الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثانية ..

القبس


وثيقة للتاريخ
بواسطة السفن وعبر البحرين حجي المطوع في الأحساء قبل 83 عاماً




أحمد شمس الدين:
الأخ الفاضل راضي بومجداد زودنا مشكورا بوثيقة يعود تاريخها الى الرابع والعشرين من يناير 1927 وتحمل رقم 51، وهي عبارة عن جواز سفر كان يعطى لأهل الديرة في تلك الأيام ومن دون صورة من قبل القنصلية البريطانية في الكويت
الجواز يخص جد زوجة راضي بومجداد «أبو علي»، ويلاحظ من المعلومات الواردة في الوثيقة التي يعود عمرها الى ما قبل 83 عاما ان عباس ابن صاحب الجواز، الذي كان يبلغ في تلك الأيام 4 سنوات، حسب ما هو وارد في الوثيقة، كان برفقة والده في رحلتهما الى الاحساء لزيارة الأهل والأقارب هناك.
سألنا أبو علي عن كيفية ووسيلة سفرهما نحو الاحساء، وعما إذا كانت عن طريق البر أو البحر، نظرا إلى عدم وجود وسائل أخرى في تلك الأيام، فقال إنه لا يعلم، والأرجح انهما، رحمهما الله، غادرا بواسطة السفن الشراعية نحو البحرين، ومن ثم توجها إلى الاحساء.
ولكم أن تتخيلوا المسافة والمشقة التي كان يتكبدها الراغب في السفر من الكويت الى أي وجهة خارجية، إما بواسطة الجمال أو البغال او عن طريق البحر.
وبالعودة الى كتاب «أربعون عاما في الكويت» 1969/1926 لفيوليت ديكسون (أم سعود)، الذي قدم له وعلق عليه وراجعه سيف مرزوق الشملان آل سيف وطبعته دار قرطاس للنشر، نكتشف ان جوازات السفر القديمة التي تصرفها القنصلية البريطانية في الكويت كانت عبارة عن ورقة واحدة فقط (الوثيقة المنشورة اليوم)، وكانت في بداية أمرها من دون صورة. وفي أواخر الثلاثينات من القرن الماضي تم وضع صورة صاحب الجواز.
وفي ما يلي ترجمة مختصرة للوثيقة «الجواز» التي تحمل اسم صاحبها حجي حسن بن علي المطوع، البالغ 50 عاما، وطريقة السفر التي كانت عبر البحرين بهدف الزيارة، برفقة ابنه عباس البالغ 4 سنوات، ومواصفات صاحب الجواز (طوله خمس أقدام واربعة انشات) لاحظوا الدقة في الوصف في تلك الأيام.
وكيف أن حجي حسن بن علي المطوع كان أميا، والدليل وجود بصمته على جواز السفر.
ويلاحظ ايضا وجود اسم الطرف الداعي وهو أحد اقرباء صاحب الوثيقة (محمد بن حجي) الذي كان يعيش في الاحساء.


Pictures%5C2010%5C02%5C07%5Cc8ce53ae-a3bf-4e19-97d2-c561df9564d6.jpg








29-07-2012, 04:53 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
في احتفال العيد الوطني والتحرير الكويت من الحماية إلى الاستقلال





Pictures%5C2010%5C02%5C24%5Cb0419eba-38f1-4e88-a6c3-45442426e025_main.jpg
الشيخ مبارك الصباح
إعداد يوسف الشهاب
لم يكن إعلان استقلال الكويت في 19 يونيو 1961 وليد الصدفة او ساعات ذلك اليوم، بل كان نقطة نهاية لمباحثات طويلة وشاقة بين الكويت والمملكة المتحدة.. في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم.. توجت باعلان الاستقلال والغاء اتفاقية 1899، لكونها تتنافى مع سيادة واستقلال الكويت.
والاستقلال يعني حرية الدولة وكيانها المستقل والقيام برسالتها الخارجية من دون وصاية اخرى.. وهذا ما تحقق في معاهدة الاستقلال.
حين العودة الى الفترة الزمنية التي سبقت حكم الشيخ مبارك الصباح للكويت عام 1896 نرى ان الكويت الامارة الصغيرة آنذاك لم تكن مرتبطة بأي علاقات سياسية ولا معاهدات مع بريطانيا، التي كانت تتصدى بين وقت وآخر قبل حكم الشيخ مبارك، لجماعة تسعى للحديث عن مشروع خط حديدي يربط بين الكويت، مخترقا الاناضول وديار بكر والموصل، لكن الحكومة البريطانية أخذت على مسؤوليتها إيقاف هذا الحديث ونجحت في ذلك. وجاء فترة حكم الشيخ مبارك للكويت، وهي الفترة التي شهدت نموا وزيادة بالعلاقات بين البلدين، خاصة في ظل أطماع عثمانية كانت تحاول اخضاع الكويت تحت لوائها، وهو الامر الذي قاومه الشيخ مبارك، حفاظا على استقلالية الكويت، ولم تقف الحال عند ذلك، بل سعى الشيخ مبارك الى عقد معاهدة حماية مع بريطانيا التي كانت مترددة في ذلك، لكن محاولات الدولة العثمانية لفرض سيطرتها على الكويت دفعت بالشيخ مبارك الى ضرورة عقد معاهدة الحماية عن طريق الطلب من المعتمد البريطاني بالخليج لزيارة الكويت، او ارسال مندوب عنه، بعد هذه الرسالة من الشيخ مبارك وصل عام 1897 الى الكويت مندوب المعتمد البريطاني بالخليج الى الكويت واستقبله الشيخ مبارك، ودار حديث حول ضرورة عقد معاهدة بين البلدين، خاصة في ظل توجه الدولة العثمانية الى اعطاء احدى الشركات الروسية حق امتياز خط حديدي تكون بدايته من طرابلس حتى الخليج العربي، وهذا ما زاد من ضرورة عقد معاهدة الحماية بين البلدين في يناير عام 1899، التي وقعها الشيخ مبارك من جانب والكولونيل ميد، المعتمد السياسي في الخليج العربي من الجانب الآخر.

المعاهدة.. حماية للكويت
ويلاحظ في قراءة جوانب معاهدة الحماية لعام 1899 أنها أعطت الكويت الشأن الداخلي بينما حددت عليها ما يجب اتخاذه من خطوات حين الاتصال بأي جهة خارجية، وهذا ما أكدت عليه اتفاقية الحماية لعام 1899 حيث جاء «بأن يعطي الشيخ مبارك العهد ويقيد نفسه وورثته وأخلافه الى الأبد بأن لا يقبل وكيلا او قائم مقام من جانب دولة او حكومة في الكويت او في قطعة اخرى من حدوده بغير رخصة الدولة البهية القيصرية الانكليس، ولا يفوض ولا يبيع ولا يؤجر ولا يرهن ولا ينقل بنوع آخر ولا يعطي للسكون قطعة من اراضيه الى دولة او رعية احد من الدول الاخرى، بغير ان يحصل على الاجازة اولا من الدولة جلالة المملكة البريطانية العظمى لأجل هذه الادارة، وهذه المقاولة ايضا تشتمل على كل قطعة في اراضي الشيخ المذكور التاتكوف حالا في تصرف رعايا كل واحد من الدول الغير ولأجل الشهادة لتكميل هذه المقاولة».. ويلاحظ في هذا النص من الاتفاقية ان بريطانيا الزمت الشيخ مبارك بالعودة الى حكومتها حين الشروع بأي اتفاقية او تأجير او قبول اي معتمد الا بعد العودة اليها - ومعنى ذلك ان الكويت قد دخلت تحت مظلة الحماية البريطانية في الشق الخارجي مع الدول الاخرى وهي حرة بالشأن الداخلي فيها، بل وان هذه الاتفاقية اكدت على عدم رضوخ الكويت لأي دولة او امبراطورية اخرى اللهم الا العلاقات مع الحكومة البريطانية وفق ما جاء بالاتفاقية من تعاون بين البلدين.

الإنكليز في عهد الشيخ سالم
استمرت العلاقة بين الكويت وبريطانيا في عهد الشيخ سالم المبارك الذي خلف الشيخ جابر المبارك بعد وفاته في 17 فبراير 1917، وكان التعاون بين البلدين قائما على كل صعيد. وحدث انه في عام 1917 شعر المعتمد البريطاني بالكويت آنذاك هملتن بضائقة مالية لم يستطع فيها صرف الرواتب الشهرية لرؤساء القبائل المتاخمة لحدود الكويت فأرسل إلى الشيخ سالم يطلب منه قرضا ماليا لتسديد هذه الرواتب على أن يعيده بعد ذلك، وحين أبلغ المعتمد البريطاني الشيخ سالم بالأمر وفر له تسعة آلاف ريال لصرف رواتب رؤساء القبائل، ونتيجة لذلك قامت الحكومة البريطانية بتقديم وسام «نجمة الهند» الى الشيخ سالم باحتفال أقيم بقصر السيف في 25 مارس 1919، وحضره رئيس الخليج في ذلك الوقت، وبعد وفاة الشيخ سالم في 23 فبراير 1921، اسندت تقاليد حكم الكويت الى الشيخ احمد الجابر، واستمرت العلاقات مع بريطانيا بالنمو في تلك الفترة، بل ان امتياز التنقيب عن النفط بالكويت كان في عهد الشيخ احمد الجابر، طيب الله ثراه، وتقديراً لدور حاكم البلاد في تعزيز العلاقات بين البلدين أهدت الحكومة البريطانية في 1 فبراير 1940 وسام الهند للشيخ احمد الجابر في الاحتفال الذي أقيم بقصر السيف وحضره المعتمد البريطاني بالكويت آنذاك الميجرمور، الذي قلد حاكم الكويت الوسام نيابة عن حكومته، وعلى هامش ذلك ارسل المعتمد البريطاني بالعراق برسي كوكس برقية تهنئة الى الشيخ احمد الجابر في 9 فبراير 1940، جاء فيها: انه وان جاءت تهنئتي هذه متأخرة فإني ارجو من سماحتكم أن تتقبلوا مزيد التهاني القلبية بمناسبة ما نالكم من الشرف الرفيع بنيشان الامبراطورية من درجة قائد الذي أنعم به عليكم صاحب الجلالة الملك جورج الخامس، واني اتمنى أن يطيل الله بقاءكم ويوفقكم لتنالوا بالجدارة الترفيعات الأخرى.
واني آسف كثيرا، حيث لم يبلغني في ذلك الوقت الذي نلتم فيه هذا الشرف الرفيع والا فقد كنت بادرت في حينه بابراق تهانيّ لسماحتكم.
وتفضلوا بقبول مزيد احتراماتي وتمنياتي الحسنة لسماحتكم ودمتم.
ومن جانبه ارسل الشيخ أحمد الجابر برقية جوابية الى برسي كوكس معبرا فيها عن شكره على برقية التهنئة والحرص على توطيد العلاقات بين البلدين.

ابو الاستقلال
استمرت العلاقات الكويتية - البريطانية في عهد الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم، رغم ما واجهته من مطبات، في بعض الاحيان خاصة عام 1956، حين تعرضت مصر للعدوان الثلاثي وهب الشعب الكويتي لنصرة مصر والمطالبة بقطع النفط وجمع التبرعات لمصر لمواجهة العدوان، لكن ذلك - التوتر - في المواقف بين البلدين لم يستمر طويلا، حيث عادت العلاقات الى طبيعتها بعد توقف العدوان الثلاثي على مصر وسارت العلاقات نحو الازدهار رغم الحماية البريطانية التي اوجدتها معاهدة 1899.
وجاءت بداية عام 1961، حيث بدأ التفكير بالتخلص من تلك المعاهدة واعلان استقلال الكويت وحرص الشيخ عبدالله السالم على تحقيق هذه الغاية إيمانا منه بعروبة الكويت وحريتها وكيانها المستقل، اجريت مفاوضات شاقة بين البلدين حول هذا الامر ولم تكن بطبيعتها سالكة الطريق، خاصة والجانب البريطاني كان يرى ان استقلال الكويت قد يفقدها الدور المهم الذي كانت تقوم به في المنطقة، ثم ان هذا الاستقلال قد يشجع دولا اخرى على المطالبة بذلك، لكن الشيخ عبدالله السالم، كان يتطلع الى تحقيق الاستقلال وتحقق ذلك في 19 يونيو 1961 من خلال الرسائل المتبادلة بين الشيخ عبدالله السالم والمعتمد البريطانيا بالكويت آنذاك نيابة عن المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية.
وقد نصت اتفاقية الاستقلال على الغاء اتفاقية 23 جنيوري 1899 لكونها تتنافى مع سيادة واستقلال الكويت - والمادة الثانية تنص على استمرار العلاقات بين البلدين مسيرة بروح الصداقة الوثيقة. ولعل ابرز ما في معاهدة 1961 الخاصة بالاستقلال الفقرة الثالثة التي تنص على انه لا شيء في هذه النتائج سيؤثر على استعداد حكومة صاحبة الجلالة في مساعدة حكومة الكويت اذا طلبت حكومة الكويت مثل هذه المساعدة، وقد كان لهذه الفقرة دور كبير في تفعيل النص الذي جاءت به منذ بداية الاستقلال حين اعلن عبدالكريم قاسم حاكم العراق آنذاك في المؤتمر الصحفي الذي عقده في 25 يونيو 1961 على ضم الكويت الأمر الذي وقفت امامه الكويت موقفا حازما للدفاع عن استقلالها، وقد تحركت الحكومة البريطانية بارسال جنودها للدفاع عن الكويت ضد أي اعتداء عراقي، وعند اعلان الاستقلال القى الشيخ عبدالله السالم خطابا في تلك المناسبة قال فيه:
في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب، في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة الى مرحلة اخرى من مراحل التاريخ، ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي تقرأونها الآن، والتي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة، في هذا اليوم والسرور يملأ الجوانح والابتسامات المشرقة تعلو الوجوه، نرفع ابصارنا بخشوع الى المولى عز وجل لنحمده سبحانه ونشكره على ما وفقنا اليه وانعم علينا به، ولقد كان التعاون الوثيق بين الحكومة ممثلة في المسؤولين من ابناء الاسرة الحاكمة وبين الشعب المخلص من المغزى الجميل ما أشاع الغبطة والاستحسان في نفسي وجعلني اتمنى استمرار مثل هذا التعاون الخير ودوام تقدمه وازدهاره.
ولا يفوتني هنا أن انوه بالروح الطيبة التي سادت المباحثات وان اسجل للجانب البريطاني الصديق ما تحلى به من رحابة الصدر وحسن التفهم للامور والرغبة الصادقة في التفاهم بما جعل الوصول الى الغاية المنشودة في سهولة ويسر مؤكداً مضموناً منذ البداية.
وختاماً فإننا نرجو ونحن على أبواب عهد جديد أن تبدأ الكويت انطلاقها بتقوية أواصر الصداقة والأخوة مع شقيقاتها الدول العربية للعمل بتكاتف وتآزر على ما فيه خير العرب وتحقيق أماني الأمة العربية، كما أن الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الانتماء للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وغيرهما من المنظمات التي تعمل لخير العالم وامنه وسلامته كل ما كان في ذلك من الامكان والله ولي التوفيق.

متطلبات مرحلة الاستقلال
فرضت المرحلة الجديدة للاستقلال بناء الدولة الحديثة إلى اتخاذ اجراءات قانونية ودستورية ودبلوماسية. وكان ابرز تلك الخطوات استبدال علم البلاد الذي كان باللون الأحمر تتوسطه كلمة «كويت» إلى العلم الجديد، وبدأت تلك الخطوة بصدور القانون رقم 26 لعام 1961 في 7 سبتمبر 1961، وكذلك التعديل على القانون الذي اجره الشيخ عبدالله السالم في 18 نوفمبر 1961 بتجديد شكل العلم ومواصفاته والأماكن التي يرفع فيها وتوج كل ذلك في 24 نوفمبر من ذلك العام، حيث قام سمو الشيخ سعد العبدالله -طيب الله ثراه- بإنزال العلم القديم ورفع العلم الجديد في ساحة قصر السيف، واما على الصعيد الدبلوماسي فقد كانت الخطوة الاولى تعيين رئيس للخارجية قبل التشكيل الوزاري الاول، ففي 3 اكتوبر 1961 اصدر الشيخ عبدالله السالم مرسوما اميريا يقضي بموجبه تعيين الشيخ صباح السالم رئيسا للخارجية، وكان من الضروري بعد الاستقلال انضمام الكويت الى الجامعة العربية. وقد تحقق ذلك في 16 يوليو 1961، كما اصدر مجلس الجامعة قرارا بشأن الكويت، مطالبا بالالتزام بسحب القوات البريطانية في اقرب وقت ممكن وتأييد كل رغبة تبديها الكويت بالوحدة او الاتحاد مع غيرها من دون الجامعة العربية ومساعدة دولة الكويت للانضمام الى عضوية الامم المتحدة، اضافة الى التزام الدول العربية بتقديم المساعدة الفعالة لصيانة استقلال الكويت بناء على طلبها، وعلى نطاق الامم المتحدة فقد انضمت الكويت الى عضويتها في 14 مايو 1963. وعلى نطاق السفراء، فقد كانت الدفعة الأولى من الشعراء تضم عبدالعزيز حسين الذي عُين سفيرا في القاهرة بالمرسوم الصادر في 2 ديسمبر 1961 وعبدالرحمن العتيقي سفيرا لدى المملكة المتحدة في 2 ديسمبر 1961 وعيسى عبدالجليل سفيرا بالسعودية في 5 اكتوبر 1961 وسيد رجب الرفاعي سفيرا في تونس في 24 يونيو 1962، واما السفراء في الكويت، فقد حرص الشيخ عبدالله السالم على ان يكون عميد السفراء في الكويت عربيا وبالحاح من الكويت على ضرورة ان يكون اول سفير فيها عربيا، فقد تمت الاتصالات مع المملكة السعودية والقاهرة لارسال سفراء لها.. فكانت المملكة اول الدول التي ترسل سفيرا لها، حيث كان جميل الحجيلان اول السفراء بالكويت ثم محمود عبدالعزيز سفيرا لمصر.

أزمة عبدالكريم قاسم
عكرت الأزمة التي افتعلها حاكم العراق في 25 يونيو 1961 بالمؤتمر الصحفي الذي عقده في ذلك المساء، والذي طالب فيه بضم الكويت الى العراق زاعماً بأنها جزء من بلاده.. عكر ذلك المؤتمر المشؤوم فرحة الاستقلال وبهجته. والغريب أن عبدالكريم قاسم كان قد ارسل برقية عام 1958 الى الشيخ عبدالله السالم يطلب فيها تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين وتوثيق اواصر التعاون بينهما لما فيه مصلحة الشعبين.
وبعد اعلان استقلال الكويت نسف كل ما جاء في برقيته وادعى أن الكويت جزء من العراق طمعاً بثرواتها وفي محاولة للكذب وتزوير حقائق التاريخ.. وامام تلك المرحلة كان على الكويت ان تتحرك على الصعيدين العربي والدولي، لشرح قضيتها العادلة، فتجاوبت الدول العربية ووقفت مؤيدة لاستقلال الكويت وأرسلت جنودها للوقوف مع الكويت ضد اي اعتداء يقوم به عبدالكريم قاسم، وبوصول القوات العربية من المملكة والسودان ومصر والاردن، وبوصول هذه القوات بعد توقيع الكويت مع الجامعة العربية اتفاقية الدفاع العربي المشترك، انسحبت القوات البريطانية التي جاءت للدفاع عن الكويت، واستمرت الازمة بضعة أيام حتى انقشعت وعادت الأمور إلى طبيعتها، وبذلك عادت القوات العربية إلى بلادها.

أول سفير أجنبي
كان اول سفير اجنبي بالكويت ريتشموند سفيرا لبريطانيا، ثم توالى السفراء على الكويت واستمرت مرحلة الاستقلال مع صدور الدستور وانتخابات اول مجلس للأمة، وبذلك استكملت البلاد بناء الدولة الحديثة باستقلالها وكيانها المستقل.

استمرار الحماية
ظلت معاهدة الحماية سارية المفعول بعد وفاة الشيخ مبارك في 27 يناير 1915، كما أن العلاقات بين الكويت وبريطانيا اخذت بالتطور والتعاون، وقد جاءت برقية نائب ملك بريطانيا في الهند اللواء هردنك الى الشيخ جابر المبارك المعزية بوفاة الشيخ مبارك فاتحة حسن النوايا في استمرار العلاقات مع الكويت، كما ان جواب البرقية التي ارسلها الشيخ جابر المبارك الى الحكومة البريطانية تعطي دلالات على حرص الكويت على استمرار هذه العلاقة، وقد جاء في برقية الشيخ جابر المبارك:
الى حضرة عالي الجاه الافخم المحب العزيز كرنل - و . ك كري . بو لتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا.. غب افتقاد خاطركم العزيز دمتم بخير هو ان يد الوداد (اخذة) كتابكم المؤرخ في 29 محرم 1334 ه‍ وبه تأمرون ورد لحضرتكم رسالة من حضرة جلالة حاكم الهند ورجال الدولة الهندية (متضمنة) مزيد الاسف والكدورة بوفاة الوالد الشيخ مبارك برد الله مثواه وجعل الجنة مثواه. فيا محب هذا شأن الدنيا كل حي ميت واني اشكر عواطف جلالة حاكم الهند ورجال الدولة ومحبتهم الخالصة بما تفضل به من التعزية والتأسي فاقابل هذا اللطف بمزيد الشكر والثناء والدعاء بدوام العز والبقاء للدولة البهية وارجو ان تعرضوا تشكراتي الصميمية، وخلوصي لحاكم الهند ورجال الدولة، واننا ان شاء الله ملازمون روابط المحبة والصداقة وسالكون على ما كان عليه الوالد المرحوم وواقفون بالطاعة لأوامر الدولة البهية. وعلى كل حال ان شاء الله تشاهدون منا الخدمات الخالصة أزيد مما سلف.
وبعد هذه البرقية ارسلت الحكومة البريطانية برقية إلى الشيخ جابر المبارك عبرت فيها عن اعترافها الرسمي بحكم الشيخ جابر المبارك للكويت، وأكدت استمرار العلاقة بين البلدين.

الشيخ عبد الله السالم خلال توقيع ميدلتن اتفاقية الاستقلال سعد العبدالله خلال رفعه العلم الجديد القبس







11-08-2012, 12:54 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:


«البحر داخله مفقود والطالع منه مولود» محمد الهزيم: بداياتي مع البحر علمني والدي ثم أصبح من بحارتي





Pictures%5C2010%5C01%5C08%5Caa3085e5-ddfa-4e8f-9c59-6ca719b2c31b_main.jpg
• محمد الهزيم
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مرّ الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا -رجالا ونساء- الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، لكن قاسما مشتركا يجمعهم.. هو الحنين الى الايام الخوالي.
«القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفضليات في هذه الاستكانة:

في مستهل لقائنا مع السيد محمد هزيم محمد الهزيم قال: جاء اسم جدنا الهزيم من المطر، اسم من اسماء خيرات السماء، انا من مواليد 1933 لا اثبات ولا شهادات تثبت، وانا من فريج المطبة مقابل نقعة هلال التي كانت تصد الامواج عن سفننا، كنت اضع سفينتنا فيها، والذي لا يملك لنج الصيد، يستأجر، يدفع نصف الخمس والباقي نصف الخمس لصاحبه، واربعة اخماس قلايط (جمع قلاطة) للبحرية بعد خروج المصروفات.
وقال: درست عند الملا عبدالوهاب العصفور في منزله الخاص بحي المطبة كان -رحمه الله- ملما بالفقه محبا لطلابه، ودرست عند الملا ابوبلال ايضا بحي المطبة، جلوسنا كان على البواري (جمع بارية وهو حصير منسوج من القصب، والكويتي يسميها: منقور) فرش كان للجلوس ولسقف المنازل والعشيش والاكواخ، وماؤنا من الحب والبرمة وتدريسنا الحساب والقرآن الكريم والكتابة، واخيرا يزفوننا مع السيف والبشت والعقال، واخيرا نقضي اعمارنا في البحر على السفن الشراعية، ومن ثم على المحركات التي سهلت لنا دخول البحر وخروجه، وكما قال المثل الكويتي المعروف قديما «البحر داخله مفقود والطالع منه مولود».
وأضاف: انا الآن جالس في هذا اللنج الذي وضعته بعد الكد والمد عند منزلي، وقبله كان لنج احرقه جنود صدام، احرق الله قلوبهم لنج، وصلت إلى الأرياق وأم المرادم وصلت إلى الكحيح (جمع كحة) مرتفع في البحر بالقرب من الزور.

بداية الأعمال في البحر
وقال الهزيم: لم ألعب مع الاولاد أبدا قضيت كل عمري في البحر، وعند الفراغ كنت أجلس مع كبار السن لاستفيد منهم عن البحر، وحتى الدراسة لم استمر فيها، ذهبت مع والدي إلى الغوص وصيد الاسماك مرات عدة، ثم اصبحت نوخذة وأقود السفن. ووالدي أصبح واحدا من البحارة من عام 1952 إلى 1966 عملت عند المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح أيضا في البحر، ثم دريول (سائق) لنجات، هي كلمة انكليزية Driver، وتذكر أهزوجته القديمة:
{ادريولنا عاش عاش ادريولنا ياكل ماش}
وعملت في بناء مستشفى الأميري (المبنى القديم) عام 1945، ويعتبر اول مستشفى حكومي تأسس في الكويت، وحملت الطابوق والرمل كل يوم بـ 4 روبيات ونصف الروبية، وكذلك عملت في بناء مساكن الأطباء والممرضات بالقرب من القنصلية البريطانية على الساحل، وإذا انكسر البرد ودخل فصل الصيف دخلنا البحر.
وعن أعماله في البحر، خصوصا الحداق بمعنى صيد السمك، قال: كنا نحدق عند درب البواخر، مكان يكثر فيه السمك النويبي، وفي الركسة يكثر شموه وأذياب صغيرة نربطها من ذيلها والييم سمكة صغيرة، وهي طعم يوضع في صنارة الصيد لغرض صيد السمكة، واي صيد كنا نعرضه لأشعة الشمس لعدم وجود ثلاجة أو ثلج لكي لا يفسد، وأسعار الزبيدي كل وقية روبية ونصف والكيلو أو الوقية عن وقيتين وبعد المغرب الفائض من السوق يوزع مجانا سبيل، وحتى اللحم كان القصاب يريد الخلاص منه حتى لا يتلف.
ومن الأعمال ركبت مع والدي بوم سفار وعندما تعرضنا إلى السرايات (زوابع رعدية معها أمطار كانت تأتي في أواخر الربيع عبارة عن تقلبات جوية مفاجئة) انكسر الدقل وفر من البوم رمينا كل ما حصلنا عليه من السمك والروبيان في البحر ورجعنا بخفي حينين من دون اي شيء، وسرايات أخرى كنا على سفينة 30 حصانا ضربتنا السرايات فدمرت ما عندنا، وعملت مع عمي الطاحوس في العدان للبحث عن المحار، وآخر اعلان للغوص 1959 توقفنا عن الغوص، كنا ننافس البواخر العملاقة خاصة عندما تشتد الرياح، البحر لنا، ونحن للبحر، ولا انسى النوخذة حسين العسعوسي قطع من بومبي الى البصرة في بوم المهلب مدة 15يوما اي نصف المسافة، ومن مصاعب البحر انقطاع الماء، حيث شربنا ماء النارجيل (جوز الهند).
كان المؤذن يصيح بأعلى صوته بأن نرمي كل الحمولة، وركبت الورجية (قارب من جريد النخل) كنا نستخدم المجاديف اثناء السير، الورجية تكون احيانا من القصب ولا تغرق مع ان الماء يدخلها والسمك يلعب فيها، واذا انقلبت انزل واضعها بوضعها الطبيعي.
وتحدث عن سمك لذيذ صالح للاكل قد يصل طول جسمه الى حوالي 60 سم لونه رمادي فضي يصطاد بواسطة شباك الهيالة، ولكن بحر الامارات هو المشهور بهذا السمك، يوضع عليه ملح وينشف يسمى سمك مالح، اعني «خباط»، يؤكل مع المحمر الرز الحلو، واهل الكويت يصطادون الخباط في الشتاء بالقرب من رأس الارض، ويسمى بهذا الاسم لانه يخبط في الماء بواسطة ذنبه، واما الزبيدي فنصطاده بالقرب من خور عبدالله وفيلكا، والربيان من كاظمة الى الصبية، وخيوسة خالية من الروبيان، والقراقير نضعها في العوهة وخلف النقعة، كانت مصنوعة من العساوة (سعف النخل).
قال: كنا نصطاد الزبيدي بالآلاف تعلمت الصيد من الكبار، وانا صنعت القراقير واستاذي راشد البزيع في سكة الهزيم عند بيت الطويل، وتعلمت كيف اضع علامة لكي لا اضيع مكان القراقير.

لنج مدلل
قال الهزيم: اللنج السفينة الوحيدة التي تستخدم لصيد الاسماك، سفينتي تشبه السنبوك، اشتريتها من سلطنة عمان بـ 6 آلاف دينار ركبتها الى الشارقة ثم بالشاحنة الى الكويت بـ 4 روبيات، لنجي المدلل نزلت به الى البحر 15 طلعة (مرة) كرفت الربيان من الدوحة الى مستشفى الولادة وغضي، هذا اللنج يعتبر الثاني، الاول احرقه جنود الطاغية الغازي، وصلت الى الارياق وام المرادم، ولنجي الحالي انتقل من البحر الى البر، طبخي وتجهيز الاكل في السريدان (موقد النار في السفينة) اعتبره مطبخي الخاص، واذا جلست في لنجي المدلل، كأنني داخل بيتي، لي معه ذكريات مازالت تدغدغ قلبي وفكري، انا جالس معكم يا جاسم ومعنا نواف العصفور، وايام العطل احفادي يمرحون فوقه، ولكنهم لا يعلمون ماذا يعني لي وماذا جرى لنا في وسط البحر، خصوصا الامراض مثل: ام الزليغة والدمامل وبكشاش والجراجير واللخمة والدول وثعبان البحر يطفو على سطح البحر يسمى «ابو لجني»، والتيارات البحرية تسمى الدردور، واذا المؤذن قال: الصلاة خير من النوم، أجاب أحد البحارة: «النوم تنكد عليه» من شدة التعب والمشقة.

كلمات لها معان
وتحدث عن بعض الكلمات التي لا يعرفها هذا الجيل، وذكر منها: عوعو: نجمة البحر هدايا للاطفال يجلبها البحارة معهم.
كمال: جهاز لقياس ارتفاع الشمس وخطوط العرض.
عوال: قارب صغير يصنعه الاولاد من الصفيح.
رك: قفص هرمي الشكل من الجريد يوضع به العنب والرطب.
كرب: راس سعف النخيل.
دريه: كرة من الخيوط القطنية لصيد الاسماك.
خوفع: من الاسماك المفلطحة «مذلكانة».
كراح: جروح ودمامل، وماء البحر في حالة الجزر.
طرشة: أرسل جماعة كمرسال، من طرشك؟
كاف: سور من صخور البحر ويسمي «الكنعة».
جير: صخور بحرية تشق الأرجل.
دودة قلم: من الديدان البحرية تعيش تحت الصخور.
سعدوه: من طرق صيد الأسماك «عصا طويلة».
ركسه: منخفض عميق في البحر.
راش: رذاذ وقطرات من الماء أي نفض الماء.
سفديرة: شراع صغير وهو أوسط الأشرعة.
زياد: المجداف الأول في كل جانب من السفينة.
زولي: مرحاض السفينة، يصنع من الصندوق.
دوسة: لوح من الخشب يستخدم للسير عليه.
بندار: مخزن في مؤخرة السفينة الصغيرة.
بيص: قاعدة السفينة.
زيلة: دلو لنزح الماء من البحر.
فرزه: قربة من جلد البقر لاستخراج الماء من الينابيع.
سرود: طبق يصنع من خوص النخيل يوضع فيه التمر.
دفر: دخل في الماء، ودفع في الصدر، وخاض داخل الماء.
لكَّ: سحب السفينة إلى اليابسة.
وقال الهزيم: «كلما حدك الذيب، انزل على الغرير»
«يا قرقورنا المشير ليش صيدك تغير»
«الفلوس وسخ العافية»
«الشّ.يص في اللغبَّة ح.لوْ»
«الرّ.كَادَة زَينَهْ»
«اللي يطك روحه ما يصيح».
بهذه الأمثلة أصاب المعنى، وحسن التشبيه قال: هي جوهر اللفظ وتذكر النفوس، وتعبر عن العقلية وتعكس أحوالنا، فهؤلاء بعض أعضاء مجلس الأمة كل يريد النار صوبه (نحوه)، وكل يريد قرصه (خبزه) له حول النار، وكل شيء يريد ذمه وبخت، واحنا ما أخذنا قروض ما نصيح، وهؤلاء ما يدرون ان «الدين عمات عين»، «واللي يطك روحه ما يصيح» ما يتغربل (غربه) إلا الفقير واليتيم والأرملة، الله يرحم حالنا، كنا بلا مرق خوفاً من أن يقل الماء، ديرة خير ونعمة بس تبي حمد وشكر، والله يرحم عين الخمسة وخور بليبيل.

إلى أبنائي
أول غير والآن غير، كل من يتأخر عن الوصية لا يحصل على شي، واللي في البيت يأكل، واللي خارجه ما له شيء، وإذا دخل الوالد لا صوت ولا أحد يلبط، ولا نمشي أمامه، أفلاق وتربية، والآن كل شيء على الخادمة. زماننا الأكل ما يزيد، ولا شيء على السفرة، والأم كانت تهف على الوالد أثناء أكله، كلهم في الجنة الأولين إن شاء الله قاموا بواجبهم، والآن أولادنا وبناتنا أصبحوا مثل الشاوي أيام زمان كل يأخذ عنزته، في الصباح تشاهد أولادنا مع الخدامات إلى المدارس، وإلى باب المدرسة، والعودة كل واحدة معها الصغير المدلل، وشبابنا الصغار يقودون السيارات بدون اجازات، أين التربية؟ وهل الحضارة جلبت الهدامة؟
وأخيراً وبعد هذه الجلسة التي عمقت نفوسنا وذكرتنا بالماضي قال: عندما أنظر إلى سيارتي القديمة «فورد 1964» التي سافرت فيها إلى بغداد والأردن وسوريا ولبنان والاسكندرية 18 سنة كدت ومدت وأعطت، وأخيراً مليتها وعفتها كان سعرها 1500 دينار 7 ركاب الآن إلى الزوال والفناء، أبنائي، عمقوا حب الوطن فيكم، وبنور حب الله يحب كل منا أخاه، واجعل قلبك روضة من الإيمان، وأخوك في الإسلام هو رفيقك.




القبس







14-09-2012, 06:53 PM
justice
 
التعديل الأخير:
Pictures%5C2010%5C01%5C08%5Cc7789e6a-b23b-406e-8321-516a3922ffa6.jpg


• لنجي مثل بيتي




Pictures%5C2010%5C01%5C08%5C3681edc5-9a9a-4c1c-996b-f4e4793686bb.jpg


بجانب السريدان



Pictures%5C2010%5C01%5C08%5C216892a4-b079-4b39-a4a6-795361e6ccb3.jpg


• لنج الهزيم في الروضة







14-09-2012, 07:00 PM
justice
 
التعديل الأخير:
«عملت في الميناء سنة 1957 ثم تحولت للبلدية عام 1959 وأصبحت مراقبا على قسم النظافة وتقاعدت في 1985»

خليفة الراشد: رحلة الغوص بدأتها ... تباباً مع والدي

بيده إحدى المحارات ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط










نلقي اليوم الضوء على حياة الغوص مع النوخذة خليفة الراشد حيث يذكر لنا دخوله البحر مع والده تبابا صغيرا فترة من الزمن وبعدما تمرس في البحر ثم انتقل الى غوص العدان مع خاله وقضى اعواما كثيرة في البحر وعرف خلالها احواله ومعاناته بعدها يتطرق معنا الى عمله الحكومي الذي بدأ في الميناء ثم تحول الى البلدية... احاديث شيقة ومتنوعة بمواضيعها فلنترك له ذلك:
كانت ولادتي في المطبة في شرق فريج هلال وجيراننا كانوا أهل الشرق واقرب شيء لنا بيت صالح السودان العنزي جارنا الطوفة بالطوفة واقرب مسجد لنا المطبة كان إمامه محمد صالح التركيت ودراستي بدأت عند الملا عبدالوهاب العصفور وكانت مدرسة في بيته مستقطع جزء منه للمدرسة ونحن دراستنا كانت في وقت الصباح وهناك من الطلبة من يأتي في فترة العصر ودراستنا كانت عند الملا ليست نظامية والجحيشة التي هي وسيلة العقاب كانت اساسية عند كل ملا وكل ذلك تأديب منه للطلبة وقد استمررت عنده اربع سنوات ودراستنا كانت تتناول تلاوة القرآن وحفظه وتعلم القراءة والكتابة وكذلك الحساب، في الأول ليس هناك طموح للتعلم ليس هناك سلم تعليمي في المواصلة والمدارس ليست متوافرة قد يتعلم الطالب ويصبح موظفا عند تاجر معين يدون الحسابات وكان الملا يدفع له اجرة شهرية على التعليم اما شاوي فريجنا فهو بورجا هو شاوي المطبة وفريجنا هو فريج المطبة وكذلك هلال لكن شهرته في هلال اكثر والمطبة كانت مركزا تجاريا وسوقا مصغرا للمطبة فيها دكاكين وبها الشاوي والخباز وراعي الباجلا كانت بها حركة بعد ذلك واصلت دراستي في الشرقية مدة سنتين واذكر من مدرسيّ احمد السقاف.

الجدجدي كان نوخذة ومهنة الغوص موروثة بين الاهل هذه الغالبية والانسان اذا اخذ مهنة يأتي ابناؤه ويواصلون الطريق بها اي يمتهنون مهنة ابيهم وكثير من نواخذة الكويت لم يملكوا السفن كان يأخذون السفن على طريقة نصف الخمس ومالك السفينة يأخذ ايضا نصف الخمس اما إذا كان النوخذة هو مالك السفينة فهو يأخذ الخمس كاملا... بقية الحصيلة بعد اخراج مصاريف الاكل توزع على البحرية على حسب نظام الغوص المعروف والاسهم التي كل من يعمل في السفينة كل على حسب عمله... والقلاطة هي السهم الذي يدفع... والمجدمي هو يتقدم على البحرية وهو قائد بعد النوخذة وهو يستقبل المهمات من النوخذة ويقوم بها ويأمر البحرية بها... الجدعي هو النوخذة الذي لا يملك سفينة.

التمرسالوالد تعلم من والده لان البحر مدرسة فيها مراحل تباب سنة أو سنين اما يصير رضيفا اي سيبا إذا كان عنده تحمل واما غيصا، والوالد حين دخوله مع سعود المغربي على اساس عنده معرفة في البحر في مجاري والهيرات والوالد من صغره وهو عنده معرفة ثم ركب مع جاسم بن احمد والوالد نوخذة ربان كان في الشتاء يأتي العراقيون ومعهم مجموعة الناس المختصين منهم بن لحدان كان إذا جاء وقت الشتاء جاء العراقيون وهم يحملون سفنهم تمرا ويذهب معهم ربان اي نوخذة وكان من هؤلاء النواخذة المتمكنين يذهب بهم إلى العقير في منطقة بين السواحل القطرية والسعودية من جهة البحرين بالقرب من منطقة سلوى القطرية وكان الطريق صعبا وفيه اخطار، كان الوالد هو النوخذة الذي يقود هذه السفن التي تذهب بالتمر هناك والمكان صعب حتى على اهل المنطقة انفسهم ودرب العقير معروف في الصعوبة وقد تركه الناس وذهاب الوالد معهم في الشتاء بعد موسم الغوص والوالد اول عمره ذهب سفارا مع السفن التي تذهب إلى السفر وكان الوالد (سكوني) مع سفن السفر لكن لم يستمر طويلا رجع للغوص والوالد كان يجيد القراءة والكتابة وكثير ما حصل الوالد على حصابي، والوالد كان نوخذة مميزا ويدل ويبحر في الليل ويخطف إلى البنادر، اذا جاءهم ضربة اذكر انا كنت معه، كان الوالد يغوص هير بو الخرب وهو هير معروف قريب من البحرين فجاءهم هواء في الليل الساعة 12 وكانت ضربة قوية فحملوا اسنانهم «وانتروا» خطفوا وكان هواء شديدا والماء اخذ يرتفع على سطح الخشب والحال كان هواء شديدا وليلا لكن الوالد من خبرته انطلق في خشبه ووصل البندر «الفشت» وهو احدى بنادر البحرين ووصله الوالد وقت الصباح لان الوالد دليله وقد وجدنا ابوام الدواسر امامنا في البندر والوالد طرح «مكث» يومين حتى دوق «هدأ» الهواء فرجع الوالد إلى الغوص لان ايام الغوص محسوبة على النوخذة والبحرية فلما هدأ الهواء على الفور رجعوا للمغاص ... الوالد سافر سفرة مع عيال عبدالنبي سكوني وآخر ايامه كان الوالد في لنج شرطة السيف التي كان رئيسها الشيخ مبارك الحمد.
والشيخ اختار الوالد لان له معرفة في البحر وكانت شرطة السيف مركزها في الفرضة بالقرب من قصر السيف وهم شرطة السيف عليها حماية السيف كان لها لنج واحد ويتناوب عليه النواخذة الذين اوكل عليهم قيادة لنج شرطة السيف وكان الوالد احدهم... كان الوالد اسلوبه مع البحرية معاملة جيدة رجلا مستقيما واخلاقه دمثة وكان رجلا سهلا... كان الطواش التاجر المعروف شملان حينما ينتهي موسم الغوص ويهذب بالقماش واللالئ إلى البحرين كان الوالد معه هو الذي يقود سفينة «لنج» كل سنة بعد القفال كان الوالد هو النوخذة الذي يقود سفينة شملان عندما يذهب لبيع المحاصيل التي اشتراها من اهل الغوص «الحصابي» لقد عاش سنين على هذا المنوال اما ولادة الوالد فكانت في جبلة في فريج سعود وتعلم من الوالد مهنة الغوص ووفاة الوالد كانت 1987 ويمكن انه من مواليد 1900 وحجته على ايام السيارات مع حملة عبدالرحيم العوضي مرتين وقد كان مع اهل الفزعة الذين حملوا عتادا عن طريق البحر إلى كاظمة والخويسات في معركة الجهراء وقد مارس التجارة ست سنين في بيع المواد الغذائية في الشرق حيث اسس دكانا في بيتنا ونحن كنا في جبلة في فريج سعود ثم انتقلنا إلى شرق عند فريج بن الرومي.

الوالدالوالد تنوخذ في البحر اول عمره، ركب مع سعود المغربي ثم صار في سنبوك جاسم ولد احمد الفضالة وتم في هذا سنبوك نوخذة حتى نهاية الغوص وهو توكل في عمل هذا السنبوك لانه ادى امانة على اكمل الوجه لذا تم في هذا السنبوك حتى نهاية الغوص وكان يأخذ قلاطه وموكل على كل السنبوك.

البحراول دخول البحر تباب مع والدي وقد وصلت معه هيرات البحرين وهيرات الكويت من اولها الى آخرها وهيرات الكويت تمد الى السفانية وكلها بها خشب الكويت والسعودية خشبها في جزيرة العماير كان خشب اصغار واهل جزيز جنة بها العماير والمسلمية بها الخوالد وكانت عيشهم على البحر واهل دارين بها غواويص، لكن صار كسادا وأهل الكويت بعد الكساد اتجهوا الى السفر اي بعد ضعف الغوص والسفر تجارة رائدة والكويت اصبحت هي الدولة التي تصدر للخليج حيث تجلب اليها البضائع كانت سفن السفر اكثر من 300 سفينة تنزل البضائع في موانئ الخليج وتحمل منها واليها، البحرين فيها غواويص لكن لم يحترفوا السفر الكويتيون هم من احترف السفر. ودخلت الغوص مع الوالد ثلاث سنوات تبابا ثم صار عندي نشاط ودخلته مع خالي سلطان ماجد بورسلي سنتين خشب العدان والخشب العدان جالبوت صغير ما فيه فرق بين العاملين فيه الغيص والاسيوب الكل يغوص ويسوب ندخل الصباح الباكر ثم نعود في المساء ولا نذهب بعيدا اذا حل المساء اي بندر «مرسى» قريب منا نرسي به سواء الجليعة او الزور واي مكان نغوص به البحر قريب منا وانا من مواليد 1932 وكان ذهابي مع خالي قبل 1950 وانا كنت مع خالي وولد خالي محمد نحن ثلاث أول سنة غصنا بها جاءتنا حصباة «زينة» وباعها خالي وحصلنا منها فضيلة والسنة الثانية لم نحصل على شيء وبعدها شرينا شوعي من غانم الحساوي اكبر من الجالبوت الذي نغوص به والوالد بعدما ضعف الغوص اخذ شوعي دخل به الغوص سنتين وكنت معه وكان معنا خمسة غاصة واسيوب اربعة كلنا على الشوعي الذي اشتراها الوالد وكنا نبندر «نرسى» في نقعة هلال مقابل الفريج الذي عشنا.

العدانغوص العدان متعب طول النهار شغل كنا اول الصبح قبل دخول البحر نذهب نحتطب ثم ندخل نغوص من الصبح الى العصر اذا كان فيه هواء افضل لنا اما اذا لم يكن هناك هواء استخدمنا المجداف حتى نصل الى الساحل ... غوص العدان كله تعب وكلافة بعده ذهب مع الوالد في دخوله للغوص اربع وأنا كنت سيبا معه وبعدها انا صرت نوخذة في شوعي الوالد موسما كاملا لكن البحر في تلك الايام خف ولم يعد به مكسب وانا كنت نوخذة في مغاص العدان.

غمسةانا وصلت غمسة ومزرت منها الماء وهي عين داخل البحر وكان الوالد يصل اليها في الليل لان دلاله طيبة والكويت كلها هيرات، هيرات العدان من الشعيبة إلى جنوب البلاد حتى السفانية وهيرات العالي موجله، وبو عصية، وبو ظلام، عارض يوسف، خلالوه، والبلداني وحولي، وقمراء والعالي هو شمال البلاد والساحل هو جنوب البلاد وهيرات العالي اصعب واغزر شيء.

الصيدوقد تم الشوعي عند الوالد حتى آخر الغوص ثم استخدمناه في ذهاب لصيد الاسماك في كبر وعوهة وندخل الصبية وغضي نكرف ربيان كان معي نايف مزعل نذهب في الصباح ونعود في المساء اما الجزاف الذي نتعامل معه فهو حسين والشوعي الذي نستخدمه شراعا واذا وقف الهواء نستخدم المجاديف ونحن نكرف ربيان في الكوفة مثل الجزة والسمك حداق.

القماشاللؤلؤ انواع واحجام وزين وبشن ويختلف على حسب جمالها ولونها والذي يفرق بينها الجمال وانها ليس بها خدوش والدانة ذات حجم كبير وكلها دائرة ليس بها خدوش وسحيتت هو القماش الصفار وله استخدام من يشتريه.

النجديبعد الغوص ذهبت للسفر مرة واحدة مع علي النجدي وهو نوخذة مشهور وقد صار في الاخير مختارا لكيفان وعلي النجدي كان شجاعا وجريئا في البحر وانا ذهبت معه على لنج الى بومبي وكان رجلا كريم وقد كنا جيران لأن السكن في القرب منا في المطبة كنا نجلس عنده في ديوانه وكان في البحر ما يخاف وصاحب شهامة.

التعبالغوص هو اتعب من السفر وليس هناك نسبة بينهما والغوص ليس فيه رفاهية ليل ونهار في بحر الغوص «دركال» من الصبح الى الليل والسفر فيه النوم والأكل متوافر وصحيح مدة اطول لكن قضية التعب الفرق كبير بينهما.

الشويخعملت في ميناء الشويخ نجارا وكان مسؤولنا عبدالله جاسم الغانم سجلني بلا اختبار وكان ذلك سنة 1957 وراتبي الشهري كان 600 روبية واول عمل لي في ميناء كان لنج الشيخ عبدالله السالم حيث قسمناه غرفا ثم جاءنا لنج فهد السالم وجهزناه ثم لنج الشيخ جابر العلي وجهزناه ثم لنج الشيخ جابر الاحمد كذلك عملنا به وجهزناه وكل هذه اللنجات نحن من عمل لها غرفا انا ومن كان يعمل معي في نجارة الميناء.

المباركآخر لنج جاءنا كان للشيخ عبدالله المبارك اتى به من تركيا وقد عملنا له غرفا وكان الشيخ عبدالله المبارك يأتي إلينا ونحن في الميناء ويتابع عملنا في اللنج ويشجع العمالة التي كانت تعمل وكان الشيخ عبدالله كريما رجلا طيبا نحن كنا خمسة لنا ادارة العمل وقد اعطانا الحرية في العمل وادارته وقد عملنا في لنجه في شهر رمضان نعمل في ساعات الصباح ثم نكمل عملنا بعد الفطور والشيخ قال لنا لكم مطلق الحرية في العمل.

البلديةسنة 1959 عملت في البلدية، تركت الميناء وقد ذهب معي بوحسين علي النجدي إلى عبدالله العثمان وعملت مراقباً في البلدية قسم النظافة والاغذية والبناء ثم فصلت الاغذية والبناء وانا تميت على النظافة ثم صرت رئيس مركز منطقة شرق كلها بعدها انتقلت إلى الشامية ثم الدعية ثم إلى مركز الشعب وتقاعدت سنة 1985.

الناديالنادي البحري انا كنت استشارياً معهم في البحر لانني نوخذه بدأت علاقتي معهم حينما اتصلوا عليّ وقالوا هناك سفن للامير الشيخ جابر الاحمد كانت في ميناء الدوحة وهي لسباق الرقة ذهبت واتينا بالسفن وكان معنا لنج خفر السواحل قاموا بسحبهم ثم صارت تبع وزارة الاعلام وأنا حلقة الوصل بينهم وبين النادي تسلمت السفن واتفقت مع الديوان الاميري بتجهيز السفن «الشواعى» من كل شيء شرع ودقالة وما تحتاجه من تجهيز ثم صار الامر كله تبع الاعلام وصار بيني وبينهم تعاون في المناسبات.

الحرفلي مشاركات ومساهمات مع وزارة الاعلام وهذه بصمة لي كنت مسؤولاً معهم حينما يحتفل في العيد الوطني انا من يتولى تجميع الحرف التراثية الكويتية كان مدير المتحف الوطني ابراهيم البغلي وحينما تبدأ تجهيزات للاحتفال في الوطني يتصل بي ويطلب ان اباشر تجهيز الحرف الكويتية التراثية فأقوم انا في هذا العمل.

الغوصحينما امر الشيخ جابر الاحمد رحمه الله باحياء ذكرى الغوص كنت معهم في اول سنة كان توجه البحر عندي كنت انا الدليلة لهذه الرحلة وتمت متواصلة وانا نوخذة معهم وكان الشيخ يرحب وطلب تجميع اكبر عدد من الشباب وهي بدأت حوالي سنة 1987 نحن كنا نأتي وقت موسم الغوص وادخل معهم ولي نشاط مع المشروعات السياحية وصرت معهم مشرفاً في رحلة الغوص التي جمعت دول الخليج...

البحارفكرة يوم البحار هي اقتراحي ومعي عبدالهادي يعقوب انا اسسته مع عبدالهادي يعقوب وقد اسسناه اسماً للبحار الكويتي وجمعنا الحرف التراثية الكويتية كلها كان معنا شباب متطوعون، ومجلس الوزراء وفر لنا الارض وجهزنا يوم البحار للحرف الكويتية وكانت ميزانية الاعلام لا تكفي فعملنا مع الشباب الذين تطوعوا معنا بلا مقابل.
ثم سلمنا للاعلام يوم البحار وقد شكرنا الشيخ سعد رحمه الله على ما عملنا لان يوم البحار كان متنفساً ترفيهياً للعوائل الكويتية.

أولنحن اول بيت في الشعب كان بيت الوالد أول بيت وكان معنا بيت جاسم المسباح كنا اول بيت ثم جاسم المسباح وكان في اول سنة 1960 اخر 1959 ولم يكن احد في المنطقة الا بيت الوالد ثم بنيت المنطقة وبيتنا كان جوار ديوان عبدالله الرومي اليوم وارض الوالد في الشعب كان قيمتها ست آلاف روبية، كان البيت بلا كهرباء ولا ماء.

مصافحاً المغفور له سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد ... وفي النادي البحري ... وفي إحدى رحلات الغوص إحدى شهادات التقدير خليفة راشد الراشد ونظرة لعدسة «الراي» (تصوير طارق عزالدين) الوالد النوخذة راشد الراشد خليفة الراشد سنة 1960 مع حفيده عبدالله ... ومتوسطاً الأحفاد ... ومع الأبناء والأحفاد مع ابنه وليد

الراي








04-10-2012, 06:27 AM
البريمل


 
التعديل الأخير:

القبس

تراث .. وثائق بناء سور الكويت الثالث (1)
من أوراق المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي




Pictures%5C2012%5C09%5C27%5Cfd20770d-03a3-47ae-a66e-3374dad6ec20_main.jpg
سور الكويت ويلاحظ الرصيف الذي يقف عليه المقاتلون
إعداد: أ. د. عبدالله يوسف الغنيم
قدمت «رسالة الكويت» على مدى عشر السنوات الماضية عددا من الدراسات الوثائقية التي اعتمدت فيها على وثائق أهلية وحكومية تصب جميعها في سياق تاريخ الكويت العام. فيها إضافات جديدة وتفصيلات لأحداث اختصرها الآخرون رغم أهميتها، وسلطت الأضواء على مصادر جديدة من الأرشيفات العالمية. وفي العدد الأخير من «رسالة الكويت»، الذي تستكمل فيه المجلة سنتها العاشرة، أنموذج لبعض الحقائق التي كشفتها وثائق المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي الذي كان مسؤولا عن خزانة الحكومة لخمسة من حكام الكويت ابتداء من الشيخ مبارك الصباح. وقد كشفت تلك الوثائق معلومات جديدة - وغير مسبوقة - عن دور خزينة الحكومة في تمويل بناء سور الكويت الثالث. وقد قام الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية بتحليل الوثائق المذكورة ودراستها، وقرنها بدراسة وثائقية أخرى حول دور الكويتيين في الدفاع عن مدينتهم وسورهم الجديد، وسوف تنشر الدراسة الثانية في عدد لاحق من القبس.
ــــ المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي كان أمينا على خزانة الكويت منذ عهد الشيخ مبارك الصباح إلى أوائل عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ــــ صرف الشيخ سالم المبارك مبلغ 208 آلاف روبية على بناء السور، في حين ان عبدالعزيز الرشيد يقول إن الحكومة لم تصرف درهما واحدا على بنائه!!
ــــ عمل معماري متقن يمتد لنحو ستة كيلو مترات مع مجموعة من البوابات وأبراج للحراسة على امتداده. أسهم في تنفيذه جميع الكويتيين في وقت قياسي، ولم يكتب عنه الرشيد المعاصر لهذا العمل سوى نصف صفحة من تاريخه.
ــــ هيئة الإشراف على العمل وتقديم الأجور للعاملين في البناء خمسة، هم: حمد الخالد الخضير ومحمد بن حمد العتيقي ومحمد رفيع معرفي وعبدالله الهاجري والشيخ سلمان الحمود الصباح.
ــــ بدأ الصرف على المشروع وتنفيذه في 3 من رمضان 1338هـ/ 21 من مايو 1920، وانتهى العمل الأساسي في سبتمبر من ذلك العام.
تفضل الأخ الكريم الأستاذ بدر مشاري الحميضي وزير المالية وزير النفط الأسبق بتقديم صورة كاملة للوثائق الخاصة بالمرحوم أحمد محمد صالح الحميضي، التي تعد من أهم الوثائق الخاصة بحكومة الكويت ومصروفاتها منذ عهد الشيخ مبارك الصباح إلى بداية عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح. عمل الحميضي مع خمسة من حكام الكويت قلدوه ثقتهم فكان أهلا لها مخلصا في أداء مهمته في أمانة وصدق.
ولد أحمد الحميضي عام 1876م وتوفي عام 1962م عن عمر يناهز السادسة والثمانين سنة، كتب عنه الأخ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم بحثا مستفيضا في جريدة الوطن تحت عنوان «رجال لا ينساهم الوطن»، نقتطف منه ما يلي:
«كان أحمد الحميضي موضع ثقة الجميع لما يتمتع به من حسن أخلاق ونظافة يد، وطيب معشر، وما له من علاقات طيبة مع الناس بحيث صار حكما بين تجار الكويت عندما يختلفون على أمر من الأمور التي تطرأ في أثناء عملهم، وكانوا يثقون بحياديته ويعرفون مدى ما يتسم به من حكمة وأمانة وعقل راجح، وبلغ أمر اشتهاره بذلك حدًا جعل الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المحاكم في ذلك الوقت يحيل عليه أي خلاف تجاري يتقدم به أحد التجار إلى المحكمة، فكان أحمد الحميضي يفصل بين الخلاف، وكان الخصوم يرضون برأيه ويلتزمون بقراره، ولم يختلف اثنان على حل تجاري أبداه هذا الرجل.
كان أحمد الحميضي - أيضا - موضع ثقة الشيخ مبارك الصباح واستمرت بيده خزانة البلاد منذ ذلك الوقت، واستمر في ذلك حتى عهد كل من الشيوخ: جابر المبارك وسالم المبارك وأحمد الجابر، وطرف من عهد الشيخ عبدالله السالم.
كان والده وأخوه وهو معهم يتولون المسائل المالية، وقد كان صاحبنا يقدم للشيخ مبارك الصباح كشفا بجاري الحساب في آخر كل سنة هجرية، وكانت السنة المالية تبدأ في أول شهر محرم من كل سنة.
ومما يروى عن أمانة هذا الرجل، ومدى ثقة الشيخ مبارك الصباح به، أن الحميضي ذهب يوما إلى الشيخ طالبا أن يتضمن كل طلب صرف مرسل إليه ختم وتوقيع الشيخ مبارك حتى يكون الحساب واضحا. فقال له الشيخ: حسابك «الصاج» أي الصادق، وحسابنا «الكاذب» أي الغلط، ولن نرد لك طلبا تطلبه مهما كان.
الشيخ مبارك يرى أن ثقته بأحمد الحميضي كبيرة جدا وهي ثقة في محلها، لدرجة أن أي كشف للحساب يقدم إليه منه فهو معتمد ومعترف به عند الشيخ، الذي يعتبر الحميضي صادقا في كل الأوراق المقدمة حتى ولو كانت دون توقيع أو ختم كما جرى في السابق، ولكنه -تقديرا لصدقه- وافق على تحقيق طلبه.
هذه الحادثة على بساطتها تدل دلالة واضحة على مدى ثقة الشيخ مبارك بأحمد الحميضي، وتتضمن إشادة به وبدقة عمله وإخلاصه، في كل ما يقوم به ضمن المسؤولية التي اضطلع بها» (1).

وثائق الحميضي
يبلغ عدد الوثائق التي وصلت لنا عن المرحوم أحمد الحميضي نحو 1380وثيقة، أولاها بتاريخ 23 من جمادى الآخرة عام 1320هـ الموافق 27 من سبتمبر 1902م، وأخراها بتاريخ 23 من صفر 1370هـ الموافق 4 من ديسمبر 1950. وتلحقها قوائم بجميع مصروفات الخزينة الحكومية مجملة في 123 صفحة من القطع الكبير، وهي تنقسم إلى قسمين:
أولهما، وهو القسم الأكبر، خاص بخزينة الحكومة التي كان يشرف عليها أحمد الحميضي، وهي مجموعة كبيرة من أوامر الصرف الموقعة من حكام الكويت من عهد الشيخ مبارك الصباح إلى أوائل عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، وتتعدد أغراض تلك الأوامر؛ إذ يتعلق بعضها بمصروفات الحاكم ومشترياته ومعاملاته مع الآخرين، وبعضها الآخر عن المنح والقروض التي يأمر بها الحاكم.
ثانيهما: رسائل متعلقة بتجارة السيد أحمد الحميضي ومعاملاته الخاصة مع الآخرين، ومن بين تلك الوثائق نحو ثلاثين وثيقة لها قيمة تاريخية خاصة، وتكشف عن تاريخ معلم من معالم الكويت القديمة هو «سور الكويت» الثالث، وتقدم معلومات جديدة تصحح ما كتبه بعض المؤرخين أو الباحثين وتناقله الناس في هذا الشأن، وهذا ما سنركز عليه في هذا البحث، ولنا عودة إلى الوثائق الأخرى بإذن الله.

وثائق سور الكويت
راودت أهل الكويت وحكامها فكرة إنشاء سور يحيط بمدينتهم ويحميها من الغزوات الخارجية، منذ أن تجاوز العمران السورين الأول والثاني، وقد حال دون تنفيذ تلك الفكرة الاستقرار السياسي الذي نعمت به الكويت في أواخر القرن التاسع عشر، ثم وجود شخصية قوية مثل الشيخ مبارك الصباح، الذي حينما سأله ستانلي ماليري طبيب الإرسالية الأميركية عام 1911 عن السبب في كونه لم يبن سورا حول عاصمته، فكان جوابه «أنا السور»(2).
غير أن الأوضاع السياسية قد تغيرت في الجزيرة العربية، وخاصة في عهد الشيخ سالم الصباح، وظهرت قوة الإخوان المتطرفة التي قامت بعدة غارات على أراضي الكويت، فأشاع ذلك الخوف والفزع بين أهالي الكويت، فصمم الشيخ سالم المبارك على بناء سور يحيط بالمدينة ويحميها ويصد عنها الغارات ويؤمن الناس، ولم يمض يومان على معركة حمض حتى بوشر العمل في بناء السور؛ ففي 3 من رمضان 1338هـ الموافق 21 من مايو 1920، تسلم السيد محمد بن حمد العتيقي ــ بحسب وثائق الحميضي ــ مبلغا قدره عشرة آلاف روبية لدفع أجرة العمال الذين بدأوا العمل بالفعل. وهذا يدل على أن المشروع كان جاهزا من قبل حدوث معركة حمض، فليس من المعقول لعمل كبير مثل سور الكويت، الذي يمتد نحو خمسة كيلو مترات في شكل نصف دائرة تحيط بالمدينة، أن يكون ردة فعل سريعة للمعركة المذكورة؛ إذ يتطلب ذلك تحديد مسار السور ومواقع البوابات وأبراج المراقبة وطبيعة التحصينات وفتحات إطلاق النيران المرتبطة بالسور، وغير ذلك من التنظيمات الخاصة بتجنيد الناس وتوزيع المهام المختلفة التي يتطلبها العمل (الطين، الصخور، الماء، الأخشاب.. إلخ)، بالإضافة إلى توفير المال اللازم لهذا المشروع.
وفي هذا الصدد، يقول ماليري في مذكراته «الكويت قبل النفط»: «وكان بناء هذا السور آية في التنظيم، فقد فرضت الضريبة على سكان المدينة(3). وتم تعيين مسؤوليات محددة لرجال المدينة البارزين، وعين شخص مسؤول عن الحفر، وآخر عن الصلصال، وثالث عن المواصلات، وكان الصلصال المادة الرئيسية المستعملة في البناء، وبما أن طول السور كان سيبلغ ثلاثة أميال، وسمك جداره ستة أقدام، وارتفاعه عشرين قدما، فإن كمية الصلصال المطلوبة كانت هائلة. وعين رجل آخر مسؤول عن توافر الجص والملاط بكميات كافية، ورابع مسؤول عن إطعام آلاف العمال، وخامس عن حل مشكلة توفير مياه الشرب للعاملين.
واستمر العمل الجاد طوال الصيف اللاهب، وتم بناء السور في سبتمبر، أي خلال أربعة أشهر، وكان إنجازا رائعا، وامتد السور أكثر من ثلاثة أميال، وعزل المدينة تماما من ناحية البر، وقد جرى مد طرفيه إلى داخل البحر، وإلى مدى أبعد من المياه الضحلة الراكدة لمنع العدو من تسلق السور في أثناء الجزر، وكان للسور بوابات ثلاث، وبوابة رابعة خاصة بالأمير قرب قصر دسمان الخاص به، وكانت البوابات أشبه بالحصون المنيعة»(4).
وقد سجلت إليانور كالفرلي طبيبة مستشفى الإرسالية الأميركية هذا الحدث بقولها: «في الثاني والعشرين من شهر مايو 1920م دشن الشيخ سالم بناء سور جديد ضخم لحماية مدينة الكويت، وقد جند للعمل فيه كل ذكر من السكان تقريبا، ولم يكن هناك وقت للتراخي أو الإهمال، فانكب الناس على إنجاز هذه المهمة بحماسة واندفاع كبيرين، حتى النساء اللواتي كن يقصدن العيادة لا حديث لهن إلا عن الخطر وعن السور الذي يشترك رجالهن في بنائه.
فُرغ من بناء السور في شهر سبتمبر، وكان يمتد ثلاثة أميال في شبه نصف دائرة تلف المدينة من جهة البر، أقيم السور فوق أساسات من الحجارة بدءا من نقطة في الشرق تقع عند أدنى حد في ساعة الجزر وتراجع مياه الخليج وامتدادا إلى الغرب حتى البحر وعلى مسافة تقرب من ثلاثمائة متر فقط من بيتنا، ولقد اصطحبني أدوين (زوجها) ذات مرة معه في السيارة لأرى السور الذي كان مزودا من جهة الداخل برصيف يمتد على طوله ليقف عليه المقاتلون ببنادقهم أمام فتحات تركت فيه خصيصا كي تكون منافذ للبنادق، وكانت هناك أبراج ودعامات ذات فتحات للرمي، منها أقيمت ضمن السور وعلى مسافة ثلاثين مترا بين الواحدة والأخرى. وهكذا لم يعد ممكنا لأحد أن يدخل المدينة أو يخرج منها إلا عبر واحدة من البوابات الأربع التي هي أشبه ما تكون بالقلعة»(5).

هوامش
(1) يعقوب يوسف الغنيم: رجال لا ينساهم الوطن: أحمد بن محمد صالح الحميضي (الأزمنة والأمكنة)، جريدة الوطن.
(2) ستانلي ماليري: الكويت قبل النفط، ترجمة محمد غانم الرميحي وباسم سرحان، دار حوار، الكويت 1975م ص 38.
(3) لم يرد في المصادر التاريخية المكتوبة أو الروايات الشفوية ما يفيد فرض ضريبة على سكان المدينة.
(4) ستانلي ماليري: الكويت قبل النفط، ص 83.
(5) إليانور كالفرلي: كنت أول طبيبة في الكويت ـ ترجمة عبدالله الحاتم ـ الكويت 1968م ـ ص 172ـ 173.
(6) ورد هذا الاسم بعدة صور وقد أثبتناه في هذا الجدول بحسب وروده في الوثائق.

(يتبع)

Pictures%5C2012%5C09%5C27%5Cfd20770d-03a3-47ae-a66e-3374dad6ec20_main.jpg


Pictures%5C2012%5C09%5C27%5Cd0566c2c-bf6f-451e-8ac9-a57e421787ea.jpg


وثيقة (1) أقدم الوثائق التي وصلت إلينا بتوقيع الشيخ مبارك الصباح وهي بتاريخ 23 جمادى الآخرة 1320 هـ الموافق 4 سبتمبر 1902م


Pictures%5C2012%5C09%5C27%5Cba9b728b-1d5f-4c54-8d7d-53f67d10a002.jpg


وثيقة (2) يدفع إلى محمد بن حمد العتيقي عشرة آلاف روبية لأجل أجرة العمالة (العاملين) الذين يشتغلون في البدن (سور الكويت) 1920/5/23



Pictures%5C2012%5C09%5C27%5C887a11e8-053c-49da-bbd4-48eda8d657fb_maincategory.jpg

وثيقة (3) يدفع لأمر حمد الخالد الخضير عشرة آلاف روبية أجرة العملة في البدن 1920/7/15





05-10-2012, 05:20 PM
البريمل


 
التعديل الأخير:



تراث .. وثائق بناء سور الكويت الثالث (2)
من أوراق المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي



Pictures%5C2012%5C09%5C29%5Cca3a6f39-f2e6-48a4-b284-8d6b27de44bc_main.jpg
منظر للسور من الخارج وتُرى الأبراج على امتداده
إعداد أ. د. عبدالله يوسف الغنيم
قدمت «رسالة الكويت» على مدى عشر السنوات الماضية عددا من الدراسات الوثائقية التي اعتمدت فيها على وثائق أهلية وحكومية تصب جميعها في سياق تاريخ الكويت العام. فيها إضافات جديدة وتفصيلات لأحداث اختصرها الآخرون رغم أهميتها، وسلطت الأضواء على مصادر جديدة من الأرشيفات العالمية. وفي العدد الأخير من «رسالة الكويت»، الذي تستكمل فيه المجلة سنتها العاشرة، أنموذج لبعض الحقائق التي كشفتها وثائق المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي الذي كان مسؤولا عن خزانة الحكومة لخمسة من حكام الكويت ابتداء من الشيخ مبارك الصباح. وقد كشفت تلك الوثائق معلومات جديدة - وغير مسبوقة - عن دور خزينة الحكومة في تمويل بناء سور الكويت الثالث. وقد قام الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية بتحليل الوثائق المذكورة ودراستها، وقرنها بدراسة وثائقية أخرى حول دور الكويتيين في الدفاع عن مدينتهم وسورهم الجديد، ونستكمل اليوم الحلقة الثانية من دراسة «وثائق بناء سور الكويت الثالث».
وسوف تنشر دراسة {الدفاع عن مدينة الكويت} غدا.
لقد كان بناء السور من الأحداث العظيمة في تاريخ الكويت، إذ اشترك في البناء جميع الأهالي دون استثناء، وكان صورة رائعة من التعاون والتآزر بين أبناء الوطن أثمرت عملا أنجز في وقت قياسي، وفي الوقت الذي وجدنا تفصيلات ذلك العمل في كتب ومذكرات ماليري وكالفرلي المعاصرين لهذا الحدث التاريخي نجد أن المؤرخين الكويتيين لم يذكروا إلا أسطرا معدودة لا تشفي غليل الباحث ولا تجيب عن استفساراته في ذلك الشأن. وكان أول هؤلاء عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت وهو معاصر لعملية البناء ومنه أخذ معظم الذين كتبوا بعده، يقول الرشيد:
«في إثر حادثة حمض التي أولجت الخوف في الأفئدة، وأطارت النوم من الأعين صمم سالم على إحاطة المدينة بسور منيع ليصد عنها الهجمات ويطفئ به جمرة الخوف التي اتقدت، ويخفف من الوساوس التي ساورت الناس إذ ذاك وأزعجتهم، ولم يقبل فيما رأى أخذا ولا ردا ممن دهشوا من تصميمه وعدُّوه قضاء على حريتهم التي كانوا بها متمتعين، وقد اشترك الكويتيون عموما في بنائه وبذلوا همة عظيمة يندر مثلها، ويكفي أنه لم يمض عليه إلا شهران حتى كان سورا كاملا، وهو من الطين الخالص إلا أبراجه فمن الطين واللبن معا، أحد طرفيه في شاطئ الجون الشرقي والآخر في الشاطئ الغربي، وله أربعة أبواب منها باب «نايف» و «البريعصي» و «بنيد القار»، طوله نحو خمسة أميال تقريبا وقد قام الأهلون بنفقته كلها ولم تمدهم الحكومة ولا بدرهم واحد» (7).
ولنا على كلام الرشيد ملاحظتان، الأولى قوله إن الشيخ سالما «لم يقبل فيما رأى أخذا ولا ردا ممن دهشوا من تصميمه وعدُّوه قضاء على حريتهم التي كانوا يتمتعون بها»، وهو أمر يخالف المنطق السليم، فقد كان الهدف من بناء السور حماية المدينة من غارات متتابعة على أراضي الكويت، والمتابع لتاريخ الكويت في تلك الحقبة يدرك مقدار الأخطار التي تستهدف انتهاك حرمة البلاد والسيطرة عليها، كما أن السور لم يكن أمرا جديدا بالنسبة للكويت فهو السور الثالث في تاريخ البلاد، وهناك كثير من المدن والقرى في الجزيرة العربية ذات الأسوار، ولم يؤد ذلك إلى انتقاص لحرية أهالي تلك المدن.
ونرى أن العكس هو الصحيح إذ رحب الكويتيون ببناء السور، وهبوا مسرعين لتنفيذ رغبة الشيخ سالم، وبذلوا غاية الجهد في إنجاز هذا العمل الكبير رغم أن بدايته كانت مع دخول شهر رمضان، والذي صادف الثلث الأخير من شهر مايو الحار، وهذا كله يدل على أن بناء السور وافق رغبة الناس الذين كانوا يريدون الاطمئنان على أمن مدينتهم وسلامتها.
أما الملاحظة الثانية فتتعلق بما جاء في آخر سطر في نص الرشيد وهو قوله: «وقد قام الأهلون بنفقته كلها ولم تمدهم الحكومة ولا بدرهم واحد»، وهو قول يفتقر إلى كثير من الصواب، ولا ننكر أن بعض تجار الكويت قد أسهموا في هذا المشروع، وأن هناك الكثير من المتطوعين الذين عملوا فيه كل فيما يُحسن، إن هذا أمر لا نشك فيه لطبيعة أهل الكويت وخدماتهم المشهودة لوطنهم، وما أمر المدرسة المباركية ببعيد، وهي التي نفذت بمساهمة الأهالي وتعاونهم، غير أن كلام الرشيد قد فتح المجال لعدد من الأدعياء الذين زعموا أنهم أسهموا في البناء ودفع أجور العمال من أموالهم الخاصة، وهذا ما تدحضه وثائق الحميضي، التي بينت أن ما صرف على هذا المشروع من خزانة الحكومة نحو 208 آلاف روبية، وهو مبلغ كبير آنذاك. وهذا المبلغ يزيد بقليل على ما جاء في يوميات الوثائق البريطانية، التي جاء فيها: «أن العمل في سور المدينة قد بدأ في مايو ومازال مستمرا.. وتقدر تكلفة بناء السور نحو 200 ألف روبية»(8).
ولم تذكر المصادر التاريخية أو الشفوية عن تبرعات نقدية قدمت للحكومة في ذلك الوقت، ولو كانت من أموال تبرعات لتولتها لجنة مستقلة كما حدث بالنسبة لتبرعات مدرسة المباركية؛ فهذه الأموال خرجت من خزانة الحكومة التي يشرف عليها المرحوم أحمد الحميضي، وكان الآمر بالصرف هو الشيخ سالم أمير البلاد أو من يفوضه بذلك(9)، أما الأشخاص الذين صرفت لهم الأموال المذكورة فهم:
1 ــ حمد الخالد الخضير.
2 ــ محمد بن حمد العتيقي.
3 ــ عبدالله راشد الهاجري.
4 ــ محمد علي بن حيدر محمد رفيع معرفي.
5 ــ الشيخ سالم الحمود الصباح.
وكانت جميع الوثائق تشير إلى بند الصرف بأنه: «لأجل أجرة العَمَلة الذين يشتغلون في البدن»، والمقصود بمصطلح «البدن» هنا هو «السور» في اللهجة الكويتية(10). ويتراوح مبلغ كل سند للصرف ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف روبية، يعود تاريخ أول سند منها ــ كما أشرنا من قبل ــ إلى الثالث من شهر رمضان 1338هـ الموافق 21 من مايو 1920، وهو باسم محمد بن حمد العتيقي، أما آخر سند فهو بتاريخ 24 من شعبان 1339هـ الموافق 25 من أبريل 1921. وتشير الوثائق إلى أن شهر رمضان 1338هـ الذي بدأ فيه العمل قد بلغت مصروفاته 60 ألف روبية، وبلغت مصروفات شهر شوال الذي يليه 40 ألف روبية، وارتفعت في شهر ذي القعدة إلى 45 ألف روبية، وانخفضت المصروفات في شهر ذي الحجة إلى 15 ألف روبية، وفي الشهر الذي يليه إلى ستة آلاف فقط، ثم ارتفعت في شهر صفر إلى 22 ألف روبية، ولم نجد وصولات خاصة بالربيعين الأول والآخر، وأخيرا استقر المصروف الشهري إلى شهر شعبان بواقع خمسة آلاف روبية لكل شهر. وتوزيع المصروفات على هذا النحو يدل على أن العمل الأساسي قد تم في الأشهر الثلاثة الأولى، ثم بدأت المبالغ المصروفة تقل إلى أن وصلت إلى خمسة آلاف روبية، وهي على الأغلب لأعمال الترميم والصيانة. وعليه فإن قول ستانلي ماليري إن العمل في السور قد تم في سبتمبر أي أنه استغرق نحو أربعة أشهر أقرب إلى الصواب من القول إنه قد أُنجز في شهرين فقط، والوثائق التي بين أيدينا تؤكد ذلك وتثبته. وتفيدنا تلك الوثائق أيضا أن العبء الأكبر في الإشراف على أعمال بناء السور ــ بحسب المبالغ المصروفة ــ كان يقع على عاتق السيد حمد الخالد الخضير (%36)، يليه السيد محمد بن حمد العتيقي (%26.9)، ثم السيد محمد علي بن حيدر معرفي (%19.2)، ثم الشيخ سالم الحمود الصباح والسيد عبدالله الهاجري (نحو %10 لكل منهما). وتفيدنا هذه النتيجة عن الدور المميز الذي كان للسيد حمد الخالد في تنفيذ هذا المشروع، الذي لم يقتصر جهده فيه على الإشراف على العمل بل تنظيم الدفاع عنه كما سيرد في البحث التالي.
وبعد، فهذه صفحة من صفحات التاريخ يفتحها مركز البحوث والدراسات الكويتية لتكون تحت نظر الباحثين في تاريخ الكويت، لم يكن لها أن تظهر لولا وعي المواطنين إلى أهمية الوثائق التي بحوزتهم، وتسليمها إلى الجهة المعنية بالأمر؛ فشكرا لأسرة الحميضي الكريمة على إهداء صورة الوثائق التي مازالت بحوزة أبنائها، مع خالص الامتنان للأخ الكريم بدر مشاري الحميضي على اهتمامه، ومساهمته في تقديم هذه الوثائق.
هوامش
(7) عبدالعزيز الرشيد :تاريخ الكويت ـ بيروت 1978م ـ ص 250.
(8) Archive Edition (1990): Political Dairies of the Persian Gulf (1915 - 1921), London, vol. 6, p. 652.
(9) وردت بعض الوثائق بتوقيع حمد المبارك وعبدالله السالم وأحمد الجابر وهي قليلة وجاءت في الفترة الأخيرة من العمل.
(10) من معاني «البدن»: في اللغة العربية «الدرع».



غدا
الدفاع عن مدينة الكويت
المصروفات خلال أشهر العمل في السور



Pictures%5C2012%5C09%5C29%5C679586b6-9c4a-4976-8068-3c0a38c1ba8a.jpg

وثيقة 6: يدفع لأمر سالم الحمود الصباح خمسة آلاف روبية أجرة العاملين في البدن 1921/4/28م
Pictures%5C2012%5C09%5C29%5C56b73fab-582d-43b8-97de-2371235ae5de.jpg

وثيقة 4: يدفع إلى محمد علي رفيع ابن الحاج حيدر معرفي عشرة آلاف روبية أجرة العاملين في البدن 1920/8/1م
Pictures%5C2012%5C09%5C29%5C086f2a13-f7cb-4f82-9bc1-1051edf626a6.jpg

وثيقة 5: يدفع إلى عبدالله بن راشد الهاجري خمسة آلاف روبية أجرة العاملين في البدن 1920/9/3م




تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,789

 
التعديل الأخير:
Pictures%5C2012%5C09%5C30%5Cf2333ebd-7c5d-440b-8b6d-56607a364726.jpg








صفحات من وثائق أسرة الخالد(3)
الدفاع عن مدينة الكويت

Pictures%5C2012%5C09%5C30%5Cf2333ebd-7c5d-440b-8b6d-56607a364726_main.jpg
دفترالنطارة (الحراسة) لسنة 1346هـ (1927م)
إعداد أ. د. عبدالله يوسف الغنيم
نشرت القبس في حلقتين سابقتين دراسة تحليلية لوثائق المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي عن بناء سور الكويت الثالث، والتكاليف التي تحملتها الحكومة في بنائه، وفي هذا العدد ننشر الدراسة الثانية في حلقتين تبين صفحة أخرى من تاريخ سور الكويت، وتمثل الحلقة الاولى جانباً من استعدادات أبناء الكويت للدفاع عن مدينتهم أمام الغزوات الخارجية.
وقد اعتمدت هذه الدراسة التي أعدها الأستاذ د.عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، على ما جاء في وثائق أسرة الخالد الكريمة، ولعل نشر مثل هذه الوثائق يحفّز بقية الأسر الكويتية لإظهار الوثائق التي لديهم وتقديمها للباحثين لما يفيد ذلك من إثراء وإضافة لتاريخ الكويت.

تكلمنا في البحث السابق عن بناء السور الثالث للكويت، وبيَّنا الأسباب التي أدت إلى بنائه، وهي الغزوات التي كان يقوم بها «الإخوان» المتشددون على الأراضي الكويتية، وانتهاكهم حرمات الأهالي من قبائل الكويت وحضرها، وقد اشتد ذلك بعد معركة حمض وتضاعف بعد معركة الجهراء التي حدثت في العاشر من أكتوبر 1920م، أي بعد بناء سور الكويت، وفي السنة نفسها التي أنجز فيها.
وتروي لنا المصادر التاريخية والمصادر الشفهية والوثائق أن الكويتيين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك الانتهاكات، بل كانت هناك حراسة مشددة على سور الكويت، وبمجرد وصول معلومات عن غارة من الغارات كانت تخرج إليها قوة كويتية تطارد المعتدين وتحاول أن تسترد منها ما سلبته من أهالي الكويت وقبائلها من الأغنام والجمال. وقد رصدت لنا وثائق المعتمدية البريطانية عدداً من تلك الانتهاكات، ونتوقف هنا عند تاريخ محدد لارتباطه بعدد من وثائق أسرة الخالد المتعلقة بحراسة سور الكويت بهدف تقديم تصور متكامل لأحوال الكويت وبيان الظروف التي كتبت فيها تلك الوثائق:
جاء في يوميات المعتمدية السياسية في الكويت أنه في وقت متأخر من مساء يوم 26 من نوفمبر 1927م، وصلت إلى الكويت معلومات تفيد بأن قوة من «الإخوان» تنوي عبور الحدود الجنوبية في طريقها إلى الكويت، وقد أثارت هذه المعلومات الفزع في مدينة الكويت، فتم تحذير البدو المحليين (بدو الكويت) بواسطة السيارات، وقامت مجموعة أخرى من السيارات بجولات استطلاعية على طول الحدود الجنوبية والغربية (1).
وفي 4 من ديسمبر 1927م، قامت مجموعة تقدر بأربعمائة شخص من «الإخوان» بالإغارة على عريب دار من بدو الكويت في أم الرمم بالقرب من منطقة «الزقلة» على بعد سبعة أميال شمال الجهراء، وأخذوا منهم عدداً كبيراً من الجمال.
وعندما وصلت أخبار تلك الغارة إلى الكويت، انطلقت قوة مكونة من مائة رجل بالسيارات إلى الجهراء، التي وصلوا إليها مساء، فلم يتمكنوا من استرجاع شيء من الأسلاب، لأن الغزاة استطاعوا مغادرة حدود الكويت الجنوبية في صباح الخامس من ديسمبر (2).
وجاء في تقرير المعتمدية البريطانية لشهر ديسمبر عام 1927م، أن سور مدينة الكويت الذي تداعت بعض أجزائه قد أعيد إصلاحه، وأن الرجال تحتشد عنده كل ليلة للحراسة، وأن الجهراء تحت حراسة قوة تقدر بأكثر من 400 رجل، بالإضافة إلى البدو المحليين الذين يخيمون خارج القرية، وعلى الرغم من هذه الاحتياطات، فإن القلق ما زال مسيطراً على المدينة (3).
وتقدم الوثائق الأهلية الكويتية المتمثلة في وثائق أسرة الخالد صورة مكملة لتلك الحوادث التي نقلناها بإيجاز عن يوميات المعتمدية البريطانية. وعن تلك الفترة نفسها، وهي شهر ديسمبر 1927م، عثرنا على دفتر صغير ضمن مجموعة وثائق الخالد كتب عليه «دفتر النطارة سنة 1346»(4)، ويحتوي الدفتر المذكور على ثماني صفحات تحت العناوين التالية:
أولا- «أصل السلاح المقبوض من الشيوخ وخارجه في جمادى الثاني سنة 1346هـ - ديسمبر 1927م».
وتتضمن هذه الصفحة والتي تليها قائمة بعدد البنادق (التفق) وعدد الرصاص (الفشق) الذي تم تسلمه من الشيوخ أي من الحاكم وأسماء الذين وزعت عليهم تلك البنادق (وثيقة رقم 1).

هوامش
1 - Archive Edition (1990): Political Dairies of the Persian Gulf (1922 - 1927), London, vol. 7, p. 618.
2 - المصدر السابق، ص 624.
3 - المصدر السابق، ص 635.
4 - النطَّارة: الحراسة والحفظ، وفي لسان العرب (نطر): الناطر والناطور حافظ الزرع والتمر والفعل من النّ.طر والنّ.طارة.

Pictures%5C2012%5C09%5C30%5Cf2333ebd-7c5d-440b-8b6d-56607a364726.jpg










05-10-2012, 08:40 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:


تراث صفحات من وثائق أسرة الخالد(4 الأخيرة)
المجموعات المدافعة وبث الحماس في نفوسهم



Pictures%5C2012%5C10%5C01%5Cecedede5-61d9-4963-8dad-0e06395a0f8d_main.jpg


إعداد أ. د. عبدالله يوسف الغنيم
في هذه الحلقة، الرابعة والأخيرة نتابع نشر الدراسة الثانية من صفحات من تاريخ سور الكويت، والتي تستكمل جانباً مهماً من استعدادات أبناء الكويت للدفاع عن مدينتهم أمام الغزوات الخارجية.
وقد اعتمدت هذه الدراسة التي أعدها الأستاذ د. عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، على ما جاء في وثائق أسرة الخالد الكريمة، ولعل نشر مثل هذه الوثائق يحفّز بقية الأسر الكويتية لإظهار الوثائق التي لديهم وتقديمها للباحثين لما يفيد ذلك من إثراء وإضافة لتاريخ الكويت.
ثانيا- «الحوايل على الشيوخ إلى الرؤساء بالسلاح في جمادى الثاني سنة 1346هـ [ديسمبر 1927م]»، وهي الصفحة الثالثة من الدفتر وفيها أسماء المسؤولين عن السلاح وتاريخ استلام البنادق الخاصة بمجموعاتهم، والرؤساء المقصودون هم:

1 - عثمان الراشد 25 بندقية
2 - ناصر البدر 40 بندقية
3 - عبدالرحمن بن بحر 30 بندقية

ثالثا- «أسماء الجماعة الذين لنطارة البدن في جمادى الثاني سنة 1346هـ [ديسمبر 1927م]»، وتشتمل على أسماء الأشخاص المكلفين بحراسة «البدن» أي سور الكويت، وقد تم تقسيم أولئك الأشخاص إلى مجموعات يتراوح عدد كل مجموعة ما بين 12 و26 شخصا، ويوجد في داخل «دفتر النطارة» قصاصات منفصلة من الأوراق، تحمل كل قصاصة منها اسم مجموعة.
من المجموعات المذكورة مع اختلاف طفيف في أسماء المجموعات ومواقع بعض الأفراد منها، وقد كررت أسماء المجموعات مرتين في تلك القصاصات، وفيما يلي بيان بالمجموعات وأسماء الأشخاص في كل مجموعة:

1) مجموعة الخالد
حمد الخالد، أحمد الفهد (الخالد)، علي الفهد (الخالد)، مهلهل الحمد (الخالد)، خالد الزيد (الخالد)، عبدالرحمن الزيد (الخالد)، عبدالله الزيد (الخالد)، حمود الزيد (الخالد)، محمد المهلهل (الخالد)، أحمد السعود (الخالد)، مساعد العبدالعزيز (الكليب)، عبدالعزيز المشاري (الكليب)، مشعان الخضير، سلطان البراهيم (الكليب)، أمان وعياله، فريج وعياله، مبيريك، فريج اليماني، سليم، عبيد الصبي. (الجملة 24).

2) مجموعة الفليج

فليج وفهد وتابعهم، عبدالله السدحان، علي العدواني وعبداللطيف وسعود وعدواني، عيال محمد البناي عبدالمحسن وفهد وأحمد، عبدالوهاب بن حسينان. (الجملة 12).

3) مجموعة السيد أحمد السيد إبراهيم

السيد أحمد وعبداللطيف وياقوت، السيد أحمد السيد محمد، سعد الطويسه، عيال السيد يوسف، السيد علي وتابعه، رجب السيد عبدالله، السيد عبدالعزيز السيد إبراهيم، سعود بن فيد. (الجملة 13).

4) مجموعة عبدالعزيز بن ياقوت

عبدالعزيز بن ياقوت وأولادهم، عمر بن ياقوت، عثمان الداود، ولد علي بوكحيل، عبدالله بن فراج، خالد الحمد، عيال بن مسباح أحمد ونجم. (الجملة 12).
5) مجموعة راشد حمادة

راشد ومحمد وعبدالله حمادة، إبراهيم بن ياقوت، عيال عيدان، عبدالله اليحيا، إبراهيم وخالد عيال القلاف، سالم الجاسم التورة، مطر بن حردان وولده، أحمد العمران، عيال البصيري، إبراهيم بن جبران. (الجملة 16).

6) مجموعة سنان محمد السنان

سنان، محمد السنان، تابع جاسم المباركي، أحمد وعبداللطيف الخميس، صالح البناي وأولاده، حمد الصالح الشايجي، أحمد وسليمان وعبدالمحسن أولاد ابن سلطان، مبارك المباركي، عبدالله النصيب. (الجملة 13).
7) مجموعة عبدالله بن ياقوت

عبدالله الياقوت، عثمان بن حيدر، محمد الدارمي، عيال حمادة عيسى وخلف، محمد المضاحكة، محمد المشعل، عبدالمحسن بوعمر وأخوه، عيال عبداللطيف أحمد ومحمد، عيال جاسم بن ياقوت، عيال محمد عروي، حسين ولد قماز، سعود بن عرفان، صالح كابندي (القبندي)، عيال ابن حسين، أحمد بن عاشور ونسيبه. (الجملة 26).


8) مجموعة علي بن سمحان
علي بن سمحان وولده، سعود وفهد الصقر، عبدالكريم البناي، أحمد النشمي، عيال عبدالله العروج، صالح اللوغاني، حسن الشطي وأخوه، محمد بن قصار، يوسف اللوغاني وابنه، علي الثنيان، سعد بن جوهر، فلاح بن محمد جماز، أحمد بن حجي محمد، عيسى ولد كوس، نجم بن ماجد. (الجملة 21).


9) مجموعة المرزوق
حمد وعبدالوهاب وجاسم وعبدالعزيز وخالد المرزوق، علي البنوان وإخوانه، عبدالوهاب اليعقوب، براك الصبيح وولده صبيح وأخوه عبدالله. (الجملة 12)
وأخيرا نشير إلى رسالة (غير مؤرخة) عثرنا عليها في دفتر «النطارة» المذكور، تفيدنا بالجانب المعنوي لتلك الاستعدادات الحربية، وهي دعوة الشيوخ والأمراء إلى القيام بالتدريب على السلاح لتحسين قدراتهم ومهاراتهم، بالإضافة إلى إقامة العرضات، وهي رقصة الحرب لبث الحماس في نفوس المدافعين عن السور ورفع معنوياتهم بالأهازيج الشعبية ونغمات الطبول. وكان على رأس هؤلاء أمراء الكويت وشيوخها وكبار رجالات البلد. ويوثق هذا الأمر الرسالة المشار إليها أعلاه، وهي تعود إلى الفترة نفسها وهي سنة 1927، بدليل وجودها في داخل الدفتر وبين الوثائق التي تحدثنا عنها، والرسالة موجهة من الشيخ سالم الحمود الصباح إلى الحاج حمد الخالد يشير فيها إلى عزم الشيوخ (الأمراء) على القيام بمناورة عند البدن، أي تدريب على السلاح قرب السور، وذلك يوم الاثنين بعد العصر، ويطلب إخبار الجماعة كلهم ليكونوا حاضرين بسلاحهم وجميعهم نفر عام بانتظام أي أن يكون حضورهم على الهيئة العسكرية من الحشد والنظام. ويضيف في آخر الرسالة قوله «الجميع دون بشوت».
وسبب هذه الملاحظة هو أن معظم رجال الكويت في ذلك الوقت يحرصون على لبس البشت، ولهذا طلب التنازل عن لبسه، لأن ذلك لا يعد لائقا في هذه المناسبة (انظر الوثيقة).
وختاما لقد سجل آل الخالد من خلال توثيقهم لهذا الأمر واحتفاظهم بدفتر «النطارة» أو الحراسة، صفحة من تاريخ الكويت غابت تفاصيلها وأحداثها وأغفلها المؤرخون، وتقدم تلك الوثائق صورة رائعة لتكاتف الكويتيين وتطوعهم للدفاع عن مدينتهم، وإذا كانت هذه الوثائق مرتبطة بالجانب الق.بْلي من المدينة، فلابد أن هناك مجموعات أخرى كانت مسؤولة عن نواحي السور الأخرى، نرجو أن يتيسر الحصول على وثائقها على النحو الذي عرضناه في هذا البحث.

دفتر صغير من وثائق اسرة الخالد كتب عليه «دفتر النطارة سنة 1346»، حوت صفحاته الثماني اسماء الاسر والافراد الذين وزع عليهم السلاح للقيام بحماية السور (الجانب القبلي منه).

***
بلغ عدد البنادق (التفق) التي وزعت تسعا وخمسين بندقية ومعها 1075 رصاصة (فشق)، وكان المسؤولون عن السلاح (الرؤساء) هم: عثمان الراشد، ناصر البدر وعبدالرحمن بن بحر.

***
خصصت مجموعات لحراسة هذا الجانب من السور وهي: مجموعة الخالد، مجموعة الفليج، مجموعة السيد احمد السيد ابراهيم، مجموعة عبدالعزيز الياقوت، مجموعة راشد حمادة، مجموعة سنان محمد سنان، مجموعة عبدالله بن ياقوت، مجموعة علي بن سمحان، مجموعة المرزوق.

***
دعوة الشيوخ والامراء للجميع ليكونوا حاضرين للبدء بالتدريب على السلاح (المناورة) لتحسين قدراتهم ومهاراتهم، بالاضافة الى اقامة العرضات (رقصة الحرب) لبث الحماسة في النفوس.

(انتهى)


القبس







05-10-2012, 09:11 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
تقرير إخباري مراسيم وقوانين قبل الدستور
مرسوم تأسيس بنك الخليج
إعداد حمزة عليان
كيف كانت المراسيم الأميرية قبل اعلان الدستور والاستقلال تصدر في جريدة «الكويت اليوم» وهي الجريدة الرسمية لحكومة الكويت، هكذا كان الاسم المستخدم والصادر عن دائرة المطبوعات والنشر؟
المرسوم الأميري رقم 44 لسنة 1960 والخاص بتأسيس بنك الخليج يقول في الديباجة «نحن عبدالله السالم الصباح أمير الكويت، بعد الاطلاع على عقد التأسيس والنظام الأساسي لشركة بنك الخليج، شركة مساهمة كويتية، المحرر بمدينة الكويت بتاريخ 29 أكتوبر 1960، وبعد الاطلاع على قانون الشركات التجارية رقم 15 لسنة 1960 وبناء على عرض رئيس المالية والاقتصاد، وبعد موافقة المجلس الأعلى رسمنا بما هو آت».. والتوقيع «أمير الكويت عبدالله السالم الصباح».
قانون النقد الكويتي صدر بمرسوم أميري يحمل الرقم 41 لسنة 1960 جاء في ديباجة المرسوم «نحن عبدالله السالم الصباح أمير الكويت، بناء على عرض رئيس المالية والاقتصاد وبعد موافقة المجلس الأعلى، قررنا القانون الآتي.. وممهور باسم «أمير الكويت عبدالله السالم الصباح».
كذلك الحال بشأن قانون رقم 40 لسنة 1960 والخاص بإنشاء بنك الائتمان.
عام 1960 كانت المراسيم والقوانين تصدر بناء على القانون العام الذي يتصل بنوع الشركة أو الهيئة ان وجد، وبناء على موافقة المجلس الأعلى وهو بمثابة «مجلس وزراء» وتصديق الأمير.
فإعلان لغرفة التجارة نشر في العدد رقم 257 بالسنة السادسة في «الكويت اليوم» ص 21 موجه الى عموم التجار وأصحاب المؤسسات يوجه نظر العموم الى المادة 15 من قانون الغرفة المصدق من قبل سمو الأمير، كما ورد في صيغة الاعلان.
من المراسيم ذات الشأن في تاريخ الكويت المرسوم رقم 22 الذي اصدره «حضرة صاحب السمو المعظم خول بموجبه صلاحيات جديدة لحضرة مدير مالية حكومة الكويت» والصادر في 25 يونيو سنة 1955، والذي نص على ما يلي:
أمارة الكويت
الديوان الأميري
مكتب رئيس الديوان
الكويت في 25 جون 1955
حضرة المحترم السيد أحمد العبداللطيف
مدير مالية الكويت
أتشرف بأن أبعث اليكم مع هذا بالمرسوم رقم 2 لسنة 1955 الذي تفضل حضرة صاحب السمو مولاي الأمير المعظم فمنحكم بموجبه كامل السلطة والاشراف في النواحي المالية التالية:
أ - مجلس الاستثمار الكويتي.
ب - العلاقات المالية مع شركة زيت الكويت.
ج - العلاقات المالية مع الشركة الأميركية المستقلة (أمينويل).
د - الأمور المالية المتعلقة بمراقبة العملة وتحويلها مع دار الاعتماد البريطانية.
هــ - الأمور المتعلقة بامتياز البنك البريطاني والترخيص الممنوح لبنك الكويت الوطني.
و - حساب الدولة المودع باسم سموه المعظم في مصرف ذي فيرست ناشيونال سيتي بنك أوف نيويورك.
وانني إذا أهنئكم بهذه الثقة الغالية أبعث اليكم بموفور التحية والسلام.
رئيس الديوان الأميري
هذا المرسوم نشر في «الاهرام» بصيغة مغلوطة مما دفع بـ «الكويت اليوم» الى توضيح ما تم نشره بان اموال امير الكويت أصبحت ملكاً للدولة، وان الأموال الموجودة باسمه في لندن واميركا والناتجة من ارباح البترول والاستثمار تحت اشراف ادارة مالية الحكومة والصحيح ان المرسوم حدد الاختصاصات الجديدة لمدير الدائرة المالية أحمد عبداللطيف.
هناك قوانين صدرت دون موافقة المجلس الاعلى، مثل قانون الشركات التجارية رقم 15 لسنة 1960وقانون رقم 13 لسنة 1960، حيث صدرا بناء على عرض رؤساء الدوائر والقانون الخاص بتنظيم القضاء، في حين ان القانون رقم 16 لسنة 1960 صدر بناء على عرض رئيس العدل وموافقة المجلس الاعلى وتوقيع «امير الكويت عبدالله السالم الصباح»، كذلك قانون رقم 18لسنة 1960 الخاص بالعمل في القطاع الحكومي والصادر بعد الاطلاع على «كادر عمال الحكومة لعام 1955» وبناء على عرض رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية وموافقة المجلس الاعلى.
عام 1960 شهد فورة في اصدار القوانين وكانت على التوالي:
• قانون رقم 23 لسنة 1960بمزاولة مهنة الطب البشري وطب الاسنان في الكويت.
• قانون رقم 24 لسنة 1960 بمزاولة مهنة التوليد.
• قانون رقم 25 لسنة 1960بمزاولة مهنة الصيدلة في الكويت وتنظيم الصيدليات ومخازن الادوية والوسطاء ووكلاء مصانع وشركات الادوية والجدول المرفق به.
• قانون رقم 26 لسنة 1960بمراقبة الاتجار بالعقاقير المخدرة واستعمالها في الكويت.
• قانون رقم 27 لسنة 1960 بتنظيم قيد المواليد والوفيات في امارة الكويت.
• قانون رقم 28 لسنة 1960بتطعيم المواليد ضد الجدري والدفتريا.
• قانون رقم 29 لسنة 1960بالاحتياطات الصحية للوقاية من الامراض المعدية.



Pictures%5C2010%5C03%5C13%5C77180de2-f26f-4b02-b047-dab0292484d9.jpg




القبس

25-10-2012, 09:20 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,789

icon1.gif

تقرير إخباري مراسيم وقوانين قبل الدستور
مرسوم تأسيس بنك الخليج
إعداد حمزة عليان
كيف كانت المراسيم الأميرية قبل اعلان الدستور والاستقلال تصدر في جريدة «الكويت اليوم» وهي الجريدة الرسمية لحكومة الكويت، هكذا كان الاسم المستخدم والصادر عن دائرة المطبوعات والنشر؟
المرسوم الأميري رقم 44 لسنة 1960 والخاص بتأسيس بنك الخليج يقول في الديباجة «نحن عبدالله السالم الصباح أمير الكويت، بعد الاطلاع على عقد التأسيس والنظام الأساسي لشركة بنك الخليج، شركة مساهمة كويتية، المحرر بمدينة الكويت بتاريخ 29 أكتوبر 1960، وبعد الاطلاع على قانون الشركات التجارية رقم 15 لسنة 1960 وبناء على عرض رئيس المالية والاقتصاد، وبعد موافقة المجلس الأعلى رسمنا بما هو آت».. والتوقيع «أمير الكويت عبدالله السالم الصباح».
قانون النقد الكويتي صدر بمرسوم أميري يحمل الرقم 41 لسنة 1960 جاء في ديباجة المرسوم «نحن عبدالله السالم الصباح أمير الكويت، بناء على عرض رئيس المالية والاقتصاد وبعد موافقة المجلس الأعلى، قررنا القانون الآتي.. وممهور باسم «أمير الكويت عبدالله السالم الصباح».
كذلك الحال بشأن قانون رقم 40 لسنة 1960 والخاص بإنشاء بنك الائتمان.
عام 1960 كانت المراسيم والقوانين تصدر بناء على القانون العام الذي يتصل بنوع الشركة أو الهيئة ان وجد، وبناء على موافقة المجلس الأعلى وهو بمثابة «مجلس وزراء» وتصديق الأمير.
فإعلان لغرفة التجارة نشر في العدد رقم 257 بالسنة السادسة في «الكويت اليوم» ص 21 موجه الى عموم التجار وأصحاب المؤسسات يوجه نظر العموم الى المادة 15 من قانون الغرفة المصدق من قبل سمو الأمير، كما ورد في صيغة الاعلان.
من المراسيم ذات الشأن في تاريخ الكويت المرسوم رقم 22 الذي اصدره «حضرة صاحب السمو المعظم خول بموجبه صلاحيات جديدة لحضرة مدير مالية حكومة الكويت» والصادر في 25 يونيو سنة 1955، والذي نص على ما يلي:
أمارة الكويت
الديوان الأميري
مكتب رئيس الديوان
الكويت في 25 جون 1955
حضرة المحترم السيد أحمد العبداللطيف
مدير مالية الكويت
أتشرف بأن أبعث اليكم مع هذا بالمرسوم رقم 2 لسنة 1955 الذي تفضل حضرة صاحب السمو مولاي الأمير المعظم فمنحكم بموجبه كامل السلطة والاشراف في النواحي المالية التالية:
أ - مجلس الاستثمار الكويتي.
ب - العلاقات المالية مع شركة زيت الكويت.
ج - العلاقات المالية مع الشركة الأميركية المستقلة (أمينويل).
د - الأمور المالية المتعلقة بمراقبة العملة وتحويلها مع دار الاعتماد البريطانية.
هــ - الأمور المتعلقة بامتياز البنك البريطاني والترخيص الممنوح لبنك الكويت الوطني.
و - حساب الدولة المودع باسم سموه المعظم في مصرف ذي فيرست ناشيونال سيتي بنك أوف نيويورك.
وانني إذا أهنئكم بهذه الثقة الغالية أبعث اليكم بموفور التحية والسلام.
رئيس الديوان الأميري
هذا المرسوم نشر في «الاهرام» بصيغة مغلوطة مما دفع بـ «الكويت اليوم» الى توضيح ما تم نشره بان اموال امير الكويت أصبحت ملكاً للدولة، وان الأموال الموجودة باسمه في لندن واميركا والناتجة من ارباح البترول والاستثمار تحت اشراف ادارة مالية الحكومة والصحيح ان المرسوم حدد الاختصاصات الجديدة لمدير الدائرة المالية أحمد عبداللطيف.
هناك قوانين صدرت دون موافقة المجلس الاعلى، مثل قانون الشركات التجارية رقم 15 لسنة 1960وقانون رقم 13 لسنة 1960، حيث صدرا بناء على عرض رؤساء الدوائر والقانون الخاص بتنظيم القضاء، في حين ان القانون رقم 16 لسنة 1960 صدر بناء على عرض رئيس العدل وموافقة المجلس الاعلى وتوقيع «امير الكويت عبدالله السالم الصباح»، كذلك قانون رقم 18لسنة 1960 الخاص بالعمل في القطاع الحكومي والصادر بعد الاطلاع على «كادر عمال الحكومة لعام 1955» وبناء على عرض رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية وموافقة المجلس الاعلى.
عام 1960 شهد فورة في اصدار القوانين وكانت على التوالي:
• قانون رقم 23 لسنة 1960بمزاولة مهنة الطب البشري وطب الاسنان في الكويت.
• قانون رقم 24 لسنة 1960 بمزاولة مهنة التوليد.
• قانون رقم 25 لسنة 1960بمزاولة مهنة الصيدلة في الكويت وتنظيم الصيدليات ومخازن الادوية والوسطاء ووكلاء مصانع وشركات الادوية والجدول المرفق به.
• قانون رقم 26 لسنة 1960بمراقبة الاتجار بالعقاقير المخدرة واستعمالها في الكويت.
• قانون رقم 27 لسنة 1960 بتنظيم قيد المواليد والوفيات في امارة الكويت.
• قانون رقم 28 لسنة 1960بتطعيم المواليد ضد الجدري والدفتريا.
• قانون رقم 29 لسنة 1960بالاحتياطات الصحية للوقاية من الامراض المعدية.



Pictures%5C2010%5C03%5C13%5C77180de2-f26f-4b02-b047-dab0292484d9.jpg




القبس







25-10-2012, 09:20 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
ابن البحار وحفيد المتخصص في ربط الشراع خليل فرمن: حملت السراي في العشيرج مقابل «طراقات» على وجهي



Pictures%5C2010%5C03%5C13%5Ca8381952-3652-4755-8970-01b6aa48fc6a_main.jpg
خليل فرمن
حاوره جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع خليل عباس فرمن قال: انا ابن وحفيد من رفع الشراع على الصاري، انا ابن من ربط باحكام الاجزاء المربوطة على فرمن، وابن من ربط الشراع فوق السفينة، والفرمن هو العارضة التي يربط بها الشراع، والفرمن خشبة مستطيلة على سطح السفينة يربط بها حبل الشراع، ومتصلة بالدقل الكبير (والدقل هو صاري السفينة) الكبير منه يسمى «العود» والصغير يسمى «الغلمي».
وقال فرمن: والدي وجدي حيدر عملا على السفن لرفع الاشرعة في مياه الخليج العربي والبحر الاحمر وسواحل السند والهند وافريقيا من بداية سبتمبر حتى نهاية شهر مارس، عندما يسمعون النداء «يا غريب تذكر اهلك».

الفريج مسقط رأسي
عن الأحياء الكويتية القديمة التي كانت تقسم الى أربعة فرجان رئيسية هي: الشرق - القبلة - الوسط - المرقاب، قال فرمن: الفريج هو الفريق الذي يسمى الحي، ولكل واحد (الفريج) فريق صغير. وهذه أحياء قديمة، ومن ثم جاءت أخرى مثل: الصالحية، والمطران، والحساوية، والنصف، والبدر الذي يسمى عادة بفريج أو براحة عباس التي ولدت فيها، براحة واسعة كانت تقام فيها الحفلات واللقاءات والألعاب الشعبية والمراجيح، وكانت براحة عباس متعلقة في ذكريات الكويتيين حتى هذا اليوم لوجود مبنى مجلس الأمة، وبالقرب من المسشتفى الأميركاني، وفي الأصل اسمها براحة حمود الناصر البدر، وجاء اسم عباس لدكان كبير في البراحة لصاحبه عباس علي وهو مضمد في الأميركاني يعالج الناس بعد انتهاء الدوام، يجلس امام المحل على تخته كبيرة، وجاءت الكلمة بمعنى لوح في الفارسية.
وتذكر فرمن الضربة التي أصابت انفه من حميد الخليفة من أبناء محمد خليفة حسين، جد عيسى الخليفة وكيل وزارة الصحة السابق، والذي عالجني عباس علي في الاميركاني، وأتذكر سليمان السمعان، وعبدالكريم في الصيدلية، وقمبر، وحيدر جاسم الخليفة، وابراهيم دشتي والد الكابتن محمد ابراهيم مدرب نادي القادسية والمنتخب الوطني، وكان علي كمبل من العاملين ايضا.
اضاف فرمن: ولدت وترعرعت في فريج البدر (براحة عباس)، من الجيران بيت البناي - الشاهين - عبدالله البدر - عبدالله نمكي ملا حاجي - يوسف الخريبط - المحري - بوعجل - المساعيد - حمود الناصر البدر صاحب البيت الكبير الذي يطل على البراحة، سليمان المنصور - الياس - عبدالرحمن الشيخ جمعة - الفضل - بن جبر - النامي - الفايز - الليفان - عباس ناصر السيف - ملا رجب - اشكناني - بوشعبون - علي الجزاف - عبدالمحسن الراشد - يعقوب العلي.
وعن معالم الفريج، قال فرمن: البراحة المشهورة (عباس) ياخور الحميضي فيه اغنامه وابقاره، وجزء كبير من عشيش لسكن المحتاجين والعابدين لأيام قليلة، وانقذ هذا الجاخور كثير من العوائل بعد ان تهدمت بيوتهم نتيجة الامطار الغزيرة، والجاخور (ياخور) لفظة فارسية «آخور» للاصطبل، ومن معالمه شاوي مزيد بو شداد وأولاده.
أكبرهم صنهات الذي اخذ المهنة عن والده.
قال فرمن: ثم فتح الدكتور احمد الخطيب عيادة خاصة به، والمعروف عنه انه اول دكتور كويتي تخرج من بيروت عام 1952، وهناك بيت اشتراه عقاب الخطيب من عباس علي، والديوانية سكن فيها عبدالعزيز العويش واهله وأخو زوجته المطرب الفنان سعود الراشد كان استاذنا والعازف على العود، واولاد يعقوب النصراني يأتونه ويتعلمون العزف على العود وآلات اخرى، والنصراني مكتبته في السوق الداخلي «مكتبة الكتاب المقدس» التابعة للإرسالية المسيحية الاميركية التي كانت توزّع الكتب التبشيرية مجانا، وكان هو يشرف عليها ويدعى يعقوب شماس، كان يعلق الكتب على الحبل نوعا من الدعاية والتبشيرية، وكان -رحمه الله- شريفا محبا للكويت والكويتيين، يفرش الارضية، وانا كنت من الحاضرين يوزع الحليب ويقدم بعض المأكولات، واكثر الرواد من موظفي البترول.
وقال فرمن: لا انسى لطيفة المرأة العصامية التي تتجول في براحة عباس وسكيكها تجمع البعارير (بعرور الجمل والماعز) والبعرور يسمى ايضا دمن، كانت تجمع البعرور في أكياس الخياس وتبيع في الصفاة ويشتريه الناس لاستخدامه كوقود، خصوصا الخبازين يتخذونه للتنانير، ويسميه الكويتي «جَلّه»، والأمهات استخدمن البعرور لعلاج اللوزتين، ورماده يعالج به جروح البعارير.

الدراسة.. الأعمال
قال فرمن: درست عند الملا محمد الظفيري القرآن الكريم ومادة الحساب، ثم في مدرسة المثنى شارع فهد السالم، وخوفا من التجنيد الاجباري لم اكمل دراستي، وانتقلت بعد اتمام اختبار الجندية الى مدرسة عمر بن الخطاب بالقرب من بيت ثنيان الغانم عند بركة الماء.
وتذكر بعض الطلبة ومنهم: عبدالقادر الغربللي ــ الجحمه ــ الحرب ــ أحمد العدساني (وزير سابق)، خليفة الحمر ــ الربيعة ــ ابراهيم الفرج ــ الفلاح ــ عبدالملك ــ عبدالعزيز العنجري ــ محمد العتيبي ــ عبدالرحمن السامرائي (أبو سرور) ــ أحمد الصقر ــ محمد البدر ــ مشاري البحر ــ عبدالعزيز الخالد ــ وليد الخالد ــ أحمد المسيلم ــ محمد ماجد الشاهين كان كثير الحركة ــ علي السلطان وعبد علي بهمن ويوسف المواش، ومن المدرسين: البدران (ناظر المدرسة) ــ جودت الهندي ــ حمدي العريان المعلم الذي علمني تحسين الخط والكتابة ــ أبو النصر المتولي، كان عملنا ودوامنا صباحا ومساء.
اضاف فرمن: يجب عليّ ان اذكر وأوفي للمربي الفاضل الاستاذ عقاب محمد الخطيب، كان ناظرنا في مدرسة المثنى عام 1950 الى ان استقال سنة 1954، وهو ممن كافحوا على طريق العلم، وامتهن النجارة في شركة النفط، واصبح مدرسا للنجارة في المباركية، حتى عمل ناظرا، واطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.
واما عن اعماله فقال فرمن: في ايام العطل المدرسية عملت في الاشغال اثناء بناء المصح الصدري مقابل مستشفى الصباح، كان راتبي اليومي 3 روبيات، وعملت في الكلية الصناعية بـ 4 روبيات وفي 7 و8 سنوات من عمري عملت مع والدي وجدي في تقطيع الصخر في العشيرج (الصليبخات) وفي الوطية كنت احمل السراي في الليل للإضاءة، وعملت معهما في الشويخ وبنيد القار، وفي الخارور والحظور السبع، وأبومنتفة ورويس، وأبو لقمة والغرابيل، ونقلت الصخر مع العمال بعد تكسيره إلى التشالة، ومن ثم إلى شواطئ مدينة الكويت، والتشالة كانت ملك سليمان دشتي، والدي كان يعطيني آنة واحدة وأحيانا آنتين، وغالبا «طراقات على وجهي» أو سطارات تعني الضرب على الصدغ.
وتذكر فرمن الصخر السميك والرفيع الصلب وهو من مواد البناء غالية الثمن، وتذكر الهيب الكبير الخاص لتكسير الصخور وتفصيلها، ويبدأ العمل في فترة الثبر (الجزر) حتى السجي (المد) فترة قلع وحمل الصخر ورحلة العودة تستغرق ثلاث ساعات.
رغم كل هذه العمليات تباع الشحنة الواحدة ما بين روبيتين إلى ثلاث روبيات، وارتفعت إلى 10 ــ 15 روبية، والرحلة ذهابا مع التكسير والعودة تستغرق 24 ساعة، وكل تشالة كانت تحمل 4 أكواد أي الكومة.
قال فرمن: إن هذه الآنات التي كنا نأخذها هي جزء من 16 جزءا من الروبية أي الآنة الواحدة قد تعادل 4 فلوس والمثل يقول: «إبريقه ما يطفي حريقه» اي لا تكفي هذه الآنة ولا تطفئ الحرائق، وكلنا مثل «أبا زيد حاله حال ربعه»، ولكننا عملنا وتعبنا مثل: «أثبت في الدار من الجدار»، رغم هذا كنا بخير وعافية. وكنا نقول: إذا سلم العود الحال تعود، وآخر المثل كما قرأته وسمعته «إذا ن.سَيْنا الحَمدْ ش.نْصَلي بَهْ»، و«خادم الله مخدوم».
وعن أعماله أضاف فرمن: عملت في شركة نفط الكويت على الرصيف الجنوبي في ميناء الاحمدي بوظيفة مراقب صمامات، وأذكر آخر باخرة عبئت كانت حمولتها 75 ألف طن واسمها كوسموس فايف.. نرويجية، وكنا نعبئ نوعاً خفيفاً أو ثقيلا حسب نوع الباخرة، وكان يشاركنا من إدارة محطة المضخات الواقعة في البر المرحومان حسين مراد وجعفر غلوم ملا حسين، وسبب تركه العمل في الميناء هو سقوط أحد زملائه من اطفائيي الشركة مع سيارة الاطفاء في البحر مما تسبب بوفاته وهو المرحوم صالح ختوش، في نهاية عام 1958 تقدمت للعمل في مكتب تدقيق وقياسات الزيت التابع لسكرتير الحكومة عبدالله صالح الملا في سوق الصفاة، وبعد أن اجتزت اختبار اللغة الانكليزية عينت مدقق قياسات الزيت، وقراءة كميات حرارة النفط الخام المخزونة في الصهاريج، وكنت أذهب الى المنطقة المحايدة سابقاً (الوفرة حالياً) لقراءة القياسات، حيث ان المنطقة فيها 3 أنواع من النفط، برقان ــ ايوسين ــ رتاوي، وكان المسؤولون هم ابراهيم عبدالعزيز الملا، ويوسف الخترش، وحسين القطان، وجعفر حسين البيرمي، وعلي القبندي، وخالد مكي، ويحيى فهد السميط.

أين الكشافة اليوم؟
وتحدث فرمن عن الحركة الكشفية في الكويت التي تأسست سنة 1937، وجمعيتها في عام 1955، وانضمت بلدنا الكويت الحبيبة الى الاتحاد الدولي في أغسطس 1955. يقول:
التحقت بالحركة الكشفية عندما كنت أدرس في مدرسة المثنى في شارع فهد السالم الصباح، وموقعها الحالي مجمع المثنى. كان الهدف من نظام الكشافة في الكويت إعداد الفتيان ليكونوا مواطنين صالحين مطيعين، ويسهمون في الحياة العامة، والولاء والطاعة لأولي الأمر، هكذا كان الأولون مستنيرين متبصرين بمقومات الحياة، كانوا ينهضون بأنفسهم، ويعاونون في رفع مستوى بيئتهم.. أين نحن الآن من هذه الصفات الحميدة؟ أين أصحاب التربية الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية والخلقية؟ أين الذين كانوا يراقبون أقوالهم خوفا من الله تعالى؟
وأضاف: كنا نقول دائما الكويت كدست لنا على أرضها وما تحت أطباق الثرى، فلنشكر الله. وتبدأ عملية الشكر بحبنا للكويت، وطاعتنا لأميرنا ــ حفظه الله ورعاه ــ والابتعاد عن الشر والتأزيم، الكويت أعطتك أرضها، وأظلتك سماؤها، ورواك ماؤها، وأحياك هواؤها، وبخيرها غذيت، وفيها مطمح عزك وهناؤك، ولا شرف لك أيها المواطن الا بعزة وطنك، اذا اختلطت عظام آبائك وأجدادك بأرض الكويت، وستخلط أرضها بعظامك وعظام أولادك وأحفادك، فتدبر فلن تجدك الا الوطن، أحب وطنك.. هذه الكلمات والجمل كانت شعارات الكشافة، ونحن تربينا عليها ودفنت أجساد آبائنا وأجدادك على هذه الكلمات «وما خير العيش بعد كل هؤلاء».
وقال: الكشاف الكويتي كان مستعداً لبذل نفسه رخيصة اذا دعا داعي الوطن، وكان مستعداً بماله عن طيب خاطر، كان مستعداً لادخال السرور على محزون.
الكشاف كان صادقاً، مؤدباً، مطيعاً، شجاعاً، وحتى الحيوان كان رفيقاً به، وصديق الناس كلهم، وكما درسوا عن الكشافة في سوريا في تلك السنوات -على ما أعتقد- أعوام 1958، 1960، ان الكشاف يرأف بالحيوان ويحب النبات، الكشاف مخلص لله ولوطنه ولوالديه ولرؤسائه ولمرؤسيه.. أين هم الآن؟!

ألفاظ عامية
وأصر فرمن على التحدث عن بعض الألفاظ العامية التي تركها الأبناء ولم تستخدم وتمنى ألا تضيع، وأن تتداولها الصحف اليومية، وأن تدرس ولو في صفحة واحدة في المناهج المدرسية منها للذكرى: استعدل، اخواهو، امدلقم، امطرطش، خوخة، خمَع، خنين، خشه، دثوي، درعم، دردعة، ذرب، بلعدال، بربس، زعب، زعره، زماط، سُف، س.ن، صاع، من هي صديه؟، ما هو الصرم؟، ما معنى صنان؟، أين تقع مرتفعات الصبر؟، ماذا تعني عاصوف؟، أين تقع العرفجية؟ أخذت منه ما في يده، وتركت عينه تذرزر، ماذا تعني في اللهجة؟ خمع، جلع، أين تقع منطقة الضلع في الكويت؟

الوفاء في الحب
وأخيرا، ذكر فرمن ان من تمام الحب للإخوان «الوفاء»، كنا اخوة في الثبات، وكنا نعد بعضنا ببعض اولادا واخوة واصدقاء واصحاب، وحتى بعد الموت نذهب ونجلس بجوار قبره نتحدث ونقرأ سورة الفاتحة، وحبنا نريد به الآخرة، ولا انقطاع لها، فما قيل من ان «قليل الوفاء بعد الوفاة خير من كثيره حال الحياة»، واذ فارقنا احدنا نكون شديدي الجزع من مفارقته.
وضرب مثلا لواحد من اعز اصدقائه وهو عباس كرم (ابو حمزة): هو اخ لم تلده امي، شاركنا في دربنا سهرنا سفرنا، ولم يفرقنا الا الموت، اين الابناء من هذه المحبة الآن؟ كنا وكانوا الآباء والاجداد، كما قال علي بن ابي طالب (ع) في وصفهم: «هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة الامر، فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وآنسوا بما استوحش منه اليقين، صحبوا الدنيا بأبدان ارواحهم متعلقة بالمحل الاعلى، اولئك خلفاء الله في ارضه، والدعاة الى دينه».
وقال فرمن: تذكرت قول نبي الله داود (ع) يجب عليّ ان ابلغ اولادي عندما ابلغ الله تعالى نبيه يا داود ابلغ اهل ارضي: ابي حبيب لمن احبني، وجليس لمن جالسني، ومؤنس لمن انس بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن اطاعني.
أولادي لنكن الصلاح يلد الصلاح، وليأخذ بعضنا برقاب بعض، ولنخلق الاسرة الصالحة، والمدرسة الصالحة، والبيئة الصالحة، وكما قال شوقي:
«وللأوطان في دم. كلّ حرٍّ
يدٌ سلفت ودَينٌ مُستحقُّ
لقد جئنا إلى الدنيا
معاً لنعيش إخوانا».

ربط الشراع بالفرمن


مع أولاده القبس




25-10-2012, 09:24 AM
البريمل

 
التعديل الأخير:


مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937 (الحلقة الأولي) الكويت بلدة صحراوية سكانها 70 ألف نسمة عام 1932 لم يدخلها سوى البشتختة



Pictures%5C2010%5C03%5C22%5C70eff2f6-2f61-48c8-af05-e038fb7737c9_main.jpg
صورة من الكويت القديمة
إعداد حمزة عليان
احدث اصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية هو كتاب فريا ستارك في الكويت يحتوي على عرض مفصل لمشاهدات الرحالة «فريا ستارك» وانطباعاتها عن الكويت خلال زيارتها لها عامي 1932 و1937.
الكتاب من اعداد وتقديم أ.د. عبدالله يوسف الغنيم حيث يقدم صورة صادقة عن الحياة في الكويت في ثلاثينات القرن الماضي، حيث تحدثت عن اخلاق الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبساطة العيش التي تتناغم مع بساطة الطبيعة والصدق.
كما وصفت المدينة واسوارها وانبساط الصحراء المكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، حيث زارت الكويت في اثنائه وعادات الناس في الخروج الى الصحراء وتحدثت عن ابناء البادية وعلاقتهم بالمدينة.
وقدمت صورة حية لسوق الصفاة المخصص لمنتجات البادية ووصفت اخلاق البدو بأنها «رائعة فيها جلال السهول الشاسعة التي نشأوا فيها».
استرعى انتباهها صناعة السفن وخاصة البوم الكويتي وقدرته على الابحار الى مختلف سواحل المحيط الهندي.
وعن الاحوال الاقتصادية قارنت بين عامي 1932و1937 وخرجت بمجموعة صور قامت بتصويرها وزميلها «كوزنز».
الزيارة الاولى
زارت فريا ستارك الكويت اول مرة عام 1932، قادمة من بغداد بما فيها من حياة اجتماعية معقدة الى حد كبير، وكان سفرها بالطائرة من بغداد الى مطار الشعيبة في جنوب العراق ومنها بالسيارة الى الكويت، وقد سجلت الوثائق البريطانية في يومياتها هذه الزيارة التي كانت برفقة الميجر هربرت يونغ (H.W.Young) مستشار البعثة البريطانية العليا في العراق ومعه زوجته والسيدة ماريا هكسلي (Maria J.Huxley) وقد وصلوا الى الكويت في 17 مارس 1932 وغادروا يوم 19 مارس، وكان اول ما لفت نظرها وسجلته في كتابها ان الكويت بلدة صحراوية صغيرة يسكنها حوالي سبعين الف نسمة لم تدخلها بعد وسائل الحضارة الغربية الحديثة سوى بعض المعالم المتواضعة من مثل: الغرامفون او (البشتختة) كما كان يطلق عليه محليا تلك التي كانت تقتنيها مقاهي الكويت لامتاع روادها والتسرية عنهم بإذاعة بعض الاغاني لمشاهير المطربين آنذاك.
وقد تجولت في أسواق الكويت وأعجبت بالمعروض فيها من البضائع المحلية، فاشترت اربع دراعات نسائية صناعة محلية.

إعجاب بسفينة البوم
وخلال تجوالها واحتكاكها بالفئات المختلفة من المواطنين اثار اعجابها تمسك اهل الكويت بآداب الفضيلة ومحافظتهم على التقاليد والعادات الموروثة المحافظة، وسجلت ما شاهدته من بساطة الحياة وهدوئها مقارنة بذلك الجو المعقد والمشحون بالصراع والازدحام في بغداد، فالشوارع هادئة لا اثر فيها لمظاهر الازدحام والحركة المحمومة التي تميز المدن الكبيرة.
كما سجلت انطباعاتها عن مظاهر العمران حيث لاحظت ان حوائط المنازل المطلة على الشوارع خالية من النوافذ مما يوفر للشارع مزيدا من الهدوء وللمنازل قدرا كبيرا من الخصوصية.
ولاحظت ان المنظر العام للناس هناك يكاد يكون موحدا، فالجلباب الابيض (الدشداشة) للرجال والعباء السوداء للنساء اللواتي لا يسمح لهن بالخروج من بوابات سور المدينة الا بإذن خروج مكتوب، وطابع الحياة بوجه عام أكثر ميلا الى الهدوء، والحياة الاجتماعية تتسم بطابع التواصل الاقرب الى روح الاسرة الواحدة.
وربما كان اكثر ما اثار انتباهها واستولى على اعجابها هو عالم البحر بما يزخر به من اسرار وروائع تثير الدهشة، فقد وقفت طويلا امام احدى السفن الرائعة المصنوعة في الكويت، واستولت على مشاعرها سفينة البوم العربي الذي جسدت وصفه في عبارات اخاذة، فهذه السفينة البالغة الروعة مصنوعة من خشب الساج المجلوب من المليبار ببلاد الهند، واعتبرت تلك السفينة بأشرعتها العالية المقوسة وهندسة بنائها الرشيقة من اجمل ما رأته عيناها في رحلاتها العديدة، فقد كانت الى جانب جمالها وجاذبية منظرها تبحر بكل ثقة وثبات عبر مياه المحيط الى سواحل الهند الغربية وساحل زنجبار وشرق افريقيا وموانئ البحر الأحمر، كما وصفت «البتيل»، وهي من السفن الخليجية القديمة التي انقرضت، وذكرت ان امير الغوص كان يستخدمها في قيادته لسفن الغوص في افتتاح موسم الغوص على اللؤلؤ.
ولم تخف اعجابها الشديد بتصميم «السمبوك» بخطوطه الانسيابية البسيطة المتمثلة في مقدمته الحادة ومؤخرته شبه المربعة. وتحدثت باستفاضة عن انواع السفن الاخرى: الجالبوت والبغلة اضافة الى السفن الصغيرة المتواضعة مثل «الورجية» التي كانت تصنع من البوص وجريد النخيل وتشد مكوناتها الجبال، وكانت تستخدم في صيد السمك قرب الشاطئ.
فأعطت بوصفها هذا صورة بانورامية شفافة لبحر الكويت العامر بالحياة، والذي يتزاحم على شواطئه العديد من انواع السفن التي أبدعتها يد بناة السفن الكويتيين الذين برعوا في هذه الصناعة الى حد كبير.

الكويت عام 1937
عاودت فريا ستارك زيارة الكويت مرة ثانية في ربيع عام 1937، ويبدو ان هذه الزيارة كانت بتكليف من المجلة الجغرافية البريطانية «Geographical Magazine». وتصف ستارك الكويت في هذه المرة وصفا تفصيليا، حيث قضت نحو شهر، فقد وصلت يوم الثاني من مارس وغادرت بالباخرة الى البصرة في 30 من مارس 1937. وتشير الى الفارق الكبير بين زيارتها الاولى عام 1932 وهذه الزيارة، فقد اصبحت طائرة الخطوط الجوية البريطانية تهبط مرتين في الاسبوع في مطار الكويت. وقد استرعى انتباهها تلك المفارقة الحضارية الواضحة، بين منظر الطائرة بهيكلها اللامع المصنوع من الالمنيوم وذلك السور القديم المبني من الطين الذي يحيط بالمدينة.
وتقف ستارك امام سور الكويت مأخوذة ببساطته وهندسته المحلية، فتصف ابراجه التي كانت تؤدي وظيفة الامن والاستكشاف لكل ما يجري خارج السور، كما تصف بواباته المتباعدة نسبيا، وتصف ملامح الرجال الذين يحرسون هذه البوابات وهم يرتدون الملابس البيضاء الضاربة الى الصفرة. حيث يأخذون مواقعهم وهم جلوس على مقاعدهم يراقبون الحركة عبر البوابات ويتفقدون الداخل والخارج بعيون حادة يقظة. ولا يفوتهم ان يتبادلوا الحديث مع القوافل القادمة من جوف الصحراء يسألون عن أحوال البادية وآخر اخبارها.

البوابات والصور المعبرة
ويمتد نظرها الى خارج السور، حيث تكون المناطق القريبة منه مكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، وتتابع وصفها لمظاهر الحياة خلال هذا الفصل الذي تتجدد فيه الحياة وتكتسي التربة الصفراء القاحلة ثوبا اخضر يغري بالرحلة والاستمتاع بمباهج الطبيعة.
وتصف جماعات النسوة وهن يعبرن البوابات جماعات بعباءاتهن السوداء ووجوههن المستورة متجهات الى البر في تلك العادة السنوية التي اعتادها سكان الكويت. وتضيف الى تلك الصورة المعبرة عناصر اخرى تزداد بها اكتمالا حينما تصف منظر الحمير الصغيرة بآذانها الطويلة وهي تمضي مهرولة- عند الصباح- حاملة الجبس (الجص) من المحاجر الواقعة خلف السور، وكذلك قطعان الماعز والاغنام التي يعود بها الرعاة مع ميلان الشمس الى الغروب وهي تتدافع مسرعة للدخول من البوابة فتبدو من كثرتها وتلاحمها كأنها بساط من القطيفة السوداء التي تنساب شيئا فشيئا من البوابة الى داخل السور يقودها رعاتها ويدفعونها الى مناطق تجمعها، حيث يكون اصحابها في انتظارها ليأخذ كل منهم ماعزه الى بيته، وكان اصحابها يعهدون بها الى الرعاة طوال اليوم نظير ثلاث آنات في الشهر (نحو 15 فلسا).

مضمون الكتاب والزيارتين
زارت الكويت مرتين الاولى عام 1932 والثانية عام 1937، فقد جاء وصف الكويت من مصادر عدة وتصوير بعض معالمها، اولها في كتاب «ماليز روثفن» Malise Ruthven بعنوان: «Freya Stark in Iraq And Kuwait» المنشور في لندن عام 1994، وثانيها المقالة التي نشرتها فريا ستارك في مجلة «Geographical Magazine»، في عدد أكتوبر عام 1937.
وتضاف الى ذلك مجموعة الرسائل التي أرسلتها من الكويت في زيارتيها الأولى والثانية. وقد تم الحصول على الرسائل المذكورة من مصدرين اساسيين: أولهما كتاب فريا ستارك: «ما وراء الفرات»، ويتضمن سيرتها الذاتية كما كتبتها عن الاعوام الممتدة من 1928 الى 1933.
والثاني كتاب «رسائل فريا ستارك» الذي صدر في ثمانية مجلدات بين عامي 1974 و 1982، ويتضمن الكتاب المذكور جميع الرسائل عام 1914 الى 1980، ويعتبر مصدرا مهما عن حياة تلك الرحالة وتنقلاتها وصلاتها بالناس.
يشتمل هذا الكتاب على عرض المقالة التي نشرتها فريا ستارك عام 1937 في المجلة الجغرافية Geographical Magazine وترجمة لجميع رسائلها، التي تتضمن وصفا دقيقا لمظاهر الحياة في الكويت خلال ثلاثينات القرن العشرين.
والجدير بالذكر ان جانبا كبيرا مما أوردته في رسائلها كان مادة للمقالة التي نشرتها فريا ستارك في المجلة الجغرافية.
وقد صوّر كوزنز تلك الأحداث ونشرت ضمن أرشيف السلاح الجوي الملكي البريطاني.

من هي فريا ستارك؟
ولدت السيدة فريا ستارك في باريس عام 1893 ونشأت وتربت في ايطاليا، وعملت ممرضة في الجبهة النمساوية عام 1915م في اثناء الحرب العالمية الاولى وعندما بلغت الثامنة والعشرين من عمرها بدأت في تعلم اللغة العربية فقد امضت عام 1921م في سان ريمو تدرس اللغة العربية على يد راهب ايطالي هو كابتشن Capuchin في دير بمنطقة فنتمجيليا Ventimiglia وكان ذلك الراهب قد امضى ثلاثين عاما في بيروت، وتقول فريا ستارك انها لا تتذكر الامر الذي دفعها الى دراسة اللغة العربية لكنها احبت تلك الايام التي تعلمت فيها تلك اللغة، حيث عاشت في عالم يختلف الى حد ما عن حقل نشاطها ومشكلاته وتذكر انها في عام 1922م استطاعت ان تقرأ القرآن، وقد اكملت تعليمها في لندن، حيث تخرجت من مدرسة اللغات الشرقية، وهي تذكر من بين اساتذتها الذين احبتهم وظلت على صلة بهم كلا من السير توماس ارنولد (1864 ــ1930م) والسير هاملتون جب (1895 ــ1971م) والاثنان من كبار المستشرقين المعروفين بالانصاف للتراث العربي والاسلامي. ومنذ عام 1928 م اخذت فريا ستارك في السفر المتواصل عبر الشرقين الادنى والاوسط فزارت العراق وبلاد فارس وجنوب بلاد العرب وفي اثناء الحرب العالمية الثانية 1938 ــ1945م عملت في كل من القاهرة وبغداد وعدن والهند واميركا وكندا من اجل شرح السياسات البريطانية.
توفيت في مايو عام 1993م عن عمر بلغ مائة عام مما يجعل منها شخصية فريدة لها خصوصيتها.


القبس






26-10-2012, 11:47 AM
البريمل


 
التعديل الأخير:


مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937- الحلقة (الاخيرة) كلمة الشرف من أبناء البادية تكفي لشراء البضائع



Pictures%5C2010%5C03%5C23%5Cdfc92ce6-1304-4661-bdcf-974515d60f6d_main.jpg
السيارة التي نقلت «فريا ستارك» من الزبير إلى الكويت
إعداد حمزة عليان
احدث اصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية كتاب {فريا ستارك في الكويت} يحتوي على عرض مفصل لمشاهدات الرحالة وانطباعاتها خلال زيارتها لها عامي 1932 و1937.
الكتاب من اعداد وتقديم أ.د. عبدالله يوسف الغنيم يقدم صورة الكتاب صادقة عن الحياة في ثلاثينات القرن الماضي، حيث تحدثت عن اخلاق الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبساطة العيش التي تتناغم مع بساطة الطبيعة والصدق.
كما وصفت المدينة واسوارها وانبساط الصحراء المكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، وعادات الناس في الخروج الى الصحراء وتحدثت عن ابناء البادية وعلاقتهم بالمدينة.
وقدمت مشاهد حية لسوق الصفاة المخصص لمنتجات البادية ووصفت اخلاق البدو بأنها «رائعة فيها جلال السهول الشاسعة التي نشأوا فيها».
استرعى انتباهها صناعة السفن وخاصة البوم الكويتي وقدرته على الابحار الى مختلف سواحل المحيط الهندي.
وعن الاحوال الاقتصادية قارنت بين عامي 1932و1937 وخرجت بمجموعة صور قامت بتصويرها وزميلها «كوزنز». والمادة المنشورة عبارة عن ملخصات لنصوص الرسائل الكاملة، وفي ما يلي استكمال لانطباعات الرحالة:
وتكتمل منظومة المنظر الذي اخذت بمفرداته المتناغمة مع ايقاع الحياة حينما ترى الاطفال داخل السور يقومون باللعب بطائراتهم الورقية ذات اللونين البني والارزق وهم يتدافعون لتظل طائرة كل منهم اطول وقت ممكن محلقة في الجو وهم يحركونها بالخيوط التي يمسكون بها، وهناك مجموعات اخرى تنصرف الى لون اخر من اللعب حيث ينصبون فخاخهم لصيد طيور الربيع القادمة من الشمال والتي تمر بالكويت اثناء هجرتها السنوية من الشمال البارد الي الجنوب الدافئ، وهذه الفخاخ مصنوعة من المعدن والخشب مستديرة الشكل تقفل آليا على الطائر الذي يقع عليها لكي يأكل الطعم الذي هو عبارة عن دودة صغيرة تربط في وسط الفخ.
وينتظر هؤلاء الاولاد بعيدا عن موضع الفخاخ حتى تأمن الطيور وتحط لالتقاط الطعم فينطبق الفخ عليها، ويأتي الاولاد لاخذ الصيد وتجديد الطعم للحصول على صيد جديد، وعادة ما يصطاد الواحد منهم ما بين اربعة الى خمسة طيور.

قصر خزعل
وما لفت انتباه (ستارك) بقوة قصر الشيخ خزعل الذي يقف شاهدا ورمزاً قويا للصداقة المتينة التي ربطت بين امير الكويت الشيخ مبارك الصباح وشيخ المحمرة الذي كان ينزل في ذلك القصر خلال زياراته الطويلة والمتعددة لشيخ الكويت.
ومن المفارقات اللافتة للنظر والداعية الى الاسى الممزوج بالدهشة ان نجد ركنا واحدا في ذلك القصر الكبير قد اصبح بمنجاة من عوامل الهدم والخراب، هذا الركن تقيم فيه ارملة شابة ترتدي لباسا اسود وحذاء ذا كعب عال تتجسد فيها الحياة وهي تستقبل ضيوفها في ذلك الركن، الذي سلم من عوادي الزمن، فتقدم لهم الشربات والفستق واللب (حب الرقّي او الشمَّام) والحلوى والبرتقال والشاي الفارسي بنكهته المميزة.
وحينما تطالع وجهها تجده دائما وقد علته ابتسامة مشرقة، ويبدو عليها المرح والتفتح للحياة، وهو امر يستعصي فهمه على الاوروبيين.
وذكرت «ستارك» ان شهر مارس، الذي كانت خلاله في الكويت يعد شهر راحة، بين موسمين، اولهما موسم الملاحة التجارية الى الهند وشرقي افريقيا، والذي يبدأ مع نهاية الصيف الى فصل الربيع، والثاني موسم الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، ويستغرق فصل الصيف بكامله. والسفن الوحيدة التي تعمل طوال أيام السنة هي السفن التي تنقل المياه العذبة من شط العرب.

رائحة الخشب
وعلى ساحل البحر، يتم بناء السفن هنا في جو أسري، وتملأ المكان رائحة الخشب المستورد من «المليبار» هذا الذي يصنعون منه السفن. وترى مالك السفينة يجلس وسط العمال. ويمكنك التحدث معه عن الأصدقاء في عُمان وعدن أو عن التجار في شبه الجزيرة العربية من نجد والقطيف. وستجد أن الشواطئ، والبحار العربية - مثلها في ذلك مثل البريطانية - يعرف سكانها وروادها بعضهم بعضا وتربطهم علاقات من الأخوة والتاريخ المشترك.
وحينما تقارن بين رحلتها الأولى قبل خمس سنوات ورحلتها الثانية تذكر ان الفقر قد ازداد في الكويت، ويرجع ذلك الى انهيار تجارة اللؤلؤ، والحصار الاقتصادي الذي فرضته عليها المملكة العربية السعودية المتمثل في وقف العمليات التجارية (المسابلة) مع نجد، وهو الأمر الذي أضر بتجار الكويت وبأحوال البلاد بشكل عام. ورغم ذلك الحصار، فما زال هناك الكثير من أبناء البادية الذين يأتون - سرا - الى اسواق الكويت ويطلبون ما شاؤوا من البضائع ويعودون الى البادية، ولم يدفع الواحد منهم شيئا الا كلمة الشرف. وفي الوقت المحدد يعود ليقوم بسداد كل ما عليه. وهو يأتي من أماكن بعيدة داخل الجزيرة العربية كالحسا وبريدة والرياض، وقد ربطت هذه العملية التجارية بين أبناء البادية وتجار الكويت وحكامها، وكانت المنفعة المتبادلة مصدر انسجام وتفاهم بين الكويت وظهيرها الصحراوي.

اخلاق البدو
والى جانب المحلات التجارية العادية في المدينة يوجد سوق خاص ببضائع الصحراء، وهو عبارة عن سقائف مؤقتة تمتد فوق أرض واسعة مستوية والمقصود بها منطقة الصفاة. حيث يشاهد أبناء البادية بشعرهم الطويل المجعّد المسترسل على أكتافهم وعيونهم الحادة التي تشبه عيون الصقر. وأخلاق هؤلاء البدو رائعة، فيها جلال وصرامة مثلها مثل تلك السهول الشاسعة التي نشأوا فيها. فعندما تدخل عليهم خيامهم وتلقي عليهم التحية يرد عليك جميع الجالسين بصوت خال من التشنج، صوت فيه رنة الصدق والصداقة.
ويحيونك عند رحيلك بقولهم «في أمان الله».
والمحلات التجارية في الكويت مثلها مثل حجرات الاستقبال في المنازل، حيث يعامل الزبون معاملة الضيف فتقدم له القهوة وهو يحادث صاحب المحل في الشؤون التجارية، وهذا التواصل السمح الكريم يثير دهشة الزوار الأجانب، فهم لم يعتادوا هذا السلوك الطيب من الباعة عندهم.

الدهشة من الاجانب
وفي المقابل، فان اهل الكويت ينظرون باستغراب الى هؤلاء الاجانب الذين يقصدون هذه الحوانيت في عجالة من دون ان يحفلوا كثيرا بقواعد السلوك الانساني بين البائع والمشتري، بعضهم يشتري سرجاً لحصانه، والآخر يشتري خنجراً او تحفة اثرية وهم دائماً على عجلة من امرهم.
وتزداد دهشة هؤلاء الاجانب وهم يشاهدون عامة الناس يلقون التحية على الاشخاص ذوي المكانة وهم يمرون بهم في سياراتهم، ويقول هؤلاء الاجانب ان هذا السلوك يبين بجلاء ان العرب قد اكتسبوا مزيداً من احترام الذات والثقة بالنفس، فحيثما تجد الفقر - عند هؤلاء الناس - تجد معه التعفف واحترام النفس.

منظر الفنار
ومن الامور الرائعة اننا بدأنا نعيش عيشة اهل الكويت خارج نطاق المدينة فيما يسمى حياة البر، فكل فرد له خيامه التي تضمه هو واهله، وقد ضربنا خيامنا بين الجون والبحر حتى يمكن لنا ان نتمتع بلون البحر الازرق الذي يبدو لنا من فتحتي الخيمة وحيث يسري النسيم العليل في الايام الحارة، وهذه خبرة تعلمناها من الكويتيين فكانت عاملاً مساعداً لنا على التمتع بجمال الطبيعة.
وعلى رأس الجون يقف الفنار الذي، وان بدا منظره قبيحاً نظراً لخشونة بنائه، فهو احد الاشياء الحديثة النافعة واحد المعالم البحرية الضرورية لابحار السفن في امان. والى جانب الفنار ترى بعض القوارب القديمة التي يمكن ان نقول انها صنعت قبل ان يعرف الانسان لغة التخاطب او طهي الطعام، وتسمى هذه القوارب الاثرية «ورجية»، وهي تصنع من سعف النخل وقاعها مزدوج حيث تغمر المياه الطبقة السفلى منه، وبها شراع بسيط يساعدها على الابحار، ولا تحتاج هذه القوارب الى طلاء او مسامير او غير ذلك من ادوات بناء السفن بل تربط بالحبال. وهي عادة ما تستخدم لصيد الاسماك في المناطق القريبة من الساحل.
وترقد هذه القوارب على حافة الجون وبين صخوره تراقب السفن الكبيرة وهي تشق صفحة المياه غادية رائحة، بينما تستسلم هذه القوارب لنومة هادئة قد تكون النومة الاخيرة في حياتها.
وتعود ملكية هذه القوارب الى حارس الفنار وهو بدوي من نجد، كان دائم التردد علينا في الخيمة يقدم لنا البلح واللبن، ويحكي لنا عما يدور في جزيرة العرب وعن ايام الجاهلية حتى قيام الحركة التصحيحية (يقصد الحركة الوهابية) التي احيت الاصول الاسلامية التي انبعثت في ارض الجزيرة العربية منذ 1300 سنة.

جيرالد دي غوري (المعتمد السياسي البريطاني في الكويت) مع يوسف المطوع والنوخذة يوسف النصرالله أثناء الرحلة إلى فيلكا أحد أسواق الكويت عام 1937 جامعو نباتات الوقود من قبيلة مطير







26-10-2012, 06:22 PM
justice
 
التعديل الأخير:
القبس







من قديم الكويت . المباركية.. رحلة الدراسة والتلاميذ

Pictures%5C2010%5C03%5C26%5C4b4960a5-00ed-44c3-9617-a2b0968a5e31_main.jpg


إعداد: يوسف الشهاب

كل حديث عن تاريخ التعليم بالكويت لا يخلو من الوقوف طويلا عند تأسيس المدرسة المباركية.. فهي بداية الانطلاق في رحلة التعليم المنتظم، وهي باكورته التي استقبلت الافواج الاولى من التلاميذ الذين أداروا المؤسسات الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها.. انها المدرسة المباركية التي تعود تسميتها نسبة الى الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت حتى عام 1915.
ولان الاوضاع المالية لدى الحكومة في الماضي ليست كما هي اليوم، فقد تقدم رجالات الكويت الصفوف ايمانا منهم بالتعليم وقرروا التبرع لبناء هذه المدرسة، وكان لهم ما ارادوا عام 1910، في الاحتفال بالمولد النبوي الذي اقيم بديوان الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وفيه جاءت فكرة تأسيس المباركية والتبرع من اجلها ولم يتأخر رجالات الكويت عن هذه المهمة فقدموا التبرعات التي بلغت 78000 روبية، وكانت تكلفة البناء 16000 روبية، وما تبقى من مبالغ التبرعات وضعت لدى المرحوم حمد الصقر من اجل استثمارها لمصلحة المدرسة، كما يروي المرحوم صالح الشهاب في كتابه (تاريخ التعليم في الكويت والخليج)، وفي صباح يوم 1911/12/22 كانت الكويت على موعد مع افتتاح اول مدرسة نظامية فيها.
هذه الصورة يعود تاريخها الى عام 1950 لعدد من تلاميذ المدرسة المباركية بالزي الكويتي، حيث لم يكن هناك - البنطلون والقميص - كما هي الحال في مدارس الحاضر.. والتلاميذ في الصورة:
الصف الاول جلوسا من اليمين
عبدالله سيد رجب، يوسف بدر الخرافي وكيل وزارة الداخلية السابق، عبدالله راشد السيف، سليمان المنيس، غير معروف
الصف الثاني
علي مشهدي، براك التركي، عباس، مرزوق العجيل، فاروق ابو الجبين، غير معروف، صالح الحداد، بدر عبدالوهاب بوقماز، عبدالله حمد الحمد، عيسى ياسين
الصف الثالث
سالم المناعي، عبدالعزيز المخلد، عبداللطيف الياقوت، غير معروف، خالد الحوطي، راشد عبدالعزيز الراشد، هاشم الرفاعي، عبدالعزيز الموسى، طارق البراك، غير معروف، فيصل الخالد، ابراهيم المعود، عبداللطيف محمد الفارس وسعد علي الناهض






09-11-2012, 09:07 AM
البريمل

 
التعديل الأخير:
القبس


الصيف الغوص على اللؤلؤ.. الغاصة.. البحارة.. المحار القلاليف.. وصناعة السفن البحرية للغوص.. والسفر البتيل.. والبغلة البحر ورحلة الشتاء والصيف

Pictures%5C2010%5C03%5C27%5Cf7907a56-558d-4b0c-b985-4dbc4446aa61_main.jpg
احدى السفن الكويتية القديمة
البحر له قصة من تاريخ الكويت ولو تتبعنا تاريخنا الطويل لوجدنا فضل البحر على شعب الكويت منذ الأزل.
ان تاريخ الكويت البحري يشمل دائما وابدا على الرحلتين الشهيرتين صيفا وشتاء.
الصيف الاتجاه الى مصدر الرزق الى البحر للغوص على اللؤلؤ، وجلب المحار وفلق المحار فضلا عن السفن ومسميات هذه السفن.
نعم لقد صنعت ظروف الكويت من اهلها ملاحين لهم خبرتهم ومهارتهم وتجار وطواويش لهم اسلوبهم في الكسب والعمل الدؤوب المتواصل من اجل لقمة العيش، لقد صارع قدماء الكويت الحياة القاسية، وتغلبوا على جفاف الطبيعة في حياة ومعيشة بلادهم، وصنعوا المجد من مثابرتهم.
نعم ان استخراج اللؤلؤ كان مهنة أساسية في حقبة معينة من حقب التاريخ، وهذه المهنة مهنة الغوص على اللؤلؤ أوجدت تجارا طواويش يشترون «بنهم وعشق» لهذا المحار. فأصبحت تجارة اللؤلؤ مهنة تضاف الى مهنة الغوص على اللؤلؤ، وهذا العمل أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بمهنة الغوص، إذ يبدأ هؤلاء التجار مهنتهم ببداية موسم الغوص ويسيرون الرحلات وسفن الغوص ويقدمون القروض مسبقا الى أصحاب سفن الغوص فيلتزم هؤلاء بأولوية البيع للتاجر الذي قدم القرض لهم، وكان بيع اللؤلؤ يتم في البحرين وبمبي وباريس.
هذا عن سفن الغوص على اللؤلؤ، اما سفن السفر والتجارة فهذا له شأن آخر ولقد برع قدماء الكويتيين بالتجارة ما بين الصادر والوارد، وأصبحت سفنهم تجوب عباب البحر تنقل البضائع وتحضر البضائع الأخرى وهكذا نتج عن ذلك ازدهار اقتصادي أذهل الجميع. نعم لقد مارست الكويت النقل البحري منذ تاريخها القديم وكونت لها أسطولا تجاريا كويتيا. وكانت وجهة السفر شط العرب بالعراق وإيران والهند وباكستان وساحل المهرة وحضرموت وعدن والبحر الأحمر وشرق أفريقيا والصومال. لقد اشتهرت الكويت أيضا بانها أكبر ميناء لبناء السفن، بل هي من أحسن السفن صناعة وأصلحها للملاحة من حيث التطميم كل هذا بسواعد القلاليف.
لقد ساعد على هذا الازدهار عوامل عدة نجملها فيما يلي:
1 - وضع الكويت الجغرافي.
2 - الأسطول التجاري الكبير.
3 - عدم القيود على التجارة.
4 - انخفاض الرسوم الجمركية.
5 - شرف المعاملة.
كل هذه العوامل جعلت من الكويت مركز ثقل تجاري، لقد اكسبت الأسفار البحرية والأعمال التجارية المتنوعة أهل الكويت خبرة وعلما في معرفة كل شيء من حيث البلدان والتجارة.
ان اكثر اشخاص حفظوا تاريخ الكويت في كل الامور هم الرحالة الاجانب. ذكر هيثل ان لدى سكان الكويت 31 بغلة وبتيلا، وتجارتها دائما مع الهند.
اما بلي اوبيلي المقيم البريطاني في الخليج (1863 - 1865) فتحدث انه عندما كان في الجهراء رأى بام عينيه الاماكن التي تتجمع فيها الخيول النجدية ثم تنقل هذه الخيول الى بمبي.
وتستورد بعد بيعها «الساج» الى جانب الاقمشة والارز والقهوة والاخشاب والبهارات.
ماذا قال بلي عن البحارة الكويتيين؟ وصفهم باجمل وصف، انهم يمتازون بالسمعة الطيبة والمهارة.
اما بكنغهام 1816 فتحدث عن تجارة الخيول الرائجة وان ثمن الحصان 300 روبية واحيانا يصل الى 600 روبية واحيانا 800 روبية، وفي البنغال يصل الى الف روبية، وهكذا فان تجارة الخيول في الكويت تجارة رابحة.
لقد مهر القلاليف بصناعة السفن الشراعية في الكويت، والقلاف هو الذي يقوم بتسوية الاخشاب ونجارتها وقلافتها، وهي لا شك عملية شاقة ودقيقة.
الاستاذ رئيس القلاليف يوجه العمال وهو مهندس السفينة يضع تصميمها وخطوطها الرئيسية، فهو باني السفينة ويصلح أيضا هذه السفينة. لقد كانت المراكب الشراعية البوم والبغلة تصنع من اخشاب جوز الهند او من خشب الساج الهندي.
لقد اشتهر قلاليف الكويت بمتانة صنعتهم وجودتها، واعتمد قدماء الكويتيون في بناء سفنهم على الاخشاب المختلفة التي كانوا يجلبونها في الهند وشرق افريقيا، ويعد الساج اهم تلك الاخشاب على وجه الاطلاق لمرونته وقدرته الفائقة على التحمل، ويأتي من النيبار بالهند، ويستعمل في صنع جوانب السفن وسطوحها، وهو انواع فمنه شكى، والفيني والمنتيح والرامان. اما شلامين السفن او اضلاعها فتكون عادة من الساح أو الفنص. الشلامين يأتي من الصومال، أما خشب الجنكري الذي يتميز بالصلابة والمتانة فيأتي من النيبار.
وهناك من برع في صناعة الشراع، وقد برز في الكويت عدد ممن كانت لهم شهرتهم في صناعة الشراع مثل راشد بن سلامة وجاسم بن عبدالله الغانم ومحمد بن عبدالله بن عبيد ونصف بن حسين العصفور وموسى بن عمران.
أما ضاربو مسامير السفن في الكويت فهم:
1ــ أحمد عباس
2ــ حامد الحمود
3ــ خلف بن ربيع
4ــ سيد مهدي
5ــ محمد بو فرج
6ــ سالم بن محمد
7ــ محمد بن عباس
8ــ عمران بن ربيع
9ــ محمد بن ربيع
10ــ عباس بن حسين

أ - طعام البحارة

وجبة الإفطار: دبس التمر، شاي، قهوة، وخبز.
وجبة الغداء: الأرز والسمك الطازج.
وجبة الغداء: لحم مقدد أو عدس مع الرز.

ب - مخاطر السفن

1 - الطبعة.
2 - ضحالة الأعماق المائية.
3 - الأعاصير والسحب البيضاء.
4 - كثرة الخلجان على شواطئ الخليج.
5 - التيارات البحرية (الدردور).
6 - قراصنة البحر.

العلاج الطبي للبحارة

1 - الكي بالنار.
2 - التعاويذ والتمائم.
3 - المسهل.
4 - الملح لتشقق الجلد.

طاقم السفينة

1 - النوخذة (ربان السفينة).
2 - المجدمي الكبير: مساعد النوخذة (رئيس البحارة).
3 - المجدمي الصغير (مساعد رئيس البحارة).
4 - السكوني: يشرف على قيادة دفة السفينة (قائد السفينة).
5 - الطباخ: يعد الطعام للبحارة.
6 - النهام (مطرب السفينة).
7 - الأستاذ: يصلح السفينة إذا حدث بها خلل.

مجريات

1 - البضعة أسلوب تعاوني كريم يقدم التاجر بضاعته لفرد يستثمرها والربح مشترك بينهما.
2 - البقارة: من السفن التي كانت تستعمل للأسفار البعيدة والمتوسطة ولصيد اللؤلؤ ونقل الصخور، تتراوح حمولتها ما بين 100 و300 طن.
3 - البتل: من السفن الجميلة منذ القرن السادس عشر، تستخدم أيضاً في المعارك الحربية تتصف بالسرعة وتستعمل أيضاً للغوص.
4 - البوم يستعمل للأسفار البعيدة إلى الهند وسواحل افريقيا يستخدم في نقل السلع ولصيد اللؤلؤ: نقل الصخور ونقل المياه من شط العرب.
5 - السنبوك: يستخدم للسفر، ولنقل السلع.
6 - الشوعي: من سفن الغوص.
7 - البغلة من سفن الغوص.

•• صفحة اسبوعية متخصصة في التراث والتاريخ..
إعداد وبحث الكاتبة والباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد ••


سعد العبكل والصوت العذب المرحوم يوسف الصقر عمل وكيلا لتجار الكويت في كليكوت بلد الاخشاب طرق السفر الى موانىء الخليج والهند صناعة الشراع





09-11-2012, 09:26 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى