حلمي السقا: حضرت إلى الكويت عام 1957 وكان راتبي 1000 روبية وأمضيت بمدرسة الصباح 19 عاماً وكنت أذهب إلى العمل ماشياً
السبت 2013/8/31
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 3
عدد المشاهدات 17074
A+
A-
المربي الفاضل حلمي السقا مع الزميل منصور الهاجري
احد ابناء حلمي السقا
حلمي السقا في مقتبل العمر
حلمي محفوظ السقا ايام الشباب
حلمي السقا مع احد اصدقائه المقربين من المدرسين
المربي الفاضل حلمي السقا مع مجموعة من المدرسين في مدرسة الصباح
المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا خلال اللقاء
احد الابناء وصورة شبابية
الوافدون العرب وبخاصة المدرسون منهم لهم دور كبير في النهضة التعليمية في الكويت، لاسيما الفلسطينيون الذين كانوا من أوائل من حضر للتعليم في الكويت والبعثة الأولى عام 1936، واستمرت البعثات التعليمية من فلسطين ومصر وأول بعثة عام 1942. ضيفنا المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا من المدرسين الفلسطينيين الذين عاصروا التعليم في الكويت بالخمسينيات وكان له دور في التعليم مع زملائه وقد عين في مدرسة الصباح بالشرق ولعدة سنوات ثم نقل في الستينيات الى مدرسة عبدالله الخلف الرجعان بالسالمية. يحدثنا ضيفنا عن مدينة خان يونس بغزة وعن سكانها والصلة بين الأهالي. يقول حلمي السقا الذي عمل بالتدريس في الكويت منذ عام 1957 انه شاهد الكويت القديمة وأسواقها وكان يمضي الوقت في لعب كرة السلة والطائرة مع زملائه وفي بعض الليالي يذهب الى أحد المقاهي بالشارع الجديد (حاليا شارع عبدالله السالم) وقد تم افتتاح بعض المقاهي مقابل البحر فكان يذهب الى هناك مع زملائه، تزوج من بنت خالته وأنجب منها 3 أولاد وابنتين متزوجتين في الكويت، وهو يعيش حياته في الكويت البلد الذي عمل فيه مدرسا منذ الخمسينيات. نتعرف على المزيد عن حياته وذكرياته من خلال السطور التالية:
أول صفحة يفتحها المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا في كتاب الذكريات كانت من أرض فلسطين حيث ولد ونشأ وترعرع، يتحدث عن مولده وذكرياته الأولى قائلا:
ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة وفيها التعليم والخدمات وكانت في هذه الفترة تحت إشراف الحكومة المصرية، وكان فيها مدرستان ثانوية بنين وثانوية بنات، الإمام الشافعي للبنين وغزة للبنات، وكان مدير التعليم مصريا برتبة رائد اسمه اسماعيل وليس لنا علاقة معه فقط مع المدرسين، والمنهج مصري والمنهج الفلسطيني للابتدائي وأما المنهج الثانوي فكان متضخما بمعنى مادة كبيرة وكان أيامنا تقريبا موحدا لفلسطين ومصر والسودان، حتى ان الثانوية العامة مرتبطة والامتحان جماعي.
اذكر من الطلبة عبدالحي الفرا وعليان شراب ومن أقاربي صبحي السقا ونعيم الاسطل، وهذا بعد التقسيم نتيجة الاحتلال فصلوا فلسطين شمالها عن جنوبها قطاع غزة ، المهم أكملت تعليمي حتى حصلت على الثانوية العامة.
شهادة المترك على أيام فلسطين كانت بمستوى الثانوية العامة ويتم بعدها الانتقال الى الجامعة، وهكذا كانت تؤهل الطلبة، وفي تلك السنوات كان يوجد وفرة في الخريجين، وكانت البعثة التي تختار المدرسين برئاسة المرحوم عبدالعزيز حسين واحمد مهنا والبعثة السعودية كانوا يختارون المدرسين من غزة.
خان يونس والحضور إلى الكويت
يتحدث السقا عن قدومه الى الكويت وكذلك عن أيام الصبا في قطاع غزة حيث يقول: حضرت الى الكويت بدعوة من خالي الذي يعمل في الكويت وكان متعاقدا من الخارج، خالي هو عوني السقا وكان موجودا في الكويت مع 15 مدرسا بداية الخمسينيات واذكر منهم الأستاذ عبدالكريم عبدالمعطي، وهو رجل رياضي وله دور فيها وكذلك وليد البورنو وهو مدرب رياضي في الجيش وقد علمني، وخان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر، أراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع باستثناء الساحل مياهه تنبع من الأرض وفيها أشجار النخيل بأعداد كثيرة، وبعد سنوات زرعوا الخضراوات مثل الخضار الورقية والخضار المثمر مثل الطماطم والكوسة، والخيار وهو بكمية كبيرة والمزارع على ساحل البحر وتبعد عن الساحل 200 متر، والآبار قريبة جدا لكن اليهود سحبوا مياه خان يونس الى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة.
الوالد كان يستورد الاسمنت من مصر وكان مأذونا شرعيا وهو عمل تقليدي متوارث في الأسرة مثل عمل المختار يبقى في العائلة الواحدة وكذلك المأذون من جيل بعد جيل، مثلا أخي محام واعطي عمل مأذون بعد الوالد، والمواطنون يعطون المأذون أتعابه، كان قديما تقريبا نصف جنيه مصري بعد الاحتلال والى الآن التعامل بالشيكل الاسرائيلي والدينار الأردني والجنيه المصري وكان الإنسان يشتري على قدر حاجته بسبب التغير في العملة.
اذكر من المدرسين في خان يونس عبدالكريم عبدالمعطي ووليد البورنو، ومن العائلات المشهورة في خان يونس عائلة السقا وعائلة الآغا وعائلة الفرا وعائلة شرّاب وعائلة الاسطل يعملون في الكويت مع عائلاتهم وارتبطت العائلات كلها هنا في الكويت وصار بعضهم مرتبط بالنسب والصداقة والأخوة.
أسلوب الزواج
عن طريقة اختيار العروس التي كانت سائدة يقول السقا: الزواج عندنا كان بالمعرفة، والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها وتقول: لأهل البنت وتسأل الأهل هل تريدون النسب وهل عندكم استعداد لمصاهرتنا، ويتم الاتفاق بين العائلتين، وحسب الاتفاق أم الولد هي التي تشوف البنت وبعد ذلك الولد يذهب لرؤية البنت أو خالة الولد، ويشارك بعض الجيران، المهور لم تكن غالية وخاصة في زمان الوالد.
لكن تطور الوضع مع الشباب وصاروا يتجاوزون بعض العادات التي كان الأهل معتادين عليها وتطورت الأمور حيث الولد يختار بنفسه من يحبها أيضا يشارك والدته ووالده، المجتمع الفلسطيني متماسك، الأم قديما تكون على علاقة كبيرة مع الجيران والأهل، وتضع علاقتها الطيبة مع الأهل والجيران وعندنا على خاطر فلان. «كرمال هالعيون تكرم مرجع عيون». للسمعة الطيبة عند العائلات وتماسكها.
المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين، أما الأسواق في خان يونس فسوق الغلة لبيع العيش والقمح وسوق السمك في الداخل وبيع السمك بالجملة على ساحل البحر وعند البسطة داخل السوق وأهل خان يونس قليل منهم يبيعون ولكن سكان قرية الجورة وحمامه تقع على ساحل البحر، وسكان القريتين يقومون بصيد السمك، وبعد النكبة صاروا يبيعون السمك، وسوق اللحم خاص لبيع اللحوم، وأما التمور فإنتاج محلي وما عندنا ما يسمى بيع التمور ولكن العطاء بين المواطنين، والمرافق الحكومية مثل البلدية تشرف على الأسواق، وكذلك عندنا البريد الحكومي وله إدارة المواصلات ويعتمد البريد على المواطنين الذين سافروا الى الكويت والسعودية وهما أول دولتين تأتي منهما الرسائل للأهالي في «خان يونس».
ADS BY BUZZEFF TV
وخان يونس صار فيها مذبحة قام بها اليهود وقتلوا الشعب الفلسطيني، العدوان الثلاثي عام 1956 كان أشهر عدوان وفي ذلك العدوان مات الكثير من أبناء خان يونس ومن أصدقائي مات الكثير بفعل القتلة الاسرائيليين.
جو الكويت الحار
يعود ضيفنا للحديث عن المرحلة التي مر بها من غزة الى الكويت حيث يقول: أواصل الحديث عن حضوري الى الكويت من طرف خالي عوني السقا الذي حضر الى الكويت، كانت الكويت جوها حار والماء غير بارد وكانت الظروف المناخية شديدة علينا، فرق ما بين مناخ خان يونس ومناخ الكويت وقد هون علينا اننا كنا نسافر الى فلسطين في الصيف عطلة المدارس، الشهر السادس وكل شيء نتحمله من تذاكر سفر ومصروفات، اذكر انني سكنت في أول بيت كان في الشارع الجديد آخره من جهة البحر والبيت نظام عربي مع مجموعتي وأما الطبخ فنحن بأنفسنا كنا نقوم به كنت محظوظا جدا مع العناصر الذين كنت أسكن معهم، كذلك استعنا بطباخ من الذين كانوا يعملون بالوزارة بعد انتهاء دوامه فكان يجهز لنا الأكل وهو الذي يشتري لنا مواد الأكل. واذكر كنت اسكن مع الأستاذ عبدالله الشيخلي والأستاذ عصام الخازندار وترك الكويت وسافر الى أميركا والشيخلي سافر الى الإمارات.
كنا ندفع مبلغا للأكل والشرب وكنت اتسلم 1000 روبية راتبا شهريا وكان المبلغ كبيرا بذلك الوقت وكنت اذهب ماشيا من البيت الى مدرسة الصباح بالشرق 4 مرات في اليوم ذهابا وإيابا ولم يحصل أي مشاكل لنا بالطريق وأولياء الأمور كانوا متعاونين معنا ويحبون المدرس وبعض التجار يعطوننا من الدعاية التي يوزعونها على الآخرين ويشكرون، واذكر عبدالله شهاب صاحب معرض ساعات وأما بالليل فكنت اذهب الى المقهى الكمال القيشاوي فوق السطح وتوجد مقاهٍ مقابل البحر وعددها 4 مقاه، وكان الوضع أمانا ما كنا نتعب ولكن الصيف حار جدا نشعر بالحرارة والرطوبة، أما في فصل الشتاء اذكر في احدى المرات كان البرد شديدا في الكويت وذلك عام 1960 وقد أثر البرد علينا ومن شدة البرد الناس اشتروا (الكنابل) البطانيات، وبذلك
العام كان الكويتيون والوافدون يتبرعون للجزائر نقدا.
كنت اذهب الى السينما الشرقية والسينما الحمراء وحضرت فيلما عن جميلة بوحريد، وسينما الفردوس وكنا نمضي الوقت مع بعضنا البعض وكنت احضر مجالس أولياء الأمور في المدارس والاحتفالات التي تقيمها المدارس آخر العام ويحضرها أولياء الأمور وكان يوجد في المدارس مجموعة من الطلبة والمدرسين لهم اهتمامات فنية وأدبية كنا مجموعة من المدرسين لها دور كبير في التعليم في الكويت.
التعليم والعمل في المدارس
بعد ذلك يتناول السقا صفحة العمل في الكويت قائلا: بعدما وصلت الى الكويت ذهبت الى دائرة المعارض الواقعة بشارع فهد السالم، وبعدما أكملت إجراءات التعيين عينت في مدرسة الصباح بالشرق وكان ناظرها محمود سعدالدين (فلسطيني) والوكيل المرحوم عبدالعزيز مسلم (كويتي) وقد تم تعيين عبدالله الشيخلي في الصباح وبشير الطباع وفائق طهبوب وموسى نمر هديب ومحمد خليل وتوفيق السخن وخليل مشعل هؤلاء كانوا في مدرسة الصباح وأول مادة علمتها اللغة العربية والجدول 24 حصة في الأسبوع والدوام على فترتين صباحية ومسائية وتصحيح الدفاتر غالبا ما أصححها بالمدرسة لأني لا استطيع حمل الدفاتر، جميع مرافق المدرسة مفتوحة للمدرسين ملاعب ومراسم.
لقد اشتهر المدرسون بتلك السنوات باللعب بكرة السلة والطائرة وخاصة بعد نهاية الدوام يتكون فريقان من المدرسين أو بعض الزملاء يحضرون من مدارس قريبة وكذلك تنس الطاولة أحيانا، أما كرة القدم فكان القليل من المدرسين يمارسونها، لعبت الطائرة في المدرسة وكان موسى هديب وهو مدرس ومدرب وكان معنا محمد علي صادق من مدرسي البدنية.
وأذكر محمد صالح تقي بعد عبدالعزيز مسلم. وأما الطلبة فلا يعرفهم المدرس، ولكن أذكر موقفا حصل معي في شبرة الرقة أن رجلا تقدم وسلم علي بحرارة وقال كنت مدرسا في مدرسة الصباح بالخمسينيات، ولكن كمدرس لا أذكر ذلك، التعليم في الخمسينيات كان رائعا جدا والتطور فيه سريع وكان ولي الأمر حريص جدا على تعليم ولده، النهضة التعليمية والمدارس الجديدة بسبب النهضة العمرانية التي تسارعت كان التعليم في بدايته متكاملا جدا من رياض الأطفال إلى الابتدائي والمتوسط والثانوي.
وكانت هناك ثانوية واحدة وهي ثانوية الشويخ، وقد تم افتتاحها عام 1953 وبعدها ثانوية كيفان.
كان التعليم مفتوحا لجميع أبناء الكويت والوافدين، كانت مخازن الوزارة مفتوحة لجميع المدارس والطلبة ولجميع التخصصات الدراسية ومنها العهدة التي تبقى في عهدة المدرسة والمدرسة تسلم الفواتير، الحقيقة كان النظار متعاونين جدا مع المدرسين وولي الأمر الذي كان مطمئنا على ابنه كذلك تعليم البنات كان فيه اهتمام كبير، الفضل لله، والشيخ عبدالله الجابر الصباح ومن معه من المسؤولين واذكر مكتبة الأفلام والمخازن. كان في المدرسة حلاق للطلبة ونجار ومضمد وطبيب يشرف على صحة الطلبة ولا اذكر أي مشاكل وإن وجدت ففي التعليم، المدرس لا يرفض الجدول ويعمل بصمت، شاركت في دورات تدريبية عملية، كان النظار يمنعون النقاش بالسياسة والجدل غير المفيد، العمل بالمدرسة للعلم والطالب، مما أذكر ان حادثا حصل بين مدرسين وصل الأمر للضرب بالكراسي بسبب النقاش السياسي وعوقب المدرسون بإنهاء خدماتهم.
تحضير الدروس والمنهج الدراسي
عن آلية العمل والاهتمام بالمدرسين والمناهج فيما مضى يقول السقا: تلك الفترة كانت الوزارة حريصة على إقامة دورة إعداد المدرس وفيها يعرفون المدرس بالمنهج وكيفية التحضير وزيارة المسؤول للمدرس بالفصل تكون بعد الاستعداد للزيارة، إما من الموجه أو الناظر، ولكن من دون تبليغ الزيارة مفاجئة للمدرس ويطلع على التحضير وعلى المدرس أن يحضر يوميا لمادته والمدرس يحصل على سمعته بين زملائه والطلبة لكن لكل قاعدة شواذ، بمعنى انه يحصل أن أحد المدرسين لا يحضر الدرس ربما دخول الناظر المفاجئ يسبب حرجا، استفدت من نظام المدرس الأول الذي يتابع المدرسين أو مشرف المادة، فدائما المدرس الأول ينصح المدرس.
المهم أمضيت في مدرسة الصباح حوالي 19 سنة منذ عام 1957 إلى عام 1976 كذلك قمت بتدريس الرياضيات وعينت مدرسا فنيا، وانتقلت إلى مدرسة عبدالله الخلف الدحيان والناظر أبوشعبان، وفي الإشراف الفني يسندون مدرسة ثانية للمشرف الفني، كان الطالب هو الطالب ولا فرق بين الطلبة سوى الفروقات الفردية، وولي الأمر يهتم بولده في جميع المدارس، في اللغة العربية والتربية الإسلامية فيها فروقات وخاصة بالحفظ، بعض الطلبة كانوا يهربون من المدرسة ويغيبون عن الدراسة، البعض، اذكر الاستاذ موسى هديب له هيبة في طابور الصباح، تعرفت على الأستاذ منير الدقاق وكان يعمل بمدرسة النجاح وكان حكم كرة قدم، تحسين البورنو صديقنا وكان مدرسا في ثانوية الشويخ.
الدورات التدريبية وترابط المدرسين
يحكي ضيفنا عن تدريب المدرسين في وزارة التربية ويتحدث عن روح الأسرة في المدارس بين المدرسين قائلا: التربية كانت تعقد دورات للمدرسين وذلك من الاهتمام وبعد سنوات تم إنشاء مقر للتدريب بالخمسينيات لقاء بين المدرسين الجدد، اذكر في العام الدراسي دورتين والتحقت بالعلوم والرياضيات.
قديما كنا نقول أسرة مدرسة الصباح مثلا وذلك للترابط بين المدرسين في المدرسة الواحدة لحسن التعاون والتآخي.. حاليا هذه الكلمات غير موجودة.
رأي في التعليم الحديث
عن التعليم في العصر الحديث يقول: التعليم الحديث إذا اعبر برأيي يقال عني رجعي والتعليم الحالي الاختلاط يخوف، لولا الضرورة في التعليم لا تغرب البنت في القديم لم يكن موجود والجميع بأوامر الأب والتقدم الحالي بالأجهزة الحديثة لها أثر وثورة من الغرب على العرب.. الحافظ الله للجميع وآخر كلمة أقولها للشباب، التعليم جوهرة. قرأت مقالا ان أصل الشهادة من أصل المنصب، أقول لا المنصب يأتي بالشهادة ، العمل كنز لا يشترى نبع نأخذ منه، نقول للشباب اقبلوا على التعليم فهو مثمر، الفلسطينيون المتعلمون لهم دور كبير في الثورة الفلسطينية.
الزواج والأولاد
يتحدث ضيفنا عن تجربته في الزواج وحياته الأسرية حيث يقول: والدتي - رحمها الله - خطبت لي زوجتي وهي بنت اختها، بمعنى انها بنت خالتي - رحمها الله - وكان المهر 1000 جنيه مصري وبعد الزواج أعيد المبلغ لي والزوجة أعطته للوالدة، وكذلك أعطت زوجتي الذهب.
ومن ذكرياتي الجميلة معها انها كانت امرأة طيبة حسنة المعشر، متسامحة في تعاملها وتعاونها، كنت سعيدا في حياتي، فقدت إنسانة غالية جدا بعد وفاتها - رحمها الله - والله رزقنا بـ 3 أولاد وبنات وهم: رامي (طبيب في اسبانيا ويدرس التخصص والدراسات العليا)، الثاني سامي (أنهى دراسته التسويق وموجود في غزة) وأحمد (أنهى دراسة التحاليل الطبية) أيضا موجود في غزة، وابنتين هن مع أزواجهن واحدة من البنات زوجها يعمل بالتجارة والثانية زوجها يعمل في موارد الكمبيوتر.
حفظ الأشعار ومجلة العربي
يتحدث كذلك السقا عن مرحلة شبابه وكيف كان ينمي ثقافته وحفظه للشعر وتأثره بمجلة العربي، هذا الصرح الثقافي الكويتي الذي أثر في الكثيرين على مستوى الوطن العربي، حيث يقول: وانا طالب حفظت بعض الأشعار والقصائد، عندما كنت في العمل المدرسي وبداية عملي كنت أقرأ مجلة العربي التي حصلت على صدى كبير وعظيم في الكويت والوطن العربي وصداها من رئيس التحرير د.أحمد زكي وموضوعاتها المشوقة التي كانت تطرحها المجلة مثلا عن القدس بالشرح والتوضيح وما كان غيرها بنفس الكيفية وكان فيها د.محمود السمرة، نحن الفلسطينيين نعرف بعضنا البعض من خلال المناسبات مثل الأعياد والضراء والتواصل والتعارف والنسب والزواج.
الزواج عند الفلسطينيين
عن الجانب الاجتماعي من حياة الشعب الفلسطيني وهو الزواج يقول السقا: كنا في فلسطين وهنا في الكويت الزواج عند الفلسطينيين إما بينهم وبالاختلاط مع جاليات عربية أخرى وخاصة أهل الشام ومصر ونحن في غزة وخان يونس كنا متماسكين، ونحن في دول الخليج العربي بيننا تواصل وأسهل دولة لوجود الفلسطينيين هي الكويت والمملكة العربية السعودية وقد أخذت أعدادا كبيرة من المدرسين الفلسطينيين وكذلك لوزارة الصحة في المستشفيات وخاصة الممرضين والأطباء.
شكر وتقدير
خلال اللقاء وجه المربي الفاضل حلمي السقا جزيل الشكر لجريدة «الأنباء» والزميل منصور الهاجري على ما يبذل من جهد في توثيق ماضي الكويت.
السبت 2013/8/31
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 3
عدد المشاهدات 17074
A+
A-
المربي الفاضل حلمي السقا مع الزميل منصور الهاجري
احد ابناء حلمي السقا
حلمي السقا في مقتبل العمر
حلمي محفوظ السقا ايام الشباب
حلمي السقا مع احد اصدقائه المقربين من المدرسين
المربي الفاضل حلمي السقا مع مجموعة من المدرسين في مدرسة الصباح
المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا خلال اللقاء
احد الابناء وصورة شبابية
- المنهج الثانوي كان متضخماً موحداً لفلسطين ومصر والسودان والامتحان جماعي
- الزواج عندنا كان بالمعرفة والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها
- اليهود سحبوا مياه خان يونس إلى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة
- أول بيت سكنت به في الكويت كان في الشارع الجديد
- المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين
- الوالد كان يستورد الأسمنت من مصر وكان مأذوناً شرعياً وكانت أتعابه تقريباً نصف جنيه مصري
- خان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر وأراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع وأشجارالنخيل بأعداد كثيرة
- خان يونس صار فيها مذبحة للفلسطينيين قام بها اليهود وكثير من أصدقائي قتلوا أثناء العدوان الثلاثي عام 1956
- عام 1960 كان البرد شديداً في الكويت حتى اشترى الناس «الكنابل»
- والدتي خطبت لي ابنة خالتي وكان المهر 1000 جنيه مصريوبعد الزواج أعيد المبلغ لي
- ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة تحت إشراف الحكومة المصرية
- أول مدرسة ثانوية افتتحت في الكويت كانت «الشويخ» عام 1953 وبعدها «كيفان»
الوافدون العرب وبخاصة المدرسون منهم لهم دور كبير في النهضة التعليمية في الكويت، لاسيما الفلسطينيون الذين كانوا من أوائل من حضر للتعليم في الكويت والبعثة الأولى عام 1936، واستمرت البعثات التعليمية من فلسطين ومصر وأول بعثة عام 1942. ضيفنا المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا من المدرسين الفلسطينيين الذين عاصروا التعليم في الكويت بالخمسينيات وكان له دور في التعليم مع زملائه وقد عين في مدرسة الصباح بالشرق ولعدة سنوات ثم نقل في الستينيات الى مدرسة عبدالله الخلف الرجعان بالسالمية. يحدثنا ضيفنا عن مدينة خان يونس بغزة وعن سكانها والصلة بين الأهالي. يقول حلمي السقا الذي عمل بالتدريس في الكويت منذ عام 1957 انه شاهد الكويت القديمة وأسواقها وكان يمضي الوقت في لعب كرة السلة والطائرة مع زملائه وفي بعض الليالي يذهب الى أحد المقاهي بالشارع الجديد (حاليا شارع عبدالله السالم) وقد تم افتتاح بعض المقاهي مقابل البحر فكان يذهب الى هناك مع زملائه، تزوج من بنت خالته وأنجب منها 3 أولاد وابنتين متزوجتين في الكويت، وهو يعيش حياته في الكويت البلد الذي عمل فيه مدرسا منذ الخمسينيات. نتعرف على المزيد عن حياته وذكرياته من خلال السطور التالية:
أول صفحة يفتحها المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا في كتاب الذكريات كانت من أرض فلسطين حيث ولد ونشأ وترعرع، يتحدث عن مولده وذكرياته الأولى قائلا:
ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة وفيها التعليم والخدمات وكانت في هذه الفترة تحت إشراف الحكومة المصرية، وكان فيها مدرستان ثانوية بنين وثانوية بنات، الإمام الشافعي للبنين وغزة للبنات، وكان مدير التعليم مصريا برتبة رائد اسمه اسماعيل وليس لنا علاقة معه فقط مع المدرسين، والمنهج مصري والمنهج الفلسطيني للابتدائي وأما المنهج الثانوي فكان متضخما بمعنى مادة كبيرة وكان أيامنا تقريبا موحدا لفلسطين ومصر والسودان، حتى ان الثانوية العامة مرتبطة والامتحان جماعي.
اذكر من الطلبة عبدالحي الفرا وعليان شراب ومن أقاربي صبحي السقا ونعيم الاسطل، وهذا بعد التقسيم نتيجة الاحتلال فصلوا فلسطين شمالها عن جنوبها قطاع غزة ، المهم أكملت تعليمي حتى حصلت على الثانوية العامة.
شهادة المترك على أيام فلسطين كانت بمستوى الثانوية العامة ويتم بعدها الانتقال الى الجامعة، وهكذا كانت تؤهل الطلبة، وفي تلك السنوات كان يوجد وفرة في الخريجين، وكانت البعثة التي تختار المدرسين برئاسة المرحوم عبدالعزيز حسين واحمد مهنا والبعثة السعودية كانوا يختارون المدرسين من غزة.
خان يونس والحضور إلى الكويت
يتحدث السقا عن قدومه الى الكويت وكذلك عن أيام الصبا في قطاع غزة حيث يقول: حضرت الى الكويت بدعوة من خالي الذي يعمل في الكويت وكان متعاقدا من الخارج، خالي هو عوني السقا وكان موجودا في الكويت مع 15 مدرسا بداية الخمسينيات واذكر منهم الأستاذ عبدالكريم عبدالمعطي، وهو رجل رياضي وله دور فيها وكذلك وليد البورنو وهو مدرب رياضي في الجيش وقد علمني، وخان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر، أراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع باستثناء الساحل مياهه تنبع من الأرض وفيها أشجار النخيل بأعداد كثيرة، وبعد سنوات زرعوا الخضراوات مثل الخضار الورقية والخضار المثمر مثل الطماطم والكوسة، والخيار وهو بكمية كبيرة والمزارع على ساحل البحر وتبعد عن الساحل 200 متر، والآبار قريبة جدا لكن اليهود سحبوا مياه خان يونس الى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة.
الوالد كان يستورد الاسمنت من مصر وكان مأذونا شرعيا وهو عمل تقليدي متوارث في الأسرة مثل عمل المختار يبقى في العائلة الواحدة وكذلك المأذون من جيل بعد جيل، مثلا أخي محام واعطي عمل مأذون بعد الوالد، والمواطنون يعطون المأذون أتعابه، كان قديما تقريبا نصف جنيه مصري بعد الاحتلال والى الآن التعامل بالشيكل الاسرائيلي والدينار الأردني والجنيه المصري وكان الإنسان يشتري على قدر حاجته بسبب التغير في العملة.
اذكر من المدرسين في خان يونس عبدالكريم عبدالمعطي ووليد البورنو، ومن العائلات المشهورة في خان يونس عائلة السقا وعائلة الآغا وعائلة الفرا وعائلة شرّاب وعائلة الاسطل يعملون في الكويت مع عائلاتهم وارتبطت العائلات كلها هنا في الكويت وصار بعضهم مرتبط بالنسب والصداقة والأخوة.
أسلوب الزواج
عن طريقة اختيار العروس التي كانت سائدة يقول السقا: الزواج عندنا كان بالمعرفة، والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها وتقول: لأهل البنت وتسأل الأهل هل تريدون النسب وهل عندكم استعداد لمصاهرتنا، ويتم الاتفاق بين العائلتين، وحسب الاتفاق أم الولد هي التي تشوف البنت وبعد ذلك الولد يذهب لرؤية البنت أو خالة الولد، ويشارك بعض الجيران، المهور لم تكن غالية وخاصة في زمان الوالد.
لكن تطور الوضع مع الشباب وصاروا يتجاوزون بعض العادات التي كان الأهل معتادين عليها وتطورت الأمور حيث الولد يختار بنفسه من يحبها أيضا يشارك والدته ووالده، المجتمع الفلسطيني متماسك، الأم قديما تكون على علاقة كبيرة مع الجيران والأهل، وتضع علاقتها الطيبة مع الأهل والجيران وعندنا على خاطر فلان. «كرمال هالعيون تكرم مرجع عيون». للسمعة الطيبة عند العائلات وتماسكها.
المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين، أما الأسواق في خان يونس فسوق الغلة لبيع العيش والقمح وسوق السمك في الداخل وبيع السمك بالجملة على ساحل البحر وعند البسطة داخل السوق وأهل خان يونس قليل منهم يبيعون ولكن سكان قرية الجورة وحمامه تقع على ساحل البحر، وسكان القريتين يقومون بصيد السمك، وبعد النكبة صاروا يبيعون السمك، وسوق اللحم خاص لبيع اللحوم، وأما التمور فإنتاج محلي وما عندنا ما يسمى بيع التمور ولكن العطاء بين المواطنين، والمرافق الحكومية مثل البلدية تشرف على الأسواق، وكذلك عندنا البريد الحكومي وله إدارة المواصلات ويعتمد البريد على المواطنين الذين سافروا الى الكويت والسعودية وهما أول دولتين تأتي منهما الرسائل للأهالي في «خان يونس».
ADS BY BUZZEFF TV
وخان يونس صار فيها مذبحة قام بها اليهود وقتلوا الشعب الفلسطيني، العدوان الثلاثي عام 1956 كان أشهر عدوان وفي ذلك العدوان مات الكثير من أبناء خان يونس ومن أصدقائي مات الكثير بفعل القتلة الاسرائيليين.
جو الكويت الحار
يعود ضيفنا للحديث عن المرحلة التي مر بها من غزة الى الكويت حيث يقول: أواصل الحديث عن حضوري الى الكويت من طرف خالي عوني السقا الذي حضر الى الكويت، كانت الكويت جوها حار والماء غير بارد وكانت الظروف المناخية شديدة علينا، فرق ما بين مناخ خان يونس ومناخ الكويت وقد هون علينا اننا كنا نسافر الى فلسطين في الصيف عطلة المدارس، الشهر السادس وكل شيء نتحمله من تذاكر سفر ومصروفات، اذكر انني سكنت في أول بيت كان في الشارع الجديد آخره من جهة البحر والبيت نظام عربي مع مجموعتي وأما الطبخ فنحن بأنفسنا كنا نقوم به كنت محظوظا جدا مع العناصر الذين كنت أسكن معهم، كذلك استعنا بطباخ من الذين كانوا يعملون بالوزارة بعد انتهاء دوامه فكان يجهز لنا الأكل وهو الذي يشتري لنا مواد الأكل. واذكر كنت اسكن مع الأستاذ عبدالله الشيخلي والأستاذ عصام الخازندار وترك الكويت وسافر الى أميركا والشيخلي سافر الى الإمارات.
كنا ندفع مبلغا للأكل والشرب وكنت اتسلم 1000 روبية راتبا شهريا وكان المبلغ كبيرا بذلك الوقت وكنت اذهب ماشيا من البيت الى مدرسة الصباح بالشرق 4 مرات في اليوم ذهابا وإيابا ولم يحصل أي مشاكل لنا بالطريق وأولياء الأمور كانوا متعاونين معنا ويحبون المدرس وبعض التجار يعطوننا من الدعاية التي يوزعونها على الآخرين ويشكرون، واذكر عبدالله شهاب صاحب معرض ساعات وأما بالليل فكنت اذهب الى المقهى الكمال القيشاوي فوق السطح وتوجد مقاهٍ مقابل البحر وعددها 4 مقاه، وكان الوضع أمانا ما كنا نتعب ولكن الصيف حار جدا نشعر بالحرارة والرطوبة، أما في فصل الشتاء اذكر في احدى المرات كان البرد شديدا في الكويت وذلك عام 1960 وقد أثر البرد علينا ومن شدة البرد الناس اشتروا (الكنابل) البطانيات، وبذلك
العام كان الكويتيون والوافدون يتبرعون للجزائر نقدا.
كنت اذهب الى السينما الشرقية والسينما الحمراء وحضرت فيلما عن جميلة بوحريد، وسينما الفردوس وكنا نمضي الوقت مع بعضنا البعض وكنت احضر مجالس أولياء الأمور في المدارس والاحتفالات التي تقيمها المدارس آخر العام ويحضرها أولياء الأمور وكان يوجد في المدارس مجموعة من الطلبة والمدرسين لهم اهتمامات فنية وأدبية كنا مجموعة من المدرسين لها دور كبير في التعليم في الكويت.
التعليم والعمل في المدارس
بعد ذلك يتناول السقا صفحة العمل في الكويت قائلا: بعدما وصلت الى الكويت ذهبت الى دائرة المعارض الواقعة بشارع فهد السالم، وبعدما أكملت إجراءات التعيين عينت في مدرسة الصباح بالشرق وكان ناظرها محمود سعدالدين (فلسطيني) والوكيل المرحوم عبدالعزيز مسلم (كويتي) وقد تم تعيين عبدالله الشيخلي في الصباح وبشير الطباع وفائق طهبوب وموسى نمر هديب ومحمد خليل وتوفيق السخن وخليل مشعل هؤلاء كانوا في مدرسة الصباح وأول مادة علمتها اللغة العربية والجدول 24 حصة في الأسبوع والدوام على فترتين صباحية ومسائية وتصحيح الدفاتر غالبا ما أصححها بالمدرسة لأني لا استطيع حمل الدفاتر، جميع مرافق المدرسة مفتوحة للمدرسين ملاعب ومراسم.
لقد اشتهر المدرسون بتلك السنوات باللعب بكرة السلة والطائرة وخاصة بعد نهاية الدوام يتكون فريقان من المدرسين أو بعض الزملاء يحضرون من مدارس قريبة وكذلك تنس الطاولة أحيانا، أما كرة القدم فكان القليل من المدرسين يمارسونها، لعبت الطائرة في المدرسة وكان موسى هديب وهو مدرس ومدرب وكان معنا محمد علي صادق من مدرسي البدنية.
وأذكر محمد صالح تقي بعد عبدالعزيز مسلم. وأما الطلبة فلا يعرفهم المدرس، ولكن أذكر موقفا حصل معي في شبرة الرقة أن رجلا تقدم وسلم علي بحرارة وقال كنت مدرسا في مدرسة الصباح بالخمسينيات، ولكن كمدرس لا أذكر ذلك، التعليم في الخمسينيات كان رائعا جدا والتطور فيه سريع وكان ولي الأمر حريص جدا على تعليم ولده، النهضة التعليمية والمدارس الجديدة بسبب النهضة العمرانية التي تسارعت كان التعليم في بدايته متكاملا جدا من رياض الأطفال إلى الابتدائي والمتوسط والثانوي.
وكانت هناك ثانوية واحدة وهي ثانوية الشويخ، وقد تم افتتاحها عام 1953 وبعدها ثانوية كيفان.
كان التعليم مفتوحا لجميع أبناء الكويت والوافدين، كانت مخازن الوزارة مفتوحة لجميع المدارس والطلبة ولجميع التخصصات الدراسية ومنها العهدة التي تبقى في عهدة المدرسة والمدرسة تسلم الفواتير، الحقيقة كان النظار متعاونين جدا مع المدرسين وولي الأمر الذي كان مطمئنا على ابنه كذلك تعليم البنات كان فيه اهتمام كبير، الفضل لله، والشيخ عبدالله الجابر الصباح ومن معه من المسؤولين واذكر مكتبة الأفلام والمخازن. كان في المدرسة حلاق للطلبة ونجار ومضمد وطبيب يشرف على صحة الطلبة ولا اذكر أي مشاكل وإن وجدت ففي التعليم، المدرس لا يرفض الجدول ويعمل بصمت، شاركت في دورات تدريبية عملية، كان النظار يمنعون النقاش بالسياسة والجدل غير المفيد، العمل بالمدرسة للعلم والطالب، مما أذكر ان حادثا حصل بين مدرسين وصل الأمر للضرب بالكراسي بسبب النقاش السياسي وعوقب المدرسون بإنهاء خدماتهم.
تحضير الدروس والمنهج الدراسي
عن آلية العمل والاهتمام بالمدرسين والمناهج فيما مضى يقول السقا: تلك الفترة كانت الوزارة حريصة على إقامة دورة إعداد المدرس وفيها يعرفون المدرس بالمنهج وكيفية التحضير وزيارة المسؤول للمدرس بالفصل تكون بعد الاستعداد للزيارة، إما من الموجه أو الناظر، ولكن من دون تبليغ الزيارة مفاجئة للمدرس ويطلع على التحضير وعلى المدرس أن يحضر يوميا لمادته والمدرس يحصل على سمعته بين زملائه والطلبة لكن لكل قاعدة شواذ، بمعنى انه يحصل أن أحد المدرسين لا يحضر الدرس ربما دخول الناظر المفاجئ يسبب حرجا، استفدت من نظام المدرس الأول الذي يتابع المدرسين أو مشرف المادة، فدائما المدرس الأول ينصح المدرس.
المهم أمضيت في مدرسة الصباح حوالي 19 سنة منذ عام 1957 إلى عام 1976 كذلك قمت بتدريس الرياضيات وعينت مدرسا فنيا، وانتقلت إلى مدرسة عبدالله الخلف الدحيان والناظر أبوشعبان، وفي الإشراف الفني يسندون مدرسة ثانية للمشرف الفني، كان الطالب هو الطالب ولا فرق بين الطلبة سوى الفروقات الفردية، وولي الأمر يهتم بولده في جميع المدارس، في اللغة العربية والتربية الإسلامية فيها فروقات وخاصة بالحفظ، بعض الطلبة كانوا يهربون من المدرسة ويغيبون عن الدراسة، البعض، اذكر الاستاذ موسى هديب له هيبة في طابور الصباح، تعرفت على الأستاذ منير الدقاق وكان يعمل بمدرسة النجاح وكان حكم كرة قدم، تحسين البورنو صديقنا وكان مدرسا في ثانوية الشويخ.
الدورات التدريبية وترابط المدرسين
يحكي ضيفنا عن تدريب المدرسين في وزارة التربية ويتحدث عن روح الأسرة في المدارس بين المدرسين قائلا: التربية كانت تعقد دورات للمدرسين وذلك من الاهتمام وبعد سنوات تم إنشاء مقر للتدريب بالخمسينيات لقاء بين المدرسين الجدد، اذكر في العام الدراسي دورتين والتحقت بالعلوم والرياضيات.
قديما كنا نقول أسرة مدرسة الصباح مثلا وذلك للترابط بين المدرسين في المدرسة الواحدة لحسن التعاون والتآخي.. حاليا هذه الكلمات غير موجودة.
رأي في التعليم الحديث
عن التعليم في العصر الحديث يقول: التعليم الحديث إذا اعبر برأيي يقال عني رجعي والتعليم الحالي الاختلاط يخوف، لولا الضرورة في التعليم لا تغرب البنت في القديم لم يكن موجود والجميع بأوامر الأب والتقدم الحالي بالأجهزة الحديثة لها أثر وثورة من الغرب على العرب.. الحافظ الله للجميع وآخر كلمة أقولها للشباب، التعليم جوهرة. قرأت مقالا ان أصل الشهادة من أصل المنصب، أقول لا المنصب يأتي بالشهادة ، العمل كنز لا يشترى نبع نأخذ منه، نقول للشباب اقبلوا على التعليم فهو مثمر، الفلسطينيون المتعلمون لهم دور كبير في الثورة الفلسطينية.
الزواج والأولاد
يتحدث ضيفنا عن تجربته في الزواج وحياته الأسرية حيث يقول: والدتي - رحمها الله - خطبت لي زوجتي وهي بنت اختها، بمعنى انها بنت خالتي - رحمها الله - وكان المهر 1000 جنيه مصري وبعد الزواج أعيد المبلغ لي والزوجة أعطته للوالدة، وكذلك أعطت زوجتي الذهب.
ومن ذكرياتي الجميلة معها انها كانت امرأة طيبة حسنة المعشر، متسامحة في تعاملها وتعاونها، كنت سعيدا في حياتي، فقدت إنسانة غالية جدا بعد وفاتها - رحمها الله - والله رزقنا بـ 3 أولاد وبنات وهم: رامي (طبيب في اسبانيا ويدرس التخصص والدراسات العليا)، الثاني سامي (أنهى دراسته التسويق وموجود في غزة) وأحمد (أنهى دراسة التحاليل الطبية) أيضا موجود في غزة، وابنتين هن مع أزواجهن واحدة من البنات زوجها يعمل بالتجارة والثانية زوجها يعمل في موارد الكمبيوتر.
حفظ الأشعار ومجلة العربي
يتحدث كذلك السقا عن مرحلة شبابه وكيف كان ينمي ثقافته وحفظه للشعر وتأثره بمجلة العربي، هذا الصرح الثقافي الكويتي الذي أثر في الكثيرين على مستوى الوطن العربي، حيث يقول: وانا طالب حفظت بعض الأشعار والقصائد، عندما كنت في العمل المدرسي وبداية عملي كنت أقرأ مجلة العربي التي حصلت على صدى كبير وعظيم في الكويت والوطن العربي وصداها من رئيس التحرير د.أحمد زكي وموضوعاتها المشوقة التي كانت تطرحها المجلة مثلا عن القدس بالشرح والتوضيح وما كان غيرها بنفس الكيفية وكان فيها د.محمود السمرة، نحن الفلسطينيين نعرف بعضنا البعض من خلال المناسبات مثل الأعياد والضراء والتواصل والتعارف والنسب والزواج.
الزواج عند الفلسطينيين
عن الجانب الاجتماعي من حياة الشعب الفلسطيني وهو الزواج يقول السقا: كنا في فلسطين وهنا في الكويت الزواج عند الفلسطينيين إما بينهم وبالاختلاط مع جاليات عربية أخرى وخاصة أهل الشام ومصر ونحن في غزة وخان يونس كنا متماسكين، ونحن في دول الخليج العربي بيننا تواصل وأسهل دولة لوجود الفلسطينيين هي الكويت والمملكة العربية السعودية وقد أخذت أعدادا كبيرة من المدرسين الفلسطينيين وكذلك لوزارة الصحة في المستشفيات وخاصة الممرضين والأطباء.
شكر وتقدير
خلال اللقاء وجه المربي الفاضل حلمي السقا جزيل الشكر لجريدة «الأنباء» والزميل منصور الهاجري على ما يبذل من جهد في توثيق ماضي الكويت.