الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

الفرج: عملت مدرساً في «المساء» وأكملت دراستي بالمعهد التجاري في الفترة الصباحية.. ومثلتُ نادي الكويت في تنس الطاولة وحصلتُ على جوائز كثيرة
السبت 2014/10/25
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4311
A+

A-




شهادة حصوله على دبلوم العلوم التجارية
شهادة تقدير لمشاركة الفرج في المؤتمر التربوي الثلاثين
محمود الفرج في احدى المناسبات بحضورالشيخ احمد الفهد
محمود الفرج متحدثا للزميل منصور الهاجري احمد علي
محمود الفرج
شكر من جمعية المعلمين
فريق الشعلة عام 1968من اليمين وقوفا محمود الفرج وبدر الجيران وعلي محمد المهنا والجلوس علي حسين المهنا وعبدالله البلوشي واحمد الفرج
شهادة تخرج الفرج من معهد التربية للمعلمين


  • نقلت للعمل في التعليم الخاص بمساعدة نورية الصبيح
  • عملت بإدارة التنسيق رئيس قسم في دوامين من دون مقابل
  • وزير التربية الأسبق أحمد الربعي أنصفني وعينت مراقباً في منطقة حولي التعليمية
  • الموظف قديماً كان أكفأ لأداء عمله كما يجب
  • لي مساهمات أدبية كثيرة في مجلة «المعلم»
  • أحفظ قصائد وأشعاراً كثيرة لمجموعة من الشعراء
  • تمنيت أن أكون لاعب كرة قدم ولكن لم أستطع تحقيق أمنيتي
  • شاركت في الأنشطة الموسيقية والرياضية والثقافية ومثلت نادي الكويت في لعبة تنس الطاولة وحصلت على جوائز
  • المدرسون المصريون والفلسطينيون كانوا متمكنين في موادهم
  • الطلبة الآن يعتمدون اعتماداً كلياً على المدرس الخصوصي
  • كنت أعتمد على شرح المدرس وعندما أعود إلى البيت لا أدرس أو أراجع
  • التحقت بالقسم الأدبي هرباً من الكيمياء ولكن المشرف شطب اسمي وسجلني في القسم العلمي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يجب أن يتحلى الإنسان بالطموح حتى يكون فعالاً فلا يقف بطموحه عند حد معين وعليه البحث والسعي للأفضل، وهذا ينطبق على ضيفنا محمود الفرج وخاصة بعدما تخرج في معهد التربية للمعلمين وعين مدرسا في المرحلة الابتدائية بالتعليم المسائي، فكان في الصباح لديه وقت فراغ فالتحق بمعهد التعليم التجاري ومنه الى جامعة الكويت تخصص محاسبة فصار يحمل ثلاث شهادات بالاضافة الى شهادة الثانوية العامة وبعد ان عمل مدرسا في الابتدائي نقل للتعليم المتوسط، لكنه اصطدم بالواقع الوظيفي والادارة وواجهته عقبات كثيرة اثناء عمله نظرا لسوء الادارة وسوء المعاملة ولولا ان بعض المسؤولين وقفوا الى جانبه لوقع في الأسوأ.

تدرج الفرج في العمل الى ان صار مديرا لاحدى الادارات بوزارة التربية بعد تعب وشقاء مع بعض المسؤولين وخاصة بعد حصوله على الشهادة الجامعية، ماذا يقول ضيفنا عن التعليم وعن العمل الاداري والمناطق التعليمية؟

سنرى ذلك في تفاصيل اللقاء:

يقول محمود الفرج: ولدت في الكويت في منطقة الشرق خلف مدرسة الصباح للبنين بفريج البلوش خلف الميغل، وكان جميع أفراد العائلة يسكنون في ذلك الحي، وعندما صار عمري ست سنوات انتقلنا إلى منطقة الدعية، ولا أذكر أي شيء عن معالم الفريج، وبعد التثمين انتقل الوالد إلى الدعية.

التعليم والدراسة

وعن تعليمه ودراسته يقول الفرج: التحقت بمدرسة الصباح ودرست فيها الفترة الأولى فقط لأن التعليم في العام الدراسي ثلاث فترات وبعد ذلك التحقت بمدرسة ابن سينا في الدعية وأكملت الصف الأول الابتدائي حتى انهيت المرحلة الابتدائية واذكر أولاد الدعية في ابن سينا وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية وكان الناظر عبدالكريم عرب، وكنت أذهب إلى المدرسة مشيا.

وكان المدرسون المصريون والفلسطينيون متمكنين في مادتهم، وفي نفس الوقت كانوا شديدين ويضربون ولكنهم كانوا حريصين على تعليم الطالب، وقد استفدنا منهم ـ وكنت اعتمد على شرح المدرس للمادة واستمع له بدقة ولذلك كنت لا أدرس ولا أراجع في البيت بل اعتمد على شرح المدرس داخل الفصل، على عكس ما يحدث هذه الأيام فتلاميذ الابتدائي امهاتهم يدرسنهم في البيت، فالطالب يعتمد على أمه في التدريس وبعض الطلبة يعتمدون على المدرس الخصوصي وخاصة آخر العام ولذلك فالجهد كبير على ولية الأمر، وحاليا المدرس ممنوع أن يضرب الطالب عكس السابق كنا نضرب ونعاقب وولي الأمر لا يتكلم، حاليا بعض الطلبة في بعض المدارس يعتدي على المدرس بألفاظ غير تربوية.

وعن المرحلة المتوسطة يقول الفرج: كنت في مدرسة الشعب المتوسطة وكنت أذهب مشيا من الدعية إلى الشعب وبعض الطلبة كانوا يذهبون إلى القادسية وكان فيها مدرسة متوسطة فكنا دفعتين موزعتين على منطقتين، وكان لا يوجد ازدحام وكنت العب كرة القدم قبل بداية الحصة الأولى، وممن أذكرهم مدرس كويتي يدرس التربية البدنية وفاروق التركي وحسين مكي حيث كان يشرف على المعهد التجاري.

وفي الصف الرابع متوسط كان الاختبار جماعيا في مدرسة الشعب وكانت المراقبة شديدة ونجحت بين اعداد كبيرة.

التعليم الثانوي

ويحكي الفرج عن مرحلة الثانوي فيقول: عندما دخلت إلى الثانوية حدث لي موقف إذ كان مستوي في الرياضيات جيدا جدا ولكن مادة الكيمياء لم أكن متفوقا فيها وكان يدرسنا الرياضيات منصور غلوم.

والتحقت في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية بالقسم الأدبي وكان منصور غلوم مشرفا للجناح وقرأ اسمي بالأدبي فشطب اسمي وسجلني في القسم العلمي لأنه يعرف أنني ممتاز في الرياضيات فغير مساري وبذلك تخرجت من الثانوي قسم العلمي الرياضيات أما الكيمياء فكنت أحفظ وبالنسبة لي لم أكن أحب الحفظ وكان كتاب الأحياء اربعمائة صفحة، وسابقا الامتحان كان بجميع موضوعات الكتاب، أما حاليا فالمنهج يجزأ على فترات والاختبار يكون مادتين في اليوم، وحاليا مادة واحدة للطالب، وقديما كانت العطلة يوما واحدا وحاليا العطلة يومان، والجزء الذي يختبر فيه الطالب حاليا لا يعود مرة ثانية ويختبر فيه وكم المنهج قليل وقديما كان المنهج كبيرا ونقول عليه منهج دسم.

ويضيف الفرج: اكملت الثانوية في الدعية ولم التحق بأي نشاط في الثانوية وكانت توجد في ثانوية الدعية سابقا ملاعب كبيرة ومتعددة (ثانوية أحمد البشر) والملاعب كانت رملية وبسيطة ومجهزة للاعبين. ويقول الفرج: التحقت بعد الثانوية بمعهد التربية للمعلمين وهو سنتان بعد الثانوية العامة ويعين خريجه مدرسا في المرحلة الابتدائية واتذكر ان الخريج كان يدرس اجتماعيات وعربي وتربية إسلامية أو يدرس رياضيات وعلوم.

وكان لا يوجد تخصص موسيقى أو رسم أو بدنية، وفي البداية كنت أرغب في تخصص تربية بدنية ولكن كان لا يوجد هذا التخصص، ومن تخرجوا قبلنا من نفس المعهد عينوا في المرحلة المتوسطة، وبعد سنوات صارت الدراسة في المعهد اربع سنوات وتم فتح جميع التخصصات واكملت سنتين وتخرجت وعُينت مدرسا في مدرسة المثنى الابتدائية، وفي تلك السنة بدأت وزارة التربية في فتح مدارس دوام ثان، وقبل دوام الطلبة وصلت نشره لمن يرغب في العمل مدرسا دوام ثاني مسائي فتقدمت بطلب وتم قبولي مدرسا، ونقلت الى مدرسة الفارابي في النقرة وصار عندي وقت فراغ في الصباح فسجلت في المعهد التجاري دوام صباحي، وباشرت الدراسة في النهار كطالب، وفي المساء كمدرس فاستغللت الفراغ وكان تخصصي الحاسب والإحصاء، وبعد سنوات تخرجت وبعد ان أكملت الدراسة ايضا كان عندي وقت فراغ فسجلت في جامعة الكويت لإكمال تعليمي الجامعي وذلك بعد حصولي على دبلوم معلمين ودبلوم تجاري.

وفي الجامعة حسبوا لي مواد على المعهد سنة كاملة والتحقت بكلية العلوم في الخالدية، وكانت المواد معادلة وكان المدرسون أجانب ولكن حولت الى كلية التجارة والاقتصاد تخصص محاسبة وأكملت أربع سنوات، وعندما وصلت سنة ثالثة جامعة قدمت طلبا للحصول على إجازة دراسية فقالوا لا يجوز فيجب ان تكمل سنة ثالثة.

واثر ذلك ذهبت الى الاستاذ عبدالرحمن الخضري وكان في ذلك الوقت وكيلا مساعدا وشرحت له الموضوع فقال كلامهم غير صحيح وكتب لهم واستمررت بالدراسة من سنة ثالثة وأكملت دراستي محاسبة وحصلت على الشهادة الجامعية كما حصلت على درجة الترقية وأنا بالجامعة.

ويحكي الفرج قصة أخرى حدثت له بعد تخرجه في الجامعة فيقول: كنت أريد ان أحول الى المحاسبة فقالوا لا يجوز فالوزارة بحاجة لك بالتدريس واحضرت لهم كتابا من مدير الإدارة صالح الصالح وقال لا مانع للحاجة لكنهم أصروا على ان أعمل مدرسا، حاولت سنتين وقلت لهم عندي شهادة والادارة المالية بحاجة وكان تعسفا منهم، فقابلت الوكيل المساعد للتعليم العام وقالت لي الوكيلة ان التدريس ليس مزاجية فعندما تريد ان تعمل مدرسا تعمل وعندما لا تريد ترفض! فقلت لها ان التدريس ايضا ليس اجباريا سنتين وبعد ذلك لجأت الى جمعية المعلمين وخصصوا محاميا رفع دعوى ضد الوزارة وكنت يومئذ مدرسا في المرحلة المتوسطة وانتهى المسائي.

المهم بعد السنتين قالوا ان إدارة التعليم الخاص بحاجة الى محاسبة، وقبل النقل اضربت عن العمل وأنا مدرس في حولي المتوسطة، وكنت أحضر الدرس وأباشر الدوام وأدخل الفصل، ولكن لا أدرس.

وجلست في الفصل وقال لي أحد المدرسين سوف ينقلونك الى الجهراء والمدير قال: سأكتب فيك كتابا فقلت اكتب، فحولوني للتحقيق، وقالت لي المحققة ما عندك خطأ وذهبت لمدير منطقة حولي وعرضت عليه الموضوع فقال لها يصير خير فقلت لها أريد كلمة نهائية. وفي شهر مايو من تلك السنة التحقت بالتجنيد لمدة شهر، وبعدها اتصل علي الناظر أبوناصر الخميس وقال لي تم نقلك.

إدارة التعليم الخاص

ويضيف الفرج تم نقلي الى إدارة التعليم الخاص كمحاسب، وكان يوجد مجموعة من المحاسبين وكنت الكويتي الوحيد في قسم المحاسبة في التعليم الخاص، وذلك في شهر سبتمبر من عام 1988 كانت وزارة التربية تصرف للمدارس الخاصة ولكل مدرسة ميزانية معتمدة من مكاتب وبعد عدة أشهر عينت رئيسا قلسم التوجيه المالي للمعاهد، وكان يومها يعقوب الشراح وكيلا مساعدا للتعليم الخاص وعبدالله المهنا مدير الإدارة ومنصور الهاجري رئيس قسم على المدارس الخاصة، ومن المواقف التي أذكرها انني طلبت من المحاسبين العرب الذين يعملون بالإدارة عندما يذهبون الى المدارس أقول لهم أرغب في الذهاب معكم فيقولون لا ويرفضون فذهبت الى الوكيل المساعد يعقوب الشراح وقلت له انا معين كمحاسب في إدارة التعليم الخاص والمحاسبون يرفضون ذهابي معهم للمعاهد فاتصل بالمراقب وقال له يخرج معهم واذهب الى المدارس للاطلاع على جميع الكشوف والحسابات والايصالات، وبعد ثلاثة أشهر عينت رئيس قسم وبعدها حدث الاحتلال العراقي، وبعد التحرير نشرت وزارة التعليم العالي اعلانا تطلب فيه محاسبين كويتيين فتقدمت واجتزت الاختبار.

ووافق التعليم العالي على تعييني محاسبا وكان رد وزارة التربية عدم الموافقة للحاجة، مع العلم اننا لم نكن نعمل سوى الجلوس وشرب الشاي وقراءة الجرائد، لأنه لا يوجد معاهد وراجعت الوزارة وقابلت الوكيل عبدالرحمن الخضري وقلت له انتم لا ترحمون لا يوجد عمل، فقال إدارة التنسيق بحاجة لك وذهبت وقابلت نورية الصبيح ولمدة ساعتين انتظار ولم أمل الجلوس.

وكانت المشاكل تلاحقني وبعد مقابلة نورية الصبيح وقعت في مشكلة مع مدير التعليم الخاص عبدالله المهنا حيث رفض بقوله انت الكويتي الوحيد محاسب بالإدارة، وكان د.يعقوب الشراح وكيلا للتعليم الخاص والتعليم العام فقابلته وقالت له نورية الصبيح أريد هذا الموظف فقال لا مانع فانتقلت من التعليم الخاص.

إدارة التنسيق

وعن عمله في إدارة التنسيق يقول الفرج: نقلت الى إدارة التنسيق كرئيس قسم وعملت دوامين دون مقابل وهذا بعد تحرير الكويت وبعد سنوات رشحت لمراقب إدارة فلم يصدر قرار عني، لكن المشكلة ان بعض الموظفين ترقوا وهم أقل مني خبرة وأقل مؤهلات في المناطق، فذهبت الى خالد الصليهم وكان وكيلا مساعدا وشرحت له الأمر فقال هذا ليس عندي فذهبت الى د.مساعد الهارون.

فقال ليست لي علاقة بالموضوع، وكان وزير التربية حينها المرحوم احمد الربعي وقابلته وقلت له اعرف انك لا تحب الواسطات وتحب الذين يعملون، وقال حاضر اشوف الموضوع، وبعد فترة صدر قرار بتعييني مراقبا في منطقة حولي التعليمية، عينت مراقب الموارد البشرية في منطقة حولي، انتهت المحاسبة واصبحت مسؤولا عن كل ما يتعلق بالاجازات والدوام، وعندي قسمان شؤون وظيفية وترقيات والاجازات والدوام في المنطقة.

وفي عام 2001 عينت مدير الشؤون الادارية في منطقة الفروانية التعليمية، وكانت رئيسة القسم امرأة وكان هناك التزام بالدوام اكثر من الرجل ولكن المشكلة لو ناقشت رئيسة القسم في امر سريعا ما تبكي لان المرأة بطبيعتها عاطفية على عكس الرجل الذي يناقش ولا يبكي،اضافة الى ان اية موظفة اوجه لها نقدا او لوما يأتي زوجها في اليوم التالي للادارة، فأقول له انت زوجها في البيت وليس في الدوام، اذا كانت مظلومة فاذهب للشؤون القانونية، انت ليس ولي امرها، فهنا عمل تحاسب عليه بالخطأ، كما ان الموظف كثير الخروج ،اما المرأة فملتزمة وحريصة على تواجدها وعملها، وتستقبل المراجعين بروح طيبة الا القليل منهن، اما ما يحدث الآن من بعض الادارات في التربية فيستقبلون المراجع من (الشباك) وهذا خطأ، فيجب ان يستقبل المراجع ويدخل المكتب، الا ان بعض الاقسام عليها ضغط وعندها يجب المراجعة من الشباك، اما الرجل الكبير والمرأة الكبيرة فيجب احترامهما واعطاؤهما الاولوية.

واقول ان على الموظف ان يتعامل مع المواطن بأسلوب جيد وطيب ويستقبله استقبالا حسنا.

وعن الادارة التربوية يقول الفرج: الوزارة في السابق كانت تختلف عما هي عليه حاليا، فمستوى الوزارة اقل، وقديما كان المسؤول يعي عمله جيدا وكيف يتصرف وكيف يؤدي عمله، وهذا ينعكس على العمل، وحاليا المواطن لا يستطيع ان يقابل وكيلا مساعدا، وكنت اريد مقابلة وكيلة الوزارة وحينها كنت مدير ادارة فرفضوا ان اقابل الوكيلة، ولو كنت موظفا لطردوني.

وعن مساهماته في مجلة «المعلم» يقول الفرج: كتبت لمدة خمس سنوات مضت في مجلة المعلم بمشاركات ادبية وبقصص ومن التراث حكم ومواعظ، فكنت اقرأ في الكتب وانقل منها الافضل والاحسن، ويستفيد القارئ، وكانت الزاوية باسم «من ثمار الادب»، وكذلك زاوية ثقافة ادارية، من خبرتي بالادارة وما يتعلق بالخدمة المدنية والاجازات.

واذكر انني كتبت صفحتين عن الاجازات شروطها وعددها، ولمدة ثلاث سنوات كتبت ثقافة ادارية، لم اكتب القصة وحفظت قصائد واشعارا ونصوصا من الكتب لمجموعة من الشعراء، ارغب في القراءة عن شعراء ما قبل الاسلام وشعراء صدر الاسلام عنترة وزهير بن ابي سلمى والمعلقات، ومرحلة الشباب تساعد على الحفظ فتمنيت ان اكون مدرسا فتحققت الرغبة وصرت مدرسا، ولكن تمنيت ان اكون لاعب كرة قدم لكن لم تتحقق.

وفي عائلة الفرج مجموعة من ابنائها وبناتها صاروا مدرسين فابني علي يعمل مدرسا واخواتي الكبار مدرسات واولاد اخواني واخواتي يعملون مدرسين ومدرسات، واولاد خالتي مدرسين وابنتي مهندسة، ولكن من الرياضيين عبدالمجيد فرج حيث كان يلعب بنادي كاظمة كرة القدم واعتزل بعد ذلك.

ويحكي الفرج بعد الطرائف فيقول: عندما كنت مدرسا كانت عندي الحصة الثانية رياضيات واثناء خروجي من الغرفة متجها الى الفصل قابلني المدرس الاول، وقال يا استاذ محمود اتفقت مع الناظر على ان نستبدل حصتك مع مدرس العلوم، وسوف يذهب مكانك وتكون حصتك هي الحصة الخامسة، فقلت للمدرس الاول على كيفك انت مع الناظر ولا تأخذ رأيي بلغني اولا وقلت له انا ذاهب للفصل ادرس حصتي وبالفعل دخلت الفصل ووصل المدرس فقال يا استاذ هذه حصتي فقلت له لا هذه حصتي رياضيات من فضلك لا تعطلني.

ولكن بعد يومين قال لي الناظر استاذ محمود عندنا اختبار موحد وانت حصتك الثالثة تريد تبديلها بالحصة الثانية، قلت للناظر بدلوا الثالثة بالثانية للامتحان فرد الناظر انت قبل يومين عملت لنا مشكلة ولم توافق فقلت لمصلحة الطلبة فتراجع الناظر ووافق.

ومن المواقف ايضا: كنت مدرسا في المرحلة الثانوية وذلك عام 1980 ويومئذ نزلت أمطار غزيرة وكان هناك عمال يشتغلون في بناء جسر مشاة، في تلك الظروف حدث ان انفجر اطار السيارة فتأخرت عن الدوام ومن حظي ان صاحب سيارة وقف وأوصلني الى المدرسة ومن حرصي على الدوام ذهبت مباشرة الى الصف وكان بالفصل مدرس احتياط فقلت له بلغ الادارة انني وصلت وموجود بالفصل وباشرت عملي وبدأت في الشرح للطلبة وصلتني ورقة من الناظر استفسار عن سبب التأخير فمزقت الورقة وقلت للذي اعطاني الورقة قل للناظر انني مزقتها ولا اريد الرد عليه فأرسل الناظر إلي فراشا وقال ان الناظر يريد ان تراجعه بعد نهاية الحصة، وفي اليوم الثاني ذهبت للناظر، وقال: صار لي سنوات لم اصادف او اتعامل مع مدرس فعل مثلما فعلت انت، فقلت له: منذ سنوات وان اعمل مدرسا ولم يحصل ان ناظرا فعل مثلما فعلت انت معي، فقال: لم اعمل شيئا، وكان في ذلك اليوم الوكيل وسبعة مدرسين متأخرين بسبب الامطار والازدحام.

وقلت له: انك تعاملت معي اسوأ من معاملتي مع الطالب الكسول فشعر بغلطته وسوء معاملته.

الأنشطة المدرسية

وعن الانشطة المدرسية، يقول الفرج: شاركت في الانشطة الموسيقية والرياضية والثقافية والاذاعية، وفي البداية شاركت في النشاط الموسيقي وعزفت على آلة الاكسليفون وبعد ذلك آلة الاكورديون التي تحمل على الصدر، وكنا نعزف السلام الوطني في طابور الصباح، ونعزف موسيقى الصباح للطابور، وايضا كنت اشارك مع فريق كرة القدم بالمدرسة والعب مع الشباب بملعب الفريج بعد نهاية الدوام المدرسي وأمارس لعبة تنس الطاولة، في المرحلة الثانوية مثلت المدرسة في بطولات وحصلت على جوائز، كما مثلت نادي الكويت لأني كنت عضوا فيه، وأحببت لعبة تنس الطاولة وهي لعبة فردية ولا توجد فيها اصابات وبإمكان اللاعب ان يمارسها في اي وقت وتلعب بمكان هادئ مثل الصالات، وعندما كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء انضممت لفريق الشعلة، وكنا نطبع شعلة على الفانيلة وندفع مبلغا بسيطا ونشتري ملابس كاملة لكل لاعب، واذكر حذاء القدم اللابجين الاسود ارضيته كانت مسامير، وسعره كان نصف دينار.

وكنت أمارس الرياضة في ثلاثة اماكن بالحي مع الاصدقاء ونقيم المباريات مع الفرق الاخرى، وفي الصيف نتفق مع الفرق وننظم دوري كاملا والفريق كان خماسيا وكان كل لاعب يدفع ربع دينار لنشتري كأس وميداليات ونوزع على لاعبي الفريق الفائز، وكان الحكم اي واحد من اللاعبين الكبار.

وأذكر احد الحكام كان اسمه جاسم الجيران وكان يشجعنا على قضاء عطلة الصيف في لعبة الكرة. اما في المدرسة فكنت اذهب الى نادي الشباب في الصالة وكنت العب طاولة مع الشباب وكنت مشتركا بالاندية الصيفية وامارس لعبة تنس الطاولة، واستمررت باللعبة حتى التحقت بمعهد المعلمين، ومن هناك سجلت في نادي الكويت الرياضي ومثلت النادي بلعبة الطاولة واخذت البطولة في النادي، وايضا في المعهد التجاري حصلت على البطولة في اللعبة وكذلك حصلت على بطولة معهد المعلمين وكان نادي الكويت مهتما باللعبة وكان نادي السالمية ينافسنا بلاعبيه على البطولة.

ويضيف الفرج: لعبت مع المعلمين والمعهد التجاري ونادي الكويت وكنت لاعبا اساسيا مع الفريق، اذكر ان المدرب كان مصريا وكان يلعب معي بالفريق بالنادي وعددنا ثلاث لاعبين ولمدة سنتين بالنادي وسنتين بالمعلمين وسنتين بالمعهد التجاري وكان عيد صالح يشرف على اللعبة في معهد المعلمين وكان مدرب كرة يد، وهذه الانشطة الرياضية العاب خفيفة احرزت فيها بطولات رياضية وكنت طالبا امارس تعليمي المتوسط والمعلمين والتعليم التجاري.

وكان الشوط الواحد في لعبة تنس الطاولة إحدى وعشرين نقطة، أما حاليا فهو احدى عشرة نقطة ثلاث اشواط، والمضرب كان خشبيا، وبعد ذلك صار المضرب مبطنا بالأسفنج.
 
الفضل: تعرضت لأهوال البحر وسافرت إلى الهند وأفريقيا وعملت سائق لوري لدى مقاول بشركة النفط.. وتزوجت بمهر 200 روبية مع «الدزة»
السبت 2014/10/18
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 2
عدد المشاهدات 3711
A+

A-




الوالد عبدالجبار الفضل
فضل الفضل مع ولديه
اثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري
فضل عبدالجبار الفضل الى جوار مجسم لاحدى السفن البوم
الحاج فضل الفضل


  • كان إذا ارتفع سعر الذهب بالهند ننقله إلى هناك وإذا نزل سعره ننقله إلى الكويت
  • بحار كويتي ربط حزاماً ثقيلاً من الذهب على وسطه ونزل به البحر ومات غرقاً
  • حفظت القرآن الكريم على يد الملا محمد الحرمي وأقام لي والدي حفلاً احتفاء بي
  • تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لرغبة والدي في العمل معه في البحر وعمري حينها كان 15 سنة
  • أول سفينة عملت عليها كانت «توكلي» لحمد الصقر والنوخذة كان المرحوم صالح المهيني
  • حصلت على مبلغ جيد في أول سفرة لي على السفينة «توكلي»
  • البحار كان يحصل على سلفة «خمس روبيات» اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يشتري بها بعض الأغراض
  • تعرضت على السفينة «مشهور» لمأزق كبير وكانت السفينة مشحونة بالبضائع
  • الحياة قديماً كانت أفضل فالقلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعد بعضهم البعض
  • رجال البحر الكويتيون عرفوا بالتعاون ومساعدة بعضهم في الهند وباكستان وغيرها من الدول التي يسافرون إليها
  • آخر سفرة لي إلى الهند كانت في العام 1950
  • عملت سائق لوري عند مقاول في شركة نفط الكويت لنقل العمال
  • تركت البحر وأهواله والتحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات
  • في العام 1974 تركت العمل وتقاعدت بعد صدور قانون التقاعد
  • تزوجت في بداية الأربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة»
  • غيمة ممطرة أنقذت إحدى السفن الكويتية بعد أن يئس بحارتها إثر نفاد الماء
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا في حلقة هذا الاسبوع هو احد رجال الكويت ذوي السواعد السمر الذين طوعوا البحر لهم بقدرة الله بسفنهم الخشبية الشراعية حيث يستحقون كل احترام وتقدير من ابناء هذا الجيل، لانهم قدموا الكثير للكويت فعبروا البحار والمحيطات بسفنهم ونقلوا الموارد والبضائع والتمور الى الهند وشرق وغرب افريقيا وتحملوا الصعاب واهوال البحر وضرب واعتراض الغواصات الحربية لهم في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، ضيفنا من اولئك الرجال الاشداء الاقوياء ركب بحارا على ظهر السفن الشراعية وسافر الى الهند وافريقيا مع البحارة ونقلوا التمور وتعرضوا لمشقة النقل وحرارة الشمس، إنه الحاج فضل عبدالجبار الفضل.

يحدثنا الفضل عن المشاكل التي تعرضوا لها اثناء عبورهم البحار والمحيطات، وقد اشتغل سائق سيارة لوري وبعدها اشتغل في دائرة الكهرباء قارئ عدادات ومنها بعد ذلك صار مسؤولا عن مجموعة من الموظفين عندما كان المرحوم مساعد البدر مديرا للكهرباء والماء. تزوج وعمره 22 سنة في بداية الاربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة».

وإلى تفاصيل اللقاء:
يقول الحاج فضل عبدالجبار الفضل: ولدت في الكويت بالحي القبلي بالقرب من بيت الخرافي والصبيح والبدر قريبا من مسجد البدر وكانت لدينا المطوعة حليمة والمطوعة أمينة، وهما من مدرسات البنات لتعليم القرآن الكريم، وأذكر نقعة المانع قبلي نقعة البدر أقرب لها نقعة الصقر، وأذكر من جيراننا بيت أحمد المواش وبيت البكر النواخذة وبيت الخرافي ويوسف وعببدالله الحمد ومن الجيران بيت فلاح عبدالله الخرافي نوخذة السفر الشراعي ومن نواخذة السفر من عائلة الخرافي أحمد الخرافي وأولاده عبدالمحسن وبيت السبيعي والبرجس وباسمهم حفرة البرجس وبيت حمد ويوسف وعبدالعزيز المير، ومن جهة اليمين علي وسليمان الحسن خوالي المشاري وبيت مبارك السهيل وبيت محمد الجارالله وسكة فيها الغربللي وزيد وعبدالله الصقعبي وبيت التواجر بالسكة ونعبر على بيت التجار إلى المسجد إلى البحر وبيت العدواني وبيت عبدالحميد عبدالجادر وهو نوخذة سفن.

الدراسة والتعليم

وعن دراسته وتعليمه قال الفضل: بداية تعليمي كانت عند ملا محمد الحرمي بالقبلة وهو والد ملا محمود وملا عبدالله وملا جاسم، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم وأكملت المصحف، وحينها أقام الوالد حفل ختم القرآن ولكن كان ذلك في حدود ونطاق البيت لأن الوالد حالته المادية جيدة، ولبست يومها البشت ومسكت السيف ومشيت مع الأولاد وهم يرددون:



الحمـد لله الذي هـدانا آميـن

للدين والإسـلام اجتبانـا آميـن

نحمده وحقه أن يحمـدا آميـن

له الليالي والزمان سرمدا آميـن



.. حتى نهايتها ورجعنا الى البيت.

وقد أعطى الوالد لملا محمد روبيتين وكان في المدرسة يساعده ملا محمود وكان ملا محمد امام وخطيب مسجد الساير حاليا قرب منطقة الاسواق وكذلك ملا محمود الذي صار اماما وخطيبا بالمسجد ومن بعده ملا عبدالله وكذلك ملا جاسم الذي صار اماما.

وأضاف: وبعد ذلك التحقت بمدرسة أحمد الخميس الخلف وكان يدرس اللغة العربية والاملاء والحساب والانجليزي وكان خالد الشطي هو الذي يدرسنا اللغة الإنجليزية وتعلمت مبادئها وامضيت عنده حتى تعلمت وأتقنت الحساب وجدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، وممن أذكرهم من المدرسين ملا ماجد علي التمار وكذلك ملا عبدالوهاب الفارس من المدرسين وكذلك خالد عيسى الشرف ومجموعة طيبة مخلصة من المدرسين في ذلك الوقت، وكان الشيخ أحمد الخميس شديدا على الطلبة، وأذكر أنه عاقب أحد الطلبة واشتكى عند أهله ولكن أهله لم يلوموه على عقاب أولاده.

وأذكر من الطلبة الذين درسوا في مدرسة ملا محمد الحرمي عبدالله السبيعي ومحمد الجارالله وعيسى الحساوي وأخي عبدالله وأولاد الخزام وأولاد بوغيث.

وأما مدرسة أحمد الخميس فكان فيها من الطلبة أولاد البدر وأولاد التورة وعبدالمحسن الخميس وأولاد البرجس وأولاد المانع وأولاد الهولي وعلي بن صالح وجدتهم.

العمل بالبحر

وعن عمله بالبحر يقول الفضل: تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لأن الوالد كان يرغب في أن يأخذني معه للعمل بالسفن الشراعية وكان عمري تقريبا خمس عشرة سنة، والبداية مع سفن الغوص مع النوخذة غيث إبراهيم وكنت سيبا والنوخذة هو الغيص الذي اسوب عليه وكان عددنا عشرين غيصا وسيبا، والشوعي له أربعة مجاديف، وكنا نغوص مع السفن الكبيرة في الهيرات، البحار يلبس وزارا يلفه على جسمه، الريوق أربع حبات تمر وفنجانين قهوة وكان الغيص ينزل إلى البحر منذ الشروق عشر تبات (اقحمه) والنوخذة ينبه السيب في المرة التاسعة يقول النوخذة «صلوا على النبي» فالسيب يبلغ الغيص، والعاشرة بعدما يخرج يرتاح وتنزل المجموعة الثانية مع سيوبهم، وعن العشاء كان عيشا أبيض (چاول) إذا كان القرقور فيه سمك هذا شيء جيد، فالطباخ يطبخ مرق سمك، وهذا هو العشاء طبعا، ولا يوجد غداء نهائيا، وكان البحارة يسحبون القرقور من البحر قبل الغروب.

إذا وصل القرقور إلى سطح السفينة التباب بصوت عال يقول «قرقور» قرقورنا حبيبوه صاد السمك كلبوه قرقورنا المشير من شافه تحير، وأحيانا يكون السمك كثيرا لكنه صغير والشباب جياع والأكل في صحون من الخشب، فحياة الغوص صعبة جدا: شمس بحر وتعب وقليل من الأقل.

ويضيف الفضل مع أن الغوص مهنة قديمة جدا جيل من بعد جيل ومثله أيضا نقل الرمل والأكل تمر وخبز وقد عملت في الغوص سنة واحدة وكنت السيب.

ويذكر أنه في إحدى المرات سحبت الغيص ولكن فقط الديين من دون الغيص وصحت بصوت عال الغيص، يعني في خطر نزلوا بالبحر وإذا هو بعيد عن السفينة وهو النوخذة، وقد وجهت له اللوم بما حصل لأنه يجب أن يكون السيب دائما منتبها على الغيص ولا يتكلم أو يلتفت لأحد، فأصعب وقت على السيب عندما يكون الغيص تحت الماء يبحث عن المحار، عندما ينزل ويصل إلى قاع البحر يترك الحجر بهذه الفترة يكون آخر نفس له مع أن السيب يسحب الحبل والحجر، آخر نفس عند الغيص يبحث عن البحار.

أقول إن النوخذة الذي كنت معه نزل بالبحر وترك الحبل والديين ونقل فرش المحار بيدية وهو تحت الماء وضحى بنفسه من أجل المحار وبعد خروجه من البحر بدأنا بفلق ذلك المحار لم نجد سوى لولو سحتيت صغيرة، وبالغوص لم آخذ سلفة ولذلك لم يكن علي دين والمهم في تلك السنة أربعة شهور وقفلنا مع الغاصة بعد الفترة وأذكر في تلك السنة أن النوخذة احمد بن راشد كان عنده سفينتان للغوص وعبدالله بورسلي سنبوك وبوم وكان أحمد الراشد نوخذة في سفينة وولده راشد في السفينة الثانية، واذكر نواخذة الغوص في الحي القبلي منهم عيسى البكر نوخذة غوص وكان عند ثنيان الغانم وايضا عبدالجادر والبرجس عندهم سفينة غوص وعبدالعزيز حمد البرجس نوخذة في السفن السفر الشراعي، بعد اربعة شهور رجعت الى الكويت لم اسافر إلى الغوص مرة ثانية.

أول سفينة سفر

ويتذكر الفضل أول سفينة سفر شراعية، فيقول: كانت لمحمد الصقر وكان النوخذة المرحوم صالح محمد المهيني واسم السفينة «توكلي» وصالح المهيني ولد خالي، والمجدمي حمد الرجيب والسفينة حمولتها الف ومائتين (مَن) قوصرة تمر بهذا تكون من الحجم الصغير، والطباخ رجل عماني وخرجنا من نقعة الصقر بشراع واحد يسمى «القلمي» الى البصرة ونحمل التمور وبعد ذلك نعمل على نصب الدقل العود والسير ما بين فيلكا ومسكان، واذا صار فساد الماء فالسفن تنتظر وكان تجار الكويت يملكون نخيلا في قرى البصرة مثل الصقر يملكون النخيل في الدويب، وهي قرية في البصرة، المهم دخلنا شط العرب وذهبنا الى القرية وحضر عندنا المهيلة لنقل التمور لنا ونحن البحارة ننقل ونصف على السطحة، وما يزيد من التمور نضعه داخل الخن ويقال كراخه.

وكنا نمكث حسب تجهيز التمر، وهو من نوع الدوسان والعمران والحلاوي ننقله الى كراتشي، وحسب السعر، فاذا كان مرتفعا نسافر الى الهند وتحديدا الى مدينة براوه خورميان، التاجر للصقر اسمه عبدالعزيز العمر، ونخرج من شط العرب نريد ان نفيض الى البحر وفي البداية نذهب الى البنقلة مركز موانئ للتخريج والسماح لنا بالسفر وفي السنوات الاخيرة النوخذة بدأوا بتخصيص حراسة من البحارة على السفينة لوجود لصوص وبالليل يقطعون (العمار) حبال السفينة ويسحبونها، لكن الحراس من البحارة منعوا اولئك اللصوص من الاقتراب من السفن، وكانوا يحملون بنادق معهم.

واذا كانت الرياح شمالية فالسفر لمدة اسبوع من شط العرب الى كراتشي، واذا كانت «كوس» او «خواهر» فاننا نقضي شهرا للوصول الى كراتسي، وكان عبدالعزيز العمر هو الذي يخبر النوخذة بأماكن بيع التمور، اما براوه او خورميان، وهما مدينتان في الهند.

ويضيف الفضل: وصلنا كراتشي وأنزلنا التمور والوكيل باع التمور وحملنا العيش والفحم للتاجر الكويتي وكانت بعض السفن تنقل بضائع للتاجر العراقي وينزلونها في ميناء البصرة، اولا السفينة تنزل بضائع الكويت وتنتقل الى البصرة، واذكر ان في اول سفرة في توكلي حصلت على مبلغ جيد جدا وكان البحار اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يحصل على مبلغ خمس روبيات سلفة ويشتري بعض الحاجات البسيطة، والبحار الذي عنده مبلغ غير السلفة يشتري اقمشة لوالدته واخوته او يبيعها في فارس، وكان اهل البندر يركبون السفينة عند البحارة ويشترون، وبعد العودة ترفع السفينة لليابسة ونضع لها عريشا وتحتها طعوم ومجدافات لكيلا تسقط على جانبها، وبعد العودة لم اشتغل بل ارتحت والبعض يشتغل في نقل الرمل في الشويخ، خمس سنوات مع النوحذة صالح محمد المهيني..

السفينة مشهور

ويقول الفضل: كتب بحار في السفينة مشهور الأصل ملك هلال المطيري كغواص، يعني يستخدم للغوص، وقد اشترتها عائلة الصقر ورفعوها من الجانبين وكانت سريعة، وكان النوخذة صالح محمد المهيني، وركبت معه بحارا وهو نوخذة ومعلم لا يحتاج لمعلم.

المهم كنت بحارا لمدة أربع سنوات في مشهور وتوكلي مع النوخذة صالح محمد المهيني، وفي إحدى المرات وفي السفينة مشهور ضربتنا رياح شديدة جدا، وكنا قد خرجنا من كراتشي والسفينة مشحونة بالبضائع والحمولة فوق سطح السفينة فحم وعيش، وقال النوخذة: اقلبوا الحبال وكنا في بحر الخليج بعد سلامة.

والهواء كوس قوي والرياح شديدة ونزلنا الشراع العود، دفعنا شراع التركيت ثم انزلناه والقلمي ومن بعده الجيب وكان النوخذة صالح عنده قوة تحمل وصبر على اهوال البحر.

وبعد ذلك انقلب الهواء الشديد وخفت حدته واستقر على الخفيف ووصلنا إلى الكويت وسألنا النواخذة والبحارة في الكويت: هل رميتم جزءا من البضاعة؟ فقلنا لهم: لا لم نرم شيئا فتعجبوا من هذا الرد، وكان معنا النوخذة حمد الجيران في سفينة منصور الخرافي في الوقت نفسه الذي كنا فيه، فهو رمى نصف الحمولة ووصلنا ونزلنا عند التاجر وسافرنا الى البصرة ونزلنا بضائع للتاجر هناك ورجعنا إلى الكويت ورفعنا السفينة ووضعنا العريش، وقد تسلم التاجر امواله من الذهب والتجار وكان إذا ارتفع سعر الذهب في الهند نقلنا الذهب إلى هناك وإذا نزل سعره رجعنا ونقلناه الى الكويت، فتجارة الذهب كانت مربحة للكويتيين، ولم نتعرض لمشاكل، ولكن في تلك السنة تم إلقاء القبض على بحار كويتي كان مع أحد النواخذة الكويتيين.

ويضيف الفضل: ان من الحوادث التي وقعت أثناء نقل الذهب ان بحارا ربط على وسطه حزاما ثقيلا من الذهب ونزل البحر ولم يستطع السباحة فغرق ومات ولم يستطع ان يفك الحزام عن وسطه، رحمه الله. وقد عثرت الدوريات البحرية الهندية على جثته وبحثوا عن السفينة التابع لها البحار فتمت معرفته، وكان الكويتيون يتعاونون بعضهم مع البعض في الهند وباكستان والدول التي يسافرون اليها.

وممن أذكرهم يوسف المرزوق كان في الهند يساعد الكويتيين وهذا مشهود له بالتعاون والمساعدة كذلك التجار الآخرون هناك والعثمان عندهم اسطول من السفن فهم متواجدون في الهند مع التجار وهم ملاك سفن ونواخذة.

والنواخذة قسمان: نواخذة ملاك سفن، ونواخذة بالأجرة يطلق على احدهم نوخذة جعدة، ربما يستمر مع السفينة نفسها التي يعمل عليها او ينتقل إلى سفينة لمالك آخر.

والنوخذة صالح المهيني قال ان عائلته كان لها شراكة في توكلي وفي آخر سنة تركت عمل البحر ولكن رجعت مع صالح المهيني في لنج العثمان ونقلنا الذهب وكنت «سكوني» اثنا عشر يوما ولم يحصل لنا شيء.

وفي توكلي لم نكن نستطيع الدخول إلى الميناء، فكان هناك تفتيش ولكن بعض الهنود عندهم «هوري» سفينة صغيرة جدا تحمل اثنين فقط يعطونهما ورقة في الليل نكون قريبين من الميناء، وفي النهار نبتعد الى البحر وقد امضينا ليلتين نبحث عن الهوري لكي نعطيه الذهب، المهم تعرفنا عليه واعطيناه الذهب وذلك عام 1950 حيث آخر سفرة قمت بها إلى الهند والعمل في البحر.

سائق لوري

يضيف الفضل انه عمل سائق لوري بعد ذلك، ويقول: اشتغلت سائق سيارة لوري ملك البدر وكنت أعمل عند مقاول يعمل في شركة نفط الكويت وانقل عمالا يشتغلون في الكيبلات وذلك عام 1947 ثم تركتها واشتغلت بالكهرباء والماء.

العمل في الكهرباء

ويقول الفضل: بعدما تركت البحر وأهواله التحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات واسلم الأوراق للموظف واذكر هنا مدير الكهرباء المرحوم مساعد يعقوب البدر وهو أول مدير للكهرباء وكان راتبي 250 روبية، وكان يقول من الأمثلة «الحي يحييك والميت يزيدك غبن».

وكنت في ذلك الوقت متزوجا وبعد ذلك نقلت وعينت مسؤول مكتب في المرقاب، وكان يعمل معي في كتاب وقراءة العدادات وعددهم 12 موظفا وأكملت العمل حتى صدور قانون التقاعد فتقدمت للتقاعد وأصبحت حرا وذلك عام 1974، واذكر شباب القبلة الذين كانوا يشتغلون بالكهرباء، ومنهم جاسم وعبدالوهاب النجادة وأحمد السبيعي، اذكر عندما كنت بالمرقاب كان عندي موظفون من الجبلة.

ويذكر الفضل قصة النوخذة محمد الجارالله وهو نوخذة سفن السفر الشراعي ويملك سفينة، خرج من بومباي ومعه سنيار من أهل قطر اثناء الحرب العالمية الثانية خرج محملا بالبضائع للكويت وكذلك السنيار.

وهو بالبحر القطري رفع العلم الأحمر وهذا فيه خطورة لكن النوخذة اخطأ الغواصة في البحر فضرب سفينة محمد الجارالله وكسر الدفل نصفين وضرب السفينة فانقسمت نصفين وعندها رمى البحارة أنفسهم في البحر القطري ورأى سفينة الجارالله جهز نفسه ونزل الماشوه سفينة الانقاذ وسبح الكويتيون وسمك الجرجور يسبح بجانبهم لكن الحافظ الله سبحوا حتى وصلوا الى سفينة السنيار وركبوا بالماشوه معهم لأن الغواصة ضربت سفينة القطري وغرقت ورفعوا الشراع على سفينة الانقاذ حتى وصلوا الى بومباي والهواء دابر ووصلوا ساحل احدى القرى وشاهدهم أهل البر وأنقذوهم من خطر البحر ونزلوا عندهم وأعطوهم الطعام والماء.

وقد أخبروا مسؤول القرية الذي بدوره نقل البحارة الكويتيين بالقطار الى مدينة بومباي وقابلوا تجار الكويت هناك وجمعوا لهم عانية مبلغا من المال، ونقلوهم بالباخرة دواركه الى الكويت ورجعوا سالمين اما السفينة فغرقت بالبحر ولم يعد لها اثر.

ويتذكر الفضل قصة أخرى لإحدى سفن السفر الشراعي ممن تأخروا في البحر بسبب عدم وجود هواء يحرك السفينة ولطول المدة وهم في البحر وقد نفد ماء الشرب ولكن بقدرة الله واثناء وجوده في المحيط الهندي شاهدوا غيمة كبيرة وأظلم الجو عليهم فقال النوخذة جهزوا الطربال واستعد البحارة ونزل المطر بغزارة وجمعوا مياه المطر في خزان الماء حتى امتلأ والخزان الثاني بقدرة من الله وراحت الغيمة.

الزواج

وعن زواجه يقول الفضل: تزوجت في بداية الاربعينيات وعمري حينها اثنين وعشرين عاما، وكان المهر مائتي روبية مع (الدزّة) وهي مجموعة من الملابس اقول ما يدفعه المعرس لاهل العروس خلال اسبوع وجوده عندهم يقدمون له الاكل ثلاث وجبات كأنه استرجع المبلغ منهم ولمدة اسبوع طوال ايام اقامته عند اهل زوجته، واما الريوق فيتكون من الحليب والشاي والدرابيل وقرص العقيلي، والجوامع سمبوسة حلوة حاليا يسمونها والباچلة صباح كل يوم، واما الغداء فكان مرق لحم وعيش ودجاج وهذا كرم كبير من اهل العروس للمعرس لان الكويتيين في ذلك الوقت كانوا لا يأكلون الدجاج فهو فقط للبيض.

ويضيف: كان زواجي بدون احتفال ولا غناء والوالد كان يعمل بتجارة السفن الصغيرة وهو نوخذة قطاعي يستورد السفن من دول الخليج ويبيعها في الكويت، وأخي عبدالله مع الوالد وكنت اساعدهم فكانت الحالة ممتازة ولذلك كان المهر جيد جدا.

والوالد كان يبيع ويشتري، وقد توفي الوالد عام 1964 وكنا نسكن في الخالدية وكذلك توفي اخي عبدالله، وحاليا الحياة تغيرت والحمد لله وقديما كانت القلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعدون بعضهم بعضا ونياتهم صافية، اما حاليا فالناس غير مرتاحين والحروب بين الدول والمشاكل كثيرة، والاكل كان قديما كل يوم بيومه لا ثلاجات ولا برادات، والناس متعاونون فالجار يسأل عن جاره اذا لم يره بالامس والنساء متعاونات فيما بينهن.

واذكر ان الجزافين بائعو السمك اذا غابت الشمس يعطون الاسماك مجانا للناس، وكل واحد يأخذ حسب حاجته، واليوم الاكل الزائد يرمى في الزبالة.

نوخذة الهرفي والسفر الشراعي

يقول الفضل من نواخدة السفر الهرفي صالح المهيني ثلاث سفرات في الموسم الواحد، وكنت وعيسى النشمي ويعقوب اليتامى واولاد مبارك ثلاث، ومن نواخذة السفر الشراعي، اذكر البعض منهم ابناء عائلة المبارك ومنهم يوسف وجاسم وخالد ومنصور وعلي وجاسم المباركي ويعقوب اليتامى وغيرهم.

والسفر الهرفي هو السفر المتكرر في الموسم الواحد بمعنى يسافر ويحمل التمور وينزل البضاعة في المدن الهندية ويعود مرة ثانية وثالثة ويحمل التمور مع عودة السفن الى الكويت يعود معهم محملا بالبضائع فيقال (سفر هرفي) يعني مبكرا والحمولة الاولى تمور الى كراتشي والثانية كذلك والثالثة فكان النوخذة صالح المهيني نوخذة يعتمد عليه لانه من النواخذة الاشداء الاقوياء، فالبحار الذي يركب معه بالسفينة يتحمل ويعرف انه مع نوخذة قوي فلا يخاف ولذلك ركبت وسافرت معه اربع سنوات في توكلي والسفينة مشهور وتعلمت منه الكثير وخاصة عندما ننقل الذهب من وإلى الكويت.
 
سليمان خليفة الخلفان: عُينت محاسباً في «المالية» عام 1959 براتب 150 روبية أعطي منها للوالد وإخواني وجدتي اشترت لي سيارة بـ 13 ألف روبية لزيادة دخلي
السبت 2014/10/11
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 3010
A+

A-




الخلفان يمسك زي التحكيم الخاص به
هوية العمل في وزارة المالية
هوية التحكيم للحكم السابق سليمان الخلفان
سليمان الخلفان مع مجموعة من اصدقائة في احدى مزارع الكويت

صورة لاحد المباني القديمة
جانب من ديوانية الخلفان
صورتان لهوية عضوية ديوانية الصيادين
سليمان الخلفان مع الزميل منصور الهاجريانور الكندري


  • الكثير من الكويتيين في الماضي ما كانوا يطبخون الغداء وكان الطبخ يقتصر على العشاء ونعيش على أكل الخبز والتمر حتى المساء
  • أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد وصار فيما بعد نائباً بمجلس الأمة
  • أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت إلى مدرسة المرقاب
  • كنت أذهب إلى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب إلى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958
  • عملت على سيارة التاكسي أنقل الركاب بعد نهاية الدوام من 1958 إلى 1966 وأجرة الراكب كانت نصف روبية
  • كنت أقتني حماماً وفي عام 1956 غطى الجراد الشمس فلم يستطع الطيران عائداً إلى البيت
  • ولدت في منطقة المرقاب بفريج الريش.. وبيت الوالد حالياً جزء من مجمع الوزارات
  • البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض ويعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران
  • أذكر المرقاب وبيوتها وعندما أرجع من المعهد الديني أقول للوالدة «جوعان» فتعطيني خبزة عليها سكر ودهن
  • بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 بسعر 29 ألف دينار مع أول دفعة من تثمين البيوت وأعطوه قسيمتين
  • عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقداً للمواطن فيضعه في كيس ويحمله إلى بيته وأحد المواطنين تسلم مبلغ 29 ألف دينار وفقدها لدى شراء بعض الخضار والفاكهة فصرف له الشيخ جابر الأحمد نصف المبلغ
  • بعد خدمة خمس وعشرين سنة في «المالية» تقاعدت وتوجهت إلى العمل الحر وعندها تمنيت لو أني لم أشتغل بالوزارة
  • العمل الحر يشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالأندلس وكان ثمنها 5 آلاف دينار وبنيتها وبعتها وربحت 35 ألف دينار بعد 6 شهور
  • كنت ألعب كرة القدم مع الأصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني وأذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة
  • اشتريت طراداً أضعه في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975 وأمارس هواية صيد السمك من أكتوبر إلى مارس
  • في بداية الستينيات كانت هناك رغبة في تكويت التحكيم لأن الحكام العرب لم تكن شخصيتهم قوية في الملعب أمام الجمهور والتحقت بدورة تدريبية في الإسكندرية عام 1964 كان يحاضر فيها محمد لطيف
  • أحد أصدقائي أطلق كلباً صغيراً في ملعب الفحيحيل خلال تحكيمي المباراة
  • لم أحصل على شهرة كبيرة في مجال التحكيم وأقول للرياضيين: «الرياضة عطها تعطيك»
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع يأتي من مضمار الرياضة فهو حكم كرة القدم سليمان خليفة الخلفان. يحدثنا عن ذكريات الماضي ويقول انه ولد في المرقاب والتحق بمدرسة ملا مرشد السلمان وبعدما أغلقت المدرسة التحق بمدرسة المرقاب والقريبة من بيت والده مع مجموعة من أبناء المرقاب ومن ثم مدرسة صلاح الدين وتركها والتحق بالمعهد الديني، وأنهى الدراسة الثانوية في المعهد، وقد لعب كرة القدم في الحي مع أصدقائه وفي المعهد، وكان يذهب الى الأندية القديمة: العروبة، الخليج وغيرها من الأندية التي كانت موجودة بذلك الوقت.. وبعد التخرج في المعهد الديني التحق بالعمل في وزارة المالية وعين محاسبا في بداية حياته العملية، وتمت ترقيته حسب القوانين المتبعة في الترقيات.

بعد أن أمضى الفترة القانونية في العمل، تقاعد وتفرغ للعمل الحر، وبدأ حياته في شراء الأراضي وبنائها وبيعها بيوتا واستمر يعمل وحصل على أموال كثيرة.

يقول سليمان الخلفان انه عمل حكما لكرة القدم لسنوات عدة والتحق قبل ذلك بدورة التحكيم التي أقيمت في الكويت لمدة شهر وبعد ذلك سافر الى الاسكندرية مع مجموعة من الحكام والتحق بدورة تحكيم لمدة شهر ولكن حصل ان الاتحاد لم يوف بوعده لهم.. ماليا.. وعاد الى الكويت وأول مباراة صار حكما لها بين العربي واليرموك وفاز العربي بنتيجة 2-1. حديث شيق يتضمنه هذا اللقاء مع الضيف سليمان خليفة الخلفان،

فإلى التفاصيل:

في مستهل اللقاء يحدثنا ضيفنا سليمان خليفة الخلفان عن أيام طفولته المبكرة ومولده والصبا حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة المرقاب، وذلك بفريج الريش ومن العائلات التي كانت تعيش في تلك المنطقة عائلة المزيني والريش والمالك والقعود، وبيت الوالد حاليا جزء من مجمع الوزارات ومن المساجد في المرقاب مسجد الوزان ومسجد الفضالة ومسجد القصمة ومسجد الفليج وهو الأقرب لبيتنا ومسجد العلي العبدالوهاب، وكنت اذهب الى مسجد الفليج للصلاة مع أصدقائي، واذكر من الأصدقاء يوسف الغنام الرشيد ومحمد الحوطي ومحمد ابراهيم وعبدالله وأبناء الريش منهم خالد وسليمان وعلي الطيار، البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض، يعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران واذكر ان عائلة الريش عندهم حملة للحجاج وعندهم فرقة شعبية للعرضة، وبعد وفاة الكبار منهم انتهت حملة الحج.

واذكر المرقاب وبيوتها عندما ارجع من المعهد الديني أقول للوالدة جوعان فتعطيني خبزة عليها شكر ودهن (سكر) وآكلها ومن المرقاب الى المعهد الديني بالدراجة والسكك ضيقة واذكر ان الكثير من الكويتيين ما كانوا يطبخون الغداء، كان الطبخ يقتصر على العشاء واعيش على أكل الخبز والتمر حتى العشاء، اذكر الشارع الهلالي بعدما ثمنوا البيوت القديمة، فالشاعر عبدالله الحبيتر قال هذه القصيدة بعدما تم افتتاح الشارع الهلالي:

الشوارع والهلالي

فرقوا كل الأهالي

وين جيراني وخالي

طلعوهم من فريجي

واذكر ان بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 مع أول دفعة من تثمين البيوت وذلك بسعر 29 ألف دينار، سعر قليل جدا، واعطوا الوالد قسيمتين، فذهبت الى أمين سر البلدية وقلت له: قسيمتان لا نستطيع ان نبنيهما فقال: روح خدهم للوالد واسكت.. واخواني صغار.

ولذلك قسيمة اخذها أخي صالح، والثانية باعها الوالد وعبدالله شعيب ومعه اثنان وذهبنا الى القسيمة مع الوالد وقال رجعنا هذا بر والخالدية كانت بر خالية من البيوت وفيها قصر الشيخ خالد عبدالله السالم. وبعنا القسيمة بسعر بسيط، بيوتنا القديمة كلها غير صالحة للسكن حاليا والأولاد كبروا حاليا والناس يهدمون ويبنون بيوتا كبيرة من 3 أدوار لأولادهم وأحفادهم، ويبنون شققا لهم عكس السنوات القديمة، وحاليا نقطة مهمة جدا، اسأل الأولاد هل انت متزوج يقول «لا غير متزوج» بسبب المادة وارتفاع الإيجار حاليا، وأول ما تسلمت القسيمة في الخالدية في القانون يجب على المواطن خلال 6 شهور ان يبني القسيمة فهو ملزم بذلك أو تسحب منه، وكنت قد سبق ان بدأت بصب القواعد وأعطاني إنذار القانون ما فعلوه فيما بعد قالوا من يملك قسائم ولا يبنيها يسدد رسوما ولكن لم يفعل، حاليا القسائم غالية جدا عكس القديم، التثمين في المرقاب جميع البيوت تم تثمينها واعطوا قسائم في الفيحاء والخالدية.

قسيمة الخالدية بنيناها طابقين وفيها بلكونات، كان المهندسون لا يعرفون طبيعة وعادات المجتمع الكويتي، وكانت تجمع الغبار والتراب وتكشف على الجيران، جو الكويت حار لا تصلح له البلكونات لكن المهندسين سابقا لا يعرفون شيئا عن المجتمع الكويتي ولا فائدة من البلكونات، بعد ذلك بعت بيت الخالدية وبنيت بيتا من دون بلكونات، كانت منطقة اليرموك فيها الـ2500 قسيمة، فاشتريت قسيمة وبنيتها وكان سعرها 3 آلاف دينار عام 1970 وكان يطلق عليها جنوب العديلية.

الدراسة والتعليم

يتحدث الخلفان عن مشواره في التعليم والتحاقه بالدراسة قائلا:

أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد الذي صار فيما بعد نائبا بمجلس الأمة، وفي الحوش الثاني محمد ابراهيم الحوطي ومدرس اللغة الإنجليزية ناصر الحوطي وملا سليمان كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم والتجويد، أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت الى مدرسة المرقاب وبعد سنوات من الدراسة انتقلت الى المعهد الديني ومقره السابق عند ماء سبيل ابن دعيج، وعام 1957 انتقل المعهد الديني الى منطقة الشرق بالقرب من مدرسة كاظمة والناظر كان مصريا والوكيل عبدالعزيز الشاهين وبعض خريجي المعهد الديني سافروا الى القاهرة واذكر منهم يوسف غنام الرشيد وراشد الحماد وغيرهما من الطلبة.

أكملت دراستي في المعهد الديني، وأذكر من المدرسين المرحوم الشيخ علي حمادة كان يعلمنا الفقه واللغة العربية، ومن المواد الحساب والتجويد، وكانت لا توجد لغة انجليزية، واذكر من الطلبة ناصر دغيشم ويوسف الدعيج وعلي الطيار واحمد الخليفة.

كنت اذهب الى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب الى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958 (ثانوية المعهد) ومن الطلبة كثيرون مثل ناصر الدغيشم.

العمل بالمالية

عن عمله بعد الدراسة يقول الخلفان: حصلت على شهادة وعينت موظفا في دائرة المالية في قسم المحاسبة عام 1959 وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الأسبق رئيس دائرة المالية، وأحمد العبداللطيف كان المدير واحمد سيد عمر مدير وحامد الشيخ يوسف أيضا مدير ورئيس القسم علي حسين الحرز، وكان الراتب 150 روبية اعطي منها للوالد واخواني، ومع الوظيفة جدتي اشترت لي سيارة وحولتها الى تاكسي اشتغل عليها في نقل الركاب بعد نهاية الدوام، وسعرها 13 ألف روبية، كانت سيارة أوبل، جدتي والدة امي هي حصة العويضي وقد ثمن بيتها في منطقة النسيم، وبدأت العمل بها وانقل الركاب من دروازة العبدالرزاق الى منطقة الدسمة والنقرة، وسعر الراكب نصف روبية وكسبت منها خيرا كثيرا، وسواق التاكسي كانوا من الكويتيين، كانت البيوت والأراضي رخيصة، فكرت ان اشتري قسيمة، المهم اشتغلت على سيارة التاكسي لعام 1966 منذ عام 1958، وبعد التقاعد باشرت العمل في بناء القسائم وبيعها بيوتا، هذا بسبب عملي موظفا وسائق تاكسي.

وايضا كلما بنيت منزلا اشتريت ارضا وقمت ببنائها ثم أعرضها للبيع، بنيت في الاندلس وقرطبة ومناطق اخرى.

اذكر عندما كنت اعمل على التاكسي لا اعرف اسماء السائقين، ولكن أذكر منهم ابو عيسى، ابو مزعل، ابو محمد، ومن الكويتيين اذكر سائقين كثيرين، والسيارات صالون وموديلات الخمسينيات والسيارات اميركية فورد وشفر واوبل الماني، نقف بالسرى دروازة العبدالرزاق مقابل المزرعة ويوجد سرى في ساحة الصفاة عند حفرة الحمود ويوجد سوق حراج للحمير عند مبنى البرقية.

منطقة المرقاب

يحكي الخلفان عن منطقة المرقاب قائلا: في المرقاب توجد حفرتان الاولى تعرف باسم حفرة الفريج والثانية حفرة بن ادريس وتتجمع فيها مياه الامطار وحفرة بن ادريس قريبة من المسيل، وهي حفرة كبيرة، واذكر حفرة المسيل فيها آبار وفيها مياه، وفي المرقاب سوق الحمام كنت اشتري منه حماما واشارك فيما يسمى «كش» الحمام تطير مع عبدالله ومحمد الحوطي، وفي احدى السنوات عام 1956 ضاعت لي حمامة والسبب ان الجراد غطى الشمس فما ترى الحمامة البيت، وضاع الحمام، وكان من الاصدقاء الحوطي وعندنا ما يسمى الكتويل لمعرفة اتجاه الرياح كي تتمكن من اطلاق الحمام في الجو، اما انواع الحمام القلابي فليس مثل حمام هذه الايام، وكنت «اكش» الحمام يطير، وحاليا ولدي خليفة يشتغل بالحمام يبيع ويشتري، وسعر الحمامة يتراوح بين 4 و5 آلاف دينار، والحمام القلابي مميز قديما، وكنا نصيد بعضنا من بعض ولا نرجع الحمامة لصاحبها، قديما يقول الذي يطير الحمام ليست له شهادة كشاهد، هذا غير صحيح، ولهم اماكن خاصة، وفي البر لهم اماكن وجواخير، واذكر انه طارت مني حمامة ونزلت عند الجيران ودخلت البيت وصدت الحمامة، وكانت النساء جالسات في الحوش ولم يحصل شيء، اعتبروني ولدهم، وهذا من حبي للحمام، وكان السابقون طيبين جدا، والوالد كان يوصي علينا الجيران عندما يذهب الى الغوص، فالجار اهل بالنسبة لجيرانه، وكان الوالد سكوني مع الصقر.

الاولون كانوا مؤتمنين بعضهم على البعض، وعندنا احد النواخذة يسولف لنا عن البحر في النادي، والحمام انواع والبيع كان كل يوم جمعة في سوق الحمام في المرقاب، وسعر الحمامة كان رخيصا وكان القليل من الكويتيين يأكل الحمام، فكانوا يأكلون اللحم وخصوصا اللقاط، وكان احد الجيران يذبح الحاشي ويبيع اللحم بالسكة بين البيوت يوميا، ولا يوجد ممنوع وكل يوم الذبح، ولا توجد ثلاجات ايضا الرجيبة كانوا يذبحون.

كان تعييني في المالية 6/10/1959 وكنت محاسبا، واذكر حادثة حصلت عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقدا للمواطن فيضعه في كيس ويحمله الى بيته، الا ان احد المواطنين اخذ المبلغ ووضعه في كيس وحمله وهو ذاهب الى بيته، وكان ذلك المواطن بيته الذي ثمن في خيطان قد تسلم مبلغ 29 الف دينار، الدنيا امان ولا احد يتعرض لك، تسلم المالية نقدا واثناء سيره وهو ذاهب الى البنك الوطني وبطريقه دخل الحمامات ووضع الكيس بجانبه، وبعدما خرج دخل سوق الخضرة واشترى بعض الفواكه، تذكر انه وضع كيس النقود بالحمام فرجع فلم يجد النقود، سرقت، وفي اليوم الثاني رجع الى المالية وبلغنا بما حصل له وكتبنا كتابا للمغفور له الشيخ جابر الاحمد وكان يومئذ رئيس الماليــة وصـــرف له نصــــف المبلـــــغ، وهــــذه الحادثـــة لا انساها وما زلت اذكرها.

اقول ان الانسان يجب ان يكون حريصا على امواله وحلاله.

بعد المالية وبعد التقاعد لم اشتغل في اي مكان آخر عينت محاسبا ومحاسبا اول وكان رئيسنا عبدالرحمن الملحم ومعنا بعض الوافدين، وبعد خدمة خمسة وعشرين سنة تقاعدت وباشرت العمل الحر وبعد التقاعد تمنيت لو اني لم اشتغل بالوزارة، لان العمل يجعل الانسان كسولا، واما العمل الحر فيشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالاندلس وكان ثمنها خمسة آلاف دينار وبنيتها وبعتها كبيت وكان الربح في البيت ثلاثين او خمسة وثلاثين الف دينار وبعد خمسة او ستة شهور ابيع بيتا ومع هذا توجد راحة البال والقلب وبدون تفكير وأما التفكير فيشغل النفس.

مواطن كان يعمل بناء إذا رجع من العمل تعشى ونام وآخر سكان الحي يشاهدون ان الماء ينزل ليليا الى الشارع من سطح البيت فيغتسل ويسبح، سألوا لماذا الماء ينزل ليليا؟ والآخر سألته زوجته لماذا جارنا ليليا الماء ينزل من بيته ونحن لا يوجد عندنا ماء، ذهب الى رجل آخر واعطاه مائة روبية وقال له هذا المبلغ اشتغل به في السوق واذا رزقك الله فاعطني اياها، اشتغل الرجل بالبيع والشراء ويرجع الى البيت متعبا لاحظ الناس ان الماء صار ينقص ولا ينزل من بيته ماء كثير انشغل باله وفكره بالعمل فالمائة روبية شغلته عن اهله1

حداق وصياد سمك

عن هواية الحداق وصيد الاسماك في مياه الخليج يقول ضيفنا: بعد التقاعد وبعد الانتهاء من العمل الحر اشتريت طرادا وعندي سائق يذهب معي للحداق لصيد السمك وايام الشتاء اباشر الحداق وطرادي في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975وأمارس هواية صيد السمك منذ الشهر العاشر من كل سنة الى الشهر الثالث ومعي الهندي، وفي ايام الشتاء السمك متوافر واعرف اماكن الحداق ولا استخدم الا الخيط ومنذ الصباح حتى المساء.

مزاجي في الحداق صباحا

والمكان الذي كنت اذهب له ليلا كي لا اضيع اذا دخلت البحر اجعل عمارات البر نيشانا ودليلا للعودة ولا توجد عندي اي اجهزة واخرج مع الربع وكل واحد في طراده ونحن مجموعة من الصيادين في شبرة الوطية التي بناها لنا المرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم ناديا للصيادين في الوطية على الساحل، ولا ازال اذهب للحداق واكون حريصا على صيد السبيطي والخيط الذي استخدمه يختلف عن خيوط الاسماك الاخرى وكذلك الطعم لا الييم ايضا يختلف واستخدم مصران الدجاج في صيد السبيطي وكذلك صيد الشعم وسابقا اصيد النويبي ولكن تركته.

الخلفان والرياضة

اما هوايته الاخرى وهي ممارسة الرياضة فيقول عنها الخلفان: منذ مرحلة الشباب كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني واذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة ولكن بالنسبة لهوايتي كانت كرة القدم والمجال ضيق لان ساحة المدرسة في ذلك الوقت صغيرة وبعدما انتقلت الى صلاح الدين كان فيها ملعب كبير لكرة القدم فزاد النشاط والحماس، والتحقت بعد سنوات بنادي القادسية ولعبت في ملاعب الجزيرة ومع نادي المرقاب ولكن كلاعب غير مسجل بالفريق اذكر جاسم المواش كان رئيس نادي المرقاب وهو درجة ثانية وكان ذلك عام 1948 ولكن التحقت معهم عام 1952 وموقع نادي المرقاب بالقرب من مسجد الفليج ونلعب الكرة خلف سور الكويت.

قرب المجاص مكان صناعة الجص خلف سور الكويت، وكان بعض المواطنين يحرقون الأرض فيتحول التراب إلى مادة ترابية بيضاء تستخدم في مسح جدران البيوت، وينقل بواسطة الحمير ويباع على المواطنين. فكنا نلعب هناك لعدم وجود بنايات أحيانا نخرج وندخل من الدروازة «بوابة السور وإذا كانت الأبواب مغلقة ننط ونقفز من على السور إلى جهة المجاص ونرتدي ملابس رياضية خفيفة من نوع «ام سر» وخيطا واحذية من نوع «اللابجين» خط اسود ونشتريها من بهاسين بأسعار قليلة وبسيطة كنت ألعب بنادي المرقاب مع أبناء الفريج، وكانت العارضة والقائم من الخشب العريض، وبعد سنوات من اللعب تعرفت على عبدالله العوضي، وقال: عندنا دورة للتحكيم وكان عضوا في اتحاد الكرة، وكنت أشتغل بالمالية، وقال: عندنا اقتراح من السنة القادمة سنوقف الحكام الأجانب نريد تدريب وتعليم الكويتيين، فالتحقت بالدورة وكان هناك عدد من الحكام حيث التحقت عام 1964، وكان المحاضر محمد لطيف والعشماي.

وكان قبل ذلك الحكام من العرب والأجانب ولم تكن لهم شخصية قوية بالملعب أمام الجمهور فأرادوا تغيير الحكام وتكويت التحكيم، وخاصة أن الحكم الكويتي له مكانته عند الجمهور، المهم التحقت بالدورة وكان معي عدد من الشباب الكويتيين وكان قبلنا دورة وفي نفس الدورة فاروق العوضي ومحمد شعيب وعبدالعزيز السلمي وجاسم عاشور وسليمان الخلفان وجواد عاشور وذلك عام 1964، وكان أول تحكيم بين العربي واليرموك على ملعب النادي العربي القديم بالدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم وكان الفريقان تحت سن الثانية عشرة وكنت حكما أول بالملعب، وقد فاز بها العربي 2/1 على اليرموك، وكانت المدرجات من الخشب وحضر جمهور لا بأس به وكان حكم العربي بلغاريا واليرموك أحد لاعبيهم وقد حضر فريق اليرموك من فيلكا.

أما الدورة الثانية التي التحقت بها فقد أرسلنا إلى الإسكندرية وعقدت دورة التحكيم هناك واخرون إلى لندن.

البداية أعطوا لكل حكم مائة وخمسين دينارا وكان يوسف سويدان رئيس المجموعة وعددنا خمسة وعشرون حكما سافرنا إلى الإسكندرية وسكنا في سكن الاتحاد السكندري ولمدة شهر، والسكن كان داخل السوق، الدورة على فترتين في الصباح محاضرات وبعد العصر تلعب على ملاعب الاتحاد السكندري وأذكر المحاضرين محمد لطيف والعشماوي وهما اللذان كانا يحاضران في الكويت، وكانت المحاضرات شاملة كل ما يواجهه الحكم في الملعب وأصعب نقطتين يواجههما الحكم هما أن يكون غير متردد في اتخاذ القرارات في الملعب مثلا قبل طرد اللاعب على الحكم أن يتأكد من الخطأ وخلال ثوان عليه أن يتخذ قراره من دون تردد ولا يتراجع عن قراره، وبالنسبة للصفارة فعلى الحكم أن يمسك الصفارة بيده، التحكيم صعب جدا ومن القرارات الصعبة ضربة الجزاء وطرد اللاعب فهما أصعب نقطتين عند الحكم يتخذ فيهما قراراته.

وبعد شهر في الاسكندرية حصلت على دبلوم تحكيم ولكن قصروا معنا، البداية أعطونا مائة وخمسين دينارا، على أمل ان يعطونا مائة وخمسين دينارا ولكن لم يصدقوا معنا ولم يعطونا ولم يوفوا بالوعد ولم نحصل على مائة وخمسين دينارا.

طبعا حصلت على إجازة كان براك المرزوق وعبدالحميد حسين قد تخرجا في مصر ومعهما فجحان هلال المطيري وعبدالمطلب الكاظمي، وعينوا في المالية وكنت يومئذ موظفا في المالية وحصلت على إجازة وسافرت الى الإسكندرية وبعد 3 سنوات عملت حكما وتركت التحكيم ولم أحصل على شهرة كبيرة ويوسف سويدان كان الرئيس، وجبر الجلاهمة وعبدالرحمن البكر والبناي وعبدالسلام الياقوت ومحمد المجلي وشاركت معهم بالتحكيم، واذكر حكمت في مباريات بين أندية النصر والعربي واليرموك والفحيحيل واذكر ان من الحوادث على ملعب الفحيحيل ان د.عبدالعزيز رشيد كان من رواد الديوانية التي كنت أذهب اليها والتقي معه فيها وصارت صداقة بيننا ومن ضمن الحدث ان قلت غدا عندي تحكيم مباراة على ملعب نادي الفحيحيل كان عنده كلب صغير «بچي» وحضر المباراة وكنت الحكم في منتصف الملعب، أثناء المباراة أدخل الكلب الى داخل الملعب وأوقفت المباراة، من الشروط ان الحكم لا يحق له توقيف المباراة اكثر من 15 دقيقة، المهم باشرنا اللعب بعد طرد الكلب، وفي الليل ذهبت الى الديوانية ورواد الديوانية يضحكون، خير إن شاء الله، فقالوا عن المقلب الذي عمله د.عبدالعزيز رشيد كانت المباراة بين الفحيحيل والنصر على ملعب الفحيحيل.

وايضا من الحوادث كان عندي تحكيم على ملعب النصر بين العربي والنصر وصار فيه تعادل وعندنا حسين بوحمد بالمالية وقال غدا في المالية وكان متعلقا بالشبك مع الجمهور وكان محتجا على ضربة الجزاء ويصرخ بأعلى صوته وقال تخاف من العربي وكان البلنتي صح لكن الجمهور يريد ان يحتج حسب فريقه. قديما كانت الأرض صلبة وغير مزروعة وكان اللعب ايضا فيه خشونة ولكن ليس مثلما نشاهد حاليا.

آخر الحديث أقول للرياضيين: القعدة والديوانية مع إحراز البطولات ما يصير، يجب الاهتمام بالرياضة، مارادونا ما ينام إلا والكرة بيده وذلك حبه للكرة اعطها تعطيك، اللاعب ما يجب عليه السهر لا نريد التراجع في اللعب، على الشباب ان يعطوا بلدهم الكثير مثلما أعطاهم.
 
مؤذن المسجد الأقصى سعيد العباسي: ولـدت في إربـد الأردنيـة وجدي كان شيـخ قبيلـة وعـدت مع العائلـة للعيـش في القـدس قبل «النكسـة»
السبت 2014/9/27
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 2935
A+

A-





المسجد الاقصى قديما

قبة الصخرة في لقطة تاريخية

حريق المسجد الاقصى ترك جرحا في قلوب كل المسلمين
سعيد العباسي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي




  • كنت أقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية وبعد النكسة عملت في مطعم ومصنع للبسكويت والمعاش بالليرة الإسرائيلية
  • التحقت بالمعهد العربي الكويتي عام 1971 في أبوديس بالقدس الشرقية ولا يزال موجوداً إلى الآن
  • درست المرحلة المتوسطة في «الأيتام الصناعية» بالقرب من المسجد الأقصى
  • لجنة الاختبار في «الأوقاف» قالوا لي «تعيينك لإمكانياتك والواسطة وعمك لن ينفعك» وعينت سنة 1989
  • تعلمت التجويد في المسجد الأقصى وفي عام 1978 وحصلت على جائزة من دورة في أحكام التلاوة
  • شيخي داود عطاالله عرض عليّ الزواج من ابنته وتمت الزيجة في العام 1969
  • قصة «حياة فقيرة» اقتبستها من أخي لدى دراسته في القاهرة وحصلت بها على 80 درجة في مادة الإنشاء
  • في الصغر كنت أذهب بالدراجة من القدس إلى أريحا وأزور متحف هشام بن عبدالملك
ضيفنا هذا الأسبوع من بقعة مباركة من موطن يشغل بال وفكر ويستوطن قلب كل مسلم، إنه مؤذن المسجد الأقصى الشيخ سعيد العباسي. ولد في مدينة إربد الأردنية في العام 1954 حيث كان والده يعمل شرطيا. ينتمي إلى عشيرة العباسي وكان جده شيخ قبيلة، انتقل مع أسرته إلى العيش في القدس قبل وقوع النكسة في العام 1967. يتحدث في هذا اللقاء عن قدومه السريع إلى الكويت عبر زيارة قام بها، ويسترجع ذكريات الماضي في الأردن وأرض فلسطين.

يكلمنا عن بداياته ومسيرته التعليمية وطفولته. أنهى المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدينة القدس حيث كانت المتوسطة في مدرسة الأيتام الصناعية القريبة جدا من المسجد الأقصى والتي بدأ فيها فكره وقلبه يتعلق بالمسجد الأقصى وربما يحلم بالعمل فيه.

يتحدث عن قصة تعيينه في وزارة الأوقاف الإسلامية والمسجد الأقصى وتعلمه التجويد وماذا قالت له لجنة الاختبار قبل التعيين وهل قبلوا بالواسطة أم لا؟ كل هذه الأمور وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في بداية اللقاء يعرف مؤذن المسجد الاقصى في القدس الشيخ سعيد العباسي القراء بنفسه وكيفية مجيئه الى الكويت قائلا: باسم الله والحمد لله العبد الفقير الى الله قارئ القرآن الكريم، مؤذن المسجد الاقصى المبارك سعيد ابراهيم العباسي، شرفني الله في شهر رمضان المبارك ان اكون في بلدي الثاني الكويت، جزى الله صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد والحكومة الرشيدة خير الجزاء لما يقدمونه دائما من دعم ومساعدة لفلسطين وجعل عملهم هذا في ميزان حسناتهم.

وبالنسبة الى حضوري الى الكويت فكانت البداية انني تعرفت على سفير الكويت في الاردن وطلبت منه ان يمنحني فيزا دخول وزيارة الى الكويت ووالله ما قصر وحصلت على تأشيرة الدخول الى الكويت من بلدي ومن بيتي في منطقة سلوان، والحمد لله رب العالمين الذين اعطاني الصحة والعافية ووصلت الى الكويت في 30/6/2014 ثاني ايام شهر رمضان المبارك.

مكان وتاريخ الولادة

وعن مولده والايام الاولى من حياته، يقول العباسي: ولدت في مدينة اربد بالاردن يوم 6/7/1954 شارع الحصن، وكان والدي يعمل شرطيا، عشت وترعرعت في مدينة اربد وتعلمت في مدرسة اربد المرحلة الابتدائية، وبعدما انتقل الوالد من اربد الى طولكرم في الضفة الغربية عدنا الى بلدنا، اربد عروس الشمال، مدينة رائعة، وبعدما انتقلنا الى طولكرم كنت ازور اختي الوحيدة في عمان، اذهب الى مدينة اربد، وبعد سنوات عندما صرت مؤذنا زرت اربد مع زوجتي واولادي وشاهدوا بيتنا هناك وبعدما صرت مؤذنا اذنت في المسجد الكبير باربد مسقط رأسي.

وخالتي تسكن في اربد في الحي الجنوبي سكن الاطباء.


ADS BY BUZZEFF TV


قبل عام 1967 انتقلنا من اربد الى القدس، والوالد سبقنا وانتقل الى طولكرم بحكم وظيفته لأنه عسكري، وكان بيت العائلة في القدس منطقة سلوان منذ عهد اجدادنا ونحن من عشيرة العباسي وكان جدنا شيخ قبيلة اسمه احمد عبدالله عبدالجواد العباسي (ابوصلاح)، المهم عدنا الى القدس منطقة سلوان كان يسكن في البيت الكبير القديم جدي وجدتي، كانت القدس مشهورة بالزيت والزيتون، فكان جدي يعطينا ويرسل لنا في اربد، كان عمري تسع سنوات في الصف الخامس الابتدائي عندما انتقلنا الى مدينة القدس والتحقت بمدرسة احمد سامح الخالدي في القدس، وكانت قريبة من البيت، اكملت المرحلة الابتدائية ست سنوات، ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية في البلدة القديمة داخل اسوار القدس.

المرحلة الإعدادية

ويكمل العباسي عن مسيرته الدراسية: ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية في القدس واسمها مدرسة الايتام الصناعية، تلك المدرسة فيها تعليم اكاديمي وصناعي في القدس من الداخل تحديدا من شارع الواد قريبة جدا من المسجد الاقصى المبارك، التحقت بالصف السابع الاعدادي والثامن والتاسع، انهيت الدراسة فيها، وبعد ذلك انتقلت الى ابوديس (المعهد العربي الكويتي) وذلك اعوام 1971 و1972 و1973 المرحلة الثانوية، ولايزال المعهد موجودا في ابوديس في القدس الشرقية، وحاليا من مناطق الضفة الغربية، ورسبت في شهادة الثانوية ولم احصل على الشهادة الثانية، والوالد في طولكرم عام 1967 حدثت معركة الايام الستة، والوالد رجع الى سلوان ولكن نحن خرجنا الى اريحا وحملت الراية البيضاء ومن القدس الى اريحا، المهم رجعنا الى سلوان القدس بعد المعركة

وقد كنت قارئ القرآن في الاذاعة المدرسية، ورجعت الحياة الطبيعية بعد معركة عام 1967 وباشرت العمل في المطعم والمصنع للبسكويت والراتب الليرة اسرائيلية، وحاليا الشيكل، وكنت اتسلم عشر ليرات فقط، وعندنا اراض زراعية وجدتي كانت تزرعها بجميع الخضار، وعندنا صبر ولوز وبرقوق وعنب وتين وكان جدي عنده جاخور اغنام وبقر في فلسطين، وعندنا طابون (تنور) يخبرون فيه الخبر، ومع كل هذا ذهبت للعمل واشتغلت بالمطعم.

الأنشطة أثناء التعليم

عن بعض الانشطة التي مارسها خلال الدراسة، يقول العباسي: عندما كنت طالبا كان عندي انشطة امارسها في المدارس واشارك الزملاء في المدرسة، وكما ذكرت نشاط الاذاعة وقراءة القرآن الكريم امام الطلبة والرياضة ولعبة كرة القدم والموسيقى وكنت اغني اناشيد واضرب على الطبل في الطابور مثلا كنت اغني في عيد الام اغنية اقول فيها:

ان قضيت العمر اهديها

محض حبي لا أكافيها

انما الدنيا وما فيها

لا تساوي لفظة لأمي

كانوا يعلموننا الموسيقى في المدرسة، وألعب كرة القدم، وكنت دفاعا، واذكر بعض الزملاء الذين لعبوا معي، راتب حمد وابراهيم العباسي وخليل العباسي وسعيد نضر ابوذياب ونبيل ياسين وعماد ابو نعمة واكرم طهبوب واكرم المقداد، وكنا نلعب كرة القدم في حصة الرياضة ومدرس الرياضة المرحوم يعقوب الانصاري، وهو من الانصار، وكان المسؤول عن سدنة المسجد الاقصى، وكنت استخدم الدراجة واذهب بها الى اريحا واحيانا استأجرها لمدة ساعة واذهب الى متحف هشام عبدالملك وهو اول متحف اثري في اريحا وتحت حماية السلطة الفلسطينية، وكنت اقرأ الكتب في الشعر العربي، خواطر، مناجاة وقصصا ادبية، وكان عندنا امتحان عربي شفوي، وكانت الطريقة ان الطالب يجهز موضوعا ويلقيه شفهيا امام الطلبة، كان اخي يدرس في جامعة القاهرة الادب العربي وارسلت له ان يساعدني بتجهيز موضوع لكي ألقيه امام الاستاذ والطلبة، وارسل لي قصة قصيرة ونقلني اياها ويوم الامتحان انشاء عربي، هكذا اسمه، وقفت امام الطلبة والاستاذ احمد فريد جبر وقف يسمعني، سألني قبل ذلك ما موضوعك يا سعيد عباسي فقلت له «حياة فقير»، فقال سمعنا، الطلبة من دون كلام، من دون حركة، وبدأت بالكلام وقلت «حياة فقير»، وتجمهر الشباب حول الفصل يستمعون مطلعها: حياة فقير.. كانت تعيش على هذه الارض اسرة فقيرة، اب في السبعين وام في الستين وابن، وذات يوم ابرقت السماء وارعدت، كأنها زفت الى الارض بشرى وأية بشرى هذه، نزل المطر غزيرا ونزلت معه بمشيئة الله الى هذه العائلة الفقيرة، حيث انتزعت ذلك الرجل العجوز من بين احضان الاسرة فضاقت الارض بذلك الشاب من اين له القوت ويعيش هو ووالدته، فذهب يسعى في الشوارع والطرقات والجبال وذات يوم ذهب لاحد المصانع وما ان مكث فيه بضعة ايام حتى طرده صاحب العمل بأنانية، فذهب الشاب يسعى في الشوارع والطرقات وهو يحمل علب الكبريت يبيعها الى هذا وذاك، وبينما هو سائر اذ وقف بجانبه احد الناس وطلب منه علبة كبريت، واعطاه ورقة الدينار، ولم يكن عنده فكة للدينار، وقال له سأذهب الى اقرب دكان وآتي اليك بالباقي فانتظرني لحظة

فذهب الشاب يسعى بين الطرقات والجبال وطال الانتظار بالسائق وظن به الظنون واتهمه بالسرقة لم يعرف ماذا حدث للشاب، وبينما هو سائر زلت قدمه فوقع على الارض (الشاب)، فمر عليه احد المارة ونقله الى المستشفى، وهناك ارسل في طلب امه فتركت البيت تعبث بها الرياح والامطار وأسرعت مهرولة حافية القدمين قبلتها ابنها البار في المستشفى، وما ان وصلت حتى وجدت ابنها طريح الفراش، وقالت اماه تكلم، فرفع الشاب رأسه وقال امي خذي هذه النقود ارجعيها الى صاحبها فإنني لست بسارق، امي لا تبكي علي فإنها الدنيا تفرق بين المرء واخيه، سامحيني يا امي سأقضي كما قضى والدي من قبلي، واسدل رأسه وفارق الحياة.

وكان موقف المدرس يقول صفقوا له، وله 80 علامة في مادة الانشاء، هذه القصة التي نقلني اياها اخي لطفي وهو يدرس في القاهرة.

كان والدي يصرف على اخي حتى اكمل تعليمه في القاهرة وبعد التخرج اشتغل مدرسا في الدمام ومن ثم عاد الى القدس واشتغل في المعهد العربي الكويتي، وكان عنده طالب مريض بالسرطان، وتوفي العام 1976 في القدس.

مؤذن في المسجد الأقصى

عن رفعه الاذان في الاقصى، يقول الضيف: منذ ان كنت طالبا في المدرسة كنت اشارك في برامج الاذاعة المدرسية وكنت اقرأ القرآن الكريم، وهو البداية والمدخل لله سبحانه وتعالى وهبني الصوت الجميل عندما كنت في اربد، كانوا ينقلون صلاة الجمعة من المسجد الاقصى المبارك وكنت اسمع بالشيخ داود عطا الله وهو الذي كان يقرأ وهو مقرئ الملك عبدالله.

وكنت اتمنى ان اكون مثله وكان الوالد يشجعني، وايضا شجعتني على قراءة واستماع المدائح والاناشيد المدرسية وكنت رئيس الفرقة وكنت انشد والكورس من الطلبة يرددون بعدي، كل هذا ساعدني على ان اكون مؤذنا وكان عندي المام بأحكام التجويد وتعلمته في المسجد الاقصى المبارك، وقد سجلت في الدورة، وعندما كنت في المعهد الكويتي الاستاذ فوزي كان يدرسنا العلوم وكان عنده سيكل وكنت اذهب معه العصر الى مسجد رأس العامود وكنت اقرأ القرآن قبل الاذان وخصوصا في شهر رمضان، وفي العام 1978 حصلت على جائزة التجويد في احكام التلاوة، وتعلمت على يد د.حمدان ابواسامة وكان يسمع الطالب بأنه يقرب اذنه من فم الطالب، في تلك الدورة كان ترتيبي الثاني، الاول فضيلة القاضي الشرعي فتحي منصور حصل على 91% وانا حصلت على 89%.

كيف تعرفت على عمي الشيخ داود عطا الله؟

ذات يوم كان عندنا عزاء في منطقة سلوان وكنا قديما نجلس على الارض والعزاء لمدة ثلاثة ايام وعندنا ما يسمى بالتهليلة من سورة الضحى الى سورة الناس، وكل واحد يقرأ وبعدها نقول لا اله الا الله ولله الحمد، كنت صغيرا بين الكبار، ونحن جالسون قالوا الشيخ داود عطا الله وصل، وكان من الحاضرين الشيخ عطا الله العباسي من كبار رجال الدين من الائمة في مسجد سلوان الكبير، حضر داود عطا الله وصل دوري بأن اقرأ سورة النصر (اذا جاء نصر الله والفتح)، قرأتها وكملت القراءة والكبار يستمعون، انتهيت، وبدأت بالانصراف فناداني الشيخ داود عطا الله وقال ان صوتك جميل، وعندي استعداد ان اعلمك ولك ان شاء الله مستقبل، وبدأت اذهب معه الى مواليد النبوية وكنت احمل معه السماعات، كان يعطيني شيئا رمزيا وحفظت القصائد.

بداية العمل

عن عمله وتدرجه بعد ان ترك الدراسة، يقول العباسي: بعدما تركت الدراسة اول عمل اشتغلت في المطاعم وذلك في العامين 1972 و1973، وآخر الدراسة في المعهد العربي الكويتي، جزى الله الكويت كل خير، وكان ناظر المعهد الاستاذ راتب الانصاري، وبعد معرفتي بالشيخ داود عطا الله صرت اقرأ بالموالد وادخلني الاذاعة اقرأ فيها وتعلمت قراءة حفص وصرت اقرأها واصبحت قارئا باذاعة القدس وكان مديرها نور الدين الديريني وكانت صلاة الجمعة تنقل وأول قراءة كانت في غزة في المسجد العمري ومسجد السيد هاشم وكذلك قرأت في مسجد الاستقلال في حيفا مع الاذاعة، وكذلك في المسجد الابيض في الناصرة، وكانت اول قراءة، وقرأت في اكثر المدن الفلسطينية، وكنت آخذ اجرا بسيطا وكنت ارافق الشيخ داود عطا الله بالاضافة لعملي في المطاعم، وفي المساء كنت اذهب لقراءة الموالد، فكنت اشارك مع الجماعة والفرقة والعم الشيخ داود كان يرأس الفرقة، واذا كان مشغولا يكلفني برئاستها.

الزواج من بنت الشيخ داود

الرجل الطيب الانسان المحترم الذي اخذ بيدي الى الطريق، وذات يوم قال لي يا سعيد ارى اني ازوجك ابنتي، وقد توفيت زوجته وكانت في مقتبل العمر، وذلك عام 1969، المهم أخبرت اهلي (والدي ووالدتي)، الوالد فرح عندما بلغته بالخبر، وكلفني عمي داود بأن انتبه على اولاده وألاحظهم وأساعدهم في دراستهم، المهم الوالد ذهب مع والدتي الى بيت العم داود عطا الله، وفي تلك الاثناء جاء النصيب لاخت زوجتي خولة وتزوجت من رياض ومها تزوجت من عزمي جمجوم وتزوجت سهير، المهم الوالد لم يمانع وفرح لأنه سيكون قريبا من الشيخ داود عطا الله الرجل الذي عرف عند العامة والخاصة بأخلاقه الكريمة.

وذهب الوالد واخوانه واعمامه واولادهم، والوالد تعجب وقال من يستطيع ان يخطب بنت الشيخ داود؟! فقلت يا والدي هو الذي عرض علي الزواج منها، وليلة الجمعة ذهبنا جميعا رجال العائلة وكان جدها محمود موجودا وطلبها منها وتمت الموافقة وتزوجتها واستمررت معه في جميع الاعمال.

العمل في الأوقاف

يتحدث العباسي عن عمله في وزارة الاوقاف الاسلامية بفلسطين حيث يقول: اخذني العم الشيخ داود عطا الله وعمل اتصالاته مع المسؤولين وهو رجل معروف لديهم ويحترمونه الله يحفظه، دخلت معه الى المبنى وقدمت الطلب للمسؤولين وكونوا لجنة اختبار ودخلت اللجنة ومعي مجموعة من المتقدمين، وجاء دوري ودخلت على اللجنة وقلت للمشايخ المتواجدين اعضاء اللجنة ان عمي الشيخ داود عطا الله يبلغكم السلام، فرد علي احدهم: يا شيخ سعيد اذا دربت على الاسئلة فستتوظف واذا كان لك نصيب وليس بالسلام من عمك والواسطة، اذكر المشايخ هم د.عبدالرزاق زلوم والشيخ جميل الخطيب ومحمد حسين حاليا مفتي الديار الفلسطينية وحامد ابو طير كان هو الذي يسجل الاسئلة والاجوبة، فبدأت اللجنة بطرح السؤال الاول الى ان اكتملت الاسئلة الـ11، وآخر سؤال طلبوا مني ان اؤذن، فوقفت واذنت الاذان، وبعد ثلاثة ايام قابلت حامد ابو طير فقال لقد سروا منك كثيرا، والوالد كان راضيا عني كثيرا، فلذلك الله وفقني كثيرا.

كان هناك يوجد مكان شاغر وعينت في مسجد سلوان واعطوني المعاملة فذهبت الى وزارة الاوقاف في الاردن والاوقاف مسؤول عنها الاردن.

المهم امضيت خمسين يوما في عمان لاجراء الفحوصات، كان خالي موجودا في عمان وسكنت عنده، واتصل على زوج خالتي وقال له يا بوسعيد عندي الشيخ سعيد ومضى الوقت ومعاملته في الاوقاف نريد ان ننهيها، وذهبت الى الوزارة ونجحت وانهيت معاملتي خلال وجودي في عمان، قرأت في الاذاعة الاردنية والاحتفال في يوم الارض ود.احمد شقرة قال بالحرف الواحد: لقد حضر من الارض ليقرأ بيوم الارض ألا وهو الشيخ سعيد العباسي، وقرأت في مسجد الامير حسن ونقل على الهواء مباشرة، كان عددنا احد عشر شخصا، وعينت في وزارة الاوقاف عام 1986.

حاليا اكملت خمسة عشر عاما في مساجد القدس والشيخ محمد الغزاوي كان يؤذن لصلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك ومعه عدنان فتقدمت بطلب نقل إلى المسجد الأقصى وهناك عائلة فلسطينية وقفوا بطريقي لكي يمنعوني من الأذان في المسجد الأقصى لانهم يريدون المكان لابنهم وراحوا لسماحة الشيخ عبدالحليم سلهب وقالوا له: الاولوية لابننا وليس لنسيب الشيخ داود عطاالله فقال لهم «إذا كان ابنكم الاكفأ فله المكان لكن نحن نعلم أن الشيخ سعيد هو الاكفأ» فتم اختياري فانتقلت إلى المسجد الاقصى مؤذنا وذلك صباح الفجر لمدة اسبوعين وزميلي لمدة اسبوعين، أول أذان كان الفجر في المسجد الأقصى.

المسجد الأقصى المبارك هو أحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال إلا إليها: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة وفي المسجد الأقصى ثلاثة أقوال: الأول بألف صلاة وسمعتها حديثا من الشيخ إياد العباسي بخمسين ألف صلاة والله يضاعف لمن يشاء.

المسجد الأقصى المبارك مساحته مائة وأربعة وأربعون دونما وبداخل هذه المساحة توجد قبة الصخرة المشرفة وللمسجد الأقصى المبارك عشرة ابواب رئيسية: باب الاسباط وباب حطة وباب فيصل وباب الغوانمة وباب الحديد وباب القطانين وباب المجلس وباب السلسلة وباب المغاربة وباب المطهرة وقد عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم من على يمين الصخرة والصخرة من ضمن ساحة المسجد الأقصى المبارك.

وهناك جماعتان في المسجد الأقصى: الجماعة الأولى تسبق الجماعة الثانية بعشر دقائق بالصلاة وهذا الوضع قائم منذ مائة عام ولكن الأذان واحد.

والمآذن قديمة جدا.. والصخرة ليست مغلقة ونظفها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والرسول صلى الله عليه وسلم صلى بها بالانبياء، والمصلى المرواني كان اسطبلا ونظف ويسع خمسة آلاف مصل.

مسجد عمر بن الخطاب بمحاذاة كنيسة القيامة وعندما حضر عمر بن الخطاب فاتحا بيت المقدس جاء مكبرا ووصل باب الخليل وعندما حان وقت الصلاة أمير المؤمنين لم يصل بالكنيسة ولكن صلى بمكان آخر وبني مكانه مسجد.

الازدحام شديد يوم الجمعة للصلاة في المسجد الأقصى، وضع المسجد الأقصى الآن السيادة تحت رعاية المملكة الأردنية الهاشمية وله إدارة عامة تابعة لوزارة الأوقاف في الأردن.

عندنا ضرائب مثلا التلفزيون في بيتي ادفع عليه ضريبة اسمها (الارنونة)، عندنا شركة عربية تأخذ الكهرباء من شركة اسرائيلية ويبيعونها علينا، كل شيء صعب وغال.



أسماء المؤذنين

في المسجد الأقصى:

1 ـ الشيخ سعيد العباسي.

2 ـ عدنان العوبوي.

3 ـ شحادة الفزاز.

4 ـ شوكت صلاح.

5 ـ ناجي الفزاز.

أئمة «الأقصى»

1 ـ الشيخ علي العباسي

2 ـ الشيخ عبدالكريم الزربا

3 ـ محمد جمعة سليمان

4 ـ الدكتور خالد شريطح.

5 ـ الشيخ يوسف ابوسنينه

6 ـ الشيخ وليد صيام وهو شيخ مسجد باب الأدهمي في القدس وهو مدرس احكام التجويد في المسجد الأقصى المبارك لتعليم الاحكام.

5 خطباء

1 ـ المفتي العام الشيخ محمد حسين.

2 ـ الدكتور عكرمة صبري.

3 ـ الدكتور إسماعيل نواهضة.

4 ـ إمام وخطيب الشيخ يوسف أبوسنينه.

5 ـ الدكتور محمد سليم علي أستاذ في الشريعة.

الوضع القائم الآن

عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لا سيما قطاع غزة الآن يقول العباسي: الوضع صعب الآن وأقول الله يرحم شهداء غزة اللهم أكرم شهداء غزة وشهداء الاقصى وسائر أموات المسلمين جميعا.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتنا في أوطاننا وفي بيوتنا واسأل الله ان يفك اسر المسجد الأقصى يا رب وارزق المسلمين جميعا.

واللهم احفظ الكويت وأهلها وأهل الخير.
 
أحمد عبدالسلام: ركبت البحر مع الوالد وأول سفرة لي على «فتح الخير» كانت عام 1937 وسافرنا على السفينة «نايف» سنة 1939 وحمولتها كانت 2500 مَن
السبت 2014/9/20
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 3317
A+

A-




د سلطان الخلف
د سلطان الخلف ومحمد عبدالسلام وعدنان عبدالسلام والزميل منصور الهاجري محمد الخلوصي
هويه الجد عبدالسلام شعيب الصادرة من ميناء مومباي عام 1942
محمد عبدالسلام
عدنان عبدالسلام
نموذج من مخطوطة قديمة لدى العائلة
عقد بيع بيت للجد عبدالسلام شعيب من شعيب بن يوسف
البوم فتح الخير
عاملان اثناء صناعة احدى السفن
اطفال يلعبون الدرباحة
قلاليف يصنعون سفينة
سفن الغوص في الكويت قديما
المكتب الرئيسي لشركة النفط



    • القلاليف صنعوا بوم سفار بكلفة 20 ألف روبية وغرق بسبب عيوب في الصناعة
    • تعلمت على يد ملا بلال قراءة القرآن واللغة العربية والتحقت بالمدرسة الشرقية وقضيت بها سنة ونصف السنة
    • أمضيت في المدرسة 3 سنوات ثم توجهت مع الوالد إلى البحر عام 1937
    • الوالد أخذني معه على سفينة سليمان بن عيسى وكان «سكوني» والنوخذة علمنا القياس
  • كنا أطفالاً نلعب البلبول والدوامة والجيسن والصفروك والهول على ساحل البحر بالقرب من ماكينة السري
  • ولدت في فريج بن خميس موضع مكتبة البابطين حالياً وكانت السكيك ضيقة جداً لا يستطيع الحمار المرور بها
  • بيت العائلة كان مبنياً من الصخر وعلى السطح غرفة بها «باقدير»
  • في أيام البوارج كان يهب علينا غبار بسيط وفي إحدى السنوات كان لونه أحمر
  • سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم
  • شاهدت القلاليف يضعون السفن داخل العمارة أو على ساحل البحر
  • بعدما تركت العمل في البحر اشتغلت في «نفط الكويت» والراتب كان 114 روبية
  • عملت ميكانيكياً في كراج وزارة الصحة
  • اشتغلت كاتباً في ديوان الموظفين واستمررت هناك حتى التقاعد عام 1973
  • تعلمت القيادة عام 1952 واشتريت سيارة بـ 9 آلاف روبية وعملت في نقل الركاب والأجرة انتي
  • سافرنا إلى زنجبار ودار السلام وإحدى السفرات إلى أفريقيا استغرقت عاماً كاملاً
الكويتيون رجال البحر ذوو السواعد السمراء الذين قهروا الأمواج بسفنهم الشراعية لهم عند الأبناء والأحفاد كل تقدير واحترام، يمجدهم التاريخ ويسجلهم للأجيال القادمة، ومن بعدهم أولئك الرجال الذين بنوا الكويت وأسسوها على الخير والتقوى، وستبقى ذكراهم باقية في سجل الكويت التاريخي، وبنوا السفن الخشبية الشراعية وعبروا بها البحار والمحيطات.

ضيفنا واحد من ذلك الرعيل وجيل البحارة الذين ساهموا في بناء الكويت الحاضر، ولولا أولئك الرجال لما وصلت الكويت الى ما هي عليه الآن، ولما تطورت علاقاتها مع الدول والبلدان التي سافروا اليها مثل الهند وسيلان وعدن وشرق وغرب أفريقيا.
ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام يقص علينا القصص البحرية وركوب السفن الشراعية منذ نعومة أظافره مع المرحوم والده بعدما ترك الدراسة، وسافر بالسفن الشراعية وشاهد أهوال البحر والظلام والأمطار والطوفان. يحكي لنا قصة ما أصابهم عندما انكسر الدقل ونزلوا الشراء في احدى السفرات، وكيف سارت السفينة وقصة الماء في خزانات السفينة وماء الناريل (جوز الهند) عندما قال لهم النوخذة حافظوا على الماء وقصة نقل الأخشاب، والمدن التي مر بها، وعايشوا أهوال البحر.

عمل ضيفنا في وزارة الصحة بوظيفة ميكانيكي وعمل في لنجات التكات وديوان الخدمة المدنية كما عمل سائق سيارة تاكسي، ومارس الأعمال والمهن المتعبة بكل قوة وشجاعة. نتعرف من خلال السطور التالية على مزيد من التفاصيل عن حياة احمد عبدالعزيز عبدالسلام وذكرياته، وما علق بذاكرته من صور أيام أول.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يتحدث ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام عن بداياته ومولده قائلا: ولدت في دولة الكويت في الشرق بفريج خميس حاليا مكتبة البابطين شارع الميدان في هذا المكان ولدت في بيت الوالد وأذكر من جيراننا بيت أبناء عائلة الشايع ـ بيتنا بجوار بيت محمد وسليمان الفيلكاوي كانت السكيك ضيقة جدا لا يستطيع أن يطوف بها الحمار لضيقها.

الكويت القديمة، جدا كانت بيوتنا مرتفعة عن سطح البحر وأذكر من خلفنا العشيش وأذكر أن جاسم اليعقوب اشترى العشيش وكانت البيوت من الطين وبعضها من صخور البحر وأذكر أن بيت العائلة كان مبنيا من الصخر، وكانت عندنا غرفة فوق السطح «لها باقدير» يدخل منه الهواء إلى داخل الغرفة وأيام البوارح يهب علينا غبار بسيط وأذكر أنه في إحدى السنوات هبت علينا رياح وكان الغبار لونه أحمر.

وأذكر عندما كنا شبابا كان أصدقائي أبناء بيت شايع يوسف ويوسف ملا عيسى وآخرون وشاهدت أحمد الهندي الأب الكبير يلبس عقال شطفه.

وبفريج بن خميس أولاد كثيرون وأذكر أحمد الصالح الممثل جاسم الصالح رحمه الله، وهناك أولاد كبار وكنا نعمل (دعن) عريش من جريد النخيل وعلى ساحل البحر الرمل بارد وظل وأذكر ان سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم مثل سفن عائلة بن خميس وكنت أشاهد الغاصة بعد عودتهم من العوص ويعطونا هدية العوعو «نجم البحر» ونحن أطفال نلعب به وقرقمانة من حيوانات البحر.

وكنا نلعب چعاب مع الجيس ومن الألعاب الهول فنلعب فريقان متقابلان ونلعب عند ساحل البحر بالقرب من ماكينة الري ونركض إلى بيت بوقماز، وأذكر من الأصدقاء مشعان وجراح الرومي وأولاد بن شايع ويوسف الجيران وأولاد عائلة الرومي وعلي بن حمد هذا فريقنا ونعمل معياله (قطعة قماش) نربط بها صخرة صغيرة ونرميها على بعض وكل فريق يرمي على الفريق الآخر وإذا كانت الضربة بالرأس نعالج الجرح بالنورة البيضاء ويغسل الرأس بماء البحر فيشفى الجرح، والسبب كلام بين الطرفين من الشباب فيحصل تصادم بين الطرفين.

وكنا نلعب البلبول والدوامة والجيس والصفروك ولعبة اسمها «داز من داز»، ونتفق على اللعبة لمن يكون الفوز مثلا عبدالله الشرف يعطينا لعبة جديدة وهي «داز من داز» وهي ان الواحد يرمي الجيس لمسافة بسيطة والجيس قطعة من الحديد واللعبة عن حق مثلا نصف روبية الذي يرمي ويصيب النقود يأخذها له وإذا لم يصبها يدفع مثلها للطرف الثاني، وأما لعبة المقصوي فتتكون من المطاعة وهي عصا طولها متر وعصا قصيرة طولها بحدود عشرين سنتيمترا وقبل بداية اللعبة واحد من الشباب يمسك بالمطاعة ويذرع الأرض (يقيسها) بالطول لعشرين خطوة أو مسافة أكثر، طبعا الاختيار قبل قياس الأرض الفريق الأول يقولون لنا الله الفريق الثاني يرد عليهم ويبدأ اللعب.

العصا الصغيرة تثبت بالأرض واللاعب يمسك بالعصا الغليظة الطويلة ويضرب العصا الصغيرة من طرفها العلوي فيرتفع الطرف الثاني من اللاعبين يحاول كل لاعب ان يمسك بالقطعة الصغيرة حتى لا تسقط على الأرض فإذا أمسكها يتغير اللعب للفريق الثاني.

ويصير اللعب بالنقاط او يتحايا مثلا لك الاولوية - وكنت اذهب الى البحر مع الاصدقاء وكنت اشاهد القلاليف وهم يوشرون السفن بمعنى يصنعون السفن الجديدة، بعض القلاليف كانوا يشتغلون داخل العمارة والبعض على ساحل البحر فكنا نشاهدهم وهم يشتغلون ويصنعون السفن الصغيرة والكبيرة والسفن كانت لها اماكن، ولا توجد سيارات تضايقهم، كانت السيارة الوحيدة التي تمر بالشارع سيارة المرحوم الشيخ احمد الجابر امير دولة الكويت، رحمه الله، والطريق على حد ما كينة الكهربا ء والسفن الجديدة تصنع على ساحل البحر قريبة من المياه وذلك لسهولة تنزيلها بالماء.

وكل قلاف كانت له قطعة يصنع فيها والاستاذ حمد مع ولده فردان يصنعان في داخل العمارة ومعه سلمان وصناعة السفن كانت يدوية، واذكر مركب الغانم الذي صنعه احمد الاستاذ يوم تنزيله بالبحر وذلك تقريبا بالثلاثينيات من القرن الماضي.

أذكر أن رجالا ونساء حضروا تنزيل ذلك المركب الخاص بالغانم، ومركب الشيخ احمد الجابر كان من احسن المراكب التي صنعت في الكويت.

كانت جميع السفن الشراعية تصنع على ساحل البحر، والصناع هم القلاليف ومنهم الاستاذ ومنهم القلاف والاستاذ هو الذي يشرف على القلاليف وعملهم من شروق الشمس الى قبل اذان المغرب، سفن صغيرة وكبيرة والتكلفة حسب الحجم، وأذكر عبداللطيف الخميس صنع له (بوم سفار) وتكلفته كانت عشرين ألف روبية ولكن صار فيها عيوب وبعد ذلك غرقت السفينة بسبب فتحات بين الالواح لم يضبط سدها بالفتيل حيث كانوا يضعون لها مادة الدامر ويضعونها بين الالواح، يقال كلفان او يكلفت السفينة بالفتيل، والصل مادة يدهن بها السفينة من الخارج بعد تنظيفها من الاملاح، ويدهنون السفينة من الداخل بالصل ايضا لكي ينشف الخشب، الشونة تتكون من الودج (الشحوم والنورة تطبخ وتخلط وتدهن بها السفينة والبحار كان يستخدم يده بالدهان).

الدراسة والتعليم

عن مسيرته القصيرة في ميدان العلم والدراسة يقول عبدالسلام: اول مدرسة في منطقة الشرق التحقت بها وهي المدرسة الشرقية، ومقرها كان بيت صالح فرس وقبلها عند ملا بلال حيث كنت أقرأ القرآن الكريم وأدرس عربي والمدرسة خلف بيت الوالد ولمدة سنتين وبعدها الشرقية في بيت عائلة فرس مؤجر لدائرة المعارف، وكنا نجلس على المنفور (البارية ولا توجد طاولات) بداية الدراسة واذكر من المدرسين محمد العدساني وخالد النصر الله ومدرس الدين ملا محمد.

امضيت في المدرسة الشرقية ببيت عائلة فرس تقريبا سنة ونصف السنة، وبعد ذلك نقلنا الى ديوانية المضف وهو ثاني مقر للمدرسة الشرقية وزاد عدد الطلبة، وكانت فيها ألعاب واذكر يوم زيارة «رئيس الخليج» اعطونا ملابس خاصة وذهبنا التى قصر السيف وكان خالد النصر يمشي امامنا ومشينا من المدرسة الشرقية الى قصر السيف لتحية «رئيس الخليج».

وأذكر أولاد المضف جميعا كانوا معنا بالمدرسة، وثالث مقر للمدرسة الشرقية تم بناؤه مقابل ساحل البحر.. ولايزال المبنى موجودا.

وكنا نتعلم اللغة العربية والدين والحساب، وكانت البداية الجلوس على الأرض، وفي ثاني مبنى بدأ استخدام المقاعد ونفس المدرسين، واذكر ملا عيسى المطر وملا حمود الإبراهيم وملا علي حمادة، والمناهج كانت بسيطة وخفيفة، ومن الصف الأول ابتدائي أعطونا جميع الدفاتر والكتب والأقلام، واذكر كان عندي صندوق صغير لحفظ الكتب نسميه «بشتختة» ويستورد من الهند والاسم قديم، وكنت أذهب مع أبناء الفريج وأبناء البيوت والعائلات المحيطة بالمدرسة واذكر ان عدد الطلبة لم يصل الى مائة طالب فقط.

أمضيت 3 سنوات في المدرسة وتعلمت القراءة والكتابة والوالد أخذني معه الى البحر وكان بحارا مع النوخذة سليمان بن عيسى وذلك عام 1937م.

العمل في البحر

عام 1937 تركت الدراسة والوالد أخذني معه للسفر في سفينة سليمان بن عيسى لكي أتعلم فنون البحر والعمل به، والوالد كان راعي سكان نقول عليه «سكوني» وكان معي صالح المقرون وهو بنفس العمر ومعي ايضا خالد العتال، كنا ثلاثة أولاد صغار والنوخذة سليمان بن عيسى ينادينا نحن الثلاثة ويعلمنا القياس ونزول وصعود الشمس ووقفة الشمس وكم عقدة سارت السفينة وكم باقي ننظر بالكمال وهي آلة للقياس، وتعلمت على النايلة والفركار وعلى الكتاب ونتعلم وعلينا ان نحفظ يوميا، كنا نتعلم مع وقفة الشمس ظهرا للطول والعرض ويعرف عدد الأميال من السكروب وهو جهاز القياس، ونجلس على الكاتلي مع النوخذة، والوالد أحيانا يعصب علينا إذا غفلنا.

ذهبت مع سليمان العيسى ثلاث سنوات، وأول سفرة بالسفينة (فتح الخير) وكان نوخذة فيها قبل النوخذة عيسى بشارة وذلك عام1937، وثاني سنة ركبت مع سليمان بن عيسى في البوم الجديد الذي صنعه ثنيان الغانم وشادر واسماه نايف، وسليمان بن عيسى صار فيه نوخذة، وكنت معهم في تلك السفينة، وصار عيسى بشارة نوخذة في فتح الخير ووالده ايضا نوخذة اسمه يعقوب بشارة وفي السفينة نايف صار مع احمد وابراهيم ومحمد سلطان الخلف كانوا بحارة وكنت معهم.

ابراهيم سكوني وأخي عبدالسلام سكوني واحمد سلطان مجدمي السفينة «نايف» عام 1939 وحمولتها ألفان وخمسمائة (مَن) من السفن الكبيرة، وكان الوالد معنا بنفس السفينة نايف.

ومن البحارة اذكر البحار سويد وفرج بن صالح واحمد وكنا بذلك الوقت ننام بأي مكان من السفينة ولا يوجد مكان مخصص لأي بحار، أما الأكل فكنت آكل مع البحارة في السفينة «نايف» والعيش يوضع في وعاء من الخشب يسمى منكب «باللهجة الكويتية منجب» والجميع يأكل ونحن صغار نعتبر شبابا واذكر الطباخ بالسفينة احد الكويتيين وآخر سفرة الثالثة عام 1944 مع النوخذة صقر القضيبي.

السفرة الثالثة

وعن سفره الى البحر للمرة الثالثة يقول عبدالسلام: السفينة (البوم رشيد) سفينة جديدة ملك عائلة القضيبي، وذلك بعد فترة راحة عبر البحر، واشتغلت في الشركة وكان النوخذة في السفينة رشيد صقر غانم القضيبي واخوه محمد صقر نوخذة للبحر ومحمد نوخذة للبر وهو المسؤول عن كل ما يخص اعمال البحر من حمولة واوراق ودوائر في الدول التي تنزل بها ونوخذة البحر القيادة.

أذكر في تلك السنة نقلنا عشرين خيلا من البصرة الى بومباي للسباق هناك. خرجنا من شط العرب محملين بالتمور والخيول وهي واقفة بالسفينة ومعها عمال متخصصون لرعايتها.. المهم حصلنا على عقبات ولم نستطيع تجاوز تلك العقبات، كلما حاول النوخذة الاستمرار الهواء الشديد يرجعنا الى مكاننا الذي خرجنا منه، شدة الرياح هواء كوس شديد نرجع الى شط العرب وآخر محاولة خرجنا الى نوى بومباي، اصابنا هواء شديد عظيم وطوفان والسفينة صارت لا شيء امام العواصف الشديدة.

الدقل، السارية انكسرت، فالبحارة بدأوا يفككون الحبال، وأذكر صاحب السكان اسمه محمد البحريني، وكنت جالسا بجانبه، وسألته: ماذا تستطيع ان تفعل؟ فقال: حاليا لا أستطيع عمل شيء، احاول ان اعرض السفينة لكي يسقط الدقل السارية الى البحر، والبحارة كانوا متمكنين من انفسهم، يحاول السكوني الى ان انقطع الحبل وسقط الدقل بالبحر، واذكر المرحوم عبداللطيف ولد عمي وكان العشاء مموش، ولد عمي نقل القدر ووضع العيش على ارضية السفينة وصب عليه الدقوس والبحارة كل واحد اخذ ما استطاع ان يأكله وكنا مجموعة من البحارة وتقريبا كنا اقارب وابناء منطقة.

واذكر ان جاسم القضيبي كان راكبا معنا ما عندنا دقل عود سوى الدقل القلمي، النوخذه قال خذوا الدستور وطاح الهوى ونحن بالبحر، وشاهدنا سفينة فيها احد النواخذة ورفعنا له علما يقال «نوف».

ولكنه لم يرجع لنا، المهم دخلنا بحر مدينة بومباي والمياه سحبتنا الى داخل الجمرك خور بومباي عند جزيرة الملح وكان النوخذة حسين العسعوسي واخوه كل واحد نزل الماشوه وحضروا عندنا سفينتين المهلب والمثنى، وسحبونا الى الداخل وكنا تعبانين جدا من تلك الليل والبوم وصلنا بومباي وبحارة المهلب والمثنى هم الذين نظفوا السفينة وربطوها، كنا مع صقر القضيبي واخيه جاسم وبعد الاستراحة حضر عندنا تنك ساحبة السفن وسحبنا الى القودي الميناء ونزلوا الخيول مع السايس واصيبت احد الخيول بضربة، وعولجت تلك الخيل، القودي هو الخيل، ونزلنا التمور عند التاجر في مدينة بومباي والتاجر المرحوم ثنيان الغانم النوخذة اخبرنا بأننا سوف نسافر الى كلكوت بواسطة دقل واحد.

اذكر قبل ان انسى اننا حصلنا على اكرامية من اصحاب الخيوب لسلامة وصولها خمسة دنانير لكل بحار.

أقول لشعيب ماذا ستفعل بالخمسة دنانير؟ فقال أذهب معك الى مطعم يا سيدي ناكل برياني ـ صاحب المطعم كان رجلا من الحجاز.

المهم بعد ذلك سافرنا الى كلكون وحملنا الأخشاب للكويت وصار عندنا غلاق، وشاهدت سفينة بغلة انقطعت نصفين ووزعوا بحارتها على السفن الكويتية، وكانت من السفن البحرينية القديمة، المهم بعدما حملنا حمولة الأخشاب احضروا لنا الدقل الجديد وسبقنا الدقل الجديد وسافرنا الى مدينة قوه نأخذ ماء حلو وبحارتنا كانوا خمسة وأربعين رجلا وكنا محملين معنا ناربل (جوز الهند)، وكان داخل السفينة ست توانك ماء امتلأت من قوه، وأثناء سفرنا أصابنا ركود في الهواء، لم نجد هواء نهائيا، وكنا بوسط البحر والنوخذة صقر القضيبي قال انتبهوا وحافظوا على الماء فقط للطبخ، وكل اثنين من البحارة يشتركون في ناربلة واحدة يشربان ماءها.

وبدأنا بشرب ماء الناربل، بعد ذلك دار علينا الهواء (ونتخنا) راس الحد وظهر لنا جبل داود ومن بعده مدينة مسقط وابراهيم السلطان يصعد الدقل ليشاهد مدينة مسقط من بعيد ويبلغ النوخذة وصلنا الكويت ونزلنا الحمولة من الأخشاب ونزلناها في عمارة القضيبي بالشرق لأن الأخشاب كانت ملكا لهم، وبعدما انتهينا باشرنا بتنظيف السفينة ووضعنا لها العريش.







مصنع كابريل

يحكي ضيفنا عن جانب من سفراته إلى أفريقيا قائلاً: من السوالف والمواضيع ان بعض السفن الكويتية كانت تحمل بضائع الى افريقيا واذكر عندما كنت مع النوخذة سليمان العيسى حملنا كابريل والمصنع كان في مدينة منقرور ونقلنا الى افريقيا وكانت السفرة عاما كاملا، اذكر سافرنا الى زنجبار ولامور ودار السلام، هذه الدول كانت تحتاج الى الكابريل لأسقف المنازل من الهند، وسافرت الى عدن وكانت مدينة جميلة جدا ونزلت السوق وتجولت فيها، عادة البحار يشتري مواد وأغراضا لوالدته واخواته، ومما أذكر ان أصدقاء الوالد في منقرور ادخلوني المدرسة هناك لقراءة القرآن الكريم وذلك أول سنة اركب السفينة مع الوالد، ولم اشتر أي شيء لأني كنت مع الوالد وهو الذي يشتري ويتصرف، وآخر سفرة كانت مع النوخذة صقر القضيبي.





العمل في شركة النفط

يتحدث ضيفنا عن عمله في شركة النفط بعد انقضاء أيام البحر فيقول:

بعدما تركت البحر التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت وذلك مع المقاول سيد حميد والغانم وسجلت عند العم عبدالرحمن العتيقي، وباشرت العمل، والعمل كان يدويا دون آلات وأجهزة، وبعدما انتهى العمل في الشركة اشتغلت بالشركة والراتب كان 114 روبية، وكان معي من أبناء المنطقة أبناء الشايع وأبناء العيسى وعبداللطيف عبدالسلام والمكاتب كانت في الشويخ، وكنت بحارا على التكات وكل عشرة بحارة في تك واحد (التك سفينة ساحبة وناقلة للبضائع) ولمدة عشر سنوات وكل سنة زيادة وبعد ذلك تركت العمل.
 
راشد الخلف: ذهبت إلى غوص العدان بالشوعي مع أخوالي.. وبدأت تباباً في سن الـ 12 ثم رضيفاً وبعد التقاعد عملت «طواشاً»
السبت 2014/9/6
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4084
A+

A-





راشد الخلف متحدثا الى الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
وثيقة مرسلة من الشيخ مبارك الصباح عام 1913 الى القبطان شكسبير في الهند وتشتمل على اسم سلطان محمد الخلف الذي كان يعمل سكوني
شهادة جنسية راشد الخلف
احمد سلطان الخلف
محمد راشد الخلف
احمد راشد الخلف
ابراهيم سلطان الخلف
محمد سلطان الخلف
مراد راشد الخلف


مخطط لسفينة شراعية رسمه احمد سلطان الخلف عام 1982
مجموعة من اصدقاء راشد الخلف في احدى رحلاتهم الى القصر الاحمر بالجهراء عام 1960
سفينة شراعية للسفر

جنسية الوالد مراد الخلف
دسلطان الخلف
  • والدي عمل «سكوني» و«مجدمي» على سفن الغوص وجدي اشتغل على سفينة من نوع «البغلة»
  • الكويتيون كانوا يستخدمون «الكنديري» للإضاءة ثم «سراج الكاز» وكانت لمبته تنظف يومياً من الدخان
  • في مرحلة الشباب كنت أصطاد السمك مع أصدقائي بالمشخال وكنا نصطاد الميد بالسم
  • كنت أرافق جدي إلى قهوة البوناشي بالسوق الداخلي وبها حفرة خلف مدرسة المباركية
  • أول عمل لي كان «خراز» لدى رجل سعودي يعمل في السوق والراتب 15 روبية
  • عملت في مجال البناء وكنا نبني المساجد وبيوت الأئمة والمؤذنين وأجرتي كانت 5 روبيات في اليوم وشاركت في توسعة المستشفى الأميري
  • كنا ننام على ساحل البحر في موسم الغوص وأحد البحارة نجا من ذئب بأعجوبة
  • العائلة كان لديها تنور للخبز يومياً والعجين يوضع في طشت من الخشب

الرعيل الأول من الكويتيين الذين قامت على أكتافهم الكويت القديمة ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم.

ضيفنا هذا الأسبوع راشد مراد الخلف أحد أحفاد الرعيل الأول والذي مارس الأعمال البحرية أسوة بأجداده وآبائه، ولد بالحي الشرقي بفريج هلال وتعلم في مدرسة عبدالوهاب العمران، تعلم قراءة القرآن الكريم والحساب واللغة العربية. وبعدما انتهى من الدراسة مارس الأعمال البسيطة التي كانت موجودة بذلك الوقت.

في بداية عمله تعلم صناعة الأحذية والنعال النجدية التي كانت موجودة بذلك الوقت ويلبسها الخاصة والعامة وخاصة أيام الأعياد والمناسبات. بعد ذلك اشتغل في البناء، ومصنع الطابوق وشارك في بناء المستشفى الأميري.

ذهب أبو عبداللطيف الى الغوص في العدان مع أخواله وبدأ «تبابا» وبعد ذلك «رضيفا» وحصل على القماش (اللؤلؤ) السحتيت.. عمل في كثير من المهن التي كانت سائدة في ذلك الوقت، عمل «طواشا» يبيع ويشتري اللؤلؤ وسافر الى البحرين وقطر لبيع اللؤلؤ. أبو عبداللطيف أحد أحفاد الرجال السندباد الذين عملوا في البحر وهو من عائلة بحرية معظم رجالها كانوا يعملون بالبحر بين بحارة ومجادمة وسكونيه.

نتعرف على مزيد من التفاصيل حول حياته وذكرياته من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا راشد مراد الخلف عن البدايات والمولد، حيث يقول:

ولدت في فريج هلال المطيري بمنطقة الشرق، وكان رحمه الله له ديوان مقابل ساحل البحر وعنده نخيل بالبصرة، وله مخازن تمور، وأيام الزكاة كان يحضر عنده أعداد كبيرة من أهل البادية وينوخون جمالهم في براحة هلال المطيري مقابل ديوانه، ويعطيهم تمور، وأذكر أن بعض السفن كانت تصل الى الكويت محملة بالتمور وتخزن بالمخازن سنويا هكذا مثل هذه الايام.

وأذكر أن التمور عندما توضع بعضها فوق بعض ينزل منها الدبس، وينزل بالحفرة ويجمع هذه مشاهداتي عندما كنت صغيرا.

ويضيف الخلف: أذكر من أبناء الفريج والذين كنت معهم: أحمد القريع وصالح الشرهان ومحمد الشرهان وجمعة الشراح وجاسم محمد شهاب وسيف الشهاب ومحمد ويوسف وإبراهيم أبناء القزران واخواني عبدالله وخليفة ويوسف وخالد الخلف والدي كان يعمل بحارا في سفن المرزوق.

حياة الوالد

أما ما يذكره عن حياة والده فيقول عنه:

كان والدي يعمل بالبحر في سفن عائلة المرزوق، وكان عمله «سكوني» (مسؤول عن دفة السفينة) وأمضى عدة سنوات بالعمل معهم، وكذلك مجدمي وكان مشهورا بعمله وكان جدي راشد يعمل في سفينة بن حجي نوع البغلة ولكن لم أدركه، كنت أذهب مع الوالد الى سفن المرزوق وأثناء ذهابنا عن طريق البحر كنت أشاهد المرحوم الشيخ صباح الناصر جالسا تحت المسقف، فالوالد يذهب للسلام عليه، وشاهدت ماكينة الثلج على ساحل البحر، وشاهدت العماير ومفردها عمارة، وهي عبارة عن مخازن لقطع غيار السفن الشراعية، ونبدأ بذكرها من الشرق، عمارة الحاج أحمد الاستاذ وعند المستشفى الأميري بيوت المسباح وبيوت خرماة وبيوت الروضان وديوانهم موجود، والمدرسة الشرقية الأصل بيوت المناعي وبعدهم المضف والمضحي.

وعمارة هلال المطيري وعمارة ناصر النجدي وهو نوخذة للسفن الشراعية وعمارة محمود العصفور وهو أيضا صاحب سفن شراعية ونوخذة، وكذلك النصف من التجار وراشد النصف يملك سفينة لنقل المياه، وأذكر عمارة العسعوسي، وحاليا ديوانهم موجود، وأذكر بيت ديكسن وكان يركب الخيل مع زوجته وكان يسلم على جدي سلطان الخلف، وكنت مرافقا لجدي وأذهب معه الى الديوانيات، وكان جدي كفيف البصر. وأما النقع فأذكر نقعة بن خميس وماكينة الكهرباء وتعرف بماكينة (السري) وموقعها فريج بن خميس بعيدة عن ماكينة الثلج، وأذكر المدرسة الجعفرية، وأذكر تلك الماكينة والذي يشغلها رجل هندي وأذكر بيت العائلة ما عندنا كهرباء عندنا «كنديري للإضاءة» ومن بعده استخدم الكويتيون السراج الذي يعمل بالكاز (الكيروسين) ويوميا تنظيف اللمبة عن الدخان ويُملأ بالكاز، ومن بعده وعمارة السملان حاليا موجودة ديوان الأستاذ سيف مرزوق الشملان.

صيد الأسماك

يتطرق الخلف الى هواياته أيام الشباب قائلا: عندما كنت في مرحلة الشباب مع أبناء المنطقة كنا نذهب الى البحر لصيد السمك بطريقة بدائية حيث نأخذ مشخال ونغطيه بقطعة قماش وبالوسط ثقب ونضع بالداخل عجينا ونضع له چيبال وهو عبارة عن قطعة خشب صغيرة نربطها بحبل من طرف ونربط المشخال بطرف الحبل الثاني وكل واحد يعرف قطعته ونضعه وقت الطفحة بالبحر، فالسمك يدخل من ثقب القماش وبداخله سمك الميد وأيضا لدينا طريقة ثانية لصيد السمك الميد نشتري مادة السم حبوب وندقها بالهان حتى تصير ناعمة ونخلطه مع مادة الصل وننثره في البحر مقابل غولة سور الكويت ويموت الميد ونجمعه بكميات ونضعه بملابسنا.

الحقيقة طرق صيد السمك كانت جميلة وبدائية بنفس الوقت، ولكن الشباب كانوا يعملون ويمضون هواياتهم بالبحر بدلا من اللعب بالسكة، وإذا جمعنا السمك نجتمع نحن الشباب ونعطي الحاج أحمد جزءا بسيطا من الميد واذكر ان الحاج أحمد الأستاذ يجلس على دكة العمارة ويلبس عقال شطفه، والباقي نعطيه الوالدة وتشويه على التاوه للغداء وعندنا تنور والذي يمر بالفريج يشم رائحة المشوي.

الدراسة والتعليم

بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن تجربته في ميدان التعليم والدراسة قائلا: كان عندنا بالشرق مدرسة ملا عبدالوهاب العمران لتعليم الأولاد ومدرسة المطوعة شيخة شعبان والمطوعة سارة خميس الفزيع لتعليم البنات واحدة من اخواتي تعلمت عندهن والمدرسة في البيت والتعليم القرآن الكريم، ومدرسة عبدالوهاب العمران موقعها في سكة شاهين الشملان واذكر سالم الطويل وخميس بن فزيع وبيت المكيمي وعيال بن حاي أولادهم معنا في مدرسة عبدالوهاب العمران، وأما المطوعات فمدرستهن بجوار بيت جدي سلطان محمد الخلف والبنات يذهبن مشيا على الأقدام ويتعلمن القرآن الكريم وكذلك نحن الشباب كنا ندرس القرآن الكريم وشيئا من الحساب وأكملت قراءة القرآن الكريم ومن الشباب الذين كانوا معي في المدرسة أحمد الخميس الفزيع واذكر محمد الشرهان، وكنت احمل معي اللوح الخشبي والقلم من الحجر والطباشير والمطوع يعطينا ويحسبه علينا من ضمن المبلغ الذي يدفعه الولد.

قرآن وحساب وكتابة والجمع والطرح والقسمة.

أول عمل

أما أول مصدر للدخل والعمل فيقول عنه الخلف: أول عمل اشتغلته وكسبت منه راتبا كان عمل «خراز»، عمي عثمان حضر عند الوالد وقال له: أريد أن آخذ راشد وأعلمه الخرازة عند رجل سعودي يعمل خرازا في السوق.

بداية الوالد تردد وكان عمي عثمان عنده دكان بقالة في المرقاب وله معرفة جيدة مع ذلك الخراز الذي كان بجواره، المهم ذهبت مع عمي عثمان إلى ذلك الخراز واتفقنا معه على العمل لديه مقابل راتب شهري خمس عشرة روبية، وباشرت العمل بالجلد وتنظيفه وعليه حشرات تسمى (القراد)، واستمررت في العمل وتعلمت قص الجلد وعمل الخرازة وصناعة النعال والقربة من الجلد والحزام وما يستخدم على ظهور الجمال.

وتعلمت الصناعة لمدة سنتين وكنا نعرض البضاعة للبيع في ساحة الصرافين وخاصة ايام العيد وسوق الخراريز.

وبعد ذلك فتحت محلا خاصا بي بالقرب من البيت أيام العيد وتركت العمل عند الخراز.

تعلمت صناعة النعال النجدية بجميع الألوان وقطعها وصناعة قرب الماء والدهن من جلود الأغنام، وأذكر عدة الخراز التي يستخدمها (الهاون ومخراز ومقص) وأشتري الجلد من السوق وهو ملون وله نقشات والنعال النجدية يلبسها بالعيد مع الدشداشة اللاس والغترة بالجويت الأزرق والبزمات من الذهب الخالص، أذكر أنه كان الكثير من الكويتيين يلبسون الغترة دون عقال نقول ينسف الغترة.

كان الكويتي يهتم بملابسه نعال نجدية وغترة وبشت، ويذهب إلى ساحة الصفاة أيام العيد في القهاوي.

الحداق والغوص

عائلة ضيفنا كان لها باع في ارتياد البحر والعمل فيه وعن ذلك يقول: عائلة الخلف كانوا يملكون سفينة شوعي ويذهبون إلى الغوص في العدان وإذا انتهى الموسم تفرغوا لصيد الأسماك (الحداق) وأيام النقارير وكان خالي إبراهيم وخالي أحمد الخلف يتعاونون مع أصدقائهم ويحدقون بالخيط وصيدهم يعطونه لخالد القبندي يبيعه لهم بسوق المسك، وقديما لا توجد ثلاجات فالسمك المتبقي إلى المغرب يترك سبيلا للمحتاجين ومن جميع أنواع السمك وكل واحد يأخذ على قدر حاجته.

فالعائلة كانوا يوميا يصطادون السمك ويبيعونه وموسم الغوص يذهبون بالشوعي إلى غوص العدان فكنت أذهب معهم تباب وكان عمري اثنتي عشرة سنة وكنت أقدم خدمات للأكل وغسل الملابس وأذكر أماكن الغوص في العدان هي جليعة الاحرار وجليعة العبيد والزور والسفانية والخيران والمناطق المجاورة لها والمجموعة في الشوعي يطلق عليهم المترابعة وتعلمت على الغوص،

وأول سنة ذهبت للغوص كنت أدوخ من البحر وبعدما يفلقون المحار يلقونه على سطح السفينة فبدوري آخذ المغلاقة وأبحث بالمحار وربما احصل على قماش صغير جدا يسمى سحتيت مجموعة، هذا في موسم واحد، الليل ظلام والهواء ساخن اما بالليل في غوص العدان فإن النوم على الساحل الرملي لأن السفن صغيرة وبعد صلاة الفجر ندخل البحر للغوص وأبحث عن المحار، وكنت أسمع صوت الذئاب وسمعت ان واحدا من البحارة كان نائما والذئب حضر تحت رأسه لكي يخنقه ولكن استيقظ الرجل من النوم وهرب الذئب وبعض البحارة ينامون بالسفينة ولكن قريبة من الساحل.

وغوص العدان كنا نمضي اربعة شهور وأذكر ان بعض سفن الغوص من سلطنة عمان والبحرين كانوا يغوصون بساحل العدان مع الكويتيين لأن لؤلؤ الكويت يكون صافيا، وبعد التقاعد عملت «طواش» لشراء اللؤلؤ (القماش) وبيعه، عندي عدة لوزن اللؤلؤ وتصفية أحجامه.

وأول سفرة حصلت على لؤلؤ ودويل ومن الأنواع قماش وتمبول طويل راس ورويس وذيل، وأذكر ان الغاصة اذا حصلوا على لؤلؤ يرفعون العلم لكي يعرف الطواش الموجود بالبحر فيذهب للسفينة ويبدأ يساوم النوخذة على شراء ما حصله من لؤلؤ.

ومن الطواويش الكبار شملان بن علي والرضوان والذي يشتري من النوخذة بالإضافة لسعر اللؤلؤ يعطيه خروفا هدية ومما أذكر ان هيرات الغوص في العدان غير غميقة وقد استخدمنا منورا من الزجاج يضعه الغيص على سطح البحر ويشاهد قاع البحر فإذا شاف المحار نزل عليه وغاص له رواسي، والمرة الثانية صرت رضيف اسوب على الغيص، وآخر عمل بحياتي اشتغلت «طواش» أشتري وأبيع اللؤلؤ لعدة سنوات.

أحيانا أشتري المحار وبيدي أفلقه وأحيانا اشتري اللؤلؤ من الذين يبيعونه بعد فلق المحار.

العمل في البناء

ترك ضيفنا الغوص وتحول الى ميدان البناء وعن ذلك يقول: بعدما تركت الغوص اشتغلت بالأدوات الصحية مع عبدالله بوناشي وكان المعلم الكبير خليفة البحوه لأني كنت أعمل معه مقاولا ونحن فنيون، نمدد البايبات الحديد والتوانكي الحديد واشتغلت بنّاء مع الاستاذ عبدالله ناصر البناي بالأوقاف نبني المساجد وبيوت للأئمة والمؤذنين وبعد سنوات مع خليفة البحوه في وزارة الأشغال العامة ومع عبدالله الفرحان وكنت أحصل على خمس روبيات في اليوم مع عبدالله الناصر منذ الفجر حتى المساء ولنا وجبتان الريوق الساعة العاشرة صباحا، الريوق لبن خفيف وتمر وخبزتان اما الغداء فعيش ابيض ومرق لحم وكل صينية عليها 5 عمال، وأذكر الطباخ في الأوقاف ابو دبور ومع خليفة البحوه ابو بشير ولمدة 4 سنوات وشاركت في بناء المستشفى الأميري التوسعة واشتغل معنا عراقيان واحد يسمى الأسطى والعراقي علمني الشغل بالأدوات الصحية.

واشتغلت بالمصح الصدري، واذكر علي المناعي كاتب بطاقات الدوام وكذلك اشتغلت بصناعة الطابوق الاسمنتي واشتغلت بأعمال كثيرة ولم أمانع القيام بأي عمل واشتغل معنا أبوجواد - لبناني الجنسية - وعينت على الماكينة لنقل الطابوق والاسمنت، وكنت آخذ 10 روبيات في اليوم الواحد، وعينت ملاحظ بناء وتركت البناء واستمررت في «الصحية» مقاولات ومعي عمال وكان العمل على حسابي الخاص «مقاول صحي»، وتعلمت تركيب الماكينات الكهربائية.


ADS BY BUZZEFF TV


بيع اللؤلؤ

بعدما تم إنشاء شبرة في سوق الحمام والغنم لبيع اللؤلؤ والمحار اشتغلت في البيع والشراء من الباعة فكنت أشتري اللؤلؤ، وكنا ثلاثة يوسف الكندري وأنا ومعي مواطن آخر، كنت أشتري من السوق وأسافر الى البحرين لبيع ماقمت بشرائه، وأحيانا بعض الاخوة من عمان وقطر يحضرون الى سوق الكويت ويبيعون اللؤلؤ واشتري منهم وابيع واستمررت بالعمل في شراء وبيع اللؤلؤ الطبيعي. أبيع في البحرين، وعندهم ماكينة لفحص اللؤلؤ الأصلي من المقلد، واذكر انني حصلت على تمبول غير أصلي وحصلت على شهادة من وزارة التجارة في البحرين وأرجعت اللؤلؤ لصاحبه.

واذكر في إحدى السنوات ان مواطنا من فيلكا حضر الى السوق ومعه حصباه وقال ان زوجته وهي تنظف السمك حصلت على هذه الحصباه، وانتشر الخبر بين الناس، وقال لأهل فيلكا حصلت على حصباه وإذا بعتها أقيم لكم حفل عشاء، المهم حضر مواطن وشافها وقال هذه تيلة فرنساوية وعندي مثلها اربع واحضرها، وعملنا مقارنة بينها وبين الاربع ونفس الحجم واللون وتبين انها تيلة فرنساوية ونحن عندنا مكبرة ونفحص اللؤلؤ.

أقول ان الحياة كانت قديما أفضل من الحالية، القلوب صافية، الله يعز الكويت ويحفظها من كل سوء ومكروه.

بيت الخلف

يتحدث ضيفنا عن عائلته فيقول: أفراد عائلة الخلف قديما كانوا يسكنون بعضهم مع بعض في بيت واحد وبعد سنوات الوالد حصل على فضيلة من عمله بالسفن الشراعية فاشترى بيت العمران وعزل عن العائلة في سكن بيت القطامي قرب بيت هلال المطيري وبعد وفاة سلطان محمد خلف تقسم البيت.

كنت أرافق جدي سلطان الى قهوة البوناشي وموقعها السوق الداخلي، وفيها حفرة خلف مدرسة المباركية، وندخل لها من سوق اليهود والكاركة ملك خليل القطان، وكان رواد الديوانية من النواخذة ونذهب الى محل عيد النصار والقهوة فيها مرابط للخيول، ولكل تاجر مربط، فكنت أشاهد تلك المناظر وأنا مرافق للوالد وقبل آذان الظهر نرجع الى البيت الكبير «بيت الخلف». واذكر عبدالوهاب الهندي وله محل لبيع المسامير وكان بعد والده يطهر ويختن الأطفال.

نصل الى البيت بالشرق «البيت الكبير للعائلة» طريقنا من المطبة الى حسينية معرفي القديمة

ومما أذكر ان والدي مراد الخلف كان ذاهبا الى البحر للسباحة وعبر شارع الخليج فصدمته سيارة وكسرت رجله مع ان السيارات كانت قليلة في ذلك الوقت، وأذكر ان بيت عائلة الخلف من البيوت الكبيرة وجميع أفراد العائلة يسكنون فيه مثل الجد والجدة وأبنائهم وبناتهم والكنات وجميع أفراد العائلة وفي ذلك الوقت جدي العود صار كفيفا.

وأذكر ان بيت العائلة الخلف فيه تنور للخبز، فكانت الأم العودة هي التي تخبز، والعصر يجيمون التنور أي يشبون النار داخل التنور ويجهزون العجينة في المعجانة مخمرة جاهزة والطشت من الخشب، والخبز يوميا، وكان من جيراننا بيت احمد شعبان ووالدته المطوعة شيخة وسارة بنت خميس الفريع تساعدها في التعليم للبنات.

وأذكر من الجيران بيت المذكور مجاور بيت بن حاي وكانوا يعملون بالغوص والحداق وبيت المرحوم احمد الهندي ومن بعده ابنه عبدالوهاب وفي المطبة يوجد دكان مبارك الهدهود ودكان حمد بن علبة ودكان هاشم العوضي ومن أهم ما يوجد في المطبة جاخور للأغنام للشاوي ابو رجا شاوي المطبة واذكر بيوت العطار ومقبرة المطبة هدمت وصارت ملعبا تابعا للمدرسة تقابلها بيوت الحقان التي ثمنت وصارت مدرسة النجاح، وبيت المجيبل نواخذة غوص، وأذكر حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه السيول، ومما أذكر ان احدى السنوات نزلت أمطار غزيرة هدمت البيوت والحفر امتلأت، وذلك عام 1934 والبيوت مبنية من الطين وبيت الخلف الكبير كان الطين ينزل من جوانب الحوائط وبيتنا كان نازلا، والشوارع امتلأت بالمياه، وأذكر بيت والد عوض الدوخي بجانب جاخور ابو رجا وأذكر يوسف دوخي والطنبورة كانت في الميدان، وكنت أذهب مع بعض الأصدقاء ونسمع غناء الطنبورة ورقص النساء، وكانت الطنبورة بالقرب من ماكينة بودي لطحن القمح.

وأذكر احمد العمران واحمد بن فريع ومحمد سالم الطويل ومحمد الشرهان.

الزكاة

يقول راشد الخلف: في إحدى السنوات تم توزيع الزكاة من احد المحسنين على الكويتيين وكان مقر توزيع الزكاة في الحوطة الكبيرة في القبلة التي فيما بعد صارت الملعب القبلي، فذهبت مع الوالدة وكانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين وحصلت على نصف روبية، وكذلك الوالدة، وبالمناسبة تحولت تلك الحوطة الى ملعب تابع لدائرة المعارف (وزارة التربية حاليا)، وكانت تقام العروض الرياضية على ذلك الملعب وبالقرب من ذلك الملعب كان يوجد سوق لبيع الأغنام. كانت الكويت جميلة وحلوة والناس طيبين جدا، وكنا صغارا نلعب ونذهب الى البحر ونقوم بصيد الطيور وصيد السمك الميد.
 
صالح الفجري: ولدت في بيت من الطين في منطقة المرقاب وبعض الشباب كانوا يحفرون حفرة في سور الكويت ليخرجوا منها
السبت 2014/8/30
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4165
A+

A-




صالح الفجري في شبابه

صالح الفجري خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري هاني عبدالله
المرحوم محمد فجري الفجري
صالح الفجري مع مجموعة من ابناء العائلة
وعندما كان في فرقة كشافة صلاح الدين
صالح الفجري مع دراجته في المرقاب ايام الطفولة
صالح الفجري مع مجموعة من شباب المنطقة في الشامية

الفجري مع شباب العائلة في بيت الدسمة
الفجري في مقتبل الشباب مع بعض افراد العائلة
مجموعة شباب الفريج اثناء احد الاحتفالات الوطنية



  • بداية عملي كان راتبي 30 ديناراً وخطبت أخت زوجة عمي والمهر 600 دينار ومن دون أي احتفال
  • الجص الأبيض كان يصنع في المجاص وبعدها ينقله الحمارة على الحمير لبيعه للمواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت
  • كنا صغاراً نخرج من باب الدروازة في سور الكويت وبيوتنا تحولت مع بيوت الجيران إلى مجمع الوزارات حالياً
  • كانت بداية تعليمي عند المطوع وتعلمت قراءة القرآن الكريم
  • كنت من أوائل الملتحقين بمدرسة المرقاب وكان الدوام على فترتين وأذهب مشياً مع بعض أبناء الفريج
  • الوالد اشترى مجموعة من الحمير وكان يعمل في نقل الرمل والصخر والمياه وكانت عنده مجموعة من العمال يشتغلون معه
  • أول سيارة اشتريتها كانت من نوع «فورد» مستعملة وبعد حصولي على الرخصة العامة اشتريت سيارة تاكسي وبدأت العمل عليها في نقل الركاب
  • شاركت في عدة رياضات وألعاب منها كرة القدم والسباحة وألعاب القوى والجري
  • كنت أسبح في حمام السباحة الخاص بمدرسة الصدّيق أيام الصيف وأذكر أنني شاهدت العملة الكويتية القديمة بقاع حمام السباحة فغصت وأخرجتها
  • عندما كنت بالمرقاب مع أبناء الفريج كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة والقافود والهول
  • تركت الدراسة بعد وفاة والدي وحياتي تغيرت وعشت في بيت جدتي
  • في عام 1964 تقدمت بطلب للحصول على رخصة قيادة خاصة ثم عامة
  • كنت أذهب مع الوالد إلى بركة الماء لنقل المياه بالقربة على ظهر الحمير ويبيع الماء للبيوت
لايزال الكثيرون يتغنون بأيام كويت الماضي وكيف كانت الحياة جميلة فيها رغم شظف العيش. كان هناك ترابط وتآلف بين الكويتيين، فكانت البيوت متجاورة والقلوب متحابة. ولد ضيفنا صالح الفجري في بيت من الطين في منطقة المرقاب والذي تحول بعد ذلك مع بيوت الجيران إلى مجمع الوزارات حاليا.

عمل براتب ثلاثين دينارا، ويحدثنا عن مصانع الجص الأبيض، حيث كان يصنع في المجاص وبعدها ينقله الحمارة على الحمير لبيعه على المواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت.

يتكلم عن أيام طفولته ودراسته وكيف كان يلعب مع أقرانه من ابناء الفريج فيقول« كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة والقافود والهول».

يذكر أيضا أنهم كانوا يخرجون من باب الدروازة في سور الكويت وبعض الشباب كانوا يحفرون فيه أو تحته فتحة ويخرجون منها لأن البوابة بعيدة عنهم.

عن تعليمه يقول إن بداية تعليمه كانت عند المطوع حيث تعلم قراءة القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المرقاب وكان من أوائل الملتحقين بها وكان الدوام على فترتين، حيث كان يذهب مشيا مع بعض أبناء الفريج.

كل هذا وغيره من التفاصيل نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون





في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا السيد صالح محمد الفجري عن الميلاد والطفولة قائلا: ولدت في منطقة المرقاب وبيوتنا والجيران تحولت الى مجمع الوزارات حاليا وعشت وترعرعت في المرقاب وكنت العب مع الأولاد الذين كانوا بنفس العمر، كانت المرقاب منطقة مزدحمة بالسكان وبيوتها من الطين وشوارعها ضيقة وفيها براحة الفريج واذكر من الجيران عائلة الجيعان والحمضان، وعندما بلغت السابعة من العمر باع الوالد البيت وخرجنا من المرقاب وسكنا في بيت، حاليا مبنى التأمينات، الوالد مع أخيه غلاب وأما الأخ الثالث فسافر الى قطر وفي الفريج الجديد تعرفت على أصدقاء جدد ومنهم أحمد ويعقوب بوغيث وأولاد الصفران والمسعود منهم أحمد واذكر الريش واذكر مجموعة من العمانيين كانوا يقيمون حفلات بالساحات ليلة الجمعة، وكنت اذهب مع الشباب لمشاهدة تلك الحفلات الليلية.

اذكر المجاص وهو مكان لصنع الجص الأبيض وينقله الحمارة على الحمير لبيعه على المواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت والمجاص يقع خلف سور الكويت وقبله آخر أمام السور من الداخل، ونخرج من باب الدروازة وبعض الشباب يحفرون بالسور فتحة ويخرجون منها لأن البوابة بعيدة عنهم أو يحفرون تحت السور ويزحفون من تحته للجهة الثانية وتوجد مزارع في العديلية ومن جهة المرقاب يوجد المجاص، واذكر البيت القديم وحفرة الفريج ولنا صداقة معهم والوالد - رحمه الله - صداقته مع والدهم وكانوا يعرفون جدنا باسم سخي الفجري ومنطقة المرقاب فيها مساجد مثل مسجد الحمد ومسجد الفضالة ومسجد العبدالوهاب ومسجد القصمة ومساجد كثيرة لا تحضرني أسماؤها، أرجو السماح.

اذكر جدتي وأما الوالدة فقد توفيت ونحن في المرقاب وقد توفيت قبلها بنت عم الوالد، والدة علي ومرزوق الفجري، والدتي قبل الزواج من الوالد كانت متزوجة من ابراهيم الحوطي، ولها منه أخي محمد وتوفي زوجها وتزوجها الوالد وولدتني وأختي عائشة - رحمها الله، وسالم أخي وتوفي بعد الوالدة وزوجة أخي مرزوق تصير جدتي عمتها أخت والدها ومحمد الصراف، من عنزة، عنده 3 بنات وولدان ابراهيم وجاسم محمد الصراف وشريفة بنت محمد الصراف، حصة السبيعي زوجة جاسم الصراف، جدي تزوج اثنتين: بنت عمه من السعودية وبنت حسن يسمى النهم المطيري، ودغش المطيري وفجري المطيري اعمى رجل دين واشتغل عند عائلة العبدالرزاق، وبعد الزواج أنجب محمد وابراهيم وغلاب، والدي تزوج بنت نهم، صار خلاف مع عمي وسافر الى دولة قطر واستقر هناك.

في تلك الفترة عشت حياتي في المرقاب ومرت علينا سنوات من العمر والوالد صار كبيرا وفقد بصره وكنت اذهب معه الى سوق الغنم يبيع ويشتري وكان يجلس في دكانه في منطقة الدسمة ويجلس عنده صديقه العزيز أبوعبداللطيف وهكذا الحياة.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره في الدراسة وكيف سارت الأمور يقول الفجري:

ولدت وترعرعت في منطقة المرقاب وكانت بداية تعليمي عند المطوع وتعلمت قراءة القرآن الكريم ومن ثم التحقت بمدرسة المرقاب وكنت من أوائل الذين التحقوا بها وكان الدوام على فترتين، فترة صباحية حتى الظهر وفترة مسائية من العصر حتى أذان المغرب.

وكنت أذهب مشيا مع بعض أبناء الفريج، وكان الناظر كويتيا، والمعلمون كانوا كويتيين ووافدين، وأذكر صباح كل يوم يقدمون للطلبة شوربة العدس وفيها قطع من البطاط والبصل وبعد العصر يعطوننا تفاحا أو حليبا مع البسكوت. وبعد سنوات انتقلنا إلى منطقة الدسمة بعد تثمين بيتنا، فالتحقت بمدرسة الرشيد، وبعد النجاح انتقلت إلى مدرسة فلسطين في الدسمة وأذكر أن مجموعة من الطلبة كانوا من سكان القادسية يدرسون في فلسطين المتوسطة وأذكر أحمد وعلي المسعود معنا في المدرسة وأذكر خالهم سالم الفهد.

أنهيت الدراسة في مدرسة فلسطين وكنت ألعب كرة القدم مع الزملاء وأحيانا بالفريج.

أذكر أنن كنت أمارس السباحة في حمام مدرسة الصدّيق أيام الصيف، وأذكر أنني شاهدت العملة الكويتية القديمة بقاع حمام السباحة فغصت وأخرجتها من الحمام وكنت أصعد على سلم الحمام العالي وانزل للحمام وكنت أمارس رياضة السباحة بشجاعة وبدون خوف، والحمام كان مزدحما بالطلبة في العطلة الصيفية، كما أنني كنت أشارك في ألعاب القوى أثناء الدراسة وأعطونا أحذية للسباق تعرف باسم سبايك في قاع الحذاء مسامير لكي يلا يسقط اللاعب وكانت تحميه أثناء الجري، وكان معنا الاستاذ علي المسعود وكنت أجري مسافات طويلة وأحرز مرتبة متقدمة، تقريبا الثالث أثناء السباق على ملاعب الصديق أو ثانوية الشويخ وحصلت على هدايا وميداليات.

الرياضة والألعاب التي شاركت فيها كرة القدم والسباحة ومن ألعاب القوى الجري، عندما كنت بالمرقاب مع ابناء الفريج كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة وهي طوق من الحديد، والقافود من جريد النخل نزينه بخيط ونربط به قطعا صغيرة من القماش الملون ونلعب بالشارع... والهول وهو الجري السريع وتتكون من فريقين. من هذه الألعاب اكتسبت قوة وشاركت بالألعاب داخل المدرسة.

بعد مدرسة فلسطين تركت الدراسة بسبب وفاة الوالد وتم بيع البيت للورثة وذهبت للسكن عند عمي وما ورثته عند دائرة الأيتام تشرف عليه، وجدتي فاطمة محمد الصراف والدة أمي كانت موجودة.

عرفوا بالصراف لأن والدها كان يعمل صرافا بالسوق وأما اسمه محمد العنزي، وزوج جدتي اسمه فرهود حمد الصبيحي من بني خالد، عشت حياتي عند جدتي لأمي مع أخي محمد الحوطي أخي من أمي، كل أمور الحياة عند جدتي وذلك بعد وفاة والدي كانت البيوت قديمة مبنية من الطين والناس كل على قدر حياته ومعيشته، وأبناء أخت جدتي هم أولاد راشد الملا العنزي، اسمها عائشة ويوسف أولاد اختها، وأما اختها الثانية فزوجها هارون الهارون أعني أخت جدتي.

المهم تركت الدراسة بعد وفاة والدي وحياتي تغيرت وعشت في بيت جدتي.

العمل

يتناول الفجري ما حدث له بعد ان ترك الدراسة والخراطة: بعدما تركت الدراسة أمضت أيامي الأولى مع عمي غلاب، وبعد ذلك عملت بوزارة الكهرباء والماء كاتبا في قسم الإنشاءات بالوزارة وبعد سنوات نُقلت الى قسم التحصيل وعينت على منطقة الشامية أحصل أموال الكهرباء من البيوت وقارئ عدادات ولم يكن الأمر صعبا، وكان المواطنون متجاوبين مع المحصل والقارئ وبعد سنوات نقلت الى مكتب الخالدية وباشرت العمل في تحصيل المبالغ من منطقتي الصليبخات والشويخ الصناعية، أقرأ العدادات مع سليمان الياقوت وناصر المزيد وكان الموظفون يباشرون العمل منذ الصباح حتى نهاية الدوام، وعام 1961 أثناء أزمة عبدالكريم قاسم شاركت في الحراسة الليلية مع رجال من أهل المنطقة الدوام صباحا وحراسة في الليل وحملنا البنادق.

العمل قبل النفط

وعن العمل في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في الكويت يقول ضيفنا: الوالد - رحمه الله - اشترى مجموعة من الحمير وكان يعمل في نقل الرمل والصخر ونقل المياه وكان عنده مجموعة وعنده عمال يعملون معه على الحمير وذلك عندما كنا في المرقاب واذكر كنت اذهب معه الى بركة الماء لنقل المياه بالقربة على ظهر الحمير ويبيع الماء على البيوت، واذكر ان الحمار كان يعرف الطريق فعندنا كنت اركب على الحمار كان يسير بطريقه الى البيت ويدفع الباب برأسه، وقال انه كان يكسر الصخر بالبحر وينقله على ظهر الحمير ويبيعه على البنائين وله صديق عزيز عليه أكثر من أخ وبعد وفاة الوالد بالشهر السابع توفي صديقه بعده بشهرين وقبراهما كانا متقاربين في المقبرة - سبحان الله - واذكر من الحوادث عندما كنت اعمل قارئ عدادات رأيت ان بعض أصحاب البيوت كانوا يعملون على تغيير العدادات للقراءة وبالصدفة إحدى المرات ان إحدى السيدات فتحت الباب ودخلت لقراءة العداد ووجدت شريط فيلم موضوعا بالعدادات وقد توقف عن العمل.

قيادة السيارة

يحكي ضيفنا حكايته مع القيادة والحصول على رخصة، حيث يقول:

كان أخي مرزوق رحمه الله يملك سيارة وكنت أسوقها وكان أخي يطلب مني أن أقوم بتوصيل رجل من أصدقاء الوالد كان يجلس عنده اسمه ابن عامر، فكنت آخذ السيارة وأوصل صديق الوالد.

وما كنت أحمل إجازة حتى تعلمت قيادة السيارة، وفي عام 1964 تقدمت بطلب للحصول على الاجازة وتقدمت للاختبار وكان في منطقة المنصورية قبل أن توزع كقسائم.

البداية الاختبار أثناء الرجوع للخلف السيارة بمحاذاة الحائط ولم أستطع أن أكمل الرجوع للخلف، الرجل الفاحص قال تحرك للامام فسمعت كلامه وتقدمت للأمام ونجحت من أول مرة للاختبار وحصلت على إجازة خاصة ومن ثم تقدمت للاختبار للحصول على الاجازة العامة بسيارة لوري كبيرة، وكان الاختبار بمنطقة المنصورية، الفاحص قال قف، فتوقفت فجأة، ولكن كان الفاحص يريد أن يختبر قدرتي، فرسبت وتقدمت مرة ثانية ونجحت وحصلت على الاجازة العامة أيضا، الفاحص قال قف فقلت له: لا، لا هنا ممنوع.

بعد حصولي على الاجازة العامة اشتريت سيارة تاكسي وبدأت العمل بنقل الركاب وأول سيارة كانت فورد مستعملة، وأيضا كنت أوصل الوالد الى أبوعبداللطيف ووالدي كان كفيف البصر آخر حياته وسافر الى إيران أجرى عملية وعاد له النظر، ولكن بعد سنوات صار كفيفا مرة ثانية، ومن الطرائف كنت مع الوالد ودخلنا ديوانية أبوعبداللطيف والوالد كفيف وكنت أمامه عند الباب دفعني رجل طويل أبيض، الوالد قال لماذا رجعت للخلف، فقلت له دفعني الرجل، فتشاجر الوالد معه ودخلنا الديوانية، أبوعبداللطيف كان جالسا بالداخل وعنده مسجله.

الوالد أثناء كلامه تم تسجيله وبعدما جلس شغلوا المسجل وسمع كلامه وقال من هذا الذي يتكلم فقالوا أنت، فضحكوا وكان الوهيب هو الذي سجل للوالد، وفي إحدى السنوات حضر عندي ولده مع أمه وأخي علي يعرفه معرفة تامة وكان يريد أن يخطب مني.

نعود لسيارة التاكسي ونكمل الحديث عن التاكسي ومشاكله والركاب واشتغلت به بنقل الركاب، واشتريت بيتا بخيطان شراكة مع أخي علي وأبناء أخي الأيتام وكنت أشتغل بالكهرباء وأشتغل على سيارة التاكسي، الحياة تعب، لكن العيشة تتطلب مني ذلك، والتاكسي فيه مشاكل مثل: في يوم من الايام نقلت ركابا من موقف التاكسي الى حولي والنقرة وكلما حاولت نقل ركاب يتقدم سائق تاكسي قبلي ويأخذ الركاب مني.

أذكر عندما كنت في حولي (عند دوار صادق حاليا) كان ذلك السائق يسير بقربي صدمته بالجانب عند الباب توقفنا ذهبنا الى مخفر حولي واستقبلني شرطي اسمه محسن، وقال ما الذي حصل فقلت له حادث بسيط فقال تسامحوا فتمت المسامحة واتفقنا.

كان أخي مرزوق عنده سيارة موديل 1952 نساف وينقل الرمل من ساحل السالمية بذلك الوقت كنت معه والفورد أول صعدته من الساحل الى الأرض اليابسة يحن بصوت عال، وفي أحد الأيام كان أخي مرزوق يسير بوسط السالمية حامل الرمل وكنت جالسا بجانبه فضربت عامود التغيير فانكسر الجير وتوقفت السيارة فضربني أخي مرزوق بكف على الوجه. بالخمسينيات أخذ مسعود رمل البحر للبناء ولكن بعد سنوات تم منع نقل الرمل من الساحل وفي منتصف الستينيات كان العمل جدا ممتاز وكنت اشتغل بالكهرباء وبعد العصر بالتاكسي.

الزواج والحياة الاجتماعية

يحكي ضيفنا قصة من كتاب الحياة حيث الزواج والإنجاب فيقول: بداية عملي كان الراتب ثلاثين دينارا وكنت أوزعها فاعطي لعمي عشرة دنانير وكنت اعيش مع عمي وزوجته فخطبت اختها وتمت الموافقة وتزوجت وكذلك ولد عمي كان متزوج اختها الثانية فصارت الخطبة عن طريقهما والمهر ستمائة دينار ومن دون أي احتفال، وكنا نسكن بالشامية وعندي سيارة خاصة لأني تركت التاكسي واشتريت بيتا في خيطان شراكة مع اخي علي وتم تثمينه وبعد ذلك اشتريت قسيمة بثلاثة آلاف دينار وكانت البداية في دخولي سوق العقار وفتحت مكتبا عام 1984 في جليب الشيوخ وكنت اتعاون مع سعود وناصر الفريج وكان ولد عمي يتعاون معي.

بعد عشر سنوات كان عندي طلب بيت لأخي مرزوق وإحدى الشخصيات ساعدتني وأعطتني بيتا في منطقة الروضة لأولاد أخي، رحمه الله.

وتزوجت الزوجة الثانية والله رزقني منها بناتا وولدا واحدا وجميعهن مع الولد خريجوا جامعات ومتزوجات وعندهن اولاد وبنات.

ويعلمون بالتربية والولد تزوج والحمد لله رب العالمين.

الحياة حلوة والله يحفظ الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه تحت راية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.

نحن في الكويت بخير ونعمة وعسى الله أن يحفظ الكويت من كل شر.

 
عودة
أعلى