الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

حجم الخط
456424-245451.jpg

جبر أبوشمالة
456424-245464.jpg

جبر ابو شمالة يتحدث للزميل منصور الهاجري (محمد الخلوصي)
456424-245457.jpg

لقاء تدريبي مع مدرسي المرحلة الابتدائية في مركز التدريب
456424-245463.jpg

ابو شمالة وبعض موجهي الرياضيات بمنطقة الاحمدي التعليمية
456424-245456.jpg

مع احد المدرسين في مدرسة زيد بن حارثة الابتدائية
456424-245459.jpg

لقاء ورشة عمل تدريبي مع موجهي ومدرسي المرحلة الابتدائية
456424-245452.jpg

مع مجموعة من موجهي العلوم
456424-245453.jpg

جبر ابو شمالة مع مدرسي الفيزياء بثانوية عبدالله الجابر
456424-245657.jpg

مع احد الزملاء
456424-245462.jpg

مع بعض مدرسات المرحلة الابتدائية في دورة تدريبية
456424-245454.jpg

مع المدرسين الاوائل في ثانوية عبدالله الجابر
456424-245455.jpg

اثناء متابعة الاعمال التحريرية في ثانوية الروضة
  • والدتي وضعت أحد أشقائي تحت الشجرة في الطريق أثناء هجرتها إلى غزة
  • سافرت إلى القاهرة والتحقت بكلية العلوم جامعة عين شمس ومعي 36 جنيهاً مصرياً
  • والدتي باعت ذهبها وأعطتني المبلغ لكي أكمل تعليمي في القاهرة
  • سكنت في غرفة صغيرة أثناء المرحلة الجامعية في حدائق القبة بإيجار شهري جنيه ونصف الجنيه
  • أمضيت المرحلة الابتدائية في مدرسة عبارة عن خيمة
  • أول جهاز تلفزيون شاهدته كان في العباسية عام 1961
  • وصلت إلى الكويت وكان الحر شديداً وسكنت في الكلية الصناعية ومنحت 40 ديناراً سلفة
  • وضعت أسئلة امتحان المعهد الموسيقي القسم الثانوي
  • بعد التخرج عينت مدرساً في ثانوية بنات في قطاع غزة وبمعهد المعلمات
  • بداية تعييني كانت بمدرسة الخليل بن أحمد وكنت أسكن في المرقاب بعمارة النفيسي
  • عينت موجهاً للعلوم في ثانوية الدوحة وكنت أصغر موجه في «التربية»
  • تسلمت أول راتب وكان 52 ديناراً وكنت أتغدى في مطعم وجبة كاملة بربع دينار
  • كنت أخرج يومياً من خان يونس إلى غزة بسيارة أجرة وكان راتب مدرس القسم الأدبي 25 جنيهاً
  • انتدبت مدرساً في معهد الموسيقى وكنت أدرس السلم الموسيقي والفيزياء
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الاسبوع هو جبر محمد صلاح أبوشمالة، فلسطيني، ولد في قرية صغيرة بالقرب من مدينة سدود بقضاء المجدل بعسقلان في 1942، بعد النكبة هاجر مع أسرته تحت ضغط الحرب التي شنتها إسرائيل على فلسطين واستقروا في خان يونس، في مخيمات اللاجئين التي كانت وكالة «الأونروا» تقيمها للاجئين الفلسطينيين، وفي هذه المخيمات التحق بالمدرسة الابتدائية التي كانت عبارة عن خيمة، وتدرج في المراحل التعليمية حتى حصل على الثانوية، وسافر الى القاهرة ليكمل تعليمه الجامعي، وفي القاهرة درس بكلية العلوم بجامعة عين شمس في العام 1960، وكان يسكن في منطقة حدائق القبة، وبعد تخرجه وحصوله على البكالوريوس اتجه للعمل في التدريس، حينها عاد الى غزة وعمل بمدرسة الزهراء الثانوية للبنات لمدة خمس سنوات.

وأثناء هذه الفترة جاءت الى غزة لجنة كويتية لاختيار مدرسين للعمل في الكويت وتقدم مع مجموعة من زملائه، واجتاز الاختبار وكان ترتيبه الأول.

ثم سافر الى الكويت وكانت مدرسة الخليل بن أحمد هي أول مدرسة عمل بها وكان يسكن في منطقة المرقاب.

وانتقل بعدها الى أكثر من مدرسة الى ان وصل الى موجه أول.. فإلى التفاصيل:

يقول في بداية حديثه:

ولدت في فلسطين في قرية صغيرة اسمها بيت دراس، بالقرب من مدينة سدود حاليا قضاء المجدل (عسقلان) والقرية صغيرة جدا وكانت ولادتي يوم 1 يناير 1942 وأيام معركة النكبة لم ألتحق بالدراسة لأن سني حينها كانت صغيرة، وكان بالقرية مدرسة واحدة صغيرة للذكور.

وفي عام النكبة (1948) هاجرنا تحت ضغط الحرب التي شنتها اسرائيل على فلسطين، وفي تلك الأثناء كان أبي يعمل بالزراعة وصاحب أرض مساحتها أربعين دونما (كل ألف متر مربع يساوي دونما واحدا) وعنده بيارة برتقال وجنينة عنب وتفاح ومزرعة للبطيخ، كما كان عنده سيارة شاحنة لنقل البضائع الى يافا، وداخل البيارة كانت توجد بئر كبيرة ومطوية بالصخور والماء يستخرج منها بالمضخة، وعمق البئر عشرة أمتار وكان الوالد عنده عمال مصريون وفلسطينيون إضافة الى أولاد عمه وبعض أفراد العائلة ممن يعملون معه بالأجرة.

والطفل الصغير لا يعرف أكثر من المحيط الذي يعيش فيه وأقول ان الفلاح غير مثقف يعرف الزراعة فقط والحرب لا يعرف نتيجتها، وبذلك الوقت لا يوجد (رادو) ولا صحافة ولا حتى كهرباء، فقط على السراج أيضا قطاع غزة كان عندنا قضاء المجدل ولواء غزة، فكانت هجرتنا الى لواء غزة عام 1948.

ويتحدث أبوشمالة عن النكبة وأحداثها فيقول: خرجنا مشيا على الأقدام وكانت قريتنا من القرى المقاومة والرصاص كان ينزل علينا بشكل كثيف.

وقد شهدت قرية بيت دراس ثلاث معارك كبيرة على مستوى فلسطين والمقاتلين أهل القرية ومن يعاونهم من الخارج، وكان لدى المقاتلين سلاح لكنه كان قليلا، حيث كانوا يشترونه أو يأخذونه من معسكرات الإنجليز، وكان عدد سكان قريتنا نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة مواطن فلسطيني، وكان عندنا في قرية بيت دراس أربع عائلات كبيرة وهي: عائلة أبوشمالة، عائلة المقادمة، عائلة بارود، وعائلة عبدالله، ومنها يتكون سكان بيت دراس.

نفس تولد ونفس تموت

يضيف أبوشمالة: في أثناء هجرتنا من القرية وكنت حينها صغيرا وصلنا أول قرية اسمها قرية حمامة، كانت الوالدة في تلك الأثناء حاملا وفي أيامها الأخيرة، ومعنا أختي الصغيرة المريضة وعمتي، وفي تلك الأثناء جاءت والدتي آلام المخاض، وفي اللحظة نفسها التي ولدت والدتي ماتت أختي الصغيرة، وكانت الولادة تحت شجرة كبيرة، وكان أبي منفعلا جدا أثناء الولادة وقالوا له ماذا نسمي المولود فقالوا «طافش» (وهو يعمل حاليا طبيب أمراض نساء في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية)، لأننا طفشنا من الوضع الذي كنا فيه، وقد أمضينا يومين بعد الولادة تحت الشجرة وحملتني الوالدة على كتفيها وتجري وعمتي كانت تقول لها ارميه، وحينها كان اليهود يطلقون النار علينا بكثافة والناس يركضون خوفا من الموت، أما الجدة فقالت لن أرميه، فإما أموت معه وإما ننجو وينقذنا الله، ولذلك عندما كنت أذهب إلى غزة بعد السلام على الأهل أذهب إلى المقبرة لزيارة قبر جدتي.

ويقول أبوشمالة: واصلنا السير حتى دخلنا قرى غزة وبعدها دخلنا مدينة خان يونس واستقررنا فيها وقد استأجر الوالد بيتا صغيرا، وحينها لم يكن الناس يملكون أي نقود على اعتبار اننا سنعود الى ديارنا، وكانت الجيوش العربية مستعدة للحرب وعودة اللاجئين.

خيام اللاجئين

ويتحدث أبوشمالة عن أوضاع اللاجئين في المخيمات التي أقامتها الأونروا فيقول: أقامت وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) خياما للاجئين تعطى لكل أسرة على حسب عدد أفرادها، فعمتي كانت لها خيمة والجدة لها خيمة صغيرة واذكر ان الرياح كانت تضرب بشدة تلك الخيام وهكذا كانت أحوال الفلسطينيين.

وقد التحقت بالتعليم وكانت مدرستنا عبارة عن خيمة ندرس بداخلها وأمضيت المرحلة الابتدائية فيها وكانت هناك مدرسة حكومية واحدة في خان يونس والخيام داخل سور المدرسة وكان الطلبة يجلسون على الأرض وكان المدرس يتقاضى راتبه عبارة عن مواد غذائية.

وكنا نذهب للمدرسة بأي ملابس ومع مرو الأيام والشهور تحسن وضع الأونروا وبدأت التبرعات ترصد لها واسم الأونروا يعني «وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين» وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

أما الوالد - رحمه الله - في تلك الأثناء فعاد للعمل في التجارة، حيث استأجر له محلا صغيرا وكان يتاجر في الحبوب في خان يونس التي كانت مساحتها كبيرة وتعداد سكانها قليلا ولذلك زاد اللاجئون عن عدد سكانها أضعافا وزاد مع ذلك عدد المحلات التجارية.

التعليم والدراسة

أما عن مراحل تعليمه فيتحدث أبوشمالة: بداية تعليمي عندما استقرانا في خان يونس قامت الأونروا بفتح مدرسة من الخيام داخل ساحة المدرسة الوحيدة في المدينة وفي المرحلة الابتدائية كان المدرسون من اللاجئين وأبناء البلد وكانوا يحملون شهادة الابتدائية الفلسطينية واذكر ان الناظر كان اسمه الشيخ جميل وهو من اللاجئين.

أكملت المرحلة الابتدائية 4 سنوات في تلك المدرسة داخل الخيام، وبعد سنوات استقر الوضع حيث بدأت الأونروا في بناء المدارس من الطابوق وبمساحات كبيرة، وبدأ الناس أيضا في تغيير الخيام ليبنوا بيوتهم من الطابوق وسكنوا فيها وحاليا نقول عنها «معسكرات اللاجئين»، حيث قامت الأونروا بتوزيع تلك البيوت عليهم، وكان التوزيع بالقرعة وحسب عدد العائلة.

ويكمل أبوشمالة فيقول: ونقلت الى مدرسة البطل الشهيد احمد عبدالعزيز وهو قائد مصري استشهد على أرض فلسطين عام 1955 وكان قائد الفلسطينيين الفدائيين واستشهد بواسطة رسالة متفجرة على أرض غزة وقد كان بالفعل بطلا.

المهم التحقت بالمدرسة وكان المدرسون من الفلسطينيين يحملون شهادة «الثانوية العامة» وبعد الانتهاء من الدراسة المتوسطة التحقت بالمدرسة الثانوية التي بنتها حكومة غزة بالاضافة الى ثانوية قديمة ولكن خصصت المبنى الجديد للثانوية القسم العلمي والمبنى القديم للقسم الأدبي.

واذكر ان الناظر كان اسمه عبدالقادر الهبدي وكان يعمل هنا في الكويت بالفروانية وتوفي بأميركا.

وأجريت مقابلة بعد المتوسطة وكان التعيين وقبول الطالب في الأدبي أو العلمي أو المعلمين ومن يقبل في المعلمين يعطى 20 جنيها مصريا بالشهر، وتم اختياري في القسم العلمي وأنهيت دراستي في ثانوية غزة.

كانت أسئلة الامتحانات توضع في مصر وترسل الى غزة، حيث كان النظام المصري يطبق في غزة أيضا وتصحيح أوراق الامتحان كان في القاهرة وكانت النتيجة تذاع في اذاعة القاهرة أو ترسل الى غزة منقولة بالسيارة، المهم أكملت تعليمي وحصلت في الثانوية على نسبة 76%.

جامعة عين شمس

وعن المرحلة الجامعية يقول أبوشمالة: التحقت بجامعة عين شمس وكان أبي لا يستطيع ان ينفق على تعليمي فما يعود عليه من التجارة لا يكفي إلا للإنفاق على معيشتنا وكان الأمر محيرا كيف أسافر ومن سينفق على تعليمي، فاجتمع الوالد مع الأهل وكانت الوالدة - رحمها الله - تمتلك بعض المصوغات الذهبية فباعتها بنحو 36 جنيها وأعطتني إياه في جيبي وظلت لمدة 4 أشهر أصرف منها.

وكيف أتصرف وأنا في الغربة (جزاء الوالدين على الله) وبالفعل أخذت المبلغ وسافرت من غزة الى القاهرة بالقطار عبر صحراء العريش وصحراء سيناء فالاسماعيلية فرفح وهكذا المسافة 10 ساعات وكانت الأجرة جنيها واحدا.

كما أعطتني أمي صندوقا حديديا وضعت فيه السكر والشاي والزيت وطبق الأكل وملابسي ووصلت القاهرة واستأجرت غرفة صغيرة وكان الشهر بجنيه ونصف واشتريت فراشا من القطن وبدأت العام الدراسي عام 1960 بجامعة عين شمس وكانت مباني الجامعة قديما اسطبلات الملك فاروق تم ترميمها وإصلاحها وحولت الى غرف دراسية، وفيها كلية العلوم وقصر الزعفران للملك فاروق أمام الاسطبلات، وكنت اذهب ماشيا ومبلغ الـ 36 جنيها كانت كافية لمدة 4 شهور فقط.

وكانت صاحبة العمارة تسكن في الدور الأخير وكنت اطبخ لنفسي واغسل ملابسي وادرس بالغرفة واذكر ان الوالد عندما اشترى لي الملابس كانت قديمة وكذلك الحذاء كان قديما، حيث كان في قطاع غزة سوق للملابس القديمة، وكان معي في الكلية طلبة فلسطينيون.

ويضيف أبوشمالة: كانت الحياة في القاهرة رخيصة وسكني في حدائق القبة وبجوار السكن كان يوجد بائع فول واذكر انه في أول يوم ذهبت عنده وأعطيته الماعون قلت اعطني فول بقرش واحد فملأ الماعون وفي اليوم الثاني ذهبت له وقلت له اعطني فول بتعريفة فقال عرفت التعريفة بعد يومين؟! حاليا يساوي ثلاثة جنيهات وكانت عندي زيت زيتون وضعته لي الوالدة في الشنطة، وبدأ العام الدراسي ولم يكن أمامي سوى الدراسة فلا سينما ولا سهر، وكان الوالد يزورني بين فترة وأخرى وكانت الزيارة فجأة وأكملت الـ 4 شهور ورجعت الى غزة بعدها.

بلدية خان يونس

وعن ذكرياته بالقاهرة يقول أبوشمالة: كانت بلدية خان يونس تمنح قروضا الطلبة ولكن للمتميزين بحدود 40 جنيها، وبالفعل أعطوني المبلغ على أن أسدده بعد التخرج وبذلك المبلغ استطعت ان أكمل دراستي في الفصل الثاني، كما ان خالتي صارت ترسل لي جنيهين وبذلك وصل المبلغ 50 جنيها للفصل الثاني فصرت اذهب للسينما بالأسبوع مرة واحدة، في سينما الحدائق، وكان يعرض 3 أفلام في الوقت نفسه والتذكرة بقرش واحد.

واذكر انه عام 1960 صدر إعلان عن تعداد سكان مصر وقُدر حينها 19.5 مليونا.

وكان أول جهاز تلفزيون شاهدته في عام 1961 وقد شاهدته في العباسية وكنت أشاهده بالمقهى وقد كونت علاقة صداقة مع بعض الطلبة المصريين، وكنا نرى أساتذة الجامعة يركبون معنا بالباص إلا أن طالبين أردنيين كان كل واحد منهما يمتلك سيارة خاصة فكانا يأخذان معهما بعض الدكاترة لتوصيلهم، ولم يكن عندي أي نشاط رياضي في الجامعة، حيث تفرغت للدراسة، وكان عميد كلية العلوم حينها د.محمد إبراهيم تخصص جيولوجيا وكان يدرسنا المادة.

ما أذكر د.سليمان محمد سليمان ود.عبداللطيف وعمل في جامعة الكويت ود.عز ومجموعة من الدكاترة المصريين، وقد أكملت الـ 4 سنوات وأمضيتها بنفس الطريقة والكيفية وقد علمنا فيما بعد ان أبي كان يقترض من أصدقائه مبلغ 25 جنيها ومن بيع الدكان يسدد.

أول عمل 1964

ويتذكر أبوشمالة السنين الأولى بعد تخرجه وكيف اتجه للتدريس فيقول: رجعت الى غزة بعد التخرج وفي ذلك الوقت كانت غزة فيها أعمال ولكن كانت محدودة وقد اشتهر سكانها بصيد الأسماك والناس كانوا يشبعون من الأسماك بالاضافة الى ان غزة انتشرت فيها أشجار الحمضيات والعنب والتفاح مع المهاجرين، واتذكر انه في أيام الربيع والشتاء كانت روائح الزهور والورود والأشجار وقت الثمر تملأ المكان، وكان أول عمل اتجهت إليه هو التدريس في ثانوية الزهراء، بنات بواسطة الحكومة المصرية وكانت الادارة كلها مصرية، واذكر ان مبانيها كانت عريقة قديمة وكان بونابرت ينام في غرفها.

وكنا نحترم الطالبة جدا كما كان الوالد يقول لي ان أولياء الأمور يشكرونك لحسن تعاملك مع الطالبات.

ويضيف أبوشمالة: كنت اخرج يوميا من خان يونس الى غزة بالسيارة بالأجرة وكان راتب مدرس القسم الأدبي 25 جنيها أما مدرس المواد العلمية فكان يتقاضى 30 جنيها، وتقاضيت الـ 3 شهور الأولى دفعة واحدة وأعطيتها للوالد، فلم يأخذها فأعطيتها للوالدة وفي صباح كل يوم كان أبي يضع لي ربع جنيه تحت المخدة أجرة السيارة.

وظللت أعمل لمدة سنة في ثانوية البنات ومعهد المعلمات والجدول مقسم بينهما، وفي السنة الثانية انتقلت الى مدرسة خان يونس، عملت مدرسا في نفس المدرسة التي تخرجت منها وكان ناظر المدرسة حينها عصام الأغا - رحمه الله -

لجنة اختيار المدرسين

ويتحدث أبو شمالة عن كيفية التحاقه بالتعليم في الكويت وكيف تم اختياره فيقول: حضرت الى غزة لجنة لاختيار المدرسين للعمل بالكويت وتقدمت مع من تقدم لتلك اللجنة وكان العدد كبيرا وكان اول سؤال من اللجنة هو: انت عملت مدرسا في مدرسة بنات ومدرسا في مدرسة للأولاد.

ما الأحسن، تعليم البنات أم تعليم الأولاد؟

فقلت له ان تعليم الأولاد أفضل، فقال مشاغبين؟ فقلت: لا، إن البنات لهن طابع خاص، أما الأولاد فتستطيع ان تقيس عليهم، اما البنات فيبكين لأي سبب.

وكان ثاني سؤال: مادمت عملت في ثانوية بنات وفي معهد معلمات ما الفرق بين الاثنين؟ قلت له ان الأهداف التربوية تختلف، بنات الثانوي يدخلن الجامعة وبنات المعهد يردن ان يعملن مدرسات وطبيعة المناهج ايضا تختلف.

وأتذكر ان احد الأعضاء سألني كيف مشاغبات البنات؟ فقلت له البنت ممكن تقف وتجلس ليس هدفها المشاغبة ولكن لفت نظري المدرس الذي لا يوزع أسئلته بالتساوي.

وبالفعل تم اختيار ثمانية مدرسين وكنت أعتقد أن اللجنة لن تختارني ولكن كان ترتيبي الأول بين الزملاء الذين تم اختيارهم وكان معي احمد العجرمي مدرس كيمياء ومحمد عابد مدرس رياضيات ومحمد العبادلة رياضيات، من خريجي الجامعات المصرية، وتمت الموافقة والتوقيع على العقد وسافرت من غزة الى الكويت ونزلت في مطار الكويت عصرا وكان الجو حارا جدا.

وكانت ضيافة الكويت من أجمل الضيافات للمدرسين وقد تواجدت لجنة الاستقبالات وأخذونا للسكن الى الكلية الصناعية وسكنا من عنابر وكان بها مراوح فقط.

وقد تحملت الحرارة وحياة العزوبية من اجل العلم.

كما أعطونا سلفة اربعين دينارا لكل مدرس وكان مقر وزارة التربية بشارع فهد السالم.

وكان الدينار الكويتي يساوي 3 دنانير حاليا.

مدرسة الخليل بن أحمد

ويضيف ابو شمالة: بدأ توزيع المدرسين وكان نصيبي في مدرسة الخليل بن احمد المتوسطة في منطقة كيفان، وسكنت في عمارة النفيسي في المرقاب بجانب المتحف العلمي، وكان صاحب العمارة يجلس في مكتبه وكنت مع المدرسين نجلس عنده ونتحدث معه عن الأمور العلمية والتعليمية وسكنت مدة سنتين وكنت أذهب مع صديقي بسيارته.

وتسلمت أول راتب وكان 52 دينارا، كنت أتغدى في مطعم وجبة كاملة بربع دينار، وقضيت سنتين في مدرسة الخليل بن احمد وبعدها نقلت الى ثانوية خيطان، وأذكر ان ناظر الخليل بن احمد كان المرحوم الاستاذ فتحي السقا والوكيل محمد عبدالله وكان المرحوم الاستاذ خالد المسعود اول ناظر للخليل بن احمد.

اما طلبة المدرسة فكانوا رجالا يعتمد عليهم وبعضهم كانوا ممتازين ومستعدين للدراسة وأذكر اثنين من طلبة الفصل قاموا ببعض المشاغبات في اول يوم اعمل فيه مدرسا ويومها لم أفهم اللهجة الكويتية، وكان فيها طلبة كبار، وكان الوكيل قد أعطاني حصة احتياط في فصل مشاغب الى درجة انني لم أستطع النوم بالليل.

وفي اليوم الثاني أيضا أعطوني حصة «احتياط» ولكن استطعت أن أتصرف بهدوء وأذكر أن طالبا قال لي: يا أستاذ أنت ثالث مدرس علوم تدخل علينا، كل من قبلك لم يرغبوا في العودة للفصل نحن الآن نراك مدرسا طيبا متسامحا وعندك عطاء جيد ونحن مرتاحين لك ونحترمك ونقدرك، وهنا ارتحت من كلام الطلبة واستمررت معهم حتى نهاية العام، ورأيت روح النشاط والشباب عند الطلبة وتعاونوا معي.

ويقول أبوشمالة: أكملت السنتين في مدرسة الخليل بن أحمد وفي إحدى المرات دخل عندي الموجه مع الناظر في المختبر وقد ارتاح الموجه لعملي وكان اسمه حسن عصفور وفي نهاية الحصة ناداني الناظر وقال لي الموجه: أنت تمسك قسم العلوم كمدرس أول تعيين داخلي.

واستمررت في العمل لمدة سنتين ثم نقلت إلى ثانوية خيطان وكان ناظرها مبارك التورة وهو رجل طيب ومعاملته كانت راقية جدا مع المدرسين وعينت مدرسا للعلوم والمدرس الأول كانت أديب عدي ووكيل الثانوية خالد الوهيب وكان وضعه ممتازا جدا بالمدرسة.

وأمضيت 6 سنوات فيها وكانت ثانوية خيطان منافسة للثانويات الأخرى.

واذكر أن مبارك التورة عين مدير تعليم ثانوي واختارت الوزارة الكفاءات وكنت واحدا من المدرسين الذين عينوا مدرسين أوائل وبالفعل عينت مدرسا أول للعلوم في ثانوية الدوحة..

وممن أذكرهم في مدرسة خيطان طه بورسلي اجتماعيات وخالد الوهيب وعبدالله محارب مدرس اجتماعيات ومشرف جناح ومن الفلسطينيين الأستاذ عبدالله أبوجلالة وحسن عبدالمحسن وطاهر عابدين واحمد خريس وطاهر البكر وأما في ثانوية الدوحة كان الأستاذ زكي عتيق والوكيل يوسف الطراح وكان الطلبة يختلفون عن طلبة خيطان وأمضيت سنتين في ثانوية الدوحة ومنها نقلت الى ثانوية العديلية وكان ناظرها علي الغريب وعبدالله حمد ناصر المهنا وكيل الثانوية.

وأمضيت 5 سنوات مدرسا أول و3 سنوات رئيس قسم وكنت من أوائل رؤساء الأقسام الذين تعينوا - رئيس القسم هو المدرس الأول وكانت تجربة في 5 مدارس على أساس موجه مقيم.

أمضيت 4 سنوات وفي عام 1980 أصبحت موجه علوم ومن النظار علي الغريب وعبدالله المهنا، واستمررت موجها حتى عام 1988 وعينت موجها أول في منطقة الأحمدي التعليمية ومديرها عبدالله اللقمان وبعدها نقلت إلى العاصمة حتى الغزو الصدامي 2/ 8/ 1990م.

وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي تقدمت بطلب عمل كمدرس إلى إدارة المدرسة الوطنية ومن ذلك اليوم حتى الآن اعمل مدرسا ومنذ 20 عاما مدرسا في المدرسة الوطنية الأهلية.







عدد المشـاهدات: 7572


 
حجم الخط
452609-234112.jpg

سمير السقال
452609-234120.jpg

سمير السقال خلال لقائه بالزميل منصور الهاجري(محمد خلوصي)
452609-234125.jpg

مع عبدالباقي النوري وعدنان المير وسلمان ملا حسين والخضرا
452609-234122.jpg

مع مجموعة من موظفي الكيماويات
452609-234121.jpg

سمير السقال مع احد الاصدقاء
452609-234113.jpg

سمير السقال مع المرحوم توفيق الغربللي في تركيا
452609-234119.jpg

مع المرحوم ناصر بوشهري والسيد حسين القرطاس
452609-235693.jpg

سمير السقال مع محمد غريب وزبير الشريف
452609-234124.jpg

في المانيا ويظهر المرحوم عبدالله عدس وخالد الزير
452609-234115.jpg

مع احد المهندسين المشرفين على المشروع
452609-235692.jpg

سمير السقال في معرض المؤسسة في كازاخستان
452609-234118.jpg

مع فريق الشعيبة ويعقوب الياقوت
452609-234126.jpg

في يوغسلافيا ـ بلغراد
452609-234117.jpg

مع فريق كرة القدم
452609-234114.jpg

مع فريق كرة القدم ويبدو خلف سطام السادس وقوفا


  • عندما أرادوا إشهار نادي الساحل الثقافي استدعونا نحن الشباب وقدمنا أمام المسؤولين تمثيلية قصيرة.. وأعددنا مجلة الحائط
  • لعبت مع ناديي الشباب والساحل لمدة ثلاث سنوات
  • أحرزت هدفاً في مرمى الكويت وكنت حينها ألعب مع نادي الساحل
  • بعد الثانوية التحقت بالعمل في شركة الأسمدة الكيماوية وعينت محاسباً
  • ولدت في قرية الشعيبة وتعلمت في مدارسها
  • كنا نصطاد السمك بواسطة القرقور ونلتقط المحار للبحث عن اللؤلؤ
  • التحقت بجامعة الكويت أثناء العمل وأكملت تعليمي وأصبحت مدير إدارة
  • كان لي نشاط بارز في التمثيل وعرض علي العمل في الاذاعة فاعتذرت
  • قضيت عشرين سنة في العملولم أخرج في إجازة بالصيف
  • فضلت العمل بشركة الأسمدة الكيماوية على نفط الكويت
  • الضعف بدأ يحل برياضة الكويتبعد موت الشهيد الشيخ فهد الأحمد
  • لدينا مواهب رياضية ولكن تحتاج لإدارة حكيمة
  • أقول للاعبين والإداريين: عليكم بالإخلاص في العمل
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الاسبوع ولد بقرية الشعيبة القديمة، كانت له في الصغر نشاطات ثقافية متعددة، حيث شارك في التمثيل وهو طالب، كما كان له نشاط بارز في الاذاعة المدرسية وكتابة المقالات وعمل مجلات الحائط خاصة عند انشاء نادي الساحل الثقافي.

يتحدث عن البحر وذكرياته فيذكر انه كان يذهب مع أصدقائه للصيد كل يوم في الصيف وكانوا يصطادون السمك بواسطة القرقور.

التحق بمدرسة الشعيبة في «الابتدائي والمتوسط» ثم ثانوية الشويخ، وبعدها عمل بشركة الاسمدة الكيماوية وعين محاسبا بعد حصوله على بكالوريوس المحاسبة الى ان اصبح مدير ادارة.

كما كانت له اهتمامات بالرياضة حيث التحق بأكثر من ناد، وقد بدأ بفريق الساحل الذي اسسه ابراهيم وعبدالسلام الياقوت وسالم الصلال، ويذكر انه كانت تقام مباريات مع فريقي الفحيحيل والاحمدي، وبعد سنوات تم تأسيس نادي الشباب وانضم اليه ولكنه بسبب عمله في الشركة لم يستطع التوفيق بين النادي وعمله فترك النادي، ومن ذكرياته انه لعب في مباراة امام نادي الكويت وسجل هدفا في مرمى الحارس فيصل الطريجي.

كان ضيفنا عضو مجلس ادارة بنادي الساحل لمدة 12 عاما.

يقول عن حال الرياضة الكويتية الآن انها «ضعيفة» وقد بدأ الضعف يحل بها بعد رحيل الشهيد الشيخ فهد الاحمد الذي كان صمام الامان لها.

ويضيف: ان اللاعب قديما كان يلعب من اجل الرياضة وليس من اجل المادة، ولدينا في الكويت مواهب ولكن تحتاج الى ادارة حكيمة والاخلاص في العمل دون تحزب او فئوية.

ضيفنا هو الاستاذ سمير محمد السقال.

فإلى تفاصيل اللقاء:
يبدأ السقال حديثه فيذكر مولده ونشأته فيقول: ولدت في قرية الشعيبة القديمة، كانت آخر قرية في جنوب الكويت، وكانت قرية مزدهرة وبيوتها مبنية من الطين وفيها سوق كبير مزدهر عامر بسبب ان بعض الاجانب كانوا يشتغلون في الموانئ القريبة منها، كما ان بعضهم كان يسكن فيها في بيوت بالايجار.

كما كان البحر مزدحما بالأجانب أيام العطل والساحل رمليا ناعما، واذكر بعض الاجانب الذين كانوا يحضرون للكويت وعندما كنا صغارا كنت أسبح مع زملائي ونذهب الى ميناء الأحمدي حتى نصل الى بواخر النفط سباحة، وكنا مجموعة من الشباب والأهالي نسبح نساء ورجال.

واذكر من الأسماك المشهورة آنذاك سمك «الجرجور»، ولكن مع كل هذا كنا نتجاوز اسكنة البواخر سباحة، واذكر عبدالسلام الياقوت وهو أكبر منا سنا، وكان سريعا في السباحة يسبقنا، وعائلة الياقوت من سكان الشعيبة القدامى.

ويقول عن أيام الربيع: كان كل واحد منا عنده فخ وفيها مجموعة من شجر السدر داخل (الحوط) وكنا نجمع الكنار من شجر السدر، اما طيور الربيع المهاجرة فكانت كثيرة وكنا نصطاد منها الكثير، وكنا نزور العائلات التي تحضر الى الشعيبة للنزهة ونأكل معهم، ولا أنسى مدرسة الشعيبة على ساحل البحر، فقد كان يزورها الكشافة من مدارس الكويت ويعودون الى مدارسهم في الكويت.

وكان في الشعيبة مدرستان واحدة للأولاد والثانية للبنات، وعلى ساحل البحر.

أنشطة ثقافية في الصغر

ويتطرق السقال الى ذكريات المدرسة والدراسة ومشاركته في الأنشطة الثقافية فيقول: اذكر من الأصدقاء الكثيرين في الشعيبة منهم سعد المرشد وصالح المرشد- رحمه الله- وخالد العضيب وعلي بلال والمرحوم عبدالله الجهيم وابراهيم الياقوت وبدر الجهيم، وهو محب للتمثيل وصاحب نكتة، كما اذكر ناظر مدرسة الشعيبة المرحوم عبدالكريم العرب، ومن المدرسين اذكر الاستاذ كامل ومحمد سليمان يونس وقد عملنا معه تمثيلية للمدرسة، وكان لي نشاط بارز في التمثيل، واسم التمثيلية «أنا الوطن»، وكان دوري تقديم النصيحة، كما كان لي نشاط في الاذاعة وكنت أتميز بمستوى جيد في الدراسة.

شاركنا في تمثيلية على المسرح وفي يوم من الأيام ذهبنا الى اذاعة الكويت، وشاهدتني السيدة فاطمة حسين، وعرضت علي ان أشارك في اذاعة الكويت، ولكنني اعتذرت لها لأنني أسكن الشعيبة.

وفي الأندية الصيفية كنت أشارك في التمثيليات الكوميدية والتاريخية، وتمثيل دور رجل شاب يمسك عصا، كما اذكر انني شاركت في تمثيلية مع نادي الساحل الثقافي في دور رجل كبير ومسن، وعملنا مفاجأة وهي انني كنت أخفي ساعة كبيرة أحملها بجانبي، وسألني أحد الممثلين كم الساعة؟ فأخرجت الساعة الكبيرة له، فضحك الجمهور.

وأذكر مجموعة من الطلبة ممن كانوا يمثلون معي ومنهم الاخ العزيز بدر الجهيم وعبدالعزيز محفوظ وعلي بلال وعمر سابق وعبدالعزيز المرشد، وكان مستعدا لأداء اي دور، كما كانت عندنا مجلة مدرسية، وكان صالح المرشد يكتب فيها، وكنت أشارك في كتابة المقالات وأنشرها في تلك المجلة، وكتبت عن التقنية، وكذلك شارك في الكتابة بالمجلة عبدالعزيز المحفوظ.

ويضيف السقال ان قرية الشعيبة برز بها شخصيات كبيرة متقدمة في العلم، كما ظهر شباب يحملون الشهادات العليا، وكانت نسبة الذكاء عند أبناء الشعيبة كبيرة وعالية.

ومنهم م.أحمد عوض الجهيم وكان من الطلبة الممتازين بمدرسة الشعيبة وهو أول طالب من الشعيبة سافر الى أميركا لدراسة الهندسة، واحمد المرشد وهو حاصل على الدكتوراه، وأذكر عندما أرادوا إشهار نادي الساحل الثقافي استدعوني مع احمد المرشد وصالح المرشد وسعد المرشد وقالوا لنا نظموا لنا شيئا لأن احد مسؤولي وزارة الشؤون سيقوم بزيارة للمكان ونريد منكم مسرحية، وكانت هذه أول خطوة لإشهار نادي الساحل الثقافي، وبالفعل استعددنا بعمل متواضع وعملنا مجلات حائط وملأناها بالمقالات الأدبية والاجتماعية والسياسية، وأذكر ليلة قدوم المسؤول سهرنا تلك الليلة حتى الساعة الثالثة فجرا لإعداد المجلات وفعلا حضر ذلك المسؤول وأعجب بما عرض من مواد في المجلات، وشاركت بالكتابة ووافق على إشهار نادي الساحل الثقافي في الشعيبة.

البحر وصيد الأسماك

أما عن البحر وذكرياته التي لا تنسى فيذكر السقال: على جانب البحر كنت أغوص تنوير بالجامة وكنا نذهب من خلف المعسكر ونبحث عن المحار ونحصل على بعض القماش الصغير (اللؤلؤ)، واحسن شيء في احدى المرات ربحنا ثلاثين دينارا، وفي أيام الصيف نذهب كل يوم وحسب حالة البحر، فأحيانا صباحا ومرات مساء، وكنت أنصب قراقير صغيرة ونصطاد السمك ونبيعه لأصحاب محلات بيع الأسماك في الشعيبة، وأحيانا بعد البيع يعطونا الفلوس.

وشاركت في صيد السمك بالطاروف.

ومن الأسماك التي كانت موجودة بساحل الشعيبة الحقوف، وكنت أذهب مع أصدقائي مع الرجال الكبار بواسطة الطراريد وننقل معنا قراقير كبيرة الحجم ونحصل على أسماك كثيرة، وأحيانا نترك القراقير لمدة أسبوعين بالبحر فإذا أخرجناها نجد بعض الأسماك ميتة بسبب حرارة الماء مثل الهامور والسكن و كنا نرميها بالبحر، وشاهدت الجراجير تجتمع لأكل الأسماك الميتة.

والكبار الذين نذهب معهم يعطونا مصروف جيب بعد ان يبيعوا الأسماك، وكذلك في أيام الشتاء كنا نذهب الى البحر نباري القراقير وأحيانا نستخدم الهوري وندخل البحر بالقراقير ونذهب لمسافة كيلو، أما الكبار فداخل البحر، وكان الأهالي يستفيدون.

كما اذكر ان كل بيت في الشعيبة كان توجد فيه أغنام ونسرحهم مع الشاوي.

في أيام الربيع نخرج للبر مع الأهل أو مع الأصدقاء وننصب الخيام خارج قرية الشعيبة، طريق ميناء عبدالله الى قرية الوفرة، وكان البر يزدحم بالخيام أيام الربيع، وكانت الأمطار غزيرة، واذكر في احدى السنوات ان مياه الأمطار انهمرت بشدة كالسيل من الأحمدي نزولا الى ابحرة شعيبة وجرفت معها بعض الحيوانات وذلك بين عامي 1954 و1958م، فكانت الأمطار غزيرة لدرجة ان الحيوانات وصلت الى البحر من قوة السيل، وتهدمت بعض البيوت خاصة عام 1954 عندما ذهبنا الى المدارس حينها وزعت الحكومة على المواطنين الكنايل (غطاء).

الدراسة والتعليم

أما عن تعليمه وفترة الدراسة والمدارس التي التحق بها فيقول السقال: التحقت بمدرسة الشعيبة وكانت مشتركة بمعنى «ابتدائي ومتوسط»، وأكملت 4 سنوات في المرحلة الابتدائية والتحقت بالمرحلة المتوسطة ومنها الى معهد المعلمين والبعض الآخر التحق بثانوية الشويخ، وكنت واحدا ممن التحقوا بالثانوية، وانضممت الى القسم الداخلي، واذكر من الطلبة الذين ذهبوا الى ثانوية الشويخ سعد المرشد وصالح العصيب والمرحوم عبدالله الجهيم، وأكملت أربع سنوات في القسم الأدبي وكان القسم الداخلي يجمع جميع الطلبة ويقدم للطالب كل ما يريد من أكل ونوم ودراسة داخلية، وكانت البيوت مجهزة بكل ما يحتاج اليه الطالب.

واذكر عدنان البحر ومساعد الهارون ود.ناجي الزيد وكنت في بيت رقم 7، كما اذكر المدرس المشرف وكان مصريا، وكان أحد الطلبة مساعدا له، والمرحوم سليمان المطوع ناظر ثانوية الشويخ، وكان يوجد فيها حمام سباحة وكنت أقف من أعلى سلم وكنا كل يوم خميس بعد الغداء نذهب الى الشعيبة وصباح يوم السبت نعود الى القسم الداخلي، ولم اكن أعاني من صعوبة المنهج وكنت دائما بين الممتازين واستمع جيدا لشرح المدرس واكتب الواجبات فقط، ولا أراجع الكتب إلا أيام الامتحانات، حيث كان شرح المدرس وافيا، كما كان المدرسون متمكنين من المادة، واذكر الأستاذ مبارك التورة وهو كويتي وأصبح بعد ذلك ناظر ثانوية، وكان بعض الطلبة يحتاجون لمزيد من المراجعة والدراسة فكانوا يجلسون بعد صلاة المغرب على طاولة المراجعة، وهي مخصصة للدراسة يوميا لأن الطلبة مستوياتهم مختلفة، والمثل يقول «الناس ما هي سوى انظر لأصابيعك».

بعد الثانوية

وتذكر السقال مرحلة ما بعد الثانوية ورحلة البحث عن عمل، فيقول: أنهيت دراستي الثانوية وحصلت على الشهادة، وقد فرح الأهل جدا بنجاحي وبدأت أبحث عن عمل، وكانت بعض الشركات قد أعلنت عن حاجتها لخريجي الثانوية، وكنت في يوم مع الأصدقاء في نادي الساحل وكان الأخ عويضة المانع يعمل بشركة الأسمدة الكيماوية، وقال لي لماذا لا تقدم طلبا للشركة؟ وبالفعل قدمت طلبا للوظيفة وتم قبولي ودخلت مع المجموعة للاختبار في الرياضيات واللغة الإنجليزية، وحصلت على 90% من درجة الامتحان على أساس ان العمل بالمصانع.

ومنطقة الشعيبة صارت مكان المصانع الكبيرة، وفي أثناء الدورة التدريبية رأى المسؤولون ان اعمل بوظيفة ادارية بدلا من ان اكون فنيا، وذلك بعد الاختبار الأسبوعي، وكنت أجيب بسرعة، وكان خطي مرتبا ومقروءا، وبالفعل تحولت إداريا وعينت في المحاسبة وكان العاملون من الهنود والفلسطينيين والمصريين.

ويضيف السقال: انه بعد أربع سنوات حصلت على ترقية درجة، وكان رئيس الشركة فيصل المزيدي وبعده عبدالباقي النوري وهو خريج انجلترا واستدعاني عبدالله العيسى مدير الشؤون الإدارية، وقال نتوسم فيك الخير ولك مستقبل وأمامك فرصة ونريدك ان تكمل دراستك الجامعية، وتمت الموافقة من جميع الجهات بالشركة والتحقت بجامعة الكويت تخصص محاسبة.

أكملت أربع سنوات، وكنت في الصيف أعود للعمل بالشركة والراتب كان شهريا، وحصلت على بكالوريوس محاسبة، وسافرت الى لندن لمدة ثلاثة أشهر لأخذ دورة في المحاسبة، وبعد سنوات كنت محاسبا أول ورئيس حسابات، وبعدها اصبحت مديرا ماليا، وكنت أحيانا أنوب عن المدير العام.

وظللت أعمل بالشركة لمدة خمس وثلاثين سنة، ومنذ عشرين سنة لم أخرج في إجازة بالصيف.

لأن الميزانية يكون إقفالها بالصيف ولذلك ضحيت بالاجازة من اجل العمل رغم اني كنت متزوجا وعندي أولاد وهم بحاجة للخروج والعطلة وأحيانا اذا كانت اجازات متراكمة تقوم الشركة بشراء تلك الاجازات مني.

مصنع تركيا

ويذكر السقال ان شركة الاسمدة فتحت مصنعا في تركيا بالمشاركة مع الشركة التركية في منطقة مرسيل جنوب تركيا، وكنت اذهب الى هناك خلال السنة مرتين، كما ساهمت الشركة مع الصين بفتح مصنع للأسمدة وكنت عضو مجلس إدارة ونائب الرئيس سليمان ملا حسين، وكان فلاح عبدالعال عضوا وكذلك كانت تونس مساهمة بالمصنع وقد سافرت الى الصين واجتهدت بالعمل، وكانت الميزانية لمدة ثلاث سنوات غير مدققة رسميا وكل ثلاثة أشهر أسافر الى الصين، وقد كانت الكويت مهتمة بالصناعة بالخارج.

وبعد هذه الرحلة الطويلة التي تدرجت فيها من محاسب الى ان اصبحت مديرا ماليا في الشركة، المنتجات كانت الشركة تبيعها الى الهند والصين وافريقيا واليابان وحتى اميركا الجنوبية وبعد خدمة خمس وثلاثين سنة تقاعدت عن العمل.

مع العلم ان شركة نفط الكويت كان من الممكن ان احصل فيها على عمل ولكن فضلت ان أبقى بشركة الأسمدة الكيماوية.

سمير السقال والرياضة

اما مشواره الرياضي والتحاقه بأكثر من ناد يحكي السقال فيقول: عندما كنت طالبا انضممت الى فريق الساحل، وكان هناك فريق آخر ينافسه اسمه البحري، وكانوا يتبارون فيما بينهم، والبحري أسسته مجموعة من أبناء الشعيبة منهم سعود وراشد عبدالله البحر وحسين وكاظم علي وآخرون، اما فريق الساحل فأسسه ابراهيم الياقوت وعبدالسلام الياقوت وسالم الصلال وكنت مع فريق البحري وكان التشجيع من الفريقين مثلا فانيلة وشورت.

وبدأنا بالمباريات مع بعض ثم بدأنا نقيم المباريات مع فريق الفحيحيل وفرق من الأحمدي، وأحيانا كانوا يلعبون عندنا في الشعيبة وأحيانا نذهب لهم مشيا على الأقدام من الشعيبة الى الفحيحيل.

وأذكر احيانا اننا كنا نركب سيارة وانيت مع محمد العدني وكان ينقل الأسماك وبالليل ينقلنا الى سينما الاحمدي أو الى الفحيحيل.

اما الملابس فكل واحد يدفع نصف روبية، وتوزع علينا حسب المقاسات وكنت ألعب جناح أيمن وكنت سريعا جدا.

وحدث ان بعض لاعبي فريق الساحل وفريق البحري أسسوا فريق الشعيبة وهو نادي الساحل، والمؤسسون هم محمد الفارس وحمود الصلال وسلمان الصقر وعبدالمحسن المشلش وناصر الصقر وعبدالرحمن بورحمة وذلك عام 1955 وهو أول ناد تأسس في الشعيبة (نادي الساحل) الثقافي وأول رئيس له هو ابراهيم بوحمرة.

وكنا نتبارى مع الفحيحيل والأحمدي واذكر اننا ذهبنا الى جزيرة فيلكا وأقمنا مباراة هناك معهم.

ولم يكن فريق اليرموك قد تكون هناك وكنت ألعب في أول ناد ثقافي.

نادي الشباب الرياضي

ويضيف السقال: بعد سنوات تم تأسيس نادي الشباب الرياضي، وانضممت له كلاعب بداية تأسيسه، وكان أول رئيس له هو راشد سيف الحجيلان، واذكر من اللاعبين احمد بوعركي وخلف سلطان وربيع سعد والياس حجي وخزعل ورضا غلام وحمزة عباس والخرقاوي ومحمد نذر وبعد ذلك انتقل الى الفحيحيل.

ولكن بسبب الدوام في الشركة لم استمر في نادي الشباب وكذلك تركت النادي لأني لا استطيع ان أوفق بين العمل والنادي، ولكن اذا كان عندي وقت أذهب لأتدرب مع الفريق.

وممن اذكرهم مدرب الفريق واسمه مروان ومن بعده ابوحياجه وكنت ألعب في خط الوسط هجوم متقدم، وقد احرزنا نتائج قليلة، ولكن الحق ان الأندية الكبيرة كانت تتفوق علينا.

ويضيف السقال: خلال اللعب أصبت مرة واحدة بالفخذ وكانت بسبب الارهاق وعدم الاستمرار باللعب، ومن المباريات التي اذكرها وظهرت فيها بمستوى جيد مباراة مع نادي الكويت وكان حارس المرمى فيصل الطريجي وسجلت عليه هدفا بقدمي اليسرى مع العلم ان لعبي دائما باليمنى، وهيأ لي خلف سطام الكرة لأحولها في المرمى.

وبعد المباراة جاءني مدرب نادي الكويت وقال لي: أنت لاعب ممتاز، وكان هذا الهدف هو أول هدف في مباراة رسمية، وأذكر حارس مرمى الشباب حينها كان هو أحمد بوعركي.

ومع ذلك فازوا علينا 3-1.

كما اذكر ايضا مباراة امام القادسية وكان اللاعب ابراهيم الشاهين القديري يتميز باللعب الخشن وفي أول لعبة ضربني على قدمي بقوة مما أعاقني عن اللعب مع العلم انني أكملت اللعب، كانت المباراة على ملعب القادسية.

وكانت أحسن مباراة مع نادي الكويت وكان القادسية حينها يضم لاعبين ممتازين والنادي بعزه وقوته ولم نتعايش معهم.

ويلفت السقال: الى انه بعد ذلك ترك اللعب لظروف العمل بالشركة بعد ثلاث سنوات بالنادي تقريبا، واذكر بداية تأسيس النادي في الشعيبة وزعوا علينا بدلة التدريب وكان لونها رماديا وكنت فرحا جدا حينها.

وعندما كنت موظفا في الشركة طرحنا فكرة عن الهوايات ونقلتها لمسؤول بالعلاقات العامة وتمت الموافقة عليها وتكون الفريق وكنا نتدرب على ملاعب الشركة، وكان السيد عابد من اللاعبين في نادي الزمالك وهو موظف بالشركة فكان يدربنا ومعه نبيل الشامي وكان يلعب بنادي خيطان ونادي الفحيحيل، وكان الاثنان يشرفان على الفريق.

الشركة أسست ايضا «نادي بوبيان» في البدع، وكان فيه ملعب صغير وقد شارك في دوري الشركات شركة نفط الكويت والكيماويات والوطنية والصناعات الوطنية وكان اللقب ينحصر بينها أي بين تقريبا خمس شركات.

يقول السقال: كنا نستعين بحكام من الاتحاد وعندما كنت بالساحل كنت أقوم بدور الحكم في المباريات.

وقد استمر دوري الشركات اربع سنوات ايضا وكنت ألعب السلة والطائرة وألعاب القوى وتنس الطاولة في المدرسة وفريق الخاص وكان يقام مهرجان آخر العام الدراسي على ملاعب ثانوية الشويخ.

واذكر ان الأكل والماء وكل شيء كان متوافرا للطلبة وننقل بباصات الوزارة من الشعيبة الى الشويخ وكنت رياضيا شاملا حتى سن التقاعد، وكان الاحتفال للبنين والبنات في ثانوية الشويخ.

وبعد سنوات من الرياضة تركت اللعب وتحولت الى إداري في نادي الساحل، عضو مجلس إدارة بالانتخابات ولمدة 12 سنة.

وأذكر هنا ان أول رئيس مجلس إدارة لنادي الساحل كان عبدالله سيف الحسيني ومن بعده خليفة طلال الجري ثم جابر سعود الصباح.

ضعف الرياضة

ويتحدث السقال عن الضعف الذي أصاب الرياضة الكويتية فيقول ان الرياضة ضعفت عندما استبعد الرياضيون المؤسسون لها واعتقد انه بعد الشهيد الشيخ فهد الأحمد بدأ الضعف يحل، حيث كان صمام الأمان للرياضة والمحافظ عليها.

وأتمنى أن يلعب الرياضيون من أجل الرياضة وليس للمادة، وقديما كان اللاعب يدخل النادي ليلعب من العصر حتى الليل فقط للعب ومصلحة النادي وإذا كان محتاجا فلا يطلب، واذكر انني كنت مع زملائي ندفع من جيوبنا للنادي واللاعب، وكنا نعطي للاعب ولا يشتكي.

أما بالنسبة لأولادي فلا يوجد منهم لاعب فمحمد مهتم بالأجهزة الحديثة والبنات لم يشتركن في الرياضة، وعندي هوايات أخرى غير الرياضة فعندما كنت في نادي الساحل الثقافي كنت أكتب المقال وكنت أنشر في مجلة ثقافية تصدر بالنادي وكتبت مقالات تتحدث عن التقنيات وعن البحر والطبيعة، ومن وهواياتي ايضا السفر والقراءة ومن أفضل الكتب التي قرأتها: «البؤساء» و«كليلة ودمنة» وقصصا أخرى مثل قصة «بني هلال» و«عنتر وعبلة»، فأنا أتذوق الشعر وأحفظ بعض القصائد واستفسر عن بعض الأبيات الشعرية ويعجبني حوار القوافي الذي ينشر بـ «القبس» للمعوشرجي والبغيلي.

وعن شعراء الفصحى، قرأت للعسكر والشبيب وغيرهما من شعراء الكويت.

أما عن التمثيل فيقول السقال: خضت تجربة التمثيل في بداية حياتي خاصة في نادي الساحل الثقافي ووقفت على المسرح مشاركا زملائي الممثلين وفي أي احتفال يقام بنادي الساحل الرياضي في الغالب أكون عريف الحفل ويتطلب ذلك من العريف ان يكون لبقا في حديثه وان يقتصد في كلامه وكنت متمكنا في عملي.

وفي النهاية أقول اننا في الكويت لدينا مواهب ورياضيون ولكن نريد إدارة حكيمة فعندنا المقدرة والقوة ولدينا خبرة قديمة ولكن نحتاج الى اهتمام اكبر مثل دول الخليج العربي وعندها إن شاء الله سنتمكن ونقدم الكثير للرياضة بفضل المخلصين، بمعنى انه من المفروض ان تهتم كل جهة باختصاصاتها ولا نترك للعمل (الشرباكه) ونمنع التداخل بين الجهات.

وهذه نصيحة أوجهها للاعبين والإداريين بالإخلاص في العمل أقول للاعب: العب للرياضة والمنافسة الشريفة وبدون تحزب ولا فئوية ولا طائفية. نتمنى ان تعود الرياضة كسابق عهدها.

ويقول السقال: حاليا وبعد التقاعد أمارس رياضة المشي أحيانا داخل المنطقة السكنية ومرات على ساحل البحر فلا تزال الرياضة بجسمي وروحي«وان هدك الكبر ما عهدك البين»، فالإنسان يكبر بالعمر ويتقدم فما عندي القدرة على اللعب أو ممارسة لعبة القدم أو أي رياضة، وقد حاولت ان أعمل مدربا قبل ان اشتغل بالشركة وكنت أود ان أذهب الى المجر للدراسة عندما علمت ان الأخ صالح زكريا ذهب الى هناك، كانت فكرة ولم تتحقق.

ويضيف السقال: لدي كتاب عن نادي الساحل الرياضي تأليف الأخ سلطان الباهلي وهو يؤرخ لنادي الساحل واللاعبين.

كذلك هناك كتاب للباهلي عن قرية الشعيبة وأهلها وسكانها وأتوجه اليه بجزيل الشكر والعرفان.

وفي الختام أشكر جريدة «الأنباء» والأستاذ منصور الهاجري على هذا الاهتمام بالشخصيات الكويتية الرياضية وغيرها وهذا التوثيق.


عدد المشـاهدات: 8306



 
حجم الخط
450775-229688.jpg

مانع سالم بن ربعية الشمري
450775-229689.jpg

مانع بن ربعية يتحدث للزميل منصور الهاجري (أنور الكندري)
450775-230363.jpg

بن ربعية فوق الحصان
450775-230365.jpg

بن ربعية في النمسا
450775-229691.jpg

مانع بن ربعية في الجبهة المصرية
450775-229694.jpg

.. بالملابس العسكرية القديمة
.. ومع أصدقائه في مصر
450775-230367.jpg

بن ربعية مع الربيع
450775-229690.jpg

بن ربعية مع نجله أحمد
450775-229692.jpg

بن ربعية بالملابس العسكرية مع أحد الجنود
450775-229693.jpg

.. مع أبنائه
450775-230364.jpg

..ومع أحد زملائه
450775-230366.jpg

بن ربعية في مخيم بيت الشعر
  • الشهادة الجامعية لا تساوي شيئاً أمام ما يتعلمه الإنسان من قبيلته وجامعة الحياة هي أرقى شهادة
  • أمضيت سنتين في مصر مع الجيش الكويتي وزرت الكويت مرة واحدة لمدة شهر خلال سنتين
  • الجيش خصص لي بيتاً في الصباحية فانتقلت إليه من الجهراء
  • بعد التقاعد سافرت إلى ألمانيا واشتريت سيارتين واحدة لاستخدامي الخاص والأخرى بعتها
  • الدولة تكفل للمواطن كل ما يحتاجه كما أنه يعبر عن رأيه بحرية
  • الجندي الكويتي مطيع للأوامر وأينما تضعه يؤدي واجبه
  • في البادية كان يوجد التقدير والاحترام وكان كبير القبيلة يمثل الأب
  • بدأت التدريب في الجيش لمدة 6 أشهر وكان عدد المتدربين نحو ألف متدرب بالجيوان
  • حصلت على خيط وكيل عريف بالكتيبة الخامسة وكان المصروف حينها 60 جنيهاً
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع هو مانع سالم بن ربعية الشمري، عسكري انضم للجيش الكويتي منذ مرحلة شبابه وعاش حياته العسكرية بعد أن دخل إلى مدينة الكويت قادما من مسقط رأسه في بر الكويت، بدأ حياته جنديا صغيرا وتدرج في وظيفته إلى أن حصل على 3 خيوط.

تدرب مع الجيش الكويتي الباسل، يذكر لنا الضباط الذين دربوه وتعاونوا معه ومع زملائه فيقول ان مجموعته أو دفعته كان تعدادها أكثر من 200 جندي تدربوا على أرض الجيوان.

شارك مع الجيش الكويتي في لواء اليرموك على الجبهة المصرية أثناء القتال ضد اسرائيل وشارك كذلك على الجبهة السورية في حرب الاستنزاف مع الجيش الكويتي الباسل.

يذكر لنا بعد التقاعد انه بدأ السفر والرحلات الى الدول الاجنبية والعربية وسافر إلى ألمانيا مرتين والى مصر والمغرب وبريطانيا وفرنسا ودول أجنبية أخرى وفي عامي 2012 و2013 سافر الى البوسنة، مع مجموعة من الأصدقاء.

يحدثنا عن الديوانية الكويتية ويقول انها منتدى أدبي وملتقى يجمع الأصدقاء والأقارب.

رزق بالأولاد والبنات وجميعهم متعلمون وقد اتفق مع جيرانه على ان يتطوع لتوصيل أبناء الفريج الى مدارسهم وآخر لتوصيل البنات مع بنات الفريج وهو وجيرانه ينتسبون لقبيلة واحدة وعددهم 11 بيتا.

السطور التالية تحمل لنا الكثير عن جوانب حياته فإلى التفاصيل:

في البداية يتحدث ضيفنا عن المراحل الأولى من حياته وطفولته وكيف كانت البدايات فيقول:

ولدت في بادية الكويت من خلف المطلاع والزقله اليد ودحّل خلف الماء والكلأ، من بادية الكويت الى الجنوب والشمال، الوالد صاحب حلال جمال وغنم، وقد أدركت أهل الإبل ولم أرع بالبر، وكان الأهل والأقارب عندهم إبل كثيرة، لها ألوان وأسماء الشعل والمجاهيم والوضع والسفر والسمرة والملحة، وكنا كلما ضرب البرق والرعد ننتقل من مكان لآخر، وقد خصنا الله بالرحمة وسكنا في الكويت، وكان البدو كلما سمعوا عن مكان فيه ربيع رحلوا إليه، أما عن قبيلتنا فكبيرة ممتدة والكثير منا في حاضرة الكويت ومن قبيلتنا البرجس والسرحان والزيد واللافي وابن طواله.

وكان رجال البادية يمشون مع الحلال مثل أهل البحر يمشون مع البحر وأعماله كل فئة مع أعمالها الأساسية ويقول بن ربعية.

قيم ومبادئ البادية

وقد أدركت البادية وفي أواخرها وكان فيها التقدير والاحترام للكبير وفيها الأدب، وكان كبير القبيلة يمثل الأب فله الاحترام والتقدير من الجميع، وكان الاحترام يسود ابناء القبائل والجميع نافعون، راعي الغنم نافع والفارس وراعي الحلال وكان حل المشاكل بيد الكبير، والضعيف له الاحترام والمساعدة واليتيم لا يضيع حقه فمثلا إذا شعر الرجل بقرب وفاته «يقول يا فلان أولادي بشواريك هذه وصية حتى يبلغ الأطفال سن الرشد.

كان ذلك نظام البادية مثل شؤون القصر عندنا في الكويت.

وفي البادية كان هناك رجل العارفة اذا تخاصم الناس يذهبون اليه وهو القاضي الذي يحكم بين المتخاصمين.

وكان عدد هؤلاء ثلاثة، وعند قبيلتي هم السعدي وابن عامود وابن عجير للفصل في أي مشكلة تحصل سواء على المنزل أو على مكان الرعي أو الجمال، أو أي اعتداءات، وكان البيت عند أهل البادية له حرمة كبيرة فلا يمكن ان تغلظ على واحد.

أما بيوت الشعر فتصنع من شعر الأغنام، وكان عندنا نساء يخطن بيوت الشعر وفي موسم الصفري يثقبن البيت ويخطنه من جديد، شقتين من ظهر البيت الشعر ويبقى البيت مثل القصور، بعضها كبير وجديد وبعضهم مترفون في بيوتهم، ويتكون من 7 شقق وكل جهة فيه سبع شقق وطول البيت مروبع ومثولث ومخومس، وفيه القطبة عمود واحد وعمودان، البيت عند الكبار الخدم يشيلونه.

أهل البادية عند كبير القبيلة يوجد ديوان ويتميزون بالكرم، والبيت الكبير والديوان بعيد عن بيت الحرم.

وكان الواحد من أهل البادية لا يملك في جيبه شيئا ومع ذلك فهو غني جدا.

عندنا في البادية الصيد والأكل والطحين والعيش والتمر، كل المواد الغذائية متوافرة عند أهل البادية، والنساء هن اللاتي يطبخن ويشرفن على تربية الأولاد وكل شيء تقوم به المرأة فهي ظهر الرجل، الكرم مغروس عند أهل البادية وكان الرجل الذي لا يكرم الضيف لا يقترب منه لمصاهرته، وحاليا كل شيء تغير، اذكر انني استقريت بالمدينة بداية الستينيات، اذكر العصيلية والصهيد والشدادية وجليب الشيوخ كلها صار فيها بيوت والعرب سكنوا بها واستقروا، وكان لا يوجد عند أهل البادية كهرباء، وعندنا سراج والحمد لله، وكان النساء في ذلك الوقت يعملن في البيت فتطبخ وتأتي بالحطب وفي أيام الأعراس النساء يطبخن والمرأة لا تذبح الخروف ولكن الرجل هو من يقوم بالذبح.

ومن عاداتنا الطيبة اذا حضر ضيف والرجل غير موجود فالنساء يقمن بواجب الضيافة ويدخل الرجل الديوانية، فالمرأة تسد عن الرجل ولم يكن الناس والرجال الأولون ينظرون نظرة دونية للمرأة فالرجال ينظرون للمرأة بشرف واحترام وتقدير لدورها في مجتمعها.

ويضيف بن ربعية أن الضيف أول ما يقبل على البيوت فأول بيت يستضيفه حتى لو كان يقصد بيتا آخر، والضيف إذا جاءنا الضحى يقدمون له الريوق وهو عبارة عن الخبز واللبن والتمر والدهن والزبد، وإذا كان رجلا عاديا من أبناء الأقرباء يأكل الغداء من الموجود وبعد العصر إذا كان دخل عندنا.

وكان الناس على نياتهم وأخلاقهم فالرجل عندما يعرف نفسه لا يقول أنا شيخ في قبيلتي، لا هذا ما يحصل والسبب أنه لا يريد أن يكلف بزيادة على أهل البيت «الرجل فعله يكبره».

عادات تعلمتها من عائلتي

ويقول بن ربعية ان هذه العادات والتقاليد تعلمتها من عائلتي عندما كنت في البادية حيث تعلمت احترام الناس ومحبتهم وأقول ان الشهادة الجامعية لا تساوي شيئا أمام ما يتعلمه الرجل من قبيلته، وجامعة الحياة هي أرقى شهادة عند الناس إذا شهد لك المجتمع بما تفعله من أعمال طيبة وشجاعة فتلك هي الشهادة التي تمنح للرجل، وهو الذي يقيم نفسه، لقد عشنا حياة قاسية في البادية كنا نلبس دشداشة واحدة نبيع الجمل ونشتري الدشداشة الواحدة.

ومرة قال أحد شيوخ شمر لماذا تشترون دشداشة واحدة؟ اشتروا دشداشتين للرجل، فقالوا له نخاف من البطر، ولكن حاليا الرجل منا عنده أكثر من عشرين دشداشة في «الكبت» والحمد لله رب العالمين، الحياة في البادية حلوة حيث الطبيعة وبيوت الشعر، ونلقط الفقع ونسرح بالغنم وننتقل من مكان لآخر، فالحياة طبيعية والزواج على نور القمر وفي ليلة الخمسة عشرة بالشهر ننصب بيوت الشعر بالليل ولا يوجد عشاء، تقديم الأكل بالغداء وفي الصباح ينحرون الأغنام وينحرون الجزور وكان النساء يتعاون مع الرجال فيطبخن الأكل، ويقال ان أهل البادية من الأجيال القديمة كانوا يوزعون الأكل بينهم وبعض البيوت كان لا يوجد فيها الكبريت فالنار تنقل من بيت لآخر، والصحون والأواني يتسلفونها فيما بينهم أيام الأعراس.

ويضيف أنه عند نزول الأمطار تتكون الخباي ومفردها «خبره» فنشرب من الماء ونغتسل ونعطي الأغنام والجمال والأرض نازلة لكي يتجمع فيها الماء وتنتهي بالصيف، من أول الصغري حتى نهاية الصيف فان الجمال في الشتاء تصبر عن الماء وتتحمل العطش أما بالصيف لمدة ثلاثة أيام «ربع وثلث» يقال قديما ان الناس تريح البعير ويأخذون الماء منه إذا أصابهم العطش أما الناقة فتحمل لمدة سنة وتحلب لمدة سنة حتى تعشر.

أول عمل في حياتي

أما عن أول وظيفة التحق بها فيقول بن ربعية، كانت أول وظيفة التحقت بها مصنع الرجال «حماة الوطن» وكنت أيامها قد تجاوزت الثامنة عشرة وكان الجيش يسجل جنودا، وفيه رجال يعرفون أو نقول مساطر مثل مسطر لابن لافي وهو ابن عمر قريب مني من أهل الجهراء، وبدأت التدريب ولمدة ستة شهور وكان عدد المتدربين بحدود ألف متدرب في ميدان التدريب بالجيوان، وأذكر من المدربين منهم شفاقة العنزي ومرضي ماجد الشمري وكان يدربنا على المشاة، وقبلان سالم على المشاة، وعبدالله الجلهمي الحربي.

ويضيف: في يوم من الأيام كنت محجوزا والرجل بيض الله وجهه ما قصر معي وقال يا ولدي ستكبر وتكون نفسك، وما قصر معي في تلك اللحظة، كما أذكر جزاع انفيسان وغنام ضيدان ودلي علوان كان آمر المدرسة التدريب وضباط كثيرين، وكانوا قاسيين جدا معنا، وكان يومها رئيس الأركان الله يرحمه الشيخ مبارك عبدالله الجابر الصباح ونائب رئيس الأركان الشيخ صالح المحمد الصباح.

وبعد ست شهور تخرجنا بعد تدريب شديد، وحاليا لو رأيت زملائي أذكرهم، انهم صاروا كبارا بالعمر وكان أول توزيع لي في اللواء الخامس والثلاثين الواقع بالجهراء، وكان آمر اللواء ثامر الطواري ومساعده علي المؤمن، وهو حاليا سفير الكويت بالعراق.

لواء اليرموك الكويتي

وعن مشاركته مع الجيش في الحرب، يقول بن ربعية: كنت في الآليات «الدروع» بالنقل مع بداية الاستعداد لتجهيز لواء اليرموك لمعركة عام 1967 إلى القاهرة، واذا كان هناك شقيقان يختارون واحدا فقط وتكون لواء الكويت وفي عصر يوم من الأيام تجمعنا وكان في وداع الجيش المغفور له الشيخ صباح السالم أمير الكويت الأسبق، وقائد اللواء الشيخ صالح المحمد الصباح وكنت مع النقيب سالم تركي وضباط آخرين وسافرت الدفعة الأولى من العسكريين وكنت أنا ضمن الدفعة الثانية وبدأت المعركة ونحن في الكويت ولم نسافر وذهبت في حرب الاستنزاف عام 1968 وكنا في معسكر دهشور وكان آمر الكتيبة الخامسة المرحوم محمد أكبر وحصلت على خيط وكيل عريف، وكان المصروف حينها ستين جنيها، وكان معي رجال طيبين وفي العيد ذبحنا الذبيحة وبعدها بدأ الطيران الإسرائيلي في قصفنا في دهشور حيث كانت المضادات والمدافع تضرب ومرت الطائرات فوق رؤوسنا، وبعد ذلك انتقلنا إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية واستشهد بعض العسكريين الكويتيين على أرض مصر في تلك الفترة، وصبرنا صبرا عظيما على ما شاهدناه أثناء حرب الاستنزاف ومرت الأيام علينا وكنت أرى العسكريين الإسرائيليين ليس بيننا وبينهم سوى قناة السويس وهم مسلحون وكانت حظيرتي على القناة (آمر حظيرة) وأحيانا تقع مناوشات، وأمضيت سنتين في مصر مع الجيش الكويتي، وكنت أزور الكويت في إجازة لمدة شهر خلال السنتين مع المعاش والمصروف، ولم أكن متزوجا وعندما رجعت إلى الكويت رجعت إلى معسكري الخامس والثلاثين.

تنفيذ الأوامر

ويقول بن ربعية عن طبيعة الحياة في العسكرية إن العسكرية تصنع الرجال لأن فيها التدريب والتعليم وأداء الواجبات، فالعسكري يحصل على إجازته ثم يرجع الفجر وفي أثناء الطوارئ كنا ننام بملابسنا وأحذيتنا، وأثناء الشتاء نتدرب وننزل في الماء البارد، وتنكر الماء مع الملابس، ونقفز على الحواجز وآخر السرية يعاقب لبطء الجري.

العودة للكويت

وعن عودته للكويت يقول بن ربعية: أذكر بعض الشهداء من الكويتيين وقد كتب الله لي الحياة، ويقولون إن الحي ما هو رفيق للميت، وبعد العودة والالتحاق باللواء طلبوا قوة لكتيبة الجهراء، وفي تلك الفترة تم تخصيص بيت حكومي لي بالجهراء وكنت متزوجا وذلك بداية السبعينيات ويتكون البيت من غرفتين ومكيف واحد، وتم اختياري مع من تم اختيارهم للجبهة السورية وكان أمر قوة الجهراء الفريق المتقاعد علي المؤمن، وذلك عام 1973 «لواء اليرموك»، وسالم تركي مساعد للأمر برتبة مقدم وأذكر من الضباط كذلك سامي سمارة وناهي عبيد وفلاح العيبان وقبلان، وفي تلك الفترة تمت ترقيتي إلى رقيب ثلاثة خيوط.

تغير الاسم إلى «قوة الجهراء» ووصلنا إلى سورية والقائد علي المؤمن وعينت على فصيل ويتكون من ثلاثين عسكريا وعينت مع زملائي على الذخيرة، وكلهم من المشاة وكان عندنا مضاد للطائرات حماية للذخيرة وكنا في وادي شعيب شمال الشام،

منطقة القنيطرة والشبح وعرطوز ومناطق أخرى مثل الكسوة وجبل الشيخ، وقد طهرنا القنيطة وخاصة بعد أن انسحب الجيش العراقي فنزلنا مكانهم جميع أفراد الجيش الكويتي، كانت الجبهة العسكرية مشتعلة فالضرب مستمر ولدينا مدفعية فرنسية، وكان السوريون يعتزون بالمدفع اسمه بورديه وكان إذا اشتغل المدفع يقول السوريون:

شفنا الكويتي راكب دبابة

يرمي على المدفع نار لهابه

حيفا ويافا يفتح أبوابه

وإلى تل أبيب ولا يوقفون

وشفنا الكويتي راكب طيارة

يرمي بالمدفع بالإشارة

ويضيف أن الجيش الكويتي صاحب شهامة ومروءة يتميز رجاله بالإيمان بالله وبوطنهم، والجندي الكويتي مطيع للأوامر أينما تضعه يؤد واجبه، وقد رمينا بأنفسنا في النار من أجل العروبة وتحرير فلسطين.

وقد أمضيت سنة واحدة ولم آخذ إجازة، وبعد ذلك ذهبت إلى عرعر لمدة شهر وكان معي ملازم عبدالهادي القحطاني.

نحن ضباط ارتباط للقوات المنسحبة من سورية وعملنا الإمداد وأقمنا معسكرا آخر بطريق ومعسكرا في الحفر الباطن، وقد انسحبنا عن طريق الأردن ومعنا معدات كبيرة، ولمدة شهر عادت قواتنا من سورية إلى الكويت وحصلت على وسام من الحكومة السورية، وقد ضحينا من أجل الكويت فالجيش يمثل الدولة في كل مكان.

مواقف مشرفة للكويت

ويعرب بن ربعية عن فخره بمواقف الكويت فيقول لقد اختلط الدم الكويتي بدماء إخوانهم العرب والكويت كانت تدفع الأكثر وتمد بقوة اسأل الله أن يعزها وحكامها وشعبنا، فحكامنا أصحاب مواقف كبيرة وأهل للمساعدات للدول والضعفاء.

وقد وصلت إلى الكويت ورجعت إلى اللواء الخامس والثلاثين، وعلمت أنهم يريدون تشكيل دفاع جوي وقالوا لي أنت وكيل السرية والضابط سليمان الحنيف وعبدالحميد دشتي (النائب حاليا بمجلس الأمة) وناصر الردهان، وكان موقعنا معسكرا في المقوع طريق الأحمدي خلف مقر مرشد بن طوالة ولمدة سنة وسافر بعض الجنوب إلى مصر للتدريب والدفاع الجوي.

وكنت حينها رقيبا أول أمضيت سنة، وبعد ذلك تقاعدت بعد خدمة ثماني عشرة سنة ومنحة خمس سنوات والسنة بسنتين وتقاعدت عن العسكرية.

وفي ذلك الوقت كتب أسكن في الجهراء وقد خصص الجيش لنا بيوتا في الصباحية وكان معي من أبناء القبيلة بحدود عشرة رجال وخصصوا لنا 11 بيتا في الصباحية وحاليا أسكن في البيت مع أولادي وهو من دور واحد، وأذكر مزيد الصانع وكان رئيس الأركان وجمعنا وقال لا مانع من أن كل مجموعة وهم أقارب نعطيهم بيوتا بجوار بعض، وقررنا معا أن نسكن جيرانا من وزارة الدفاع، وقررنا أن يقوم واحد منا بتوصيل الأولاد إلى المدارس ورجل آخر يجمع البنات ويوصلهن إلى مدارسهن، أما في شهر رمضان فكان السحور والفطور كل يوم على واحد نفطر ونتسحر مع بعض.

الرحلات والسفر

ويتذكر بن ربعية الفترة التي قضاها بعد التقاعد فيقول: بعد التقاعد بدأت أسافر للدول الأجنبية وأول دولة سافرت لها ألمانيا ومن هناك اشتريت سيارتين من مدينة شتوتغارت وكان يرافقني في الرحلة صديقي ساير صاوي وعبود فهد وكانت الفكرة أن استعمل إحدى السيارتين لاستخدامي والسيارة الثانية أبيعها واستفيد منها، وكنت قد حصلت على مبلغ التقاعد وكان تقريبا نحو 25 ألف دينار، وكان المارك الألماني يعادل مائتين وخمسين فلسا.

وبالفعل اشتريت السيارتين وأحضرتهما إلى الكويت، أما صديقاي فاشترى كل واحد سيارة أما أنا فنقلت واحدة بالباخرة والأخرى استخدمتها بقيادتي إلى الكويت مع الأصدقاء، وأذكر أن مترجما عربيا كان معنا، وسكنت في فرانكفورت لمدة شهر ومنها إلى شتوتغات وميونيخ ومنها إلى النمسا أثناء العودة ثم إلى يوغسلافيا والمجر وكان ذلك في العام 1981.

ويضيف بن ربعية فيقول أمضيت في كل دولة عدة أيام وفي بلغاريا قضيت أسبوعا ثم في اسطنبول، ووصلنا شمال العراق بمدينة زاخو وكان العراقيون يمنحوننا خمسة عشر يوما إقامة وبعدها واصلنا المسير إلى الكويت.

وكان السيارتان شبه جديدتين، وقد استخدمت السيارة حتى بعد التحرير وبعتها والثانية بعتها بعد الوصول.

ويذكر أيضا من الدول التي سافر إليها سويسرا عند الحاج سلمان الدبوس وكان ذلك بدعوة منه وفي العام التالي سافرت مع أحمد ابني إلى سويسرا ومررت على ديفون ومناطق أخرى وكذلك سافرت إلى فرنسا ومدنها وبريطانيا ومدنها، وكانت لي جولات وصولات في السفر السياحي وسكنت في فندق بلندن ومعي ابناي احمد وبدر.

فدائما أسافر سفرا سياحيا وقد سافرت مرتين لألمانيا للفحص الطبي على نفقتي الخاصة وزرت منطقة اسمها إخن «بين هولندا وبلجيكا» وكان زميلي بالسفر صنهات المطيري، وقلت لسالم نريد السفر إلى هولندا، وسكنا عند سيدة ألمانية ذات أصول إيرانية اسمها شهرزاد إلا أنها وبطريقة سيئة كانت تطلب منا صباح كل يوم الأجرة اليومية، وقالت لنا إنها تزوجت رجلا ألمانيا ولكنها لم توفق معه، كما أنها تزوجت كرديا اسمه فؤاد.

وذكرت لنا انها كانت مرتاحة معه وقد قلت لها هذه الأبيات:

يا شهرزاد يقدونك مجموعة اكراد

ومع فؤاد اللي تعرفين شغله

يا شهرزاد ما سلمك مع سلم الاجواد

كل ما نفتح الباب تقولين

هات أجرة

ويضيف بن ربعية انه قضى 3 أسابيع عند هذه المرأة وبعدها انطلق الى هولندا بالقطار ومنها الى منطقة أخِن ثم الى بلجيكا ومنها الى فرنسا بالقطار، وزرت برج إيفل وقلت شعر عن فرنسا:

شفتك يا طلال في وسط باريس

في شارع يوم الجماعة يمرون

وزاك يا طلال ما تلعن إبليس

ارفع راسك وهل ربعك يمرون

وطلال هذا رجل كويتي دعانا على العشاء وهو رجل كريم ومعروف في المجتمع الكويتي.. وبعد ذلك رجعت الى الكويت.

السفر الى البوسنة

أما العامان الأخيران فيتحدث عن ربعه ويقول: السنتان الأخيرتان سافرت الى البوسنة عامي 2012 و2013 في الصيف واسكن هناك في فندق 5 نجوم وقابلني رجل أسمر وقال لي سلم على الشيخ محمد صقر القاسمي رجل قدرنا واحترمنا ودعاني على الغداء في قصره وذبح لنا الذبائح مع أصدقائي وبعدها سافرنا الى الكويت ودعاني لزيارته في الشارقة.

ويضيف ان في الأسعار 5 فوائد كما يقولون.. ففيها تفريج هم وكسب معيشة ومعرفة ماجد وعلم.

ومن الدول الغربية التي سافرت اليها تونس والمغرب وحصلت لي مواقف مضحكة في السفر وقد سافرت الى اسبانيا ومن على كانتي الى مارديه ومدريد.

ويتحدث بن ربعية عن أصحابه فيذكر انهم ناس طيبون نسافر مع بعض ولا تحصل بيننا مشاكل بالسفر.

يقول الشاعر

«خليك اذا شفته عايف عشرتك خله»

وقلت

اللي ما يبيني أنا ما أبيه

حلقت أنا الطبيب ما خليه

نحن مع الحكومة والله لا يخلينا منهم نحن منهم وهم منا، وكلنا أبناء وطن واحد، يقول الشاعر:

رابع اصيل لو جار الزمان يجود

وإن صابتك نائبة باع العمر وشراك

ونحن في جنة الدنيا لا ينقصنا شيء وكل شيء متوافر لنا في دولتنا ننام ونصحو ونحن في أمان، والدولة تكفل المواطن من المهد الى اللحد، كما ان المواطن يعبر عن رأيه بحرية، نقرأ ونكتب ونتحدث.

وقد تعلمت القراءة والكتابة عندما التحقت بالجيش كعسكري فكان الجيش الكويتي مهتم كثيرا بالأفراد وكانت دراستي بالليل في مدارس التربية، وتعليمي انعكس على تعليم أولادي والحمد لله فجميعهم تخرجوا في جامعة الكويت والبنين والبنات، فالبنات مدرسات والأبناء موظفون.

اهتممت بالتعليم والدولة لم تقصر بتعليم المواطنين وكذلك الوافدون، فمنذ الأربعينيات والدولة توزع الملابس، أما حاليا فالطالب يشكو من حمل الشنطة على ظهره وفيها جميع الكتب، ونرجو ان تخفف المناهج، فالشنطة الثقيلة تؤثر على الظهر وتسبب آلام كبيرة.

الديوانية مدرسة

والديوانية مدرسة تعلم الاحترام للكبير والصغير وعلى المدخنين عدم التدخين بالديوانية واحترام مشاعر الحاضرين بالديوانية وهي مكاسب ومعلم من الحياة، وعدم الحديث السيئ اذكر من الأمثال الآتي مثل:

من لبس ثوب غيره طلع عاري.

والثوب اللي أطول منك يعتك.

الغنى هو القناعة

ويقول بن ربعية: يجب ألا يتم تكديس الأموال فزكاتها فيها بركة وهناك بعض التجار الذين بنوا مستشفيات وكثير من التجار قدموا أشياء كثيرة للوطن وأبناء الوطن.

عدد المشـاهدات: 9394


 
حجم الخط
449086-221504.JPG

د.علي عيد راغب
449086-220972.JPG

د.راغب في بداية حياته العملية
449086-223218.JPG

د.علي راغب خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري (قاسم باشا)
449086-221505.jpg

صورة أخرى لبعض الفلسطينيين المغادرين لوطنهم
449086-221506.jpg

لاجئون فلسطينيون في طريقهم إلى لبنان بعد أن طردهم اليهود
449086-220971.JPG

د.راغب في شبابه
449086-221503.JPG

449086-223231.jpg

التعليم تطور كثيرا في الكويت في مراحل القرن العشرين وعقوده المتعاقبة
  • رأينا الأهوال لدى خروجنا من أرض فلسطين ونجونا من القتلعلى أيدي جنود صهاينة بأعجوبة
  • ولدت في إحدى قرى فلسطين عام 1936 وصادف ذلك يوم إضراب فحملوني وأمي على عربانة يجرها حصان
  • فقدت أصدقائي القدامى مع مرور الزمن والآن ألقي محاضرات في الجامعة المفتوحة منذ تأسيسها
  • أول مدرسة عملت بها في الكويت كانت «النجاح» في منطقة الشرق وشوارعها رملية
  • انتسبت لجامعة بيروت عام 1967 وأنهيت دراستي الجامعية سنة 1970 بتخصص الفلسفة
  • مكثنا في دير البلح بقطاع غزة منذ عام 1947 حتى 1954 وهناك أكملت تعليمي حتى الثانوية
  • بعد تخرجي في الثانوية عملت مدرساً وكان راتبي 11 جنيهاً
  • أنهيت دراسة الماجستير عام 1974 وحصلت على الدكتوراه من جامعة القاهرة
  • أحوال التعليم تغيرت كثيراً عن الماضي وأولياء الأمور كانوا يساعدون المدرسين ويقفون بجانبهم
  • عملت في ثانوية العديلية7 سنوات حتى وقوع الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع د.علي عيد راغب ولد في فلسطين بمدينة صرفند العمار، قضاء الرملة.

كانت العائلة تزور مكانا مشهورا وولدته أمه هناك وكانت عائلته تملك أراضي وبساتين في تلك المدينة، وكانت المدينة تتكون من عائلات فلسطينية وهم طبقات، بدأ تعليمه في مدرسة قريته التي ولد فيها، يقول ضيفنا: لا يوجد من قريته مدرسون والمدرسون شهاداتهم المترك، شاهد الانجليز وهم ينسحبون من بلدته واليهود تسلموا تلك القرية، أهله هاجروا من مسقط رأسه الى اللد، أثناء عودته بعدما تم اطلاق سراحه مع مجموعة من أهله اليهود أطلقوا النار عليهم أرادوا قتلهم، ومن بلد الى اخر حتى استقروا في قطاع غزة وكان القطاع تحت الادارة المصرية.

يقول د.علي راغب: مصر لها فضل كبير علينا.. أنهى تعليمه في ثانوية خان يونس، أثناء دراسته عرض عليه مع مجموعة من زملائه الانضمام الى معهد خاص لكي يتعلموا ويصبحوا معلمين، بعد التخرج عين مدرسا براتب شهري وبعد فترة التقى لجنة اختبار المدرسين من الكويت وتم اختياره ليعمل مدرسا وفي عام 1957 حضر الى الكويت وعين مدرسا في مدرسة النجاح.

يقول د.علي راغب، إنهم وصلوا الى الكويت في الليل وسكنوا في ضيافة ثانوية الشويخ وفي الصباح لفحهم الهواء الحار والشمس المحرقة فطلبوا من ادارة المعارف العودة الى بلدهم وكان لا توجد مكيفات في الكويت سوى المراوح.

يقول: كان المدرس مخلصا في عمله ومع طلابه وكان يتسلم راتبا شهريا وعلاوة 100 روبية لمن يعمل بالقرى.

انتسب الى جامعة بيروت وأنهى الليسانس ومن بعدها الماجستير، وأما الدكتوراه فحصل عليها من جامعة الكويت.. ماذا يقول أثناء الحديث معه عن التعليم وأين يعمل حاليا؟ نتعرف على كل ذلك وغيره عبر السطور التالية:

يبدأ د.علي عيد راغب حديثه عن أيام الصبا والشباب ويقلب ويقلب صفحات الماضي الأولى حيث يقول: ولدت في فلسطين بمدينته صرفند العمار - قضاء الرملة، أصل العائلة منذ الأجداد كانوا من تلك القرية وكانت ولادتي في موقع مزار علي بن أبي طالب، كانت العائلة زائرة لذلك المقام فالوالدة ولدتني بتلك الفترة وتصادف ذلك يوم اضراب في فلسطين عام 1936 وبسبب الاضراب نقلوني مع الوالدة بالعربانة التي يجرها الحصان، حتى وصلنا الى البيت ومما اذكر ان العائلة كانت تملك أراضي وبساتين والبيوت داخل البساتين وأما الشارع الرئيسي الذي يبدأ من القدس الى يافا يمر من جانب بيوتنا وبساتيننا والمنطقة فيها عائلات طبقات ولأني كنت صغيرا لا أذكر العائلات كلها وأما بالنسبة لعائلة راغب فالناس يعرفوننا والقرية قليلة السكان. والناس يعرف بعضهم بعضا، وكانت الزراعة حمضيات والعنب والتين الشوكي وبعض الأراضي تزرع خضراوات مثل الطماطم والبازلاء والخيار والقمح للاستهلاك المحلي وأما الحمضيات فتصدر للخارج وذلك أيام البريطانيين وحتى عام 1947.

التعليم في القرية

وعن مشواره في التعليم يقول راغب: الحتقت في مدرسة القرية حتى أكملت الصف الخامس، الناظر اسمه محمد أبوطه وأصله من يافا، والمدرسة الوحيدة ويوجد مدرسة بنات صغيرة والأهالي لم يمنعوا بناتهم من الدراسة وأما المنهج فكان اللغة العربية واللغة الإنجليزية سنة رابعة ابتدائي يبدأ تعليمه للطلبة، كانت كتب الانجليزي ضخمة ويطلق عليها مورس 1، مورس 2، والمدرسون رجال فقط ولا يوجد العنصر النسائي في التعليم وكان النظام شديدا جدا واذكر من المدرسين محمد خيري وكان من الرملة ولا يوجد من القرية مدرسون وكان المدرس يحمل شهادة المترك.. واذكر ان وليد البورنو علمني في الثانوي في منطقة خان يونس.

الانتقال من صرفند العمار

يحكي غريب عن انسحاب الإنجليز من فلسطين وقريته وما تلا ذلك حيث يقول: بمجرد أن البريطانيين أنهوا الانتداب على فلسطين، وأذكر ذلك عندما شاهدت الإنجليز ينسحبون وكنت واقفا أمام البيت ويسلموا المناطق لليهود وكانوا مدربين على كل شيء حتى الطيران وأذكر انهم ضربونا ونحن باللد وكان عندنا كامب للبريطانيين كان أبناء فلسطين في البلدة مسلحين حاولوا أن يسيطروا على الكامب لكن لم يستطيعوا وكان الوالد واحدا منهم مسلحا نحن اضطررنا إلى الخروج من صرفند الى اللد وركبنا عربات يجرها الحصان ومكثنا 4 شهور في اللد والأكل متوافر، والدتي أصلها من اللد فبقينا عندهم واليهود جمعونا مع بعض الرجال والنساء والأطفال كلنا في المساجد وبعد ذلك أطلقوا سراح الأطفال ورجعنا إلى البيت وحجزوا الكبار وبالطريق أثناء العودة حاول اليهود قتلنا وكانت عمتي معنا، وإحدى السيارات نزل منها اليهود وقالوا ضعوا وجوهكم مقابل الحائط واحد من اليهود وجه بندقيته لكي يرمينا واذا بسيارة ينزل منها رجل وأوقف ذلك المجرم ولم يقتلنا، وأطلق سراحنا ثاني او ثالث يوم طردونا من مدينة اللد.

اليهود طردوا جميع من فيها ومشينا على مناطق سكنية سبق لليهود انهم سيطروا عليها مثل بلد اسمها بناله وبلد وجمسو وعنابة وكنت احمل اخي الصغير إلى أن وصلنا إلى بلد اسمها جنزو فقالوا لنا سافروا إلى الأردن، ركبنا سيارات الأردن وسافرنا وجدنا الدبابات الأردنية واقفة والعساكر بسيارات وكان رئيس الأركان كلوب باشا وصلنا إلى بير زين سكنا فيها لمدة أسبوع والوالد قال نريد الذهاب الى غزة وباشرنا الذهاب ومررنا على بلد اسمها الفالوجة كان جمال عبدالناصر فيها وحوصر من قبل اليهود، وصلنا غزة وسكنا في دير البلح ومكثنا فيها منذ عام 1947 وحتى عام 1954 فيها هذه البلدة أكملت تعليمي وبعدها انتقلت إلى مدينة خان يونس وأكملت المرحلة الثانوية وكانت الأونروا خصصت لنا سيارة لنقلنا من البلد إلى الثانوية أنهيت دراسة الثانوية العامة عام 1952 وكانت تشرف عليها مصر «وكنا نعتبر لاجئين فلسطينيين» مصر لها فضل كبير علينا من ناحية التعليم وكان عندنا شهادتان عامتان الثقافة العامة والثانوية التوجيهية من ثانوية خان يونس، وكان الناظر عمل في الكويت ومن المدرسين الذين درسوا لنا وليد البورنور وكامل اللحام وعبدالمعطي عمارة وآخر اسمه جرير القدوة وابنه حاليا في الأمم المتحدة.

وآخر مدرس اللغة الفرنسية اسمه قسطن سابا وقد تعلمت اللغة الفرنسية لمدة 5 سنوات، وقبل ما أنهى الثانوية كنت في خان يونس وكان رابع ثانوي شهادة الثانوية العامة وتحصل على شهادة عادية وبعد الحصول عليها سافرت إلى غزة لإكمال الدراسة ولمدة شهر كنت في الثانوية حضر عندنا خليل عويضة وحضر مع مجموعة ودخلوا علينا بالصف وقال من منكم يحب ان يصير مدرسا نحن 5 حضرنا من بير البلح وقد استأجرنا بيتا للسكن فيه وكل أسبوع نذهب إلى بيوتنا خليل عويضة قال لا تخافوا نحن سنعمل معهدا خاصا لكم وتكملوا الثانوية العامة.

والمدرسون أكفاء وعلى مستوى عال من المصريين من العلماء.

واحد وقف فوقفنا معه وهم عبدالرحمن تمراس عمل مدرسا في الفحيحيل واحمد تمراس وشيزاع وانا الرابع ويوسف الأطرش، وآخر اسمه ابراهيم وكان سابقنا بمرحلة ثانية، المهم قال خليل عويضة: لا يمكن ان نضعكم في نفس البلد سنوزعكم والتوزيع على أعلى درجة وصادف أن درجاتي اعلى من زملائي فثبتوني في بير البلح ووزعوا الآخرين وبعد سنة أعادوهم لبير البلح وبعد ذلك درست الثانوية العامة شبه دراسة منازل ونتعلم في المعهد وكنت «ثانوي علمي».

العمل مدرساً

بعد حصوله على الثانوية والدراسة في المعهد جاء وقت العمل، عن ذلك يقول د.راغب: بعد حصولي على الثانوية في المعهد تم تعييني مدرسا براتب 11 جنيها، وكان الراتب كافيا وأعطيه للوالد وهو الذي يصرف وبالثانوية العامة اعطوني 6 جنيهات فصار الراتب 17 جنيها، وأمضيت بالعمل حتى صار راتبي 27 جنيها، بتلك السنة حضرت إلى الكويت، وعملت مدرسا بمدرسة دير البلح ـ ابتدائي عام 1955 انتقلنا إلى مدينة رفح وعينت في مدرسة متوسطة وبعدها صرت مدرسا في الثانوية وأدرس لغة إنجليزية ورياضيات، الأونروا رشحتنا للعمل في الكويت وهي صلة الوصل مع دولة الكويت فرشحت مع زملائي وعددنا 5 منهم: أحمد العبادي وحسان السعفي وأنا ومصطفى الحوراني، حضرت اللجنة الى غزة وهم: المرحوم عبدالعزيز حسين ودرويش المقدادي واحمد العدواني ووليد البورنو وبعض من مدرسينا اشركوهم باللجنة منهم: كامل اللحام وكانوا جالسين في صالة كبيرة، كنت أمارس الرياضة وبصورة مستمرة عندما كنت طالبا ومدرسا تم استدعائي لمقابلة اللجنة كان عبدالعزيز حسين يطيل النظر وأنا داخل

عندما وقفت أمامه قال أكيد انت رياضي وتمارس الرياضة، فقلت له دائما ألعب، وجه لي أول سؤال «أين تشتغل وأي مدرسة والمواد؟» قال انت حاصل على ثانوية عامة، ما يصير تدرس ثانوية فقلت لا مانع واختبروني باللغة الانجليزية.

درويش المقدادي أخرج مجلة ريدرزس راجست فتح على موضوع فقرأت عادي، وردت كلمة «شمب» (الابهام) فقلت له معناها، اليوم الثاني ظهرت النتيجة وأعطوني جميع مستلزمات السفر من تذاكر وغيره.

الحضور إلى الكويت

كان مجيئه إلى الكويت خطوة فاصلة في حياته، وعن ذلك يتحدث د.راغب قائلا: تسلمت التذاكر، توجد قطارات بين غزة والقاهرة وسافرت إليها وصلت إلى القاهرة وتوجهت إلى المطار وركبت الطائرة ذات الأربع مراوح وصلنا إلى مطار الكويت كان يوم 11 من الشهر التاسع عام 1957 وقد استقبلنا وفد من المعارف ونقلوني مع مجموعة المدرسين إلى ضيافة ثانوية الشويخ، وصلنا مساء ولم نشعر بحرارة الجو ولكن أصبحنا اليوم الثاني وبدأ الجو وتضايقنا من شدة الحرارة قال مصطفى الحوراني «شو هالغول الحار الذي خرج علينا» من شدة الحرارة والرطوبة، ونحن غير متعودين على مثل هذا الجو الحار.

وبالفعل أننا اتفقنا على أن نرجع إلى بلدنا وقلنا للمسؤولين «أعيدونا إلى بلدنا» ولكنهم صاروا يقنعونا، وفي ذلك الوقت لا توجد مكيفات في المباني أمضيت مع زملائي خمسة عشر يوما لم نخرج من الضيافة تفرقنا بالتعيين ولكننا قلنا نريد أن نكون مع بعض في مدرسة واحدة ونسكن نحن الخمسة في مكان واحد لكن درويش المقدادي لبى الطلب وعيننا نحن الخمسة في مدرسة النجاح أول مدرسة أعمل بها في الكويت مع زملائي بمنطقة الشرق والشوارع رملية، كنت مدرسا للغة العربية والناظر عمران الطرشة فلسطيني، وبعد ذلك ترك وعين بدلا منه الاستاذ محمد بشير والوكيل زهدي سمور وبعد ذلك نقلت إلى مدرسة الغرابي في منطقة النقرة، كان مستوى الطلبة ممتازا وجميع الطلبة مهتمين بكتابة الواجب والانتباه لشرح المدرس ولا تأخير عن الدوام مع العلم ان الأم والأب أميين مع ذلك كان الاهتمام بالتعليم، كان المدرس مخلصا في أداء عمله، كان معي من المعلمين نادر صوان وعبدالحق الغصين، وأحمد العبادي أيضا كان معنا الاستاذ محمد السداح من المدرسين الكويتيين الممتازين.

هناك في «الفارابي» وكانت دائرة المعارف آنذاك تعطي للمدرس مائة روبية علاوة وكانت النقرة تعتبر قرية ونقل معي محمد السداح وكان ناظر المدرسة أنهيت سنة واحدة، الطلبة فيها كويتيين ووافدين وهم الأغلبية بالمدرسة وبعد سنة نقلت إلى مدرسة عبدالعزيز الرشيد، وكان ناظرها عبدالحميد البغلي وكان الاستاذ أيوب حسين وكيلا للمدرسة وبعد ذلك نجم الخضر عين ناظرا لمدرسة عبدالعزيز رشيد، وأذكر من مدرسي الفارابي أحمد العبادي، ومن بعد نجم الخضر عين ناظر آخر هناك بالنسبة لي انتقلت إلى ثانوية العديلية.

الانتساب الى جامعة بيروت

انتسب ضيفنا الى جامعة بيروت حتى يكمل دراسته وعن ذلك يقول: انتسبت لجامعة بيروت العربية لكي أكمل دراستي الجامعية وذلك عام 1967 وذلك بعد أن تم الافتتاح وقبولنا للدراسة فيها باشرت دراستي وانهيتها عام 1970 الدراسات الفلسفية والاجتماعية وكانت الدراسة جهد كبير، يتمثل بعملي مدرسا وبيت وعائلة، المهم حصلت على شهادة الليسانس.

ثانوية العديلية

أما عن انتقاله إلى ثانوية العديلية فيقول: بعد حصولي على الشهادة الجامعية تم نقلي إلى ثانوية العديلية من المرحلة الابتدائية أمضيت فيها سبعة عشر سنة وكان الناظر بداية عملي فيها هو الاستاذ عبدالعزيز العمران، ومن بعده الاستاذ عبدالله المهنا فيما بعد صار مدير التعليم المتوسط وثالث ناظر لثانوية العديلية كان علي الغريب خلال السبعة عشر سنة من العمل في ثانوية العديلية، تم فتح ثانوية كيفان للمقررات فتم نقلي إليها لمدة سنة من عام 1982 ـ 1983 في تلك السنة علي الغريب ذهب إلى الوزارة وطلبني بالاسم بأن أرجع إلى ثانوية العديلية وأخذ الموافقة بالكورس الثاني لكي أعود إلى العديلية بلغني الموجه علي السعدي بالنقل، المهم أمضيت عملي بالعديلية حتى عام 1990 الغزو العراقي الغاشم على الكويت.

ونقلت إلى ثانوية العديلية وكنت مدرس فلسفة المادة العلمية لكتاب الفلسفة للثانوي من تأليفي أيضا شاركني مجموعة من الأساتذة، أمضيت بالعمل حتى الغزو وأما قصة الماجستير بعدما أنهيت الليسانس فتحوا قسم الدراسات العليا في جامعة الكويت فقدمت للدراسات وفيها شروط منها يجب أن تكون المادة الأساسية امتيازا والمساندة جيد جدا وجميع التقديرات موجودة لمدة سنة أعطونا خمس مواد، من ضمنها اللغة الفرنسية وكنت سبق أن كنت متعلم اللغة وملم بها ومعي مدرس مصري، وبدأت أعمل الدراسات، محاضرات يلقيها علينا محاضرون منهم د.زكي نجيب محفوظ وتوفيق الطويل ومحمد عبدالباسط عبدالصمد وعبدالباسط عبدالمعطي ومصطفى الحشاش، أنهيت دراسة الماجستير عام 1974 والدراسة مدة سنتين وحصولي على أول ماجستير من جامعة الكويت وبعد ذلك أغلقوا قسم دراسات الماجستير لعدم وجود عدد كاف من الكويتيين،لكي أحصل على الدكتوراه التحقت بجامعة القاهرة وطلبوا مني كتابا من السفارة الكويتية بالقاهرة وحصلت على الكتاب من السفارة وساعدوني وأعطيته لجامعة القاهرة، أذكر أن البحث أو مادة الماجستير بعنوان «الاتجاه الوظيفي في علم الاجتماع الأميركي» وجميع المراجع باللغة الانجليزية.

واصلت العمل للحصول على شهادة الدكتوراه وكان البحث أو مادة الدكتوراه «معوقات التنمية الاجتماعية في المجتمع الكويتي مع دراسة ميدانية للقوى العاملة» وكان الموضوع جيد جدا وممتاز، وبعدما أنهيت الدراسة وحصولي على شهادة الدكتوراه، وزارة التربية طلبت نسخة حصولي على الدكتوراه عندما كنت مدرسا في ثانوية كيفان.

كنت موعودا بأن أنتقل إلى التربية الأساسية، أثناء الغزو العراقي كنت في القاهرة وقالوا لنا كل من تنتهي إقامته يسافر من مصر فقلنا أين نذهب؟ فقالوا هذه السفارة العراقية وذهبنا لهم وأعطونا تأشيرة دخول بعد أن عرفوا أن لدينا إقامة بالكويت، من حسن الحظ عندي فيزا للأردن فسافرت من القاهرة إلى (عمان) وأمضيت أسبوعين وبعد ذلك بالباص إلى بغداد ومنها إلى الكويت.

ما بعد تحرير الكويت

يتحدث د.راغب عن مرحلة مهمة من تاريخ الكويت فيقول: بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي الغاشم كنت في الكويت ولكن أمضيت سنتين من دون عمل، عام 1993 بدأت بالعمل أخصائي اجتماعي في مدرسة الجميل ولمدة سنتين وفيها ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي وفيها ناظر كويتي إنسان طيب جدا اسمه أبوعمار وكانت لي علاقة طيبة معاه.

وبعد سنوات انتقل إلى المدرسة الوطنية وانتقلت معه عام 1994 أمضيت فيها ثماني سنوات.

بعد ذلك، انتقلت إلى الأكاديمية الكويتية ثنائية اللغة تقع في منطقة الرقعي وصاحبها عبدالله الرشيدي منذ عام 2005 إلى الآن أعمل معه بالأكاديمية، المقارنة بين التعليم قديما والتعليم حديثا طبعا فيه اختلاف العناصر التي كانت موجودة عناصر جيدة جدا، الوافدون الذين حضروا إلى الكويت كانت لديهم خبرات كبيرة بالتعليم وكانوا يحضرون إلى الكويت عن طريق اللجنة التي تختارهم بالمقابلات فكان أفراد اللجنة حريصون على اختيار الأفضل، التعليم ليس بالمستوى القديم وحاليا مستشار تربوي وأزاول عمل أخصائي اجتماعي وتخصصي اجتماع، والاولاد اشقياء ونحاول تهذيبهم ومستمر بالعمل.

الأولاد

يتحدث ضيفنا عن حياته الاجتماعية وأسرته بالقول: الله سبحانه وتعالى رزقني بولد واحد كانت دراسته في الكويت من المرحلة الابتدائية حتى أنهى الثانوية العامة القسم العلمي والتحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة فلم ينسجم بالدراسة هناك وحصل الاحتلال الصدامي، وفرت له مبلغا كبيرا لكي يكمل تعليمه وأخذته عند مسؤولة كبيرة في الإقامات وقالت له يا قصي لمّا والدك يسافر تعال عندي فقط سدد الرسوم، الولد لم يعرف كيف يتصرف ذهب لها فلم يجدها فقدم الوثيقة إلى الإقامات وسأله انت فلسطيني فقال هذه وثيقة مصرية وكتب عليها الموظف المغادرة خلال أسبوع، عمه موجود هناك ودبر الموضوع له وبعد التحرير عرفت الموضوع أخي الثاني كان في كندا وطلبت منه أني عمل له معاملة الهجرة وسافر ابني الى كندا وحصل على الجنسية الكندية وانهي دراسته هناك وفي أميركا وحاليا يشتغل وتزوج من فتاة أردنية من عائلة محترمة اناس طيبون ويعيش مع زوجته في كندا.

ولد واحد والحمد لله وأعيش مع زوجتي وأحد اخواني يعيش في الكويت.

والثاني الموجود في مصر حاليا كان يعمل بوزارة الإعلام مستشارا، أخي موسى راغب وكان مسؤولا للبحوث الاحصائية، وأخي الموجود في كندا كان موجودا في الكويت ولا أعرف النواحي السياسية، أتحدث عن التعليم واقول ان التعليم حاليا مع دخول الأجهزة الحديثة يختلف عن التعليم قديما والطالب منتظم والمدرس والادارة حازمة مع الطالب.

أولياء الأمور كانوا يساعدون المدرس ويقفون بجانبه حاليا ولي الأمر يختلف عن ولي الأمر القديم كان الطالب يدخل المدرسة وقد كتب واجباته بالكامل كانت العملية مريحة وكان الاحترام متبادلا بين الطالب والمدرس.

علاقة الأب والابن

حاليا لأني من الجيل القديم قد فقدت أصدقائي كلهم لأنهم خرجوا من الكويت، حاليا من البيت إلى الجامعة وحسب الحاجة ألقي محاضرات الجامعة العربية المفتوحة اشتغلت فيها ثماني سنوات من يوم تأسيسها.

ذكرياتي عن مدرسة النجاح طيبة جدا وكانت العلاقات فيها بين المدرسين جيدة جدا ومع الطلبة كنا كالآباء، لا احفظ الشعر ولم اكتب القصة، حاليا مؤلف كتب وتدرب بالجامعة، عندي بحوث لمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ونشر سياسة التربوية في دولة الخليج العربية وثم وزعوه وعندي بحث بعنوان «التلوث البيئي والتربية البيئية في دول مجلس التعاون» وعندي بحث «اتجاهات المواطنين الخليجيين نحو الأعمال اليدوية».

أما الكتب التي ألفتها أول كتابين صدرا في الثمانينيات:

1 - التنمية في الفكر السسيولوجي.

2 - الحديث المعاصر.

3 - التنمية في المجتمع الكويتي المعاصر.

4 - مشكلات اجتماعية معاصرة أربع طبعات لانها تنتهي 2012 ودرست في الجامعة.

5 - مدخل إلى عمل الاجتماع الطبعة الثانية يدرس في جامعة الكويت.

6 - قضايا اجتماعية الطبعة الأولى.

أما البحوث: «السياسات التربوية في الخليج العربي»، كما تصدر كتابا جديدا وتعيد طباعته تضيف عليه، وكتاب الفلسفة والمنطق والأخلاق يدرس للصف الرابع الثانوي.

في النهاية شكرا جزيلا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالقيادات والتربية والمدرسين القدماء الذين عملوا في الكويت، الشكر موصول للاستاذ منصور الهاجري لاهتمامه بهذا النسيج الاجتماعي التربوي، شكرا لكل من يعمل بجريدة «الأنباء».

عدد المشـاهدات: 9431


 
حجم الخط
447551-209561.jpg

447551-209566.jpg

خضير الخضير خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
447551-209533.jpg

خضير الخضير على ساحل الإسكندرية عام 1964
447551-209540.jpg

..وفي مكتبه
447551-209535.jpg

الخضير مع عصام الرفاعي وجاسم الاستاد أيام الإسكندرية
447551-209565.jpg

بعض أحفاد خضير الخضير
447551-209531.jpg

خضير الخضير مع أولاده أمام سيارته
447551-209564.jpg

من أحفاد خضير الخضير
447551-209536.jpg

خضير الخضير لدى مشاركته في مظاهرات تأييد استقلال الجزائر عام 1961م
447551-209539.jpg

خضير الخضير لدى استقباله وفدا يابانيا
447551-209534.jpg

الخضير في ساحة الصفاة منتصف الخمسينيات
447551-209538.jpg

الخضير لدى عمله في وزارة المواصلات
447551-209537.jpg

خضير الخضير مع بعض الأصدقاء أمام سيارته عام 1952
  • ذهبت إلى الحج في السعوديةفي العام 1947 والطريق كان غير معبّد والرحلة طويلة
  • حصلت على بعثة من «نفط الكويت» إلى مصر لدراسة حركة النقل وقيادة السيارات وكنا 50 كويتياً
  • أول خط لسيارات نقل الركابالتابعة لـ «المواصلات» في الكويت كان من الشرق إلى المالية
  • بعد التقاعد عملت دلال عقاراتفي سوق الجت حتى وقوع الاحتلال الصدامي
  • اشتريت باخرة صغيرة بـ 15 ألف دينار وبعتها بــ 30 ألفاً
  • ولدت في العام 1920 بالبصرة وكان الوالد يتردد فيما بينها وبين الكويت
  • موظف في البلدية وقّع على كشوف الحضور لمدة شهر مقدماً وعندما رآه المدير وسأله عن السبب قال «أريد الذهاب لصيد الحباري»
  • في العام 1964 تم تعييني في «المواصلات» مع بدايات سيارت نقل الركاب
  • سنة 1969 تركت العمل في «المواصلات» وانتقلت إلى البلدية مساعد مدير ثم تقاعدت بعد 5 سنوات
  • عملت على سيارات لنقل المياه من محطة الشويخ إلى محطاتالبنزين
  • لدى وجودي في الإسكندرية لم أذهب إلى السينما أو البحر مطلقاً
  • في رأس التين كنت أذهب إلى مقهى شعبي لأشتري السمك المشوي واستمع إلى حكايات كبار السن المصريين
  • عملت في وزارة التربية وأصبحت مسؤولاً بالكراج وكان معنا الفنان عوض الدوخي
  • بيتنا القديم كان بفريج العوازم في مدينة الكويت بالقرب من ماكينة الطحين
  • في مصر كنت ألبس البدلة والطربوش وكان معي «أبونيه»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع شاهد على عصر النهضة ومرحلة التحول إلى الحداثة في الكويت.

تعلم عباس خضير عباس في أكثر من مكان وسافر للدراسة في مصر.

كما عمل في عدة مجالات وجهات. ولد في البصرة في بداية العشرينيات من القرن العشرين وعاش حياة ملؤها العمل والكفاح ومراحل النجاح.

عمل في وزارة التربية في الكراج.

كما عمل على سيارات نقل المياه من محطة الشويخ إلى محطات البنزين.

سافر إلى جمهورية مصر العربية في بعثة من شركة نفط الكويت لدراسة حركة النقل وقيادة السيارات، ثم عين في وزارة المواصلات في العام 1964.

لدى وجوده في مصر للدراسة في الإسكندرية كانت له ذكريات جميلة يحدثنا عنها وكيف كان يعيش حياته، ويحكي لنا ما حدث له عندما حاول تصوير الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الصيني الزائر وكيف صودرت منه الكاميرا.

يحدثنا عن نشاطه بعد انتقاله إلى البلدية ثم التقاعد والعمل الحر والاشتغال في مجال العقار والتجارة.

كل هذا وغيره من تفاصيل الحياة في الماضي، ورحلة ضيفنا خضير عباس نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا خضير عباس الخضير عن المولد والبدايات والظروف السائدة وقتها وكذلك عن نسبه وهواياته حيث يقول: ولدت في مدينة البصرة منطقة المعقل وكانت ولادتي عام 1920 - كان شط العرب - والسفن الشراعية - كان والدي يتردد ما بين دولة الكويت ومدينة البصرة.

لعبت كرة القدم وكنت اذهب الى مدينة العشار يوجد فيها ملعب كرة قدم كبير - كنت اذهب مشيا كانت الأرض زراعية ولا يوجد ازدحام سيارات فالطفل لا خوف عليه، أحيانا البعض يركبون دراجات، والملعب مخطط واذكر كان يلعب معنا أولاد عمامي وخالتي.

ننتمي لقبيلة الشيباني، وأما الوالدة - رحمها الله - فمن كنانة من بني أسد من الشيوخ فلذلك كنا مجتمعين مع بعضنا البعض، اذكر كنا نلعب بكرة بالنفخ الكرة القديمة، الناس القديمين انتقلوا الى رحمة الله - ونحن الحمد لله مع بعض العائلات مثل عبدالمحسن الزامل وعبدالرزاق الزامل وهما من الشيوخ حاليا يعيشون في السعودية.

كان بيتنا بفريج العوازم داخل مدينة الكويت بالقرب من ماكينة الطحين وبالقرب منا مرزوق الطحيح والرشدان وبوناشي كلنا بفريج واحد، اذكر قيصرية بن رشدان وآخر السوق حاليا بناية الباري والجاز - واذكر عربانة الماء، اذكر الباكستاني غلام خياط ملابس ورجل باكستاني آخر بالقرب من بيت راشد الغريب والبيوت مبنية من الطين والجيران يحبون بعضهم البعض، والدي كان متعلما ومسؤولا عن البريد في الخليج العربي، كان متزوجا من زوجتين، كان ولد خالتي يسكن الكويت اسمه محمد عبدالله الزيد.

العمل بالتربية

بعد هذه المقدمة المختصرة عن بداياته يتحدث عن عمله في وزارة التربية قائلا: اشتغلت في وزارة التربية وكنا مجموعة من الموظفين اذكر منهم عبدالله الغيص وعلي العمر وراشد العبكل وبوسويهي وعبدالعزيز العسعوسي وبعد سنوات أصبحت مسؤولا في كراج التربية واذكر بوسويهي رجل طيب وكان متعاونا معنا، وكان معنا الفنان عوض الدوخي.

اذكر المرحوم الأستاذ عبدالعزيز حسين مدير المعارف بالستينيات، واحمد السعد العيسى وكثير من الموظفين وكان العمل مترابطا والموظفون متعاونين اذكر أيام المطبخ المركزي وكان مديره صالح راشد بورسلي وهو من الرجال الطيبين الذي تعاملنا معه.

التعليم والدراسة

يتناول خضير مشواره مع التعليم الذي بدأ في البصرة ثم تحول الى تعليم الكبار، حيث أكمل تعليمه حتى حصل على الثانوية، وعن ذلك يقول: التحقت بمدرسة الملا في البصرة وكان يقال له (لا لا) اسم تركي - تعلمت القرآن الكريم وكنت احفظ الآيات والقراءة والكتابة، بعدما تم افتتاح تعليم الكبار التحقت بالمسائي وتعلمت في مدرسة حولي المتوسطة واذكر اني عندما اشتغلت في التربية هدمت المدرسة مع العمال، المهم اكملت الدراسة الى ثالثة ثانوي وكنت اعمل بالتربية وادرس بالليل، واحمد السعد العيسى وكيل مساعد.

أثناء عملي بالتربية، حصلت على شهادة الثانوية في التعليم المسائي، وانتقلت من عمل لآخر.

العمل بسيارات النقل

والبعثة الدراسية

ذهب خضير في بعثة دراسية الى القاهرة بعد عمله على سيارات لنقل المياه، وعن ذلك يقول: كنت اشتغل مع يوسف بن عيسي القطامي على السيارات لنقل المياه بواسطة التناكر وكان عددها 10 سيارات ويعمل عليها سواق وذلك قبل العمل بالتربية والماء لمحطات البنزين وننقل الماء من محطة الشويخ أما يوسف القطامي فهو المقاول الأصلي وأنا مقاول من الباطن، ويعمل معه رجل اسمه تبريزي وله علاقة قوية مع شركة نفط الكويت، ويعقوب القطامي مع والده في تلك الأثناء حصلت على بعثة دراسية من الشركة بواسطة مستر توماس سجلني وتم اختيار القاهرة للدراسة ولم اختر لندن، وكان مكان الدراسة في هيئة النقل في الاسكندرية وكان التعليم عن حركة النقل والفرق ما بين تحريك أكثر من سيارة والفرق الزمني بين كل سيارة واخرى، ومعنا في الدراسة عبدالوهاب النفيسي وعبداللطيف البحر وعباس جوهر من الأشغال أيضا معنا في الاسكندرية عصام الرفاعي والدراسة استغرقت لمدة 9 شهور وحصلت على الدبلوم.

ومع بداية سيارات المواصلات عينتنا في الشركة عام 1964 واذكر المسؤول المصري عن الشركة وكان عددنا 50 كويتيا ندرس في الاسكندرية والملاحظة انني لم اذهب الى السينما ولم اذهب الى البحر للسياحة نهائيا - اذكر في رأس التين في الاسكندرية يوجد مقهى شعبي يباع فيه السمك المشوي، وكنت اذهب الى ذلك المقهى واستمع لحديث كبار السن من المصريين، كنت ألبس البدلة والطربوش واجلس في المقهى، واذكر يوما من الأيام ان شو إن لاي، الرئيس الصيني وكان معه المرحوم جمال عبدالناصر الرئيس المصري أردت ان التقط لهما صورا لكن العسكريين أخذوا آلة التصوير مني ومنعوني من التصوير، وأخذوني الى قسم الشرطة وهناك حققوا معي بسبب التصوير وسألني الضابط لماذا تريد ان تأخذ صورا فقلت نحن الكويتيين نحب الرئيس جمال عبدالناصر ونحن عرب فتركوني وأخذوا الكاميرا وكنت قد اشتريتها بـ 6 جنيهات من مصر، عبارة عن صندوق أسود، معنا واحد قال ما يجينا من الغرب إلا وجع القلب فقلت له لا انت غلطان، وكنت برأس التين، كان عندي بطاقة تعرف باسم «أبونيه» بطاقة حكومية، وهي بطاقة شخصية يعرف بها حاملها لطلبة البعثات بعد العودة بدأت بتدريب سواق شركة المواصلات على جميع الخطوط طبعا الزملاء ايضا لهم دور في تدريب السواق في مصر كان عندهم ما يعرف «بالكمسري» فاذا صعد الراكب يأخذ الورقة من الراكب ويتصرف بها ونحن بدأنا عندنا ولكن قضينا عليها نهائيا.

كانت العملية فيها شطارة، في مصر يعلمونك تعليما شاملا، اذكر كان عندهم منطقة لرجل يهودي كان اسمه سموحة وله كراج كبير في الاسكندرية لكنه بعد ذلك اجر الساحة على بعض الشركات صباح كل يوم.. يجتمع فيها ما يقارب ثلاثة آلاف عامل للشركات العاملة، العمل في المواصلات عمل متعب بعض السواق يتفننون في تشغيل وتعطيل السيارة وكيف يقطع سلك الدهن، هذه من تعليمات الدراسة الركاب ما يعرفون شيئا، احيانا بعض السواق يضيعون الوقت بين كل سيارة واخرى نصف ساعة للتحرك والخروج من المحطة، اذكر صديقنا سيد نفيع ساكن في سيدي بشر في الاسكندرية على طريق ابوقير، قال لنا اشتروا اراضي على مائة جنيه أو مائتي جنيه قلنا من يشتري وماذا نعمل بها.

اراضي الاسكندرية ونحن نريد ان نرجع الى الكويت ويومئذ كنت متزوجا وعندي اولاد.

خطوط المواصلات

في الكويت

بداية تشغيل سيارات المواصلات كانت الخطوط داخلية لنقل الركاب اول خط من الشرق الى المالية، وباص رقم (11) وباص (12) من مستشفى العظام وصوب طريق الجهراء وباص رقم (15) الى منطقة الراس وباص (20) الى جليب الشيوخ والدورة الزمنية تختلف من مكان لآخر مثلا مكان ننتظر فيه خمس دقائق مكان آخر نقف فيه نصف ساعة مثلا اذكر منطقة الشعيبة عليها عشر باصات بين كل باص والاخر نصف ساعة.

حتى الساعة الواحدة.

لكن عملنا كمفتشين نعمل على عنصر المفاجأة لسائق الباص، وخاصة الطرق البعيدة والسبب ان بعد الساعة العاشرة بعض السواق يأخذ الاجرة من الراكب ولا يقطع له تذكرة فيأخذ المبلغ له.

فعنصر المفاجأة موجودة للتدقيق على الركاب ونسألهم عن التذكرة، كل دول العالم النقل فيها مفيد لكن البعض يعمل بالحيلة عمل السيارات فاشل غير ناجح.

بعض السواق يعملون بالحيلة، اما الخطوط الفرعية فكانت الصليبخات والفروانية ينتقل من جليب الشويخ احدى المرات راكب قال للسائق قف قليلا لان الراكب شاهد خروفا سقط من الوانيت شاله وركبه بالباص وقال للسائق تحرك.

ورجل آخر شافه وبلغ عنه بأنه سرق خروفا، تحول الى مخفر الشرطة، وتم التحقيق معه وقلت له الخروف انت اخذته ما عطيته منه شيء (للباجه).

العمل متعب بالباصات ومع الركاب، لان النقل من مكان لاخر ومع ناس متفرقين من كل جهة يركبون بالباص بعض السواق امناء جدا جدا والبعض يتلاعب مثلما قلت لكن دراستنا في الاسكندرية كانت مفيده لنا، وحصلت على دبلوم في ادارة شؤون الباصات، وكان عددها كبيرا جدا.

العمل في البلدية والمواصلات

عن عمله في البلدية والمواصلات يقول خضير: الحكومة صرفت الكثير على شركة المواصلات والسيارات فيها مشاكل كثيرة خاصة سيارات النقل اذكر عبدالسلام فهمي، يعمل في الشركة، والحكومة اشترت 500 سيارة للشركة من جمهورية مصر وذلك للطلبة، قديما المواطن الكويتي يملك سيارة واحدة او ماعنده عنده سيارة وخاصة قبل الضواحي الجديدة.

حاليا كل مواطن أمام بيته 8 سيارات وقديما كانت البيوت قريبة من الأسواق ولا توجد مصاريف زيادة، بعض المواطنين كانوا يستخدمون الباص، حاليا تغير كل شيء، أمضيت سنوات بالعمل في الشركة والمدير العام في الشركة ترك العمل وانتقل لعمل آخر وقال لنا «إذا انتم تريدون الانتقال عندي استعداد لنقلكم»، فتركت العمل في شركة المواصلات وعينت في بلدية الكويت وذلك عام 1969.

وكنت مساعد مدير وبعد سنوات تركت العمل بسبب ان أحد الموظفين يوقع على كشوف الحضور لمدة شهر للأمام، المدير شاهد ذلك الموظف وسألني عن التوقيع، المدير سأل ذلك الموظف عن سبب التوقيع فرد عليه الموظف: أريد ان أذهب للقنص لصيد الحبارى، مثلا في ذلك الوقت إذا عندك 20 مفتشا قليل منهم يداومون.

وكنت أداوم في المركز الموجود في كيفان، اشتغلت في البلدية لمدة 5 سنوات وتركت العمل الحكومي نهائيا.

العمل التجاري

بداية عملي دلال عقارات بسوق الجت وكان في السوق مجموعة كبيرة من الكويتيين يعملون في السوق بيع وشراء الأراضي والبيوت والعمارات، والسوق كان شعلة من العمل، والحمدلله حصلت على خير كثير من عملي بالسوق.

وبعد سنوات وحصولي على سمعة طيبة عند المتعاملين أحد التجار الذين يعملون بالعقار أعطاني مبلغا كبيرا من المال وباشرت العمل ببيع وشراء عقارات له، والحمدلله نجحت في عملي مع ذلك التاجر.

ونصيبي من البيع والشراء الدلالة من البائع أو المشتري يعني العقار احصل منه على الدلالة وهكذا استمررت في العمل دلالا بسوق الجت وذلك قبل إنشاء البورصة (سوق الأوراق المالية) وكنت مشاركا مع السيد الحساوي وفي يوم من الأيام احد المواطنين اشترى مني بيتا وسجلناه له وسعره نصف مليون ولكن حصل عدم وجود مبلغ يغطي سعر الشيك ودون قصد سيئ من التاجر صاحب البيت المبيع قال لي لا تخف ولم يقدم شكوى ضد المشتري وصبر عليه.

التاجر سافر لفرنسا والمشتري سافر وبقيت في الكويت انتظر واستمررت في العمل دلال عقارات حتى يوم 2/8/1990 يوم الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت.

اذكر هنا انني لم اشتغل بسوق المناخ ولم أشاهده، أمضيت سنوات طويلة بالعمل بسوق العقار وهنا اذكر للتاريخ ان جميع المتعاملين بالسوق ناس شرفاء كلمتهم واحدة ولا يوجد عندهم أي تلاعب فالكل يلتزم بكلمته، واذكر انني بعت واشتريت بين البائع والمشتري من تجار الكويت «يوسف بهبهاني اشترى في حولي ارضا كبيرة ولكن بعد يوم أراد ان يعيد الأرض لصاحبها البائع إلا ان البائع قال ليوسف انا بعتك وغير معقول ان اخدها منك الله يرزقك» المشتري باعها وأعطى ليوسف بهبهاني شيئا من الربح.

عندنا في الكويت الصدق والأمانة والكلمة الواحدة التي يلتزم بها البائع والمشتري، ايضا اشتغلت مع النفيسي

سيارات النساف والعمل الحر

يجمل ضيفنا عمله في عدة مجالات وكذلك شراء سيارات لنقل الرمل حيث يقول: اشتريت مجموعة من السيارات لنقل الرمل من ساحل الوطية، والعمال يأخذون الرمل ويضعونه في السيارة «بالبدي» بواسطة الفأس او الشبل، اقول انني اشتغلت وعملت بعدة وظائف، اشتريت مجموعة سيارات، تناكر لنقل الماء، ومجموعة سيارات لنقل الرمل، وعملت دلال عقارات وبيوت واراضي، واشتغلت بالمواصلات كذلك عملت بوزارة التربية بالخمسينيات، واشتغلت بشراء وبيع سكراب الحديد وكنت اشتري من شركة نفط الكويت، سيارات نقل الرمل منذ قبل الخمسينيات، واذكر ان الحمّارة كانوا ينقلون الماء على ظهور الحمير، وعندهم ساحة يقفون بها ينتظرون من يشتري الماء، واذكر سوق بيع الحمير وقهوة الحمّارة، ورجل يبيع الكبدة والقلوب ويجلس على الارض، وامامه موقد نار، واذكر صاحب المطعم، وسوق الغربللي وقهوة ابوشعبان، كانت الكويت حلوة وجميلة وامن وامان الى كل هذه الامور.

تركت سيارات الماء وسيارات نقل الرمل وكما ذكرت وفي احدى السنوات اشتريت باخرة قديمة.

سنوات وانا اعمل بالسوق، شركة النفط تبيع كل شيء سكراب واذكر «التك» باخرة صغيرة قبلنا تقدم مواطن لشراء «التك» بسبعين الف دينار ولم يشتريه، ولكن وضعت له سعر خمسة عشر الف دينار وبعد الشراء واستقراره لنا بعد فترة بعته بثلاثين الف دينار على احدى الشركات ، اذكر انني بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي اشتريت مجموعة تلفونات بالشنطة خمسمائة خط تلفون من شركة نفط الكويت ومعهم بيجرات وبعت الواحد بخمسمائة دينار.

ايضا اشتريت مجموعة من التريلات ومعهم سيارات بالجيكات، سعر البيع غطى السعر الاجمالي للسيارات كلها بعتها على رجل اعمال سعودي، الانسان اذا بدأ عمله بالنية الصافية ويعطي الاخرين حقوقهم الله سبحانه وتعالى يوفقه بعمله، وشركي رحمه الله، دليهي معجب الهاجري.

السفر للسعودية

عن سفره الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج يقول خضير: سافرت الى المملكة العربية السعودية عام 1947 ومعي بالرحلة علي حسين الوهيب وزرنا المدينة المنورة كانت مسورة واما مكة المكرمة كانت محدودة، وذهبنا بالسيارة، وكانت السفرة لاداء فريضة الحج وكانت الحجة الأولى واذكر ابن عطيشان مسؤول جمرك جريه وكانت المنطقة عامرة وحوطة كبيرة والطريق غير معبد رمال ومن جريه الى رماح ومدة الحج طويلة اقول ان العودة من مكة اسهل من الذهاب تدخل بريدة وغينزة على اليمين ما بين خط حايل ومعنا سيارات خفيفة عجل واحد وليس دبل سيارات فورد قديمة كانت المدينة المنورة مزدحمة بالناس اكثر من مكة المكرمة ومسجد الحمزة عبدالمطلب وفيه بركة ماء واهل المدينة طيبين وفي مكة احد الوزراء يقال له ابن سرور وشاهدت المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود ويوزعون التمور وكان عدد الحجاج قليليين ذهبت الى الحج خمسة عشر حجة وفي احد السنوات اخذت الوالدة معي لاداء فريضة الحج.

والحجة الثانية عام 1949 ايضا الحجة الثالثة كنت دليلا لحجاج ايرانيين مع سيارات تقدر باعداد كبيرة، السواق الايرانيين غير شاطرين بقيادة السيارة بالصحراء لانهم متعودين على قيادة السيارة بالجبال، وكانت السيارات تعبر الصحراء، اذكر من اصحاب الحملات في الكويت فهد الفهد والحبشي وسليمان الفهد وعبدالعزيز الفهد كان يستخدم الباصات ذات اللون الاصفر ويطلق عليها بوعرام ايضا الحاج ابن الريس ومجموعة كبيرة من اصحاب الحملات لنقل الحجاج.

عدد المشـاهدات: 9681


 
:حجم الخط
442044-205398.jpg

صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والأميران الراحلان الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله (رحمهما الله) مع أعضاء مجلس الوزراء عام 1971 وبينهم د. راشد الفرحان وزير الأوقاف
442044-205403.jpg

د.راشد عبدالله الفرحان
442044-205396.jpg

د. راشد الفرحان وبدر الزوير مع الزميل منصور الهاجري أثناء اللقاء (هاني عبدالله)
د. راشد الفرحان والمستشار عبدالله عيسى وأنور الرفاعي في زيارة لجمهورية أوزبكستان عام 1972
442044-205405.jpg

غلاف كتاب «مختصر تاريخ الكويت»
442044-205401.jpg

د. راشد الفرحان مستقبلا وزير خارجية موريتانيا في إحدى المناسبات
442044-206077.jpg

راشد الفرحان في القدس عام 1967 مع مجموعة من الأساتذة والطلبة برئاسة حمد الرجيب
442044-205406.jpg

د. راشد الفرحان مع أحد أبنائه
442044-205404.jpg

د. راشد الفرحان مع نجم الدين أربكان وعبدالله غول ورجب طيب أردوغان في إحدى الزيارات إلى تركيا
442044-205397.jpg

صورة لأول اجتماع لمجلس الطلبة في المعهد الديني برئاسة الشيخ علي البولاقي
  • ولدت في منطقة الشرق عام 1930 وشاهدت القماش «اللؤلؤ» وكيف يزنه الرجال بالميزان
  • شاهدت البحارة وهم يسحبون السفن من البحر إلى «الجال» وكنت أسمع غناءهم
  • أخوالي كانوا يعملون أساتذة في البناء ومما شيدوه المستشفى الأميري وقصر المربع في الرياض
  • تركت الدراسة في المدرسة القبلية واشتغلت في أعمال البناء وبعد سنتين أصبحت «أستاذاً» ولم يوقفني سوى ضربة شمس
  • أول بعثة تعليمية مصرية وصلت إلى الكويت عام 1942 ومدرس منها كان يقص شعر الطلبة ويضرب الحفاة منهم
  • ذهبت في بعثة إلى القاهرة ودرست في الأزهر والشيخ كان دائماً يسأل عني قائلا «فين الكويتي الحنبلي؟»
  • أثناء دراستي في الأزهر صدر أول كتاب لي «الصيام في الإسلام»
  • حصلت على «المتوسطة» والثانوية العامة أثناء بعثتي في القاهرة والبعثة هددتني بوقف الراتب إن لم أتوقف عن الدراسة
  • كان الطلبة في القاهرة كثيري الأسئلة عن الكويت فقررت تأليف كتاب «مختصر تاريخ الكويت»
  • كتابي عن تاريخ الكويت كان ممنوعاً وعندما قرأه الشيخ عبدالله السالم وناقشني فيه أصدر أوامره بالإفراج عنه
  • في السبعينيات كان للمساجد دور كبير في نشر الثقافة الصحيحة بين الناس وانحسار الظواهر السلبية
  • من أغرب القضايا رجل ضاعت منه ابنته في المستشفى بسبب خطأ إداري وتعرف عليها بالصدفة واستردها بالقضاء
  • من أكثر القصص الواقعية مأساوية رجل أرمني اتهمته زوجته بالاعتداء على ابنته حتى تزوجها شاب من جنسيتها
  • عملت بعد تخرجي في «الخارجية» واستقلت عام 1961 للترشح لمجلس الأمة
  • كنت صاحب فكرة تكييف جميع مساجد الكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
عالم من علماء الكويت والأمة العربية، عالم في الدين واللغة والفقه والتاريخ والأدب.

انتشر علمه في جميع أنحاء المعمورة مع صدور أول كتاب له عن تاريخ الكويت وهو طالب في الأزهر الشريف، توقع له الأهل والأقارب مستقبلا باهرا منذ أن وضع أول لبنة (طابوقة) على أرض المرقاب وهو يعمل بناء وسنه صغيرة.

وبالفعل من البناء الى أعلى المناصب بين القياديين بالدولة وبجانب من سبقه بالعلم والمعرفة، عالم بكل ما تعنيه الكلمة من علم ومعرفة، تبوأ أعلى المناصب في السياسة والدين والعلم، ألّف الكتب الادبية والدينية والاجتماعية، كتب الشعر وأجاد به وله قصائد في الرثاء والنقد والوصف، بدأ تعليمه في المدرسة المباركية والتي كانت قريبة من بيت والده.

عمل بنّاء في البيوت مع والده وخاله ناصر الفرحان، والفرحان من العائلات الكويتية القديمة التي سكنت الكويت، وعمل الرجال من هذه العائلة في البناء، صار استاذا في البناء وعنده عمال بعد فترة من العمل.

التحق بالمعهد الديني في دولة الكويت وبعد التخرج التحق بالأزهر الشريف في بعثة دراسية، وأثناء الدراسة صادفته مشكلة بسيطة، لكن هذا الرجل استطاع أن يتغلب عليها بفكره وعقله عام 1952 صدر له أول كتاب عن تاريخ الكويت وهو طالب في الأزهر الشريف.

بعد التخرج عيّن في الخارجية الكويتية، رشح نفسه لعضوية أول مجلس أمة وبتوفيق من الله صار نائبا في أول مجلس أمة كويتي، قدم الكثير داخل المجلس وكذلك افتتح له مكتب محاماة، وكان من الناجحين في عمل المحاماة، يذكر لنا بعض القصص والطرائف والمشاكل التي واجهته أثناء العمل.

ألّف مجموعة كبيرة من الكتب تربو على خمسة وعشرين مؤلفا في جميع المجالات والمواضيع منها الدينية والأدبية والاجتماعية.

حصل على شهادة الدكتوراه بعد سنوات من العمل.

الدكتور راشد عبدالله الفرحان.

ماذا يقول لقراء «الأنباء»: الشكر الجزيل للاهتمام برجالات الكويت، وشكرا للاستاذ منصور الهاجري.

في مستهل اللقاء، تحدث د.راشد عبدالله أحمد الفرحان عن بداياته وذكرياته عن أيامه الأولى قائلا: ولدت في دولة الكويت منطقة الشرق عام 1930 جدي أحمد وأخوه راشد الفرحان شاهدت اللؤلؤ (القماش) والرجال كيف يزنونه بالميزان ويصفونه ويضعونه في قطعة قماشة لونها أحمر، شاهدت البحارة وهم يسحبون السفن الى (الجال) الساحل من البحر.

سمعت غناء البحارة، كانت منطقة الشرق مكان نشأتي صغيرا، أذكر أن جدي أحمد الفرحان يملك سيارة خضراء اللون، مرسيدس لها (مداكر) خارجية، باعها خارج الكويت بعد ذلك جدي سكن العراق فترة قصيرة، وكان يريد التجديد في حياته، وزع على اخوانه جزءا من أملاكه.

الوالد بعد الشرق سكن في سكة الفرج والتي كانت تمتد من دروازة العبدالرزاق الى الصاغة تتفرع من سكة الفرج سكة صغيرة تعرف بسكة الفرحان، فيها جميع بيوت الفرحان حتى ماكينة بودي للطحين، وبعد سنوات انتقلت العائلة الى المرقاب، وذلك بعدما سكن جدي البصرة، خالي ناصر الفرحان كان يعمل مع اخوانه أساتذة في البناء ومن آثار البناء الذي شيدوه بيت خزعل والمستشفى الأميري وقصر المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود في الرياض (قصر المربع) وبيت البدر الحالي.

العمل بنّاء

بعد نبذة قصيرة عن نشأته الاولى يتحدث الفرحان عن عمله في مجال البناء، حيث يقول:

بعدما تركت الدراسة في المدرسة القبلية ذهبت للعمل واشتغلت بنّاء مع والدي وأخوالي وخاصة مع خالي فهد الفرحان اشتغلت لمدة سنتين وبعدها أصبحت استاذ بناء (معلم) وصرت أحضر عمالي بنفسي واشتغلت في بناء البيوت، وبعد ذلك صار البناء خفيفا، فاشتغلت مع المرحوم عبدالعزيز المقهوي وكان العمل في ثانوية الشويخ مع بداية تأسيسها، وقال: يا راشد اذهب واشرف على تأسيس المسجد وكنت المشرف وقت الغداء ذهبنا الى المسرح مع المجموعة للغداء، كنت أمشي ولابسا حذاء أسود، لكنه حار جدا فخلعته من قدمي ومشيت حافيا على الرمل (المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار)، وصلت المطعم ومن شدة الحرارة أصبت بضربة شمس.

ضربة شمس

وقال الفرحان: بعد الاصابة بضربة شمس تركت العمل وتوقفت نهائيا وبدأت أبحث عن العلاج، أذكر أن رجلا آخر أصيب بضربة شمس ومات اسمه سليمان الغنيم، ورجل آخر كذلك.

في احد الايام ذهبت الى حلاق لعمل حجامة، أول ما وضع المحاجم على رأسي شعرت بالدوخة، تركتها، علما أن الحجامة حاليا من السهل عملها، تركت الحلاق ودخلت الى البيت، حضر عندي السيد عبدالعزيز الصقعبي، كان قديما نجارا يعمل ويصنع (بدي) السيارات من الخشب.

المهم عبدالعزيز قال تعال معي عند الطبيب، ذهبت معه الى الشرق بالقرب من مسجد بن هدبة، بجانبه بيت صغير تسكنه سيدة اسمها هيلة تعمل طبيبة شعبية.

المهم قابلت المرأة، وبعد السلام جلست أمامها عندها دوة وضعت بداخلها فحما وأشعلت النار، وأحضرت سيخا من الحديد وضعته بداخل النار حتى صار جمرا، وقالت اقترب، وضعت سيخ الحديد الحار على رأسي وانتهى الكي ودخلت البيت، ومن ذلك الكي ثلاثة شهور طريح الفراش وبعدها شفيت.

بداية التعليم

أما مشوار الدراسة والتعليم فيقول عنه الفرحان: التحقت بالمدرسة المباركية وكان ناظرها المرحوم أحمد شهاب الدين، وفيها سيد عمر عاصم.

وكنت أتردد على سيد عمر وبيتهم في سكة عنزة، اذكر بعض الطلبة الذين كانوا يدرسون في المباركية الشيخ ناصر الصباح ويوسف الرشيد وراشد الراشد وأبناء الوقيان وكنت في الصف التمهيدي في ملحق المباركية، ومنها الى المدرسة القبلية والسبب قالوا انتم تسكنون المرقاب، فالمعارف نقلونا خلف دائرة المعارف وكان الناظر المرحوم عبدالملك الصالح المبيض هذا الرجل من الذين خدموا الكويت خدمة عظيمة وجليلة ولكن مع الأسف لم يكتب عنه كتاب رجل عالم فاضل له أياد بيضاء في التعليم، رجل إذا قرأ القرآن الكريم ما ودك يسكت، مع العلم ان دراسته في مدينة مومباي، وإذا غاب أي مدرس ملأ مكانه وفي طابور الصباح يقف وقفة حازمة تربوية حنونة وكان يبث في الطلبة روح العروبة وهو واقف امام الطابور في الصباح، رجل صنع من الشباب رجالا لا أعرف ماذا أقول عن هذا الرجل واستعداده الكبير للعلم.

وكان يتحدث اللغتين العربية والإنجليزية و يحفظ الأورادو ويحفظ القرآن الكريم.

وعنده الخط الجيد ولم تطل مدة دراستي في المدرسة القبلية توفي الأستاذ عبدالملك الصالح المبيض واحضروا لنا مدرسا مصريا بدلا منه اسمه احمد اسماعيل ضيف من البعثة المصرية وأول بعثة تعليمية مصرية حضرت الى الكويت عام 1942 رجل لا يعرف وضع الكويتيين ولا يعرف حياتهم كان الأولاد يمشون من دون أحذية وشاف شعورهم طويلة فأحضر مقصا وبدأ يقص شعر الطلبة، ضيق علينا، ويوم من الأيام قال للطلبة كل واحد حافي يخرج من الفصل، خرجنا ووقفنا طابور واستدعى فراشين اثنين ونادى كل طالب وبدأ الضرب بالطلبة وكنت أول طالب تعرض للضرب، كنت أعتقد انه يريد ان يأخذ قياس أحذية لنا عندما جلست على الأرض لأننا معتادون على ذلك لأن التجار من زكاتهم كانوا يشترون أحذية وفانيلات للطلبة الفقراء جزاهم الله خيرا، أعداد كبيرة من الطلبة تركوا الدراسة وتركت الدراسة معهم.

أخي فرحان الفرحان

يتحدث ضيفنا عن أخيه فرحان الفرحان وكيف تأثر به فيقول: أثناء المرض خلال الثلاثة شهور كنت أقرأ الكتب التي ألفها أخي فرحان واسمع إذاعة لندن من الرواد، حفظت الكثير من الكتب وبعد ذلك فكرت بأن التحق بالمعهد الديني وكانوا يقبلون الطلبة الكويتيين بمختلف الأعمار، بالفعل ذهبت الى المعهد الديني وسجلت فيه للدراسة وقبلت طالبا بالمعهد ودخلت الفصل وكان فيه طلبة صغار بالسن بالنسبة لعمري وكنت بالعشرين.

ذهبت الى المرحوم الأستاذ يوسف العمر وكان وكيلا للمعهد وقلت الطلبة بالفصل صغار السن وانا أكبر منهم عمرا اختبروني، فاستدعاني الشيخ عبدالوهاب ومدرس مصري واختبرت بالدين واللغة العربية، الشيخ عبدالوهاب سألني عن الفقه وقال اين تعلمت طلابنا لا يعرفون هذا، وكنت قد تعلمته من كتب أخي فرحان عندما كنت مريضا، المدرس المصري سألني عن النحو وقد كنت حافظا للاجرومية كلها، وقلت له المرفوعات 7 والمنصوبات 12، فقال انتهى وكتب عني تقريرا ونقلت الى فصل ثان، أيضا الطلاب كانوا صغارا بعد سنتين تغير نظام التدريس في المعهد فتمت ترقيتي الى فصل أكبر والحمد لله رب العالمين وصرت من الأوائل في الدراسة مع منافسين الأول والثاني منع من إدخاله إلى الكويت والسبب أني كتبت وانتقدت الذين يكتبون عن الكويت ويضعون صور بعض الأشخاص ويقولون هذا تاريخ الكويت وهذا ليس بتاريخ الكويت وهؤلاء مثلهم مثل الشعراء الذين يقفون على أبواب الملوك والأمراء يمدحونهم بما ليس فيهم، قالوا لماذا كتبت مثل هذا الكلام، منع الكتاب وصار الكلام عني بداخل الكويت بأنني سأسجن، انتهيت من الدراسة ورجعت إلى الكويت لكن بعد وصولي ماذا فعلت؟

نقاش مع الشيخ عبدالله السالم

بعد العودة والاستقرار وبعد التوكل على الله قررت بأن أهدي نسخة من الكتاب للمرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت آنذاك ذهبت إليه ولكن كانت المفاجأة بأنه رحمه الله قد قرأ الكتاب قبل أن أهديه نسخة، والذي اعطاه الكتاب هو المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي (حمامة السلام) الرجل المصلح (المحرر) عندما قابلته وأعطيته الكتاب أخذه ووضعه على مكتبه.

بدأ يناقشني في مراجع الكتاب مثلا قال الموضوع الفلاني من أي مرجع، فقلت الله أكبر أمير دولة الكويت يناقشني بكتابي والله هذا «هو الحاكم العادل» فأصدر أوامره أفرجوا عن الكتاب وذلك بعد أن تم توزيعه في الدول العربية وأذكر أن المرحوم خالد المسعود اشترى ثمانمائة نسخة وزعها على المكتبات، انتهى الموضوع (حاليا طبع الكتاب بعد خمسين سنة من صدور أول طبعة له).

أيضا صارت مناقشات مع المرحوم الشيخ عبدالله السالم أمير دولة الكويت بعدما صرت نائبا في مجلس الأمة.

بعد التخرج في الجامعة

بعد الدراسة يحين وقت العمل عن هذه المرحلة يقول الفرحان: بعد تخرجي في الجامعة والعودة إلى الكويت طلبت للعمل في القضاء، فرفضت وكان الأستاذ فيصل الصالح يعمل رئيس البعثات وعينني في وزارة الخارجية وتم تعيين د.جاسم حسين طبيب أسنان في وزارة الصحة، وكان الشيخ صباح السالم أمير دولة الكويت الأسبق، وكان وزيرا للخارجية قال لي الشيخ صباح السالم أنت مؤلف كتاب وقبل أن يكمل حديثه قلت له التقيت الشيخ عبدالله السالم أمير الدولة وأثنى عليه وتمت الموافقة على تعييني في المحفوظات وكل مدير عنده فراش وموظف أذكر أن خالد علي الخرافي مدير إدارة وعبدالمحسن الدويسان مدير إدارة وعبدالله حسين الرومي مدير إدارة، وكان المرحوم جاسم القطامي وكيل الخارجية وكان يسمى الوكيل الدائم، كان عندي ست موظفات وكنّ يقرأن المراسلات الأجنبية ويقدمن لي ملخصا عنها وأوزع لكل جهة تخصصاتها.

قال جاسم القطامي يا راشد جميع المكاتيب أحضرها لي وكنت أعطيه ملخصا عن كتاب وأوقع عليها، جاسم القطامي قرر الاستقالة من الخارجية لكي يترشح لعضوية مجلس الأمة، أذكر أن المحفوظات كانت عبارة عن الصادر والوارد.

هذا الحديث بداية استقلال الكويت عام 1961 خرج جاسم القطامي من الخارجية وقدمت استقالتي معه وتركت الخارجية وكنت أنوي ترشيح نفسي لعضوية مجلس الأمة.

الترشح لعضوية مجلس الأمة

عن ترشحه لمجلس الأمة في أول دورة له يقول النائب السابق الفرحان: بدأت الدعوة للترشيح لعضوية مجلس الأمة الكويتي (أول مجلس أمة) وذلك عام 1963 فرشحت نفسي عن الدائرة الثانية المرقاب ونجحت في أول انتخابات وكان من المرشحين عن الدائرة المرحوم عبدالعزيز الصقر وحمود الخالد ومحمد الرشيد وعبدالرزاق الخالد وعلي المواش وكنت معه عن المرقاب حصلت على عدد أصوات، صرت عضو مجلس أمة في أول مجلس أمة كويتي عام 1963 وكنت أصغر نائب سنا في المجلس، وشكلنا المعارضة وكنت أحد أعضاء المعارضة تتكون المعارضة من جاسم القطامي ومحمد الرشيد وراشد الفرحان وأحمد الخطيب وعبدالرزاق الخالد ويعقوب الحميضي وراشد التوحيد كان عدد المعارضة اثنا عشر عضوا وكان المجلس من أقوى المجالس لأنه كان تأسيس الديموقراطية في الكويت في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم أبو الدستور والديموقراطية لا ينسى دوره الديموقراطي.

صار فيه بعض المناقشات وبعض الأمور التي طرحت مثل اجتماع بعض الأعضاء في ديوان العبدالرزاق ويسمون الموالون نحن ضدهم.

البعض ينادي بعدم تعيين التجار وزراء في الحكومة، وذلك ضد عبدالعزيز الصقر وهو رجل قوي ولا يعطيهم فرصة فصاروا يتحدون لخلعه من رئاسة المجلس، وهو أول رئيس لأول مجلس أمة كويتي وأحسن رئيس وأقوى رئيس وقبل ذلك كان وزيرا للصحة أيام المجلس التأسيسي، وعبداللطيف ثنيان الغانم كان رئيس المجلس التأسيسي.

انتخابات عام 1967

أكملنا أربع سنوات في أول مجلس أمة كويتي وثاني انتخابات كانت ذلك عام 1967 نجح ناس لا يستحقون النجاح، صندوق جزيرة فيلكا وصل قبل صندوق الدسمة وكان من المفروض أن يروح مع صندوق الدعية للفرج، نحن في القادسية حاولوا أن يأخذوا الصندوق فلم يستطيعوا، حضر رئيس مجلس الأمة السابق ولم يستطع أحد أخذه ولذلك نحن المرشحون جميعنا نجحنا هناك بعض الأعضاء بعد النجاح احتجاجا على الانتخابات والأخطاء قدموا استقالاتهم، أذكر منهم المرحوم عبدالعزيز الصقر ومحمد عبد المحسن الخرافي وخالد المسعود ومحمد العدساني وعبدالرزاق الخالد وراشد الفرحان وعلي عبدالرحمن العمر، سبعة أعضاء قدموا استقالتهم من الذين نجحوا في عضوية مجلس الأمة عام 1967.

ولم ندخل المجلس اجتمعنا في ديوانية يوسف الإبراهيم المنسحبون والمرشحون وكلفوني مع عبدالله النيباري وكتبنا البيان وقالوا من يوصل الكتاب لصاحب السمو الأمير فقلت أنا أوصله وكان أمير الكويت المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح.

تم تحديد الموعد وتم الاتصال من قبل الديوان الأميري وقالوا لا يحضر أحد معك، ذهبت إلى الديوان الأميري ودخلت على الأمير وسلمته الكتاب وخرجت من المقابلة وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد رحمه الله رئيس الوزراء ووليا للعهد أصدر بيانا للمصالحة بين المعارضة والحكومة وقال: تعالوا صيروا وزراء، وأيضا صار انتخابات تكميلية نجح فيها سبعة بدلا من المستقيلين وسار المجلس حتى عام 1971.

انتخابات عام 1971

انتهت أربع سنوات انتخابات عام 1967 وبدأ الترشيح لانتخابات عام 1971 ورشحت نفسي للانتخابات وبدأ نشاطي بزيارة الدواوين ونجحت في الانتخابات عام 1971 وتم تعييني وزيرا في الحكومة الكويتية، رئيس الوزراء الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وهو أيضا ولي للعهد، وعينت وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية وأذكر أنه رحمه الله قال لي جميع المعارضين أريدهم أن يكونوا وزراء.

رجل عنده التفاهم والمصلحة العامة، أصحابي من المعارضة غير راضين عني لأني قبلت الوزارة فقلت لهم غير مربوط معكم صار وزيرا المرحوم حمد العيار ونحن الاثنان عضوان في مجلس الأمة، كانت أقوى وزارة وأذكر من الوزراء المرحوم حمود النصف للأشغال وعبدالله الغانم للكهرباء ومحمد الحمد للعدل وجاسم المرزوق ومن الشيوخ اثنين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والمرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم وأذكر خالد العدساني للتجارة وعبدالعزيز الصرعاوي وزيرا للبريد، توقعت له أن يكون وزيرا ونحن في لندن.

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كان اسمها الأوقاف فقط، وفي مجلس الأمة تقدمت باقتراح مع المرحوم حمد المشاري بتسميتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فتمت الموافقة ورصدوا لها ميزانية وسميت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بناء على الاقتراح، ومن تلك السنة حتى يومنا هذا.

أما بالنسبة لمجلة الوعي الإسلامي فحضر عندي مواطن وقدم الاسم فقلت للمسؤولين هذا اسم جيد فتم إطلاق الاسم «مجلة الوعي الإسلامي» كان وكيل الوزارة عبدالرحمن المجحم، بعد ذلك قلت للمسؤولين مقر المعهد الديني في الشرق حولوه إلى معهد للمؤذنين والأئمة لتدريس القرآن الكريم وعلوم القرآن لكي يتثقف الأئمة والموذنون وأحضرنا مدرسين وكان التعليم صباحي وكل واحد نعطيه عشرة دنانير فحضر عندنا من الدارسين بعض الأطباء وبعض القضاة وحفظوا القرآن ومنهم الدكتور حسان حتحوتوصاروا شعراء وخطباء من هذه الدراسة والدراسة لمدة ثلاث سنوات وحصلوا على دبلوم واذكر احد المستشارين تعلم في المعهد وحفظ القرآن الكريم.

تكييف مساجد الكويت

يحكي د.الفرحان عن دوره في تكييف المساجد في الكويت وكيف جاء ذلك بعد قصة يرويها قائلا: حضر عندي مواطن وقال اريد تبرعا لتكييف مسجد في الرميثية، قلت له تبرع بتكييف مسجد، فقال نعم وكان يريد مني خمسة دنانير، وقلت له رجع المبلغ الذي تسلمته لاصحابه، وقلت له اريد ان اكيف المسجد هذا، فذهبت اليوم الثاني الى مجلس الوزراء واخبرتهم اني اريد ان اكيف المساجد كلها، فكان الرد ما عندنا فلوس، ذهبت الى مدراء البنوك وقلت لهم كم عدد المبلغ الموجود عندكم للاوقاف؟ كل هذه الفلوس حولوها الى بنك التسليف والادخار فتم تحويلها.

قابلت المرحوم الشيخ جابر الاحمد وطرحت عليه الموضوع رحمه الله احضر شركتين للتكييف وكل شركة لها مسجد وانتهى العمل واشتغل التكييف بالمسجدين كنموذج مسجد البدر ومسجد بورسلي.

بلغت المرحوم الشيخ جابر الاحمد انني سأقوم بتكييف جميع مساجد الكويت، ملايين الاموال موجودة ووقفها على المساجد وثلاثمائة مسجد دفعة واحدة، مائة وخمسون مسجدا لكل شركة من الشركتين بما فيها مسجد الرميثية الذي عرضه احد المواطنين، وبعد ذلك بلغنا وزارة الاشغال ان تسلمنا المساجد الجديدة مكيفة، والى يومنا هذا وكذلك مبنى المجمع عملنا له مخططا وجهزناه، واثناء تلك الفترة انتهت مدة عملي كوزير، والوزير الذي تسلم الوزارة اكمل العمل من بعدي، ومن انجازاتي نشر كثير من كتب التراث وطبعناها مثل مجلة الوعي الاسلامي وطباعة المصحف الكريم، والموسوعة قدمت اقتراح فيها الى مجلس الامة وتمت الموافقة ونفذتها وانا وزير.

مدرسة القرآن الكريم زاد عددها بنين وبنات وزاد العدد، سننا سنة وسارت عليها.

ويضيف د.الفرحان: اعمالي دخلت مجلس الامة وصرت وزيرا من دون ضجة او دعاية، كل عملي بهدوء وسكون، كنت انجح في الانتخابات بناء على عملي الطيب ورضا المواطنين عني وعن اعمالي لهم خير شاهد لي، مجلس الامة زرع الناس في ثقافة كأنه كلية حقوق (هنا خرجت لنا ديوانية سياسية)، هذه دفعت مستوى العلم عند الناس وصار العامل يناقشنا في ادق الامور ويطالب بحقوقه.

اذكر ان احد الاعضاء لا يقرأ ولا يكتب ونحن في لجنة الطعون قالوا لنا امنحوه، وفي طعون ضده من الخارج حاولنا ان نناقشه فلم نجد عنده شيئا، قلنا للمجلس هذا لا يعرف يقرأ ولا يكتب، اعتقد كانوا اثنين نائبين، ولكن لم يكمل السنة الا صار احسن من الخريجين، الاثنان احضرا لهما مدرسين لغة عربية وقانون.

الظواهر السلبية عندما كنت وزيرا

يحدثنا ضيفنا عن مرحلة السبعينيات عندما كان نائبا ودور المسجد وانحسار الظواهر السلبية في المجتمع حيث يقول: ما اعتقد ان هناك ظواهر سلبية مثل الملابس القصيرة والسفور وخاصة بالسبعينيات اقول ان المسجد كان له دور كبير في ثقافة الناس في ذلك الوقت كنا نحضر علماء دين كبار ويلقون محاضرات ثقافية وادبية في المدارس، والرجال والنساء يحضرون تلك الندوات.

علماء يلقون محاضرات في المساجد، واذكر ان الشارع يزدحم بالسيارات قرب مسجد ملا صالح، لا يوجد مجتمع ما فيه ظواهر سلبية، كان فيه تلاحم بين المجتمع والموجهين والعلماء، عندما يقف عالم ويخطب نشوف الناس حضورهم كبير وكان هناك تقدير كبير للعلماء ورجال الدين، اما ظاهرة الملابس فكانت لفترة قصيرة واختفت بسرعة وانتهت، او انتقلت مع المسافرين من الخارج بذلك الوقت وكان للمعهد الديني دور كبير في الندوات ايضا افتتاح المعهد الديني للبنات له دور كبير في ازالة الظواهر السلبية.

عن قدرته على العمل كنائب للشعب والمحاماة في الوقت نفسه يقول د.الفرحان: وفقت ما بين اني محام ونائب في مجلس الأمة استطعت ان أوفق بين العملين.

كنت أحضر القضايا التي أترافع عنها يوم عبر الجلسة أو أحيانا أحضر القضية وارجع للمجلس مباشرة.. كانت المهمة فيها صعوبة وكثير من المحامين كانوا أعضاء واستطاعوا التوفيق بين الجلستين.

وهذه قصة طريفة مرت عليّ مع اثنين من الأعضاء المحترمين وهما من قبيلة واحدة:

رجل من قبيلة اخرى ضاعت ابنته لا يعرف أين هي، تعب وهو يبحث عنها، أشار عليه رجل من أصدقائه بأن يذهب الى دار الأيتام مجهولي الوالدين لكي يأخذ منهم بنتا يشرف على تربيتها، وقف طويلا أمام مجموعة من بنات الدار، شعر بقلبه ان احدى البنات هي ابنته (حنين الأب) فذهب الى المدرسة وقال لها هذه ابنتي فطردته ولم تستجب لمطلبه، وقال لي أحد الأصدقاء لم نحصل على البنت ووصل الأمر الى أمير البلاد سمو الشيخ صباح السالم، وقال إذا الجهات المسؤولة غير موافقة لا أستطيع ان تأخذ البنت، ما المطلوب والعمل؟ رفعت دعوى في المحاكم على وزارة الصحة وعلى وزارة الشؤون الاجتماعية وأقنعت القاضي المرحوم احمد بوطيبان بأن يخرج لمشاهدة البنت فخرجت هيئة المحكمة بكاملها ومندوب عن الصحة ومندوب عن الفتوى والتشريع وكاتب الجلسة وكنت معهم وذهبنا الى دار الطفولة، وكان مقرها حاليا مركز الصقر الطبي وقال القاضي للمديرة اعرضي البنت بطابور مع البنات، بدأ الطابور أمامنا، أقررنا بانها تشابهها مثل الرجل، القاضي تعجب وسأل الرجل أين ابنتك فقال هذه، فحكم القاضي بأن البنت تلحق بأبيها، والقضية من بدايتها ان الرجل أخذت ابنته المريضة الى المستشفى الأميري وتركها وكان يزورها بين فترة وأخرى، وآخر مرة غاب عنها فترة طويلة ونسيها.

أخوه ذهب الى المستشفى الأميري لمشاهدتها فقيل له ان ابنتكم ماتت وغير موجودة فقال وهذه البنت فقالوا له هذه البنت اسمها نجوى الأميري وغير معروفة.

بعدها الأخ رجع لأخيه وقال له ان ابنتك قد ماتت، الأب حاول فلم يستطيع وحاول بعض نواب مجلس الأمة ان يصلوا للحقيقة وعجزوا.

كيف عرف الأب انها ابنته؟ قال لمديرة رعاية الأطفال انظروا لفخذها وراسها إذا يوجد مكان للكوي إذا كان فيها فهي ابنتي وإذا لا يوجد فهي غير ابنتي، المديرة وجدت العلامة التي قال عنها أبو البنت وقالت روح للمسؤولين لا أستطيع ان أعطيك إياها، أراد الله ان يعيد البنت لأهلها.

البنت اسمها موزة

السبب ان الفراشات أردن غسل العنبر فوضعن الملفات للبنات في غير أماكنها، نجوى الأميري وضعوا ملفها على سرير موزة والعكس.. غلطة الفراشة أضاعت الطفلة.

قصة الرجل الأرمني

يحكي ضيفنا قصة من الواقع يقول انها تصلح كقصة لفيلم عربي: حضر عندي المرحوم عبدالله العل المطوع ونعم الرجل الطيب الخير المجاهد المناضل المحترم والمحسن الكبير مساعد الفقراء، قال لي يا بورياض عندي سائق مسجون أريد ان تشوف وضعه وقصته كبيرة باعتقادي لا أحد يستطيع ان يخرجه من السجن إلا أنت، ولا عنده أي مبلغ، قابلت الرجل وهو كبير بالسن رجل أرمني، قصته فيلم عربي قصة غير عادية عنده بنت جميلة جدا وكان يسكن بشارع الجهراء بذلك الوقت، بعض الشباب كانوا يلاحقون ابنته فانتقل للسكن في منطقة الجهراء، ايضا لحقوا به ولم يتركوه، تضايق من الشباب وانتقل للسكن في حولي.

مواطن أرمني أراد الزواج منها والأب لا يريده لكن الشاب الأرمني تواطأ مع أم البنت ضد الأب، وأدخلوا في ذهن البنت ان والدها يعتدي عليها.

(عملية غسيل مخ) أقاموا عليه دعوى والرجل سجن مدة طويلة هذه بداية القصة التي قالها عبدالله العلي المطوع.

زرت الرجل في السجن وعرفت منه القصة أخذت الملف ودرست القضية وفهمت ما به وجدت ثغرات ووقفت امام القضاة وقلت هل معقول ان الأب يعتدي على شرف ابنه وشرحت للمحكمة كل ما دار مع أفراد العائلة والأم تتلون امامي ورجال القضاء، قالوا يكفي يا بورياض وآخر الجلسة الرجل براءة.. وخرج الرجل من السجن ولم يفعل اي شيء لأفراد عائلته.

نهاية مؤلمة

ثم يكمل رواية القصة بذكر نهايتها التي أقل ما يمكن قوله عنها إنها مؤلمة قائلا: صارت مناسبة عيد فالرجل أحد جميع أفراد عائلته وسافروا إلى البصرة وامضوا هناك ايام العيد ومارسوا هوايتهم من العاب وزيارة للعائلات وعادوا إلى الكويت وفي الطريق إلى الكويت توقفوا ونزلوا من السيارة والرجل أخرج المسدس واطلق الرصاص على كل واحد من الأفراد الذين معه وماتوا وأثناء المشي باتجاه السيارة من بعيد سيارة صدمته ومات على الطريق انتهت العائلة كلها.

الكتب والمؤلفات

عن كتبه ومؤلفاته يقول د. الفرحان: أول كتاب صدر لي، وعندما كنت طالبا في الأزهر الشريف «الصيام في الإسلام» وثاني كتاب «مختصر تاريخ الكويت» ايضا كنت طالبا والكتاب الثالث «تفسير مشكل القرآن» والكتاب الرابع «النظام الاجتماعي بين الرجل والمرأة» وكنت نائبا في مجلس الأمة حينها.

وقد ترجم الى اللغة الأوردية.

«تفسير مشكل القرآن» الجزء الثاني «العقائد الاديان المعاصرة طبع بالكويت سنة 1985»، هداية البيان في تفسير القرآن «أربع مجلدات» طبع في بيروت عام 1990.

معجم الأماكن الكويتية وطبع في بيروت سنة 1995، التدخين مباح ولكن، طبع بالكويت سنة 1996، الرعيل الأول لعائلة الفرحان، طبع بالهندسة، الفقه المعاصر «في المعاملات المدنية».

طبع في بيروت سنة 2000 مكرر الأديان المعاصرة ترجم للأوردية.



توقعات وفطنة

تميز د.راشد الفرحان بفراسة وفطنة حيث كانت غالبا ما تصدق توقعاته، يحكي لنا بعض المواقف: التقيت المرحوم الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي في لندن وقلت له سوف تصبح وزيرا سافر إلى الكويت وبعد وصوله تم اختياره وزيرا، كذلك المرحوم انور النوري كان ملحقا ثقافيا وقلت له سوف تعين وزيرا وبالفعل وصل الى الكويت وعين وزيرا، الشيخ عبدالحميد محمود كان يعمل في الكويت وسافر وحضر إلى الكويت للمشاركة في مؤتمر فقلت له انت سوف تكون شيخا للازهر وبالفعل عين شيخا للازهر الشريف.

عدد المشـاهدات: 11342


 
حجم الخط
440217-200575.jpg

سبيكة الحشاش في صورة قديمة لها
440217-200582.jpg

الزوج عيد الهدهود
440217-200572.jpg

440217-200579.jpg

440217-200571.jpg

سبيكة الحشاش مع والدها
440217-200569.jpg

سبيكة الحشاش خلال لقائها بالزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)
440217-200570.jpg

صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مصافحا اللواء الركن عبدالرحمن الهدهود في إحدى المناسبات
440217-200573.jpg

سبيكة الحشاش لقطة عائلية
440217-200581.jpg

اللواء ركن عبدالرحمن الهدهود
440217-200574.jpg

الأبناء والبنات وإهداء شعري
440217-200576.jpg

سبيكة الحشاش مع أحد الأطفال
440217-200577.jpg

السيدة الفاضلة سبيكة الحشاش وابن أخيها العقيد متقاعد وليد الحشاش
  • كنا نخرج صغاراً في الصباح حتى نوصل الأغنام إلى الشاوي زويد ونلحق به حتى بوابة السور ثم نرجع إلى بيوتنا
  • الوالد كان يعطي الشاوي نصف روبية شهرياً مقابل تربية الأغنام
  • في الفريج كانت النساء متعاونات وحالياً إذا سلمت على البعض ما يردون عليك
  • الكويتيون قديماً كانوا لا يطبخون غداء لهم والسبب أن الرجال كانوا يعملون طوال اليوم ولا يعودون إلا مساء
  • والدي كان صاحب دكان في سوق ابن دعيج القديم
  • كان هناك سوق اليهود للأقمشة تباع فيه أقمشة الكريب واللاس والحرير
  • كنا نخبز في البيت على التاوة «خبز رقاق» أو يشتري الوالد خبز التنور
  • الطلاق منتشر حالياً بسبب عمل البنات وحصولهن على راتب و«الدلع» واختلاطهن مع المطلقات
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الرعيل الأول من السيدات لهن باع طويل في خدمة وطنهن وتربية أولادهن.. كانت المرأة تعمل في بيت زوجها في خدمة أهلها وأولاده.

الحاجة سبيكة الحشاش تحدثنا عن زمان المرأة الكويتية وعن الفتاة الكويتية والرجل الكويتي ما قبل النفط وما بعده، وعن الزواج قديما عند الكويتيين - الخطبة والدزة والمهر وحفلة الزواج - وعن الخالة والكنّة، والمشاكل التي تحدث بينهن أحيانا تكون كبيرة وأحيانا صغيرة، وتحدثنا عن أم البنات وزواجهن.. كما تحدثنا الحاجة سبيكة الحشاش عن بعض الملابس النسائية والرجالية القديمة، وعن علاقة الأسر الكويتية بعضهن ببعض، وعن البحر والغوص، كذلك تحدثنا عن الوالد والزوج وتربية الأبناء، وعن فريج عليوة والمسيل (مكان سقيا الماء للحيوانات من الخيول والأغنام).

السيدة الفاضلة سبيكة الحشاش كشكول من المعلومات الثقافية والاجتماعية والدينية، لها مكانة كبيرة وخاصة بين أفراد العائلة.. تحدثنا عن الطلاق حديثا وقديما وعن زواج الأقارب والزواج من عائلات بعيدة بعضها عن بعض، وعن الطبخ والأكل والإيدام، والملابس القديمة للنساء والرجال، وخياطتها عند خياطات في البيوت.

كل هذه الأمور وغيرها من الذكريات الجميلة نتعرف عليها من خلال السطور التالية.

تبدأ ضيفتنا سبيكة عيسى علي الحشاش زوجة عيد صالح الهدهود حديثها عن الماضي وذكرياته بالقول: وُلدت في منطقة العبدالرزاق (حاليا مبنى الأوراق المالية) ويعرف المكان بمسقف العبدالرزاق كان بيت الوالد في هذا المكان، وبعد ذلك انتقل الوالد للسكن في منطقة فريج عليوة بجوار المسيل عشت وترعرعت وبدأت حياتي في هذه المنطقة، واذكر الجيران الطيبين، والمسيل يعرف بميل زويد وهو شاوي الغنم الذي يسرح بأغنام أهل المنطقة ويسقي الأغنام من ماء المسيل الذي يتجمع من مياه الأمطار، وكذلك كان البعض يسقي الخيول والحفرة كبيرة وفيها عيون ماء ويسحب بواسطة الفراشية المصنوعة من جلد الأغنام.

واذكر البيوت القديمة المبنية من الطين، واذكر من الجيران الناس الطيبين بيت أحمد المساعد ورجالهم يخيطون البشوت، وكذلك بيت الخضر ولعبت مع ابنتهم لطيفة، وبيت علي المايد وبيت محمد المدعج والبيشي وبيت العمير وبناتهم كنت العب معهن ونخرج في الصباح نوصل الأغنام الى الشاوي زويد ونلحق به حتى بوابة السور ونرجع الى بيوتنا.

والوالد كان يعطي الشاوي نصف روبية شهريا وقبل صلاة المغرب يرجع الشاوي ونتسلم الماعز، واذكر اننا كنا نلعب ونحن صغار بنات وأولاد ونأخذ سعف النخل ونزيل عنه الخوص ونربط خيطا على طول السعفة ونسميها (كافود) ونزين الخيط بقطع القماش الصغيرة الملونة ونلعب بها (بالفريج)، كنا نلعب الحيلة والبروي وأيام المطر نلعب غيث وغيث يا أهل البيت عطونا الله يعطيكم، وكل بيت يعطينا شيئا ونجلس بالشارع ما بين بيت الصالح وبيت الخضر ونطبخ ونأكل ولا أحد يضايقنا، وبجوارنا بيوت الرشايدة مثل بيت مناور والمدعج وبيت بن شيتان وبويابس، كلنا في بوطة واحدة بمعنى كلنا بفريج واحد.

الغداء والعمل

وعن بعض العادات الغذائية للكويتيين قديما كانوا لا يطبخون غداء لهم والسبب ان الرجال كانوا يعملون بنائين مثل خواني ووالدي صاحب دكان في سوق بن دعيج القديم، يبيع بعض المواد الغذائية ويبيع دهن العداني ومعجونا يصنع في البيوت، فكان اخواني ووالدي فترة الغداء غير موجودين في البيت، والثلاجة عندنا الملاله، الوالد منذ الصباح يذهب الى السوق ويشتري (الايدام) إما سمك أو لحم، وأحيانا كانت والدتي تذهب الى السوق لشراء الايدام والسوق مقابل بيتنا فليس ببعيد فريج عليوة نسبة لرجل من كبار الشخصيات بالفريج فعرف باسمه منذ أن خرجت على الدنيا وأنا أسمع به واذكر بيت العليم وبيت الشتيل وبيت الطواري عبدالله ومحمد وقيصرية الحريم وسوق الحمام والقيصرية فيها الذهب والملابس، البيوت فيها أغنام ودجاج وحمام العائلة لا تشتري لأن كل شيء موجود في البيت ولا نشتري من الخارج في بيت الوالد عندنا ثلاث معزات (سخلة) ودجاج للبيع وحمام ـ الوالدة يوميا تعمل لبن والوالد يصنع «الجرثي» حاليا لبنة واذكر ان الوالد أيام الشتاء يبيع في دكانه الجراد المطبوخ والفقع والجرثي والطبخ الوالدة تقوم به وعندنا في البيت ثلاث كنات.

الخالة والكنة

ومن جانب اجتماعي آخر تقول الحشاش: اخواني ثلاثة عبدالعزيز وعلي ومحمد ونحن ثلاث بنات واحدة توفيت رحمها الله، أما علاقة الخالة أم الزوج مع زوجها الأولاد علاقة طيبة غالبا بعض الخالات الواحدة طيبة جدا وتتعامل مع الكنة بكل محبة وسرور، وأما الخالة الثانية تقول قشرة بمعنى شديدة على الكنة، والدتي كما شاهدتها وعلاقتي معها كانت جدا طيبة مع الكنات.

في البيت الخالة تشرف على كل شيء وتحدد للكنة يوم للعمل المنزلي منذ الفجر حتى العشاء، تقوم بجميع خدمات المنزل، من تربية واشراف على أولادها وحلب الغنم والريوق والغداء والعشاء بعض الخالات مع زوجة الابن شديدة وخاصة محاسبتها على المواد الغذائية تكيل عليها الأكل.

اذكر أن احدى الخالات قالت لكنتها ورق الشاي لا ترمينه احتفظي به لشاي الظهر، صبي عليه الماء وتركيه عند الرماد يبقى ساخنا وبعد الغداء طبخيه مرة ثانية، هذا من زيادة البخل عند البضع والشدة في المعاملة، وهكذا كل كنة عليها يوم الريوق والغداء والعشاء.

قديما الرجال يأكلون معزولين عن النساء إذا انتهوا من الأكل تبدأ النسوة في البيت مع الأم العودة بالأكل عيب ولا يجوز للنساء الأكل مع الرجال والنساء يغطون وجوههن «بالبوشية»، الرقبة ينزلونها بالجليب لكي تتبرد، والغداء إذا عيش ولبن ونصف من الرقبة عندنا الرقي والعنب والخلال والرطب والبطيخ والطروح عندنا مزارع تسد حاجة الكويتيين من الخضار، مزارع السالمية والفنطاس والشعيبة والمنقف قديما ينقلون على الجمال ومع بداية السيارات ينقلون الخضار باللوري، والوالد كان يذهب إلى مزارع القرى كل ثلاثة أيام ويشتري ويرجع، أحيانا كان ربة البيت تضع الرقبة على ماء الناقوط لكي تبرد، وطاسة اللبن وبعد ذلك صار عندنا ثلج من ماكينة الثلج في نقعة معرفي.

أذكر أن غالبية الكويتيين لا يطبخون غداء لهم فقط دبس وهردة ولبن وخبز تنور وخضرة العشاء مرقوقة محروق صبعه جريش أو عيش وهذا على فترات مرة أو مرتين في الأسبوع والجريش المنهنه ما يشترونه جاهز ولكن يدقونه أما العائلات المتوسطة يجتمعون النساء مع بعضهن البعض ويتعاونون على دق الهريس أو الجريش ويهنون نساء الفريج يتعاونون، الكنة التي عليها الطبخ تتفرغ لعملها والأخريات يساعدونها للإشراف على الأولاد الصغار، بعض الزوجات يطحن القمح للطحين واحيانا تتعاون معها الكنة الثانية.

عندنا جريش نجدي وجريش «منهنه» الجريش النجدي على اللحم والطماط الطازج ولا يكون متماسكا كثيرا نقول «لين» وأما الجريش المنهنه فهو متماسك أكثر ومكسر حبات صغيرة ويطبخ حسب الطلب على اللحم أو السمك أو الربيان، قديما الكويتيون لا يطبخون وجبة دجاج، أحيانا وقديما يرككون الدجاج على البيض لكي يصير فروخا.

أما الهريس لا يطحن، حبة القمح يستخرجون منها حبة الهريس وحبوب الجريش النجدي والجريش المنهنه ويطحنون القمح بالرحى يستخرجون الطحين القمح المكسر يحمس على النار وإذا صار نوره أحمر طبخوه ويوضع عليه «الايدام» دجاج أو لحم.

كنا نخبز في البيت على التاوة يسمى خبز رقاق أو الوالد يشتري خبز التنور نقول خبز خمير، الخبز كنا نضع عليه الهردة أو باللبن أو ندهنه بالزبدة وبالشكر ووقت الضحى نأكل لان المرأة تجوع.

غسل الملابس يوجد طشت واحد في البيت للجميع الكنة تغسل لها ولزوجها وأولادها وتغشل لخالتها وعمها والد زوجها وكنا نستخدم صابونا ماركة بوديك وبالنسبة لبعض الحريم يذهبن إلى البحر لغسل الملابس ويأخذن معهن طينا ومضرابه منذ الصباح حتى العصر ينتظرن حتى تجف الملابس، كنت أذهب إلى البحر عندما كنت صغيرة مع زوجة أخي إلى بحر الوطية ونأخذ معنا تمرا وخبزا وغرشة ماء بالقرب من المستشفى الأمريكاني ولا توجد مضايقات بالنسبة للنساء، وأذكر حين ذهبنا إلى المستشفى الأمريكاني أثناء ولادة الوالدة بأخي محمد بالمستشفى فكان يقال لنا غمضوا عيونكم المسيح سيمر أمامكم فنغمض، ويقال فتحوا عيونكم لقد مر المسيح، ولا يوجد أي شيء، وأذكر عندما نشاهد رجلا يلبس بنطلونا وعلى رأسه كبوس (قبعة) نركض خلفه ونغني «انجليزي بوتيلة عساه يموت الليلة».

عشنا والحمد لله ونحن حاليا بخير ونعمة، وأذكر عندما يوجد طفل مشلول لا يمشي (محرول) نضعه بداخل الجلة المصنوعة من الخوص ونحمله وندور به على البيوت ونردد ونقول «عطوا المكرم يمشي متى يجيكم يمشي» ومن بيت لآخر ويعطونا خبز قمح، وحسب اعتقاد الناس بعد فترة شهرين أو ثلاثة نشوف الولد أو البنت تمشي على النية الحسنة، مريض البطن الطبيبة الشعبية تعالجه، ينام المريض على ظهره وتحضر معها فنجان قهوة، وتدهن مكان الألم وتضع الفنجان على بطن المريض وتلفه عدة مرات وخاصة مرض ابوعدوين يشفى المريض ولا يشتكي من ألم، اذكر عندنا طبيبة شعبية من بيت العميري تكوي المريض وتداويه بالفنجان من عرق النسا، تكويه ويشفى، أصبت بمرض وتم كيي في مكان المرض وشفيت منذ طفولتي.

وكان عندنا بالفريج (الحي) جاسم المقاطع كان مدرسا لإخواني، تعلموا عنده، وكان يقرأ على المريض، أيضا عندنا مطوع كويتي يداوي وعنده بيضة صغيرة يقرأ على المصاب بضربة عقرب، وفي الفريج كانت النساء متعاونات وخاصة عندما تلد المرأة الجميع يقوم على خدمتها، حاليا إذا سلمت على البعض ما يردون عليك.

حاليا البعض ما يرد على والده ولا يسمع له، قديما الابن يعطي والده ما يحصل عليه أثناء العمل والوالد يعطي ابنه من هذا المبلغ ليصرف على نفسه وعلى زوجته، قديما للزوجة كسوة العيدين وملابس للشتاء وللصيف وما تروح للسوق دائما، ممنوع خروجها من البيت.

الزواج قديماً عند الكويتيين

وعن الزواج في الماضي تقول ضيفتنا: للنساء ملابسهن الخاصة بهن وللرجال ملابسهم الخاصة بهم، من أقمشة الرجال التي يلبسونها جرجيس اصلي للأثواب وتعانيف حرير ودراعات واذكر أن قماش اللاس الحرير للرجال والازرة من الذهب بسلسلة ذهبية وقماش اللاس كان سعره غاليا، وكان هناك سوق اليهود للأقمشة «ملك خليل القطان»، تباع فيه أقمشة الكريب واللاس والحرير، واليهود كانوا متخصصين بالحرير، وهناك سوق خاص للحريم وبعض العائلات يشترون للعروس دزتها من سوق اليهود وتتكون الدزة من الملابس، أثواب الجرجيس وعباءة الكريب وقطعة أو قطعتين نفنوف وقماش ملابس داخلية، وأما الخطبة اذا كانت من الأقارب وبنات العم الأم هي التي تخطب لولدها.

تخطب البنت لولدها وخاصة الأقارب، وأما الخطابة فأهل المعرس يطلبون منها أن تبحث لهم عن بنت حلال من العوائل ويقولون نريد من «مواخيذنا» أي ممن تتناسب معهم.

وأهل البنت لا يسمحون لها بالخروج من الغرفة ما دامت الخطابة في البيت أو يقولون للبنت أحضري ماء للخطابة على أساس أنها من زوار العائلة، يختارون المرأة الطويلة السمينة أما الضعيفة تقريبا فغير مرغوب فيها، اذن الخطابة تبلغ أم الولد وتحدد موعدا للذهاب معها إلى بيت أهل البنت لخطبتها لابنها اذا تمت الموافقة اتفقوا على يوم للرجال فيذهبون لوالد البنت للاتفاق بين الرجال، وبعد الاتفاق يحددون موعدا للملچة كتابة عقد الزواج وبعد ذلك يحدد يوم للزفة، قبل كتابة عقد الزواج أهل الولد يدفعون لأهل العروس المهر والدزة وهي عبارة عن مجموعة أقمشة للملابس، والمهر (أموال نقدا)، والأم تصف البنت لابنها وتبين جمالها.

الاتفاق بين الرجال/ المهر يتراوح عند العائلات المتوسطة ما بين السبعمائة روبية وأقل للنصف وهكذا ليلة الزفة الرجال يجتمعون في المسجد ويزفون المعرس إلى بيت العروس.

المهم كل شيء على أهل الزوج.. ما عدا الذهب على أهل البنت فرش غرفة النوم على المعرس في بيت العروس بدأت الزفة ويوم الجمعة أول يوم للزواج الريوق والغداء والعشاء عند أهل العروس هذه ملاحظة.

إذا لا يوجد سرير نوم أهل العروس يطلبون من الجيران والأهل والأقارب سريرا لمدة أسبوع لغرفة النوم.. أيضا الذهب بالإيجار أما من الصايغ أو أحد العائلات تعطى لمن تعرفهم لمدة يومين.

الهامه والتلول والسروح والجات بات والجيول والمرتهش والبقمة، فرش الدار (زوليه) ومطارح وحصير تحت الزوليه ـ أو السرير البعض يعمل خيمة داخل الغرفة من قماش النيسو، الزواج قديما يكلف بالنسبة للحياة المادية، ليلة الزواج يزفون المعرس على زوجته، يدخل غرفته ويدخلون زوجته عليه ويصلي ركعتين على عباءتها.

العرس قديما فيه أنس وفرحة

الزوج لا يشاهد زوجته إلا ليلة الزواج وهي وحظها أيضا الزوج وحظه، الزوجة هي ونصيبها وحظها بالنسبة لحياتها الزوجية، بعض العائلات والد العروس لا يقف مع أهل الزوج، والزوجة اخوانها يحملونها بالزوليه ويدخلونها على زوجها.

مباركين عرس الاثنين

ليلة ربيع عيني قمره

ان كانت دبح

وإلا ما عليك الملامه

أبو العريس قرت العين

وفي ما قصر ينذره

من الأغاني القديمة (المحرر)

حاليا الزواج تعارف وعن صداقة مع الأخوات يحصل الطلاق حاليا لطول المدة بين الخطيبين حاليا بنات كثيرات من دون زواج (عوانس) الطلاق الذي يحدث حاليا خطأ ومن الاسباب ان البنت تعمل وعندها راتب ولها حريتها ثالثا ما تريد السكن مع أهله رابعا البنت مدلـله عند أهلها لا تطبخ ولا تغسل.

الرجل ما يريد مثل هذا أو إذا ناقشها تقول له ما تريدني طلقني عندي بيت أبوي الأم تقول بها وبعض الأمهات البيت الذي عشت فيه صغيرة تعيشين فيه كبيرة ما هو عاجزين عنك هذا ما يصير ولا يجوز قديما إذا الزوجة زعلت على زوجها وراحت بيت أبوها مع أولادها بعد الغداء وبعد صلاة العصر والدها يقول لها يا بنتي يا الله بيت زوجك هو الذي يحميك يأخذها والدها مع أولادها هو يمشي بالأمام وهي خلفه حتى بيت زوجها يطرق الباب وتدخل الزوجة بيت زوجها مباشرة تذهب الى خالتها أم زوجها وتسلم عليها وتقبلها على رأسها ترجع إلى بيت الزوجية والدها ما عطاها وجه لكي تبقى عند اهلها رجعت الى بيت زوجها وأكملت حياتها ولا تعود مرة ثانية زعلانة عند والدها عرفت موقف والدها انه يريد لها الحياة الطيبة والمريحة مع زوجها وأهله.

اليوم تماما عكس هذا الموقف يمكن الأم تقولها خليه اتركيه.. ايضا هناك بعض من تختلط معهن مطلقات أو لا يريدن لها السعادة والحياة الطيبة عدد المطلقات يزداد بسبب الاختلاط مع مطلقات، حاليا بعض الشباب يتزوجون اجنبيات وعربيات والزوجة منهن بعد سنة تطلب احضار اخيها أو اختها وامها وابيها، صحيح مهرها بسيط لكن ما بعد الزواج الطلبات كثيرة وبعضهن يطلبن شراء بيت لهن في وطنهن أو شقة.

قديما الأم تقول لابنتها المتزوجة «شوفي قبرك واحد وزوجك واحد» والبنت تسمع كلام امها وتقول لا تزعلي وتعودين للبيت.

الزوجة لا يتجاوز عمرها السادسة عشرة ولكنها تطبخ وتغسل وتهتم بالبيت او احيانا بعض الزوجات لا تعرف شيئا ولكنها حنانة رنانة.

الأم السبب في طلاق ابنتها ما تعلمها والفلوس طقت على البنت والسفر، والخروج من البيت مع الصديقات وزيارة الأم كل يوم هذه من اسباب الطلاق.

يوم الزوارة

تستذكر ضيفتنا جانبا من الانشطة الاجتماعية والزيارات من الاهل لاسيما الزوجة لاهلها، وهو ما كان يطلق عليه «يوم الزوارة» حيث تقول: مرة كل خمسة عشر يوما وخاصة اذا كان بيت الزوجة بعيدا عن بيت الزوج مثلا اخر شرق وآخر الجبلة، الزوج امام الزوجة وهي خلفه وتسحب اولادها وتحمل البقشة على راسها والطفل على يدها تروح بيت امها منذ الصباح الباكر، وبعد صلاة المغرب الزوج يروح بيت اهلها يصحبها معه والعودة الى بيته، كنت اذهب الى بيت اختي من فريج عليوة بيت الوالد الى براحة عباس (براحة حمود الناصر البدر) منذ الصباح لكي اصطحب اختي لزياتها بيت الوالد، وفي المساء زوجها يأخذها ويعود بها للبيت، امشي بطريق الصيهد الى القبلة.

الخادمات حاليا يشرفن على تربية الاطفال (الخمال) من الأم ما تنصح بنتها الزوارة حاليا تحضر البنت لزيارة اهلها في الظهر بعد الصلاة، ياالله وقت الغداء وغسلة وتغيير ملابس اطفال، وقالت لاهلها مع السلامة الزيارة ما تستغرق ساعتين يا الله الخدم والاطفال لانها مشغولة في بيتها او معزومة على حفلة زواج.

اقول اعتنوا بأطفالكم وتربيتهم ولا تتركوهم على الخدم، ايضا عندنا عادة طيبة جدا وعلاقة ممتازة علاقة بين أم الزوج وأم الزوجة وكذلك بين الاباء.. الخالة تعرف الامور، والخالة تعرف امور الزوجة وتشتكي عندها.

حياتنا حلوة وجميلة، العلاقة بين العائلتين ممتازة.

أول يوم الزواج

اما عن الزواج وبعض طقوسه فتقول الحشاش: بعد زفة المعرس على العروس وكانت ليلة الجمعة هذا من المتعارف عليه قديما، اذا اصبح الصباح الريوق شاي وحليب بالهيل وقرص القيلي وبيض وسمبوسك الحلوة ودرابيل والخبز، هذا للزوج والزوجة لا تأكل معه، وهي تأكل مع خالتها او مع امها، الزوج اول ايام الزواج فقط يأكل بنفسه لا احد يشاركه، ليلة الثالث أم الزوج تذهب الى بيت الزوجة، بعد التحوال أم الزوجة تذهب الى بيت الزوج لزيارة بنتها ويقدمون لها القهوة الحلوة والقهوة المرة والشاي، والموجودات يتفقدن الزوجة، جمالها وطولها وقصرها، النساء يصفن البنت بما فيها ونقول ليلة الثويلث، والناس عاشوا وامضوا حياتهم.

الثويلث هو بداية العلاقة العائلية بين العائلتين، والترابط يخرجون الأهل وتبدأ الزوجة العمل في بيت زوجها وتصبح واحدة منهم.

ويبدأ تحديد يوم العمل بعد اسبوع من وجودها في البيت ويبدأ عملها مثل الموجودات من الكنات أو البنات، وتحدد عملها من طبخ وماء وريوق وغداء وعشاء وحلب الأغنام، وهكذا.

الخالة لها الأوامر وخاصة أنها تشتري حاجات الأكل من السوق الكنة، والبنت لا يسمح لها الخروج من البيت الشراء إذا لم يكن الأب العود أو الخالة الأم العودة، أذكر أن البيوت كانوا يشترون الايدام كل يوم بيومه سمك لحم خضار فواكه فصلية ولا يوجد ثلاجات، الأكل صنع ايدينا حاليا خير ونعمة والأمراض بازدياد ما في محبة ولا ود بعض الناس عندهم الحسد والكراهية على بعض الحوادث زادت، قديما الجار يحب الجار حاليا بعض الإخوان ما يحبون بعض يزرعون الكراهية بين أولادهم ومتفارقين، الجار أخو الجار الكويتيين تأثروا من الخارج بسفراتهم.

حياة الوالد

  • ولدت بالقرب من مسقف العبدالرزاق وبعد ذلك انتقل الوالد للسكن في منطقة فريج عليوة بجوار المسيل


تتحدث الحاجة سبيكة الحشاش عن والدها قائلة: بداية حياته عمل بالبحر «غيص» على سفن الغوص وأمضى سنوات طويلة وكان يذهب الغوص مع نواخذة الشرق، بعد ذلك افتتح له دكانا بسوق بن دعيج يبيع فيه حتى انتقل إلى المرقاب للسكن فتركه وجلس في البيت بعد ان صار مريض وانتقل إلى رحمه الله.




عمل الزوج

وعن زوجها تقول: أما زوجي فهو عيد الهدهود، عمل بالبحر وبعد ذلك اشتغل بالنفط بمدينة الأحمدي مع مجموعة الكويتيين وبعد سنوات انتقل للعمل في وزارة الأشغال العامة سائل آلات ثقيلة توفي زوجي عام 86، مضى على وفاته 27 سنة (رحمه الله).

قرأت القرآن الكريم ولكن لم أكمل القراءة الحمد لله رب العالمين، عندي أولاد وبنات الله رزقني بهم أولادي وبناتي من الصالحين لم ينقطعوا عني في أي وقت، دائما في زيارتي.




«الكشتات» طلعات البر

  • في الماضي كان «عيباً» أن تأكل النساء مع الرجال وكانت السيدات يغطين وجوههن بـ «البوشيه»
  • بعض الحريم كن يذهبن إلى البحر منذ الصباح لغسل الملابس ويأخذن معهن طيناً ومضرابه وينتظرن حتى العصر لتجف الملابس


تتحدث ضيفتنا سبيكة الحشاش عن خروجات البر التي كانوا يقومون بها في الماضي شأنهم شأن جل الكويتيين، وهي العادة التي لاتزال موجودة إلى الآن لم تتأثر بالتطور والطفرة الاقتصادية، تقول الحشاش: نجتمع مع بعض ونخرج إلى البر خلف سور الكويت نحمل أغراضنا على رؤوسنا ونذهب إلى البر وخاصة أيام الربيع الأرض خضراء.


حكم وأمثال

تذكر ضيفتنا مجموعة من الحكم والأمثال ومنها:

٭ «اللي ما يطيع يضيع» بمعنى: من لا يسمع النصيحة يضيع بتصرفاته.

٭ «يا مطوطي في الجليب سوي لابو عايشة عباه».

٭ «من باع ما استخلف» من يبيع حلاله أو بيته لا يجد غيره.

٭ «خذ شور اللي أكبر منك واللي أصغر منك وإلا الزمان يتعذرك».

٭ «ما طاح إلا انبطح».

٭ «اللي ما له أول ما له تالي».

٭ «اتبع اللي يبكيك لا تتبع اللي يضحكك».

٭ «إحشم اللي أكبر منك».

٭ «من ضيع أصله قال أنا مناعي»، بمعنى: من ليس له أصل ينتسب لأصول غيره ويلتصق بهم.

٭ «من طال كمه ما عرف ابن عمه».

٭ «المجدي لا يحب المجدي».

عدد المشـاهدات: 11504


 
حجم الخط
438368-186900.jpg

المربي الفاضل محمود محيي الدين الشيخ (محمد خلوصي)
438368-186901.jpg

محمود الشيخ متحدثا للزميل منصور الهاجري
438368-186899.jpg

438368-186907.jpg

محمود الشيخ مع مجموعة من الأصدقاء يجهزون الطعام في احدى الرحلات
438368-186908.jpg

438368-186903.jpg

438368-186904.jpg

438368-186902.jpg

مجموعة من البطاقات الخاصة بالمربي المفاضل محمود محيي الدين الشيخ لمراحل وجهات مختلفة في الكويت
438368-186909.jpg

رخصة قيادة محمود الشيخ الكويتية


  • ولدت في لبنان بمدينة بيروت عام 1932
  • الشيخ عبدالله الجابر أسس الكشافة في الكويت عام 1936
  • رغم تخصصي في الكيمياء الصناعية أول مادة درستها كانت الرياضيات وكنت أعزف للطلبة على الأكورديون
  • ذهبنا في رحلة للجوالة والكشافة إلى جزيرة فيلكا فهبت عاصفة رملية هوجاء اقتلعت خيامنا
    • تأسست الكشافة في لبنان عام 1912م على يد عبدالجبار وأخيه خيري وهما باكستانيان كانا يدرسان في إنجلترا وحضرا إلى بيروت
    • أول سكن لي في الكويت كان مع سعودي وسويسري وسوري شركاء وكنت أترجم تواصلهم بالفرنسية وأدفع 50 روبية إيجاراً
    • عندما حضر الفلسطينيون إلى لبنان عام 1948 فكرنا مع الشباب في تقديم المساعدات لهم فأنشأنا جمعية باسم «الشبيبة الخيرية العربية»
    • بعد سنة من العمل في المدرسة الأحمدية انتقلت إلى «المباركية» وباشرت تأسيس الكشافة البحرية فكنت أول من أنشأها في الكويت
    • عندما قابلت لجنة التعاقدات الكويتية مع المدرسين في بيروت قالوا لي «أنت صغير في السنوتحتاج إلى كفيل» فضمنني أول طبيب لبناني يعمل في «الصدرية»
  • عينت إخصائياً اجتماعياً في مدرسة حولي المتوسطة عام 1961 وكنت من أوائل الإخصائيين في الكويت
  • وزارة الشؤون استعانت بيلإنشاء فريق للجوالة وخصصوا لنا مقراً في المعهد الديني بمنطقة الأسواق
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الوافدون العرب من مدرسين ومهندسين وغيرهم ممن حضروا الى الكويت مع بداية النهضة الحديثة كان لهم دور كبير في بناء الكويت على جميع الأصعدة مع اخوانهم أهل البلد من الكويتيين. .

ضيفنا هذا الاسبوع له دور كبير في التعليم منذ أن حضر الى الكويت، فقد عين مدرسا في المدرسة الاحمدية التي تأسست عام 1921.

قدم الكثير للحركة الكشفية منذ تعيينه عام 1952 وأسس الجوالة، ثم نقل الى المدرسة المباركية القديمة وأسس الكشافة البحرية.

الأستاذ محمود الشيخ قدم الكثير من الأعمال التربوية ثم نقل الى مدرسة الرقة التعليم المسائي وأسس الجوالة من أبناء الرقة، وكان يعمل مشرفا اجتماعيا ونفسيا، ثم نقل الى ثانوية الأحمدي.

بعد ذلك انتقل للعمل في شركة المطاحن والمخابز وعين مسؤولا عن الخبز، وأثناء الاحتلال الصدامي تعرض لمشاكل مع الجيش الصدامي وعوقب.

يقول الاستاذ محمود محيي الدين الشيخ شكرا لجريدة «الأنباء» والقائمين عليها، شكرا للأستاذ منصور الهاجري على الجهود التي يبذلها لتسجيل تاريخ الكويت.

المزيد للتعرف عليه في السطور التالية:

في البداية يحدثنا ضيفنا المربي الفاضل محمود محيي الدين الشيخ عن مولده وبداياته وأولى صفحات كتاب ذكرياته قائلا:

ولدت في لبنان بمدينة بيروت عام 1932م، كانت بيروت مدينة راقية متقدمة والناس تتعاطى وتتعاون مع بعضها البعض، كانت بيروت بعيدة عن المشاكل وكان الجميع مرتاحا والوضع الاجتماعي ممتازا جدا والاصطياف على مستوى عال جدا.

الدراسة والتعليم

ثم يتحول سريعا للحديث عن مشواره بالدراسة، حيث يقول: التحقت بمدرسة المقاصد الخيرية الاسلامية والتعليم الثانوي في ثانوية حوض الولاية ويطلقون عليها المدرسة العسكرية لأن الجيش العثماني كان يتدرب فيها، وبعد ذلك انتقلت الى المعهد العالي للتكنولوجيا وتعلمت الكيمياء الصناعية، وهو التحليل للأرض إن كان فيها معادن (الجيولوجيا) حتى هنا في الكويت عندما حضرت اشتغلت بنفس التخصص، وتخرجت في المعهد.

وكنت أمارس هواية الأشبال في المرحلة المتوسطة وكنت قائدا في كشافة أبوعبيدة بن الجراح، وهو ناد كشفي، وفي المدرسة التحقت بالكشافة المسلم ومن المدرسة أسسنا فوجا وضممناه لكشافة ابوعبيدة الجراح، وكان معي علي جرادة، وهو بطل الأجسام وفي الملاكمة وعبدالرزاق رحم وهو رئيس التشريفات في مجلس الوزراء وكذلك عثمان وعبدالرحمن يموت، وواحد من عائلة الصعيدي وهو يغني ويحفظ، أمضيت فترة طويلة مع كشافة أبوعبيدة الجراح، ومن الفريج (الحي) أسست فرقة كشافة بعدما تركت الأشبال ومازلت طالبا بالمدرسة وبالنادي واسمه نادي كشافة أبوعبيدة بن الجراح وكنت أقول للشباب عندي مخيم فكانوا يجتمعون عندي وبعد ذلك أسست فرقة الجوالة وكانت قبلنا فرقة ولكن بعدها أسست فرقتنا وكانت من الشباب، ولكن خارج حي المزرعة «كرم الزيتون»، وكان بيننا هناك، أقول ما قمت به من تأسيس كان كالآتي: أسست فرقة أشبال، وفرقة كشافة، وفرقة جوالة.

بعدما حضر الفلسطينيون الى لبنان عام 1948 فكرنا مع الشباب في أن نقدم مساعدات للفلسطينيين وعملنا جمعية باسم الشبيبة الخيرية العربية والشعار عبارة عن شمس ضاربة على اثنين يصافحون عليهم ومن تحت عبارة «يد الله مع الجماعة».

وبدأنا نعمل شعارات وهم من الحي (الفريج) لمساعدة الفلسطينيين اتصلت بجمعية مكارم الأخلاق الاسلامية وطلبنا منهم أن يساعدونا ماذا نستطيع أن نقدم للفلسطينيين، فعملنا بطاقات والدكتور مدو يعمل محاميا وكان يسكن معنا في نفس البناية، فعرضنا عليه أن نعمل دستورا للجمعية فقال صعب جدا أن يوافق عليه وساعدنا الفلسطينيين في البداية وتوقف العمل لأنه لم نحصل على موافقة، رجعت للكشافة والجوالة وقد حضرت معهم عدة معسكرات وندوات.

الكشافة في لبنان

الكشافة قديمة في لبنان منذ تأسيسها عام 1912م على يد عبدالجبار وأخيه خيري وبالأصل هما باكستانيان كانا يدرسان في إنجلترا وحضرا الى لبنان والتحقا بالجامعة الأميركية في بيروت ووجدا فرصة لهما في الجامعة، وبالأصل هما كشافة في إنجلترا، ففرصة لهما بدآ بتشكيل الفرقة، أسسا فرقة الكشافة في الجامعة وفي البداية كانا يسميانها الكشافة العثماني، وبعد ذلك تغير الاسم الى الكشافة المسلم واستمر الاثنان بالكشافة، زاد عدد الكشافة المسلم وكان يحضران الجمبوري باسم الكشاف المسلم في لبنان وهو مخيم دولي وكل أربع سنوات يقام والكويت اشتركت بهذا المعسكر، الكشافة في الكويت تأسست عام 1936 أسسها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.

أذكر أن الكشافة الوطني الكويتي شارك في مخيم الكشافة في الفلبين وكان رئيس الوفد المرحوم محمد النشمي وذلك عام 1952، أول حضور الى الكويت وعيسى الحمد والكشاف الكويتي الذي شكلته بنفسي وعبدالعزيز عليان وهو المخيم الدولي، الكشاف الوطني أنا الذي أسسته في الكويت وكنت مدرسا في الأحمدية.

قصة حضوري الى الكويت

يحكي الشيخ كيف قدم الى الكويت بعد التخرج والعمل لبعض الوقت في بيروت: بعد التخرج في المعهد التحقت بالعمل في مصنع للسكر في بيروت، فكان عندي العمل نوبات كل 8 ساعات وكان بيت الوالد في المزرعة والمصنع بعيد عن البيت فكنت استقل سيارة مرتين والمصنع في تل الذيب وكنت ادرس في مدرسة علم الحديث مدرس رياضيات، ولان العمل كان متعبا، فكرت كثيرا في أن أسافر من لبنان لأي بلد عربي، وارسلت عدة رسائل الى الدول العربية ومنها الى الكويت.

وكنت اعمل ومستمرا في العمل.

في أحد الأيام رجعت الى البيت من مخيم صيفي ويقيمه كشافة أبوعبيدة بن الجراح وعائلتي في مصيف بحمدون الضيعة.

وصلت الى البيت والوالد رأى ظرفا تحت الباب وأعطاني إياه وفيه دعوتي لمقابلة لجنة التعاقدات للمدرسين للعمل في الكويت وكان آخر موعد للجنة، ومن أعضائها المرحوم عبدالعزيز حسين والمرحوم درويش المقدادي، قابلت اللجنة ونجحت فيها على أساس قبولي العمل مدرسا في الكويت ولكن واجهتني مشكلة اني صغير في السن واعتمد شهاداتي على ان تعادل سنتين جامعة وشاهد صور الكشافة وتحمس لقبولي، وقال «لكن عندنا مشكلة انه انت صغير ومطلوب عليك كفيل، فذهب الى د.أحمد سلامة وهو أول طبيب لبناني يعمل في مستشفى الأمراض الصدرية فقبل به وتحدثت معه وعمل لي موافقة وسلمتها للمرحوم عبدالعزيز حسين وتمت الموافقة ووقعت العقد معهم على اني مدرس في الكويت وقال «كيف تذهب الى الكويت فقلت «لا أعرف» وقال عبدالعزيز حسين «اذهب الى وكيلنا السيد بولس فرح وهو يدبر لك السفر».

بالفعل حجز لي تذكرة وطائرة «ديكونا» ونزلنا في بغداد لمدة ساعتين ومنها الى مطار الكويت كان مطارا صغيرا واستقبلنا عبدالعزيز حسين في المطار مع درويش المقدادي ومجموعة اخرى والطائرة كان فيها مسافرون آخرون قال عبدالعزيز حسين تنزل في فندق لمدة يومين وبعد ذلك ندبر لك سكنا.. والفندق بشارع الجديد قرب ساحة الصفاة.

وعينت مدرسا في المدرسة الأحمدية وتعرفت على بعض المدرسين في الأحمدية.

أول يوم في الأحمدية قابلت صالح عبدالملك وهو ناظر وبعض المدرسين أما السكن فكان كل مجموعة تسكن مع بعض ويوم من الأيام خرجت من المدرسة وذهبت الى الفندق ودخلت أحد المطاعم لتناول الغداء، شاهدت 3 رجال يجلسون على طاولة أكل، سعودي وسوري وسويسري والثلاثة كانوا بداية اتفاق لتأسيس شركة مقاولات وما كانوا يفهمون لغة انجليزية، فقال لهم تتكلمون لغة فرنسية وكنت قريبا منهم فقلت أنا أتكلم اللغة الفرنسية فقال السويسري تفضل اجلس معنا، فصرت المترجم للثلاثة، سألني واحد منهم «أين تسكن» فقلت «ما عندي سكن ابحث عن سكن». فسكنت معهم وصرت الرابع ومكان السكن في بناية للخرافي وهي الوحيدة وعلى يمينها بيت قديم ودفعت معهم 50 روبية.

السعودي والسوري اتهما السويسري بأنهم يحصلون على مناقصة والسويسري يدرسها ويقدمها للكويتيين وهم لا يحصلون على شيء، انتهت الشركة وتفرقوا فصرت اسكن بنفسي حتى جاء وسكن معي ناظر الأحمدية صالح عبدالملك، وكيل المدرسة أحمد ياسين.

عام 1952م وسكن معي ايضا مدرسون وهم تيسير سليمان وموفق عزبي كاتبي وعبدالرحمن الذي كان أخوه زهير زعيتر موظفا بالجوازات وحصل على الجنسية الكويتية ونعيم عنتاوي سوري كان يعمل في المالية وحصل على الجنسية الكويتية.

أول مادة درستها

لدى قدومه الى الكويت ورغم انه يدرس الكيمياء، درس الشيخ مادة الرياضيات، وعن ذلك يقول: أول مادة علمتها للطلبة الرياضيات ولأن ثقافتي فرنسية اسعد الحاج هو فهمني بعض المصطلحات العربية، كنت ملما بالموسيقى والعزف على الأكورديون وكنت اعزف أمام الطلبة وكلما طلب مني صالح عبدالملك مادة أقول له حاضر فأعملها للطلبة، ما كنت اخالف الناظر، قلت له أنا أعلم كيمياء، فقال ما عندنا كيمياء، عندنا كل المواد، فقلت له حاضر.

كان الجدول 24 حصة وعلى دوامين صباحي ومسائي.

الكشافة في الأحمدية

وعن نشاطه في الكشافة يقول الشيخ: تخصصت في الكشافة منذ ان كنت في لبنان، وكانت هناك الكشافة الإسلامية وكشافة أبوعبيدة بن الجراح، كانت الكشافة موجودة في المدرسة الأحمدية ولكن كانت الفرقة تتكون من مجموعة من مختلفي الأعمار، الكبار مع الصغار، فبعدما تسلمت الفرقة عملت على فصل الكبار عن الصغار، فأسست فرقة جوالة وهي أول فرقة جوالة في الكويت أسستها بنفسي عام 1952 من الكبار.

تحدثت مع المرحوم الأستاذ عيسى الحمد فقال مشكور على عملك وقلت له ما يصير ان يلبسوا بنطلونا قصيرا نخصص لهم بنطلونا طويلا فطلبوها من لبنان فلبسوا بنطلونات طويلة.

من ضمن الجوالة المرحوم عبداللطيف البرجس وسليمان الصقر ومحسن العون ومحمد حسين الشطي وعبدالمحسن البدر كانوا متعاونين جدا وكان عدد الجوالة 12 جوالا يكونون عشيرة واحدة والرهط 6 أفراد والكشافة 30 كشافا وعينت عليهم محمد الخباز وعلى الجوالة سليمان الصقر واذكر أيضا عبداللطيف واحمد العبدالجليل مع الجوالة.

غرفة للكشافة وغرفة للجوالة

رحلة فيلكا والعاصفة

قررنا ان نقوم برحلة الى جزيرة فيلكا للجوالة والكشافة، ودائرة المعارف خصصت لنا مبلغا للمصاريف و«لنش» وسافرنا من الكويت الى فيلكا معنا جميع المعدات من خيام وأكل وماء، وصلنا الى جزيرة فيلكا، اللنش وقف بعيدا عن الساحل وحملنا جميع أغراضنا على الأكتاف ووصلنا الى الساحل ونصبنا الخيام قريبا من الساحل وكنا في أحسن حال، وفجأة هبت علينا عاصفة رملية وهواء شديد قلع الخيام من مكانها فلجأنا الى مبنى يعرف باسم سعد وسعيد وسكنا فيه حتى اليوم الثاني، هدأ الجو وأخبرنا النوخذة برغبتنا في العودة الى الكويت لكن النوخذة رفض وقال ان الأمواج عالية ربما ينقلب «اللنش» وكان لا يوجد عندنا أكل فلجأنا الى الصيادين وأعطونا خبزا، الأهالي في مدينة الكويت لجأوا الى المدرسة والى المسؤولين، دائرة المعارف خصصت سفينتين وزودتهما بالأكل، نحن رجعنا الى الكويت وأما السفينتان فلم تصلا الى فيلكا، وصلنا الى الفرضة والأهالي واقفون ينتظروننا وكل طالب التقى بوالديه وكانت الفرحة كبيرة بعودة الأبناء من الرحلة احضرت حمالين ونقلوا الخيام والاغراض من الغرفة الى المدرسة الأحمدية، واليوم الثاني قابلت المرحوم صالح عبدالملك والمدرسين وقلت لهم ما حصل لنا، من رحلة فيلكا وكانت الأولى والأخيرة لفيلكا.

الرحلة الثانية للكشافة

أحضرنا دراجات لكل جوال وذهبنا برحلة الى السالمية والاغراض معلقة على الدراجات وكل جوال على ظهره حقيبة وفأس وعصا شعار الجوالة «الخدمة العامة» ذهبنا الى السالمية، واذكر اننا كنا نلجأ الى بعض الخيام، وصلنا الى قصر المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح، رحمه الله، وكان الطريق رمليا والدراجة فيها صعوبة بقيادتها دخلنا القصر نريد ان نشرب ماء فشاهدنا المرحوم الشيخ صباح السالم، رحمه الله، ورحب بنا وقال غداؤكم عندنا ايها الجوالة، وتغدينا عيش وسمك ولحم ومرق.

رجعنا الى الكويت الى بوابة السور وبمرور سيارة أحد الشيوخ رفع يده للسلام علينا كان شرطي يقف على منصة فاوقفنا وقال الشيخ يريدكم فقال الشرطي انتظروا اثناء النقاش معه، وصل ضابط وسأل عنا واطلق سراحنا ووصلنا الى المدرسة.



المدرسة المباركية

سنة واحدة امضيتها في الاحمدية ونقلونا الى المباركية، وانتقل معنا صالح عبدالملك كناظر للمباركية ونايف دلول سكرتير وراشد ادريس، بعدما انتهى العام الدراسي عام 1952 العطلة الصيفية سافرت الى لبنان وسمعت ان الكشاف اللبناني مشترك في مخيم الجوالة الدولي في سويسرا في كندا ستريك فقلت لماذا لا التحق معهم وبالضبط شاركت وسافرت وحضرت المعسكر ومن الدول العربية المشاركة لبنان ومصر والدول الاخرى اجنبية امضيت فترة المشاركة لمدة عشرة ايام ووجدت مجموعة كتب في المعسكر فاشتريت كتبا عن الكشافة البحرية والجوالة واذكر كتابا عن الجوالة اسمه لاروت وآخر لارونيه ومجموعة اخرى باللغة الفرنسية فبعدما انتقلت الى المدرسة المباركية باشرت بتأسيس الكشافة البحرية فانا اول من عمل على تأسيسها في الكويت وكانت في المدرسة المباركية والجوالة في الاحمدية فوجدت الشباب الكويتي متحمسا للكشافة البحرية.

ترجمت الكتب من الفرنسية الى اللغة العربية وساعدني المرحوم عيسى الحمد وعمل شهادتين الأولى «أ» والثانية «ب» وطلبنا ملابس بحرية بنطلون ازرق وقبعة زرقاء وقميص ابيض والقبعة كانت موديلا انجليزيا استوردت من الهند فغيرت شكلها الى اميركي وبعد ذلك ان التجربة انتشرت لان ثانوية الشويخ اسسوا فيها كشافة بحرية وفيها ناد للبحرية وكان العدد فيها كبيرا، واذكر ان شاركنا في معسكر الفنيطيس مع الكشافة البحرية وان الكشاف احمد الجردان عمل سفينة «تناك» من الصفيح، تطورت الكشافة البحرية واحضرت لهم من لبنان ملابس حديثة.

رحلة إلى الأحمدي بالدراجات

في الكشافة البحرية خرجنا برحلة برية الى مدينة الاحمدي من المباركية وتوجهنا الى الشعيبة ومنها الى الاحمدي لكن تعبنا فتوجهنا الى مخفر الاحمدي وقلنا للضباط نحن كشافة حضرنا بالدراجات ولا نستطيع العودة والليل يدركنا فقال حاضر وجهزوا لنا سيارة وانيت ووضعنا الدراجات بداخل الوانيت الى المدرسة المباركية، وبنفس السنة الكشافة البحرية قمنا برحلة الى جزيرة عوهة وجزيرة كبر وكل اسبوعين نخرج برحلة وذلك قبل عام 1957، وقبل ان ينقلونا الى الكلية الصناعية لهدم مباني المباركية القديمة صار عدد الكشافة البحرية كبيرا بين الصناعية والمباركية وثانوية الشويخ ومعنا جوالة وكشافة برية وكان معنا في الكشافة عبدالحسين عبدالرضا وعبدالامير عبدالرضا ومعهما خالد عبدالوهاب، والده ابوبريك، وفي الكلية الصناعية عملنا مسرحا في الساحة واردنا ان نعمل مخيما في معسكر الفنيطيس فالشباب عملوا ميناء على ساحل بحر الفنيطيس واحضروا مردي عصا طويلة غرسوها في داخل برميل وصبوا عليها كنكريت وربطوها مع بعض وعملوا ميناء.

وصنعوا 4 سفن من الصفيح «تناك» بالبحر كان معسكرا رائعا للكشافة البحرية، كنا نعمل معسكر بالليل وأخذنا علم الصناعية.

المبنى الجديد للمباركية

عام 1958-1959 رجعنا الى المبنى الجديد للمدرسة المباركية واستمررنا بالكشافة البحرية والبرية، كان حسن الخباز عريف أول وعنده طليعتين، وحسن رجب صار عريف أول وقال يا أستاذ نريد ان نخرج برحلة برية بأنفسنا الى الجهراء وبالفعل زرتهم بالجهراء وكانوا عاملين معسكر، واذكر الكشافة البحرية عملوا معسكر في الجزيرة الصغيرة مقابل ثانوية الشويخ، أمضينا سنوات طويلة في المباركية واختاروني مشرفا رياضيا على القسم وأراقب على التصحيح بالإضافة الى عملي مع الكشافة.

ولي أمر بالمباركية

يحكي الشيخ قصة حدثت معه لدى عمله في المدرسة المباركية حيث يقول حضر ولي أمر الى ناظر المدرسة وطلب منه مدرس يعلم ابنه في البيت فقال له الناظر محمود الشيخ أحسن مدرس كان الولد عنده عقدة من مادة الرياضيات فتعاملت معه على اني صديق له وحببته بنفسي ومع الدوام معه وتعليمه حصل على 35 من 40 في الرياضيات وصار يحب المادة وتسلمت الطالب حتى سنة رابعة ثانوي، بعد ذلك تركت التدريس.

إخصائي اجتماعي

كما عمل ضيفنا اخصائيا اجتماعيا في التربية وعن ذلك يقول: احتاجت وزارة التربية الى اخصائيين اجتماعيين فالتحقت بالدورة لمدة سنتين وفي الصباح أعمل مدرسا ونجحت وعينت اخصائي اجتماعي في مدرسة حولي المتوسطة وكنت من أوائل الاخصائيين عام 1961 - 1962 وناظر المدرسة ابراهيم الصعيدي.

عينت مع اخصائي آخر ثم نُقل وبقيت بنفسي، وبعد ذلك نقلت الى مدرسة سعد بن أبي وقاص وأمضيت فيها فترة وحصلت على امتياز ونقلت الى مدرسة الرقة المتوسطة والناظر زكي وأسست مجلس آباء وأسست كشافة تابعة لمنطقة الرقة.

ذكرياتي في المباركية القديمة

يحدثنا المربي محمود الشيخ عن المدرسة المباركية وذكرياته فيها قائلا: المدرسة المباركية القديمة تقع بمنطقة السوق وهي بناء عربي وعملنا فيها مخيمات للكشافة، وقمنا برحلات كشفية الى المطلاع أيام الشتاء والربيع ورحلات بحرية، وأقمنا مخيمين كبيرين في الجهراء وكذلك مع الجوالة وشربنا ماء من عين الماء.

وأسسنا فرقة موسيقية بإشراف الأستاذ محمود عمر وفرقة الجوالة في المباركية وعندنا طبول قديمة وجددها واشترينا ماصول جديد وعلم الأولاد على العزف، كان محمود عمر مدرب موسيقى للشرطة المصرية قبل حضوره الى الكويت وأذكر ذهبنا مع الكشافة والجوالة الى ميناء الأحمدي والفرقة الموسيقية لاستقبال المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت الأسبق وعزفت الفرقة ترحيبا به.

وبعد ذلك اعتمدت على الكشافة واذكر ان الكشافة كانوا يعزفون الموسيقى ويستعرضون بالشوارع واذكر ذهبنا مشيا من الصناعية الى ثانوية الشويخ والموسيقى تعزف، وعندما كنت في المباركية نعمل خطة والكشافة ينفذونها ففكرنا بتأسيس فرقة الكشاف الوطني الكويتي وجمعت مجموعة من الكويتيين وأسسنا الفرقة عام 1959 واجتمعت مع المسؤولين بنادي المعلمين وكان رئيس النادي المرحوم صالح عبدالملك وخصص لنا غرفة بالنادي.

واتصلت على عيسى الحمد ووافق على ذلك وقال لا مانع وعملنا أعلام وكتبنا الكشاف الوطني الكويتي، الكشاف المبتدئ يوقعها عيسى الحمد والكشاف الوطني الكويتي، وأول مخيم أقمناه في أم الهيمان ووصلنا ونصبنا الخيام وأقمنا حفلة السمر للكشاف الوطني الكويتي وملابسهم على حسابهم والمهم أشعلنا النار بالليل والغناء والفرح كان أمام النار، خرج منه ثعبان كبير وهجمنا عليه بحجر وقتلناه وفي الصباح هبت علينا رياح قوية وتراب، وكان معنا عبدالمحسن يوسف وقلنا له أنت تقودنا الى الشعيبة من ام الهيمان وربطنا أنفسنا بحبل طويل ونحن مع بعض حتى هدأت الرياح ورجعنا الى أم الهيمان اليوم الثاني وأخذنا الخيام والكشاف الوطني الكويتي شارك في مخيم مانيلا في الفلبين.

واختلفوا مع المرحوم عيسى الحمد وبعد العودة فصلهم وانضم لهم المرحوم محمد النشمي وضمهم الى فرقة التمثيل وخُصص لهم مركز خلف مدرسة المثنى بعدما ترك صالح عبدالملك نادي المعلمين وصار واحد غيره قال للكشاف الوطني ما لكم مكان عندنا فذهبنا الى نادي الخليج ورحب بنا رئيس النادي وخصص لنا غرفة وعملنا عدة مسرحيات ومعنا محمد حسين الشطي واحمد الروضان انتهى الكشاف الوطني الكويتي.





العمل في التقنيات التربوية

عن نقله يقول الشيخ: تم نقلي الى التقنيات التربوية في الاحمدي ارادوا ان ينصبوا لي فخا وتم لهم ذلك ونجحوا وقالوا عليك تقديم استقالتك فقلت لم أعمل شيئا خطأ فحضر عندي محقق فلم يجدوا عندي شيئا وذهبنا الى مجموعة من التربويين الذين عملت معهم فوقفوا معي ونقلت الى النادي البحري بالفنطاس وعينت مشرفا عاما والمجموعةايضا ذهبوا الى وكيل الوزارة، وحضر جاسم الجيماز والمجموعة احضروا لي كتابا يفصلني من العمل.

راشد الرشيد نقل اقامتي عليه ومحمد حسين الشطي دخل على وزير التربية وحاول اعادتي الى عمله الا ان الوكيل قال لابد ان يسافر، دخل عبدالمحسن الفليج على الوكيل وساعدني على اساس ان انقل اقامتي على اي مواطن واعطوني جوازي، احمد الرضوان ارسلني الى شركة مطاحن الدقيق للعمل ورحب المدير واشتغلت في قسم المبيعات وذلك عام 1988.

وقع الاحتلال الصدامي للكويت، صار تصلني اتصالات من الخارج والسيد عادل قال انت وقع على الايصالات وكانوا يعطوني خبزا واوزع على اصدقائي الكويتيين اثناء الغزو اتصل فيني احد المسؤولين العراقيين وقال انت توقع بنقل زيت من المخابز انت حرامي واتهموني والقوا علي القبض، واحد فلسطيني احضر كتابا عليه توقيع المدير الكويتي قبل الغزو وقال للعراقيين هذا الكتاب موقع قديما محمود الشيخ غير مسؤول عن التوقيع اعطوني كتابا ثانيا والضباط العراقيون قالوا سننقلك من هذا المكان.

ونقلوني الى مخابز الرميثية وبعدها سافرت الى لبنان ورجعت وانتهت القصة.

حاليا في زيارة عند بناتي متزوجات ويعملن في الكويت ولي ولدان اثنان يعملان في كندا حاصلان على الجنسية الكندية ومتزوجان وعندهما اولاد، شكرا للكويت التي احتضنتني طوال سنوات عمري ولمدة 38 سنة.



جوالة «الشؤون»

عن دوره في انشاء فرقة الجوالة التابعة لوزارة الشؤون قال الشيخ: وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ارادوا تكوين فرقة جوالة فطلبوني لتأسيس فرقة للجوالة وتم تأسيسها وخصصوا لنا مقرا في المعهد الديني الموجود بمنطقة الاسواق ومعنا يوسف الشريكي وبدأت الجوالة بالذهاب للحج لمساعدة الحجاج هناك مع البعثة الكويتية وبعد ذلك تم تعيين الاشوك واستمر بالجوالة بالنسبة الي ايضا عملــت فريق للجوالة في الرقة تابع للشؤون الاجتماعية والعمل لاني كنت مشرفا ثقافيا واجتماعيا بالمساء، فعملت من طلبة المسائي وشاركنا بيوم المرور العالمي ويوم البيئة، الحقيقة خدمنا البلد.

صارت هناك مشكلة في مدرسة الرقة مع ناظر المدرسة والسبب ان جمعية الرقة التعاونية فتحوا بالصيف فصول تقوية وعينوني مشرفا عليها، الناظر زعل ومنفي من العمل بالصيف.

وطلب نقلي الى ثانوية الظهر وحصل مشكلة وكنت مسؤولا عن فصول التقوية وكان عندي اربعة في سنة رابعة ثانوي والناظر منع فتح فصول الطلبة قابلوا ناظر المدرسة وقالوا له غير معقول نرسب بالرياضيات فقال الناظر نادوا الاستاذ محمود الشيخ، وقال احضر لنا مدرسا لكن الناظر خاطب وزارة التربية وقال ان محمود الشيخ خالف انظمة الوزارة واحضر مدرس رياضيات واتفق معه لتدريس الطلبة واستدعى الطلبة الناظر وقال ابعدوا عن محمود الطلبة كتبــوا لي كتابا وقالوا نحن طلبنا منك احضار مدرس حضر الى المدرسة معاوية القاضي للتحقيق معي، وقال في التحقيق ان الاستاذ محمود الشيخ لم يتجاوز صلاحياته وينقل الى مدرسة اخرى.

الكشافة في الكويت

(المحرر)



المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ورئيس مجلس المعارف زار لبنان عام 1936 وتم الاحتفال بقدومه وكانت فرقة الكشافة اللبنانية تعزف الموسيقى بملابسهم الكشفية فسأل عنهم وقيل له هذه الكشافة، وبعد عودته الى الكويت - صادف قدوم البعثة التعليمية الفلسطينية - وهي أول بعثة تصل الى الكويت عام 1936، فأصدر أوامره بتأسيس الكشافة الكويتية في مدرسة المباركية وعين الأستاذ محمد المغربي رئيسا لتلك الفرقة ومن بعدها كشافة المدرسة الأحمدية وانتشرت الكشافة في جميع مدارس الكويت.



عدد المشـاهدات: 11824


 
حجم الخط
434754-182120.JPG

عبدالمحسن عبدالله سعد المنيفي (محمد خلوصي)
434754-182695.JPG

بدر الزوير ود. عبدالمحسن الخرافي وعبدالمحسن المنيفي والزميل منصور الهاجري
434754-182121.JPG

عبدالمحسن المنيفي مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء
434754-182112.JPG

عبدالمحسن المنيفي والسفير السعودي في كراتشي وسليمان ابو غوش لدى افتتاح المدرسة السعودية في المدينة
434754-87.jpg

مع مجموعة من المدرسين و الطلبة
434754-182116.JPG

عبدالمحسن المنيفي مع مجموعة من المواطنين الباكستانيين
434754-186873.JPG

المنيفي خلف مقود سيارته
434754-182119.JPG

عبدالمحسن المنيفي واثنان من اصدقائه
434754-182110.JPG

لقطة قديمة مع الأصدقاء
434754-182696.JPG

سليمان ابو غوش ومرزوق المرزوق وعبدالمحسن المنيفي
434754-182115.JPG

مع بعض الاصدقاء في باكستان
434754-182697.JPG

عبدالمحسن المنيفي مع ابنه عدنان
434754-186872.JPG

.. ومع اصدقائه في مدينة كراتشي
434754-182107.JPG

المرحوم احمد الغنام
434754-182106.JPG

السفير السعودي في مدينة كراتشي مع ابنه

    • دخلت الكويت بداية حكم الشيخ أحمد الجابر وكنت شاباً صغيراً لم أتجاوز الحادية عشرة
    • التحقت بمدرسة ملا مرشد السليمان في المرقاب وكنت أسكن في القبلة وأذهب إليها مشياً
    • كنت أنقل الذهب والأموال والبضائع بين الكويت وكراتشي وهذا العمل جعلني مليونيراً
    • عملت موظفاً في إدارة شؤون الأيتام مع المرحوم خالد المطوع
    • الوالد استقر بالكويت في بدايات القرن الماضي وسكن بالحي القبلي في براحة حمود الناصر البدر
    • أخي محمد (رحمه الله) كان يعمل في تجارة المواد الغذائية في مدينة كراتشي ولسنوات طويلة
    • عملت في مكتبة الكويت في الترجمة وصرف العملة وكانت إجادة الإنجليزيةشرطاً للتعيين
    • ولدت في مدينة الزلفي السعودية وكان والدي حينها بالكويت يعمل أستاذ بناء
    • سافرت إلى كراتشي بناء على طلب من أخي محمد وعملت هناك تسعة عشر عاماً
    • بعد التقاعد فتحت محل إلكترونيات في الكويت
    • أخي محمد كان يملك سفينة شراعية والنوخذة عليها محمد المنصور
  • بعد 19 عاماً من العمل في كراتشي عدت إلى الكويت وأنشأت ماكينة للطحين
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع يمكن أن يقال عنه إنه شاهد على عصر انتقلت فيه الكويت من حال إلى حال، ولد ضيفنا عبدالمحسن المنيفي في مدينة الزلفي بالمملكة العربية السعودية حيث تنتمي أصول العائلة، والده كان أستاذ بناء قدم إلى الكويت في بدايات القرن الماضي وشارك في بناء سور الكويت عام 1920 مع عماله الذين أحضرهم من نجد، حيث كان مسؤولا عن بناء الجزء من بوابة الجهراء حتى بوابة الشامية.

مر مرورا سريعا على الدراسة حيث بدأ في مدرسة ملا مرشد بالمرقاب وتركها بعد سنة واحدة، قضى فترة طويلة من حياته في العمل في مدينة كراتشي التي سبقه إليه أخوه محمد، يحكي لنا ذكرياته وحكاياته وكيف كان ينقل الذهب والأموال والبضائع كالشاي بين الكويت وكراتشي، وكيف صار مليونيرا من وراء ذلك، يحدثنا عن عمله بعد العودة والزواج والاستقرار وأين اشتغل ومتى تقاعد وماذا حدث له بعد ذلك.

نتعرف من خلال هذا اللقاء على لمحات من حياته ونلقي نظرة على صفحات من كتاب تاريخ الكويت، التفاصيل في السطور التالية:يقلب ضيفنا هذا الأسبوع الحاج عبدالمحسن عبدالله سعد المنيفي أولى صفحات الماضي والذكريات، فيتحدث عن مولده وبداياته حيث يقول: ولدت في مدينة الزلفى إحدى مدن المملكة العربية السعودية، وكان والدي في ذلك الوقت موجودا في الكويت وهو أستاذ بناء وقد شارك في بناء سور الكويت عام 1920 وقد دخل الكويت واستقر بها قبل ذلك التاريخ.

والدي عندما شارك في بناء السور كان مخصص له بناء السور من دروازة الشامية إلى دروازة الجهراء، كان مسؤولا عن هذا الجزء مع عماله الذين جاءوا من قرى نجد في المملكة العربية السعودية.

الوالد كان بناء في الزلفى.

عندما حضرت الى الكويت كان عمري 11 سنة وعندها كان تم بناء السور بالكامل.

كان الوالد يسكن في الحي القبلي في براحة حمود الناصر البدر وقد عرفت فيما بعد ببراحة عباس، كان أخي محمد وهو الأكبر سنا مني، ويسكن مع والدي وهو بذلك الوقت متزوج وعنده أولاد وكنا نسكن عند محمد.

كان الوالد يتردد بين دولة الكويت ومدينة الزلفى، ودخلت الكويت بداية حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت وكنت شابا صغيرا.

الدراسة والتعليم

وعن مسيرته في مشوار التعليم يقول المنيفي: التحقت بمدرسة ملا مرشد السليمان ومدرسته في المرقاب وكنت لا أعرف القراءة والكتابة وأخي محمد سجلني عند ملا مرشد وقال وقال أخي محمد لملا مرشد طبق عليه المثل البدوي قال: هذا الولد أريد أن أذهب إلى السوق لبيع الغنم وارجع وأشوف ولدي ناجح، وملا مرشد خصص لي مكانا بجانبه وبدأ يعلمني والتلاميذ بالفصل الخامس.

وأذكر أن عبدالعزيز الشايع مع الأولاد كانوا ينظرون لي على أني في بداية التعليم، وملا مرشد شد علي بقوة في التعليم حتى تمكنت من القراءة والكتابة وباشرت القراءة والكتابة بكل ما يقع بيدي من ورق أو كتاب وتعلمت ولمدة سنة واحدة، كان أخي محمد - رحمه الله - له مكانة خاصة عند أهل السوق والتجار وكان رجلا محترما عندهم.

بعد سنة من الدراسة تركت المدرسة نهائيا، كنت اذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام من البيت إلى المدرسة كانت المنطقة برا وخالية من البيوت أشاهد الأغنام ترعى داخل السوق وفي منطقة الصالحية ما كانت موجودة فيها بيت والصهيد قبل الصالحية من جهة براحة عباس إلى الجنوب، أولا الصهيد بعدها الصالحية وكنت امشي تلك المنطقة من دون خوف معتمدا على الله وعلى نفسي، أما مسجد ملا صالح الحالي ما اذكر هل كان موجودا أم لا؟ بنايات فهد السالم الحالية كان توجد بيوت بحدود 3 أو 4 بيوت ويوجد بالطريق شجر الأثل، أذهب إلى المدرسة صباحا وأرجع الظهر وأروح العصر وأرجع المغرب بقليل كانت الدنيا أمانا أما خلف السور في خوف ومرتين خرجت خلف السور مع صديقي عبدالله العقيلي من دروازة الشامية وأحيانا من دروازة الجهراء، الأرض فيها شجر هدم كبير كنا نتمشى نحن الاثنين ولا توجد بيوت، الشامية فيها شجر الهرم ولا يوجد عندي فخ ما عندي هواية صيد الطيور أيام الربيع وخاصة يوم الجمعة وقبل صلاة الجمعة نرجع إلى البيت عند أخي محمد.

الوالد والعائلة

يتحدث المنيفي عن والده وأفراد أسرته قائلا: والدي كان متزوجا قبل والدتي وأنجبت له محمد وسارة ومنيرة وهي من عائلة البدر وتزوج والدتي من العجلان وأصلهم قديما حايل ونزلوا الشماسية في القصيم ومنها سكنوا الزلفي ونحن منها، اخواني عبدالرحمن واثنين توفيا بعد عبدالرحمن وبعدهم ولدت أنا وبعدي وضحة ونورة ولولوة وبعدما استقررت في الكويت أحضرت جميع أفراد العائلة وبعد ذلك تزوجت من بنات الغنام أخت أبو أحمد الغنام وأولادي منها عدنان ومنصور ومحمد والبنات الكبيرة هند ومنى.

السفر إلى كراتشي

عن تجربة سفره الى كراتشي يقول ضيفنا: كان أخي محمد يعمل في الهند بمدينة كراتشي وهو تاجر ولديه محلات ومعروف هناك بين الأوساط التجارية وذلك قبل تقسيم الهند واستقلال باكستان، كتبت رسالة لأخي محمد وكنت طالبا في مدرسة ملا مرشد وقلت له هذه الرسالة أكتبها لك بيدي لأني كنت أريد ان يفرح لأنه أدخلني المدرسة لكي أتعلم.

المكتوب أعطيته لإبراهيم الرخيص وهو وكيل أعمال أخي محمد في الكويت وهو الذي أرسل الرسالة وأخي تسلم الرسالة وبعث بالرد الى ابراهيم الرخيص قال فيها: «ارسل عبدالمحسن الى كراتشي» أخي رجل مشهور هناك وله معرفة كبيرة عند التجار ولم أكمل السنة الدراسية وتركت الدراسة عند الملا مرشد رحمه الله، وسافرت مع مجموعة من الكويتيين بالباخرة وكان المرحوم أحمد الخرافي وعلي حمود الشايع يريدان السفر الى الهند، ابراهيم الرخيص سلمني لهم وقال وصلوه لأخيه محمد في كراتشي.. المهم سافرت بالباخرة مع الرجلين الكريمين ووصلت الى كراتشي وتسلمني المرحوم محمد المرعي، من الميناء وهو يعمل كاتبا عند أخي محمد في كراتشي.

وركبنا العربانة التي يجرها الحصان وتوجهنا الى منزل أخي محمد واستقبلني وأكرم ضيافتي جزاه الله خير الجزاء وأمضيت شهرين هناك آخر الموسم وكنت أتدرب على العمل في مكتب أخي الواقع في شارع بومبي ويتكون من 3 طوابق ويوجد في مدينة كراتشي 3 تجار كويتيين محمد المزروق وسعود الفليج وعبدالرحمن الشاهين وأخي محمد.. بعد الشهرين رجعت الى الكويت مع أخي محمد والكاتب محمد المرعي آخر الموسم.

السنة الثانية سافرت مع أخي محمد الى كراتشي وهناك اشتغلت وهو عمل خفيف وكان أخي محمد يرسلني الى الدلالين الذين يعملون بتصدير المواد الغذائية أيضا آخر الموسم أخي محمد رجع الى الكويت وقال يا عبدالمحسن ابقى هناك وباشر العمل في المكتب بالفعل اشتغلت واثبت وجودي بين التجار في كراتشي وبدأت اشتري البضائع من مواد غذائية وأصدرها الى الكويت واشحنها بالسفن الشراعية أو بالبواخر، وأخي يتسلمها هناك، أقول ان أخي محمد كان يملك سفينة شراعية والنوخذة محمد المنصور يوما ما قال أخي محمد لمن حوله من الأصدقاء ان عبدالمحسن جيد اذ كلفته بعمل يباشر بتصليحه زين أو شين وهذا نعمة ان أخي يعرف عني كل شيء جيد وطيب.

المهم أكملت الموسم مع هذا ان صار بعض الزعل مع أخي محمد وقررت السفر أخذت ملابسي في شنطة وشاهدت مشاري الحمود - رحمه الله - وكان ينوي السفر الى البصرة فقلت له خذني معك وحاليا ما عندي شيء.

وبالفعل سافرت معه وكان بجيبي روبيتان ومن البصرة الى بغداد بالقطار وسافرت بنفسي ومنها الى كراتشي بواسطة طائرة من مطار الحبانية طائرة عسكرية وكان بالطائرة 3 عسكريين ونزلت الطائرة بالبحر في دبي ونقلنا الشيخ الى البحر امارة دبي كانت مدينة عادية ما فيها شيء، من دبي الى مدينة كراتشي نزلنا في مطار كراتشي العسكري وسألوني تعرف المكان الذي تريد الذهاب له فقلت نعم وركبت معهم في سيارة جيب عسكري وأوصلوني الى بيت أخي محمد وكان مستأجر البيت سنوي.

إنجليز طيبين طوال مسافة السفر محترمين وسكنت كراتشي كان هناك حمود عبدالعزيز الجسار رحمه الله رجل شاعر وفيلسوف وهو تاجر وقلت عن قضيتي وما حصل لي فقال حاضر ولا يهمك وتعرفت على رجل هندي تاجر مسلم والميناء باسمه وله مكانة خاصة عند المسؤولين.

وقال له حمود الجسار نريد شاي وقال له حاضر واشتريت كم صندوق من الشاي وكنت قد استلفت مبلغا من المال وقال الهندي احمله لك وتعطيني فيما بعد سعره فقلت حاضر وهذه أول حركة تجارية بعد عودتي إلى كراتشي ومن تلك الدفعة حصلت على شهرة ونقلت الشاي بواسطة سفينة شراعية «عملية تهريب» والعملية تمت حسب الاتفاق الذي نشتري منه على أساس انه ينقل الشاي بسفينة نقل إلى البحر، المهم وأما عملية الصفقة الثانية فهي نقل الذهب من لا يستطيع أن ينقل الذهب يعطوني إياه وأتفق مع الدلال لنقله من الكويت إلى الهند وبواسطة الدلال وسعر الذهب أيضا لا يودع في البنك فأنقلها إلى الكويت ولا يوجد ورق نقد كانت روبيات حديد ونقلت المبالغ إلى السفينة، ثلاث عمليات نقل للتجار وهي الشاي والذهب والفلوس نجحت في توصيلها إلى أصحابها في كراتشي أو في الكويت فصار التجار يطلبون مني أن أنقل لهم أموالهم أو الذهب وتجار كبار وبالملايين لكي أنقلها وبعد فترة صرت مليونيرا وفي تلك الأثناء التي عملت فيها في كراتشي أخي محمد توقف عن العمل هناك استمررت في العمل وإذا ما حصل لي أي عمل في كراتشي أسافر إلى (قوة) وأتفق معهم ومنها إلى الكويت بواسطة السفن الشراعية تعاملت مع عدد من النواخذة الكويتيين.

الذهب من الكويت إلى الهند وخاصة إذا ارتفع سعر الذهب ولمدة 19 سنة أعمل في كراتشي وكانت مريحة ولا أحد يسأل أين رايح وأين راجع.

زرت بعض المدن مثل كنيوار ومدينة النيبار وكلكوت وأتعامل معهم بالتجارة وحسب العمل والاتفاق مع التجار جميع المدن الهندية مثل دلهي أيضا وبنفسي وكنت ألبس بدلة وأتحدث اللغة الهندية والإنجليزية واللغة العربية.

أقول إن تفكيري بالهندي عندما أعيش بنفسي أحيانا أتحدث مع أهلي بالهندي.

رجعت إلى الكويت بعد 19 سنة وسافرت إلى مدينة الزلفي وتزوجت بعد العودة من كراتشي واستقررت في الكويت وبدأت بالعمل التجاري.

ماكينة الطحين

بعد العودة من كراتشي قرر المنيفي إنشاء مشروع خاص به فكان أن اختار نشاط بسيطا وهو ماكينة طحين وعن ذلك يقول: بعد الاستقرار مع العائلة أسست ماكينة للطحين في المرقاب اشتريتها من الكويت، وعينت موظفا يديرها وهو رجل حضرمي وبعد سنوات ومع وجود الماكينة تعمل التحقت بالعمل.

مكتبة الكويت

عن عمله في مكتبة الكويت وماذا كان وكيف سارت الأمور يقول ضيفنا: التحقت بالعمل في مكتبة الكويت والمسؤول عنها عبدالعزيز المطوع، والعمل الترجمة وصرف العملة، وكانوا يبحثون عمن يتحدث اللغة الانجليزية، واشتغلت بصرف العملة الأجنبية إلى العملة الكويتية وترجمت مجلات وصحفا، وشاهدني خالد المطوع مدير الأيتام وسألني أين تعمل فقلت عند عبدالعزيز المطوع فقال: نحن محتاجون لواحد يفسر فقلت: له ما استطيع أنا متفق، فقال: تعال وأعطيك درجة وترقية، فذهب له وقال له: نحن بحاجة لهذا الرجل، فرد عبدالعزيز المطوع: لا أستطيع أن نفرط فيه وبعد ذلك تمت الموافقة.

خالد المطوع أثر علي كثيرا - والتحقت بإدارة الأيتام برئاسته وتسلمت العمل قسم التركة والحمد لله والشكر لله أديت عملي على أكمل وجه واثبت وجودي بالعمل، واذا تسلمت المعاملة انهيها بأقل من ثلاثة أيام وعندي مجموعة من الموظفين واسلمها للمحاسبة ومن بعد ذلك للمدير ومقر عملي في بناية في ساحة الصفاة، توفي خالد المطوع، رحمه الله، وتسلم الإدارة احمد الربيعان واشتغلت معه وهو رجل طيب وكنت مرتاحا معه بالعمل وبسرعة ينهي المعاملة وبعد وفاته تسلم الإدارة حمود المضيان وكان الباحث القانوني فلسطينيا بالإدارة وبعد ذلك تركت العمل وقدمت استقالتي لرئيس العدل، وبعد اسبوعين لم يبت فيها وقابلته مرة ثانية وقلت ارجو ان تعفيني من العمل ومن يوم غد لن أداوم وانقطعت عن العمل وتقاعدت.

ما بعد التقاعد

وعن نشاطه بعد قرار التقاعد يقول ضيفنا: فتحت لي محلا بعد التقاعد في الصفاة (محل إلكترونيات) في عمارة العوضي في شارع مبارك الكبير في الشرق كانت قبل ذلك مطحنة ثم نجحت فيها، ثم صار الغزو وكان عندي حضرمي (يمني) وأنا لا أعين عندي إلا الحضارم من اليمن وهم من العمال الأمناء والذين يعملون بكل إخلاص ونشاط، ثم هذا الحضرمي عندما حصل الغزو سافر إلى بلاده وكانت بلاده مؤيدة للعراق فصارت هناك عداوة فذهب أغلب اليمنيين من الكويت، فاحترت ماذا أعمل؟ ثم سُرق المحل من أحد العمال المصريين وأنا كنت قد اخترت هذا العامل المصري كمدير ثم جعل مكان اليمني الحضرمي أخاه، وأنا في ذلك الوقت كنت مريضا، فكان يأتي بالسجادة وبيته آنذاك مقابل المحل ويفرشها بالمحل أمامي ثم يصلي، فخالجني الشك في نيته وخفت منه ثم بعد سنتين شاهدت المحل فإذا هو خال ليس به شيء وراتب المدير مع أخيه واحد ثم سألت المدير: لماذا هذا المحال خال وأين البضاعة هل بعتوها؟ وأين فلوسها؟ تبين ان هذا المدير يقوم بشحن البضائع التي باسمي ويبيعها في مصر، ثم وجدت أن الناس يطالبونني فقد قام هذا المدير بمخاطبة الناس وشراء البضائع منهم باسمي وأنا شخص موثوق به أمام الناس، فسألته عن ذلك وأخذ يتملص مني وبعد يومين هرب من المحل.

ثم قام التجار برفع دعاوى ضدي لاسترجاع حقوقهم التي سلبها هذا المدير الخائن للأمانة، فلم أقل شيئا ودفعت لهم ثمن البضاعة التي اشتراها هذا المدير، فدفعت لهم 84 ألف دينار ثمن البضائع، ثم امسكت بأخيه فقال لي: أنا ليس عندي خبر في هذا الموضوع ولا أدري به، فقلت: أخوك أين مكانه في مصر؟ ومنذ الغد وجدت الأخ قد هرب أيضا.

ثم بعد ذلك بعت هذا المحل وحتى أوفي للناس فلوسها بقيمة البضائع التي فيه وسددت ما علي من ديون، (واستمررت في وظيفتي في الأيتام حتى تقاعدت)، ثم بعد التقاعد جلست في الكويت فترة ثم انتقلت إلى الزلفي واشتريت مزرعة وعملت بها وزرعت بها نخلا وأثمرت وبعد ذلك بعتها بسعر مليون ومائة ألف ريال ورجعت إلى الكويت، وأدركني التعب بعد هذه السنين الطويلة وجلست بالكويت.

عدد المشـاهدات: 14055


 
:حجم الخط
431513-176233.JPG

شريفة طاهر ملا جمعة الخطيب (قاسم باشا)
431513-176234.JPG

شريفة الخطيب متحدثة خلال اللقاء إلى الزميل منصور الهاجري
431513-176237.JPG

المحامي عبدالعزيز طاهر الخطيب مع والدته زينب الكوت
431513-176235.JPG

جواز سفر شريفة الخطيب
431513-177704.JPG

طارق الكوت خلال رحلة حداق
431513-176252.jpg

الوالد طاهر جمعة الخطيب بملابس رتبة النقيب
431513-176253.jpg

الوالد طاهر ملا جمعة الخطيب بالملابس العسكرية برتبة ملازم
431513-176236.JPG

خالد الكوت مدير الشركة
431513-176254.jpg

وثيقة سفر قديمة للوالد طاهر ملا جمعة

    • في الماضي كان هناك ترابط بين الأسر وكل نساء الفريج كن يجتمعن في بيت المرأة الكبيرة
    • جدتي الكبيرة كانت طبيبة شعبية تشرف على ولادة النساء وتعالج بعض الأمراض
    • تركت الدراسة لمدة سنتين لمساعدة والدتي في المنزل لكن الوالد سجلني في التعليم المسائي
    • والدي تعلم في مدرسة أبيه وعمل بتجارة التمر بالبصرة ثم التحق بالشرطة وترقى حتى صار نقيب شرطة
    • المرأة الكويتية صارت وزيرة ونائبة ومدرسة ومهندسة واخترقت جميع المهن بشهادتها وثقافتها وعلمها لكنها لم تحصل على حقوقها كاملة
    • تخرجت مع 12 فتاة في معهد تدريب الفتيات وأنهيت واثنتان دورة تدريبية في القاهرة
    • لا تجوز الاستدانة من أجل السفر أو التسوق «صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ»
    • يجب على الدولة توفير الرعاية السكنية للكويتية غير المتزوجة وزوجة غير الكويتي
  • المرأة الكويتية داخل مجلس الأمة تحاول أن تقدم الشيء الكثير لكن هناك معوقات تصدها عن أدائها
  • لعبت مع بنات العائلة والفريج الخبصة والحيلة والبروي
  • في سنة الهدامة تأثرت البيوت بالمطر الغزير فتم نقل الأسر إلى المدرسة وعطلت الدراسة
  • والدتي كانت تمنعني من الخروج من البيت لأني وحيدة مع أخين
  • أول مدرسة التحقت بها كانت خديجة الابتدائية للبنات
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفتنا هذا الأسبوع السيدة شريفة طاهر ملا جمعة، ولدت في منطقة الشرق - بالمطبة ثم انتقل والدها لآخر الشرق.

التحقت بمدرسة خديجة للبنات الابتدائية وتركت الدراسة لكي تتفرغ لمساعدة والدتها إلا أن والدها رأى ان ترجع للدراسة فالتحقت بمدرسة تدريب الفتيات المسائية ومن ثم انتقلت الى الفترة الصباحية.

أكملت تعليمها، وبعد ذلك حصلت على دورة تعليمية في القاهرة، وعينت في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حتى التقاعد.

فتحت لها محلا لبيع الذهب ولكن الجيش الصدامي الغازي للكويت سرق جميع الموجودات وبعد التحرير أسست لها شركة بمشاركة تاجر هندي ونجحت وأحد أبنائها يشرف على ادارة الشركة ولاتزال تعمل بها.

التحقت بالجمعية الثقافية النسائية عضوة ولاتزال فيها.

تحدثنا عن حياة والدها منذ ان كان يعمل بتجارة التمور ثم التحق بالشرطة وتقاعد برتبة نقيب شرطة، كذلك تحدثنا عن بعض أفراد عائلتها مثل المرحوم أحمد يعقوب المحميد وهو من الشخصيات الكويتية المعروفة، كذلك تحدثنا عن بعض المشاكل الحاصلة في المجتمع الكويتي على سبيل المثال الطلاق المتزايد بين الأزواج.

شريفة ملا جمعة شخصية لها دور في المجتمع الكويتي، نتعرف على ملامح من حياتها وذكرياتها وتجربتها من خلال السطور التالية:

في مستهل حديثها عن الماضي والذكريات تقول ضيفتنا شريفة طاهر ملا جمعة الخطيب:

ولدت في الشرق بمنطقة المطبة ولم أدرك تلك المنطقة لأن الوالد انتقل للسكن في آخر الشرق بالقرب من بيت السبيعي وكان عمري تقريبا 4 سنوات.

لعبت مع بنات الفريج وبنات العائلة وكانت ألعابنا الخبصة والحيلة والبروي، كانت الوالدة تمنعني من الخروج من البيت لأني كنت الوحيدة بين ولدين الكبير أخي عبدالعزيز والثاني أخي جمعة، فكان بنات الفريج يحضرن عندنا في البيت، الفريج الواحد يضم مجموعة من البيوت متقاربة متلاصقة وهذا جعل الترابط بين الأسر والمحبة والود وصلة الرحم، الحياة كانت روعة وجميلة، أتمنى ان تعود تلك الأيام، كما كنا نعرف بعضا من أول بيت الى عاشر بيت.

كان النساء يجتمعن مع بعضهن البعض ضحى كل يوم وخاصة عند المرأة الكبيرة بالفريج، كنا نتغدى عند بنات الفريج ونتعشى عندهم أو عندنا، كذلك الأولاد والرجال أصدقاء مع بعضهم البعض.

شاي الضحى عند الأم الكبيرة بالفريج، النساء يزورن بعضهن، أدركت جدة والدتي حيث عاشت 115 سنة اسمها فاطمة حياة وسمعت سوالفها وقصصها وكانت جامعة لنساء العائلة وبيتهم يضم 15 غرفة وفيه مجموعة الأبناء وزوجاتهم، وأم والدتي أيضا كانت موجودة وتزودني ببعض القصص وعاشت 80 سنة ووالدتي توفيت قبل والدتها.

سمعت من جدتي قصصا عن الجن مثلا كانت تقول انها في يوم من الأيام بعدما طبخت الأكل في القدر وضعت الملاس فوق غطاء القدر شافت الجن يقتربون من قدر الأكل.

كانت الجدة الكبيرة طبيبة شعبية تشرف على ولادة النساء وتعالج بعض الأمراض وأمراض البلاعيم والعيون، كان الكثير من سكان الفريج يتعالجون عندها وأشرفت على ولادة بنات الفريج.

تنتقل ضيفتنا بعد ذلك الى الحديث عن دراستها قائلة:

الدراسة والتعليم

أول مدرسة وبداية تعليمي كان في مدرسة خديجة الابتدائية للبنات والناظرة غير كويتية، واذكر صديقتي نورية السبيعي ونورية الجري، كنت اذهب مع البنات في البداية مشيا وبعد ذلك الوالد صار يوصلنا بسيارته مع بنات الفريج، واذكر ان الوالد أول واحد بالفريج يملك سيارة وأمضيت 4 سنوات في مدرسة خديجة الابتدائية.

سنة الهدامة

واذكر عام 1954 (سنة الهدامة) كان السقف يخر الماء بسبب المطر فتم نقلنا الى مدرسة خديجة وعطلت المدرسة مع مجموعة من العائلات.

في مدرسة خديجة التحقت مع فرقة المرشدات وكنت بفريق النظام، وذلك من سنة ثالثة، وأما المنهج الديني والقرآن الكريم واللغة العربية والرسم والرياضة وكنت متميزة بالتدبير المنزلي مثل الخياطة وجميع أنواع الخياطة وفي المرحلة المتوسطة أضيف اللغة الانجليزية فكنت من الطالبات المتميزات واحصل على درجات عالية جدا، وشاركت بفريق كرة السلة في المدرسة فقط واذكر نورة الرباح وأمل شوربجي ونورية السبيعي، ومعنا طالبات غير كويتيات.

انتقلت الى المدرسة الشرقية المرحلة المتوسطة ولكن لم استمر بالدراسة فيها وسنة واحدة فقط وتركت الدراسة وتفرغت لمساعدة الوالدة في المنزل مع اخواتي الصغار ولمدة سنتين لم التحق بالمدرسة وبعد ذلك الوالد سجلني بالتعليم المسائي في ثانوية تدريب الفتيات وكان موقعها في حولي بالقرب من المعاهد الخاصة وكان بيتنا في منطقة كيفان وكانت المنطقة جديدة والشوارع غير مرصوفة والوالد كان يوصلني الى المدرسة، وبعد فترة خصص لنا باص لتوصيلنا الى مركز تدريب الفتيات.

شاركت بالمسرح داخل المدرسة ومعي احدى قريباتي وذلك بعدما انتقلنا للدوام الصباحي، وذهبت الى القاهرة لمدة 3 شهور دورة تدريبية وكنت حاصلة على دبلوم من تدريب الفتيات والتخصص علم الاجتماع وعينت بالدرجة الرابعة وكان معي نورة الرباح وهي أعز صديقاتي، وأتمنى ان أراها لأن منذ سنوات لم أرها وصبيحة الخطيب.

كنت متزوجة عندما ذهبت الى القاهرة.

كان عددنا 13 فتاة تخرجنا من معهد تدريب الفتيات وثلاث أنهينا الدورة في القاهرة.

وزارة الشؤون

تحدثت بعد ذلك الخطيب عن مرحلة العمل بعد الدراسة حيث تقول، تم تعييني في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل البداية في ادارة الطفولة وبعد ذلك ضعاف العقول وكان المقر بالبدع بجوار مقر الأحداث وبعد ذلك الطفولة قسم مجهولي الوالدين ولمدة سنة وفي ضعاف العقول 4 سنوات ومن ثم نقلت الى المساعدات الاجتماعية في مركز ضاحية عبدالله السالم ودراسة الشيخوخة وكبار السن والمطلقات والأرامل وذوي السجناء والعمل لا يعني الفقراء ولكن الحالات التي ذكرتها - المساعدات من الدولة كبيرة ويستفيد منها كثيرون، وأمضيت في العمل 15 سنة وبعدها تقاعدت.

ما بعد التقاعد

وعن مرحلة ما بعد التقاعد تقول ضيفتنا: بعد التقاعد فكرت في عمل تجاري بدلا من الجلوس في البيت، فقررت ان افتح محلا للمجوهرات يتكون من طابقين فوق لصناعة الحلي والمجوهرات والمحل تحت بالأرضي، والعاملون من الهنود والإيرانيون واستمررت بالعمل ولم يحصل عندي سرقات واستمر المحل حتى الغزو العراقي الغاشم على الكويت، والجيش العراقي وضباطه سرقوا الذهب والمحل وما فيه وهذا سبب خسارة كبيرة صحيح تم تعويضنا ولكن لم استطع ان أرجع مرة ثانية ولكن الحمد لله حاولت جاهدة وبالإصرار ان اعمل شركة مع رجل هندي وفتحت الشركة من مؤسسة صغيرة استيراد وتصدير الى شركة مع شريكي الاستيراد للفواكه ولكن العمل متعب والفواكه تتلف، والمندوب يريد مساعدة ومتابعة وتحولت الى شركة مع الهندي تجارة عامة واتفقت مع الجيش الأميركي وعقد حكومي مع شركة النفط وولدي هو نائب المدير ويشرف على الشركة، أقصد ابني خالد الكوت أصغر أولادي، والشريك له أعمال أخرى بالخارج وهو رجل مشغول مع دول اخرى وشركاء آخرين ولا ازال اعمل بالشركة ايضا ولدي الكبير يشتغل في عمله التجاري، اما نحن سيدات الاعمال فندير عملنا مع اولادنا والبعض مع شركاء والآخرين بنفسهم مع مديرين والاعمال متشعبة.

الجمعية الثقافية النسائية

وعن نشاطها الثقافي، تتحدث الخطيب بالقول: انتسبت الى الجمعية الثقافية النسائية كعضوة فيها وابنة عمي خديجة المحميد رئيسة جمعية رواسي تبحث حقوق الانسان ومن اولوياتها حقوق المرأة، ولقد حضرت آخر مؤتمر للمرأة عقد في الكويت قبل اسبوع، المرأة الكويتية لم تحصل على جميع حقوقها مثلا الرجل الذي يتزوج عربية او غير عربية وتحصل على الجنسية الكويتية وتحصل على جنسية كويتية لاولادها والعكس الكويتية التي تتزوج من غير كويتي اولادها لا يحصلون على الجنسية الكويتية مع ان الدستور حفظ لها حقوقها، ونحن نطالب بهذه الحقوق لكن اذا مات الزوج او طلقت فمن الممكن ان يحصل اولادها على الجنسية.

والبعض يتحايلون على القانون مثلا الزوج يطلق زوجته طلاقا بائنا وحسب القانون والاولاد يحصلون على الجنسية لأنهم من ام كويتية لكن الزوج بعد ذلك يرجع الى زوجته، وهذا تحايل ونصب على القانون.

لماذا نترك المرأة الكويتية تتحايل وهذا الموضوع مهتمة به كثيرا، الحقوق المتساوية يجب ان تطبق، المرأة لم تحصل على حقوقها كاملة، مع العلم صارت وزيرة ونائبة ومدرسة ومهندسة اخترقت جميع المهن بشهادتها وثقافتها وعلمها، لكن مع كل هذا حقوقها ناقصة ايضا لماذا لا تكون قاضية بالمحاكم؟ ايضا لا تحصل على بيت والقرض لا يكفي لها شقة، اقول لا بد ان يتغير القانون، اقول ان النائبات نسوا المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي كذلك اطلب من الاخوة النواب ان يقفوا مع المرأة الكويتية في حقوقها، 30% كويتيات متزوجات من غير كويتي.

كنت عضوة في الجمعية النسائية ونشاطي الثاني هو العمل التجاري وهذا بعد التقاعد، ومن هذا المنطلق اؤيد عمل المرأة بالاعمال الحرة وهذا افضل لها وعندي رأسمال، والعمل الحكومي لا تستطيع الموظفة ان تجمع رأسمال لها.

يقولون ان المرأة الكويتية مبذرة نوعا ما وهذا صحيح، من المفترض ان عضوات الجمعيات يعملن على الحد من هذا التبذير وعقد اجتماعات، نحن الكويتيات مادام عندنا نشتري ونستانس بفلوسنا لكن لا آخذ سلفا ودينا على نفسي حتى اشتري آخر موديل مثل الحذاء والشنطة، بعض السيدات للسفر يقترضن من البنوك، والبعض الآخر لشراء سيارة فخمة موديل جديد، اقول اللي ما عندها لا تقترض للسفر، اما اللي عنده يعمل الذي يراه.. يشتري، يبيع اما السلف والدين فهو غير جائز، الانسان وخاصة المرأة غير مضطرة للسلف للسفر فلانة سافرت انا مثلها اسافر مع اولادي!

لماذا المرأة ترهق نفسها بالدين، وتفكر متى تسدد تلك الديون، «صبري على نفسي ولا صبر الناس علي»، بعض النساء تأخذ قرضا لزوجها ولكن تنقلب الحسبة وتدخل الزوجة السجن والمستقبل غير مضمون، اتمنى للمرأة كل خير وان تحصل على حقوقها.

المتزوجة من غير كويتي

تطالب الخطيب بتطبيق بعض الامور التي تفيد المرأة الكويتية، ومن ذلك تقول: اتمنى كل خير للمرأة الكويتية وان توفر الحكومة سكنا للكويتية المتزوجة من غير كويتي لأنها مواطنة والدولة غنية لن ترهق بتوفير السكن للكويتية، ايضا بعض المواطنات غير متزوجات مثلما تقول عوانس، ايضا بحاجة لرعاية الدولة لهن بتوفير السكن وخاصة بعد وفاة الاب والام والورثة يريدون بيع البيت مثل هذا الموضوع مرهق لغير المتزوجات.

موضوع إنساني

اذا توفى الزوج وعنده اولاد وأمهم تزوجت من رجل آخر هذا الزوج يقول لزوجته لا اريد اولادك يعيشون عندنا، ما رأيك؟ اقول المرأ ة قبل ان تخطو هذه الخطوة للزواج عليها ان تتفق مع الخاطب لها، واذا قبلت عليها ان تفكر باولادها والرجل الذي يريد الزواج من المرأة عليه أن يفكر اين يذهب أولاد المرأة التي يريد الزواج منها سيصبحون عالة على المجتمع وهذا حرام جدا لا نقبل به بضياع الأولاد.

عليها الا تتزوج وتتحمل الحياة والعيش مع اولادها، اذكر ان امرأة توفي زوجها وهي في سن مرحلة الشباب وعندها سبعة اطفال عاشت حياتها مع اولادها وهم حاليا من احسن الشباب متعلمون، موظفون، ولم يتركوا والدتهم، ويعتنون بها.

حياة الوالد

عن والدها وكيف كانت حياتها تقول الخطيب: والدي طاهر ملا جمعة الخطيب ولد بالشرق في بيت العائلة، والدته خديجة المحميد.

والدي متعلم في مدرسة والده ملا جمعة الخطيب، وكان يحب العلم ولذلك نحن الابناء متعلمون مثقفون حاصلون على الشهادات العلمية واخواني: عبدالعزيز - المحامي، وخالد - المحامي، وجمعة - كان يعمل في احد البنوك، واحمد - كان مدير مكتب وزير الصحة.

واما البنات فنحن اربع: شريفة وفريدة وفوزية وشيخة يعملن مدرسات.

والدي حياته العملية كان يعمل بتجارة التمر بالبصرة يبيع ويشتري ويصدر للكويت للتجارة وفي اجازته كتب العمل بائع وشاري، ومعه اخوه الحاج جعفر وعنده محل لبيع الحلوى واعمال حرة بعد سنوات من العمل الوالد ترك عمله والتحق بسلك الشرطة ووصل حتى صار نقيب شرطة ثم تقاعد من العمل، وكان ضابطا في السجن المركزي حتى التقاعد، وكان يشرف على تعليمنا حتى تخرجنا بالمدارس والجامعات وكان والدنا يهتم بتعليمنا ومهتما بالتعليم.

الوالد، رحمه الله، تقاعد 6/1/1971 وصار مريضا وتوفى، رحمه الله، واذكر اصيب بالمرض عندما كنا في سورية ورجعنا الى الكويت وتوفي، رحمه الله، عام 1979، اما جدي ملا جمعة فكان صاحب مدرسة وخطيبا في احد المساجد.

والدي اخوانه الحاج جعفر وعبدالصمد وصفية هؤلاء اخوة اشقاء من أم وأب والدتهم خديجة المحميد، وعبداللطيف وعبدالحميد وحمزة وزهرة اخوان والدي من الاب وامهم من عائلة الصفار، واما الانساب الذين معهم عائلات كريمة كثيرة فعائلة ملا جمعة الخطيب، عائلة ملا عابدين الشاعر، عائلة الكوت وعائلة الصراف، وعائلة العيدان.

هذه العائلات الكريمة جدهم الكبير باقر ولده احمد وهو خطيب منابر.

المرأة الكويتية النائبة

تتحدث الخطيب عن وصول المرأة الى مجلس الامة ونشاطها النيابي حيث تقول: النائبة الكويتية داخل مجلس الامة تحاول ان تقدم الشيء الكثير لان هناك من يصدها عن ادائها بودنا ان تعمل شيء للمواطنين والوطن حاليا المرأة الكويتية تختلف عن المرأة قديما، التعليم والثقافة وحصولها على مراكز متقدمة في الدولة، قديما المرأة ربة بيت وتربية الاولاد قديما لم يكن في الكويت الطلاق منتشرا، وان وقع بحدود ضيقة جدا، وحاليا عدم التفاهم بين الزوجين ولأتفه الاسباب تطلب الطلاق، قديما المرأة لا تجرؤ ان تطلب الطلاق.

البنات حاليا ما يتحملن وكما عاشت في بيت والديها تريد نفس الحياة مع العلم ان الزوج يختلف وحياته غير، فعلى الزوجة ان تتطبع مع زوجها.

المشاكل تظهر وعلى الطرفين التحمل، بعض الأزواج يختلفون على الراتب، ايضا على الزوج ان يتحمل الزوجة.

عليها ان تتفق مع الخاطب لها، واذا قبلت عليها ان تفكر باولادها والرجل الذي يريد الزواج من المرأة عليه أن يفكر اين يذهب أولاد المرأة التي يريد الزواج منها سيصبحون عالة على المجتمع وهذا حرام جدا لا نقبل به بضياع الأولاد.

عليها الا تتزوج وتتحمل الحياة والعيش مع اولادها، اذكر ان امرأة توفي زوجها وهي في سن مرحلة الشباب وعندها سبعة اطفال عاشت حياتها مع اولادها وهم حاليا من احسن الشباب متعلمون، موظفون، ولم يتركوا والدتهم، ويعتنون بها.

حياة الوالد

عن والدها وكيف كانت حياتها تقول الخطيب: والدي طاهر ملا جمعة الخطيب ولد بالشرق في بيت العائلة، والدته خديجة المحميد.

والدي متعلم في مدرسة والده ملا جمعة الخطيب، وكان يحب العلم ولذلك نحن الابناء متعلمون مثقفون حاصلون على الشهادات العلمية واخواني: عبدالعزيز - المحامي، وخالد - المحامي، وجمعة - كان يعمل في احد البنوك، واحمد - كان مدير مكتب وزير الصحة.

واما البنات فنحن اربع: شريفة وفريدة وفوزية وشيخة يعملن مدرسات.

والدي حياته العملية كان يعمل بتجارة التمر بالبصرة يبيع ويشتري ويصدر للكويت للتجارة وفي اجازته كتب العمل بائع وشاري، ومعه اخوه الحاج جعفر وعنده محل لبيع الحلوى واعمال حرة بعد سنوات من العمل الوالد ترك عمله والتحق بسلك الشرطة ووصل حتى صار نقيب شرطة ثم تقاعد من العمل، وكان ضابطا في السجن المركزي حتى التقاعد، وكان يشرف على تعليمنا حتى تخرجنا بالمدارس والجامعات وكان والدنا يهتم بتعليمنا ومهتما بالتعليم.

الوالد، رحمه الله، تقاعد 6/1/1971 وصار مريضا وتوفى، رحمه الله، واذكر اصيب بالمرض عندما كنا في سورية ورجعنا الى الكويت وتوفي، رحمه الله، عام 1979، اما جدي ملا جمعة فكان صاحب مدرسة وخطيبا في احد المساجد.

والدي اخوانه الحاج جعفر وعبدالصمد وصفية هؤلاء اخوة اشقاء من أم وأب والدتهم خديجة المحميد، وعبداللطيف وعبدالحميد وحمزة وزهرة اخوان والدي من الاب وامهم من عائلة الصفار، واما الانساب الذين معهم عائلات كريمة كثيرة فعائلة ملا جمعة الخطيب، عائلة ملا عابدين الشاعر، عائلة الكوت وعائلة الصراف، وعائلة العيدان.

هذه العائلات الكريمة جدهم الكبير باقر ولده احمد وهو خطيب منابر.

المرأة الكويتية النائبة

تتحدث الخطيب عن وصول المرأة الى مجلس الامة ونشاطها النيابي حيث تقول: النائبة الكويتية داخل مجلس الامة تحاول ان تقدم الشيء الكثير لان هناك من يصدها عن ادائها بودنا ان تعمل شيء للمواطنين والوطن حاليا المرأة الكويتية تختلف عن المرأة قديما، التعليم والثقافة وحصولها على مراكز متقدمة في الدولة، قديما المرأة ربة بيت وتربية الاولاد قديما لم يكن في الكويت الطلاق منتشرا، وان وقع بحدود ضيقة جدا، وحاليا عدم التفاهم بين الزوجين ولأتفه الاسباب تطلب الطلاق، قديما المرأة لا تجرؤ ان تطلب الطلاق.

البنات حاليا ما يتحملن وكما عاشت في بيت والديها تريد نفس الحياة مع العلم ان الزوج يختلف وحياته غير، فعلى الزوجة ان تتطبع مع زوجها.

المشاكل تظهر وعلى الطرفين التحمل، بعض الأزواج يختلفون على الراتب، ايضا على الزوج ان يتحمل الزوجة.



النساء قديما كل واحدة تتحمل المشاكل وتصبر على الحلوة والمرة وكان المرة أشد من الحلوة ومع ذلك تتحمل أعباء البيت والأولاد.

الحل للطلاق أن الاثنين المقبلين على الزواج البنت والولد أن يتفاهما على كل ما يهمهم في الحياة الزوجية وهي فترة الخطبة لكي لا يقع حرج بينهما فترة الزواج ويبدأ الخلاف أن يتفاهم الطرفان على جميع الأمور الزوجية من بيت وراتب وحياة سليمة وحلوة، على أن يتحمل الطرفان أعباء الحياة وبعد ذلك تربية الأطفال بهذا التفاهم لا يقع الطلاق أو على الأقل تقل النسبة إلى النصف من الحالي نحن في الجمعية نحاول نعقد الاجتماعات للزوجان، لكن ما يسمعون أيضا بعض الكبار يشجعون الفتاة أو الزوج على الطلاق.

على الآباء والأمهات أن يجمعوا الطرفين ويدرسون المشكلة أو أن الجمعيات النسائية تكون لجانا لحل هذه المشاكل، وقد كونا بعض اللجان لكن الأطراف «الزوجان» لا يحضرون، بعضهم يقول هذه خصوصياتنا ما لكم شغل فينا، بعض المشاكل في الجمعية النسائية تم حلها مع الزوجين والأزواج أما الزوجة الكويتية المتزوجة من غير كويتي مشاكلها تعيش معها طوال حياتها أولادها يكبرون من الطفولة إلى التخرج وهم غير مستقرين ونفسيتهم متغيرة، وخاصة مع أولاد وبنات خالاتهم، مادامت أمهاتهم كويتيات يعطون الأولاد الجنسية، والزواج نصيب الله كاتب لها الزواج، ولماذا لا يعدل القانون لصالح الكويتية، الكلمة للجميع أن الأبناء أن يكملوا تعليمهم والحصول على أعلى الشهادات أهم من كل شيء مشكلة الطلاق شاملة للمتعلمين أو غيرهم، لكن التفاهم قبل الزواج على كل أمور الحياة هو الضمان للاستقرار، والشهادة للعمل أقول ابتعدوا عن الطلاق، الكويتية حاملة كل هموم البيت والأولاد، والناحية المادية عليها مع التعاون مع الزوج، بعض الرجال والقليل منهم مشغولون مع الديوانية.

الجمعية الثقافية النسائية

تعطي الخطيب نبذة عن الجمعية الثقافية النسائية تقول فيها: تأسست عام فبراير 1993 أسستها مجموعة من الخريجات الكويتيات ومن ابرز المؤسسات لولوة القطامي وهي أول رئيسة للجمعية ومن أهدافها رفع مستوى المرأة في كل الميادين وتجرى انتخابات كل سنتين لاختيار مجلس إدارة يتكون من سبع عضوات ومجلس الإدارة يباشر اختصاصاته من خلال الاجتماعات وحاليا يتكون مجلس إدارة الجمعية من لولوة الملا وسهام الفليج وموضي الصقير أمينة الصندوق وفاطمة عياد وفايزة العوضي وغادة الغانم وشمايل الشارخ عضوان.





المرحوم أحمد يعقوب المحميد

تتحدث ضيفتنا عن المرجع التاريخي المرحوم أحمد المحميد ودوره قائلة: ولد في الكويت بمنطقة القبلة في بيت جده عبدالله المحميد وهو يعتبر مرجعا تاريخيا لتاريخ الكويت، وكان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر يستعين به عن بعض المواقع التاريخية، وهو عضو في لجنة الجنسية بداية إصدارها وكان يعرف على بعض المواطنين ذوي الاستحقاق للجنسية، وكان عضوا في المجلس البلدي، وهو عمي أخو والدي من الأم، ومن ذريته فاطمة المحميد وهي متزوجة من عبدالهادي المحميد السفير سابقا، وابنتهم د.خديجة المحميد زوجة السيد عبدالوهاب الوزان وقد تم تعيينها مؤخرا سفيرة للنوايا الحسنة.



عدد المشـاهدات: 13645


 
حجم الخط
428192-166385.jpg

الفنان التشكيلي خزعل القفاص (محمد خلوصي)
428192-166386.jpg

428192-166383.jpg

خزعل القفاص متحدثا للزميل منصور الهاجري
428192-166391.jpg

المرحوم الشيخ عبدالله الجابر وسمو الشيخ ناصر المحمد في المعرض السنوي للفنان خزعل القفاص عام 1983
428192-166381.jpg

خزعل القفاص ووكيل الإعلام السابق سعدون الجاسم وحرمه
428192-166389.jpg

لوحة من أعمال الفنان خزعل القفاص
428192-166380.jpg

القفاص مع بعض الأصدقاء
428192-166390.jpg

لوحة فنية من رسم خزعل القفاص
428192-166387.jpg

المرحوم عوض القفاص يصنع سريرا من جريد النخل
428192-166379.jpg

جاسم بوحمد وعيسى صقر ويوسف أحمد وخزعل القفاص
428192-166388.jpg

لوحة فنية عمارية وفقع


  • بدأت هواية الرسم هندي في مدرسة الصديق والفنان أيوب حسين اختاني لمساعدته في عمل ديكور مسرحها
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «النجاح» عام 1950 وخلفها مقبرة تحولت فيما بعد إلى ملعب لكرة القدم
  • الإبداع في الفن أن تأتي بأعمال لم يسبقك إليها أحد وكثير من الرسامين والنحاتين لا ينطبق عليهم ذلك
  • بعد عودتي من بعثة القاهرة حصلت على الثانوية العامة وسافرت إلى أميركا لدراسة الفنون
  • اسم عائلتنا يعود إلى مهنة جدي فكان يستخدم جريد النخيل في صناعة الأقفاص وأسرة الطفال في بيت مستأجر من عائلة الحقان
  • بدايتي مع الفن التشكيلي كانت مطلع الخمسينيات بعد نزول أمطار غزيرة وتكون خباري من الماء في الفرجان
  • عندما لاحظت جدتي اهتمامي بالطين واستخدامه في اللعب أعطتني زبيل لجمعه وصنعت تنوراً أحرقت فيه تماثيلي
  • جدتي أصلها من البصرة وكانت تستخدم سعف النخيل في صناعة الزبلان والحصير والمهفات
  • ذهبت إلى القاهرة في بعثة دراسية لدراسة النحت في كلية الفنون الجميلة
  • الوالد حاول إثنائي عن صناعة التماثيل من خلال موقف مع الفنانة عودة المهنا لكني أرى أنه فن راق
  • حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة من سان فرانسيسكو
  • تركت الدراسة وعملت في «الداخلية» براتب 45 ديناراً وهناك تعرفت على الفنان سامي محمد
  • وجدت نفسي في المرسم الحر وأول من التقيته هناك كان الفنان خليفة القطان
  • حصلت على التفرغ من «الداخلية» ورفضت الترقية للعمل في المرسم الحر وكنت أقضي فيه من الصباح حتى المساء
  • خليفة القطان ترأس «الفنون التشكيلية» دورتين وعندما طلبنا منه الاستمرار قال «نترك المكان للشباب»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
فنان من طراز فريد شاهد على زمن جميل، تراكمت لديه الخبرات والمعارف وشق طريقه في الفن التشكيلي بدءا من الكويت ومرورا بمصر ووصولا إلى اميركا. إنه الفنان خزعل القفاص.

يحكي لنا من خلال هذا اللقاء عن مشواره وذكرياته وما مر به من مواقف بدءا من نشأته في المطبة ومشواره في التعليم وكيف كانت المرحلة الأولى منه صعبة ظروفها بسبب التنقل المستمر للأسرة. يكلمنا عن بداية اهتمامه بتشكيل الطين وكيف تأثر بجدته وكيف صقل موهبته عبر الدراسة والاحتكاك بالفنانين المبدعين.

بعد مشوار قصير في التعليم تحول إلى العمل في قسم التحقيقات بالداخلية براتب بسيط 45 دينارا.

يتحدث عن سفره في بعثة إلى القاهرة لدراسة الفنون ونشاطه في المرسم الحر، وكذلك حصوله على الثانوية العامة بعد عودته من مصر ثم سفره لدراسة الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، يتطرق إلى أحوال الفن التشكيلي في الكويت وجمعية الفنون التشكيلية الكويتية ونشاطاتها.

كل هذا وغيره من الموضوعات يلقي عليه الضوء ضيفنا الفنان خزعل القفاص في السطور التالية:
يبدأ الفنان التشكيلي خزعل عوض القفاص حديثه عن ذكرياته من الماضي بالحديث عن مولده وبداياته، حيث يقول: ولدت في الشرق بمنطقة المطبة، وقد بدأ حب مهنة الفن لدي منذ الصغر ولهذا السبب وقد كتبت عن ذلك قصة وذلك بمساعدة جدتي وبداية الخمسينيات وفي إحدى السنوات نزلت أمطار غزيرة على دولة الكويت، وكنت صغير السن وقد تكونت خبازي من الماء في الفرجان، وكنت مع الأولاد أنزل في الماء، كانت البيوت مبنية من الطين وأثناء نزول الأمطار يتساقط الطين من الجدران وينجرف مع السيل إلى مكان تجمع الأمطار.

عندما كنت أنزل للماء يلصق بقدمي طين، المنازل من الجدران فكنت آخذه إلى البيت ألعب به وأعمل منه ألعابا، جدتي لاحظت ذلك وسألتني عن مصدر الطين، أعطتني زبيل صغير وقالت: إملأ هذا الزبيل بالطين، فذهبت الى المكان وجمعت كمية ورجعت للبيت واعطيت الطين لجدتي، وأحضرت «خيشة» ووضعت عليها الطين، وطلبت مني أن أذهب مرة ثانية لجمع الطين، مرتين ثلاث.. مرات وكذلك أوصت إخواني وأعطت كل واحد ماعونا واحضروا الطين، جدتي غطت كمية الطين بالخيشة وكل يوم ترش الماء على الطين ولمدة أسبوعين وفي تلك الفترة كنت آخذ الطين وأصنع منه ألعابا على شكل أطفال وأجمعها وتركتها «تماثيل وطيور».

في يوم من الأيام شاهدت جدتي تخلط الطين بيديها ورجليها في تلك الأثناء دخلت إحدى الجارات وسألت جدتي ماذا تعملين فقالت أريد أن أصنع تنورا من هذا الطين، الجارة قالت لجدتي: اصنعي لي تنورا.

فقالت جدتي للجارة احضري شعر اغنام وبعد يومين الجارة حضرت معها شعر الغنم وأخذته جدتي وخلطته مع الطين على أساس تماسك الطين، جدتي باشرت العمل والبداية أخذت كمية من الطين وعملت على شكل حبال طويلة ولفت كل جزء وعملت دائرتين منفصلتين على أساس القاعدة للتنور وكل يوم تزيد متى انتهى العمل من التنورين.

كنت أشاهد جدتي كيف تصنع التنور، وساعدتها بحفر حفرة ونزلنا التنور في الأرض وأعطت جارتها التنور الثاني.

في اليوم التالي جدتي بدأت بإشعال النار داخل التنور وأحضرت العجين بالمعجانة والنار تشعل سخن التنور وبدأت الجدة بالخبز وأول خبزة أكلناها نحن الأطفال، وانتهى الخبز وجدتي غطت التنور بالغطاء، لكن نادتني وقالت «يا خزعل احضر لي التماثيل التي صنعتها» واخذتها ووضعتها داخل التنور وثاني يوم صباحا أخرجتهم وأعطتني إياها التماثيل صارت فخارا، ومن هذا انتبهت لعمل الفخار والحرارة داخل التنور.

وكانت البداية بالنسبة لعمل الفخار، فعندما ذهبت إلى المدرسة تذكرت ماذا فعلت جدتي بالتماثيل الصغيرة وشاهدت الأفران أيضا جدتي كانت تسف ورق النخيل وتصنع منه الزبلان والحصير والمهفة والبيت فيه كمية من سعف النخيل، جدتي أصلها من سكان البصرة.

منطقة المطبة

بعد ذلك يتحدث القفاص عن اسم العائلة وأيام المطبة حيث يقول: بعد هذه القصة التي كانت بدايتي في النحت وصنع التماثيل من جدتي - رحمها الله.

كنا يومئذ نسكن في المطبة قرب المسجد واذكر شاوي الغنم أبورجا في المطبة، ويوجد دكاكين في البراحة ومدرسة النجاح وكان بيت العائلة الحقان.

جدي استأجر ذلك البيت ومعه أولاده وكانوا يستخدمون جريد النخل لصناعة الأقفاص وأسرة الأطفال واسم العائلة جاء من عمل جدي فصار اسم العائلة القفاص من المهنة التي زاولها جدي ووالدي وأعمامي.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره الدراسي ومساره في ميدان التعليم يقول القفاص: أول مدرسة كانت النجاح وخلفها يوجد المقبرة التي تحولت فيما بعد لملعب كرة قدم، والمدرسة الجديدة التحقت بها عام 1950م.

كان خليفة القطان وأيوب حسين مدرسين للتربية الفنية، أولى ابتدائي بداية دراستي في النجاح لم تكن أموري سهلة في الدراسة وبعد وفاة جدتي ، الوالد بدأ ينتقل من بيت لآخر وهذا له أثر كبير وعدم استقرار في تعليمي.

المدارس التي تعلمت فيها أولا النجاح والصباح وخالد بن الوليد والصديق والمرقاب والروضة وصلاح الدين وفلسطين، والسبب ان الوالد ينتقل من بيت لآخر وفي منتصف العام الدراسي وهذا له تأثير في الدراسة وعدم الاستقرار سنتين في النجاح وكنت صغير العمر، ومن بعد ذلك مدرسة الصباح سنة ثالثة ورابعة أكملت الابتدائي وانتقلت الى الصديق المتوسطة، وشاركت في الفريق الخاص في الصباح.

بداية هواية الرسم

بدأت هواية الرسم عندي في مدرسة الصديق وكان الأستاذ أيوب حسين يدرسنا الرسم، وكان في الصديق تقام مسرحيات وأيوب حسين كان يقوم بعمل الديكور، واختارني لمساعدته في مناولة الأدوات والأخشاب وذلك بعد الدوام المدرسي وامضي معه وقت العمل، وعندما ارجع الى البيت أكون خائف، فمن مدرسة الصديق الى المطبة المسافة بعيدة ولكن أكملت معه عمل الديكور، وكان عملي اصبغ اللوحات والأقمشة بالألوان ، من هنا بدأت ارسم على الأوراق وفي يوم من الأيام ذهبت مع الوالد الى سوق المقاصيص والوالد اشترى لي أوراقا ومكتبا.

وباشرت الرسم في البيت على الأوراق التي اشتراها الوالد وكنت ارسم فواكه وطيور وسفن من البيئة، واستمريت بالرسم حتى صار لي بصمة في الرسم وكنت في الصف الثالث المتوسط ومن المدرسين في «الصديق» الأستاذ عبدالغني أبوكاتو وقد اهتم بعملي وهو إنسان فنان حرفي كبير.

وفي عام 1958 كان أول معرض للفن التشكيلي وذلك أثناء انعقاد مؤتمر الأدباء في ذلك العام ولكن لم أشارك ولكن شاركت في معرض الربيع الثالث في المباركية بتماثيل خزف لأني تركت الرسم لفترة واتجهت للخزف والمشاركة 4 تماثيل وكنت يومئذ طالبا في مدرسة فلسطين وبتوجيه من مدرس التربية الفنية الأستاذ أحمد دوّامة وهو الذي شجعني وهو فنان رسام وخزاف وأعطاني مفتاح المرسم في أي وقت اذهب الى المرسم واشتغل وكل الأدوات والخامات موجودة.

بدأ إنتاجي يبرز وأنا في مدرسة فلسطين وشاركت في معرض الربيع الثالث وكان يشجعني ويقول انت عندك موهبة ورغبة في الفن.

الرسم فيه ميزة انك تندمج فيه وإبداع لعمل لم يسبقك أحد عليه.

الفنان يعمل شيء لم يسبقه عليه أحد هذا نسميه الإبداع عندنا مجموعة من الفنانين والفنانات، أو هم يسمون أنفسهم بهذا الاسم ولكن هم رسامون أو نحاتون، الميزة ان تكون فنان رسام، ونحات تأتي بأعمال لم يسبقك إليها أحد. بالنسبة لي عملت الكثير وأبدعت بالعمل في أعمال جديدة.

كنت بالصف الثالث متوسط في «فلسطين» وتركت الدراسة طبعا هذا بعد مشاركتي بالمعارض حصلت على الشهادة المتوسطة وتركت الدراسة، واحمد دوامة هو الذي وضعني على طريق الفن الصحيح بعدما اكتشف قدراتي وهواياتي ورغبتي فأدخلني المعرض بأعمال خزفية عملتها في المدرسة وقال لي الأستاذ أحمد دوامة «لماذا لا تكمل دراسة الفن» فقلت له «أولا أكمل دراستي ولعدم استقرار السكن له أثر في اكمال تعليمي» أخيرا تركت الدراسة ولم أرغب بالتعليم ، الوالد وجه لي النصيحة لإكمال تعليمي ولكني مع ذلك تركت الدراسة.

العمل في «الداخلية»

بعد أن ترك الدراسة توجه القفاص للعمل وكان ذلك بوزارة الداخلية، وعن ذلك يقول: التحقت بوزارة الداخلية موظفا بسيطا براتب شهري 45 دينارا بتحقيقات الشخصية كان يعمل معي الفنان سامي محمد والموظفون هم: الذين عرفوني عليه قالوا «انت ترسم ومعنا واحد أيضا يرسم» فتعرفت عليه وهو الذي أوصلني للمرسم الحر، في يوم من الأيام قال لي سامي محمد «اليوم نذهب إلى المرسم الحر» وبالفعل الساعة الخامسة يفتح دخلنا المرسم وأول من التقيت به هو الفنان خليفة القطان أول مسؤول للمرسم الحر، وبنفس الوقت كان عيسى صقر مسافرا إلى القاهرة في بعثة دراسية، واستمررت في العمل في التحقيقات مع سامي محمد ومعه في المرسم الحر يوميا نذهب إلى هناك، شفت نفسي في المكان الذي أتمنى أن أكون فيه لأن البيت ما عندي مكان مخصص للرسم والعمل، ارتحت للمكان، الحقيقة ان خليفة القطان رحب فينا نحن الاثنين واندمجت مع العمل في المرسم الحر وسامي محمد يوميا معي بالعمل.

التقيت مع فنانين وتعرفت عليهم فنانون وفنانات وكان المرسم الحر مقره مدرسة فنية سابقا المتحف العلمي حاليا.

كان الأخ سامي محمد بداية التحاقه بالمرسم الحر، فاشتغلنا مع بعضنا البعض وكانت البداية حلوة وموفقة مع استمراري في العمل بالداخلية قسم التحقيقات الشخصية سامي محمد يحب الرسم والفخار والترجيح والنحت خليفة القطان ما قصر معنا باشرنا وأعطانا فرصة لمشاهدة المرسم وداخله غرفتان للخزف في كل غرفة أفران للخزف وكانت كبيرة ويوجد مدرس مصري اسمه حسن وفي اليوم الثاني باشرنا العمل في المرسم الحر وكان سامي يسكن في كيفان وكنت أسكن في الدعية والرسم في البيت والخزف في المرسم الحر، ولمدة سنتين وبدأت أشارك في المعارض، وأول عمل هو صناعة أشكال لأشخاص نفرغ التمثال وندخله الفرن، وقلنا لخليفة القطان ساعات العمل من الخامسة إلى التاسعة غير كافية ونريد زيادة الوقت حتى الثانية عشرة واحيانا اذهب الى البيت مشيا.

المسؤولون قدروا عملنا واخلاصنا وقال احدهم بعد سنتين لماذا لا تطلبون تفرغا، سبقنا خليفة القطان وعيسى صقر وحصلوا على التفرغ فتقدمت مع سامي محمد واعمل بالداخلية فقدمنا طلبا إلى وزارة التربية وتمت المراسلة مع وزارة الداخلية.

بعد فترة استدعاني منصور الإبراهيم مدير الإدارة ومعي سامي محمد وقال وكيل وزارة الداخلية عبداللطيف الثويني طلبكم للمقابلة فتوجهنا إلى وزارة الداخلية وقابلنا وكيل الوزارة، قال: «وصلنا طلب من وزارة التربية بأنكم طالبين التفرغ، لكن أقترح عليكم أن أمنحكم ترقية وتصيرون ضباطا» فقلت له «نحن اصحاب هواية وعملنا بالفن» فقال: «علي كيفكم كما ترون» وحصلنا على التفرغ.

التفرغ للفن

بعد ذلك تفرغ القفاص للفن وترك عمله بالداخلية، وعن ذلك يقول: حصلت على التفرغ للعمل في المرسم الحر وكنت مع سامي محمد الدفعة الثانية للتفرغ للفن في المرسم الحر، واشتريت سيارة، وصباح كل يوم أدخل المرسم وأبقى في العمل حتى المساء الغداء والعشاء في داخل المرسم الحر، ويحضر بعض الفنانين والعمل تغير وتم توفير جميع الخامات التي كنا نحتاج لها.

للرسم والنحت وأنتجت عملا وعندنا مكتب بدأت أقرأ في كتب الفن العالمي وأشاهد صورا قديمة في الكتب فكسبت أعمالا أخرى أقول لكل فن عصره، وفننا يختلف عن الفنانين العالميين الذين سبقونا بسنوات عدة، مفهوم التماثيل عند الكويتيين بذلك الوقت كان مكروها ما يحبذونه وبعض الجماعة كانوا يقولون هذا الذي يصنع الأصنام، الوالدة رحمها الله كانت تقول: يا ولدي هذا اللي تصنعه الله راح يطلب منك تحط له روح، الوالد نصحني، لكن عن طريق غير مباشر، كان يعمل في جاخور في براحة بن بحر جدي يعمل بالداخل والوالد عند المدخل يقول: كنت أشتغل وإذا بالفنانة عودة المهنا وعواد سالم يقفون ويسلمون علي.

وقالت عودة «يا حجي نريد منك شغلة تسويها لنا» فقال الوالد: آمروا، فقالنا: «نريد أن تصنع لنا الفريسة» وهي عبارة عن فرس من الجريد وعليه قطع من القماش، فقال الوالد لها «استأذن من والدي» ولما بلغ والده رفض بشدة أن يصنع فرسا من جريد النخل، ورجع الوالد للفنانة عودة المهنا وقال لها «الوالد غير موافق وهذا الوالد يعتبره صنما» بهذا الكلام وجهه لي الوالد عسى أن امتنع عن صناعة التماثيل، صحيح واجهت أشياء كثيرة لكن بمفهومي أن هذا فن راق.

الذي أعمله أشياء فنية وراض عنها ومقبولة من الكثير من الناس، وليس فيها شيء في الدين أو خطأ على الغير، لكنني أعمل في الفن وأواصل حتى الموت لأنه عمل فني.

المهم أن الجماعة شافوا عملنا وان انتاجنا كثير وعرض عليَّ أحد المسؤولين في التربية أن أرسل في بعثة دراسية.

اقتنعت بالبعثة الدراسية وباشرت اتصالاتي وعملي مع المسؤولين.

عن ذهابه الى بعثة دراسية لدراسة الفن، يقول ضيفنا:

البعثة الدراسية

حصلت على بعثة دراسية مع الأخ سامي محمد، وقد سبقنا الفنان عيسى صفر الى القاهرة للدراسة وكان وزير التربية المرحوم خالد المسعود الفهيد، وذلك عام 1964، المهم سافرت الى القاهرة.

والتحقت بكلية الفنون الجميلة وموقعها بالزمالك بالنسبة لي خطوة كبيرة والتحقت بقسم النحت.

قبل ان نسافر الى القاهرة حضر عندنا مدرس اسمه السروجي للمرسم الحر وهو نحات وهو الذي غير اتجاهنا من خزافين الى نحاتين.

الخزف فيه الاعمال تحرق داخل الفرن اما النحت فصب قوالب، وهو الذي شجعنا على العمل.

الخزف بسرعة ينكسر وعملنا مجموعة.

وصلت الى القاهرة وبدأت الدراسة عند أستاذ السروجي واسمه «جمال السجيني» واستفدت كثيرا منه لمدة أربع سنوات مع سامي وعبدالعزيز الحشاش.

حضرت معرض المدرس الذي يدرسنا، انتهت الأربع سنوات واشتغلت في الحجر والخشب.

عندما كنت في القاهرة التحقت بالثانوية وحصلت على شهادة ثانية ثانوي ورجعت الى الكويت وأكملت دراسة الثانوية وحصلت على شهادة رابعة ثانوية (الثانوية العامة) وبعد حصولي على الشهادة قابلت الاستاذ سعدون الجاسم وكيل وزارة الإعلام.

وقال اي كلية تريد سنرسلك اليها فقلت أرغب بدراسة الفنون في أميركا، وسافرت الى سان فرانسيسكو في أحسن الكليات للفنون.

وفي تلك المدينة توجد ست كليات للفنون ونحن في الكويت لا توجد عندنا كلية واحدة هناك التحقت بثلاث كليات من الست، الأولى «أكاديمي ووف آرت» ولمدة سنة، وغيرت لاني زرت أول كلية فنون في سان فرانسيسكو فأعجبت بها وانتقلت وصرت عند مدرس ممتاز جدا وكانت نقلة كبيرة وحدث تحول كبير في دراستي والمدرس جيد جدا وعلمني أسلوبا جديدا واشتغلت فيها وهي قطع من الخشب أعملها وركبتها على بعض فيخرج عندي شكل فاستهوتني العملية وكنت أحصل على درجات عالمية.

أنهيت الدراسة في ثلاث سنوات ونصف السنة وحصلت على بكالوريوس فنون جميلة، وكنت من الأوائل الذين يحصلون على البكالوريوس ورجعت الى المرسم الحر، وذلك بالسبعينيات.

بدأت الأعمال الجديدة والإبداع في العمل والمجلس الوطني موقعه جيد جدا، وكل شيء متوافر من خامات بجميع أشكالها.

سعدون الجاسم وكيل الإعلام وعبدالرحمن الحوطي كانا من المشجعين للعمل ويحضرا عندنا في المساء ويلبيان طلباتنا وجميع الخامات موجودة. هكذا سافرت في بعثتين للقاهرة وأميركا (سان فرانسيسكو).

المعارض

يحدثنا الفنان خزعل القفاص عن نتاج عمله ومعارضه فيقول:

عندما كنت أدرس في القاهرة شاركت في معارض بلوحات ونحت وخزف وكذلك شاركت في معارض في الهند وبنغلاديش وأماكن كثيرة بواسطة المجلس الوطني، وكذلك في معارض بإيطاليا.

العمل كله بالطين والجبس والرخام، لكن تريد العمل في البرونز والعمل صعب ووقت طويل، فقلت لازم أن أدرس هذه المادة وقابلت سعدون الجاسم وكيل الاعلام وشرحت له العمل بالبرونز وأهميته فقال «روحوا تعلموا» وكان معي عيسى صقر.

المهم أرسلنا الى أميركا في ولاية نيوجيرسي وسافرنا ولمدة سنتين في معهد جونسون وقد سبقنا سامي محمد الى المعهد لتعليم صب البرونز والربر والشمع، وتعلمته خطوة خطوة والمدرسون أميركان وأنتجت إنتاجا كبيرا وشاركت في معارض كانت تقام هناك، وأثناء العودة احضرت جميع أعمالي الى الكويت، كانت عملية صعبة ومتعبة.

اعتبر نفسي صاحب خبرة نادرة، أعرف كيف أعمل.

باشرت العمل بعد العودة بالبرونز والميزة فيه عن بقية المواد البرونز تستطيع ان تنتج منه عدة نسخ.

وفي فترة جمعنا تماثيل كثيرة لمجموعة من الفنانين وقابلت سعدون الجاسم لعمل مسبك سعدون الجاسم وكيل الإعلام قال سافر الى بغداد مع عيسى صقر، وهناك عندهم مسبك كبير حكومي، سافرنا الى هناك وشاهدنا المسبك وأخذنا معنا التماثيل في صناديق وهناك قال المسؤول: «ما عندنا وقت للعمل» ـ تعرفت على رجل عراقي اسمه طارق وحضر عندنا في الفندق، وقال: «كم عدد التماثيل التي عندكم؟»، فقلت: «تقريبا 20 قطعة»، فقال أنا أصبهم لكم، واتفقت معه على 12 ألف دينار عراقي، وأذكر بذلك الوقت سفير الكويت في بغداد المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي، وتحدثت مع وكيل الإعلام وأبلغته عن السعر فتمت الموافقة ورجعنا الى الكويت بعد إتمام العمل، قلت للوكيل نريد مسبكا وأحضروا لنا العدة.

وعملنا مسبكا فيه فرنان.



جمعية الفنون التشكيلية

يتحدث القفاص عن جمعية الفنون التشكيلية ودوره فيها قائلا: بالنسبة للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية كنت احد المؤسسين مع خليفة القطان وأيوب حسين وسامي محمد وعيسى صقر وحمدان حسين وعبدالحميد اسماعيل واحمد الصايغ وعبدالعزيز الحشاش وعبدالله سالم وآخرين.

وكنت أول أمين سر وعضو مجلس إدارة.

الأولون راحوا والجمعية مرت بمراحل.

والعيب ان اي واحد يصير رئيسا ما يترك الجمعية ويتمسك بالكرسي.

لكن المرحوم خليفة القطان ظل دورتين انتخبناه وقلنا له الدورة الثالثة، فاعتذر وقال نترك المكان للشباب، خليفة القطان فنان توصل الى «السيركلزم» باجتهاده وعمله وله بصمة خاصة ومع ذلك فبعض لوحاته فقيرة في بعض الجوانب الفنية باللون والتكوين وعنده لوحات رائعة.

وذلك من المزاج والظروف التي يمر بها الفنان، لم نأخذ بفن خليفة القطان وهذا خاص به، وعنده ان الكون دائري.

الفن بحاجة لجرأة ومراعاة العصر الذي يعيش فيه الفنان، رسم التراث من واقع الحياة والرسم يتطور مثل احد الفنانين عمل آخر معرض وهو مثل اول معرض كان له.

هذا مثل الذي يخاف الخروج من الدائرة التي هو فيها، في كل مجال يوجد فريقان البعض يحضر اعمالا من الخارج ويقول انه رسمها.

يتحدث القفاص للإجابة عن سؤال فلسفي اختلف حوله الفنانون وهو: هل يجب ان يكون الفن للفن ام للحياة؟ حيث يقول: الفن تسجيل للحياة، مثلا حضارة مصر غير حضارة اليونان، كل بلد ومنشأ يختلف عن الثاني، زمننا زمن اللاخوف وزمن الجرأة.

يوجد فنان ويوجد رسام وهذا هو الفرق ولا يوجد اي واحد من عائلتي فنان ولا أمهم، المندفع غير الذي تقول له تعال.





الفن التشكيلي في الكويت

عن وضع الفن التشكيلي في الكويت يقول القفاص: الصور غير واضحة وبعضهم في خداع وزيف وبعضهم صادقون وبعض الأعمال عالمية، عندي أعمال عالمية.

مع ذلك لا بد ان يبدأ من هذه الأرض، هذا هو الذي يقول فنان كويتي عربي مسلم عالمي. البعض يوقع لوحته باللغة الأجنبية لكي يظهر نفسه انه عالمي.

المعاناة الحب والإخلاص يجب ان تكون موجودة بالعمل. يجب ان تستفيد من هذه الأرض، التراث مليان، مثل البحر لا ينتهي، العمل بالتراث بطريقة حديثة.

الفنان يختلف عن الرسام وعن النحات، والإبداع جرأة أن تصل وتعمل شيئا لم يسبقك إليه أحد.


عدد المشـاهدات: 14740


 
حجم الخط
426481-161450.jpg

المربية الفاضلة بدرية التويتان (اسامة ابو عطية)
426481-161440.jpg

بدرية التويتان وزوجها مع الزميل منصور الهاجري
426481-161432.jpg

طلاب من مدرسة الرشيد الابتدائية بالدسمة
426481-161437.jpg

فريق الموسيقى في مدرسة خديجة الابتدائية في احدى المسابقات
426481-161434.jpg

توزيع الجوائز في مسابقة لمدرسة خديجة
426481-161448.jpg

.. وعدد من طالبات المدرسة في العام الدراسي 1972 - 1973
426481-161435.jpg

مجموعة من المدرسات في مدرسة خديجة
426481-161433.jpg

انشطة ثقافية وترفيهية في المدرسة
426481-161442.jpg

جائزة لاحدى الطالبات
426481-161441.jpg

فقرة في احد الانشطة المدرسية
426481-161439.jpg

انشطة محببة الى التلميذات
426481-161436.jpg

من الانشطة المدرسية
426481-161438.jpg

جانب من توزيع الجوائز في مدرسة الرشيد الابتدائية في احدى المسابقات
426481-161444.jpg

الناظرة مع المدرسات يشجعن الطالبات
426481-161445.jpg

جانب من الأنشطة والجوائز في مدرسة خديجة
426481-161447.jpg


    • ولدت في منطقة مشرف بالمطبة براحة مجيبل
    • والدي كان يعطيني 4 أنات مصروفاً
    • كنت أشتري مع زميلاتي بالمدرسة الحلويات مثل السمسمية والخنفروش والقبيط وعصا أم كلثوم
    • عينت في رياض الأطفال عام 1965 وتقاعدت عام 1995
    • في بداية تعييني عملت مدرسة مواد عامة ثم درست التربية البدنية لوجود نقص
    • في عام 1969 رقيت إلى العمل وكيلة مدرسة وتعلمت من لطيفة البراك الكثير
    • علاقات الجيران بالفريج كانت كأسرة واحدة وتلاصق البيوت والأسطح قرّب بين الأهالي
    • عينت ناظرة لمدرسة الدوحة ومن بعدها «خديجة» وكان هناكاختلاف كبير بين طالبات المدرستين
    • تزوجت بالطريقة التقليدية والعائلات الكويتية كانت تتميز بالتساهل في أمور الزواج فيما مضى
  • كنت أسبح في مياه البحر وفي أحد الأيام وقفت على قطعة خشب فسقطت في الماء وأنقذتني العناية الإلهية من الغرق
  • نقلت إلى مدرسة عبدالله العمر في مشرف سنة 1981
  • أفرح عندما أشاهد طالباتي حاليا أمهات وبعضهن لديهن أحفاد
  • كنا نسمع قديماً أصوات البحارة العاملين على السفن ونحن فوق أسطح بيوتنا
  • أول مدرسة التحقت بها في مرحلة البستان كانت «الميدان» في شرق ثم نقلت إلى «الوسطى»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
المربية الفاضلة بدرية التويتان شاهدة على زمن جميل مرّ من الكويت ولا تزال ومضات ذكرياته عالقة في أذهان الكثيرين من الكويتيين الذين عايشوه.

في هذا اللقاء تتحدث ضيفتنا عن حياتها في كويت الماضي كيف كانت والظروف التي مرت بها منذ المولد والطفولة مرورا بسني الشباب حتى وقتنا الحاضر.

تتحدث عن أيام الصبا واللعب مع الصغيرات الحيلة والخبصة وغيرها من الألعاب الشعبية، وكذلك علاقات الجيران وكيف كان التقارب بين الناس كما بين البيوت.

تحكي لنا ذكرياتها عن سنة الهدامة الثانية عام 1954 وكيف كانت مياه الأمطار «تخر» من السقف عليهم وماذا حدث بعد ذلك، كما تروي لنا كيف كانوا يسمعون وهم جلوس فوق أسطح البيوت أصوات البحارة يغنون.

قطعت مسيرة طويلة بالتعليم إلى أن تخرجت في معهد المعلمين لتعمل في رياض الأطفال، وكان ذلك عام 1965.

ثم تدرجت في الترقيات لتكون وكيلة مدرسة ثم ناظرة، وتذكر مناقب المربية الفاضلة لطيفة البراك.

كل هذه الأمور وغيرها تحدثنا عنها ضيفتنا بدرية التويتان، فإلى التفاصيل:تبدأ المربية الفاضلة بدرية التويتان حديثها عن الماضي والذكريات بالحديث عن المولد والنشأة قائلة: ولدت في منطقة الشرق بالمطبة براحة مجيبل وفيها دكاكين.

كنت العب الحيلة والخبصة وخاصة أيام الرطوبة لأن التراب يصير متماسكا من دون غبار، وكنا نلعب بالشقيق أو زجاج المضاعد الملونة، وفي مرحلة متأخرة دخلت المطبخ مع الوالدة لأني البنت الوحيدة واذكر من جيراننا بيت عبدالله سعد اللوغاني ويقابلنا بيت علي علي الدوب وهو الرجل الذي يملك سيارة، وكذلك سيارة عبدالرحمن الرومي والأستاذ أحمد البشر يملك سيارة ولا يوجد غيرها بالفريج واذكر بنات الحوطي وبنات العميري وبنات علي الدوب وبنات عبدالرزاق الاصفر، وكانت العلاقة مع الجيران علاقة أسرة واحدة ولا يوجد تواصل بيننا المساعدة والتعاون بين الجيران كانت سائدة وبعض البيوت بينهم (الفرية) والبيوت متلاصقة قربت بين الأهالي والاسطح متلاصقة.

كنا نسمع أصوات البحارة الذين يعملون على السفن ونحن فوق السطوح.

واذكر كنت اسمع صوت أحد المطربين وهو يغني، وبعد سنوات وخاصة بعد الهدامة الثانية عام 1954 بنيت البيوت التي تأثرت بالأمطار بناء جديدا بالطابوق الاسمنتي وبدأ التجديد لبيوت الطين بيت الوالد من الأمطار الغزيرة كان «يخر» الماء من سقفه وينزل علينا ونحن بداخل الغرفة، وبعض العائلات نقلت الى المدارس لفترة حتى انتهت الأمطار، شاهدت مسقف الرومي ومسقف ملا حسين ومسقف القطامين وأيضا يوجد مسقف الشيخ صباح الناصر بعيدا عن بيوتنا.

ذهبت للبحر للسباحة مع الوالدة والجدة وفي يوم من الأيام وقفت على قطعة خشب بالبحر، مشيت على الخشب فسقطت وتمسكت بالخشب، والله أنقذني.

الدراسة والتعليم

وتناولت التويتان بعد ذلك مسيرتها الدراسية حيث تقول: أول مدرسة مرحلة البستان كان في مدرسة الميدان في الشرق، وبعد تلك المرحلة نقلت الى مدرسة الوسطى، اذكر ناظرة المدرسة مقبولة مخلص فلسطينية واذكر من المدرسات دعد الكيالي وفاطمة وردة، بداية دخولي الى المدرسة اذكر وسمية العيسى وغنيمة وشيخة سنان واخواتهم وشريفة القطامي واخواتها وبنات علي الدوب وبنات ملا حسين التركيت.

كان المنهج مصريا وكانوا يركزون على التشكيل للكلمة الهمزة والمد، وكان من المدرسات سوريات وكن متمكنات من اللغة العربية، تأسسنا بقوة في اللغة العربية.

كان كل شيء مجانا في المدارس، كانوا يعطوننا تفاحة لكل طالبة وكوب عدس لكل طالبة وطالب وكانت الفراشات كويتيات والطالبات أعمارهن متفاوتة صغارا وكبارا وبنفس الفصل بعضهن التحقن متأخرات في العمر.

أمضيت سنوات الدراسة الأولى في مدرسة الميدان ومن ضمن الحصص المهمة حصة الخياطة والتطريز وقد تعلمت وتقام المعارض السنوية واشتغلنا بالترتر وحياكة الصوف وحصة للرسم واحتفالات ومهرجانات صغيرة.

لا اذكر وجود زهرات في مدرسة الميدان وشاركت في مجلة الحائط ومجلة المدرسة، أما المراجعة فنعتمد على شرح المدرسة والانتباه ولا يوجد مدرسون خصوصيون مثلما نشاهد حاليا ولا يوجد واجبات مدرسة في البيت الحل الدرس في المدرسة واذكر في المدرسة يعطونا دهن السمك بالملعقة نفسها لجميع الطالبات من فم الى فم ومع ذلك استمررنا مع أخذ الدواء.

أكملت 3 سنوات في مدرسة الميدان الابتدائية - الوقت أمان وكنت اذهب مع بنات الفريج كل واحدة تمر على التي بعدها نتجمع ونذهب مشيا الى المدرسة كان ترتيبي بين الطالبات وسط في الدراسة كنت طالبة نشيطة والبنات يجتمعن حولي وأتحدث لهن.

المدرسة الوسطى

انتقلت من مدرسة الميدان الى مدرسة الوسطى وكانت معي صديقتي المرحومة شريفة الحوطي وكنت اذهب معها الى المدرسة واذا كنت زعلانة عليها نحضر الى بيتنا نطرق الباب واخرج لها ونسير مع بعض من دون أي كلام حتى نصل الى المدرسة.

الزعل لا يستمر كثيرا بعد ذلك نتراضى، وكذلك بعد انتهاء الدوام المدرسي وكذلك نشتري الحلويات من بائع الحلوى مثل السمسمية والختفروش والقبيط وعصا من الحلو تسمى عصا أم كلثوم مخططة بلونين احمر واسود كان الوالد يعطني 4 آنات بلونين احمر واسود كنت أمر على الطنبورة واذهب الى دكان ماتقي ومعه زوجته ولكنه اخرس لا يتكلم وعندما نعدي أمام الطنبورة نسرع بخطواتنا خوفا منها.

اللعب مع البنات في بيت إحداهن وخاصة العصر ونرجع مع المغرب وكل عائلة تعرف أين توجد بنتهن وفي بيت أي صديقة فلا يوجد خوف على البنات.

وقديما إذا مر رجل غريب بالفريج الرجال يسألونه عن سبب وجوده وهو رجل غريب، كان في بعض البيوت رجال من عمان يسكنون بالإيجار واذكر بعض رجال الفريج يعطونهم أكلا.

أواصل حديثي عن مدرسة الوسطى اذكر ان الناظرة اسمها ضياء السعيد القلعاوي والوكيلة فاطمة الصالح، مدرسة الوسطى نذهب لها مشيا نعبر المطبة والميدان باتجاه المدرسة الوسطى دوامين صباحي ومسائي.

واذكر الاستاذة شريفة الصالح اخت الوكيلة - والمنهج تطور وشاركت بالأنشطة وكنت العب كرة السلة بين الفصول وفريق المدرسة وكنت ارسم وعملت لوحات وشاركت في أول معرض الربيع، وكان عندي لوحات اسمي يوضع على لوحة واحدة وباقي اللوحات يوضع اسماء طالبات، وكنت اشارك في قراءة الكتب في المكتبة كانت مشرفة المكتبة تقرأ البطاقة للطالبة التي تقرأ فالأكثر قراءة تعطى جائزة في طابور الصباح.

من ضمن الأنشطة واحسن لوحة رسمتها عن مؤتمر باندونج فرسمت الزعماء ورسومات خيالية مثل صورة البالية وعندما شاركت في معرض الربيع لم احصل على أي جائزة.

كلية المعلمات

أما الدراسة في كلية المعلمات ومن بعدها معهد المعلمات فتقول عنها التويتان: بعدما أنهيت الدراسة في مدرسة الوسطى التحقت بكلية المعلمات وكانت عبارة عن فصل خاص داخل ثانوية المرقاب، وبعد ذلك نقلنا الى معهد المعلمات في مبنى المدرسة القبلية (المبنى حاليا موجود).

وتخرجت بعد 3 سنوات مدرسة ومن اللاتي درسن في ذلك المعهد اذكر شيخة وفوزية الخالد وغنيمة الدخيل وغنيمة شهاب وفخرية المولى.

ومعنا مجموعة من الوافدات وعين مدرسات معنا، وقبلنا كان الدفعة الأولى تخرجت مدرسات منهن غنيمة النيباري وعينت في البداية رياض الأطفال وتدربت أيضا في رياض الأطفال.

وعينت مدرسة مواد عامة ووزعت على الابتدائي ورياض الاطفال، عندما كنت طالبة مارست أنشطة كثيرة رياضة المكتبة، زهرات ومرشدات وأنشطة تمثيل ثقافية ورحلات الى البر.

السفر إلى القاهرة

عن سفرتها الى العاصمة المصرية تقول التويتان: عندما كنت طالبة تم اختياري مع مجموعة من طالبات المعلمات للسفر الى القاهرة واذكر منهن ليلى عبدالإله وإقبال العصفور وفوزية الخالد، وكان ذلك في السنة الأخيرة في المعلمات وكانت أول رحلة للطالبات وذلك عام 1963، ومن المدرسات المرافقات لولوة القطامي وكانت الرحلة لأول مرة كطالبات واذكر كنا الدفعة الثانية تخرجنا من المعلمات.

العمل مدرسة

تتحدث ضيفتنا عن أول عمل لها بعد التخرج حيث تقول: عينت مدرسة بعد التخرج في مدرسة ربيب الابتدائية للبنات الموجودة في الدعية وعملت مدرسة مواد عامة، واذكر مبنى الوزارة في شارع فهد السالم، ذهبت الى المستشفى الصدري للفحص عن الدرن وجميع أوراق التعيين تمت بسهولة ويسر.

كانت الناظرة مهدية الهنيدي والوكيلة ماجدة الاسطواني عندما عينت في زينب عينت نرجس عبدالصمد وحبيبي محمد اسماعيل وكان في المدرسة سكرتريات كويتيات منيرة الملا ومي الرومي ولطيفة البدر ومنيرة المضف وفاطمة الزاخم ونحن أول 3 مدرسات كويتيات عُيّنَّ في مدرسة زينب وبعد سنوات زاد عدد المدرسات الكويتيات خريجات معهد المعلمات سبيكة ملا حسين وهند وفوزية الغنيم وشريفة المضف وتركت التدريبب.

كان عدد الحصص 26 حصة مدرسة مواد عامة ومدرسة فصل وعملت مدرسة تربية بدنية لوجود النقص وكونت فريق الزهرات في المدرسة والتحقت بدورة الى انجلترا وكان عددنا 4 مدرسات بدرية تويتان وغنيمة النيباري وسهام جواد رمضان وبدرية السليم، والتوجيه من الرجال ولم تدخل المرأة التوجيه، وكان ولي أمر الطالبة متعاونا ولا توجد شكاوى ولي الأمر يسلم ابنته بيد أمينة تحافظ على ابنته وفي الوقت نفسه الهيئة التدريسية يعتبرون الطالبة ابنتهم حتى البنات الضعاف نعطيهن دروسا بعد العصر وكنت واحدة من هؤلاء المدرسات وذلك مساعدة وتقوية للطالبات جميعهن بناتنا وجيراننا افرح عندما اشاهد طالباتي حاليا أمهات وبعضهن عندهن أحفاد، كان التدريس بذلك الوقت متعة ومحبة مع العلم انه متعب لكن لم نيأس ولم نتعذر عن أداء العمل والحكمة تقول «اطلبوا العلم ولو بالصين».

كنت مدرسة وولية أمر، عندما كنت مدرسة فرحانة بالعمل وصغيرة بالعمر وعلمت أولادي وأشرفت على تعليمهم أيضا كنت طالبة، عندما كنت مدرسة كنا نتسلم رواتبنا باليد من ناظرة المدرسة وكنا قنوعين برواتبنا وكنت اعطي الوالد والوالدة.

وكيلة مدرسة

بعد فترة من العمل في التدريس ترقت التويتان الى وكيلة مدرسة وعن ذلك تقول: عام 1969 رشحت للعمل وكيلة مدرسة وقابلت اللجنة التي تختبرنا ونجحت من أول مقابلة مع اللجنة ونجحت معي المرحومة نرجس عبدالصمد وعينت في مدرسة خديجة وكان موقعها بالشرق والناظرة سعاد توفيق النقيب عملت معها وكيلة في السنة الأولى وناظرة بالوكالة السنة الثانية، وبعد ذلك اشتغلت مع الأستاذة لطيفة البراك كوكيلة مدرسة وتعلمت منها الكثير في العمل، وكل ما تعلمته في المدارس لا يوازي ما تعلمته مع لطيفة البراك وهي مدرسة كاملة، عالم خاص بالتربية، إنسانة ملتزمة بالعمل، ولا اذكر انها غابت يوما من الأيام عن العمل، الجميع يحترمها ويعزها ولا نزال نعزها ونقدرها، علاقتها الإنسانية قمة ولا تجامل على حساب العمل ولا تفرق بين العاملين معها وكل واحدة تأخذ حقها بالكامل.

المهم اشتغلت معها كوكيلة في مدرسة خديجة وبعد ذلك عينت ناظرة في الدوحة.

ناظرة مدرسة الدوحة

عن عملها ناظرة في مدرستي الدوحة وخديجة تقول التويتان: عينت ناظرة في مدرسة الدوحة الابتدائية للبنات وكنت متزوجة واسكن مع زوجي في منطقة الروضة والوكيلة اسمها بدرية عبداللطيف عطاالله كويتية من أصل مصري من أروع الوكيلات، تشتغل بإخلاص وبضمير، ولمدة سنتين السنة الأولى في الدوحة والسنة الثانية نقلت ناظرة الى مدرسة خديجة ونقلتها معي، لطيفة البراك نقلت الى مدرسة النزهة فعينت مكانها ناظرة.

طالبات الدوحة يرغبن بالدراسة ويتميزن بحب العلم، وذكاء الطالبات ذكاء فطري والأمهات طيبات على البركة وعندهن الثقة بالمدرسة والطالبة شاطرة ولكن الطالبة تبقى طالبة في أي مكان لأن حضورها للمدرسة هو للدراسة والعلم.

أما بنات خديجة، البيئة التي كن يعيشن فيها تختلف عن بيئة الدوحة.. وبعض الطالبات من عائلات فقيرة، عندما كنت وكيلة في خديجة ولطيفة البراك ناظرة كنت اعمل معها كأني ناظرة، أعطتني الثقة كاملة في العمل معها وكلمتي كلمتها ولا يوجد اختلاف بيننا وأي قرار اتخذه كانت توافقني.

وعندما أصبحت ناظرة طبقت ما كنت اعمله مع الوكيلات ولم أعارض ومن حسن حظي ان الوكيلات كن ممتازات ومتعاونات بكل اخلاص فلم أعارضهن، والمدرسات كن بعضهن وافدات والأخريات كويتيات وخاصة ذوات التخصص مثل الموسيقى والبدنية والرسم وبعض مدرسات المواد العامة، وانتشر العنصر النسائي من المدرسات، في مدرسة خديجة نسبة كبيرة من الكويتيات، مكثت في خديجة من عام 1971 الى بداية افتتاح أول مدرستين لدخول المدرسات لتعليم الأولاد وأول مدرسة ضاحية عبدالله السالم.

الناظرة نرجس عبدالصمد ومدرسة الرشيد الابتدائية للبنين تسلمتها وعينت فيها ناظرة، نسبة كبيرة من المدرسات اللاتي كن في خديجة انتقلن معي الى مدرسة الرشيد.

اذكر في مدرسة خديجة اشتغلت معي بدرية عطاالله كوكيلة ومن بعدها نبيلة المتروك والمدرسات من مدرسة خديجة اذكر منهن ليلي التتان ونورية الفيلي وفتحية الحواج من الموسيقى، ومن التربية البدنية تغريد الحسن وغنيمة السجاري وحليمة الكوت وبدرية العريفان، وكن يساهمن في احتفالات الاعياد الوطنية ومن ضمن المدرسات اللاتي اشتغلن معي رقية المجرن في مدرسة خديجة ومن ضمن المدرسات غير الكويتيات فاطمة الكردي وهالة السخن وآمال عبدالستار ووفيقة العريس، ومن الكويتيات مريم العوضي ونجاة المنير ونجاة مظفر ومنيرة وعائشة العميري كويتيات في مدرسة خديجة، وأما في مدرسة الرشيد الابتدائية للبنين كانت الوكيلة طيبة العون وغنيمة الياقوت وكانت مدرسة معنا في مدرسة زينب وبدرية العوضي ثلاث وكيلات اشتغلن معي في الرشيد.

مما أذكر أن طلاب مدرسة الرشيد كانوا من منطقة الدسمة ومن منطقة حولي والنقرة وكانوا ينقلون بالباصات وغالبيتهم من الفلسطينيين ونسبة كبيرة من المدرسات الكويتيات.

زيارة رئيس المعارف

أثناء الدراسة في مدرسة الميدان حدثت زيارة مهمة للمدرسة، عن ذلك تقول ضيفتنا:

زارنا المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس معارف الكويت وكنت طالبة في مدرسة الميدان والاستاذة رعد الكبالي احدى المدرسات وهي شاعرة كتبت هذه الابيات تقول فيها:

أميرنا الغالي حللت اهلا

ووطئت سهلا

اشرقت الميدان لما زرتها وأشرقت

منائرا أقمتها

ميدان يا أمير وكلها زهور

اذكر كان ذلك عام 1956، حاليا التقي مع بعض المدرسات والناظرات والوكيلات وألبي دعوتهن وأزورهن وعسى الله أن يجمعنا على الخير والبركة والمحبة.

مدرسة عبدالله العمر والعائلة

تتحدث التويتان عن العائلة وعملها في مدرسة عبدالله العمر حيث تقول:

عام 1981 نقلت الى مدرسة عبدالله العمر في منطقة مشرف حيث عينت ناظرة فيها وكنت اسكن في المنطقة مع زوجي واولادي، تسلمت المدرسة وكانت لتعليم الاولاد وهيئة التدريس من المدرسات والمنطقة فيها مدرسة اولاد واحدة.

والوكيلة منيرة عبدالله الغانم وأمضت معي في العمل حتى عام التقاعد 1995 وتفرغت لبيتي وأولادي.

زواجي من زوجي خطبة تقليدية عن طريق العائلة وكنا نسكن في منطقة الشرق واتفق العائلتان، وكانت العائلات الكويتية متساهلة ويعرفون بعضهم البعض والله سبحانه وتعالى رزقنا بالاولاد والبنات: رشا الأولى تعمل فنية بالصحة، وبدر صيدلاني والثالث مقدم بالداخلية والرابعة صيدلانية.



عدد المشـاهدات: 14013


 
حجم الخط
424754-156399.jpg

مجموعة من الفنانين مع الشيخ الراحل عبدالله الجابر الصباح
424754-156389.jpg

424754-156388.jpg

الفنان التشكيلي جاسم محمد علي بوحمد (هاني عبدالله)
424754-156391.JPG

المعرض الأخير للفنان جاسم بوحمد بصالة المشرق مايو 2013
424754-156400.jpg

الفنان جاسم بوحمد مع الأميرة بسمة في معرض الأصدقاء بالأردن
424754-156405.jpg

نشاط كرة القدم بثانوية الشويخ عام 1961
424754-156393.jpg

الفنان جاسم بوحمد امام احدى الجداريات في باريس
424754-156392.jpg

لوحة ام البخنق
424754-156406.jpg

بوحمد ينحت تمثال البدوية
424754-156386.jpg

الشاوي الصغير
424754-156385.jpg

الجمال الصغير
424754-156395.jpg

لوحة جلسة تحت بيت الشعر للفنان جاسم بوحمد
424754-156387.jpg

لوحة الصقار
424754-156397.jpg

راعي الجمل

  • ولدت في الكويت في الحي الشرقي بالقرب من البركة أو «أبو دوارة» وبعد ذلك الوالد باع بيته وسكن في منطقة الصوابر
  • عملت مدقق حسابات في «الإعلام» لمدة 3 سنوات ثم حصلت على منحة دراسية من الحكومة الفرنسية لدراسة الفنون التشكيلية في المدرسة الوطنية
  • بداية دراستي كانت في مدرسة الصباح في الشرق ولمدة سنتين وكنت أذهب إلى المدرسة من الصوابر مشياً مع أبناء الفريج
  • الرسم على حوائط المرسم الحر فيه مشكلة ترخيص من البلدية ومعارضة من بعض الجهات
  • ذهبت إلى باريس لتقديم امتحان قبول في البوزارت وترشحت لقسم النحت فدرست عند الفنان الإيطالي المشهور رينيه والعالمي سيزار
  • ظهرت موهبة الرسم والنحت عندي منذ المرحلة الابتدائية فكانت يدي مطاوعتني في مسك الريشة والبداية مع مدرسي التربية الفنية وكان المدرسون يشاركونني في معارض المدارس
  • انتسبت للمرسم الحر كفنان متفرغ عام 1971 وصرت أمينه من 1985 إلى 1988 ودمره الجيش الصدامي عند احتلال الكويت
  • أول معرض شاركت فيه كان عام 1958 بمناسبة مؤتمر الأدباء العرب على مسرح ثانوية الشويخ
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع يرى الماضي بعيون الفنان، كيف لا وهو فنان من طراز رفيع. ولد جاسم محمد علي بوحمد في الكويت في الحي الشرقي بالقرب من البركة أو «أبو دوارة» وبعد ذلك الوالد باع بيته وسكن في منطقة الصوابر.

بدأ دراسته في مدرسة الصباح في الشرق وأثناء الدراسة انضم للنادي العربي في لعب كرة اليد بمنطقة الدسمة، التحق بالثانوية التجارية مع بعض الأصدقاء وكانوا أول دفعة، وبعد التخرج التحق بجامعة بيروت العربية وبعدها توجه إلى العمل.
كان أول معرض شارك فيه عام 1958 بمناسبة مؤتمر الأدباء العرب على مسرح ثانوية الشويخ.

حصل على منحة دراسية من الحكومة الفرنسية لدراسة الفنون التشكيلية في المدرسة الوطنية.

سافر إلى فرنسا وسكن في مدينة رويان ثم سافر إلى بوردوا، وذهب إلى باريس لتقديم امتحان قبول في البوزارت حيث درس على يد الفنان الإيطالي المشهور رينيه والعالمي سيزار.

وبعد العودة من الدراسة في فرنسا تم تعيينه باحث آثار في متحف الكويت.

قدم وزير الخارجية الأميركي الأسبق روجرز له دعوة لزيارة أميركا على حساب وزارة الخارجية لمشاهدة معرض الفن والمجتمع، زار خلالها 8 ولايات أميركية.

انتسب للمرسم الحر كفنان متفرغ عام 1971 وصار أمينه من 1985 إلى 1988.

المزيد عن حياته ونظرته إلى الماضي في السطور التالية.

في بداية اللقاء تحدث الفنان التشكيلي جاسم محمد علي بوحمد عن مولده وبداياته الأولى حيث قال: ولدت في الكويت في الحي الشرقي بالقرب من البركة أو كما يقولون أبو دوارة وبعد ذلك الوالد باع بيته وسكن في منطقة الصوابر، واذكر الجيران عائلة القطان وعائلة المري وكثيرين من العوائل واذكر ابونزفي والعرادة وابوعايش وكنا اطفالا صغارا نلعب مع بعضنا البعض، لعبت كرة القدم وأدركت باب الهوى ومزارع الصوابر وشاهدت دواوين الحاكة، وبعد سنوات تم تثمين بيت الوالد فانتقل للسكن في منطقة الدسمة واذكر من الشباب داوود الوهيب وعبدالله حمد وعبدالله نجم وخالد بوقريص.

الدراسة والتعليم

ثم يتحول بوحمد سريعا الى الحديث عن دراسته قائلا: بداية دراستي كانت في مدرسة الصباح في الشرق ولمدة سنتين وكنت اذهب الى المدرسة من الصوابر مشيا مع أبناء الفريج المدرسة تقريبا ليست بعيدة - من بين البيوت والسكيك، سنتين في الصباح وفي الدسمة التحقت بمدرسة الرشيد سنتين وناظر الصباح محمود سعدالدين واذكر المرحوم صالح شهاب والاستاذ أيوب حسين وعلي حسن العلي وأما في مدرسة الرشيد فاذكر الناظر المرحوم عيسى اللوغاني وبعد ذلك تم افتتاح مدرسة فلسطين في الدسمة، فانتقلت لها من الابتدائي الى المرحلة المتوسطة 4 سنوات، سنوات الدراسة التحقت بالأشبال في الرشيد وكذلك بدأ بروز وظهور هواية الرسم والنحت والطين، وكذلك الكشافة في فلسطين حصلت على اهتمام كبير جدا من المدرسين واذكر الاستاذ اسماعيل في الابتدائي، وفي المرحلة الثانوية اهتم بي الاستاذ اوباكانو مصري الجنسية كنت مميزا في مدرسة فلسطين ومع الأخ جواد بوشهري مع العلم انه كان يسبقني بصف واحد، وانتقلت الى ثانوية الشويخ والتحقت بالقسم الداخلي.

كانت دراستي لمدة عام واحد في ثانوية الشويخ وكان عندي دور ثان آخر العام ولم أتقدم للامتحان زاولت اللعب وكرة القدم في الثانوية، كذلك أثناء الدراسة انضممت للنادي العربي في لعب كرة اليد، وكان مقر النادي في منطقة الدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم، وكان الأستاذ حسين مكي مدربنا ولعبت كمال الأجسام ومقره عند سينما الحمراء وكان تابعا للنادي العربي ولفترة وجيزة في بيت عربي، والذي دفعني هو مشاهدتي للأفلام مثل هرقل وطرزان، وتأثرت بالممثل ستيفلز، وعصر الفتيان.

عودة الى موضوع الرياضة اذكر مرزوق المرزوق ومرزوق سعيد لاعب النادي العربي وكان يلعب معنا كرة اليد ولاعب العاب قوى وهو من الأوائل.

واذكر عبدالرحمن الدولة والخطيب واحتفظ بصور قديمة لهم.

ثانوية المعهد التجاري

وعن المرحلة الثانوية يقول: التحقت بالثانوية التجارية ومعي بعض الأصدقاء وكنا أول دفعة وبعد السنتين تخرجنا وكان لي نشاط بالمعهد، ثم التحقت بجامعة بيروت العربية (سنتين انتساب). وبعد ذلك التحقت بالعمل.

وزارة الإعلام

أما مرحلة العمل بعد انتهاء الدراسة فيقول عنها بوحمد: التحقت بالعمل مدقق حسابات في وزارة الإعلام لمدة 3 سنوات وبعد ذلك حصلت على منحة دراسية من الحكومة الفرنسية لدراسة الفنون التشكيلية في المدرسة الوطنية، البداية حصلت على اجازة دراسية من وزارة الإعلام وتفرغت للدراسة من دون راتب.

التحقت لدراسة اللغة الفرنسية في مدرسة رويان في جنوب فرنسا.

الدراسة والفنون

يتحدث الفنان بوحمد عن بدايته الفنية وموهبته حيث يقول: موهبة الرسم والنحت عندي منذ المرحلة الابتدائية كانت يدي مطاوعتني في مسك الريشة وارسم وكذلك في النحت والبداية مع مدرسي التربية الفنية وكلما رسمت المدرس يأخذ اللوحة وكان المدرسون يشاركونني في معارض المدارس واذكر أول معرض رسمشاركت فيه وذلك عام 1958 بمناسبة مؤتمر الأدباء العرب على مسرح ثانوية الشويخ، ولم اذهب إلا فيما بعد وكذلك شاركت في معارض الربيع التي كانت تقام في المدرسة المباركية وكان المعرض الثالث والمعرض الرابع والخامس الثلاث سنوات الأخيرة، والأستاذ اوباكاتو كان مهتما كثيرا برسوماتي وهو من الفنانين الكبار، وقال لي قبل السفر إلى فرنسا لماذا لا تنضم للمرسم الحر، وبالفعل التحقت به وكان مقره في مدرسة قتيبة «المتحف العلمي» وكان فيه مجموعة من الفنانين مثل خليفة القطان وعيسى صفر وسامي محمد وحمد حسين وعبدالعزيز إسماعيل وحصلت على تشجيع منهم في تلك السنة كان بداية تأسيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وذلك عام 1967 يومئذ كنت موظفا في الإعلام بعد حصولي على دبلوم تجارة تم افتتاح الجمعية وانضممت لها عام 1968 عضوا وكذلك عضو مجلس إدارة وشاركت مع الجمعية في عدة معارض وأصبحت من مؤسسي الجمعية الكويتية وعملت علاقات طيبة مع الزملاء، وكان عندي لغة جيدة وعملت علاقات طيبة مع المستشار الثقافي الأميركي في الكويت واقترح علي لماذا لا اذهب الى اميركا وأدرس الفنون هناك؟ في تلك الفترة الجمعية الكويتية انتقلت الى فندق الهيلتون القديم، فقلت له ما عندي مانع وبدأ بعمل الاجراءات والاتصالات مع الجهات المختصة في أميركا، حصلت على قبول من 8 كليات، في تلك الأثناء زار الجمعية مسيو لامان المستشار الفرنسي وتعرفت عليه أثناء وجوده وقال لماذا لا تدرس الفنون فقلت المستشار الأميركي يرتب لي السفر الى أميركا، فقال تعال الى فرنسا، وبدأ ترتيب الاتصالات مع الجهات الفرنسية وبعد أسبوع اتصل وقال مبروك حصلت لك على منحة دراسية لدراسة الفنون التشكيلية وأنا أول طالب كويتي يدرس الفنون في فرنسا.

معهد بوزارت في فرنسا

يتحدث بوحمد عن المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة فيقول: تاريخها منذ 450 سنة تخرج فيها كبار الفنانين مثل بيسارو ونوارنيه وسيزار.

بلغت الأميركي واعتذرت له وزعل في البداية وسافرت الى فرنسا وسكنت في مدينة رويان ودرست اللغة الفرنسية فيها لمدة 6 شهور ومن ثم سافرت الى مدينة بوردوا لمدة 3 شهور، فذهبت الى باريس لتقديم امتحان قبول في البوزارت وقالوا «اختار أي قسم» ولكن تم ترشيحي لقسم النحت وكنت رساما فدرست النحت عند رينيه فنان ايطالي مشهور وكذلك درست عند الفنان العالمي سيزار وعلى اسمه جائزة سيزار و؟؟؟؟ لمدة 4 سنوات ونصف السنة دراسة النحت - المواد الصلبة - الحجر الرخام والبرونز وفي الوقت نفسه كنت ارسم لوحاتي.

أقمت معرضا شخصيا باسمي بعدد اللوحات 35 لوحة عن المرأة، أيضا شاركت في 7 معارض هي: صالون الفنانين الفرنسيين، صالون الخريف، معرض مايكل أنجلو، معرضين في مطار أورلي ومعرض طلبة الشرق الأوسط.

كذلك كان لي نشاط في فرنسا وأزور معارض ومتاحف اكتسبت خبرة، أما بالنسبة للمعهد الذي تعلمت فيه كان معي الفنان عبدالرحيم الشريف من البحرين وجورج كفاح عراقي نحات وعقيل الانسي وفيصل سمرة سعوديين وصبيحة بشارة درست في معهد خاص اسمه «اكرفت» د.زعابي الزعابي درس في السوربون، الحقيقة ان تعليمي في باريس اكتسبت منها الكثير، أنهيت دراستي ورجعت للعمل في وزارة الإعلام.

العمل باحث آثار

بعد الدراسة في فرنسا عرض على بوحمد عمل جديد وعن ذلك يقول: بعد العودة تم اقتراح باحث آثار في متحف الكويت، في تلك الفترة كنت متزوجا وتم العرض علي ان اكمل دراستي والحصول على الدكتوراه، ذهبت الى وزارة الإعلام من مدقق حسابات الى باحث آثار واذكر صالح شهاب هو الذي عرض علي وكان مدير المتحف الاستاذ طارق سيد رجب ومن بعده احمد عبداللطيف العثمان وثالث مدير للمتحف الاستاذ ابراهيم البغلي وكنت باحث آثار ومتحف بيت البدر كنت احد المشرفين عليه مع الأخ جواد بوشهري واشرفت على تأسيس المتحف واشتغلت في دار الغوص مع الاستاذ أيوب حسين وشاركت واشرفت على معرض السيدات الأميركيات السنوي وكنت اشرف عليه.

الاميركيات يشاركن وكنا نحن الفنانون نشارك معهم.ويعرضون أعمالهم وكانت زوجة ديكسون تشرف وتحضر المعارض والوفود الرسمية واذكر المرحوم صالح شهاب الوكيل المساعد للسياحة في الإعلام واذكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق روجرز قدمنا له لوحات من جواد بوشهري وعبدالله القصار ومني، والحقيقة بعد 10 سنوات قدم لي دعوة لزيارة أميركا على حساب الخارجية الأميركية ولمدة 45 يوما وذلك لمشاهدة معرض الفن والمجتمع وقد زرت 8 ولايات أميركية والمشاركون معماريون وفنانون من دول العالم.

المرسم الحر

عن اشتراكه بالمرسم الحر يقول الفنان بوحمد: انتسبت للمرسم الحر كفنان متفرغ وذلك عام 1971 وأمضيت مع الزملاء، واذكر ان الفنانين المتفرغين الأوائل المرحوم خليفة علي القطار والفنان عيسى صقر ومحمود الرضوان وخزعل القفاص وسامي محمد وصبيحة بشار وسعاد العيسى، وإن شاء الله لم أنس أحدا، ومسؤول المرسم الحر المرحوم عبدالله القصار، وفي عام 1985 بعض الزملاء رشحوني كأمين للمرسم ومن قبل الوزارة فصرت أمين المرسم الحر من عام 1985 الى عام 1988 عملنا شغل كبير وضمينا أحد المنازل الى المرسم الحر وعملنا مرسم برونز وحدث الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت بقيادة المقبور صدام حسين والجيش العراقي.

بعد التحرير شاهدنا المرسم الحر وقد دمره الجيش العراقي فاجتهدنا بالعمل جميعا لإصلاح ما دمر وعاد الى نشاطه وفي عام 1994 بدأ الفنانون بالتقاعد عن العمل واحدا بعد الآخر وفي عام 1994 تقاعدت عن العمل.

انتهى المرسم الحر الجمعية لا رجعة لها ولكن بعد تغيير مجلس الادارة وتسلم ادارة جديدة تغيرت احوال الجمعية وبعض الفنانين تركوا الجمعية.

كنت مع ثريا البقصمي وسامية سيد عمر وعيسى صقر أسسنا جماعة الفن التشكيلي لفناني دول مجلس التعاون الخليجي على مستوى الخليج والمستوى الدول العربية ووصلنا الى واشنطن كان نشاطنا واسعا بمساعدة بعض المؤسسات بسبب الوضع وما كان مشجعا.

إعادة المرسم الحر

بعض الاخوة الفنانين تعاونوا مع بعض وأعادوا المرسم الحر ومنهم الفنان علي نعمان وهو أحد المؤسسين الحديثين ومنهم محمود أشكناني وعبدالرضا باقر وجاسم العمر وعبدالعزيز آرتي وعبدالعزيز التميمي وجاسم مراد ونجيبة بوطيبان وعبدالعزيز يعقوب الجيران وعبدالله الجيران وفاضل اشكناني ونورة سنان وشيخة سنان ونورة عبدالهادي وسهيلة النجدي ومن الجيل الصاعد من الشباب من الفنانين والفنانات كان نشاطا جيدا وكنت أشارك في معارض شبه سنوية ومن ضمن مشاركة المجلس الوطني لأول مرة في بينالي فينيسيا فكان لنا جناح والفنان سامي محمد من المشاركين والفنان طارق الغصين وكنت معهم ويرأس الوفد الأستاذ محمد العسعوسي وكذلك ثريا البقصمي واسعد بوناشي وعبدالله الجيران نشاط المرسم الحر ناشط وواعد وعودتي لتنشيط العمل الفني ولنا زملاء مثل حميد خزعل ووفاء العبار.

التقاعد عن العمل

مرحلة جديدة يتحدث عنها ضيفنا وهي التقاعد يقول بوحمد: بعد عدة سنوات من العمل في المتحف تقاعدت عن العمل وذلك عام 1995 بعد سنوات من العطاء، عندي فراغ كبير وكنت أزاول الفن على البطء وبعض الأعمال النحتية.

بعد التقاعد شاركت في معرض في شهر مايو عام 2013 وبعت 4 لوحات وكان في غراند الأفنيوز خالد العصفور عنده معرض وقد اشترى مني لوحات فنية يعرضها في معرضه. حاليا يوجد معرض فني للفنانة عفاف العيسى.

المواطن العادي غير الفنان عندما يحضر لأي معرض فني يجب ان يكون عنده معلومات عن الفن، ويكون متذوقا للفن مع الاطلاع وسماع الفنان وهو يشرح للحضور، قصة طويلة للمشاهد أقول ان الفن راق مثلما الانسان يختار ملابسه.

أيضا الفن جزء من هذه الأمور الحياتية.

البعض يرى ما خلف العمل، أقول ان أسلوبي الرمزي أحيانا الرسالة تكون سهلة وأحيانا تكون صعبة هذا هو الفن التشكيلي أو النحت.

الأسلوب الرمزي يعتمد على مخاطبة العقل قبل العين.أسماء المدارس الفنية مثل أسماء المدارس القديمة الفنية تعتمد على العبارة مدارس العصور الوسطى كانت الكلاسيكية وتطورت الى القوطية وبعدها المرحلة الحديثة منذ عام 1880 ظهرت مدارس حديثة التأثيرية والتنقيطية والانطباعية والسريالية والتكعيبية والبوب آرت والتجريدية وتطورت الى نيوريالزم الواقعية الحديثة السيركلزم توصل لها الفنان خليفة علي القطان وهو الوحيد الذي عملها باجتهاده الشخصي اتبعنا المدارس العالمية بالنسبة لي انتقلت الى السريالية وحاليا احاول ان اطور الرمزية الى فكر معين واسلوبي سيطور ان شاء الله عندنا معرض مع الفنانة عبدالرضا باقر في صالة الفنون في صالة الفنون في 12/3/2014 فيها رمزية ولكن مبسطة أكثر من الاول.

الفن الاسلامي يعتمد على المنتجات التي عملت في المساجد مثل مدن قرطبة وغرناطة وهو اسلوب له خط معين والرسومات المبسطة التي رسمت في القرون الاسلامية من ضمنهم الفنون الهندية والواسطي والفارسية، توجد رسوم مبسطة الفن الحديث دخل عليه في القرن الماضي، من ضمنهم محمود مختار (مثال مصري) والسليم والراوي من العراق وفاتح المدرس (من سورية)، فنانو الكويت سبقوا فناني دول الخليج العربي في الفن التشكيلي ولنا تأثير عليهم ولنا بصمة على مستوى العالم العربي ولنا حظوظ في الجوائز واول معرض «الفنانين العرب» اقيم في الكويت اطلقنا عليه اسم معرض السنتين عام 1969 بإشراف جمعية الفنون التشكيلية واستمر لفترة طويلة وتوقف لأسباب، حاليا المجلس الوطني يريد اعادة مثل هذا النمط وتوجد فكرة لعمل معرض مشترك للفنانين العرب وعمل سيوزيوم وهو الاعمال النحتية بأشكالها والرسم يقام كل سنتين وهو البينالي والمعرض الذي يقام كل ثلاث سنوات اسمه ترينالي فضلنا معرض السنتين، الكويت سباقة في مد يد العون لدول مجلس التعاون للخليج العربي.

ويوجد تعاون بين فناني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب امين المجلس م.علي اليوحة، بدر الدويش أمين مساعد لشؤون الثقافة والفنون ومحمد العسعوسي امين المساعد للمسرح، المجلس الحالي يهتم اكثر بالفن، والجمعية الكويتية لها انشطة كبيرة مع وجود خلاف بين الفنانين، الخلاف على الكراسي لكن الفن راق.

الفن للفن أم للحياة؟

توجهت بالسؤال لضيفنا الفنان جاسم بوحمد، الفن يجب ان يكون للفن ام للحياة؟ فأجاب قائلا: الحقيقة لابد ان يكون الفن مرتبطا بالحياة والفن للفن ان يجلس الفنان في بيته ولا يختلط ولا ينشر فنه وان يرتقي الفنان بالفن من اجل الفن، وليس من اجل المادة مع العلم ان المادة ضرورة للحياة.

أشهر النقاد

لدى سؤاله عن اشهر النقاد في الكويت قال بوحمد: للاسف نفتقد للناقد ولكن لا ننكر وجود الفنانة ثريا البقصمي وعبدالرسول سلمان، ود.محمد المهدي ويحيى سويلم وبعض الصحافيين وحميد خزعل كاتب ومؤلف كتب عن الفن والفنانين.
جمعية الفنانين الكويتية عندهم مجلة الفن منذ سنوات ولكن جمعية الفنانين التشكيلية لا يملكون مجلة، حاليا عندنا فكرة لتأسيس مجلة حولية، جميع الفنانين متقاعدون.

اما الرسم على حوائط المرسم الحر فيه مشكلة ترخيص من البلدية ومعارضة من بعض الجهات واذكر انه قديما عندما كان المرسم الحر في الجبلة وضعنا بعض التماثيل على سور المبنى، رأى تلك التماثيل احد المسؤولين فطلب ان نزيل تلك الاعمال، حاولنا ان نعمل معارض بالهواء الطلق فلم نستطع، اذكر العام الماضي تم افتتاح معرض في صالة الشروق في الصالحية للفنانة شروق امين اغلق المعرض، نحن كفنانين نبتعد عن بعض الامور بالنسبة للنحت أتحاشى أن أعمل اشخاصا بالكامل، الفن واسع ونحترم وجهة نظر الجهات الدينية وعلاقتنا مع بعضنا علاقة اسرية وفي المرسم الحر أذكر اننا كنا نسهر بالليل مع عيسى صقر لمواصلة العملوأيضا بعض الزملاء وأذكر زوار الكويت يزورون المرسم الحر حاليا ويعمل والفنانون موجودون واول رئيس للمرسم الحر كان المرحوم خليفة القطان وثاني رئيس خالد القعود وثالث رئيس المرحوم أمير عبدالرضا وبعده محمود الرضوان وحاليا عبدالرسول السلمان.

صداقات في فرنسا

لدى دراسته في فرنسا كان بوحمد يتواصل مع اعضاء سفارة الكويت في فرنسا آنذاك، وهم السفير فيصل الصالح، وأعضاء السفارة الشيخ سالم جابر الاحمد، وحمد العبيدي سكرتير ثاني (رحمه الله)، وعبدالله مراد (سكرتير ثاني)، وعن ذلك يقول: كنت ازورهم بالشهر مرتين والمعرض الشخصي الذي أقمته كان تحت رعاية السفارة بحضور السفير فيصل الصالح، اذكر انني حصلت على جوائز مشاركاتي في معارض كبيرة، منها معرض بمناسبة مرور خمسمائة عام على رحيل مايكل انجلو، طلبة الفنون والنحاتون شاركوا لكن اذكر هنا ان عشرة آلاف طالب تقدموا للمشاركة الا انه تم قبول ألف مشارك وكنت احد اولئك المشاركين، وكانت لي عضوية في صالون الفنانين الفرنسيين، وشاركت في صالون الخريف وفي مطار اورلي كانت الجائزة من المفروض ان تكون من نصيبي لكن العنصرية كانت موجودة فحصل عليها فنان اسرائيلي، كانت الجائزة تقديرا للانسان، كان لي علاقة مع كلاريات خاصة كلري هرفي ودرمات.

صارت لي صداقة حميمة مع الفنانين الفرنسيين ومن ضمنهم كولا ماريني وهو رجل طيب وعلاقتي طيبة معه وكاردو من الفنانين الذين اهتموا بفني وكانت زياراتي وحضوري للغاليريات طيبة، كنت باستمرار اذهب الى متحف اللوب ومتحف اوداز وسنتر جورج بيدو ومتحف الاورسيه كانت لي انشطة كبيرة وبارزة.



البيئة الكويتية

وعن ارتباط أعماله بالبيئة الكويتية يقول الفنان جاسم بورحمة: بالنسبة لأعمالي انا مرتبط بالبيئة الكويتية بشكل عجيب وجميع اعمالي لها علاقة بالبر والبحر، وآخر أعمالي كان اسم المعرض بين البر والبحر وعندي مجموعة كبيرة من اللوحات، أشعر بحنين لكويت الماضي والافكار تتوالى عندي.

أثناء الغزو والتحرير رسمت خمسة وثلاثين لوحة والحقيقة بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي عملت معرضا في مملكة البحرين بمناسبة اعمار الكويت.

حاليا ارسم عن البيئة الصحراوية والبحرية، بعض الزملاء يعيبون علي لعلاقتي مع البيئة، أوجدت لنفسي بصمة مثلا في معرض مشترك من بعيد تشوف وتعرف لوحاتي.

أعمالي تعرف من على بعد وهذا فخر لي في عالم الفن.

أخيرا أقول زوجتي واولادي لا يوجد عندهم موهبة الفن وأما يوسف فمن هواة الموسيقى ويعزف عدة آلات وهو حاليا يدرس في الجامعة السنة الثالثة، وخاصة الغيتار والكمان، أولادي بدر ومحمد له اهتمام بالتجارة وله محلان، وبدور مدرسة فلسفة وسارة خريجة حقوق ويوسف بالجامعة، زوجتي كانت ملهمتي في الفن وكانت تشجعني.



قصة من فرنسا

يحكي بورحمة قصة حصلت عندما كان في فرنسا حيث يقول: في فرنسا وفي السنة الاخيرة من الدراسة كانت عندي اعمال نحتية كبيرة، احد الاصدقاء كان طيارا عسكريا على الهوركليز قال نحن راجعون الى الكويت ما رأيك ننقل لوحاتك معنا فوافقت وسلمت الاعمال النحتية وعددها ثمانية اعمال، الذي حصل ان الطائرة الكويتية اسقطت فوق أحد المعسكرات الفرنسية فوق قاعدة عسكرية واستشهد جميع طاقم الطائرة من الكويتيين وكانت اعمالي بالطائرة.

وايضا كان عندي عشرة اعمال نحتية ولوحات فنية واثناء الاحتلال الصدامي الغاشم نهبت تلك الاعمال من قبل الجيش العراقي الغازي.

عدد المشـاهدات: 13891


 
حجم الخط
421491-139176.jpg

صورة قديمة للمربي الفاضل عدنان جرادة يقف وسط طلبته
421491-139179.jpg

421491-139178.jpg

عدنان جرادة مع مجموعة من الطلبة في مدرسة المتنبي
421491-139170.JPG

المربي الفاضل عدنان مكاوي جرادة
421491-139174.JPG

421491-139171.JPG

بطاقة عمل عدنان جرادة في وزارة التربية 19
421491-139169.JPG

..وعدنان جرادة متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
421491-139173.JPG

421491-139177.jpg

الاستاذ عدنان مكاوي جرادة مع الطلبة
421491-139175.JPG

عدنان جرادة في مرحلة الشباب



    • بدأت تعليمي منتصف الخمسينيات وكنا أطفالاً نلعب كرة القدم بين القبور
    • ناظر مدرسة الكندي عاندني ونقلني إلى الأحمدي وهناك لقيت المصير نفسه
    • أعمل في التدريس بالفترة الصباحية وأمارس الصحافة مساء
    • اللجنة الكويتية اختبرتني في عمّان.. وقصيدة لأبي تمام كانت وثيقة قبولي
    • عندما احتلت غزة رفضنا الذهاب إلى المدرسة تحت الإشراف الإسرائيلي ولم أرضَ عن نجاحي وقتها
  • ولدت في غزة وبعد الاحتلال اليهود ضايقوا أهلها وفرضوا قيوداً شديدة على المزارعين
  • بعد الثانوية العامة تم اختياريلأعمل مدرساً في مدرسة ابتدائية لثلاث سنوات
  • قرار نقل الطالب من مدرسة والده المدرس صائب وفي مصلحة التعليم
  • الإنتاج الزراعي تطور كثيراً في غزة حالياً بسبب الزراعة الرأسية ليصل إلى 10 أضعاف
  • أعمل حالياً مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الأجنبية
  • بعد تخرجي في الجامعة تعاقدت للعمل مدرساً في ليبيا لكني لم أسافر لبعد المسافة
  • مكثت في مدرسة المتنبي 10 سنوات وكان من بين طلبتها أبناء الشهيد فهد الأحمد وآخرون من أبناء الأسرة
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل عدنان مكاوي جرادة، ولد في قطاع غزة في فلسطين والتحق بمدارسها الهاشمية الثانوية التي أكمل فيها تعليمه الثانوي، حصل على الشهادة الثانوية العامة مرتين..! سافر الى القاهرة وأكمل تعليمه الجامعي .. يحدثنا عن قطاع غزة وعام النكبة عام 1948، تعاقد مع اللجنة الليبية ولكن لم يسافر وكان يرغب بالعمل في الكويت وحصل على ما يريد.

رجع الى غزة عن طريق رفح بعد عناء وتعب من اليهود.

سافر الى عمّان وهناك تقدم الى اللجنة التربوية وتم قبوله مدرسا للغة العربية ثم حضر إلى الكويت، واستقبلتهم اللجنة في مطار الكويت في شهر رمضان وسكن في مساكن العديلية لمدة 15 يوما وتم توزيعه الى مدرسة الكندي المتوسطة في الفحيحيل، وتسلم عمله والناظر فلسطيني.. واجه مشكلة مع الناظر ولم يمض عاما حتى نقل الى مدرسة الأحمدي المتوسطة ونفس المشكلة واجهها مع ناظر المدرسة، انتقل للعمل في «المتنبي» ومكث فيها 10 سنوات.

ماذا يقول ضيفنا عدنان مكاوي جرادة بعد توجيه الشكر للزميل منصور الهاجري ولجريدة «الأنباء»؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال السطور التالية.



في مستهل اللقاء يتحدث المربي الفاضل عدنان مكاوي جرادة عن بداياته الأولى ومرحلة مولده ونشأته حيث يقول: ولدت في مدينة غزة جنوب فلسطين وهي مدينة ساحلية احتلها اليهود عام 1967 (حرب الأيام الستة) ومنذ عام 1948 حتى احتلالها عام 1967 كانت تحت الإدارة المصرية.

ولدت في غزة المدينة الصغيرة ومساحتها 400 كيلومتر مربع تقع على ساحل البحر المتوسط من الجهة الغربية وتبعد عن مدينة يافا بحدود 80 كيلومترا، مدينة غزة زراعية وتشتهر بزراعة الحمضيات والزيتون ولكن الاسرائيليين ضايقوا المزارعين بالماء والزراعة في الجهة الشرقية من غزة.

الإسرائيليون استنزفوا مياه غزة وفرضوا قيودا شديدة على المزارعين الفلسطينيين بحفر آبار المياه، ومعظمهم أصحاب السيارات فضلوا بيعها وتحولت الى أراض سكنية.

مدينة غزة تتبعها قرى من الشمال بيت حانون، جباليا بيت لاهيا وفي الجنوب دير البلح والبريح وسراط وخان يونس ورفح، وجميع المدن أصيبت بالضرر من اليهود، مع التطور تحولت القرى التي ذكرتها الى مدن ينطبق عليها وصف المدينة أكثر من القرية.

معظم السكان حاليا في جباليا لا يعملون بالزراعة، والزراعة لم تنته ومازالت هناك زراعات غزة فيها التوسع الزراعي رأسيا الزراعة المحمية للبيوت الزراعية، مثلا الدونم الواحد ينتج مثل 10 دونمات مثلا الطماطم المعلقة، فالمساحة صارت قليلة لكن الإنتاج الزراعي متميز.الدراسة والتعليم والمدارس

يتحدث جرادة عن مساره في طريق الدراسة والتعليم قائلا: عندما كنت شابا في مراحل التعليم ،عندنا 3 مراحل للتعليم في غزة: المرحلة الابتدائية 6 سنوات، المرحلة الإعدادية 3 سنوات، المرحلة الثانوية 3 سنوات، ولا توجد جامعات، والمتفوقون كانوا يذهبون الى مصر، ويوجد تعليم صناعي بعد الابتدائي والإعدادي، فالطالب الذي لا يتفوق بالدراسة يذهب الى العلوم المهنية وتصليح السيارات والميكانيكية.

بدأت تعليمي منتصف الخمسينيات في مدرسة الفلاح الابتدائية، وبعدها المدرسة الهاشمية.

كان نشاطي كرة القدم وكنا نزاول اللعب في ملاعب وسط القبور، كان فيها شارع لا يتعدى 20 مترا، والطول كبير، كنا نلعب حفاة والكرة تتدحرج بين القبور وكنا نبحث عنها حتى نجدها، المقبرة غير مسورة موجودة بين البيوت وكانت منطقة نائية، البيوت زحفت إليها فصارت المقبرة بين البيوت، وكنت العب الكرة أيضا في ساحة المدرسة الصغيرة، معظم سكان غزة متدينون وغير متزمتين، اقترح بعض الناس إزالة بعض القبور وتم رفض ذلك، وتم إنشاء مقبرة على الحدود الشمالية على حدود إسرائيل.

المهم أيضا كنت أتعلم وأدرس والعب مع المدرسين، الوالد كان لا يستطيع ان يعلمني لأنه كان رجلا أميّا، كنت طالبا شقيا والمدرسون يضربوننا ضربا شديدا، واذكر ان يوما ما ضربت ظلما وعدوانا، ولم ارتكب أي غلط، فالوالد عرف بذلك من الأولاد وذهب الى المدرسة لكي يعرف سبب ضربي، الإدارة أخفوا المدرس عن الوالد وعرفوا ان المدرس ظلمني بالضرب واعتذروا للوالد، الضرب في غزة سياسة عامة وأساسي، نشاطي فقط كرة القدم، التعليم الإعدادي كان في مدرسة الهاشمية نسبة لهاشم بن عبد مناف، يقال انه دفن في غزة وهذا صحيح عندنا في غزة منطقة السيد هاشم.

المدرسة قديمة والى الآن موجودة لكن مساحتها تقلصت بفعل التمدد العمراني والسكني لحاجة المواطنين للسكن وهي تابعة لبلدية غزة وصارت هناك محلات حول المدرسة.

أما المنهج فكان مصريا لأن غزة تابعة للإدارة المصرية خاصة بعد عام النكبة عام 1948 وكان عندنا مدرسون مصريون في مدرسة يافا الثانوية في الشمال قريبة من جباليا، يوميا نذهب مشيا 4 كيلومترات ذهابا وإيابا.

وفي الشتاء كانت الأرض تصبح طينية وكنا نعاني من البرد والأمطار، ومن يتأخر يضرب ضربا شديدا، والأهالي ما كانوا ينصفوننا والمدرس على حق، ومطبق عندنا «خذوا اللحم واعطونا العظم»، وأذكر زملاء الدراسة، وفريق كرة القدم بالمدرسة من عائلة السلطان وعائلة العمصي، آخر المرحلة الثانوية عام 1967 حصلت على سنة ثانية ثانوي، انتقلت لثالث ثانوي ولكن الاحتلال الاسرائيلي وقع علينا واحتلت غزة في يونيو عام 1967 وفتحت المدارس بمعرفة السلطات الاسرائيلية ومعظم الطلاب لم يذهبوا الى المدارس وكنت واحدا منهم لم أذهب الى المدرسةوبدأت الدراسة في البيت وصارت مشاكل في غزة وأيضا كنت أجلس في دكان الوالد واستمر الاحتلال وفي الشهر السادس بدأت الامتحان وصار الطلبة البعض منهم يغشون من بعض فمعظم الاولاد نجحوا بسبب النقل بعضهم من البعض وعملوا فوضى في التعليم، حصلت على الثانوية العامة ولكن لم أرضَ عن ذلك النجاح.

ويضيف جرادة: المهم بعدما أنهيت الثانوية العامة وكنت من المتفوقين بعض المدرسين كانت لهم علاقة مع افراد المقاومة وبعضهم ذهبوا الى مصر فتم اختيار بعض الطلبة المتفوقين لكي يعملوا مدرسين بدلا من الذين سافروا، وتم اختياري مدرسا في مدرسة ابتدائية اسمها عبدالقادر الابتدائية في خان يونس، وتبعد عن قطاع غزة خمسة وعشرين جنوبا قبل رفح واشتغلت فيها لمدة ثلاث سنوات يوميا ذهابا وايابا وهذا اول عمل بالتدريس، وأذكر من المدرسين من عائلة العبادلة والناظر من عائلة فارس، والذين ذهبوا إلى مصر من الفلسطينيين عملوا ادارة شؤون قطاع غزة والحاكم المصري على غزة كان يمارس عمله في مصر.

وقرروا ان يعملوا ثانوية عامة مصرية لابناء غزة في مصر والاسئلة والمراقبين من مصر رغم احتلال اليهود لغزة وقررت إعادة دراسة الثانوية العامة وذلك عام 1970، ونجحت وكنت أعمل مدرسا والامتحان في غزة تحت اشراف لجنة من المصريين حصلت على الشهادة الثانوية المصرية وبعد اشهر وصلت النتيجة وكنت من الناجحين.

كلية الآداب جامعة عين شمس

وعن دراسته في الجامعة بمصر يقول مكاوي: قبلت في جامعة عين شمس كلية الآداب في القاهرة وكانوا يقبلون عدد ألف ومائتي طالب من ابناء غزة كتعويض وكان موجودا المرحوم جمال عبدالناصر، وعارض الوالد وبعض الاقارب الذهاب للدراسة في مصر، وقالوا أنت مدرس ويكفي العمل، والاسرائيليون بدأوا يضايقوننا والدراسة على نفقة جامعة الدول العربية وكانوا يعطوننا عشرين جنيها مصريا في الشهر، لا رسوم علينا والسكن على حسابنا، ونحن أربعة مع بعض، اولا مع مجموعة من اقاربي وكانوا في جامعة القاهرة، اولا سكنت في منشية البكري مصر الجديدة وبعد ذلك في مدينة نصر ومعي بشير الغربية وكان يشتغل بعد التخرج في الكويت وخرج من الكويت عام 1990 وكنت متخصصا في اللغة العربية وكنت أذهب الى المكتبة للقراءة والثقافة وكنت اشاهد مباريات كرة القدم ايام طه بصري ورفعت الفناجيلي وصالح سليم والشيخ طه والشاذلي فكنت اخرج من الجامعة واذهب الى ستاد القاهرة لمشاهدة المباريات وخاصة المباريات بين الزمالك والأهلي وأكملت دراستي الجامعية عام 1975.

تعاقد بلا سفر

بعد التخرج مباشرة حضرت الى القاهرة لجنة من ليبيا للتعاقد مع مدرسين وكان لي نصيب معهم بمعرفة الصحارى الفلسطينية بالقاهرة وسألت عن المكان الذي سأعين فيه فقالوا في منطقة نائية بعيدة اسمها منطقة الخليج بجانب اجدابية فلم أكمل العمل معهم فرجعت الى قطاع غزة وأعدت تذاكرهم.

لكي نذهب إلى قطاع غزة لابد لنا أن نمرعلى الصليب الأحمر عن طريق سيناء عندما كانت محتلة والصليب الأحمر في القاهرة فيحجز لنا مجموعات والمصريون يسلموننا للاسرائيليين وبدورهم يضعوننا في سيارات مغلقة حتى قناة السويس، نعدي القناة بالقوارب، والاسرائيليون بالباصات ينقلوننا ويضعوننا في احد الملاعب بعد التفتيش والتحقيق ونذهب الى البيت.

مدير شؤون التعليم بعد الاحتلال اسرائيلي، وماطلونا بالتعيين، سمعت من بعض الاقارب بأن لجنة التعاقد الكويتية ستحضر الى عمان في شهر ايام الصيف سافرت من غزة عن طريق الضفة الغربية وفي السفارة الكويتية التقيت مع لجنة التعاقد، واذكر من اللجنة عبداللطيف الصالح كويتي من اصل فلسطيني وعلي حجاج موجه لغة انجليزية، اللجنة لها هيبتها ووجاهتها وطرح علي اول سؤال اقرأ من القرآن الكريم فقرأت ولا أجيد القراءة لان في جامعة عين شمس وتخصص لغة عربية لم اقرأ في الجامعة لا من قريب ولا من بعيد.

لفت انتباهي طالب متدين كان يعلمنا د.مهدي علام ود.عبدالقادر القط من جهابذة العلم والمعرفة في ذلك الوقت قال له اذا اردت ان تشبع ميولك العلمية فأمامك الأزهر هذا من الدكتور للطالب، المهم قابلت اللجنة وسؤلت في النحو عن كلمة، هذا تمييز ملحوظ او تمييز ملفوظ فجاوبت اجابة صحيحة ملفوظ، قالوا «حافظ شعر؟» وكنت حافظ قصيدة لابي تمام «السيف أصدق ابناء من الكتب... في حده الحدين الجد واللعب»، اللجنة سمعت في هذه القصيدة وخرجت منهم وبعد يومين اوثلاثة اعلنوا النتيجة وكنت من الناجحين ومعي خالي عزالدين جرادة وقعنا العقد مع اللجنة الكويتية وقالوا ارجعوا لنا الشهر التاسع للسفر الى الكويت، اخذنا التذاكر ورجعنا الى غزة ننتظر ورجعنا الى عمان مرة ثانية.

الحضور إلى الكويت

عن قدومه إلى الكويتي يقول مكاوي: سافرت من غزة الى العاصمة الاردنية عمان في الشهر التاسع وركبنا الطائرة ومعي مجموعة من المدرسين وكذلك خالي عبدالمنعم جرادة وصلت الى الكويت واستقبلتنا اللجنة في المطار واعطوا لكل واحد منا مائة وخمسين دينارا وركبنا الباصات الى سكن العديلية ، وفي شهر رمضان قدموا لنا الافطار والسحور وكان معنا مجموعة من المدرسات سكن في الجهة الثانية من السكن، وبدأ الأقرباء من الاهل يزوروننا وقالوا لا تخرجوا من السكن وفي تلك السنة صدر قرار من وزارة التربية بأن المدرسين المتعاقدين من الخارج خصص لهم سكن حكومي، ونقلونا الى سكن حكومي في الفحيحيل وعينت مدرسا في مدرسة الكندي المتوسطة، قريب من السكن وكانت عمارة من جهة الفنطاس وكان خالي في مدرسة أخرى وكل أربعة مدرسين في غرفة ومعي ثلاثة مدرسين مصريين متعاقدين اتفقنا مع تاكسي وناظر الكندي فلسطيني يدعى أبوأحمد الصالح والوكيل كويتي.

بدأتُ حياتي مدرسا في الكندي المتوسطة مدرس لغة عربية، والطلبة عندهم حماس شديد للتعليم، كانوا يحترمون المدرس، كانت معاملة المدرس جيدة جدا وممنوع ضرب الطالب، وكان بعض الطلبة من الوافدين ولمدة عام دراسي وكان الناظر كثير التدخل فاختلفت معه وكان الفلسطينيون بذلك الوقت مسيطرين على عمل النظارة في المدارس، آخر العام نقلت من مدرسة الكندي الى مدرسة الاحمدي المتوسطة وجدت ان ناظر المدرسة الخالدي فلسطيني وجدت انه تعامل معي معاملة سيئة منذ اول ساعة دخلت الى المدرسة، اكيد ناظر الكندي أبلغه عني امورا سيئة فتعامل معي ناظر الاحمدي بالمثل.

كنت شابا متحمسب واعمل بجد واجتهاد، ومع تلك المواجهة بعد اسبوعين صار الانتقام ظاهرا، فتوجهت الى وزارة التربية وقدمت شكوى ضد الناظر وقابلني مسؤول كويتي وشعر أنني مظلوم وقال خيرا ان شاء الله يا استاذ وقدر كلامي وقال عندك استعداد ان تنتقل الى مدرسة داخل مدينة الكويت مباشرة؟ وافقت، وقال عندي مدرس في «المتنبي» يريد ان ينتقل الى الفحيحيل لوجود احد اقاربه هناك فوافقت فقال بعد يوم اذهب دوام في «المتنبي» قلت للزملاء غدا سأذهب الى «المتنبي» فقالوا احسن لك، وقالوا ان الطلبة هناك كبار وستجد معاناة كبيرة، لم اسمع الكلام وتوجهت الى مدرسة المتنبي وقابلت الناظر ابراهيم خليل الصعيدي والوكيل عبدالله المرشد، ولم احمل اي ورقة من الوزارة، وبعد السلام قال الناظر لم ابلّغ أين ورقة النقل؟ فقلت لم أُعط أي أوراق وإنما بلّغت شفهيا من المسؤول فلان، وبعد قليل وكنت موجودا عند الناظر وصله اتصال بخصوص ذلك الموضوع.

منذ ذلك اليوم ولمدة عشر سنوات وأنا اعمل مدرسا في «المتنبي» ومع خيرة الاساتذة والطلبة، كان هناك احترام للمعلم وكنت ألعب مع الطلبة كرة القدم والسلة وكان عدد الفصول تسعة فقط، والطلبة قليلون، ومن ضمن الطلبة ابناء الاسرة الحاكمة جزاهم الله خيرا وأبناء الشهيد فهد الاحمد والمدرسة فيها ملاعب وفيها حديقة جميلة.

وعملت مع وكلاء تعاقبوا على المدرسة وآخر واحد عبدالله المرشد، بعد ذلك انتقل اداريا، وهو رجل عملي وجاد في عمله ومخلص ومتعاون مع المدرسين، كان ينادي ببعض الآراء، فعلى سبيل المثال قال انه يطلب فصل الطالب عن والده في المدرسة التي يعمل بها، وفي ذلك العام صدر قرار من وزير التربية بهذا الشأن لكن تم التراجع عنه.

وما اذكره انني شخصيا كتبت في هذا الموضوع ونشرته في احدى الصحف اليومية، المهم اشتغلت في «المتنبي» مدرسا مع مجموعة من المدرسين وبعضهم اولادهم عندنا في المدرسة دائما يتدخلون لوضع الدرجات، وكان الوكيل ابوحمد يعترض على تدخل المدرسين من اجل اولادهم.

اقول ان قرار فصل الطالب عن مدرسة والده قرار صائب لأني مررت بهذا الموضوع عشر سنوات في «المتنبي» وكان العصر الذهبي بالنسبة إلي في التعليم، وفي تلك الفترة تزوجت وكان بعض الزملاء يحاولون مساعدتي في اعباء الزواج.

ومن المدرسين بذلك الوقت اذكر منهم: الاستاذ حسين عبدالجليلحاليا يحرر موضوعات في احدى الصحف اليومية، والاستاذ محمود ابوداود مدرس لغة عربية، والاستاذ محمد عبدالله المزيني، والاستاذ نور عبدالفتاح والاستاذ موسى الغول مدرس اجتماعيات والاستاذ خضر سلطان هاجر الى استراليا والاستاذ سمير بركات موجود في الكويت و هو رجل نشيط والوكيل الاستاذ عبدالرحمن العامر ابو اسامة ـ وابو حمد الاستاذ عبدالله المرشد، تم نقل الناظر ابراهيم الصعيدي الى موجه لغة انجليزية وعين بدلا منه ناظر كويتي وهو رجل متدين وبالنسبة لي متحرر وطلبت نقلا من المدرسة فتم النقل الى ثانوية البراء بن مالك في حولي بجانب مخفر النقرة وكان الناظر اسمه محمد الهزاع ابو نواف وبالأصل مدرس تربية رياضية وله نشاطات بالاتحادات الرياضية ـ رجل طيب له مكانته، وأذكر المدرس الاول للغة العربية فلسطيني وأذكر الاستاذ محمد عطية عجوة وهو رجل متمكن باللغة العربية من اهل الزقازيق وساعدني كثيرا وبعدما انتهى تعاقده جدد له.

ثانوية البراء آخر مدرسة اشتغلت فيها ووقع الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت وبعد التحرير لم أعد للتدريس سنة كاملة كانت مشكلتنا الإقامات والبعض سافر وترك الكويت وبقيت هنا.

المدارس الخاصة الأجنبية

عن عمله في التدريس بالقطاع الخاص يقول ضيفنا: بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي لم أعد للتعليم في وزارة التربية.

وذهبت مع عمي الاستاذ صبحي مراد والد زوجتي وكان موجها سابقا في التربية فتوجهت معه الى المدرسة الانجليزية الحديثة وكانت السيدة هيفاء النقيب مديرة المدرسة ووقعت العقد براتب ممتاز وسافرت الى لندن مع زوجها وكان آخر عمل لها في المدرسة ومن ذلك الوقت أعمل مدرسا في المدرسة.



العمل الصحافي

عن نشاطه الإعلامي وعمله في بلاط صاحبة الجلالة يقول ضيفنا: أعمل محررا صحافيا منذ سنوات وأعمل في مجلة المزارع منذ عام 1978 ومدرسا صباحا وصحافي مساء وكان يومئذ رئيس اتحاد الزراعة المرحوم محمد احمد الرشيد، ومنذ ذلك الوقت أعمل بالصحافة ومع المزارع وكان احد المدرسين عندما كنت في البراء بن مالك يقول: «هذا المدرس ذو الحقيبتين».

ما أزال أعمل في الصحافة والحمد لله نجد الاحترام والتقدير، أذكر الاستاذ حسين الفضلي ويعمل في السياسة وقلنا له راجع من بعدي فقال لا تعلى العين على الحاجب وبعد مدة تم اختيار حسين الفضلي مدير تحرير في جريدة النهار.

عدد المشـاهدات: 14869


 
حجم الخط
419813-142102.JPG

علي محمد الكوت
419813-142104.JPG

علي الكوت متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري أثناء اللقاء
419813-142099.JPG

الكوت مع مجموعة من مدرسي الثانوي
419813-142093.JPG

..ومع احد الزملاء في القسم الداخلي
419813-142087.JPG

..ومع مجموعة من الطلبة في رحلة مدرسية
419813-142094.JPG

علي الكوت مع فريق السلة في المدرسة
419813-142098.JPG

الكوت مع اصدقائه
419813-142083.JPG

علي الكوت مع شقيقه على الدراجة
419813-142085.JPG

علي الكوت في البر لصيد الطيور
419813-142092.JPG

علي الكوت مع اصدقائه في البر ايام الربيع


  • كنا طلبة ندخل إلى ساحة المدرسة ونأخذ الورد المزروع في الحديقة ليلاً
  • لدى انتقالي إلى مدرسة «الصديق» الوالد اشترى لي دراجة كنت أستخدمها في الذهاب والعودة
  • التحقت بكلية الطب البيطري في القاهرة ولكن لم أكمل الدراسة ورجعت إلى الكويت نهائياً وعينت مدرساً بشهادة الثانوية
  • تقاعدت بعد 35 عاماً من العمل في مجال التدريس
  • أول مدرسة عينت فيها مدرساً كانت «كاظمة الابتدائية» في منطقة شرق خلف المقبرتين عام 1966
  • ولدت في منطقة الشرق والوالد انتقل للسكن في المقوع الشرقي في سنة الهدامة 1954
  • المدرسة الشرقية أول مدرسة التحقت بها مع ابن اختي في يوم واحد
  • كنت اصطاد طيور الربيع المهاجرة في المقبرة وكنا نقفز من فوق السور
  • أذكر بعض الطلبة يلبس الدشداشة ويُدخلها تحت البنطال وآخر الدوام المدرسي يُخرج الدشداشة فوقه
  • بعد النجاح في «الصديق المتوسطة»التحقت بثانوية الشويخ عام 1961 في السكن الداخلي وبقيت فيها سنة واحدة
  • اتفقت مع ناظر «الأحمدي»وبعض المدرسين لدى الإشراف على كنترول الامتحانات في ثانوية فيلكا على شوي السمك على الساحل فتركوني في السكن
  • عملت في «عبدالله السالم» والناظر طلب مني أن أكون وكيلاً للدوام المسائي وبعدها عينت مدرساً أول في الأحمدي
  • حصلت على الشهادة الجامعية لدى تدريسي في «خباب بن الأرت» بالجابرية وبعدها نقلت إلى مدرسة ثانوي
  • نظام المقررات جيد لكنه يحتاج لإمكانيات ومدرسين متخصصين وبنايات إنشائية
  • عملت مقاول بناء شريكاً أثناء عملي في التدريس ونجحت في التوفيق بين المجالين
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل علي الكوت، ولد في منطقة الشرق وعاش فيها حتى انتقل الوالد للسكن في المقوع الشرقي في سنة الهدامة 1954. يحكي لنا حكايته وذكرياته عن الماضي الجميل ومساره في التعليم دراسة وتدريسا. أول مدرسة التحق بها كانت «الشرقية» ويقول إنه دخل مع ابن اخته في يوم واحد. لدى انتقاله إلى مدرسة «الصديق»، الوالد اشترى له دراجة كان يستخدمها في الذهاب والعودة، وبعد النجاح في «الصديق المتوسطة» التحق بثانوية الشويخ عام 1961 في السكن الداخلي وبقي فيها سنة واحدة. يذكر أنه كان يصطاد طيور الربيع المهاجرة مع أقرانه في المقبرة وكانوا يقفزون من فوق السور. يحدثنا عن اسم عائلته والسبب في هذه التسمية، وعن عمله يقول ان أول مدرسة عينت فيها كانت «كاظمة الابتدائية» في منطقة شرق عام 1966. وبعد مسيرة طويلة تقاعد اي بعد 35 عاما من العمل في مجال التدريس. يقلب من خلال هذا اللقاء صفحات من حياته وذكرياته وماضي الكويت لنتعرف عليها معا.

فإلى المزيد من التفاصيل:

في مستهل اللقاء يتحدث المربي الفاضل علي محمد الكوت عن مولده في منطقة شرق وأيامه الأولى وكيف كانت طفولته، حيث يقول: ولدت في دولة الكويت بمنطقة الشرق، والدي كان مهتما بتسجيل تاريخ الميلاد لإخواني، تقريبا كان بيت الوالد في ميدان الشرق، قريبا من شارع أحمد الجابر، الوالد ترك بيته في الشرق ونحن صغار وسكن في الجهة الجنوبية حاليا مقابل مطافئ شارع الهلالي، وبيت الوالد آخر السكة وتقريبا أقربائنا جميعهم يسكنون بنفس المنطقة وعائلة الكوت واحدة لا يوجد غيرها في الكويت، وأما اسم الكوت فله قصة مع جدنا الكبير صار خلاف مع البعض على التموين زعل وهاجر الى العراق وسكن قرية الكوت، وبعد العودة صار اسمه علي الكوت، بعدما رجع الى الكويت، للأسف لا اذكر من هم جيراننا بالشرق، لكن اذكر جيراننا في المقوع الشرقي بعدما سكن الوالد واذكر مثل بيت عزت جعفر ومحمد جعفر وآخرين، بيوت المقوع الشرقي وهي المنطقة التي بنيت فيها السينما الحمراء وسينما الفردوس قديما.

كنت اذهب مع الأصدقاء أحيانا الى البحر وخاصة بعدما سكنا في منطقة المقوع الشرقي، الوالد سكن المقوع الشرقي عام 1954 العام الذي نزلت فيه أمطار غزيرة على الكويت.

أيضا من الجيران خالد المضف وعبداللطيف مع أخيه وعائلة المتروك والحاج بشير وعوض دوخي واخوانه آخر البيوت، حاليا بعض البيوت تحولت الى مطاعم - بيت الوالد مقابل بيت عزت جعفر وبيت محمد عبدالرزاق الصراف، وعباس آغا علي كان صرافا في السوق ومنصور الصراف.

الدراسة والتعليم

أول مدرسة التحقت بها كطالب المدرسة الشرقية مقابل الساحل بالشرق أواخر الأربعينيات، اذكر الناظر محمد عبده وكنت مع ابن اختي، الوالد ماسكني باليمين وماسك ابن اختي بيده اليسار ودخل المدرسة معنا، اذكر قبل الشرقية كنا ندرس عند المطوع، المهم دخلنا الفصل مع الطلبة وجلسنا على الكرسي ودخل المدرس، اشتركت بفريق الأشبال وشاركت في إلقاء النشيد الوطني على المسرح مع الأشبال والنشيد من كلمات إبراهيم طوقان يقول فيها:

موطني موطني الجلال والجمال

والأهلة والكمال في علاك في علاك

هل أراك هل أراك سالما منعما

وغالبا مكرما في علاك

تبلغ السما

موطني موطنيبالشرقية لم أشارك بالألعاب سوى بالفصل، «الشرقية» لا يوجد فيها ملاعب، فقط الساحة امام الفصول، أمضيت اربع سنوات بالشرقية، ومن المدرسين المرحوم ملا حمود الابراهيم وحمزة وخالد المضف وأحمد السقاف ثاني ناظر للشرقية ويوجد مدرسين فلسطينيين ومن الطلبة محمد عبدالملك وأبناء اختي وأخي يعقوب وجميع ابناء المطبة وميدان شرق والشرق وبعض الطلبة في الصباح.

اذكر وجبة الإفطار شوربة العدس والتفاح والدوام على فترتين اربع مرات واحيانا لا اذهب للمدرسة بعد العصر وإنما اذهب الى المقبرة القديمة لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأذكر كنا ندخل من الباب المفتوح والبعض البعيدين ينطون السور (يقفزون).

اذكر بعض الطلبة يلبس الدشداشة ويدخلها تحت البنطال وآخر الدوام المدرسي يخرج الدشداشة فوق البنطال، اذكر كنا نذهب الى البقال القريب منا ونشتري منه الاقط الناعم ونأكل ونحن رايحين لصيد الطيور لم نستخدم الصلابة، شاهد بعض القبور ترابها نازل عن الارض تقول خافقة.

مدرسة الصديق المتوسطة

انتقلت إلى مدرسة الصديق واستخدمت الدراجة في الذهاب والعودة من المدرسة والوالد اشتراها من عبدالله العديلة صاحب محل لبيع الدراجات وكان في الصديق طلبة عرب من جميع الجنسيات، أذكر وكيل المدرسة عبدالمجيد سالم وأذكر حمد مرعي ناظر المدرسة ومدرس الألعاب عبدالإله قصير القامة ومفتاح طويل القامة.

وكنت ألعب مع الطلبة سلة وطائرة في حصص الألعاب والتحقت بنشاط العلوم مع الاستاذ سامي خطاب، نعمل رسمات وتفاعل المواد والنشاط بعد الدوام وأذكر أن المدرسين كانوا يسكنون في سكن المدرسين بالصديق، وكذلك أذكر عبدالهادي العوضي فكنت بالنشاط العلمي مهتم جدا، وأما الرياضة فقط بصالة الألعاب اثناء حصة الألعاب من الموضوعات التي تدرسها صباحا نعمل عليها تجارب بالمختبر عصرا ورسم بياني ومعادلات ولوحات توضيحية كنا نحن طلبة نحب المدرس ونتعاون معه.

امضيت خمس سنوات في الصديق، أول سنة كانت ابتدائي، ثاني سنة صارت متوسط فكنت في الفصل نفسه.

النظام التعليمي قديما روضة تعادل الابتدائي والمتوسط هو الابتدائي وبعد ذلك الثانوي متوسطة الصديق كبيرة وفيها ملعب كبير فيه مدرج تقام عليه الاستعراضات وأذكر ان خالد الحربان كان يضرب على الطبل في طابور الصباح.

وهو أكبر مني سنا وكان يلعب ويركض حول الملعب مع اصدقائه خمس سنوات في الصديق ومستواي العلمي فوق المتوسط وأذكر في سنة ثانية أعطاني المدرس اللغة الانجليزية كلمة «هاند كرتشيف» أي منديل وطلب مني تهجئة حروفها فعرفتها مع صديقي عبدالهادي العوضي والطلبة الآخرن لم يستطيعوا معرفتها فكنت في الانجليزي متوسط. موقف آخر في الصديق ان عدد الطلبة ارتفع وزاد فأحضروا بيوتا خشبية ووضعوها فوق مبنى الإدارة وكنت في الصف الرابع بالخلف ودخل علينا الاستاذ صلاح بركات مدرس الجغرافيا وكان اول سنة له عام 1957 بيده عصا المراقب قال قيام فوقفنا تحية له وكنت في حالة ضحك شديدوكان على موقف معين المدرس لم يتكلم معنا بعدما عملت مدرسا صار موجها عاما علينا كمدرسين وذكرته ولم يتذكر.

وموقف آخر في مدرسة الصديق كنا ندخل المدرسة في الليل مع الشباب وكان البعض منا يقطع ورد القرنفل وكان باب المدرسة مفتوحا وكان في مدرسة الصديق حظيرة كبيرة فيها حمام ودجاج واوز واغنام، كانت الحديقة طويلة حاليا الباب مقابل محطة البنزين، ايام الربيع تشتم رائحة الورود وكان الحراس في المدينة من الكويتيين وبعض الفراشين من الكويتيين فما كان محرجا العمل عند الكويتيين.

ايضا من المواقف التأخير صباحا عن الطابور والسبب هو النوم متأخرا والسبب اللعب بالشارع وشدة البرد عند الصباح فالطالب يتأخر عن الاستيقاظ من النوم.

ثانوية الشويخ

عن دراسته بثانوية الشويخ، يقول الكوت: العام الدراسي 1960 ـ 1961 بعد النجاح في الصديق المتوسطة التحقت بثانوية الشويخ وهي اول ثانوية في الكويت، التحقت بالسكن الداخلي في منزل رقم 7 وكان فيه بعض الطلبة الكبار وكانوا مشاغبين، القسم الداخلي اثنا عشر بيتا كل بيت فيه اربعة عنابر كل عنبر فيه عشرون طالبا، عشرة يمين وعشرة يسار، بمعنى ان البيت فيه ثمانون طالبا يشرف عليهم مدرس ويساعده احد الطلبة الكبار، في القسم الداخلي كان كل شيء مهيئا للطالب، النوم، سرير وخزانة (كبت)، والاكل ثلاث وجبات وكل ما يطلبه الطالب يعطى له من اكل وشرب، المراجعة جماعية حتى العاشرة ليلا بعد ذلك ينام الطلبة.

الريوق في المطعم والغداء والعشاء سمك ولحم من اكبر مطاعم الكويت في ذلك الوقت، ويوجد ناديان في الثانوية وناد بحري للكشافة البحرية وحماما سباحة وملعب دولي لكرة القدم وملاعب صغيرة، واذكر ان مشرف بيت سبعة الاستاذ حامد الجوجري، ويوجد انشطة رياضية بعد العصر واشتركت بلعبة الركبي ولكن بعد الاصابة تركتها.

ايضا يوجد ملاعب الاسكواش وتركت اللعب نهائيا، وبقيت سنة واحدة في ثانوية الشويخ، والوالد والوالدة يعيشون في البيت لأن اخواني الكبار يعيشون في بيوتهم، فانتقلت الى ثانوية كيفان، وبيت اختي الكبيرة في كيفان، وبعد العصر زوجها يرجعني الى بيت الوالد وبعض الاصدقاء الذين كانوا يسكنون في كيفان اكملت اربع سنوات قسم العلمي واول ناظر احمد مرعي والوكيل حسن زغلول، ثلاث سنوات في ثانوية كيفان وشاركت مع فريق السلة وكنت احد لاعبي الفريق وتركت الفريق، وكنت اشاهد فريق الطائرة اثناء اللعب.

القسم العلمي تخصصت احياء وفي المختبر نشرح ارانب.

السفر للقاهرة والعمل مدرساً

التحقت بكلية الطب البيطري ولكن لم اكمل الدراسة فيها سنة واحدة رجعت الى الكويت نهائيا، وعينت مدرسا بشهادة الثانوية في المرحلة الابتدائية واكملت دراستي في جامعة بيروت (انتخاب) تخصص اجتماعيات.التدريس في «كاظمة»

يتطرق الكوت لأول وظيفة عمل بها بعد البعثة الدراسية قائلا: بعدما حصلت على الشهادة الثانوية ورجعت من البعثة الدراسية عينت مدرسا في مدرسة كاظمة الابتدائية في منطقة الشرق خلف المقبرتين وكنت مدرس فصل عربي ودين وحساب وعلوم أربع حصص في اليوم، ولم أعترض على الجدول.

كان الناظر محمد سليم أبو عبده والوكيل اسمه ابراهيم عباس.

كنت أدرس ستا وعشرين حصة في الأسبوع هذا عام 1966، وتقاعدت 1/7/2001.

حصلت على الشهادة الجامعية عندما كنت مدرسا في مدرسة خباب بن الأرت في الجابرية ونقلت الى ثانوية الأصمعي، من مدرس ابتدائي الى مدرس ثانوي.

ثانوية الأصمعي

ويضيف الكوت: كان بذلك الوقت يوجد نقص في مدرسي الجغرافيا وخاصة في المرحلة الثانوية، فعينت مدرس جغرافيا في ثانوية الأصمعي ولمدة سنتين والناظر يوسف رشيد البدر والوكيل محمد حبيب.

كان المدرسون الفلسطينيون «ماخذين» وضعهم في المدرسة، مثلا الاحتفال بيوم الأرض تقام الاحتفالات وكان الناظر متعاونا معهم.

وتصادقت مع مدرس اول الاجتماع نضال الخطيب ومعنا السيد المليجي وهو مدرب حديد في نادي السالمية وكنت أستعين به عندما تحدث مشاغبات بين الطلبة.

ساحل فيلكا

وعن أحد المواقف التي لا تخلو من طرافة يقول ضيفنا: عندما كنت مدرسا في الأصمعي تم اختياري مع مجموعة من المدرسين للإشراف على كنترول الامتحانات في ثانوية فيلكا ومعنا الناظر ولمدة عشرة أيام وسكنا في سكن بعيد عن الثانوية عام 1978 ـ 1979 وفي احدى الليالي اتفقنا على ان نذهب الى منطقة القرينية، السيارة سعتها ست رجال فقال احد المدرسين أنا أبقى، فقلت له وأنا معك وترجع السيارة، ونتبع الناظر والمدرسين وأخذوا معاهم سمكا للشوي على ساحل البحر، انتظرت أنا والمدرس بصالة السكن نشاهد التلفزيون وانقضى الليل ورجعوا الى السكن ونحن ننتظر واليوم الثاني ذهبت الى المدرسة للامتحان، ودخلت غرفة الكنترول فرفست باب الغرفة بزعل شديد، الناظر والمدرسون جالسين، فقلت لهم: ما عندكم رجولة وشهامة تتركونا بالسكن وأنتم على ساحل البحر، ولم ترسلوا السائق لنا ـ ولم يرد علي أحد ـ انتهت الامتحانات ورجعنا الى الكويت وانتهت المشكلة، ولم يحصل شيء لا مع الناظر ولا غيره.

موقف آخر مع الناظر

وعن موقف ثان حدث له مع الناظر يقول: حضرت طابور الصباح واستأذنت من الناظر وقلت له آخذ ولدي الى طبيب العيون لأن عنده اليوم موعد، لكن الناظر رفض، فقلت له: الجناح عند الأستاذ المليجي والحصة احتياط، لكن موعد الطبيب لا يعوض الا بموعد ويكون بعيدا.

الناظر رفض، وخرجت من المدرسة بالسيارة وخرج الناظر بسيارته وذهب الى الوزارة وقدم شكوى ضدي وتم استدعائي للتحقيق، وحضرت أمام الموجه مهدي الحسيني وصلاح برقان موجه أول ونقلت آخر العام، وقلت: لماذا تم نقلي، لن أنفذ النقل وجلست عند الموجهين حتى آخر الدوام، ولكن قلت لهم إذا الناظرما يعجبه هو ينتقل من المدرسة وقالوا توقف راتبك فقلت لا اريد راتبا، وبعد ذلك نقلت الى ثانوية عبدالله السالم وكان الناظر فيها فيصل الناصر، واستقبلني الناظر وكلفني بعمل وكان النظام التعليمي بدايته الفصول المتحركة، والمباني ثلاثة ادوار وباشرت العمل المكلف به واتممت العمل والوكيل كان عبدالله شمس الدين وبدأ الدوام المدرسي والناظر منع الطلبة من الحضور بالسيارات فانتقلوا الى مدارس اخرى لأنهم كبار بالسن، وبدأ العام الدراسي على خير ما يرام.

عندما كنت في الاصمعي كنت مشرف جناح ويساعدني الاستاذ المليجي وكان بطل حمل الاثقال سنتين بالاصمعي.

مادة الاجتماعيات تضم التاريخ والجغرافيا والفلسفة وعلم الاجتماع، لكن كل مادة تدرس مستقلة، لغاية المتوسط وفي الثانوية التخصص في اولى وثانية جغرافيا وتاريخ مادتين تدرس للطلبة ثالثة ورابعة فلسفة وتاريخ وعلم اجتماع وجغرافيا.

شاهدت طلبة كبار السن في ثانوية عبدالله السالم مع بداية العام الدراسي، وسبب وجودهم في هذا الكبر هو تكرار الرسوب، فالناظر فيصل الناصر اولا منعهم من دخول السيارات الى ساحة المدرسة وشدد عليهم بالحضور مبكرا للدوام، فبدأ الطلبة يتسربون بعد شهر او شهرين لم يعد وجود للطلبة الكبار، وصار طلاب الثانوية من الاعمار العادية قانونيا، وثانوية عبدالله السالم تضم عددا كبيرا من الطلبة الوافدين مع طلبة كويتيين، اذكر ان ثانوية عبدالله السالم لم يكن لها سور من الجهة البحرية والملعب يبعد عن المباني المدرسية اكثر من 250 مترا، باشرت عملي مدرسا في ثانوية عبد الله السالم.

العمل في عبد الله السالم

بدأت العمل في عبدالله السالم مدرسا للجغرافيا وكان النظام التعليمي هو الفصول المتحركة، وكانت المدرسة كبيرة ومبانيها عالية والطالب يحمل كتبه معه من فصل الى آخر، وذلك عام 1979 وهو اول عام في ثانوية عبدالله السالم وايضا ممنوع الطالب يدخل بعد دخول المدرس.

الناظر فيصل الناصر طلب مني ان اكون وكيلا للدوام المسائي، بعد ذلك العرض عينت مدرسا اول في ثانوية الاحمد وبعدها باشرت العمل.

كان الناظر فلسطينيا محترما وشخصية طيبة وقال يا استاذ علي بالنسبة للدوام الناظر ساكن في حولي والوكيل ساكن في سلوى والفرّاش في حولي، نحن الثلاثة كل يوم نحضر بسيارة واحدة فاعتذرت وقال اذا شفت يوم من الايام انك مريض او تعبان او ان الجو غبار او امطار ولا تستطيع الحضور فأنت معفو عن الحضور، بهذا الكلام كسبني الناظر وباشرت العمل يوميا، وكنت اول واحد دخل المدرسة. وفي تلك السنة كان طريق الملك فهد قد انتهى من العمل، مدينة الاحمدي هادئة، وليس فيها ازدحام، امضيت فيها سنة مع مجموعة من المدرسين.رئيس قسم في ثانوية صباح السالم

يكمل الكوت بعد ذلك: عينت رئيس قسم في ثانوية صباح السالم والتي كانت في منطقة السرة - نظام المقررات، هناك فرق بين رئيس القسم والموجه الاول وهنا يسمح للموجه ان يقيمه ويدخل عليه في الفصل، اما رئيس القسم فيعتبر موجها مقيما داخل المدرسة يقيم مدرسي المادة، ويقيم من خلال المدرسين نشاطهم وعملهم. وكان الناظر الاستاذ عبدالله الصقر وقد تم تجهيز كل شيء للنظام، بداية العمل في نظام المقررات كان ناجحا والسبب اختيار المدرسين الحاصلين على درجة امتياز في عملهم، والطالب الحاصل على درجات عالية في المتوسطة. مضى خمس سنوات على هذه الحالة، بعد ذلك زاد عدد مدارس المقررات: كيفان والقرطبي والعديلية، الطلبة رغبوا في نظام المقررات، عملي رئيس قسم وعندي مجموعة من المدرسين، العملية تغيرت صار اي مدرس ينقل للمقررات المدرسة صغيرة، بالنسبة لنظام المقررات يعتمد على الابحاث وعلى النظام الفني والصناعي والطالب صار عنده حصص فراغ فيخرج من المدرسة وهذا من عيوب المقررات.

امضيت اربع سنوات رئيس قسم في ثانوية صباح السالم للمقررات وظهرت مشاكل مع الادارة فنقلت الى ثانوية القرطبي ورئيس القسم نقل الى ثانوية عبدالله السالم لاختلافه مع الموجه الاول.

نقلت الى ثانوية القرطبي رئيس قسم، الطلبة غير طلبة صباح السالم، لكن تفكك نظام المقررات، النظام جيد ولكن بحاجة لامكانيات ومدرسين متخصصين وبنايات انشائية زاد عدد الطلبة والمباني نفسها والفصول الخشبية لا تنفع.

مشكلة في ثانوية الخالدية

عندما كنت موجها حصل في ثانوية الخالدية ان نسبة الرسوب عالية، فرشحت مع موجهين لمواد اخرى لدراسة سبب الرسوب الكبير في ثانوية الخالدية، اجتمعنا مع الناظر وكل واحد ابدى رأيه في سبب الرسوب، بدأت الحديث عن المشكلة اوضحت الحق بقولي ان نسبة الرسوب لها سبب وهو ان الناظر طبق لائحة الامتحانات التي وضعتموها طبق القانون فزاد الرسوب، ساندت الناظر بالحق، فتعجب الناظر من وقوفي معه.

التوجيه الفني

ويكمل الكوت: نقلت من التدريس الى موجه فني في منطقة الجهراء التعليمية، وفيها مجموعة من الثانويات البنين والبنات، كموجه نضع برنامجا عند الموجه الاول، اقول ان الطالب في الجهراء عنده استعداد للدراسة فنجد الطالب مستمرا في دراسته ونجاحه، بسبب عدم وجود وسائل ترفيه، وعددها قليل، فالطالب يهتم بالدراسة ولا يضيع وقته.

الدراسة قديما عندنا تعتمد على انفسنا وليس على الوالدين لأن غالبية الآباء اميون وكذلك الامهات.

امضيت من عام 1987 الى 1993 ثم تحولت الى منطقة العاصمة موجها وفي عام 1999 تحولت الى موجه اول في منطقة حولي مشرفا على موجهين وهو حلقة الوصل ما بين توجيه المنطقة والموجه العام وكل موجه يزور المدرسة، اما بالنسبة لعملي فازور عينات وكل يوم مدرسة او مدرسة فيها نقص او خلاف بين موجه وناظر، ايضا خلاف بين مدرسي المادة ايضا الموجه الرجل يزور مدارس البنات يوجه عليهن واذكر ان منيرة الصانع موجه اول في منطقة الجهراء ثم نقلت موجهة عامة، عندما كنت موجها في حولي زرت مدارس بنات، التوجيه عمل شاق لمتابعة المدرسين احيانا مدرسون كثيرون واحيانا قليلون ولم اصادف مدرسا حصل على درجة جيد والجميع من جيد جدا وامتياز، ونعطي دورات للموجهين.

الحالة الاجتماعية

يتناول الكوت جانبا آخر من حياته الشخصية الا وهو الزواج والاسرة حيث يقول: تزوجت من احدى بنات الكويت، والله رزقنا بثلاثة اولاد وابنتين وجميعهم متعلمون، الابن الكبير دكتوراه بالموسيقى من اميركا اسمه حامد، اما فهد فهو مهندس كهرباء خريج من اميركا ايضا، والثالث محمد ويعمل موظفا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، البنات: الكبيرة الاولى تزوجت بعد الثانوية العامة، الثانية دبلوم تجارة، اما زوجتي فحصلت على نصف تعليم ثانوي، وتعمل ادارية في احدى المدارس تزوجتها وهي طالبة ولم تكمل تعليمها، واولادي بين كل واحد والثاني ثلاث سنوات واربع سنوات.

العمل مقاول بناء

يضيف الكوت: ايضا اشتغلت مقاول بناء كشريك مع مجموعة واستطعت التوفيق بين هذا العمل والتدريسالمقاولات فيها مشاكل مع اصحاب البيوت وتحل وديا، وفيها مشاكل الدفع والسبب ان المقاولات فيها خمسين بندا لان المقاولات يتعامل مع وجهة واحدة بل كل واحد من العاملين له عمل وله مشكلة.

لا يوجد بناء ما فيه وجع راس بين الطرفين.

وفي النهاية شكرا جزيلا لجريدة «الأنباء» وشكرا للأستاذ منصور الهاجري.. شكرا جزيلا.




طلبة أفارقة

يتحدث ضيفنا عن حكاية طريفة جمعته مع مجموعة من الطلبة الافارقة الذين كانوا يدرسون بالمعهد الديني حيث يقول: عندما كنت مدرسا في ثانوية الاصمعي كان طلبة افارقة بالاصل يدرسون في المعهد الديني ووجودهم بالاصمعي لتعلم اللغة العربية.

كنت منذ مرحلة الشباب احاول ان اتعلم اللغة العربية الفصحى واتحدث بها، فتم تكليفي بأن ادرسهم وعددهم ثلاثون طالبا ويتحدثون اللغة العربية الفصحى- ولاني اجيد الكلام باللغة الفصحى وهم يتحدثون العربية الفصحى فعلا استفدت منهم مثلما هم استفادوا مني وكنت ادرسهم مادة الجغرافيا وشرحها باللغة العربية الفصحى لكي يفهموا الجغرافيا، وحاولوا ان يغيروني الى مكان آخر فاحتجوا الافارقة وقالوا ان المدرسين الاخرين يتحدثون بلهجتهم والاستاذ علي يتكلم الفصحى فنفهم منه الشرح ولمدة عام دراسي اشرح لهم الجغرافيا باللغة العربية الفصحى وكان المشرفون على سكنهم يخاطبونهم بالفصحى هذا كان في ثانوية الاصمعي.


ثانوية صالح الشهاب

يتطرق بعد ذلك المربي الفاضل علي الكوت الى عمله بثانوية صالح شهاب قائلا: نقلت الى ثانوية صالح شهاب، وفي بداية التعليم فيها كان الناظر سلمان الشطي والوكيل الاستاذ خميس امضيت ثلاث سنوات رئيس قسم وكان المدرسون فيها غير كويتيين، مدرس الاجتماعيات اذكر سلمان بوقماز رئيس قسم الموسيقى، وفيها مجموعة غرف لكل جهاز موسيقي، كما يوجد قسم صناعي وقسم تجاري مع المقررات، المقررات مشكلتها بحاجة الى مدرسين بأعداد كبيرة ومنشآت وبحوث من الطلبة، حاليا النظام الموحد بجميع مدارس الكويت والغي نظام المقررات.

كنت رئيس قسم اقوم بالاشراف على المدرسين وتقييمهم والمدرسون قدرات فلكل مدرس قدراته على التدريس مثل الطلبة بينهم فروقات. مثلا عملت في تدريس الاجتماعيات عن طريق المهارات هذه كانت طريقة فنية جديدة.الجغرافيا اكثر مادة فيها مهارات مثلا مهارة رسم الخريطة وتحليل وتحديد للمناطق، ومما اذكر ان الحصة في المقررات ساعة دراسية واحدة تختلف عن بقية المدارس العادية (45 دقيقة)، المكتبة من المواد الاساسية في المقررات لابد للطالب ان ينجح فيها، احيانا يحدث تضارب في الساعات فلذلك الطالب يشتكي من عدم حصوله على الحصص، امضيت في ثانوية صالح شهاب حتى عام 1976.



عدد المشـاهدات: 14239


 
:حجم الخط
418040-132878.JPG

اسماعيل إبراهيم شعراوي (محمد خلوصي)
418040-132879.JPG

418040-132877.JPG

الباحث في تاريخ التعليم والتربية بدر الزوير واسماعيل شعراوي مع الزميل منصور الهاجري
418040-132886.JPG

شعراوي مع الفنانة نجاح سلام أثناء التسجيل داخل استوديو الإذاعة
418040-136905.JPG

اسماعيل شعراوي داخل استوديو اذاعة الكويت
418040-132887.JPG

الشهيد الشيخ فهد الأحمد مع اسماعيل شعراوي
418040-132892.JPG

شعراوي مع الفنانين فريد الأطرش وسعود الراشد
418040-132888.JPG

شعراوي مع بعض الضباط في الورشة العسكرية
418040-132891.JPG

إسماعيل شعراوي خلال تسجيل أحد البرامج الإذاعية الخارجية
418040-132893.JPG

أبو شوقي داخل استوديو إذاعة الكويت مع بعض الفنانين والعاملين
418040-132883.JPG

مجموعة من العاملين في إذاعة دولة الكويت بالسبعينيات
418040-132882.JPG

اسماعيل شعراوي بملابس الإحرام أثناء تأدية مناسك الحج
418040-132885.JPG

شعراوي في صورة جماعية بإحدى المناسبات
418040-132889.JPG

شعراوي يتابع حديث ضيوف أحد البرامج الإذاعية
418040-132890.JPG

اسماعيل شعراوي داخل استوديو الإذاعة يسجل لأحد الضيوف
418040-132881.JPG

شعراوي ممسكا بالميكروفون لدى التسجيل مع أحد ضيوف الإذاعة
418040-132880.JPG

بطاقة اسماعيل شعراوي لدى عمله بالورشة العسكرية
418040-132884.JPG

إسماعيل شعراوي خلال عمله بأحد برامج الإذاعة


  • ولدت عام 1933 في مدينة يافا الفلسطينية وعدت مع أسرتي إلى موطن أبي لبنان في عام النكبة
  • تزوجت في الكويت عام 1959 وجميع أولادي ولدوا وتعلموا فيها
  • كنت مسؤولاً عن التمديدات الكهربائية في الاحتفال بأول عيد وطني للكويت في الستينيات بسينما الأندلس وأحياه شكوكو وعبدالمطلب ونجاح سلام
  • أبي كان يملك في يافا مصنعاً للبلاط وكنتَ تشم في الشوارع رائحة الزهور والورود
  • لدى عملي بالإذاعة كنت أنقل صوت الشيخ عبدالباسط عبد الصمد بمسجد فهد السالم في شهر رمضان
  • أثناء العمل في الأحمدي كنا نسكن الخيام على طريق المقوع ومن شدة الحرارة بالصيف نضع «غوري» الشاي على الرمل فيغلي
  • سافرت دولاً كثيرة مثل إسبانيا وسنغافورة وماليزيا لنقل المباريات على الهواء للإذاعةوالتلفزيون
  • شاركت في تسجيل أغانٍ للمطربين الكويتيين في شبرة الفنون بالوطية مع المرحوم حمد الرجيب
  • في سنة الهدامة الثانية 1954 عملت على فحص البيوت لتوصيل الكهرباء إليها وكانت مبنية من الطين
  • المطربة صباح أعطتني إكرامية 5 دنانير بعد انقطاع الكهرباء أثناء غنائها على مسرح الأندلس
  • سجلت الكثير من الحفلات الخاصة لبعض الفنانين والمطربين العرب في الكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع اسماعيل شعراوي، ولد في فلسطين بيافا من أم فلسطينية وأب لبناني. وفي عام 1948 رجع والده لموطنه الأصلي لبنان، بدأ تعليمه في فلسطين وأكمله في لبنان «تعليم صناعي» ثم حصل على الثانوية العامة، عمل في لبنان بداية حياته التي تغير مسارها عندما قرأ إعلانا في إحدى الصحف اللبنانية تقول «مطلوب كهربائيين ممتازين للعمل في الكويت»، عندها تقدم بطلبه عند المرحوم عبدالله الملا شخصية كويتية مرموقة، فقبل طلبه، وبعد أيام وصل الى الكويت مع مجموعة من العاملين، وبعد شهر نقل للعمل في مدينة الكويت، ثم نقل الى الورشة العسكرية للعمل كهربائيا فيها. بداية حياته العملية في الكويت عام 1952، يقول انه مع بداية إذاعة الكويت نقل للعمل فيها كهربائيا، فماذا كان عمله الأصلي بالإذاعة؟ ما بين الورشة العسكرية والإذاعة يقول أبوشوقي إنه شاهد الكويت القديمة بشوارعها وبيوتها المبنية من الطين، شاهد سور الكويت القديم. يقول كانت الإذاعة تبث الأغاني بواسطة البشتختة، يذكر أول عيد وطني لدولة الكويت وعندما عمل على تمديد الأسلاك والميكروفونات بالشارع الدائري الأول تم تثبيته في الإذاعة عام 1959. أبوشوفي يشكر دولة الكويت على ما قدمته من تعليم لجميع أولاده حتى تخرجوا.. المزيد في السطور التالية:في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا اسماعيل ابراهيم شعراوي (أبوشوقي) عن مولده في الأرض السليبة أرض فلسطين الحبيبة حيث يقول: ولدت في فلسطين في مدينة يافا - الوالد سافر من لبنان من مدينة طرابلس وهو شاب الى يافا وتزوج والدتي وهي فلسطينية من يافا وجميعنا نحن الاخوة ولدنا في فلسطين ونحن 5 أولاد و4 بنات، عام 1948 عام النكبة الوالد أخذنا مع الوالدة ورجعنا الى لبنان بلده الأصلي ومدينته التي ولد فيها (كان الوالد محتفظا بهويته اللبنانية واستعاد الجنسية اللبنانية) وجدنا بيتنا في طرابلس كما هو فسكنا به. مدينة يافا تركتها وكان عمري 15 سنة عام 1948 هي زهرة فلسطين وكانت مشهورة بالحمضيات وتقع على الشاطئ فبمجرد دخول شوارعها تشم فيها رائحة الزهور والورود والبيارات ومزارع الفواكه، الوالد كان يمتلك مصنع بلاط (كاشي) والوالدة من عائلة شعبان من سكان يافا ولايزالون في الأردن ولبنان، أما مدينة طرابلس فتقع على الساحل اللبناني، شعبها طيب تقاة متدينون، متماسكون، بينهم الود والاحترام.

الحضور الى الكويت

بعد ذلك يتحدث أبوشوقي عن حضوره الى الكويت حيث يقول: قرأت في احدى الصحف اللبنانية التي كانت تصدر في بيروت اعلانا عن ن المرحوم عبدالله الملا يطلب فنيين كهربائيين على مستوى عال من العمل في دولة الكويت، فتقدمت بطلبي الى الجهة المختصة، فتم قبولي للعمل في الكويت وكنت نشيطا في عملي وفنيا جيدا، وكان المهندس الموجود عند عبدالله الملا اسمه فوزي وهو فلسطيني يعمل في لبنان، وقال نريد ان نختبرك وكان عندهم ماكينة بنزين جديدة في محطة من المحطات وقال نريد ان نمد لها تمديدات وباشرت العمل وتم التمديد، قابلت المرحوم عبدالله الملا مقابلة شخصية وتم قبولي كفني كهربائي وقال نعطيك 11 روبية في اليوم الواحد وندفع لك كل أسبوع، كنت أول واحد يصل الى الكويت من عائلتي، ركبت الطائرة من بيروت الى مطار النزهة والطائرة 4 محركات، نزلنا في مطار بغداد وبعد ساعة ونصف الساعة أقلعت الطائرة الى الكويت ووصلنا المطار، السفر استغرق 6 ساعات ومعي كهربائيون، ركبنا الباص الى الأحمدي وسكنا في خيام من طريق المقوع الى الأحمدي، كان حضوري الى الكويت 11/ 1/ 1952.

كنا نضع غوري الشاي بالرمل فيغلي من شدة الحرارة في عز الصيف، م.فوزي هنا هو الذي اختبرني في بيروت وكان مسؤولا عنا في الكويت واذكر فاضل معروف وابراهيم قفشه وآخرين من الفنيين، من خير الله وخير الكويت نعيش.

وكنا مباشرة مع المهندس وعلى الخارطة نعمل وأول عمل في الكويت في غرف ركّبنا لها تمديدات وبعد سنة واحدة نقلت الى كراج الملا وكنا نتسلم كل اسبوع - باشرت العمل - واتصل علي مسؤول وقال نريدك للعمل في الأمن العام لقد سمعنا باسمك وذلك بعد العمل في كراج الملا وكان عملي بالورشة ولف الموتورات وتصليح الماكينات والسيارات، عملت لمدة سنة وبهذا يكون قد مضى على وجودي سنتين وبعد ذلك وحتى عام 1954 «الهدامة الثانية» قالوا لي تأخذ معك الميكر لفحص البيوت المتأثرة بالأمطار والبيوت التي لم تتأثر بالمطر وذلك لتوصيل الكهرباء للبيوت غير المتأثرة بالأمطار، كانت البيوت داخل الكويت قديمة مبنية من الطين والبيوت التي بحاجة للتيار الكهربائي نبلغ الادارة فيوصلون لها الكهرباء، هذا عام 1954 بعد الأمطار الغزيرة، وأول تمديد أسلاك في تلك السنة ولمدة سنة ونصف ومن اشتغل معي من العاملين الذين حضروا معي الى الكويت مكثوا في الأحمدي، أنا الوحيد الذي تم اختياره وعملت في الكويت بعد ذلك في الورشة العسكرية التابعة للجيش والشرطة بعد ذلك.

وقالوا عليك ان تختبر بعض الكهربائيين المراد تعيينهم في الورشة ومخافر الشرطة ـ وكان بذلك كل مجموعة من المخافر يخصص لها كهربائي واحد يشرف على الكهرباء فيها من تصليحات وتمديدات ويشرف عليها ويزودها بالنواقص.

إذاعة الكويت

وعن عمله بالإذاعة يقول شعراوي: كذلك كلفت بأن أكون مسؤولا عن الكهربائيين في إذاعة دولة الكويت وذلك آخر عام 1955 وبداية عام 1956 ثبتوني بالعمل في الأمن العام والورشة العسكرية ومقر الإذاعة في الأمن العام وأعطوني سيارة عسكرية نوع جيب واستخرجت إجازة قيادة ـ ولمدة سنتين عندي سيارة أتنقل بواسطتها الى المخافر والإشراف على الأعمال الكهربائية وأي تصليح أو نواقص واذكر ان عمود الكهرباء بالأمن العام طوله 20 مترا أصعد على العمود أستبدل اللمبة والصعود بواسطة زوائد حديدية، واذكر ان المرحوم الشيخ عبدالله المبارك شاهدني وأنا أصعد وأعطاني 20 روبية.

وصفق لي أثناء النزول الموجودون بالأمن العام بالإذاعة والورشة، وأذكر أول مذيع كويتي المرحوم مبارك الميال واذكر أول عيد وطني بداية الستينيات كان في سينما الأندلس وطلبوني بأن أكون مسؤولا ومشرفا على التمديدات الكهربائية أثناء الاحتفال.

وقمت بالواجب واكثر حتى نهاية الحفلة ـ واذكر من الفنانين في تلك الحفلة على سينما الأندلس شكوكو ومحمد عبدالمطلب ونجاح سلام وعليا التونسية.

واذكر عواد سالم فنان كويتي وعودة المهنا من الفنانات الكويتيات القديمات قدمت فقرة غنائية شعبية وذلك عام 1962 ومع وديع الصافي وهو أول حفل على سينما الأندلس وكل حفلة تقام على مسرح سينما الأندلس أكون المشرف العام على التمديدات والصوت والميكروفونات.

وأذكر ايضا محمد سلمان ـ اذكر ان الفنانة صباح أعطتني هدية 5 دنانير بعد وصلتها الغنائية وكان الجمهور كبيرا جدا في حفلات الأعياد وأذكر ان الشيخ عبدالباسط عبدالصمد يقرأ في مسجد الشيخ فهد السالم وكنت موجودا للتسجيل والنقل عبر الإذاعة على الهواء مباشر وذلك في شهر رمضان بعد صلاة المغرب قبل صلاة العشاء كنت أوصل الصوت الى الإذاعة مباشرة من مسجد الشيخ فهد السالم ـ وكذلك يؤذن لصلاة الفجر طوال شهر رمضان وكنت أوصل للإذاعة هذا من ضمن اعمالي الإذاعية.

وكانت دار الإذاعة الكويتية ومديرها المرحوم عبدالله النوري ونائب المدير يعقوب الرشيد كان أديبا وشاعرا واذكر من المذيعين القدماء الذين تعاملت معهم أيام البشتختة بالإذاعة المرحوم مبارك الميال وهو أقدم مذيع، وكانت الأغاني تذاع بالاسطوانات القديمة على البشتختة حتى تطورت الإذاعة الى الأشرطة والبث الإذاعي بداية الخمسينيات لمدة 3 ساعات في اليوم ثم زاد عدد ساعات البث الى 12 ساعة عندما تغير المكان ـ وكنت تابعا للإذاعة وكان مصطفى أبوغريبة وموسى الدجاني واحمد عبدالعال واحمد سالم وناعسة الجندي يقدمون برنامج نافذة على التاريخ منذ عام 1965.

أذكر أول عيد وطني أقيم في شارع الدائري الأول، اشتغلت وكنت أشرف على التمديدات طول الشارع استعدادا للاحتفال وتجهيز منصة الاحتفال بالميكروفونات والأدوات والأسلاك ومعي مجموعة من الكهربائيين وتوزع السماعات على طول الطريق واذكر يوم الاحتفال عام 1962 وهو أول احتفال للعيد الوطني والاذاعة كانت تبث نقل الاحتفال عن طريق الدائري الأول للجمهور، واذكر ان المرحومة الشيخة نشمية اعطتني مجموعة من الباجات ووزعتها على العاملين في يوم الاحتفال بالعيد الوطني كانت، رحمها الله، محبة للكويت والشعب الكويتي، واذكر المسؤولين في تلفزيون الكويت وأقول للمسؤولين اطلقوا اسم الشيخة نشمية الأحمد على أحد شوارع الكويت وذلك لحميها وتفانيها في حب وخدمة الكويت، وما قدمته للكويت، اذكر سليمان موسى السيف طوال شهر رمضان تفطر عنده في ديوانه في «أمصدة» طوال شهر رمضان، اذكر ان المرحوم الشيخ عبدالله المبارك يذبح الذبائح ويقدم الفطور للموجودين وكانت الولائم يوميا، راحت تلك الأيام والحمد لله.

العمل بإذاعة الكويت

ردا على سؤال منذ متى بدأ عملك الفعلي بالاذاعة يقول بوشوقي: عام 1959 تم تثبيتي باذاعة الكويت كموظف وفني كهرباء - شاركت في جميع التسجيلات التي تخص وتهتم بها الاذاعة مثل الندوات والمحاضرات الرياضية، سافرت مع الاستاذ خالد الحربان دولا كثيرة مثل اسبانيا وسنغافورة وماليزيا لنقل المباريات على الهواء للاذاعة والتلفزيون وكذلك الأعياد الوطنية واذكر السبعينيات في سينما الاندلس مختص بالصوت للحفلات الغنائية والمغنيين - ومما أذكر ان ليلة زواج المرحوم الشيخ عبدالله المبارك في قصر مشرف كنت المسؤول عن التمديدات والصوت والميكروفونات، رحمه الله وجعل الجنة مثواه- ومعي فريق من الكهربائيين.

كان طلال السعيد يحضر عندي ويأخذ مسجله لتسجيل بعض اللقاءات واذكر حسين ملا علي من النشيطين بالعمل الاذاعي كذلك امل عبدالله من المذيعات النشيطات، وكذلك اذكر عائشة اليحيى وسجلت معي في برنامج المرأة وامور كثيرة.

استمررت بالعمل الاذاعي حتى عام 1994 بلغ عمري ستين سنة وعبدالعزيز جعفر وكيل الوزارة وجواد المزيدي كتب له كتابا يطلب منه تمديد سنة بالعمل الاذاعي قال فيه نرجو التكرم بتجديد سنة لاسماعيل شعراوي (بوشوقي) وهو عارف بكل شيء، عام 1994 توقفت عن العمل بالاذاعة - ثمان وثلاثون سنة عملت بالاذاعة - ولا أزال ازور القائمين على العمل الاذاعي واجريت مقابلات بالاذاعة وكذلك بالتلفزيون نصف ساعة لقاء تحدثت فيه عن الاذاعة.

كانت الاذاعة الكويتية تعرف باسم دار الاذاعة الكويتية وبداية مقرها في الأمن العام ثم انتقلت الى الورشة العسكرية - ثم ألحقت بادارة الارشاد والانباء ومن ثم وزارة الأنباء ووزارة الاعلام واشتغلت في الوزارات الثلاث منذ عام 1964 حتى عام 1995، اشتغلت مع احمد سالم واحمد عبدالعال وموسى الدجاني ومصطفى ابوغربية ومبارك الميال وحمد المؤمن وكانت صداقة حميمية معه ودائما يتصل معي ويطلبني بالاسم للتسجيل وللتمديد والميكروفونات.

وكذلك مع حمد المؤمن المذيع ـ وجميع المناسبات والمحاضرات والندوات وجميع ما يطلب عمل مني أقوم بتنفيذه على أكمل وجه فحصلت على تقدير واحترام الجميع من الكبير إلى الصغير وجميع العاملين بالإعلام أعرفهم ويعرفونني.

الحياة الاجتماعية

يتحدث أبوشوقي عن حياته الاجتماعية وأسرته قائلا: كونت أسرة طيبة منذ زواجي عام 1959 في دولة الكويت زوجتي لبنانية والوالدان هما اللذان اختارا زوجتي لي وخطباها ووافقت على اختيارهما لزوجتي وهي من عوائل عز في بيروت، حضرت مع والدتها الى الكويت عام 1959 استأجرت شقة وسكنت مع أخي خالد شعراوي وكان في بداية زواجه - والمطار بالنزهة وأقمت حفلة في صالة - وساعدني محمد ذيب مرعي مدير الورشة العسكرية وحصلت على مساعدة كبيرة، المرحومة الشيخة نشمية ساعدتني مساعدة كبيرة وكثير من الأصدقاء والأقارب.

وأشكر الشيخ فهد مبارك عبدالله الأحمد لمساعدته لي وأزوره في مكتبه حاليا وكانت زوجتي تحمل مؤهلا ثانويا وكانت أصغر مني عمرا وقبل عام توفيت رحمها الله.

وكنت كل عام اسافر معها إلى لبنان بالصيف وسافرت الى مصر والله سبحانه وتعالى رزقنا بالبنين والبنات وجميعهم ولدوا هنا في الكويت ولد واحد اسمه شوقي وخمس بنات، الله يعز الكويت ويحفظها من كل سوء ومكروه.

تزوجت في الكويت وبناتي وابني ولدوا في دولة الكويت وجميعهم تعلموا في الكويت وايضا جميعهم تزوجوا في الكويت، انجبوا اولادهم وبناتهم هنا في دولة الكويت جزاهم الله خير الجزاء، الله يحمي الكويت من كل شر ومكروه، فضلهم علينا كبير ولا ننسى الكويت بما قدمت لنا من خدمات كبيرة، والأولاد جميعهم يريدون أن يحملوني على ايديهم ومهتمين بي جدا، بارك الله فيهم ولهم، أولادي ما يقصرون معي، شوقي يعمل مهندسا في إحدى الشركات، وعنده ولد وبنتان، لطيفة زوجها مهندس يعمل بإحدى شركات الاتصالات، منار زوجها د.عبدالرحمن ابوعيسى، منى زوجها مهندس إداري يعمل في شركة، نسرين زوجها اخو زوج منى.

نشمية آخر العنقود وقد سمتها المرحومة الشيخة نشمية الأحمد وبعثت لها بهدية قيمة، ونشمية متزوجة من محمد عياد موظف اداري.

جميع بناتي وزوجة ولدي يعملن موظفات بعد وفاة زوجتي قبل عام اسكن في شقة وبنفس العمارة تسكن ابنتي مع زوجها وأولادها وهي تزروني يوميا اكثر من مرة وتشرف على نظافة البيت وجميع البنات والأحفاد يزورونني والحمد لله مستورة، ادعو الله أن يحفظ الكويت وشعبها.

أشهر من سجلت لهم

من أشهر من سجلت له من الشخصيات والمواطنين أذكر الفنان غريد الشاطئ وخليفة بدر وعبدالمحسن المهنا وسعود الراشد وعبدالله فضالة ومحمود الكويتي وعبداللطيف الكويتي ويعرفونني ويتعاملون معي معاملة راقية جدا وكل واحد يوصيني على نقاوة الصوت والميكروفون، أذكر انه احيانا ينقطع الصوت أو يصير صفير عندي جهاز التوجيه للصوت، وأبدأ بتضبيطه وفي إحدى الحفلات كانت المطربة صباح تغني على مسرح سينما الأندلس كنت وضعت مسجلين وصباح تغني من دون صوت والصوت الأغاني يخرج ويبث من إحدى المسجلين، صباح بالحركات والأغاني من المسجل وفجأة انقطع الصوت، ولكن كنت منتبها وحركت المسجل واستمر الغناء وآخر الحفلة أعطتني 5 دنانير.

وأذكر أن أحيانا أبقى بالعمل حتى الفجر، لكي أنهي عملي للحفلة ومعي مجموعة من العمال والكهربائيين وكل شيء كان يسير على أتم وجه، ومن أول مجلس أمة تم افتتاحه كنت أعمل التمديدات والمكيروفونات للنواب ومسؤول عن الصوت، كنت آخذ مسجلين للتسجيل ومجموعة أدوات إضافية احتياط لأي طارئ، أما بالنسبة لمركز الفنون الشعبية فقد شاركت معهم في التسجيل وأذكر سجلنا للمرحوم حمد الرجيب أحيانا كنت أذهب إلى بيته للتسجيل بعض القطع الموسيقية أو مقابلة وكذلك بعض الفنانين العرب سجلت لهم بالمركز الفنون مثل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالمطلب وشكوكو ووديع الصافي ونجاح سلام وعليا التونسية وسجلت حفلات خاصة للفنانة أم كلثوم، تقريبا 4 مرات وحفلاتها محفوفة، لم أسجل لمحمد عبدالوهاب لأنه لم يزر الكويت نهائيا وهو يخاف من الطائرة، ذهبت مع محمد صوان إلى القاهرة لتسجيل أغاني وطنية للكويت وكنت أتفرج على كيفية التسجيل في الاستوديو أما الفنانون الآخرون كما ذكرت فسجلنا لهم هنا في الكويت.

بداية الأجهزة التي استخدمتها للتسجيل بالتسلسل تسجل الأسطوانات وتنقل الصوت من جهاز لجهاز آخر وكان بحضور إخصائي فني عراقي أما (الريل) وآخر الخمسينيات وبعد ذلك الكاسيت، عندي جهاز قديم للنسخ وعندي تسجيل الحفلات الخاصة ومن الأدباء الذين سجلت لهم وعند الشريط لنزار قباني وأم كلثوم تغني نزار قباني يقول الشعر وأم كلثوم بنفس اللحظة تغنيه.

الدراسة والتعليم

عن مسيرته في ميدان التعليم يقول أبوشوقي: أول مدرسة في فلسطين يافا اسمها العامرية الابتدائية ومن ثانية ابتدائي أكملت ثالثة ورابعة في لبنان بعدما رجعنا من فلسطين وحاليا حاصل على الثانوية العامة كان المنهج الفلسطيني علميا وقبل النزوح إلى لبنان والتحقت بمعهد صناعي وتعلمت الكهرباء يعني حاصل على الثانوية العامة ودبلوم صناعي.





عدد المشـاهدات: 15010


 
حجم الخط
415317-125224.JPG

المربي الفاضل محمد علي حسين الخضر (قاسم باشا)
415317-125225.JPG

محمد الخضر يطلع الزميل منصور الهاجري على كتابه «تجربتي في المسرح المدرسي»
415317-125222.JPG

وزير التربية الأسبق د.سليمان سعدون البدر مكرما محمد الخضر
415317-125223.JPG

وزير التربية الأسبق د.مساعد الهارون يكرم محمد الخضر
415317-125234.jpg

..ومستقبلا ماجدة محمد الخضر مع والدها
415317-125236.jpg

صورة جماعية لطلبة كويتيين في لندن عام 1973
415317-125231.jpg

محمد الخضر وأولاده مع الممثل عوعو عبدالمجيد قاسم
415317-125230.jpg

محمد الخضر وزوجته مع الأبناء والأحفاد
415317-125228.jpg

محمد الخضر يؤدي دورا في إحدى المسرحيات أثناء دراسته في لندن
415317-125229.jpg

الوالد علي حسين الخضر
415317-125235.jpg

الاستاذ محمد الخضر أيام الشباب
415317-125219.JPG

شهادة تقدير من لجنة الاحتفال بيوم الطفل العربي
415317-125218.JPG

الفريج الذي ولد فيه محمد الخضر في منطقة شرق
415317-125233.jpg

الاستاذ محمد علي الخضر


  • تقاعدت بعد 26 عاماً من العمل في التدريس.. وكنت أول من قام بوضع مسرحيات من المنهج المدرسي
  • ولدت في منطقة الشرق بالقرب من فريج البلوش أمام بيوت العوضية
  • أول مسرحية شاركت فيها كانت أيام الدراسة بالمدرسة واسمها «صابر» وشاهدها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر
  • كنت أذهب للسينما الشرقية لمشاهدة الأفلام وسعر التذكرة12 آنة
  • في طفولتي كنت ألعب مع أبناء الفريج الألعاب القديمة وكرة القدم كحارس مرمى ونقيم المباريات مع فرق الفرجان الأخرى
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «الصباح» وبعد 4 سنوات انتقلت إلى «المتنبي المتوسطة»
  • بعد التخرج في «المعلمين» عينت في مدرسة الرشيد بمنطقة الدسمة لمدة سنتين
  • ذهبت إلى لندن في بعثة دراسية لدراسة المسرح وأنهيتها في سنتين و9 أشهر بسبب الكورسات الصيفية
  • انضممت للمسرح العربي عام 1964 وأول مسرحية شاركت في إعدادها كانت سنة 1965
  • زكي طليمات أنبت المسرح في صحراء الكويت وأتمنى من الجيل الصاعد تقديم أعمال هادفة تخدم الوطن
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الكويت منذ عام 1911 بداية التعليم النظامي، اهتمت بتعليم الأبناء والبنات وزاد الاهتمام بعد وصول البعثات التعليمية الفلسطينية والمصرية.

وزاد الاهتمام وتم فتح المدارس والمعاهد وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي.

ضيفنا الأستاذ محمد علي الخضر الذي خاض تعليمه الابتدائي والمتوسط والمعلمين بدأ حياته التعليمية في مدرسة الصباح ثم المتنبي، مارس ولعب كرة القدم بالفريج وكان شغوفا بها.

كما لعب ايضا لفترة بسيطة مع مدرسة المتنبي ولكن لم يلتحق بأي ناد رياضي.

تخرج في المعلمين وعيّن مدرس تربية بدنية في المرحلة الابتدائية واستمر في العمل والتحق بمعهد التمثيل في الكويت ولمدة أربع سنوات حصل على دبلوم تمثيل وحصل على بعثة دراسية الى لندن، حيث أمضى ثلاث سنوات دراسية وعاد الى الكويت ونقل الى ادارة النشاط المدرسي.

التحق بالمسرح العربي وشارك في بعض المسرحيات التي قدمها أمام الجمهور أثناء دراسته، عمل مخرجا مع زكي طليمات وممثلا لبعض الأدوار في مسرحيات عربية عرضت على مسرح معهد التمثيل، وفي لندن شارك في عرض بعض المسرحيات باللغة الانجليزية. المربي الفاضل والفنان محمد الخضر نابغة من نوابغ الكويت في العمل التربوي والمسرحي

نتعرف على لمحات من حياته وذكرياته خلال السطور التالية.

يبدأ المربي الفاضل محمد علي الخضر بالكلام عن بداياته الأولى وذكريات الطفولة قائلا: ولدت في منطقة الشرق بالقرب من فريج البلوشي بيوت العوضية وأذكر بيت مال الله وبيت الوالد داخل سكة سدْ ومحمد والكندري والحاج أبلي كان يضع اللبن للبناء في داخل الحوطة وكنت ألعب مع أولاد الفريج محمد أشكناني والدكتور علي حسين عبدالله وكنت مثل حمام البيت وألعب مع أبناء الفريج الألعاب القديمة وكنت ألعب كرة القدم بالحي ـ ونقيم المبارايات مع فرق الفرجان وكنت رئيس الفريق وكان خالي كاظم الخضر يلعب معنا ـ وكنت حارس مرمى وتقام المباريات بداخل الحوطة.

الدراسة والتعليم

يتحول الخضر سريعا إلى الحديث عن دراسته حيث يقول: مدرسة الصباح أول مدرسة التحقت بها، وكان الناظر ومعنا بعض أبناء الأسرة الحاكمة.

اشتركت بفريق الأشبال بالمدرسة وكنت ألعب كرة القدم ـ وأذكر الأستاذ فائق طهبوب والأستاذ موسى وللأستاذ محمد علي مدرس الألعاب ومدرس الرسم ـ والأستاذ حمزة اليماني وهو مدرس الأشبال ـ أربع سنوات في الصباح ومنها انتقلت إلى مدرسة المتنبي المتوسطة ماشيا وبعد ذلك استخدمت الدراجة.. ناظر المدرسة كان مصري الجنسية.

أذكر الشيخ ناصر صباح الأحمد بالفصل معنا وعبدالعزيز المنصور عضو مسرح الخليج ومحمد المنصور وكان لهم نشاط تمثيلي وشاركتهم بالتمثيل في مسرحية حضر لمشاهدتها المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف بذلك الوقت ومعه بعض المسؤولين والدور بسيط والمسرحية بعنوان «صابر» بطولة محمد المنصور وأذكر فيها رقصة أفريقية وصبغوا وجوه بعض الطلبة بالأسود.

ولعبت مع فريق كرة القدم احتياط وكان المرحوم منصور المنصور حارس مرمى فريق كرة القدم في مدرسة المتنبي.

بعد سنوات صار حارس مرمى النادي العربي وهو أول واحد مع النادي (المحرر).

التحقت بفرقة التمثيل في المتنبي وكان المدرب من الوزارة أثناء الدوام الحصة الأخيرة.

وكان المستوى التعليمي متوسطا لأني كنت ألعب كرة القدم بالفريج أما مراجعة الدروس فكنت أراجعها بنفسي وهذا بسبب الاستماع لشرح المدرس.

وما كنت احفظ القصائد في دروس اللغة العربية وكنت دائما ناجحا من فصل الى آخر.

وكنت ارتدي الملابس الرياضية وكان نادي العروبة ونادي الخليج يمداننا بالكرات والملابس ولم أحاول الانتساب لأي ناد.

المنهج الدراسي كان عاديا ولا صعوبة فيه والاعتماد على شرح المدرس لكن بعض المواد صعبة مثل اللغة الإنجليزية. أكملت رابعة متوسط وكانت الاختبارات نهاية العام في ثانوية الشويخ والنقل بالباص من المتنبي إلى الشويخ وهو الاختيار النهائي ذهبت إلى السينما الشرقية وهي أول سينما في الكويت وشاهدت الأفلام التي عرضت على شاشتها وكانت السينما مزدحمة بالمشاهدين.

أتذكر موسيقى شهيرة لمحمد عبدالوهاب نسمعها بالاستراحة وسعر التذكرة (اثنا عشر آنه)، وكنت اجلس بالصف الامامي، وبعض الاولاد يشترون من البائع الذي يدور بين الجلوس، وكنت اذهب مع محمد سليمان حاليا عضو مجلس ادارة في المسرح العربي وابراهيم السلمان، ونروح يوم الجمعة بالنهار وكذلك كنت اذهب الى سينما الحمراء والفردوس، ولا اتذكر الافلام لكن كانت عربية وفيلم هندي الممثل بانو آدو وشاهدت فيلم الام، ايضا ذهبت الى سينما حولي الصيفي والاندلس.

معهد المعلمين

عن التحاقه بمعهد المعلمين والدراسة حتى التخرج، يقول الخضر: التحقت بمعهد المعلمين ومقره مدرسة صلاح الدين سابقا في المرقاب، ومن سنة اولى الى نهاية التعليم اربع سنوات تخصص تربية بدنية، سنة ثالثة ورابعة، وكان معي عمر الغرير وعلي المسعود وفيصل سعود الدبوس وسحيم الدبوس واحمد الودعاني، في معهد المعلمين كنت العب كرة قدم ومارست جميع الالعاب وحمام السباحة وكان اختبار السباحة النزول الى حوض السباحة من ارتفاع السلم سبعة امتار، نزول على الرجلين مستقيما، واذكر الاستاذ عثمان ومدير المعهد يوسف عبدالمعطي، ومما اذكر عندما كنت سنة رابعة كان عندي امتحان وفي الوقت نفسه كنت على نية سفر مع الفرقة المسرحية، لكن لم اذهب، ودخلت الامتحان في المعهد، والامتحان كان عمليا، بعد التخرج عينت مدرسا في مدرسة الرشيد في الدسمة ولمدة سنتين، وكان الناظر عبدالرحمن البداح رحمه الله، وكان ولده علي يتعلم بالمدرسة، وكان من المدرسين صالح الوزان وصالح ربيعة وصالح عبدالله وكنت المدرس الرابع وعبدالله الوزان.

منهج التربية البدنية كان يتكون من مجموعة الالعاب داخل الصالة وخارج بالملعب كرة القدم.

البعثة الدراسية

بعد ذلك نقلت الى مدرسة عبدالله الخلف الدحيان بمنطقة السالمية ولمدة سنة ونصف السنة واثناء العمل حصلت على بعثة دراسية وسافرت الى لندن، والوزارة رشحت مجموعة من المدرسين وتخصصت بالمسرح وسكنت عند عائلة انجليزية في مدينة تبعد عن لندن ست ساعات، المدينة تقع بالقرب من البحر، والعائلة تتكون من رجل وامرأة وولديهما يسكنان بعيدا عنهما، اكلهم لم يناسبني وكنت اكل في مطعم باكستاني وكنت آكل عند العائلة خبزا وبيضا خاصة ايام العطل، واستلم 160 جنيها من المكتب الثقافي الكويتي في الاسبوع والمكتب يدفع للعائلة.

البداية لغة انجليزية في احدى المدارس وفيها طلبة من مختلف دول العالم، اذكر ان بالمدرسة كان يوجد بعض الطلبة الكويتيين الذين يرسلونهم اولياء امورهم فقط بالصيف لدراسة اللغة الانجليزية والدراسة لمدة 6 أشهر ومع الوقت صار بيننا ألفة ومحبة، المرأة اسمها مسز مانسر والرجل مانسرو ـ أنهيت الفترة وأتقنت اللغة الإنجليزية ايضا اذكر بالمعهد طلبة من جميع الدول الأجنبية والعربية والأفريقية بعد ذلك انتقلت الى مدينة ثانية اسمها كلفورد وتبعد عن لندن نصف ساعة بالقطار، سكنت في شقة ورافقتني العائلة بالصيف مع الأولاد 3 بنات وجاسم وذلك في مدينة لندن، الأكل بالمطعم وغسيل الملابس بالمصبغة، والعائلة 3 مرات زاروني في لندن امتدت الدراسة لمدة سنتين و9 أشهر، وهذا ما كان من صالحي لأني كنت آخد دروسا في الصيف هنا في الكويت، ويعتمدون الشهادة بالسنوات هناك عندهم نظام كورسات صيفا وشتاء، حصلت على دبلوم بالتمثيل وتعلمت التمثيل أثناء الدراسة وشاركت ممثلا وقابلت مؤلف المسرحية وتناقش معي وحصلت على دبلوم المسرح المدرسي، وكل نهاية كورس كنا نقدم عملا مسرحيا، بعض الأعمال للأطفال وبعضها للشباب تربوية وبعد ذلك اشتغلت وتعلمت ركوب الخيل والمحاربة بالسيوف واستخدام الخنجر والسقوط من الدرج وما كنت أشارك في حركات الرقص، فكانوا يغضون النظر عني، وبعض الأشياء كانوا يلزموني بها.

والعمل الدرامي يعرض أمام الجمهور الذي يحضر نهاية العام من أولياء الأمور والمدعوين والبعض يناقش المؤلف والمخرج وكذلك مناقشة الممثلين، وأذكر أول دور كان دورا بسيطا عاديا وكنت أعطي الدور الروح والجمهور يضحك وأؤدي حركات وإدارة المعهد كانوا مرتاحين من أدائي وقالوا ان الجمهور معجب بك.

واذكر انني حصلت على ميداليات أثناء الدراسة بالمعهد كان لي حضور بارز بالمعهد ـ عندما نؤدي للأطفال كانوا يأخذوننا الى مدارس الأطفال نعرض أمامهم التمثيلية، نهاية الكورس نقيم عملك الذي أديته وليس عندي استعداد للعودة مرة ثانية وتركت كل شيء من أعمال تخرجت بعد سنتين و9 أشهر والسبب الكورسات الصيفية.

النقل الى «النشاط المدرسي»

بعد التخرج والعودة الى الكويت نقلت من مدرس تربية بدنية الى ادارة النشاط المدرسي بوزارة التربية ـ كان مدير الإدارة عبدالوهاب الزواوي عندما سافرت الى لندن، وعندما تسلمت العمل بإدارة النشاط المدرسي كان الأستاذ جاسم حبيب مديرا للإدارة وكخريج للمسرح المدرسي عينت مشرف مسرح مدرسي ـ وكنت أتابع الأنشطة المدرسية ومع الاستمرار بالعمل عينت موجها وبعد سنوات رئيس قسم ومراقب بالوكالة.

وكنت أزور المدارس خاصة الابتدائية ويصرف للمدارس ملابس للتمثيل، وبعض النظار ما يحبون نشاط المسرح من وجهة نظرهم يعرقل الدراسة، أقول لولا هذه الأنشطة وحب الطلبة لهذه الأنشطة من الرسم والرياضة والمسرح، أما مدارس البنات فلهن مشرفات وموجهات وكانت غالبية الموجهات مصريات وبعض الكويتيات خريجات المعهد ايضا تم تعيينهن بالإدارة ومدارس البنات يوزعن الدعوات فمدير الإدارة يبلغ ويكلف بعض الموجهين للمشاركة بمدارس البنات، انتهى جاسم حبيب وعين بدلا منه احمد الودعاني وبعده عين خالد الحربان ـ أسس الإدارة على أسس سليمة، فتح أقسام ومراقبة ووزع الأعمال بالتساوي وبالكفاءة وعينت رئيس قسم «اعداد النصوص المسرحية» وكتبت بعض الاعمال والنص التمثيلي والموظفين والمشرفين يكتبون وبعض الكويتيين منهم اسماعيل فهد ووليد ابوبكر وعبداللطيف البحر مصريين وسيدة فلسطينية، النص يطبع طبعة سبع نصوص، وسبع كتب وكل كتاب يضم ما بين عشر واثنتي عشرة مسرحية، من الكتاب الموجودين عندي، واعمال تربوية هادفة.

اهتمام «التربية» بالمسرح

يتحدث الخضر عن اهتمام وزارة التربية بالمسرح المدرسي قائلا: كانت وزارة التربية مهتمة اهتماما كبيرا بالمسرح المدرسي، وبعد ذلك انتقلت الى مرحلة ثانية من تأليف مسرحيات الى اخذ مسرحيات من المنهج المدرسي وهذا لاول مرة يحدث في الكويت، مصر فكرت بمثل هذا المشروع منذ عام 1920 وعملت كتابين كل كتاب يحتوي على مجموعة من النصوص، مثل المنهج المدرسي هذا لاول مرة في الكويت واذكر اني شاركت في مؤتمر لدول مجلس التعاون للخليج العربي عرضنا المجاميع الاعمال بواسطة رئيس اللجنة مصري الجنسية امام حضور الجميع، وقال مندوب السعودية نحن نعمل فرد عليه رئيس اللجنة الكويتي تاخذ نصوصا من المنهج ويقدمونها على المسرح في هذا المجال اسمي على كتابين من ضمن الاسماء المشاركة في التأليف، اسم الكتاب «مسرحيات مدرسية»، وكل كتاب يحتوي على خمس مسرحيات من المنهج الابتدائي والمتوسط.

عندما كنت موجها قدمت في مدرسة السالمية مسرحية بعنوان سراقة بن مالك تأليف د.شوقي الفنجري وحضر العرض وزير الاوقاف يوسف الحجي وناظر المدرسة عبدالحميد الحبشي وطلبوا من وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ان يبني لهم مسجدا في المدرسة ونفذ الطلب بناء على العمل الذي شاهده، واذكر بذلك الوقت يعقوب الغنيم وكيل التربية وخالد الحربان وبعض المراقبين حضروا، بعض المدارس عندما تحتاج لعمل مسرحي يطلبون من الوزارة ارسال موجه فالمتبع للعمل المسرحي هو المدرسة من ناظر المدرسة ونحن ملزمون بان نذهب.

قدمت الكثير بالمشاركة، وامضيت ستة وعشرين سنة ونصف سنة مع التدريس وتقاعدت.

المسرح العربي

عن نشاطه في المسرح العربي، يقول الفنان محمد الخضر: انضممت الى المسرح العربي عام 1964 ـ 1965 وكان برئاسة حسين الصالح وانضممت عضوا بالفرقة، وشاركت باول مسرحية في الكويت عام 2000 بدور بسيط كبداية، كان خالد النفيسي يقدم دور مدرس تعلم لتعيش فكنت انا وعبدالحسين عبدالرضا من خلال المدرسة وكنا نقدم الهوب الهوب الهوى شد الثوب.

وكنت اعمل في التنظيم المسرحي يعني تجهيز المسرح من اضاءة وصوت وديكور وملابس واكسسوارات نحضر هذا للممثلين، وهي اول مسرحية شاركت بها 1965 ـ 1966.

المسرحية الثانية وجميع مسرحيات المسرح العربي كنت اشارك فيهم بالتنظيم المسرحي مسرحية امبراطور يبحث عن وظيفة كان لي دور مثل مهرج والدور الثاني فلاح صاحب مزرعة،

وبعد ذلك في الفصل الثاني دور فلاح كنت احفظ وهو صعب واما بعد ذلك كنت مساعد مخرج مع المخرج فؤاد الشطي وعندما كنت طالبا في معهد التمثيل صرت مساعد مخرج مع الفنان الكبير زكي طليمات عندما كان في الكويت.

معهد الكويت للتمثيل

بعد ذلك التحق الخضر بمعهد التمثيل وحصل على دبلومة ويقول عن ذلك: التحقت بمعهد التمثيل في الكويت وحصلت على دبلوم من المعهد بالإضافة لحصولي على دبلوم تخصص تربية بدنية من معهد المعلمين.

وأمضيت أربع سنوات في المعهد والدراسة بعد الظهر، صباحا كنت في المعلمين وعصرا بالتمثيل، أول سنتين في معهد التمثيل قدمنا مسرحية بعنوان «وأشرقت الشمس» تأليف الدكتور يعقوب حسن العلي عميد المعهد وإخراج زكي طليمات وكان دوري «خطيب ليلى» وتلك أول مسرحية اشارك بها وأنا طالب بالمعهد وعرضت على مسرح كيفان امام الجمهور، وعندما كنت في سنة رابعة بمعهد التمثيل ايضا شاركت في مسرحية «صلاح الدين وبيت المقدس» والمؤلف فرج انطون وإخراج زكي طليمات.

وكنت مساعد المخرج وهو زكي طليمات وأما في السنة الثانية في معهد التمثيل كان لي دور بسيط وليس مثل المعهد في لندن هنا يعطونك مقاطع تمثيلية وتقدمها أمام اللجنة في الامتحان كان الممثل يسمع للمخرج، واذكر كان في مسرحية صلاح الدين وبيت المقدس مجاميع كبيرة من طلبة المعهد.

المسرحية عرضت في بغداد والقاهرة ولم أذهب معهم.. وأما مع المسرح العربي ذهبنا إلى بغداد وعرضنا مسرحية «الثالث» وكذلك عرضنا مسرحية «سلطان للبيع» في دمشق. وواصل: المسرح العربي صرت فيه عضوا الى عضو مجلس الإدارة الى أمين السر وامضيت سبع سنوات في هذا المكان.

وأذكر من رؤساء المسرح العربي حسن يعقوب وفؤاد الشطي وأمضيت سنوات وقدمت ثلاث مسرحيات من اخراجي، الأولى طبيب في الحب، وقاضي الفريج واذكر العنصر النسائي مثل مريم الصالح ومريم العبدالرزاق وسعاد حسين وعائشة ابراهيم وكنا نستعين بمريم الغضبان من المسرح الشعبي وأذكر قدمنا مسرحية من «سبق لبق» وتوقفت عن العمل في المسرح العربي لأني انشغلت في المسرح المدرسي وتأليف الكتب.

الحالة الاجتماعية

عن أسرته يقول محمد الخضر: تزوجت عندما كنت مدرسا والله سبحانه وتعالى رزقنا بالبنين والبنات ومنهم:

1 ـ ماجدة كانت موجهة انتقلت الى رحمة الله تعالى.

2 ـ جاسم مهندس وحاليا مدير إدارة في البلدية.

3 ـ وائل مدير مشاريع في الاشغال في الفروانية.

4 ـ عبدالله مهندس.

5 ـ علي... مهندس يلعب رياضة في نادي الساحل.

6 ـ فاطمة ماجستير.

7 ـ خديجة مديرة في أحد البنوك.

8 ـ غدير تعمل في هيئة الشباب والرياضة وجميع أولادي وبناتي خريجو جامعات ومن بداية حياتي قلت لهم اجتهدوا في دراستكم لأنه من جد وجد.

الحركة المسرحية حاليا

لم يفت الفنان محمد الخضر أن يتناول خلال اللقاء حال المسرح في الكويت حاليا، حيث يقول: الحركة المسرحية حاليا في الكويت في حالة مرضية وبعض الأنشطة في ارهاصات من المجلس الوطني يقدمون بعض المهرجانات وبعض المسارح يقدمون بعض الأعمال، هذا ليس بشيء، المهم ان النشاط طوال العام لا يتوقف، أقول فرقة تقدم عملا هذا الشهر وفرقة ثانية بالشهر الذي يليه وهكذا كل شهر فرقة تقدم عملا.

كنا 4 فرق مسرحية وبعد ذلك تفرغ المسرح من محتواه وبعضهم مال للعمل التجاري الروتين الحكومي في تقديم الأعمال وصرف المكافآت كانت متعبة.

المسرح في ذلك الوقت كان يدفعون له 80 الف دينار وبعد ذلك 16 الف دينار لا تكفي حتى للعمال الذين يشتغلون بالمسرح شهريا ـ لا يبقى سوى 4 آلاف، العمل الواحد يكلف تقريبا 20 الف دينار تصرف مكافآت وإعلانات.

أتمنى ان يعود المسرح الى ما كان عليه، ومثلما زكي طليمات أنبت المسرح في صحراء الكويت أقول للجيل الصاعد ان يتبنى هذه الفكرة وان يعود المسرح للقمة وان يظهر لنا ممثلين وممثلات يقدمون مسرحيات هادفة تخدم الوطن وشكرا جزيلا.

حياة الخضر الفنية

فيما يلي نبذة مختصرة عن خطوات الخضر في طريق المسرح:

1- عمل أمينا للسر بالمسرح العربي وعضوا لمجلس ادارته.

2- مارس الأعمال المسرحية ممثلا وإداريا وفنيا ومنظما ومساعدا للمخرج ومخرجا.

3- مثل في أعمال إذاعية وتلفزيونية ومسرحية.

4- مارس النقد المسرحي بمجلة عالم الفن تحت عنوان «وجهة نظر».

5- عمل مساعد مخرج مع زكي طليمات والمنصف السويسي وفؤاد الشطي.

6- حصل على شهادة تقدير من وزارة الإعلام ووزارة الصحة ومن المسرح العربي.

7- حصل على درع من اللجنة العليا للترويج السياحي ومن المسرح العربي ومن وزارة الإعلام.

8- ميدالية ذهبية في يوم المسرح العربي لتكريم الفنانين.

9- قدم دراسة عن الحركة المسرحية في الكويت «رسالة المؤلف لنيل الدبلوم».

10- دراسة عن مسرح الطفل مقدمة الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1976.

المسرح المدرسي في الأندية الصيفية

يتحدث ضيفنا عن الأندية الصيفية ورسالتها قائلا: الأندية الصيفية مؤسسة تربوية اجتماعية تتفاعل مع غيرها من المؤسسات التربوية والاجتماعية وتحتوي هذه الأندية على فرص متاحة للأبناء لممارسة الأنشطة والبرامج الدينية والاجتماعية والثقافية والفنية والعلمية والعملية والرياضية والبرامج المرتبطة بالتراث قيما وعادات وفنون، فالأندية الصيفية امتداد للمدرسة في رسالتها وأهدافها لقد شهدت الأندية الصيفية تطورا منذ بدايتها فقد أصبحت في الموسم الذي سبق الاحتلال الصدامي على دولة الكويت 2/8/1990 تقريبا 42 ناديا وفي عام 1992 صادر عدد الأندية 45 ناديا للبنين والبنات.



رسالة شكر

خلال اللقاء توجه المربي الفاضل والفنان محمد الخضر بالشكر إلى وزير التربية السابق د.يعقوب الغنيم ووزير التربية السابق د.سليمان البدر ووزير التربية السابق د.مساعد الهارون على مواقفهم النبيلة أثناء تعامله معهم بالوزارة.

عدد المشـاهدات: 14727


 
حجم الخط
413555-121404.JPG

عبد الرحمن عبدالله محمد القطان (سعود سالم)
413555-121401.JPG

عبد الرحمن القطان مع نجله
413555-121402.JPG

عبدالرحمن القطان مع الزميل منصور الهاجري
413555-121399.JPG

عبد الرحمن القطان
413555-121405.JPG

عبدالرحمن عبدالله القطان بجانب سفينة شراعية
413555-121397.JPG

الوالد
413555-121400.JPG

عبد الرحمن القطان مع ابنه يوسف
413555-121408.JPG

413555-121409.JPG

عبد الرحمن القطان
413555-121398.JPG

جواز سفر القطان
413555-121410.JPG

البطاقة المدنية لعبد الرحمن القطان


  • عملت مع غواص إنجليزي كان ينزل لقاع البحر بملابس خاصة وأوكسجين
  • ولدت في الشارع الجديد مقابل السكة بين براحة بن بحر وسوق الغربللي
  • سكنا في بيت الشاوية وكنت ألعب مع الأطفال بفريج الشايجي مقابل سوق واجف
  • تعلمت القراءة والحساب وحفظت القرآن في مدرسة عبدالعزيز العنجري
    • عملت في البناء مع العبيدي في مسجد بالقبلة واليومية روبية واحدة وكنا نشتري بها السكر والخبز والعيش والشاي ويفيض منها
    • عينت في شرطة الشيخ صباح السالم عام 1950 وكان مقرها في ساحة الصفاة وبعد 3 سنوات انتقلت إلى الميناء
    • في أولى ليالي رمضان من سنة الهدام عام 1934 كان بيتنا قريب من الحفرة ودخل علينا الماء
  • استقلت من الشرطة بسبب تحويلي للتحقيق مرتين إحداهما في المخفر والأخرى في الوزارة بسبب كلامي مع امرأة أعرف عائلتها وزوجها
  • اشتغلت «مودي» للأغنام من ساحة الصفاة وكنا نوصل الجمال حاملة العرفج
    • أذكر جلوس بعض الرجال بساحة الصفاة لبيع الدهن العداني والأقط واللبن
    • تشاجرت مع الملا عبدالمحسن أثناء الدراسة وضربته بالعصا وبعدها تركت المدرسة نهائياً
  • اشتغلت في البلدية في تكسير الأرض المرتفعة وعملت في نقل الرمل من الفجر حتى مغيب الشمس
  • عملت ثلاثين سنة في «الشؤون» وتقاعدت عام 1980 وبعدها لم أعمل في أي مكان آخر

أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون


ضيف هذا الأسبوع عبدالرحمن عبدالله القطان ولد بمنطقة القبلة في بيت والده الواقع بالشارع الجديد عند مدخل سوق الغربللي ويذكر لنا الكثير من جيرانه، ومن أصدقائه الشاعر المرحوم منصور الخرقاوي والفنان حمد خليفة كانوا زملاء وأصدقاء الطفولة بنفس المنطقة يذكر لنا سوق الغربللي وانه من الأسواق القديمة وسوق الخضار ومسجد بن بحر ومؤذن المسجد وإمام المسجد الذي تعلم في مدرسته. شاهد الأسواق القديمة بالمنطقة وساحة الصفاة والنساء داخل العمارية يبعن منتجات الألبان. ضربه المدرس بالعصا وسحب العصامنة، ماذا فعل؟ وأين ذهب؟ بدأ حياته العملية (امودي) فماذا تعني الكلمة؟ وبعد ذلك اشتغل بناء وحمّار، حيث اشترى له حمارا لنقل الماء والرمل وكذلك اشتغل بالرمل الذي ينقل بالدوحة الى عبادان. التحق بالعمل في شركة نفط الكويت مرتين وبعد فترة من العمل التحق بالشرطة، حيث عين شرطيا ثم نقل من دائرته الى شرطة السيف وبعدها نقل كوكيل عريف الى جزيرة فيلكا، وأسس مخفر الجزيرة مع 4 من الشرطة وبعد أسبوع عاد الى الكويت. ما قصته مع التحقيق ولماذا فتح معه تحقيق، نتعرف على المزيد من خلال السطور التالية:

بداية اللقاء، يتحدث ضيفنا عبدالرحمن عبدالله محمد القطان عن بداياته الأولى حيث المولد والنشأة، فيقول: ولدت في الكويت حاليا شارع عبدالله السالم قديما الشارع الجديد بالقرب من سوق الغربللي مقابل السكة ما بين براحة ابن بحر وسوق الغربللي هذا المكان كان بيوتا للعائلات الكويتية، واذكر من الجيران صالح القلوشي والدكاكين كان مواطن اسمه البراك يبيع الذهب، ويضعه في صندوق زجاج صغير ورجل يجلس في دكان صغير يبيع قروضات (مكسرات) ومن بعده محل غلوم الخباز وسوق الغربللي اسم قديم منذ كنت صغيرا بنفس الاسم يعرف.والسوق بعد الحمام وما كان سوق الحريم موجودا، وبيت جاسم العبيد وهو مؤذن مسجد بن بحر وجاسم عنده من من الأولاد عبدالله ومحمد وعلي وعبدالله وبنت واحدة باع البيت واشتراه مواطن اسمه محمود كان يبيع بكرات وخيوطا وإبرا.

اذكر النداف ابراهيم والخباز بيت الوالد كبير، وبيت محمد المشعان ودكان بن عبيد كان يبيع الشعير والعيش والبلاجات، أما سوق الجت فبجانب سوق الخضار، واذكر دكاكين بيع الفواكه واذكر سكة النفيسي وسكة صغيرة فيها 3 بيوت الأول بيت عبدالعزيز النفيسي وبيت الخضر وبيت بالمرجان نقول ان الشارع الجديد كان واجهته بيوتا للعائلات وفيه دكاكين قديمة والبيوت باب واحد على الشارع يسمى باب بوصفافة.

كنت العب مع أولاد النفيسي والمرجان واذكر بيت عبدالله البحر في براحة السبت واذكر بيت المواش، وكذلك اذكر بيت الشاوية التي ترعى الأغنام وبيت الفنان حمد خليفة والمرحوم منصور الخرقاوي بالقرب من سوق الغربللي، وكانت هناك سيدة كويتية تبيع في سوق (واجف) وكانت تحضر عندنا في البيت، وسكنا في بيت الشاوية بعد سنوات.

كما اذكر كنا نلعب مع الأطفال بفريج الشايجي وهو مقابل سوق واجف، وخلفنا الدهلة وكانت بيوتا للعائلات، وبعد سنوات في الأربعينيات أواخرها صار فيها دكاكين ومحلات لبيع الدراجات وأذكر بيت ولد اخي جاسم القطان الذي كان ضابطا في الداخلية وبيت الحويج وبائعو الدراجات محلاتهم مقابل المقبرة مثل محل محمد المسفر وعبدالله العديلة والعبدالهادي.

اذكر صالح الشايجي صاحب حملة الحج على الجمال وأولاده حمد وابراهيم وسليمان، وكان سليمان الشايجي يذهب مع والده الى الحج حملة «البعارين» وقد أدركت تلك الحملة ديوانيتهم على الشارع يجمعون اخشاب أمامها وديوانية زيد الشايجي بوحمد وخليفة وعلي وابراهيم وزيد وعبدالله وكنت ألعب معهم بالسكة وعلي قميزان نجلس ونلعب معهم وكان بعض الافراد يجلسون عندنا ونلعب المقصي وعظيم ساري وكنا نذهب الى مسجد سعيد نصلي المغرب ونرجع للعب، والمسجد يقع في براحة السبت، واذكر احمد المانع واحمد المعتوق كان يذهب مع والده للصيد وركبت معهم مرة واحدة الى الشويخ ونقلنا توانكي ماء خشب من الشويخ، وكنت جالسا عند (الدامن) ورجعنا الى نقعة الوكيل قبل نقعة الغنيم.

فريج الغنيم فيه مكائن للصعود درج الوكيل ودرج المدير يصعدون منهم الى فريج سعود ومن الدرج بيت عبدالعزيز المقهوي وسليمان العتيبي مقابل بيت المقهوي وبيت سراب، واذكر المدرسة القبلية وبيت المباركي وبيت السلاجي وبيت علي بوزبر، ومقابل السيف عمارة القصار وعندما نذهب الى البحر للسباحة ومعي عبدالرحمن وجاسم اخوه واذكر بيت سيد عبدالوهاب الحنينان واذكر المدرسة الاحمدية مقابل فريج سعود بجوار الفرضه.

ومما اذكر سنة الهدامة عام 1934 أول ليلة من ليالي رمضان وكان بيت الوالد قريب من الحضرة دخل علينا الماء وسدوا الفتحة كنت صغيرا.

مدرسة عبدالعزيز العنجري

تعلم القطان القراءة والحساب وحفظ القرآن في مدرسة عبدالعزيز العنجري، وعن ذلك يقول:

التحقت بمدرسة العنجري وذلك بعدما انتقل الوالد للسكن بالقرب من منزل عبدالعزيز الراشد وبيتنا بالسكة، تعلمت قراءة القرآن الكريم والقراءة والحساب وختمت القرآن الكريم والوالدة رحمها الله أقامت حفل ختم القرآن ولبست الدشداشة والبشت والغترة والعقال والسيف ومعنا من الشباب من يقرأ التحميدة وهي:

الحمد لله الذي هدانا آمين

للدين والاسلام اجنبانا آمين

نحمده وحقه ان يحمدا آمين

له الليالي والرمان سرمدا آمين

واحد يقرأ والأولاد يرددون آمين.

خرجنا مع الأولاد من الجبلة الى الشرق ومن بيت الى بيت واذكر ان أخي سالم كان يدرس معي وحصلنا على مبلغ من الروبيات واخذ الفلوس المرحوم عبدالعزيز العنجري واذكر معه مدرس اسمه عبدالمحسن ومدرس آخر.. وأذكر ان عبدالعزيز العنجري كان أمام مسجد بن بحر، والمؤذن جاسم العبيد.

واذكر دخلنا منطقة العاقول وذهبنا الى بيت المرحوم هلال المطيري وشاهدنا نساء جالسات في الحوش وأعطونا روبيتين الوالدة احضرت صينية ووضعت فيها مرش ومبخر وبخور وماء ورد والفلوس.

ختمت قراءة القرآن الكريم والقراءة البسيطة والكتابة وتشاجرت مع الملا عبدالمحسن وتركت المدرسة، وكان عندي صندوق بشتختة لحفظ القرآن والدفاتر ومعي ايوب وآخرون من أبناء الفريج.

وضربني ملا عبدالمحسن بالعصا وسحبتها منه، وضربته بالعصا وهربت ولم أرجع الى المدرسة حتى سامحني ملا عبدالعزيز العنجري وأخبرني أخي سالم بذلك وبعد اسبوع رجعت الى المدرسة ومنها تركت المدرسة نهائيا.

ما بعد الدراسة «العمل»

يوجد دكان للمرحوم سعود العقالة ومنه الى براحة السبت اشتغلت مودي للاغنام من ساحة الصفاة ومعي صديقي عبدالعزيز الكوز وبيتهم في سوق واجف ومع الاغنام ايضا نوصل الجمال حاملة العرفج.

واذكر بعض الرجال يجلسون في ساحة الصفاة يبيعون الدهن العداني والاقط واللتبي.

مودي السعر انتين او ثلاث انات ونشتري بها حلويات وايضا اشتري كبة من رجل ينادي «اللي يذوق يفهم» فنحن نشتري منه وورد وهيل نشتري منه حلويات بعدما يبيع الكبة، وبعد سنوات اشتغلت في البلدية نكسر الارض المرتفعة بالحديد وبعد ذلك اشتغلت بنقل الرمل نذهب الى الشويخ وكان يعمل معي المرحوم منصور الخرقاوي ومحمد من البيت ونمشي من صلاة الفجر الى الشويخ ويستمر العمل حتى مغيب الشمس نسبح بالبحر ونرجع الى البيت وهكذا كل يوم.

ومن البيت الى الوطبة مشيا ندخل من بوابة الشامية ونمشي الى البحر حاليا محطة المياه بعض المواطنين ينقلون الرمل من الساحة الى الدوبة واخرون يكسرون الرمل الناشف ويجمع واخرون بالزبيل يسمى «فرخ الجلة».

وابن حيدر مسؤول عن العمال ويوضع لوح خشب طويل من الارض والطرف الثاني على الدوية يصعد منه العمال والرمل ينقل الى مدينة عبادان - وبعد سنتين عملت بناء مع الاستاذ بويوسف في بناء البيوت واشتغلت مع سعد الفرحان في المستشفى الاميري واشتغلت بناء مع العبيدي في مسجد بالقبلة والعمل منذ الشروق حتى الغروب واليومية روبية وفي يوم من الايام الاستاذ اعطاني زيادة آنة - الروبية الواحدة كنا نشتري فيها السكر والخبز والشاي والعيش ويزيد منها عندك.

نشتري الخبز والحلوى للريوق، والعبيدي كان يشتغل بالشارع الجديد وكان بيت الوالد بنفس المكان كان يبيع بالجملة لبيع الخضار والفواكه والعنب والبطيخ وبيع الوارود من القصور والفنطاس وابوحليفة وبعد ذلك انتقلت للعمل مع عبدالعزيز الكوس للعمل بنائين و عبس وسلطان القناعي ونمضي مدة اسبوع ومعنا راشد، واذكر ان الفنان سعود الراشد كان هو الاستاذ واليومية روبيتان ومعنا الاستاذ احمد محمد.

كانت ايام ربيع ونرجع مشيا على الاقدام واحيانا نصادف سيارة يقودها جمعة الحسينان ونركب معه الى السالمية «الدمنة» عصر الجمعة واشتغلت مع الجويهل وبيتهم في براحة السبت في الجبلة وكنت بناء ونمت بالليل واذكر الرندي كان العشاء يأكل معنا عيش ومرق واشتغلت في جليب الشيوخ.

شركة نفط الكويت

بعد العمل في البلدية والبناء ونقل الرمل عمل القطان في شركة نفط الكويت ويقول عن ذلك، بعد البناء ونقل الرمال التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت وكانت مكاتبهم في الوطية وسجلنا الاستاذ عبدالرحمن العتيقي واشتغلت على الدوب في الشويخ وكان معي القميزان ومحمد العياضي ومحمد البدر وبعد ذلك نقلت للعمل على الدوبة وكل دوبة فيها رجلان والنوخذة محمد العطار وبعد ذلك اشتريت حمارا وباشرت بنقل الماء من السفن او من البركة وابيع على البيوت.

وكنت انقل من السفن الشراعية او بركة الماء والحمار ينقل عليه ثلاث قرب ماء وابيع على البيوت على العملاء وننادي شوط شوط - وبعد ذلك رجعت مرة ثانية الى شركة نفط الكويت وعينت بميناء الفحيحيل وعينت بعمل سيب والغوص رجل انجليزي وهو الذي ينزل بقاع البحر ويلبس ملابس خاصة للنزول الى البحر ومعه اوكسجين واشتغلت لمدة سنتين وكان يعمل معنا كل من عبدالله الخليفي وعبدالعزيز سعود ومجلي امان وعبدالله وسعد الجري من سكان بوحليفة والفنطاس الجميع نعمل في ميناء الاحمدي واحيانا نبحر للبحر باللنج واحمد المانع يشغل ماكينة اللنج ونرجع الى السكن مساء، وكنت اطبخ اكلي بنفسي والسمك كان متوافرا بسبب تفجير البحر والديناميت فنخرج البحر كبارا وصغارا ونصطاد السمك ونسكن في غرف وحمام وكل شهر يصرف لنا قوطي كاز للجولة البريمز وكنت اصنع الخبز الجاباتي وعندي طابي «المقلي» استمررت بالعمل بشركة النفط لمدة سنتين وسكن معي رجل عماني وبعد ذلك احمد محمد العبدالهادي عين معنا بالعمل.

شرطة الكويت

وعن عمله بالشرطة يقول القطان: تركنا العمل في شركة نفط الكويت والتحقت بسلك الشرطة وذلك عام 1950 ولأول مرة وعينت في شرطة المرحوم الشيخ صباح السالم ومقرها مبنى في ساحة الصفاة ونوزع نهارا وليلا لمدة اثنتي عشرة ساعة من الصباح حتى المساء ونذهب إلى البيت وأعود للعمل الساعة العاشرة مساء حتى الصباح ـ وأذهب إلى البيت وأعود للعمل مساء حتى الليل وهكذا في الشرطة حراسة ودورية وبعد ثلاث سنوات نقلت الى شرطة الميناء التي يرأسها المرحوم الشيخ مبارك الحمد الصباح واشتغلت بالتوزيع على البنديرة والساحل إلى القبلة ومعنا ابن عيلان ورجل كبير بالسن والضابط عيسى السليم وعبدالله التوفيج والملا والمسعود ثلاثة خيوط وعبدالسلام العدساني عريف شرطة، وعينت بقسم الاحوال لتسجيل الدوام وحصلت على توقيع ضبط واحد ومعنا علي العيسى وكيل عريف خيطين وتركت الاحوال وعينت بحرس المخفر وتوزيع الشرطة وبعد سنوات من العمل نقلت من مخفر السيف.

مخفر شرطة فيلكا

نقلت من مخفر شرطة السيف إلى مخفر شرطة فيلكا مع أربعة من الشرطة وكنت برتبة وكيل عريف وكان المخفر بيت عربي وهو أول مقر لإنشاء المخفر وقبل ذلك كان لا يوجد مخفر شرطة في الجزيرة فكنت المؤسس للمخفر وأحضرت عمودا خشبيا طويلا وثبته على السطح ورفعت عليه علم دولة الكويت وعلمت الشرطة التحية لرفع العلم صباحا وتنزيله مساء وامضيت ما يقارب عشرة ايام في جزيرة فيلكا ورجعت الى الكويت.

قصة المرأة

وبدأت بتوزيع الشرطة على السكيك وكل واحد في مكان، جزيرة فيلكا فيها أمان ولا توجد فيها مشاكل بين المواطنين ـ لا كهرباء والرطوبة شديدة. أسست مخفر فيلكا وعين بدلا مني صالح المسباح ورجعت الى شرطة الميناء وعندنا عثمان الأيوبي رئيس عرفاء وبعد اسبوع نقلت الى مخفر حولي الحالي وكان مقره في بيت السيد السراج ولمدة فترة وصار كلام بيننا.

وبعدما ينتهي الدوام أذهب إلى سوق بن دعيج وأفتح دكان صديقي عبدالعزيز الكوس ويوما ما ذهبت الى الدكان الضحى وذلك بعد انتهاء الدوام، أثناء وجودي عنده، في سوق بن دعيج. حضرت سيدة كويتية إلى المحل لشراء حاجة لها وكنت موجودا بالمحل مع صديقي عبدالعزيز الكوس وسلمت علي، اعرفها وتعرفني ولاسرتنا علاقة مع عائلتها، وكان شرطيا واقفا بالسوق، وكان احد المسؤولين واقفا على مسافة قريبة من الشرطي.

وكانت السيدة الكويتية تتحدث معي لعلاقتنا العائلية وانتهى الموقف وحضر عندي الشرطي وضربني على كتفي بقوة شعرت بالألم رفعت يدي وسقط واحد من أزرار القميص فقال الشرطي لماذا تتحدث مع المرأة؟ فقلت له هذه من عائلتي ـ وكنت يومئذ شرطيا في مخفر السيف ـ ونادوني للتحقيق ـ عن الموقف بالسوق وطلبوني بالوزارة ايضا للتحقيق، ومحقق فلسطيني حقق معي وقال انت تشتري للحريم؟ فقلت: من قال هذا؟ فقال المسؤول شافك مع الشرطي، فقدمت استقالتي من الشرطة بسبب التحقيق.

دكان بسوق بن دعيج

بعد استقالته من الشرطة تحول إلى العمل الحر، ويقول القطان عن ذلك: تركت العمل بالشرطة واشتريت دكان لبيع البرشوتة في سوق بن دعيج بالسكة الصغير من إبراهيم البرشوتة، مواد استهلاكية مختلفة وأصل الكلمة هندي وبعد سنة بعت المحل واشتريت محل آخر من عبدالعزيز الكوس وباشرت العمل بالمحل - ابيع واشتري والمغرب تغلق المحل ومعي عبدالعزيز ونذهب إلى مسجد النبهان لأداء فريضة الصلاة ومسجد الصيد الرزاق ـ ونأخذ ماء من سبيل بن دعيج واستمررت حتى عام 1958 ـ وعينت موظفا بالدكان ـ ولكن ما في فايدة وبعته على مواطن اسمه خليفة بسعر اثنا عشر ألف روبية الدكان بما فيه.

العمل في «الشؤون»

بعت الدكان وخرجت من السوق والتحقت بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل موظفا بسيطا براتب شهري، وعينت في كراج النقليات بمنطقة الشرق، وكنت اع مل ملفات الموظفين وعلى السيارات وعيد علينا علي عمر وسالم مندي ومشاري العجيل وكانوا مسؤولين وعلي الخميس ونقلت الى الصندوق مسؤولا بغرفة خاصة وطباع سوري ومسؤولي علي العمر ونقلت الى الوزارة والمسؤول علينا سليمان المنصور وعينت بالصندوق ومعي خالد وبدر وسليمان المنصور واسجل البنوك التي نتعامل معها والاموال التي اتسلمها ورواتب الموظفين، وبعد ذلك انتقلنا من شارع فهد السالم الى المبنى الرئيسي بالمرقاب مقابل المتحف العلمي، وقسم المحاسبة نقل الى بناية وصرت مسؤول الصندوق واذهب الى البنك لتسلم رواتب الموظفين ومعي مجموعة من الموظفين، ومنهم محمد النفيسي، يوم توزيع الرواتب سليمان العمر يطبخ لنا الغداء ونتغدى بالوزارة ونوزع الرواتب ونضع الراتب بداخل ظرف (بقشة) وكل موظف له راتبه.

سليمان العمر قدم استقالته وبقي اخوه بدر العمر وامضيت ثلاث سنوات في الصندوق وبعدها وفي عام 1986 حصلت على التقاعد ولم اعمل في اي مكان ولمدة ثلاثين سنة.

وعندما كنت بالشرطة تعلمت قيادة السيارة في الجيب وخاصة اثناء الدورية بالليل، وكنت اسافر لبعض الدول العربية والاجنبية واذهب الى الحداق مع نسيبي لصيد السمك هواية فقط.

ابنتي عواطف وكيلة وزارة مساعدة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وزوجها عبدالحميد خزعل، واولادي وبناتي جميعهم متعلمون، اما عبدالله فلم يكمل تعليمه.

التحقت بالدراسات المسائية حتى حصلت على ثانية المتوسطة، مدرسة الرشيد في الدسمة، اقرأ جريدة «الأنباء» يوميا منذ سنوات واتابع صفحات من الماضي التي تكتبها يا استاذ منصور الهاجري واليوم انا ضيف على جريدة «الأنباء» فشكرا جزيلا لكم وللجميع.

حاليا تركت الحداق ومرتاح في البيت، ومعي زوجتي لعلاج رجليها في احد المستشفيات وفشلت عملية جراحية لها وذهبت الى مستشفى آخر لعلاج رجليها وتكلفت ستة الاف دينار ولم تنجح العملية وذهبت الى مستشفى آخر.

عدد المشـاهدات: 15429


 
حجم الخط
411892-118720.jpg

عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج (هاني عبدالله)
411892-118716.jpg

عبدالرحمن الدعيج يطلع الزميل منصور الهاجري على بعض الصور
411892-118709.jpg

عبدالرحمن الدعيج مع أحد ابنائه
411892-118725.jpg

عبدالرحمن الدعيج بجانب سيارته في الخمسينيات
411892-118713.jpg

عبدالرحمن الدعيج في حفل توديع احد الموظفين في «الاشغال»
411892-118718.jpg

عبدالرحمن الدعيج في رحلة برية مع اصدقائه
411892-118710.jpg

عبدالرحمن الدعيج في مكتبه
411892-118724.jpg

مدخل ديوان الدعيج
411892-118712.jpg

عبدالرحمن الدعيج مع بعض الضيوف في احدى المناسبات
411892-118719.jpg

عبدالرحمن الدعيج ومجموعة من الاصدقاء على حفل غداء في احد الفنادق



    • الوالد أوقف 12 عقاراً لخدمة الناس وهو وقف عبدالعزيز محمد الدعيج للسقاية وتسبيل الماء وصرت مسؤولاً عنه في عام 1960 وطورت العمل
    • اشتريت سيارة وانيت بأربعة عشر ألف روبية عام 1956 وشغلتها مع السائق في الأشغال لمدة سنة بـ 24 ألفاً
    • عندما تقدمت للعمل في دائرة الأشغال قال لي المدير «والدك صاحب ماء السبيل بسوق بن دعيج وتطلب عملاً» ؟
    • ركبت مع 20 رجلاً وامرأة باص «أبوعرام» في سفرة إلى مكة لأداء العمرة فغرزت السيارة وانكسر الجير وبقينا في الصحراء 10 أيام حتى أكلنا «البصيل»
    • والدي اشترى أرضا كبيرة في الشامية وحفر فيها آبار ماء وجعلها سبيلاً للآخرين وثمنت تلك الأرض بداية الخمسينيات بــ 90 ألف روبية
    • لإنشاء ماء السبيل الوالد اشترى «غرشتين»وملأهما بالماء ووضعهما أمام باب البيت ليشرب منهما الناس ثم كبرت الفكرة واشترى «حب» كبيراً من الفخار ومعه «جدح»
    • المغفور له الشيخ جابر الأحمد كان يقول لي: إذا دخلنا السوق مع المرافقين نتعمد دخول سكتكم لكي نشرب من سبيل الدعيج
    • في الأربعينيات أقمت لمدة سنة لدى خالي أمير الأحساء بالسعودية ثم عدنا الكويت وذهبنا لأداء فريضة الحج بمكة المكرمة بالباصات
    • والدي صاحب ومؤسس ماء سبيل الدعيج وسوق الدعيج وبيت العائلة كانت مساحته ألفاً وخمسمائة متر مربع
    • لدى عملي في المصح الصدري بمستشفى الصباح هاجمت مجموعة من الذئاب بعض الحراس فصعدوا فوق العريش ليسقط بهم
  • بيتنا كان يتكون من 26 غرفة وفوق السطح 6 غرف وكان يحيط به السوق الداخلي وساحة الصرافين ومسجد النبهان وماء السبيل وبيت الدهيم وبيت العم محمد العلي الدعيج والربيعان
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج شاهد على عصر جميل وفترة رائعة من تاريخ الكويت، بل هو مشارك وله دور فاعل في مجالات شتى منذ اربعينيات القرن الماضي. يحكي لنا خلال هذا اللقاء عن ذكريات في الكويت وكيف كانت الأمور منذ نشأته. ويتحدث عن سوق الدعيج وكيف أنشأه الوالد وكذلك سبيل بن دعيج كيف بدأ بـ «غرشتين» ثم تطور الأمر ليشتري الوالد «حب» كبيرا من الفخار ومعه «جدح» ويؤكد أنه لدى عائلة بن دعيج 600 سبيل ماء وأن الوالد أوقف 12 عقارا لخدمة الناس، وصار ضيفنا مسؤولا عن هذا الوقف في عام 1960 وقام بتطويره. يحدثنا عن مسيرته في مجال التعليم والعمل وكيف تدرب في دائرة الأشغال على أول جهاز كمبيوتر يدخل إلى الكويت بنظام تخريم البطاقات، وكيف كان حجم الجهاز كبيرا للغاية. يروي لنا قصة عن ضياعة مع 20 شخصا في الصحراء لدى السفر لأداء العمرة وماذا أكلوا عندما نفد الطعام وكيف تم إنقاذهم. كل هذا وغيره من المعلومات الشيقة نتعرف على تفاصيله من خلال السطور التالية.في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا عبدالرحمن عبدالعزيز الدعيج عن أولى خطواته في الحياة وبداياته الأولى، حيث يقول:

ولدت في دولة الكويت في بيت آل دعيج، والدي صاحب ومؤسس ماء سبيل الدعيج وسوق الدعيج، وبيت العائلة مساحته ألف وخمسمائة متر مربع يقع بنفس منطقة سوق الدعيج. نحن اخوة عددنا ثمانية رجال وسبع بنات، حياتنا امتدت حتى عام 1952 في بيت العائلة وبعد أن تقرر هدم البيت وإعادة بنائه وسكنا في المرقاب سكنت في بيت خاص لعائلتي واخواني كل واحد سكن في بيته.

أمضيت حتى عام 1956 وإدارة التثمين في البلدية ثمنت البيوت وأعطونا بيوتا حكومية مؤقتة في الشامية والدسمة وكيفان، وفي 1957/1/1 سكنت الشامية وبعد سنتين وصلني كتاب من البلدية بإخلاء البيوت الحكومية، وغادرت البيت ووجدت قسيمة في الشامية وهي عبارة عن مقر مكاتب الاشغال عندما بنوا وعملوا شوارع الشامية بالماضي كانت أراضي طينية تسلمت القسيمة وبنيت البيت على الطراز العربي الى عام 1965 وهدمت البيت العربي وأعدت البناء كما هو حاليا (فيلا كبيرة)، وأما الاخوان فتوزعوا كل واحد في منطقة.

أعود للحديث عن بيت عائلة الدعيج القديم وفيه ست وعشرون غرفة وفوق السطح ست غرف، وأما الموقع فمن الغرب السوق الداخلي، ساحة الصرافين ومن جهة الجنوب السوق ومسجد النبهان وماء السبيل ومن الخلف بيت الدهيم وبيت العم محمد العلي الدعيج والربيعان وعدة بيوت، وبيتنا استخرجنا منه عشرين دكانا مقابل الشارع على السكة، وعرف بسوقي بن الدعيج وأبوربيعان والدهيم والعم علي الدعيج أيضا فتحوا دكاكين من بيوتهم. وبعد سنوات الوالد اشترى بيت الدهيم وضمه لنا، وعرف واشتهر السوق باسم سوق بن دعيج لوجود ماء السبيل الذي أسسه الوالد.

وقد أخبرني المغفور له الشيخ جابر الأحمد بقوله إذا دخلنا السوق مع المرافقين نتعمد دخول سكتكم لكي نشرب من سبيل الدعيج.

قصة ماء سبيل بن دعيج

يقول الدعيج: قديما إذا رجل غريب يريد يشرب ماء يطرق باب أحد البيوت ويطلب منهم ماء للشرب، أذكر أبومجبل قال مرة انه إذا حضر من البر نوخ الجمال في ساحة الصفاة وذهب الى سبيل ماء الدعيج نشرب ونأخذ معنا القرب ماء السبيل وعندنا بركة ماء داخل البيت تسع خمسين ألف غالون ماء والتي بالساحة تتسع أيضا لخمسين ألفا. البداية الأولى لماء السبيل الوالد رحمه الله شاهد بعض الناس يطرقون باب البيت يطلبون ماء للشرب، وبعد تفكير اشترى غرشتين من الفخار وملأهما بالماء ووضعهما أمام باب البيت صباح كل يوم وبعدما يعود من المدرسة يجد أن الماء قد شرب وزاد العدد وبعد سنوات اشتغل مع عمي علي يبيع المواد الغذائية بالجملة، وكبرت الفكرة واشترى «حِبْ» من الفخار كبير ومعه «جِدَحْ» عبارة عن كأس لشرب الماء ووضعه أمام البيت. وزاد الضغط من الناس فالوالد نقل «حِبْ» الفخار الى الساحة وزاد العدد الى اثنين عام 1960 تسلمت وصية الوالد وأصبحت المسؤول عن ماء السبيل وبنيت حوضا كبيرا مغطى وله حنفيات وماكينة مضخة تسحب الماء من البركة التي بني فوقها الحوض.وكانت قديما الجمال تنقل المياه الى البركة من الشامية والماكينة تنقل وترفع الماء الى الحوض فزاد عدد الناس الذين يشربون الماء من سبيل بن دعيج، وبعض الناس العابرين يحضرون بالليل ويرتوون من ماء السبيل فزاد عبور الناس على سكة بن دعيج ،لهذا السبب ازدهر سوق بن دعيج بسبب تواجد الناس على بركة ماء السبيل والسوق اتسع وكبر وزاد عدد الدكاكين والمهارة اليمنيين كانوا يجلسون على الأرض ويبيعون البضائع.

الدراسة والتعليم

عن مشواره في طريق الدراسة والتعليم يقول الدعيج: لا يخفى على أحد ان سوق بن دعيج فيه مدرسة ملا زكريا الأنصاري وبالقرب من السوق تقع المدرسة المباركية إلا أن الوالد (رحمه الله) سجلني في مدرسة ملا مرشد - رحمه الله - والدوام على فترتين صباحية ومسائية يعني انني اذهب الى المدرسة 4 مرات مشيا مخترقا ساحة الصفاة، المدرسة موقعها برج التحرير حاليا قرب مسجد الشايع جزاهم الله خيرا. واذكر من الطلبة الذين تعلموا في نفس المدرسة أحمد صالح الشايع والشيخ مبارك عبدالله الأحمد، وأولاد السمحان محمد وعبدالله رحمهما الله ومجموعة كبيرة من الطلبة وكانت فترة الدراسة لمدة سنتين ولا يوجد من أبناء الدعيج من درس معي عند ملا مرشد، تعلمت الحساب والعربي وحساب الغوص وعبدالرحمن الرويح علمنا اللغة الانجليزية ومدرسة ملا مرشد أول مدرسة أهلية تعلم اللغة الانجليزية في الكويت في ذلك الزمن، ومن ترك الدراسة التحق بالعمل الحكومي وبعد سنتين تركت الدراسة وسافرت.

السفر الى السعودية

بعد ذلك يتطرق ضيفنا الى الحديث عن سفره الى المملكة العربية السعودية فيقول: سافرت الى المملكة العربية السعودية منطقة الإحساء وأميرها علي عبدالعالي وهو خالي عينه المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود، أمضيت سنة واحدة عنده والتحقت سنة واحدة في إحدى المدارس، وبعد سنة الوالده وخالتي حضرتا الى الإحساء وعائلة الأمير سعود بن جلوي أقاموا لهن حفل غداء وصادف وجود والدة الأمير خالد الفيصل اسمها هيا التركي وخالها سعود بن جلوي وتعرفت على والدتي وخالتي ودعتهن لأداء فريضة الحج فرجعنا الى الكويت في الأربعينيات وسافرت من الكويت الى مكة المكرمة في الباصات وأدينا فريضة الحج وسكنا في بيت المرحوم الملك فيصل وفي البيت الأمير خالد الفيصل وسعد الفيصل وأمضينا فترة ومنها رجعنا الى الكويت وبعد العودة التحقت في مدرسة المثنى الواقعة في شارع فهد السالمعام 47 - 1948 وكان الناظر عقاب الخطيب ومحمد النشمي وعبداللطيف الفلاح وعبدالحميد الشيخ عطية ومن فريج الدعيج الى المثنى ماشيا، وبعد الثامنة مساء ظلام دامس: فلا يستطيع أحد الخروج وخاصة الشباب.

أكملت عاما دراسيا في المثنى وبدأت العطلة الصيفية.

الدراسة المسائية

التحقت بالتعليم المسائي بعدما سمعت أن خالد المسلم أعلن أن مدارس الدوام الصباحي لا تستوعب الطلبة وتم افتتاح مدارس في المساء فالتحقت بمدرسة بن رشيد بالفيحاء والدوام من الرابعة عصرا حتى الثامنة بالليل، وهو ما يعرف بتعليم الكبار، وأذكر العامر والمنصور وباشرت الدراسة حتى حصلت على شهادة رابعة متوسط.

أيضا حصلت على دبلوم التجارة من لبنان بالانتساب ومن المدرسة الدولية، وبعد حصولي على الدبلوم نقلت لعمل آخر.

وكان وزير الاشغال العامة العم خالد عيسى الصالح.

العمل في «الأشغال»

بعد الدراسة جاء وقت العمل، عن هذه المرحلة من حياته يقول الدعيج:

تقدمت بطلب للعمل في دائرة الاشغال العامة وكان مديرها المرحوم محمد النصف ومقرها سابقا في القبلة مقابل البنك المركزي الحالي بفريج سعود عند البوابة، سألت الحارس عن مكتب المدير فأشار بيده ووجدت الباب مفتوحا ودخلت، وبعد السلام قدمت الكتاب لمدير الاشغال العامة وسألني عن اسمي فأخبرته باسمي فقال «والدك صاحب ماء السبيل بسوق بن دعيج وتطلب عملا» فقلت له: «تأخرنا في السعودية ولم التحق بالدراسة»، فعينني بوظيفة براتب مائة وخمسين روبية. لا تعقيدات في التعيين ولا ممنوع في أن تقابل المدير ولا سكرتير ولا مدير مكتب يمنعك من الدخول.

المهم نادى علي أحد الموظفين وقال علمه المحاسبة وعنده آلة حاسبة تدار باليد والموظف اسمه عبدالرؤوف العلمي، ونادى علي موظف آخر وقال له علمه الرسم الهندسي واسمه حسني حمدان، وتعلمت عند الاثنين وأتقنت العلم والمعرفة.

ومع بداية بناء المصح الصدري في مستشفى الصباح عينت للعمل هناك مساعدا مع المسؤول عن تسجيل العمال، ومن الطرائف التي حصلت أثناء العمل أن مجموعة من الحراس هاجمتهم مجموعة من الذئاب فصعدوا فوق العريش الموجود هناك، ولكن العريش سقط بهم.

كان المسؤول عن بناء المستشفى الصدري المرحوم خليفة البحوه ومعه مهندسون وعمال، وأناشد المسؤولين عدم هدم المستشفى القديم، كان عدد العمال ثلاثة آلاف عامل ولكل واحد بطاقة عمل أقوم بتسجيلهم، وكل أسبوع نرسل الكشوف لدائرة الأشغال لكي يتم صرف رواتبهم وصار راتبي ثلاثمائة روبية، وبعد حصولي على الشهادة المتوسطة نقلت الى قسم الصرف بالوزارة بالمرقاب.

أذكر في ذلك الوقت كان عدد العمال والموظفين بالاشغال يقارب ثمانية وعشرين عاملا وموظفا، وأذكر مديرنا يوسف العبدالرزاق وبالصرف أذكر عبداللطيف الابراهيم وحمد عبدالرحمن الرومي وحمد القعود وناصر الصقعبي وسليمان السابج وعبداللطيف المنيس.وصرت مسؤولا عن تسلم المبالغ من الموظفين بعدما يدفعون رواتب العمال وكانت الرواتب تصرف نقدا وبعد ذلك الصرف النقود توضع في ظروف قديما يقولون «البقشه» وبعد ذلك وفي عام 1963 تدربت على جهاز الكمبيوتر (آي. بي. ام) وحجمه بغرفة مساحتها 4 × 4 أمتار وأكبر جهاز ضخم وتم تدريبي مع بعض الموظفين للعمل على الجهاز بطريقة تخريم البطاقات بالمعلومات والفنيين هم المختصون بالتشغيل وبعد تخريم الأوراق يضعونها بالماكينة والبرنتر يخرج الأسماء بالراتب وهو أول جهاز كمبيوتر يدخل الى الكويت بجمه الكبير وإذا تكرر الاسم مرتين يتوقف عن العمل حتى يتدخل الفني، والفنيين من المصريين، ومجلس التخطيط الجهة التي استوردت الجهاز وكان مستأجرا من الآي بي ام وكان مدير التخطيط أحمد علي الدعيج. تدربت لمدة 3 شهور ولذلك عينت واهتممت بالكمبيوتر وعلمت أولادي وهم صغار.

ترقية ودرجة عالية

عن إحدى الخطوات المهمة في مساره الوظيفي يقول الدعيج: حصلت على ترقية ودرجة عالية في العمل عندما كان خالد العيسى الصالح وزيرا للأشغال، احضر مهندسين لبناء الجسور والمهندسين من الأميركان وهو الذي عمل الصرف الصحي في الكويت، وشارع الخليج العربي الى السالمية واذكر م.حامد شعيب وقال اعطونا الخرائط للبلدية ونحن نعمل، يومئذ كنت اعمل بالطرق والطرق 16 مترا شارع الخليج العربي مشروع الري الزراعي بعد ذلك ألغي.

أمضيت في العمل بوزارة الأشغال العامة حتى عام 1974. وكانت علاقتي مع وزير الأشغال العامة العم خالد عيسى الصالح وكنت مرتبطا به واحصل على خدمات ممتازة مع اثنين من زملائي وهم خالد العسكر ووليم شحيبر، كان بعض الموظفين محتجين على حصولنا على الترقيات، ولا تفريق بين الموظفين، الجميع سواسية أمام القانون والاحترام المتبادل.تأجير الوانيتات

عن مرحلة الأربعينيات والخمسينيات وكيف كانت الأحوال في الكويت بهذه المرحلة يقول الدعيج: كان في سوق بن دعيج مدرسة ملا زكريا الدعيج الأنصاري ومن بعده ابنه محمد فتح له مدرسة باسم مدرسة الفلاح وأواخر الأربعينيات كنت اشتري مجلة المصور أو الاثنين من مكتبة الرويح وآخر العام يصبح عندي 52 عددا من كل مجلة، واجمع أعداد كل مجلة واعملها مجدا كبيرا عن ثورة مصر وأيام الرخص، وكان المدرسون المصريون الذين عملوا في الكويت بالأربعينيات يتسلمون رواتبهم من الحكومة المصرية وكانت أول بعثة مصرية تعليمية عام 1942 ومما اذكر انه كانت عندي سيارة بداية الخمسينيات، وكان المدرس يقول للطالب اقرأ الكتاب بكامله لكي تؤدي الامتحان وتنجح، كان المدرس مجدا ومخلصا في عمله ويؤدي عمله على أكمل وجه، وفي فترة الخمسينيات وكما ذكرت كان عندي سيارة وأثناء ذلك وبالتحديد عام 1956 وزارة الأشغال العامة أعلنت عن حاجتها لتأجير سيارات وانيت.. بعد تفكير عميق قلت لنفسي لماذا لا أجرب نفسي بالعمل بالوانيتات؟ وكنت يومئذ اعمل بوزارة الأشغال وتأجير الوانيت مع السائق بـ 2000 روبية شهريا، متوفر عندي 2000 روبية فذهبت الى ابراهيم الربيعة وعنده سيارات وانيت مستوردها في سنتها ذهبت حيث وجود السيارات وقابلت ابراهيم الربيعة وسألته عن سعر السيارة الوانيت فقال 14 ألف روبية، فقلت له أريد ان ادفع لك 2000 والباقي أقساط فقال لا نبيع بالأقساط ولا نعرفه فخرجت لحظات والتقيت مع أبوسعد القضاع المطيري وهو صديق الوالد فسألني عن سبب وجودي بالمكان فأخبرته بالموضوع، وقال ما أخذت من اخيك صالح فقلت لا وذهبت معه لمحله وفتح التيجوري الخزانة وبداخله عشرات الروبيات وقال اكتب ورقة باتسلمك المبلغ فكتبت وتسلمت من العم ابوسعد القضاع مبلغا وقدره 12 ألف روبية وأخذت المبلغ ودفعت 14 ألف روبية للربيعة ومعي السائق وسجل السيارة باسمي والسائق العامر وبعد 3 أيام اشتغل الوانيت بالأشغال.

أخي صالح عرف بالموضوع فأعطاني المبلغ وقال روح للقضاع واعطه المبلغ، والوانيت اشتغل بالأشغال مع السائق، وبعد سنة صار عندي 24 ألف روبية وبعت الوانيت بـ 12 ألف روبية وذهبت للمرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان وكان عنده أراض واشتريت منه قسيمة وأعطيته 2000 روبية وقال من يريد ان يشتري منك الأرض تعال معه عندي وبالفعل بعت الأرض بمبلغ كبير وذلك عام 1956 وأعطاني مبلغ الربح وأخذ سعر الأرض وباشرت بيع الشراء والبيع في الأراضي وكنت اشتغل بالأشغال واذكر الدلال أبوسليمان السند، وتعاملت مع آخرين وخلال العمل بالعقار لم اذهب الى المحاكم كنت احل الخلاف بنفسي مع الطرف الآخر.

الكويتيون وحسن الخلق

السابقون من الكويتيين نجحوا في حياتهم بحسن الخلق وحسن التعامل مع الآخرين، ومن يعمل الخير لوالديه وهما في قبورهما الله سبحانه وتعالى يساعده.حاليا عند عائلة الدعيج 600 سبيل ماء من برادات وأماكن أخرى للسبيل، ومما اذكر ان يوما من الأيام ان صاحب السمو الأمير أثنى على العمل الخيري الذي أسسه الوالد - رحمه الله.

الوالد - رحمه الله - بعدما قرر زيادة أماكن ماء السبيل قرر ان يوقف 12 عقارا لخدمة الناس وهو وقف عبدالعزيز محمد الدعيج للسقاية وتسبيل الماء وصرت مسؤولا عنه في عام 1960 وطورت العمل واشتريت عمارات ومن ضمن الوقف عمارة فيها المركز المالي مقابل البورصة حاليا، وحاليا نفكر بهدم العمارة وإعادة بنائها كبرج كبير مع الأمانة العامة للأوقاف، المهم تطوير السبيل، صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سألني: هل يوجد شارع أو مدرسة باسم الوالد؟ فقلت له لا، ولم نطلب، فأمر بإطلاق اسم الوالد عبدالعزيز الدعيج على شارع القادسية بجوار الديوانية.

العمل الخيري

الوالد - رحمه الله - اشترى أرضا كبيرة قديما في الشامية، حفر فيها جلبان ماء (آبار)، وكان الجمالة ينقلون الماء من تلك الآبار للسبيل وثمنت تلك الأرض بداية الخمسينيات بـ 90 ألف روبية ثروة كبيرة استفاد منها الوالد وكانت في الأصل عملا خيريا للناس.

نحن مسرورون بالعمل الخيري الذي نقوم به، آل الدعيج عائلة واحدة واعدادهم كبير، فالشباب سجلوا أعدادنا فصرنا 2000 افراد عائلة الدعيج، وتقريبا نحن أنسباء مع أكثر وأكبر العائلات الكويتية وأنسباء مع 4 قبائل، أولادنا أخذوا زوجاتهم منهم حتى الأسرة الكريمة آل الصباح نحن أنسباء معهم أعطيناهم 4 بنات وأخذنا منهم. أبناء أولادنا وبناتنا جميعهم متعلمون وبعضهم حصلوا على الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه بالاضافة الى ان الأسرة مسيطرة على الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة والنصيحة لهم بالتعليم، مثلا من شباب عائلة الدعيج عندنا 11 رجلا يعملون بالنفط، ومما اذكر ان المرحوم الشيخ سالم صباح السالم وزير الدفاع الأسبق قال في الديوانية ان قائد المدفعية والصواريخ يعقوب يوسف الدعيج. وقائد المشاة أحمد صالح الدعيج وقائد الطيران بالوكالة المرحوم عبداللطيف علي الدعيج، فإن الكفاءة هي الأساس وليس الواسطة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ولّى شؤون المسلمين رجلا وفيهم من هو خير منه لا يشتم رائحة الجنة». مثلا مواطن لا يعرف من اللغة الإنجليزية الا اسمها يعين مدير شركة؟ لا هذا خطأ، أقول اننا طورنا السبيل والوقف والتصاميم والمشروع والتصاميم رائعة برادات للنساء وبرادات للرجال، أيضا بنينا مصلى بالطابق الأول للنساء نعمل على تنمية صلاتنا مع أبناء المجتمع الكويتي، لنا معاملات وتواصل مع مجموعة من عائلات المجتمع، والتجار والأفراد، وننبذ الأصوات النشاز، ونتكلم ونمنع المتحدثين نشازا.بيت وكفن

يحكي الدعيج عن بعض اعمال الخير التي قام بها الوالد، ومن هذه المواقف ما قال عنه: حضرت امرأة الى الوالد، رحمه الله، وقالت يابو فلان توفي والدنا ولا يوجد عندنا كفن له فذهب الوالد الى السوق واشترى الكفن وجهز والدهم واشترى بيتا وأسكن فيه رجلا وامرأته لكي يقومان على غسل الاموات مجانا.

مواقف وطرائف

كل إنسان يضع بفكره شيئا واينما يذهب يجعل ربه نصب عينيه واذكر اننا ركبنا سيارة باص «يقال عنه بوعرام»، وكان عددنا عشرين رجلا وامرأة ومعي والدتي وخالتي وابن أخي وتوجهنا الى الاراضي السعودية قاصدين مكة المكرمة لاداء العمرة، وبذلك الوقت السيارات كانت تقطع طريق الدهنة والصحان، ومعروف عن المنطقة ان فيها رمالا كثيفة، اثناء مرورنا غرزت السيارة (الباص) وانكسر الجير ونصبوا خيمتين، واحدة للنساء والثانية للرجال، وكنت اسمع اصوات الذئاب بالليل، مكثنا في البر والطريق مقطوع والأكل والماء بدأ ينفد، وسألني المؤذن: اين ترقد؟ فقلت هنا مع الوالدة وصار يعطيني ماء بالطاسة بالليل وأوزعه على الوالدة وبعض الفتيات، اليوم التاسع صار الأكل على نهايته وقالوا من عنده أكل مثل الدرابيل والكيك يا نساء وزعوه عليكم.

مر علينا اليوم العاشر وفي النهار عبرت التل الصهيد للجهة الثانية ووجدت نبات البصيل نابتا في تلك الارض، ورجعت للأهل وأكلوا منه واليوم الثاني ذهب الرجال والنساء لتلك المنطقة وقلعوا ما بها من بصيل البر، واليوم الحادي عشر حضر عندنا رجل بدوي من اهل البر واحضر معه صميل فيه لبن نوق واحضر جملين ركبهما اثنان من الرجال وذهبوا الى منطقة «جرية» واتصلوا باللاسلكي وبعد فترة حضرت طائرتان تبحثان عن جماعتنا، وكانت الطائرتان تمران من فوقنا وبعد فترة حضرت سيارات وركبنا معهم الى مكة المكرمة وتركنا سيارتنا.



مدينة الأنهار السبعة

كما يحكي الدعيج قصة زيارته للاحساء في المملكة العربية السعودية: اذكر اننا زرنا خالي في الاحساء، وبدعوة من المرحوم علي بن سليمان وكان وزير مالية في المملكة العربية السعودية وكانت العزيمة في احد البساتين ويسمى المرجان وكان محاطا بالشجر، واذكر انني سبحت في نهر الحقل واذكر ان مدينة الاحساء فيها سبعة انهر، البحيرية والحقل وعين نجم وأخرى.وحولتها السعودية لجهة واحدة جمعتها. كنت اسبح وكنا ندور في داخل الماء، وسحبني ماء النهر ومسكتني سيدة كانت موجودة، وشاهدنا ناسا خيرين طيبين على خلق عظيم، واذكر انني التحقت في مدرسة لفترة من الفترات. وابن خالي كان وكيل وزارة المالية في ذلك الوقت وقال ان المملكة رصدت مائة وستين مليون ريال سعودي ايام الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت ولا يسعني في هذا المقام الا التوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين لوقوف المملكة العربية السعودية بجانب الكويت اثناء الغزو الصدامي، والشعب السعودي والحكومة السعودية ورحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود. لا انكر انني عشت سبع سنوات في بيت الملك فيصل بن عبدالعزيز ولم ار اي شيء يغضب الله، سمو الامير خالد من جيلي وبنفس العمر، وايام الغزو سكنا في فندق اليمامة والامير سعد موجود في الرياض والامير خالد اوصى على عائلة الدعيج.

وزرت الامير خالد في منطقة ابها وامضيت ثلاثة ايام عنده وقد قام بمنجزات وتطوير مدينة ابها، واعطى البعض بيوتا.

والحقيقة ايام الاحتلال الصدامي، دول مجلس التعاون وقفت مع الكويت والكويتيين وقفة رجل واحد وبقوة وبشدة بوجه المعتدي المجرم المقبور صدام حسين حتى تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي، المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون ساعدوا الكويتيين واعطوهم رواتب، واي مشكلة تحل بالود والمعرفة، اهل الخليج العربي والسعودية اعطوا الكثير، وسلطان عمان قابوس بن سعيد سمح للكويتيين بأن يأخذوا اي اثاث يعجبهم، سجل يا تاريخ موقف دول مجلس التعاون دول الخليج العربي والسعودية.



تعليم الأولاد

يتحدث ضيفنا عن تعليم أبنائه قائلا: اشرفت على تعليم البنات والابناء حتى حصولهم على الشهادة الجامعية ولا يمكن ان ازوج اي واحدة من بناتي الا بعد حصولها على الشهادة الجامعية وتعمل، جميع الابناء والبنات حصلوا على الشهادة الجامعية اما الاولاد اذا انهي الدراسة الثانوية نزوجه ونرسله الى اميركا يدرس ويتعلم على نفقتنا مع زوجته حتى يتخرج، وبعد التخرج يعملون بالوظائف الحكومية عدا ولدي محمد يشرف على اعمالنا التجارية ويوزع بعض المواد التموينية وبعض الهواتف وعنده سبع وكالات وابن الرئيس بوش زارنا في الكويت وله علاقة تجارية معنا.

اكتب الشعر ولا أحفظه، والدتي كانت تحفظ الاحاديث النبوية وتصحح للبعض حين الخطأ، كتبت مقالات في جريدة القبس واشعارا نشرتها. وللشباب «ما يدوم الا رب العالمين» فانتبهوا لبلدكم، شكرا جزيلا لجريدة «الأنباء»، شكرا جزيلا للاستاذ منصور الهاجري.حياة الوالد

أما والده وعمله في تجارة المواد الغذائية فيقول عنه الدعية: والدي كان يعمل بالتجارة في بيع وشراء المواد الغذائية بالجملة فكان يذهب الى الفرضة ويشتري القمح من السفن التي تأتي من جنوب ايران والعراق ففي يوم من الايام ذهب كعادته الى الفرضة لشراء المواد الغذائية فشاهد احدى السفن محملة بالقمح بكميات كبيرة وكان البائع المرحوم الحاج صالح معرفي، فسأله الوالد بكم سعر «المن» فقال له بروبيتين، والوالد اشترى الكمية كلها بالسعر الذي باعه، وذهب الوالد الى دكانه ليباشر البيع فيه وبعد ذلك بدأت الحرب العالمية الثانية فارتفع سعر «المن» الى ثلاثة روبيات ونصف، فقال الوالد هذا سهم الحاج معرفي الا انه رفض ان يأخذ من الوالد وبعد فترة ارتفع سعر «المن» الى مائة وثمانية وعشرين روبية وقال للوالد لقد بعتك بروبيتين ونصف والله يرزقك ورفض الحاج صالح معرفي ان يأخذ من الوالد سوى السعر الذي اشترى به الوالد.

الدنيا أرزاق لكن الوالد وصالح معرفي اتفقا على ان يذهبا الى احد القضاة وبعد السلام قال القاضي انتم الاثنين على حق، إلا ان الوالد لم يرض واتفقا. الكلمة تعتبر شيكا والكلمة تثبت عند الاثنين ولا يختلف الاثنان، كانوا قديما يقولون من عسرك الى يسرك وخاصة اذا كان بينهما دائن ومديون، حاليا لا اطرق الباب على المستأجر نتركه حتى هو بنفسه يدفع الايجار وعلى راحته ربما يكون معسرا لظرف ما، وتركته 11 شهرا حتى تمكن من توفير الايجار ودفع الايجار بالكامل لمدة احد عشر شهرا لانه حصل على مناقصة وربح بها مبلغا كبيرا، واذكر يوما من الايام انني دخلت على احد التجار، وقال بصوت مرتفع امام الرجال الجالسين يا اخوان ترى الخير الذي انا فيه من والد هذا الرجل وقال حضر عندي والدك يا بوعبدالعزيز وقال اين بضاعتك؟ فقال له التاجر العين بصيرة واليد قصيرة، فوالدك قام وفتح التجوري (الخزنة) وقال للتاجر خذ هذا المبلغ ألف وخمسمائة روبية وقال والدي للتاجر «من عسرك الى يسرك»، قال التاجر امام الحضور سمعت ان عبدالعزيز الدعيج توفي فأخذ نفس المبلغ الذي اعطاني اياه وذهبت الى صالح وقال دينك مشطوب قبل وفاة الوالد.





تكاتف الكويتيين

يقول الدعيج هناك قصص كثيرة عند الكويتيين عن التكاتف والتراحم. يقال ان رجلا يملك مبالغ كبيرة وضعها في اكياس وسمع ليلة من الليالي صوتا في الغرفة فقام من فراشه وذهب حيث الصوت واذا بحرامي يريد ان يسرق احدى الاكياس فمسكه واعطاه مبلغا بدلا من ان يسرق.

كثيرون قدموا اعمالا خيرية كثيرة للضعفاء والفقراء، الخير والنعمة الحالية عند الكويتيين من افعال الكويتيين السابقين.





قصة شنطة النقود

كنت في السوق مع بعض الشباب واحد من المهارة فجأة وقف وجمع بضاعته في «البقشة»، كان بجانبه شنطة اخذها معه، هو يركض ونحن نركض خلفه حتى دخل مبنى الامن العام، وطلب من الشرطي بورويح ان يقابل المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح رئيس الأمن العام، وسمح له بالدخول ونحن واقفون بالخارج، وقال هذه الشنطة نسيها رجل بعدما اشترى مني اغراضا ولا اعرفه، فتحت الشنطة وكانت فيها آلاف الروبيات، المرحوم الشيخ عبدالله المبارك رئيس الأمن العام عمم على الشرطة بالبحث عن صاحب الشنطة الذي كان سبق ان بلغ الشرطة بفقدان شنطته، وتم استدعاء صاحب الشنطة وتسلم شنطته واعطى الرجل المهري خمسة آلاف روبية، الرجل المهري اخذها وترك الكويت وسافر الى بلده.

عدد المشـاهدات: 15283


 
:حجم الخط
408894-114098.JPG

سعد شرار يطلع مجموعة من الأصدقاء على سيارته التي تعمل بالأوامر الصوتية
408894-114090.JPG

سعد حمدان شرار الختلان (انور الكندري)
408894-114093.JPG

إذاعة الكويت السرية
408894-114091.JPG

مؤتمر صحافي لأحد أبطال المقاومة
408894-114092.JPG

جانب من الأدوات التي كانت المقاومة تستخدمها لخداع مخابرات الغزاة
408894-114087.JPG

سعد شرار يطلع الزميل منصور الهاجري على مستنداته وذكرياته
408894-114085.JPG

«الأنباء» كانت أبرز الصحف الصادرة في الخارج أثناء الاحتلال
408894-114083.JPG

المقاومة الكويتية كانت علامة فارقة
408894-114088.JPG

أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد.. والفرحة بتحرير الوطن كانت على كل المستويات
408894-114089.JPG

سعد شرار بطل المقاومة الكويتية الذي «دوخ» مخابرات المقبور صدام
408894-114086.JPG

أولى معارك التحرير البرية كانت في الخفجي يناير 1991
408894-114082.JPG

علامة النصر وعلم الكويت يرفرف خفاقا بعد التحرير
408894-114094.JPG

مواطنون لدى لجوئهم للمملكة العربية السعودية هربا من المعتدين
408894-114096.JPG

التصويت في مجلس الأمن على قرار 678 في نوفمبر 90 الخاص بالحرب
408894-114176.jpg

سعد شرار وابنه ناجي يعتليان دبابة عراقية


  • رجعت إلى الكويت من سجن الرمادي إلى عرعر وركبت الطائرة وشاهدت حرائق آبار النفط
  • الفنانان عبدالحسين عبدالرضا وعبداللطيف الكويتي كانا من جيراننا
  • عملت في «المواصلات» لمدة 30 عاماً حتى تقاعدت عام 1994
  • أتمتع بوجود الحاسة السادسة وتنبأت بوقوع الاحتلال الصدامي قبله بيومين
  • لغمت سيارة بليزر لرجل مسؤول لتفجير اللجنة الأولمبية لكن العراقيين اكتشفوها وقال لي يوسف السعودي «غيّر سكنك وأهرب»
  • صممت لدى وجودي في الجيش سيارة تعمل بالأوامر الصوتية ويعمل مكيفها من حرارة الشمس وبعتها بـ 8 آلاف دينار لضابط أميركي عام 1984
  • العراقيون كانوا يعذبونني يومياً في «المشاتل» حتى عرفوا اسمي الحقيقي واستشهد العبيد والشهاب والسيافي والقطان تحت التعذيب
  • المعتدون الصداميون قبضوا علي في أحد بيوت الروضة بعد اللجوء للخديعة والمؤامرة ووضعوا الكلبشات بيدي ثم عذبوني
  • بعد التحقيق معي وتعذيبي من قبل العراقيين نقلوني إلى سجن أبو غريب في بغداد وكان اللواء محمود الدوسري في الغرفة المقابلة لي
  • بعد التقاعد عملت في مجال تصنيع البيوت الجاهزة وانتقلت بالعمل إلى الخفجي في السعودية هرباً من المخالفات
  • بعد تحرير الكويت خرجت من السجن وكان عندي راديو صنعته بالتجميع وسمع المسجونون نداء التحرير
  • أدركت جدي كبير السن وعنده حضور في الدوحة في منطقة البريج وعنده أغنام كثيرة وفيه منطقة إذا ارتفع ماء البحر (المد) يصير جزيرة صغيرة
  • ولدت في حي الصوابر وتقريباً العوازم غالبيتهم مولودون في تلك المنطقة وكان بها عائلتان ومقبرتان
  • لعبت الألعاب الشعبية مثل الدرباحة والبلبول والدوامة وكوينة وچقة وحوشي والتيلة وحي الميد وعظيم ساري على نور القمر
  • أول عمل لي بعد التخرج كان فني تمديدات مع مدير فلسطيني فصلني بسبب الغياب
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا اليوم صاحب ملحمة بطولية، إنه سعد حمدان شرار الختلان، شاب كويتي كان مجندا في الجيش الكويتي عندما غزا الجيش العراقي الصدامي الكويت بقيادة المقبور صدام حسين يوم 2/ 8/ 1990.

يوم الغزو كان في بيته بإجازة ارتدى ملابسه العسكرية وذهب الى وحدته للمشاركة بالدفاع عن وطنه، ولكنه عاد الى بيت عائلته بعد يومين من الغزو، ليلحق بالمقاومة الكويتية التي تكونت من مجموعة من الشباب الكويتي من عسكريين ومدنيين، وفي هذا اللقاء يذكر زملاءه العسكريين الذين شاركهم وكان عليه العبء الأكبر. أبلغ زملاءه بأنه سيجهز سيارة مفخخة ثم جهز الثانية ووضع القنابل بداخل كل واحدة، وضع الأولى بين باصات العراقيين (دوار العظام) والثانية قرب سينما الصليبيخات، والثالثة قرب فندق الهيلتون، ومات الكثير من الغزاة، فماذا كانت أهمية ذلك؟ سعد الختلان البطل الكويتي وصانع المخخات تم إلقاء القبض عليه في بيت بالروضة.. كيف قبض عليه؟ قابله المجرم سبعاوي ابراهيم في المشاتل داخل الكويت مرتين، هدده بالإعدام، وأخبره باسمه الحقيقي سعد حمدان الختلان، نقل الى سجن أبوغريب، وماذا حصل هناك.. وعذب كثيرا بالضرب والحرق والتعذيب النفسي. 36 عسكريا عراقيا برتب كبيرة قتلوا بواسطة مفخخة صنعها سعد الختلان. قصص كثيرة وعميقة في محتواها. المزيد من التفاصيل في السطور التالية:

في مستهل استذكاره لصفحات كتاب حياته لاسيما المواقف البطولية التي حدثت أثناء مقاومة الاحتلال الصدامي يتحدث سعد حمدان شرار الختلان عن بداياته ومولده قائلا: ولدت في حي الصوابر وتقريبا العوازم غالبيتهم مولودون في تلك المنطقة، ويوجد بالمنطقة مقبرتين وبيت عائلتين بين المقبرتين ومن جيراننا عائلة الفيلي واليوسفي والعطار وعائلة الأسود والبغلي ولهم ديوان كبير يجلسون فيه عمال يخيطون البشوت وكذلك عائلة العطار، ومن العوازم العويضي والصابري وعمامي منهم عمي محمد سالم الشرار وبيت جدي محمد حاليا عمارة السيارات، واذكر ان عبدالحسين عبدالرضا بيتهم في نفس المنطقة جيراننا، وبيت الفنان عبداللطيف الكويتي ، ومرت السنون وبدأ النسيان، لكن عبدالحسين عبدالرضا أكبر مني بسنوات وكنا نلعب الألعاب الشعبية، لعبت الدرباحة والبلبول والدوامة وكويته وچقة وحوشي والتيله وحي الميد وعظيم ساري على نور القمر - الجو حار والبيت فيه عريش والوالد عنده أغنام، في الصباح تخرج الأغنام مع الشاوي وتعود عند المساء ،وإذا الباب مغلق الأغنام تدفع الباب، الوالد عنده محكر لتربية الحمام ويذهب الى الزبير. أدركت جدي كبير السن وعنده حضور في الدوحة في منطقة البريج وعنده أغنام كثيرة، وفي منطقة إذا ارتفع ماء البحر (المد) تصير جزيرة صغيرة، ولا أزال اذهب الى البريج واصطاد سمك السبيطي كل خميس - وعندي يخت كبير ومجهز بكل شيء، واديره مع أولادي وولدي نادر هو ميكانيكي ونادر متخصص في الالكترونيات نذهب الى البريج في منطقة الدوحة، وفي يوم الخميس والجمعة، اركب اليخت مع الأولاد ونذهب والمياه مرتفعة، والبريج منطقة قديمة منذ أيام جدي.

السكن في السالمية

ثم يتحدث الختلان عن سكنه في السالمية كيف حدث وكيف سارت الأمور حيث يقول: بعدما تم تثمين بيت الوالد في الصوابر الوالد - رحمه الله - اشترى بيتا في السالمية القديمة حاليا قرب المقبرة مجمع شرار - والسالمية جميلة وحلوة - وفيها بعض المزارع - الوالد عنده حضور، وهذه قصة عن صيد الأسماك: الوالد قال اخذ جميع الأسماك من الحظرة تقل الأسماك ووضعه في السيلة المصنوعة من خوص النخيل ووضع على ظهر الحمار جلتين والثالثة وضعها على ظهره تحرك الحمار وعلى ظهره السمك الا أن احدى رجليه الامامية نزلت بين الصخور فسقط الحمار على الارض، الوالد حاول أن يحمله، الوالد نزل السمك الذي على ظهره وخفف من الحمولة التي على الحمار ودفع الحمار وفك رجله من بين الصخور، وأعاد الحمولة على ظهره وسار الحمار من الدوحة الى سوق السمك في مدينة الكويت من الدوحة الى جزيرة الغربة الدوحة فيها صيهد بالقرب من البريج (الصيهد مكان مرتفع).

الدراسة والتعليم

وعن مساره بالدراسة يقول الختلان: عندما كنا نسكن منطقة الصوابر في الكويت التحقت في مدرسة النجاح وكنت أذهب لها اربع مرات في اليوم ذهابا وايابا وبين البيوت سكة واحدة والوالد كان عنده دراجة فيها سلة كبيرة وينقلني بواسطة الدراجة، وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة كاظمة من الصوابر وادخل شارع بين مقبرتين حاليا موجودتين الى ان اصل الى المدرسة، والمدرسة لونها أحمر متميزة بين المباني، والناظر كان شديد ويضرب الطلبة بالعصا، ومن الطلبة الذين يدرسون معنا القطان ابوجسوم . ثلاث سنوات امضيتها في كاظمة وبعدما انتقل الوالد الى السالمية التحقت في مدرسة الرازي وكانت قريبة من البيت وذلك بعد ان سكن الوالد في السالمية والوالد اكتفى بالحضور بالبريج والسالمية للسكن فقط، باشرت الدراسة في الرازي ومع الاصدقاء وفيها مطعم صغير وخصص باص لنقل الطلبة، وخبز توست مع شوربة العدس صباح كل يوم وتفاح والمدرسة مكان جميل للدراسة وامضيت فيها حتى النجاح وانتقلت الى السالمية، المتوسطة (حاليا ادارة للداخلية) وفي تلك المدرسة مجموعة كبيرة من أبناء عمومتي والجماعة وكنا نتشاجر مع بعضنا البعض، وشاركنا في الألعاب الرياضية وخاصة الجري والهرولة في ملاعب المدرسة، وحياتي دائما الجري لا اعرف المشي ولعبت وشاركت في فريق السباحة وألعاب القوى ولمسافات بعيدة ولعبت الجمباز الألعاب الارضية ولعبت كرة القدم وكنت سريعا فيها ولم اشارك في فريق المدرسة، اما السباحة فالتحقت مع فريق نادي القادسية للسباحة وترتيبي دائما بين الثاني والثالث واحيانا الاول، وكنت سباحا أؤدي الفراشة والصدر وأغوص بنفس طويل.

حصلت على بطولات وكنت اتدرب في حمام السباحة في مدرسة صلاح الدين وأيام الصيف يوميا والايام العادية اذهب الى نادي القادسية والمدرب مصري ومدرب كويتي وكان يعمل بالثروة الزراعية في ذلك الوقت، وحصلت على بطولات واوسمة وميداليات وفي ذلك الوقت كنت ضعيفا جدا ووزني خفيف، احتفظ الجوائز دروع وميداليات. وفي دوام المدرسة اتفرغ للدراسة فقط واذكر ناظر المدرسة مصري واذكر الاستاذ فؤاد شاكر بيتهم بالرميثية وكان يدرس اللغة العربية والتربية الاسلامية وكنت صديقا لأحد اخوانه ولا ازال اذكر زملاء الدراسة وحاليا نجتمع في احد الديوانيات ومنهم العميد صالح اسحاق، أكملت الدراسة في المرحلة المتوسطة، وكان عندي سيارة فولكس والتحقت بمركز التدريب الصناعي ومقره بشارع الكندا دراي بجانب المسجد الموجود حاليا، ولمدة سنة ونصف وحصلت على شهادة وذهبت الى وزارة المواصلات.

أول عمل

ثم يعرج الى الحديث عن اول عمل له بعد التخرج فيقول: التحقت بوزارة المواصلات وكان مدير الشؤون الادارية اسمه اسعد بيروتي فلسطيني والبداية كان لا يريد ان يعمل معه اي كويتي فني وقال ان الكويتي لا يعرف التمديدات مع ان دراستنا فني تمديدات وكنت من الممتازين في عملي وكذلك كنت فني ميكانيك فك ومخرطة المكائن وتجميعها، اسعد البيروتي عيني في قسم الحركة والميكانيك وكان في السرداب وكان عددنا 15 كويتيا فنيا، استلمنا مهندس فلسطيني وكان هو المشرف علينا وفي يوم من الايام كلفنا باستبدال اللمبات في ادوار الوزارة بعض الأخوة رفضوا العمل ولكن استمررت بالعمل، احب العمل وكان بعض المسؤولين يشاهدون عملي ومما اذكر انني تعرفت على رجل كويتي كان عمله بالوزارة مسؤول عن الامن وزرته بالديوانية عندما عرف بأني عملت سيارة تسير بالريموت كنترول، وشاهدها رواد ديوانيته ، ابوبدر الكل بالكل في الوزارة شعرت مع زملائي بأن اسعد البيروتي بدأ يحاربنا في عملنا لدرجة انه عمل شيء فيني غبت عن العمل مدة أسبوع واحضرت له شهادة طبية - فقال غياب، وثانيا سافرت مع جدتي للعلاج في إيران وتأخر العلاج فتأخرت معها عن العمل، انتهت الإجازة واحضرت ورقة طبية من الطبيب المعالج، ولكن لم يعترف بها ونزل الغياب، وكتب أسعد البيروتي يفصلني من العمل لغيابي ولم يعترف بالشهادة الطبية، ذهبت للبيروتي وقلت له اذا انقطع راتبي سآخذ سيارتك الحمراء وأبيعها وآخذ راتبي من سعرها. بعد الكلام تبعني سكرتيره وقال ما الذي حصل؟ فقلت له فصلني من العمل ولم يعترف بالشهادة الطبية، واخذني السكرتير الى اسعد البيروتي وقلت له عندي عذر طبي، السكرتير قال الحل عندي واعطاني ورقة طبية خاصة بالوزارة وقال لي اذهب الى مستوصف المرقاب وادخل على «الدكتور فلان» وقل له ان يتصل علي وبالفعل عملت ما أمر وقدمت له الورقة الطبية وقدمتها لسكرتير البيروتي وعدت للعمل مرة ثانية في نفس المكان الذي اعمل فيه، وكنت اصلح المكائن الكبيرة واقوم على تصليحها، وأمضيت سنوات في عملي بنفس الوزارة ولمدة 30 عاما، وفي 1994 تقاعدت عن العمل وبعت جزءا من الراتب واستخرجت اجازة بيوت جاهزة ولكن كان الترخيص باسم «جبس ألياف زجاجية» صناعية محلية.

مصنع بيوت جاهزة

يتطرق سعد شرار لنشاطه بعد التقاعد من العمل في «المواصلات» قائلا: بعد التقاعد عام 1994 استخرجت اجازة صناعية للبيوت الجاهزة واستأجرت قسيمة في منطقة أمغرة من إحدى الشركات المتر بربع دينار والشركة تأخذ من الدولة بأقل سعر، وأما الكهرباء فقط وفرتها بشراء مكائن كهربائية خاصة بالمصنع ووفرتها لمصنعي ولا مشاكل عندي، والشركة مؤجرة على الغير أيضا بعض الأراضي ولا توجد عندي مشاكل، والإزالة عملت على إزالة بعض المنشآت ولم تتعرض للمصنع وهو مستمر بالعمل حتى يومنا هذا. حاليا انتقلت الى مدينة الخفجي في المملكة العربية السعودية لصناعة البيوت الجاهزة وباشرت العمل وتم توفير كل شيء احتاجه للمصنع بدلا من المشاكل التي أواجهها من الشركة المستأجر منها في أمغرة وكل وقتي ضائع في المحاكم من القضايا التي يرفعونها ضدي.

استطيع ان اصنع سيارة لمعاق يستطيع ان يقودها بنفسه أفاجأ يقضية مرفوعة ضدي من الشركة والقضية «مخالف شروط العقد» وانا غير مخالف وما هي المخالفة؟ انت فاتح محل للبنشر وهذا غير صحيح، والخبير يحصر ولا يجد البنشر، والقضية تأخذ 3 شهور، وبعد أيام الشركة ترسل موظفين من الهيئة لمخالفتي ولكنهم لا يجدون مخالفات، في أحد الأيام كانت التهمة الموجهة لي من الشركة المستأجر منها «أمن وسلامة» ولكن كل شيء متوافر عندي و3 مخالفات استأنفت فيها الحكم ودفعت 500 دينار. لهذه الأسباب انتقلت للعمل وصناعة البيوت في مدينة الخفجي وتمت الموافقة من جميع الجهات والترخيص «صناعة بيوت جاهزة» واعطوني قسيمة صناعية بإيجار رمزي من الدولة وكيبل كهربائي وماء بدون عداد، هنا في دولتي لم احصل على هذه الامتيازات، وجميع المؤسسات والوزارات يشترون مني وبلدية الخفجي يشترون مني، هنا في الكويت البلدية تخالفني مخالفات جائزة ونقلوا سياراتي والتريلات ويوما من الأيام حضر عندي شاب معاق وأعطاني سيارته لكي أطورها لكي تناسب إعاقته، البلدية نقلوها من أمام القسيمة - والى الآن السيارة محجوزة، وقلت للمعاق روح أخرج سيارتك، للأسف ان الذي يلصق الاستيكر بنغالي.

الاحتلال الصدامي

ثم يقلب ضيفنا الصفحة ليتحدث عن حدث جلل سيبقى ماثلا أمام ذاكرة الكويتيين أبدا، ألا وهو الاحتلال الصدامي للكويت، حيث يقول:

في الفترة التي حدث بها الاحتلال الصدامي الغاشم على دولة الكويت يوم الخميس 1990/8/2 كنت مجندا عسكريا في الجيش الكويتي وكنت في الدفعة الثانية وكان الضابط علينا يعقوب ومن المجندين كان هناك عدد كبير، وكنا نتدرب في الجيوان ويوميا أثناء التدريب آخذ معي تفاحة أقضمها بعيد التدريب الصباحي واذا كان المدرس بوجهه لجهة ثانية أكلت من التفاحة، وبعد التدريب تم التوزيع الى كتيبة تسعة وأربعين (كتيبة الطيران) عند العميد صالح اسحاق، ومما أذكر أنه خالفني بسبب دخولي بسيارة المرحوم الشيخ سالم الصباح وزير الدفاع الاسبق والسبب انني كنت متراهنا على أني أستطيع أن أعمل سيارة تسير بدون سائق بل بالريموت كنترول، والسيارة للدفاع والدفتر مسجل باسم الوزارة ودخلت بالسيارة عند الباب أوقفني حارس في البداية منعني لأني مجندا فقلت له هذه سيارة وزارة هذه سيارة الشيخ سالم الصباح.

أوقفت السيارة عند الطيران فناداني العميد اسحاق وخالفني على دخولي بالسيارة وقلت لهم ان هذه السيارة حولتها لأن تسير بالريموت كنترول، وحولوني الى سي.ام.سي مكان تصليح المكائن وأذكر أول ماكينة بدأت بتصليحها ماكينة من معسكر خارجي وداخلها تراب وتوقفت عن العمل وباشرت بتصليحها وصارت شغالة وأعيدت الى المعسكر التي أحضرت منه، وأحيانا لعدم توفير قطع الغيار نتأخر بالتصليح، وهكذا ماكينة بعد ماكينة واشتغل معي جاسم اللنقاوي وخالد المديرس وأحمد برويز وهو هندي ومجموعة أخرى من العاملين.

أثناء عملي بالجيش عسكريا مجندا باشرت العمل في سيارة تراتر حمراء اللون تسير وتعمل بالكلام، مثلا افتحي الانوار تفتح، اذا وصلت عندها تشتغل، اذا ابتعدت عنها تتوقف الماكينة، اذا قلت افتحي الدبة تفتح استخدمت الخلية الصوتية ورمز معين أحرف (اس.في.بي) من حرارة الشمس تشتغل ويعمل المكيف واذا أي انسان مسك بيده مسكة الباب جرس البيت يرن ويشتغل أخذتها الى سلاح الطيران.

ومن حرارة الشمس يشتغل المكيف وأحضرتها الى سلاح الطيران والاصدقاء اخبروا الضابط صالح الصالح وصالح اسحاق وكانوا في الصوابر ومعهم ضابط أميركي وأعجب بها وشاهد السيارة وهي تشتغل بالصوت وعلى صوت أي واحد لا تشتغل، الاميركي قال بكم تبيعها، فقلت بثمانية آلاف دينار وأعطاني شيكا وكان ذلك عام 1984، وصنعت سيارتين سيارة بدون سائق وسيارة بالكلام، هذا عندما كنت أعمل بالجيش الكويتي.

الحاسة السادسة

عندي حاسة سادسة حيث كان يجلس معي ولد عمي في الدوحة بمنطقة البريج وكنا نتريق، وشاهدت غيمة سوداء تظلل سماء الكويت في 1990/7/28 فقلت لولد عمي حسين سحيم بعد يومين سوف يهاجمنا الجيش العراقي، وصار الغزو يوم الخميس 1990/8/2، بالنسبة للدوام يوم الخميس عندي راحة وكنت في البيت وخاصة الميكانيكية، سمعت من اخواني بالاحتلال الصدامي، وكنت أعتقد انهم على الحدود، ذهبت بسيارتي الى البلاجات في السالمية وشاهدت الدبابات العراقية وتحدثت مع ملازم أول عراقي وسألته ما هذه الدبابات فقال عندكم مشاكل حضرنا لحلها، فقلت له ما عندنا مشاكل، فقال هذا درع الجزيرة، فقلت له ما عندنا درع الجزيرة، فقال ما رأيك أن تنزل فتحركت بالسيارة ورجعت الى البيت وقلت لهم شفت شيئا ما يوصف، الاهل قالوا نريد الخروج وأنا أسمع ليوسف مصطفى ينادي من إذاعة الكويت ويحث المواطنين على التماسك والاذاعة تلعلع.

بعد خروجه من الكويت سكن في فندق البطحا، بالنسبة لي لم أخرج من الكويت.

الاعتقال من قبل الجيش الصدامي

ثم يتحدث عما حدث من ظلم وقمع واعتقالات طالته هو شخصيا فيقول: تم القاء القبض عليّ من قبل الجيش الصدامي وذلك بعدما صنعت سيارات مفخخة وفجرتها بالجنود العراقيين وتم تعذيبي والضرب الشديد وأخذوني الى بغداد وقابلني المجرم سبعاوي ابراهيم وحكم علي بالاعدام والحديث طويل من اجل الكويت، بدأت بتلغيم السيارات وتفجيرها بالجيش الصدامي طبعا معي مجموعة من الضباط الذين يوصلون السيارات الى مكان تفجيرها واشاركهم وعدد الذين يعملون معي مائة وخمسين رجلا كنت جالسا في احدى الديوانيات في سلوى، وقال صديقي استطيع ان اوصلك الى المجموعة وصلنا الى اللواء يوسف السعودي وكان في بيان وهو رجل ذكي ويعرف التصرف وقلت له كل شيء وانا رجل عسكري ووجدت عنده محمد عقيل المسلم وآخرين وبعد ذلك ذهبنا الى القرين واخذنا بيتا وكل يوم صباحا نلتقي في البيت وبعض المواطنين يعطوننا سيارات ونفخخها والمواد المتفجرة احضروها لي والريموت كنترول احضرته بعدد اكثر من مائة ومعي حسام السيافي وجمال القطان اخذنا الريموت كنترول من مخزن في النادي العلمي وهو لطائرات صغيرة احضرت بطارية وصاعقا وباشرت تعليم بعض الشباب التمديد ومعنا عبدالله الصايغ وطارق العبيدلي وشاهدوا التمديد، علمتهم كيفية التمديد البطارية بالخلف واجريت تجربة بالبطارية مع الصاعق وانفجر وهرب الشباب وكان ذلك تدريبا وكان ذلك بالشهر التاسع واحضروا سيارتين ولغمتهما امامهم واللواء يوسف السعودي هو المنفذ وموزع السيارات واذكر لغمت سيارة لرجل مسؤول سيارة بليزر لتفجير اللجنة الاولمبية ولكن تم اكتشافها من قبل الجيش العراقي، ولكن يوسف السعودي بلغني وقال غيّر سكنك واهرب وبعد ايام صادفت رجلا مواطنا وقال لماذا تفجر في حولي وفيها مواطنون ساكنون وبعد ذلك التحق معي افراد من الكتيبة التاسعة والاربعين التي يرأسها العميد صالح اسحاق ومعه فيصل ثويني وعيد العيد وآخر اسمه خالد العيد رحمه الله وكان شرطيا في مخفر خيطان وتوفي بالمشاتل من التعذيب.

تفجير فندق الهيلتون

كنت قد جهزت سيارة للتفجير لغمت السيارة بتبرع من ابوماجد ابوجروة وعرفني عليه اللواء يوسف السعودي وأخذت منه السيارة، والبداية استعملتها لمدة اسبوع وبعد فترة باشرت في تلغيمها وتمديدها مائة بالمائة.

واذكر المرحوم شهاب الشهاب والمقدم حسين العبيدي وحسام السيافي وآخرين، المهم لغمت السيارة حضر عندنا مواطن كويتي من سكان الدسمة نسيت اسمه، وقال اريد سيارة ملغومة لفندق الهيلتون وتردد ان العراقيين كانوا يريدون رفع العلم بدوار العظام وفي فندق الهيلتون وقال انا مستعد لان اضع سيارة في الفندق وتحت الفندق وقال ان اجتماعا لضباط الجيش العراقي سيعقد ومجموعة كبيرة من المتخصصين قال الرجل الكويتي انه متزوج اخت العراقي مدير الفنادق في الكويت وهو الذي اخبره عن الاجتماع والعراقي اسمه حاتم. المواطن الكويتي انتهينا معه على ان نعطيه سيارة، المهم تسلم السيارة المفخخة مني المواطن الكويتي والعراقي حاتم وذهبا الى فندق الهيلتون وعلمته تركيب الاسلاك والتايمر ولمدة نصف ساعة ووضع السيارة تحت الفندق وكان يوجد ستة خبراء حرب وستة وثلاثين ضابطا عراقيا من جميع الرتب كان المجرم صدام حسين معتنيا بهم ويعتبرهم من اهم ضباط الجيش العراقي.

وبداية الاجتماع انفجرت السيارة ومات جميع الضباط العراقيين وستة خبراء بسبب السيارة التي فخختها ووضعت فيها القنابل وقالوا ان المجرم علي حسن المجيد كان بداخل الفندق وقت الانفجار وأكد لي هذا الخبر ابوراشد من عائلة العثمان.

الاعتقال والتعذيب

بعد تفجير سيارة الهيلتون القي القبض علي من قبل الجيش العراقي بتاريخ 2/1/1991 قبل الضربة الجوية وكنت متواعدا مع واحد، وقال ان احد الشخصيات موجود داخل بيت في الروضة وذهبت الى البيت على ان الشخصية الكويتية موجود بالداخل وقبلي دخل الرجل كان مصاحبا لي، وفي الداخل وإذا بجنود وضباط عراقيين وألقوا القبض علي ووضعوا الكلبشات بيدي وسألوني عن اسمي فقلت اسمي سرحان ذيب العنزي فقال اسمك سعد شرار أبوناجي فقلت لا أعرفه وأعطيتهم الهوية ضربوني تعذيب والبيت أهله موجودون فيه نقلوني بالسيارة الى المشاتل بمنطقة الرابية وهناك لعبوا بأعصابي وعذبت يوميا ضرب الى ان اكتشفوا اسمي وتوفي خالد العيد وشهاب الشهاب عذبوا حتى ماتوا وجمال السيافي وجمال القطان ايضا ماتوا (هؤلاء شهداء الكويت للدفاع عن وطنهم) ركبوني بالباص الى بغداد سجن أبوغريب ومعي مجموعة كبيرة من الكويتيين مائة وأربعين مواطنا كويتيا وضعت لوحة كبيرة على سجن أبوغريب مكتوب عليها «أحكام خصوصية» وكان معي محمد عقيل المسلم وأخوه واثنان من أولاده فاضل ومسلم وأحمد السيافي وفاضل ولده وخليل مهاويش ضابط وعبدالله المصري ومجموعة كبيرة.

المقبور سبعاوي إبراهيم

بعد القبض علي وعندما كنت بالمشاتل في الكويت حضر عندي المجرم سبعاوي ابراهيم وسأل أين سعد شرار؟ فأشاروا علي وضربني (بوكس) على بطني وسقطت على الارض، وقال لجنوده اعطوني كلاشنكوف، أريد أن أحرقه فقال له الجنود هذا رجل مهم لا تقتلته نريده لا تقتله ولم نكمل التحقيق معه.

أيضا مع سبعاوي ابراهيم زيارته الثاني واستدعاني وكنت في المشاتل، وطلبني للتحقيق وسألني ما اسمك فقلت سرحان ذيب العنزي فقال لا قل اسمك الصحيح، أعطاني اغراض السيارة البليزر التي أمسكوها قبل الانفجار وقال هذه اغراض السيارة أنت وضعتها ما اسمك لا تكذب وإلا الاعدام، فقلت له هذا عملي واسمي سعد شرار بعد الاعتراف نقلوني الى سجن أبوغريب في أول غرفة بنفسي بجوار مكتب العسكريين الغرفة الثانية محمد المسلم وأولاده وبعد ذلك تم توزيع الاخوان، أما الغرفة التي تقابلني اللواء محمود الدوسري وطارق العبيدلي عسكري ومحمد الفجي.

كنت أعرف الغارات على بغداد أعرف من صوت الحيوانات وأنبه الزملاء بالسجن بالحماية ونحن داخل سجن أبوغريب، وكان محاطا بالمضادات ضد الطيران، وبعد تحرير دولة الكويت من الاحتلال الصدامي خرجت من السجن، لكن كان عندي رادو صنعته بالتجميع وسمع المسجونون نداء التحرير رجعت الى الكويت من سجن الرمادي الى عرعر وركبت الطائرة ورجعت الى الكويت وشاهدت حرائق آبار النفط وبداية نزولي امسكني المرحوم الشيخ سالم صباح السالم من يدي وهو ينادي أين الألوية وحضر اللواء أحمد مطيران خذ هذا الرجل بسيارتك الخاصة وأوصله الى بيته حالا وصلت الى البيت وزوجتي مريضة وسألتها عن الاولاد فقالت في صالة شيخان الفارسي وذهبت الى هناك ووجدت أولادي وأخذتهم الى البيت.

عدد المشـاهدات: 16976


 
عودة
أعلى