عبدالرؤوف قبلاوي: حضرت إلى الكويت منذ خمسين عاماً وتعاقدت مع أول لجنة تصل إلى بيروت لاختيار مدرسين
السبت 4 أبريل 2015 - الأنباء
أضـف تعليقك
:حجم الخط
عبدالرؤوف قبلاوي خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري
الشيخ عبد الله الجابر «رحمه الله» يتوسط مجموعة من الطلبة خلال زيارته إحدى المدارس
قبلاوي مع بعض الأصدقاء المدرسين في ساحة إحدى المدارس
أحد الفصول الدراسية بمدرسة كويتية قديما
قبلاوي مع بعض الأصدقاء المدرسين في ساحة إحدى المدارس
عبدالرؤوف قبلاوي مع بعض المدرسين في معهد المعلمين
عبدالرؤوف قبلاوي مع زملاء المهنة من المدرسين
عبدالرؤوف قبلاوي مع أحد الزملاء في الفصل
كثيرون من أبناء الأمة العربية شاركوا الكويتيين مسيرتهم النهضوية وأسهموا في بناء الكويت في مجالات شتى. والتعليم كان واحدا من أهم المجالات التي شهدت بصمات ومجهودات للإخوة العرب في الكويت. ضيفنا هذا الأسبوع مدرس وموجه العلوم عبدالرؤوف قبلاوي وهو من أوائل المدرسين الفلسطينيين الذين تم التعاقد معهم في العاصمة اللبنانية (بيروت)، حيث قابل أول لجنة تذهب إلى هذه المدينة الجميلة.
يحدثنا في هذا اللقاء عن ذكرياته منذ قدومه إلى الكويت في بداية الستينيات، وكيف كان الحال وقتها، وكيف صدمته شدة الحرارة رغم انه جاء في شهر سبتمبر. ويتطرق إلى طفولته وبداية شبابه وتعليمه في المرحلة الجامعية كيف كانت. جاء إلى الكويت ليعمل مدرسا وكان أول راتب يحصل عليه 104 دنانير. نتعرف من خلال اللقاء على مسيرته التعليمية في الكويت، وكذلك على أوضاع المدارس والتعليم، وعلى الأنشطة المصاحبة في هذه المرحلة منذ قدومه حتى تقاعده،
كما نتعرف على المزيد في السطور التالية:
يستهل المربي الفاضل عبدالرؤوف شفيق قبلاوي حديثه عن الماضي وذكرياته بإبداء سعادته بوجوده على أرض الكويت الطيبة حيث يقول: سعيد جدا بهذا العمر الذي أمضيته لمدة واحد وخمسين عاما في دولة الكويت في مجال التربية والتعليم ولا أزل في التعليم.
ثم يتحدث عن مولده ونشأته قائلا: بداية، أقول إنني ولدت في فلسطين ومن ثم الوالد انتقل إلى بيروت العاصمة اللبنانية وفيها بدأ تعليمي الابتدائي.. بيروت يقطعها خط ترام من جهة إلى أخرى من داخل بيروت، مع وجود باصات ولا ازدحام في ذلك الوقت، كانت الشوارع نفسها، وحاليا فيها جسور وانفاق، خط الترام مبلط بالحجارة، كانت بيروت جميلة جدا ولا يزال الكورنيش موجودا منذ القديم وكنت أشاهد صيادي السمك على ساحل بيروت في منطقة الزيتونة والبحر كان نظيفا جدا، وكانت الحياة حلوة وجميلة ومنطقة المعرض والأسواق كبيرة وفيها من جميع البضائع والأصناف والسندويشات السريعة، وحتى السبعينيات كانت مركزا سياحيا وطبيا وثقافيا، وكانت بيروت جنة للبشر وفيها مستشفى الجامعة الأميركية وهو من أقدم المستشفيات، وكثير من المرضى يقصدونه للعلاج ولا يزال محط انظار الكثيرين، ومن الشوارع شارع الحمرا، ومما أذكر في مرحلة الشباب لا توجد مقاه على جوانب شارع الحمرا، وبدأت المقاهي في الستينيات مع زيادة السياح.
الدراسة والتعليم
وعن مشواره في التعليم يقول: بداية، تعليمي المرحلة الابتدائية في بيروت، وهناك مرحلتان يتعلم فيهما الطالب، المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية، ولكل مرحلة ست سنوات، فيما بعد قسمت لمراحل.. والبداية كانت في الكلية الانجيلية الوطنية وكنت في الابتدائي، تابعين لهيئة معينة في لبنان (اتحاد الكنائس الانجيلية)، وأمضيت المرحلة الابتدائية، وكانت في بيروت، ولم أشارك في الأنشطة لأن المدرسة كانت بناية مؤجرة والساحة تستوعب فقط عدد الطلبة اثناء الفرصة بين الحصص وبصعوبة فالاعداد كبيرة.. والوصول الى المدرسة بالمواصلات، وأيام الشتاء والبرد والثلوج كل طالب معه شمسية، وكذلك البيوت على مداخلها شمسية، حيث الجو الممطر والثلوج والمطر غزير جدا وجو المدارس بارد ونلبس ملابس ثقيلة، فالجو يختلف في بيروت حيث البرد فوق الجبال والثلوج والقرى فيها ثلج.. وكنا نذهب إلى المدرسة مع ابناء الحي وكنا قريبين من بعض وكانت الحياة حلوة، وحاليا تطورت الحياة واختلفت الاجيال والتعليم سابقا غير هذه الأيام، واذكر أن الكهرباء كانت قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار.
ومواقد النار داخل البيوت، كانت الحياة قاسية أيام البرد وخاصة اثناء الذهاب الى المدرسة والمراجعة والدراسة، كان الطالب يتحمل هذا البرد، اذكر أننا كنا نشتري الخبز من الأفران شتاء وصيفا، أمضيت ست سنوات في الابتدائي، واذكر ناظر المدرسة وهو من عائلة الجراح في الابتدائي واذكر ناظر الثانوي الاستاذ كامل الديب.
انتقلت الى المرحلة الثانوية الكلية في عين المريسي، على ساحل البحر، حاليا تعرف بمنطقة الزيتونة. نفس المسافة مع الابتدائي، وكنت مشغولا بالتحصيل العلمي والدراسة، وكان التعليم بمبالغ رسمية بحدود مائتي ليرة نهاية الخمسينيات ومع ذلك صعب توفيرها، واذا لم يتوافر المبلغ بالكامل مع الطالب يتسامح معه بالدفع، أقول شبه مجاني، واما الكتب فيمكن للطالب ان يأخذها من اخيه الذي سبقه أو من ابن الجيران فلم تكن متوافرة، وهكذا من جيل لآخر وكان التعاون بين الجيران وأولادهم وكان العيش الكريم والتعاون، وأذكر أنه لم تكن لي أنشطة، وفي احدى السنوات أذكر ان الطلبة كانوا يداومون تحت سقف الدرج، ولذلك لم تكن هناك أنشطة.
كان عدد الطلبة سنويا يزيد وتوجد مدارس كثيرة أفضل من المدرسة التي تعلمت بها ولكن للتكلفة البسيطة تعلمت بها، كنت اسمع عن أنشطة ثقافية ورياضية في تلك المدارس، اما مدرستنا فلا يوجد فيها اي نشاط، من أسباب الازدحام في مدرستنا هو البساطة وعدم الغلو في سعر الدراسة بعد ست سنوات من التعليم الثانوي وبعد النجاح التحقت بالتعليم الجامعي.
الجامعة الأمريكية في بيروت
في نبذة عن الجامعة الأمريكية في بيروت يقول قبلاوي: تأسست عام 1865 الجامعة الأمريكية وعرفت بهذا الاسم لأنها توأم مع جامعة نيويورك ومجلس الأمناء الأعلى يشرف على الاثنين ومكتوب بالشهادة والبعثة الأميركية أشرفت على إنشائها وذلك لحاجة لبنان لها وهناك الجامعة اليسوعية ربما بنفس العام انشئت معها، وبعد ذلك بدأت تظهر الجامعات والتعليم انتشر وكانت الجامعات تهتم بشكل نوعية التعليم جدا، باشرت دراستي بالجامعة العام الدراسي 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات وكان ذلك عام 1963، الجامعة الأميركية أقسامها كلية العلوم والآداب وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الزراعة وكل كلية لها تشعيباتها وأقسامها وبعض أبناء الكويت تخرجوا في الجامعة الأميركية وتفوقوا وحصلوا على مناصب قيادية في الدولة ويوجد قسم داخلي للوافدين وأبناء لبنان من المناطق البعيدة عن بيروت.
في الجامعة كنت أمارس الأنشطة مثل الرياضة وفي سنة أولى اجباري ان تنجح في السباحة وفيها ملاعب كرة القدم ومارست لعبة التنس الأرضي كهاو، منذ خمسين سنة وانا في الكويت نسيت من كان يلعب معي واذكر طالبا سعوديا وآخر بحرينيا وطالبا افغانيا كانوا يلعبون معنا، كان للجامعة الأميركية قوانين صعبة للقبول بحدود أربعمائة طالب بالسنة لا زيادة ولا نقصان.
التحقت بكلية العلوم تخصص احياء وتخرجت في يونيو 1963، مدير الجامعة كان اميركيا وكلية العلوم بها رئيس وهو منصب مؤقت يتفق عليه العاملون في كل كلية وأذكر من المدرسين د.لويس ود.بطرس وهو لبناني ود.زايد وكان يدرسنا مقررا اسلاميا.
ومن المقررات الاختيارية اخترت المقرر الاسلامي وكان يدرسنا الاستاذ زايد، واللغة العربية والانجليزية، والسنة الثالثة والرابعة تخصص، واخذت الاختياري تربية دبلوم وهذا تأهيل للعمل كمدرس ولهذا عينت مدرسا.
التعاقد مع دولة الكويت
أما قدومه للعمل في الكويت فيقول عنه ضيفنا: تعاقدت مع لجنة اختيار المدرسين من بيروت واللجنة تتكون من الاستاذ فيصل الصالح رئيسا، واتفقت مع اللجنة للعمل في الكويت مدرسا للعلوم وذلك عام1963، واثناء المقابلة كانت الاسئلة مثل: لماذا تحب العمل في الكويت؟ ولماذا العلوم؟ والنتيجة على طول، وحصلت على التذكرة للطائرة.
والراتب سبعة وثمانون دينارا ونصف الدينار، زيادة عن المعيشة واول راتب مائة واربع دنانير والرحلة من بيروت كانت صباحا في يوم العاشر من سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الهواء الحار واللجنة استقبلتنا ولكن بالنسبة لي كان اخي في استقبالي و معي الاستاذ اياد ملحم وصل بعد يومين من بيروت، كانت اللجنة سابقا تتعاقد من دمشق ولكن في تلك السنة كانت من بيروت.
واذكر من اللجنة فيصل الصالح واحمد مهنا (فيما بعد وكيل مساعد) والمقابلة كانت سهلة وباخلاق عالية، الراتب مائة واربع دنانير كان مبلغا كبير في عام 1963 كانت الدنيا غير ولم تكن الحياة معقدة، المهم سكنت عند اخي وكان منذ الخمسينيات وكان ناظر مدرسة الفروانية وذلك عام 1963 وخلال ثلاثة ايام عينت مدرسا في مدرسة الحريري المتوسطة، وسكنت في خيطان ومنها الى حولي وناظر المدرسة كان الاستاذ ابو بكر سالم الهيبة، مصري الجنسية والطلبة اغلبهم من الوافدين، وفيها كويتيون، وكان الطلبة فيهم مستوى متوسط وطلبة آخرون مستواهم عال، كان الطلبة مهتمين بالدراسة لا شيء يشغلهم، الطالب هو الطالب والفروق الفردية موجودة في جميع انحاء العالم وادركت بعض الطلبة الكبار وهم مجتهدون ويرغبون في التعليم.
وأذكر ناظر المدرسة كامل الدباغ ومن مدرسي العلوم في الحريري ثلاثة مدرسين ولكل مدرس اربعة وعشرون حصة بالاضافة إلى الاحتياط، ونهاية الدوام في الساعة الثانية ظهرا.
واستمررت بالحريري المتوسطة، وكان بالقرب منها مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية وامضيت سنة واحدة في الحريري، ونقلت الى معهد المعلمين.
العمل مدرساً في معهد المعلمين
عن عمله مدرسا في معهد المعلمين يقول قبلاوي: نقلت الى معهد المعلمين عام 1964 مدرسا للعلوم، وكان مقر المعهد في مدرسة صلاح الدين وكان المدرس الاول فوزي دغيم ومعنا من المدرسين الاستاذ صالح سليسل وفتحي ابو شرخ واحمد عليان وعبدالخالق والاستاذ حمدي طبيلي مدرس علم نفس وتربية، امضيت اربع سنوات في المعلمين ومن بعد ذلك نقلت الى دار المعلمين والمعلمات وكنت ادرس البنين في الشرق واعلم للبنات في الفيحاء.
وكنت اخرج مع الطلبة الى المدارس الابتدائية للتدريب الميداني، ايضا كنت ادخل مع الطالب داخل الصف وتقييم الطالب يوزع لشرائح اولا الشخصية مثل الوقوف بالفصل والصوت والشرح ومدى استجابة الطالب للمدرس، واحيانا الطلبة يتسببون في ارباك للمدرس فمن هنا يجب على المدرس المتدرب ان يتدرب على هذا على المدرس ان يعمل على المهارة وفي بدايتها الصبر وعندما يكتسبها يصبح في وضع جيد، والمهارة لا تزداد كفاءتها إلا بالتدريب، وكلما تدرب على المهارة زاد تمكنه.
كانت التربية العملية يوما واحدا في الاسبوع وفي مدرسة واحدة ويقسم الخريجين الى مجموعات وكل مجموعة معهم مدرس مشرف عليهم.
والعملية التربوية فيها سقوط ونجاح وفي الغالب الجميع ناجح لأنها فترة تدريب، بعد تخرج الكثير من الطلبة عينوا مدرسين في المرحلة الابتدائية، خريجو معهد المعلمين وأكثرهم كان عندهم طموح لإكمال تعليمه ـ والالتحاق بالجامعة، وخاصة خريجي دار المعلمين، وتخرجوا وحصلوا على مراكز قيادية وبعضهم نظار وموجهون وبعضهم كان يفكر في أن يعمل ويتزوج.
خريجو المعلمين أدوا خدمات كبيرة ومشاركة فعالة وخاصة مدرسي التربية البدنية وصاروا حكاما لجميع الألعاب وتقدموا بعملهم.
مدرس أول
عمل قبلاوي مدرس اول للعلوم في ثانوية الشويخ، يقول عن ذلك: بعد العمل في معهد المعلمين والمعلمات تم اختياري مدرسا اول لمادة العلوم وعينت في ثانوية الشويخ، وكانت آخر سنة وتحولت الى جامعة الكويت، المخازن التي كانت في ثانوية الشويخ غطت 3 مدارس ثانوية في ذلك الوقت.
المؤسسون للتعليم في الكويت اهتموا كثيرا بالتعليم منذ مراحله الأولى مثل المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح والمرحوم عبدالعزيز حسين وزملائهما الذين عملوا معهما، وأذكر ان اول ناظر لثانوية الشويخ عبدالمجيد مصطفى مصري الجنسية، وأذكر سليمان المطوع وعددا كبيرا من المدرسين الكويتيين الذين أدوا خدمات جليلة وكبيرة مع اخوانهم الوافدين الذين عملوا مدرسين بذلك الزمن، وكان الإخلاص في عملهم.
من الذين تقلدوا مناصب عليا في الدولة وفي التعليم المرحوم حمد الرجيب وعيسى الحمد وسليمان المطوع وعلي زكريا وابراهيم الشطي ومجموعة كبيرة من المدرسين الكويتيين.
وبعد ذلك، نقلت الى ثانوية الرميثية مدرس اول علوم والناظر عبدالله اللقمان وأمضيت فيها الى عام 1977 وكان عدد مدرسي العلوم 10 مدرسين، وبالنسبة للطلبة فهناك قدرات وفروقات فردية، ولابد على المدرس ان يعرف خصائص الإنسان الذي يتعامل معه، واستمررت بالعمل في الرميثية ، فالطالب في المرحلة المتوسطة يختلف عن الطالب في المرحلة الثانوية، ولابد للمعلم ان يعرف طبيعة الطالب، وعلى المدرس ان يعرف ان الطالب بالثانوي يختلف حيث يحب التفرد بنفسه، ولا يحب النقد والتجريح، الطلبة فيهم كبار في العمر فلا يمكن ان تجرحهم وهم في الثانوية، ولا يجوز معاقبتهم وعلى المدرس ان يراعي ظروفهم، أمضيت 6 سنوات في الرميثية ولم تحصل معي مشاكل مع اي انسان سواء مع الطلبة او المدرسين.
الطالب أمانة بيد المدرس وهو المسؤول عنه، حيث انه يحاول الإصلاح والاستمرار في ذلك، لكن هناك صعوبات قد تواجه المدرس خاصة مع بداية نقله من المرحلة المتوسطة الى المرحلة الثانوية على المدرس أن يهيئ نفسه قبل شرح الدرس، فمثلا عليه ألا يدخل الفصل وهو غير مهيأ علميا عند شرح مادته حتى لا يشعر الطالب بأن المدرس الذي امامه ضعيف، فهنا يفقد المدرس هيبته وثقة الطالب فيه، وعلى المدرس ان يكون متمكنا اكثر واكثر من مادته العلمية، فالكثير من الطلاب يحترمون مدرسهم لعلمه وسهولة توصيله المادة للطالب، واحترام الطالب يزيد ثقة الطالب بمدرسه، فالطالب ذكي، والمدرس يقدر الطالب لان ظروف الطلبة تختلف فيما بينهم، والعمل في ثانوية الرميثية ممتع مع مجموعة من المدرسين المحترمين والادارة جيدة جدا وأغلب وقت ناظر المدرسة يمر فيه على المدرسة ويسأل ويتفقد نواقص مدرسته، والرجل اكرمه الله بالخير كان نعم الناظر ويمتاز بأخلاق كريمة وحسن معاملة مع جميع المدرسين، وهو متخصص في اللغة العربية وخريج دار العلوم.
التوجيه الفني
نقلت من مدرس اول للعلوم الى موجه فني للعلوم، حيث قمت بالاشراف على المدرسين في مجموعة من المدارس، ومن عمل الموجه الفني الاشراف على المدرسين واعطاؤهم الملاحظات لتحسين عملهم، ومن الطبيعي ان يجد الموجه احد المدرسين بالمدارس التي يوجه عليها مقصرا في شيء ما مثل التحضير أو تصحيح دفاتر فيجده مثلا لم يصحح المادة من فترة، وهكذا فالموجه يكتب عنده هذه الملاحظات ويبلغ المدرس الاول بالمدرسة، وبالمتابعة والتوجيه يتقدم المدرس ويتلافى مثل هذه الاخطاء، واذكر ان احد المدرسين وبزيارة له داخل الحصة حصل ان اخطأ علميا وكتبت له سطرا واحدا ملاحظة، وخرجت وذهبت الى المكتبة وارسلت له اسماء بعض المراجع وطلبت منه القراءة والاطلاع، وفي الزيارة الثانية وجدت كل شيء ممتازا.
وأكرر يجب على المدرس الا يدخل الفصل الا وهو متمكن من مادته، وأذكر ان الموجه العام للعلوم د.رشيد الحمد كان عمله محط انظار الموجهين لشموليته وتمكنه من مادته، واشرافه الكامل على جميع مدرسي العلوم، وهناك بعض الموجهين اذا لم يجد شيئا يقدمه للمدرسين تصبح زيارته لا شيء، ايضا للموجه الحق في مناقشة الناظر لوضع درجة تقييم المدرس، وبعض النظار والموجهين يختلفون على وضع الدرجة، لابد ان يصير هناك اتفاق، واذا ما صار الاتفاق بين كل منهما الموجه والناظر توضع الدرجة للمدرس، واذا انتقلت الى الادارة فهناك يتخذ المعدل بين الدرجتين للمدرس، قد يكون مظلوما او قد يكون اخذ حقه، وأحيانا المدرس يهتم بالعمل الاداري فيقدم خدمات ادارية في المدرسة يقابله تقصير في المادة، فيصير هناك تصادم ويكون الموجه في جهة والناظر في جهة.
وفي ذلك الوقت كان استخدام السبورة والطباشير من افضل الوسائل.
دور الموجه
نقول لو ان الموجه اعطى المدرس درجة 90% واعترض الناظر وقال اعطيه اكثر من التسعين، يرجع عدم الاتفاق الى التشديد على الناحية الفنية والناحية الادارية، المدرس لا يظلم، ومن مصلحة الموجه ان يرفع درجة المدرس وبعض النظار يتعاونون مع المدرسين، واستمررت بالتوجيه الفني حتى عام 1984 وبعد ذلك عينت موجها اول للعلوم بالمرحلة المتوسطة وكانت في ذلك الوقت بداية المناطق التعليمية فقط منطقة الاحمدي التعليمية ومنطقة الجهراء التعليمية وبعد سنة زاد عدد المناطق التعليمية مثل منطقة حولي التعليمية ونقلت لها وعينت موجها أول للعلوم فيها. واستمررت بالعمل حتى الغزو وبعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 وتركت وزارة التربية.
إنشاء المركز الإقليمي
يتحدث ضيفنا موثقا للمركز الاقليمي لتطوير البرمجة حيث يقول: المرحوم د.حمود السعدون بدأ بإنشاء المركز الإقليمي لتطوير البرمجة التعليمية وهو إدخال البرمجة في التعليم فأرسل لي بأن اكمل معه فعينت عام 2002 في المعهد ولاأزال اعمل وأنشئ المركز باتفاقية وقعت في نيويورك بين الكويت والصندوق العربي الاقتصادي وجمهورية مصر العربية.
الاتفاقية مضمونها انشاء مركزين اقليميين لخدمة المنطقة العربية تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمركز الاقليمي في الكويت والثاني في مصر يتعلق بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الهندسية وتشكل عام 2002 بمرسوم اميري وقرر مجلس الوزراء ان يكون مقره داخل معهد الكويت للأبحاث العلمية وهو مركز في خدمة العملية التربوية حاليا المدير د.نادر معرفي بدأه د.حمود السعدون ومن بعده انور اليتامى ثم نجيبة دشتي ويوجد عدد من العاملين.
الحالة الاجتماعية
يتطرق ضيفنا إلى حياته الاجتماعية واسرته في حديث موجز حيث يقول: متزوج وعندي من الأولاد والبنات:
٭ صلاح يعمل في اميركا مهندس شبكات متزوج وزوجته عربية.
٭ ورباب موجودة في الأردن متزوجة وتعمل مدرسة رياضيات.
٭ ورشا في بيروت متزوجة وعندها ولدان.
05-04-2015, 07:49 AM
البريمل
السبت 4 أبريل 2015 - الأنباء
أضـف تعليقك
- وُلدت في فلسطين ثم انتقل الوالد إلى العاصمة اللبنانية بيروت وفيها بدأ تعليمي
- عندما كنت طالباً في «الابتدائية» كانت الكهرباء قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار
- كنت أمارس الأنشطة في الجامعة مثل الرياضة وكان إجبارياً في السنة الأولى أن تنجح في السباحة ومارست لعبة التنس الأرضي كهاوٍ
- بدأت دراستي في الجامعة عام 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات عام 1963
- بعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 ثم تركت «التربية»
- في الدراسة الجامعية التحقت بكلية العلوم وكان التخصص «أحياء»
- الشيخ عبدالله الجابر كان من أوائل من اهتموا بالتعليم وتطويره في الكويت
- أول راتب لي في «التربية» كان 104 دنانير وكان يعد مبلغاً كبيراً في بداية الستينيات
- نقلت إلى معهد المعلمين عام 1964 مدرساً للعلوم وكان مقره في مدرسة صلاح الدين
- وصلت إلى الكويت 10 سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الكبرى كانت الحر الشديد
- شقيقي سبقني إلى العمل في الكويت وكان ناظراً في مدرسة الفروانية
- عملت موجهاً ثم موجهاً أول للعلوم وعينت بمنطقة حولي التعليمية
كثيرون من أبناء الأمة العربية شاركوا الكويتيين مسيرتهم النهضوية وأسهموا في بناء الكويت في مجالات شتى. والتعليم كان واحدا من أهم المجالات التي شهدت بصمات ومجهودات للإخوة العرب في الكويت. ضيفنا هذا الأسبوع مدرس وموجه العلوم عبدالرؤوف قبلاوي وهو من أوائل المدرسين الفلسطينيين الذين تم التعاقد معهم في العاصمة اللبنانية (بيروت)، حيث قابل أول لجنة تذهب إلى هذه المدينة الجميلة.
يحدثنا في هذا اللقاء عن ذكرياته منذ قدومه إلى الكويت في بداية الستينيات، وكيف كان الحال وقتها، وكيف صدمته شدة الحرارة رغم انه جاء في شهر سبتمبر. ويتطرق إلى طفولته وبداية شبابه وتعليمه في المرحلة الجامعية كيف كانت. جاء إلى الكويت ليعمل مدرسا وكان أول راتب يحصل عليه 104 دنانير. نتعرف من خلال اللقاء على مسيرته التعليمية في الكويت، وكذلك على أوضاع المدارس والتعليم، وعلى الأنشطة المصاحبة في هذه المرحلة منذ قدومه حتى تقاعده،
كما نتعرف على المزيد في السطور التالية:
يستهل المربي الفاضل عبدالرؤوف شفيق قبلاوي حديثه عن الماضي وذكرياته بإبداء سعادته بوجوده على أرض الكويت الطيبة حيث يقول: سعيد جدا بهذا العمر الذي أمضيته لمدة واحد وخمسين عاما في دولة الكويت في مجال التربية والتعليم ولا أزل في التعليم.
ثم يتحدث عن مولده ونشأته قائلا: بداية، أقول إنني ولدت في فلسطين ومن ثم الوالد انتقل إلى بيروت العاصمة اللبنانية وفيها بدأ تعليمي الابتدائي.. بيروت يقطعها خط ترام من جهة إلى أخرى من داخل بيروت، مع وجود باصات ولا ازدحام في ذلك الوقت، كانت الشوارع نفسها، وحاليا فيها جسور وانفاق، خط الترام مبلط بالحجارة، كانت بيروت جميلة جدا ولا يزال الكورنيش موجودا منذ القديم وكنت أشاهد صيادي السمك على ساحل بيروت في منطقة الزيتونة والبحر كان نظيفا جدا، وكانت الحياة حلوة وجميلة ومنطقة المعرض والأسواق كبيرة وفيها من جميع البضائع والأصناف والسندويشات السريعة، وحتى السبعينيات كانت مركزا سياحيا وطبيا وثقافيا، وكانت بيروت جنة للبشر وفيها مستشفى الجامعة الأميركية وهو من أقدم المستشفيات، وكثير من المرضى يقصدونه للعلاج ولا يزال محط انظار الكثيرين، ومن الشوارع شارع الحمرا، ومما أذكر في مرحلة الشباب لا توجد مقاه على جوانب شارع الحمرا، وبدأت المقاهي في الستينيات مع زيادة السياح.
الدراسة والتعليم
وعن مشواره في التعليم يقول: بداية، تعليمي المرحلة الابتدائية في بيروت، وهناك مرحلتان يتعلم فيهما الطالب، المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية، ولكل مرحلة ست سنوات، فيما بعد قسمت لمراحل.. والبداية كانت في الكلية الانجيلية الوطنية وكنت في الابتدائي، تابعين لهيئة معينة في لبنان (اتحاد الكنائس الانجيلية)، وأمضيت المرحلة الابتدائية، وكانت في بيروت، ولم أشارك في الأنشطة لأن المدرسة كانت بناية مؤجرة والساحة تستوعب فقط عدد الطلبة اثناء الفرصة بين الحصص وبصعوبة فالاعداد كبيرة.. والوصول الى المدرسة بالمواصلات، وأيام الشتاء والبرد والثلوج كل طالب معه شمسية، وكذلك البيوت على مداخلها شمسية، حيث الجو الممطر والثلوج والمطر غزير جدا وجو المدارس بارد ونلبس ملابس ثقيلة، فالجو يختلف في بيروت حيث البرد فوق الجبال والثلوج والقرى فيها ثلج.. وكنا نذهب إلى المدرسة مع ابناء الحي وكنا قريبين من بعض وكانت الحياة حلوة، وحاليا تطورت الحياة واختلفت الاجيال والتعليم سابقا غير هذه الأيام، واذكر أن الكهرباء كانت قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار.
ومواقد النار داخل البيوت، كانت الحياة قاسية أيام البرد وخاصة اثناء الذهاب الى المدرسة والمراجعة والدراسة، كان الطالب يتحمل هذا البرد، اذكر أننا كنا نشتري الخبز من الأفران شتاء وصيفا، أمضيت ست سنوات في الابتدائي، واذكر ناظر المدرسة وهو من عائلة الجراح في الابتدائي واذكر ناظر الثانوي الاستاذ كامل الديب.
انتقلت الى المرحلة الثانوية الكلية في عين المريسي، على ساحل البحر، حاليا تعرف بمنطقة الزيتونة. نفس المسافة مع الابتدائي، وكنت مشغولا بالتحصيل العلمي والدراسة، وكان التعليم بمبالغ رسمية بحدود مائتي ليرة نهاية الخمسينيات ومع ذلك صعب توفيرها، واذا لم يتوافر المبلغ بالكامل مع الطالب يتسامح معه بالدفع، أقول شبه مجاني، واما الكتب فيمكن للطالب ان يأخذها من اخيه الذي سبقه أو من ابن الجيران فلم تكن متوافرة، وهكذا من جيل لآخر وكان التعاون بين الجيران وأولادهم وكان العيش الكريم والتعاون، وأذكر أنه لم تكن لي أنشطة، وفي احدى السنوات أذكر ان الطلبة كانوا يداومون تحت سقف الدرج، ولذلك لم تكن هناك أنشطة.
كان عدد الطلبة سنويا يزيد وتوجد مدارس كثيرة أفضل من المدرسة التي تعلمت بها ولكن للتكلفة البسيطة تعلمت بها، كنت اسمع عن أنشطة ثقافية ورياضية في تلك المدارس، اما مدرستنا فلا يوجد فيها اي نشاط، من أسباب الازدحام في مدرستنا هو البساطة وعدم الغلو في سعر الدراسة بعد ست سنوات من التعليم الثانوي وبعد النجاح التحقت بالتعليم الجامعي.
الجامعة الأمريكية في بيروت
في نبذة عن الجامعة الأمريكية في بيروت يقول قبلاوي: تأسست عام 1865 الجامعة الأمريكية وعرفت بهذا الاسم لأنها توأم مع جامعة نيويورك ومجلس الأمناء الأعلى يشرف على الاثنين ومكتوب بالشهادة والبعثة الأميركية أشرفت على إنشائها وذلك لحاجة لبنان لها وهناك الجامعة اليسوعية ربما بنفس العام انشئت معها، وبعد ذلك بدأت تظهر الجامعات والتعليم انتشر وكانت الجامعات تهتم بشكل نوعية التعليم جدا، باشرت دراستي بالجامعة العام الدراسي 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات وكان ذلك عام 1963، الجامعة الأميركية أقسامها كلية العلوم والآداب وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الزراعة وكل كلية لها تشعيباتها وأقسامها وبعض أبناء الكويت تخرجوا في الجامعة الأميركية وتفوقوا وحصلوا على مناصب قيادية في الدولة ويوجد قسم داخلي للوافدين وأبناء لبنان من المناطق البعيدة عن بيروت.
في الجامعة كنت أمارس الأنشطة مثل الرياضة وفي سنة أولى اجباري ان تنجح في السباحة وفيها ملاعب كرة القدم ومارست لعبة التنس الأرضي كهاو، منذ خمسين سنة وانا في الكويت نسيت من كان يلعب معي واذكر طالبا سعوديا وآخر بحرينيا وطالبا افغانيا كانوا يلعبون معنا، كان للجامعة الأميركية قوانين صعبة للقبول بحدود أربعمائة طالب بالسنة لا زيادة ولا نقصان.
التحقت بكلية العلوم تخصص احياء وتخرجت في يونيو 1963، مدير الجامعة كان اميركيا وكلية العلوم بها رئيس وهو منصب مؤقت يتفق عليه العاملون في كل كلية وأذكر من المدرسين د.لويس ود.بطرس وهو لبناني ود.زايد وكان يدرسنا مقررا اسلاميا.
ومن المقررات الاختيارية اخترت المقرر الاسلامي وكان يدرسنا الاستاذ زايد، واللغة العربية والانجليزية، والسنة الثالثة والرابعة تخصص، واخذت الاختياري تربية دبلوم وهذا تأهيل للعمل كمدرس ولهذا عينت مدرسا.
التعاقد مع دولة الكويت
أما قدومه للعمل في الكويت فيقول عنه ضيفنا: تعاقدت مع لجنة اختيار المدرسين من بيروت واللجنة تتكون من الاستاذ فيصل الصالح رئيسا، واتفقت مع اللجنة للعمل في الكويت مدرسا للعلوم وذلك عام1963، واثناء المقابلة كانت الاسئلة مثل: لماذا تحب العمل في الكويت؟ ولماذا العلوم؟ والنتيجة على طول، وحصلت على التذكرة للطائرة.
والراتب سبعة وثمانون دينارا ونصف الدينار، زيادة عن المعيشة واول راتب مائة واربع دنانير والرحلة من بيروت كانت صباحا في يوم العاشر من سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الهواء الحار واللجنة استقبلتنا ولكن بالنسبة لي كان اخي في استقبالي و معي الاستاذ اياد ملحم وصل بعد يومين من بيروت، كانت اللجنة سابقا تتعاقد من دمشق ولكن في تلك السنة كانت من بيروت.
واذكر من اللجنة فيصل الصالح واحمد مهنا (فيما بعد وكيل مساعد) والمقابلة كانت سهلة وباخلاق عالية، الراتب مائة واربع دنانير كان مبلغا كبير في عام 1963 كانت الدنيا غير ولم تكن الحياة معقدة، المهم سكنت عند اخي وكان منذ الخمسينيات وكان ناظر مدرسة الفروانية وذلك عام 1963 وخلال ثلاثة ايام عينت مدرسا في مدرسة الحريري المتوسطة، وسكنت في خيطان ومنها الى حولي وناظر المدرسة كان الاستاذ ابو بكر سالم الهيبة، مصري الجنسية والطلبة اغلبهم من الوافدين، وفيها كويتيون، وكان الطلبة فيهم مستوى متوسط وطلبة آخرون مستواهم عال، كان الطلبة مهتمين بالدراسة لا شيء يشغلهم، الطالب هو الطالب والفروق الفردية موجودة في جميع انحاء العالم وادركت بعض الطلبة الكبار وهم مجتهدون ويرغبون في التعليم.
وأذكر ناظر المدرسة كامل الدباغ ومن مدرسي العلوم في الحريري ثلاثة مدرسين ولكل مدرس اربعة وعشرون حصة بالاضافة إلى الاحتياط، ونهاية الدوام في الساعة الثانية ظهرا.
واستمررت بالحريري المتوسطة، وكان بالقرب منها مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية وامضيت سنة واحدة في الحريري، ونقلت الى معهد المعلمين.
العمل مدرساً في معهد المعلمين
عن عمله مدرسا في معهد المعلمين يقول قبلاوي: نقلت الى معهد المعلمين عام 1964 مدرسا للعلوم، وكان مقر المعهد في مدرسة صلاح الدين وكان المدرس الاول فوزي دغيم ومعنا من المدرسين الاستاذ صالح سليسل وفتحي ابو شرخ واحمد عليان وعبدالخالق والاستاذ حمدي طبيلي مدرس علم نفس وتربية، امضيت اربع سنوات في المعلمين ومن بعد ذلك نقلت الى دار المعلمين والمعلمات وكنت ادرس البنين في الشرق واعلم للبنات في الفيحاء.
وكنت اخرج مع الطلبة الى المدارس الابتدائية للتدريب الميداني، ايضا كنت ادخل مع الطالب داخل الصف وتقييم الطالب يوزع لشرائح اولا الشخصية مثل الوقوف بالفصل والصوت والشرح ومدى استجابة الطالب للمدرس، واحيانا الطلبة يتسببون في ارباك للمدرس فمن هنا يجب على المدرس المتدرب ان يتدرب على هذا على المدرس ان يعمل على المهارة وفي بدايتها الصبر وعندما يكتسبها يصبح في وضع جيد، والمهارة لا تزداد كفاءتها إلا بالتدريب، وكلما تدرب على المهارة زاد تمكنه.
كانت التربية العملية يوما واحدا في الاسبوع وفي مدرسة واحدة ويقسم الخريجين الى مجموعات وكل مجموعة معهم مدرس مشرف عليهم.
والعملية التربوية فيها سقوط ونجاح وفي الغالب الجميع ناجح لأنها فترة تدريب، بعد تخرج الكثير من الطلبة عينوا مدرسين في المرحلة الابتدائية، خريجو معهد المعلمين وأكثرهم كان عندهم طموح لإكمال تعليمه ـ والالتحاق بالجامعة، وخاصة خريجي دار المعلمين، وتخرجوا وحصلوا على مراكز قيادية وبعضهم نظار وموجهون وبعضهم كان يفكر في أن يعمل ويتزوج.
خريجو المعلمين أدوا خدمات كبيرة ومشاركة فعالة وخاصة مدرسي التربية البدنية وصاروا حكاما لجميع الألعاب وتقدموا بعملهم.
مدرس أول
عمل قبلاوي مدرس اول للعلوم في ثانوية الشويخ، يقول عن ذلك: بعد العمل في معهد المعلمين والمعلمات تم اختياري مدرسا اول لمادة العلوم وعينت في ثانوية الشويخ، وكانت آخر سنة وتحولت الى جامعة الكويت، المخازن التي كانت في ثانوية الشويخ غطت 3 مدارس ثانوية في ذلك الوقت.
المؤسسون للتعليم في الكويت اهتموا كثيرا بالتعليم منذ مراحله الأولى مثل المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح والمرحوم عبدالعزيز حسين وزملائهما الذين عملوا معهما، وأذكر ان اول ناظر لثانوية الشويخ عبدالمجيد مصطفى مصري الجنسية، وأذكر سليمان المطوع وعددا كبيرا من المدرسين الكويتيين الذين أدوا خدمات جليلة وكبيرة مع اخوانهم الوافدين الذين عملوا مدرسين بذلك الزمن، وكان الإخلاص في عملهم.
من الذين تقلدوا مناصب عليا في الدولة وفي التعليم المرحوم حمد الرجيب وعيسى الحمد وسليمان المطوع وعلي زكريا وابراهيم الشطي ومجموعة كبيرة من المدرسين الكويتيين.
وبعد ذلك، نقلت الى ثانوية الرميثية مدرس اول علوم والناظر عبدالله اللقمان وأمضيت فيها الى عام 1977 وكان عدد مدرسي العلوم 10 مدرسين، وبالنسبة للطلبة فهناك قدرات وفروقات فردية، ولابد على المدرس ان يعرف خصائص الإنسان الذي يتعامل معه، واستمررت بالعمل في الرميثية ، فالطالب في المرحلة المتوسطة يختلف عن الطالب في المرحلة الثانوية، ولابد للمعلم ان يعرف طبيعة الطالب، وعلى المدرس ان يعرف ان الطالب بالثانوي يختلف حيث يحب التفرد بنفسه، ولا يحب النقد والتجريح، الطلبة فيهم كبار في العمر فلا يمكن ان تجرحهم وهم في الثانوية، ولا يجوز معاقبتهم وعلى المدرس ان يراعي ظروفهم، أمضيت 6 سنوات في الرميثية ولم تحصل معي مشاكل مع اي انسان سواء مع الطلبة او المدرسين.
الطالب أمانة بيد المدرس وهو المسؤول عنه، حيث انه يحاول الإصلاح والاستمرار في ذلك، لكن هناك صعوبات قد تواجه المدرس خاصة مع بداية نقله من المرحلة المتوسطة الى المرحلة الثانوية على المدرس أن يهيئ نفسه قبل شرح الدرس، فمثلا عليه ألا يدخل الفصل وهو غير مهيأ علميا عند شرح مادته حتى لا يشعر الطالب بأن المدرس الذي امامه ضعيف، فهنا يفقد المدرس هيبته وثقة الطالب فيه، وعلى المدرس ان يكون متمكنا اكثر واكثر من مادته العلمية، فالكثير من الطلاب يحترمون مدرسهم لعلمه وسهولة توصيله المادة للطالب، واحترام الطالب يزيد ثقة الطالب بمدرسه، فالطالب ذكي، والمدرس يقدر الطالب لان ظروف الطلبة تختلف فيما بينهم، والعمل في ثانوية الرميثية ممتع مع مجموعة من المدرسين المحترمين والادارة جيدة جدا وأغلب وقت ناظر المدرسة يمر فيه على المدرسة ويسأل ويتفقد نواقص مدرسته، والرجل اكرمه الله بالخير كان نعم الناظر ويمتاز بأخلاق كريمة وحسن معاملة مع جميع المدرسين، وهو متخصص في اللغة العربية وخريج دار العلوم.
التوجيه الفني
نقلت من مدرس اول للعلوم الى موجه فني للعلوم، حيث قمت بالاشراف على المدرسين في مجموعة من المدارس، ومن عمل الموجه الفني الاشراف على المدرسين واعطاؤهم الملاحظات لتحسين عملهم، ومن الطبيعي ان يجد الموجه احد المدرسين بالمدارس التي يوجه عليها مقصرا في شيء ما مثل التحضير أو تصحيح دفاتر فيجده مثلا لم يصحح المادة من فترة، وهكذا فالموجه يكتب عنده هذه الملاحظات ويبلغ المدرس الاول بالمدرسة، وبالمتابعة والتوجيه يتقدم المدرس ويتلافى مثل هذه الاخطاء، واذكر ان احد المدرسين وبزيارة له داخل الحصة حصل ان اخطأ علميا وكتبت له سطرا واحدا ملاحظة، وخرجت وذهبت الى المكتبة وارسلت له اسماء بعض المراجع وطلبت منه القراءة والاطلاع، وفي الزيارة الثانية وجدت كل شيء ممتازا.
وأكرر يجب على المدرس الا يدخل الفصل الا وهو متمكن من مادته، وأذكر ان الموجه العام للعلوم د.رشيد الحمد كان عمله محط انظار الموجهين لشموليته وتمكنه من مادته، واشرافه الكامل على جميع مدرسي العلوم، وهناك بعض الموجهين اذا لم يجد شيئا يقدمه للمدرسين تصبح زيارته لا شيء، ايضا للموجه الحق في مناقشة الناظر لوضع درجة تقييم المدرس، وبعض النظار والموجهين يختلفون على وضع الدرجة، لابد ان يصير هناك اتفاق، واذا ما صار الاتفاق بين كل منهما الموجه والناظر توضع الدرجة للمدرس، واذا انتقلت الى الادارة فهناك يتخذ المعدل بين الدرجتين للمدرس، قد يكون مظلوما او قد يكون اخذ حقه، وأحيانا المدرس يهتم بالعمل الاداري فيقدم خدمات ادارية في المدرسة يقابله تقصير في المادة، فيصير هناك تصادم ويكون الموجه في جهة والناظر في جهة.
وفي ذلك الوقت كان استخدام السبورة والطباشير من افضل الوسائل.
دور الموجه
نقول لو ان الموجه اعطى المدرس درجة 90% واعترض الناظر وقال اعطيه اكثر من التسعين، يرجع عدم الاتفاق الى التشديد على الناحية الفنية والناحية الادارية، المدرس لا يظلم، ومن مصلحة الموجه ان يرفع درجة المدرس وبعض النظار يتعاونون مع المدرسين، واستمررت بالتوجيه الفني حتى عام 1984 وبعد ذلك عينت موجها اول للعلوم بالمرحلة المتوسطة وكانت في ذلك الوقت بداية المناطق التعليمية فقط منطقة الاحمدي التعليمية ومنطقة الجهراء التعليمية وبعد سنة زاد عدد المناطق التعليمية مثل منطقة حولي التعليمية ونقلت لها وعينت موجها أول للعلوم فيها. واستمررت بالعمل حتى الغزو وبعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 وتركت وزارة التربية.
إنشاء المركز الإقليمي
يتحدث ضيفنا موثقا للمركز الاقليمي لتطوير البرمجة حيث يقول: المرحوم د.حمود السعدون بدأ بإنشاء المركز الإقليمي لتطوير البرمجة التعليمية وهو إدخال البرمجة في التعليم فأرسل لي بأن اكمل معه فعينت عام 2002 في المعهد ولاأزال اعمل وأنشئ المركز باتفاقية وقعت في نيويورك بين الكويت والصندوق العربي الاقتصادي وجمهورية مصر العربية.
الاتفاقية مضمونها انشاء مركزين اقليميين لخدمة المنطقة العربية تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمركز الاقليمي في الكويت والثاني في مصر يتعلق بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الهندسية وتشكل عام 2002 بمرسوم اميري وقرر مجلس الوزراء ان يكون مقره داخل معهد الكويت للأبحاث العلمية وهو مركز في خدمة العملية التربوية حاليا المدير د.نادر معرفي بدأه د.حمود السعدون ومن بعده انور اليتامى ثم نجيبة دشتي ويوجد عدد من العاملين.
الحالة الاجتماعية
يتطرق ضيفنا إلى حياته الاجتماعية واسرته في حديث موجز حيث يقول: متزوج وعندي من الأولاد والبنات:
٭ صلاح يعمل في اميركا مهندس شبكات متزوج وزوجته عربية.
٭ ورباب موجودة في الأردن متزوجة وتعمل مدرسة رياضيات.
٭ ورشا في بيروت متزوجة وعندها ولدان.
05-04-2015, 07:49 AM
البريمل
التعديل الأخير: