عما هي عليه حاليا، فمستوى الوزارة اقل، وقديما كان المسؤول يعي عمله جيدا وكيف يتصرف وكيف يؤدي عمله، وهذا ينعكس على العمل، وحاليا المواطن لا يستطيع ان يقابل وكيلا مساعدا، وكنت اريد مقابلة وكيلة الوزارة وحينها كنت مدير ادارة فرفضوا ان اقابل الوكيلة، ولو كنت موظفا لطردوني.

وعن مساهماته في مجلة «المعلم» يقول الفرج: كتبت لمدة خمس سنوات مضت في مجلة المعلم بمشاركات ادبية وبقصص ومن التراث حكم ومواعظ، فكنت اقرأ في الكتب وانقل منها الافضل والاحسن، ويستفيد القارئ، وكانت الزاوية باسم «من ثمار الادب»، وكذلك زاوية ثقافة ادارية، من خبرتي بالادارة وما يتعلق بالخدمة المدنية والاجازات.

واذكر انني كتبت صفحتين عن الاجازات شروطها وعددها، ولمدة ثلاث سنوات كتبت ثقافة ادارية، لم اكتب القصة وحفظت قصائد واشعارا ونصوصا من الكتب لمجموعة من الشعراء، ارغب في القراءة عن شعراء ما قبل الاسلام وشعراء صدر الاسلام عنترة وزهير بن ابي سلمى والمعلقات، ومرحلة الشباب تساعد على الحفظ فتمنيت ان اكون مدرسا فتحققت الرغبة وصرت مدرسا، ولكن تمنيت ان اكون لاعب كرة قدم لكن لم تتحقق.

وفي عائلة الفرج مجموعة من ابنائها وبناتها صاروا مدرسين فابني علي يعمل مدرسا واخواتي الكبار مدرسات واولاد اخواني واخواتي يعملون مدرسين ومدرسات، واولاد خالتي مدرسين وابنتي مهندسة، ولكن من الرياضيين عبدالمجيد فرج حيث كان يلعب بنادي كاظمة كرة القدم واعتزل بعد ذلك.

ويحكي الفرج بعد الطرائف فيقول: عندما كنت مدرسا كانت عندي الحصة الثانية رياضيات واثناء خروجي من الغرفة متجها الى الفصل قابلني المدرس الاول، وقال يا استاذ محمود اتفقت مع الناظر على ان نستبدل حصتك مع مدرس العلوم، وسوف يذهب مكانك وتكون حصتك هي الحصة الخامسة، فقلت للمدرس الاول على كيفك انت مع الناظر ولا تأخذ رأيي بلغني اولا وقلت له انا ذاهب للفصل ادرس حصتي وبالفعل دخلت الفصل ووصل المدرس فقال يا استاذ هذه حصتي فقلت له لا هذه حصتي رياضيات من فضلك لا تعطلني.

ولكن بعد يومين قال لي الناظر استاذ محمود عندنا اختبار موحد وانت حصتك الثالثة تريد تبديلها بالحصة الثانية، قلت للناظر بدلوا الثالثة بالثانية للامتحان فرد الناظر انت قبل يومين عملت لنا مشكلة ولم توافق فقلت لمصلحة الطلبة فتراجع الناظر ووافق.

ومن المواقف ايضا: كنت مدرسا في المرحلة الثانوية وذلك عام 1980 ويومئذ نزلت أمطار غزيرة وكان هناك عمال يشتغلون في بناء جسر مشاة، في تلك الظروف حدث ان انفجر اطار السيارة فتأخرت عن الدوام ومن حظي ان صاحب سيارة وقف وأوصلني الى المدرسة ومن حرصي على الدوام ذهبت مباشرة الى الصف وكان بالفصل مدرس احتياط فقلت له بلغ الادارة انني وصلت وموجود بالفصل وباشرت عملي وبدأت في الشرح للطلبة وصلتني ورقة من الناظر استفسار عن سبب التأخير فمزقت الورقة وقلت للذي اعطاني الورقة قل للناظر انني مزقتها ولا اريد الرد عليه فأرسل الناظر إلي فراشا وقال ان الناظر يريد ان تراجعه بعد نهاية الحصة، وفي اليوم الثاني ذهبت للناظر، وقال: صار لي سنوات لم اصادف او اتعامل مع مدرس فعل مثلما فعلت انت، فقلت له: منذ سنوات وان اعمل مدرسا ولم يحصل ان ناظرا فعل مثلما فعلت انت معي، فقال: لم اعمل شيئا، وكان في ذلك اليوم الوكيل وسبعة مدرسين متأخرين بسبب الامطار والازدحام.

وقلت له: انك تعاملت معي اسوأ من معاملتي مع الطالب الكسول فشعر بغلطته وسوء معاملته.

الأنشطة المدرسية

وعن الانشطة المدرسية، يقول الفرج: شاركت في الانشطة الموسيقية والرياضية والثقافية والاذاعية، وفي البداية شاركت في النشاط الموسيقي وعزفت على آلة الاكسليفون وبعد ذلك آلة الاكورديون التي تحمل على الصدر، وكنا نعزف السلام الوطني في طابور الصباح، ونعزف موسيقى الصباح للطابور، وايضا كنت اشارك مع فريق كرة القدم بالمدرسة والعب مع الشباب بملعب الفريج بعد نهاية الدوام المدرسي وأمارس لعبة تنس الطاولة، في المرحلة الثانوية مثلت المدرسة في بطولات وحصلت على جوائز، كما مثلت نادي الكويت لأني كنت عضوا فيه، وأحببت لعبة تنس الطاولة وهي لعبة فردية ولا توجد فيها اصابات وبإمكان اللاعب ان يمارسها في اي وقت وتلعب بمكان هادئ مثل الصالات، وعندما كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء انضممت لفريق الشعلة، وكنا نطبع شعلة على الفانيلة وندفع مبلغا بسيطا ونشتري ملابس كاملة لكل لاعب، واذكر حذاء القدم اللابجين الاسود ارضيته كانت مسامير، وسعره كان نصف دينار.

وكنت أمارس الرياضة في ثلاثة اماكن بالحي مع الاصدقاء ونقيم المباريات مع الفرق الاخرى، وفي الصيف نتفق مع الفرق وننظم دوري كاملا والفريق كان خماسيا وكان كل لاعب يدفع ربع دينار لنشتري كأس وميداليات ونوزع على لاعبي الفريق الفائز، وكان الحكم اي واحد من اللاعبين الكبار.

وأذكر احد الحكام كان اسمه جاسم الجيران وكان يشجعنا على قضاء عطلة الصيف في لعبة الكرة. اما في المدرسة فكنت اذهب الى نادي الشباب في الصالة وكنت العب طاولة مع الشباب وكنت مشتركا بالاندية الصيفية وامارس لعبة تنس الطاولة، واستمررت باللعبة حتى التحقت بمعهد المعلمين، ومن هناك سجلت في نادي الكويت الرياضي ومثلت النادي بلعبة الطاولة واخذت البطولة في النادي، وايضا في المعهد التجاري حصلت على البطولة في اللعبة وكذلك حصلت على بطولة معهد المعلمين وكان نادي الكويت مهتما باللعبة وكان نادي السالمية ينافسنا بلاعبيه على البطولة.

ويضيف الفرج: لعبت مع المعلمين والمعهد التجاري ونادي الكويت وكنت لاعبا اساسيا مع الفريق، اذكر ان المدرب كان مصريا وكان يلعب معي بالفريق بالنادي وعددنا ثلاث لاعبين ولمدة سنتين بالنادي وسنتين بالمعلمين وسنتين بالمعهد التجاري وكان عيد صالح يشرف على اللعبة في معهد المعلمين وكان مدرب كرة يد، وهذه الانشطة الرياضية العاب خفيفة احرزت فيها بطولات رياضية وكنت طالبا امارس تعليمي المتوسط والمعلمين والتعليم التجاري.

وكان الشوط الواحد في لعبة تنس الطاولة إحدى وعشرين نقطة، أما حاليا فهو احدى عشرة نقطة ثلاث اشواط، والمضرب كان خشبيا، وبعد ذلك صار المضرب مبطنا بالأسفنج.

عدد المشـاهدات: 2692


 
حجم الخط
506101-377129.jpg

الحاج فضل الفضل
506101-377128.jpg

أثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري
506101-377131.jpg

الوالد عبدالجبار الفضل
506101-377127.jpg

فضل عبدالجبار الفضل إلى جوار مجسم لإحدى السفن «البوم»
506101-377130.jpg

فضل الفضل مع ولديه


  • كان إذا ارتفع سعر الذهب بالهند ننقله إلى هناك وإذا نزل سعره ننقله إلى الكويت
  • بحار كويتي ربط حزاماً ثقيلاً من الذهب على وسطه ونزل به البحر ومات غرقاً
  • حفظت القرآن الكريم على يد الملا محمد الحرمي وأقام لي والدي حفلاً احتفاء بي
  • تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لرغبة والدي في العمل معه في البحر وعمري حينها كان 15 سنة
  • أول سفينة عملت عليها كانت «توكلي» لحمد الصقر والنوخذة كان المرحوم صالح المهيني
  • حصلت على مبلغ جيد في أول سفرة لي على السفينة «توكلي»
  • البحار كان يحصل على سلفة «خمس روبيات» اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يشتري بها بعض الأغراض
  • تعرضت على السفينة «مشهور» لمأزق كبير وكانت السفينة مشحونة بالبضائع
  • الحياة قديماً كانت أفضل فالقلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعد بعضهم البعض
  • رجال البحر الكويتيون عرفوا بالتعاون ومساعدة بعضهم في الهند وباكستان وغيرها من الدول التي يسافرون إليها
  • آخر سفرة لي إلى الهند كانت في العام 1950
  • عملت سائق لوري عند مقاول في شركة نفط الكويت لنقل العمال
  • تركت البحر وأهواله والتحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات
  • في العام 1974 تركت العمل وتقاعدت بعد صدور قانون التقاعد
  • تزوجت في بداية الأربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة»
  • غيمة ممطرة أنقذت إحدى السفن الكويتية بعد أن يئس بحارتها إثرنفاد الماء
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا في حلقة هذا الاسبوع هو احد رجال الكويت ذوي السواعد السمر الذين طوعوا البحر لهم بقدرة الله بسفنهم الخشبية الشراعية حيث يستحقون كل احترام وتقدير من ابناء هذا الجيل، لانهم قدموا الكثير للكويت فعبروا البحار والمحيطات بسفنهم ونقلوا الموارد والبضائع والتمور الى الهند وشرق وغرب افريقيا وتحملوا الصعاب واهوال البحر وضرب واعتراض الغواصات الحربية لهم في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، ضيفنا من اولئك الرجال الاشداء الاقوياء ركب بحارا على ظهر السفن الشراعية وسافر الى الهند وافريقيا مع البحارة ونقلوا التمور وتعرضوا لمشقة النقل وحرارة الشمس، إنه الحاج فضل عبدالجبار الفضل.

يحدثنا الفضل عن المشاكل التي تعرضوا لها اثناء عبورهم البحار والمحيطات، وقد اشتغل سائق سيارة لوري وبعدها اشتغل في دائرة الكهرباء قارئ عدادات ومنها بعد ذلك صار مسؤولا عن مجموعة من الموظفين عندما كان المرحوم مساعد البدر مديرا للكهرباء والماء. تزوج وعمره 22 سنة في بداية الاربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة».

وإلى تفاصيل اللقاء:
يقول الحاج فضل عبدالجبار الفضل: ولدت في الكويت بالحي القبلي بالقرب من بيت الخرافي والصبيح والبدر قريبا من مسجد البدر وكانت لدينا المطوعة حليمة والمطوعة أمينة، وهما من مدرسات البنات لتعليم القرآن الكريم، وأذكر نقعة المانع قبلي نقعة البدر أقرب لها نقعة الصقر، وأذكر من جيراننا بيت أحمد المواش وبيت البكر النواخذة وبيت الخرافي ويوسف وعببدالله الحمد ومن الجيران بيت فلاح عبدالله الخرافي نوخذة السفر الشراعي ومن نواخذة السفر من عائلة الخرافي أحمد الخرافي وأولاده عبدالمحسن وبيت السبيعي والبرجس وباسمهم حفرة البرجس وبيت حمد ويوسف وعبدالعزيز المير، ومن جهة اليمين علي وسليمان الحسن خوالي المشاري وبيت مبارك السهيل وبيت محمد الجارالله وسكة فيها الغربللي وزيد وعبدالله الصقعبي وبيت التواجر بالسكة ونعبر على بيت التجار إلى المسجد إلى البحر وبيت العدواني وبيت عبدالحميد عبدالجادر وهو نوخذة سفن.

الدراسة والتعليم

وعن دراسته وتعليمه قال الفضل: بداية تعليمي كانت عند ملا محمد الحرمي بالقبلة وهو والد ملا محمود وملا عبدالله وملا جاسم، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم وأكملت المصحف، وحينها أقام الوالد حفل ختم القرآن ولكن كان ذلك في حدود ونطاق البيت لأن الوالد حالته المادية جيدة، ولبست يومها البشت ومسكت السيف ومشيت مع الأولاد وهم يرددون:



الحمـد لله الذي هـدانا آميـن

للدين والإسـلام اجتبانـا آميـن

نحمده وحقه أن يحمـدا آميـن

له الليالي والزمان سرمدا آميـن



.. حتى نهايتها ورجعنا الى البيت.

وقد أعطى الوالد لملا محمد روبيتين وكان في المدرسة يساعده ملا محمود وكان ملا محمد امام وخطيب مسجد الساير حاليا قرب منطقة الاسواق وكذلك ملا محمود الذي صار اماما وخطيبا بالمسجد ومن بعده ملا عبدالله وكذلك ملا جاسم الذي صار اماما.

وأضاف: وبعد ذلك التحقت بمدرسة أحمد الخميس الخلف وكان يدرس اللغة العربية والاملاء والحساب والانجليزي وكان خالد الشطي هو الذي يدرسنا اللغة الإنجليزية وتعلمت مبادئها وامضيت عنده حتى تعلمت وأتقنت الحساب وجدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، وممن أذكرهم من المدرسين ملا ماجد علي التمار وكذلك ملا عبدالوهاب الفارس من المدرسين وكذلك خالد عيسى الشرف ومجموعة طيبة مخلصة من المدرسين في ذلك الوقت، وكان الشيخ أحمد الخميس شديدا على الطلبة، وأذكر أنه عاقب أحد الطلبة واشتكى عند أهله ولكن أهله لم يلوموه على عقاب أولاده.

وأذكر من الطلبة الذين درسوا في مدرسة ملا محمد الحرمي عبدالله السبيعي ومحمد الجارالله وعيسى الحساوي وأخي عبدالله وأولاد الخزام وأولاد بوغيث.

وأما مدرسة أحمد الخميس فكان فيها من الطلبة أولاد البدر وأولاد التورة وعبدالمحسن الخميس وأولاد البرجس وأولاد المانع وأولاد الهولي وعلي بن صالح وجدتهم.

العمل بالبحر

وعن عمله بالبحر يقول الفضل: تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لأن الوالد كان يرغب في أن يأخذني معه للعمل بالسفن الشراعية وكان عمري تقريبا خمس عشرة سنة، والبداية مع سفن الغوص مع النوخذة غيث إبراهيم وكنت سيبا والنوخذة هو الغيص الذي اسوب عليه وكان عددنا عشرين غيصا وسيبا، والشوعي له أربعة مجاديف، وكنا نغوص مع السفن الكبيرة في الهيرات، البحار يلبس وزارا يلفه على جسمه، الريوق أربع حبات تمر وفنجانين قهوة وكان الغيص ينزل إلى البحر منذ الشروق عشر تبات (اقحمه) والنوخذة ينبه السيب في المرة التاسعة يقول النوخذة «صلوا على النبي» فالسيب يبلغ الغيص، والعاشرة بعدما يخرج يرتاح وتنزل المجموعة الثانية مع سيوبهم، وعن العشاء كان عيشا أبيض (چاول) إذا كان القرقور فيه سمك هذا شيء جيد، فالطباخ يطبخ مرق سمك، وهذا هو العشاء طبعا، ولا يوجد غداء نهائيا، وكان البحارة يسحبون القرقور من البحر قبل الغروب.

إذا وصل القرقور إلى سطح السفينة التباب بصوت عال يقول «قرقور» قرقورنا حبيبوه صاد السمك كلبوه قرقورنا المشير من شافه تحير، وأحيانا يكون السمك كثيرا لكنه صغير والشباب جياع والأكل في صحون من الخشب، فحياة الغوص صعبة جدا: شمس بحر وتعب وقليل من الأقل.

ويضيف الفضل مع أن الغوص مهنة قديمة جدا جيل من بعد جيل ومثله أيضا نقل الرمل والأكل تمر وخبز وقد عملت في الغوص سنة واحدة وكنت السيب.

ويذكر أنه في إحدى المرات سحبت الغيص ولكن فقط الديين من دون الغيص وصحت بصوت عال الغيص، يعني في خطر نزلوا بالبحر وإذا هو بعيد عن السفينة وهو النوخذة، وقد وجهت له اللوم بما حصل لأنه يجب أن يكون السيب دائما منتبها على الغيص ولا يتكلم أو يلتفت لأحد، فأصعب وقت على السيب عندما يكون الغيص تحت الماء يبحث عن المحار، عندما ينزل ويصل إلى قاع البحر يترك الحجر بهذه الفترة يكون آخر نفس له مع أن السيب يسحب الحبل والحجر، آخر نفس عند الغيص يبحث عن البحار.

أقول إن النوخذة الذي كنت معه نزل بالبحر وترك الحبل والديين ونقل فرش المحار بيدية وهو تحت الماء وضحى بنفسه من أجل المحار وبعد خروجه من البحر بدأنا بفلق ذلك المحار لم نجد سوى لولو سحتيت صغيرة، وبالغوص لم آخذ سلفة ولذلك لم يكن علي دين والمهم في تلك السنة أربعة شهور وقفلنا مع الغاصة بعد الفترة وأذكر في تلك السنة أن النوخذة احمد بن راشد كان عنده سفينتان للغوص وعبدالله بورسلي سنبوك وبوم وكان أحمد الراشد نوخذة في سفينة وولده راشد في السفينة الثانية، واذكر نواخذة الغوص في الحي القبلي منهم عيسى البكر نوخذة غوص وكان عند ثنيان الغانم وايضا عبدالجادر والبرجس عندهم سفينة غوص وعبدالعزيز حمد البرجس نوخذة في السفن السفر الشراعي، بعد اربعة شهور رجعت الى الكويت لم اسافر إلى الغوص مرة ثانية.

أول سفينة سفر

ويتذكر الفضل أول سفينة سفر شراعية، فيقول: كانت لمحمد الصقر وكان النوخذة المرحوم صالح محمد المهيني واسم السفينة «توكلي» وصالح المهيني ولد خالي، والمجدمي حمد الرجيب والسفينة حمولتها الف ومائتين (مَن) قوصرة تمر بهذا تكون من الحجم الصغير، والطباخ رجل عماني وخرجنا من نقعة الصقر بشراع واحد يسمى «القلمي» الى البصرة ونحمل التمور وبعد ذلك نعمل على نصب الدقل العود والسير ما بين فيلكا ومسكان، واذا صار فساد الماء فالسفن تنتظر وكان تجار الكويت يملكون نخيلا في قرى البصرة مثل الصقر يملكون النخيل في الدويب، وهي قرية في البصرة، المهم دخلنا شط العرب وذهبنا الى القرية وحضر عندنا المهيلة لنقل التمور لنا ونحن البحارة ننقل ونصف على السطحة، وما يزيد من التمور نضعه داخل الخن ويقال كراخه.

وكنا نمكث حسب تجهيز التمر، وهو من نوع الدوسان والعمران والحلاوي ننقله الى كراتشي، وحسب السعر، فاذا كان مرتفعا نسافر الى الهند وتحديدا الى مدينة براوه خورميان، التاجر للصقر اسمه عبدالعزيز العمر، ونخرج من شط العرب نريد ان نفيض الى البحر وفي البداية نذهب الى البنقلة مركز موانئ للتخريج والسماح لنا بالسفر وفي السنوات الاخيرة النوخذة بدأوا بتخصيص حراسة من البحارة على السفينة لوجود لصوص وبالليل يقطعون (العمار) حبال السفينة ويسحبونها، لكن الحراس من البحارة منعوا اولئك اللصوص من الاقتراب من السفن، وكانوا يحملون بنادق معهم.

واذا كانت الرياح شمالية فالسفر لمدة اسبوع من شط العرب الى كراتشي، واذا كانت «كوس» او «خواهر» فاننا نقضي شهرا للوصول الى كراتسي، وكان عبدالعزيز العمر هو الذي يخبر النوخذة بأماكن بيع التمور، اما براوه او خورميان، وهما مدينتان في الهند.

ويضيف الفضل: وصلنا كراتشي وأنزلنا التمور والوكيل باع التمور وحملنا العيش والفحم للتاجر الكويتي وكانت بعض السفن تنقل بضائع للتاجر العراقي وينزلونها في ميناء البصرة، اولا السفينة تنزل بضائع الكويت وتنتقل الى البصرة، واذكر ان في اول سفرة في توكلي حصلت على مبلغ جيد جدا وكان البحار اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يحصل على مبلغ خمس روبيات سلفة ويشتري بعض الحاجات البسيطة، والبحار الذي عنده مبلغ غير السلفة يشتري اقمشة لوالدته واخوته او يبيعها في فارس، وكان اهل البندر يركبون السفينة عند البحارة ويشترون، وبعد العودة ترفع السفينة لليابسة ونضع لها عريشا وتحتها طعوم ومجدافات لكيلا تسقط على جانبها، وبعد العودة لم اشتغل بل ارتحت والبعض يشتغل في نقل الرمل في الشويخ، خمس سنوات مع النوحذة صالح محمد المهيني..

السفينة مشهور

ويقول الفضل: كتب بحار في السفينة مشهور الأصل ملك هلال المطيري كغواص، يعني يستخدم للغوص، وقد اشترتها عائلة الصقر ورفعوها من الجانبين وكانت سريعة، وكان النوخذة صالح محمد المهيني، وركبت معه بحارا وهو نوخذة ومعلم لا يحتاج لمعلم.

المهم كنت بحارا لمدة أربع سنوات في مشهور وتوكلي مع النوخذة صالح محمد المهيني، وفي إحدى المرات وفي السفينة مشهور ضربتنا رياح شديدة جدا، وكنا قد خرجنا من كراتشي والسفينة مشحونة بالبضائع والحمولة فوق سطح السفينة فحم وعيش، وقال النوخذة: اقلبوا الحبال وكنا في بحر الخليج بعد سلامة.

والهواء كوس قوي والرياح شديدة ونزلنا الشراع العود، دفعنا شراع التركيت ثم انزلناه والقلمي ومن بعده الجيب وكان النوخذة صالح عنده قوة تحمل وصبر على اهوال البحر.

وبعد ذلك انقلب الهواء الشديد وخفت حدته واستقر على الخفيف ووصلنا إلى الكويت وسألنا النواخذة والبحارة في الكويت: هل رميتم جزءا من البضاعة؟ فقلنا لهم: لا لم نرم شيئا فتعجبوا من هذا الرد، وكان معنا النوخذة حمد الجيران في سفينة منصور الخرافي في الوقت نفسه الذي كنا فيه، فهو رمى نصف الحمولة ووصلنا ونزلنا عند التاجر وسافرنا الى البصرة ونزلنا بضائع للتاجر هناك ورجعنا إلى الكويت ورفعنا السفينة ووضعنا العريش، وقد تسلم التاجر امواله من الذهب والتجار وكان إذا ارتفع سعر الذهب في الهند نقلنا الذهب إلى هناك وإذا نزل سعره رجعنا ونقلناه الى الكويت، فتجارة الذهب كانت مربحة للكويتيين، ولم نتعرض لمشاكل، ولكن في تلك السنة تم إلقاء القبض على بحار كويتي كان مع أحد النواخذة الكويتيين.

ويضيف الفضل: ان من الحوادث التي وقعت أثناء نقل الذهب ان بحارا ربط على وسطه حزاما ثقيلا من الذهب ونزل البحر ولم يستطع السباحة فغرق ومات ولم يستطع ان يفك الحزام عن وسطه، رحمه الله. وقد عثرت الدوريات البحرية الهندية على جثته وبحثوا عن السفينة التابع لها البحار فتمت معرفته، وكان الكويتيون يتعاونون بعضهم مع البعض في الهند وباكستان والدول التي يسافرون اليها.

وممن أذكرهم يوسف المرزوق كان في الهند يساعد الكويتيين وهذا مشهود له بالتعاون والمساعدة كذلك التجار الآخرون هناك والعثمان عندهم اسطول من السفن فهم متواجدون في الهند مع التجار وهم ملاك سفن ونواخذة.

والنواخذة قسمان: نواخذة ملاك سفن، ونواخذة بالأجرة يطلق على احدهم نوخذة جعدة، ربما يستمر مع السفينة نفسها التي يعمل عليها او ينتقل إلى سفينة لمالك آخر.

والنوخذة صالح المهيني قال ان عائلته كان لها شراكة في توكلي وفي آخر سنة تركت عمل البحر ولكن رجعت مع صالح المهيني في لنج العثمان ونقلنا الذهب وكنت «سكوني» اثنا عشر يوما ولم يحصل لنا شيء.

وفي توكلي لم نكن نستطيع الدخول إلى الميناء، فكان هناك تفتيش ولكن بعض الهنود عندهم «هوري» سفينة صغيرة جدا تحمل اثنين فقط يعطونهما ورقة في الليل نكون قريبين من الميناء، وفي النهار نبتعد الى البحر وقد امضينا ليلتين نبحث عن الهوري لكي نعطيه الذهب، المهم تعرفنا عليه واعطيناه الذهب وذلك عام 1950 حيث آخر سفرة قمت بها إلى الهند والعمل في البحر.

سائق لوري

يضيف الفضل انه عمل سائق لوري بعد ذلك، ويقول: اشتغلت سائق سيارة لوري ملك البدر وكنت أعمل عند مقاول يعمل في شركة نفط الكويت وانقل عمالا يشتغلون في الكيبلات وذلك عام 1947 ثم تركتها واشتغلت بالكهرباء والماء.

العمل في الكهرباء

ويقول الفضل: بعدما تركت البحر وأهواله التحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات واسلم الأوراق للموظف واذكر هنا مدير الكهرباء المرحوم مساعد يعقوب البدر وهو أول مدير للكهرباء وكان راتبي 250 روبية، وكان يقول من الأمثلة «الحي يحييك والميت يزيدك غبن».

وكنت في ذلك الوقت متزوجا وبعد ذلك نقلت وعينت مسؤول مكتب في المرقاب، وكان يعمل معي في كتاب وقراءة العدادات وعددهم 12 موظفا وأكملت العمل حتى صدور قانون التقاعد فتقدمت للتقاعد وأصبحت حرا وذلك عام 1974، واذكر شباب القبلة الذين كانوا يشتغلون بالكهرباء، ومنهم جاسم وعبدالوهاب النجادة وأحمد السبيعي، اذكر عندما كنت بالمرقاب كان عندي موظفون من الجبلة.

ويذكر الفضل قصة النوخذة محمد الجارالله وهو نوخذة سفن السفر الشراعي ويملك سفينة، خرج من بومباي ومعه سنيار من أهل قطر اثناء الحرب العالمية الثانية خرج محملا بالبضائع للكويت وكذلك السنيار.

وهو بالبحر القطري رفع العلم الأحمر وهذا فيه خطورة لكن النوخذة اخطأ الغواصة في البحر فضرب سفينة محمد الجارالله وكسر الدفل نصفين وضرب السفينة فانقسمت نصفين وعندها رمى البحارة أنفسهم في البحر القطري ورأى سفينة الجارالله جهز نفسه ونزل الماشوه سفينة الانقاذ وسبح الكويتيون وسمك الجرجور يسبح بجانبهم لكن الحافظ الله سبحوا حتى وصلوا الى سفينة السنيار وركبوا بالماشوه معهم لأن الغواصة ضربت سفينة القطري وغرقت ورفعوا الشراع على سفينة الانقاذ حتى وصلوا الى بومباي والهواء دابر ووصلوا ساحل احدى القرى وشاهدهم أهل البر وأنقذوهم من خطر البحر ونزلوا عندهم وأعطوهم الطعام والماء.

وقد أخبروا مسؤول القرية الذي بدوره نقل البحارة الكويتيين بالقطار الى مدينة بومباي وقابلوا تجار الكويت هناك وجمعوا لهم عانية مبلغا من المال، ونقلوهم بالباخرة دواركه الى الكويت ورجعوا سالمين اما السفينة فغرقت بالبحر ولم يعد لها اثر.

ويتذكر الفضل قصة أخرى لإحدى سفن السفر الشراعي ممن تأخروا في البحر بسبب عدم وجود هواء يحرك السفينة ولطول المدة وهم في البحر وقد نفد ماء الشرب ولكن بقدرة الله واثناء وجوده في المحيط الهندي شاهدوا غيمة كبيرة وأظلم الجو عليهم فقال النوخذة جهزوا الطربال واستعد البحارة ونزل المطر بغزارة وجمعوا مياه المطر في خزان الماء حتى امتلأ والخزان الثاني بقدرة من الله وراحت الغيمة.

الزواج

وعن زواجه يقول الفضل: تزوجت في بداية الاربعينيات وعمري حينها اثنين وعشرين عاما، وكان المهر مائتي روبية مع (الدزّة) وهي مجموعة من الملابس اقول ما يدفعه المعرس لاهل العروس خلال اسبوع وجوده عندهم يقدمون له الاكل ثلاث وجبات كأنه استرجع المبلغ منهم ولمدة اسبوع طوال ايام اقامته عند اهل زوجته، واما الريوق فيتكون من الحليب والشاي والدرابيل وقرص العقيلي، والجوامع سمبوسة حلوة حاليا يسمونها والباچلة صباح كل يوم، واما الغداء فكان مرق لحم وعيش ودجاج وهذا كرم كبير من اهل العروس للمعرس لان الكويتيين في ذلك الوقت كانوا لا يأكلون الدجاج فهو فقط للبيض.

ويضيف: كان زواجي بدون احتفال ولا غناء والوالد كان يعمل بتجارة السفن الصغيرة وهو نوخذة قطاعي يستورد السفن من دول الخليج ويبيعها في الكويت، وأخي عبدالله مع الوالد وكنت اساعدهم فكانت الحالة ممتازة ولذلك كان المهر جيد جدا.

والوالد كان يبيع ويشتري، وقد توفي الوالد عام 1964 وكنا نسكن في الخالدية وكذلك توفي اخي عبدالله، وحاليا الحياة تغيرت والحمد لله وقديما كانت القلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعدون بعضهم بعضا ونياتهم صافية، اما حاليا فالناس غير مرتاحين والحروب بين الدول والمشاكل كثيرة، والاكل كان قديما كل يوم بيومه لا ثلاجات ولا برادات، والناس متعاونون فالجار يسأل عن جاره اذا لم يره بالامس والنساء متعاونات فيما بينهن.

واذكر ان الجزافين بائعو السمك اذا غابت الشمس يعطون الاسماك مجانا للناس، وكل واحد يأخذ حسب حاجته، واليوم الاكل الزائد يرمى في الزبالة.

نوخذة الهرفي والسفر الشراعي

يقول الفضل من نواخدة السفر الهرفي صالح المهيني ثلاث سفرات في الموسم الواحد، وكنت وعيسى النشمي ويعقوب اليتامى واولاد مبارك ثلاث، ومن نواخذة السفر الشراعي، اذكر البعض منهم ابناء عائلة المبارك ومنهم يوسف وجاسم وخالد ومنصور وعلي وجاسم المباركي ويعقوب اليتامى وغيرهم.

والسفر الهرفي هو السفر المتكرر في الموسم الواحد بمعنى يسافر ويحمل التمور وينزل البضاعة في المدن الهندية ويعود مرة ثانية وثالثة ويحمل التمور مع عودة السفن الى الكويت يعود معهم محملا بالبضائع فيقال (سفر هرفي) يعني مبكرا والحمولة الاولى تمور الى كراتشي والثانية كذلك والثالثة فكان النوخذة صالح المهيني نوخذة يعتمد عليه لانه من النواخذة الاشداء الاقوياء، فالبحار الذي يركب معه بالسفينة يتحمل ويعرف انه مع نوخذة قوي فلا يخاف ولذلك ركبت وسافرت معه اربع سنوات في توكلي والسفينة مشهور وتعلمت منه الكثير وخاصة عندما ننقل الذهب من وإلى الكويت.

عدد المشـاهدات: 1612



 
:حجم الخط
504398-367787.JPG

504398-367788.JPG

سليمان الخلفان مع الزميل منصور الهاجري (أنور الكندري)
504398-367791.JPG

الخلفان يمسك زي التحكيم الخاص به
504398-367784.JPG

هوية التحكيم للحكم السابق سليمان الخلفان
504398-367792.JPG

هوية العمل في وزارة المالية
504398-367790.jpg

جانب من ديوانية الخلفان
504398-367789.JPG

صورة لأحد المباني القديمة
504398-367785.JPG

صورتان لهوية عضوية ديوانية الصيادين
504398-367786.JPG

سليمان الخلفان مع مجموعة من أصدقائة في إحدى مزارع الكويت


  • الكثير من الكويتيين في الماضي ما كانوا يطبخون الغداء وكان الطبخ يقتصر على العشاء ونعيش على أكل الخبز والتمر حتى المساء
  • أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد وصار فيما بعد نائباً بمجلس الأمة
  • أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت إلى مدرسة المرقاب
  • كنت أذهب إلى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب إلى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958
  • عملت على سيارة التاكسي أنقل الركاب بعد نهاية الدوام من 1958 إلى 1966 وأجرة الراكب كانت نصف روبية
  • كنت أقتني حماماً وفي عام 1956 غطى الجراد الشمس فلم يستطع الطيران عائداً إلى البيت
  • ولدت في منطقة المرقاب بفريج الريش.. وبيت الوالد حالياً جزء من مجمع الوزارات
  • البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض ويعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران
  • أذكر المرقاب وبيوتها وعندما أرجع من المعهد الديني أقول للوالدة «جوعان» فتعطيني خبزة عليها سكر ودهن
  • بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 بسعر 29 ألف دينار مع أول دفعة من تثمين البيوت وأعطوه قسيمتين
  • عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقداً للمواطن فيضعه في كيس ويحمله إلى بيته وأحد المواطنين تسلم مبلغ 29 ألف دينار وفقدها لدى شراء بعض الخضار والفاكهة فصرف له الشيخ جابر الأحمد نصف المبلغ
  • بعد خدمة خمس وعشرين سنة في «المالية» تقاعدت وتوجهت إلى العمل الحر وعندها تمنيت لو أني لم أشتغل بالوزارة
  • العمل الحر يشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالأندلس وكان ثمنها 5 آلاف دينار وبنيتها وبعتها وربحت 35 ألف دينار بعد 6 شهور
  • كنت ألعب كرة القدم مع الأصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني وأذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة
  • اشتريت طراداً أضعه في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975 وأمارس هواية صيد السمك من أكتوبر إلى مارس
  • في بداية الستينيات كانت هناك رغبة في تكويت التحكيم لأن الحكام العرب لم تكن شخصيتهم قوية في الملعب أمام الجمهور والتحقت بدورة تدريبية في الإسكندرية عام 1964 كان يحاضر فيها محمد لطيف
  • أحد أصدقائي أطلق كلباً صغيراً في ملعب الفحيحيل خلال تحكيمي المباراة
  • لم أحصل على شهرة كبيرة في مجال التحكيم وأقول للرياضيين: «الرياضة عطها تعطيك»
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع يأتي من مضمار الرياضة فهو حكم كرة القدم سليمان خليفة الخلفان. يحدثنا عن ذكريات الماضي ويقول انه ولد في المرقاب والتحق بمدرسة ملا مرشد السلمان وبعدما أغلقت المدرسة التحق بمدرسة المرقاب والقريبة من بيت والده مع مجموعة من أبناء المرقاب ومن ثم مدرسة صلاح الدين وتركها والتحق بالمعهد الديني، وأنهى الدراسة الثانوية في المعهد، وقد لعب كرة القدم في الحي مع أصدقائه وفي المعهد، وكان يذهب الى الأندية القديمة: العروبة، الخليج وغيرها من الأندية التي كانت موجودة بذلك الوقت.. وبعد التخرج في المعهد الديني التحق بالعمل في وزارة المالية وعين محاسبا في بداية حياته العملية، وتمت ترقيته حسب القوانين المتبعة في الترقيات.

بعد أن أمضى الفترة القانونية في العمل، تقاعد وتفرغ للعمل الحر، وبدأ حياته في شراء الأراضي وبنائها وبيعها بيوتا واستمر يعمل وحصل على أموال كثيرة.

يقول سليمان الخلفان انه عمل حكما لكرة القدم لسنوات عدة والتحق قبل ذلك بدورة التحكيم التي أقيمت في الكويت لمدة شهر وبعد ذلك سافر الى الاسكندرية مع مجموعة من الحكام والتحق بدورة تحكيم لمدة شهر ولكن حصل ان الاتحاد لم يوف بوعده لهم.. ماليا.. وعاد الى الكويت وأول مباراة صار حكما لها بين العربي واليرموك وفاز العربي بنتيجة 2-1. حديث شيق يتضمنه هذا اللقاء مع الضيف سليمان خليفة الخلفان،

فإلى التفاصيل:

في مستهل اللقاء يحدثنا ضيفنا سليمان خليفة الخلفان عن أيام طفولته المبكرة ومولده والصبا حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة المرقاب، وذلك بفريج الريش ومن العائلات التي كانت تعيش في تلك المنطقة عائلة المزيني والريش والمالك والقعود، وبيت الوالد حاليا جزء من مجمع الوزارات ومن المساجد في المرقاب مسجد الوزان ومسجد الفضالة ومسجد القصمة ومسجد الفليج وهو الأقرب لبيتنا ومسجد العلي العبدالوهاب، وكنت اذهب الى مسجد الفليج للصلاة مع أصدقائي، واذكر من الأصدقاء يوسف الغنام الرشيد ومحمد الحوطي ومحمد ابراهيم وعبدالله وأبناء الريش منهم خالد وسليمان وعلي الطيار، البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض، يعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران واذكر ان عائلة الريش عندهم حملة للحجاج وعندهم فرقة شعبية للعرضة، وبعد وفاة الكبار منهم انتهت حملة الحج.

واذكر المرقاب وبيوتها عندما ارجع من المعهد الديني أقول للوالدة جوعان فتعطيني خبزة عليها شكر ودهن (سكر) وآكلها ومن المرقاب الى المعهد الديني بالدراجة والسكك ضيقة واذكر ان الكثير من الكويتيين ما كانوا يطبخون الغداء، كان الطبخ يقتصر على العشاء واعيش على أكل الخبز والتمر حتى العشاء، اذكر الشارع الهلالي بعدما ثمنوا البيوت القديمة، فالشاعر عبدالله الحبيتر قال هذه القصيدة بعدما تم افتتاح الشارع الهلالي:

الشوارع والهلالي

فرقوا كل الأهالي

وين جيراني وخالي

طلعوهم من فريجي

واذكر ان بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 مع أول دفعة من تثمين البيوت وذلك بسعر 29 ألف دينار، سعر قليل جدا، واعطوا الوالد قسيمتين، فذهبت الى أمين سر البلدية وقلت له: قسيمتان لا نستطيع ان نبنيهما فقال: روح خدهم للوالد واسكت.. واخواني صغار.

ولذلك قسيمة اخذها أخي صالح، والثانية باعها الوالد وعبدالله شعيب ومعه اثنان وذهبنا الى القسيمة مع الوالد وقال رجعنا هذا بر والخالدية كانت بر خالية من البيوت وفيها قصر الشيخ خالد عبدالله السالم. وبعنا القسيمة بسعر بسيط، بيوتنا القديمة كلها غير صالحة للسكن حاليا والأولاد كبروا حاليا والناس يهدمون ويبنون بيوتا كبيرة من 3 أدوار لأولادهم وأحفادهم، ويبنون شققا لهم عكس السنوات القديمة، وحاليا نقطة مهمة جدا، اسأل الأولاد هل انت متزوج يقول «لا غير متزوج» بسبب المادة وارتفاع الإيجار حاليا، وأول ما تسلمت القسيمة في الخالدية في القانون يجب على المواطن خلال 6 شهور ان يبني القسيمة فهو ملزم بذلك أو تسحب منه، وكنت قد سبق ان بدأت بصب القواعد وأعطاني إنذار القانون ما فعلوه فيما بعد قالوا من يملك قسائم ولا يبنيها يسدد رسوما ولكن لم يفعل، حاليا القسائم غالية جدا عكس القديم، التثمين في المرقاب جميع البيوت تم تثمينها واعطوا قسائم في الفيحاء والخالدية.

قسيمة الخالدية بنيناها طابقين وفيها بلكونات، كان المهندسون لا يعرفون طبيعة وعادات المجتمع الكويتي، وكانت تجمع الغبار والتراب وتكشف على الجيران، جو الكويت حار لا تصلح له البلكونات لكن المهندسين سابقا لا يعرفون شيئا عن المجتمع الكويتي ولا فائدة من البلكونات، بعد ذلك بعت بيت الخالدية وبنيت بيتا من دون بلكونات، كانت منطقة اليرموك فيها الـ2500 قسيمة، فاشتريت قسيمة وبنيتها وكان سعرها 3 آلاف دينار عام 1970 وكان يطلق عليها جنوب العديلية.

الدراسة والتعليم

يتحدث الخلفان عن مشواره في التعليم والتحاقه بالدراسة قائلا:

أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد الذي صار فيما بعد نائبا بمجلس الأمة، وفي الحوش الثاني محمد ابراهيم الحوطي ومدرس اللغة الإنجليزية ناصر الحوطي وملا سليمان كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم والتجويد، أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت الى مدرسة المرقاب وبعد سنوات من الدراسة انتقلت الى المعهد الديني ومقره السابق عند ماء سبيل ابن دعيج، وعام 1957 انتقل المعهد الديني الى منطقة الشرق بالقرب من مدرسة كاظمة والناظر كان مصريا والوكيل عبدالعزيز الشاهين وبعض خريجي المعهد الديني سافروا الى القاهرة واذكر منهم يوسف غنام الرشيد وراشد الحماد وغيرهما من الطلبة.

أكملت دراستي في المعهد الديني، وأذكر من المدرسين المرحوم الشيخ علي حمادة كان يعلمنا الفقه واللغة العربية، ومن المواد الحساب والتجويد، وكانت لا توجد لغة انجليزية، واذكر من الطلبة ناصر دغيشم ويوسف الدعيج وعلي الطيار واحمد الخليفة.

كنت اذهب الى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب الى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958 (ثانوية المعهد) ومن الطلبة كثيرون مثل ناصر الدغيشم.

العمل بالمالية

عن عمله بعد الدراسة يقول الخلفان: حصلت على شهادة وعينت موظفا في دائرة المالية في قسم المحاسبة عام 1959 وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الأسبق رئيس دائرة المالية، وأحمد العبداللطيف كان المدير واحمد سيد عمر مدير وحامد الشيخ يوسف أيضا مدير ورئيس القسم علي حسين الحرز، وكان الراتب 150 روبية اعطي منها للوالد واخواني، ومع الوظيفة جدتي اشترت لي سيارة وحولتها الى تاكسي اشتغل عليها في نقل الركاب بعد نهاية الدوام، وسعرها 13 ألف روبية، كانت سيارة أوبل، جدتي والدة امي هي حصة العويضي وقد ثمن بيتها في منطقة النسيم، وبدأت العمل بها وانقل الركاب من دروازة العبدالرزاق الى منطقة الدسمة والنقرة، وسعر الراكب نصف روبية وكسبت منها خيرا كثيرا، وسواق التاكسي كانوا من الكويتيين، كانت البيوت والأراضي رخيصة، فكرت ان اشتري قسيمة، المهم اشتغلت على سيارة التاكسي لعام 1966 منذ عام 1958، وبعد التقاعد باشرت العمل في بناء القسائم وبيعها بيوتا، هذا بسبب عملي موظفا وسائق تاكسي.

وايضا كلما بنيت منزلا اشتريت ارضا وقمت ببنائها ثم أعرضها للبيع، بنيت في الاندلس وقرطبة ومناطق اخرى.

اذكر عندما كنت اعمل على التاكسي لا اعرف اسماء السائقين، ولكن أذكر منهم ابو عيسى، ابو مزعل، ابو محمد، ومن الكويتيين اذكر سائقين كثيرين، والسيارات صالون وموديلات الخمسينيات والسيارات اميركية فورد وشفر واوبل الماني، نقف بالسرى دروازة العبدالرزاق مقابل المزرعة ويوجد سرى في ساحة الصفاة عند حفرة الحمود ويوجد سوق حراج للحمير عند مبنى البرقية.

منطقة المرقاب

يحكي الخلفان عن منطقة المرقاب قائلا: في المرقاب توجد حفرتان الاولى تعرف باسم حفرة الفريج والثانية حفرة بن ادريس وتتجمع فيها مياه الامطار وحفرة بن ادريس قريبة من المسيل، وهي حفرة كبيرة، واذكر حفرة المسيل فيها آبار وفيها مياه، وفي المرقاب سوق الحمام كنت اشتري منه حماما واشارك فيما يسمى «كش» الحمام تطير مع عبدالله ومحمد الحوطي، وفي احدى السنوات عام 1956 ضاعت لي حمامة والسبب ان الجراد غطى الشمس فما ترى الحمامة البيت، وضاع الحمام، وكان من الاصدقاء الحوطي وعندنا ما يسمى الكتويل لمعرفة اتجاه الرياح كي تتمكن من اطلاق الحمام في الجو، اما انواع الحمام القلابي فليس مثل حمام هذه الايام، وكنت «اكش» الحمام يطير، وحاليا ولدي خليفة يشتغل بالحمام يبيع ويشتري، وسعر الحمامة يتراوح بين 4 و5 آلاف دينار، والحمام القلابي مميز قديما، وكنا نصيد بعضنا من بعض ولا نرجع الحمامة لصاحبها، قديما يقول الذي يطير الحمام ليست له شهادة كشاهد، هذا غير صحيح، ولهم اماكن خاصة، وفي البر لهم اماكن وجواخير، واذكر انه طارت مني حمامة ونزلت عند الجيران ودخلت البيت وصدت الحمامة، وكانت النساء جالسات في الحوش ولم يحصل شيء، اعتبروني ولدهم، وهذا من حبي للحمام، وكان السابقون طيبين جدا، والوالد كان يوصي علينا الجيران عندما يذهب الى الغوص، فالجار اهل بالنسبة لجيرانه، وكان الوالد سكوني مع الصقر.

الاولون كانوا مؤتمنين بعضهم على البعض، وعندنا احد النواخذة يسولف لنا عن البحر في النادي، والحمام انواع والبيع كان كل يوم جمعة في سوق الحمام في المرقاب، وسعر الحمامة كان رخيصا وكان القليل من الكويتيين يأكل الحمام، فكانوا يأكلون اللحم وخصوصا اللقاط، وكان احد الجيران يذبح الحاشي ويبيع اللحم بالسكة بين البيوت يوميا، ولا يوجد ممنوع وكل يوم الذبح، ولا توجد ثلاجات ايضا الرجيبة كانوا يذبحون.

كان تعييني في المالية 6/10/1959 وكنت محاسبا، واذكر حادثة حصلت عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقدا للمواطن فيضعه في كيس ويحمله الى بيته، الا ان احد المواطنين اخذ المبلغ ووضعه في كيس وحمله وهو ذاهب الى بيته، وكان ذلك المواطن بيته الذي ثمن في خيطان قد تسلم مبلغ 29 الف دينار، الدنيا امان ولا احد يتعرض لك، تسلم المالية نقدا واثناء سيره وهو ذاهب الى البنك الوطني وبطريقه دخل الحمامات ووضع الكيس بجانبه، وبعدما خرج دخل سوق الخضرة واشترى بعض الفواكه، تذكر انه وضع كيس النقود بالحمام فرجع فلم يجد النقود، سرقت، وفي اليوم الثاني رجع الى المالية وبلغنا بما حصل له وكتبنا كتابا للمغفور له الشيخ جابر الاحمد وكان يومئذ رئيس الماليــة وصـــرف له نصــــف المبلـــــغ، وهــــذه الحادثـــة لا انساها وما زلت اذكرها.

اقول ان الانسان يجب ان يكون حريصا على امواله وحلاله.

بعد المالية وبعد التقاعد لم اشتغل في اي مكان آخر عينت محاسبا ومحاسبا اول وكان رئيسنا عبدالرحمن الملحم ومعنا بعض الوافدين، وبعد خدمة خمسة وعشرين سنة تقاعدت وباشرت العمل الحر وبعد التقاعد تمنيت لو اني لم اشتغل بالوزارة، لان العمل يجعل الانسان كسولا، واما العمل الحر فيشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالاندلس وكان ثمنها خمسة آلاف دينار وبنيتها وبعتها كبيت وكان الربح في البيت ثلاثين او خمسة وثلاثين الف دينار وبعد خمسة او ستة شهور ابيع بيتا ومع هذا توجد راحة البال والقلب وبدون تفكير وأما التفكير فيشغل النفس.

مواطن كان يعمل بناء إذا رجع من العمل تعشى ونام وآخر سكان الحي يشاهدون ان الماء ينزل ليليا الى الشارع من سطح البيت فيغتسل ويسبح، سألوا لماذا الماء ينزل ليليا؟ والآخر سألته زوجته لماذا جارنا ليليا الماء ينزل من بيته ونحن لا يوجد عندنا ماء، ذهب الى رجل آخر واعطاه مائة روبية وقال له هذا المبلغ اشتغل به في السوق واذا رزقك الله فاعطني اياها، اشتغل الرجل بالبيع والشراء ويرجع الى البيت متعبا لاحظ الناس ان الماء صار ينقص ولا ينزل من بيته ماء كثير انشغل باله وفكره بالعمل فالمائة روبية شغلته عن اهله1

حداق وصياد سمك

عن هواية الحداق وصيد الاسماك في مياه الخليج يقول ضيفنا: بعد التقاعد وبعد الانتهاء من العمل الحر اشتريت طرادا وعندي سائق يذهب معي للحداق لصيد السمك وايام الشتاء اباشر الحداق وطرادي في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975وأمارس هواية صيد السمك منذ الشهر العاشر من كل سنة الى الشهر الثالث ومعي الهندي، وفي ايام الشتاء السمك متوافر واعرف اماكن الحداق ولا استخدم الا الخيط ومنذ الصباح حتى المساء.

مزاجي في الحداق صباحا

والمكان الذي كنت اذهب له ليلا كي لا اضيع اذا دخلت البحر اجعل عمارات البر نيشانا ودليلا للعودة ولا توجد عندي اي اجهزة واخرج مع الربع وكل واحد في طراده ونحن مجموعة من الصيادين في شبرة الوطية التي بناها لنا المرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم ناديا للصيادين في الوطية على الساحل، ولا ازال اذهب للحداق واكون حريصا على صيد السبيطي والخيط الذي استخدمه يختلف عن خيوط الاسماك الاخرى وكذلك الطعم لا الييم ايضا يختلف واستخدم مصران الدجاج في صيد السبيطي وكذلك صيد الشعم وسابقا اصيد النويبي ولكن تركته.

الخلفان والرياضة

اما هوايته الاخرى وهي ممارسة الرياضة فيقول عنها الخلفان: منذ مرحلة الشباب كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني واذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة ولكن بالنسبة لهوايتي كانت كرة القدم والمجال ضيق لان ساحة المدرسة في ذلك الوقت صغيرة وبعدما انتقلت الى صلاح الدين كان فيها ملعب كبير لكرة القدم فزاد النشاط والحماس، والتحقت بعد سنوات بنادي القادسية ولعبت في ملاعب الجزيرة ومع نادي المرقاب ولكن كلاعب غير مسجل بالفريق اذكر جاسم المواش كان رئيس نادي المرقاب وهو درجة ثانية وكان ذلك عام 1948 ولكن التحقت معهم عام 1952 وموقع نادي المرقاب بالقرب من مسجد الفليج ونلعب الكرة خلف سور الكويت.

قرب المجاص مكان صناعة الجص خلف سور الكويت، وكان بعض المواطنين يحرقون الأرض فيتحول التراب إلى مادة ترابية بيضاء تستخدم في مسح جدران البيوت، وينقل بواسطة الحمير ويباع على المواطنين. فكنا نلعب هناك لعدم وجود بنايات أحيانا نخرج وندخل من الدروازة «بوابة السور وإذا كانت الأبواب مغلقة ننط ونقفز من على السور إلى جهة المجاص ونرتدي ملابس رياضية خفيفة من نوع «ام سر» وخيطا واحذية من نوع «اللابجين» خط اسود ونشتريها من بهاسين بأسعار قليلة وبسيطة كنت ألعب بنادي المرقاب مع أبناء الفريج، وكانت العارضة والقائم من الخشب العريض، وبعد سنوات من اللعب تعرفت على عبدالله العوضي، وقال: عندنا دورة للتحكيم وكان عضوا في اتحاد الكرة، وكنت أشتغل بالمالية، وقال: عندنا اقتراح من السنة القادمة سنوقف الحكام الأجانب نريد تدريب وتعليم الكويتيين، فالتحقت بالدورة وكان هناك عدد من الحكام حيث التحقت عام 1964، وكان المحاضر محمد لطيف والعشماي.

وكان قبل ذلك الحكام من العرب والأجانب ولم تكن لهم شخصية قوية بالملعب أمام الجمهور فأرادوا تغيير الحكام وتكويت التحكيم، وخاصة أن الحكم الكويتي له مكانته عند الجمهور، المهم التحقت بالدورة وكان معي عدد من الشباب الكويتيين وكان قبلنا دورة وفي نفس الدورة فاروق العوضي ومحمد شعيب وعبدالعزيز السلمي وجاسم عاشور وسليمان الخلفان وجواد عاشور وذلك عام 1964، وكان أول تحكيم بين العربي واليرموك على ملعب النادي العربي القديم بالدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم وكان الفريقان تحت سن الثانية عشرة وكنت حكما أول بالملعب، وقد فاز بها العربي 2/1 على اليرموك، وكانت المدرجات من الخشب وحضر جمهور لا بأس به وكان حكم العربي بلغاريا واليرموك أحد لاعبيهم وقد حضر فريق اليرموك من فيلكا.

أما الدورة الثانية التي التحقت بها فقد أرسلنا إلى الإسكندرية وعقدت دورة التحكيم هناك واخرون إلى لندن.

البداية أعطوا لكل حكم مائة وخمسين دينارا وكان يوسف سويدان رئيس المجموعة وعددنا خمسة وعشرون حكما سافرنا إلى الإسكندرية وسكنا في سكن الاتحاد السكندري ولمدة شهر، والسكن كان داخل السوق، الدورة على فترتين في الصباح محاضرات وبعد العصر تلعب على ملاعب الاتحاد السكندري وأذكر المحاضرين محمد لطيف والعشماوي وهما اللذان كانا يحاضران في الكويت، وكانت المحاضرات شاملة كل ما يواجهه الحكم في الملعب وأصعب نقطتين يواجههما الحكم هما أن يكون غير متردد في اتخاذ القرارات في الملعب مثلا قبل طرد اللاعب على الحكم أن يتأكد من الخطأ وخلال ثوان عليه أن يتخذ قراره من دون تردد ولا يتراجع عن قراره، وبالنسبة للصفارة فعلى الحكم أن يمسك الصفارة بيده، التحكيم صعب جدا ومن القرارات الصعبة ضربة الجزاء وطرد اللاعب فهما أصعب نقطتين عند الحكم يتخذ فيهما قراراته.

وبعد شهر في الاسكندرية حصلت على دبلوم تحكيم ولكن قصروا معنا، البداية أعطونا مائة وخمسين دينارا، على أمل ان يعطونا مائة وخمسين دينارا ولكن لم يصدقوا معنا ولم يعطونا ولم يوفوا بالوعد ولم نحصل على مائة وخمسين دينارا.

طبعا حصلت على إجازة كان براك المرزوق وعبدالحميد حسين قد تخرجا في مصر ومعهما فجحان هلال المطيري وعبدالمطلب الكاظمي، وعينوا في المالية وكنت يومئذ موظفا في المالية وحصلت على إجازة وسافرت الى الإسكندرية وبعد 3 سنوات عملت حكما وتركت التحكيم ولم أحصل على شهرة كبيرة ويوسف سويدان كان الرئيس، وجبر الجلاهمة وعبدالرحمن البكر والبناي وعبدالسلام الياقوت ومحمد المجلي وشاركت معهم بالتحكيم، واذكر حكمت في مباريات بين أندية النصر والعربي واليرموك والفحيحيل واذكر ان من الحوادث على ملعب الفحيحيل ان د.عبدالعزيز رشيد كان من رواد الديوانية التي كنت أذهب اليها والتقي معه فيها وصارت صداقة بيننا ومن ضمن الحدث ان قلت غدا عندي تحكيم مباراة على ملعب نادي الفحيحيل كان عنده كلب صغير «بچي» وحضر المباراة وكنت الحكم في منتصف الملعب، أثناء المباراة أدخل الكلب الى داخل الملعب وأوقفت المباراة، من الشروط ان الحكم لا يحق له توقيف المباراة اكثر من 15 دقيقة، المهم باشرنا اللعب بعد طرد الكلب، وفي الليل ذهبت الى الديوانية ورواد الديوانية يضحكون، خير إن شاء الله، فقالوا عن المقلب الذي عمله د.عبدالعزيز رشيد كانت المباراة بين الفحيحيل والنصر على ملعب الفحيحيل.

وايضا من الحوادث كان عندي تحكيم على ملعب النصر بين العربي والنصر وصار فيه تعادل وعندنا حسين بوحمد بالمالية وقال غدا في المالية وكان متعلقا بالشبك مع الجمهور وكان محتجا على ضربة الجزاء ويصرخ بأعلى صوته وقال تخاف من العربي وكان البلنتي صح لكن الجمهور يريد ان يحتج حسب فريقه. قديما كانت الأرض صلبة وغير مزروعة وكان اللعب ايضا فيه خشونة ولكن ليس مثلما نشاهد حاليا.

آخر الحديث أقول للرياضيين: القعدة والديوانية مع إحراز البطولات ما يصير، يجب الاهتمام بالرياضة، مارادونا ما ينام إلا والكرة بيده وذلك حبه للكرة اعطها تعطيك، اللاعب ما يجب عليه السهر لا نريد التراجع في اللعب، على الشباب ان يعطوا بلدهم الكثير مثلما أعطاهم.

عدد المشـاهدات: 1330


 
الباحث سلطان الباهلي وثَّق تاريخها بالصور في كتاب

قرية الشعيبة.. ريف الكويت الذي كان
Pictures%5C2011%5C09%5C25%5C4ea626db-1e76-48b5-b91a-b555bd8f8054__Article_Thumb.jpg

غلاف الكتاب

Pictures%5C2011%5C09%5C25%5C7697b656-8a60-4142-ba64-fcc2c3836809__Article_Thumb.jpg

سقطت أمطار وسيول غزيرة عام 1954 في جميع أنحاء الكويت بما فيها قرية الشعيبة.. واللقطة لا تحتاج إلى تعليق

Pictures%5C2011%5C09%5C25%5Cb1733b6e-100e-42f9-bb0a-680c39b29382__Article_Thumb.jpg

صيد وفير من الأسماك تم اصطياده من قبل أبناء قرية الشعيبة سنة 1959 ويُرى في الصورة (من اليمين): عبدالمحسن مرزوق الوصيص وابراهيم يوسف بوحمرة ومرزوق عبدالمحسن الوصيص وحمود حسين الحربان

Pictures%5C2011%5C09%5C25%5Cb0e235eb-6354-406f-abc7-b2f2aacafb4b__Article_Thumb.jpg

إحدى كشتات أبناء القرية إلى المنقف وقد التقطت الصورة بتاريخ 1960/1/22 ويُرى (من اليمين): ابراهيم يوسف الياقوت وسعود راشد العلي ومحمد وسالم فهد الصلال ودغيمان عوض المرشد وعبدالوهاب

Pictures%5C2011%5C09%5C25%5Cbc3bebdc-18ab-4f4b-93a7-8da9e86baf58__Article_Thumb.jpg

في سينما الأحمدي عام 1959 (من اليمين): خالد ناصر الحربان وحسن بودستور وعلي يوسف الياقوت وابراهيم يوسف بوحمرة وحمود عبدالله الصلال واحمد عوض الجهيم

Pictures%5C2011%5C09%5C25%5C03b67e8d-b028-431b-9aa4-02d6b85f239e__Article_Thumb.jpg

طالبات الصف الثاني ابتدائي في العام الدراسي 1959/1958 ويُرى خلفهن البحر

نشر في : 25/09/2011 12:00 AM
صدر حديثاً كتاب بعنوان «قرية الشعيبة» للباحث سلطان الباهلي، يتناول فيه تاريخ أحد أقدم القرى المأهولة بالسكان في المنطقة الجنوبية في دولتنا الحبيبة الكويت قديماً وذلك قبل ازالتها سنة 1974، واحلال محلها اكبر مدينة صناعية بترولية في الكويت. الكتاب يتميز بالحجم الكبير حيث بلغ عدد صفحاته 640 صفحة ويتميز كذلك بكم هائل من المعلومات والصور النادرة التي ينشر اغلبها للمرة الأولى، ويعد مرجعاً مهماً لتاريخ تلك القرية الشاطئية الجميلة للباحثين.
قام مؤلف الكتاب بسرد كامل عن تاريخ القرية، فكان الباب الأول يحتوي على سبعة فصول، خصص أولها للموقع الجغرافي للشعيبة.
وبين ان قرية الشعيبة هي من أقدم قرى المنطقة الجنوبية من ساحل الكويت في العصر الحديث، وهي تقع ضمن منطقة بر العدان المشهورة منذ العصر الجاهلي قبل الاسلام، والآهلة بالسكان، والمعروف أن كلمة الشعيبة مؤنث «شعيب»، والشعيب هو مجرى المطر، ويتجه الى النقطة الأسفل والموطئ المنخفض، وهو ش.عب كبير تقع قرية الشعيبة عند مفيضه الى البحر، والمعروف أنه بالقرب من الشعيبة يوجد حاجز ترابي على امتداد بحر العدان في الخليج العربي يجمع الماء العذب عن الساحل فيشربه ترابها، ويختزن في جوفها، ومن ثم تحفر الآبار ليستفاد منه، وهذا موجود عموماً بالقرى الساحلية.
وتقع الشعيبة غربي خط الطول 48.8 شمالي خط العرض 29.2، وهي من أقدم القرى التي كانت تسمى القصور، والتي تشمل قرى أبوحليفة والفحيحيل والمنقف والفنطاس والفنيطيس، بالاضافة الى الشعيبة.
والشعيبة واقعة على ضفتي بحرة، والبحرة هي الشعبة من مسايل الماء تنحدر سيولها من ظهر العدان، وتذهب مشرقة حتى تفيض في البحر.
ولقد مرت الشعيبة تاريخياً بعدة عصور منذ العصر الجاهلي، حيث كان تسكنها احدى أكبر القبائل العربية العريقة وهي قبيلة بنو تميم، التي كانت تسكن بمنطقة العدان حتى عصر الاسلام وانتشار القبائل العربية بجميع أنحاء الجزيرة العربية.
ولقد ظهر اسم الشعيبة لأول مرة بالخرائط الأوروبية عام 1818 عندما نشرها الألماني كارل رايتر بكتابه «علم الأرض وعلاقته بالطبيعة وتاريخ الانسان».
مراجع
ولقد ورد اسمها في كثير من المؤلفات العربية والانكليزية، يذكر فيها موقعها ومساحتها وسكانها ومنازلها وحرف السكان أبرزها الانكليزي، لوريمر بكتابه «دليل الخليج» في القسم الجغرافي، الذي نشره سنة 1909. ذكر فيه أن الشعيبة قرية ساحلية صغيرة بمنطقة العدان في امارة الكويت، وتقع على بعد حوالي 24 ميلاً جنوب الجنوب الشرقي لمدينة الكويت، وتتكون من خمسة عشر منزلاً تقع داخل حصن مخرب، وسكانها عبارة عن عشرين أسرة من قبائل عربية مختلفة، وفيها عشرة آبار عذبة المياه، ولدى الأهالي مائة وخمسون شجرة نخيل، وأشجار أخرى، ويزرعون القليل من الشعير والخضراوات ولديهم ثلاثة أو أربعة قوارب لصيد اللؤلؤ، والقرية عبارة عن منتجع ريفي لسكان مدينة الكويت.
ولقد ظلت قرية الشعيبة على حالها ولم يزد عدد سكانها، والبيوت الا قليلاً، وهذا ما ذكره الشيخ محمد خليفة النبهاني بكتابه «التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية» الصادر سنة 1949، ولقد زار الكويت كثيراً، وتحدث عن قرية الشعيبة في زيارته الأخيرة عام 1947، فذكر أن عدد سكانها مائة شخص، وعدد بيوتها ثلاثون بيتاً.
ولكن هذه القرية الصغيرة حدث فيها تحول كبير بعد ظهور النفط، وتصدير أول شحنة نفط في شهر يونيو عام 1946من ميناء الأحمدي المحاذي لقرية الشعيبة، وبحضور أمير الكويت المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد الجابر الصباح، ولقد جعلها مصدر جذب لنزوح الكثير من الأسر الكويتية، وبادية الكويت، والوافدين الأجانب، وذلك للسكن فيها، والعمل بقطاع البترول، والدوائر الحكومية الأخرى، وهذا سارع الى إنشاء سوق ومدارس للبنين والبنات، ومستوصف صحي، ومخفر للشرطة ونادٍ ثقافي رياضي، ومكاتب للبريد والكهرباء، وسنترال للهواتف، ومصرف (بنك) وخدمات أخرى.

عوائل
وخصص الباهلي الفصل الثاني من كتابه للحديث عن السكان والعوائل، التي سكنت الشعيبة وعن أميرها الشيخ علي بن جابر بن عبدالله بن صباح الأول، الذي كان له قصر قريب من الشاطئ، وزرع الكثير من أشجار النخيل والسدر بالقرية، خصوصا على بحيرتها الشهيرة، وبعد وفاته عين محمد بن غصاب أميراً على الشعيبة، كذلك بنى الشيخ جابر المبارك الصباح حاكم الكويت (1915 - 1917) قصراً له في غرب الشعيبة، حوالي سنة 1896 عندما كان أميراً على المناطق الجنوبية.
وذكر الباحث الكثير من العوائل التي سكنت القرية.

الأمن
وتحدث الفصل الثالث عن الأمن، وذكر سور الشعيبة الذي بناه الشيخ علي الجابر الصباح عام 1845، وكانت بداخله بيوت قليلة ودروازتان، ولقد رأى ذلك السور الإنكليزي لوديمر عندما زار القرية سنة 1904، وذكر ان لها حصناً مخرباً، أي كان متهدماً بعضه، وبعد وفاة الشيخ علي الصباح عين محمد بن غصاب أميراً على الشعيبة من قبل الشيخ صباح الثاني بن الشيخ جابر الصباح (والد الشيخ مبارك) وخلال إمارة بن غصاب على الشعيبة جاء الملك عبدالعزيز آل سعود مع والده الإمام عبدالرحمن الفيصل وعائلته إلى الكويت مارّا على قرية الشعيبة واستضافه أميرها سنة 1891 - تقريباً - وكذلك عندما استرد الملك عبدالعزيز آل سعود ملك أجداده في الرياض - أيضاً - مر على قرية الشعيبة سنة 1902، وكذلك حدثت معركة حمض سنة 1920 في عهد محمد بن غصاب. ولقد مر الجيش الكويتي وعسكر في الشعيبة بقيادة الشيخ دعيج السلمان الصباح، وبعد وفاة محمد الغصاب أصبح ابنه الشاعر المعروف عبدالله بن غصاب أميراً على الشعيبة سنة 1930 - تقريباً - حتى وفاته سنة 1939 - تقريباً - وعندما أصبح الشيخ صباح ناصر المبارك الصباح أميراً على بر الكويت وباديتها بنى له قصراً قرب شاطئ الشعيبة. وقد تهدم القصر سنة 1957. وبعد ظهور النفط وتوسع قرية الشعيبة عين أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح - آنذاك - بنيه الخرينج (والد عضو مجلس الأمة الحالي مبارك الخرينج) أميراً على مراكز الشعيبة الساحلية لحراسة المنشآت النفطية، وذلك ما بين عامي 1947 و1954، ثم قام بعدها الشيخ عبدالله المبارك الصباح نائب الأمير رئيس الأمن العام، بإنشاء مخفر الشعيبة سنة 1954، الذي ظل حتى إزالة القرية، وبعد استقلال دولة الكويت سنة 1961، أصبح مختار الفحيحيل والشعيبة محمد جاسم الدبوس حتى سنة 1966، عندما عين زبن اللميع، أحد أبناء القرية، مختاراً مستقلاً للشعيبة، ونجاح حزام فالح اللميع بعضوية أول مجلس أمة سنة 1963، ومفلح فرحان النامي لعضوية مجلس الأمة سنة 1967.
دور العبادة
أما الفصل الرابع فخصّ دور العبادة، وذكر مسجدها القديم الذي هدمته دائرة الأوقاف وتم بناء مسجد حديث سنة 1950، وعين ملا عبدالله عمران العصفور إمام المسجد وخطيبه، والملا جمعان محمد الصقر مؤذناً، كذلك بنت «الأوقاف» مسجدا غرب الشعيبة سنة 1955، وعينت الشيخ عبدالله النوباني إماما وخطيبا، وملا زايد ابداح الحرش مؤذناً للمسجد، ثم تطرق إلى المباني القديمة والحديثة، ويعتبر أحدثها مدرسة الشعيبة للبنين مع المسجد سنة 1950، ثم قصر الشيخ صباح الناصر بعد هدمه وإعادة بنائه سنة 1953، ويعتبر التاجر ناصر فهد الراقع أول من بنى منزلاً على مستوى الأهالي بناء حديثا يعتمد على الاسمنت والطابوق والحديد سنة 1957، وكانت مساحة منزله 2400 متر، أما أول فيللا من دورين فكانت للتاجر مصطفى كرم سنة 1959، وأول عمارة للشيخ صباح ناصر وكانت تطل على البحر وتسكنها جاليات عربية وأجنبية وبنيت ما بين عامي 1953 و1956.
التعليم
وخصص الفصل الخامس للتعليم، وذكر الباحث ان قرية الشعيبة جزء لا يتجزأ من المجتمع الكويتي قبل ظهور التعليم النظامي حين كانت الكتاتيب أو المطاوعة هم المعلمون الأوائل لتعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وكان المسجد هو النواة الاولى لتعلم ابنائها، ولعل الابرز ملا عبدالله عمران العصفور إمام وخطيب مسجد القرية، وقد درس الكثير من التلاميذ قبل افتتاح مدرسة الشعيبة الابتدائية للبنين سنة 1950، واصبح الاستاذ عبدالكريم علي العرب اول ناظر لها، كذلك درس بها الاستاذ الشاعر محمود شوقي الايوبي، وقد باشر الاستاذ عبدالكريم العرب عمله باقناع اهالي القرية بتسجيل ابنائهم. وقد قام بعدة جولات في مسجد ومنازل القرية وطرقها، وكان يأخذ معه احد الطلبة، وهو احمد عوض الجهيم، لاقناع اصدقائه وآبائهم بادخال ابنائهم المدرسة. وقد تزايدت اعداد الطلبة حتى اضافة المرحلة المتوسطة لتصبح مدرسة الشعيبة المشتركة، وانتقل الاستاذ عبدالكريم العرب الى الدعية سنة 1960، وحل محله الاستاذ محمد عودة ناظرا، ثم الاستاذ محمد ذياب موسى ثم الاستاذ عبداللطيف الحبش، واخيرا الاستاذ سليم راضي.
ويعتبر الطالب احمد عوض الجهيم ابرز طلبة القرية الذين أتموا دراستهم في الشعيبة وثانوية الشويخ، وكذلك اول طالب يدرس المرحلة الجامعية في الخارج في بعثة دراسية الى الولايات المتحدة، وتخرج واصبح مهندسا في بلدية الكويت، ثم اسس احد اكبر المكاتب الاستشارية الهندسية في الكويت، كذلك اصبح عضوا في المجلس البلدي، كذلك من ابرز الطلبة المتفوقين في القرية: ابراهيم الياقوت، عبدالله البحر، مطلق اللميع، علي بلال، محمد النامي، سعد المرشد، سمير السقال، وآخرون.

قرار إزالة القرية
تحدث الفصل السابع من الكتاب عن بداية ازالة القرية السكنية وتثقيفها بعد انتشار رذاذ المواد الكيمياوية في سماء القرية، مما ادى الى صدور قرار ازالة القرية بجلسة مجلس الوزراء سنة 1967، باعتبار قرية الشعيبة منطقة غير سكنية ويطلب من البلدية اعداد قسائم في المناطق المجاورة واستملاك القرية، وبالتالي اسدال الستار عن اقدم قرية في جنوب الكويت. اما الباب الثاني من الكتاب فكان عبارة تراجم لشخصيات وعائلات سكنت القرية، وبعضها عملت في مدرسة او مخفر او مستوصف او دوائر اخرى في الشعيبة.

أنشطة رياضية وفنية
خصص الباهلي الفصل السادس من كتابه للحديث عن النشاط الرياضي في القرية، وخاصة لعبة كرة القدم وفرق الفرجان، مثل الساحل والبحري والشعيبة، ثم تأسيس نادي الشعيبة الرياضي الذي رأسه محمد الفارس سنة 1956 حتى اغلاقه سنة 1958، ثم تأسيس نادي الساحل الثقافي سنة 1966 برئاسة راكان حمد الكراد، ثم تحول النادي الى رياضي سنة 1972، ليصبح أول رئيس لنادي الساحل الرياضي ابراهيم بوحمره، ثم تحدث عن أنشطة النادي مثل لعبة كرة القدم، ويعتبر ابرز لاعب محمد نور الذي لمنتخب الكويت، وأندية الشباب والفحيحيل فيما بعد، كذلك عن نشاط جواله، وعشرة النادي ومؤسسها الأستاذ علي بلال.
كذلك تحدث في هذا الفصل عن الفنون الشعبية، وعن ابرز شعرائها ومطربيها، مثل حمد السليم صاحب أغنية «صوبت قلبي أمينة»، كذلك تحدث عن تصوير بعض مشاهد الفيلم الكويتي «بس يا بحر»، وخاصة لقطات حفل الزواج داخل أحياء القرية. ثم تحدث عن الفنون التشكيلية، وعن ابرز الرسامين عبدالعزيز المرشد، وخليفة ناصر الحربان، خاصة الأخير الذي اقام عدة معارض لرسوماته.

تعليم بنات القرية
تطرق الباحث الباهلي الى مسألة تعليم البنات في قرية الشعيبة في كتابه، فقال إن تعليم البنات بدأ متأخرا عن البنين للتقاليد المحافظة جدا في المجتمع الكويتي عموما، والشعيبة خاصة، ويسجل للمرحومة لولوة عبدالله محمد الياقوت كأول مطوعة قامت بفتح مدرسة صغيرة جدا، أو ما يشبه المدرسة في بيت والدها لتدريس بنات القرية، وكان ذلك أواخر أربعينات القرن الماضي، وظلت تلك المدرسة حتى عام 1954، والطالبات كانت من عوائل: الياقوت - الصقر - النمش - الجحدل - وعوائل أخرى. وبعد ظهور التعليم النظامي التحقت بعض بنات القرية بمدرسة الأحمدي الابتدائية في العام الدراسي 1955/1954، وذلك لعدم وجود مدرسة بالشعيبة، ومن الطالبات عائشة البحر - نورية الميع - غنيمة الحمدان - شريفة الياقوت - مريم الياقوت - خاتون نظر الشطي - لولوة بوحمره - فاطمة سيف الهاجري - موزة سعيد - آمنة سالم شمس - لولوة ووضحة العنجري وأخريات.
وافتتح مدرسة الشعيبة للبنات في العام الدراسي 1956/1955، بعد استئجار أحد بيوت يوسف عبدالعزيز الياقوت، ثم ضم بيت النمش لزيادة مساحة المدرسة، ولقد سجل الآباء بناتهم في المدرسة، وكانت أول ناظرة الأستاذة رجاء سقف الحيط، ثم قامت دائرة المعارف بتشييد مبنى مدرسة الشعيبة للبنات قرب شاطئ البحر، وكان أول عام دراسي 1958/1957، وأصبحت أول ناظرة للمدرسة بهذا المبنى الجديد.
الاستاذة وداد ابوغزالة، وتعتبر أول موظفة كويتية من بنات القرية نورية عبدالله البليهي اللميع وتعمل في مدرسة البنات، وذلك سنة 1964، وأول معلمة تقوم بالتدريس من بنات القرية المربية الفاضلة زهرة ناصر التميمي عام 1969، وهي كذلك أول امرأة من سكان الشعيبة تقود سيارة، وثاني معلمة نجيبة جاسم بودستور ثم بعدها طيبة ونورية ذياب الصقر، ثم مريم محمد غلام، وتعتبر المربية الفاضلة عائشة محمد البحر أول خريجة جامعية، وقد أتمت دراستها في جامعة الكويت، وتقلدت عدة مناصب، وهي - حالياً - مديرة إدارة الأنشطة التربوية في منطقة الأحمدي التعليمية.
وكان للأنشطة التربوية دور مهم والمرشدات والكشافة، ولعل أبرز الشخصيات النسائية التي زارت مدرسة الشعيبة للبنات المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد سنة 1962 ومديرة مكتب الخدمة الاجتماعية المدرسية المربية الفاضلة فضة أحمد الخالد سنة 1963، كذلك المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، التي قامت بعملية فدائية مع فلسطينين ضد العدو الاسرائيلي، وزارت القرية سنة 1969، كذلك قدمت طالبات ومدرسات مدرسة الشعيبة تبرعات لمصر سنة 1956، مثل مدرسة الشعيبة للبنين، وذلك كدعم بسبب العدوان الثلاثي على مصر.
وقد قطعت مدرسة الشعيبة للتعليم المسائي ومحو الأمية شوطاً كبيراً لتعليم المرأة، حيث اقبلت اعداد كبيرة من نساء القرية، اللاتي فاتهن قطار التعليم أو بعضهن اللاتي تركن الدراسة صباحاً بسبب ظروف عائلية، ولعل ابرز النساء المكافحات، اللاتي درسن في سن متأخرة، الأم الفاضلة فاطمة هزاع الصلال، شقيقة الملا مزعل هزاع الصلال، والد الفنان المعروف ابراهيم الصلال، وكذلك والدة سالم فهد الصلال، التي درست وكان عمرها - وقتها - حوالي 70 عاماً، وكان هدفها من التدريس هو تعلم القراءة لأجل حفظ القرآن الكريم، وكذلك ممن لا ينسى: الام الفاضلة مريم حسين الضيف والدة عبدالعزيز أحمد المرشد، وطيبة عبدالرحمن السنان.


القبس
 
:حجم الخط
501405-364778.jpg

501405-364786.jpg

سعيد العباسي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
501405-364787.jpg

حريق المسجد الأقصى ترك جرحا في قلوب كل المسلمين
501405-364785.jpg

501405-364784.jpg

قبة الصخرة في لقطة تاريخية
501405-364782.jpg

501405-364780.jpg

501405-364779.jpg

501405-364781.jpg

المسجد الاقصى قديما


  • كنت أقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية وبعد النكسة عملت في مطعم ومصنع للبسكويت والمعاش بالليرة الإسرائيلية
  • التحقت بالمعهد العربي الكويتي عام 1971 في أبوديس بالقدس الشرقية ولا يزال موجوداً إلى الآن
  • درست المرحلة المتوسطة في «الأيتام الصناعية» بالقرب من المسجد الأقصى
  • لجنة الاختبار في «الأوقاف» قالوا لي «تعيينك لإمكانياتك والواسطة وعمك لن ينفعك» وعينت سنة 1989
  • تعلمت التجويد في المسجد الأقصى وفي عام 1978 وحصلت على جائزة من دورة في أحكام التلاوة
  • شيخي داود عطاالله عرض عليّ الزواج من ابنته وتمت الزيجة في العام 1969
  • قصة «حياة فقيرة» اقتبستها من أخي لدى دراسته في القاهرة وحصلت بها على 80 درجة في مادة الإنشاء
  • في الصغر كنت أذهب بالدراجة من القدس إلى أريحا وأزور متحف هشام بن عبدالملك
ضيفنا هذا الأسبوع من بقعة مباركة من موطن يشغل بال وفكر ويستوطن قلب كل مسلم، إنه مؤذن المسجد الأقصى الشيخ سعيد العباسي. ولد في مدينة إربد الأردنية في العام 1954 حيث كان والده يعمل شرطيا. ينتمي إلى عشيرة العباسي وكان جده شيخ قبيلة، انتقل مع أسرته إلى العيش في القدس قبل وقوع النكسة في العام 1967. يتحدث في هذا اللقاء عن قدومه السريع إلى الكويت عبر زيارة قام بها، ويسترجع ذكريات الماضي في الأردن وأرض فلسطين.

يكلمنا عن بداياته ومسيرته التعليمية وطفولته. أنهى المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدينة القدس حيث كانت المتوسطة في مدرسة الأيتام الصناعية القريبة جدا من المسجد الأقصى والتي بدأ فيها فكره وقلبه يتعلق بالمسجد الأقصى وربما يحلم بالعمل فيه.

يتحدث عن قصة تعيينه في وزارة الأوقاف الإسلامية والمسجد الأقصى وتعلمه التجويد وماذا قالت له لجنة الاختبار قبل التعيين وهل قبلوا بالواسطة أم لا؟ كل هذه الأمور وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في بداية اللقاء يعرف مؤذن المسجد الاقصى في القدس الشيخ سعيد العباسي القراء بنفسه وكيفية مجيئه الى الكويت قائلا: باسم الله والحمد لله العبد الفقير الى الله قارئ القرآن الكريم، مؤذن المسجد الاقصى المبارك سعيد ابراهيم العباسي، شرفني الله في شهر رمضان المبارك ان اكون في بلدي الثاني الكويت، جزى الله صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد والحكومة الرشيدة خير الجزاء لما يقدمونه دائما من دعم ومساعدة لفلسطين وجعل عملهم هذا في ميزان حسناتهم.

وبالنسبة الى حضوري الى الكويت فكانت البداية انني تعرفت على سفير الكويت في الاردن وطلبت منه ان يمنحني فيزا دخول وزيارة الى الكويت ووالله ما قصر وحصلت على تأشيرة الدخول الى الكويت من بلدي ومن بيتي في منطقة سلوان، والحمد لله رب العالمين الذين اعطاني الصحة والعافية ووصلت الى الكويت في 30/6/2014 ثاني ايام شهر رمضان المبارك.

مكان وتاريخ الولادة

وعن مولده والايام الاولى من حياته، يقول العباسي: ولدت في مدينة اربد بالاردن يوم 6/7/1954 شارع الحصن، وكان والدي يعمل شرطيا، عشت وترعرعت في مدينة اربد وتعلمت في مدرسة اربد المرحلة الابتدائية، وبعدما انتقل الوالد من اربد الى طولكرم في الضفة الغربية عدنا الى بلدنا، اربد عروس الشمال، مدينة رائعة، وبعدما انتقلنا الى طولكرم كنت ازور اختي الوحيدة في عمان، اذهب الى مدينة اربد، وبعد سنوات عندما صرت مؤذنا زرت اربد مع زوجتي واولادي وشاهدوا بيتنا هناك وبعدما صرت مؤذنا اذنت في المسجد الكبير باربد مسقط رأسي.

وخالتي تسكن في اربد في الحي الجنوبي سكن الاطباء.

قبل عام 1967 انتقلنا من اربد الى القدس، والوالد سبقنا وانتقل الى طولكرم بحكم وظيفته لأنه عسكري، وكان بيت العائلة في القدس منطقة سلوان منذ عهد اجدادنا ونحن من عشيرة العباسي وكان جدنا شيخ قبيلة اسمه احمد عبدالله عبدالجواد العباسي (ابوصلاح)، المهم عدنا الى القدس منطقة سلوان كان يسكن في البيت الكبير القديم جدي وجدتي، كانت القدس مشهورة بالزيت والزيتون، فكان جدي يعطينا ويرسل لنا في اربد، كان عمري تسع سنوات في الصف الخامس الابتدائي عندما انتقلنا الى مدينة القدس والتحقت بمدرسة احمد سامح الخالدي في القدس، وكانت قريبة من البيت، اكملت المرحلة الابتدائية ست سنوات، ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية في البلدة القديمة داخل اسوار القدس.

المرحلة الإعدادية

ويكمل العباسي عن مسيرته الدراسية: ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية في القدس واسمها مدرسة الايتام الصناعية، تلك المدرسة فيها تعليم اكاديمي وصناعي في القدس من الداخل تحديدا من شارع الواد قريبة جدا من المسجد الاقصى المبارك، التحقت بالصف السابع الاعدادي والثامن والتاسع، انهيت الدراسة فيها، وبعد ذلك انتقلت الى ابوديس (المعهد العربي الكويتي) وذلك اعوام 1971 و1972 و1973 المرحلة الثانوية، ولايزال المعهد موجودا في ابوديس في القدس الشرقية، وحاليا من مناطق الضفة الغربية، ورسبت في شهادة الثانوية ولم احصل على الشهادة الثانية، والوالد في طولكرم عام 1967 حدثت معركة الايام الستة، والوالد رجع الى سلوان ولكن نحن خرجنا الى اريحا وحملت الراية البيضاء ومن القدس الى اريحا، المهم رجعنا الى سلوان القدس بعد المعركة

وقد كنت قارئ القرآن في الاذاعة المدرسية، ورجعت الحياة الطبيعية بعد معركة عام 1967 وباشرت العمل في المطعم والمصنع للبسكويت والراتب الليرة اسرائيلية، وحاليا الشيكل، وكنت اتسلم عشر ليرات فقط، وعندنا اراض زراعية وجدتي كانت تزرعها بجميع الخضار، وعندنا صبر ولوز وبرقوق وعنب وتين وكان جدي عنده جاخور اغنام وبقر في فلسطين، وعندنا طابون (تنور) يخبرون فيه الخبر، ومع كل هذا ذهبت للعمل واشتغلت بالمطعم.

الأنشطة أثناء التعليم

عن بعض الانشطة التي مارسها خلال الدراسة، يقول العباسي: عندما كنت طالبا كان عندي انشطة امارسها في المدارس واشارك الزملاء في المدرسة، وكما ذكرت نشاط الاذاعة وقراءة القرآن الكريم امام الطلبة والرياضة ولعبة كرة القدم والموسيقى وكنت اغني اناشيد واضرب على الطبل في الطابور مثلا كنت اغني في عيد الام اغنية اقول فيها:

ان قضيت العمر اهديها

محض حبي لا أكافيها

انما الدنيا وما فيها

لا تساوي لفظة لأمي

كانوا يعلموننا الموسيقى في المدرسة، وألعب كرة القدم، وكنت دفاعا، واذكر بعض الزملاء الذين لعبوا معي، راتب حمد وابراهيم العباسي وخليل العباسي وسعيد نضر ابوذياب ونبيل ياسين وعماد ابو نعمة واكرم طهبوب واكرم المقداد، وكنا نلعب كرة القدم في حصة الرياضة ومدرس الرياضة المرحوم يعقوب الانصاري، وهو من الانصار، وكان المسؤول عن سدنة المسجد الاقصى، وكنت استخدم الدراجة واذهب بها الى اريحا واحيانا استأجرها لمدة ساعة واذهب الى متحف هشام عبدالملك وهو اول متحف اثري في اريحا وتحت حماية السلطة الفلسطينية، وكنت اقرأ الكتب في الشعر العربي، خواطر، مناجاة وقصصا ادبية، وكان عندنا امتحان عربي شفوي، وكانت الطريقة ان الطالب يجهز موضوعا ويلقيه شفهيا امام الطلبة، كان اخي يدرس في جامعة القاهرة الادب العربي وارسلت له ان يساعدني بتجهيز موضوع لكي ألقيه امام الاستاذ والطلبة، وارسل لي قصة قصيرة ونقلني اياها ويوم الامتحان انشاء عربي، هكذا اسمه، وقفت امام الطلبة والاستاذ احمد فريد جبر وقف يسمعني، سألني قبل ذلك ما موضوعك يا سعيد عباسي فقلت له «حياة فقير»، فقال سمعنا، الطلبة من دون كلام، من دون حركة، وبدأت بالكلام وقلت «حياة فقير»، وتجمهر الشباب حول الفصل يستمعون مطلعها: حياة فقير.. كانت تعيش على هذه الارض اسرة فقيرة، اب في السبعين وام في الستين وابن، وذات يوم ابرقت السماء وارعدت، كأنها زفت الى الارض بشرى وأية بشرى هذه، نزل المطر غزيرا ونزلت معه بمشيئة الله الى هذه العائلة الفقيرة، حيث انتزعت ذلك الرجل العجوز من بين احضان الاسرة فضاقت الارض بذلك الشاب من اين له القوت ويعيش هو ووالدته، فذهب يسعى في الشوارع والطرقات والجبال وذات يوم ذهب لاحد المصانع وما ان مكث فيه بضعة ايام حتى طرده صاحب العمل بأنانية، فذهب الشاب يسعى في الشوارع والطرقات وهو يحمل علب الكبريت يبيعها الى هذا وذاك، وبينما هو سائر اذ وقف بجانبه احد الناس وطلب منه علبة كبريت، واعطاه ورقة الدينار، ولم يكن عنده فكة للدينار، وقال له سأذهب الى اقرب دكان وآتي اليك بالباقي فانتظرني لحظة

فذهب الشاب يسعى بين الطرقات والجبال وطال الانتظار بالسائق وظن به الظنون واتهمه بالسرقة لم يعرف ماذا حدث للشاب، وبينما هو سائر زلت قدمه فوقع على الارض (الشاب)، فمر عليه احد المارة ونقله الى المستشفى، وهناك ارسل في طلب امه فتركت البيت تعبث بها الرياح والامطار وأسرعت مهرولة حافية القدمين قبلتها ابنها البار في المستشفى، وما ان وصلت حتى وجدت ابنها طريح الفراش، وقالت اماه تكلم، فرفع الشاب رأسه وقال امي خذي هذه النقود ارجعيها الى صاحبها فإنني لست بسارق، امي لا تبكي علي فإنها الدنيا تفرق بين المرء واخيه، سامحيني يا امي سأقضي كما قضى والدي من قبلي، واسدل رأسه وفارق الحياة.

وكان موقف المدرس يقول صفقوا له، وله 80 علامة في مادة الانشاء، هذه القصة التي نقلني اياها اخي لطفي وهو يدرس في القاهرة.

كان والدي يصرف على اخي حتى اكمل تعليمه في القاهرة وبعد التخرج اشتغل مدرسا في الدمام ومن ثم عاد الى القدس واشتغل في المعهد العربي الكويتي، وكان عنده طالب مريض بالسرطان، وتوفي العام 1976 في القدس.

مؤذن في المسجد الأقصى

عن رفعه الاذان في الاقصى، يقول الضيف: منذ ان كنت طالبا في المدرسة كنت اشارك في برامج الاذاعة المدرسية وكنت اقرأ القرآن الكريم، وهو البداية والمدخل لله سبحانه وتعالى وهبني الصوت الجميل عندما كنت في اربد، كانوا ينقلون صلاة الجمعة من المسجد الاقصى المبارك وكنت اسمع بالشيخ داود عطا الله وهو الذي كان يقرأ وهو مقرئ الملك عبدالله.

وكنت اتمنى ان اكون مثله وكان الوالد يشجعني، وايضا شجعتني على قراءة واستماع المدائح والاناشيد المدرسية وكنت رئيس الفرقة وكنت انشد والكورس من الطلبة يرددون بعدي، كل هذا ساعدني على ان اكون مؤذنا وكان عندي المام بأحكام التجويد وتعلمته في المسجد الاقصى المبارك، وقد سجلت في الدورة، وعندما كنت في المعهد الكويتي الاستاذ فوزي كان يدرسنا العلوم وكان عنده سيكل وكنت اذهب معه العصر الى مسجد رأس العامود وكنت اقرأ القرآن قبل الاذان وخصوصا في شهر رمضان، وفي العام 1978 حصلت على جائزة التجويد في احكام التلاوة، وتعلمت على يد د.حمدان ابواسامة وكان يسمع الطالب بأنه يقرب اذنه من فم الطالب، في تلك الدورة كان ترتيبي الثاني، الاول فضيلة القاضي الشرعي فتحي منصور حصل على 91% وانا حصلت على 89%.

كيف تعرفت على عمي الشيخ داود عطا الله؟

ذات يوم كان عندنا عزاء في منطقة سلوان وكنا قديما نجلس على الارض والعزاء لمدة ثلاثة ايام وعندنا ما يسمى بالتهليلة من سورة الضحى الى سورة الناس، وكل واحد يقرأ وبعدها نقول لا اله الا الله ولله الحمد، كنت صغيرا بين الكبار، ونحن جالسون قالوا الشيخ داود عطا الله وصل، وكان من الحاضرين الشيخ عطا الله العباسي من كبار رجال الدين من الائمة في مسجد سلوان الكبير، حضر داود عطا الله وصل دوري بأن اقرأ سورة النصر (اذا جاء نصر الله والفتح)، قرأتها وكملت القراءة والكبار يستمعون، انتهيت، وبدأت بالانصراف فناداني الشيخ داود عطا الله وقال ان صوتك جميل، وعندي استعداد ان اعلمك ولك ان شاء الله مستقبل، وبدأت اذهب معه الى مواليد النبوية وكنت احمل معه السماعات، كان يعطيني شيئا رمزيا وحفظت القصائد.

بداية العمل

عن عمله وتدرجه بعد ان ترك الدراسة، يقول العباسي: بعدما تركت الدراسة اول عمل اشتغلت في المطاعم وذلك في العامين 1972 و1973، وآخر الدراسة في المعهد العربي الكويتي، جزى الله الكويت كل خير، وكان ناظر المعهد الاستاذ راتب الانصاري، وبعد معرفتي بالشيخ داود عطا الله صرت اقرأ بالموالد وادخلني الاذاعة اقرأ فيها وتعلمت قراءة حفص وصرت اقرأها واصبحت قارئا باذاعة القدس وكان مديرها نور الدين الديريني وكانت صلاة الجمعة تنقل وأول قراءة كانت في غزة في المسجد العمري ومسجد السيد هاشم وكذلك قرأت في مسجد الاستقلال في حيفا مع الاذاعة، وكذلك في المسجد الابيض في الناصرة، وكانت اول قراءة، وقرأت في اكثر المدن الفلسطينية، وكنت آخذ اجرا بسيطا وكنت ارافق الشيخ داود عطا الله بالاضافة لعملي في المطاعم، وفي المساء كنت اذهب لقراءة الموالد، فكنت اشارك مع الجماعة والفرقة والعم الشيخ داود كان يرأس الفرقة، واذا كان مشغولا يكلفني برئاستها.

الزواج من بنت الشيخ داود

الرجل الطيب الانسان المحترم الذي اخذ بيدي الى الطريق، وذات يوم قال لي يا سعيد ارى اني ازوجك ابنتي، وقد توفيت زوجته وكانت في مقتبل العمر، وذلك عام 1969، المهم أخبرت اهلي (والدي ووالدتي)، الوالد فرح عندما بلغته بالخبر، وكلفني عمي داود بأن انتبه على اولاده وألاحظهم وأساعدهم في دراستهم، المهم الوالد ذهب مع والدتي الى بيت العم داود عطا الله، وفي تلك الاثناء جاء النصيب لاخت زوجتي خولة وتزوجت من رياض ومها تزوجت من عزمي جمجوم وتزوجت سهير، المهم الوالد لم يمانع وفرح لأنه سيكون قريبا من الشيخ داود عطا الله الرجل الذي عرف عند العامة والخاصة بأخلاقه الكريمة.

وذهب الوالد واخوانه واعمامه واولادهم، والوالد تعجب وقال من يستطيع ان يخطب بنت الشيخ داود؟! فقلت يا والدي هو الذي عرض علي الزواج منها، وليلة الجمعة ذهبنا جميعا رجال العائلة وكان جدها محمود موجودا وطلبها منها وتمت الموافقة وتزوجتها واستمررت معه في جميع الاعمال.

العمل في الأوقاف

يتحدث العباسي عن عمله في وزارة الاوقاف الاسلامية بفلسطين حيث يقول: اخذني العم الشيخ داود عطا الله وعمل اتصالاته مع المسؤولين وهو رجل معروف لديهم ويحترمونه الله يحفظه، دخلت معه الى المبنى وقدمت الطلب للمسؤولين وكونوا لجنة اختبار ودخلت اللجنة ومعي مجموعة من المتقدمين، وجاء دوري ودخلت على اللجنة وقلت للمشايخ المتواجدين اعضاء اللجنة ان عمي الشيخ داود عطا الله يبلغكم السلام، فرد علي احدهم: يا شيخ سعيد اذا دربت على الاسئلة فستتوظف واذا كان لك نصيب وليس بالسلام من عمك والواسطة، اذكر المشايخ هم د.عبدالرزاق زلوم والشيخ جميل الخطيب ومحمد حسين حاليا مفتي الديار الفلسطينية وحامد ابو طير كان هو الذي يسجل الاسئلة والاجوبة، فبدأت اللجنة بطرح السؤال الاول الى ان اكتملت الاسئلة الـ11، وآخر سؤال طلبوا مني ان اؤذن، فوقفت واذنت الاذان، وبعد ثلاثة ايام قابلت حامد ابو طير فقال لقد سروا منك كثيرا، والوالد كان راضيا عني كثيرا، فلذلك الله وفقني كثيرا.

كان هناك يوجد مكان شاغر وعينت في مسجد سلوان واعطوني المعاملة فذهبت الى وزارة الاوقاف في الاردن والاوقاف مسؤول عنها الاردن.

المهم امضيت خمسين يوما في عمان لاجراء الفحوصات، كان خالي موجودا في عمان وسكنت عنده، واتصل على زوج خالتي وقال له يا بوسعيد عندي الشيخ سعيد ومضى الوقت ومعاملته في الاوقاف نريد ان ننهيها، وذهبت الى الوزارة ونجحت وانهيت معاملتي خلال وجودي في عمان، قرأت في الاذاعة الاردنية والاحتفال في يوم الارض ود.احمد شقرة قال بالحرف الواحد: لقد حضر من الارض ليقرأ بيوم الارض ألا وهو الشيخ سعيد العباسي، وقرأت في مسجد الامير حسن ونقل على الهواء مباشرة، كان عددنا احد عشر شخصا، وعينت في وزارة الاوقاف عام 1986.

حاليا اكملت خمسة عشر عاما في مساجد القدس والشيخ محمد الغزاوي كان يؤذن لصلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك ومعه عدنان فتقدمت بطلب نقل إلى المسجد الأقصى وهناك عائلة فلسطينية وقفوا بطريقي لكي يمنعوني من الأذان في المسجد الأقصى لانهم يريدون المكان لابنهم وراحوا لسماحة الشيخ عبدالحليم سلهب وقالوا له: الاولوية لابننا وليس لنسيب الشيخ داود عطاالله فقال لهم «إذا كان ابنكم الاكفأ فله المكان لكن نحن نعلم أن الشيخ سعيد هو الاكفأ» فتم اختياري فانتقلت إلى المسجد الاقصى مؤذنا وذلك صباح الفجر لمدة اسبوعين وزميلي لمدة اسبوعين، أول أذان كان الفجر في المسجد الأقصى.

المسجد الأقصى المبارك هو أحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال إلا إليها: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة وفي المسجد الأقصى ثلاثة أقوال: الأول بألف صلاة وسمعتها حديثا من الشيخ إياد العباسي بخمسين ألف صلاة والله يضاعف لمن يشاء.

المسجد الأقصى المبارك مساحته مائة وأربعة وأربعون دونما وبداخل هذه المساحة توجد قبة الصخرة المشرفة وللمسجد الأقصى المبارك عشرة ابواب رئيسية: باب الاسباط وباب حطة وباب فيصل وباب الغوانمة وباب الحديد وباب القطانين وباب المجلس وباب السلسلة وباب المغاربة وباب المطهرة وقد عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم من على يمين الصخرة والصخرة من ضمن ساحة المسجد الأقصى المبارك.

وهناك جماعتان في المسجد الأقصى: الجماعة الأولى تسبق الجماعة الثانية بعشر دقائق بالصلاة وهذا الوضع قائم منذ مائة عام ولكن الأذان واحد.

والمآذن قديمة جدا.. والصخرة ليست مغلقة ونظفها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والرسول صلى الله عليه وسلم صلى بها بالانبياء، والمصلى المرواني كان اسطبلا ونظف ويسع خمسة آلاف مصل.

مسجد عمر بن الخطاب بمحاذاة كنيسة القيامة وعندما حضر عمر بن الخطاب فاتحا بيت المقدس جاء مكبرا ووصل باب الخليل وعندما حان وقت الصلاة أمير المؤمنين لم يصل بالكنيسة ولكن صلى بمكان آخر وبني مكانه مسجد.

الازدحام شديد يوم الجمعة للصلاة في المسجد الأقصى، وضع المسجد الأقصى الآن السيادة تحت رعاية المملكة الأردنية الهاشمية وله إدارة عامة تابعة لوزارة الأوقاف في الأردن.

عندنا ضرائب مثلا التلفزيون في بيتي ادفع عليه ضريبة اسمها (الارنونة)، عندنا شركة عربية تأخذ الكهرباء من شركة اسرائيلية ويبيعونها علينا، كل شيء صعب وغال.



أسماء المؤذنين

في المسجد الأقصى:

1 ـ الشيخ سعيد العباسي.

2 ـ عدنان العوبوي.

3 ـ شحادة الفزاز.

4 ـ شوكت صلاح.

5 ـ ناجي الفزاز.

أئمة «الأقصى»

1 ـ الشيخ علي العباسي

2 ـ الشيخ عبدالكريم الزربا

3 ـ محمد جمعة سليمان

4 ـ الدكتور خالد شريطح.

5 ـ الشيخ يوسف ابوسنينه

6 ـ الشيخ وليد صيام وهو شيخ مسجد باب الأدهمي في القدس وهو مدرس احكام التجويد في المسجد الأقصى المبارك لتعليم الاحكام.

5 خطباء

1 ـ المفتي العام الشيخ محمد حسين.

2 ـ الدكتور عكرمة صبري.

3 ـ الدكتور إسماعيل نواهضة.

4 ـ إمام وخطيب الشيخ يوسف أبوسنينه.

5 ـ الدكتور محمد سليم علي أستاذ في الشريعة.

الوضع القائم الآن

عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لا سيما قطاع غزة الآن يقول العباسي: الوضع صعب الآن وأقول الله يرحم شهداء غزة اللهم أكرم شهداء غزة وشهداء الاقصى وسائر أموات المسلمين جميعا.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتنا في أوطاننا وفي بيوتنا واسأل الله ان يفك اسر المسجد الأقصى يا رب وارزق المسلمين جميعا.

واللهم احفظ الكويت وأهلها وأهل الخير.


عدد المشـاهدات: 1677



 
:حجم الخط
499599-356227.jpg

البوم فتح الخير
499599-356218.jpg

محمد عبدالسلام
499599-356216.jpg

د. سلطان الخلف
499599-356219.jpg

عدنان عبدالسلام
499599-356220.jpg

د. سلطان الخلف ومحمد عبدالسلام وعدنان عبدالسلام والزميل منصور الهاجري (محمد الخلوصي)
499599-356230.jpg

سفن الغوص في الكويت قديما
499599-356226.jpg

عاملان أثناء صناعة إحدى السفن
499599-356229.jpg

أطفال يلعبون الدرباحة
499599-356231.jpg

قلاليف يصنعون سفينة
499599-356228.jpg

المكتب الرئيسي لشركة النفط
499599-356222.jpg

هويه الجد عبدالسلام شعيب الصادرة من ميناء مومباي عام 1942
499599-356223.jpg

عقد بيع بيت للجد عبدالسلام شعيب من شعيب بن يوسف
499599-356225.jpg

نموذج من مخطوطة قديمة لدى العائلة



    • القلاليف صنعوا بوم سفار بكلفة20 ألف روبية وغرق بسبب عيوب في الصناعة
    • تعلمت على يد ملا بلال قراءة القرآن واللغة العربية والتحقت بالمدرسة الشرقية وقضيت بها سنة ونصف السنة
    • أمضيت في المدرسة 3 سنوات ثم توجهت مع الوالد إلى البحر عام 1937
    • الوالد أخذني معه على سفينة سليمان بن عيسى وكان «سكوني» والنوخذة علمنا القياس
  • كنا أطفالاً نلعب البلبول والدوامة والجيسن والصفروك والهول على ساحل البحر بالقرب من ماكينة السري
  • ولدت في فريج بن خميس موضع مكتبة البابطين حالياً وكانت السكيك ضيقة جداً لا يستطيع الحمار المرور بها
  • بيت العائلة كان مبنياً من الصخر وعلى السطح غرفة بها «باقدير»
  • في أيام البوارج كان يهب علينا غبار بسيط وفي إحدى السنوات كان لونه أحمر
  • سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم
  • شاهدت القلاليف يضعون السفن داخل العمارة أو على ساحل البحر
  • بعدما تركت العمل في البحر اشتغلت في «نفط الكويت» والراتب كان 114 روبية
  • عملت ميكانيكياً في كراج وزارة الصحة
  • اشتغلت كاتباً في ديوان الموظفين واستمررت هناك حتى التقاعد عام 1973
  • تعلمت القيادة عام 1952 واشتريت سيارة بـ 9 آلاف روبية وعملت في نقل الركاب والأجرة انتي
  • سافرنا إلى زنجبار ودار السلام وإحدى السفرات إلى أفريقيا استغرقت عاماً كاملاً
الكويتيون رجال البحر ذوو السواعد السمراء الذين قهروا الأمواج بسفنهم الشراعية لهم عند الأبناء والأحفاد كل تقدير واحترام، يمجدهم التاريخ ويسجلهم للأجيال القادمة، ومن بعدهم أولئك الرجال الذين بنوا الكويت وأسسوها على الخير والتقوى، وستبقى ذكراهم باقية في سجل الكويت التاريخي، وبنوا السفن الخشبية الشراعية وعبروا بها البحار والمحيطات.

ضيفنا واحد من ذلك الرعيل وجيل البحارة الذين ساهموا في بناء الكويت الحاضر، ولولا أولئك الرجال لما وصلت الكويت الى ما هي عليه الآن، ولما تطورت علاقاتها مع الدول والبلدان التي سافروا اليها مثل الهند وسيلان وعدن وشرق وغرب أفريقيا.
ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام يقص علينا القصص البحرية وركوب السفن الشراعية منذ نعومة أظافره مع المرحوم والده بعدما ترك الدراسة، وسافر بالسفن الشراعية وشاهد أهوال البحر والظلام والأمطار والطوفان. يحكي لنا قصة ما أصابهم عندما انكسر الدقل ونزلوا الشراء في احدى السفرات، وكيف سارت السفينة وقصة الماء في خزانات السفينة وماء الناريل (جوز الهند) عندما قال لهم النوخذة حافظوا على الماء وقصة نقل الأخشاب، والمدن التي مر بها، وعايشوا أهوال البحر.

عمل ضيفنا في وزارة الصحة بوظيفة ميكانيكي وعمل في لنجات التكات وديوان الخدمة المدنية كما عمل سائق سيارة تاكسي، ومارس الأعمال والمهن المتعبة بكل قوة وشجاعة. نتعرف من خلال السطور التالية على مزيد من التفاصيل عن حياة احمد عبدالعزيز عبدالسلام وذكرياته، وما علق بذاكرته من صور أيام أول.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يتحدث ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام عن بداياته ومولده قائلا: ولدت في دولة الكويت في الشرق بفريج خميس حاليا مكتبة البابطين شارع الميدان في هذا المكان ولدت في بيت الوالد وأذكر من جيراننا بيت أبناء عائلة الشايع ـ بيتنا بجوار بيت محمد وسليمان الفيلكاوي كانت السكيك ضيقة جدا لا يستطيع أن يطوف بها الحمار لضيقها.

الكويت القديمة، جدا كانت بيوتنا مرتفعة عن سطح البحر وأذكر من خلفنا العشيش وأذكر أن جاسم اليعقوب اشترى العشيش وكانت البيوت من الطين وبعضها من صخور البحر وأذكر أن بيت العائلة كان مبنيا من الصخر، وكانت عندنا غرفة فوق السطح «لها باقدير» يدخل منه الهواء إلى داخل الغرفة وأيام البوارح يهب علينا غبار بسيط وأذكر أنه في إحدى السنوات هبت علينا رياح وكان الغبار لونه أحمر.

وأذكر عندما كنا شبابا كان أصدقائي أبناء بيت شايع يوسف ويوسف ملا عيسى وآخرون وشاهدت أحمد الهندي الأب الكبير يلبس عقال شطفه.

وبفريج بن خميس أولاد كثيرون وأذكر أحمد الصالح الممثل جاسم الصالح رحمه الله، وهناك أولاد كبار وكنا نعمل (دعن) عريش من جريد النخيل وعلى ساحل البحر الرمل بارد وظل وأذكر ان سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم مثل سفن عائلة بن خميس وكنت أشاهد الغاصة بعد عودتهم من العوص ويعطونا هدية العوعو «نجم البحر» ونحن أطفال نلعب به وقرقمانة من حيوانات البحر.

وكنا نلعب چعاب مع الجيس ومن الألعاب الهول فنلعب فريقان متقابلان ونلعب عند ساحل البحر بالقرب من ماكينة الري ونركض إلى بيت بوقماز، وأذكر من الأصدقاء مشعان وجراح الرومي وأولاد بن شايع ويوسف الجيران وأولاد عائلة الرومي وعلي بن حمد هذا فريقنا ونعمل معياله (قطعة قماش) نربط بها صخرة صغيرة ونرميها على بعض وكل فريق يرمي على الفريق الآخر وإذا كانت الضربة بالرأس نعالج الجرح بالنورة البيضاء ويغسل الرأس بماء البحر فيشفى الجرح، والسبب كلام بين الطرفين من الشباب فيحصل تصادم بين الطرفين.

وكنا نلعب البلبول والدوامة والجيس والصفروك ولعبة اسمها «داز من داز»، ونتفق على اللعبة لمن يكون الفوز مثلا عبدالله الشرف يعطينا لعبة جديدة وهي «داز من داز» وهي ان الواحد يرمي الجيس لمسافة بسيطة والجيس قطعة من الحديد واللعبة عن حق مثلا نصف روبية الذي يرمي ويصيب النقود يأخذها له وإذا لم يصبها يدفع مثلها للطرف الثاني، وأما لعبة المقصوي فتتكون من المطاعة وهي عصا طولها متر وعصا قصيرة طولها بحدود عشرين سنتيمترا وقبل بداية اللعبة واحد من الشباب يمسك بالمطاعة ويذرع الأرض (يقيسها) بالطول لعشرين خطوة أو مسافة أكثر، طبعا الاختيار قبل قياس الأرض الفريق الأول يقولون لنا الله الفريق الثاني يرد عليهم ويبدأ اللعب.

العصا الصغيرة تثبت بالأرض واللاعب يمسك بالعصا الغليظة الطويلة ويضرب العصا الصغيرة من طرفها العلوي فيرتفع الطرف الثاني من اللاعبين يحاول كل لاعب ان يمسك بالقطعة الصغيرة حتى لا تسقط على الأرض فإذا أمسكها يتغير اللعب للفريق الثاني.

ويصير اللعب بالنقاط او يتحايا مثلا لك الاولوية - وكنت اذهب الى البحر مع الاصدقاء وكنت اشاهد القلاليف وهم يوشرون السفن بمعنى يصنعون السفن الجديدة، بعض القلاليف كانوا يشتغلون داخل العمارة والبعض على ساحل البحر فكنا نشاهدهم وهم يشتغلون ويصنعون السفن الصغيرة والكبيرة والسفن كانت لها اماكن، ولا توجد سيارات تضايقهم، كانت السيارة الوحيدة التي تمر بالشارع سيارة المرحوم الشيخ احمد الجابر امير دولة الكويت، رحمه الله، والطريق على حد ما كينة الكهربا ء والسفن الجديدة تصنع على ساحل البحر قريبة من المياه وذلك لسهولة تنزيلها بالماء.

وكل قلاف كانت له قطعة يصنع فيها والاستاذ حمد مع ولده فردان يصنعان في داخل العمارة ومعه سلمان وصناعة السفن كانت يدوية، واذكر مركب الغانم الذي صنعه احمد الاستاذ يوم تنزيله بالبحر وذلك تقريبا بالثلاثينيات من القرن الماضي.

أذكر أن رجالا ونساء حضروا تنزيل ذلك المركب الخاص بالغانم، ومركب الشيخ احمد الجابر كان من احسن المراكب التي صنعت في الكويت.

كانت جميع السفن الشراعية تصنع على ساحل البحر، والصناع هم القلاليف ومنهم الاستاذ ومنهم القلاف والاستاذ هو الذي يشرف على القلاليف وعملهم من شروق الشمس الى قبل اذان المغرب، سفن صغيرة وكبيرة والتكلفة حسب الحجم، وأذكر عبداللطيف الخميس صنع له (بوم سفار) وتكلفته كانت عشرين ألف روبية ولكن صار فيها عيوب وبعد ذلك غرقت السفينة بسبب فتحات بين الالواح لم يضبط سدها بالفتيل حيث كانوا يضعون لها مادة الدامر ويضعونها بين الالواح، يقال كلفان او يكلفت السفينة بالفتيل، والصل مادة يدهن بها السفينة من الخارج بعد تنظيفها من الاملاح، ويدهنون السفينة من الداخل بالصل ايضا لكي ينشف الخشب، الشونة تتكون من الودج (الشحوم والنورة تطبخ وتخلط وتدهن بها السفينة والبحار كان يستخدم يده بالدهان).

الدراسة والتعليم

عن مسيرته القصيرة في ميدان العلم والدراسة يقول عبدالسلام: اول مدرسة في منطقة الشرق التحقت بها وهي المدرسة الشرقية، ومقرها كان بيت صالح فرس وقبلها عند ملا بلال حيث كنت أقرأ القرآن الكريم وأدرس عربي والمدرسة خلف بيت الوالد ولمدة سنتين وبعدها الشرقية في بيت عائلة فرس مؤجر لدائرة المعارف، وكنا نجلس على المنفور (البارية ولا توجد طاولات) بداية الدراسة واذكر من المدرسين محمد العدساني وخالد النصر الله ومدرس الدين ملا محمد.

امضيت في المدرسة الشرقية ببيت عائلة فرس تقريبا سنة ونصف السنة، وبعد ذلك نقلنا الى ديوانية المضف وهو ثاني مقر للمدرسة الشرقية وزاد عدد الطلبة، وكانت فيها ألعاب واذكر يوم زيارة «رئيس الخليج» اعطونا ملابس خاصة وذهبنا التى قصر السيف وكان خالد النصر يمشي امامنا ومشينا من المدرسة الشرقية الى قصر السيف لتحية «رئيس الخليج».

وأذكر أولاد المضف جميعا كانوا معنا بالمدرسة، وثالث مقر للمدرسة الشرقية تم بناؤه مقابل ساحل البحر.. ولايزال المبنى موجودا.

وكنا نتعلم اللغة العربية والدين والحساب، وكانت البداية الجلوس على الأرض، وفي ثاني مبنى بدأ استخدام المقاعد ونفس المدرسين، واذكر ملا عيسى المطر وملا حمود الإبراهيم وملا علي حمادة، والمناهج كانت بسيطة وخفيفة، ومن الصف الأول ابتدائي أعطونا جميع الدفاتر والكتب والأقلام، واذكر كان عندي صندوق صغير لحفظ الكتب نسميه «بشتختة» ويستورد من الهند والاسم قديم، وكنت أذهب مع أبناء الفريج وأبناء البيوت والعائلات المحيطة بالمدرسة واذكر ان عدد الطلبة لم يصل الى مائة طالب فقط.

أمضيت 3 سنوات في المدرسة وتعلمت القراءة والكتابة والوالد أخذني معه الى البحر وكان بحارا مع النوخذة سليمان بن عيسى وذلك عام 1937م.

العمل في البحر

عام 1937 تركت الدراسة والوالد أخذني معه للسفر في سفينة سليمان بن عيسى لكي أتعلم فنون البحر والعمل به، والوالد كان راعي سكان نقول عليه «سكوني» وكان معي صالح المقرون وهو بنفس العمر ومعي ايضا خالد العتال، كنا ثلاثة أولاد صغار والنوخذة سليمان بن عيسى ينادينا نحن الثلاثة ويعلمنا القياس ونزول وصعود الشمس ووقفة الشمس وكم عقدة سارت السفينة وكم باقي ننظر بالكمال وهي آلة للقياس، وتعلمت على النايلة والفركار وعلى الكتاب ونتعلم وعلينا ان نحفظ يوميا، كنا نتعلم مع وقفة الشمس ظهرا للطول والعرض ويعرف عدد الأميال من السكروب وهو جهاز القياس، ونجلس على الكاتلي مع النوخذة، والوالد أحيانا يعصب علينا إذا غفلنا.

ذهبت مع سليمان العيسى ثلاث سنوات، وأول سفرة بالسفينة (فتح الخير) وكان نوخذة فيها قبل النوخذة عيسى بشارة وذلك عام1937، وثاني سنة ركبت مع سليمان بن عيسى في البوم الجديد الذي صنعه ثنيان الغانم وشادر واسماه نايف، وسليمان بن عيسى صار فيه نوخذة، وكنت معهم في تلك السفينة، وصار عيسى بشارة نوخذة في فتح الخير ووالده ايضا نوخذة اسمه يعقوب بشارة وفي السفينة نايف صار مع احمد وابراهيم ومحمد سلطان الخلف كانوا بحارة وكنت معهم.

ابراهيم سكوني وأخي عبدالسلام سكوني واحمد سلطان مجدمي السفينة «نايف» عام 1939 وحمولتها ألفان وخمسمائة (مَن) من السفن الكبيرة، وكان الوالد معنا بنفس السفينة نايف.

ومن البحارة اذكر البحار سويد وفرج بن صالح واحمد وكنا بذلك الوقت ننام بأي مكان من السفينة ولا يوجد مكان مخصص لأي بحار، أما الأكل فكنت آكل مع البحارة في السفينة «نايف» والعيش يوضع في وعاء من الخشب يسمى منكب «باللهجة الكويتية منجب» والجميع يأكل ونحن صغار نعتبر شبابا واذكر الطباخ بالسفينة احد الكويتيين وآخر سفرة الثالثة عام 1944 مع النوخذة صقر القضيبي.

السفرة الثالثة

وعن سفره الى البحر للمرة الثالثة يقول عبدالسلام: السفينة (البوم رشيد) سفينة جديدة ملك عائلة القضيبي، وذلك بعد فترة راحة عبر البحر، واشتغلت في الشركة وكان النوخذة في السفينة رشيد صقر غانم القضيبي واخوه محمد صقر نوخذة للبحر ومحمد نوخذة للبر وهو المسؤول عن كل ما يخص اعمال البحر من حمولة واوراق ودوائر في الدول التي تنزل بها ونوخذة البحر القيادة.

أذكر في تلك السنة نقلنا عشرين خيلا من البصرة الى بومباي للسباق هناك. خرجنا من شط العرب محملين بالتمور والخيول وهي واقفة بالسفينة ومعها عمال متخصصون لرعايتها.. المهم حصلنا على عقبات ولم نستطيع تجاوز تلك العقبات، كلما حاول النوخذة الاستمرار الهواء الشديد يرجعنا الى مكاننا الذي خرجنا منه، شدة الرياح هواء كوس شديد نرجع الى شط العرب وآخر محاولة خرجنا الى نوى بومباي، اصابنا هواء شديد عظيم وطوفان والسفينة صارت لا شيء امام العواصف الشديدة.

الدقل، السارية انكسرت، فالبحارة بدأوا يفككون الحبال، وأذكر صاحب السكان اسمه محمد البحريني، وكنت جالسا بجانبه، وسألته: ماذا تستطيع ان تفعل؟ فقال: حاليا لا أستطيع عمل شيء، احاول ان اعرض السفينة لكي يسقط الدقل السارية الى البحر، والبحارة كانوا متمكنين من انفسهم، يحاول السكوني الى ان انقطع الحبل وسقط الدقل بالبحر، واذكر المرحوم عبداللطيف ولد عمي وكان العشاء مموش، ولد عمي نقل القدر ووضع العيش على ارضية السفينة وصب عليه الدقوس والبحارة كل واحد اخذ ما استطاع ان يأكله وكنا مجموعة من البحارة وتقريبا كنا اقارب وابناء منطقة.

واذكر ان جاسم القضيبي كان راكبا معنا ما عندنا دقل عود سوى الدقل القلمي، النوخذه قال خذوا الدستور وطاح الهوى ونحن بالبحر، وشاهدنا سفينة فيها احد النواخذة ورفعنا له علما يقال «نوف».

ولكنه لم يرجع لنا، المهم دخلنا بحر مدينة بومباي والمياه سحبتنا الى داخل الجمرك خور بومباي عند جزيرة الملح وكان النوخذة حسين العسعوسي واخوه كل واحد نزل الماشوه وحضروا عندنا سفينتين المهلب والمثنى، وسحبونا الى الداخل وكنا تعبانين جدا من تلك الليل والبوم وصلنا بومباي وبحارة المهلب والمثنى هم الذين نظفوا السفينة وربطوها، كنا مع صقر القضيبي واخيه جاسم وبعد الاستراحة حضر عندنا تنك ساحبة السفن وسحبنا الى القودي الميناء ونزلوا الخيول مع السايس واصيبت احد الخيول بضربة، وعولجت تلك الخيل، القودي هو الخيل، ونزلنا التمور عند التاجر في مدينة بومباي والتاجر المرحوم ثنيان الغانم النوخذة اخبرنا بأننا سوف نسافر الى كلكوت بواسطة دقل واحد.

اذكر قبل ان انسى اننا حصلنا على اكرامية من اصحاب الخيوب لسلامة وصولها خمسة دنانير لكل بحار.

أقول لشعيب ماذا ستفعل بالخمسة دنانير؟ فقال أذهب معك الى مطعم يا سيدي ناكل برياني ـ صاحب المطعم كان رجلا من الحجاز.

المهم بعد ذلك سافرنا الى كلكون وحملنا الأخشاب للكويت وصار عندنا غلاق، وشاهدت سفينة بغلة انقطعت نصفين ووزعوا بحارتها على السفن الكويتية، وكانت من السفن البحرينية القديمة، المهم بعدما حملنا حمولة الأخشاب احضروا لنا الدقل الجديد وسبقنا الدقل الجديد وسافرنا الى مدينة قوه نأخذ ماء حلو وبحارتنا كانوا خمسة وأربعين رجلا وكنا محملين معنا ناربل (جوز الهند)، وكان داخل السفينة ست توانك ماء امتلأت من قوه، وأثناء سفرنا أصابنا ركود في الهواء، لم نجد هواء نهائيا، وكنا بوسط البحر والنوخذة صقر القضيبي قال انتبهوا وحافظوا على الماء فقط للطبخ، وكل اثنين من البحارة يشتركون في ناربلة واحدة يشربان ماءها.

وبدأنا بشرب ماء الناربل، بعد ذلك دار علينا الهواء (ونتخنا) راس الحد وظهر لنا جبل داود ومن بعده مدينة مسقط وابراهيم السلطان يصعد الدقل ليشاهد مدينة مسقط من بعيد ويبلغ النوخذة وصلنا الكويت ونزلنا الحمولة من الأخشاب ونزلناها في عمارة القضيبي بالشرق لأن الأخشاب كانت ملكا لهم، وبعدما انتهينا باشرنا بتنظيف السفينة ووضعنا لها العريش.







مصنع كابريل

يحكي ضيفنا عن جانب من سفراته إلى أفريقيا قائلاً: من السوالف والمواضيع ان بعض السفن الكويتية كانت تحمل بضائع الى افريقيا واذكر عندما كنت مع النوخذة سليمان العيسى حملنا كابريل والمصنع كان في مدينة منقرور ونقلنا الى افريقيا وكانت السفرة عاما كاملا، اذكر سافرنا الى زنجبار ولامور ودار السلام، هذه الدول كانت تحتاج الى الكابريل لأسقف المنازل من الهند، وسافرت الى عدن وكانت مدينة جميلة جدا ونزلت السوق وتجولت فيها، عادة البحار يشتري مواد وأغراضا لوالدته واخواته، ومما أذكر ان أصدقاء الوالد في منقرور ادخلوني المدرسة هناك لقراءة القرآن الكريم وذلك أول سنة اركب السفينة مع الوالد، ولم اشتر أي شيء لأني كنت مع الوالد وهو الذي يشتري ويتصرف، وآخر سفرة كانت مع النوخذة صقر القضيبي.





العمل في شركة النفط

يتحدث ضيفنا عن عمله في شركة النفط بعد انقضاء أيام البحر فيقول:

بعدما تركت البحر التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت وذلك مع المقاول سيد حميد والغانم وسجلت عند العم عبدالرحمن العتيقي، وباشرت العمل، والعمل كان يدويا دون آلات وأجهزة، وبعدما انتهى العمل في الشركة اشتغلت بالشركة والراتب كان 114 روبية، وكان معي من أبناء المنطقة أبناء الشايع وأبناء العيسى وعبداللطيف عبدالسلام والمكاتب كانت في الشويخ، وكنت بحارا على التكات وكل عشرة بحارة في تك واحد (التك سفينة ساحبة وناقلة للبضائع) ولمدة عشر سنوات وكل سنة زيادة وبعد ذلك تركت العمل.

عدد المشـاهدات: 1699


 
:حجم الخط
496018-352254.jpg

496018-352263.jpg

راشد الخلف متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
496018-352697.jpg

شهادة جنسية راشد الخلف
496018-352255.jpg

وثيقة مرسلة من الشيخ مبارك الصباح عام 1913 إلى القبطان شكسبير في الهند وتشتمل على اسم سلطان محمد الخلف الذي كان يعمل «سكوني»
496018-352260.jpg

محمد سلطان الخلف
496018-352257.jpg

أحمد سلطان الخلف
496018-352265.jpg

إبراهيم سلطان الخلف
496018-352261.jpg

مراد راشد الخلف
496018-352259.jpg

أحمد راشد الخلف
496018-352258.jpg

محمد راشد الخلف
496018-352696.jpg

496018-352701.jpg

496018-352698.jpg

496018-19.jpg

د.سلطان الخلف
496018-18.jpg

جنسية الوالد مراد الخلف
496018-352699.jpg

مجموعة من اصدقاء راشد الخلف في احدى رحلاتهم إلى القصر الاحمر بالجهراء عام 1960
496018-352256.jpg

سفينة شراعية للسفر
496018-352262.jpg

مخطط لسفينة شراعية رسمه أحمد سلطان الخلف عام 1982
  • والدي عمل «سكوني» و«مجدمي» على سفن الغوص وجدي اشتغل على سفينة من نوع «البغلة»
  • الكويتيون كانوا يستخدمون «الكنديري» للإضاءة ثم «سراج الكاز» وكانت لمبته تنظف يومياً من الدخان
  • في مرحلة الشباب كنت أصطاد السمك مع أصدقائي بالمشخال وكنا نصطاد الميد بالسم
  • كنت أرافق جدي إلى قهوة البوناشي بالسوق الداخلي وبها حفرة خلف مدرسة المباركية
  • أول عمل لي كان «خراز» لدى رجل سعودي يعمل في السوق والراتب 15 روبية
  • عملت في مجال البناء وكنا نبني المساجد وبيوت الأئمة والمؤذنين وأجرتي كانت 5 روبيات في اليوم وشاركت في توسعة المستشفى الأميري
  • كنا ننام على ساحل البحر في موسم الغوص وأحد البحارة نجا من ذئب بأعجوبة
  • العائلة كان لديها تنور للخبز يومياً والعجين يوضع في طشت من الخشب

الرعيل الأول من الكويتيين الذين قامت على أكتافهم الكويت القديمة ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم.

ضيفنا هذا الأسبوع راشد مراد الخلف أحد أحفاد الرعيل الأول والذي مارس الأعمال البحرية أسوة بأجداده وآبائه، ولد بالحي الشرقي بفريج هلال وتعلم في مدرسة عبدالوهاب العمران، تعلم قراءة القرآن الكريم والحساب واللغة العربية. وبعدما انتهى من الدراسة مارس الأعمال البسيطة التي كانت موجودة بذلك الوقت.

في بداية عمله تعلم صناعة الأحذية والنعال النجدية التي كانت موجودة بذلك الوقت ويلبسها الخاصة والعامة وخاصة أيام الأعياد والمناسبات. بعد ذلك اشتغل في البناء، ومصنع الطابوق وشارك في بناء المستشفى الأميري.

ذهب أبو عبداللطيف الى الغوص في العدان مع أخواله وبدأ «تبابا» وبعد ذلك «رضيفا» وحصل على القماش (اللؤلؤ) السحتيت.. عمل في كثير من المهن التي كانت سائدة في ذلك الوقت، عمل «طواشا» يبيع ويشتري اللؤلؤ وسافر الى البحرين وقطر لبيع اللؤلؤ. أبو عبداللطيف أحد أحفاد الرجال السندباد الذين عملوا في البحر وهو من عائلة بحرية معظم رجالها كانوا يعملون بالبحر بين بحارة ومجادمة وسكونيه.

نتعرف على مزيد من التفاصيل حول حياته وذكرياته من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا راشد مراد الخلف عن البدايات والمولد، حيث يقول:

ولدت في فريج هلال المطيري بمنطقة الشرق، وكان رحمه الله له ديوان مقابل ساحل البحر وعنده نخيل بالبصرة، وله مخازن تمور، وأيام الزكاة كان يحضر عنده أعداد كبيرة من أهل البادية وينوخون جمالهم في براحة هلال المطيري مقابل ديوانه، ويعطيهم تمور، وأذكر أن بعض السفن كانت تصل الى الكويت محملة بالتمور وتخزن بالمخازن سنويا هكذا مثل هذه الايام.

وأذكر أن التمور عندما توضع بعضها فوق بعض ينزل منها الدبس، وينزل بالحفرة ويجمع هذه مشاهداتي عندما كنت صغيرا.

ويضيف الخلف: أذكر من أبناء الفريج والذين كنت معهم: أحمد القريع وصالح الشرهان ومحمد الشرهان وجمعة الشراح وجاسم محمد شهاب وسيف الشهاب ومحمد ويوسف وإبراهيم أبناء القزران واخواني عبدالله وخليفة ويوسف وخالد الخلف والدي كان يعمل بحارا في سفن المرزوق.

حياة الوالد

أما ما يذكره عن حياة والده فيقول عنه:

كان والدي يعمل بالبحر في سفن عائلة المرزوق، وكان عمله «سكوني» (مسؤول عن دفة السفينة) وأمضى عدة سنوات بالعمل معهم، وكذلك مجدمي وكان مشهورا بعمله وكان جدي راشد يعمل في سفينة بن حجي نوع البغلة ولكن لم أدركه، كنت أذهب مع الوالد الى سفن المرزوق وأثناء ذهابنا عن طريق البحر كنت أشاهد المرحوم الشيخ صباح الناصر جالسا تحت المسقف، فالوالد يذهب للسلام عليه، وشاهدت ماكينة الثلج على ساحل البحر، وشاهدت العماير ومفردها عمارة، وهي عبارة عن مخازن لقطع غيار السفن الشراعية، ونبدأ بذكرها من الشرق، عمارة الحاج أحمد الاستاذ وعند المستشفى الأميري بيوت المسباح وبيوت خرماة وبيوت الروضان وديوانهم موجود، والمدرسة الشرقية الأصل بيوت المناعي وبعدهم المضف والمضحي.

وعمارة هلال المطيري وعمارة ناصر النجدي وهو نوخذة للسفن الشراعية وعمارة محمود العصفور وهو أيضا صاحب سفن شراعية ونوخذة، وكذلك النصف من التجار وراشد النصف يملك سفينة لنقل المياه، وأذكر عمارة العسعوسي، وحاليا ديوانهم موجود، وأذكر بيت ديكسن وكان يركب الخيل مع زوجته وكان يسلم على جدي سلطان الخلف، وكنت مرافقا لجدي وأذهب معه الى الديوانيات، وكان جدي كفيف البصر. وأما النقع فأذكر نقعة بن خميس وماكينة الكهرباء وتعرف بماكينة (السري) وموقعها فريج بن خميس بعيدة عن ماكينة الثلج، وأذكر المدرسة الجعفرية، وأذكر تلك الماكينة والذي يشغلها رجل هندي وأذكر بيت العائلة ما عندنا كهرباء عندنا «كنديري للإضاءة» ومن بعده استخدم الكويتيون السراج الذي يعمل بالكاز (الكيروسين) ويوميا تنظيف اللمبة عن الدخان ويُملأ بالكاز، ومن بعده وعمارة السملان حاليا موجودة ديوان الأستاذ سيف مرزوق الشملان.

صيد الأسماك

يتطرق الخلف الى هواياته أيام الشباب قائلا: عندما كنت في مرحلة الشباب مع أبناء المنطقة كنا نذهب الى البحر لصيد السمك بطريقة بدائية حيث نأخذ مشخال ونغطيه بقطعة قماش وبالوسط ثقب ونضع بالداخل عجينا ونضع له چيبال وهو عبارة عن قطعة خشب صغيرة نربطها بحبل من طرف ونربط المشخال بطرف الحبل الثاني وكل واحد يعرف قطعته ونضعه وقت الطفحة بالبحر، فالسمك يدخل من ثقب القماش وبداخله سمك الميد وأيضا لدينا طريقة ثانية لصيد السمك الميد نشتري مادة السم حبوب وندقها بالهان حتى تصير ناعمة ونخلطه مع مادة الصل وننثره في البحر مقابل غولة سور الكويت ويموت الميد ونجمعه بكميات ونضعه بملابسنا.

الحقيقة طرق صيد السمك كانت جميلة وبدائية بنفس الوقت، ولكن الشباب كانوا يعملون ويمضون هواياتهم بالبحر بدلا من اللعب بالسكة، وإذا جمعنا السمك نجتمع نحن الشباب ونعطي الحاج أحمد جزءا بسيطا من الميد واذكر ان الحاج أحمد الأستاذ يجلس على دكة العمارة ويلبس عقال شطفه، والباقي نعطيه الوالدة وتشويه على التاوه للغداء وعندنا تنور والذي يمر بالفريج يشم رائحة المشوي.

الدراسة والتعليم

بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن تجربته في ميدان التعليم والدراسة قائلا: كان عندنا بالشرق مدرسة ملا عبدالوهاب العمران لتعليم الأولاد ومدرسة المطوعة شيخة شعبان والمطوعة سارة خميس الفزيع لتعليم البنات واحدة من اخواتي تعلمت عندهن والمدرسة في البيت والتعليم القرآن الكريم، ومدرسة عبدالوهاب العمران موقعها في سكة شاهين الشملان واذكر سالم الطويل وخميس بن فزيع وبيت المكيمي وعيال بن حاي أولادهم معنا في مدرسة عبدالوهاب العمران، وأما المطوعات فمدرستهن بجوار بيت جدي سلطان محمد الخلف والبنات يذهبن مشيا على الأقدام ويتعلمن القرآن الكريم وكذلك نحن الشباب كنا ندرس القرآن الكريم وشيئا من الحساب وأكملت قراءة القرآن الكريم ومن الشباب الذين كانوا معي في المدرسة أحمد الخميس الفزيع واذكر محمد الشرهان، وكنت احمل معي اللوح الخشبي والقلم من الحجر والطباشير والمطوع يعطينا ويحسبه علينا من ضمن المبلغ الذي يدفعه الولد.

قرآن وحساب وكتابة والجمع والطرح والقسمة.

أول عمل

أما أول مصدر للدخل والعمل فيقول عنه الخلف: أول عمل اشتغلته وكسبت منه راتبا كان عمل «خراز»، عمي عثمان حضر عند الوالد وقال له: أريد أن آخذ راشد وأعلمه الخرازة عند رجل سعودي يعمل خرازا في السوق.

بداية الوالد تردد وكان عمي عثمان عنده دكان بقالة في المرقاب وله معرفة جيدة مع ذلك الخراز الذي كان بجواره، المهم ذهبت مع عمي عثمان إلى ذلك الخراز واتفقنا معه على العمل لديه مقابل راتب شهري خمس عشرة روبية، وباشرت العمل بالجلد وتنظيفه وعليه حشرات تسمى (القراد)، واستمررت في العمل وتعلمت قص الجلد وعمل الخرازة وصناعة النعال والقربة من الجلد والحزام وما يستخدم على ظهور الجمال.

وتعلمت الصناعة لمدة سنتين وكنا نعرض البضاعة للبيع في ساحة الصرافين وخاصة ايام العيد وسوق الخراريز.

وبعد ذلك فتحت محلا خاصا بي بالقرب من البيت أيام العيد وتركت العمل عند الخراز.

تعلمت صناعة النعال النجدية بجميع الألوان وقطعها وصناعة قرب الماء والدهن من جلود الأغنام، وأذكر عدة الخراز التي يستخدمها (الهاون ومخراز ومقص) وأشتري الجلد من السوق وهو ملون وله نقشات والنعال النجدية يلبسها بالعيد مع الدشداشة اللاس والغترة بالجويت الأزرق والبزمات من الذهب الخالص، أذكر أنه كان الكثير من الكويتيين يلبسون الغترة دون عقال نقول ينسف الغترة.

كان الكويتي يهتم بملابسه نعال نجدية وغترة وبشت، ويذهب إلى ساحة الصفاة أيام العيد في القهاوي.

الحداق والغوص

عائلة ضيفنا كان لها باع في ارتياد البحر والعمل فيه وعن ذلك يقول: عائلة الخلف كانوا يملكون سفينة شوعي ويذهبون إلى الغوص في العدان وإذا انتهى الموسم تفرغوا لصيد الأسماك (الحداق) وأيام النقارير وكان خالي إبراهيم وخالي أحمد الخلف يتعاونون مع أصدقائهم ويحدقون بالخيط وصيدهم يعطونه لخالد القبندي يبيعه لهم بسوق المسك، وقديما لا توجد ثلاجات فالسمك المتبقي إلى المغرب يترك سبيلا للمحتاجين ومن جميع أنواع السمك وكل واحد يأخذ على قدر حاجته.

فالعائلة كانوا يوميا يصطادون السمك ويبيعونه وموسم الغوص يذهبون بالشوعي إلى غوص العدان فكنت أذهب معهم تباب وكان عمري اثنتي عشرة سنة وكنت أقدم خدمات للأكل وغسل الملابس وأذكر أماكن الغوص في العدان هي جليعة الاحرار وجليعة العبيد والزور والسفانية والخيران والمناطق المجاورة لها والمجموعة في الشوعي يطلق عليهم المترابعة وتعلمت على الغوص،

وأول سنة ذهبت للغوص كنت أدوخ من البحر وبعدما يفلقون المحار يلقونه على سطح السفينة فبدوري آخذ المغلاقة وأبحث بالمحار وربما احصل على قماش صغير جدا يسمى سحتيت مجموعة، هذا في موسم واحد، الليل ظلام والهواء ساخن اما بالليل في غوص العدان فإن النوم على الساحل الرملي لأن السفن صغيرة وبعد صلاة الفجر ندخل البحر للغوص وأبحث عن المحار، وكنت أسمع صوت الذئاب وسمعت ان واحدا من البحارة كان نائما والذئب حضر تحت رأسه لكي يخنقه ولكن استيقظ الرجل من النوم وهرب الذئب وبعض البحارة ينامون بالسفينة ولكن قريبة من الساحل.

وغوص العدان كنا نمضي اربعة شهور وأذكر ان بعض سفن الغوص من سلطنة عمان والبحرين كانوا يغوصون بساحل العدان مع الكويتيين لأن لؤلؤ الكويت يكون صافيا، وبعد التقاعد عملت «طواش» لشراء اللؤلؤ (القماش) وبيعه، عندي عدة لوزن اللؤلؤ وتصفية أحجامه.

وأول سفرة حصلت على لؤلؤ ودويل ومن الأنواع قماش وتمبول طويل راس ورويس وذيل، وأذكر ان الغاصة اذا حصلوا على لؤلؤ يرفعون العلم لكي يعرف الطواش الموجود بالبحر فيذهب للسفينة ويبدأ يساوم النوخذة على شراء ما حصله من لؤلؤ.

ومن الطواويش الكبار شملان بن علي والرضوان والذي يشتري من النوخذة بالإضافة لسعر اللؤلؤ يعطيه خروفا هدية ومما أذكر ان هيرات الغوص في العدان غير غميقة وقد استخدمنا منورا من الزجاج يضعه الغيص على سطح البحر ويشاهد قاع البحر فإذا شاف المحار نزل عليه وغاص له رواسي، والمرة الثانية صرت رضيف اسوب على الغيص، وآخر عمل بحياتي اشتغلت «طواش» أشتري وأبيع اللؤلؤ لعدة سنوات.

أحيانا أشتري المحار وبيدي أفلقه وأحيانا اشتري اللؤلؤ من الذين يبيعونه بعد فلق المحار.

العمل في البناء

ترك ضيفنا الغوص وتحول الى ميدان البناء وعن ذلك يقول: بعدما تركت الغوص اشتغلت بالأدوات الصحية مع عبدالله بوناشي وكان المعلم الكبير خليفة البحوه لأني كنت أعمل معه مقاولا ونحن فنيون، نمدد البايبات الحديد والتوانكي الحديد واشتغلت بنّاء مع الاستاذ عبدالله ناصر البناي بالأوقاف نبني المساجد وبيوت للأئمة والمؤذنين وبعد سنوات مع خليفة البحوه في وزارة الأشغال العامة ومع عبدالله الفرحان وكنت أحصل على خمس روبيات في اليوم مع عبدالله الناصر منذ الفجر حتى المساء ولنا وجبتان الريوق الساعة العاشرة صباحا، الريوق لبن خفيف وتمر وخبزتان اما الغداء فعيش ابيض ومرق لحم وكل صينية عليها 5 عمال، وأذكر الطباخ في الأوقاف ابو دبور ومع خليفة البحوه ابو بشير ولمدة 4 سنوات وشاركت في بناء المستشفى الأميري التوسعة واشتغل معنا عراقيان واحد يسمى الأسطى والعراقي علمني الشغل بالأدوات الصحية.

واشتغلت بالمصح الصدري، واذكر علي المناعي كاتب بطاقات الدوام وكذلك اشتغلت بصناعة الطابوق الاسمنتي واشتغلت بأعمال كثيرة ولم أمانع القيام بأي عمل واشتغل معنا أبوجواد - لبناني الجنسية - وعينت على الماكينة لنقل الطابوق والاسمنت، وكنت آخذ 10 روبيات في اليوم الواحد، وعينت ملاحظ بناء وتركت البناء واستمررت في «الصحية» مقاولات ومعي عمال وكان العمل على حسابي الخاص «مقاول صحي»، وتعلمت تركيب الماكينات الكهربائية.

بيع اللؤلؤ

بعدما تم إنشاء شبرة في سوق الحمام والغنم لبيع اللؤلؤ والمحار اشتغلت في البيع والشراء من الباعة فكنت أشتري اللؤلؤ، وكنا ثلاثة يوسف الكندري وأنا ومعي مواطن آخر، كنت أشتري من السوق وأسافر الى البحرين لبيع ماقمت بشرائه، وأحيانا بعض الاخوة من عمان وقطر يحضرون الى سوق الكويت ويبيعون اللؤلؤ واشتري منهم وابيع واستمررت بالعمل في شراء وبيع اللؤلؤ الطبيعي. أبيع في البحرين، وعندهم ماكينة لفحص اللؤلؤ الأصلي من المقلد، واذكر انني حصلت على تمبول غير أصلي وحصلت على شهادة من وزارة التجارة في البحرين وأرجعت اللؤلؤ لصاحبه.

واذكر في إحدى السنوات ان مواطنا من فيلكا حضر الى السوق ومعه حصباه وقال ان زوجته وهي تنظف السمك حصلت على هذه الحصباه، وانتشر الخبر بين الناس، وقال لأهل فيلكا حصلت على حصباه وإذا بعتها أقيم لكم حفل عشاء، المهم حضر مواطن وشافها وقال هذه تيلة فرنساوية وعندي مثلها اربع واحضرها، وعملنا مقارنة بينها وبين الاربع ونفس الحجم واللون وتبين انها تيلة فرنساوية ونحن عندنا مكبرة ونفحص اللؤلؤ.

أقول ان الحياة كانت قديما أفضل من الحالية، القلوب صافية، الله يعز الكويت ويحفظها من كل سوء ومكروه.

بيت الخلف

يتحدث ضيفنا عن عائلته فيقول: أفراد عائلة الخلف قديما كانوا يسكنون بعضهم مع بعض في بيت واحد وبعد سنوات الوالد حصل على فضيلة من عمله بالسفن الشراعية فاشترى بيت العمران وعزل عن العائلة في سكن بيت القطامي قرب بيت هلال المطيري وبعد وفاة سلطان محمد خلف تقسم البيت.

كنت أرافق جدي سلطان الى قهوة البوناشي وموقعها السوق الداخلي، وفيها حفرة خلف مدرسة المباركية، وندخل لها من سوق اليهود والكاركة ملك خليل القطان، وكان رواد الديوانية من النواخذة ونذهب الى محل عيد النصار والقهوة فيها مرابط للخيول، ولكل تاجر مربط، فكنت أشاهد تلك المناظر وأنا مرافق للوالد وقبل آذان الظهر نرجع الى البيت الكبير «بيت الخلف». واذكر عبدالوهاب الهندي وله محل لبيع المسامير وكان بعد والده يطهر ويختن الأطفال.

نصل الى البيت بالشرق «البيت الكبير للعائلة» طريقنا من المطبة الى حسينية معرفي القديمة

ومما أذكر ان والدي مراد الخلف كان ذاهبا الى البحر للسباحة وعبر شارع الخليج فصدمته سيارة وكسرت رجله مع ان السيارات كانت قليلة في ذلك الوقت، وأذكر ان بيت عائلة الخلف من البيوت الكبيرة وجميع أفراد العائلة يسكنون فيه مثل الجد والجدة وأبنائهم وبناتهم والكنات وجميع أفراد العائلة وفي ذلك الوقت جدي العود صار كفيفا.

وأذكر ان بيت العائلة الخلف فيه تنور للخبز، فكانت الأم العودة هي التي تخبز، والعصر يجيمون التنور أي يشبون النار داخل التنور ويجهزون العجينة في المعجانة مخمرة جاهزة والطشت من الخشب، والخبز يوميا، وكان من جيراننا بيت احمد شعبان ووالدته المطوعة شيخة وسارة بنت خميس الفريع تساعدها في التعليم للبنات.

وأذكر من الجيران بيت المذكور مجاور بيت بن حاي وكانوا يعملون بالغوص والحداق وبيت المرحوم احمد الهندي ومن بعده ابنه عبدالوهاب وفي المطبة يوجد دكان مبارك الهدهود ودكان حمد بن علبة ودكان هاشم العوضي ومن أهم ما يوجد في المطبة جاخور للأغنام للشاوي ابو رجا شاوي المطبة واذكر بيوت العطار ومقبرة المطبة هدمت وصارت ملعبا تابعا للمدرسة تقابلها بيوت الحقان التي ثمنت وصارت مدرسة النجاح، وبيت المجيبل نواخذة غوص، وأذكر حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه السيول، ومما أذكر ان احدى السنوات نزلت أمطار غزيرة هدمت البيوت والحفر امتلأت، وذلك عام 1934 والبيوت مبنية من الطين وبيت الخلف الكبير كان الطين ينزل من جوانب الحوائط وبيتنا كان نازلا، والشوارع امتلأت بالمياه، وأذكر بيت والد عوض الدوخي بجانب جاخور ابو رجا وأذكر يوسف دوخي والطنبورة كانت في الميدان، وكنت أذهب مع بعض الأصدقاء ونسمع غناء الطنبورة ورقص النساء، وكانت الطنبورة بالقرب من ماكينة بودي لطحن القمح.

وأذكر احمد العمران واحمد بن فريع ومحمد سالم الطويل ومحمد الشرهان.

الزكاة

يقول راشد الخلف: في إحدى السنوات تم توزيع الزكاة من احد المحسنين على الكويتيين وكان مقر توزيع الزكاة في الحوطة الكبيرة في القبلة التي فيما بعد صارت الملعب القبلي، فذهبت مع الوالدة وكانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين وحصلت على نصف روبية، وكذلك الوالدة، وبالمناسبة تحولت تلك الحوطة الى ملعب تابع لدائرة المعارف (وزارة التربية حاليا)، وكانت تقام العروض الرياضية على ذلك الملعب وبالقرب من ذلك الملعب كان يوجد سوق لبيع الأغنام. كانت الكويت جميلة وحلوة والناس طيبين جدا، وكنا صغارا نلعب ونذهب الى البحر ونقوم بصيد الطيور وصيد السمك الميد.

عدد المشـاهدات: 2001


 
حجم الخط
494443-348582.jpg

494443-348592.jpg

صالح الفجري خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)
494443-348593.jpg

494443-348581.jpg

صالح الفجري في شبابه
494443-348587.jpg

المرحوم محمد فجري الفجري
494443-348594.jpg

صالح الفجري مع مجموعة من أبناء العائلة
494443-348585.jpg

صالح الفجري مع دراجته في المرقاب أيام الطفولة
مجموعة شباب الفريج أثناء احد الاحتفالات الوطنية
494443-348586.jpg

الفجري في مقتبل الشباب مع بعض أفراد العائلة
494443-348589.jpg

صالح الفجري مع مجموعة من شباب المنطقة في الشامية
494443-348591.jpg

الفجري مع شباب العائلة في بيت الدسمة
494443-348583.jpg

..وعندما كان في فرقة كشافة صلاح الدين
494443-348588.jpg



  • بداية عملي كان راتبي 30 ديناراً وخطبت أخت زوجة عمي والمهر 600 دينار ومن دون أي احتفال
  • الجص الأبيض كان يصنع في المجاص وبعدها ينقله الحمارة على الحمير لبيعه للمواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت
  • كنا صغاراً نخرج من باب الدروازة في سور الكويت وبيوتنا تحولت مع بيوت الجيران إلى مجمع الوزارات حالياً
  • كانت بداية تعليمي عند المطوع وتعلمت قراءة القرآن الكريم
  • كنت من أوائل الملتحقين بمدرسة المرقاب وكان الدوام على فترتين وأذهب مشياً مع بعض أبناء الفريج
  • الوالد اشترى مجموعة من الحمير وكان يعمل في نقل الرمل والصخر والمياه وكانت عنده مجموعة من العمال يشتغلون معه
  • أول سيارة اشتريتها كانت من نوع «فورد» مستعملة وبعد حصولي على الرخصة العامة اشتريت سيارة تاكسي وبدأت العمل عليها في نقل الركاب
  • شاركت في عدة رياضات وألعاب منها كرة القدم والسباحة وألعاب القوى والجري
  • كنت أسبح في حمام السباحة الخاص بمدرسة الصدّيق أيام الصيف وأذكر أنني شاهدت العملة الكويتية القديمة بقاع حمام السباحة فغصت وأخرجتها
  • عندما كنت بالمرقاب مع أبناء الفريج كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة والقافود والهول
  • تركت الدراسة بعد وفاة والدي وحياتي تغيرت وعشت في بيت جدتي
  • في عام 1964 تقدمت بطلب للحصول على رخصة قيادة خاصة ثم عامة
  • كنت أذهب مع الوالد إلى بركة الماء لنقل المياه بالقربة على ظهر الحمير ويبيع الماء للبيوت
لايزال الكثيرون يتغنون بأيام كويت الماضي وكيف كانت الحياة جميلة فيها رغم شظف العيش. كان هناك ترابط وتآلف بين الكويتيين، فكانت البيوت متجاورة والقلوب متحابة. ولد ضيفنا صالح الفجري في بيت من الطين في منطقة المرقاب والذي تحول بعد ذلك مع بيوت الجيران إلى مجمع الوزارات حاليا.

عمل براتب ثلاثين دينارا، ويحدثنا عن مصانع الجص الأبيض، حيث كان يصنع في المجاص وبعدها ينقله الحمارة على الحمير لبيعه على المواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت.

يتكلم عن أيام طفولته ودراسته وكيف كان يلعب مع أقرانه من ابناء الفريج فيقول« كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة والقافود والهول».

يذكر أيضا أنهم كانوا يخرجون من باب الدروازة في سور الكويت وبعض الشباب كانوا يحفرون فيه أو تحته فتحة ويخرجون منها لأن البوابة بعيدة عنهم.

عن تعليمه يقول إن بداية تعليمه كانت عند المطوع حيث تعلم قراءة القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المرقاب وكان من أوائل الملتحقين بها وكان الدوام على فترتين، حيث كان يذهب مشيا مع بعض أبناء الفريج.

كل هذا وغيره من التفاصيل نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون





في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا السيد صالح محمد الفجري عن الميلاد والطفولة قائلا: ولدت في منطقة المرقاب وبيوتنا والجيران تحولت الى مجمع الوزارات حاليا وعشت وترعرعت في المرقاب وكنت العب مع الأولاد الذين كانوا بنفس العمر، كانت المرقاب منطقة مزدحمة بالسكان وبيوتها من الطين وشوارعها ضيقة وفيها براحة الفريج واذكر من الجيران عائلة الجيعان والحمضان، وعندما بلغت السابعة من العمر باع الوالد البيت وخرجنا من المرقاب وسكنا في بيت، حاليا مبنى التأمينات، الوالد مع أخيه غلاب وأما الأخ الثالث فسافر الى قطر وفي الفريج الجديد تعرفت على أصدقاء جدد ومنهم أحمد ويعقوب بوغيث وأولاد الصفران والمسعود منهم أحمد واذكر الريش واذكر مجموعة من العمانيين كانوا يقيمون حفلات بالساحات ليلة الجمعة، وكنت اذهب مع الشباب لمشاهدة تلك الحفلات الليلية.

اذكر المجاص وهو مكان لصنع الجص الأبيض وينقله الحمارة على الحمير لبيعه على المواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت والمجاص يقع خلف سور الكويت وقبله آخر أمام السور من الداخل، ونخرج من باب الدروازة وبعض الشباب يحفرون بالسور فتحة ويخرجون منها لأن البوابة بعيدة عنهم أو يحفرون تحت السور ويزحفون من تحته للجهة الثانية وتوجد مزارع في العديلية ومن جهة المرقاب يوجد المجاص، واذكر البيت القديم وحفرة الفريج ولنا صداقة معهم والوالد - رحمه الله - صداقته مع والدهم وكانوا يعرفون جدنا باسم سخي الفجري ومنطقة المرقاب فيها مساجد مثل مسجد الحمد ومسجد الفضالة ومسجد العبدالوهاب ومسجد القصمة ومساجد كثيرة لا تحضرني أسماؤها، أرجو السماح.

اذكر جدتي وأما الوالدة فقد توفيت ونحن في المرقاب وقد توفيت قبلها بنت عم الوالد، والدة علي ومرزوق الفجري، والدتي قبل الزواج من الوالد كانت متزوجة من ابراهيم الحوطي، ولها منه أخي محمد وتوفي زوجها وتزوجها الوالد وولدتني وأختي عائشة - رحمها الله، وسالم أخي وتوفي بعد الوالدة وزوجة أخي مرزوق تصير جدتي عمتها أخت والدها ومحمد الصراف، من عنزة، عنده 3 بنات وولدان ابراهيم وجاسم محمد الصراف وشريفة بنت محمد الصراف، حصة السبيعي زوجة جاسم الصراف، جدي تزوج اثنتين: بنت عمه من السعودية وبنت حسن يسمى النهم المطيري، ودغش المطيري وفجري المطيري اعمى رجل دين واشتغل عند عائلة العبدالرزاق، وبعد الزواج أنجب محمد وابراهيم وغلاب، والدي تزوج بنت نهم، صار خلاف مع عمي وسافر الى دولة قطر واستقر هناك.

في تلك الفترة عشت حياتي في المرقاب ومرت علينا سنوات من العمر والوالد صار كبيرا وفقد بصره وكنت اذهب معه الى سوق الغنم يبيع ويشتري وكان يجلس في دكانه في منطقة الدسمة ويجلس عنده صديقه العزيز أبوعبداللطيف وهكذا الحياة.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره في الدراسة وكيف سارت الأمور يقول الفجري:

ولدت وترعرعت في منطقة المرقاب وكانت بداية تعليمي عند المطوع وتعلمت قراءة القرآن الكريم ومن ثم التحقت بمدرسة المرقاب وكنت من أوائل الذين التحقوا بها وكان الدوام على فترتين، فترة صباحية حتى الظهر وفترة مسائية من العصر حتى أذان المغرب.

وكنت أذهب مشيا مع بعض أبناء الفريج، وكان الناظر كويتيا، والمعلمون كانوا كويتيين ووافدين، وأذكر صباح كل يوم يقدمون للطلبة شوربة العدس وفيها قطع من البطاط والبصل وبعد العصر يعطوننا تفاحا أو حليبا مع البسكوت. وبعد سنوات انتقلنا إلى منطقة الدسمة بعد تثمين بيتنا، فالتحقت بمدرسة الرشيد، وبعد النجاح انتقلت إلى مدرسة فلسطين في الدسمة وأذكر أن مجموعة من الطلبة كانوا من سكان القادسية يدرسون في فلسطين المتوسطة وأذكر أحمد وعلي المسعود معنا في المدرسة وأذكر خالهم سالم الفهد.

أنهيت الدراسة في مدرسة فلسطين وكنت ألعب كرة القدم مع الزملاء وأحيانا بالفريج.

أذكر أنن كنت أمارس السباحة في حمام مدرسة الصدّيق أيام الصيف، وأذكر أنني شاهدت العملة الكويتية القديمة بقاع حمام السباحة فغصت وأخرجتها من الحمام وكنت أصعد على سلم الحمام العالي وانزل للحمام وكنت أمارس رياضة السباحة بشجاعة وبدون خوف، والحمام كان مزدحما بالطلبة في العطلة الصيفية، كما أنني كنت أشارك في ألعاب القوى أثناء الدراسة وأعطونا أحذية للسباق تعرف باسم سبايك في قاع الحذاء مسامير لكي يلا يسقط اللاعب وكانت تحميه أثناء الجري، وكان معنا الاستاذ علي المسعود وكنت أجري مسافات طويلة وأحرز مرتبة متقدمة، تقريبا الثالث أثناء السباق على ملاعب الصديق أو ثانوية الشويخ وحصلت على هدايا وميداليات.

الرياضة والألعاب التي شاركت فيها كرة القدم والسباحة ومن ألعاب القوى الجري، عندما كنت بالمرقاب مع ابناء الفريج كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة وهي طوق من الحديد، والقافود من جريد النخل نزينه بخيط ونربط به قطعا صغيرة من القماش الملون ونلعب بالشارع... والهول وهو الجري السريع وتتكون من فريقين. من هذه الألعاب اكتسبت قوة وشاركت بالألعاب داخل المدرسة.

بعد مدرسة فلسطين تركت الدراسة بسبب وفاة الوالد وتم بيع البيت للورثة وذهبت للسكن عند عمي وما ورثته عند دائرة الأيتام تشرف عليه، وجدتي فاطمة محمد الصراف والدة أمي كانت موجودة.

عرفوا بالصراف لأن والدها كان يعمل صرافا بالسوق وأما اسمه محمد العنزي، وزوج جدتي اسمه فرهود حمد الصبيحي من بني خالد، عشت حياتي عند جدتي لأمي مع أخي محمد الحوطي أخي من أمي، كل أمور الحياة عند جدتي وذلك بعد وفاة والدي كانت البيوت قديمة مبنية من الطين والناس كل على قدر حياته ومعيشته، وأبناء أخت جدتي هم أولاد راشد الملا العنزي، اسمها عائشة ويوسف أولاد اختها، وأما اختها الثانية فزوجها هارون الهارون أعني أخت جدتي.

المهم تركت الدراسة بعد وفاة والدي وحياتي تغيرت وعشت في بيت جدتي.

العمل

يتناول الفجري ما حدث له بعد ان ترك الدراسة والخراطة: بعدما تركت الدراسة أمضت أيامي الأولى مع عمي غلاب، وبعد ذلك عملت بوزارة الكهرباء والماء كاتبا في قسم الإنشاءات بالوزارة وبعد سنوات نُقلت الى قسم التحصيل وعينت على منطقة الشامية أحصل أموال الكهرباء من البيوت وقارئ عدادات ولم يكن الأمر صعبا، وكان المواطنون متجاوبين مع المحصل والقارئ وبعد سنوات نقلت الى مكتب الخالدية وباشرت العمل في تحصيل المبالغ من منطقتي الصليبخات والشويخ الصناعية، أقرأ العدادات مع سليمان الياقوت وناصر المزيد وكان الموظفون يباشرون العمل منذ الصباح حتى نهاية الدوام، وعام 1961 أثناء أزمة عبدالكريم قاسم شاركت في الحراسة الليلية مع رجال من أهل المنطقة الدوام صباحا وحراسة في الليل وحملنا البنادق.

العمل قبل النفط

وعن العمل في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في الكويت يقول ضيفنا: الوالد - رحمه الله - اشترى مجموعة من الحمير وكان يعمل في نقل الرمل والصخر ونقل المياه وكان عنده مجموعة وعنده عمال يعملون معه على الحمير وذلك عندما كنا في المرقاب واذكر كنت اذهب معه الى بركة الماء لنقل المياه بالقربة على ظهر الحمير ويبيع الماء على البيوت، واذكر ان الحمار كان يعرف الطريق فعندنا كنت اركب على الحمار كان يسير بطريقه الى البيت ويدفع الباب برأسه، وقال انه كان يكسر الصخر بالبحر وينقله على ظهر الحمير ويبيعه على البنائين وله صديق عزيز عليه أكثر من أخ وبعد وفاة الوالد بالشهر السابع توفي صديقه بعده بشهرين وقبراهما كانا متقاربين في المقبرة - سبحان الله - واذكر من الحوادث عندما كنت اعمل قارئ عدادات رأيت ان بعض أصحاب البيوت كانوا يعملون على تغيير العدادات للقراءة وبالصدفة إحدى المرات ان إحدى السيدات فتحت الباب ودخلت لقراءة العداد ووجدت شريط فيلم موضوعا بالعدادات وقد توقف عن العمل.

قيادة السيارة

يحكي ضيفنا حكايته مع القيادة والحصول على رخصة، حيث يقول:

كان أخي مرزوق رحمه الله يملك سيارة وكنت أسوقها وكان أخي يطلب مني أن أقوم بتوصيل رجل من أصدقاء الوالد كان يجلس عنده اسمه ابن عامر، فكنت آخذ السيارة وأوصل صديق الوالد.

وما كنت أحمل إجازة حتى تعلمت قيادة السيارة، وفي عام 1964 تقدمت بطلب للحصول على الاجازة وتقدمت للاختبار وكان في منطقة المنصورية قبل أن توزع كقسائم.

البداية الاختبار أثناء الرجوع للخلف السيارة بمحاذاة الحائط ولم أستطع أن أكمل الرجوع للخلف، الرجل الفاحص قال تحرك للامام فسمعت كلامه وتقدمت للأمام ونجحت من أول مرة للاختبار وحصلت على إجازة خاصة ومن ثم تقدمت للاختبار للحصول على الاجازة العامة بسيارة لوري كبيرة، وكان الاختبار بمنطقة المنصورية، الفاحص قال قف، فتوقفت فجأة، ولكن كان الفاحص يريد أن يختبر قدرتي، فرسبت وتقدمت مرة ثانية ونجحت وحصلت على الاجازة العامة أيضا، الفاحص قال قف فقلت له: لا، لا هنا ممنوع.

بعد حصولي على الاجازة العامة اشتريت سيارة تاكسي وبدأت العمل بنقل الركاب وأول سيارة كانت فورد مستعملة، وأيضا كنت أوصل الوالد الى أبوعبداللطيف ووالدي كان كفيف البصر آخر حياته وسافر الى إيران أجرى عملية وعاد له النظر، ولكن بعد سنوات صار كفيفا مرة ثانية، ومن الطرائف كنت مع الوالد ودخلنا ديوانية أبوعبداللطيف والوالد كفيف وكنت أمامه عند الباب دفعني رجل طويل أبيض، الوالد قال لماذا رجعت للخلف، فقلت له دفعني الرجل، فتشاجر الوالد معه ودخلنا الديوانية، أبوعبداللطيف كان جالسا بالداخل وعنده مسجله.

الوالد أثناء كلامه تم تسجيله وبعدما جلس شغلوا المسجل وسمع كلامه وقال من هذا الذي يتكلم فقالوا أنت، فضحكوا وكان الوهيب هو الذي سجل للوالد، وفي إحدى السنوات حضر عندي ولده مع أمه وأخي علي يعرفه معرفة تامة وكان يريد أن يخطب مني.

نعود لسيارة التاكسي ونكمل الحديث عن التاكسي ومشاكله والركاب واشتغلت به بنقل الركاب، واشتريت بيتا بخيطان شراكة مع أخي علي وأبناء أخي الأيتام وكنت أشتغل بالكهرباء وأشتغل على سيارة التاكسي، الحياة تعب، لكن العيشة تتطلب مني ذلك، والتاكسي فيه مشاكل مثل: في يوم من الايام نقلت ركابا من موقف التاكسي الى حولي والنقرة وكلما حاولت نقل ركاب يتقدم سائق تاكسي قبلي ويأخذ الركاب مني.

أذكر عندما كنت في حولي (عند دوار صادق حاليا) كان ذلك السائق يسير بقربي صدمته بالجانب عند الباب توقفنا ذهبنا الى مخفر حولي واستقبلني شرطي اسمه محسن، وقال ما الذي حصل فقلت له حادث بسيط فقال تسامحوا فتمت المسامحة واتفقنا.

كان أخي مرزوق عنده سيارة موديل 1952 نساف وينقل الرمل من ساحل السالمية بذلك الوقت كنت معه والفورد أول صعدته من الساحل الى الأرض اليابسة يحن بصوت عال، وفي أحد الأيام كان أخي مرزوق يسير بوسط السالمية حامل الرمل وكنت جالسا بجانبه فضربت عامود التغيير فانكسر الجير وتوقفت السيارة فضربني أخي مرزوق بكف على الوجه. بالخمسينيات أخذ مسعود رمل البحر للبناء ولكن بعد سنوات تم منع نقل الرمل من الساحل وفي منتصف الستينيات كان العمل جدا ممتاز وكنت اشتغل بالكهرباء وبعد العصر بالتاكسي.

الزواج والحياة الاجتماعية

يحكي ضيفنا قصة من كتاب الحياة حيث الزواج والإنجاب فيقول: بداية عملي كان الراتب ثلاثين دينارا وكنت أوزعها فاعطي لعمي عشرة دنانير وكنت اعيش مع عمي وزوجته فخطبت اختها وتمت الموافقة وتزوجت وكذلك ولد عمي كان متزوج اختها الثانية فصارت الخطبة عن طريقهما والمهر ستمائة دينار ومن دون أي احتفال، وكنا نسكن بالشامية وعندي سيارة خاصة لأني تركت التاكسي واشتريت بيتا في خيطان شراكة مع اخي علي وتم تثمينه وبعد ذلك اشتريت قسيمة بثلاثة آلاف دينار وكانت البداية في دخولي سوق العقار وفتحت مكتبا عام 1984 في جليب الشيوخ وكنت اتعاون مع سعود وناصر الفريج وكان ولد عمي يتعاون معي.

بعد عشر سنوات كان عندي طلب بيت لأخي مرزوق وإحدى الشخصيات ساعدتني وأعطتني بيتا في منطقة الروضة لأولاد أخي، رحمه الله.

وتزوجت الزوجة الثانية والله رزقني منها بناتا وولدا واحدا وجميعهن مع الولد خريجوا جامعات ومتزوجات وعندهن اولاد وبنات.

ويعلمون بالتربية والولد تزوج والحمد لله رب العالمين.

الحياة حلوة والله يحفظ الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه تحت راية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.

نحن في الكويت بخير ونعمة وعسى الله أن يحفظ الكويت من كل شر.






عدد المشـاهدات: 2099


 
حجم الخط
492781-345494.jpg

492781-345500.jpg

عزيزة البسام خلال اللقاء
492781-345489.jpg

عزيزة البسام أثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (اسامة ابوعطية)
492781-345493.jpg

492781-345492.jpg

492781-345495.jpg

كتاب افتتاح مكتبة عامة في عام 1957
492781-345491.jpg

حوار صحافي قديم مع عزيزة البسام
492781-345498.jpg

شهادة تقدير للبسام
492781-345496.jpg

492781-345490.jpg

مجموعة من الصور القديمة واللقاءات الصحافية مع عزيزة البسام


  • ختمت القرآن مع والدي 30 مرة وقرأت كتب طه حسين في المرحلة المتوسطة
  • كنت من أوائل الدفعات اللاتي اشتغلن في المكتبات وعددنا 7 موظفات أمينات مكتبات مدرسية وعينت في مدرسة السالمية المتوسطة
  • التحقت بمدرسة السالمية للبنات المشتركة وكانت المدرسات من الفلسطينيات والمصريات يعلمننا بإخلاص
  • أبي كان يحفظ الشعر ويرويه وكان حريصاً على أن نقرأ المعلقات السبع وشعر شوقي وحافظ إبراهيم ويكافئنا على الحفظ
  • المرحوم عبدالرحمن السميط كان مثالاً للعطاء وتقديم المساعدات للمحتاجين .. فلماذا لا نفعل مثله ونكمل رسالته؟!
  • أقترح تكوين جمعية تحافظ على الكتاب حتى يستفيد منه الآخرون وحملة إنسانية لتزويد الجمعيات بالكتب
  • مديرة مكتبة «كندي» زارتنا في «الدسمة» وقالت إن هذه المكتبة الوحيدة في العالم المخصصة للنساء
  • المطاعم يحضر بها أكثر من الذين يحضرون للمكتبات للأسف
  • والدي كان يحضر لنا مجلة ميكي وقصص الأطفال وكان تاجر أغذية وأثناء عودته من السوق يشتري لنا المجلات والقصص
  • نقلت إلى ثانوية المرقاب وكنت أستخدم باص «المعارف» من السالمية وأتمنى العودة إلى النقل الجماعي للطالبات حيث التعارف والتعاون بجانب روح التواضع
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

المرأة نصف المجتمع، وقد ظلت المرأة الكويتية تطالب بحقوقها ومساواتها مع الرجل حتى حصلت على حقوقها السياسية والاجتماعية وما يتبعها من حقوق. الجيل الماضي من النساء أسسن الجمعيات النسائية وتعلمن بالجامعات وعملن مدرسات وطبيبات ومحاميات. الأستاذة عزيزة البسام من نساء الكويت اللاتي حصلن على حقوقهن في العمل، فهي أول كويتية تعمل أمينة لأول مكتبة نسائية في الكويت وكان مقرها بالدسمة.

بدأت عملها وباشرت في تأسيس أول مكتبة نسائية بعد ان تقدمت باقتراح لمدير المكتبات المرحوم محمد محمد صالح التركيت، فأصبحت أول امينة مكتبة نسائية وأشرفت على التأسيس. وبعد سنوات من العمل الدؤوب في المكتبة استطاعت ان تنشر الوعي الثقافي في المكتبة النسائية، وجمعت روادا لتلك المكتبة، كما اشرفت على افتتاح ثاني مكتبة نسائية في منطقة الرميثية.

كانت من ضمن أول دفعة تخرجت من بنات الكويت، وكان عددهن سبع بنات، تم تعيينهن في إدارة المكتبات، ولأنها صاحبة الاقتراح فقد عينت أمينة مكتبة الدسمة للسيدات. عندما كانت طالبة في المرحلة المتوسطة والثانوية كانت تشارك في الأنشطة المدرسية، مثل النشاط الإذاعي ومجلة الحائط، وكانت تقرأ الكثير من عيون الكتب ودواوين الشعر.

في هذه السطور التالية المزيد من التفاصيل:

تبدأ ضيفتنا الرائدة عزيزة محمد سليمان البسام حديثها عن الماضي وحكاياته وذكرياته قائلة: ولدت في الكويت، الإنسان عنده أحلام كبيرة منذ طفولته وطفولتي ما بين المدرسة والبيت والفريج، عشت في ظل رجل يقرأ ويكتب، قرأت وأنا في المرحلة المتوسطة كتب طه حسين، والقرآن الكريم ختمت قراءته مع والدي رحمه الله ثلاثين مرة، ومن الكتب التي كان الوالد يعطيها لي لأقرأها «كليلة ودمنة» لابن المقفع، وكان والدي يحفظ ويروي الشعر، وكان حريصا على ان نقرأ المعلقات السبع وشعر احمد شوقي وحافظ ابراهيم، وكنا نحفظ والوالد يعطينا جائزة، والمقصر في الحفظ كان يعاقبه. وكان الوالد يروي شعر الشعراء، وقد اعطانا مخزونا جيدا، وأذكر ان مدرسة اللغة العربية كانت تعطيني شهادة.. مراتع شبابنا الدمنة القديمة، منطقة السالمية، كان بيت الوالد هناك وعشنا فيه مع الوالدين واخواني واخواتي.

الدراسة والتعليم

وعن مشوارها في مضمار التعليم وكيف سارت الأمور، تقول البسام: التحقت بمدرسة السالمية للبنات المشتركة (الابتدائية والمتوسطة)، وظهر نشاطي في المرحلة المتوسطة، وكانت المدرسات من الفلسطينيات والمصريات يعلمننا بإخلاص وكن يبذلن الجهد الكبير من أجل مصلحة الطالبات، وكان النشاط متعددا. واذكر في مادة الاقتصاد المنزلي كنت قد شاركت بلوحة «كنبة» وزارنا المرحوم الشيخ عبدالله الجابر وسأل عن صانعة اللوحة، والحمد لله قابلته.

وأول هواية كانت القراءة، وكان الوالد- رحمه الله- قارئا جيدا فشجعني واخواني واخواتي على القراءة، وكان يحضر لنا مجلة ميكي وقصص الأطفال، وكان تاجر أغذية، وأثناء عودته من السوق يشتري لنا المجلات والقصص، وكنت شريكة مع اخواني واخواتي في القراءة.. قرأت الشعر والمقالات وشاركت في مجلة الحائط في المدرسة مع زميلاتي وكتبت «يوميات طالبة»، وعندنا الاستاذة صبيحة الكيالي، وكنا في الزمن الجميل والتعليم الراقي، وكانت المدرسة تعزز فينا قوة الوطنية وحب الوطن والإيمان، علم الوطن، أكرم من ان يستخدم ربطة رأس أو علاقة.

العلم دائما يكون مرفوعا ولا يسحب على الأرض، مدرسات كثيرات ومن الناظرات فتحية عوايص فلسطينية، ما دخل علينا مدرسات عربيات غيرهن الا بعد سنوات، وأذكر ان مدرسات الابتدائي والمرحلة المتوسطة فلسطينيات وغيرهن في المرحلة الثانوية منذ أولى ثانوي والبعثة المصرية عام 1942 يذكروني بأني شاطرة وممتازة.

وشاركت في مجلة الحائط وكان هناك تنافس بين الطالبات في الخطابة والاذاعة، وشاركت في جميع أنواع الرياضة، وكانت الأنشطة كثيرة، وبرزت مجموعة من الطالبات في الرياضة وبعضهن اصبحن مدرسات تربية بدنية، وكنت أجمع بعض الأقوال وأقدمها للاذاعة وغيري يذيعها في طابور الصباح، وكان العمل جماعيا، فنحن شركاء ولسنا فرقاء، ونؤدي العمل كوحدة واحدة.

المرحلتان المتوسطة والثانوية

وعن مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي تقول: في هاتين المرحلتين من الطبيعي ان الدراسة تختلف عن المرحلة الابتدائية حيث كنت في مدرسة السالمية المشتركة والناظرة فتحية، وشاركت في الأنشطة الأدبية والرياضية بالمدرسة حتى أكملت رابعة متوسط.

بعد المتوسطة نقلت الى ثانوية المرقاب وكنت استخدم باص «المعارف» من السالمية الى المرقاب مع بعض الطالبات، ثانوية المرقاب كانت تمثل بوكيه الورد فيه الروائح الجميلة ومن كل غصن وردة، فيها التعايش جميل وعندما أرى احدى الطالبات أقول أهلا بالمرقاب، في ذاك الوقت لا توجد سيارات عند الطالبات فالباص الأصفر لجميع الطلاب في الذهاب والإياب. وكانت بداية الطالبات في الفصل ثم في الباص والذي كان ينقل الطالبات من مكان الى مكان الى المدرسة.

هذه سمة المجتمع المترابط الجميل الذي كنا نعيشه، حاليا كل واحد عنده سيارة ولا يلتفت الى أحد من إخوانه والأمهات يوصلن بناتهن والازدحام عند أبواب المدارس كل ولية أمر تريد أن تأخذ ابنتها قبل الثانية ولا توجد باصات للنقل الجماعي، أتمنى العودة الى النقل الجماعي للطالبات، النقل فيه التعارف والتعاون بجانب روح التواضع، كانت معرفة الأمهات لبعضهن البعض عن طريق المدرسة.

أول السلم الحياة في التعايش في المدرسة، نجحت من ثانية ثانوي وتوقفت عن الدراسة وبعد ذلك التحقت بمعهد المعلمات في المدرسة الشرقية، كانت ثانوية المرقاب تضم معهد المعلمات عام 1964، انتقل المعهد للشرقية في تلك الفترة وتحصلت على فرصة للعمل.

التحقت بالعمل وكنت من أوائل الدفعات اللاتي اشتغلن في المكتبات وعددنا 7 موظفات أمينات مكتبات مدرسية وعينت في مدرسة السالمية المتوسطة واذكر من كن معي من الزميلات ومنهن: نورة المالك، حصة البرجس، ونسيت أسماء الأخريات وقد أخبرني المرحوم محمد محمد صالح التركيت مدير المكتبات في ذلك الوقت بأن عدد المعينات 7 أمينات مكتبة.

عينت في مدرسة السالمية لمدة 6 أشهر فقط وكان فيها عدد من الكتب وكانت المكتبة بالنسبة للمدرسة كأنها مخزن ما تؤدي رسالتها.

بدأت القراءة عن تأسيس المكتبات وبدأت بالتدريس والالتحاق بالدورات وباشرت الفرز للكتب.. وبعد 6 أشهر تركت المكتبة المدرسية.

مكتبة الدسمة للسيدات

أثناء عملي بالمكتبة المدرسية أخذت مجموعة من الطالبات الى المكتبة العامة وكان المسؤول محمد صالح التركيت والمساعد له ملا يوسف التركيت وسهيل الزنكي، وأثناء وجودي بالمكتبة تقدمت باقتراح للمرحوم محمد صالح التركيت وقلت «يا أستاذ محمد لماذا لا تفتحون مكتبة عامة للسيدات؟»، فقال: «ممكن ان يصير» وهذا الاقتراح كان مني في تلك الأيام كان بداية تأسيس جمعية الدسمة التعاونية وكانت عادة وزارة الأشغال ان تبني في المناطق عدة مبان مثل مبنى للبلدية ومبنى للمستوصف ومكتب البريد ..، قال المرحوم محمد صالح التركيت لنبدأ في تأسيس مكتبة للسيدات، وبعد أيام حضر عندي صالح محمد صالح التركيت وأخبرني بأن والده وافق على تأسيس المكتبة وانني سأنتقل اليها، ومقرها منطقة الدسمة وذلك عام 1966 وكانت اول مكتبة للنساء وتأسست في عام تأسيس جامعة الكويت وكان رواد تلك المكتبة من بنات الكويت وبعض الدارسات بالمدارس المسائية وبدأت المكتبة بالكتب والأثاث، والمرحوم محمد صالح التركيت احضر مجموعة كبيرة من الموظفين واشتغلنا لمدة 6 أشهر في فهرسة الكتب والترتيب على حسب تقسيم (ديوي) من الصفر إلى 99 صباحا ومساء نحن نعمل فيها، بالنسبة لي اعتبرها دورة تدريبية لأني كنت اشتغل مع موجهين مصريين ومتخصصين فاستفدت كثيرا منهم، وبدأنا نستقبل رائدات المكتبة من الابتدائي الى الجامعة وأذكر عادلة التركيت أول من دخل المكتبة بداية افتتاحها.

وكانت تدرس المكتبات في القاهرة، ومن الرواد ايضا أعتز بمجموعة مازالوا يحملون لي الجميل وهذا تكريم، منهم عزيزة البسام رائدة المكتبات من نساء الكويت، عندما كان ضيوف يزورون الكويت كانوا يزورون المكتبة، كانت المكتبة النسائية محاطة بمجموعة من الإدارات والمؤسسات مثل رابطة الأدباء واستوديو الدسمة وجمعية الفنانين وساحة الجمعية وأذكر أن فرقة التلفزيون كانوا يتدربون فيها وتلك المكتبة عايشت الحركات المكتبية والأدبية.

وأذكر من الزيارات ان مديرة مكتبة كندي زارتنا في المكتبة وقالت ان هذه المكتبة الوحيدة في العالم مخصصة للنساء.

الزيارة تلك لم تكن الأولى وأذكر أن مسؤول المكتبات في الأردن كتب وذكر في كتابه عن مكتبة الدسمة، واعتقد ان المكتبة النسائية لها بصمة في تاريخ المكتبات وحاليا اجمع أوراقي واكتب لأصدر كتابا عن المكتبة ليس حبا للشهرة ولكن توثيقا للبحث والباحث وياليت مركز البحوث يقوم على العمل، للبحث استمررت في المكتبة خطوة خطوة الى ان وصلت المكتبة إلى القمة وبعض رواد المكتبة حصلوا على الدكتوراه ومنهم الدكتورة ليلى السبعان.

ومكتبة جورج تاون في أمريكا كان المسؤولون هناك يرسلون لنا يستفسرون عن بعض الأمور فكنت أزودهم ببعض المطبوعات بواسطة البريد، دخول المرأة الجامعة والحركة النسائية مع الجمعيات النسائية من هنا بدأت الأضواء تسلط على المرأة الكويتية.

كان المدير العام المرحوم محمد صالح التركيت هو الرجل المساند للمكتبة النسائية وعندي نبذة كتبها رحمه الله عن المكتبة النسائية. وأذكر من الرواد للمكتبة الأديبة ليلى العثمان وليلى محمد صالح ومنى طالب وليلى السبعان ود.نوال الإبراهيم وطيبة الإبراهيم وطيبة الشذر ومجموعات كبيرة من الرواد.

في بعض الأحيان بعض الأدباء قبل دخولهم للرابطة يدخلون عندي في الإدارة للزيارة وتشرفت بزيارة كبار الادباء ومنهم المرحوم عبدالرزاق البصير ود.سليمان الشطي وخالد سعود الزيد وكانوا يتواجدون في مكتبي الخاص ولا ننسى أننا في مجتمع متفتح كانوا يشرفوننا.

مصادر الكتب

أما عن المصادر التي كانت تحصل منها على الكتب لمكتبتها، فتقول البسام: يوجد في وزارة التربية قسم التزويد وكانوا يزودوننا بكتب ما يعرض في المعارض فكانوا يعتمدون على معرض القاهرة للكتاب لعدم وجود معرض في الكويت وعلى ما ينشر فكانوا يزودون المكتبات المدرسية والمكتبات العامة وتزويد المكتبات العامة يختلف عن تزويد المكتبات المدرسية فالمجموعات التي تزود بها المدارس مرادفة للمناهج مثل القواميس والمراجع وقصص الأطفال والقصص الدينية، أما المكتبات العامة فتزود بفروع مجاميع انواع الثقافة والمراجع والقواميس وكانت عندنا صالة كبيرة لمن يريد البحث.

وكانت الجهات المختصة تزودنا بالكتب سنويا، وعندنا قسم للأطفال ويوم في الاسبوع ساعة القصة.. المكتبة النسائية في الدسمة تقسم إلى ثلاثة أقسام قسم للقراءة والمطالعة وقسم للباحثين وقسم للأطفال، يقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منا

على ما كان عوده أبوه

فإذا أنشأنا الطفل من صغره على حب القراءة والكتب صارت عنده رغبة في القراءة، ايضا كنا نعرض للأطفال أفلاما سينمائية. وأذكر هنا للتاريخ ان وزارة الشؤون الاجتماعية كانت من أنشط الجهات حيث كانت تقوم بإرسال الأطفال الى الحدائق للقراءة في المكتبة مع المشرفات، فكنت أشركهم في المسابقات، وأحيانا كنت ازورهم في الحدائق لأنقل لهم النشاط، وكان بعض الأمهات يحضرن الى المكتبة للقراءة والبحث ومعهن أطفالهن يقرأون في قسم الأطفال من هنا تبدأ صداقة الطفل مع الكتاب.

حاليا التكنولوجيا ابعدت الأطفال عن الكتاب وتفرغوا للاجهزة الحديثة. اتمنى على الأمهات والآباء أن يعودوا أطفالهم على قراءة الكتاب مع الأجهزة الحديثة التي يستخدمونها.

الكتاب مثل الذهب إذا احتفظ الإنسان به، ولكن الكتاب صار عند بعض الناس مثل العدو، واصبحوا يتخلصون منه بأي طريقة. قبل أن يتخلص أي إنسان من الكتاب عليه أن يسأل عن الجهات التي من الممكن ان تستفيد من الكتاب، عندي ملاحظة وهي أن البعض يقول لنتخلص من كل كتاب كتبه عراقي، وهذا من أثر الاحتلال الصدامي للكويت، يا اخوان الفكر ليس له جنس ولا جنسية ولا مذهب، بل يعبر الحدود.

والظاهرة الثانية وجدت ان بعض العائلات اذا عرفوا ان ولدهم او بنتهم عندهما مكتبة، حاولوا ان يتخلصوا منها بعد وفاتهما. وهناك بسوق الجمعة توجد مجموعة من الكتب معروضة للبيع. وأقول من خلال جريدة «الأنباء»: يا اخوان، اقترح تكوين جمعية تحافظ على الكتاب ولندع الآخرين ليستفيدوا من هذا الكتاب، لنعمل حملة انسانية لتزويد الجمعيات بالكتاب.

منذ فترة جمعت نحو مائة وخمسين كتابا وارسلتها الى اليمن لكي يستفيدوا منها هناك من مطبوعات رابطة الاجتماعيين. وعندما كنت أمينة مكتبة الدسمة.. كان الحضور ممتاز من النساء والفتيات، كانت القراءة جميلة، واتذكر واحدة من رواد المكتبة تزوجت وهي في مرحلة الشباب لكنها استمرت في الحضور الى المكتبة يوميا للقراءة والاستعارة، هذه السيدة اعفيتها من دفع تأمين الكتاب لتشجيعها، واستمرت في القراءة، شعرت بأنها قرأت كتبا ذات قيمة أدبية كبيرة، وتلك السيدة من سكان الدسمة.

وتضيف البسام: خدمت في العمل في المكتبة النسائية اثنين واربعين سنة تقاعدت بعدها عن العمل، ومازلت أقرأ وأتابع الصحف اليومية نحو أربع صحف يوميا، مع الأسف بعضها لا يفيدني، ولكن كانت الصحف موجودة داخل المكتبة يوميا، وكذلك المجلات الأسبوعية والشهرية، وكانت لها رواد وقراء واستفادوا كثيرا منها وكان من الممنوع القطع من المجلات والصحف.

مع الوالد والمكتبة

تستحضر ضيفتنا ذكرياتها مع المكتبة والوالد واهتمامه بالأدب والشعر حيث تقول: لم أكتب الشعر ولكن قرأت الكثير وكان الوالد ايضا يقرأ الكثير من الكتب وكان رجلا مثقفا، نحن عشنا وتربينا على الهيبة واحترام الآخرين، حصلنا على دورات بالخارج عن المكتبات وعلمها، وكان ذلك في القاهرة ولندن وانا عضو في جمعية المكتبات في القاهرة وحصلنا على دورات في تونس والعراق وحضرت ندوات للنقاش، وكان ديوان الموظفين عندنا في الكويت نشيطا في إقامة الدورات والتدريب وكنت مدربة في المكتبة وأحاول ان أفيدهم بما عندي وانا الوحيدة من عائلتي تخصص مكتبات وهو من أجمل المجالات، لأن المكتبة فيها علم مثل النهر الجاري، وأذكر عادلة التركيت وكانت حاصلة على الدكتوراه في علم المكتبات وبعدها سعاد العيبان وعزيزة البسام أول كويتية أمينة مكتبة لأول مكتبة نسائية، واستمررت بالعمل فيها حتى الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت يوم الخميس 2/8/1990 الذي نهب المكتبة مع ما نهب من الكويت ودمر كل شيء، وبعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي تسلمت مكتبة الرميثية النسائية بعد تحويلها من مكتبة عامة، واعتبر أول سيدة أمينة مكتبة في الرميثية، وتلك ثاني مكتبة نسائية في الكويت، العراقيون والجيش العراقي نهبوا بعض المبالغ التي كانت موجودة في الأدراج ولكن العراقيين نهبوا جمعية الفنانين والاستديو، وبعد تسلم المكتبة بدأت اعمل وأصلح وكنت اعتمد على بعض الصحف مثل «الأنباء»، واستمررت في العمل حتى عام 1999، ففكرت اما ان استمر أو أترك العمل لكن مدير المكتبات احمد جمعة العمران أشار علي ان أتسلم مكتبة الشامية العامة رجال ونساء، وحاليا تحولت الى اسم مكتبة عبدالله زكريا الأنصاري.

ومكتبته المنزلية تضم 25 ألف كتاب، هذا رجل يجب ان ان يكرم ويخصص له جناح كامل في المكتبة الوطنية تضم مكتبته وجميع أعماله الفنية، وأطالب الأخ حسين الأنصاري مدير المكتبة الوطنية ان يهتم بهذه المكتبات وان يخصص لكل مكتبة ركنا ويسمى مكتبة رواد الثقافة في الكويت ويعلقون على مدخل المكتبة لوحة كبيرة ويكتبون أسماء أصحاب المكتبات حتى تعرف الأجيال القادمة من أبناء وبنات الكويت كيف أن جيل الآباء والأجداد من الأدباء كونوا واهتموا بهذه المكتبات وتصنيف الكتب بتصنيف «ريوي».

مثلا مكتبة عبدالله زكريا الأنصاري فيها كتب مثل كتاب بالفلك وآخر بالشعر والتاريخ، أضع كل كتاب في قسمه المخصص للمادة وهكذا لو نفذته المكتبة الوطنية ـ مثلا على سبيل المثال مكتبة الشاعر احمد العدواني، د.دلال الزبن مرتبينها ترتيبا ممتازا جدا.

اول شيء ان المسؤولين في المكتبة الوطنية يخصصون مكانا خاصا ويدعون الورثة للتبرع بمكتباتهم وأؤيد التبرع للمكتبة، أقول ان الكتب القديمة ثروة لا تعوض، مثلا الكتاب المطبوع عام 1920 يختلف عن الكتاب المطبوع بالخمسينيات، أو عن المطبوع حاليا في هذه السنوات، فطباعة الكتاب اختلفت بمرور الزمن.

حاليا عندي مكتبتي الخاصة وفيها مجموعة من الكتب وكذلك احتفظ بمكتبة الوالد وكان، رحمه الله، من القراء للكتب، كان يجمع ما بين غذاء البطون وغذاء العقول، وكانت بدايته يعمل بتجارة المواد الغذائية ومن الطرائف انه عندما زار مكة المكرمة ورأى الأغنام تأكل الورق قال: «لو ان هذه الأغنام تفقه ما أكلت لصارت أفقه الناس».

الجيل الحالي جيل رائع ومتفتح وعنده فرص كبيرة وكثيرة لم نحصل عليها.. هذا جيل الفضاء ولكن بحاجة لاحتضان، وعندهم طاقة بشرية بحاجة الى رعاية واهتمام وتشجيع وتوظيف هواياتهم، السابقون من الأدباء والشعراء كانوا يعيشون تحت ظروف وعادات وتقاليد فكان بعضهم يتعرض من أهله لظلم بأن تحرق أشعاره أو مؤلفاته وهذا عدم ثقافة من الأهل، مثلا في الثقافة الأوروبية أعدموا من قال بكروية الأرض وأنها تدور وعندهم قصص أُحرقت.

عندنا في العالم العربي كان من يكتب الشعر يطلقون عليه انه مجنون مثل مجنون ليلى، لكيلا يؤاخذ بما يقول او ان تحرق أشعاره.

وفي العصر الحديث نجد الشاعر فهد العسكر، فحسبما ذكر في المؤلفات عن حياته وغيره من الأدباء والشعراء.

البعض يوصي أولاده بأن هذه القصائد أو القصة لا تنشر إلا بعد الوفاة والبعض يحرقها قبل وفاته لكيلا تنشر حتى لا يحمل أولاده التبعية والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى).

إلى متى بعض الشعراء والادباء يوصون بعدم النشر لكن هؤلاء ربما يخرج لهم حفيد ويطبع ما أوصى به جده بعدم النشر، بالعالم كله تجد نفس العادات والتقاليد.

المكتبات النسائية

تتحدث البسام عن المكتبات النسائية قائلة: من المكتبات أذكر مكتبة الدسمة النسائية وبعد سنوات اسست مكتبة الرميثية النسائية ومن ثم نقلت الى مكتبة الشامية وكانت مكتبة عامة للنساء والرجال ويعمل معي بعض الشباب واستمررت بالعمل حتى عام 2006 ثم تركت عملي للتقاعد. زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكل غيرنا، وحاليا موجود قسم لدراسة المكتبات لمدة أربع سنوات للحصول على بكالوريوس مكتبات.

اتمنى وأملك أماني لوطني ان يكون هناك اصلاح كامل واستثمار الشباب لمواردهم، والاهتمام بالتعليم.

نعيش في مثلث أضلاعه البيت والمدرسة والمجتمع من الممكن تحويله إلى مربع ونزيد فيصير الاعلام هو الضلع الرابع، نحن بالبيه مهمتنا عظيمة فالشاعر يقول:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق

نابليون قال ان الأم التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها. الأمهات القديمات كن اميات ولكن انجبن رجالا بنوا الكويت، ولم يأخذ واحد أي شيء، فكان الواحد منهم يعين عضوا في اللجان دون مقابل ما يطلب أي مبلغ ولكن وجاهة.

كنت في مجموعة لجان قبل الاحتلال الصدامي ولم اتقاض أي مبلغ ولكن بعد تحرير دولة الكويت من براثن الاحتلال الصدامي كنت في إحدى اللجان وكان أحدهم يسأل من يرأس اللجنة؟ فقالوا له الوكيل الفلاني فاتضح ان الوكيل له مكافأة وللأعضاء مكافأة، نحن عشنا خذ والحالي هات، لا نريد ان ننهب بلدنا.

مواطن قبل الاحتلال نال شيكا به مبلغ اعاده الى الجهة الحكومية وكتب خلفه أنا موظف أتقاضى راتبا ولا استحق أن آخذ مكافأة. هذا الجيل انتهى.

في فمي ماء ... وهل ينطق من في فيه ماء؟!

حاليا من ابناء الأسرة عندنا مجموعة كبيرة من القراء والكتاب والادباء طبقة مثقفة والحمد لله.

حاليا المكتبات العامة خالية من روادها اقول ان المكتبات العامة والجمعيات الخيرية لا داعي أن تكون جزءا من دوام الدولة.

النوادي الرياضية مفتوحة طوال النهار لأن فيها مكاسب، والمكتبات تفتح مع بداية دوام الوزارات وتقفل معها.

الهدف من المكتبات ان أكيف نفسي متى اذهب لها وليس المسؤول يكيف متى أذهب الى المكتبة للقراءة والاطلاع.

الذين يحضرون إلى المطاعم أكثر من الذين يحضرون إلى المكتبات مع الأسف، يجب إعادة النظر في دوام المكتبات، عندي أرشيف كبير عن المكتبات وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يخرج للوجود، من الدكان الصغير الذي تبرعت به السيدة بنت الصقر مع الجمعية الخيرية.



وزير الإعلام.. شكراً

المحرر



إلى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود: شكرا لك من القلب على الجهود التي تبذلها من أجل الوطن، من أجل الكويت وشعب الكويت، إن شاء الله في ميزان حسناتك، كل ما تبذله من جهد وإخلاصك في العمل يسجله لك التاريخ للأجيال القادمة.







دورات تدريبية

تتكلم البسام علن الدورات التدريبية التي عقدتها في مكتبتها النسائية في الدسمة قائلة: كثير من الدورات التدريبية أقمناها في المكتبة النسائية في الدسمة وأقل دورة لا تقل عن خمس وثلاثين متدربة، وكانت الموظفات اللاتي يتوظفن غير متخصصات مكتبات، فمثلا المعينات في مكتبات المدارس غير متخصصات مكتبات فنعمل لهن دورات.

حاليا المكتبات المدرسية يعزف الطالب عن دخولها وهذا يتطلب من المدرس ان يحث الطلبة وان توضع في الجدول المدرسي حصة تخصص للمكتبة بحيث يكون لكل صف حصة واحدة في الاسبوع ولا مانع ان يكون فصلان في وقت واحد للتخفيف من الازدحام في الجدول المدرسي فنشجع الطالب على الرغبة في الدخول للمكتبة، للأسف حاليا الطالب يحصل على البحث جاهزا من بعض الجهات التي تجهز البحث، نشاهد لوحات الاعلانات على الأعمدة الكهربائية وفي الصحف لدينا بحوث عن المادة الفلانية والفلانية، فالطالب يجد كل شيء، ولم يمنع هذا او يتصدى له أي مسؤول وهذا تدمير للعقول، يجب ان يبحث الطالب ويعمل ويدخل للمكتبة حتى طالب الجامعة يجد كل شيء جاهزا.





رابطة الاجتماعيين

تحدثت ضيفتنا عن تاريخ رابطة الاجتماعيين ونشاطها، حيث تقول: تأسست منذ اكثر من 40 سنة وكان رئيس المجلس المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي ومنذ ذلك الوقت تقيم الجمعية الندوات والمحاضرات فأنا عضو في الجمعية، فلما عرفت عن الكتب أخذت منها المجموعة وأرسلتها الى اليمن لكي يستفيدوا منها، كانت المواسم الثقافية في الجمعية يحاضر فيها المرحوم أحمد زكي رئيس تحرير مجلة العربي، المهم ان تلك الدفعة كانت مريحة لنفسي وأحلى هدية تعطيني إياها هدية الكتاب.

الله سبحانه وتعالى ساعدنا وأعطانا الكثير من الثقافة والعلم وعندنا المكتبات وكتبها وأجهزة إلكترونية، في أفريقيا إلى الآن يكتبون ويقرأون على ألواح الخشب، وخير مثل على العطاء وتقديم المساعدات المرحوم د.عبدالرحمن السميط لماذا لا نكمل رسالته ونمد المحتاجين بما نستطيع وما يحتاجون له من أدوات وكتب ومصاحف؟

أقول في نهاية: كل عام دراسي تتكون لجان تجمع الكتب المدرسية من الطلبة وترسلها إلى الفقراء والمحتاجين في الدول الفقيرة لكي يستفيد منها الطالب والمتعلم هناك. وذلك بدلا من رميها في الحاويات أو تحويلها وإعادتها إلى ورق، الوزارة أو إدارة المدرسة تخصص مدرسا أو مدرسة للإشراف على جمع هذه الكتب وجمعيات النفع العام تجمعها وترسلها الى الدول المحتاجة.

هناك طلاب ومجاميع محتاجون لهذه الكتب، عندي صديقة مهاجرة الى كندا أخذت معها كتب مناهج الإسلامية واللغة العربية لتعليم أحفادها في كندا، هذه خطوة جيدة لماذا نرمي الكتب؟ لنعمل «حملة أصدقاء الكتاب» لجمع الكتب المدرسية.



عدد المشـاهدات: 1787


 
:حجم الخط
478476-308772.JPG

المربي الفاضل الأستاذ عبدالكريم عبدالرضا
478476-308748.jpg

أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم مصافحا عبدالكريم عبد الرضا في إحدى المناسبات
478476-308759.jpg

الشيخ عبدالله الجابر يسلم عبدالكريم عبدالرضا جائزة سباق 1500م عام 1958 بمدرسة الصديق المتوسطة
478476-308757.jpg

وزير التربية اللبناني وسفيرنا في بيروت محمد العدساني والمدرب عبد الكريم عبد الرضا خلال معسكر تدريبي للمشاركة في البطولة المدرسية عام 1973
478476-308771.JPG

عبد الكريم عبد الرضا متحدثا خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (أنور الكندري)
478476-308752.jpg

مدرب منتخب ألعاب القوى عبدالكريم عبدالرضا والصحافي منصور الميل واللاعب عبداللطيف عباس في طهران عام 1974
478476-308750.jpg

الوفد الرياضي المدرسي لوزارة التربية في لقاء ودي في الجمهورية السورية عام 1959
478476-308755.jpg

تكريم بعض موجهي التربية البدنية
478476-308751.jpg

فريق كرة القدم لمعهد حلوان بجمهورية مصر العربية عام 1963 وبين اللاعبين خالد الحربان
478476-308753.jpg

فريق كرة القدم لمدرسة الصديق المتوسطة عام 1956
478476-308756.jpg

في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الرياضي المدرسي العربي بالرباط عام 2006
478476-308747.jpg

الوفد الكويتي للدورة العربية الرياضية في القاهرة عام 1965
478476-308760.jpg

عبدالكريم عبدالرضا ومشاري العنجري وعهدي المرزوق وناصر المرزوق وعبدالرزاق المشاري
478476-308746.jpg

فريق ثانوية الشويخ لكرة القدم في العام 1961
478476-308758.jpg

فريقا الصديق والمتنبي قبل بدء إحدى المباريات عام 1957


  • كانت توجد في الشرق مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين يزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء
  • الكويتيون قديماً كانوا يستعينون بالمطاين للحصول على الطين من أجل بناء البيوت
  • كنت ألعب كرة القدم بالفريج وكانت الكرة نسميها أم سر ومصنوعة بالهند
  • التحقت بمعهد حلوان للتربية البدنية وعام 1959 حلت الأندية القديمة جميعها
  • «النجاح» أول مدرسة التحقت بها عام 1950 حيث كانت أقرب مدرسة لنا وكنت أذهب لها مشياً على الأقدام من الشرق
  • في الماضي الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور رغم أنهم كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

برز الرياضيون في الكويت في أجيال متعاقبة، منذ أن بدأت رياضة كرة القدم بداية الثلاثينيات. كان الكويتيون مهتمين بكرة القدم، فقد أسسوا الفرق واستغلوا الساحات الرملية كملاعب وصولا الى الأندية القديمة والتي برزت بداية الأربعينيات ومن ثم البعثات للطلبة الى جمهورية مصر العربية.

كانت البداية وأول خريج هو المرحوم عيسى الحمد من معهد حلوان وهو المعهد الذي تخرج فيه ضيفنا، وقد سبقته مجموعة من الرياضيين الكويتيين، ومع تأسيس الأندية الحديثة عام 1960 - 1961 انتشرت لعبة كرة القدم والألعاب الأخرى، واهتمت الدولة بالأندية، وزاد عدد اللاعبين الكبار الذين شاركوا في الاتحادات الرياضية عربيا وعالميا.

عبدالكريم عبدالرضا ضيف هذا الأسبوع يحدثنا عن الرياضة المدرسية منذ أن كان طالبا في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كان لاعب كرة قدم مع فريق أبناء المنطقة والفرق الأخرى والملاعب القديمة التي يذكرها لنا، شارك مع مدرسة الصديق ومدرسة ثانوية الشويخ.

وبعد أن سافر الى القاهرة والتحق بمعهد حلوان انضم الى النادي الاهلي المصري ولمدة أربع سنوات بفريق ألعاب القوى، حيث كان لاعبا لمسافات طويلة ومتوسطة في الجري.

يحدثنا عن الرياضة المدرسية والرياضة في الأندية وتقدمها على المستوى العربي والعالمي، ولماذا هبطت الرياضة وتأخرت.

عبدالكريم عبدالرضا المدرس والموجه في مدارس وزارة التربية والقائد الكشفي مع الفرق الكشفية والمشارك في معسكر الفنيطيس السنوي ماذا يقول عن الرياضة عامة في دولة الكويت قديما وحديثا منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية ومدرسا وموجها..

التفاصيل في السطور التالية:

يبدأ المربي الفاضل الاستاذ عبدالكريم عبدالرضا حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده وبداياته الاولى قائلا: ولدت في منطقة الشرق وبالتحديد في المطبة، وممن أذكرهم من جيراننا بيت المرحوم عبدالقادر السري وبيت عبدالعزيز الهندي وأبناء وبنات بن سري أخواتنا واخواننا بالرضاعة والمرحوم عبدالمجيد عبدالعزيز الهندي أخونا من الرضاعة، هكذا كان الكويتيون تجد الرضاعة المنزلية منتشرة فيما بينهم، عكس ما نراه ونشاهده في هذه السنوات، حيث انقطعت رضاعة الاطفال بين العائلات، والجار لا يعرف جاره، أمضيت سنوات قليلة في المطبة وانتقلت للسكن عند جدتي بالشرق مقابل مبنى السينما الحمراء سابقا، وأذكر أنه كانت توجد مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين ويزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء ويوجد بالمنطقة مطاين مفردها مطينة مكان يؤخذ منه الطين لبناء البيوت قديما.

مكان السينما الحمراء يتجمع الماء أثناء المطر ونشاهد الحمارة وهم ينقلون الطين على ظهور الحمير، كذلك كنت أذهب الى البحر للسباحة، وأما الحداق فكان مقابل المستشفى الأميري، وصار لي حادث وكان أحد الأصدقاء قال أنت صائد سمكا كثيرا ولم يقل ما شاء الله، فالميدار دخل بإصبعي وذهبت الى الأميري وعالجوني. أيضا كنت مع الأصدقاء نذهب الى الأسكلة مقابل قصر دسمان.

ومن الهوايات كنت ألعب كرة القدم (بالفريج) وكانت الكرة نسميها أم سر وهي تختلف عن الكرة الحالية وكانت الكرة مصنوعة بالهند ونصنع مادة شمعية على الخيوط وأحيانا نضع الكرة في الدهن وتصير ثقيلة وكل فريج يوجد فيه فريق كرة القدم، كان فريقنا اسمه الطائف كان ملعبنا حاليا مجمع دسمان، وأذكر أن حمد الملا وعبدالرزاق مدوة وخالد الحربان والمسبحي يلعبون معنا بالفريق. أيضا كان يوجد فريق الريحان وفيه أحمد الصالح وجاسم الصالح وراشد بوبلهه، وكانوا مجموعة وتقام المباريات معهم، وكان كل لاعب يدفع روبية واحدة.

واستأجرنا دكانا وكنا نجتمع فيه ونلعب البلياردو وكنت كابتن الفريق أيضا واذهب الى القبلة واحضر محمد الملا وعبدالرزاق مدوه بالسيارة وكان خالي ضابطا بالجيش وكنت آخذ سيارته وهو نائم واستخدمها في نقل اللاعبين وبعد فترة عرف خالي بالموضوع ومنعني من استخدام سيارته، فصارت مجموعة من اللاعبين، يحضرون بأنفسهم، واذكر عباس حياة، هذا النشاط انعكس على المدارس.

الدراسة والتعليم

عن مشواره في مضمار التعليم وكيف كان مساره بالدراسة يقول عبدالرضا: أول مدرسة التحقت بها عام 1950 ،مدرسة النجاح أقرب مدرسة لنا، اذهب لها مشيا على الأقدام من الشرق، كان مدرس التربية البدنية الاستاذ عبدالرزاق أردني الجنسية، أيضا كان يدرسنا مادة التاريخ، وكان يلعب مع فريق المعارف ويطلق عليه عبدالرزاق الفريرة، لأنه سريع بالركض واذكر الناظر عبداللطيف العمر ومن بعده عبدالله حسين وثالث ناظر احمد اللباد وسكرتير المدرسة محمد السداح، ومن المدرسين المرحوم عبدالصمد التركي،وأيوب حسين وخليفة القطان ومحمد علي تربية فنية، واذكر العون وطه زمزم مصري الجنسية وعبدالوهاب الزواوي، كان المدرس يعطي من نفسه الكثير ويعمل بإخلاص وبضمير، 4 سنوات بالمرحلة الابتدائية وكنت العب كرة القدم، واذكر المقبرة القديمة وكنا نلعب على أرضها وبيت العصفور، البداية نلعب مع بعض وفرق، وبعد 6 سنوات نقلونا الى الصديق بعدما تم بناء ثلاث مدارس نموذجية منها الصديق وصلاح الدين والشامية، وقبل ذلك توجد مدرستان هما عمر بن الخطاب في القبلة وحولي المتوسطة في حولي ،وكان في تلك المدارس لاعبون على مستوى عال، وكان التعليم عاى مستوى عال أيضا وليس هناك من مراجع لنا فكنا نعتمد على شرح المدرس لأن المدرسين مهتمون والطالب ينتبه لشرح المدرس، والوالدان أميان.

انتقلت الى مدرسة الصديق المتوسطة وكان الناظر المرحوم الأستاذ حمد عيسى الرجيب والوكيل عبدالله جاسم واحضروا مجموعة من المدرسين الرياضيين مثل الطرابيشي وعبده فرج وصلاح الليثي ومنير الدقاق ومن المدرسين الكويتيين الرياضيين المرحوم أحمد مهنا ويوسف العلي الذي كان مدرسا في الشامية، واذكر الأستاذ الجسار كان يعمل مدرسا للغة العربية متطوعا بالدوام المسائي.

النشاط الرياضي

عن بدايات اهتمامه بالرياضة وانخراطه في أنشطتها يقول ضيفنا: من مدرسة الصديق بدأ وظهر نشاطي الرياضي وبدأت العب كرة القدم بالإضافة لألعاب القوى (الجري) وكان في مدرسة الصديق 3 مدرسين تربية بدنية عبدالإله بركات وعبده فرج واحمد مهنا.

شاركت في فريق خاص، واحمد مهنا كان يشرف على الفريق ومن بعده مصطفى، وبجانب الرياضة كنت مهتما بدراستي، واذكر من الطلبة بدر عبداللطيف وهو فنان ورسام وعبدالكريم الصفار والمرحوم عبدالخضر عوض، وكان اللاعبون في الأندية القديمة وخالد الحربان ورضا العلي وراشد مبارك وحسن ثويني، واسحاق نواف ومحمد عيسى (لواء متقاعد) والعون كان حارس مرمى الفريق وعلي موسى، ومن الفرق الثانية أحمد السيافي لاعب كرة السلة، واذكر عبدالله الدمخي وكانت في المدارس جميع الألعاب، ومحمود عبدالعال كان مدرب الجمباز في الصديق، ومن الألعاب التي كانت في المدارس السلة والطائرة وكرة القدم وألعاب القوى، وعندما كنت في سنة ثالثة متوسط في الصديق حضر مدرس مصري يعلمنا كرة اليد وكان ذلك عام 1958م ولأول مرة في تاريخ الكويت وانطلقت اللعبة من مدرسة الصديق والمدرس اسمه تمام ولعبت كرة يد كهاو وليس بالفريق، لأنني كنت مشغولا بألعاب القوى واستمررت بها وكذلك كرة القدم وسافرت عام 1959 الى سورية للمشاركة، ومعنا المرحوم نوري ثويني لاعب طائرة ويعقوب يوسف مطوع لاعب سلة.

تم اختياري لأن أكون في فريق ألعاب القوى من قبل الأستاد عبدالإله بركات وتعلمت رمي الرمح ودفع الجلة، لعبت 200 متر و400 و800 متر و1500 متر.

جسمي طويل ولياقتي البدنية عالية وكنت ألعب كرة القدم، لهذه الأمور تم اختياري لألعاب القوى وكنت أمشي مسافات طويلة من البيت الى الصديق مسافة، وباشرت اللعب ألعاب القوى، وأذكر كنت ألعب كرة القدم في الوقت نفسه مع ألعاب القوى وكان مسموح للاعب بأن يزاول أكثر من لعبة وكان علي ناصر بهبهاني يلعب جميع الألعاب، كذلك فيصل مطر أيضا كان يزاول أكثر من لعبة، الدولة يلعب سلة وقدم وعبدالله الدمخي يلعب تنس وطائرة وسلة، والرياضة لم تشغلنا عن الدراسة، الطالب كان أمامه الدراسة واللعب ولا يشغله شيء آخر من الألعاب.

حاليا ألعاب وحلات وأندية، فالواحد مشغول في أكثر من جهة مع الدراسة، الألعاب الرياضية لا تشغل الطالب عن الدراسة، لأن لكل واحد منهما وقته المخصص والمدرس كان مهتما بالطالب، وفي المدارس قديما جماعات مثل جماعة العلوم، جماعة الرياضيات، جماعة اللغة العربية، فالطالب ينضم اليها وخاصة بعد العصر دراسة واستفادة وجمعية التربية الفنية.

وفي كل مدرسة حظيرة دجاج وطيور، وأذكر كنا نقيم مباريات بين المدارس وعددها بذلك الوقت تقريبا ست مدارس يقام بينها دوري في الالعاب وأذكر منها المتنبي والصديق وحولي وعمر بن الخطاب والشامية وتقام مباريات كرة القدم على ملعب مدرسة الصديق، وهو من الملاعب الكبيرة بعد ثانوية الشويخ وفيه مدرج كبير وعمال للتنظيف، وأيضا كنا نقيم المباريات على ملعب ثانوية الشويخ، وفي المتنبي ملعب وأذكر الملعب الشرقي الذي كانت تقام عليه مباريات الاندية وملعب أبوالحصم في الشرق ولعبنا عليه مع منتخب التلاميذ وكان المدرب إنجليزيا واللاعبون من جميع المدارس، وكنت لاعبا معهم وكانت المباريات ضد الفريق الانجليزي من البحرية، وقد فزنا عليهم، ومنتخب المدارس لعبنا ضد نادي الكويت في بداية تأسيسه وفريق الكلية الصناعية والاندية وفريق مدرسة حولي كان يلعب معهم يعقوب الخرس لاعب نادي الكويت وضاحي وسالم فرج وحارس المرمى جاسم وكانوا مشهورين، ومن لاعبي المتنبي: سليمان الدهيمة وعبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب ومحمد عيسى أيضا كنا بالشارع نلعب مع بعض وإبراهيم العماني وعبدالعزيز العوضي والمضف حارس مرمى وصار في النادي البحري.

في مدرسة الشامية كان يلعب في الفريق: جاسم الحميضي وزكريا وأحمد البصري وآخرون ومن لاعبي مدرسة عمر بن الخطاب المرحوم بدر الشطي وناصر الفرحان أخو عبدالمحسن اخو (دحسن) وكان يدربهم صلاح الليثي وفي الصديق كان يدربنا عبدالاله بركات، اما عن الاندية القديمة فكان خالي أول من أسس ناديا لحمل الاثقال واسمه نادي الشباب بشارع أحمد الجابر، ولعبت سلاح الشيش والمصارعة، وكان نادي الخليج قبل دوار دسمان عند محطة البنزين، وكان خالد النصرالله رئيس النادي وكنت ألعب مع النادي درجة ثانية. هذا النشاط الرياضي يقابله التعليم والدراسة.

ثانوية الشويخ

بعد المرحلة المتوسطة توجه عبدالرضا شأنه شأن الكثيرين من أقرانه في هذه الفترة الى ثانوية الشويخ وعن ذلك يقول:

أكملت دراستي في الصديق وانتقلت الى ثانوية الشويخ أولى وثانية ثانوي، وبعد النجاح اخترت أن أكمل دراستي بالخارج فتم اختياري مع مجموعة من الطلبة، وأذكر أنني في ثانوية الشويخ كنت ألعب كرة قدم وكرة يد، وسافرت الى مدينة حلوان ومعي: خالد الحربان وعبدالكريم عبدالرضا وعبدالله جمال وحسين مكي ومحمد الزامل وعلي سبتي وسعد المياس وحسن كرم وخالد الدولة وقد سبقنا يوسف العبيد والمرحوم أحمد السرهيد، وصلنا الى حلوان جميعنا وقبلنا دفعة تخرجوا في حلوان وكان منهم د.عبدالحميد مطر وعلي بوقمباز، وأول كويتي تخرج في معهد حلوان هو المرحوم الاستاذ عيسى الحمد أواخر الأربعينيات وعرف بأبو الرياضة ومؤسس اتحاد كرة القدم ومؤسس اللجنة الأولمبية، عيسى الحمد له دور كبير في الرياضة الكويتية، كان أحمد مهنا خريج معهد الكويت نحن العشرة تخرجنا وعينا مدرسين والبعض منا التحقوا بالمعهد العالي للتربية البدنية بالهرم، والتحقت بالمعهد العالي.

النادي الأهلي المصري

من المراحل الفارقة في حياة الرياضي عبدالكريم عبدالرضا التحاقه بنادي الأهلي في مصر، وعن ذلك يقول: عندما كنت في معهد حلوان التحقت بالنادي الأهلي الرياضي، وكنت ألعب ألعاب قوى ولمدة أربع سنوات وكنت أمثلهم، وأنا أول كويتي ينضم للنادي الأهلي المصري، وعندما كنت طالبا في معهد حلوان أقيمت في الكويت الدورة المدرسية وعرض عليه أن أشارك فيها ممثلا عن مصر، أما بالنسبة لقبولي وزملائي في معهد حلوان فكان المرحوم عيسي الحمد وكيلا مساعدا في التربية وهو الذي مهد لنا الدخول للكلية، وأذكر أن أحد المسؤولين في التربية وقف ضدي وعدم ارسالي للخارج إلا ان عيسى الحمد قال له لا يجوز منعه من البعثة فسافرت مع زملائي. عيسى الحمد شخصية رياضية ورجل مبدع وهو أبو الرياضة في الكويت على مستوى الأندية أو المدارس ويعرف جميع الرياضيين وقدم خدمات كثيرة وجليلة للكويت، وهو المدرس والموجه والوكيل والسفير، خمس سنوات في معهد حلوان ومثلها كنت ألعب في النادي الأهلي المصري.

بعد ذلك التحقت بالمعهد العالي للتربية الرياضية وبعد سنة ثانية تركت الدراسة ورجعت إلى الكويت مكتفيا بشهادة الدبلوم من معهد حلوان للتربية البدنية وبعد سنوات من العمل سافرت إلى أميركا وأكملت دراستي هناك.

بعض الزملاء أكملوا دراستهم في المعهد العالي مثل جاسم الجيماز ويوسف خريبط ومحمد الزامل وعلي موسى وفيصل مطر خريج عام 1966 من المعهد العالي ويوسف عبيد وفهد بوقماز ورضا العلي والمرحوم علي عسكر، أحمد السرهيد بعد معهد حلوان اشتغل وبعد سنوات حصل عى بعثة وسافر وأكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه من أميركا.

التعيين مدرساً

أما عن تعيينه في الميدان التربوي فيقول عبدالرضا: بعد التخرج عينت مدرسا للتربية البدنية في مدرسة الفيحاء المتوسطة وكان الناظر عبدالكريم عبدالمعطي، عام دراسي واحد ثم انتقلت إلى ثانوية كيفان، ومن الحوادث ان طالبا ضرب مدرسا وقام الناظر بطرد الطالب وفي اليوم الثاني حضر خالد المسعود الفهيد وزير التربية آنذاك الى المدرسة ومعه الطالب وولي أمره، الوزير وولي الأمر دخلا المدرسة ومنع الناظر الطالب من الدخول وقال إذا الطالب دخل المدرسة أخرج منها، هذه حماية للمدرسة، واتفق الناظر مع الوزير على نقل الطالب من مدرسة الفيحاء، كانت الهيئة المدرسية تعمل بجد واجتهاد واخلاص إذ انهم كانوا يحضرون بعد العصر من دون مقابل مادي.

العروض الرياضية

يتطرق ضيفنا إلى موضوع العروض الرياضية، فيقول: حاليا لا توجد عروض رياضية مثلما كان قديما، حيث كان هناك مدرسون متخصصون في العروض، ثانيا التكنولوجيا والطلبة ضعاف ولا تستطيع أن تشد على الطالب وولي الأمر لا يقبل بذلك حاليا، وصارت لي قصة مع طالب عندما كنت مدرسا في الفيحاء وكنت حكما وصار فاول فقال الطالب موجها كلامه لي وقال: العمي يا حكم، سكت لكن الكلمة أثرت فيني فأخذت عصا وضربته، اليوم الثاني عندما كنت في المكتب دخل علي رجل كبير بالعمر وسأل عني فقلت له أنا قال الرجل عسى ولدي ما غلط عليك، وقال: ولدي بالليل يشتكي من الم بجسمه، هذا لو حصل في هذه الأيام يمكن يشتكون علي، وقال: لك اللحم ولنا العظم وأخذت ولي الأمر وذهبت معه إلى الفصل وكان اصغر طالب بالفصل عمره ست عشرة سنة، وكان مدرس الانجليزي بالفصل قال هؤلاء عليهم أن يذهبوا للعمل فهم كبار بالسن، ولي الأمر صار معي ضد ولده، الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور ويقفون معه، مع العلم أن أولياء الأمور كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام، بعد سنة نقلت إلى ثانوية كيفان مدرسا ونقل المدرس الأول ونقلني معه إلى ثانوية أحمد البشر الرومي، وكان الناظر حسن زغلول، وبعد الظهر كنت أدرب بعض الطلبة والتدريب مستمر، حيث كنت أدخل المدرسة صباحا وأخرج منها مساء، وصرت قائدا للكشافة وشاركت في المعسكرات التي كانت تقام في الفنيطيس في مدرسة الفيحاء وثانوية أحمد البشر الرومي، وشاركت في 3 مخيمات وأذكر جاسم الجيماز ويوسف خريبط وفيصل مطر وعلي حسن العلي وآخرين ومنصور الهاجري.

الأندية الرياضية الكويتية

يتناول عبدالرضا تاريخ أندية الكويت ويتعرض للحديث عنها بقوله: بدأت الأندية الرياضية بالنادي الأهلي وكان في الحي القبلي ونادي الجزيرة ونادي الخليج بالشرق والعروبة بالشرق عند مسجد الرومي ونادي النهضة في القبلة يعتبر نادي كاظمة حاليا، ولكن عام 1959 الحكومة حلت الأندية القديمة جميعها، لكن عام 1960 - 1961 ضموا نادي الخليج والعروبة حاليا النادي العربي الرياضي ومقره أولا بيت ذوي الدخل المحدود، والملعب حاليا ثانوية بيبي السالم وضموا نادي الجزيرة حاليا (نادي القادسية) ونادي الأهلي حاليا نادي الكويت والنهضة نادي كاظمة انضممت للنادي العربي وعندنا ملعب السدر الاربع بالشرق، وعقد أول اجتماع للجمعية العمومية بالنادي العربي ومازلت أحتفظ ببطاقة الدعوة منذ عام 1960م وأذكر جاسم المحري صار رئيس نادي الكويت وكان قبل ذلك أحد اللاعبين في النادي.

انتشرت الرياضة بعد ذلك وظهرت أندية جديدة من الجهراء إلى الفحيحيل إلى الأحمدي وفي جميع مناطق الكويت، وارتفع مستوى الرياضة عندنا وتقدمت الكويت في الأوساط الرياضية العربية والعالمية، ولكن هبطت الرياضة بعد ذلك للأسباب الآتية: يعتمد على القياديين في أي ناد وهو مجلس الإدارة، وبعض غير الرياضيين الذين يحبون الرياضة صاروا ينافسون الرياضيين وانضموا للقيادة، وهذا صراع موجود في جميع دول العالم بالنسبة للأندية.

الرياضة في التعليم أفضل وأحسن، المدرس يمكنه أن يؤسس الرياضي منذ حداثة عمره ويستطيع المدرس أن يشكل الطالب حسبما يراه ويحسن سلوكه ويغرس أخلاقيات الرياضة فيه، أما اللاعب في النادي فيختلف، هذا طالب وذاك لاعب تختلف بينهما العلاقة.

كانت الأندية تأخذ اللاعب من المدرسة متدربا جاهزا لا يتعب المدرب عليه، لأنه تعلم وتدرب في المدرسة مع أستاذه الذي يشرف عليه، هذا حاليا غير موجود والسبب كان قديما عدد اللاعبين قليلين، أولياء الأمور لا يقبلون بأن ولدهم يذهب للنادي وكان المدرب من الكويتيين.

ولي الأمر يطمئن على ولده في المدرسة لأنه في يد أمينة ويعرف أن ولده في المدرسة لا يخرج بعيدا، حاليا ولي الأمر يطمئن على أن ابنه في النادي.

كلمة أخيرة أوجهها بالنسبة للرياضة: المفروض على الأندية أن تختار المتخصصين مثلا لا أسند الإشراف لأي واحد، مصلحة الكويت فوق كل شيء، أتمنى أن يكون هناك معيار للاختيارات، والمفروض أن يضعوا شروطا للاتحادات وللأندية، وأن يكون في النادي مفكرون يطورونه.

الأولاد قدرات لكل واحد قدرته على الأداء أثناء اللعب وهناك ولد يدرب مدة شهرين يتبين انه لاعب ممتاز والبعض لمدة سنة ولكن لا يصلح.

شكرا للأستاذ عبدالكريم عبدالرضا المربي الفاضل والرياضي القدير.

شكرا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالشخصيات الكويتية وتسجيل ما يمكن تسجيله للأجيال القادمة.

الله يوفقك أستاذ منصور الهاجري وشكرا لك ولجريدة «الأنباء» والعاملين فيها.


عدد المشـاهدات: 2506


 
حجم الخط
476642-303523.jpg

476642-303527.jpg

شيخة العصفور مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
476642-303526.jpg

المستشفى الأميركاني كان من العلامات البارزة
476642-303525.jpg

السفن الشراعية كانت أحد أهم مصادر كسب الرزق
476642-303524.jpg

الدزة من مظاهر الزواج التقليدية
  • ولدت في منطقة شرق ثم انتقلت للسكن ببيت جدي راشد الرمح في القبلة بسن الرابعة
  • بعض الرجال كانوا يشتغلون بنقل المياه على الحمير
  • أكملت قراءة القرآن الكريم وحفظت بعض السور القرآنية
  • شاركت وتعلمت الطبخ مع جدتي ووالدتي محمر سمك ومطبق ومكبوس اللحم
  • كنت أذهب إلى البحر مع عائلتي وخاصة نقعة اليسرة بالقبلة لغسل الملابس وننشرها على الصخور حتى تجف
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
هذا الأسبوع نتعرف على رؤية مختلفة بعض الشيء لكويت الماضي.

السيدة شيخة العصفور شاهدة على زمن جميل لا نزال تتوق أنفسنا إليه ونحنُّ إلى لحظاته الجميلة وذكرياته العطرة وعلاقاته الاجتماعية التي يرى الجميع أنها كانت أقوى وأفضل بين الناس.

تتحدث عن ذكرياتها عن مرحلة الطفولة وكيف كانت البيوت قديما قبل استخدام الأسمنت الذي بدأ في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي.

تتناول الزواج وكيف كان يتم ودور الخطابة والدزة والزفة والطريقة التي كانت بها تسير الأمور.

تتطرق العصفور للأنشطة النسائية في كويت الماضي وكيف كانت النساء تذهب إلى البحر لغسيل الملابس ونشرها على الصخور حتى تجف، وكذلك عملية الطبخ وأشهر الأكلات.

تذكر أيضا ما مرت به من تجربة تعليمية خلصت منها إلى تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره.

كل هذه الأمور فضلا عن غيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية:

في بداية اللقاء تقول ضيفتنا شيخة محمد العصفور: ولدت في الكويت في منطقة الشرق في بيت العائلة ورجالنا من النواخذة منهم: والدي محمد وعبدالله وأحمد أبوخليفة وكان طبيبا شعبيا، ولما بلغت من العمر 4 سنوات انتقلت للسكن عند خوالي بالقبلة بفريج العثمان عائلة الرمح من سكان القبلة، أما جدي لأمي فهو محمد راشد الرمح والبيوت متلاصقة وهم من رجالات البحر، منهم: عبدالكريم وخليفة وعلي نسيب البديوي وراشد 4 إخوان.

كانت القبلة نظيفة والعائلات يعرفون بعضهم البعض ومتعاونين ويساعدون بعضهم في جميع الأمور.

أذكر من جبلة جاخور للحميضي وفي براحة حمود الناصر البدر يوجد دكان واحد للمرحوم عبدالله خريبط وحمود الظفيري وعباس خورشيد 3 دكاكين بالبراحة، ودكان عبدالله المحري والخامس عبدالله النجدي وأذكر دكان عيسى الشرف، كان رحمه الله - إمام مسجد ويقرأ على المرضى ويغسل الموتى رجل دين له سمعة طيبة، رجل كبير بالعمر ومحترم عند رجالات وأبناء الفريج ويعالج ضربة الفريالة، وأذكر احمد الغانم كان يجبر الكسور وكذلك المرحوم مساعد المزيد أبوعلي يعتبر طبيبا شعبيا.

كنت أذهب إلى البحر مع العائلة، كنا نذهب إلى اليسرة وبالأصل تعرف بنقعة أحمد حمد الصقر أبوعبدالمحسن، ويغسلون الملابس وينشرونها على صخور البحر حتى تنشف، وبجوار اليسرة نقعة للخرافي فيها سفنهم، أذكر المستشفى الأميركاني وفيه د.وسمية، ويقال خاتون وسمية، وجميلة كانت تعطي الإبر للنساء.

وأذكر سيدة تقف عند النساء هي التي تدخل المرضى على الدكتورة وسمية وتعطي الأرقام وأذكر امرأة كويتية من الخادمات.

مستشفى الأميركاني على اليسار والساير على اليمين، والنقعة البحرية من البحر وأحمد الصقر له نقعة وبيت وديوان حامد النقيب اشتراه منه عبداللطيف العثمان.

وأذكر نقعة الماي أو يقال نقعة ثنيان الغانم وبعدها نقعة الصقر وبعد ذلك نقعة المرزوق، وبعد ذلك المدرسة الأحمدية والفرضة ونقعة الغنيم والجمارك وقصر السيف، وتوجد دكاكين مقابل الجمارك لتخزين العيش والسكر والمواد الغذائية، والفرضة تستقبل المواد المستوردة من الدول المجاورة والسفن الشراعية تقف بساحل الفرضة، والعنب يوضع بالرك قفص مصنوع من جريد النخيل على شكل هرمي مقلوب والرمان والرطب والخلال، وبعد قصر السيف مسجد الخليفة ومن بعده مستوصف، وكان يديره د.الجديدي، والمدرسة الجعفرية ومسقف صباح الناصر.

على ساحل البحر ماكينة ثلج الغانم وماكينة الكهرباء وحدود منطقة الشرق تبدأ من مسجد الخليفة ومنطقة الوسطى والعسعوسي والنصف وفريج هلال ومقبرة هلال المطيري وأمامها المدرسة الشرقية وخلفها المرحوم ناصر وعبدالله وإبراهيم النجدي، وبيت هلال له بابان شمالي وجنوبي، وبعد ذلك عائلة بورسلي ومسجد سعد الناهض، وبعد ذلك بيت الشيخ علي الخليفة وبيت أحمد الغانم وبيت حمود الجابر الصباح.

قديما لا يوجد المستشفى الأميري، كان بيوتا وآخر الشرق قصر دسمان، أما بالشارع الثاني بيت الملا مقابل مقبرة هلال، ومن بعد ذلك بيت سعد أحمد الناهض وبيت عبدالله المهنا وبيت خالد النجدي واخوانه وبيت عبدالوهاب القطامي بوبدر، وكذلك بيت السيب وبيت سعد الطويل واخوانه ومبارك الهدهود قرب مسجد المطبة وهناك مجموعة دكاكين، دكان مبارك الهدهود ودكان الملا وأحمد مدوه، وزوجي أبوراشد يصلي بالمسجد ويؤذن، وبيوت الشايع والرقم، وبيوت الرزوقي والعماني والرومي وملا حسين العبدالله والبشارة واليماني.

بعض النواخذة من شرق القطامي والغضيبي نواخذة سفر وعمي عبدالله وعمي أحمد نواخذة محمود العصفور ومحمد وعبدالله ملاك سفن للسفر الشراعي.

القبلة والبحر

تتحدث العصفور بعد ذلك عن حياتها في منطقة القبلة عند أخوالها، حيث تقول:

حياتي في القبلة عند خوالي بيت الخشتي وخليفوه واللوغاني ويوسف ثنيان وحمد صالح الحميضي والمزيد حمود واخوانه وعبدالله المديرس والشيخ يوسف الحمود والمعتوق وعائلة العثمان النواخذة وملاك سفن شراعية وبيوتهم مقابل ساحل البحر وبيتنا خلف بيوتهم وقد اشتروه من خوالي، وأذكر عائلة المطر النواخذة وعائلة المشري وأولاد إسماعيل صالح ومحمد عبدالله جمعيهم نواخذة سفن السفر وعائلة الشطي محمد وسالم الشطي وبيوت سالمين وعبدالرحيم وحاجية صاحب دكان، وملا محمد صاحب مدرسة، وهو رجل دين ورجل طيب، وأذكر الشيخ أحمد الخميس وهو إمام وخطيب وقاض، والرجال يحفظون القرآن الكريم ومنهم من يتعلم فقط القراءة.

الحياة الاجتماعية

تتطرق ضيفتنا الى الجانب الاجتماعي من حياتها وذكرياتها فتتحدث في البداية عن الخطبة والزواج قائلة: الخطابة أو أم المعرس بنت العم والخوال، كانت العلاقة جيدة جدا بين العائلات، الخطابة يتم اختيارها من قبل أم المعرس وعندها علم بالعائلات وخاصة بالفريج (الحي).

تذهب الخطابة الى اصحاب البيت الذين تعرفهم وتعرف أن عندهم بناتا للزواج، الخطابة تذهب الى ذلك البيت وتطرق الباب، وتقول لمن يفتح الباب: اعطوني ماء، ولأن البيوت صغيرة تستطيع أن ترى من بداخل البيت.

كان عمر العروس نحو 15 عاما أو أكثر بقليل، وإذا رأت الخطابة البنت أخبرت أهل المعرس ووالدته تشرح الموضوع لوالد المعرس، والخطوة الثانية ان والدة المعرس تبلغ الخطابة بالموافقة، واسألوا عنا ونحن نسأل عنكم خلال شهر تتم الموافقة والتعارف بين العائلتين، لأن أم الولد تذهب الى بيت أهل البنت وتشرح لهم عن أهلها وعماتها وخالاتها ويبلغ الرجال بالموضوع والد المعرس ويحدد موعد لزيارة الرجال لأهل العروس ويتقابل الرجال، والسؤال يركز على العم والعمة، ثم يحدد موعد «الدزة» والمهر، وتقول الخطابة لأهل العروس ستحضر أم المعرس معها نساء من عائلتها يوم الجمعة ومعهم «الدزّة»، وتتكون من ملابس ومبلغ من المال، الملابس توضع في بقشة (قطعة قماش وبداخلها ملابس العروس «الدزّة») ومشيا على الأقدام من بيت أهل المعرس الى بيت أهل العروس والخطابة تحمل الدزّة على رأسها الى بيت أهل العروس، والدتها مستعدة لاستقبال أهل المعرس، فقد دعت اخوانها وبنات عمها وخالتها ونساء وبنات العائلة وفرشوا أرض البيت وجهزوا الشاي والقهوة العربية والقهوة الحلوة والماء.

وتتكون الدزّة من: 1 - نفنوفين، 2 - ثوبين جرجَيس، 3 - عباءتين شال بطانيتين (كنبلين)، 4 - چادرين (لحاف)، فوطتين وملابس داخلية مع النقود.

الأقمشة من نوع الستان والمشجر والشال والموجودون يشاهدون الدزّة ويرددون مبروك مبروك، أم العروس تتسلم النقود وإذا خرجت النساء حضر الأب والد العروس وشاهد الدزّة «وما بعد العود قعود» خرج النساء وبدأت الاستعدادات لليلة الزفاف وحددوا ليلة الملجة، ويكتب عقد الزواج في المسجد، وبدأت الخياطات كل واحدة تاخذ صاحباتها الخياطة على اليد أو بالماكينة.

وزفة المعرس من المسجد الى بيت العروس، البعض يزفون المعرس وأمامهم تمشي فرقة عرضة بحرية، حتى بيت العروس، بمعنى ان المعرس يبقى أسبوعا في بيت العروس.

3 وجبات في اليوم لمدة أسبوع، وبعد 3 أيام أهل المعرس يزورون أهل العروس ويكون التحوال ليلة الثامن من الزواج.

أهل العروس مع المعرس ينقلون غرفة النوم وينتقل المعرس الى بيت والده وتتحول العروس من بيت ذويها الى بيت زوجها ويسمون تلك الليلة بالتحوال، ومن الأثاث في الغرفة سلتان واحدة للرجل والثانية للمرأة والصندوق المبيت لحفظ الذهب للمرأة، ونساء البيت جميعهن وبعد 3 أيام أهل العروس يذهبون الى بيت زوج بنتهن ويسمى «الثويلث» والعروس تلبس الذهب وإذا لا يوجد عندها ذهب أهلها ووالدتها وجدتها يذهبون الى إحدى عائلات التجار والتي ترتبط معهن بصداقة ويطلبون منهم ذهبا ولا يمانعون من اعطائهم ويعدون عليهم الذهب قطعة قطعة.

والثقة بين العائلتين أصحاب الزواج أهل المعرس والعروس وعائلة التجار.

العروس تلبس الذهب في تلك الليلة وتتقدم أمام أهلها في بيت زوجها وتجلس معهم.

واذكر كان عمري 10 سنوات أعطوني ذهبا وضعته في جيبي وذهبت الى عائلة التجار وأوصلت لهم الذهب، لعائلة الناهض.

ومن العائلات التي لا تمانع في إعطاء الذهب لعائلة أخرى عائلة القطامي وعائلة الروضان وعائلة عثمان الراشد والحميضي والصبيح، أمان وثقة وتعاون بين العائلات.

أول أسبوع في بيت زوجها ترتاح من العمل وبعد ذلك تتسلمها الخالة أم الزوج.. إذا كان في البيت أكثر من كنة وبنات الخالة، يوزع العمل المنزلي لكل واحد يوم مخصص لها من الفجر حتى النوم بالليل.

تحلب الأغنام وتخبز وتجهز الريوق وتستعد وتطبخ الغداء وتنظف البيت حتى النوم، وتشرف على تربية الأبناء، هكذا كان البيت الكويتي، والعروس بعد أول أسبوع تزور أهلها يوم الجمعة، وفي ذلك الوقت تعطى العروس طاستين في كل واحدة حلويات واحدة لأم المعرس والثانية لها مع زوجها.

الخالات (أم الزوج) صنفان: واحدة طيبة بنت حلال مثلما يقولون، وأما الثانية قشرة أي بمعنى انها شديدة، فالكنة تزعل منها ولا تتفق معها لشدتها في التعامل وبعض الخالات تعطي الكنة مقدار العيش لليوم وتنصحها وتوجهها للأفضل، والسمع والطاعة من الكنة وعندك الكركم والفلفل واللحم، الصلاة والصيام والعطاء، أيام التراويح والقيام في شهر رمضان، الأمهات والجدات يجهزن القهوة الحلوة والقهوة المرة والماي للمساجد، بالنسبة لنا نزور مسجد البدر والإمام والخطيب المرحوم أحمد الخميس الخلف، والزوارة عند بعض العائلات كل 15 يوما وخاصة مع وجود الأطفال.

ومثلما ذكرت الكنة تعمل حسب تعليمات الخالة أم الزوج وإذا كان الزوج مسافرا مع السفن الشراعية الزوجة تبقى في بيتها لا تذهب الى بيت أهلها، تباشر عملها عند أهل بيت زوجها مع خالتها وعمها والد زوجها، وربما يحصل شيء بسيط خلاف قليل ولا يرقى للزعل أيام طويلة.

بدء استخدام الاسمنت

وتكمل العصفور: الرجال يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء ونقل المياه على الحمير.

العماير فيها يباع قطع غيار للسفن مثل الأخشاب والحبال والصل والشحم والنوره لدهان السفن الباريه والجندل.

وبعد سنوات نزل الاسمنت الى الكويت نهاية الثلاثينيات واستخدم في بناء بيوت في أنقرة الطواري وحولي، ونقرة الحداد من أولى المناطق، وعندما كنت صغيرة بدأت البيوت تنتشر في المرقاب، قبل ذلك كانت بيوتها محدودة، واذكر ان جارتنا بنت عبدالعزيز الدخان أخذتني معاها الى بيت عبدالعزيز الوزان في المرقاب لها ولد منه وهي مطلقته، وقالت هذا مسجد الحمود ذهبنا مشيا على الأقدام حيث لا توجد سيارات، كنت مرافقة لها وبعد ذلك تعددت البيوت من المسيل.

وكانت البداية سوق صباح ودعيج أولاد صباح حمود ومحمد ولهم قيصرية وعلى اليسار للخليفة جاخور للأغنام ومبنى الصفاة والليوان الكبير حيث يجلس الشيخ علي الخليفة، واذكر مبنى الشرطة بساحة الصفاة وخلفها الصيهد وسكن المنطقة عوائل الغربللي وحاليا الصالحية ولكن قديما الصيهد باب البدن وهو بوابة الشامية ويجلس عنده علي محمد المالك ومن بعده عبدالله وإذا كانت بوابة الدروازة مغلقة يقولون الناس له:

جيناك يا راعي الحاجه

محمد الشيخ راعي الدروازه

وبعد ذلك كسرة حاليا بناية ثنيان ومن بعدها حوطة الرمح، وأرض كبيرة قالوا لوالدتي تعالي يا سبيكة، نكتب اسمه معنا عمي عبدالكريم وعمي خليفة، المقبرة والمثني يمين ويسار وبعد ذلك باعوها لحمود العنجري.

الأخلاق بين الأمس واليوم

تتحدث العصفور عن التمسك بالأخلاق الحميدة لدى الكويتيين في الماضي والحاضر حيث تقول: قديما الناس كانوا صادقين في كلامهم ووعودهم، حريصين جدا على الوعد والصداقة.

اذكر أيضا من الجيران في الجبلة (القبلة) عبدالله المديرس وابراهيم المهنا وبيت السيد وحسين المانع والمزيد ومنهم المرحوم مساعد المزيد صاحب الدكان والعويش وعبدالسلام عبدالجليل وعبدالعزيز الحميضي وحمد الصالح والخشتي وخليفوه، عائلة العثمان بيوتهم مقابل البحر والمزيد وابراهيم وجاسم المبارك نوخذة السفن الشراعية ومن النواخذة المطر، أولاد عبداللطيف العثمان أحمد وصالح وداود وأولاد عبدالعزيز.

البيت الكويتي القديم

وعن المباني والبيوت الكويتية القديمة تقول ضيفتنا: البيت الكويتي قديما بناء عربي بأحجام مختلفة، البيت الكبير ويتكون من مجموعة من غرف النوم وأمامها الليوان ويجلسون فيه بعيدا عن الحر والمطر.

وله حوش صغير ومطبخ وحمامات وأغنام وحمام ودجاج وبيوت التجار يتبعها حوش الديوانية، فالبيت الكبير يتكون من 3 أحواش، أحيانا توجد بوسط الحوش بركة الماء للشرب وماء الجليب للغسيل، والحجم الثاني من البيوت وسط ويتكون من حوش الحرم وحوش صغير للخدمات المنزلية، بعض البيوت تطل على البراحة وبعضها داخل سكة (سِدْ) غير نافذة لان التخطيط كان بدائيا لا يستند على خرائط فبعض البيوت غرفة واحدة وحمام وجليب.. وهكذا كانت بيوت الكويتيين في المدينة، وفي القرى البيوت مبنية من الطين وبيوت بعض التجار مبنية من الصخور البحرية.

ومما اذكر من الشخصيات الكويتية المرحوم صقر السجاري أبوعبدالمحسن مسؤول الماء جار المرحوم عبدالعزيز الزاحم والسديراوي من البيوت الكبيرة والطبخ ثلاث وجبات مطبخ واحد وقدر واحد لجميع افراد العائلة.

وغداء الرجال فقط مع بعض واذا انتهوا من الأكل تقدمت النساء للغداء، كان لا يوجد اختلاط.

بعض البيوت الأم والولد ومعه خالته التي بدون اولاد وبنات، قديما ابن الاخت ما يترك خالته، العائلات الكبيرة عندهم خدم ومملوكين، البيوت كانت متلاصقة، مثلا عائلة الرمح عائلتي، 4 بيوت متلاصقة بيت عمي خليفة وعمي عبدالكريم وعمي علي ووالدي راشد.

مثلما قلت الطبخ للجميع كذلك الغداء او الوجبات الاخرى جميع الرجال مع بعض وجميع النساء مع بعض، لا يوجد من يأكل بمفرده، والغداء بعد صلاة الظهر مباشرة، الموجود ينتظر المتأخر، هذا بالنسبة للبيوت الكبيرة، اما البيوت والعائلات الصغيرة قبل أذان الظهر.

وبعد صلاة الظهر يأكلون الغداء، ومن العائلات في القبلة عائلة الشطي وميعان وبيت عيسى الشوف وبيت ابوحمرة، والمسجد إمامه كان الشيخ يوسف بن حمود، وهكذا كانت العائلات تعيش.

أذكر ايام الهيالة صيد سمك الزبيدي ايام القيد، وهذه الأيام انتهى القيد، كان الكيلو بروبية تعادل ست عشر آنة وفيها اربع بيزات، كان الزبيدي يباع بالأوقية، الوزن القديم، وكان الرز (العيش كلكتا) وعنبر يباع في البصرة، والكويتيون يشترون الفلفل والبزار (البهارات) حاليا والينسون والدارسين وعرق الهيل والقهوة كلها تستورد من الهند توضع وتحفظ في الصندوق المشربك، الأولاد يحصلون على الصوغة وهي الهدية من الحلوى من مسقط والهند من النيبار واطفال الفريج يحصلون على الصوغة الهدية من البحارة رجال الفريج، قديما فقط الباجلة والشاي الاحمر والقند السكر قوالب.

تتحدث العصفور عن جانب من انشطة النساء في الاسرة الكويتية وهو الطهو وعن ذلك تقول: الطبخ وطريقته وكيفية الطبخ تختلف من بيت الى بيت كل حسب طريقته، مثلا عندنا الزبيدي نضع الدهن ونحمس الحشو المكون من البصل ـ بعد تنظيف الزبيدي وتجهيزه.

ونضع الماء على النار، ونضع الحشو داخل الزبيدية ونخيطها وكان عندنا عيش (ارز) داودخان من الهند وعيش سدري ونستعمل عيش داودخان ونضع الزبيدية بقاع القدر ونضع فوقها العيش (الرز) على نار من الاخشاب الصغيرة او قصاقيص السعف حتى ينشف ونستخدم الدهن السمن ونصب على العيش ونضع غوري الشاي بجانب نار القدر والدقوس نضع الطماط فوق العيش وهو على النار ونضعه بعد ذلك في وعاء ونعجنه مع قليل من الماء فيصبح دقوسا اما الاجار فيصنع في البيوت او يستورد من الهند، وقت الغداء السفرة جاهزة نرفع القدر عن النار ونرفع الغطاء ونبدأ برفع الحشو ونضعه في إناء ونبدأ بالملاس نضع العيش في الصحون.

بعد أن نضع العيش في الصحون نقلب القدر في صينية ثانية، فتسقط الزبيدية ونفك الخيط منها ونضعها فوق العيش (الرز) ونضع الدهن فوقها ونجهز الدقوس والاجار، والخالة هي التي تضع الأكل وتنشف يديها بالشملة، لا توجد فوطة أو منشفة بذلك الوقت.

من الأكلات المشهورة محمر سمك ودبس أو محمر شكر ومحمر تمر، نضع الدبس بالقدر ويحرك ونضع عليه العيش ونحركه ويتغير لونه فيصير بنيا ونضعه في الصحون وعليه السمك، والبعض يشوون سمك النقرور والصبور في التنور، بعض البيوت فيها تنور للخبز او للشوي وحاليا بالفرن، أما مكبوس اللحم فأولا يطبخون اللحم حتى ينضج، بعض الناس تخرج اللحم من ماء القدر ويوضع بالدهن في المقلاة، والبعض يضع عليه العيش وهو في القدر مكبوس لحم.

وأذكر مرق مصقعة، مرق جامد، لحم بطاط قرع طماط بصل لومي أسود، وقفشة متوسطة الحجم واحدة ولبن وفي كل بيت ماعز واحدة يصنع من حليبها اللبن ويوضع في «الصميل» اذا زاد سمك الزبيدي بعض العائلات ينظفونه ويغلونه بالماء ويملح وينشر على الحبال حتى ينشف ويحفظ للأيام، ومثل هذه الأيام يوجد الخلال، البلح والتمر والعثق يعلق بسقف العريش وكل واحد يأكل منه.

كنت أخيط القحفيات للرجال وتعلمت من بنات الجيران ونبيع للغير، أشتري الخيوط ثلاث بكرات صغيرة ببيزة وأردي تعمل «قحفية» طاقية ونصنع بالطلب ونبيع على محمد مسلم أو على المعاريس نصنع اليرودلي والتيل تصنعه شريفة بنت الحمود والزري الأصلي.

الدراسة والتعليم

نالت السيدة شيخة العصفور قسطا التعليم يكفي لقراءة القرآن الكريم وعن ذلك تقول: التحقت بالمدرسة، وكنت آخذ معي غرشة ماء مصنوعة من الفخار، كانت معلمتنا المرحومة مريم العمر.

تعلمت جيدا وحاليا متمكنة من قراءة الجريدة، ختمت القرآن الكريم، والمرحوم هشام ولدي قرأت عنده القرآن الكريم.

كما حفظت بعض السور وجزءا من سورة البقرة.

المدرسة كانت من الصباح إلى صلاة الظهر ومن بعد صلاة العصر حتى المغرب، وأذكر من المطوعات أمينة الجهرة، بالنسبة لتعليمي قراءة القرآن الكريم ولم احفظ ولا أعرف القراءة بالكتب الأخرى.

عدد المشـاهدات: 3187


 
:حجم الخط
474871-297774.JPG

474871-297771.JPG

علي الأمير متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (محمد هاشم)
474871-297819.jpg

أزمة سوق المناخ أثرت على الكثيرين
474871-298523.jpg

الكويتيون قديما استخدموا سفن الشوعي
474871-297772.JPG

علي الأمير مع احدى الشخصيات الكويتية في إحدى الحفلات
474871-297818.jpg

القلاليف اثناء صناعة السفن قديما
474871-297773.JPG

علي عبدالله الأمير في الشباب
474871-297777.JPG

علي الأمير أثناء سباق المشي
474871-297775.JPG

.. وخلال حديثه عن ذكرياته
474871-297776.JPG

علي الأمير مع أحد أولاده
474871-297820.jpg

الكويتيون اعتادوا الصيد باستخدام القرقور
474871-298522.jpg

سفينة قديمة من نوع جالبوت


  • كنت أشاهد القلاليف في صغري يصنعون السفن بأنواعها المختلفة بأدواتهم اليدوية البسيطة
  • كبار السن كانوا يصيدون باستخدام الحظرة.. والقرقور كان يصنع من أعواد العثوق
  • خياطة البشت الواحد كانت تستغرق أسبوعاً من 4 صناع
  • حصلت على ميدالية في سباق للمشي وكنت أكبر المشاركين سناً
  • لدى تكوين قوة الحدود عينت آمر مستودع فني وكنت مسؤولاً عن قطع غيار ست مجنزرات
  • في العام 1961 عملت في قسم التحصيل بوزارة الكهرباء والماء حتى تقاعدت في العام 1973
  • بيتنا كان يتكون من 3 أحواش وكان فيه بقرة و«اسخلتين»
  • ولدت في العام 1935 ببراحة تيفوني في منطقة شرق
  • في الطفولة كنت أسبح في مياه البحر وأصيد السمك باستخدام القمبار أو المشخال والسيف والسراج والكابر
  • من أنواع السفن الشراعية القديمةالسنبوك والشوعي والجالبوت والبوم
  • تركت الدراسة بعد سنة رابعة عام 1952 وتوجهت للعمل مع والدي في خياطة البشوت
  • أزمة سوق المناخ كبدتني خسائر كبيرة بعد أن كنت أكسب ربع مليون دينار يومياً من التداول بالأجل
لاتزال صفحات كتاب الماضي تشع بكل جميل يضيء لنا جنبات الحاضر.

علي عبدالله حسين الأمير أحد الشهود على كويت الماضي الجميل يروي لنا اليوم بعضا مما يزال عالقا بذاكرته من فترات مرت على الكويتيين بحلوها ومرها وذكرياتها المختلطة.

يكلمنا عن مولده في براحة تيفوني في منطقة الشرق وكيف كانت الظروف حينها والشكل الذي كان عليه بيتهم القديم، يتكلم عن طفولته ومشاهداته وعمل القلاليف كما كان يراهم على ساحل البحر يصنعون السفن الخشبية بأنواعها المختلفة مستعينين بأدواتهم اليدوية البسيطة.

يستدعي من الذاكرة مواقف له حيث كان يسبح في مياه الخليج ويصيد الأسماك باستخدام أدوات مختلفة، وكيف كان كبار السن يصيدون السمك.

كما يحدثنا عن مسيرته بالتعليم والعمل وكيف ترك الدراسة بعد الصف الرابع الابتدائي، ثم عمله مع الوالد في خياطة البشوت وتعيينه مسؤولا في مصنع للطابوق براتب 150 روبية.

كذلك يتطرق إلى عمله في وزارة الكهرباء والماء وفي قوة الحدود ويذكرنا بأن أباه أول من بنى قيصرية في الجهراء. كل هذا وغيره من تفاصيل نطوف عليها خلال سطور اللقاء التالي.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

شهر مارس من كل عام والموسم يطلق عليه القييد فالصيادون من جميع أنحاء الكويت يذهبون بسفنهم الى البحر لصيد سمك الزبيدي.

أما أيام الربيع فكنت أذهب الى البر وننصب الخيام مع العائلة ومكاننا داخل سور الكويت فتوجد فراغات مثلا من السور الى الصوابر توجد مساحات ولا توجد بيوت، ومنشآت منطقة الشرق، واذكر أهل الجبلة تقريبا بالصالحين الى السور ولا توجد بيوت في الصالحية إلا القليل منها واذكر عندما بنيت المدرسة القبلية كان حولها بعض البيوت، ايضا من دسمان الى العاقول لا توجد بيوت ومن البيوت القديمة في منطقة الشرق بيت احمد محمد امين، وبعد ذلك بني المستشفى الأميري في الشرق شماليهم البحر والقبلة منطقة الاسواق.

منطقة الأسواق والمرقاب غربيها الصالحية وكانت بدون بيوت ومن الدهلة الى الوطية وكانت الفراغات كبيرة، والصالحية انتشرت فيها البيوت بالأربعينيات.

وآخر العام الدراسي كانت دائرة المعارف تقيم مهرجانا رياضيا على ارض الملعب القبلي يسمى ملعب شبان الوطن وكانت المنطقة المحيطة به منطقة بر وبجانب الملعب توجد المقبرة الكبيرة، كنت مولعا وهوايتي الأساسية صيد السمك ولم أصد الطيور والى الآن أذهب الى البحر للمشي على «الجال» الساحل الرملي وأحب المشي على الرمال.



يتحدث الأمير عن مسيرته في التعليم حيث يقول: التعليم والدراسة

بداية تعليمي في الشرقية أول في بداية افتتاحها وكان فيها معجب الدوسري مدرس الرسم وملا حمود الإبراهيم وملا عيسى مطر وعبد المحسن وعبدالعزيز مسلم الزامل وحامد الحمود فقد بدأت من الصف الأول روضة الى رابع روضة وبعدها ينتقل الطالب الى الابتدائي والثانوية.

كانت دراستي من المتفوقين نجحت في سنة رابعة ابتدائي وتركت الدراسة ولم أترك الدراسة بالاختيار ولكن أحد المدرسين اسمه يوسف عبدالرزاق.

عرض علي الوالد أن اشتغل وكان ذلك عام 1952 ولكن أخي حسين اكمل دراسته وعين في الجوازات.

العمل مع الوالد

أثناء دراستي كنت اشتغل مع الوالد في خياطة البشوت وتقريبا معظم أهل الكويت يشتغلون مع آبائهم، كنت اشتغل مع الوالد في فترتي الدراسة بمعنى انه بمجرد ان ينتهي الدوام الصباحي أذهب الى الوالد واشتغل عنده والعصر ارجع الى المدرسة وأكمل دراستي، وكان أصحاب المحلات كل واحد منهم ابنه يدير المحل وهو يروح الى البيت فكنت واحدا من أولئك الطلبة.

بداية حديثي قلت الشباب يساعدون وهذا انطبق عليّ ايضا قلت ان بيت الوالد كبير وكانت عندنا بقرة وماعزتين (الواحدة ماعز) في الكويت نقول «اسخله» كان الوالد يرسلني الى الفرضة واشتري الجولان الذي يستورد من البصرة وأضعة على رأسي ومعي بعض الأصدقاء كنت أضعه داخل الخيشة أم فحين يعني ام خطين واشتري الجت البرسيم.

والطالب الذي يجلس في دكان والده يبيع على الزبائن.

مثلما اقول ان صاحب المحل اي محل، يترك ولده في الدكان والفكرة في أن الزبون يكون متواصلا مع صاحب المحل فلا يرجع ويرى الدكان مغلقا، لأنه قديما لا توجد تلفونات، لذلك بعدما اخرج من المدرسة كنت اجلس في الديوانية عند الوالد واخيط البشت وعندي ادوات الخياطة ويزداد العمل ايام الاعياد، اذكر ان الوالد كان عنده ديوانية وكذلك البغلي والشواف وسعود المخايطه من المشهورين وكنت اعمل خياط ابره وخيط (وزري) وكان الطلب يزداد على البشت ايام الاعياد مثل بشت دربوية وتكون الخياطة وصية واذكر أنه كان هناك مواطن سعودي يزور الوالد اسمه ابراهيم بن خيزان وكان وكيلا لأحد الامراء السعوديين وكان اذا حضر يسكن بالديوانية.

عملي في البشت الدربويه والمتن والمكسر، الدربوية من انواع البشوت والمكسر من دون الدربوية للشباب، فكنت استحسن المكسر في العمل وهو الذي على اليد، واشهر رجل في خياطة المتن كان عبدالرزاق الرقم وافضل رجل يصنع الدربوية كان ولد عمي ياسين الامير، والشغل كان باليد.

مدة خياطة البشت أسبوع حتى يكتمل، ويعمل فيه اربعة صناع، واحد للتركيب وواحد للمكسر للهيلة وكل واحد ينتهي من الجزء الذي يعمل به يعطي البشت للثاني وبعد ذلك تمردخ البشت وتضرب بالهاون من الظهر، هذه كانت طريقة العمل، وتعلمت الصناعة وكنت اعلم ايضا اخواني وكنا مع بعض، اما اخي محمد فكان خريج مدرسة المطاوعة ويعمل دائما مع الوالد.

الى ان انتهيت من الدراسة وانا اعمل مع الوالد في صناعة البشوت، انواع البشوت الشتوي والربيعي والصيفي، تلبس البشت الصوف بالشتاء والمزينة من الوبر شتاء وربيعا والبشت الصيفي والبزوني لونها اسود وبشت بدري وبشت ادبس والرمادي والاملح، واحسن بشت للمعاريس اللون الاسود.

التاجر عنده ثلاثة بشوت قديما، البدري لون البدر يستخدمه في النهار، والادبس العصر واما في الليل فيستخدم الاسود وعندنا بشت يطلق عليه (المزوية) ونوع الخيوط من صوف الغنم واحسن بشت النجفي ومن بعده الدورقي. حاليا تطورت الاقمشة من لندن صناعة مكائن. منذ عام 1952 تركت الخياطة وتوجهت للعمل بالحكومة.

العمل بالدوائر الحكومية

يتحدث ضفينا عن عمله في الحكومة بعد فترة من العمل في مجال خياطة البشوت قائلا: الاستاذ يوسف عبدالرزاق قال للوالد ولدك سآخذه معي ونعينه في دائرة الاشغال العامة ونعطيه راتبا شهريا مائة وخمسين روبية، الوالد قال اريده ان يتعلم ونافعني في العمل، وأخيرا الوالد والوالدة وافقا على العمل وعينت مسؤول موقع في مصنع الطابوق وكان المتعهد فيه عبداللطيف ثنيان والمكان في الوطية وذلك عام 1952 وكان الطابوق للارصفة، كل خمسين طابوقة نشحنها في اللوري واتسلمها من المصنع لوزارة الاشغال العامة واعطيهم وصلا.

الوصل كان يلفظ (جتي) وهي لفظة محلية معروفة عند المواطنين. كان في الوطية بيتان للغانم، احد البيوت مؤجر لمدير اول بنك في الكويت وهو البنك البريطاني وانا اعطوني غرفة في ذلك البيت الذي يسكن فيه المدير.

وكان يشرف على المصنع من قبل وزارة الاشغال العامة مهندس انجليزي اسمه جورج وكانت عنده سيارة بوكس موديل 1952 والسائق كان اسمه عوض دوخي ابو فهمي وطوال الوقت يمضيه بالعمل وكانت توجد غرفة بالوطية فيها حارس اسمه بوثنيان يحرس الاخشاب وما تبقى من السفن ومخلفاتها.

وكان يحضر الكثير من المواطنين للسباحة على ساحل البحر، وكنت اسبح وأغوص، ولا ازال اسبح واغوص والسبب أنني لم ادخن سيجارة حيث انها اكبر عدو للانسان وتفتح كل شر. شاركت في سباق الجيش وكنت اكبر المشاركين سنا وحصلت على ميدالية.

امضيت 3 سنوات في الاشغال العامة من 1952 الى 1954 بنفس العمل وكنت كل يوم مع عوض دوخي في سيارة بوكس لونها حليبي موديل 1952 وكان يجلس عندي في الغرفة وهو رجل بسيط مؤدب واخواه خليفة وعبداللطيف وكان يحضر الفنان يوسف ويحضر معه العود ويعزف وكان يبدو عليه الزعل بسرعة، ويحترم الآخرين ومن اصدقائه منصور الميهي، فقد كان يجلس عنده دائما وهو من المقربين.

تكوين قوة الحدود

يتحدث الامير بعد ذلك عن عمله في قوة الحدود بعد تكوينها وعن ذلك يقول: عندما كنت في الشرقية كان معنا المرحوم الشيخ مبارك العبدالله الجابر وهو من الاصدقاء، وكان في القاهرة للدراسة.

اذكر كذلك دائرة الأمن العام ودائرة الشرطة وأذكر النواطير، كان مسؤول الامن العام حينها المرحوم الشيخ عبدالله المبارك وفي تلك الفترة تقرر تكوين قوة الحدود والمسؤول عنها كان المرحوم يعقوب البصارة، والد اللاعب القدير جاسم يعقوب ود.يوسف وسلطان وبدر.

كان مكان وموقع القوة الورشة العسكرية وزارة الاعلام حاليا، الورشة كانت فيها شبرات قوة الحدود ولها جزء من ذلك المكان ومحمد العبيد كان مسؤول الورشة وتخزين المستودعات.

اختارني المرحوم الشيخ مبارك العبدالله الجابر للعمل في قوة الحدود، فعينت آمر المستودع الفني وهو عبارة عن تخزين قطع غير وصلت لقوة الحدود وكان المسؤول المباشر عني مستر ميجر بولو وكان انجليزيا وكان معي اثنان هما جاسم محمد شهاب وتاج محمد وكان يلعب كرة بالنادي الاهلي وبعد ذلك توسع الجيش وعين وجيه المدني فلسطيني ومحمد فتحي الصدر وخالد الهنيدي وكانوا يعملون بالورشة العسكرية. في عام 1956 كان الاعتداء الثلاثي على مصر كان في الشارع الجديد يوجد مقهيان قهوة الكمال وقهوة اخرى.

في تلك الفترة كان الوالد موجودا وكذلك اخي محمد وكنت اشتغل بالجيش.

أراضٍ وقسائم

في عام 1956 كما ذكرت الوالد وأخي محمد اشتريا 21 قطعة ارض موزعة على جميع اراضي الكويت والجنوب، المساحة الكلية مليونان وثلاثمائة وثمانون مترا مربعا، الوالد اشترى الأراضي من محمد القطان، لكن الحظ لم يسعفهم، ففي تلك السنة صار تنظيم الكويت، فصارت الأراضي خارج التنظيم عدا أرض واحدة في الجهراء، وبنى الوالد عليها قيصرية وهي أول قيصرية تبنى في الجهراء وأشرفت على بنائها، وتركت الجيش واشتغلت مع الوالد.

انتهى شغل البشوت وخياطتها، وبدأ الوالد يشتري ويبيع في العقارات ونحن ثلاثة مع الوالد، وكان عندنا سيارة وانيت وكنت أسوقها وأخرج بها لتحديد الأراضي والبيع والشراء وفجأة صار هبوط في الأراضي فاشتغلت بوزارة الكهرباء والماء في قسم التحصيل منذ عام 1961 الى التقاعد في 23/7/1973.

وفي عمل التحصيل كنت أحصّل من البيوت والمحلات ما للوزارة على المواطنين ومسؤولنا ابراهيم السبيعي وخالد العبدالجليل وحامد العبدالجليل وخليل الحشاش واحمد الحناوي المدير العام حتى عام 1973، وحاليا أزاول عمل بيع العقارات والأراضي.

سوق المناخ

تناول ضيفنا بعد ذلك نشاطه بعد التقاعد من العمل في وزارة الكهرباء والماء قائلا: بعد التقاعد توجهت الى العمل في بيع وشراء الأسهم والعقارات، كان أول دكان فتح في سوق المناخ ملكي باسم البيت العقاري، وكان ببابن مفتوحين بعضهما على بعض وقد كسبت الكثير والسلم صعد الى فوق ولكن مع نكسة سوق المناخ هبطت الميزانية، وكنت في اميركا مع احد الأصدقاء فرجعت وبعت كل ما أملك وعملت تسويات لما أملكه وما عليّ كي لا أكون مطلوبا لأحد والقوانين تصد بعضها وراء بعض.

ومن الناس من خسر وهناك آخرون خرجوا من سوق المناخ بالملايين، ومن أسباب سقوط سوق المناخ طفرة الطمع والجشع والبيع بالأجل كان سببا رئيسيا وشيكات من دون تغطية ومن دون مراقبة من سوق الجت الى سوق المناخ خلال يوم واحد أبيع واشتري ثلاث مرات في اليوم، السوق من دون نظام، الغداء والعشاء بالسوق والبخور.

الناس كثيرون منهم تضرروا وأصيبوا بالخسائر، أنا واحد من شهداء المناخ، كان عندي دكانان دفعوا لي فيهما ست ملايين وما بعتهما، كنت انظر للأبعد يوميا، احصل على ربع مليون دينار من التداول بالأجل، ولم نشعر بأن يوما من الأيام ان سوق المناخ سيسقط وفجأة سقط سوق المناخ، وبعد ذلك السقوط دفعت كل ما علي وسددت الديون للآخرين وصدرت القوانين، وكثيرون تضرروا ومنهم صغار المستثمرين.. «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، بعد المناخ رجعت للعمل.

الأولاد والأحفاد

يتناول ضيفنا تفاصيل من حياته الاجتماعية وأولاده وأحفاده قائلا: متزوج وعندي احد عشر ولدا وبنتا، سبع بنات وأربعة أولاد وعندي 46 حفيدا وحفيدة وعندي 10 من أولاد الأحفاد وجميعهم متخرجون ومتعلمون وفي وظائفهم ويعملون بوزارات الدولة.

البنات مدرسات ومتزوجات، والأولاد موظفون كبار، وأحدهم حاصل على الدكتوراه وآخر مدير وثالث عنده شركات، أما الأحفاد فهناك واحد مدقق حسابات، هذه النعمة والثروة، حاليا نعمتي مع أهلي وكل يوم خميس جميعهم يزورونني، أنا سعيد مع الأولاد وسعادتي مع أولادي تفوق المال.

ابدأ بنفسك ولا يأخذك الغرور والمثل الكويتي «خد شور اللي اكبر منك واللي اصغر منك وإلا الزمان يتغدرك». أقول للشباب «لا تغتر ولا تكبر اتبع الذي يبكيك ولا تتبع اللي يضحكك».

عدد المشـاهدات: 3512


 
حجم الخط
473056-291459.JPG

473056-291458.JPG

سمير القلاف متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (قاسم باشا)
473056-291452.jpg

سمير القلاف في شبابه
473056-291456.jpg

في مشهد من مسلسل «خرج ولم يعد»
473056-291454.jpg

مع الراحل خالد النفيسي
473056-291449.jpg

مع النجم عبدالحسين عبدالرضا في «الأقدار»
473056-291444.jpg

الفنان سمير القلاف مع علي جمعة بأحد المشاهد
473056-291451.jpg

مشهد من «درب الزلق» مع الراحل خالد النفيسي
473056-291453.jpg

مع الفنانة المعتزلة استقلال أحمد
473056-291446.jpg

في مشهد من مسرحية «طاح مخروش»
473056-291440.jpg

في أحد أعماله المميزة
473056-291441.jpg

القلاف في شخصية «مرعوب» في مسلسل «الأقدار»
473056-291442.jpg

خلال أحد أعماله المسرحية مع عبدالعزيز المسلم ومجموعة من الفنانين
473056-291457.jpg

مع النجم داود حسين


  • لعبت لنادي القادسية ولم ألتزم في اللعب لحبي صيد الطيور والحداق
  • وُلدت في المستشفى الأميركاني وبيت الوالد حينها كان في منطقة شرق
  • سكنا في أمصدة ثم انتقلنا إلى الشعب ومكثنا بها منذ العام 1961 حتى الآن
  • والدي سجن في مومباي الهندية بسبب نقل الذهب
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «قتيبة» في منطقة المرقاب ثم «ابن سينا» في الدعية
  • شاركت في أنشطة الكشافة في الابتدائي وأحد الممثلين اكتشف موهبتي في التمثيل مبكراً
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا هذا الأسبوع شاهد على العصر الفني الجميل، ظهرت موهبته الفنية مبكرا وإن كان كما يقول «دخل ميدان الفن والتمثيل بالصدفة البحتة».

الفنان الجميل سمير القلاف شارك في المسلسل الأيقونة «درب الزلق» وعاصر عمالقة الفن في أيامه الجميلة، يتحدث عن أوضاع الفن كيف كان؟ وإلام صار؟ يعلق وينتقد ويرصد ويذكرنا بلحظات من الماضي الجميل.

يبدأ بالحديث عن بداياته الأولى وذكرياته عن مرحلة الطفولة، وكيف انتقلوا للسكن من مكان إلى آخر، ثم سفر الوالد إلى الهند، وماذا حدث له هناك.

ويتطرق إلى مسيرته التعليمية والمدارس التي التحق بها والأنشطة التي مارسها، وكيف لعب لنادي القادسية، وما التأثير الذي تركه حبه لصيد الطيور والحداق على ذلك. كان يصطاد الطيور مع أخواله في الصبيحية واستخدم الفخاخ والصلابة والنباطة.

شارك في كلاسيكيات من الفن الكويتي وقدم أعمالا تبقى في الذاكرة، ويتحدث خلال هذا اللقاء عن الأوضاع الفنية الحالية وما يعجبه وما لا يروق له، ويتمنى أن تعود حالة المسرح إلى قوتها ومكانتها ويحدد السبيل إلى ذلك. وإلى المزيد في السطور التالية:

في مستهل اللقاء يتحدث الفنان القدير سمير ابراهيم القلاف عن أيام الطفولة المبكرة ومن قبلها المولد حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في المستشفى الأمريكاني وبيت الوالد في منطقة الشرق، والوالد انتقل بعد ذلك للسكن في منطقة أمصدة ووالدي مرت عليه ظروف وسجن في مدينة مومباي بالهند بسبب نقل الـذهب وعشت في بيت عمتي بدرية الثويني ووالدتي اسمها جواهر.

كانت طفولتي في الشرق وآخر بيت سكن فيه الوالد في منطقة الشعب منذ عام 1961 ولانزال نعيش في هذا البيت، ايضا سكنا في منطقة الدسمة وهناك اختلاف بين الشرق والضواحي الحديثة من حيث البناء والجيران لأن الجيران يتغيرون من منطقة لأخرى فالأصدقاء ومعرفتي بهم تكون معرفة لأول مرة وهكذا كنا نتعارف.

الدراسة والتعليم

يتحدث القلاف بعد ذلك عن مسيرته التعليمية قائلا: اول مدرسة التحقت بها كانت مدرسة قتيبة في المرقاب، حيث كان بيت الوالد هناك، وبعد ذلك انتقل الوالد الى الشعب فانتقلت الى مدرسة ابن سينا في الدعية وبعد ذلك الى مدرسة علي بن أبي طالب..

وقد مارست بعض الأنشطة في فترة دراستي ومنها الأشبال ومن ثم الكشافة وكنت أشارك في التمثيل منذ المراحل الأولى للتعليم ـ وأشارك مع الطلبة وقد اختارني الأستاذ المشرف عندما سمع مني بعض النكات والغشمرة، واذكر المدرس الذي اختارني للتمثيل وهو الأستاذ حكم وكنت الوحيد بين الزملاء الذي استمر في التمثيل وأمضيت 4 سنوات في الابتدائي وكذلك الأشبال وكنت اشارك فرقة الأشبال في الرحلات يوم الجمعة منذ الصباح حتى المساء.

أما في المرحلة المتوسطة فقد انضممت الى فرقة الكشافة وكان قائد الفرق أحد الطلبة وهو علي العوضي، واذكر كنا نقوم برحلة خلوية نحمل أغراضنا ونذهب مشيا الى البر، وفي المرحلة الثانوية ايضا شاركت بالكشافة وكان قائد الفرقة من الطلبة الأخ فوزي وكانت معي مجموعة اذكر منهم د.السهلاوي وعلي عبدالرحيم العوضي وكان لي دور بارز في الكشافة مثل النشاط الترويحي والترويح عن الطلبة بالنكات والضحك والغشمرة ايضا.

نادي القادسية والهوايات

وعن هواياته يقول القلاف: كانت الرياضة المدرسية اولا ونادي القادسية كان ثانيا، وكنت ألعب كرة القدم في فريق الناشئين وبعد فترة من مزاولة اللعب انتقلت الى نادي السالمية، الفريق الثاني، وكان اللاعب عبدالله العصفور يسكن منطقة الشعب فكان يأخذني معه الى نادي القادسية مع بعض الشباب واذكر مدربنا سامي وظللت لمدة اربع سنوات في القادسية لكن لم أكن ملتزما ايام التدريب.

واما في نادي السالمية فلعبت مباراة واحدة للسالمية ضد نادي كاظمة على ملعب السالمية، اذكر الذين انتقلوا من القادسية الى نادي السالمية منهم خليفة الضبيبي وحمزة العباسي وسامي البندري واذكر من لاعبي السالمية الكبار عبدالله القطامي واحمد سراب وحسن يوسف، وهذه مرحلة الشباب، لم أكن ملتزما بالنادي بسبب صيد الطيور ايام الربيع وصيد السمك الحداق ايام الصيف، وكنت اذهب مع خوالي حسن وعبدالرضا العباسي الى صيد الطيور في الصبيحية، ، وكنا ننام هناك لمدة يومين، واكثر منطقة الصبيحية كانت فيها مزارع، وكانت فيها اشجار الاثل والسدر.

وشاهدت بعض المواطنين يستخدمون البنادق والتي نسميها شوزن، وبعض الشباب يلتقطون الكنار من شجر السدر، اخوالي كانوا ينصبون الصلابة على اماكن مرتفعة وننصب الفخاخ لصيد الطيور وعندي نباطة ومن الطيور كنا نصيد حمّامي قفصي جتبي وطيور اخرى، المنطقة كانت برية مفتوحة لا بيوت فيها ولا طرق معبدة وفيها رمال كثيرة والصيد من الفجر، الجو بالليل كان باردا والنهار جميل وهناك المزارع وعيون الماء والجلبان (الآبار) واذكر منطقة وارة والعشيش وكانت فيها دكاكين، اذكر اصدقاء اخوالي معنا في البر، اما الحداق وصيد السمك فكنت اذهب الى الفرضة وكنت اذهب الى الوطية جهة المقصب، واحيانا اذهب مع اخوالي بالسيارة الى الدوحة ونستخدم المشابك لصيد السمك، وفيها سمك السبيطي وفيها خوارير وكنا نستخدم طريقة الكنبار واستخدم الكابر وهو عبارة عن عصا طويلة بأحد طرفيها مثل السهم من الحديد.

وصيد المزلقان والوحر والقبقب والسيف نضرب به السلس، كنا نشوي ونطبخ ونأكل وهكذا كان يفعل كثير من الكويتيين، هذه هواياتي مع الرياضة واللعب.

اذكر في الصبيحية كنا نصيد الطيور الجارحة والبعض يحفر حفرة كبيرة ويغطيها بشبك ويربط حمامة تسمى ربيطة فالطير عندما يرى الحمامة ينزل عليها ويدخل بالشبك ويبدأ السحب.

الانشطة كانت كثيرة، والهوايات متعددة. ايضا كنت كشافا بالبحرية والكشافة البرية، وكذلك في ثانوية الدعية واذكر علي حسن العلي وسليمان الاشوك بالجوالة، وكنا مجموعة كبيرة وشاركت في المخيم الكشفي في الفنيطيس، وحاليا المكان تحول الى منطقة سكنية وانتهى المعسكر الكشفي وشاركت في عدد كبير من المعسكرات.

وهناك قدمت تمثيليات وكان لي نشاط موسيقي وشاركت في اوبريت عندما زار الكويت احد رؤساء الدول العربية وكنت اشارك في حفلات السمر في المعسكر الكشفي موسيقى وتمثيل، كذلك كان يقام حفل كبير في المعسكر الكشفي والادارة كانت تدعو المسؤولين والقياديين وأولياء الأمور.

وأذكر الدكتور عبدالوهاب من الزملاء، وأذكر شادي الخليج واغنيته عن المعسكر الكشفي. ايضا من مشاركاتي في الصحافة المدرسية كتبت مقالا عن الصحة وطريقة الاكل والذهاب الى المدرسة، المهم كانت لي مشاركات طوال سنوات الدراسة، وأذكر أنني كتبت عن الطبيعة وفوائد الاشجار، وكتبت عن المدرس وعلاقته بالطالب وعلاقة الطلبة بالمدرسين وعلاقتهم بعضهم ببعض، وكانت لي مشاركات كبيرة في المرحلة المتوسطة والثانوية، كما أذكر أنني كتبت قصة من الخيال وكتبت نقلا عن الافلام قصة عنتر بن شداد وقصة كليلة ودمنة، وكانت كتاباتي مبسطة وحسب ثقافي بحيث يفهمها القارئ، وخاصة نحن طلبة ومعي مجموعة من زملائي يكتبون بالمجلة تحت اشراف المدرس المختص وكانت لي انشطة كثيرة ومتعددة ومتنوعة خاصة في ثانوية الدعية، وهذا المجال دفعني للقراءة والمطالعة والذهاب الى مكتبة المدرسة.

العزف على العود

من هوايات القلاف كذلك العزف على العود، والذي تعلمه اثناء الدراسة، وعن ذلك يقول: عندما كنت طالبا في المدرسة تعلمت العزف على العود ويرجع الفضل للاستاذ عبدالامير عبدالرضا، وهو رجل فنان شامل، وقد اسس مسرح العرايس في الكويت، كما انه عازف عود ورسام وله انشطة كثيرة ومتعددة، واول من عمل الديكور بيديه. «ليش زعلان ما يحاكيني وكوكو ماشي بالمدينة» هذه الاهزوجة من عمل عبدالامير عبدالرضا.

تعلمت عزف العود من هذا الفنان القدير وكنت اتقن العزف والغناء وكذلك عبدالرؤوف اسماعيل تعلمت منه أثناء الانشطة المدرسية وصارت لي علاقة مع بعض الموسيقيين وزاولت العزف معهم ايضا سعيد البزرة وكان يشارك الفرقة الموسيقية مع الفنانة ام كلثوم وصار مدرسا للموسيقى في الكويت وتوفي بالكويت وكذلك تعرفت على الموسيقار تيمور السري وكان مدرسا في الكويت.

وبداية تعلقي بالموسيقى كانت في المدرسة الابتدائية وكنت اضرب على المثلث الحديدي وتعلمت العزف على الاكورديون.

وتعلمت الموسيقى منذ ان كنت صغيرا وكنت استمع اليها، اما بداية تعلمي العود فكانت بالحي مع بعض الاصدقاء منهم علي القوطي، وكان معي حمد سنان ويوسف المطرف وجمعة الطراروة واولاد دعبل، وكانوا يحضرون بنيان البذالي من الصليبخات، وفي الصباح والمساء كنا نجتمع وكنت آخذ العود من بعض الفنانين وادندن عليه، ايضا شاركت في الترويح السياحي الذي اسسه المرحوم صالح شهاب، وكنت احضر عند جاسم العفصور ليالي السمر، وهو والد اللاعب عبدالله العصفور، وكنت استمع واشارك بالفنون البحرية مع الفرقة وأزور فرقة العميري واحضر جلسات الفن، وتعلمت عزف العود مع الفنانين، وبعد ذلك اتجهت الى الفن والمسرح، واذكر انني كنت اعزف موسيقى الربيع لفريد الاطرش وعزفت الاصوات العربي والشامي وصرت اشارك في الموسيقى المسرحية، ومن الاغاني التي كنت اعزفها صوت شامي يا ليله دانه وغنيت لمحمد بن فارس أحد الاصوات وهو يحيي عمر قال:

قف بالطواف ترى الغزال المحرما

حج الحجيج وعاد يطلب زمزما

والصوت الثاني لعبد الله فضالة.

عزفت وغنيت الأغاني العدنية مثل: أتت هند شاكية لأمها فسبحان من جمع النيرين، والثانية «اضنيتني بالهجر» والثالثة: «تساءلتي حلوة المبسمي متى انت قبلتني في فمي»، كتب القصيدة الأخطل الصغير.

وكنت اعتقد انها لكاتب يمني أو حضرمي وقرأت أشعارا وقصائد من ديوان الأخطل ايضا أغنية غناها فريد الأطرش وغناها أحد المطربين صوت عدني وهي: «أضنيتني بالهجر ما أضنيتني».

البداية، المدرسة وكل مدرسة لها لون ،في جميع الأنشطة المدرسون الأولون حفظنا لهم ماضيهم بالمقابلات وأدركت تلك الشخصيات الكبيرة وكتبت برنامج «في الذاكرة» 30 حلقة ووعدونا بأنه سيستمر لكن أوقفوه، تركت العود والعزف، وفي مسلسل «بلشتي» غنيت فيه جزءا من اغنية «يا اللومي يا اللومي حامض حلو».. «بلشتي» تعني حرامي فارسية الأصل.

الموسيقى والتمثيل

يضيف القلاف: استمررت بالموسيقى والتمثيل وتقديم البرامج، بدأت الكتابة قبل التمثيل ومن الهوايات انني كنت أحب تأليف القصص منذ مرحلة الشباب ،وفي الوقت نفسه قرأت كتابا بعنوان «من المخافر» مواضيعه عن جنازة من الشاليهات، قرأت الكتاب، وعن الأقزام مثل قصة قزم والوردة كيف تتكلم والنحلة التي تقرص الطفل والوردة تمنعها.

القصة القديمة القصيرة كانت الكتابة مباشرة فيها، وأول قصة رحلة صيد الحداق وعن العاصفة التي ضربت حداقين واحد مات والثاني سبح، عندي قصص قصيرة لم أنشرها بعد وكثير من القصص كانت بداية في إذاعة المدرسة، وآخر قصة أحداث الجوال مثلتها من إخراج عبدالإمام عبدالله وجمال الردهان وانتصار الشراح واحمد الشطي كاتب وممثل والبطولة، كان الموضوع تاكسي الفريج ولكن غيرته الجوال هالأيام له دور في النقل، مجموعة المسلسل مترابطة ويرجع للمخرج بترك المجال .

المسرح النقابي في الكويت كان تابعا للنقابات العمالية.

تأسيس المسرح النقابي

يستذكر الفنان سمير القلاف بدايات تأسيس المسرح النقابي بقوله: «تركت الدراسة في الثانوية بعد الصف الثاني ثانوي والتحقت بالمعهد البريطاني تحت شعار هيئة الأمم المتحدة ويطلق عليه مصنع الكلور والملح وضم الى وزارة الكهرباء والماء وعينت في ذلك المصنع والتحقت بالمعهد، ومن المدرسين 3 بريطانيين و2 كويتيين ولبنانية واحدة، واذكر عبدالخالق العوضي ويعقوب الجسمي والدورة لمدة سنة ومنها عينت في الشعيبة، وبعض الزملاء سافروا الى اليابان لتكملة الدراسة، عام 1972 كنت موظفا في الشعيبة الشمالية وكنت عضوا في النقابة، من ذلك المكان أسست الفرقة وفيها واحد من عائلة المشموم وهي فرقة تمثيل بالنقابة والمسرح نقابة العمال، وكتبت مسرحية بعنوان «عمال الورشة» وحضرها سعد الفرج ونور الدمرداش، وهذه أول مسرحية كتبتها على المسرح النقابي، ولم يستمر المسرح لظروف، وبعد 10 سنوات تركت الشعيبة وداومت بالسوق في أعمال الحرة وبعد التحرير رجعت موظفا بالكهرباء وانتدبت الى «الاعلام» ومن ثم اصبحت موظفا - المهم المسرح النقابي استمر لمدة سنتين واما اصحابي وزملائي الذين كانوا معي فتوزعوا وحاليا متقاعدين.

التمثيل بالصدفة

ولدى سؤال القلاف الناس يذكرونك مع خالد النفيسي وثلج ابو صالح وكانا من عمالقة الفن وانت اصغر منهما ومع هذا استطعت ان تثبت نفسك! فاجاب قائلا:

فقال لم اكن اخطط للتمثيل مع الممثلين الكبار والصغار ولكن الصدفة ادخلتني مجال التمثيل والمسرح، كنت ذاهبا اسأل عن احد الاصدقاء وكلما سألت اهله قالوا: راح للمسرح، وذهبت الى المسرح في مدرسة الصديق وهناك جمع غفير من الممثلين يؤدون بروفة لمسرحية «بني صامت» وكان المخرج نجم عبدالكريم منذ اربعين عاما، وكان الممثل محمد الحجي واقفا عند الباب وهو من سكان الصليبخات فسألني من تريد فقلت له اريد سعد الفرج، فقال: تفضل، دخلت المسرح وشاهدت الممثلين على المسرح، لم اجد صاحبي وقلت هل تريدونني ام لا؟ نجم عبدالكريم قال اصعد على المسرح، وقال اريد منك ان تمثل «واحد يحب واحدة»، وكان الكلام غزلا وقال «اريد منك ان تمثل دور مجنون» بأن تخط خطا على الارض وتحاول ان تدخل من تحته، فقلت: «انت واحد من المجانين».

واول عمل قمت به هو مسرحية «بني صامت» وكان الدور بائع شاي في سوق الجت وهو اول عمل وكان الدور بسيطا وبعد ذلك دخلت مسلسل «درب الزلق» في ذلك الوقت كنت موظفا وكان راتبي كبيرا حيث كنت فنيا وكان راتبي مائتين وسبعين دينارا وعندي مرسيدس بدون عمود، واستطعت ان اوفق بين التمثيل والعمل وأذكر ان الايجار في ذلك الوقت كان مائة وعشرة دنانير والنمش اربعمائة دينار «درب الزلق» كنا نجتمع في المسرح الوطني وذلك بعد الانتهاء من «بني صامت» وهذا المسرح اسسه عبدالحسين وسعد وكنت اشارك معهما في الجلوس حيث كان دوري في «درب الزلق» صالح ولد ابو صالح وهو خالد النفيسي وذلك اول عمل بعد عودته من العلاج وكذلك مثلت امام الضويحي والنمش وعبدالحسين وسعد الفرج وعلي المفيدي، وجميل راتب كنا مجموعة كبيرة، وجودي امام خالد النفيسي في دور ولده ودور المجنون فحصلت على الشهرة.

وبعد وفاته اقمنا له تأبينا وشاركت فيه وشاركت في جميع حلقات «درب الزلق»، وكنت اصغر ممثل وشاركت بعده في مسرحية «بيت العز» وكان دوري الخادم عنبر واشتغلنا المسرحية وكان ايجاري اربعمائة دينار، وكنا نمثل على مسرح كيفان عرضين في اليوم، وبعدها «على هامان يا فرعون» ماسك انتاج وعرضين في اليوم، وشاركت كممثل عندما انتقلوا للخليج العربي واعطوني دورا فخريا عوده مندوب المحكمة واستمررت في التمثيل وكذلك شاركت في «الاقدار» بدور مرعوب، وفي احدى المرات قلت ان مرعوب خبل مجنون فرد علي سعد الفرج وقال ان مرعوب شاعر مشهور، اختاروا لي دور «خبل» مجنون وهو دور صعب جدا ما كل واحد يؤديه.

وقد اجدت الدور تماما في درب الزلق وصادف ان الموضوع في «الاقدار» كانوا يريدون الشخصية التي تقوم بنقل الكلام بالفريج (الحي).

فلذلك أعطوني دور مرعوب وهو من أجمل الأدوار، بعد ذلك بعض المسارح طلبوني وبتلفزيون الكويت شاركت في «خرج ولم يعد» وكذلك «على الدنيا السلام» و«غرباء» وشاركت في مسرحيات وتمثيليات تلفزيونية وكذلك شاركت مع احمد الصالح.

ومن أحسن التمثيل والعمل السلس بحسب الدور مع النساء أو مع الرجال يعتمد على الدور مثل كرة القدم عطني الكرة وأعطيك إياها «باص باص»، هالأيام أشوف ان المنتج هو بطل المسرحية أو التمثيلية وهذا ما يصير، البعض يعطي نفسه اكبر من حجمه، لنفرض انه قادر لكن الناس تجاريك بالكلام ايضا، هناك ممثلون وممثلات جدد دخلوا مجال التمثيل وللأسف لا يجيدون حتى الكلام، ومن المشاهد العجيبة الغريبة ان الممثلة تصحو من النوم وهي في قمة المكياج. والعمل صار تجاريا، هذا يسيء للعمل.

توجد لجنة رقابة ولجنة نصوص نريد من يشرف على الكلام من المؤرخين يقرأ النص خاصة العمل التاريخي.

ايضا بعض الممثلات تنفخ شفايفها والعمر له أحكام وبعضهن السمان فالطبيعة أحلى وأحسن، من الخطأ نفخ الخدود والشفايف والوجوه، أحد المطربين رافع دعوى على الطبيب الذي عمل له العملية.

مسارح 1961

وعن تأسيس المسارح في الكويت وتاريخها يقول الفنان سمير القلاف: تأسست المسارح عام 1961 وكانت النهضة الحقيقية والسليمة بذلك الوقت الجميل واستمرت المسارح وقدمت الكثير وتحمل الممثلون التعب، لكن لا يوجد من يدعم الممثل، أقول كثير من الفنانين لديهم الطاقة ودم الشباب لكن لا يدعمهم أحد لكن يقدمون الكثير، اقول ان تلفزيون الكويت حاليا لا ينتج، الشركات معتمدة على رخص الأسعار ويريدون ممثلات بسعر رخيص وأتمنى ان تلفزيون الكويت يلتفت للممثلين ويشجع المسارح لتعود الى قوتها ومكانتها السابقة، تعطون المنتج المنفذ، اعطوا المخرج بدلا من الجلوس، وهناك ممثلون آخرون عندهم القدرة على التمثيل، ياليت التلفزيون يلتفت اليهم والكاتب المؤلف موجود وكذلك المخرج والممثل، يجب أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، المسرح الكويتي الى الوراء ولا يوجد عندنا مسرح ومعهد التمثيل من يوظفهم؟ البعض يحصل على الشهادة فقط للعمل وليس للتمثيل.

آخر كلمة: لا يصح إلا الصحيح.

الصافي يبقى والصدق يبقى والمسؤولون بيدهم كل شيء تلفزيون الكويت لا يستطيع ان يخرج مسلسلا واحدا، أي مسلسل تاريخي لازم يعود مؤلفه الى مؤرخ.

عدد المشـاهدات: 4874


 
حجم الخط
469271-281621.jpg

علي أبوحمدة
469271-281622.jpg

علي أبوحمدة متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (محمد خلوصي)
469271-281634.jpg

المرحوم جاسم العيسى وعبدالرحمن المزروعي مع فريق خيطان لألعاب القوى عند حصوله على المركز الأول لاختراق الضاحية
469271-281636.jpg

جاسم العيسى يتناول الطعام مع بعض لاعبي خيطان في إحدى المناسبات عام 1981
469271-281633.jpg

الشيخ نايف الجابر وفهد الدويلة وجاسم العيسى رؤساء أندية العربي والتضامن وخيطان عام 1981
469271-281625.jpg

علي أبوحمدة مع جوزيف بلاتر وميشيل بلاتيني
469271-281637.jpg

جاسم العيسى يسلم هدية للاعب علي الصانع ويبدو أبوحمدة
لقطة تعود لعام 1976 تجمع أحمد السعدون رئيس اتحاد الكرة آنذاك وجاسم العيسى لدى الاحتفال بإحراز خيطان المركز الثالث بكأس التفوق
469271-281635.jpg

فريق خيطان للكرة الطائرة عام 1976
  • جاسم العيسى رئيس نادي خيطان كان له فضل كبير على الأنشطة الرياضية والإدارية به وأطالب المسؤولين بإحياء ذكراه
  • والدي كان يعمل بالأشغال العسكرية في الجيش المصري بدائرة الكهرباء بعد الهجرة
  • أذكر أن مدينة أسدود كانت مقراً للجيش المصري عام 1948 وجمال عبدالناصر كان موجوداً فيها وحوصر وأصيب بالفلوجة
  • عند احتلال غزة من قبل اليهود عام 1967 كنت في الكويت وزرت أسدود مسقط رأسي ومدينة عائلتي
  • بداية تعليمي كانت في مدرسة رفح الابتدائية وأنهيت دراستي في ثانوية بئر السبع
  • عند زيارتي أرض فلسطين المحتلة شاهدت يهودياً يركب فرساً فقال لي عن أرضنا هذه ملك الغائبين والحكومة ترعاها فأخذت كيسين من البرتقال والليمون وأحضرتهما إلى الكويت
  • في الثمانينيات كان العصر الذهبي لمنتخب الكويت.. وأي فريق يلعب ضده كانت نتيجة المباراة محسومة قبل أن تبدأ
  • بعد أن تركت نادي خيطان بمنتصف الثمانينيات شكلت منتخب فلسطين من اللاعبين المقيمين بالكويت
  • في عام 1963 شاركت في الدورة العربية المدرسية مع فريق فلسطين وكانت الألعاب على ملعب ثانوية الشويخ
  • شاركت في البطولة العربية عام 1965 بالقاهرة
  • لعبت مع نادي النصر موسماً رياضياً واحداً وكان «خيطان» يدفع لي راتباً ثلاثين ديناراً عام 1966 كسكرتير ونصف دوام
  • منتخب الكويت لكرة القدم حصل على بطولة دول الخليج العربي ثماني مرات
  • عام 1966 تعاقدت مع نادي خيطان الرياضي وكان رئيس النادي المرحوم جاسم العيسى ثم لعبت مع نادي النصر لتأخري في العراق
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

الوافدون العرب كان لهم دور كبير ومساهمة فاعلة في النهضة الرياضية في دولة الكويت، فقد استعانت الاندية الرياضية منذ اواخر الاربعينيات من القرن الماضي باللاعبين العرب والذين كانوا لاعبين في الأندية الرياضية في دولهم.

وكانت الرياضة الكويتية في أوج تقدمها ونهضتها، فقد اهتم المسؤولون عن الرياضة بتطعيم الفرق الرياضية بلاعبين عرب إما من داخل الكويت وخاصة من مدرسي التربية الرياضية واما بالتعاقد من الخارج.

وضيفنا اللاعب والرياضي علي ابوحمدة من اولئك اللاعبين الذين تعاقد معهم نادي خيطان.

زار الكويت عام 1963 مع منتخب فلسطين في بطولة العرب التي اقيمت على ملاعب ثانوية الشويخ، وعاد الى الكويت عام 1966 متعاقدا مع نادي خيطان وشارك في الكثير من البطولات مع منتخب فلسطين وفي الدورات المدرسية، وصل الى الكويت عام 1966 ولعب مع نادي النصر الرياضي.. لماذا؟ عندما لعب مع نادي خيطان الرياضي كانت أول مباراة ضد القادسية.

عينه رئيس مجلس إدارة نادي خيطان سكرتيرا للنادي وكان جاسم العيسى من الرياضيين الكويتيين وكان يلعب مع القبلي، وانتخب رئيسا لنادي خيطان.

يقول علي ابوحمدة عنه: ان له الفضل الكبير في تقدم ونهضة نادي خيطان، وهو الذي اسس فريقي الكراتيه والطائرة للنساء في نادي خيطان.

ماذا يقول ضيفنا عن الرياضة الكويتية في الستينيات وما بعدها؟ علي ابوحمدة فلسطيني تعاقد مع نادي خيطان عام 1966 ولايزال موجودا يعمل بيننا. نتعرف على تفاصيل ولمحات من حياته وذكرياته خلال السطور التالية:
يبدأ ضيفنا علي محمود ابوحمدة حديثه في هذا اللقاء بالكلام عن مولده وبداياته الأولى في ارض فلسطين قائلا: ولدت في فلسطين في مدينة اسدود وفي عام 1948 لجأنا الى مدينة غزة، وكانت نشأتي وتربيتي في مدينة رفح.

مدينة اسدود فلسطينية تقع على ساحل البحر المتوسط طريق يافا ما بين يافا ومدينة المجدل ومدينة رفح تقع في قطاع غزة على الشريط الحدودي مع مصر ومقسمة الى قسمين رفح الفسلطينية ورفح المصرية وتبعد عن العريش اربعين كيلومترا.

كانت مدينة اسدود زراعية على ساحل البحر المتوسط والمدن تبدأ من رفح الى خان يونس ودير البلح والنصيرات وبعدها غزة ومن ثم بيت حانون وتبدأ بعدها فلسطين المحتلة، وحياتي في رفح، وكان والدي يعمل في الجيش المصري بعد الهجرة ولكنه في اسدود كان يملك اراضي ويزرع الحمضيات.

وبعد احتلال غزة مرة ثانية من قبل اليهود عام 1967 وكنت في الكويت، قمت بزيارة الى مدينة اسدود مسقط رأسي ومدينة عائلتي التي عاشوا فيها.

وبالمصادفة شاهدت يهوديا راكبا فرسا، سألني: ماذا تعملون هنا؟ فقلت له هذه ارضنا.

فقال: كلوا كل شيء ولكن لا تأخذوا معكم اي شيء.

فقلت له: هذه الاراضي لمن تعود ملكيتها؟ فقال: هذه الاراضي ملك الغائبين، والحكومة ترعاها.

وأخذت كيسين من البرتقال والليمون واحضرتهما الى الكويت وكانت اختي وابنها معي عام 1977 وكان السفر عن طريق مدينة عمان وقمت بزيارة القدس.

وبعد الهجرة استقررنا في مدينة رفح، وفيها مخيمات اللاجئين، والوالد بدأ يعمل بالأشغال العسكرية مع الجيش المصري بدائرة الكهرباء.

اذكر هنا ان مدينة اسدود كانت مقرا للجيش المصري عام 1948، وكان جمال عبدالناصر موجودا فيها وحوصر في مدينة الفلوجة وأصيب فيها.

الدراسة والتعليم

يتحدث أبوحمدة بعد ذلك عن مسيرته التعليمية حيث يقول: بداية تعليمي كانت في مدرسة رفح الابتدائية (أ) والقسم الثاني (ب)، المباني كانت منفصلة عن بعضها، وفيها مدارس للبنات.

ناظر مدرسة رفح الابتدائية كان محمد العبادي.

انتقلت إلى ثانوية بئر السبع وكان ناظرها محمد عبداللاه ومن المدرسين أذكر الاستاذ جبر أبوشمالة.

وقد أنهيت دراستي في ثانوية بئر السبع.

الهوايات

وعن هواياته يقول: منذ الطفولة كانت هوايتي كرة القدم، وقد مثلت فلسطين وكنت مشتركا في نادي الشباب في رفح، وبدأت الرياضة في نادي خدمات رفح، وفي ذلك النادي كانت توجد كرة القدم والسلة والطاولة، وأذكر زملاء كثيرين منهم أحمد أبوسنان وجمعة عطية وكان يلعب في نادي رام الله.

في عام 1963 شاركت في الدورة العربية المدرسية مع فريق فلسطين وكانت الألعاب على ملعب ثانوية الشويخ، وبعد نهاية الدورة رجعت إلى فلسطين وشاركت كذلك في البطولة العربية عام 1965 في بالقاهرة.

كان مشرف الفريق الاستاذ سالم أبو لغد عندما شاركنا في الكويت، وكنا نسكن في ثانوية الشويخ، وأيضا أذكر منير الريس رئيس الوفد وكان يعمل مدير التعليم في غزة وصبحي فرج كان إداريا.

الوفد الفلسطيني شارك في الدورة المدرسية وفي كرة القدم حصل الفريق على المركز الرابع على جميع المدارس، لعبنا ضد فريق لبنان وضد فريق البحرين ودخلنا دور الأربعة.

كنت ألعب مع الفريق وسط مدافع (ستوبر) بجانب قلب الدفاع، وأحيانا ألعب في كل مكان والمدرب دائما يخصصني في مراقبة الخصم.

أول اللعب كان ضد البحرين وكان الفريق قويا لكن لم يكن الإعلام قويا.

كان الكويت تمتلك فريقا قويا جدا حتى الجيل الذي جاء بالثمانينيات كان قويا، لقد كان العصر الذهبي، كنت من الجيل المعاصر لذلك.

حاليا الإعلام أكثر من السابق.

في دول الخليج العربي تطورت الكرة وخاصة المنشآت الرياضية، أذكر أن أي مباراة لأي فريق يلعب ضد الكويت كانت نتيجة المباراة محسومة قبل أن تبدأ المباراة، وأذكر أن الكويت كانت تفوز على فريق اليابان.

المهم لعبت مع يوسف الدولة ومرزوق سعيد وفي الدورة التي أقيمت في القاهرة عام 1965 كان يوسف الدولة يلعب سلة وكان لاعبا مميزا، وفي عام 1963 لعبنا ضد البحرين ولبنان ولعبنا ضد البحرين لتحديد المركز الرابع وصار فريقنا الثاني على مجموعتنا ولعبنا ضد الفريق المهزوم فصرنا الرابع.

في ذلك الوقت كانت البطولات المدرسية لها اهتمام كبير، وقد شارك نجوم كرة القدم بتلك الدورات المدرسية، الدورات المدرسية حاليا لا وجود لها.

بعد انتهاء الدورة رجع الوفد الفلسطيني ورجعت أنا إلى قطاع غزة وزاولت الرياضة مع نادي شباب رفح لكن أقول: في بداية حياتي الرياضية كنت في نادي خدمات رفح وانتقلت منه، هذا ويوجد في رفح ناديان هما: نادي خدمات رفح ونادي شباب رفح.

ونلعب مباراة مع نادي غزة الرياضي ونادي النصيرات ونادي خان يونس، وفي غزة ثماني أندية درجة أولى، وتوجد فرق درجة ثانية وهي فرق القرى الصغيرة.

دورة عام 1965

يسرد أبوحمدة ذكرياته عن دورة عام 1965 قائلا: بعد مشاركتي في الدورة المدرسية التي أقيمت في القاهرة عام 1965 وحصول فريقنا على المركز الرابع رجعت إلى غزة.

كان السودان الثاني ضد مصر وحضر المباراة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وحضرها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - وفازت مصر في القرعة بالمركز الأول وليبيا بالمركز الثالث وفلسطين بالمركز الرابع بعد تلك الدورة اشتهر فريق فلسطين وكان مشكلا من جميع اللاعبين الذين كانوا في الوطن العربي أحسن لاعبين في مصر حيث كان أربعة منهم في نادي الزمالك وأربعة في الأهلي وكان لاعبو منتخبي سورية ولبنان معظمهم من اللاعبين الفلسطينيين واقاموا معسكرا في القاهرة لجميع الدول وكان عدد اللاعبين 60 لاعبا وتم اختيار عشرين لاعبا، وكنت واحدا منهم وكان المدرب حمادة الشرقاوي مصري الجنسية وعند تشكيل أول مباراة استبعدني من المباراة.

ويتابع اللاعب علي أبوحمدة: بعدما استبعدني المدرب من التشكيل الرسمي كان حارس مرمى النادي الأهلي مروان كنفاني من ضمن الفريق الذي تم اختياره، سأل المدرب عن تشكيل الفريق وعندما علم باستبعادي، قال للمدرب كيف تستبعد علي أبوحمدة فقال المدرب: علي عمره صغير وهذه المباراة مع منتخب مصر وهذا كان العصر الذهبي للرياضة المصرية، قال مروان كنفاني للمدرب عليك أن تختار علي رقم واحد وعندما فكر في أن يكمل رقم الحادي عشر للفريق تم اختياري مع الفريق وشاركت في المباراة وكنت نجمها، وكانت خطة المدرب أن أمسك حسن الشاذلي وكتبت الصحف المصرية: «علي أبوحمدة يعطل فتاكة الشاذلي» وهو هداف أفريقيا ومصر ولكن الفريق المصري فاز علينا 2 ـ 1 وبعد تلك المباراة صرت ألعب مع كل مباراة وكان مروان كنفاني حارس المرمى وفؤاد أبوغيدة قلب الدفاع وكنت ألعب وسط وتعادلنا مع العراق.

مصر كانت تشكل عدة منتخبات وتفوز في كل البطولات ومما أذكر أن عام 1964 فازت مصر في البطولة العسكرية في طوكيو بالمركز الرابع على بطولة العالم، في ذلك الوقت كان الأولمبياد يختلف عن الأولمبياد الحالي ويشكل من اللاعبين الأساسيين من كل المنتخبات والمستوى أقوى و لعبت مع اللاعب صالح سليم وآخرين من هؤلاء العمالقة مع صغر سني حيث لعبت مع صالح سليم مباراة تجريبية مع النادي الأهلي عام 1966، وكانت هذه مباراة تجريبية لرحلتنا إلى الكويت ولعبت ضد المنتخب العسكري الكويتي والنادي العربي بمناسبة أسبوع فلسطين أيام أحمد الشقيري واستقبلنا في قصر الضيافة وكان خلف الصحة المدرسية بضاحية عبدالله السالم، فزنا 2 ـ 1 كان أحمد الطرابلسي حارس المرمى مع الجيش الكويتي عام 1966 ولعبنا ضد النادي العربي وهزمنا 3 ـ 0 وكان معهم لاعبون محترفون وحارس المرمى حسن شعراوي.

التعاقد مع خيطان

في تلك السنة عام 1966 تعاقدت مع نادي خيطان الرياضي وكان رئيس النادي المرحوم جاسم العيسى وهو مدير الكرة وكان رجلا فاضلا وله أفضال كثيرة وطلبت من النادي بعد التعاقد أن أذهب إلى العراق للمشاركة في بطولة العرب وكان تعاقدي مع نادي خيطان عن طريق الاستاذ محمد البحيصي حيث كان يعمل مدرسا في مدرسة عمر بن الخطاب الموجودة في خيطان، وكنت موجودا في بيت الضيافة بعد انتهاء أسبوع فلسطين، المهم شاركت مع المنتخب الفلسطيني في البطولة بالعراق ومن ثم ذهبت إلى غزة ومنها إلى سورية للمشاركة في البطولة العربية المدرسية صيف عام 1966 ضمن الوفد الفلسطيني، وبعدما انتهت البطولة في سورية ذهبت إلى العراق مع الوفد العراقي وحصلت على تأشيرة دخول من سفارة الكويت في العراق وقابلت عبدالعزيز الصرعاوي وسألني من رئيس نادي خيطان فقلت له جاسم العيسى، ووعدت من بغداد إلى الكويت عن طريق البر وقد تأخرت عن نادي خيطان وبدأ الموسم والنادي قد تعاقد مع لاعبين سودانيين وهما ناصر الدين وهو لاعب مميز، والثاني محمود السوداني لأني تأخرت.

ولهذا السبب لعبت مع نادي النصر ولم يعارض النادي، لعبت مع علي الشمري ورئيس النادي مطلق الشريعان ومطلق الشليمي أمين السر ومدير الكرة مهلي فرهود.

نادي النصر كان درجة ثانية، المهم لعبت معهم وكنت أسكن في نادي خيطان الرياضي وعندهم سكن للاعبين، أيضا كنت أعمل في النادي، أما مقر النادي القديم وسط خيطان القديمة حاليا مستوصف العصيمي، وأذكر أن مناحي العصيمي عضو في النادي، ومدير النادي علي العتيبي. سكنت نادي خيطان وأعمل سكرتيرا للنادي وألعب مع نادي النصر، واعمل في الفترة المسائية أعمالا بسيطة، وأول مباراة مع نادي النصر لعبنا ضد نادي القادسية الرياضي في بطولة الكأس وتعادلنا في الوقت الأصلي للمباراة وفي التمديد تفوق علينا نادي القادسية 3 ـ 0 وأقيمت لنا حفلة بمناسبة النتيجة التي حصلت والعزيمة في ديوان الشريعان، ومحمد المسعود وعبدالله العصفور في القادسية أذكر كان نادي خيطان يدفع لي راتبا ثلاثين دينارا عام 1966 كسكرتير ونصف دوام، ما كان لي نظرة مادية، وأذكر مدربنا في نادي النصر اسمه حسن خيري تعاقدت معه دولة قطر كمدرب لمنتخب قطر لأنه كان يعمل في الكويت، كانت سمعة الفرق الرياضية الكويتية وصلت للعالم العربي والأجنبي، وكانت الفرق لها سمعتها الطيبة وأقول ان نادي النصر تعاقد مع حسن خيري لأنه كان مدرب نادي القادسية وبعد ستة شهور راح نادي النصر ومن هنا تعاقدت معه (قطر) لتدريب منتخب قطر وأذكر أنه زارني في بيتي وطلب مني أن أذهب معه إلى قطر للعب هناك، وحسن خيري وهو سوداني الجنسية.

كان مستوى الأندية الكويتية عاليا جدا ومستوى متقدم على جميع أندية المنطقة.

منتخب الكويت لكرة القدم حصل على بطولة دول الخليج العربي ثماني مرات، يعني الرياضة متقدمة جدا، كانت الكويت مميزة على مستوى جميع الألعاب، ومدرسو التربية البدنية في المدارس لهم الفضل الكبير في تقدم كرة القدم والرياضة بكاملها.

كان المدرسون من عمالقة اللاعبين والمدربين لكرة القدم ومنهم محمد صالح (الوحش) والليثي ومحمد فضالي.

نادي النصر

وعن اللعب مع نادي النصر يقول أبوحمدة: لعبت مع نادي النصر موسما رياضيا واحد، والمستوى كان جيدا ومن اللاعبين علي الشمري كان مستواه جيدا جدا ولاعب منتخب الكويت وحاليا مدرب نادي النصر وله حضور في النادي، أذكر من اللاعبين الذين لعبت معهم محمد الهزاع.

نحن في الدول العربية وحسب الجو الذي لا يساعد اللاعب ان يستمر باللعب أكثر ولكن يمكن ان يصل عمر الثلاثين عند البعض، أيضا الملاعب أحيانا ما تساعد مثل الجو، أما اللاعب المحترف فهي وظيفته.

الدول العربية تقيم بطولة سنة وتغيب سنوات، حاليا هناك بطولات خليجية بطولات عربية اللاعب باستمرار، أيضا البطولات المدرسية توقفت ولم تستمر، بالنسبة لنادي النصر لعبت موسما واحدا ومن ثم رجعت إلى نادي خيطان، النادي الذي تعاقدت معه منذ البداية، لعبت الموسم الثاني مع فريق خيطان واستقررت كسكرتير للنادي إلى أن تركت النادي منتصف الثمانينيات وتفرغت لعملي التجاري.

نادي خيطان

أما ذكرياته مع نادي خيطان فيقول عنها أبوحمدة: بداية وجودي في نادي خيطان مع المرحوم جاسم العيسى رحمه الله هو رئيس النادي ومدير الكرة وكان النادي مرتبطا باسمه مثل الأندية الأخرى، كل نادي موجود رجل مشهور ويعرف من النادي المرحوم جاسم العيسى كان معروفا ومرتبطا بنادي خيطان الرياضي وله الفضل على النادي، النادي كان يضم أبطالا رياضيين مثل عبدالعزيز الهدبة في ألعاب القوى وعيسى جاسم العيسى في التنس الأرضي وخليل العيسى وحسين الجطيلي، وفي نادي خيطان كان مشهورا في لعبة التنس الأرضي حمود الصانع وعيسى وخليل جاسم العيسى من أبطال التنس الأرضي هذه اللعبة أسستها أثناء عملي في النادي، كنت أذهب إلى المدارس وأقدم هدايا لمدرسي التربية البدنية والمدرس يبحث عن الطالب الممتاز، كذلك النادي عين بعض المدرسين مشرفين وإداريين، قال لي شوف أي انسان يستطيع أن يخدم النادي أحضره للنادي فلذلك أسسنا الفرق الرياضية.

المدرسون في المدارس تجاوبوا معنا، وكان لهم دور كبير في التعاون، وأي طالب يدخل النادي نعطيه هدية عبارة عن ملابس، وكانت مخصصات النادي من الدولة بذلك الوقت 12 ألف دينار، وأذكر أن أبوعيسى كان يقول: هذا ولدنا وكان يكرم ويعطي اللاعبين ولم يكن يبخل عليهم، كل شيء بالنادي كان الفضل فيه لجاسم العيسى رئيس النادي.

كان جاسم العيسى أحد اللاعبين بالنادي الأهلي وكنت أذهب إلى الديوانيات وأحثهم على الحضور إلى النادي، ولم تكن هناك رغبة، بعد ذلك عندما صار اللاعب أو عضو النادي يسافر مع اللاعبين صارت الرغبة عندهم، فبدأ الاهتمام بالنادي وبدأ التنافس بين الحضور وكان العصر الذهبي للرياضة الكويتية بالستينيات والسبعينيات وامتدت الأجيال جيل بعد جيل.

كان العصر الذهبي عندما وصلت الكويت إلى كأس العالم بالثمانينيات، والمدرسون كان لهم دور في الأندية عكس هذه الأيام، فقديما اللاعب كان يلعب من أجل اللعب لا من أجل الفلوس فلذلك ما كان يطلب من النادي أي مبلغ خاص له.

جاسم العيسى حبه للرياضة جعله لم يلتفت للتجارة والعمل الحر، لو فتح له بقالة بذلك الوقت لصار من رجال الأعمال ولكن إخلاصه وحبه للرياضة وتفانيه أبعده عن التجارة، كان رجلا مخلصا جدا للرياضة، كان جيله بنفس الطريقة والكيفية تفرغوا للرياضة وبالتالي من الضروري أن يكرم جاسم العيسى ومن كان معه بذلك الوقت ممن خدموا الرياضة.

استمررت بالعمل سكرتيرا في نادي خيطان الرياضي وكنت أتابع مع المقاول الذي بنى نادي خيطان وأشرف على البناء، كنت أساهم في تأسيس الفرق الرياضية، وكنت أذهب الى الأماكن التي يلعب فيها الأولاد.

أسست الاسكواش والتنس الأرضي حتى فريق كراتيه للنساء وفريق كرة الطائرة للنساء.

كان النادي فيه جميع الألعاب بالنسبة للتنس الأرضي كان يلعب فيه عيسى العيسى وخليل العيسى ومحمد الهدبة، أكملت العمل وتفرغت للأعمال الحرة.

العمل التجاري

بعدما ترك نادي خيطان توجه أبوحمدة للعمل في التجارة وعن ذلك يقول: بعدما تركت الرياضة بدأت بالعمل التجاري وصراحة تركت نادي خيطان بسبب جاسم العيسى، عندما ترك النادي كنت مرتبطا بوجوده في النادي، وتفرغت لأعمالي الحرة، وأول شركة للتجارة والمقاولات كنت آخذ مشاريع في الأندية الرياضية، والشهيد الشيخ فهد الأحمد كان له دور كبير في دعمي ومساندتي وكنت متخصصا في أرضية الملاعب بمادة خاصة واستمررت بالعمل وفتحت محلات تجارية مثلا للأحذية ونظارات الأقصى وعدة نشاطات منها شركة المدار للسياحة والسفر، أتمنى الاهتمام الأكبر بالرياضة فتاريخها مشرف، وعقلية المواطن الكويتي عقلية رياضية وتحتاج إلى دعم ومساندة.

إحياء ذكرى العيسى

يتوجه أبوحمدة إلى القائمين على الحركة الرياضية بطلب قائلا: أطلب من الإخوة القائمين على الحركة الرياضية وخاصة نادي خيطان أن يتم إحياء ذكرى المرحوم جاسم محمد العيسى رئيس نادي خيطان السابق وأحد رموز ومؤسسي الرياضة بالكويت تقديرا لما قدمه من خدمات جليلة للرياضة فهو يعتبر أحد صانعي الإنجازات الذهبية.

منتخب فلسطين

كان أبوحمدة من انشأ منتخب اللاعبين الفلسطينيين في الكويت وعن ذلك يقول: بعد أن تركت نادي خيطان بمنتصف الثمانينيات وبصفتي رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فرع الكويت شكلت منتخب فلسطين من اللاعبين المقيمين بالكويت وأعددنا له تدريبا بالكويت على ملعب الاتحاد بالعديلية بقيادة المدرب الكويتي مقصيد العجمي وبدعم من الشهيد الشيخ فهد الأحمد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم.

حيث قدم كل الدعم المادي والمعنوي لهذا الفريق للمشاركة في بطولة فلسطين تحت 19 سنة التي أقيمت في الجزائر وبعد انتهاء فترة التدريب بالكويت أقمنا معسكرا تدريبيا في بلغاريا وبعدها توجهنا للجزائر للمشاركة في البطولة.

قصة لاعب

في ثنايا اللقاء يذكر علي أبوحمدة قصة أحد اللاعبين المميزين حيث يقول: حسين الجطيلي من لاعبي نادي خيطان الرياضي وتم اختياره ضمن اللاعبين لبطولة الخليج التي أقيمت في دولة قطر عام 1974 وكان يلعب مع فريق الفريج والملعب كان عند سينما غرناطة، في البداية كان رافضا الانضمام وذهبت له وأقنعته وسافر مع المنتخب وشارك في بطولة الخليج في قطر وبعد البطولة والعودة إلى الكويت أعطى المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح لكل لاعب من المنتخب الكويتي فيلا وكان حسين أحد اللاعبين الذين حصلوا على بيت هدية له وهذا فضل من الله ومساندة جاسم العيسى لذلك اللاعب حسين الجطيلي وهذا مما نقول عنه حرص رئيس النادي على اللاعبين، جاسم العيسى لم يستفد شيئا، رحمه الله، ولكن كسب سمعة طيبة عند الرياضيين والنادي.

عدد المشـاهدات: 5077


 
حجم الخط
467437-274516.jpg

حسين البزاز
467437-274508.jpg

حسين البزاز برفقة أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) في الدوحة
467437-274506.jpg

حسين البزاز مع الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله (رحمه الله) في زيارة لمتحف الفن بالدوحة
467437-274507.jpg

د.الشملان ومساعد الهارون مع حسين البزاز لدى تكريمه من وزارة التعليم العالي
467437-274512.jpg

حسين البزاز مع سفير الكويت في تونس مجرن الحمد سنة 1977
467437-274513.jpg

حسين البزاز مع وزير خارجية المغرب في مهرجان أصيلة
467437-274509.jpg

حسين البزاز متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (أسامة ابوعطية)
467437-274510.jpg

حسين البزاز لدى وصول السفينة فتح الخير إلى الكويت
467437-274511.jpg

حسين البزاز مع وفد الكويت في تونس عام 1977
467437-274514.jpg

حسين البزاز يصنع سفينته
467437-274515.jpg

دفتر دراجة هوائية باسم حسين البزاز عام 1958 من الأمن العام
467437-274518.jpg

نموذج لسفينة خشبية من نوع شوعي
467437-274519.jpg

تكريم من متحف الكويت
467437-274522.jpg

حسين البزاز مع «سكان» يعود للوالد منذ عام 1948
467437-274517.jpg

جد الزوجة عبدالله غانم القلاف
467437-274520.jpg

الوالد علي البزاز
467437-274521.jpg

عمي أحمد البزاز
467437-274505.jpg

حسين البزاز في شبابه عام 1964
467437-274504.jpg

البزاز في صباه عام 1951
  • يجب وضع السفن الشراعية القديمة في مكان قريب من البحر ووضعها الحالي غير صحيح
  • أحد الأشخاص طلب 12 ألف دينار لإصلاح بوم المهلب وقبلت أن أقوم بصيانتها بمبلغ صغير
  • سافرت إلى دبي عام 1962 واستغرقت الرحلة إلى البحرين 18 ساعة في البحر
  • كنا في المدرسة نحترم المدرس ونخاف منه فإذا رأيناه بالشارع ندخل البيوت
  • كنت أذهب إلى المدرسة بالدراجة وأسابق الأولاد من دوار مخفر شرق إلى فريج المطبة
  • والدي رفض التحاقي بالقسم الداخلي في ثانوية الشويخ خوفاً علي أول عمل لي كان في صناعة السفن «مزوري» والمقابل كان الغداء فقط
  • دخلت «الأميري» مرتين للعلاجمن «عضة» كلب و«نطحة» خروف
  • أكملت دراستي بالمعهد التجاري وبعدها عينت كاتب حسابات في «التربية»
  • عملت مع الوالد عندما كان مسؤولاً عن القلاليف لتصليح لنجات الدولة وكنت أجمع «الكشبار» والوالدة تستخدمه وقوداً
  • كنت أحلب السخلة وأغسلها في البحر بأمر من والدي وآخذها إلى الشاوي صباح كل يوم
  • عندي طراد حالياً أذهب به إلى البحر بهدف الحداق باستخدام الخيوط
  • أنتمي إلى عائلة رجالها من القلاليف ومازلت أحتفظ بعدة الوالد لصناعة السفن وأستخدمها في تصميم نماذج صغيرة
  • سنبوك الشيخ جابر العلي سجل عليه شادي الخليج أغنية «حالي حال» والمحتل العراقي حرق كل السفن لكنه لم يحترق
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيف هذا الأسبوع حسين علي البزاز، ولد في المطبة بمنطقة الشرق، والتحق بالدراسة عند الملا ماجد الشماع وتعلم وحفظ القرآن الكريم، وكذلك عند العلوية الموسوي، ثم التحق بمدرسة النجاح وناظرها المرحوم عبدالله حسين الرومي، كان والده يعمل قلافا وكذلك جده وأعمامه (صناع السفن الشراعية).
كان والده يأخذه معه لكي يعلمه صناعة الآباء والأجداد، يقول حسين البزاز انه كان يعمل مساعدا لوالده حيث كان يناوله ما يحتاج له في عمله من قطع الأخشاب والأدوات التي يشتغل بها، مضيفا انه كان يجمع «الكشباز» «مخلفات تنظيف الخشب» وينقله الى البيت وكانت والدته تجمعه لاستخدامه كوقود للطبخ والخبز.

التعليم والدراسة عنده تغلبا على الصناعة فحصل على الشهادة، واشتغل عند أحد التجار محاسبا وأمينا للصندوق، ثم عمل في الوزارات الحكومية الا انه لم يبتعد عن صناعة السفن واستمر مع والده في العمل.

كسب خبرة واسعة في العمل وشارك في المركز العلمي واستعانت به أماكن أخرى لعمل تصليحات في السفن الكبيرة.

شارك في نقل «فتح الخير» السفينة الكبيرة التي كان يقودها النوخذة عيسى بشارة من الدوحة الى المركز العلمي، وقد سقط في البحر.. فماذا حصل له، وكيف نجا؟ كذلك ولخبرته الطويلة يقوم بتصليح المهلب ويعده ويجهزه.

ويرى ضيفنا انه يجب ان توضع السفن الشراعية في أماكن مخصصة وتجمع بعضها مع البعض لكي يراها ويشاهدها المواطن ويعرف ماضي الكويت البحري.

وله في هذا المضمار الكثير من القصص، وهو حاليا متفرغ لصناعة النماذج للسفن الشراعية، وتستعين به بعض الجهات المختصة.

حسين البزاز فنان كبير في صناعة السفن منذ ان كان مع والده والى هذا اليوم وهو يعمل في صناعة السفن الشراعية وصيانة السفن القديمة.

نتعرف من خلال السطور التالية على المزيد.

في مستهل حديثه، يتناول ضيفنا حسين علي البزاز بداياته وذكرياته عن مرحلة الطفولة حيث يقول: ولدت في منطقة الشرق بالكويت عند مسجد الرومي، أخوالي من عائلة الأشوك وكانوا يسكنون المطبة، الوالد والوالدة من عائلة القلاليف (صناع السفن الشراعية)، تعلمت صناعة السفن من الوالد وكان - رحمه الله - كل يوم جمعة يكلفني بتنظيف عدة العمل مثل المنشار والمنقار والمغراس، ويوجد منقر حفر والرندة، فيوم الجمعة أعمال شاقة بالنسبة الي، وكل اسبوع آخذ السخلة (المعزة) الى البحر واغسلها بالبحر، وأحيانا احلب السخلة، والوالدة أيضا تكلفني بخض الاسقا المصنوع من جلد الغنم، وكانت هوايتي الحداق بالخيط لصيد السمك على الساحل، وكنت اذهب معه الى البنديرة لأنه كان يصنع سفينة.

كنت اصيد سمك مچوة، واذكر شاوي الغنم يقال له ابورجا والبربرية فوق.

أيضا الوالد كان يكلفني بسحب الماء من الجليب بواسطة الدلو، ومن جيراننا بيت الدريول والمرهون والشطي والبورسلي واسطى احمد، وأذكر احد الرجال كان يعطينا زلابية وحلوة وهو الحاج عبدالله العوضي.

الدراسة والتعليم

يتطرق البزاز بعد ذلك الى مشواره في ميدان التعليم حيث يقول: البداية التحقت عند المطوعة علوية الموسوي وتعلمت قراءة القرآن الكريم ومن ثم انتقلت الى مدرسة المطوع ماجد الشماع وكان شديدا على الطلبة وتعلمت قراءة القرآن الكريم وحفظته وتعلمت الحساب واللغة العربية وحفظت القرآن خلال سنتين وبعد ذلك التحقت عند ملا محمد السماك - رحمه الله - وتعلمت عنده، وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة النجاح في منطقة المطبة وكان الناظر عبدالله حسين الرومي وعبدالوهاب الزواوي، واذكر بعض الاخوان الذين كانوا بالمدرسة مثل غانم القضيبي وأولاد الشملان والرومي هؤلاء بـ«النجاح» واكملت 4 سنوات في «النجاح» ومن الأنشطة الرياضية شاركت في فريق السلة بالمدرسة وكنا نلعب بملعب المدرسة كذلك كانت لي مساهمة في فريق كرة القدم.

وكنا نلعب بالمقبرة المجاورة للمدرسة وكانت ساحة لا أثر للقبور فيها، والمقبرة قديمة جدا - عند الدوار مقابل مخفر الشرق، وتخصصت بالسلة فقط واذكر الفنان محمد المنصور يلعب سلة، كنا نحرز بطولات والناظر كان اسمه عبدالله حسين وكنت دائما من الناجحين لم ارسب سنوات الدراسة وبعد ذلك نقلت الى مدرسة المتنبي بالشرق «دسمان» وجميع أصدقائي كانوا هناك والدوام على فترتين الصباحية وبعد العصر، نذهب ونرجع مشيا على الأقدام وبعد ذلك الوالد اشترى دراجة.

وتابع: لم أمارس لعب السلة، ولا أي نشاط رياضي.

وكان من طلبة المتنبي الشيخ علي جابر الأحمد ونايف الأحمد وكذلك الشيخ ناصر وحمد صباح الأحمد، الفصل في ذلك الوقت فيه طلبة صغار وكبار، وكنت من الشطار، فالمدرسون يسألونني عن المعلومات وكنت أجاوب بسرعة فقلت لهم سبق ان تعلمت في مدرسة المطوع وهي من المدارس الأهلية.

لا يوجد تعليم اللغة الانجليزية بالابتدائي وأذكر الاستاذ محبوب فلسطيني، كان شديدا على الطلبة وهو مدرس إنجليزي في المتوسط، كان احترام المدرس من أهم ما يقوم به الطلاب، اذا رأينا المدرس في الشارع ندخل البيت خوفا منه واحتراما، كنت شديد الاستماع لشرح الاستاذ في الفصل، وحفظ بعض القصائد، كنت أجلس فوق السطح للمراجعة على ضوء لمبة واحدة، والوالد (رحمه الله) يستمع لأخبار الاذاعات من الراديو: إذاعات صوت العرب وشرق الأردن وصوت بغداد، كنت أحفظ المخطوطات وبعض القصائد، وكنت أذهب الى البراحة مع الشباب يلعبون الصبة والتيلة، وبعد ذلك الوالد اشترى لي دراجة وكنت أسابق الأولاد الآخرين الى فريج المطبة من دوار مخفر الشرق ويقابلهم فريج العرضة، وأذهب بالدراجة الى المدرسة.

المهم أكملت رابعة متوسط في مدرسة المتنبي وانتقلت الى ثانوية الشويخ، وكان فيها صعوبة والوالد رفض التحاقي بالقسم الداخلي وكل شيء عليهم وكنت وحيد الوالدين، فكان يخاف علي، ولذلك لم أواصل تعليمي بثانوية الشويخ، ولكنني التحقت بعد ذلك بالتعليم المسائي وأكملت ثانية ثانوي، الوالد (رحمه الله) قال تعرف تقرأ وتكتب فقلت له نعم فقال كافي تعليم ولا تذهب الى المدرسة فترة كنت بالدراسة المسائية.

أول عمل عند تاجر

عن عمله بالتجارة بعدما ترك التعليم المسائي يقول البزاز:

التحقت بالعمل عند التاجر عبدالله القطان وكان عملي محاسبا وأمين صندوق، قبل ذلك الوالد طلب مني أن أعمل معه في صناعة السفن فرفضت لأن العمل متعب، فقال تعال اشتغل معنا «مزوري» (عامل - بقال - مطراش) أحضر الألواح أو العدة، وبدأت العمل عند الحاج أحمد الاستاذ مع الوالد وبدون مقابل فقط الغدا، بعد ذلك الوالد اشتغل في لنجات الدولة للتصليحات وعين مسؤولا على القلاليف واشتغلت معه، وكنت أجمع (الكشبار) وهو مخلفات وقطع صغيرة من تنظيف الخشب وكنت أستأذن من موسى سبتي وسلمان الاستاد وفردان، وأحتفظ بالقطع الصغيرة من الاخشاب وأخزنها فوق السطح لأيام الشتاء.

كان عندي حمام فوق السطح ووضعت «الكتويل» لاتجاه الرياح.

صار عندنا مخزون من الخشب «الكشبار» يستخدم كوقود في التنور أو للطبخ مثلا التنور للخبز أو شوي الصبور، بعد ذلك الوالد بدأ يشتري السعف من الفرضة ويخزن للشتاء وكذلك جيراننا بيت المري عندهم مخزن كبير ويخزنون السعف والأخشاب والكشبار هو قطع صغيرة من الخشب مخلفات تنظيف الأخشاب، فهذا يكفي للاستخدام في البيت والوالدة يوميا تخبز مرة واحدة مساء.

وأدركت جدي وكان قلاف سفن شراعية ونجار اشتغل في أبواب سور الكويت بالعشرينيات جدي أول نجار كويتي كان يصنع القبقات من الخشب وكانوا يسمونه قبقاب بو إصبع.

يصنع ويبيع، تعلمت صناعة القلاف مع الوالد، وكنت أعمل مع الوالد وعرفت أسماء الالواح والشلامين والعطف، وتجهيز العدة وهذه من أعمالي، وتعلمت الصناعة لكن لم أشتغل بالمحامل الكبيرة، بعد سنوات توفي الوالد (رحمه الله).

العمل في وزارة التربية

عن عمله في وزارة التربية يقول البزاز: أكملت دراستي في المعهد التجاري بالدوام المسائي وعينت في وزارة التربية، ومنذ ان كنت صغيرا كان عندي حب لمادة الرياضيات، فلذلك التحقت بـ«التجاري»، وعينت كاتب حسابات في التربية وكان رئيسنا مصريا وكان يطلب مني ان اعمل بعض الكشوف.

عدة الوالد

بعد وفاة الوالد احتفظت بالعدة وهي الأدوات التي يعمل بها في السفن الشراعية، وقد طلبها مني أحد المختصين بالمتاحف، كذلك اعمل مسؤولا في المتحف بالشرق عن الصيانة، وعدة الوالد قديمة جدا واعتقد انها أيضا من مجموعة جدي لأن الأدوات قديمة وأشتغل بها في صناعة نماذج للسفن الصغيرة وأنا محافظ عليها.

والمختصون والمسؤولون عن أماكن التراث والمتاحف مهتمون جدا بالسفن الشراعية الكبيرة القديمة.

اقتراح للمسؤولين

لدى ضيفنا اقتراح بخصوص السفن الشراعية القديمة يقول فيه: السفن الشراعية الكبيرة وجودها داخل مكان مسور غير صحيح، يجب على المسؤولين ان يجدوا مكانا على ساحل البحر مخصصا لتجميع هذه السفن حتى تكون بالقرب من البحر وهو المكان الطبيعي لها حيث يعطيها أهمية تاريخية، أما وجودها على الأرض اليابسة فيفقدها أهميتها، إذ ان الشمس تؤثر فيها والخشب يتفكك من حرارة الشمس، فوجود هذه السفن داخل نقعة أفضل وحماية لها.

البوم المهلب الحالي موجود داخل أرض مسورة وفوقها سور حديد، فالمواطن لا يستطيع ان يشاهد السفينة، حاليا حبال الدقل العود والصغير مقطعة وقد كلفت بإصلاحها، أحدهم طلب منهم مبلغا كبيرا من أجل الصيانة بحدود 12 ألف دينار وطلبت منهم مبلغا أقل بكثير من هذا المبلغ، وهو ألف دينار لشراء الحبال، وأما أجرتي فقلت لهم قدروها وأي مبلغ اعطوني فأنا راض به.

اشتريت الحبال وجهزتها، الكرين أجرته بـ 70 دينارا لمدة يومين، والعمال الواحد يوميا يأخذ مبلغا بسيطا والحبال ممدودة مع الكفيات جاهزة، واستوردت دهن الصل من الإمارات لكي ادهن الحبال عن حرارة الشمس.

يوجد نوعان من الصل الأفضل الهندي أو العماني ويوجد دهن صل مغربي لكن لا استخدمه والصل له رائحة قوية، واستورد 50 قوطي انقله بالسيارة، وقد استوردت مرتين من الإمارات، ودهن السفن رجل ايراني ويساعده رجل هندي.

والعمل بإشرافي البداية «نهب» السفينة بمعنى ننظفها من الشوائب من الخارج ونبدأ في الدهان بالصل، أيضا السفينة الخشبية نعمل لها شونة من التورة البيضاء والودج، شحم مخصص للسفن فكان للصل والجزء الأسفل للسفينة للشونة، أيضا علم المهلب نغيره بين فترة وأخرى حيث من السهل تغيير العلم الأمامي ومن الصعب تغيير العلم الخلفي وأقوم بعمل التغيير.

وأذكر أن موقفا حرجا حصل معي حينما استدعاني مدير المتحف وطلب مني تغيير علم سفينة المهلب وكان رجل مصري جالسا عند المدير وهو متفق معه على تغيير العلم ولكن بسعر مرتفع وبعدما جلست قال مدير المتحف أبو وليد نريد تغيير العلمين فوافقت على العمل.

وقلت له نحضر خيطا من الحرير وعلم الكويت عدد اثنين وأستطيع التغيير، فقال بكم سعر التغيير؟ فقلت بعشرين دينارا.

زعل المصري وقال كيف تقول بعشرين دينارا يومية الكرين بستين دينارا؟ فقلت له بدون كرين عاملين، فقال أحضرت سبعة عمال بنغاليين فلم يستطيعوا.

فكلمت المدير وقلت له خلال ساعتين تم تغيير سارية العلم الامامية والخلفية بعملية بسيطة وخرج المصري من عند المدير.

وبين فترة وأخرى يتم تغيير العلمين من فوق السارية.

كل شيء فيه صيانة للمهلب أقوم بعمله وأنا المشرف على هذه الأعمال بعد الهباب سوف ندهن المهلب وبالتورة والودج والصل وحسب الموعد سيزال السور من حول المهلب ولا يوجد أحد يفعل ما أقوم به.

أصنع مجسمات سفن صغيرة من خشب الساج وأما السفن الكبيرة فأستطيع أن أصنعها بمساعدة آخرين ممكن أصبح استاذا وأبسط القاعدة لأن حاليا كل شيء بواسطة الكهرباء.

أنتمي لعائلة رجالها من القلاليف (صناع السفن) فجدي لأبي وجدي لأمي ووالدي وأعمامي وأخوالي جميعهم يعملون في صناعة السفن.

أستطيع أن أصنع السكان (الجرخ) وحسب القياسات والقديم أفضل من الجديد والأخشاب غالية والأفضل خشب الساج.

أما الخشب المضغوط فضعيف ويتفكك والخشب الغيني مضبوط ويصلح خشب الساج القدم الواحدة بخمسة وثلاثين دينارا يعني اللوح الواحد بسعر ثمانمائة دينار.

أضطر لأذهب الى السكراب وأشتري الابواب القديمة والمصنوعة من خشب الساج وأنظفها من الاصباغ وأقطعها في المنجرة حسب طلبي، أصنع النماذج للسفن من الأبواب القديمة التي أشتريها من السكراب والخشب القديم أفضل ويقاوم أكثر.

من هذه الأبواب القديمة أصنع السفن، النماذج الصغيرة ، جميع القطع من الساج.

وأحسن ساج من الهند وحاليا ممنوع (لا يصدر) وأحسن الأخشاب حاليا البورمي والافريقي، وأبيع سعر البوم (السفينة) بثمانمائة دينار.

المرحوم صالح الغريب كان يعمل بصناعة السفن وحاليا ديوانية القلاليف يصنعون السفن وعندهم ورشة للسفينة يستخدمون الخشب (الميرنتي) ولونه أحمر خفيف لكن يبقى الساج أفضل في السابق عند الأولين كان البيص قطعة واحدة، واذكر اننا صنعنا «جالبوت» لمؤسسة التقدم العلمي وكنت المشرف عليه واشترينا البيص من عمارة الحاج حسن عبدالرسول، والبيص من الأفضل ان يوضع في الماء، والاستاذ علي الصباغة اشتراه بـ 600 دينار، السنبوك موجود في المركز العلمي في السالمية، وحسن عبدالرسول صنع البتيل.

وسنبوك المرحوم الشيخ جابر العلي - وقد سجل شادي الخليج على ظهره أغنية «حالي حال» وأثناء الاحتلال الصدامي حرق العراقيون جميع السفن لكن السنبوك لم يحترق واشتراه المركز العلمي.

زارنا الشيخ صباح العلي في الدوحة وشاهد جالبوت والده وكان يقول عنها البنيه.

نقل «فتح الخير»

تقرر نقل البوم (السفينة) «فتح الخير» من منطقة الدوحة الى المركز العلمي، ومنهم من اقترح نقله بواسطة التريلات (سيارات النقل) وكلفت بالعمل، وقمت بجولة بشوارع الكويت فاتخذت قرارا وقدمته للمسؤؤلين بأنه لا يمكن النقل بواسطة السيارات لوجود الجسور، فأنزلناه بالبحر وكان معنا د.يعقوب الحجي، واحضرنا مهندسين اقترحوا النقل بالكرين، وآخرون اقترحوا النقل بالهيليكوبتر، والحاج علي الصباغة قال «ننزله بالبحر على الحملة على ألواح» قلت المهلب القديم الذي حرقه الجيش الصدامي الغازي، المهندس الفلسطيني الذي أشرف على الملهب موجود في الكويت وبيننا تواصل ويعمل في احدى الشركات.

اتصلت عليه وحضر وشاهد السفينة «فتح الخير» وقال نضع السفينة على تريلة ونقلبها على جانب واحد فقلت لا.

قال عن طريق البحر كيف ننزله في البحر؟ فقلت له نصنع قفصا مفتوحا من الحديد، الحديد خمسه بيم من تحت وخمسه بيم من فوق حول السفينة، فالكرين يحمل الحديد وبداخله السفينة وننزله بالبحر، مياه الدوحة ضحلة والغاطس 7 أمتار وتم النقل بواسطة القفص بالكرين الى المقص، الأرضية صخر، المهم نزل ومياه البحر طفوح (المد في أعلى درجاته مع بداية الجزر)، نزل الماء وقطعنا الحديد من تحت ومن فوق، وقت السحب سقطت بالبحر والعاملون لا يعرفون عني شيئا والسفينة «فتح الخير» سحبها التك الى السالمية وبدأت اسبح من المقص الى الأرض اليابسة، وخلعت جميع ملابسي والجو بارد جدا، وناديت على الحارس وصار جسمي أزرق، وفتح الدفاية وبعد شروق الشمس انتبهوا الى أنني غير موجود معهم وحضروا عندي وسقطت مرة ثانية.

السفر للخارج

يتحدث البزاز عن سفراته الى خارج الكويت وكيف كانت، حيث يقول: سافرت الى دبي عام 1962 سياحة وكان معي اثنان بالباخرة، والبداية سافرنا الى البحرين وكانت مزدهرة، وكنت طالبا وركبنا الباخرة من ميناء الشويخ، واستغرقت مدة السفر 18 ساعة، أمضينا 3 أيام، وشاهدت مقهى ضاحي بن وليد وجلسنا مع رواده.

وأهل الدور أقاموا حفلا غنائيا، وكان في الحفل المرحوم عبدالله فضالة وعوض دوخي عام 1962، والحفل أقامه دار ابوعلاية، واذكر المطرب أبوشيخة والمطرب سالم الصوري، سهرنا تلك الليلة مع الحفل الغنائي، وثاني يوم قررنا السفر الى دبي بالطائرة، وكان سعر التذكرة 9 دنانير.

العملة في البحرين كانت الروبية، المهم وصلنا الى دبي وسكنا في فندق اليماني في سكة الخيل، والشارع كانت فيه محلات ومطاعم، وذهبنا الى حفل غنائي في دبي في ساحة كبيرة، وكان هناك بعض الكويتيين مع مطربين، وكان يوجد في الحفل رجال ونساء.

دبي فيها كهرباء وكانت المراوح فقط، من دون تكييف، وقررنا العودة الى البحرين واتفقنا مع النوخذة الذوادي صاحب اللنج، حيث قال لنا «غدا مسافر الى البحرين»، ركبنا في اللنج وفرشوا النيم واحضروا دلة القهوة والتمر وطبخوا لنا الغداء محمر على سمك صافي، انتظرنا والنوخذة لم يحضر، سألنا عن السبب قالوا حصل له طارئ وتأخر، وهو رجل كريم حيث اذكر اننا كنا في القهوة ودفع عنا سعر الشاي والحامض، كنا في ديرة في دبي ونستخدم العيرات بالتنقل، واذكر ان بر دبي كان فيه بعض الأسواق، إذ أكلنا في المطعم عيشا ومرقا.

سلمنا الشنط لـ«اللنج»، وسافرنا الى قطر بالطائرة من دبي ومن قطر الى البحرين بـ«اللنج»، وسافرنا من البحرين الى الكويت بالطائرة الفايكونت 4 محركات، وبعدما وصلنا الى البحرين وجدنا الشنط عند جسر المحرق، وفي البحرين مقاه كثيرة والمنطقة عامرة، النوخذة الذاودي قال انت «راعي بحر» تستخدم كلمات بحرية، وفريق الغوص ساعدونا بالعوامات وقت السحب، وكنت عند صدر السفينة (مقدمتها) وذلك فجرا.

وفي شهر رمضان كان الحوض جاهزا له بوابة على الهيدروليك، أدخلنا السفينة من صدرها بالحبال ورفعناه على الدكة وتم ضخ الماء داخل الحوض وعددنا كان 30 رجلا. أحضرنا فرقة العميري البحرية و سقينا على الدقل العود والصغير وركبنا الحبال سقينا، دفعنا والنوخذة عيسى بشارة صلى ركعتين حمدا وشكرا لله على سلامة وصول فتح الخير الى المركز العلمي بالسالمية، مع أن الوالد قال لا نروح لهم.

والوافد كان يذهب الى السينما في البحرين، وفي يوم من الأيام صارت له مشكلة مع اقاربه في البحرين ولم يقفوا معه ويساعدوه، الوالد في يوم من الأيام تغدى عندهم والداعي له قال له ما عندنا بنات تذهب للغربة مع ان الوالد لم يخطب منهم.

أول أيام عيد الأضحى

وعن موقف غريب مر به في احد سفراته يقول البزاز: كنت في إمارة عجمان بدولة الامارات العربية المتحدة وصادف ذلك يوم اعدام المجرم صدام حسين وكنت اسكن في فندق وانتظر احد الاصدقاء، وصلت عند العلاقات العامة في الفندق وقلت للرجل الواقف عيدك مبارك فقال لا يوجد عيد فسألته السبب فقال ما تدري ان اليوم أعدم صدام حسين؟ فقلت له خبر جيد وممتاز الرجل انصدم، صديقي وصل وقال اترك الفندق وبالفعل ذهبت الى ام القيوين.

حوادث الشباب

يستذكر ضيفنا موقفا مر به في شبابه مع كلب صاحبه انجليزي حيث يقول: اذكر ان رجلا انجليزيا كان يسكن في منطقة الميدان وكان عنده كلب بوليسي كبير حماية له وتحرشت بالكلب وعضني، كان ذلك عام 1958، والوالد نقلني الى المستشفى الاميري وعالجني من عضة الكلب، ومرة ثانية حصل ان الوالد اشترى خروفا له قرون ونطحني بالجبهة وربطوا جبهتي بالغترة ونقلوني الى «الاميري» وتم علاجي، وقد شاهدت احد المواطنين يخلع ضرسه بالخيط.

صناعاتي وأعمالي

يتحدث البزاز عن بعض اشغاله وأعماله في الوقت الحالي قائلا: اعمل ما بين المركز العلمي والمتحف، اعمل على السفن (النماذج)، ايضا ساعدت مواطنا لتنزيل العبارة الى البحر حيث كان يريد استخدامها كقهوة بالبحر، وأبلغته بأنه قد سبقه واحد في البحرين ولكن لم تنجح الفكرة.

وحاليا عندي طراد وأذهب للحداق واستخدم الخيوط، والصيد قليل، وأحيانا اذهب مع ولدي او احد الاصدقاء.

طراد بوسط البحر

يذكر ضيفنا موقفا ربما يكون درسا لكل من يهوى ارتياد البحر، ونصيحة لمحبيه، حيث يقول: كنت في رحلة صيد وشاهدت طرادا متعطلا بوسط البحر وفيه رجل واحد وليست عنده مجاديف، والأكل قد انتهى وكذلك الماء ولم يكن معه هاتف، وكان يلوح بالغترة، اقتربت منه وأعطيته ماء وأكل وسحبته الى البر وهذا من الاخطاء ان يخرج الرجل بنفسه دون اصدقاء، لأن البحر غدار ما تدري ما يحدث مع تقلبات الجو او الاعطال للطراد واستخدام جي بي اس.

السقوط مرة ثانية

لم تقتصر خبرة البزاز في السقوط بمياه البحر على تلك المرة التي تم فيها نقل «فتح الخير» بل تكرر ذلك مرة ثانية يقول عنها: ثاني مرة سقطت بالبحر عندما قرر سحب الشوعي مقابل راس السالمية، داخل النقعة الطراد سحب الشوعي فسقطت بالبحر، وكنت واضعا رجلا على الطراد والاخرى على الشوعي، وتحرك الطراد بسرعة فسقطت بالبحر بين الطراد والشوعي.

عدد المشـاهدات: 5827


 
:حجم الخط
465485-270551.jpg

د. سليمان علي حسن الشطي
465485-270562.jpg

د. سليمان الشطي متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
465485-270557.jpg

غلاف مجموعة «الصوت الخافت» من تأليف د. سليمان الشطي
465485-270553.jpg

د. سليمان الشطي يلقي محاضرة خلال تكريم أحد الأدباء
465485-270560.jpg

"ثلاث قراءات تراثية"
465485-270554.jpg

الشطي مع مدام ديكسون
465485-270561.jpg

سليمان الشطي مع خالد سعود الزيد وخليفة الوقيان
465485-270555.jpg

د. سليمان الشطي مع المرحوم خالد مسعود في المغرب
465485-270558.jpg

"رجال من الرف العالي"
465485-270556.jpg

د. سليمان الشطي مع محمد الفايز ومنصور المنصور
465485-270563.jpg



  • أحببت الرمز في القصة واعتمدته منهجاً في مؤلفاتي وناقشت الرمزية في كتابات نجيب محفوظ برسالة الدكتوراه
  • ولدت في الكويت بالحي القبليبفريج سعود عام 1943
  • فريجنا كان مزدحماً بالسكان وفيه عدد كبير من نواخذة السفر الشراعي ونواخذة الغوص ونقل المياه
  • أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر مقابل فريج سعود
  • أمضيت سنوات من الدراسة في المباركية ثم نقلنا جميعاً إلى الكلية الصناعية وأعتبر هدم المباركية القديمة من الأخطاء الكبيرة
  • المدرسة الأحمدية تأسست في العام 1921 والمدرسة القبلية عام 1950 ولاتزال المباني موجودة
  • النظام التعليمي في الكويت أوائل الستينيات كان الأفضل وهو الأنسب حالياً لحل الأزمة المرورية وتخفيف الازدحام
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيف هذا الأسبوع الدكتور سليمان الشطي عضو رابطة الأدباء وأستاذ الادب بجامعة الكويت، تخصص في الأدب العربي، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة، وكان موضوع بحثه «الرمز عند الأديب نجيب محفوظ».

كانت هوايته القراءة والمطالعة منذ مرحلة التعليم الابتدائي، وقد شجعه على ذلك أحد المدرسين، واستمرت معه هذه الهواية حتى انه بدأ يكتب القصة القصيرة في المرحلة المتوسطة، وينشر ما يكتبه.

وفي «المعلمين» تعرف على صديقيه د.طارق عبدالله وسالم الفهد الذي كان مذيعا في إذاعة الكويت. اهتم كثيرا بالقراءة وتفتح ذهنه بعد قراءة أمهات الكتب، وكان يشارك زملاءه في المسابقات، ولتفوقه حصل على جائزة عبارة عن كتابين. د.سليمان الشطي سبق زمنه، ومنذ مرحلة شبابه إلى يومنا هذا وهو يشارك زملاءه في جامعة الكويت في الانشطة الجامعية على مستوى هيئة التدريس.

له مجموعة من المؤلفات بلغت اثني عشر كتابا في القصة والرواية. تظهر «الرمزية» بوضوح في مؤلفاته وكتبه، وفي رسالته للدكتوراه تطرق إلى الرمزية عند الكاتب نجيب محفوظ، وله نشاط متميز في رابطة الادباء، وقد ظل امينا للرابطة عدة سنوات.

في هذا اللقاء يحدثنا د. الشطي عن التعليم وجامعة الكويت وعن مؤلفاته، ولم ينس في حديثه فريج سعود، الحي الذي ولد فيه، والمدرسة الأحمدية والمدرسة المباركية.

كل هذه الأمور وغيرها نتعرف عليها من خلال السطور التالية:

بدأ الحديث مع د.سليمان علي حسن الشطي عن الحي القبلي وفريج سعود حيث ولد وقضى أيام الطفولة حيث يقول: ولدت في الكويت بالحي القبلي بفريج سعود عام 1943، وفريج سعود من الفرجان القديمة في الكويت وهو يقع مقابل ساحل البحر من الجهة الشمالية وهو فريج مزدحم بالسكان وفيه عدد كبير من نواخذة السفر الشراعي ونواخذة الغوص ونقل المياه، وفيه مجموعة ملامح مهمة وشرقية مثل قصر السيف وفرضة بيع الخضار والفواكه المستوردة من عبادان والبصرة والنقعة الكبيرة لرسو السفن الشراعية.

ويحيط بفريج سعود جنوبا مسجد المديرس ويقابل المدرسة الاحمدية الواقعة على ساحل البحر والسكان من اهل البحر بحارة او نواخذة او ملاك للسفن ولذلك نجد اكبر كثافة من السفن في النقعة المقابلة لفريج سعود، وكانت السفن الكبيرة والصغيرة والمتوسطة تركن ايام الصيف وحسب مواسم العمل، مثلا سفن الغوص لها موسم وسفن السفر الشراعي لها موسم وسفن صيد الاسماك.. وهكذا سفن تتحرك وسفن ترسو في تلك النقعة.

فريج سعود الكبير يحده من الجهة الغربية فريج الخالد والمسجد والديوانية ومن الشمال البحر ومن الجنوب بيوت ومنطقة اسواق ومن الشرق فريج الغنيم، ومن حيث الانشطة التجارية له دور كبير مثل العمارات الممتدة على طول الساحل وتوجد عمارات بفريج سعود مقابل المدرسة الاحمدية وبعدها وقبلها، وهو يعد من المناطق السكنية الكبيرة وتسكنه مجموعة كبيرة من العائلات، والمدرسة الاحمدية التي تأسست عام 1921 والمدرسة القبلية التي تأسست عام 1950 ولا تزال المباني موجودة «محافظ عليها».


فريج سعود من الفرجان الكبيرة وهو مزدحم بالسكان ويسكن ذلك الفريج مجموعة كبيرة من النواخذة ورجال البحر وأذكر من جيران بيت الوالد عائلة احمد ومحمد القصار وخليفة وعلي القصار وبيت عائلة عبدالعزيز الحساوي والمضاحكة وعائلة العبدالجليل والمباركي نواخذة سفن شراعية وعبدالوهاب التورة وعبداللطيف وعبدالوهاب العبدالجليل والخالد لهم مسجد الخالد وديوان الخالد، ومن الغرب عائلة المرزوق والعمر والنصرالله والنجار واحمد وعبدالعزيز المضاحكة وبيت الربان وبيت عائلة بن شيبة وهم نواخذة السفن الشراعية.

وكان لهم دور كبير بحكم الموقع وبدأت إزالة البيوت منذ منتصف الخمسينيات وأزيلت المباني القديمة والمبنى الوحيد الموجود هو مبنى المدرسة القبلية وكان قبل ذلك مدرسة الروضة للأولاد وكان الناظر عقاب الخطيب. وفريج سعود له سُلمان من جهة البحر لانه مرتفع عن البحر: سلم بن عبدان وسلم المدير.

بيتنا متصل بعمارة الوالد ممكن انزل منها الى الشارع، في فريج سعود البيوت على تلة من جهة البحر ونازل من جهة فريج المديرس وبيوتنا على مرتفع.

الدراسة والتعليم

تناول الشطي في حديثه بعد ذلك مشواره في التعليم وذكرياته عنه، حيث يقول: اول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة الأحمدية الواقعة على ساحل البحر مقابل فريج سعود وكان لها ملحق خلف المباني، وكنت انزل من السلم المواجه لباب المدرسة الأحمدية وأدخل المدرسة، دخلت المدرسة بواسطة المرحوم الاستاذ راشد السيف وكان يجلس عند جدي في العمارة، وباشرت الحضور يوميا الى المدرسة الأحمدية وكانت مبنية على ساحل البحر، وكانت لا توجد مبان من جهته، وكانت المدرسة مربعة، اضلاعها متساوية، وكان للمدخل باب كبير، وكان الناظر وقتها صالح عبدالملك، وأذكر من المدرسين أحمد ياسين رحمه الله. أذكر أنه كان يوجد ليوان أمام الفصول، وفي أحد الأيام اقيم احتفال وكان الليوان جزءا من المسرح الذي أقيم بالساحة، لا أذكر عدد الفصول ولكن أذكر أن الأرضية كانت رملية مستوية وكنا نصلي بالساحة.

امضيت ثلاث سنوات في المدرسة الأحمدية، ثم نقلت مع الطلبة إلى المدرسة المباركية بسبب عدم وجود فصل رابعة ابتدائي بالأحمدية، كنت أذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام من فريج سعود شرقا إلى البنك الوطني القديم، ومن مسجد الفهد إلى سوق التجار يمينا إلى المدرسة المباركية.

كان راشد ادريس سكرتير المدرسة المباركية، أما صالح شهاب فكان مدرس اللغة الانجليزية، وأصبح صالح عبدالملك ناظرا للمباركية، ولم يكن للمدرسة وكيل، وكان يوجد مدرس آخر اسمه تيسير وهو فلسطيني الجنسية.

امضيت سنوات الدراسة في المباركية ونقلنا جميعا الى الكلية الصناعية بسبب هدم المباركية القديمة، وأعتبر هذا من الاخطاء الكبيرة، فقد كانت المباركية من اقدم وأحسن المباني لأنها بنيت وافتتحت عام 1911 في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح، وكان بناؤها مربعا تحيط بها الفصول، وتم بناء مبنى جديد لا يزال قائما. وزارة التربية خصصت باصات لنقل الطلبة الى الكلية الصناعية لمدة عامين دراسيين، ثم رجعت الى المدرسة المباركية الجديدة.

انتقل الوالد من فريج سعود في عام 1955 وسكن في الصالحية (حاليا بنك) وفي ذلك الوقت كان مسافرا إلى الهند، المهم كنت اذهب الى المباركية من الصالحية بواسطة الباص، وامضيت فترة دراستي في المدرسة المباركية بالمبنى الجديد، وبعد عودتنا من الكلية الصناعية وكنت في الصف الثالث الابتدائي حصل في تلك الفترة تغيير في نظام التعليم فصرت في ثانية متوسط ورجعت الى المباركية الجديدة.

بعد ذلك حصلت على الشهادة المتوسطة من مدرسة المباركية المتوسطة. كان نظام الدراسة في ذلك الوقت تربويا وغاية في الدقة، كان حقا تربية وتعليما، كان الدوام المدرسي يمتد منذ الصباح حتى الساعة الثالثة والنصف، كان فترة واحدة ممتدة، في الساعة الثانية عشرة تنتهي فترة الدراسة الأولى فنصلي الظهر وتبدأ الأنشطة المدرسية مثل التمثيل والخطابة والمناظرات واللجان مثل لجنة المكتبة ولجنة المقابلات، كانت المسابقات من خارج المقرر، وكانت المشاركة الثقافية والتمثيلية والمناظرات بحضور الطلبة، تعلمنا اشياء كثيرة، النظام كان تربويا وكانت هناك رعاية من قبل المدرسة، أذكر أنني شاركت بالمسابقات، ومقابل كل هذا كان هناك عقاب شديد للطالب المخالف، واذكر موقفا بيني وبين المرحوم الاستاذ صالح عبدالملك وعوقبت منه كثيرا، وأذكر ان الطالب إذا غاب بسبب المرض يضرب بالعصا ولا يؤخذ بالعذر، والحقيقة أننا كنا نخاف من الناظر. كذلك أذكر اثناء إلقائي كلمة التخرج في الجامعة كان وزير التربية صالح عبدالملك قلت له عقب الحفل: لقد ضربتني كثيرا، فقال: هذا الذي جعلك من المتفوقين حاليا.

الهوايات والأنشطة

يتطرق الشطي الى ميوله وهواياته قائلا: كانت عندي هوايات ثقافية وادبية وقد مارست القراءة، وكانت من الاساسيات، وقد قرأت كتبا كثيرة، وقد كنت طالبا في المباركية، ومن هواياتي الخطابة امام الطلبة، وشاركت في المسابقات والقصة والبحث، وحصلت على جائزة كتابين احدهما رواية، وكنت مشاركا في القراءة، والكتاب لفيكتور هوغو، والثاني عن لمحات من تاريخ العالم للال جواهر نهرو، من قراءتي لهما تفتح ذهني على التاريخ الانساني والعالمي، وكنت اشارك الزملاء في المناظرات ومعي المرحوم عبدالله القصار، وهو فنان تشكيلي، وشاركت في نشاط الرسم، واقول ان اصلاح التعليم في الكويت يعود الى ذلك النظام الذي كان مطبقا في اوائل الستينيات، لأن دخول الطالب الى المدرسة من السابعة والنصف حتى الساعة الثالثة والنصف، هنا يكون جميع الموظفين ذهبوا الى بيوتهم ومن بعدهم الطلبة وبالتالي تحل وتخف الازمة المرورية وينتهي الازدحام، التعليم في ذلك الوقت كان منظما، حيث نجد امتحانات المرحلة المتوسطة صعب جدا وكان هناك امتحان موحد لجميع مدارس الكويت بالمرحلتين المتوسطة والثانوية العامة،كان لكل طالب رقم خاص به ومقعد خاص به، وكانت المراقبة شديدة جدا والارقام سرية وكل طالب يدخل الامتحان لا يعرف المدرس وحتى المدرس لا يعرفه، لأن بعض المراقبين يأتون من خارج المدرسة.

اوائل الستينيات كان اختبار سنة رابعة متوسط وكنت في لجنة بمدرسة الفيحاء المتوسطة، والذي يجتاز سنة رابعة متوسط يعتبر من الطلبة الممتازين، وكل حسب قدرته في الترتيب، والامتحان موحد لجميع الطلبة، وكانت النتيجة تذاع في اذاعة الكويت «الناجحون والراسبون»، ومن له دور ثان ، نجحت بالدور الاول وكنت الوحيد الناجح من طلاب فصلي والباقون رسبوا، كنت حريصا جدا على ان انجح ولكن لم احرص على الترتيب وكنت مغرما بالقراءة، لذلك كنت ناجحا وكان نجاحي مضمونا.

التعليم الثانوي

بعد ذلك تحدث ضيفنا عن المرحلة الثانوية قائلا: نجحت في رابعة متوسط اختبار العام الدراسي 1960 ـ 1961، ونقلت الى التعليم الثانوي في ثانوية كيفان، واول عام 1961 ـ 1962 كانت بداية افتتاحها وكانت وزارة التربية تعرض على الطلبة لمن يرغب في الدراسة في سورية على ان يتخرج معلما، فكانت عندي الرغبة في ان اكون مدرسا ولكن تراجعت ولم ألتحق. وفي العام الدراسي 1961 ـ 1962 كنت في فصل اول ثانوي في ثانوية كيفان واستمررت بالدراسة حتى نجحت في ثانية ثانوي.

وكنت اشارك الزملاء في الالعاب بالفصل، ولكن لم اشترك بالفرق الرياضية لأني كنت مشغولا بقراءة الكتب والروايات، فركزت نشاطي على القراءة في ثانوية كيفان، وكان مدرس اللغة العربية يعمل لنا مسابقات وكنت اشارك فيها، ولم استمر في ثانوية كيفان بعد نجاحي من ثانية ثانوي لأنني التحقت بمكان آخر.

معهد المعلمين

وعن سبب عدم استمراره في التعليم الثانوي بعد العام الثاني، يقول الشطي: العام نفسه الذي تم فيه افتتاح معهد المعلمين التحقت به، لذلك عينت في سنة اولى معلمين ومقره مدرسة قتيبة الابتدائية في المرقاب وذلك عام 1964 ـ 1965، وتعرفت على بعض الاصدقاء، وتعرفت على د. طارق عبدالله في المعلمين، واحمد الهلال وهو فنان تشكيلي، وكان ينشر في مجلة «الهدف».

استمررت في معهد المعلمين 4 سنوات حتى التخرج وألقيت محاضرة عامة في المعلمين عن الموسيقى الكويتية والموسيقى بشكل عام، ومادة الموسيقى مقرر من ضمن المقررات، وعندنا التذوق الموسيقي وكتبت عن الموسيقى، وأذكر مدرس الموسيقى عبدالرؤوف اسماعيل الذي أعجبه الكلام، وألقيت المحاضرة وسمع بها مدير المعهد وتطورت الدعوة وتمت دعوة المرحوم حمد الرجيب ود.شرف مفتش الموسيقى، وبدأت في الكتابة بعد تلك المحاضرة ونشرت بالصحافة وأنا في «المعلمين».

بعد التخرج في معهد المعلمين التحقت بجامعة الكويت وأكملت دراستي الجامعية لمدة 4 سنوات، ولم أشتغل مدرسا بعد تخرجي في معهد «المعلمين» وإنما التحقت مباشرة بالجامعة، وأثناء استعدادي لتقديم الماجستير والدكتوراه خطر ببالي فن القصة ووجدت ان الرمز ممتع.

الرمز في القصة

يتحدث د.سليمان الشطي عن حبه للرمزية وتوظيفه للرمز في القصة، حيث يقول: بما انني كنت أكتب القصة ونشرتها بالمجلات صار عندي استعداد وصار عندي علم ومعرفة بالرمز في القصة، والحديث عن الرمز ممتع، وقد سبقني الكثير من الأدباء والكتّاب، والرمز أداة أدبية عرفت منذ سنوات، وعندما بدأت أعد رسالة الماجستير اخترت زاوية الرمز في البحث، وقد اخترت الجانب الرمزي عند الأديب والكاتب نجيب محفوظ، وباشرت في قراءاتي عن الرمز والاتجاهات المختلفة، البداية كانت دراستي لنجيب محفوظ، والإنسان عندما يدرس موضوعا لابد ان يتأثر به لا شعوريا، فعندما تتعود على النص الأدبي ليس باعتباره سطحا شفافا فانه يوحي بأمور كثيرة تبحث عنها، العبارة أمامك وانت تبحث فيما وراءها وماذا يريد الكاتب، مثلا لو أخذنا كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، لم يكن يكتب للحيوانات او عن الحيوانات، بل كان يهدف الى رسالة خفية، هنا يبدأ الإيحاء الرمزي الموجود في كتابه، فعندما يقرأ الإنسان أي حكاية من حكايات كليلة ودمنة لا يقف عند القصة الواقعية التي حصلت، فمثلا حكاية الجمل الذي ضاع في الصحراء ومعه ذئب وثعلب وغراب وأسد والكل يعيش بعضه مع البعض، والأسد يدخل معركة ويحصل له أذى، والحيوانات معه تحرضه على ان يأكل الجمل، وبدأت تبرر له لماذا يضحي بالفرد في سبيل الجماعة؟

فالقصة ليست في ظاهرها انها قصة جمل وذئب وأسد وإنما يريد ان يقول ان هناك افكارا يريد ان يغرسها في الشخص، الحيوانات رمز للأفكار التي يريد ان يغرسها.

هذا النوع من القراءة والنصوص يؤدي الى نوع من الكتابة وهو الذي جعلني أكون منسجما مع الكتابة الرمزية، ودراستي عن نجيب محفوظ كانت موفقة، وقد رحب الدكتور المشرف بالفكرة، وكان هناك اعتراض على ان نجيب محفوظ وقتها حي والدراسات لا تكتب عن الناس الأحياء، لكن الدكتور المشرف على الماجستير أقنعهم، والموضوع أول من كتب فيه في الكويت هو د.سليمان الشطي، سبقتني المرحومة عواطف الصباح في الماجستير من جامعة الكويت وكان للدكتور خليفة الوقيان كتاب عن القضية العربية في الشعر الكويتي وهو كتاب جميل وفيه افكار جديدة وقد اعيدت طباعته وكنا في الوقت نفسه مع خليفة الوقيان والمرحوم خالد عبدالكريم جمعة وناقشنا نحن الثلاثة الرسائل في سنة واحدة حيث ذهبت الى القاهرة.

الدكتوراه في القاهرة

خطوة عزيزة على قلب د.سليمان الشطي وهي الحصول على الدكتوراه يقول عنها: بعد حصولي على الماجستير سافرت الى القاهرة لحصولي على الدكتوراه في موضوع «المعلقات» سبع معلقات ثم اضيفت لها معلقتان ثم معلقة واحدة فصار المجموع عشر معلقات.

القصائد سبع وجاء ابن النحاس واضاف لها قصيدتين فعرفت بالقصائد التسع، ثم جاء التبريزي واضاف لها قصيدة عبيد بن الابرص فصارت عشر قصائد وعلاقتي مع الذين درسوا المعلقات انهم قدموا الشروح القديمة والنقاد المحدثون الذين ناقشوا المعلقات لهؤلاء الأدباء ناقشتهم في آرائهم وكنت أناقش ما كتب في كتبهم حول المعلقات حيث ناقشت ابن الانباري وابن النحاس وناقشت الزوزني والشنتمري من القدماء وعدد كبير منهم التبريزي وأوضحت منهجه وجيل المحدثين من طه حسين حتى جيل كمال ابوديب وهو جيلي ومن سبقني ومصطفى ناصف من الجيل الثاني ويوسف اليوسف وابراهيم عبدالرحمن وبالنسبة لمن سبقهم الفلاييني وطه حسين وعدد كبير وناقشتهم عن الكتاب الذي صدر عن عالم المعرفة في الكويت.

الاهتمام بالدراسات النقدية

يتحدث د.سليمان الشطي عن اهتماماته الادبية وحبه للنقد قائلاً: النقد اولا كل انسان يدرس شيئا ما يتجه الى معرفته ومناقشته، ولذلك عندما كنت اقرأ النصوص الادبية شعرية او قصصية او مسرحية كنت اريد ان استمتع بالقراءة والمعلومات فإذا قرأت النص احب ان اقرأ ماذا قيل عنه وكيف فسر؟ فأبدأ بالقراءة فيما قيل عنه، مثلا قرأت نصا ما ادركته بطريقة معينة وآخر قرأه بطريقة أخرى فأزداد معرفة. اهتمامي بالدراسات النقدية جاء من هذه الزاوية فالإنسان عندما يقرأ نصا يجب ان يعرف ماذا يقول عنه الاخرون ووجهة نظرهم وكل وجهة نظر جديدة تزيدك معرفة.

النقد هو وجهة النظر وهي تختلف فهناك وجهة نظر علمية واخرى انطباعية واخرى تاريخية.

هذا الجانب نقلني من الموقف السلبي وهو القراءة والاستماع الى القراءة والعطاء، فأصبحت عندما أقرأ نصا احب ان اكتب عنه،خاصة ان الكتابة في النقد الأدبي في الكويت قليلة، ومن الواجب الوطني أن نكتب ونؤرخ من وجهة نظر نقدية، ولذلك حرصت عندما أصدرت كتابي الأول قصة «الصوت الخافت» على ان اكتب مقدمة عن تاريخ القصة في الكويت وعمن سبقني من كتاب القصة مثل فهد الدويري وفاضل خلف وخالد الفرج، وخالد سعود الزيد جمع هذه القصص في كتابه «قصص يتيمة»، طورت هذه المقدمة القصيرة وأصدرت كتابا كاملا بعنوان القصة القصيرة في الكويت، تاريخ القصة حتى الثمانينيات، ايضا وجدت من واجبي أن اتابع الحركة المسرحية، فكتبت عددا كبيرا من المقالات والتحقت بالمسرح.

ومن الناحية الثقافية في منتصف الستينيات كنت أكتب بالثقافة، ننقد المسرح او ندعمه، وكان هناك زملاء يمثلون، واصدرت كتابا عن المسرح ونشر بالموسوعة العربية في المسرح العربي بالاضافة الى مقالات منشرة في الصحف والمجالات، وكان آخر ما كتبته كتابي عن الشعر في الكويت بداية من عام 1825 حيث كتبت عن عثمان بن سند وغيره من الشعراء الشباب وغطيت الشعر من أوائل القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن العشرين.

النقد والتأليف

عن الفروق والفواصل بين النقد والتأليف يقول الشطي: ليس هناك انفصال ولكن هناك اهتماما يوجه في مرحلة معينة في موضوع معين فإذا كنت مشغولا بالكتابة عن الشعر في الكويت فهذا يحتاج إلى جهد مائتي سنة وعشرات الدواوين وهذا يؤثر مثلا على الكتابة القصصية، حيث لا تستطيع ان تكتب القصة والشعر في آن واحد، ولذلك عندما انتهيت من كتابة الشعر تفرغت وكتبت روايتي.

عندنا شعراء يرفضون الظهور او الكتابة عنهم وأقول لكل منهم انشر شعرك لكي يقرأه الآخرون، والواجب على الدارسين أن يلتقطوا هذا الشعر، فالقضية مشتركة.

والواحد حر فيما يقول او يعبر به عن نفسه، ويوجد من الكتاب من حافظ على انتاجه، وجاء مِن بعدهم مَن نشره لهم. وبعضهم يوصي بإحراق شعره بعد وفاته، وهذه خسارة كبيرة.



النهضة الأدبية في الكويت ودور رابطة الأدباء

وعن الوضع الأدبي في الكويت يقول د.الشطي: هناك حاليا نشاط وحركة أدبية كبيرة ورعاية وعناية بالأدب ويوجد انتاج أدبي رفيع ومتميز، كما ان هناك مواهب ممتازة، وعلى العموم فالحركة الأدبية نشطة جدا وقد ظهر كم كبير من التأليف والإنتاج الأدبي مفرح وغزير.

أما عن إصداراتي فقد نشرت اثني عشر كتابا في البحث الأدبي وفي القصة والرواية، وكان أول كتاب طبع عام 1970 قصة «الصوت الخافت»، وفي عام 1976 نشرت كتاب الرمزية، وهناك رواية في طريقها الى النور، وقديما قدمت رواياتي بالإذاعة والتلفزيون.

المخرجون والممثلون يشتكون عدم وجود كاتب مميز، واقول ان فن القصة شيء مختلف عن الدراما والمسرح، حتى القصص التي تحول دراما هناك كاتب سيناريو مختص، هو يقرأ لكاتب متميز فيعيد العمل تشكيلا دراميا. وأتمنى من الكتاب الشباب الاعتناء بما يكتبون، فالكتابة مسؤولية، والكاتب عليه ان يضع نفسه امام مسؤوليته وعليه ان يحرص على ما يكتب وان تخلو كتابته من أي كلام ثرثرة أو أخطاء في الشكل.

وختاما، أحب ان أوجه الشكر لجريدة «الأنباء» وللكاتب والباحث في التراث والتاريخ الأخ منصور الهاجري.



النشر في الصحافة.. والبداية من «الهدف»

وعن كتاباته في الصحف، يقول الشطي: كنت اكتب في جريدة «الهدف» مع زملائي من هنا كانت البداية بالكتابة وأول مجلة كتبت فيها هي «صوت الخليج» وكان رئيس تحريرها باقر خريبط وقد نشرت فيها القصة وكانت مصادفة، وعندما كان معهد المعلمين في مدرسة قتيبة كان يوجد فيه المرسم الحر وكنت مع عبدالله القصار ومدرس الرسم محمد علي صادق، وتعرفت هناك على سالم الفهد، وكان احد مذيعي اذاعة الكويت، سألني: ماذا تفعل هنا في المرسم الحر؟ فقلت: انا اكتب، قال: عندك شيء؟ قلت: نعم، في ذلك الوقت كان عندي قصة بعنوان «الدفة»، وطلب مني القصة وأخذها، وبعد فترة قرأت «صوت الخليج» فوجدت قصة الدفة منشورة فيها، وهذه اول قصة تنشر لي، ومرة ثانية اخذوني الى الاذاعة لكي القي نصا، وكنت مشاركا بإذاعة المدرسة وساهمت في برامج اذاعية.

وقصة «الدفة» منشورة في مجموعتي «الصوت الخافت»، وهي اول عمل ينشر وبعدما التحقت بمعهد المعلمين بدأت أبرز اكثر وصار لي حضور كبير، وزادت معرفتي بسالم الفهد، وكنت اتردد على الاذاعة، وفي أوائل الستينيات برزت في العمل الأدبي.
واول قصة شعرت بها كتبتها من دون أن اعرف الرمز في القصة التي باشرت الكتابة بواسطته، والرمز في القصة ليس في فكري منذ البداية، كتبت القصة وكنت طالبا في المرحلة المتوسطة لأنني كنت اقرأ كثيرا وأكتب، كما كنت اقرأ القصة بمفهومها القديم وأسلوبها الذي كتبها به الأدباء، وأول قصة هي الدفة، وبعدما أنهيت المعلمين والتحقت بالجامعة استمر نشاطي الأدبي وزاد اهتمامي وأنا بالجامعة، وأيضا عندما التحقت برابطة الأدباء كنت اكتب، وأشرفت على مجلة «البيان» التي كانت تصدرها رابطة الأدباء، وكنت سكرتير التحرير، وبعد سنوات أصبحت رئيس تحرير مجلة «البيان».


عدد المشـاهدات: 5859


 
حجم الخط
463629-265511.jpg

راشد الرندي
463629-265502.jpg

الرندي خلال رحلة علاج في لندن عام 2008
463629-265500.jpg

راشد الرندي مع احد الأصدقاء
463629-265512.jpg

راشد الرندي وبدر الرندي وسالم الديحاني في القاهرة عام 1969
463629-265498.jpg

الرندي مع جماله في بر المطلاع عام 1994
463629-265496.jpg

راشد الرندي مع الشيخ أحمد الفهد وسليمان الرندي في إحدى المناسبات
463629-265513.jpg

المرحوم المخرج سعود الرندي خلال تصوير احدى الحلقات من البوم راشد الرندي خارج الاستديو
463629-265506.jpg

راشد الرندي مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
463629-265501.jpg

الرندي في مكتبه
463629-265508.jpg

راشد الرندي مع نائب رئيس نادي النصر بالمقصورة في إحدى المناسبات
463629-265499.jpg

راشد الرندي مع أصدقائه في إحدى السفرات
  • الكويتيون بالسابق ما كانوا يأكلون لحوم التيس وحالياً بدأوا يقبلون عليه فارتفع السعر
  • تعلمت قيادة السيارة عندما اشترى أخي شارع الرندي سيارة
  • الحياة القديمة تختلف عن حياتنا هذه الأيام مع ظهور الأجهزة الحديثة في ذلك الوقت لا توجد كهرباء ولا تلفزيونات
  • بعد التقاعد حصلت على جاخور لتربية الأغنام واستمررت بالعمل ومن الأنواع عوارض ونعوج وخرفان
  • في عام 1960 تركت سيارات التاكسي وعينت في كراج البلدية
  • ولدت في الحي القبلي عام 1933 وكان بيت الوالد بالقرب من المدرسة القبلية
  • أذكر دق الهريس بالمنحاز استعداداً لشهر رمضان
  • بدأت الصيام وكان عمري 7 سنوات أيام الصيف وأذكر كنت مع شباب العائلة نضع ماء بداخل الطست ونضع أرجلنا بالماء نخفف حرارة الصيف لكي نستمر بالصوم
  • أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة المباركية ثم نقلت إلى المدرسة القبلية
  • عائلة الرندي كانوا يسكنون في بيت كبير مكون من مجموعة من الغرف والطبخ فيه مشترك
  • أول عمل في حياتي كان في إدارة الجمارك وكنت أشتغل سائقاً
  • عملت سائق تاكسي وكنت أنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وأجرة الراكب نصف روبية وينزلون عند سوق السلاح وذلك عام 1948
  • اشتريت سيارة وانيت موديل جديدوكنت أنقل الركاب إلى مدينة الكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيف هذا الأسبوع راشد عبدالله الرندي من جيل ما قبل النفط، رجل مخضرم له باع طويل في الفن الشعبي، فهو ينتمي لعائلة رجالها من الفنانين.
يقول: تأسست فرقة الرندي في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح وكان رئيسها جدهم الكبير، وكانت فرقة للعرضة الحربية - ثم تطورت الفرقة مع مرور الأيام والسنين إلى يومنا هذا - وصار رئيسا لها منذ سنوات مضت، ولد ضيفنا في الحي القبلي والتحق بالمدرسة المباركية ومن ثم انتقل الى المدرسة القبلية، ولكن لم يكمل تعليمه، فترك الدراسة وتعلم قيادة السيارات وكان يسوق بدون إجازة، وعدة مرات كان أحد رجال الشرطة يعطيه مخالفة ويمنعه، وبعد فترة حصل على الإجازة من بلدية الكويت واشترى والده سيارة لوري وصار سائقا عليها، ينقل الركاب، ومن ثم اشترى سيارة وانيت فورد اللون أحمر، وكان ينقل الركاب من منطقة جليب الشيوخ والفروانية وخيطان، والراكب بنصف روبية وفي اليوم مرتين ينقل الركاب.

ومع بداية النهضة الحديثة ترك التاكسي واشتغل بالجمارك والبلدية حتى التقاعد، وتفرغ لرئاسة الفرقة الشعبية، يحدثنا عن بعض الحوادث والقصص والطرائف وبعض المواقف.

يحدثنا عن حارس الجاخور في منطقة كبد، وخاصة عندما دخل المستشفى، وبعد خروجه منه كيف وجد جاخوره، وماذا فعل عندما قدم شكوى للمخفر.

راشد الرندي يحفظ القصائد والأناشيد التي يرددها مع فرقته الشعبية.

المزيد من التفاصيل من حياته وذكرياته في السطور التالي:

في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا راشد عبدالله سليمان الرندي عن بداياته ونشأته، حيث يقول: ولدت في دولة الكويت بالحي القبلي عام 1933 وكان بيت الوالد بالقرب من المدرسة القبلية مقابل مسجد ملا صالح وعائلة الرندي كانوا يسكنون في ذلك البيت الذي يتكون من مجموعة من الغرف الطبخ فيه مشترك وكل عائلة يضعون لهم الأكل البيت الكبير فيه عريش وتنام على السطوح في الصيف.

الحياة القديمة تختلف عن حياتنا هذه الأيام مع ظهور الأجهزة الحديثة بذلك الوقت لا توجد كهرباء ولا تلفزيونات، ومع ذلك نثق ببعضنا البعض والتعاون والتلاحم بين أبناء الفريج الواحد والمساعدات بين الناس، الجار إذا سافر يوصي جاره على عائلته والعائلات مترابطة متعاونة، واذكر النساء كبيرات بالسن يجتمعن في بيت إحداهن ويحضر معهن بعض النساء (شاي الضحى)، واذكر دق الهريس بالمنحاز وجمعها مناحيز (عبارة عن قطعة خشب محفورة من الداخل يوضع بداخلها القمح ويدق بأعمدة خشبية لشهر رمضان ومما اذكر انني بدأت الصيام وكان عمري 7 سنوات أيام الصيف.

اذكر كنت مع شباب العائلة نضع ماء بداخل الطشت ونضع أرجلنا بالماء نخفف حرارة الصيف لكي نستمر بالصيام ونصوم بحزم من الوالدين.

ومن الجيران العجيل وعائلة عبدالملك والعدساني ومحمد الشرف واخواني تعلموا في مدرسته والزايد عندهم مذيعة وابن الشيخ.

التعليم والدراسة

أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة المباركية ومن ثم نقلت الى المدرسة القبلية (وعرفت بهذا الاسم لأنها في الحي القبلي) 3 سنوات في المباركية واذكر من المدرسين المرحوم عبدالملك الصالح واذكر ملا عثمان العثمان في المدرسة القبلية واذكر من الطلبة حمد الساير وفجحان هلال وآخرين من أبناء الفريج، ولم أمارس الرياضة في المدرستين، وعلمونا الكتابة بالحروف والقراءة.

السوالف كثيرة والطلبة والتعليم كان بسيطا والمدارس الأهلية لتعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة.

عام 1938

يكمل الرندي: كان عمري 9 سنوات في عام 1938، وفي صباح احد الايام حضر عندنا أحد المسؤولين وينادي على عبدالعزيز الرندي صاحب فرقة الرندي للعرضة والسامري وخرج جدنا الكبير وركب السيارة الوانيت وركبت معهم بالوانيت الأحمر، وأخذنا الطبول والطارات والبيرق وتوجهنا الى دسمان:

نحمد اللي عز والينا

شيخنا احمد ونتذرى به

واعذاب اللي يعادينا

بالمشوك نشلع أطنابه

طاب نوم العين حامينا

يوم فك العز بابه

لا تبي بالله توكلنا

طالبين الله وراجينا

وهذه القصيدة:

راكب اللي تسبق الطير خفاق الجناح

الى مرست خضر تصرم قوي حبالها

اندب المرسول على شيخ الصباح

قل لبوناصر بلادها يصفي حالها

والى انتهض طير السعد تو..

والى احترك سبع الجزاير تهز جبالها

شيخنا خل الحجايا تطير بها الرياح

لا تطيع اشوار ناس تربي مالها

الأعمال التي زاولها

عن أول عمل اشتغل به يقول الرندي: أول عمل في حياتي في إدارة الجمارك وكنت أشتغل سائقا، تعلمت قيادة السيارة عندما أشترى أخي شارع الرندي سيارة، فكنت آخذ السيارة وأخرج به الى بر جليب الشيوخ وكان عمري ست عشرة سنة وكنت شابا قويا وجريئا، وبعد ذلك والدي عبدالله الرندي اشترى سيارة لوري للنقل، ولكن لم يتعلم قيادة السيارة، فكنت أسوق اللوري بدون معرفة الوالد وأخي شارع وقد اشترى اللوري من العيار والوالد كان عنده أغنام ويبيع ويشتري فتكون عنده مبلغ واشترى اللوري، يوجد شرطي في سوق السلاح كلما شاهدني أعطاني مخالفة والشرطي بيتهم عند مسجد ملا صالح بشارع فهد السالم، وكنت أنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وأجرة الراكب نصف روبية وينزلون عند سوق السلاح وفي اليوم الواحد أنقل ركاب مرتين في اليوم صباحا وبعد العصر يعودون الى مناطق سكنهم، كان كل واحد منهم ينام في المسجد، وذلك عام 1948 وبعد ذلك لوري آخر، اشترى الوالد لوري فورد من شركة الحميضي، وذلك عام 1948 سيارة جديدة والفورد في ذلك الوقت له سمعة طيبة ومن يملكه كأنه ملك السيارات، وأذكر أن واحدا كان يشتكي عليه عند الشرطي وهو رئيس عرفاء نعرفه بولد المطوعة وبيتهم في الصالحية، وذلك الرجل دائما يقابله ويشتكي.

إجازة القيادة

عن قصته مع رخصة قيادة السيارة يقول ضيفنا: بذلك الوقت كانت بلدية الكويت تصدر الاجازات فتقدمت بطلب للحصول على الاجازة، وذهبت الى دائرة الشرطة وحددوا يوم الاختبار وأعطوني شرطيا لكي يختبرني واسمه علوان، وكان عريف شرطة، ونجحت من أول اختبار وذهبت الى مبنى البلدية القديمة مقابل تانكي الماء الكبير الموجود بساحة الصفاة، وتسلمت الاجازة من البداية في الوانيت وبعد ذلك اللوري.

سائق وانيت تاكسي

يقول الرندي: اشتريت سيارة وانيت موديل جديد وبدأت أعمل به بنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وكانت تعرف «بالدوغة» قديما الى مدينة الكويت وسعر الراكب نصف روبية والركاب من الكويتيين وفي اليوم الواحد حصلت على مائة روبية منذ الفجر حتى المساء.

ويوجد محطة بنزين واحدة بشارع فهد السالم مقابل حديقة البلدية واستمررت بالعمل حتى عام 1958 ولمدة عشر سنوات وكان سعر الوانيت مرتفعا وبالأقساط نظام الكفيل كان موجودا والوالد هو الذي كفلني عند شركة الحميضي.

بعت الوانيت واشتريت سيارة بوكس سبعة راكب اللون أحمر الركاب ينزلون في ساحة الصفاة وبعدما ينتهون من السوق أنقلهم مرة ثانية الى مناطقهم والطريق رملي غير معبد بتلك السنوات، وأيضا الى الاحمدي وبعد سنوات بدأ تعبيد الطريق من الفروانية إلى المقوع والاحمدي ولا نذهب الى الاحمدي إلا إذا كان الراكب على حسابه بسعر عشر روبيات وبعد ذلك تركت التاكسي حتى عام 1960 واشتريت سيارة صالون نقل خاص.

العمل في البلدية

بعد العمل لفترة سائقا للتاكسي تحول الرندي للعمل في البلدية وعن ذلك يقول: في عام 1960 تركت سيارات التاكسي واشتغلت في البلدية وعينت في كراج البلدية والمسؤول أحمد العثمان، وقبل ذلك اشتغلت في الجمارك، بسيارة تفتيش ومكاتبنا في الشويخ وأمضيت ثلاث سنوات ومعنا أحمد الخبيزي ومبارك الحساوي في الجمارك، وفي البلدية كنت سائقا عند احمد العثمان، وكراج البلدية في الشيوخ وكنت أعمل مراقبا على السيارات أي سيارة متعطلة تبلغ عنها لسحبها إلى الكراج ومعنا محمد معتوق العسلاوي ومرزوق مبارك الفجي، والسواق من الكويتيين وأمضيت حتى عام 1984 ومن ثم تقاعدت.

جاخور أغنام

كذلك لضيفنا خبرة وتجربة في تربية الأغنام يحدثنا عنها: بعد التقاعد حصلت على جاخور لتربية الأغنام واستمررت بالعمل، ومن الأنواع عوارض ونعوج وخرفان، والعارضيات ألوانها حمراء والأسعار حاليا مرتفعة والنعوج أيضا السعر غال وقبل فترة نعجة بيعت بثلاثمائة وعشرين دينارا في سوق الغنم والأغنام تختلف عن بعضها البعض، مثلا الأغنام التي تلد أكثر من مرة يعني عدة مرات سعرها يختلف عن التي لأول أو ثاني ولادة لها.

ويقال ان النعاج تحمل ولا تتوقف عن الحمل حتى موتها، حاليا الأسعار غالية، ومثلا المحلي غير النعيمي وغير المهجن، وأغنام من السعودية قليلة التيوس الصغيرة غالية والكويتيون بالسابق ما يأكلون لحوم التيس حاليا بدأوا يتناولون لحم التيس فكذلك ارتفع السعر عندي ماعز (سخلة) أيضا أسعارها مختلفة، عندي عامل حارس عندما دخلت المستشفى العامل أخذ جميع الأغنام سرقها وهرب (انحاش) ذهبت إلى المخفر ولم أحصل على نتيجة.

فرقة الرندي للعرضة

يتحدث ضيفنا عن الفرقة الشعبية التي تحمل اسم العائلة حيث يقول: فرقة قديمة للعرضة أسسها المرحوم سليمان الرندي عندما قدم إلى الكويت من السعودية (نجد) وذلك في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح، وجدي هو من منطقة الروضة من وادي الدواسر، وهو رئيس الفرقة ومعه أخوه ناصر الذي سكن الزبير، جدي سليمان صار عند الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت السابع وكان دائما يمشي أمامه، وهو الذي يصوت ويفتح الطريق أمام موكب الأمير الشيخ مبارك الصباح، وجدي الكبير سليمان بالإضافة لعمله كان يرأس فرقة العرضة ومن بعده تسلم الفرقة عبدالله وكان يشرف على فرقة الرندي وعبدالله توفي قبل عبدالعزيز الذي تسلم الفرقة وبعد وفاته تسلمتها وأشرفت على إدارتها ومعي الأخ محمد الرندي ولايزال يشرف عليها ومما أذكر كنت المنشد وأقول القصائد وأرددها على أفراد الفرقة أثناء العرضة ونشارك في جميع المناسبات ومن القصائد نقول:

لابتي بالله توكلنا

طالبين الله وراجينه

صوت أبوناصر ملبينه

طاب نومه وحس الطوب له رنه

وأبله المصفوف وأرينه

هذه من العرضة

لابتي تقفون حناهل الديرة

إلي انثنينا يا هلا من يصاليها

بالديار ما نبي غيرها

لو تباع وتشترى

إن كان نشريها



ويضيف: كنت أشارك بحفلات السامري بالإضافة للعرضة وفرقة الرندي من الفرق القديمة ولا نزال نشارك في الاحتفالات الوطنية.

الحياة الاجتماعية

يتناول ضيفنا جانبا من حياته الاجتماعية وأسرته حيث يقول: تزوجت عام 1949 وعندي من الأبناء سليمان وهو الأكبر ومن بعده علي ومن ثم مشعل وعبدالله وسعود ومن البنات خمس وجميعهم متعلمون وكذلك البنات وجميعهم متزوجون أبناء وبنات، والحمد لله رب العالمين، أقول للشباب الله في الكويت بلدكم وأرضكم.

الحصَّاية

يستذكر العم راشد الرندي لوحة من صفحات الماضي حيث العمال يباشرون عملهم في بناء المنازل حيث يقول: مجموعة من العمال كانوا يعملون بجمع الحصى (الصلبوخ) خلف المطلاع، وينقل بالنساف وعددهم كبير ويستخدم الصلبوخ لبناء المنازل وأذكر بالسابق مجموعة من العراقيين يحضرون إلى الكويت بواسطة الحمير ومعهم دهن العداني والأغنام بساحة الصفاة واللبن والجرثي، ويشترون المواد الغذائية من سوق الكويت وينقلونها على الحمير إلى العراق وهكذا في كل موسم.

قصة طريفة

يحكي لنا الرندي قصة خفيفة الظل بقوله: قال لي الوالد إن حفل زار أقيم في أحد البيوت وطلب المريض خروفا أسود فلم يجدوا ذلك الخروف أحضروا خروفا صوفه أبيض فصبغوه باللون الأسود وقدموا للمريض واستمر الضرب على الطارات والغناء السامري والمريض يلعب بالوسط فقال المريض عندما عرف أن الخروف مصبوغا قال «شيبتوا راسه» واذكر أن بعض الفرق التي تقيم حفل الزار فرق نسائية وفرق رجالية وكان هذا الغناء موجودا في الكويت القديمة، وقد شاهدنا بعض المرضى يحضرون عند ابن الشيخ يقرأ عليهم وممنوع علينا دخول البيوت التي تعزف الزار، وبيت ابن الشيخ في الصالحية.

أبيات بعد الجراحة

بعد أن انتهى ضيفنا من عملية جراحية أنشد عدة أبيات قال فيها:

يا رجلي اللي من الساق قصوها

قصت بليل وأنا مدري

يوم الدكاترة تولوها

عدد المشـاهدات: 6716


 
:حجم الخط
461877-260685.JPG

محمد الهنيدي
461877-259515.JPG

محمد الهنيدي في أثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
461877-259509.JPG

مع المرحوم محمود سليمان العدساني والمرحوم عبدالعزيز الملا والمرحوم حيدر الشهابي
461877-259513.JPG

محمد الهنيدي مع فريق الأهلي
461877-259502.JPG

استقبال المرحوم الشيخ عبدالله المبارك لدى عودته من لبنان عام 1951
461877-259503.JPG

أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد والشيخ عبدالله الجابر في دار الضيافة بالأحمدي
461877-259507.JPG

في حفل استقبال بشركة نفط الكويت ويبدو مدير عام شركة نفط الكويت والمرحوم ابراهيم عبدالعزيز الملا
461877-259508.JPG

مع المرحوم احمد السيد عمر ومستشار وزارة المالية ماكريجور
461877-259511.JPG

في حفل شاي بالنادي الأهلي بعد مباراة فريقه مع فرقة إحدى البوارج البحرية البريطانية
461877-259506.JPG

الهنيدي وعبداللطيف الحمد ومدير عام شركة الزيت العربية المحدودة في حفل استقبال بالشركة
461877-259510.JPG

الهنيدي مع الفائزين في مسابقة جنوبي الأحمدي
461877-259512.JPG

محمد الهنيدي مع محافظ الأحمدي الاسبق الشيخ جابر عبدالله الجابر وسعيد خوري وابراهيم الملا
461877-259504.JPG

ختم الدخول إلى الكويت في أول يناير عام 1949 على جواز السفر الفلسطيني الذي دخل به الكويت
461877-259505.JPG

في احدى المناسبات
461877-259514.JPG

محمد الهنيدي واحد الاصدقاء
  • فلسطين قبل النكبة كانت فيها جاليات عربية كبيرة من مصر ولبنان
  • أول تنظيم ليوم الأحمدي الرياضي كان في عام 1975 بمبادرة من شركة نفط الكويت
  • عدد سكان الكويت في 1949 كاننحو 50 ألفاً
  • اليهود أجبرونا على مغادرة البلدبعد احتلاله وما يقال عن هروبالفلسطينيين أو خروجهم طواعية غير صحيح
حوار: منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع مواطن كويتي ولد بمدينة اللد بفلسطين العام 1926 في أسرة مكونة من سبعة أبناء لأب يعمل في مجال المقاولات، هو محمد عبدالرحمن الهنيدي، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية، وأكمل الدراسة حتى الصف الثاني الثانوي في مدرسة الرملة، توفي والده فترك المدرسة دون أن يكمل المرحلة الثانوية، ليساعد أسرته، فبحث عن عمل وفي الوقت نفسه انتسب للمعهد البريطاني لإتمام دراسته بالمراسلة وكان ذلك عام 1948، حيث كانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، والتحق بالعمل مع فريق الهندسة الملكية البريطانية في معسكر بيت نبالا.

اضطر إلى ترك اللد هو وأسرته بعد أن هاجمها اليهود واحتلوها، فاتجه مع أهل القرية إلى مدينة رام الله ثم إلى مدينة السلط الأردنية ثم إلى سورية.

وفي ديسمبر 1948 حصل بواسطة أحد أبناء عمه على إذن لدخول الكويت، فسافر إليها برا من دمشق وحصل على فرصة عمل بدائرة الجوازات والسفر مع الشيخ عبدالله المبارك والتي أدارها بعد ذلك سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.

وفي عام 1953 تم تشييد مبنى دائم لإدارة الأمن العام، فالتحق معظم محققي شركة نفط الكويت بها بعد إغلاق دائرة التحقيقات التابعة لها.

وإلى تفاصيل أكثر:

يستكمل الهنيدي حديثه عن ذكرياته مع أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد والمواقف التي عاشها معه وكيف كانت سيرته وأخلاقه ومناقبه حيث يقول:

في أواخر عام 1959 وعلى اثر صدور قرار تعيين سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد رئيسا لدائرة المالية جمعني رحمه الله والمرحوم عبدالكريم الشوا في مكتبه وأخبرنا بخبر تعيينه رئيسا لدائرة المالية ثم أخبرنا بأنه ينوي إنشاء ادارة لشؤون النفط تكون تحت إشرافه ثم طلب منا ترك العمل في دائرة الأمن العام والتفرغ لتجهيز ما يلزم للإدارة الجديدة واستعمال منزله الكائن في شمال الأحمدي ليكون مقرا لها، ثم الاتصال وإبلاغ شركات النفط وعمل التجهيزات اللازمة، صار سموه يداوم في هذه الإدارة كل يوم اثنين من الأسبوع ثم يجمعنا ظهرا على الغداء على مائدة سموه، وبدأ النشاط يدب وانضم للعمل المرحوم محمود سليمان العدساني اول مهندس بترول كويتي وكمسؤول عن الشؤون الفنية، في نفس الوقت تم تشييد مبنى خاص انتقلنا اليه (المبنى الحالي الذي تشغله محافظة الأحمدي)، كما تم توزيع العمل لعدة أقسام منها الشؤون الفنية، الإدارة والعلاقات، التفتيش ومراقبة صادرات النفط، والشؤون المالية.

ولما تولى المرحوم الشيخ جابر الأحمد رئاسة الوزراء، الحقت ادارة شؤون النفط بوزارة المالية والتي سميت بعدها وزارة المالية والنفط، في اواخر عام 1964 صدر أمر من وكيل وزارة المالية والنفط بنقل إدارة شؤون النفط الى مقر الوزارة بالكويت.

كنت وعائلتي نقيم في منزل بشمالي الأحمدي نشعر بالاستقرار، جمعتنا مع كثيرين صداقات، فكان انتقالي الى الكويت ورحلتي اليومية ذهابا وإيابا جعلني أشعر بعدم الرضا، فكان ان جمعتني المصادفة في تلك الأثناء في حفل بالأحمدي مع مدير شركة نفط الكويت وأثناء الحديث سألني ان كانت لدي رغبة بالعمل في الشركة لحاجتها الى شخص لديه خبرتي للعمل في دائرة علاقات الحكومة، طلبت مهلة للتفكير، وبعد التشاور مع عائلتي قررت قبول العرض، تقدمت باستقالتي بتاريخ 3/11/1966 والتحقت بالشركة بتاريخ 12/11/1966 عملت مدة في دائرة علاقات الحكومة وتدرجت بعدها في وظائف اشرافية عدة منها ناظر دائرة التوظيف، ثم ناظر دائرة توصيف الوظائف وتقييمها وأخيرا ناظر دائرة الخدمات الإدارية الى ان تقاعدت نهاية عام 1981.

ويضيف الهنيدي: أود ان اذكر هنا وللتاريخ مناقب سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد كما عشته والعمل بقربه في السنوات من عام 1949 الى عام 1963، كان رحمه الله شخصا وسيما يبتسم بدون تكلف، ذا ذاكرة جيدة، يتسم بالذكاء، يجيد الاستماع، يتحدث بقدر، كريما معطاء، يهوى القراءة والشعر.

وتجدر الإشارة هنا الى ان أذكر حرصه الشديد على تشجيع الشباب الكويتي على العمل خاصة بمجال النفط، وأذكر هنا تعليماته آنذاك لشركة نفط الكويت بإقامة مراكز للتدريب للشباب الكويتي لتدريبهم في المجالات المختلفة.

حرص سموه، رحمه الله، في تلك الفترة على تشجيع الزراعة وتنسيق الحدائق خاصة في منطقة جنوبي الأحمدي التي كانت تقطنها العائلات الكويتية، خصص سموه لها جوائز نقدية من جيبه للخمسة الأوائل في مسابقة سنوية كان قد كلفني بها برئاسة لجنة محكمين وتقديم الجوائز النقدية للفائزين نيابة عنه.

الجاليات العربية في فلسطين

يتحدث الهنيدي عن الوجود العربي في فلسطين ما قبل النكبة قائلا: كانت في فلسطين جاليات عربية كبيرة وكانوا يعملون في جميع المجالات مثل الحصاد وقطف البرتقال ومجالات تجارية اخرى، وكانت توجد جالية لبنانية كبيرة، واذكر منهم منير ابوفاضل كان مقيما في فلسطين وكان ضابطا كبيرا في شرطة فلسطين (اصبح نائبا في مجلس النواب اللبناني) واميل البستاني (نائب في مجلس النواب البريطاني) مؤسس شركة الكات مع المرحوم كامل عبدالرحمن في فلسطين، وهو من مقاول مصفاة بترول حيفا، انطلق في عمله من فلسطين.

كما كانت في فلسطين جالية مصرية كبيرة كان يعمل معظمها في سكة حديد فلسطين في مد الخطوط الحديدية واعمال الصيانة الاخرى.

قصة من اللد

وعما حدث له ولأسرته وجل الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في مساكنهم عند حدوث النكبة، يقول الهنيدي: في اليوم الثاني من الاحتلال كنت مع عائلتي داخل البيت وسمعنا طرقا شديدا على باب المنزل، فتحنا الباب واذا بجنود يهود ومعهم بعض الشبان من اهل الحي طلبوا مني مرافقتهم، امسكت بي الوالدة ورفضت ولكن اخذوني عنوة، وكان معهم شباب من اهل الحي وامرونا ان نجمع الاموات من الشوارع ودفنهم بالمقبرة، وبعد ذلك امرونا بحفر بعض الخنادق لهم مقابل مبنى الشرطة الذي كان يتحصن فيه بعض المقاتلين، واستمر العمل ليومين بعدها افرج عني وعدت الى البيت، وبعد ثلاث ساعات سمعنا طرقا على الباب من اليهود وقالوا لنا: جميعكم اخرجوا برة، ومن يقول اننا تركنا بارادتنا فهو كاذب، اليهود اجبرونا على الخروج من اللد والرملة، خرجنا من منازلنا لا نحمل اي شيء معنا، كان عندي 150 جنيها فلسطينيا اخفتهم الوالدة عن جنود الاحتلال، حملت جوازي بيدي وخرجنا انا والوالدة واخوتي ما عدا اثنين منهم كانا مع المقاومة.

يوم الأحمدي الرياضي

يتحدث الهنيدي عن يوم الاحمدي الرياضي وكيف استحدث وتطور، حيث يقول: انبثقت هذه المنسابة لاول مرة في العام 1975 عن بادرة من شركة نفط الكويت بإقامة مناسبة رياضية سنوية تشترك فيها الفعاليات الرياضية مع جميع اندية الشركة والاندية المحلية ورياضيي الشركات، عهدت هذه المهمة الى صالح حبيب للاشراف وتنسيق العمل واجراء الاتصالات اللازمة لتفعيل هذا اليوم الرياضي، رحبت جميع الجهات بتلك البادرة وبوشر التحضير لها وانبثق عنها ممثلون ولجان كانت تجتمع بداية كل عام برئاسة صالح حبيب، حيث توضع اللوائح اللازمة بأسماء المشتركين الرياضيين وتعيين الحكام والمراقبين وتجهيز الملاعب والمرافق اللازمة واعداد وجبات الطعام للمشتركين والمشرفين وشراء الجوائز.

استمرت اقامة يوم الاحمدي الرياضي وبنجاح كبير سنويا وبرعاية محافظ الاحمدي الذي كان يبدي اهتماما كبيرا لإنجاحه وتقديم العون والتسهيلات اللازمة، وقد كانت مدينة الاحمدي في هذا اليوم تلبس حلة جميلة من الزينات والاعلام، شوارعها ومتنزهاتها تزدحم بالزوار والسيارات، في ملعبها الرئيسي الذي كانت تقام فيه المسابقات المختلفة كانت فرقة موسيقى الجيش تقوم باستعراضاتها وتعزف الألحان الجميلة المختلفة.

استمرت اقامة اليوم الرياضي سنويا حتى العام 1989 حيث توقف النشاط اثر اجتياح القوات العراقية الغاشمة ارض الكويت.

الأندية في الأحمدي

اما الأندية في الاحمدي فيقول عنها: انشأت شركة نفط الكويت عدة اندية للموظفين وعائلاتهم تشمل وسائل عدة للترفيه من ملاعب تنس واسكواش ومطاعم ومكتبات ومسابح وهذه الاندية هي:

1- نادي الحباري: انشئ في عام 1951 وكانت عضويته مقتصرة على موظفيها من الجنسيتين البريطانية والاميركية وعائلاتهم حتى عام1956.

2- نادي الاتحاد: انشئ في المنطقة الوسطى عام 1949 وعضويته مقتصرة على حملة الدرجات المتوسطة وعائلاتهم.

3- نادي كلستان: انشئ عام 1949 عضويته مقتصرة على المستخدمين الهنود والباكستانيين، اقفل هذا النادي ودمج مع نادي الاحمدي الذي انشئ في عام 1955 على ما اعتقد للاعضاء الحرفيين ومن في مستواهم من جميع الجنسيات.

المناطق السكنية في الأحمدي

وعن مناطق الاحمدي السكنية يحدثنا ضيفنا قائلا: كانت الاحمدي توزع الى ثلاث مناطق سكنية هي:

1- الاحمدي الشمالي: مساكنها مكونة من عدة انواع وتوزع حسب الدرجة وحجم العائلة، كانت في السنوات الاولى من عام 1949 الى عام 1956 مقتصرة على السكان البريطانيين، والاميركان فقط، في عام 1956 حصل تغيير في سياسة الشركة وابتدأ توظيف الاختصاصيين وحملة الشهادات الجامعية من الجنسيات الاخرى فصار من حق هؤلاء الحصول على السكن المناسب في المنطقة الشمالية اسوة بزملائهم من البريطانيين وغيرهم.

2- المنطقة الوسطى: مساكنها تختلف عن شمالي الاحمدي ومكونة من انواع عدة مخصصة لموظفي الدرجات المتوسطة وعائلاتهم من جميع الجنسيات.

3- جنوبي الاحمدي: تتكون من انواع عدة من المساكن مخصصة للمستخدمين وعائلاتهم من الحرفيين وغيرهم.

أسماء العسكريين الأوائل الذين عملوا بالاحمدي

اذكر بعض اسماء العسكريين الذين عملوا في ادارة الامن العام بالاحمدي في الفترة من عام 1949 الى عام 1958.

1- المرحوم محمد عبدالرحمن جحيل، اول فترة عمل فيها كان نهاية عام 1949 وكان برتبة.

2- المرحوم عبدالله الجار الله- عام 1950.

3- عبدالله صالح الحمدان- عام 1952 - 1954.

4- راشد الدريع.

5- عبدالله عبدالعزيز السعودي- عام 1949 حتى فترة طويلة.

6- هاشم بوفتين- 1951.

دوائر الأمن بالكويت عام 1949

كان في الكويت عام 1949 ثلاث دوائر أمنية، وكانت كالتالي:

1 ـ مديرية الأمن العام: كان يرأسها المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح والمرحوم الشيخ عبدالله الأحمد الصباح نائبا له.

من مهام هذه المديرية آنذاك: حفظ الأمن، وإصدار جوازات السفر، ومراقبة دخول وإقامة الأجانب، ومراقبة الحدود، والإشراف على قوة الحدود.

كان من كبار موظفي هذه المديرية كل من الآتية اسماؤهم.

أ ـ المرحوم هاني جميل القدومي ـ مدير إدارة الجوازات.

ب ـ عبداللطيف الثويني ـ مدير إدارة الأمن والسيد دعيج العون مساعدا له.

ج ـ المرحوم جبرا شحيبر ـ مدير قوة الأمن والمسؤول عن التدريب والتموين.

د ـ المرحوم يعقوب البصارة ـ قائد قوة الحدود.

هـ ـ محمد القبندي ـ مسؤول قسم المباحث.

2 ـ مديرية الشرطة العامة ـ كان يرأسها المرحوم سمو الشيخ صباح السالم الصباح، والمرحوم سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح نائبا له.

كان من مهمات هذه المديرية: حفظ الأمن، والإشراف على نظام المرور، وإصدار التراخيص اللازمة بهذا الشأن.

أذكر أنه كان من كبار موظفي هذه المديرية في خمسينيات القرن الماضي الآتية اسماؤهم:

أ ـ السيد عبدالرحمن سالم العتيبي ـ أول مدير للمديرية.

ب ـ المرحوم خليل شحيبر (وكيل وزارة الداخلية المساعد فيما بعد).

ج ـ المرحوم جاسم القطامي (وكيل وزارة الداخلية بعد الاستقلال).

د ـ يوسف السعد: مدير إدارة المرور.

هـ ـ علي الصبيح: مدير إدارة المرور.

و ـ يحيى الجنابي.

3 ـ مديرية شرطة الميناء: كان يرأسها المرحوم الشيخ مبارك الحمد الصباح.

وكانت مهمات هذه المديرية: رقابة الميناء، والإشراف على الجمارك.

من كبار موظفيها في ذلك الوقت المرحوم عبدالسلام شعيب.

أول محققين كويتيين في إدارة الأمن العام بالأحمدي

عندما تم الاتفاق على إغلاق دائرة تحقيق شركة نفط الكويت في عام 1953 والحاق محققيها بدائرة التحقيق التابعة لدائرة الأمن العام روعي الاهتمام بتوسيع هذه الدائرة والاهتمام بتشجيع الشباب الكويتي على العمل في مجال التحقيق وتدريبهم على أيدي المحققين ذوي الخبرة فقد تم تعيين السادة الآتية اسماؤهم بوظيفة مساعد محقق.

1 ـ المرحوم ناصر الحوطي.

2 ـ عبدالصمد شهاب.

3 ـ جاسم محمد بهمن.

4 ـ محمد الخزام.

مستشفى المقوع

كانت المقوع بعد منتصف أربعينيات القرن الماضي مركزا لإدارة شركة نفط الكويت قبل انتقالها الى الأحمدي، حيث كانت تضم معظم الفعاليات ومساكن مديري الشركة، كما أنشئ مستشفى كامل التجهيز لمواكبة وخدمة الأعداد المتزايدة من المستخدمين مع بدء عمليات البناء والاستكشافات النفطية.

كان هذا المستشفى كامل التجهيز من حيث الإدارة والجهاز الطبي والأقسام المختلفة، كان يضم أجنحة للجراحة والأمراض العادية والولادة والأطفال والعزل من الأمراض السارية، جميع الأطباء كانوا من البريطانيين والأميركيين وثلاثة من الهنود يعاونهم جهاز من الممرضين البريطانيين والهنود.

في عام 1959 انتقل المستشفى الى مبنى جديد في الأحمدي تحت اسم مستشفى ساوثول (اسم مدير عام شركة البترول البريطانية BP). سلمت مباني مستشفى المقوع بعد انتقاله الى وزارة الصحة الكويتية وتم تحويله الى مستشفى للأمراض الصدرية، وعين د.غالب الغلاييني مديرا له آنذاك.

كان مدخل الأحمدي على طريق المقوع منطقة عامرة بالحركة، فكان على جانبي الطريق مواقف سيارات الأحمدي وغيرها، وعلى الجهة الغربية كان هناك صف من الحوانيت المختلفة وبعض المقاهي جميعها مبنية من الخشب والصفيح، كان خلف هذه الحوانيت أعداد كبيرة مبنية من الصفيح تقيم فيها عائلات من أجناس مختلف، وعلى الطرف الشمالي كانت هناك مقار ومساكن للمقاولين وعمالهم، اما على الجهة المقابلة أي الشرقية فكان هناك مخيم لمستخدمي شركة النفط العزاب، وكان يسمى كمب نمرة خمسة، وأذكر ان نسبة كبيرة من المقيمين بذلك المخيم كانوا من الجنسية العمانية.

في عام 1954 ورغبة في تنظيم مدخل الأحمدي، أمر سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد بتخصيص وتنظيم مكان في منطقة تقع شمالي المنطقة الصناعية بالفحيحيل سميت «البدوية» وتم نقل جميع سكان العشش والمقاولين اليها.

عدد سكان الكويت في 1949

يستذكر الهنيدي الظروف الديموغرافية في الكويت منتصف القرن العشرين وعدد السكان، حيث يقول:

على ما أذكر لم يكن في عام 1949 احصاء رسمي بعدد سكان الكويت، واذكر عند سؤالي بعض ذوي المعرفة والعلم آنذاك كانت اجابات معظمهم بأن عدد السكان ينحصر بين الخمسين والستين ألفا.

أود ان اذكر هنا وبناء على ما شاهدته أثناء تجولي بالكويت أوائل عام 1949 انه كان جل سكان الكويت يقيمون داخل السور ولم يكن في ذلك الوقت أي عمران خارجه.

المناطق المأهولة بمناطق النفط

كانت هناك مناطق سكنية عدة منها ما أزيل والآخر مازال قائما، ونما مع حركة العمران، ومن أهم هذه المناطق:

1 ـ الصبيحية: منطقة صغيرة مساحتها لا تتعدى 2كم2 تقع جنوب حقل البرقان ومكونة من عدة منازل من الصفيح (عشيش) وسكانها كانوا يعملون بالزراعة في مزارع صغيرة ويزرعون الخضار، ونزح اليها السكان ف عام 1960.

2 ـ الشعيبة: كانت منطقة سكنية، وفيها مجموعة من المنازل السكنية مقامة على طول الساحل، وفيها بيوت للمرحوم الشيخ صباح الناصر، وكانت فيها مدرستان الأولى ابتدائية للأولاد والثانية ابتدائية للبنات، وأزيلت قرية الشعيبة أواخر الستينيات وتحولت الى منطقة صناعية.

3 ـ جعيدان: عبارة عن واحة صغيرة تظللها أشجار كبيرة من شجر السدر وتقع شرقي البرقان ومعظم سكانها من البدو ويسكنون في منازل من بيوت الشعر، وتم إفراغ المنطقة من السكان في عام 1958.

بناء سوق الأحمدي

تم بناء سوق الأحمدي عام 1953 بناء على تعليمات من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وكان مجمعا لمعظم النشاط التجاري من مخابز وسوق للحم وآخر للسمك وفروع محلات تجارية شهيرة والمخزن الشرقي و«جاشنمال»، وكان السوق يعج بالزبائن قبل الغزو العراقي، وقل العمل بسبب هجرة السكان عن الأحمدي (حاليا السوق مغلق).

من الشخصيات الموجودة في ذلك والذين تعرفت عليهم محمد جعفر وعبدالرزاق القدومي وسليمان الموسى شاعر كبير محمد القبندي.

مرافق الأحمدي عام 1949

كانت شركة نفط الكويت في أواخر أربعينيات القرن الماضي تستخدم ما يفوق السبعة آلاف موظف ومستخدم، وكان معظمهم من الجنسيات البريطانية والاميركية والهندية والباكستانية وذلك اثناء طفرة عمليات حفر آبار النفط وبناء الطرق والرصيف الجنوبي وخزانات النفط ومراكز التجميع وبناء المساكن الدائمة، وفي ذلك الوقت بدأ وصول عائلات موظفيهم، فكان لابد من توفير وسائل الاستقرار اللازمة فهيأت الشركة المرافق الآتية:

1 ـ انشأت الشركة مستشفى في منطقة المقوع حيث كانت عملياتها تدار من هناك في ذلك الوقت، كان هذا المستشفى كامل التجهيز ومكونا من عدة أجنحة منها الجراحة والباطنية والولادة والاطفال وجناح العزل وعيادتان خارجية وطوارئ.

كانت تدير هذا المستشفى هيئة طبية عالية من الاطباء البريطانيين والأميركيين وثلاثة من الجنسية الهندية.

انتقل هذا المستشفى الى الأحمدي في عام 1959.

سلمت مباني مستشفى المقوع الى وزارة الصحة وحولته إلى مستشفى للامراض الصدرية.

2 ـ اقامت الشركة في عام 1948 محطة لتوليد الكهرباء في ميناء الأحمدي كانت كافية لتزويد الكهرباء لجميع عملياتها في حقول النفط والورش والشوارع والمساكن.

3 ـ أقامت الشركة محطة لتحلية مياه البحر في ميناء الأحمدي (بدلا من استيرادها من البصرة) وكانت هذه المحطة هي الأولى بالكويت، وكانت تكفي لتزويد المياه العذبة الى جميع مناطقها.

4 ـ انشئت مدرستان في الأحمدي في عام 1950 الأولى المدرسة الانجليزية والاميركية لابناء الموظفين الانجليز والاميركيين في منطقة شمالي الأحمدي، والثانية مدرسة الإندو باكستان لابناء الموظفين الهنود والباكستانيين في وسط الأحمدي.

أقفلت هاتان المدرستان في أوائل الستينيات بعدما سمح بإنشاء المدارس الخاصة.

5 ـ فتح مخزن تموين بالتعاقد مع شركة سپينيز (Spinnegs) البريطانية تقدم فيه جميع الحاجيات التموينية من لحوم وخضار ومشروبات وغيرها.

لم يكن يسمح بدخوله لغير موظفي الشركة.

6 ـ انشئت مصبغة كبيرة (داخل المنطقة الصناعية بالأحمدي) لغسيل وكي الملابس للموظفين وعائلاتهم وكانت بالمجان.

7 ـ انشئ مخبز كامل آلي في المنطقة الصناعية للخبز وجميع أنواع الحلويات خاص بموظفي الشركة وعائلاتهم.

8 ـ انشئ مصنع للمياه الغازية في المنطقة الصناعية وكان ينتج اصنافا مختلفة.

9 ـ تم انشاء ثلاثة اندية خاصة بموظفي الشركة كانت مجهزة بجميع الوسائل والملاعب.

الأول: انشئ عام 1950 في شمالي الأحمدي.

كانت عضويته مقتصرة على الموظفين الانجليز والاميركيين وعائلاتهم فقط.

ظل هذا ساريا حتى عام 1956 حيث سمح للجنسيات الأخرى من ذوي الدرجات العليا، وسمي هذا النادي بـ«نادي الحباري».

والثاني: انشئ في بادئ الأمر في منطقة بشمالي الأحمدي عام 1948 مقابل المبنى الرئيسي للشركة.

انتقل بعدها إلى وسط الأحمدي، حيث المقر الحالي.

كانت العضوية للموظفين الهنود والباكستانيين والجنسيات الأخرى من نفس الدرجة.

سمي بـ«نادي الاتحاد».

والثالث: كان نادي نخلستان في شرقي الأحمدي للفنيين الهنود والباكستانيين.

أقفل هذا النادي في عام 1954، عندما تم بناء نادي الاحمدي في المنطقة الجنوبية.

10 ـ ملاعب رياضية:

أ ـ ملعب غولف في شمالي الأحمدي بجانب نادي الحباري.

ب ـ ملعب كرة قدم في المنطقة الوسطى.

كانت ارضه خليطا بالنفط لكي تتماسك التربة.

كان يقع في المكان المقامة عليه قاعة المجتمع والكنيسة.

جـ ـ ملعب كرة قدم رملي بدون مدرجات كان مقاما في نفس المكان المقامة عليه منشآت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الاحمدي حاليا.

د ـ ملعب رغبي مقابل نادي الاتحاد.

هـ ـ ملعب كريكت ـ مقابل محافظة الأحمدي.

11 ـ دور سينما:

كانت في الأحمدي في عام 1949 عدة دور للسينما، تابعة لشركة نفط الكويت لترفيه موظفيها وعائلاتهم، وكانت مواقعها كالتالي:

أ ـ سينما صيفية مكشوفة في نادي الحباري.

ب ـ سينما صيفية مكشوفة في منطقة بين الأحمدي والفحيحيل، حيث كانت هناك مساكن لموظفيها.

جـ ـ سينما مغطاة داخل المنطقة الصناعية بالأحمدي.

د ـ سينما صيفية مكشوفة في وسط الأحمدي.

من مناقب أمير القلوبأود أن أذكر هنا وللتاريخ مناقب سمو المرحوم الشيخ جابر الأحمد، كما عايشته وقمت بالعمل بقربه في السنوات من عام 1949 الى عام 1963، كان رحمه الله شخصا وسيما، يبتسم بدون تكلف، فهو ذو ذاكرة جيدة، يتسم بالذكاء، يجيد الاستماع، وهو كريم معطاء، يهوى القراءة والشعر.

كان حريصا على تشجيع الشباب الكويتي على العمل خاصة في مجال النفط.

وأذكر هنا تعليماته آنذاك لمسؤولي شركة نفط الكويت حيث اكد على إقامة مراكز تدريب للشبــاب الكويتي لتدريبهم في المجالات المختلفة في صناعة النفط.

كما كان حريصا على تشجيع الزراعة وتنسيق الحدائق خاصة في جنوب الأحمدي التي كانت تقطنها العائلات الكويتية، حيث خصص لها جوائز نقدية للخمسة الأوائل من جيبه الخاص.

ومن أهم بصماته التي سيذكرها التاريخ:

1 - إنشاء صندوق الأجيال القادمة والذي اقتبست فكرته كثير من الدول الخليجية والنرويج.

2 - مساهمته في إنشاء منظمة أوپيك (الدول المنتجة والمصدرة للنفط).

3 - مساهمته في إنشاء منظمة أوابك (الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط).

4 - إصدار أول عملة كويتية في عهده.

رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.

عدد المشـاهدات: 6486


 
حجم الخط
460072-255869.jpg

محمد الهنيدي
460072-255866.jpg

الحاج محمد الهنيدي متحدثا للزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
460072-255854.jpg

محمد الهنيدي مع مجموعة من الموظفين
460072-255863.jpg

.. مع بعض المسؤولين في العمل
460072-256040.jpg

مأدبة عشاء في قصر النزهة على شرف متصرف البصرة عام 1952 ويظهر في الصورة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والمرحوم الشيخ عبدالله المبارك والشيخ عبدالله الأحمد والشيخ فهد السالم والشيخ عبدالله الجابر
460072-255860.jpg

محمد الهنيدي في احدى المناسبات
460072-255856.jpg

محمد الهنيدي يتسلم جائزته في تنس الطاولة
460072-255867.jpg

جواز السفر الفلسطيني الذي دخل به الكويت
460072-255800.jpg

فريق كرة القدم بالنادي الأهلي ويظهر محمد الهنيدي (قبل الأخير)
460072-255871.jpg

.. مع بعض زملاء العمل


  • تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية التابعة لدائرة معارف فلسطين
  • كنت أهوى كرة القدم منذ الصغر وانضممت لفريق مدرسة الرملة الثانوية
  • توفي والدي فتركت المدرسة ولم أكمل المرحلة الثانوية لأساعد أسرتي
  • عملت بالمعسكر البريطاني في بيت نبالا قريباً من اللد
  • هاجرت مع أسرتي من اللد بعد أن هاجمها اليهود واتجهنا إلى رام الله ثم استقررنا في دمشق
  • اليهود أخرجونا بما علينا من ملابس وأمرونا بالتوجه ناحية رام الله وسط الجبال وسقط كثير من الناس موتى
حوار: منصور الهاجري
ضيف هذا الأسبوع مواطن كويتي ولد بمدينة اللد بفلسطين العام 1926 في أسرة مكونة من سبعة أبناء لأب يعمل في مجال المقاولات، هو محمد عبدالرحمن الهنيدي، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية، وأكمل الدراسة حتى الصف الثاني الثانوي في مدرسة الرملة، توفي والده فترك المدرسة دون أن يكمل المرحلة الثانوية، ليساعد أسرته، فبحث عن عمل وفي الوقت نفسه انتسب للمعهد البريطاني لإتمام دراسته بالمراسلة وكان ذلك عام 1948، حيث كانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، والتحق بالعمل مع فريق الهندسة الملكية البريطانية في معسكر بيت نبالا.

اضطر إلى ترك اللد هو وأسرته بعد أن هاجمها اليهود واحتلوها، فاتجه مع أهل القرية إلى مدينة رام الله ثم إلى مدينة السلط الأردنية ثم إلى سورية.

وفي ديسمبر 1948 حصل بواسطة أحد أبناء عمه على إذن لدخول الكويت، فسافر إليها برا من دمشق وحصل على فرصة عمل بدائرة الجوازات والسفر مع الشيخ عبدالله المبارك والتي أدارها بعد ذلك سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.

وفي عام 1953 تم تشييد مبنى دائم لإدارة الأمن العام، فالتحق معظم محققي شركة نفط الكويت بها بعد إغلاق دائرة التحقيقات التابعة لها.

وإلى تفاصيل أكثر:
في البداية يقول الهنيدي: ولدت في مدينة اللد في فلسطين بتاريخ 10 ديسمبر 1926، وانا الابن الثاني من عائلة متوسطة الحال مكونة من 6 ذكور وأنثى واحدة، كان والدي - رحمه الله - يعمل في مجال المقاولات وخاصة إنشاء الطرق، وساهم في إنشاء مدرجات مطار اللد في ثلاثينيات القرن الماضي.

كان عدد سكان مدينة اللد في عام 1948 حوالي 22 ألف نسمة وتعتبر من المدن المتوسطة الحجم بالمقارنة مع المدن الكبيرة مثل حيفا ويافا، حيث كان عدد السكان فيها يزيد على الـ 60 ألف نسمة، وكان عدد سكان فلسطين في عام 1948 يزيد قليلا على المليون ونصف المليون، منهم مليون و200 ألف فلسطيني عربي والباقي من اليهود المهاجرين من دول أوروبا بمساعدة الانتداب البريطاني - أثناء الحرب العالمية الثانية.

وتعتبر اللد مدينة زراعية حيث كانت تهتم بزراعة الخضار والفواكه والزيتون، وكانت مصدرا رئيسيا لمدن فلسطين لإمدادها بالخضار، حيث تتميز بأن أرضها خصبة وتشتهر بإنتاج الزيتون والسمسم وعصره وفيها عصارات، كما تشتهر بصناعة الصابون ودبغ الجلود.

وتقع مدينة اللد في وسط فلسطين وتبعد عن مدينة يافا حوالي 15 كيلومترا وجوها معتدل دافئ في الشتاء وكان يوجد بها أكبر مطار في منطقة الشرق آنذاك وفيها أكبر محطة سكة حديد وملتقى سكك حديد الشرق الأوسط وكانت اللد مدينة عربية خالية من المستعمرات اليهودية يعيش فيها المسلمون والمسيحيون بكل حب وتآلف، وفيها كنيسة تاريخية واحدة هي كنيسة مارجرجس وجسر جنداس الذي بناه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس.

ويتحدث الهنيدي عن اشهر العائلات التي كانت تعيش في اللد وهي عائلة الهنيدي والكرزون والكيالي ودهمش والصالحي والمهتدي والخالدي وغنيم والصوص وحماد ورجب وبطشون والحلتة والحسيني وجودة ورزق وحبش وحسونة والعلمي وشموط وبدران من العائلات الكريمة الأخرى.

الدراسة والتعليم

أما عن تعليمه والمدارس التي التحق بها فيقول الهنيدي: تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة اللد الابتدائية التابعة لدائرة معارف فلسطين وأكملت الدراسة حتى الصف الثاني الثانوي في مدرسة الرملة الثانوية ولم يكن التعليم مختلطا فكان مكونا من مرحلتين، الأولى ابتدائي حتى السابع وثانوية حتى الصف الرابع تنتهي بشهادة المتريكوليشن (الثانوية العامة).

وكانت الدراسة في المرحلة الابتدائية وقتها تشمل العلوم والرياضيات والدين واللغة العربية والنحو والتاريخ والجغرافيا بالاضافة الى حصتين أسبوعيا في الصفين الرابع والخامس في علوم الزراعة والنجارة والحدادة من قبل مدرسين متخصصين وورش مجهزة بجميع اللوازم.

واذكر من مدرسي مدرسة اللد الابتدائية في الثلاثينيات المدرس المرحوم سليمان ابوغوش ومحمود نجم اللذين كانا عضوي التدريس في البعثة التعليمية الفلسطينية في ثلاثينيات القرن الماضي بالكويت - رحمهما الله - كما اذكر ممن تخرجوا في مدرسة اللد الابتدائية د.أحمد أبوحاكمة الذي كان ضمن هيئة التدريس في جامعة الكويت في ستينيات القرن الماضي.

ومن المدرسين الفلسطينيين خير الدين العباسي وفخري انشاصي وداود مراد لبناني.

ويضيف الهنيدي ان كان التعليم في فلسطين غير مختلط ـ فتعليم البنات قديم بنفس مستوى تعليم الأولاد ولكل فئة مدارسها ـ والتعليم الابتدائي كان يبدأ من سن السادسة للأولاد والبنات.

ومنذ صغري كنت أهوى لعب كرة القدم وكنت ضمن فريق كرة القدم في مدرسة الرملة الثانوية ثم لاعب مهم بفريق كرة القدم في نادي الأرثوذكسي بمدينة اللد عام 1942 حتى سقوطها بيد الصهاينة.

وكان في اللد ملعبان لكرة القدم، ملعب واحد تابع للمدرسة والآخر في محطة سكك حديد اللد وكان فريقنا مصنف درجة ثانية يتبع الاتحاد الرياضي الفلسطيني لواء اللد الذي يضم مدن اللد والرملة ويافا.

ويلفت الهنيدي الى انني بعدما أنهيت المرحلة الابتدائية التحقت بالمرحلة الثانوية، ولما كانت مدارس اللد تفتقر الى المرحلة الثانوية لذلك انتقلت الى ثانوية الرملة وهي تبعد 3 كيلومترات عن اللد وانتقل اليها بالباص يوميا والدوام من السبت الى الخميس نصف دوام والجمعة عطلة والاحد عطلة.

كان الطلاب المسيحيون في حصة الدين الإسلامي يذهبون الى فصل منفصل يدرسهم مدرسون مسيحيون.

وكان في اللد مدرسة حكومية ابتدائية واحدة للذكور وأخرى للبنات، وكان فيها مدرسة لاتينية ومدرستان خاصتان والمدارس الخاصة تدرس المرحلة الابتدائية فقط ولم يكن لي نشاط آخر إلا الرياضة وكنت لاعبا مسجلا في الاتحاد الرياضي الفلسطيني وكان خيري أبو الجبين سكرتير الاتحاد الرياضي في لواء اللد، كما كان لا يوجد بالمدرسة فريق قدم ولكن فيها فريق سلة.

ويضيف الهنيدي: في تلك الفترة توفي والدي فتركت المدرسة بعد إنهاء ثاني ثانوي وباشرت العمل، اهتممت بقراءة الأدب الإنجليزي وقرأت كتبا كثيرة الى ان تمكنت من اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة، انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 والإنجليز انسحبوا من فلسطين أوائل عام 1948 عام النكبة.

أول عمل في حياتي

ويتطرق الهنيدي الى الظروف الصعبة التي مر بها بعد وفاة والده فيقول: توفي والدي عام 1948 ولشعوري بالمسؤؤلية تجاه اخوتي الصغار قررت ترك المدرسة والبحث عن عمل وبنفس الوقت انتسبت للمعهد البريطاني لإتمام الدراسة بالمراسلة، وكانت الحرب العالمية الثانية في أوجها، وكان المجال واسعا للعمل، خاصة ما كان يتعلق بالمجهود الحربي البريطاني وبالفعل التحقت بالعمل مع فريق الهندسة الملكية البريطانية في معسكر بيت نبالا القريب من مدينة اللد في وظيفة إدارية وكان المعسكر يضم ورشا كبيرة للصيانة وسكب الحديد والنحاس والنجارة والحدادة واللحام وغيرها من المهن وكان مستخدمو المعسكر خليطا من العرب واليهود وكانوا من الفنيين المهرة ذوي الخبرة مهاجرين من الدول الأوروبية.

وقد أكسبني عملي في ذلك المعسكر واختلاطي بالجنود البريطانيين والفنيين الآخرين خبرة فنية وطلاقة باللغة الإنجليزية ولكن في 28 فبراير 1948 سرحت من العمل وبدأ إجلاء القوات البريطانية من فلسطين مع اشتداد المعارك بين العرب واليهود.

وضع مدينة اللد

أود أن أذكر هنا أن مدينة اللد هي من المدن القديمة تاريخيا، احتلها في العهود الماضية البيزنطيون والصليبيون وفتحها المسلمون، ويدل على ذلك كنيستها ومسجدها وبعض الكتب التاريخية، كانت تشتهر قبل احتلالها من اليهود وطرد سكانها بالزراعة، وكان مطارها يعتبر من أكبر مطارات الشرق، اطلق عليه بعد الاحتلال اسم مطار «بن غوريون».

وفي مساء يوم 11 يوليو 1948 الموافق الخامس من رمضان 1367هـ هاجمت وحدة كوماندوز يهودية بقيادة موشي ديان مدينة اللد تحت وابل من قذائف المدفعية واستعمال الطيران لأول مرة واحتلتها هي ومدينة الرملة المجاورة، ولم يتمكن رجال المقاومة والذين كانوا مسلحين بأسلحة خفيفة من الصمود وبعد نفاد ذخيرتهم لجأوا إلى مسجد دهمس، واقتحمت القوات اليهودية المسجد وأبادتهم جميعا دون مقاومة، قدر عددهم بأكثر من 160 شهيدا.

وبعد يومين من الاحتلال أمر الجنود الصهاينة سكان المدينة بالخروج من منازلهم والتوجه خارج المدينة قائلين لنا «يلا برة روحوا ملك عبدالله»، ووضعت في جيبي بعض المستندات مثل جواز السفر وبطاقة الهوية وشهادة الميلاد وناولت والدتي- رحمها الله- مبلغ 150 جنيها فلسطينيا من مدخراتي وخبأتها في ملابسها، وخرجنا بما علينا من ملابس، وأمرنا الجنود بالتوجه شرقا مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة رام الله وعبر الجبال بين صفوف الجنود الذين كانوا لا يتركون شخصا خاصة من الرجال إلا ويتم تفتيشه وسلبه ما يحمله من نقود وأشياء ثمينة، وكنت أحدهم، فسلبوا مني ما كنت أحمله من نقود وساعتي وقلم حبر.

ويضيف الغنيم: لن أنسى أثناء سيري إلى رام الله جموع سكان المدينة ومعهم من كان لاجئا فيها من المناطق الأخرى قبل احتلالها، وهم يسيرون ساهمون في طريق وعرة عبر الجبال لا ماء ولا طعام، كثير منهم كان يحمل على ظهره عزيزا من مرضاهم أو أحد الوالدين العاجزين، وهم يلهثون من التعب والجوع والعطش، حالات كثيرة من العجزة والمرضى فارقوا الحياة في الطريق وكانت الوسيلة الوحيدة لدفنهم هي تغطيتهم ببعض الحجارة على جانب الطريق.

الاستقرار في رام الله

ويقول الهنيدي: استغرقت مسيرتنا إلى رام الله يومين، وهناك تم إسكاننا في إحدى مدارسها، وبعد عدة أيام توجهنا إلى مدينة السلط الأردنية، وهناك هيأت لنا بلديتها مشكورة غرفة في مدرستها الوحيدة آنذاك والتي كانت مقامة ومازالت في منطقة جبلية تطل على المدينة، واستغرقت إقامتنا في مدينة السلط نحو شهر واحد تمكنا في أثنائها من الحصول على إذن للدخول واللجوء إلى سورية، وسافرنا برفقة مجموعة من الأقارب بالقطار من عمان إلى دمشق، وعند وصولنا إلى هناك قادنا مندوب كان في استقبالنا هناك إلى مدرسة التجهيز للإقامة فيها والتي كانت غاصة باللاجئين الفلسطينيين، وتمكنت بعد عدة أيام من استئجار بيت قديم كان بناؤه من الطين في حي المهاجرين، وانتقلنا إليه، وهنا بدأت المهمة الشاقة، وهي مهمة البحث عن عمل.

العمل في الكويت

أما عن مجيئه إلى الكويت فيقول الغنيم: في الربع الأخير من عام 1948 تعاقد ثلاثة من أبناء عمي للعمل بالكويت، حيث تعاقد أحدهم مدرسا بدائرة المعارف آنذاك، والثاني عمل مهندسا لدى المرحوم عبدالله الملا صالح، والثالث عمل مع الشركة العربية للتجارة (عزت محمد جعفر واخوانه)، وهذا الأخير انتقل بعد عدة أسابيع إلى دائرة الجوازات والسفر، وفي ديسمبر من عام 1948 حصلت بواسطة أحدهم على اذن لدخول الكويت وعن طريق السفارة البريطانية بدمشق ختمت الفيزا على جواز سفري الفلسطيني، وسافرت برا من دمشق إلى بغداد، ومنها بالقطار إلى البصرة ومن هناك استقللت باص «أبوعرام» إلى الكويت التي وصلتها مساء 31 ديسمبر 1948، وختم جوازي بالقدوم في 1/1/1949.

ونزلت في بادئ الأمر في ضيافة ابن عمي في بيت مؤجر من آل معرفي فوق ديوانيتهم آنذاك على شاطئ البحر بمنطقة الشرق، وهو المكان المقام عليه وزارة الخارجية حاليا، وكان يقابل ذلك البيت معمل للثلج ومحطة لتوليد الكهرباء للمرحوم عبدالله الملا صالح، وهو الحي نفسه الذي كان يقيم فيه المرحوم الشيخ صباح الناصر (شقيق صباح الناصر).

وفي مساء اليوم الخامس من يناير 1948 وأثناء تجولي في ساحة الصفاة دخلت مبنى دائرة الجوازات والسفر، والذي كان يقع في الزاوية الشرقية من ساحة الصفاة، وذلك لزيارة ابن عمي الذي كان يعمل هناك في دوام كان يمتد حتى التاسعة مساء، وأثناء وجودي في مكتبه دخل المرحوم محمد جعفر، فعرفني به ابن عمي وأثناء تبادل الحديث سألني عما إذا كانت لدي رغبة في العمل بدائرة الجوازات والسفر، فأجبنه بالإيجاب، وتركنا وغاب برهة ثم عاد وسحبني من يدي إلى مكتب المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الذي بادرني بأسئلة عن اسمي وسني ومؤهلي، ثم قال «زين»، وعدت إلى مكتب ابن عمي، وعاد بعدها المرحوم محمد جعفر وقال «مبروك» داوم غدا الراتب 300 روبية.

دائرة الجوازات والسفر

وبالفعل تم تعييني في قسم الإقامة بدائرة الجوازات والسفر.

كانت الإدارة مؤلفة من قسمين، الأول قسم الجوازات وكان مديره المرحوم هاني جميل القدومي والثاني قسم الإقامة والسفر بإدارة توفيق الإيراني (ترك هذا الشخص العمل بعد نحو شهر من تاريخ تعييني)، كان من زملائي في غرفة المكتب الذي كنت فيه كل من المرحوم ابراهيم عيد (كان أحد مدرسي البعثة التعليمية الفلسطينية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي)، ويوسف السيد هاشم الرفاعي (وزير الدولة السابق) وأذكر أنه كان في الفرقتين المجاورتين كل من المرحوم أحمد المقهوي، عبدالمحسن الخميس، عبدالمحسن عبدالمجيد، عبدالله راشد عبدالغفور، أحمد الرندي المساعيد وعبدالله السمحان وفي غرفة مقابلة كان فيها سليمان المشعان.

وكانت دائرة الجوازات والسفر في ذلك الوقت في الجزء الشرقي من ساحة الصفاة في بناء متوسط الحجم يتكون من طابقين، بجانبه باتجاه الجنوب مبنى مديرية الأمن العام قبل انتقالها إلى قصر نايف، كان في الجهة المقابلة من ساحة الصفاة في أول الطريق المؤدي إلى سوق السلاح مكتب شركة المرحوم أحمد الغانم وأولاده، يليه مخزن جاشنمال، ثم شركة التجارة العربية (عزت محمد جعفر واخوانه) ثم مخزن شيرين بهبهاني للساعات، ثم على الطرف الآخر عند مدخل الشارع الجديد مكتب المرحوم عبدالله الملا صالح، وعلى الزاوية الجنوبية كانت شركة الشايع (سيارات فورد)، وبجانبها على شارع الجهراء مديرية الشرطة العامة، وكان على الجهة الشرقية من ساحة الصفاة مبنى تحت الإنشاء للبنك البريطاني الإيراني (بنك الكويت والشرق الأوسط فيما بعد).

العمل في الأحمدي

وفي 15 يناير 1949 استدعاني المرحوم الشيخ عبدالله المبارك إلى مكتبه وأبلغني بأنه تقرر إنشاء إدارة للأمن العام في الأحمدي وقال لي «هذه الإدارة ستكون بإدارة ولدنا الشيخ جابر الأحمد وأبيك تنطره باچر الصبح وتروح وياه»، وفي صباح اليوم التالي أي 16 يناير 1949 وقفت سيارة بيضاء من طراز فورد وكان بها المرحوم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، سلمت عليه وعرفته بنفسي ودعاني للجلوس بجانبه على المقعد الخلفي، انطلقت بنا السيارة إلى شارع الجهراء ثم عبر بوابة الشامية إلى خارج السور ومنها عبر أرض فراغ خالية من أي عمران إلى أن وصلنا إلى قرب الفروانية حيث كانت هناك بداية طريق معبد اتخذناه باتجاه الأحمدي عبر المقوع، وعلى الجانب الغربي من الطريق عند مدخل الأحمدي دخلنا مكانا مسيجا أقيم بداخله نحو عشرين خيمة صغيرة وعند مدخله خيمة كبيرة، وكان ذلك مقر إدارة الأمن العام بالأحمدي.

ويضيف الغنيم: بعد أن أدت ثلة من رجال الأمن التحية لسموه دخلنا الخيمة الكبيرة وكانت من ثلاثة أعمدة في سقفها مروحة كهربائية وثلاث نقاط إضاءة مفروشة ببساط أزرق اللون في وسطها مكتب كبير خصص للمرحوم سمو الشيخ جابر ومكتبان آخران أصغر حجما أحدهما على يمين المكتب الكبير جلست أنا عليه والآخر على اليسار للمرحوم سليمان أبوكحيل الذي سبقنا إلى هناك.

بعد عدة أيام تم تجهيز مسكن لي هناك وكان عبارة عن خيمة متوسطة الحجم نصبت خلف خيمة المكتب الكبيرة ركب في سقفها مروحة كهربائية ونقطة إضاءة وفرشت أرضها ببساط أزرق وزودت بصندوق للثلج وحب من الفخار وفلتر للماء، ومن الطريف ان أذكر أنه بعد نحو عشرة أيام من إقامتي هناك هبت عاصفة ورياح شديدة أثناء نومي مزقت وأطاحت معظم الخيام وكان أشدها تضررا خيمة المكتب الكبيرة، وفي اليوم التالي أعيد تجديد الخيام المتضررة، وفي مارس 1952 شيد مبنى من الطوب اللبن مكون من مجلس ومختصر لسمو الامير الراحل الشيخ جابر ومكتب للإدارة وغرف صغيرة واحدة للأحوال، ومخزن للسلاح ونظارة.

في هذا الوقت انضم للعمل المرحوم عبدالكريم الشوا منتدبا من دائرة جوازات الكويت.

ويتحدث الغنيم عن طبيعة عمله فيقول: كانت مهماتي وطبيعة عملي آنذاك غير محددة، فنظرا لإقامتي ووجودي هناك معظم الوقت كان من الطبيعي أن تحول إلي جميع البلاغات والشكاوى التي كانت ترد إلى الدائرة، مما كان يضطرني إلى معالجتها والتحقيق فيها.

في ذلك الوقت كان لشركة نفط الكويت دائرة تسمى دائرة التحقيقات مديرها كان بريطانيا، ضابط شرطة سابقا، يعاونه مجموعة من المحققين من ذوي الخبرة السابقة من البريطانيين والهنود والباكستانيين وعربي واحد، كانت مهمة هذه الدائرة معالجة والتحقيق في جميع الجنايات والحوادث الداخلية، وذات العلاقة بأمنها وموظفيها وإحالة ملفات ذوي العلاقة من الجنسيات البريطانية والهندية والباكستانية إلى محاكم كانت تعقد في داري الاعتماد بالبحرين والكويت.

ولما كانت معظم الشكاوى والبلاغات التي ترد إلي ذات علاقة بالشركة ومستخدميها فقد كان التحقيق فيها يجري بالتنسيق مع محققي الشركة، وهذا أكسبني خبرة جيدة في طرق التحقيق وتدوين الإفادات، وكانت جميع القضايا تعرض على سمو الامير الراحل المرحوم الشيخ جابر وكان في معظمها يكتفي بالنصح وتنبيه من كان متهما وإطلاق سراحه وإحالة ملفات القضايا الكبيرة إلى المحكمة، بالكويت.

وأود أن أذكر هنا وضع الأحمدي والمناطق الأخرى التابعة للشركة في ذلك الوقت كما شاهدته في أوائل عام 1949.

كانت الأحمدي والمناطق الأخرى ورشة عمل شاملة، العمل كان على أشده في بناء المبنى الرئيسي للإدارة وكانت تقوم به شركة بريطانية اسمها C.E.C.D شاهدت وقتها من كان يقوم بمعظم العمل من بنائين ونجارين ومساعديهم كانوا من البريطانيين، وكان العمل أيضا يجري في تخطيط ورصف الشوارع وبناء المساكن للموظفين والمستخدمين، وبناء رصيف شحن النفط الجنوبي، وحفر آبار النفط في البرقان ومراكز التجميع وبناء خزانات النفط ومد الأنابيب.

أقيم في كل منطقة مقار من الخيام والبيوت الجاهزة مزودة بجميع الخدمات لموظفي وعمال الشركة الذين كانوا يعملون في تلك المشاريع، وفي مدخل الأحمدي على الجانب الشمالي من طريق المقوع كان هناك مخيم يضم وحدات من البيوت الجاهزة للعمال المحليين (كان يطلق على هذا المخيم كمب نمر خمسة) وكانت نسبة كبيرة من المقيمين فيه في ذلك الوقت من الجنسية العمانية.

وفي الجهة المقابلة على طريق المقوع كانت هناك مواقف لسيارات التاكسي وبعض الحوانيت ومقهى وخلفها عشش كثيرة جميعها كانت من الصفيح وعلى الطراف الشمالي ايضا كانت هناك بعض المقار من الخيام والصفيح للمقاولين المحليين ومستخدمهم العاملين في مشاريع الشركة.

وعند اتمام أول بيت من البيوت الدائمة قررت الشركة إهداءه إلى المرحوم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، أقيم في تلك المناسبة حفل كبير في موقع البيت في الشارع الثاني الاوسط، حضره الشيوخ وكبار الشخصيات والكولونيل ديكسون والمعتمد البريطاني.

اقامت في ذلك البيت فيما بعد المرحومة الشيخة مريم الجابر مدة من الزمن.





إدارات الأحمدي

يقول محمد الهنيدي في عام 1953 تم تشييد مبنى دائم لإدارة الأمن العام أخذ في الاعتبار في تخطيطه التوسعات المستقبلية.

شمل هذا المبنى مكاتب عدة للإدارة، مهاجع لقوة الأمن، سجنا صغيرا، مسجدا، عيادة طبية، كراجا لتصليح السيارات ومساكن للمحققين في الطابق الثاني (المبنى الحالي للأمن والمرور).

وفي ذلك العام تم الاتفاق بين المرحوم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وشركة نفط الكويت على اغلاق دائرة التحقيقات التابعة لها وإلحاق من كان يرغب في محققيها بدائرة التحقيق التابعة لدائرة الأمن العام والتي تم انشاؤها آنذاك.

والتحق معظم محققي الشركة الهنود والباكستانيون والعرب، بينما اعتذر الانجليز منهم فالتحقوا بأعمال أخرى بشركة النفط.

تم تعيين شخص انجليزي مديرا لدائرة التحقيق بالأمن العام اسمه ماكلينز استقال بعد عام تقريبا فخلفه المرحوم جاسم مشاري الحسن (وزير العدل السابق) مديرا مكانه، كما تم في هذا العام انشاء إدارة للعمل مهماتها مراقبة شؤون العمل والعمال في شركة النفط والشركات الأخرى في المنطقة عين السيد يعقوب القطامي مديرا.

(التحق في هذه الدائرة في عام 1958 المرحوم محمد درويش العرادي قبل انتقاله إلى الديوان الأميري).

وضمت هذه الإدارة في العام 1959 الى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكان نواة فرعها في الأحمدي.

وفي أوائل عام 1951 انتسبت لعضوية نادي الاتحاد التابع لشركة نفط الكويت والذي كان غالبية اعضائه من الجنسية الهندية والباكستانية.

صرت في أوقات فراغي أمارس بعض الألعاب الرياضية مثل تنس الطاولة والسباحة وكمال الأجسام.

ولما كانت هوايتي الرياضية المفضلة هي كرة القدم وافتقار هواة هذه اللعبة في نادي الاتحاد فقد بادرت مع آخرين بتكوين فريق من العرب معظمهم فلسطينيون ممن كانوا مدرسين في دائرة معارف الكويت آنذاك والبعض ممن كانوا يعملون بشركة كات للمقاولات بالأحمدي (شركة المقاولات والتجارة اللبنانية) انتسبنا لدوري شركة نفط الكويت وشاركنا ضمنه لمدة سنتين تحت اسم الفريق الفلسطيني.

في أحد أيام عام 1954 جاءني شخص عرفني بنفسه كان المرحوم يوسف ابراهيم الغانم، اخبرني بأنه قادم من طرف النادي الاهلي وطلب مني اللعب ضمن فريق كرة القدم التابع للنادي.

وحاولت التخلص معتذرا كوني لاعبا ومسؤولا عن الفريق الفلسطيني.

ولكنه اصر والح في طلبه وفي النهاية اتفقنا على أن ألعب ضمن فريق النادي الأهلي في مبارياته التي تقع خارج برنامج مباريات دوري شركة النفط، كان رحمه الله شخصا دمثا ذا شخصية محببة وكان يأتي بنفسه إلى الأحمدي قبل كل مباراة يقلني بسيارته إلى النادي الاهلي بالكويت الذي كان يقع في ذلك الوقت في المكان المقام عليه حاليا فندق شيراتون وكان بعد كل مباراة يدعو الجميع للعشاء في مخيم كان يقيمه برا خارج سور الكويت آنذاك يعرض بعدها فيلم سينمائي ثم يعيدني بنفسه الى الاحمدي.

استمر هذا الحال الى نهاية عام 1954 حين تلقيت اتصالا تلفونيا من المرحوم عبدالعزيز محمد جعفر وقال الشيخ عبدالله المبارك يبي يكلمك وكان على الطرف الآخر المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الذي بادرني قائلا: «يا محمد أبيك من اليوم وطالع تلعب مع النادي الأهلي بس هذا أمر». أود أذكر للعلم بأن المرحوم الشيخ عبدالله المبارك كان الرئيس الفخري للنادي الأهلي آنذاك.

وكان من لاعبي فريق كرة القدم في النادي الأهلي وقتذاك:

1 ـ إبراهيم المواش ـ كابتن الفريق

2 ـ عبدالمحسن الفرحان

3 ـ عبدالجليل حبيب

4 ـ صبحي نصار

5 ـ تاج محمد هندي

6 ـ شاهين الزرقا

7 ـ حسن الدجاني

8 ـ تيسير الترتير

9 ـ محمد الهنيدي

10 ـ فضل (ملقب بساندويش)

وغيرهم لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم.

كان في الكويت في ذلك الوقت ملعبان لكرة القدم وملعبان دون مدرجات أحدهما في منطقة الصالحية الملعب القبلي بجوار المقبرة والثاني في منطقة الشرق في المكان الذي يشغله سوق الصفارين حاليا.

داومت اللعب في فريق النادي الأهلي حتى أواخر عام 1957 على ما اتذكر حين صدر الأمر بإغلاق الأندية.

عدد المشـاهدات: 7215


 
حجم الخط
458248-251134.jpg

يوسف العجوز
يوسف العجوز متحدثا للزميل منصور الهاجري (قاسم باشا)
458248-251140.jpg

يوسف العجوز خلال تنفيذ بعض الأعمال الإبداعية
458248-251141.jpg

كان خطاطا لمسلسل «افتح يا سمسم» وهذه لقطة مع الدمية نعمان
458248-251127.jpg

الأستاذ عبدالوهاب السلطان السداني رحمه الله وبرنامج «افتح يا وطن أبوابك»
458248-251142.jpg

العجوز يتسلم كأس بطولة طاولة الزهر بفندق هيلتون
458248-251130.jpg

أثناء نهائي بطولة طاولة الزهر
458248-251128.jpg

يوسف العجوز مع أم كلثوم وقد أهدته أجمل 5 صور لها وهي تكتب على إحداها الإهداء
458248-251136.jpg

العجوز في بداية حياته العملية
458248-251137.jpg

هوية العمل خطاطا في وزارة الإعلام
458248-251138.jpg

كأس تكريم الرواد الإعلاميين بمناسبة مرور 50 سنة على المسيرة الإعلامية
458248-251139.jpg

صورة من أرشيف يوسف العجوز
458248-251129.jpg

لقطة تذكارية مع الفنان الراحل علي المفيدي ومريم الغضبان وتظهر من اليمين مسؤولة الأزياء فاتن الأسعد ومحمد سعيد
458248-251126.jpg

مراجعة وتنسيق
يوسف العجوز يتوسط الفنان محمد الويس والفائز ببرنامج نجوم على الطريق مرعي سرحان
458248-251133.jpg

بطاقة الهوية عام 1963


  • ولدت في مرجعيون في لبنان وحضرت إلى الكويت عام 1961 واشتغلت في تلفزيون الكويت عام 1962
  • كنت أتبع إخواني الكبار إلى المدرسة وأجلس معهم بالفصل وأحفظ ما يقوله المدرس
  • تعلمت اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية في مدرسة الخيام الابتدائية
  • قرأت الكتب العربية ودواوين الشعر لكبار الشعراء وحفظت بعض الأبيات من المعلقات
  • عملت خطاطاً في مدينة بيروت عند الخطاط شعبان لاوند بأجر شهري
  • العمل في تلفزيون الكويت كان مرهقاً فالدوام من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساء
  • عملت عند خطاطين خارج العملوفي المطابع والصحافة
  • كنت أذهب إلى السينما في بيروت وأشاهد الأفلام العربية والهندية
  • كان بالكويت 3 خطاطين مشهورين واحد في الشرق وواحد في المرقاب والثالث في السوق
  • طلب تلفزيون الكويت خطاطين فتقدمت ونجحت وانسحب 4 من الاختبار عندما رأوني
ضيف هذا الأسبوع هو الخطاط يوسف العجوز الذي ولد في بلدة مرجعيون بلبنان ونشأ بين طبيعتها الجميلة، وتلقى تعليمه في المراحل الأولى، إلا ان القدر لم يشأ أن يكمل فاكتفى بالمتوسط وترك الدراسة، تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية وأجادهما، الى جانب اللغة العربية، سافر الى بيروت ليعمل مع إخوانه في العام 1956.

ولأنه كان يتمتع بموهبة الإبداع في الخط فعمل عند خطاط متخصص في عمل أفيشات السينما، عرض عليه أحد أصدقائه السفر الى الكويت 1961 فوافق، وتمكن من الحصول على فرصة عمل لدى خطاط بالمرقاب براتب 300 روبية وتعلم لديه أصول فن الخط، وفي أحد الأيام قرأ إعلانا في الصحف لوزارة الإرشاد والأنباء (الإعلام حاليا) عن الحاجة لخطاط، فتقدم بطلب بصحبة مجموعة خطاطين آخرين وعند الاختبار انسحب 4 خطاطين عندما رأوه ضمن المتقدمين للوظيفة.

وفي 1963 عين بالوزارة براتب مقطوع، ويقول عن العمل بالتلفزيون انه كان مرهقا حيث كان يعمل من التاسعة صباحا الى الثانية عشرة ليلا.

والى جانب عمله بالتلفزيون عمل في بعض المطابع وجمعية المعلمين ومجلة الرائد ورابطة الأدباء ووكالات الإعلان والصحف، ويؤكد العجوز ان الكمبيوتر بعد ظهوره ضيق كثيرا على الخطاطين..

وإلى تفاصيل اللقاء:

أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

حضرت إلى الكويت عام 1961 وعينت في تلفزيون الكويت عام 1962 ولدت في لبنان في بلد الخيام (قضاء مرجعيون) الجنوب الشرقي من لبنان، ومرجعيون أينما تحفر ينبع من أرضها الماء ومعناها مرج عيون وهي أرض سهل والماء نقي صاف ومن الغرب نهر الليطاني ومن الشرق نهر الحصباني وبها أراض صخرية، كما يوجد بها جميع أنواع الشجر المثمر وشجر الكينا واللوز والخوخ والمشمش والتين والعنب الى درجة أن الإنسان كان يمشي يقطف الفاكهة ويأكل.

وكان رجال الدين هم الذين يدرسون للأولاد وما كان عندنا كهرباء وكنت أتبع اخواني عندما يذهبون الى المدرسة وأسمع المطوع وهو يعلمهم قراءة القرآن الكريم ويردد عليهم الآيات وهم يرددون ما يقوله فحفظت الفاتحة وكان عمري حينها 3 سنوات ونصف السنة، وبعد ذلك حفظت قصار السور تقريبا خلال شهر وتعلمت الكتابة من اخواني وبعد عام ختمت القرآن الكريم قراءة ولكن حفظت بعض السور وعندما بلغت السادسة التحقت بمدرسة الخيام الابتدائية.

مدرسة الخيام الابتدائية

ويتحدث العجوز عن المرحلة الابتدائية فيقول: عندما بلغت سن السادسة التحقت بالمدرسة الحكومية الموجودة في بلدتنا (مدرسة الخيام الابتدائية) والمشكلة التي كانت موجودة فيها هي تدريس اللغة العربية واللغة الفرنسية بالوقت نفسه، وكنت أجيد اللغة العربية ولكن لم أكن أجيد اللغة الفرنسية فعينت في الفصل الأول الابتدائي وكان خطي مميزا بين الطلبة بل كان أفضل من خط المدرس، وأذكر ونحن في الفصل دخل علينا مدير المدرسة (علي عبدالله) ورأى خطي، فرفعني صفين إلى ثالث ابتدائي، وقال: انت مستواك الصف الخامس.

تعلمت اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية، والسر الذي جعل خطي ممتازا انني كنت أقلد خطوط الصحف وخاصة عندما كنت في مدرسة المطوع فتعلمت ثلاث لغات اللغة العربية واجيدها بدرجة جيد جدا، واللغة الانجليزية واللغة الفرنسية ومع القراءة والكتابة والخط الممتاز، اكملت المرحلة الابتدائية، واذكر من المدرسين عبدالحسن السويد وعلي عبدالله وفؤاد سعادة ومكاريوس من بلده ثانية وكثيرا من المدرسين ايضا واذكر بعض الطلبة المتفوقين وآخرين كانوا متأخرين.

ووصلت على مشارف الثانوية ولكن للاسف لم ادخل الثانوي لكي احصل على الشهادة الثانوية، وبذلك الوقت كنت اقرأ الكتب العربية القديمة منها والحديث، وقرأت لشعراء وكتاب وقصص عنترة وبني هلال واحفظ من الشعر الجاهلي وحفظت بعض الابيات من المعلقات واذكر مما حفظت:

الا ايها الليل الطويل إلا انجلي

بصبح وما الاصباح منك بامثل

فيا لك من ليل كأن نجومه

بكل مغار الفتل شدت بيذبل

وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم «ان من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا»

يقول المتنبي:

اذا رأيت نيوب الليث بارزة

فلا تظنن ان الليث يبتسم

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم

هذه الابيات حفظتها من عيون قصائد الشعر والكثير الكثير، قصائد كاملة احفظها.

فكنت مولعا بالقراءة والمطالعة، اما اخواني الكبار فكنت اصحح لهم الاخطاء في اللغة العربية.

واكملت المرحلة الابتدائية وامضيت سنتين بعد المتوسطة وبقي لي سنتان حتى احصل على الثانوية، فتركت الدراسة، وهناك حكمة تقول «يكفيك من العلم ما تنتفع به» وعرفت اني لست بحاجة الى التعليم الثانوي، وكنت اعرف اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية واللغة العربية، فلذلك تركت المدرسة.

السفر إلى بيروت

سافرت من بلدتي مرجعيون الى العاصمة الكبيرة مدينة بيروت للعمل، كان لي اخوان سبقوني للعمل في بيروت، ويعملون في الشركات موظفين وذلك عام 1956، في البداية عملت عند خطاط في بيروت اسمه شعبان لاوند كان متخصصا في عمل الافيشات للسينمات في بيروت حيث كان فيها خمسون مبنى سينما، وكنت اذهب الى السينما لمشاهدة الافلام العربية والاجنبية واذكر الفيلم الهندي «من أجل ابنائي» وفيلما انجليزيا اسمه «ذهب مع الريح» بطولة كلارك جيبل، وقد اثر بنفسي الفيلم الهندي، وكذلك «روميو وجولييت» من تأليف شكسبير وهو فيلم حب وعشق، كنا نعيش مع الفيلم وكنا نحب فريد شوقي ونكره محمود المليجي واذكر انني شاهدت محمود المليجي هنا في الكويت وقلت له كنت اكرهك عندما اراك على الشاشة وسلم علي وصرت احبه، ومن الافلام العربية مثل «بين الاطلال» و«اذكريني» لعماد حمدي وفاتن حمامة.

كان يجلس مع فاتن حمامة تحت الشجرة ويقول أيتها الشمس لا تغربي قبل أن تشهدي أن حبي لها خالد ولكنك تغربين وان حبي لا يغرب ابدا، وكثير من الأفلام كانت تعرض في دور السينما في بيروت، ومن الممثلين فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وكنت كل أسبوع أذهب مرة إلى السينما وتعرفت على مجموعة من شباب ذلك الوقت وبيروت جميلة وشوارعها نظيفة وأهلها طيبون.

عملت عند الخطاط مساعدا في البداية أدهن وأصبغ وأكتب اسم الفيلم بخط كبير وكتابة أسماء الممثلين، وكان شعبان لاوند من الفنانين والخطاطين الممتازين وكنت أحصل على مكافأة أسبوعية.

وكان أحد إخواني يعمل في الكويت منذ الخمسينيات وكنت أصغر واحد بين إخواني أثناء عملي في بيروت، قال لي أحد الأصدقاء أريد أن أذهب إلى الكويت ما رأيك أن تأتي معي؟.

السفر إلى الكويت

وتطرق العجوز إلى مجيئه وسفره إلى الكويت وكيف حدث ذلك فيقول: عندما كنت أعمل خطاطا في أحد المحلات عرض علي أحد الأصدقاء أن نسافر إلى الكويت وبما أن أحد إخواني كان يعمل في الكويت فوافقت واتفقنا على السفر ولم نحصل على فيزا فركبنا سيارة باص وسافرت من بيروت إلى الكويت وأخذوا الجواز مني في المطلاع وقالوا راجعوا الأمن العام، وفي اليوم الثاني ذهبت للأمن العام طبعا استقبلني أخي وسكنت عنده وزميلي ذهب إلى إخوانه وذلك عام 1960، وكان في المرقاب خطاط اسمه فضل وهو من الخطاطين القدامى، ذهبت إليه وقدمت نفسي له فاتفقت معه على العمل والراتب كان ثلاثمائة روبية وعنده تعلمت أصول الخط، فكان مدرسة جديدة بالنسبة لي، استمررت في العمل عند الخطاط فضل وكان يوجد ثلاثة خطاطين في الكويت عام 1960، أذكر منهم الخطاط فضل والخطاط حناوي والخطاط عياش، حناوي في الدهلة، ثم توفي الخطاط فضل وباع أولاده المحل.

وكان الخطاط حينها يكسب، والبداية ان أصحاب المحلات التجارية يرغبون في وضع إعلانات على محلاتهم، عملت سنتين عند فضل وأتقنت الخط والأسماء مثل الخط الفارسي والديواني والنسخ والرقعة وبعد سنتين أصبحت من الخطاطين الممتازين.

وزارة الإعلام

ويضيف العجوز: في ذلك الوقت كانت وزارة الإعلام اسمها الارشاد والأنباء وفي عام 1962 نشر إعلان بالصحف عن طلب خطاط للعمل في تلفزيون الكويت وتقدمت بطلبي وأعطوني موعدا للاختبار، وعندما كنت اشتغل عند الخطاط فضل كان يأتي إلينا خطاطون يأخذون اقلاما ليكتبوا بها وكانوا قد تقدموا بطلب أيضا للإعلام وعددهم أربعة، المهم ذهبت إلى الوزارة وشاهدتهم يقدمون الاختبار وكان منهم خطاط يكتب في مجلة العربي اسمه حسن هلال، ومخرج من التلفزيون اسمه سيد ربيح وزميل اسمه محمود الحايك وكان يعمل خطاطا في المطبعة، وعندما رأوني انسحبوا من الاختبار وكان أحدهم يعمل في محطة بنزين، والثاني يعمل مضمدا، والثالث كان موظفا وكذلك الرابع، فقال لهم المشرف على الاختبار لماذا انسحبتم؟ فقالوا يوسف العجوز موجود لا نستطيع أن نقدم الاختبار وكان الاختبار على ورقة واحدة حيث يكتب الخطاط جميع الخطوط، كان السيد الربيحي يكتب على مجلة الأطفال خطوطا حرة وتم اختياري من بين عشرين خطاطا وعينت في تلفزيون الكويت في بداية عام 1963 ولكن تأخرت شهرين بعد اختياري وبعد ذلك ذهبت إلى التلفزيون وداومت.

ويقول العجوز عن عمل النيون أنه يجب على الخطاط من البداية أن يركب النيون على الخط، والنيون له اختصاص فني وعمل كهرباء وتوصيلة ويلفت إلى أنه عين براتب مقطوع (46 دينارا) في الشهر حيث لم أكن أحمل شهادة ثانوية ولذلك عينت براتب مقطوع.

ويتذكر العجوز أول عمل كلف به وهو جنة الأطفال تقديم ماما أنيسة وتمثيلية اسمها النبأ ومجلة التلفزيون وبرامج الرياضة، جميع البرامج كنت أكتب لهم الخط وعلى الشاشة ومع بداية السبعينيات ظهر اسمي على الشاشة، خطوط يوسف العجوز وكنت أحب الرسوم المتحركة وأشاهد الحروف التي تنتثر على الشاشة وتتجمع وتصير حروفا، كنا نصورها سينما وكان يوجد دكتور اسمه السيد الربيحي كان يعمل مع لاندزني بأميركا وهذا أيام حرب 1967.

كان العمل في التلفزيون مرهقا وكنت أداوم من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ليلا وكنت أصور سينما وسكني كان في شرق وكنت أرغب بمعرفة الحروف التي تتشكل حروف وهي في الأصل صور متحركة، وقيل لي أن الكاميرا السينمائية تأخذ في الثانية أربعة وعشرين صورة وبالإمكان تأخذها صورة صورة، فمثلا علبة السجائر على الطاولة ضع الكاميرا عليها تصور صورتين ثم حركها، وخلال ثانية تمشي علبة السجائر، استعملتها حروف في مجلة الرياضة ومجلة التلفزيون وبرامج كثيرة وفي الأخبار، وأحضرت خريطة العالم وعند موقع الكويت عملنا إرسال وكلمة الأخبار تخرج عند الكويت وتظهر على الشاشة إضافة إلى أعمال كثيرة.

يوسف شاهين المخرج الكبير كان عنده فكرة يريد أن يكتبها عن عبدالحليم حافظ وكان يريد أن يظهر الأغنية ونفذت له لوحة، حيث كتبت على لوحة بلاستيك بيضاء إضاءة من الخلف وأغلقت الإنارة في الاستديو وورقة سوداء كبيرة وعملت دائرة فيها والكاميرا تصور الدائرة كأن سبوت لايت مشع وصرت أحرك الدائرة، فقال أنت اسمك يوسف العجوز، لا أنت يوسف شاهين وتفوقت عليه، وظللت على نفس الراتب ولم أحصل على مكافآت، وكان الدوام ليلا ونهارا.

ويتحدث العجوز عن بعض الفنيات في عمله فيقول: كنت أكتب بجميع الخطوط فمثلا التمثيلية الكوميدية نعطيها خطوطا تناسبها مثل خالتي قماشة ما يصير نكتبها بخط معروف لا نكتب بخط فني، فمثلا كتبت خطوطا فنية عن خالتي قماشة وسليمان الطيب وخرج ولم يعد، اما البرنامج الديني فنستعمل الخط الثلث مثل الخط الذي يكتب بالمساجد للآيات القرآنية متشابك بعضه مع بعض.

وقد تأثرت بالخطاطين الذين تعلمت معهم مثلا كراس لهاشم البغدادي وكراس لسيد ابراهيم وكراس لعبدالعزيز رفاعي ونجيب هواويني وهم قبل جيلي الذي نشأت معهم.

واذكر انني كنت استخدم في تلفزيون الكويت الالوان عندما كان البث اسود وابيض، اذا كان الكلام فوق الصورة في مباراة في كرة القدم، فبعد الصورة تنزل الكلام على الصورة وكذلك المسرحية تنزل الكلام على الصورة من كاميرا ثانية، ويجب ان نكتب الجملة على ورق اسود والخط ابيض لكي لا يظهر الاصل وحتى لا تظهر ارضية الصورة، الاسماء توضع على الصورة، ويظهر ان الكلام فوق الملعب.

ويضيف العجوز: بعد الالوان احضروا اجهزة تلون الخط، بمعنى انني اكتب بالحبر الابيض على ورق اسود، والجهاز هو الذي يلون حسب الطلب ونعمل له ظلالا، كنت استعمل الالوان في الاعلانات.

عندما كنت اعمل في التلفزيون وبعد الزواج صرت اعمل بالخارج عند خطاطين لزيادة الدخل.

العمل في القطاع الخاص

ويقول العجوز عن عمله بالقطاع الخاص: اشتغلت في مطبعة المقهوي وكان بعض الخطاطين يعملون بالحبر، وكنت اكتب اعلانات واعتبر نفسي متلهفا للعمل كخطاط والآخرون ايضا يعطونني مكانتي في العمل كخطاط، وكنت اهم بحال الخط من جميع ابوابه وممارسته، وكنت انافس الخطاطين لأنه كلما يهتم الخطاط بعمله ويقدم الافضل يحصل على عمل كبير، فمثلا الكتابة على القماش تتطلب عملا وجهدا والاعلانات الكبيرة لها اهتمام وعملها متعب كذلك عملت خطوط كروت افراح وزواج ودعوات.

واصلت عملي في المطابع وعملي كان كتابة الاسماء التي توضع على الغلاف والعناوين وكانت المطبعة تطبع كتبا والكتابة كانت على نسخة واحدة وهم يطبعونها على الجميع، وكذلك اشتغلت في جمعية المعلمين الكويتية، وفي مجلة الرائد والتي صارت مجلة المعلم، وكنت اكتب الخطوط وعملت في راطبة الادباء في مجلة البيان وذلك قبل تطور الاجهزة الحديثة.

وكذلك اشتغلت في وكالات الاعلان والمكاتب ايضا والخطاط الماهر هو الذي يتفنن في اختيار الاقلام التي يستخدمها من مكان لآخر في العمل ورسم الخط، فقد استخدمت الاقلام السوداء والمطبعة كانت تلون والكتابة بالاسود والريشة الرفيعة او العريضة، ايضا اشتغلت بالصحافة وخاصة في «الرأي العام» في الفترة الصباحية قبل ذهابي الى التلفزيون في الفترة المسائية، واستمررت في العمل لفترة طويلة، وكنت اشعر فيه بالمتعة، كما عملت في مجلة البيان والمعلم وافتح يا سمسم وكنت خطاط مؤسسة البرامج المشتركة وافتح يا سمسم ابواب نحن الاطفال من خطوطي وافتح يا وطني، وفي الصحافة كنت اكتب الماشنشيتات، اما حاليا فكل شيء انتهى وصار الكمبيوتر يفعل كل شيء، فالخطاط كان احسن من المهندس، وحاليا لا يوجد عمل للخطاط مثلما كان قديما، انا الوحيد بين افراد عائلتي اعمل خطاطا، وارى ان الموهبة لابد من صقلها بالعمل والدراسة وكسب الخبرة من الآخرين.

فالعمل الفني بدايته الموهبة، وحاليا يعمل الخطاط اعمالا لا تدخل بالكمبيوتر مثل خط الكلمات والجمل على الحوائط والاعلانات المعلقة من القماش الحجم الكبير، والحبر على ورق الكليشي اسهل بالعمل وعلى القماش يوجد فرشة خاصة، وكنت انفذ لمراكز الهيئة العامة للشباب والرياضة الاعلانات على القماش الابيض الخفيف وكنت استخدم جميع الاقلام على جميع المواد وتفريغ الكرتون ونرش بالالوان.

ويلفت العجوز الى ان العمل يختلف من مكان لآخر وكل عمل له اسلوبه، فالعمل بالتلفزيون غير العمل بالصحافة، بالنسبة لعملي فأنا متمكن من كل شيء، ايضا العمل في مصانع النيون له طريقة وكيفية في العمل.

ومما اذكره انه جاءني رجل وطلب ان اعمل اعلانا لاحد المطاعم والاسم فيه كلمة زهرة وبدلا من النقاط استخدمت الزهرة، وفازت اللوحة وعلقها على واجهة المطعم، فالخطاط فنان يتفنن بعمله.

الرسام عليه الرسم والخطاط عليه الخط، والخطاط لا يرسم الصورة، بالنسبة لعملي اختص بالخط ولا اريد ان اضيع بين الرسم والخط، لم ابتكر شيئا جديدا باسمي بالرغم من طول السنوات التي عملت بها خطاطا ولست بحاجة لدعاية واسمي معروف بين الخطاطين الكبار والصغار، وحاليا اعمل في التلفزيون على بند المكافآت واعمل مع وكالات الاعلان وبعض المجلات.

الكمبيوتر ضيق على الخطاطين لكن يوجد ورق لا يدخل ضمن عمل الكمبيوترات، ورق السميك فالخطاط ينفذها.

قرية مرجعيون

ويقول العجوز عن البلد الذي نشأ فيه وترعرع: عادات وتقاليد مرجعيون مثل اي بلد او مدينة لها عاداتها وتقاليدها، فمثلا الزواج من بنت العم والخال والعمة، البعض يتزوجون من الاقارب، وآخرون يتزوجون من عائلات اخرى، كل حسب رغبته، وابن العم غير ملزم بالزواج من ابنة عمه او قريبته خاصة هذه الايام، فلم يعد الخوف من المشاكل والامراض موجود بسبب الفحص عن الامراض، اما المهور عندنا فهي غير مرتفعة، وعاداتنا تقريبا مثل الدول الاخرى، ولا توجد الخطابة، لكن على وصف الاخرين يقولون فلان عنده بنات.

وفي الاحتفال بالزواج قديما كان غير هذه الايام، فكان النساء والرجال يحتفلون بالزواج ويقدم العشاء للمدعوين وعندنا الايكة والمطربين وابو الزلف وعلى دا العونا، ولاتزال الاغاني القديمة موجودة عندنا والافراج تقام حتى الفجر ومن دون تحديد وقت لانتهاء الافراح.

ويقول العجوز: عندي اولاد ثلاثة وابنتان وجميعهم متعلمون، وبعضهم متزوج، عدا واحد وهو الاصغر سنا ويسكن معي، وعندي هواية القراءة وحفظ وقراءة الشعر وهواية لعبة طاولة الزهر، وحصلت على بطولة الكويت فيها، واحب قراءة القصص والشعر القديم، احفظ هذه الابيات.

من القصص رجل حكم عليه بالاعدام فقال اريد ان اقابل الحاكم وصار يصرخ وبالصدفة ان الحاكم كان مارا على نفس مكان الاعدام، فوقف وطلب المحكوم بالاعدام، وقابل المحكوم الحاكم ووقف امامه وقال:

ارى الموت بين السيف والنقع كامنا

يلاحظني من حيث ما اتلفت

واكبر ظني انك اليوم قاتلي

واي امرئ مما قضى الله يفلت

وما جزعي من ان اموت وإنني

لأعلم أن الموت شيء مؤقت

ولكن خلفي صبية قد تركتهم

واكبادهم من حسرة تتفتت

ان عشت عاشوا خافضين بغبطة

اذود بالردى عنهم وان مت موّتوا

وكذلك احفظ من الشعر:

على قدر اهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

وقرأت ايضا لفهد العسكر.

اعيش في الكويت منذ عام 1961 الى يومنا هذا، امضيت زهرة شبابي هنا بين اخواني ابناء هذا الوطن ولم ار منهم اي شيء معيب، وبكل احترام وتقدير عشت على ارض هذا الوطن.

عدد المشـاهدات: 9387


 
عودة
أعلى