الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثانية ..



صفحات من الذاكرة عبدالله الشطي: «فريج الشيوخ» شعاره الألفة والمحبة



Pictures%5C2013%5C04%5C19%5C8c8f6801-3309-4c46-ad33-d8c08f420e5a_main.jpg
عبدالله عباس الشطي
أجرى الحوار جاسم عباس
مخضرمون عاشوا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين، وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالاً ونساء، إلى أن حققوا الطموح أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين إلى الأيام الخوالي.
القبس شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع عبدالله عباس حسين الشطي قال: أنا من مواليد سنة حمى التيفود والدوسنتاريا، ونظراً لارتفاع أسعار الطعام، زاد مرض سوء التغذية كما قال لنا أهلنا، وذكروا لنا هذا في الجلسات المتكررة، وهذه من عادة الأسر الكويتية مع أولادها، فقد تعرضت الكويت إلى الأوبئة وكانت الأحوال الصحية سيئة، ففي عام 1821 انتشر وباء الكوليرا وقيل إنه فتك بعشرة آلاف شخص، ثم جاء وباء الطاعون حتى سمي بـ «الموت الأسود»، ومن ثم الجدري المرعب المفزع والكوليرا والأنفلونزا والسل وأمراض العيون، ولكن أهالينا قاموا وصبروا وعالجوا أنفسهم بالكي، والتعاويذ والأملاح، وعيون المياه، والبحر، والأعشاب، وماء الورد، والكحل والزيتون، وبجلد الشاة للدغ الحيات، وبالبخور والحرمل، ليعرف هذا لجيل كم عانى الآباء والأجداد قبل الأميركاني والأميري والمستوصفات.

فريج الشيوخ
وقال: أنا من مواليد «فريج الشيوخ» سمي بهذا الاسم نسبة إلى مساكنهم، خصوصاً البيت الكبير للشيخ صباح الناصر الصباح، ومسنة الشيخ عبدالله الخليفة الصباح، وموقع فريجنا المسجد الكبير، ونحن بالقرب من فريج القناعات، وأخيراً ثمّنت بيوتنا والساحة تحولت إلى ملعب لفريقنا «اليرموك»، ويختلف عن فريق اليرموك في فيلكا الذي كان اسمه «الميناء».
وقال الشطي: من جيراننا منزل للشيخ المغفور له عبدالله السالم الصباح والشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح، والشيخ صباح الناصر الصباح، وبالقرب منا مسقف صباح الناصر، ومسقف الرومي، والمسكَف عبارة عن قنطرة او جسر صغير بين منزلين عن طريق السطوح، لكي لا يعبر الأهل او الخروج الى الشارع او السكة، وغالباً كان المسقف (المسكَف) للأولاد والنساء.
وأضاف: فريج الشيوخ معروف بالألفة والمحبة والتعاون، كبرنا وتربينا ولم نعرف الهوشات فيه، ونحن الاقرب للطوب والسيف، ولم نمنع اي شخص من الاقتراب او السباحة، نختلف عن الشرق، اولادهم كانوا يمنعون شباب المرقاب من السباحة فتحصل بينهم اشتباكات وكان احدهم يقول: هذا بحرنا وانتم ما عندكم بحر. هوشات اعتبرها وانا صغير جهالة وعدم فهم، وكنت اقول: البحر للكويتيين كلهم، واوقاتنا كلها في البحر والنساء يغسلن الملابس، ومن معالم فريجنا (الشيوخ) ماكينة ثلج الغانم، والطوب، وفي عايد (ركن) سكتنا بائع الحلويات الشعبية المشهور بجودتها، يأتونه من كل الاحياء، وخبازنا الذي جذب الاهالي إليه لجودة عمله واتقانه كان رحمه الله متسامحاً ومبروكاً وعاقبته كانت حسنة.

الدراسة في قتيبة الابتدائية
وقال الشطي: درست في مدرسة قتيبة الابتدائية للبنين، في شارع عبدالله المبارك، والآن تحولت الى المتحف العلمي، من المدرسين ملا عثمان، درسنا التربية الاسلامية، والاستاذ محمود بريكان اتذكره، كان خطاطاً كبيراً، وكثير منا تعلم اصول خط النسخ والرقعة منه، والمدرسون بلا استثناء كانوا اوفياء، كنا نضعهم في عيوننا، واذا مشى احدهم قامته طويلة شامخة، وتشعر كأن الحكمة تنقط منه. يمتد تأثير المربي أيام زمان بين كل طبقات المجتمع، وكنا نجني من كل واحد منهم الثمار، وذوق المعرفة، الواحد منهم مهندس للنفس البشرية، ربّى هؤلاء اجيالاً متميزين واستطاعوا بناء الكويت، والآن المعلم بحاجة ملحة الى تدريب نفسه على التعامل مع طلابه، واذا دخلنا المدرسة نشعر اننا في بحيرة حلوة نقضي ساعات على شاطئها، ومازالت اصابع المعلمين معنا، واصواتهم تسمع في آذاننا، وكنا نقلدهم في المشي والكلام والحركات، ونعرض هذه الصفات على المسرح اثناء التمثيل، وهم في اعز الشوق لنا، وكان احدهم يصفق ويضمنا الى صدره بعد التمثيل، ولا أنسى مدرس التربية الفنية عواد فلسطيني، وكان ناظر المدرسة المرحوم خالد المسعود عام 1953، كان يوصلنا الى نهاية الفريج ايام المطر والرياح الشديدة، وكان رحمه الله يحثنا على المشاركة في الفريق الخاص الرياضي، ويدربنا سيرا على الاقدام من المدرسة الى خلف البيوت في حي المرقاب، وحتى سوق الحمام، ودروازة العبد الرزاق والمسيل، وكنا نمر على سوق الامير والخراريز صناع النعل النجدية، ومنزل الفنان عبدالله الفضالة كان ابنه فضالة يدرس معنا، من منزلنا الى المدرسة كنا ايضاً نمر ونشاهد محلات تصليح الدراجات، وكان مصلحنا رحمه الله الدويلة بالقرب من سوق الفحم في الدهلة، ولا انسى سوق الدجاج، وبائع الدراجات عبدالله المسفر.
وبعد المرحلة المتوسطة عملت في دائرة المعارف - قسم الجوازات، بعد ان اكملتها في مدرسة حولي المتوسطة، وبعد اسبوع فقط سلموني مسؤولية الجوازات كلها.
كان راتبي عام 1961 حوالي 45 ديناراً، وبعد التقاعد التزمت البيت، وخروجي من المنزل قليل جداً.
وقال الشطي: درست في المدرسة المباركية قبل هدمها، كان ناظرنا عبد الملك الصالح، ومن بعده جاء الاستاذ احمد اللباد (مصري الجنسية) نقلونا الى الكلية الصناعية مؤقتا، وكان باص المدرسة يقف بالقرب من بيت المرزوق لنقلنا وبالقرب من المدرسة الاحمدية.

لجة البحر
وعن البحر والغبة والدردور، وهيجانه وامراضه وصعوباته، قال الشطي: آبائي واجدادي قضوا ليالي واياماً قطعوا مسافات من الكويت الى البصرة والبحرين حتى جنوب اليمن وغرب الهند وباكستان، ركبوا القارب والصلفة والجلاب والسنبوك، مهنة توارثناها عن اسلافنا وانا ركبت مع والدي في البوم محملين البضائع الى عبدان وبو شهر.
وقال: عمل والدي في البداية على سفن الغوص والسفر، وعمل على بوم الحاج احمد الاستاد، كان يعرف الطرق البحرية من الكويت الى مضيق هرمز وبحر العرب، وكان يعلم مغاصات القطيف والبحرين وكان البحارة يتحدثون عنه، انه عالم في الهيرات من حولي الى البلداني والرفع والنواسع، وخلالوه حتى العويرضات، هكذا كان اهل الكويت يعرفون بطرائف البحر ومجاريه واعماقه ايما ركبوا أو ذهبوا فان كان الغوص أو السفر فكلاهما بحر ولجة وغبة ورياح وأمواج، وطبعات ومصائب، ركبوا ابغلة وتبيل وبقارة وبوم وجالبوت وسنبوك وقطاع، وشاهدوا الغبة، أي البحر العميق الذي لا يستطيع أي بحار معرفة عمقه، وكما قالوا: لا يخرجك من الغبة أو المحيط الا الرياح الشديدة، أجدادنا، كما قال والدي في جلساته معنا: تعرضنا للخب الرياح الجنوبية الشديدة كلها رطوبة وغيوم وأمواج، وكذلك للدردور (الرياح التي تغير اتجاه السفينة) وضربة الريح القوية العاتية، وتعرضوا للغياظة ريح لفترة خمس دقائق تهب وتتلف وتدمر، والسوايب من الرياح القوية، والأمراض المعدية وغيرها.
قال الشطي: وقدم ابن خالة الوالد أحمد الاستاذ بومه هدية لوالدي بعد سنوات طويلة من الخدمة، فقام والدي عليه بنقل الأغنام والتمور الى البحرين وعمان ورافقته في هذه الرحلات.

ألعاب البحر
وقال عن الألعاب الشعبية: كم استفدنا من اللعب وأرحنا أنفسنا بعد عناء المدرسة، وقضينا على أوقات الفراغ، ونما الذكاء وتعلمنا الصبر خاصة في ألعاب البحر التي اعطتنا القوة الجسدية، ألعابنا كانت شعبية ومن صنعنا وجماعية قوّت العلاقة بين أفراد المجتمع خاصة المباريات بين الأحياء، والبرايح (جمع براحة) وملاعبنا كانت النقع والساحل، وبالقرب من البوم والسنبوك والبغلة والجالبوت، وأثناء اللعب والراحة كنا نتبادل بعض الحلويات التي صنعتها الوالدة أو الجدات منها: اكليية - سمسمية - قبيط - كليجة - املبس - قرقري.
اضاف الشطي: من الألعاب التي كنا نلعبها في البحر «الحق واركب» عبارة عن مسابقة كل يلحق صاحبه ليصل الى ساحل البحر قبل غيره والفائز يحمله الخاسر على ظهره، ولعبة امحاذف بالكرة المطاطية المستوردة من الهند يجلبها الآباء البحارة، نقوم بحذفها ومن يلتقطها يحصل على نقطة، ولعبة التناك، أي القارب الصغير، نعمله بأيدينا من صفائح التنك الرقيق، لعبة من أجمل ألعاب البحر للسباق في فصل الصيف، ونتبارى بشرف واخلاص من يسبق الآخر، تطورت اللعبة عندنا فصنعنا زورقاً أكبر من الأول نركبه للتنزه في البحر لساعات طويلة وأيضاً للمسابقة، وكنا دائماً
نردد:
توب توب يا بحر
أربعة والخامس دخل
جيبهم
خاظفين إبجيبهم
ومن أجمل الأوقات وقت حداق السمك (أي: صيده)، وعندما نصطاد يكون حديثنا طوال اليوم عن السمكة وكيفية اصطيادها ونوعها ووزنها، واكلها ولونها ثقافة ومعرفة، ادوات صيدنا الطاسة، والخيط والسم، واما الكبار من ادواتهم الحضرة والطاروف، والسالية.
وقال الشطي: أنا نكوشي أصيب الهدف واجيد الصيد بالنباطة (خشبة على شكل نصف دائرة، وفيها المطاط نضع الحصاة بداخلها)، كنت اصيب ام سالم والصعوه وأم دكَي والذبابي، وحمروش وحسيني وفقاقه وقفصي ويكيكي، طيور ضاعت واندثرت من اجوائنا، اين الحمامي والقويعة والططوة والقحافي واحميميج؟

الكشافة حركة مخلصة
وقال عبدالله الشطي عن الكشافة: هي حركة شبابية طوعية في العالم تهدف الى نمو اجسام الشباب وعقولهم، الكشافة من عام 1907 بدأت لتقوم بكل الواجبات والمستحبات نحو الآخرين وتقوم بتنمية مهاراتنا نحن الشباب، وعودتنا حب الإبداع والاكتشاف، حركة ادت دورها في كل العالم، بنوا مساكن وزرعوا الاشجار وانتجوا الغذاء، وحاربوا المخدرات، وحموا البيئة من التلوث والدمار ايام الكوارث وغيرها. واغاثوا الكثير في آسيا واوروبا من الفيضانات.
واضاف: حركة الكشافة في بلدي الكويت واسعة ومازالت مخلصة لدينها ووطنها ولأرضها، وهنا لا أنسى مؤسسها الاول في العالم روبرت بادن، وأنا كنت من كشافة الكويت في مدارس قتيبة والمباركية وحولي المتوسطة، عودتنا القيادة الكشفية على الطاعة واكتساب الصداقة، حركة الكشافة في الكويت انطلقت عام 1937 بين المدارس، واقامت مخيمات داخلية ودولية، عودتنا هذه التجمعات على الشرف والثقة والحفاظ على الوعد، ومنطقة البدع تشهد اول معسكر فيها، ولدور الحركة الكشفية الكويتية وما قامت به من وعود ونشاطات وتعهدات وخدمات انسانية ونجاحات جيلاً بعد جيل في البر والبحر، انضمت الى الاتحاد الكشفي الدولي عام 1955.
قال الشطي: في اغلب المعسكرات كانت كشافة الكويت هي البارزة في مقدمة كل الحركات في العاب الكشافة منها: لعبة المحابس - صيد الحمام - التوازن - العاب راكبي الدراجات - تتبع الأثر - شم الأثر - فرسان الاسعاف... الخ.
وحتى في استعدادات التخييم كان كشافة الكويت من أحدث المساكن تقدم في المخيمات، ومن أنشطتها البارزة وكان التخييم الكويتي متعة ويجذب الزوار، والكشاف الكويتي يعرف أصول التخييم المريح.
وقال: كان الكشاف الكويتي ينصح وهو ملتزم أيضاً ان يعتني أصحاب البر والكشتات بنظافة المكان، وان يحملوا معهم فضلات الطعام الى أماكن خاصة، ونرشدهم الى الابتعاد عن الفحم داخل الخيم، كان الكشاف مربياً وناصحاً ومدرباً، وهو أخ للجميع، وكان وعدنا:
1 - أقوم بواجبي نحو الله والوطن.
2 - أساعد الناس في كل حين.
3 - أعمل بقانون الكشاف.
ومن قوانيننا: الصدق والشرف، شهم مهذب، مطيع لأوليائه ورؤسائه، مقدام مبتسم، مقتصد، طاهر الفكر والقول والعمل.

Pictures%5C2013%5C04%5C19%5C6455cda0-e1b3-47dd-9555-3c1e24987b03_maincategory.jpg
.. مع رواد ديوانيته
Pictures%5C2013%5C04%5C19%5C61d1103a-2af9-4515-86f1-dee7e025d2f9_maincategory.jpg
أحد معسكرات كشافة الكويت في الخارج
Pictures%5C2013%5C04%5C19%5C82607ba7-de03-4e49-8085-60c082d8df97_maincategory.jpg
تناك من صنع أطفال الماضي
Pictures%5C2013%5C04%5C19%5C7c8a8b68-a1e4-4e40-9d57-140783cdedd8_maincategory.jpg
الشطي كشاف المباركية
Pictures%5C2013%5C04%5C19%5C7269aac5-81a3-4145-99af-a810693cfdb1_maincategory.jpg
بقارة سفينة شراعية القبس







15-06-2013, 06:50 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
هكذا نعتني بتراثتا و آثارنا



======================
ذكرياته الجميلة تغيب خلف الركام

سوق الحريم بإطلالة «محروقة» ... يحرق قلوب النساء

سوق الحريم ... على الاطلال (تصوير اسعد عبدالله) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط










| كتب محمد صباح |

بمكانة لا تليق بمكانته، يربض سوق الحريم على الاطلال في اطلالة محروقة... وحارقة لمن فتن يوما بحضوره المميز ضمن الموروث الكويتي التقليدي.
ولكن رغم ذلك، لايزال سوق الحريم محتفظا بذلك الموقع الذي انشأ عليه قديما متمسكا برمزية المكان الذي يظهر اليوم خاليا من «صويحباته» اللائي... تركنه يتيما الا من عبق الماضي، ورائحة تفوح بين حنايا تلك البسطات التي تم تطويرها بعد ان هجرنها نسوة تركن طابعا واسما واشياء باتت من الذكرى والذكريات.
بين تلك الممرات الضيقة في سوق الحريم في منطقة الدهلة، تتقلب الذكريات وتدور رحاها الطاحنة لذلك الماضي الجميل الذي هبت عليه رياح النسيان مبعثرة صفو المكان الذي كانت «بسطاته» على بساطتها كأطفال في أحضان أمهاتهم يعتنيين بهم لعلها تعبر بهم ضنك عيش أو ذل سؤال كما لو انهن يرونها معيلا ومعينا على تقلبات الزمن الذي كانت عجلة تقلباته أسرع من أحلامهن.
في «الأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا»، اذ تركن حنايا السوق قصصا وحكايات لا يزال يرددها كبار السن كلما مروا من هنا تجذبهم اليها ذكريات معتقة برائحة «الحنة» و«الرشوش» وغيرها من أدوات الزينة البسيطة التي كانت رأسمال وســـــلع النــــسوة الــــتجارية ممن كن يعرضنها في ذلك السوق.
ذكريات سوق الحريم لاتزال عالقة في زوايا المكان وأخرى، احترقت مع أخشابه التي امتدت لها آلسنة اللهب في السنة الماضية، لكن زوار اليوم يعتصرهم الألم حين يرون هذا الصرح الشعبي قد تحول مرتعا للقطط الباحثة عن قوتها بين أكوام النفايات المتراكمة والمنتشرة في الجزء المحترق منه والممرات الجانبية له.
غياب الكثير من النسوة يوما اثر يوم عن البيع في هذا السوق لربما له أسبابه الطبيعية، فبعض تلك الأمهات رحلن عن هذه الدنيا، وبعضهن انتفت حاجتهن للبقاء فيه مع تطور الحياة، الا ان الأمر المؤلم ان تمنع الراغبات بهذا العمل العودة الى بسطاتهن.
عام مضى أو أكثر على تطوير السوق من قبل الدولة عبر وضع مظلات جديدة وتحسين مستوى البسطات التي حملت طوال تاريخ طويل تلك النسوة اللاتي قضين سنين عمرهن بحثا عن رزقهن المرتبط في هذا المكان، الا ان الجهة المسؤولة عن توزيع البسطات يبدو انها نسيت عن قصد أو غير قصد توزيع تلك البسطات منذ ان تم الانتهاء منه
وكما لو ان «الجميل غالبا مايتلاشى نتيجة عدم الاهتمام في كثير من الآحيان فان الحريق الذي تعرض له السوق في الصيف الماضي جاء ليكتب حتى الان نهاية لهذه القصة الجميلة، حيث امتدت ألسنة اللهب المستعرة الى جزء كبير من السوق محولة المكان خرائب منتشرة في أكثر من ركن فيه».
ولعل غياب البلدية أو الجهة المسؤولة عن المكان أيا كانت وعدم القيام بدورها الكامل في المحافظة عليه وتنظيفه وازالة الأخشاب التي تساقطت من سقف ومظلات السوق بعد احتراقها، أدى الى تراكم مخلفات الحريق على جانبي ممرات السوق من ذلك الوقت وحتى اللحظة الأمر الذي حول المكان الى خرائب ومزابل متوزعة هنا وهناك.
الاهمال وترك المخلفات منذ فترة طويلة دفع البعض من أصحاب المحال المجاورة أو بعض زوار السوق الى رمي مخلفاتهم فوق الأخشاب المحترقة المركونة في جانبي الطريق ما جعل المكان مرتعا للكثير من القطط الباحثة عن الطعام بين ركام المخلفات في حين ان المفترض اعتبار هذا المكان معلما تاريخيا يعبر عن تاريخ وأصالة ساهم في صنعها أمهات وضعن لهن اسما في سجل مشرق حملهسوق الحريم منذ زمن بعيد
وتبد دول العالم اهتماما ملحوظا بمعالمها ومبانيها التي تعبر عن تاريخها محاولة بشــــتى الطــــرق ابرازها ووضعها على خارطة المعالم السياحية، الا ان الوضع في الكويت كما يرى كثيرون «مختلف... فلا اهتمام واضح ولا متابعة دورية لمثل هذه الأماكن الســــياحية الامر الذي يتطلب الالتفات الى هذا المعلم محاولة لتدارك ما يمكن تداركه من أعمال الاصلاحات وازالة الأخشاب ومخلفات الحريق وسرعة توزيع البسطات على النساء اللاتي يرغبن في ممارسة مهنة البيع في السوق وتشجيعهن على العودة الى هذا النشاط».



ركام وخراب فوضى لا تزال آثار الحريق ماثلة السوق من علو ... في صورة محزنة







22-06-2013, 05:31 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:
فاطمة الحقان ... أول مدرّسة في قرية الفنطاس

أسند إليها الجانب الاجتماعي والإداري بعد تسع سنوات من التدريس

متفرقات · 10 فبراير 2014


الدراسة عند المطوعة قديماً

×

1 / 10



• كانت المعلمة الوحيدة
في المدرسة
سنة 1952

• حفظت كتاب الله وهي ابنة
اثني عشر عاماً
ثم قامت بتحفيظه للبنات اللاتي التحقن بالمدرسة وهي معلمة

• أخذت تعالج المشكلات وتقرّب وجهات النظر
بين المدرسة والأهالي

• أطلقت
وزارة التربية
اسمها
على إحدى مدارسها

• والدها عبدالله الحقان
من مشاهير نواخذة الغوص

• تقاعدت من عملها الحكومي
سنة 1974
وبناتها واصلن
مسيرتها التعليمية

• كانت تتجول في الفنطاس
والمناطق المجاورة وتزور الأهالي
لكي تقنعهم بضرورة تدريس بناتهم
نلقي اليوم الضوء على إحدى الرائدات الأوليات في مسيرة التعليم في البلاد، فاطمة عبدالله الحقان اول مدرسة في قرية الفنطاس، تم اختيارها لتكون معلمة من قبل ادارة المعارف في تلك الفترة، نتطرق إلى حياتها الدراسية، اين بدأت وعند من تعلمت ثم نسهب في الحديث عن حياتها العملية:

ولدت المربية والاستاذة فاطمة عبدالله الحقان في بيت اسرتها الذي كان في منطقة الشرق بفريج المطبة عام 1923، ووالدها هو المرحوم النوخذة عبدالله الحقان أحد نواخذة الكويت المشاهير ولا غرو في ذلك فأسرته جزء من تاريخ الغوص الكويتي وبصماتهم وآثارهم في سجل الغوص معروفة ومشهودة. بدأت فاطمة الحقان دراستها على النظام القديم وهو ما يعرف في ذلك الوقت بـ «الكتاتيب» فكما كان للرجال والصبيان نصيب في هذا التعليم على يد المطوع أو الملا، كان أيضاً للنساء والبنات نصيبهن إذ كنّ يذهبن إلى المطوعة بالكتاب الخاصة بهن.

الكليبي

وقد بدأت فاطمة دراستها على يد المطوعة شيخة الكليبي في كُتابها الذي كان يتكون من غرفة صغيرة فراشها الحصير تتجمع فيها البنات الصغيرات لتعلمهن مبادئ القراءة والكتابة وتلاوة القرآن وحفظه، فمكثت فاطمة عند المطوعة شيخة الكليبي مدة طويلة حيث ختمت القرآن الكريم ثم اتمته عند معلمة اخرى وهي المطوعة سارة الفزيع وخرجت فاطمة من تحت يديّ هاتين المدرستين بختمة القرآن واجادته وعمرها - حينئذ - اثنا عشر عاما.

البداية

بدأت ادارة المعارف تهتم بتعليم النساء، فهن شقائق الرجال ونصف المجتمع ومربيات اجيال المستقبل، واخذت الادارة تطبق بعض الاجراءات والوسائل التي تُرغّب الاهالي في تعليم البنات، ومن هذه الاجراءات اختيار المعلمة الكويتية للقيام بمهمة تعليم البنات، وهذا من شأنه أن يبعث الطمأنينة في قلوب الاهالي واولياء الامور لان بناتهن بين يدي سيدة كويتية لا تختلف عنهن في صفة من الصفات أو طبع من الطباع.

الاختيار

تماشيا مع السياسة التي انتهجتها المعارف وقع الاختيار على المربية فاطمة الحقان لتكون معلمة للبنات في مدرسة الفنطاس وقد كان للملا مزعل الصلال وخالها الاستاذ عبدالله العثمان دور كبير في دعم فاطمة وتشجيعها لقبول هذه المهمة، كما استشارت والدها النوخذة عبدالله فبارك هذا الامر وشجعها على الرغم من التحفظات التي كانت تحيط بعمل المرأة في ذلك الوقت.

المدرسة

كان القلق يساير فاطمة تجاه هذه الخطوة الجديدة حيث انها كانت سيدة صغيرة في مقتبل العمر ومسؤولة مع زوجها عن اسرة صغيرة، ولكنها مع مباركة أبيها وتشجيع اهل الرأي من المحيطين بها مثل الملا مزعل الصلال وخالها الاستاذ عبدالله العثمان، امام هذا التشجيع بدأ قلبها يطمئن وادركت انها بهذا العمل تخدم وطنها وبناته وكذلك فيه نشر العلم الذي به الأجر كبير، فوافقت وتسلمت عملها لتكون بهذا اول معلمة كويتية بمنطقة الفنطاس.

الموقع

كان موقع المدرسة في بيت محمد الخليفي وهي بعيدة عن البيوت نسبيا، حيث استأجرت ادارة المعارف هذا البيت مكانا لهذه المدرسة، فبدأت فاطمة عملها وكانت في بادئ الامر وحيدة بهذه المدرسة وكلفت بكل الاعمال التعليمية والعلمية والادارية بمدرستها، واستقبلت فاطمة عملها بهمة ونشاط وحيوية فأخذت تقوم بزيارات للاهالي في منطقة الفنطاس والمناطق والمجاورة لها لتشجعهم على تعليم البنات وتبين لهم اهمية التعليم وشدة الحاجة إليه في المستقبل.

العناء

وكانت تعاني عناء شديدا في التنقل بين المناطق المجاورة مثل: العقيلة والمهبولة والفنيطيس وابو الحصانية، وذلك لان بيوت سكانها من اهل البادية كانت متناثرة ومتباعدة وكانت فاطمة في سبيل ذلك تتحمل حرارة الشمس سيرا على اقدامها في الرمضاء الحارة وفي رحلاتها كانت ترافقها احدى العاملات اللاتي يعملن معها في المدرسة.

التوجه

اتت جهود فاطمة ثمارها فاستجاب بعض الاهالي وتشجعوا على تعليم بناتهم واخذوا يذهبون إلى المدرسة ليسجلوا بناتهم، وكان التعليم في هذه المدرسة آنذاك يقتصر على تعليم القرآن الكريم واجادة تلاوته وحفظه وكانت فاطمة هي المعلمة الوحيدة بها في تلك الآونة.

الطباع

كانت تتسم بالهدوء ورحابة الصدر مع طالباتها وكانت رقيقة في تعاملها معهن كالام الحنون على أطفالها ومع هذا كانت حريصة على توجيههن الى الطريق الصحيح.

الأسرة

كانت فاطمة منظمة وجادة في بيتها ومدرستها، فعلى الرغم من اعباء عملها بالمدرسة إلا انها لم تقصر في حق بيتها واولادها، بل كانت حريصة على تربيتهم تربية صحيحة.

جديدة

في عام 1953 تم انشاء مدرسة جديدة للبنات في منطقة الفنطاس بدلا من البيت العربي الذي كان مستأجرا من قبل ادارة المعارف، وكانت هذه المدرسة الجديدة هي نواة التعليم النظامي آنذاك اذ ادخل على التعليم بعض المواد الدراسية التي لم تكن موجودة من قبل، وبناء على ذلك بدأت ادارة المعارف تستقدم معلمات من الخارج لتكتمل اركان العملية التعليمية في المدارس، فأحضرت لمدرسة الفنطاس الجديدة معلمتين فلسطينيتين وهما: نادية الكيلاني، واختها رقية الكيلاني، وقد قامت هاتان المعلمتان الجديدتان بتدريس المواد الجديدة في المدرسة والمواد الدراسية والمعلمات الجديدات احدثن ضجة وكان له ردة فعل عند بعض الاهالي، وهنا جاء دور المربية فاطمة التي ذهبت اليهم جميعا وبذلت جهدا في اقناعهم بأن هذه الخطوات الجديدة إنما هي في سياق تطوير العلم والتعليم بالكويت وانما هي خطوات نافعة للطالبات وللوطن ولابد منها ومن دونها سيكون التعليم عندنا متأخرا عن ركب الحضارة والنهضة والتطور.

التطور

تطور تعليم البنات في مدرسة الفنطاس وازداد اقبال الاهالي على تعليم بناتهن، واستمرت الست فاطمة (كما كان يُطلق عليها) تؤدي دورها في تدريس مادة القرآن الكريم وتلاوته حتى عام 1959 حيث اختارت التفرغ للجانب الاداري الذي كانت هي تقوم به منذ بداية عملها، اذا كان مكتبها بجوار مكتب الناظرة وكانت تتكفل بكل الانشطة الاجتماعية والادارية فما كان من مشكلة او حدث يحدث داخل اسوار المدرسة إلا وكانت المدرسة تلجأ فيه الى المربية فاطمة الحقان لانها كانت تحظى بمكانة عند الاهالي واولياء الامور، فكان اذا حدث سوء تفاهم بين اولياء الامور والمدرسة كانت تتدخل المعلمة والمربية فاطمة وكانت تستقبلهم برحابة صدر وخبرة وافية تكفل حل المشكلة وارضاء جميع الاطراف.

الأعمال

كانت تتطوع من تلقاء نفسها للقيام بأعمال مدرسة التربية الفنية اذا غابت حتى لا يحدث فراغ لدى الطالبات، كما اسند اليها جميع الانشطة والاحتفالات الخاصة بالمدرسة فكانت تنظم ذلك وتشرف عليه، حتى الرحلات الخارجية كانت ترافق الطالبات فيها كزيارة المتحف العلمي او القصر الاحمر او بعض الاماكن التراثية.

الاشراف

كانت من عادتها انها لا تخرج من عملها بالمدرسة حتى تتفقد المدرسة وتمر على جميع الفصول لتتأكد من خروج جميع الطالبات وخلو المدرسة تماما، وكانت الست فاطمة اول من يدخل المدرسة وآخر من يخرج منها، كما كانت تشرف على الوجبات الغذائية التي تُقدم للطالبات في ذلك الوقت فكانت حريصة على اداء واجبها على أكمل وجه.

التواصل

كان بيت فاطمة الحقان بجوار المدرسة وكانت فاتحة خير لزميلاتها المدرسات اللاتي كنَّ يسكن في سكن المدرسات بالمدرسة اذ كان بيتها مفتوحا لهن وكانت لهن هي الاخت والصديقة وترافقهن في خروجهن لشراء احتياجاتهن من الاسواق وغير ذلك، وبهذا تخفف عنهن عناء الغربة والابتعاد عن الاهل والاوطان.

الصلة

كانت مُحبّة للخير تمد يد العون للجميع ومن الامور الاساسية في حياتها صلة الرحم، اذ كانت تربطها بأهل الفنطاس علاقة وثيقة فلها مكانة عندهم والكل يحمل لها التقدير ويحرصون على زيارتها في المناسبات والأعياد.

التقاعد

وبحلول 1974 تقاعدت المربية فاطمة الحقان من عملها الحكومي بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء في مدرستها التي ارست قواعدها واسستها لبنة لبنة وظلت ترعاها حتى رأت بعينها ثمارها اليانعة اذ شاهدت من تلاميذها من صارت معلمة او مديرة او صاحبة مركز مرموق بالمجتمع.

اما وفاتها فكانت سنة 2005 رحمها الله.

كانت خير ام ومعلمة وموجهة لابنائها، وظلت تحثهم على العلم وتأخذ بأيديهم الى المسار الصحيح والطريق المستقيم حتى اكملوا تعليمهم وسلكوا طريقهم.

وجدير بالذكر ان بناتها قد سرن على درب امهن حيث سلكن طريق العمل في التدريس وواصلن مسيرة الام المشرقة.











10-02-2014, 12:17 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
عبدالرحمن الصفي ... حطّت رحاله موانئ الهند وأفريقيا

«تم إنشاء متحفين في جزيرة فيلكا سنة 1961 أحدهما للآثار وآخر للموروث الشعبي»

متفرقات · 10 أبريل 2014 / 646 مشاهدة / 29


عبدالرحمن الصفي (تصوير سعد هنداوي)

×

1 / 9
شارك: • كان بوم
أحمد طاهر
يطلق عليه
لقب «تيسير»

• جلبنا خشب الكندل من زنجبار

• بدأت دراستي عند الملا عبدالقادر سرحان ثم التحقت
بمدرسة فيلكا

• كنا نزرع القمح على مياه الأمطار

• ركبت البحر
تباباً مع النوخذة محمد طاهر وغصنا
في هيرات البحرين
نلقي اليوم الضوء على محطات في حياة أحد رجال الرعيل الأول عبدالرحمن صالح الصفي حيث يصحبنا مع ذكرياته المليئة بعبق الماضي فيذكر لنا حياته البحرية التي اوصلته إلى موانئ الهند وافريقيا بعد ذلك يحدثنا عن دراسته وعمله في المتحف فلنترك له ذلك.

والدي ركب البحر سفرا وغوصا وهو كان متعدد المهن البحرية «سكوني ونهام وسيب» دائما كان يذهب للكويت يوم كنا في فيلكا يرافق النوخذة راشد بوقماز والعسعوسي ... في الغوص حينما يبحر سنبوك الغوص الخاص في النوخذة راشد بوقماز كان الوالد هو النوخذة الذي يكون به فلا يأتي اليهم راشد بوقماز إلا بعد شهر من دخولهم للغوص.

والدي في الغوص لم يكن يسوب بل يكون على الخرب «الحبال» يتابع نزول الغاصة حيث يطول الخرب مما يجعل الخشب «السفينة» تتحرك من مكانها فالخشب يكون ممسوكا بالسن الذي متصل بحبل الذي يطلق عليه الخرب وكلما كان المحار كثيرا رفع الحبل حتى يتحرك الخشب من مكانه.

تباب

دخولي للبحر في الغوص كان تبابا لان عمري كان لا يتجاوز عشر سنين والعمل المنوط فيني هو مساعدة السيوب حين يفلقون المحار فالعمل في الغوص على ظهر الخشب «السفينة» يكون من الصباح الباكر حتى يبدأ فلق المحار ثم نزول الغاصة في البحر... وانا بما أنني صغير في السن عملي تباب اساعد السيوب حيث قد يقفلون عن بعض المحارات التي فيها سحاحيت وهي اللالئ الصغار فأنا الاحظ على المحار المفلوق فقد يكون به شيء ... كان ريوق البحرية قهوة وتمرا وهناك بحرية صغار يطلق عليهم رضيف وهو يساعد السيوب في سحب الغاصة من «القوع» وهو قاع البحر

اخر

والوالد في آخر دخوله للغوص كان مع النوخذة محمد طاهر من اهل فيلكا وكان معه الوالد سكوني وكذلك نهام من نفسه فالوالد له تقدير عند كل من دخل معه البحر والهيرات التي غصنا بها هي هيرات البحرين وكانت قريبة منا اذكر من هيراتهم ابو عمامه وكثامه والحمد لله حصلنا على فضيلة من البحر وخيرا وفي ذلك الوقت اللي يحصل على 50 روبية أو 100 روبية فقد حصل على شيء كثير واما وفاة الوالد فكانت 1957 وكان كثير قراءة القرآن الكريم وعنده تثويبة وقد اخذت مقتنياته وجعلتها في متحف فيلكا.

الهند

اول دخولي للبحر سفارا كان مع النوخذة فهد بوزبر سنة 1952 وعمري كان لا يتجاوز 17 عاما ونواخذة السفر لابد لهم من الذهاب للبصرة من اجل تحميل التمور منها ومدة السفرة كانت تعود لحال البحر وحال الهواء والريح فاذا كان الهواء شمال الرحلة لا تتجاوز عشرة ايام وإذا كان الهواء ليس شمالا تأخذ الرحلة اكثر من الشهر فالسفن التي تذهب للسفر هي سفن شراعية تسير على دفع الهواء ونحن وصلنا الى اول الموانئ الهندية ثم رجعنا وليس معنا شيء لكن اخذ منا طريق العودة اكثر من شهر لاننا حينما وصلنا إلى مضيق هرمز كان هواء شمال قد هب نحو جهتنا لذلك تأخرنا.

اما الاجر فكان عند الوالد فهو الذي اتفق مع النوخذة والوالد رحمه كان يأتي بالاجر الذي هو (القلاطه) ويقول ما تريد خذه منها.

الثانية

كان يريدني النوخذة فهد بوزبر أن ارافقه مرة ثانية في سفر لكن اعتذرت منه حيث ابلغني الوالد برغبة بوزبر وقال ان نوخذاك يريدك ... بعد ذلك رافقت النوخذة احمد طاهر وهو من اهل فيلكا ومعه كثير من شباب فيلكا من الاقارب والاصدقاء فكنا من منطقة واحدة والسفر معهم فيه متعة وكانت الرحلة أي «الطرشه» بلغة اهل السفر إلى افريقيا وهي من الرحلات الطويلة التي تأخذ عاما كاملا انطلقنا من فيلكا إلى البصرة حيث اخذنا حمل تمر ثم توجهنا إلى عدن ونزلنا حمولة التمر وحملنا حمل ملح ثم ابحرنا إلى المكلا والشحر ومنها اخذنا معنا مجموعة من الركاب المسافرين إلى زنبجار ثم واصلنا سفرنا إلى امباسا وهي ميناء في كينيا ... وكان ضمن المرافقين معنا نوخذة من اهل الصور التي في عمان اخذه النوخذة احمد طاهر لانه يعرف طريق افريقيا البحري...

امباسا

وفي امباسا نزلنا الملح والركاب المسافرين الذين رافقونا من عدن ثم توجهنا إلى زنجبار لكي نحمل من «سوبرونغا» خشب كندل وفعلا حملنا خشب الكندل ثم انتظرنا حتى يهب هواء «اسهيل» فالسفن الشراعية الكويتية التي تذهب الى افريقيا لا تعود إلا حينما يبدأ تيار هواء «اسهيل» بالهبوب لأنها شراعية تعتمد على الهواء في الدفع ومن المعروف ان بوم «تيسير» الذي نحن فيه يتميز بالسرعة الفائقة وقد رافقتنا سفينتان كويتيتان لكن نظرا لاصابة بحريتنا بمرض الحمى لم نغير شراع السفينة لأنه ثقيل فكان شراعنا شراعا متوسطا واستمررنا في طريق العودة نحن والسفينتان المرافقتان لنا لكن كنا نحن نسير اقل من سرعتهما فقلنا لهما اذهبا لا نريد ان نؤخركم وفعلا انطلقوا وذهبوا عنا... واصلنا الابحار لوحدنا ومرض السكوني الذي يقود دفة السفينة وامرني النوخذة ان امسك السكان بدلا منه وكان عمري لا يتجاوز 17 عاما والسفينة من نوع البوم الكبير رغم ذلك مسكت السكان وقدت السفينة وقد قال لي النوخذة احمد طاهر ان «والدك احمد صالح شيخ النواخذة والسكونية».

... ثم اصبحت مع نوبة السكونية من دون مقابل بل فزعة وتعاون

مسقط

وبعد 15 يوما وصلنا الى «مسقط» وقد سئلنا عن تلك السفينتين اللتين كانتا معنا مرافقتين لنا فقالوا لنا انهما قد مرا قبل يومين بدلنا شراعنا بالشراع العود ثم واصلنا سفرنا وكان نوخذة يأمرني ان اركب الدقل لأرى السفن التي امامنا لأنه يريد ان يلحق تلك السفينتين، وكنت اركب الدقل واخبره بالسفن التي امامنا فأنا كانت عندي القدرة على النظر وتميز الاشياء البعيدة فالشوف عندي قوي ومن سرعة البوم سبقنا جميع السفن التي كانت امامنا فلقد مررنا على كثير من السفن وسبقناها، النوخذة عنده منظار «دربيل» لكن يعتمد على شوفي اكثر وحينما وصلنا الى هرمز رأينا السفينتين اللتين ابحرت معنا في طريق العودة فسلمنا عليهما وتركناهما وراءنا وصلنا الى الكويت قبلهما بيومين.

الطرشة

... وآخر طرشة لي وهي الثالثة خلال عملي في السفن الشراعية كانت للهند لكن على لنج ماكينة وكنت فيها سكونيا ومع احمد طاهر وسفرتنا كانت من الكويت مباشرة للهند لأن معنا حمولة ذهب.

الدراسة

دراستي بدأت في بيت الملا عبدالقادر السرحان فهو مستقطع جزء من بيته وجاعله مدرسة وقد درست عنده القرآن والقراءة والحساب والدراسة كانت صبحا وعصرا انا معي ابناء الجزيرة الذين من جيلي وبيتنا كان في منطقة الوسط واغلب الذين حولنا كانوا من اهلنا أعمامي وأقاربي وكذلك بيت علي فرج وبيت بندر وطالب وشعيب وكذلك امير فيلكا احمد خلف فهو زوج بنت عمي ولا تزال موجودة عمرها فوق 100 سنة...

الاستمرار

دراستي استمرت عند الملا عبدالقادر السرحان سنتين ثم فتحت مدرسة المعارف في جزيرة فيلكا فالتحقنا بها وكان موقعها بيت شعيب وفي هذه المدرسة اسند التدريس فيها لمجموعة مدرسين جميعهم كويتيون اذكر منهم عبدالقادر ومعروف السرحان ملا حاجي واحمد الحجي وياسين ولد الملا معروف وعبدالله شعيب بالاضافة الى مدرسين اتي بهم من الكويت الدوب وكان يعلمنا النشيد والملا عيسى مطر يدرسنا مواد أخرى ومسؤول عن المدرسة هو الملا معروف السرحان وهي فتحت سنة 1947 وتعتبر خامس مدرسة في الكويت قبلها المباركية والاحمدية والنجاح والصباح والدراسة صبح وعصر وكانوا يضعون على ارجلنا حبرا حتى لا نذهب للبحر... درسنا سنة ومدرسة في ديوانية شعيب ثم بنيت مدرسة جديدة متكاملة في الصفوف وبها خدمات من تغذية وملابس خلصت المرحلة الابتدائية ولم أواصل دراستي في الكويت.

العمل

اول عمل لي كان كاتبا عند امير فيلكا لأنه بحاجة الى من يكتب المخاطبات والمكاتيب ويراسل المسؤولين في الكويت فكنت كاتباً واستقبل المراجعين الذين يأتون لأمير فيلكا احمد، والمخاطبات والمراسلات كنا نرسلها على مركب الى الكويت، وكان الشيخ عبدالله السالم اذا جاء لنا في فيلكا يرسل لنا خطابا يخبرنا بوصوله فهو كثير ما يأتي للجزيرة.

المبارك

كنت مرة ألعب مع شباب فيلكا بالقرب من بيت امير فيلكا في ذلك الوقت احمد الخلف فرأيت لنجا فوقه علم يأتي من بعيد باتجاه الجزيرة ومن بعده لا يكاد يرى لكن انا كان نظري وشوفي قويا فتيقنت أنه أحد الشيوخ لان في تلك الايام لا ترفع الاعلام إلا فوق لنجات الشيوخ فذهبت مسرعا ورفعت العلم الذي فوق الكشك وهو لا يرفع إلا في قدوم الشيوخ ويوم الجمعة وفي المناسبات ثم ابلغت امير فيلكا بالامر فجاء لكي يستقبل من هو قادم فوق ذلك اللنج فاذا هو الشيخ عبدالله المبارك فوضع له خيمة وجلس بها ثم سأل الشيخ كيف عرفتم أننا قادمون اليكم فأخبره امير فيلكا في ذلك الوقت احمد خلف وقال ولدنا عبدالرحمن الصالح كان يلعب مع الشباب فرأى لنجكم من بعيد ولما تأكد ذهب مسرعا ورفع العلم فقال الشيخ تعال في المساء لكي تتناول معنا العشاء وات به معك ابلغني احمد خلف بما قال الشيخ فأتيته وسألني كيف عرفت أننا سوف نأتي فقلت له رأيت اللنج من بعيد عليه العلم وتأكدت منه فذهبت مسرعا ورفعت العلم فوق الكشك ثم اعطى الشيخ عبدالله المبارك مئة روبية الى أمير فيلكا أحمد خلف وقال له اعطيه اياها فأخذتها منه وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت والشيخ عبدالله المبارك كان معروفا بكرمه.

الكويت

انتقلت إلى الكويت لكي اعمل كاتبا ومشرفا على العمال في التربية سنة 1958 وبعد مضي وقت في العمل بها جاءت البعثة الدنماركية من اجل التنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا فانتقل عملي معها وبعد أن انتهت من المهمة التي جاءت لاجلها استقررت في الجزيرة لان اهلي بها واصبحت مسؤولا عن العمال الذين يعملون في الزراعة وبعض المهنيين لانهم في تلك الايام كانوا يتبعون وزارة التربية... فأنا من يعمل لهم الكشوفات ويتسلم رواتبهم والبعثة طلبت عمالا يقومون بمتابعة نظام الاثار فكنت مسؤولا عنهم مع عمال التربية...

المتحف

بعد أن تسلم متحف الاثار طارق فخري نقل المتحف من التربية إلى الاعلام ثم اسسنا متحف الجزيرة واكتمل بناؤه وكان طارق فخري يأتي الينا بين فترة واخرى وقد ساعدتنا الاشغال في ذلك خصوصا مكتبها الذي في الجزيرة مع البلدية وعملنا مبنيين لنا مبنى للادارة ومبنى للمتحف واستطعنا أن نوفر من مصروفات الوزارة التي تعطى لنا وننشئ المتحف بالتعاون مع مكاتب الاشغال والبلدية التي كانت في الجزيرة وكان طارق فخري يأتي الينا باستمرار ... كنا نعمل إلى الساعة الثانية صباحا انا مع الموظفين حتى جهز المتحف بكل ما به من اثار وفتح سنة 1961 واصبحت امينا لمتحف فيلكا وهذا بعد انتقالنا إلى الاعلام...

الشعبي

بعد ذلك جهزنا أحد قصور الشيوخ المتواجدة عندنا في الجزيرة وجعلناه متحفا شعبيا اهليا كل محتوياته من الموروث الكويتي فكنت اذهب انا وعيسى خلفان للاهالي ونجمع ما عندهم من مقتنيات شعبية وكانوا متعاونين معنا إلى اقصى حد ولم يكونوا يأخذون منا شيئا... واصبح عندنا في الجزيرة متحفان للآثار وللموروثات الشعبية... واثناء ذلك الوقت واصلت دراستي للمرحلة المتوسطة في الفترة المسائية وتعلمت الطباعة.

التثمين

بعد تثمين بيوتنا في الجزيرة انتقلت للكويت سنة 1965 وسكنت السالمية فتحول عملي إلى المتحف الوطني واصبحت به امين صندوق وزاد راتبي لان فيه بدلا وتقاعدت سنة 1982.

الزواج

تزوجت سنة 1951 والحمد لله رزقت بثمانية اولاد توفي منهم اثنان ابن وابنة والذي عقد لي القران الملا عبدالقادر السرحان.

كان بيتنا على البحر كأنه شاليه فيه عرزاله ويفرش بها الحصحص وهو رمل ابيض حباته كبيرة لا تلصق في الجسد وكان الوالد يضع له اكواما من الحصحص على شكل مخدة ويتوسدها حينما يضطجع على جنبه وتأتيه ابنتي عائشة توقظه من نومه عندما تسمع الاذان والوالد كان يحب حفيدته عائشة حبا جما.

الزراعة

اهلنا كانوا اهل بحر وزراعة انا ادركت فترة الزراعة وهي القمح كنت اساعد اخواني والقمح كنا نزرعه على ماء المطر والندى الذي يرطب الارض نحرث شهر 10 ونحصد شهر 3 وكثير من اهالي فيلكا يزرعون معنا حتى وقت الحصاد كنا نتعاون في حصد القمح وكل مزارع يأخذ ما يكفيه والبقية عن حاجته يبيعها في الكويت... وهناك مزارع للخضراوات والبطيخ جهة الجنوب لكن ليس على ماء المطر بل على الابار وقد انتهت زراعة القمح مع خروج النفط.

النقاش

سألت والدي لماذا لا نذهب للكويت؟ وذلك حين ظهور النفط حيث ذهب بعض اقاربنا لها فرد عليّ رحمه الله بقوله هل عندهم ماء صافي زلال يخرج من الارض قلت لا قال هل عندهم سمك مثل سمكنا... إذا قالت امك ليس عندنا سمك انا ألقي السالية فأملؤها من السمك... وهل عندهم وقود وخشب مثل الذي عندنا هل عندهم زراعة وخضرة طازجة نحن عندنا كل شيء حتى الغوص والسفر.Alraimedia.com








11-04-2014, 02:03 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
من قديم الكويت
عبدالله السالم «ترانزيت».. بالإسكندرية












إعداد يوسف الشهاب


توقّف الشيخ عبدالله السالم عام 1953 في ميناء الاسكندرية بعد عودته من زيارة بعض الدول الاوروبية بطريق البحر.. وقد كان في استقباله في ميناء الاسكندرية المحافظ ومندوب عن مجلس قيادة الثورة، كما كان في استقباله الحاج ثنيان الغانم، الذي كان موجوداً - آنذاك - في الاسكندرية، وكان في صحبة الشيخ عبدالله السالم، سعود المضف وعزت جعفر وبعض المرافقين. وقد قام بجولة قصيرة في الاسكندرية، زار خلالها كلا من قصر المنتزه وقصر رأس التين، وبعد انتهاء جولته في القصرين سجل كلمة مختصرة حول انطباعاته لكل ما شاهده فيهما من عمران وتصميم.. وكان ابرز ما كتبه «من خاف على عقبه وعقب عقبه فليتق الله»، وتحمل هذه الكلمة معاني كبيرة ودلالات على عاقبة الانسان والتفكير في نهايته أمام حالات البذخ التي رآها في القصرين.
كان توقف عبدالله السالم في الاسكندرية لساعات قليلة «ترانزيت» تناول خلالها الغداء بدعوة محافظ الاسكندرية، حينها محمد كمال الديب، الذي يبدو بالصورة في حديث مع الشيخ عبدالله السالم قبل مغادرة الإسكندرية الى بيروت، ثم الكويت بحراً.
(الصورة في سبتمبر 1953).http://www.alqabas.com.kw/node/880364









11-07-2014, 04:15 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:




نزار النقاش: أعدتُ جهاز الزفاف للعروس وجئت الكويت قبل 60 سنة




Pictures%5C2014%5C07%5C10%5C9e34d776-3cfe-4e11-83e8-13df7924b849_main.jpg
أول جهاز لفحص النظر
">اجرى الحوار جاسم عباس

في سلسلة حلقات من قديم الكويت، نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت، الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات، التي قدمت الى الكويت قبل 40 أو 50 سنة، فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله، وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم لما استمر هذا التواصل وذاك العطاء.

في مستهل لقائنا مع نزار عبدالرحمن النقاش قال: دخلت الكويت عام 1954 وكان عمري 18 سنة، وجاء اسم النقاش لان الاهل كانوا من النقاشين والحرفيين، وانا الآن اكملت 60 عاماً في الكويت مع عملي بالنظارات، وما زلت امارس مهنة الاباء ومحلاتنا في بيروت جنوب شرق السكاكر تحت اسم «محل النقاش» ومحلنا الثاني كان في شارع نبيل بشير، وكان يحمل اسم «ان اسين نقاش» وبالقرب منا محل حلويات كبير مشهور «سعد الدين» واتذكر من اللبنانيين الذين دخلوا الكويت في الخمسينات: الدكتور احمد سلامة ــ الدكتور زهيم تميم ــ د. نبيه البرجاوي وكان طبيبا في مستشفى الاميري وابنه نائب في البرلمان (احمد البرجاوي) د. توفيق المترك وكان طبيباً في قسم العيون في الصليبخات، الممرضة فاطمة العريش، ومنهم ايضا نبيل البستاني ــ خولة رزق ــ جورج حكيم ــ فريد حكيم ــ ناجي الحص اول محل لديه في الشامية لتشحيم وغسل السيارات ومنجرة، واول سفارة لبنانية كانت عام 1961 كان هناك قائم بالاعمال.


قال النقاش: اول محل فتحته لبيع «ششمات» بالمباركية في عمارة عبدالعزيز المطوع، وكلمة «ششمة» تعني النظارة وهي لفظة هندية «جشمة»، وبالفارسية تعني عوينات، والمحل كان من عدة ابواب اخذت انا واجهة المحل، والبقية للدبابيس، وانا من مواليد 1932 كل عمري مع العوينات، الششمات.
وقال: النظارات ادخلتني الكويت، عندما جاء محمد عيسى كان محاسبا لدى نظارات «عدنان الحكيم» في بيروت جاء ليودعني قال لي: انا مسافر للكويت، سألته:‍ اين الكويت؟ قال: قريبة من البصرة وقال: الكويت فيها حركة عمرانية واقتصادية ويكفي ان اهلها كرماء واوفياء، وعندهم بحر وصيد السمك فوق ما تتصور وعندهم صيد الحمام، وفعلا خاويته وركبت في طائرة «داكوتا» 5 ساعات إلى مطار النزهة خلف السور، وكانت ذات محركين، لان الظروف ساعدتني على ان اغادر بلدي لبنان خاصة عدم زواجي من بنت خالتي بعد ان جهزنا جهاز العرس، ولكن جرت السفينة عكس اتجاه الرياح بعد ان ذهب والدي الى بيت ابنة خالتي «العروس» واخذ كل الاغراض، ولم تتم الفرحة فغادرت بيروت الى الكويت، ولم ارجع اليها الا بعد ان توفي والدي. ولكن كانت الاقامة منتهية وخلال يوم واحد جدد لي المسؤول الاقامة، رحمه الله، عاشور الصباح وكتب في مذكرة خاصة ان نزار النقاش معروف لدينا.
اضاف: عندما فتحت محلا للنظارات لم يكن موجودا الا محل «ضياء العدل» في شارع الجديد، وكنت اتجول لمعرفة ما حولي وجدت فؤاد ياسمين موزع الصحف والمجلات، ويعتبر اول موزع في الكويت، وهو جاء قبل ابو احمد حيدر، وكانت مكتبته بالقرب من عيادة الدكتور شبير خان، (باكستاني الجنسية)، وبعد هذا المحل التقيت احمد غزاوي من بيروت، وهو تاجر حديد وعرضت عليه فتح محل نظارات وكان معي 55 الف ليرة اي ما يعادل 27 الف دولار، والروبية كانت تساوي 65 ليرة.
قال: واول جهاز ادخلته معي للكويت لفحص النظر «لانس ميتر» والمحل الذي فتحته في المباركية كان تحت رقم 5/750.
اضاف:‍ رست علينا مناقصة وزارة الصحة فجاءني مندوبها وطلب مني زيارة الوزارة التي كان موقعها على السيف، فاستقبلني علي الداود وطلب مني الاستمرار مع الصحة لتوفير وفحص العيون وعمل نظارات، وكان في الجلسة عبدالمحسن المتروك وجاسم المضف الذي كان امينا للصندوق، وعبدالعزيز مقامس مساعد امين الصندوق، وحسين الصالح، وعبدالكريم مراد، وبدأت مع الوزارة سنوات طويلة.
قال: العمل بالنظارات وراثة من آبائي واجدادي، وعندي محل في بيروت، من عام 1942 وانا اعمل بالنظارات مع والدي واخي وفيق، وفي الكويت بدأت من عام 1954 الى الآن من المباركية الى شارع الجديد الى شارع فهد السالم، ولله الحمد زبائني من كبار العوائل الكويتية، ادخلت اجهزة متطورة خلال 60 سنة، خاصة جهاز «زيتنا سكوب» للفحص والقياس، كانت تلك الاجهزة بالنسبة الى كمبيوتر اليوم جهازا بدائيا، ومازلت احتفظ بالقديم كذكرى.
قال: اقمت مصنعا للعدسات في الكويت في شارع فهد السالم من 4 ادوار، استوردت المواد من اميركا والمانيا وفرنسا، وهذا المصنع يعتبر الثاني من نوعه الاول كان لضياء العدل، واما الاطارات فمن اميركا وفرنسا، والناس لم يهتموا بالماركات «نظارة وبس» علما بان الشركات كثيرة، والبنت الكويتية كانت ترفض لبس النظارة علما بانها بحاجة ماسة لها، قالت احداهن لي في المحل بعد الفحص تقول البنات لي «انت أم أربع عيون»، ويعد عيباً عدم رغبتها في لبس النظارة إلا القليل منهن ومن النوادر، علماً بأنه علاج للنظر فتكون معذورة.

المطبخ الكويتي

قال: المطبخ ليس ان تضيف الخضار أو البهارات أو الرز، إنما هو ذوق وفن واختيار الأصناف بالإضافة إلى الممارسة والخبرة والدراية، ولكل شعب طريقة وصنف وأطعمة خاصة بهم، والطبخ عادات وتقاليد، والكويتيون عشت معهم أكثر من ستين سنة، لهم أطباق مميزة وأنواع من الرز والبهار، والحلويات، وما زالت الأسر الكويتية محافظة على التراث الغذائي القديم، وما زالت المائدة تتنقل من يد الجدات إلى الأمهات والبنات والحفيدات، وأنا ما زلت مع هذا الرباط الثابت بيني وبين المطبخ الكويتي، كما كنت وأكون مع المطبخ اللبناني الذي يختلف عن أي مطبخ خليجي.
وقال النقاش: أنا هاو وعاشق «الرز الشهير الذي كان يجلب من مدينة رشت في إيران، الرز الذي تصل رائحته عند طبخه إلى سابع بيت، وعندما كنت أطبخ مجبوس لحم أو البرياني مع هذا الرشتي أشعر انه من طيبات الطعام، وأنا أسمي هذه الوجبة بـ«عيش عرب»، أما البهارات الكويتية التي تستعمل في المطبخ الكويتي فهي: فلفل أسود - حلبة - كزبر - جوز الطيب - دارسين - هيل - عرق الهيل - مسمار - زنجبيل - كمون، والكويتيون مشهورون بالحلويات ومعاملهم من القديم فهذا سر الخاتون، واللقيمات والبامبا، وبيض القطا، وبر الوالدين، والقصيدة، مربى النزنج، وأنا أتأسف على عيش رشتي الذي انقطع تماماً، كان كل 5 كيلوغرامات بدينار واحد ثم أصبح بـ 7.500 دينارات وصل حتى 9.750، والآن هذا النوع انقطع تماماً إلا في إيران وفي لندن، ودائماً كنت أطبخه مع أبوعلي النصف وإبراهيم دبدوب، وفرنسيس محامي البنك الوطني، وإداور قطان، وأحياناً في جولاتنا البحرية على بوم النصف كنت أطبخ لهم على ظهر البوم وإلى الآن رائحة العيش العطرة الحلوة أشمها.

الصيد والفروسية

وقال النقاش: أنا هاوي الصيد والرماية والحداق من طفولتي عندما كان عمري 8 سنوات، ولما دخلت الكويت عام 1954 كان عمري 20 سنة لحبي للهواية دخلت نادي الأحمدي K.O.C عام 1958، وبعد سنوات دعيت إلى صالة الفرسان لحضور حفل زفاف أحد أبناء الدبوس لشهرتي في الرماية، ومن هنا أدخلوني إلى ميدان الرماية، بدأت أرمي فكانت النتيجة في جولتين متقدمة جداً 25/22 و25/23، وأوضحت لهم أن ميدان الرماية ليس بالمواصفات الدولية والدقة المطلوبة، فطلب مني الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، الذي كان رامياً ممتازاً بالنادي أن أقوم بتأسيس والإشراف على ميادين الرماية بالمواصفات الدولية، واجتمعت مع مدير النادي السيد محمد ماجد الشاهين، وطلب مني قلت لهم «أنا رقعة من الثوب». أجابني الشاهين: انت من الثوب كله، وتحملت المسؤولية وأنجزت العمل.
وقال: من بركات النادي عرفت القنص الذي كان ضمن حياتي، كنا نقنص في شهر نوفمبر وصلنا إلى مناطق بعيدة، منها: الرقاق - القصير والغانمة، وكانت البندقية التي اصطاد بها من المرحوم محمد العتيبي كانت ذات طلقتين ومكتوباً عليها أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح، أعارني لموسم الصيد والرماية حتى أحصل على ترخيص لبندقية أخرى. وفي شهر أبريل حتى منتصف مايو كنا نصطاد الحمام البري، والحبارى والأرانب في الأراضي الكويتية والسعودية والعراقية، وكنا نستمر حتى أكتوبر ومارس، وكل قنص يستمر من 3 - 7 أيام، ولحبي للهواية سافرت إلى ألمانيا، واشتريت البندقية لرماية «السكيت - والتراب».

شارع الجهرة - الجديد

وقال النقاش: الشارع الممتد من ساحة الصفاة الى دوار شيراتون، أو كان يسمى دروازة الجهرا بشارع الجهرة، وبعد ان صدر قرار بتسمية الشوارع عام 1961 سمي شارع فهد السالم الصباح، أما اسم الطريق الذي يمتد من بوابة الجهرا حتى المطلاع فبقي على الاسم المعروف نفسه بطريق الجهراء، وكانت مدينة الجهراء واحة عامرة فيها قصور وسور، ولها تاريخ مع المعركة الشهيرة (معركة الجهرة).
وأضاف: من معالم الشارع أتذكر أول صيدلية فيه «الغانم»، ويقال ان الأرض كانت ملك محمد العتيبي، ومطعم سميرا أميس، وشركة يوسف أحمد الغانم للمعدات، ومطعم عدنان جبري، يوسف إبراهيم، وشركة «أجي أول»، بجانب مخفر الصالحية، وشركة الاتحاد التجارية ومحل عبدالرزاق الزروقي ودانيال حسو، وشركة العثمان التجارية، وعمارات الصباح ومطعم أنواع الصباد، وعمارة ثنيان الغانم كانت تسمى عمارة «روزرايز» ومكتب البريد ومطعم موقف الجبري صاحب الكنافة النابلسية المشهورة، وأول شارع الجهرا من الصفاة كان ساحة ملتقى الحفلات في المناسبات، ومع التنظيم الجديد ضاعت معالم الساحة التي لها ذكريات مع القوافل والبيع والشراء، وهناك مقاه كانت منتشرة ويتجمع فيها رواد الأسواق من المواطنين والوافدين، وأنا أتذكر قهوة عباس بوتقي، زبائنها من اللبنانيين والسوريين والمصريين القدماء، بالاضافة الى المواطنين الذين كانوا يطلبون «القدو»، وعندما تدخل شارع الجديد الآن سمي «شارع عبدالله السالم»، تجده مكتظاً بالناس حتى السيف، شارع فيه مقهى للفلسطينيين، وعمارة «أوميغا» ومكتبة الرويح، ومطعم الأحمدية، وشارع الجديد ما زال جديداً رغم المولات والمجمعات والجمعيات، وله طعم خاص، وما زال محطة تجارية، ويكفيه المداخل التي تؤدي منه الى كل الأسواق، خاصة سوق الخضرة والغربللي والأبيض وبراحة ابن بحر، وسوق الجت والتمر واللحم والسمك، والسلاح.. الخ.

نصائح وإرشادات

وقال أبو جهاد: سأعطيك يا جاسم نبذة من خبراتي:
العين جوهرة فحافظ على سلامتها.
السلامة تأتي على ألا تجبر العين على العمل حتى لا ترهقها.
أريحوا أعينكم وعيشوا حياة ممتعة لرؤية أفضل.
إن الصراع الذي نتج ما بين العاطفة والضمير هو صراع أقسى من الحرمان بكل أبعاده ومعانيه.
الإنسانية ينبوع للمجتمع لحياة كريمة ملؤها الأمن والأمان.
الأنانية معول هدم في المجتمع.
من عاش وتعايش في عمله أو في دراسته أبدع ووصل إلى ما تصبو إليه نفسه، ويشار إليه بالبنان.
وأعزز هذه الحكم بقوله تعالى: «وَلاَ تَلْب.سُوا الْحَقَّ ب.الْبَاط.ل. وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (البقرة: 42).

للترفيه

وقال أبو جهاد: الله يرحم أيامك، لآخر أيامك تعمل لغيرك.
وقال:
«بسمت فلاح ضياء لؤلؤ ثغرها
وبه لداء العاشقين شفاء
جلست تعظم ربها
فتمايلت لها أربابنا العظماء»
وأخيراً قال أبو جهاد: أقول التكريم في حياة الإنسان هذه حقيقة وشيء من الوفاء، وأما بعد الممات للذي كرم.
للكويتيين، كونوا أوفياء لبلدكم، إذا أحدكم تفيأ تحت ظل شجرة، هل يهون عليه في يوم من الأيام أن يسيء إلى هذه الشجرة، فبالله عليكم تكاتفوا وتعاونوا للنهوض بكويتنا الحبيبة الوفية.





Pictures%5C2014%5C07%5C10%5C5f1f20a5-b1d8-47a5-9d96-73ba6250720c_maincategory.jpg
نزار نقا ش
Pictures%5C2014%5C07%5C10%5C2c1d92b2-efaa-4568-83e4-8d87f32fb0ae_maincategory.jpg
دروع وكؤوس وهدايا من النادي








14-07-2014, 10:55 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
فيصل خان: حرَّمنا زواج بنات الجيران لأنهن أخواتنا بالرضاعة



Pictures%5C2014%5C07%5C04%5C48d5a31b-ab00-4087-8505-b8784db3687c_main.jpg
الفرضة (صورة تاريخية)
">أجرى الحوار جاسم عباس

في مستهل لقائنا مع فيصل حمود علي خان قال: أنا من مواليد 1936 في حي الوسط من العاصمة، شرق فريجنا منطقة الشرق وغربنا منطقة القبلة، ومن جيراننا بيت المطوع - عباس عبدالستار - سيد عبدالصمد سيد زاهد والد النائب عدنان عبدالصمد - المزيدي - سعود المطوع القناعي - بيت سليمان الجاسم، وأتذكر معلمنا المرحوم أيوب حسين درسنا في مدرسة الصباح، وأتذكر وأنا صغير كان والدي، رحمه الله، دائماً يصحبني معه أينما يذهب وفي كل الأوقات، وإذا خرجت معه الفجر كان يدخلني معه تحت البشت خوفاً عليّ من البرد، ودائماً يحذرني من الطريق ومشاكله.

بداية الدراسة عند الملا

وقال فيصل خان: درست عند الملا يوسف حمادة، ثم عند الملا ماجد الشماع، حفظت القرآن وجودته، ثم إلى المدرسة الجعفرية وكان معي ابن عمي جاسم خان، وأولاد بوعباس وبعد الجعفرية درست في مدرسة الصباح، ولا أنسى أستاذنا راشد إدريس الذي أصبح وكيلاً للمدرسة، وناظرها الأستاذ حمد الرجيب الذي تولى بعد ذلك منصب مدير الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم وكيل للوزارة، وعين سفيراً في وزارة الخارجية ثم نقل سفيراً إلى جمهورية مصر العربية وليبيا ثم إلى المغرب، وعندما كنت تلميذاً، في الصباح دخلت الفصل وكنت أكبرهم سناً، فطلب مني أن أكون مشرفاً على الصف، وأحياناً أدرس التلاميذ لأني كنت من التلاميذ الأقوياء في المدرسة الجعفرية، وكان من التلاميذ في الصف الشيخ مشعل الأحمد الصباح والشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح، والشيخ منصور الأحمد، وعبدالأمير مطر، ودرست الثانوية في مدرسة الصباح التي أنشئت عام 1948 في منطقة شرق، مدرسونا كانوا طاقات من العطاء والفهم وكانوا على مستوى متميز من العلم والأخلاق والأدب والتعامل ومعلوماتهم كانت غزيرة في الشرح والفهم.

الطراح.. الجت

وقال أبوغازي: والدي وجدي وجدنا الكبير من الأم الطراريح المشهور عبدالرحمن بوعباس، والطراح هو بائع الخضروات والفواكه منهم تجار الجملة الذين يتعاملون مع الأبلام القادمة من العراق وإيران، ومن الطراريح الذين كانوا يتعاملون مع القرى الكويتية كالجهراء والفنطاس والفحيحيل وحولي وجزيرة فيلكا هؤلاء كانوا يطرحون في براحة السبعان (ابن بحر) التي كانت تصل عن طريق الحمير والجمال فجراً وفيلكا بالسفن الخشبية، وأما من خارج الكويت كما ذكرت فكانت تطرح على الفرضة وتحمل على أبوام شراعية، آباؤنا كانوا يجلبون «الميوه» والبطيخ، والجت (البرسيم) والعنب من بهمشير ورمان من شيراز، أسماء عرفت بمنتجاتها منها: موز من الهند وتمر البصراوي وهمب عماني وتفاح بغدادي وصبار بحريني وكذلك اللوز المشهور عندهم.
وقال: يتوجه الطراحون بأبلامهم الى موانئ العراق وإيران أثناء مواسم الخضروات والفواكه والجت، وكان تحت أيدينا حوالي 20 بوماً للشركة لجلب الماء والجت والفواكه، وكانت الشركة الكويتية تابعة للحكومة، وبعض الأبواب لتجار أهل الكويت، وكان جدي من تجار الجت والرطب والتمر، وأما المشمش فلا يستورده الا من عنده إجازة نقل وتصدير واستيراد، وأنا أتذكر كنا نضعه في الفنطاس (توانكي ماء من الخشب) ونغطيه بالبرسيم، وهذا يعتبر تهريباً، وأحياناً مفتش الجمارك في البصرة كان يبحث عن المشمش من خلال الرائحة ويصادره.
وأضاف أبو غازي: نحن من الطراريح نجلب الماء والجت فقط، والبرسيم كنا نجلبه من «المخراق» و«المعامر»، و«الدورك» وكان البرسيم من السلع الرائجة التي لاغنى عنه لإطعام الأغنام، وكان يباع بالمدوار يعني «شدة»، وكنا نستورده من العراق وإيران وكذلك من الجهراء التي كانت تصدره الى الفرضة بكميات على ظهور الجمال، وكانت مزارع الكويت تنافس المنيوحية والقصبة والفاو والمخراق.
وقال: كان عمي محمد خان رحمه الله، يدخل المزرعة بنفسه ويحش الجت (أي: يحصده) ويبيعه، وكان، رحمه الله، ينقل الطماطم والبطيخ والخضرة الى براحة ابن بحر بالقرب من سوق الخضار. ونحن الطراريح نتعامل بنسبة الربح، ويصل الى ثلث الفائدة لصاحب البوم، والخسارة نحن نتحملها بعد إخراج قيمة البضاعة.
وتابع: ففي عام 1955اشترينا وانيت أنا وحسن الوزان شراكة بعدما منعت البلدية نقل الجت على الحمير والعرباين.

الجت الكويتي

وقال أبو غازي: لدينا 3 محلات، وكنا نستهلك لكل محل من 60 - 100 مدوار كل يوم، وهناك سوق خاص يسمى سوق «الجت»، وهذا يدل على ان بيوت الكويت كانت تربي الماشية، فالكل لديه الحليب واللبن والزبد والجبن والجرثي والإقط والروب، الذي كنا نشربه كل يوم قبل الذهاب الى المدرسة، والجت الكويتي له قيمة غذائية عالية، وكان مقبولاً عند الحيوانات، وأرض الجت فقط لزراعته ولا يزرع معه أي نبات آخر، وهو نبات عشبي معمر ينمو الى ارتفاع 50 - 100 سم، وتتفرع منه عدة فروع ما بين 5 - 20 فرعاً، والبرسيم الكويتي أزهاره بنفسجية، وينمو في الكويت لوجود بيئة مناسبة، فالجو جاف والمياه متوفرة، وأحياناً اذا قلَّت فالجت يتحمل العطش، وأيضاً يتحمل البرودة، وكان الكويتيون يعتبرون الجت المستورد من العراق هو الصنف «الزبيري»، ورغم وجود المزارع قديماً في الصليبية والعبدلي والوفرة إلا ان الكمية لا تكفي، فيستورد من الخارج، والمزارعون الكويتيون كانوا يخافون على انتاجهم من دودة ورق القطن، وهي من أشد الآفات على البرسيم، واذا لم تكافح فقد تبيض في أرض البرسيم حوالي ألف بيضة وتتغذى اليرقات على أوراقه، ومكافحتها تكون بالرش، وهناك دودة تسمى الخضراء أيضاً تهاجم البرسيم، والبرسيم الكويتي يعرف أيضاً بـ«برسيم حجازي»، وكان العشابون يستفيدون طبيا من الجت كله، وحتى النحالون يعتبرون عسل البرسيم من أجود انواع العسل، وحسب تجربتنا ان استخدام البرسيم الكويتي يفيد في جلب النشاط للأغنام. ومن أصحاب مزارع الجت في قرية الجهراء: المرحوم عبدالله الخلف وأخوه مطر الخلف ومبارك العيار والشريم والثابت والأمير والكوح والهده وفريح وسويلم.
وقال أبو غازي: في الغالب كان يحش الجت في المساء، وتغادر الجمال بعد منتصف الليل لتصل البراحة مع الفجر، والطراريح يستلمون الحمولة، وتستغرق الطريق من الجهراء إلى الكويت ثماني ساعات، وبعد ان دخلت السيارات بدأت تنقل الجت باللوريات.
اضاف: لاهتمام الأهل بهذه التجارة، كنت أذهب مع ابن عمي الى المخراق، وكان المرحوم مبارك العيار يطلبنا الى مزارعه في الجهراء ونحن كنا صغاراً نمكث أياماً هناك بين الخضار.

مصطلحات قديمة

وتذكر ابو غازي بعض المصطلحات منها: «الرك»، قفص على شكل هرمي يصنع من جريد النخل توضع فيه الرطب والعنب، والرطب نشتريه من البصرة، وكل طراح يضع علامة خاصة له حتى لا تختلط ركوكه مع ركوك التجار الآخرين، وكان الرك الواحد يسع لنصف «مَنّ» من التمر، والمن يعادل 140 رطلاً، والمن لفظة هندية، ولا يفرقون بين الأوزان فكان عندهم يساوي مئة رطل، وكانت بعض الركوك تجمع في الكويت لانها من الجريد بواسطة الأولاد مع الربط بواسطة حبل الكمبار (الكنبار) المصنوع من ليف جوز الهند.
ــــ القلة: كيس من الخوص يوضع فيه التمر وفيها حبل قوي أيضا مصنوع من الخوص، والكَله (القلة) جمعها «كلال» وتعبأ التمور فيها في البصرة والأحساء.
ــــ عثق (عثك) النخل يحمل البلح الذي يتحول إلى الرطب، وبعد ان يجف العثك يربط في وسطه ويتحول إلى «مخمة» جمعها مخام، وهي المكنسة التي لا يخلو أي بيت منها.
ــــ العزلة: مجموعة من عثوق البلح والرطب تباع بالجملة، وكنا نقول (إعزل) فيقوم العامل أو نحن بعزل كل 4 - 3 عثوك لوحدها ونعزلها عن الباقي، أي كل مجموعة تسمى العزلة.
ــــ الكفة: (قفة) زنبيل أو جلة ذات عراء، كانت تستعمل لحمل العصافير وأشياء اخرى.
ــــ الكرب: رأس سعف النخل، تقطع للوقود ولطفح شبك الصيد.
ــــ القرم «الكرم»: ما تبقى من جذع الشجرة بعد قطعها «للوقود».
ــــ كبارة: كوخ من الطين سقفه هرمي (لفظة تركية تعنى «كوبري».
ــــ ثوم الجبل: ثوم صلب يضاف إلى المخللات ويجلب من إيران.
ــــ «مالك من المال غير اللي تأكله مالك
باجر تموت حسرة وياكل الوراث مالك»
صيحة تكرر في سوق الخضرة قديماً اشتر ولا تجمع وكّ.لْ عيالك وعطهم.
- والبعض يصيح: الزين عندنا والشين حوالينا.
- عندنا تفاح قيقاوي البغدادي، وغير عنده بوفسيوه تفاح عراقي له مذاق حامض، وكان يستعمل مع المخللات، وسمي بهذا الاسم لأن عند أكله تسمح له صوت «فسفسة»، كنا نخططه ونحن صغار بأظافرنا ونزينه ونضربه بالحائط حتى يتجمع الماء فيه ثم نأكله.
- بند عبارة عن حبل من عثق البلح بعد تنقيحه تخرج منه حبال لربط مدوار الجت.

ما نأكل قبلهم

وقال «تعلمنا وسمعنا من الأولين كيف نكرم الجيران وكيف نتواصل معهم لا سيما الجار الأقرب باباً الذي كان أولى بالعطاء والإحسان، وهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك»، وتعلمنا كيف نقدم الهدايا ولو أنها لا يتنفع بها.
وكان جيراننا يستلطفونا ونحن صغار، ويرشدوننا إلى ما هو صالح، ولا نصعد إلى السطح في النهار حتى لا نتطلع عليهم، حتى الماء كان والدنا يمنعنا أن نصبه عند باب الجار، ولا نغفل عن ملاحظة دارهم عند سفرهم أو غيابهم حتى ولو ساعات، وجارنا اليتيم لم يشعر بفقدان والده أو أمه، فكل احتياجاته متوافرة من الجيران، وحسن التربية موفورة لدى اليتيم، وكان ينال التقرب إلى قلوبنا، وهناك أيتام فقدوا أمهاتهم وهم في المهد أصبحوا إخواناً لنا في الرضاعة، فكان الرزق يجلب للجيران المحتاجين، وقديماً لم نكن نغفل عن الجيران، لأنهم أخوة لنا، وكثير من بنات الجيران يحرم علينا زواجهن لأنهن أخوات لنا في الرضاعة والعكس، فأخوتنا واجبة إن ضعفت ضعف الإيمان، وقوتها من قوة الإيمان، كانت نفوسنا صافية وقلوبنا قريبة لبعضنا، فكان رباط الجيرة والإيمان أقوى من رباط النسب والدم، فهذه العلاقة كانت أساس السعادة والكرامة والعزة، ولا عجب ولا غرابة في أننا إخوان بالرضاعة، فهناك العشرات أو أكثر علاقتهم باقية لا تفنى، هكذا كان الكويتيون صادقين مع بعضهم في التجارة والدراسة والتزاوج، ببركة ديننا العظيم والآيات الكريمة، أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن الألفة من صنعه تعالى، قال في سورة الأنفال آية 63 بسم الله الرحمن الرحيم «وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوب.ه.مْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا ف.ي الْأَرْض. جَم.يعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوب.ه.مْ وَلَك.نَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إ.نَّهُ عَز.يزٌ حَك.يمٌ».






Pictures%5C2014%5C07%5C04%5Ca8389cbc-3cd0-4dec-87c7-6d0954cf01c6_maincategory.jpg
فيصل حمود علي خان
Pictures%5C2014%5C07%5C04%5C52a79e47-0895-4d96-9de9-c0a5fe240299_maincategory.jpg
البرسيم في الفرضة عام 1958







17-07-2014, 04:29 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:
العشيرج.. منها صخور بيوتنا.. نبات العشرج مبارك حسين: نعمل مع السجي وننتهي مع الثبر



Pictures%5C2014%5C07%5C02%5Cec047301-f99f-42e7-a63d-2add12e3b4fc_main.jpg
مبارك حسين علي
">حاوره جاسم عباس

في مستهل لقائنا مع مبارك حسين علي قال: أنا من مواليد 1926 بلغت من العمر 88 سنة، وكان عملي في تكسير الصخور في العشيرج والمهبولة والشويخ والوطية وبنيد القار، وعملت في بناء البيوت والفرجان عاملاً حتى أصبحت استاذاً، وعملت مع كل الاساتذة، منهم: ابن دهيم، وابراهيم العبدالسلام والرباح والبحوة، وعملت مساحاً بالجص، وضعت الطابوق من ال.لبن، والأسوار بنيتها بطريقة ونظام العروق (عرج) عبارة عن سطر من الطين (ل.بن) وبنيت بيوتاً من العروك.
وعملت بالنخيل وطبخت «تمر حلاوي» وسلقته، وكان يسمى «السلوك» يحفظ للأكل عند الحبال، وصنعت «العماريات» وهي عبارة عن سقيفة من جريد النخل والغوص المنسوج أو الخياش تصبح العمارية على شكل هرمي يجلس تحتها البائع ليتقي حرارة الشمس، وكان لللصرافين «عمارياتهم» الخاصة بهم.

مخضرمون عاشوا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين، وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرّجوا رجالاً ونساءً، إلى أن حققوا الطموح أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين إلى الأيام الخوالي.
القبس شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية.


قال أبو حسين: لبناء البيوت قديماً كنا نقطع الصخور وننقلها من العشيرج، وهي كانت قرية بحرية من سواحل الكويت، والعشيرج عبارة عن لسان يمتد في جون الكويت، وهذه المنطقة اشتهرت بوجود الصخور لبناء البيوت، وفي هذا المكان أيضاً آبار ماء للشرب تسمى آبار عشيرج ولوجودها يكثر نبات العشرج بالقرب من الساحل، لذا سميت بهذا الاسم.
وقال: نجتمع بالقرب من نقعة الشملان الساعة 12 ظهراً، عندما يكون البحر في حالة «سجي» أي: المد، نخطف أي: نسير مع رياح الكوس أي الجنوبية الشرقية نواصل الى العشيرج ونصل الساعة الثامنة ليلاً، كل واحد منا معه هيبه الخاص به، والهيب عبارة عن قضيب من الحديد طوله حوالي ثلاث الى أربع أقدام، أحد طرفيه حاد والآخر مفلطح، وهيب تقطيع الصخور يختلف عن هيب حفر الآبار أو هدم البيوت، هيب العشيرج رأسه مغطى بالفولاذ لكي لا ينكسر، عندما نصل الى مقص الصخر الكبير نخلع الأحذية لأن الحذاء يمنعنا من الحركة وبعضنا كان حافي القدمين مع وجود الجير على الصخر، ولكننا كنا حذرين أثناء السير والتقطيع، نقوم بالتكسير في الليل من دون اضاءة أحياناً معنا «لايت يدوي» نقوم بقطع الصخر (المقص) الى اجزاء كبيرة، ثم نضع تحت كل قطعة ثانية ونبدأ بتقطيع الكبيرة، ثم نقوم بجمع هذه الصخور على شكل أكواد (كومة) مجموعة من الصخور، نستريح فترة قصيرة ونشرب الشاي في التشالة وأحياناً بالجالبوت أيضاً نستعمله في نقل الصخور، وإذا سجت المايه (المد) نقرب التشالة (السفينة) التي كنا نستخدمها لنقل الصخور، ونقوم بنقلها داخلها، وإذا كان الهواء شديداً نرفع الشراع ونسير نحو النقع.
وإذا كانت الرياح (خواهر) أي: ركود وهدوء نقوم باستعمال المردي لدفع التشالة في المياه الضحلة، وكنا ندعو «دفعة مردي والهوا شرجي»، بأن تنطلق التشالة بأقصى سرعة، واذا كان البحر في حالة مد وارتفاع الماء نقوم باستعمال المجداف حتى نصل الى النقعة المطلوبة لتنزيل الصخر وغالباً ما ننزله في نقعة الشملان أو الصقر أو معرفي أو خرما أو النصف أو هلال.

أماكن الصخور

وقال مبارك: سواحل الكويت غنية بالصخور من شمالها الى جنوبها، وأهم هذه الأماكن لتقطيع الصخور: خارور العشيرج أقرب مكان للنقع الواقعة في الشرق والقبلة، وأم الكشيد مقابل ميناء الشويخ، ورأس العشيرج يختلف هذا المكان عن «خاور»، وأمر الغرابيل جاء الاسم لكثرة وجود الأسماك اللادغة التي لها شوكة سامة فوق ظهرها، تتواجد في المياه الضحلة وأحياناً فوق الصخور، كنا نطبخ وجبتنا على العاف (ساحل البحر)، ووقودنا لوث الخشب.
اما عمال التقطيع والتكسير فأبناء عمومتي - وكلمد - والشايب وجابر ومسيب وبوبدر ويوسف وعبدالله وعبدالرزاق جرخي، ومبارك ولد درويش وسلطان، وعباس بوتقي أشكناني، وأولاد بوشعبون وأكثر العمال الذين لم تسعفني الذاكرة لذكرهم من براحة عباس.
وقال مبارك أبو حسين: أما كروة العامل (إيجار أتعابه) 2/1 قلاطة، أي 8 آنات = نصف روبية، اذا كانت شحنة الصخر (الدرب) بـ 10 روبيات، 5 روبيات لصاحب التشالة و5 روبيات للعمال، فكل واحد منهم يحصل على نصيبه، وكنا نضع آنة وآنة لشراء الماجلة على حسابنا لوجبة واحدة أو وجبتين فقط.
وقال: تقطيع الصخر فيه صعوبات ومشاكل تعرقل العمل منها: الفرايير (جمع: فريالة) مرض أو تعب أحد البحارة، سقوط أحدهم عندما لا يلاحظ أرضية القطعة، ملابسنا كانت من الخيشة.
وقال: من شدة البرد، الذي كنا نسميه «سحتني» أو «يمدة» درجة التجمد، واذا وصل البرد الى درجة الصقيع نسميه «صَكُوْعَه»، وحامل السراج كانت كبده تلوع، ونحن في الكويت «نزوع، يعني (زاع: تقيأ)، من شدة البرد، أما حامل الهيب فلا يشعر بالبرد لشدة التعب والحركة وضرب الهيب على الصخر، وكان وزن القضيب الحديدي (هيت) من 30 - 40 كيلو غراماً، هؤلاء العمال كانوا يعملون حوالي 8 - 10 ساعات، وأدواتنا: التشالة، الشراع، المجداف، المردي، الهيب، زبيل، الماجلة نضع فيها الملح والكركم وفلفل أحمر، عيش، منجب، صحن من خشب، ملاس خشب، دهن الودك شخم جفل الخروف (أي ذنبه) كان يطبخ ويؤخذ دهنه، وما تبقى منه من أجزاء صلبة يسمى «فلع»، وفي الصباح الباكر نذهب الى أصحاب الحظور، جمع حظرة، من إخواننا العوازم الكرماء نأخذ منهم كمية من السمك لوجبتنا خاصة وحر، حف وصبور وبينها، اصابتنا «الفريالة» مرات ومرات كأنها سهام حارقة.
وقال مبارك: من أماكن الصخور «ابو منتكة»، وام الميروم والرويس، وام الفروش جاء الإسم لوجود قطع مفلطحة من صخور البحر، وكذلك اسماك مفلطحة منقطة تظهر في هذه المناطق القريبة من العشيرج، واثناء عملنا اكتشفنا مقصات كثيرة بالقرب من السواحل، ولكنها تحت الماء فلا تشاهد هذه الصخور الا اذا سجت الماية.
عمل التقطيع

وقال مبارك: عملت بتقطيع الصخر من صغري، في البداية كنت احمل السراي (السراج) مصباح يحممل بالكان والفتيلة من القطن، وعندما تشتد الرياح يبغبغ السراي وينطفئ، كنت احمله لأنور المكانم لصماهي اثناء التكسير، وبعد سنة او اكثر بدأت بالتكسير ونقل الصخر في التشالة لمدة 5 سنوات.
أصحاب التشاشيل

وذكر الحاج مبارك دشتي اصحاب او ملاك هذه السفن فقال:
في البداية اذكر صناعها: احمد بن سلمان الذي ورث صناعة السفن عن اجداده حتى وصل الى سمعة طيبة بين الناس، ورحمة الله اعتبر الاب الروحي لأهله ولنصاع السفن، ومن الصناع المرحوم علي عبدالرسول، الصناع كانوا على علم ودراية في صنع التشاشيل صمموها على طريقة «غاطس» لتتمكن من التنقل والرسو في في المياه الصخلة. وقال: اصحاب التشاشيل ثنيان الغانم - لحدان - بو احمد وعمي حسن دشتي كان يملك تشالة وجالبوت - درويش - بن عساف - يوسف جرخي - عبدالعزيز القطامي - كلمدا اشكناني وهذا الكلام يا ابني يا جاسم صارله اكثر من 75 سنة، واصحاب نقل الصخور من النقعة الى موقع البناء كان «الحربي و«الشمالي»اصحاب الكاركة وكانوا ينقلون الماء واللبن.
حمار النقل

وقال: الحمير في الكويت قديما انواع، فالحمار العادي كان يتخذ لنقل المياه الى البيوت ولنقل الجص اي الطين الابيض بعد حرقه بالنار فيصبح ناصعا، وايضا كان يحمل الزبالة والرماد، ويؤجر في ايام الصيد بعد ان يزين بالحناء، ومن احسن الحمير الحمار الحساوي لونه ابيض وحجمه كبير كان ينقلون عليه الجت من الفرضة الى السوق، ولكن حمارة البحر ليس حمارا فهو نوع من الاسماك وجهه يشبه وجه الحمار، وحمار الصخر كان يوضع على ظهره صندوق من الخشب مخيط بأسلاك قوية من كل الجوانب حتى لا يؤذى الحمار ولا ينكسر الصندوق اثناء حمل الصخر، واصحاب الخبرة كانوا يعرفون كيف يتعاملون مع النقل وكيف يحافظون على الوسظيلة التي تؤدي غرضها؟ واما حمار الماء فكان على ظهره قطعة قماش لحمل قرب الماء دون ان يؤذيه واما حمار الخكري فهو صغير الحجم ينقل اللبن الجرث، وحمار الطين والصخر وذكي يعرف طريقة ذهابا وايابا بدون صاحبه الا في المرة الاولى.
التشالة... الجالبوت

وتحدث الحاج أبو حسين عن الفرق بين التشالة والجالبوت، وقال: سفنية التشالة مقدمتها كالساطور تشبه السكنية الغليظة، وهي خشبة بارزة في المقدمة وتعرف «بالعناقة» مثل البوم. أما الجالبوت، فله صدر واقف مقسوم كأنه عليه رقعة، والتشالة أكبر من الجالبوت وتحمل أكثر منها، حمل التشالة يساوي ضعف الجالبوت، إذ الجالبوت يحمل كودين، والتشالة تحمل 4 أكواد، وسكانها عبارة عن فتحة فيها خشبة طويلة تصل إلى مكان جلوس النوخذة.
وقال: أنا نقلت الصخر بالتشالة لأنها أكبر حجماً وتحمل أكثر وصلت إلى ساحل المهبولة وبنيت بعض البيوت، منها: بيوت الدبابيس في الفحيحيل، وبنيت الغولة وهي عبارة عن غرفة مستديرة توضع مع السور أي جزء منه، والمهبولة، أيضاً، فيها صخور للبناء، وبنيت العروج لسوق السمك في الفحيحيل، وبنيت من صخر المهبولة 6 بيوت لنايف الدبوس، وكذلك لابن الطويرش، الصخرة الواحدة وزنها من 30 - 40 كلغم، وهذا البناء كان نادراً بالصخر أغلب البيوت كانت تبنى في جنوب الكويت من الطين.
وأضاف: كنت أحصل على 1/2 روبية تساوي 8 آنات و32 بيزة. ولا أنسى ابن دحيم الذي عملنا معا في بناء بيوت الخرابة قرب قصر نايف التي أصبحت في ما بعد معارض للغانم، وبنيت بيوت العوضية والحساوية في الشرق.
وذكر الحاج أبو حسين أن أغلبية المنازل والمحلات والجواخير كانت من دور واحد، فلهذا لا يستدعي التخطيط أو الخريطة فقط ما يطلبه صاحب المنزل عبارة عن حوش وغرف وحمام، وكانت المواد عبارة عن الطين والصخر والجبس المحلي وبناي وعمالة منهم من يجهز «القيلة»، أي خلط الماء والطين، ويكون معهم «المبيض» أي مساح الجدران بالجص، والخباص الذي يخلط الجبس مع قليل من الماء. أما الجليب، فتستغرق عملية حفره تقريباً ما بين 3 إلى 10 أيام، ويطوى الجليب بصخور البحر، والبركة كانت في وسط الحوش لحفظ المياه العذبة التي مصدرها مياه الأمطار المتساقطة على أسطح المنازل، وكان ماء البركة يستخدم للشرب وإعداد الطعام والمشروبات الساخنة والباردة، ولا يخلو البيت من التنور المصنوع من الفخار أو الطين، ومن مواد البناء الباسجيل - البوه (القش) من أعمال النجارة أو النباتات وجذوع النخل - الحشرج (صخور صغيرة) - الحشو قطع من صخور البحر - الرماد - الطاري سائل أسود - طين الموده طين أبيض كان موجوداً في منطقة «المقوع الشرقي» - طين صلبي الجندل.




Pictures%5C2014%5C07%5C02%5Cb83b3139-d86f-4237-97ad-ff8234bda795_maincategory.jpg
نقل صخور العشيرج إلى موقع البناء
Pictures%5C2014%5C07%5C02%5C5cc16a8d-adfa-414e-85f9-39ed0ae6686f_maincategory.jpg
التشالة.
Pictures%5C2014%5C07%5C02%5C220409ce-c541-43dc-9d95-99aff2f999f2_maincategory.jpg
منزل مبنى من الطين





http://www.alqabas-kw.com/Article.as...&date=02072014









17-07-2014, 04:48 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
«جئت الكويت قبل نصف قرن بناء على طلب أبناء عمومتي» عبداللطيف البوريني: رسمت صورة الملك حسين فحصلت على رتبة ملازم



Pictures%5C2012%5C01%5C06%5Cb1aa4e3b-0453-41c4-b021-70eb02c5c686_main.jpg
صورة جوية لمصح الكويت للأمراض الصدرية
إعداد جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت»، نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي إلى الكويت القديمة - كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة - هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الإنصاف أن يشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة، فجاهدوا وعملوا، كلٌّ في مجاله، وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان لهذا العطاء أن يستمر لولا محبتهم لهذا البلد الخيّ.ر ومحبة الكويت وأهلها لهم.
في مستهل لقائنا مع عبداللطيف أحمد محمد خليل البوريني من بلدة البورين، قال: بين قريتنا ونابلس جبل الطور، خرجت منها سنة 1950، عندما كان والدي في الجيش الأردني، ذهب - رحمه الله - إلى لواء المعاون مع الأمير عبدالله وقائد المنطقة كان كلوب باشا، وتزوج والدي معاينة، أدخلني والدي في الجيش الأردني، بالصدفة رسمت صورة الملك حسين بالزيت كانت في غرفة الهندي من عمال القصر الملكي، اسمه محبوب شاه وردي، وعمره 90 سنة، نظر إلى اللوحة، أخذها وعرضها للقائد حابس المجالي، فأعطاني نجمة، ولكن أبناء عمومتي في الكويت طلبوني أن أعمل معهم، فجئتها عام 1962 قبل نصف قرن.
في بدايات الدينار الكويتي بعد الروبية الهندية التي استعملتها الكويت من عام 1917 حتى عام 1961، وتعني الروبية الفضة، وهي كلمة هندية، وأما الدينار فتداول من 1 أبريل 1961 منذ عهد الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح، كانت الورقة ضاربة للحمرة وصورة محفورة لوجه الأمير - رحمه الله - والوجه الخلفي للدينار صورة مصنع الاسمنت، وفي عام 1977 تغير الدينار وظهرت صورة الشيخ صباح السالم الصباح، ثم أوراق أخرى صدرت في عهد الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله - 1980، تحمل الشعار بدلاً من الصور، وبعد التحرير من العدوان العراقي الصدامي الغاشم صدرت أوراق نقدية جديدة، كإصدار رابع في عام 1991، وقبل هذه الفترات كان أخي عبدالرحمن يعمل في قسم الأخبار في اذاعة الكويت، ثم اصبح معلقا رياضيا.

السكن في المرقاب
وقال البوريني: عندما سكنت المرقاب سألت عن معنى الكلمة فقالوا: تل من الرمال، وكان يعرف بالمرقب اي المراقبة من هذا المكان المرتفع كان يراقب القادم والذاهب، ويعتبر من مداخل المدينة، وقالوا: من اكبر احياء الكويت، وفي المرقاب ناد رياضي استمر 4 أو 5 سنوات وأغلق، كان إيجارنا في شقة مع ابناء عمي 20 ديناراً. واثناء حديثي مع البوريني كان يلفظ كلمة النقرة بدلا من المرقاب، حتى قال منطقة كلها هنود ثم تذكر وقال:
أنا نسيت أنني أنسى
فتذكرت أني نسيت أن أتذكر
فتفقد العقل بادراً أركانه
لكنه أغفل ناسياً فتذكرا
وقال: كنا ننام على أسطح المنازل، ونشاهد خلف بيوتنا من العشيش القليلة مبنية من الحصران والبواري، في مطعم من مطاعم المرقاب اكلت اكلة حارة عرفت ان الوجبة هندية، وبهذه المناسبة الحارة تذكرت (تيزاب) ماء النار يستعمل لبطاريات السيارات، وكلمة (تيز) فارسية تعني الحار، كتب هذه الأبيات:
لا الثوم قبل النوم ولا البصل
خذ الفجل بعد النوم ترتجل
والخس إذا ما شاركه خيار
وملفوف فمنه تغادر العلل
أضف فلفلاً كل أفرا أسرته
فالسيد المرموق المبدي فلفل
والبقل أيضاً بعد غسل جيد
فللجرجير دور إن أنت تحتمل
وتعلمت من بعض الهنود كلمات هندية مثل: بياله (إستكانة الشاي) بنكه تعني المروحة (بنكها) بافتة كلمة هندية تعني القماش الأبيض.

العمل في «الصحة»
قال: عملت في دائرة الصحة التي تأسست 1940، ثم سميت بوزارة الصحة العامة عام 1962 كان موقعها على البحر، كنت اشاهد منظراً يدل على ان المرأة الكويتية عاملة فاعلة ومربية تهتم ببيتها وأسرتها خاصة النظافة، مجموعة من النساء وهن ذاهبات الى البحر لغسل الملابس، وبيد كل واحدة منهن «مضرابة» خشبية تشبه مضرب التنس، تضرب بها الملابس عند غسلها فوق صخور البحر على الساحل، وشاهدت اسواراً داخل البحر تسمى النقع الواحدة «نقعة» عرفت انها احواض من الصخور لحماية السفن من الامواج، ومن ثم نقلوني الى مستشفى الصباح الذي افتتح في 20 يونيو 1962، عملت سكرتيرا في مختبر «الهتوباتولوجي» لأنني أجيد اللغة الإنكليزية لبحث حالات السرطان حتى عام 2000، أضاف: في الفترة المسائية كنت أعمل في جمعية كيفان التعاونية، تم اشهارها في عام 1962 في شهر نوفمبر، والآن اعمل لدى شركة سوني وسانيو من بعد 38 سنة في «الصحة»، وأتذكر اول سيارة اشتريتها كانت همر انكليزية الصنع بمبلغ 60 دينارا، وأتذكر ايضا سعر سندويش فلافل أو فول بــ 20 فلسا، علبة سيجارة مارلبورو بــ 50 فلسا، شاورما بــ 50 فلسا، مشروبات غازية بــ 20 فلسا، حلاقة شعر بربع دينار، وكيلوغرام اللحم 300 فلس، واشتريت سمكة طولها حوالى 50 سم اسمها «حمراء» بربع دينار، والماء صعب الحصول عليه بواسطة تنكر (صهريج مياه تحمله سيارة)، والفواكه رخيصة جدا لا استطيع ذكر الكيلوغرام الواحد الا بالكراتين.

أسواق الكويت
قال البوريني: الكويتيون منذ نشأتهم مهرة في البر والبحر، عاشوا على هذه الأرض الطيبة بموالاتهم رجال استغلوا موقع بلدتهم في التصدير والاستيراد، حتى حولوا بلدهم الى العصب الرئيسي للبلدان المجاورة، وصلوا الهند والسند، فتخطوا البحار والمحيطات والبراري، كانت خلية لا تعرف الناس الراحة، كانوا اصحاب الحرف والمهن والمحال والباعة للقادم والمغادر، زخرت بأسواقها التي صدرت عبر الطرق، هكذا كان الرعيل الأول واسواقهم، فهذه ساحة الصفاة التي ازدهرت ونورت الصحاري بالقادمين من الشمال والجنوب، وتنقل البضائع الى المحال، وهذا سوق الصراريف كان يتعامل مع كل العملات، وهذا سوق الدهن الغني بالسمن وأنواعه، وهذا مصنع كبير سمعنا فيه أصوات الحديد والصفائح، نعم كان مصنعاً يوفر كل الحاجيات كالقمع والعلب الحديدية، وأنابيب، سوق للحرفيين، وسوق الحمام، كنا نشاهد الطيور وبعض الحيوانات متعة وقضاء لوقت الفراغ، خاصة يوم الجمعة، ومازال عامراً في الشويخ، وسوق ابن دعيج كان يسمى «سكة ابن دعيج»، سوق كان يساوي كل المولات والمجمعات، لازدحام السوق بالمشترين، وأنواع الأقمشة والملابس والحلويات، وأما سوق التمر فكان مزدهراً بكل أنواع التمور، كأنك في بلد المليون نخلة، وأما سوق السمك في نهاية النهار، يتحول إلى الصدقات أو العطاءات للفقراء، لأنه يوزع مجاناً.
قال: ما اجمل براحة ابن بحر، ومازال الجمال فيها في اوقات الفراغ من الاضاءات والمطاعم، وبالقرب منها سوق الغربللي، كان من اهم اسواق الكويت وانشطها، ومازال سوقا الزل والبشوت غنيين بالبضاعة، وسوق السلاح شاهدته قبل تحديثه، كنا نأكل في سكيلة القلوب (الخويسات)، وشرب اللبن، والآن جدد ولكن ليس كالقديم، وشارع الجديد كان جديداً في قلوبنا، تجمعنا في المقاهي والمحال الكهربائية، أصبح المقيم يتردد على هذه المحال، ومازال الشارع يمارس نشاطه، كانت الاسواق متخصصة، من سوق المفاتيح الى الصقور والشعير والصوف، واما سوق واجف (الحريم) كان معلماً سياحياً للقادمين من الخارج، تشاهد الديرم والكحل والسدر والحنة والدراعات، ما اجمله في وقت العصر، والنساء جالسات ليبعن تحت السقف المغطى بالشينكو، وللاسف ازيل هذا السوق الذي كان جزءاً من المعالم القديمة، حتى الفحم كان له سوق يشتري صاحب المقهى والمطعم والحداد والصفار منه، وحتى شارب النارجيلة يدخله.

السور.. واللهجة
وقال ابو عمر: شاهدت بقايا السور المهدوم بالقرب من الكنيسة، وبقايا منه امام مبنى الاذاعة والتلفاز، سور بناه الاب والجد ليلاً ونهاراً، وفي شهر رمضان بني في عام 1920، والآن بقيت ابوابه، حيث يسمى كل باب دروازة، من ناحية الغرب دروازة المقصب، ثم دروازة الجهراء والشامية والبريعصي، وجهة الشرق دروازة بنيد القار، والدروازة هندية وفارسية المعنى، تعني البوابة المفتوحة.
وقال عن اللهجة الكويتية ان هناك لهجات بعضها ضاعت وذابت مع التطور المدني والثقافة، كانت اللهجة الكويتية تتخللها مفردات جاءت من التجارة والجيران، منها التركية والهندية والفارسية والانكليزية، ومن خلال الرحلات البحرية التي كانت تصل الى اقصى شرق آسيا والى جنوب الخليج العربي مثلا: شكو ماكو، شكح، طربوش، بيرق، دلاغ، باغة، باكدير، برصات، بكشه، بوبلين، بيذام، جادر، جار وجار، خردة، وهذه الكلمات ضاعت كما اندثرت البيوت القديمة بشكلها الخارجي والداخلي، فأصبحت الكويت الجديدة بفضل الله تعالى، وبفضل الخيرات، فاتجهت نحو اللغة العربية الواضحة، مع الحفاظ على كلماتها الكويتية بلهجتها مثل: صبغ، صبصات، طريج، عدمي، عنتل.

دخلت الكويت
والمعروف عن أبو عمر أنه شاعر ورسام لوحات زيتية، ومؤذن صاحب صوت جميل في مسجد صبحان، ومن أبياته:
دخلت الكويت غض البنان
خرجت منها دون أسناني
وعدت اليها سوقا لاني
أمضيت فيها سالف زماني
***
عرفنا الكويت شعبا طموحا
تاريخه يستوجب الاذعان
بحار شجاع يجوب البحار
صولاً وجولاً يردد أغاني
فهو دواء لكل مريض
لدى العطار جاء في القرآن
نسأله تعالى يصون الكويت
في جاه وفخر بكل إيمان
وأخيراً قال أبياتاً من الشعر عن درب الهوى، لها قصة معه، منها:
مشيت بدرب الهوى حتى النوى ورضيت
وحكم الهوى صعب ما يرحم عليله
حتى أسير الهوى لو صالح ياليت
ما يلاقي غير نار الجوى من قليله
وديان وجبال بالليل لو يطلب سريت
برها وبحرها وحر القلب دليله.










Pictures%5C2012%5C01%5C06%5C3848cf23-13bd-40dc-8b99-59baf79e18c4_maincategory.jpg
دائرة الصحة العامة في الكويت قديماً
Pictures%5C2012%5C01%5C06%5C235ca35e-735d-47be-9bca-07e092547891_maincategory.jpg
عبداللطيف أحمد محمد البوريني
Pictures%5C2012%5C01%5C06%5Cab317cb7-bf0e-4aea-8aac-91af7a3774cc_maincategory.jpg
صورة جوية للمرقاب







21-07-2014, 06:21 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:
عبدالمحسن الحسيني مجتمع الهدّامات الثلاث.. شقاء وإخاء



Pictures%5C2012%5C01%5C13%5C58141ce8-ac63-48d3-b86d-0c39491da233_main.jpg
عبدالمحسن الحسيني
جاسم عباس
مخضرمون عاشوا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين، وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالاً ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.
القبس شاركت عدداً من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.


في مستهل لقائنا مع مختار قرطبة عبدالمحسن الحسيني احد ابناء حي القبلة (فريج سعود) أباً عن جد، حي في غرب الديرة مدينة الكويت وقبلتها، ومن هنا اخذ هذا الاسم، قال: يحب اعطاء الجيل الجديد صورة واضحة عن هذا المجتمع الذي عاش وقاوم قساوة الطبيعة ووصل الى مستوى من الرقي عن طريق كفاح مستمر، اجدادنا عاشوا في فقر ولكن جهودهم وفرت لهم العيش المناسب، قطعوا البحار والصحارى وصنعوا ما استطاعوا حتى كانوا أصحاب مهن وحرف وفكروا في مقاومة الامطار والبرد والحر، ووفروا حياة راقية قبل النفط، وهذا كله اصبح في خبر كان، ولكن جريدة القبس المحبوبة لدينا حافظت بفضل محرريها على تلك الجهود من الضياع، عن طريق الكتابة واللقاءات، من هنا رأيت من واجبي ان أشاركهم لاعطاء هذا الجيل والأجيال القادمة معرفة كاملة عن قديم الكويت، وصورة حية عن ماضينا، وهنا سأذكر بعض حفر السيل وفوائدها كما رأيت وسمعت من الكبار خشية من الاندثار.
قال الحسيني: مرت على الكويت سنوات صعبة بسبب الامطار الغزيرة حتى سميت سنة الهدامة الأولى والثانية والثالثة، لأنها اتلفت الممتلكات من قوة الامطار، فشردت سكان الكويت وهدمت المنازل، كانت هذه الهدامة في اول يوم من شهر رمضان، واما الرجبية فهي هطول الامطار في شهر رجب من الهدامة الأولى، واما الهدامة الثالثة .. وكانت في عام 1954، سنة عشتها وشاهدت دمار بعض البيوت، ونزوح الاهالي الى المدارس للسكن فيها وكل هذه الهدامات سببها، عدم وجود المجاري وانخفاض الارض وبناء البيوت فيها، كانت المياه تدخل البيوت فيتكون الماء من فوق الاسطح ومن تحت المنازل.

حفر السيل
قال: من هذه الاموال بدأ الكويتي بحفر الاراضي المنخفضة لتجتمع فيها سيول الامطار، وهنا اوضح ان منطقة القبلة اقل دماراً من المناطق الاخرى، وحتى حي المرقاب لم يتأثر بالسيول لانه حي مرتفع لذلك سمي بالمرقب اي يراقب القادم والذاهب وتحركاتهما، اما حي الشرق فقد تعرض كثيراً لاضرار السيول، فكانت الحفر المبنية والمحفورة اكثر من كل احياء الكويت.
وذكر الحسيني بعض حفر السيل في الكويت ومنها: حفرة اذعيم ــ حفرة العبد الرزاق ــ المسيل ــ الميدان ــ الفلاح ــ حسين الوزان ــ حفرة السبت ــ المحميد ــ حفرة ابو طيبان ــ فيروز ــ حبيب ــ تيفوني ــ العجل ــ العوازم ــ اطبيخ ــ الفارس ــ ابن نامي ــ ابن الديين ــ الروضان..... الخ.
هذه الحفر حفرها افراد ونسبت اليهم، كما انها ادت دورها في حياة الكويتيين، وفي حياة اولادهم ايضا، كنا نلعب فيها ونصطاد الطيور اذا هضت مياهها، وكان اصحاب المواشي والاغنام ايضا يستعينيون بها لسقي ماشيتهم وأخذ الطين منها لبناء المساكن، وبعض الاولاد كانوا يربون فيها الكلاب، وبعضهم يضعب الصلاية لصيد الطيور وكانت عبارة عن عودين من شجر الرمان، وميزتها انها لا تقتل الطائر، وكذلك من دون (زندة) وتصيد كل طائر.
وفي فصلي الصيف والخريف والايام غير الممطرة تتحول الحفرة الى صبخة وهو مكان تجمع فيه الاوساخ والقاذروات ويسمى «مزبلة»، ولكن اذا فاضت الحفرة من كثرة مياه الامطار قد تتحول الى البيوت فتتضرر او تتجه الى البحر، وتشاهد في الحفر الاواني المنزلية التي جرفتها مياه الامطار، وكذلك بعض الملابس، والصناديق الخشبية والسلال، بعد ذلك تأتي ربات البيوت للبحث عن اغراضهن، ويأتي بعد ايام بعض الناس من الفقراء يأخذونها للاستعمال. وهناك آبار في بعض المناطق تتجمع فيها مياه الامطار اذا كانت محفورة في الاراضي المنخفضة اهمها: آبار الشامية التي تنتعش من مياه الامطار، وتسمى «كوت السهول»، وكان الكويتيون يترقبون حالة جوية مضطربة التي تسبق السرايات وهي عواصف متقطعة وأمطار كانت تسمى هذه الحالة «السبك» (السبق).
واضاف الحسيني: تكون الأمطار بلوى عند البعض، وتكون فائدة عند آخرين، فمثلا: أهل الصحراء يباشرون باعداد أماكن تواجد المياه التي تسمى الخباري، ويتناقلون الأخبار عن الامطار في الصبيحية والشكيحية والوفرة وأم نقا.. إلخ.
وينتظرون اخبار النقرة هل امتلأ أم لا؟ وايضا تعتبر لهمم نقمة وسنة غضب، لأن خيامهم جرفتها الامطار ونفقت اغنامهم، واسطح تتساقط انها سنة غضب للبعض وخير للآخرين، ولشدة هول الامطار تمنوا انعدامها، واذا توقف المطر لمدة سنوات دخلوا المساجد يدعون الله يصلون صلاة الاستسقاء لهطوله مرة ثانية. ويرددون «ربنا اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين».
كرر الحسيني هدامة 1954 التي عاشها وشاهد الدمار خاصة في المنطقة التي كان هو فيها في فريج سعود من القبلة، قال: انمحت الهدامة الثانية من أذهان الناس، ولكن بعد سنوات عادت الهدامة الثالثة التي شردت احياء بكاملها، فعاش الناس أياما وليالي في المدارس والمساجد والمستشفيات ومعسكرات الجيش في «جيوان» خاصة المرقاب تحول الاهالي الى لاجئين، وهناك من كان يقول نخاف من النميلي، وهي عبارة عن زخات خفيفة القطرات، ومن يقول انه الديم مطر غير سريع، وآخر يقول السيل مطر يسيل من الاودية، وشاهدنا رشاش (زخات من المطر)، وسحاب مطر غزير، وكنا نخاف من مرنمات (امطار مع العواصف والرعد).

صبخة البوطيبان
وقال عبدالمحسن: صبخ أو سبخ هو عبارة عن حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه الأمطار، وعندما تجف تتحول الى مكان تتجمع فيه الأوساخ والقاذورات، ويسمى هذا المكان مزبلة أو سمادة. وأما صبخة أبو طيبان، فقد جاء اسمها لانها بقرب بيوت عائلة ابوطيبان، وامام الحفرة أيضاً 3 بيوت لعائلة بهمن، وبيت الحساوي، وجرفي، وبيت حسين اشكناني (كردو) وبيت المنيع، وبالقرب من حفرة البوطيبان بيت والد خالد ومرزوق الغنيم، وبيت حاجيه وعبدالرحمن وحسين أشكناني، وبيت مبارك كان منزلاً كبيراً فيه نخل، وبالقرب من الحفرة بيوت الخشتي.
حفرت هذه الصبخة (حفرة) قبل 1320 هــ، عمقها من 3 - 4 أمتار، وسنة 1954 ملئت الحفرة بالصناديق والاواني بسبب جرف السيل خاصة من البيوت المنتجلة (أي المائلة)، وهناك بيوت اخرى وفرجان ايضا بالقرب من الحفرة مثل: فريج السدحان، والوقيان، وأما مسة حفرة البوطيبان حوالى 2500 متر مربع إلى 300 آلاف، وقديما كانت مساحة البيوت قليلة وصغيرة جدا، وبيوت واسعة مثل بيوت بهمن حوالى 1000 متر مربع، ومن معالم فريج سعود موقع السبخة من الشبرة الى شارع الجديد الى بناية محمد البحر، ومن ثم سكة وبيوت (مدوه) والزعابي ومن الداخل بيت حسين الخباز، ومنزل بو جعفر جد عباس أكبر، ومنزل حسن ملك، والمضف، أبل أشكناني، والسلطان، وبيت إبراهيم المذن، والقصار، وبيت بوعبدالرحمن بهمن، وحسين انكي، واحمد ابو كحيل، وبيت حاجي عبدالله اشكناني والد جاسم نائب مدير تحرير القبس، ورئيس قسم الرياضة، وبالقرب من الحفرة حوالى 70 بيتاً أذكرهم تقريباً: بيوت العنجري - السمكة - العوضي - قبازرد - بوتقي أشكناني - الخضر - ديكان - بوعامر الجزاف - المسباح - الخشتي، وعمر الياقوت.
وبعد اللقاءات مع بعض كبار السن من اهل فريج سعود موقع الحفرة ان ابناء ابو طيبان منهم: خليفة ومحمد كانا يعملان بكسر الصخور في العشيرج على ساحل جون الكويت، والآن موقع الحفرة في شارع الجديد من مبنى البنك الوطني الرئيسي القديم الى المنطقة التجارية بالقرب من غرفة التجارة القديمة. قال الحسيني: في الحي القبلي توجد حفرة القطان، وحفرة الشلفان بالقرب من مدرسة خالد بن الوليد وموقعها الآن سوق الذهب بالقرب من بيوت حمادة.

ضرير يقود سيارة
وتحدث الحسيني عن بعض الكويتيين الذين فقدوا أبصارهم، ولكنهم لم يستسلموا، بل قاوموا المعاناة واصبحوا من الاوائل في اكثر المجالات الحياتية، وهذا الشيخ علي حسين الحسيني هو خالي، وانا عشت معه اعتبره مثالا، وهو معروف لدى اهل الكويت، كان من اوائل قراء القرآن في التجويد في الاذاعة الكويتية والمناسبات، تخرج عام 1955 من المعهد الديني، وتعلم القراءة والكتابة وحصل على بعثة الى القاهرة، وامضى حياته في التدريس، وتولى رئاسة مطبعة النور التي طبعت الكتب بطريقة (بريل)، وعلى الرغم من كبر سنه وفقدان بصره كان رحمه الله يهوى ركوب الدراجة في فريج سعود لأنه كان على معرفة تامة بالسكيك ومداخلها، ومن العجب، ولا عجب للأذكياء، كان يقود سيارة وبجانبه عبدالرزاق السيد مدير الإذاعة المحلية سابقا، وأحياناً مع سامي البدر من فريج الغنيم إلى البحر حتى المستشفى الأميركاني، وكان عازفا على عدد من الآلات الموسيقية خاصة الهبان والعود، ومن هواياته المطالعة خاصة الشعر، وكان يتبادل الأبيات مع الفنان أيوب حسين، ويشارك في كثير من المناسبات منها: زيارته لبغداد وحضوره معهد الملكة «خزيمة» والدة الملك فيصل الثاني عام 1957م».

المرأة الكويتية
وتحدث الحسيني عن المرأة الكويتية التي قدمت الكثير لبيتها وزوجها فقال: أتذكر جدتي كانت تخبر على التاوة خبز الرقاق، ولديها كل عدة البيت من المضرابة، وأدوات الطبخ التقليدية وماكينة خياطة الملابس، وكان تجهز الأچار وهو المخلل أو الطرشي، كنت أشاهدها وهي تضع الطماطم والثوم، وثوم الجبل، والتفاح الحامض، والفلفل، وعرفت منها أن الأ چار كلمة هندية او فارسية تعني الأربعة، اي يتألف من أربعة أصناف رئيسية، وكانت تنتج الزبد - الجبن - اللبن بطريقة بدائية، وكانت تغسل الملابس على البحر، وصابونها طين الحائط، وحتى الحلويات من صنع يديها، وكانت تجيد الخبيصة - التمرية - قرص عقيلي - حلوى ناريل، - ورنكينة، وكانت تعالج بعض النساء بخبرتها مثل التغميزة (إسقاط)، وتعالج الإمساك بواسطة الحلول، وكانت ملتزمة حتى داخل بيتها لم تكن تخلع الملفع أو الثوب، لأن البيت الواحد كان يجمع أكثر من عائلة.

Pictures%5C2012%5C01%5C13%5Cc3dd5051-13c7-4f9d-b108-1a5e3fb83f17_maincategory.jpg
http://www.alqabas-kw.com/Article.aspx?id=763016&date=13012012 طبعة الشعيبة (من كتاب «قرية الشعيبة»)
Pictures%5C2012%5C01%5C13%5C6f359fbe-40b9-4926-ba2e-0f360df03218_maincategory.jpg
الأمير الراحل استقبل الحسيني بمناسبة اهداء أول نسخة من القرآن بـ«البرايل»
Pictures%5C2012%5C01%5C13%5C2267337b-21c8-40c5-a092-f7f6af0b90fb_maincategory.jpg
الأمير الراحل أثناء زيارته لفصل الشيخ الحسيني







24-07-2014, 03:53 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:
>محليات وبرلمان

فيديو / هكذا كانت الكويت في 1948
تصغير الخط
الخط الافتراضي
تكبير الخط







تسجيل يظهر معالم البلاد قبل ظهور النفط ، أحياءها وأسواقها

1/8/2014 الآن - مواقع كويتية 5:13:54 PM


صورة من النت لمعالم الكويت في الخمسينات
تسجيل نادر لمعالم وأحياء الكويت القديمة في الفترة مابين عام 1948 الى عام 1968م .. التسجيل عبارة عن مادة فلمية قديمة تظهر مدينة الكويت بأحياءها القديمة وبشوارعها وأزقتها الضيقة قبل مرحلة التطور والعصرنة التي واكبتها البلاد وتسارعت وتيرتها أكثر فأكثر ..بانتهاء الحرب العالمية الثانية واكتشاف مكامن وحقول النفط في أراضيها ..ثم قيام الحكومة بالتعاقد مع الشركات الغربية على انتاجه وتصديره للخارج .. وقد حققت البلاد مكاسب كبيرة وأخذت خزينة الدولة تمتلىء عاما بعد عام وتحقق الفوائض الكبيرة معها بزيادة عدد الحقول المكتشفة وكمية النفط المستخرجة من هذه الحقول .
المرحوم محمد قبازرد عاصر هذه الفترة بما فيها من احداث .. وكانت البداية عندما حصل من احد الاشخاص القادمين من لندن على كاميرا من نوع (كوداك 16) الرجل كان لا يعرف مبادئ التصوير ولم يسبق له ان قام بمثل هذا العمل من قبل .. ولكن حبه واقباله على هذه الهواية كان دافعه الاول .. فكانت الصور عفوية ..أخذ يصور من هنا وهناك .. كان هذا في عام 1948م .. في وقتها كانت الاحياء القديمة مازالت باقية وقائمة وموجودة.. ثم في الخمسينات تبدأ الدولة بخطط شاملة للتوسع والتنمية .. تطلبت تثمين وتعويض اصحاب البيوت والعقارات في الاحياء القديمة ..من اجل هدمها وتنظيمها من جديد على أسس حديثة ..لترصف طرقها وتعبد شوارعها وتبنى المدارس والمستشفيات والمرافق العامة .. وفق النمط والطراز العصري الحديث ..مواكبة لعوامل التطور التي تمر بها البلاد .
قبازرد .. أعد فلما سينمائيا خاصا عام 1968م بتعليقه وصوته ( ومنه هذه المقتطفات التي ترونها الان )..ضمنه المشاهد القديمة التي صورها عام 1948م ..والمشاهد الجديدة .. فأخذ يتجول بعدسته في احياء الكويت القديمة ماراًًًًً بأسواقها ودواوينها ..مستطلعا معالمها القديمة التي اخذت تختفي شيئا فشيئا كما سترون في هذا الفيديو .








02-08-2014, 05:16 AM
البريمل

 
التعديل الأخير:
تاريخها يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد يوسف العسمي .. نصف قرن مع البوظة



يوسف مرعي العسمي


بوظة مشكلة


البوظة العربية


آلة صنع الدندرمة (من كتاب «المهن والحرف»)









أجرى الحوار جاسم عباس


في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما أن الحنين للأيام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 أو 50 سنة، فجاهدوا وعملوا كل في مجاله، ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان لهذا العطاء ان يستمر لولا محبتهم لهذا البلد الخير، ومحبة الكويت وأهلها لهم.
في مستهل لقائنا مع يوسف مرعي العسمي، قال: دخلت الكويت شابا، وقضيت عمري في هذا البلد، راسما طريق حياتي على أرضها بلا عراقيل او مخاطر. الكويت صنعت مني ومن المقيمين غيري ومن أولادنا إرادة ومواقف وحكايات بيضت وجوهنا، وننقلها الى أحفادنا، وكل من يعمل على أرضها بإخلاص وشرف يأخذ منها الخير الكثير، فضلا عن العبر والمواعظ.. دخلتها بعمر 18 سنة من درعا السورية بالباص الى دمشق وبغداد والبصرة في طريق صحراوي رملي لم نشاهد فيه الحياة إلا القليل. رحلتنا استمرت أكثر من 24 ساعة، وكانت أجرة الباص 15 ليرة سورية، وكل 3 ليرات تساوي ليرة ذهب، والدولار الأميركي كان بــ3 ليرات سورية والآن بــ240 ليرة، وقبل الأحداث الحالية يساوي 50 ليرة.
يضيف: سكنت الشويخ وعملت مع ولز للآيسكريم بالقرب من سكننا، جئنا بطلب من الشركة كنا 13 عاملا متخصصين بالآيسكريم، وكان العامل السوري المتخصص في أي مجال لا يجد أي مشكلة في الحصول على عمل في مجاله.

البداية عربانة
وقال يوسف: بعد نصف قرن وأكثر من الكويت لا أنسى عربانتي التي كنت أضع فيها الآيسكريم من شركة ولز أتجول بها محملة بتشكيلة من البوظة، وكل 100 حبة نأخذ 30 حبة منها أي %30 من المبيعات، وسعر الواحدة 50 فلسا، وبوظة أعواد بــ20 فلسا كانت مرغوبة والطلب عليها لم نتصور حركته ونشاطه، وكانت تستورد من بريطانيا حتى استقرت في مكان على شارع الخليج العربي بالقرب من يوم البحار مقابل مجلس الأمة الحالي، حتى اشتهرت بوظتي كان الناس يقصدونني للبوظة، علما بأن كل البوظات من شركة واحدة، ولكن طريقة المعاملة والتسامح، فالسماح من الله تعالى وهو الرزاق الكريم، عربانتي مازالت لها ذكريات وبعض زبائنها مازالوا يذكرونني، ومازالوا معي ومع البوظة التي مازالت معها من خمسين سنة، ومن ذكريات عربانة البوظة أن الكويتيين كرماء إذا اشترى أحدهم حبة واحدة يدفع ولا يأخذ الباقي، اسمع بعضهم يقول خاصة النساء: حرام مسكين يبيع في الشمس الحارة، وبعد ان تطورنا وضعنا شمسية (أي المظلة) التي تمنع حرارة الشمس عنا وعن عربانة خدمتنا، من ذكرياتها مفتش البلدية كان دائماً يراقب الشوارع والباعة ويطلب الهوية والتصريح من الشركة والهوية الصحية، وما زالت هذه العربانات منتشرة في مناطق الكويت تقدم كل أصناف الآيسكريم، ولكنها لا تقدم البوظة العربية.

مدرسة توفيق
وقال يوسف مرعي: أنا خريج مدرسة توفيق للبوظة المشهورة في الكويت، بعد العربانة عملت مع توفيق، رحمه الله، الذي فتح محلاً في الحي القبلي بالقرب من المحكمة في زاوية بشارع فهد السالم، كل أهل الكويت يعرفونه بخلقه ودقة عمله، وشعاره كانت النظافة، عملت معه وتعلمت منه، وهو الذي أدخل الدندرمة التركية الى الكويت، وأصل التسمية تركية تعني الجيلاتي أو الآيسكريم، وتنطق «طوكديرمة»، كان معلماً أخذ المهنة عن أجداده، ولا يرضى بوضع المقادير إلا تحت اشرافه وكانت معلوماته واسعة، كان رحمه الله يحدثنا عن الاخلاص في العمل، وعن الدندرمة التركية واللبنانية والسورية والكويتية، وعمل بوظة عجيبة وغريبة الطعم قال: انها بوظة يافاوية أي من يافا الفلسطينية، ونحن لم نتمكن من صنعها لنقص بعض المواد التي تدخل فيها، رحمه الله توفي بحادث سيارة بالقرب من محله، لا أولاد له ولا زوجة ولا أقارب في الكويت، وقال لنا: كنت مع الجنود الفلسطينيين الذين حاربوا في الحرب العالمية الثانية، ثم دخلت الكويت بعد الجندية وأكثر من سبعين سنة مع الدندرمة.

الدندرمة الكويتية
وقال: الدندرمة هي الآيسكريم واللفظة تركية DONDURMA والكويتيون كبار السن منهم يسمون الدندرمة (بَرّد) جاءت الكلمة من البَرَد أي: كرات الثلج، وكان بائع البوظة ينادي بأعلى صوته «بَرِّد.. بَرِّد»، وكما قال بعض زبائننا من الشياب كنا نجتمع حوله لشراء الدندرمة ذات النكهات المختلفة خاصة: الموز والليمون والبرتقال، ويقال أيضاً ان الدندرمة الكويتية لها تاريخ، بدأت من الثلاثينات من القرن الماضي كما ذكرت في كتب الكويتية، وأول من أدخلها عراقي يدعى «أبو اسكندر» صنعها من الماء والسكر وبعض الأصباغ ذات النكهة الطيبة، وكانت توضع في برميل من الصفيح من الخارج وفي داخله برميل آخر من الخشب، وتوضع كمية من الثلج والملح ويبدأ بتدوير البرميل الخشبي، وهذا الملح يساعد على حفظ درجة الحرارة المنخفضة، ويساعد على تجميد ما بداخل البرميل وتحويله الى الدندرمة وتجميدها، ويقال عن الأولين ان البوظة الكويتية كانت تباع في بعض المقاهي فتوضع في بادية صغير (إناء)، ومن ثم تطورت صناعة الدندرمة الكويتية ففتحت محلات لبيعها، وبدأت تنتقل الى الأزقة والأسواق، والمطارات التي احتوت على بوظات مثبتة في أعواد كانت مرغوبة من الأطفال.

البوظة في التاريخ
وقال العسمي: تعرف في الشام باسم «بوظة» و«قيمق» وفي مصر «الجيلاتي» وفي العراق «دندرمة»، وللبوظة تاريخ يرجع الى القرن الرابع قبل الميلاد، وكان الاسكندر الكبير يتناولها مصنوعة من الفواكه والعسل وبأوعية من الفخار محاطة بالثلج الطبيعي، وكانت الدندرمة تنقل الى ضيوف نيرون امبراطور اليونان بواسطة الأرقاء والعبيد، أما العرب فاستخدموا في صنعها الثلج الطبيعي، والقشطة، والاعتقاد عندهم انها طعام كامل ونصحوا أولادهم بأكلها بين الوجبتين، وتناولها قبل الأكل يضر المعدة ويمنع تناولها بعد الشيء الحار، وكانوا يقدمونها للمصابين بنزف الأنف أو بعد اجراء عملية الحنجرة، وتفيد النساء الحوامل اللواتي يتضايقن من القيء، وتمنع البوظة عن المصابين بمرض السكري، وتؤكل بكمية قليلة لتجنب تبريد الأسنان.
وقال يوسف: الصيف فصل الحر والقيظ ويعتبر فصل البوظة والمرطبات الباردة، يهرول الناس اليها لتنعشهم وترطب أجسامهم، وتخفض شدة الظمأ، وكثير من الدول تصبح نداءات الصباح توقظهم في الصباح قبل شروق الشمس خاصة في المناطق الباردة «عالجوا أطفالكم بالآيسكريم».

مكونات البَرِّد
وقال: البوظة تطورت الآن وبدأ الناس يطلبونها بالكيلوغرامات ويقدمونها للضيوف في بيوتهم والدواوين، وأصبحت كالحلويات تقدم بعد الوجبة مع اضافة بعض الفواكه الطازجة، وبوظة بسكويت مشهورة من القديم، وأكثر الطلب على بوظة الحليب والمستكة والفستق، وأهم مكونات البرِّد الحليب الطازج، خاصة البقري، وأهل الخبرة ينصحوننا بالحليب البودرة مع اضافة سحلب وعلك ثم طبخ هذه المكونات بطباخات كهربائية، وقديما كنا نطبخها بالقدور النحاسية والوقود كان الخشب والكرم، نقوم بتحريك المكونات بالعصا الخشبية الطويلة لمدة نصف ساعة، وسبب تمغط البوظة أي تنشيطها اندماج السحلب بالحليب، ثم تصفى من القدر وتوضع في أوان أخرى وتضاف الشوكولاتة على النوع الأول، والثاني ليمون طبيعي، والثالث المنجة الطبيعية أو المثلجة الجاهزة، وأنواع أخرى حسب الفواكة الموجودة والمرغوبة عند الزبائن مثل: الفراولة - التفاح - المشمش - البطيخ - قمر الدين - الخوخ - الزعفران - ماء الورد - كل هذه الفواكه يضاف معها الحليب الذي يعتبر الأساس في صنع الدندرمة، والآن تطورت فدخلت الخضروات في صناعتها، وكذلك التمر من أطعم الأنواع خاصة في شهر رمضان، وتحضير البوظة يستمر 12 ساعة تقريباً، وأما صناعة البوظة من الحليب فقط، فتستمر ساعة واحدة فقط، وصناعة البوظة تحتاج الى جهد مستمر ومتواصل وعمالة فنية ذات خبرة، ويزداد الطلب من بداية شهر مارس الى سبتمبر.
وفي فصل الشتاء أغلب محلات البوظة تصنع الحلويات مثل: الكنافة والبسبوسة التي تسمى عند المصريين «هريسة» واللبناني يسميها «نمورة» وصاحب البوظة لا يعرف وقت الفراغ فعمله مستمر 12 ساعة، ويحتاج الى راحة خاصة اليدين اللتين ضربتا المكونات بالقدور، والآن بعد نصف قرن مع الآيسكريم، والبوظة العربية دخلت المستشفيات وعالجت المرضى، وأصبحت من ضمن الأدوية الطبية، وحتى الأطباء ينصحوننا بتناولها، وخاصة مريض الأسنان بعد القلع خاصة من دون المكسرات والحبوب.

مسابقة آيسكريم
وقال: هناك مسابقات عدة أقيمت في الملاعب والصالات، ومسابقات في الدواوين في الجنجفة (ورق اللعب)، خصوصا في الكوت والهاند، ومسابقات في القفز والمشي والمصارعة.. الخ، وشباب الكويت تسابقوا منذ صغرهم في ألعاب كثيرة مثل: التيله والدوامة والبلبول والهول وعماكور، وحتى البنات اشتركن في مسابقة الشروكة والصميمكة.. الخ.
فالمنافسة والمسابقة مشهورتان ومعروفتان من العهود السابقة، خصوصا الأغريق القدماء الذين اشتهروا بالمسابقة الخماسية والعشرية، وفي بعض دواوين الكويت تقوم منافسة روادها من يختار ويقدم للديوانية أفضل أنواع «الدندرمة»، فبعد وجبة العشاء الأسبوعية يختارون أفضلها محلياً أو المستوردة، وبعض الرواد يصنعونها في بيوتهم، والبرّد الكويتي المنزلي مكون من شراب الفيمتو أو الليمون أو البودرة من الفواكة المتعددة المتوفرة في الجمعيات التعاونية، ويكون البرّد المنزلي من مدرسات مادة الاقتصاد المنزلي، أو من أيادي الطالبات اللاتي أتقن المادة في صنع كثير من المأكولات، وفي الدواوين عندها تقام هذه المنافسة، يتم الاتصال بنا في حال الفوز ويشكرننا، أو غيرها، أو التي جهزت منزليا، وللمنافسة والمسابقة دور جوهري في رفع مستوى الكفاية الانتاجية، خاصة لاصحاب المحلات.
وأضاف: نحن عندما نفوز نقوم بإعداد أنواع أخرى من البوظات، وقد نحسن الانتاج وندخل اصنافا أخرى في السوق، وحتى المنافسة تجري في الأكل والشراب، وما ان يجلس رواد الديوانية الى مائدة الأكل يسألون: من أي مطعم هذا الطعام؟ وتبدأ الأحاديث وابداء الآراء حول الأفضلية.

حسن الخلق
وذكر أبو بلال العسمي عن مستوى الناس في هذا المجتمع الطيب، فقال: لم أصادف ولم يحضر عندنا أي شخص سيئ الخلق، كلهم الحمد لله عندما يقف أحدهم في المحل ويطلب حاجته يقف بانتظام واحترام، ونيته ان يشتري، وهذا الصفات الطيبة الكثيرة تدل على مستواهم، وقدرتهم على ضبط أنفسهم رغم زحمة الشوارع، وأنا من نصف قرن لم أجد من المشترين الا العفة والأخلاق العالية والايثار، واذا دخل يقدم المرأة عليه في طلبها، وكان أحدهم يختار أفضل الأنواع واغلاها لاخوانه في الديوانية أو لأولاده، ومن خلال هذا العمر في الكويت وعند الموائد أشاهد وأسمع التسمية «بسم الله في أوله وآخره»، والأكل باليمين، ولا يمد يده إلا لحافة الطبق الذي أمامه، ولا يأكل من وسطه، ولا يعيب الطعام، مؤانس بعيد عن الايذاء، وكما سمعت ولم أشاهد أحدهم أو بعضهم يتحدث أثناء الطعام، حسن الخلق انعكس على مؤانسة الضيوف وتشجيعهم على الأكل، وحتى الضيف لا يطلب طعاماً معيناً، ولم أشاهد أحدا ينظر في وجوه الآكلين.
أضاف: من حسن الخلق في هذا المجتمع الوفاء بالعهد والعقد، وأنا من سنوات أعمل في صنع البوظة مع شريك كويتي حفظه الله، بيننا الوفاء خلق إنساني، مطلب اجتماعي، وأمر الهي، وحسن الخلق العناية بالضعيف ورحمة الصغير وتوقير الكبير، وهذه من صفات هذا المجتمع، فتجد كل الجنسيات تعمل على هذه الأرض، ونصيحتي لأبنائي وأولادي: اجلسوا مع الذين يذكرون الله ويحمدونه ويسبحونه، سواء أكانوا فقراء أو اغنياء، واذا دعيتم الى الطعام فاستجيبوا الدعوة هذا تأليف لقلبه وارضاء لنفسه، واحتراماً لرغبته الأخوية، وهذا الشعب من طبيعته حسن الخلق الذي نصر المظلوم والمستضعفين، واذا لم تبدأ بنفسك فلا خير فيك لغيرك.


القبس







25-10-2014, 03:18 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
عبدالله الطراروة: ركبت السفن الشراعية «تباب» وفي إحدى السفرات إلى الهند هبت علينا ريح شديدة فانكسرت سفينتنا وأنقذنا «ماشوه»
السبت 22 نوفمبر 2014 - الأنباء


أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
515078-400453.jpg
515078-400455.jpg
عبدالله الطراروة خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)

515078-400463.jpg
السفن الشراعية كانت أحد أهم مصادر الرزق للكويتين في الماضي

515078-401101.jpg
الطراروة عمل في البناء.. والأجرة روبية في اليوم

515078-401102.jpg
الكويتيون استخدموا القرقور في الصيد

515078-400464.jpg
المياه العذبة كانت تنقل قديما من شط العرب

515078-400462.jpg
الطراروة كان يصيد الطيور في الربيع عندما تحط على الاشجار

  • كنت ألعب مع أقراني في الصغر الهول والمقصي وصاده ما صاده وكنت أصنع التناك من قواطي الكاز
  • كنا صغاراً نذهب إلى نقعة الفلاح في التناك ونستخدم الغرافة أو المجداف أو القرقور في صيد سمك الميد والمجوة والزمرور
  • كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيوراً قوية وأصيد القطا ونزل البحر والرهيز على ساحل البحر
  • بعد أن تركت المدرسة ركبت السفن الشراعية «تباب» والوالد كان «سكوني» على بوم الفلاح وأول سفرة كانت السفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت
  • عملت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري
  • اشتغلت سائقاً على سيارة لرش الـ «دي دي تي» لقتل الذباب
  • في عام 1960 عملت فني تمديد أسلاك في «الكهرباء»
  • التحقت بالمدرسة الأحمدية القديمة وكان ناظرها راشد السيف

قديما كان البحر مصدر الرزق الأول للكويتيين، وجيلا بعد جيل صنعوا السفن الخشبية وسافروا بواسطتها الى الهند وشرق وغرب أفريقيا محمّلين بالأخشاب والحبال والبهارات وكل ما يحتاج له الكويتي، أو تصديره الى الدول المجاورة. الشباب الكويتيون بعدما ينهون الدراسة عند المطوع كانوا يتوجهون للعمل في البحر بحارة.
ضيفنا عبدالله الطراروة واحد من أولئك الشباب الذين ركبوا البحر للعمل مع الكبار لكي يتعلموا منهم فنون البحر، بدأ حياته «تباب» على ظهر السفن الشراعية، حيث كان والده يعمل «سكوني» على ظهر السفينة أي قائد دفة السفينة، ويساعد النوخذة والمجدمي.
في هذا اللقاء يحدثنا عن أهوال البحر والمشاكل التي صادفها وتعرض لها مجموعة البحارة، ركب 4 سنوات مع سفن مختلفة كل سفينة لها مشاكل، يحدثنا عن السفينة التي انكسر الدقل فيها وبقيت من دون شراع.. والسفينة التي انكسرت على الصخور وحاولوا إنقاذ أنفسهم بسفينة الإنقاذ الماشوه، حتى وصلوا الى البر، وهناك ساعدهم الكويتيون بالمال وعادوا الى الكويت سالمين.
وبعد التعب والشقاء انتهت فترة البحر بعد ظهور النفط وارتاح البحار الكويتي وبدأ الكويتيون بالعمل بالدوائر الحكومية.. ضيفنا عبدالله الطراروة بدأ حياته العملية، في «الكهرباء» يمدد الأسلاك، وثانيا انتقل الى «الصحة» وتعلم قيادة السيارة واشتغل سائقا، كانت الحياة قاسية على الكويتيين أثناء العمل بالبحر والحمد لله حاليا الجميع يعيش بنعمة وخير ومحبة بين بعضهم البعض ونحن نعيش حياة الرغد والازدهار.
المزيد عن هذه الظروف التي مر بها ضيفنا عبدالله الطراروة وجيله والتحولات في المجتمع الكويتي نتعرف عليها في السطور التالية:

في مستهل حديثه عن الماضي وأحداثه وذكرياته يحدثنا ضيفنا عبدالله نجم الطراروة عن بداياته الأولى ومولده وكيف كانت الظروف حينها، حيث يقول:
ولدت بالقبلة بفريج سعود، بيوتنا كانت تطل على البحر - الجهة الشمالية، ومن جيراننا بيت عائلة النشمي وبيت اللوغاني منهم أحمد ويعقوب وهو رجل كفيف البصر، كان فريج سعود بالداخل وبين البيوت لا يوجد مسجد وانما مسجد المديرس كان خارج الحي، واذكر بيت الصبيح واذكر فهد الصبيح.
مسجد المديرس موجود حاليا واذكر جارنا خليفة وعائلة التورة وهم ملاك سفن لنقل المياه.

البيت الذي ولدت فيه كان ملكا لجدتي وله باب خوخه وفيه 3 غرف كبيرة وفيه جليب وعندنا 3 رؤوس من الماعز والوالد كان يحلبها، ومن الصباح نودعهم مع الشاوي مزيد حتى المساء وبعد عودة الشاوي الماعز تدخل للبيت بنفسها تدل وتعرف البيت وتدفع الباب برأسها، الوالد - رحمه الله - كان يحب تربية الأغنام، 3 معزات (سخول) الحليب كان كثيرا نعمل منه اللبن ويخض اللبن ويستخرج منه الزبدة.

وكان الاسقا من جلد الغنم يستخدم بخض اللبن، وبعد سنوات ومع بداية النهضة الحديثة دخل علينا لخض اللبن اسقا من المعدن، الزبدة منذ الصباح ريوق مع الخبز، الوالدة كانت تخبز رقاق على التاوه بوسط العريش، المرأة بنفسها تخبز وتطبخ وتنظف البيت وجميع الأعمال المنزلية وتغسل الملابس وبعض النساء يذهبن الى البحر لغسل الملابس، اذكر ان الوالدة أول خبزة تعملها نوع الحنوه وتعطيني إياها.
الحنوه خبزة صغيرة مدورة، الحياة كانت بسيطة وحلوة، كل شيء تغير مع التطور والنهضة الحديثة.
اذكر من الألعاب التي كنت ألعبها مع الأصدقاء الهول والمقصي والجيس مع الزبابيط وصاده ما صاده وكنت اصنع التناك وهي سفينة من الحديد من قواطي الكاز، الكيروسين.
عن المرح واللعب في أيام الطفولة يتحدث الطراروة بحنين كبير وعن احدى الهوايات والتصرفات الطفولية يقول:
صناعة التناك
التناك سفينة صغيرة نصنعها من قواطي الكاز الصفيح، نقص القوطي ونفرشه قطعة واحدة 4 قواطي نوصلها مع بعض وبواسطة ثني طرفي القوطي ونشبكها مع بعض ونضرب القواطي بالمطرقة حتى يصير لوح واحد بالطول كل ثلاثة أو أربعة قواطي مع بعض، بعد ذلك نحضّر خشبة طويلة نسميها الشاصي مثل بيص السفينة الكبيرة للقاعدة، ونثبتها بالمسامير، بعد ذلك نقوم بثني الصفيح الى الأعلى.

ونضع مقدمة للسفينة ومؤخرة، وجوانب السفينة نضع عليها عصا طويلة ومن الأمام الى الخلف على التريج ونضع له دقلا صغيرا وننزل به الى البحر، ونضع بقاع التناك الطاري مادة سوداء جافة لكي لا يدخل الماء أماكن المسامير.
ونستخدم المجداف ويسع اثنين ونخرج به خارج النقعة، وأحيانا نستخدمه للحداق، صيد السمك هذا هو التناك، ومجموعة من الشباب كل اثنين أو ثلاثة يشتركون مع بعضهم البعض.
أذكر اننا كنا نذهب الى نقعة الفلاح، أحيانا شخص واحد، في التناك نستخدم الغرافة أو المجداف ونصيد السمك بأنواعه الميد والمجوة والزمرور ونستخدم الصبور كييم للميدار، أيضا كنت مع الاصدقاء نستخدم القرقور ونصنع بلاطة سمك الصبور ونقطعه ونضعه بالداخل.
ننقل القرقور بحمله على الراس من الفريج الى البحر، ومن الشروط أن تكون مياه البحر في حالة الجزر (نقول الثبر) ونضعه ونربط طرف الحبل بالقرقور والطرف الثاني بقطعة من الخشب، كدليل على وجود القرقور في هذا المكان، والخشبة نسميها «چيبال» وإذا كان ماء البحر في حالة المد يدخل السمك بالقرقور وننتظر حتى يبدأ الجزر ونذهب الى القرقور ونجد السمك بداخله ونحمله الى خارج البحر ونأخذ السمك منه، نأخذه الى البيت، أحيانا نستخدم مادة السم التي نشتريها من العطار على شكل كرات صغيرة ندقها بالهاون حتى تصبح ناعمة ونخلطها بمادة الصل الذي يؤخد من سمك الحوت الكبير وله رائحة شديدة تجذب السمك.
السم نوعان، الاول يطفح على سطح الماء، والثاني ينزل بقاع البحر للسمك الموجود في قاع البحر، الاسماك تأكل منه وتدوخ ونصطادها باليد، وخاصة سمك الميد الكثير، الاسماك كثيرة ولا يوجد ما يزعج الاسماك.
صبيان السيف كثيرون ولا نعرف الاسواق، الجميع متواجد على ساحل البحر، أيام العيد نشتري الاكلات الخفيفة، كنا أولادا شبابا نلعب ونركض، كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيورا قوية، وكنت أميل لصيد الطيور، أيضا كنت أصيد القطا ونزل البحر، وهناك نوع آخر اسمه الرهيز على ساحل البحر، كنت أذهب الى مقبرة هلال المطيري لصيد الطيور والمقبرة القبلية.
الدراسة والتعليم
وعن مشواره في مضمار التعليم، يقول الطراروة: البداية في مدرسة الملا محمد صالح، وكان الطالب يدفع نصف روبية للملا لشراء المنقور البارية للجلوس عليها، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم والقراءة، ولم أمكث كثيرا عنده، والتحقت بالمدرسة الاحمدية في الحي القبلي الواقعة على ساحل البحر وناظرها العم راشد السيف أخو والدي، عمي راشد قال للوالد يا أخي بوعبدالله الولد ترى ما عنده استعداد للدراسة خذه معك للعمل في البحر والوالد استانس لأنه سيأخذني معه تبابا على ظهر السفينة، وكنت الوحيد على السفينة، القلب غير متفرغ للدراسة، والوالدة رحمها الله قد توفيت.
الناظر يطلب من الفراش أن يذهب الى الفريج يبحث عن الأولاد الغائبين فيبلغ والدي عن غيابي، الفراش يعرف البيوت كلها واذا أمسكني سحبني بيده الى المدرسة وكان اسم الفراش عبدالله، عمي راشد يضربني بالمسطرة على يدي وإذا دخلت المدرسة أدخل الصف، والدراسة على فترتين العصر.
دروس دينية
أذكر الأستاذ ابراهيم الشاهين من مدرسة الأحمدي وهو الذي كان يدرسنا القرآن الكريم والدين، وعبدالعزيز الشاهين أيضا مدرس، ويدرسنا العصر ومن مدرسي الفترة الصباحية ملا أحمد وخالد النصرالله ولا يوجد مدرسون غير كويتيين ونلعب الرياضة بالدشداشة، ويوم الخميس نذهب في رحلة الى الفنطاس مثل الاشبال، والى الفحيحيل وذلك اهتمام من المعارف والطريق كان رمليا والأرض قوية ونذهب الى المزارع ونلتقط الكنار من شجر السدر.
أول سفرة بالبحر
شأنه شأن الكثيرين من أبناء الكويت في هذا الوقت كان التوجه نحو البحر للبحث عن الرزق والعمل، وعن تجربته يقول ضيفنا: ركبت السفن الشراعية «تباب» مع الوالد الذي كان «سكوني» في بوم الفلاح، أول سفرة كانت السفينة بالأصل لنقل المياه من شط العرب الى الكويت ولكن بعد سنوات أنزلوا خزانات الماء ورفعوا الجوانيب وصار سفينة سفار والنوخذة المرحوم سليمان الهارون، وعلي الفلاح مجدمي العود والوالد سكوني ومعه اثنان سليمان السجاري والثالث من أولاد الفلاح، كنت «تباب» أخرجني والدي من المدرسة وكانت تلك السفرة الأولى ولم أخف من البحر في الليل والنهار.
اذكر ان أحد البحارة أعطاني جلاس ماء من اليمه وفيه رائحة الصل الدهن وذلك لعدم الدوخة، ولكن الدوخة موجودة، خرجنا بالسفينة من النقعة بشراع واحد متجهين الى شط العرب وشاهدت التقاء الماء المالح بالماء العذب من شط العرب سبحان الخالق يعمل خطا واضحا يميز الماء المالح من العذب، الماء الأزرق مالح، الماء (الخابط) عذب، السفينة تشق البحر بين النخيل والزروعات، ذهبت الى ابو الخصيب.
والبحارة ينقسمون نصفين نصف يقف على ظهر السفينة والنصف الآخر يضعون لوحا خشبيا ينزلونه لنصف السفينة نسميه جالي مربوط بالحبال واللي على الجالي يسحبون الماء من الشط بواسطة الزيلة قوطي يملأ بالماء ويأخذه البحار الواقف على السفينة ويصبه بالتانكي بواسطة.
بعد ذلك نبدأ بنقل التمور من السفن الصغيرة الى السفينة الكبيرة حملنا من قرية ابوالخصيب قوع الديري، ونضعه بالخصاف الطويل والبحارة هم الذين يضعون الخصاف التمور داخل الخن بالسفينة وإذا زاد التمر نضعه على سطح السفينة نسميه (الكراخة) والنوخذة سليمان الهارون في بوم الفلاح وهو الذي يخرج المنافيست من ميناء الفاو حملنا التمور وخرجنا من شط العرب باتجاه الهند عبور المحيط الهندي نعبر غبّة سورت وغبّة بارطيه، غبة سورت ما لها قاع، البحر عميق جدا جدا لا يعلم إلا الله بها، كنت «تباب» وقصتي مع الطباخ أجلس بالكونه عند السريلان مطبخ السيفنة، الجدر الكبير للشاي واساعد الطباخ في عمل القهوة واجهز له الوقود من الأخشاب واحمس له حبوب القهوة باعتبار انني أمثل البحار أساعد الطباخ، أمضي الوقت عند الطباخ الى ان تغيب الشمس قبل أذان المغرب الطباخ يضع الأكل في مناكب من الخشب الايدام. لحم طريح أو سمك طريح.
قصة السمك
يحكي لنا الطراروة قصة.. يوم من الأيام كنا في ميناء بومباي، السفينة متوقفة مربوطة بالحبال باوره بالأمام باوره بالخلف والبحارة يساعدوننا من السفن الأخرى لنقل الحمولة، عندنا سمك خباط مالح وكنت أتحدث مع المجدمي العود وقلت له اليوم نطبخ لهم عيش محمر، سمك خباط مالح، على تمر، المجدمي وافق، الطباخ جهز القدر للطبخ وإذا هو مثقوب، أخذت السمك المالح غسلته بماء البحر لكي ينظف من الملح أخذت الزيله قوطي الماء ووضعته على النار ووضعت السمك المالح بداخله وهو على النار وطبخته، السمك بحاجة لطبخ طويل، القوطي به رائحة الصل، نوع من أنواع الدهون تطلى به السفينة.
النار كانت حامية وشديدة، والزيت ارتفع الى فوق الماء والسمك يطبخ والطباخ جهز العيش والنوخذة ينادي الأكل جهزوا الأكل المهم وضعنا العيش بالمناكب وأخرجنا السمك من القوطي ورائحته الصلة.
والبحارة كلوا الغداء عيش وسمك مالح مطبوخ بالصل لكن البحارة كل واحد ينشف يديه من دهن الصل والسمك، الأكل انتهى والبحارة شبعوا محمر خباط مالح.
من شط العرب إلى الهند
يكمل ضيفنا قائلا: وصلنا الى مدينة بومباي وتوقفت السفينة على مسافة قريبة من ميناء كراتشي وذلك قبل عام 1947، المهم انتظرنا لمدة 3 أيام وحضر تاجر هندي وشاهد وفحص البضاعة، وافق التاجر على شراء التمور والاتفاق يتم بين النوخذة والتاجر، حضرت سفن النقل الصغيرة وأنزلنا التمور وبعد 4 أيام انتهينا من تفريغ الحمولة وابتعدت السفينة عن رصيف الميناء، وتوقفنا بوسط الخور مع السفن، وانتظرنا حتى حصل النوخذة على بضاعة لنقلها الى مدينة أخرى وحملنا أكياس الطحين، وتحركت السفينة من ميناء كراتشي الى ميناء بومباي، وتبعد عن كراتشي مسيرة يوم وليلة، وقبل الوصول الى بومباي يوجد بالبحر منارة وعليها سراج يضيء للسفن ويوجد بويات ودخلنا من اليسار والبحر بحالة الجزر (الثير) وهوا - وراعي البلد يقيس عن غرز البحر، الوالد سكوني في تلك الفترة البحارة واقفون ويعرفون ان هذا ليس مجراه.
النوخذة يسمع الدق على الصخور القصيرة، ومن احد الجانبين دخل الماء الى داخل السفينة، والشراع معلق فوق الدقل المجدمي قال للنوخذة هذا الكلام فرد النوخذة قائلا: «على كيفكم نزلوا الشراع»، اصدر النوخذة امره وقال للمجدمي: نزل الجالبوت والبحارة كل واحد منكم يأخذ أغراضه الضرورية والتي تهمه، ركبنا نحن البحارة بداخل الجالبوت، مدينة بومباي على بعد 30 كيلومترا من مكان السفينة ونجدف الجالبوت بأربعة مجاديف من كل جانب مجدافان، تركنا السفينة ووصلنا الميناء، صعدنا سفينة حمد المباركي، وهو النوخذة، لأن سفينتنا تركناها في البحر، وفي صباح اليوم التالي وصل الخبر الى النوخذة بأن سفينتنا مكسورة واتفق النواخذة على سحب سفينتنا من البحر الى الميناء.
احضروا براميل ووضعوها تحت حملة السفينة ورفعوا السفينة واحضروا نبحا وهو التك وسحبوه الى الاسكله وخزروا الدقل بمعنى انزلوه.

ثم انزلوا حمولة الطحين من السفينة وجدفوا السفينة وكنا نذهب الى سوق يومي لشراء اللحم والسمك ويطلقون عليه اسم «العرصة» وهو سوق السمك وشاهدت مقبرة الهنود وشاهدتهم يعزفون الموسيقى وهم يحملون الميت الى المقبرة، وكان الذين يحملون الميت عددهم عشرة، وكان هناك رجل يحمل صينية في وسطها عمامة حمراء اللون وجلس على الجنب وحرقوا الميت وكنت أشاهدهم، وانفجر رأس الميت، وأخذت منهم الحلاوة من الصينية.
هكذا العادة عند الهنود غير المسلمين من الهندوس الذين يحرقون موتاهم وقد شاهدتهم وهم يحرقون الميت.
السفرة الثانية
أما عن السفرة الثانية فيقول عنها الطراروة: ركبنا تبابا مع النوخذة جاسم العصفور والوالد سكوني ونوخذة الشراع اسمه محمد خرجنا من الكويت الى شط العرب وحملنا التمور وتوجهنا الى الهند الى مدينة بومباي، وكان التمر من نوع الزهدي، وصلنا بومباي وأنزلنا التمور عند التاجر وبعد شهر سافرنا من بومباي الى كلكوت وحملنا كمية حبال وخشب مربع وأخشاب فرمن وقمنا بتحميل الاخشاب من فتحة آخر السفينة وهي مرتفعة عن الماء، خرجنا من كلكوت الى الكويت، وهبت علينا رياح شديدة في منطقة قريبة من ساحل فارس، واذكر اننا طفنا جبال سلامة وعيالها والاقرع والاقيرع، وكان الوقت ليلا والهواء شديدا، وأنزلنا الشراع العود ورفعنا شراع الجيب والقلمي، ومن الشروق شاهدنا سفينة كويتية ورفعنا النوف علم اسود، واحدى السفن سحبتنا الى جزيرة السنجة، ونزل النوخذة مع الوالد لشراء دقل وعادوا الى السفينة وأنزلوا القديم ورفعوا الجديد، بعد ذلك سافرنا الى الكويت وأنزلنا البضاعة، وكان البحر فيه خطورة كبيرة، ولذلك كل بحار معه الكفن «داخله مفقود والخارج منه مولود» الوالدة متوفاة وكانت علاقتي مع الوالد متينة.
السفرة الثالثة
يضيف الطراروة: ركبت تبابا مع النوخذة احمد بوقريص وعمي ووالدي من الكويت الى البصرة وحملنا التمور ومنها الى الهند مدينة بومباي ومنها الى كلكوت وحملنا البضاعة حبالا وأخشابا ومعنا مجموعة من البحارة ولم يحدث لنا اي شيء وكانت السفرة خفيفة ومن دون مشاكل والطباخ عبدالله العباد الفرحان.
السفرة الرابعة
أما عن سفره للمرة الرابعة فيقول ضيفنا: ايضا ركبت في بوم بن غيث والوالد سكوني والسفينة متوسطة الحجم وعمي خليفة نوخذة السفينة ومحمد نوخذة شراع وهو يقرأ الخريطة (النايله) والوالد سكوني وكنت تبابا بدون قلاطة وكنت نشيطا وبالقرب من السريدان، وكان هناك سكوني ثان اسمه احمد وسكوني ثالث نسيت اسمه، واستمررت بالبحر الى ان انتهى السفر وأذكر غرق سفينة النوخذة بلال الصقر لأنه خرج اثناء ضربة النجم.
العمل الحكومي
بعد ظهور النفط اتجه معظم الكويتيين للعمل في الحكومة، ينطبق ذلك ايضا على ضيفنا الذي يقول: تعلمت عمل النجارة واشتغلت مساعد نجار او كما يقولون معاون نجار وكان النجار محمد الشاهين واليومية خمس روبيات وآخذ القشباد مخلفات الخشب وكنا نسكن الشرق، والوالد تزوج بعد وفاة الوالدة، وبعد ذلك اشتغلت بناء وأول عمل مع الوالد في بناء مسجد الحمد اناول الاستاذ الاسمنت واليومية روبية، وبعد ذلك عند عبدالله التميمي والريوق تمر ولبن وخبز.
عام 1960 اشتغلت في دائرة الكهرباء «مساعد كهربائي» وتعلمت التمديدات وصرت «معلم كهرباء» وأمضيت 25 سنة في العمل وتقاعدت عن العمل.
البداية مثلا أبحث عن الخلل في الخطوط حتى أجدها وكل كهربائي معه العدة والأخشاب للتمديدات.
تعلمت قيادة السيارة لأن محمد ابن عمي قال لوالدي محمد يريد ان يتعلم قيادة السيارة فوافق الوالد وكان خائفا علي وتعلمت في بداية الستينيات بالقرب من المقصب وكان المعلم سفاح شنوف ولمدة عشرين يوما والذي اختبرني السيد عبدالوهاب.
العمل بـ «الصحة»
أما عن عمله بوزارة الصحة فيقول الطراروة: عينت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري، وبعد ذلك نقلت سائقا على سيارة رش الدي دي تي ومن ثم مع مسؤول المشتريات وبعد ذلك عينت على سيارة صالون، اما سيارة الدي دي تي فكنا نرش المادة داخل البيوت ومن ثم في الشوارع.

وعبدالله المناعي مسؤول الكراج وبعد ذلك عينت سائق سيارة لنقل المرضى أو نقل الممرضات الى البيوت لعلاج السيدات الكبيرات في البيوت.
وانا حاليا متقاعد والحمد لله مرتاح، والكويت حلوة والله يديم النعمة على الجميع، والله يحفظ أميرنا وسمو ولي عهده الأمين ويحفظ الكويتيين جميعا.







30-11-2014, 05:59 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
محمد دعيج: هويت النجارة منذ الصغر وتعاونت مع والد زوجتي في تصنيع نماذج من الأبواب القديمة وبيعها
السبت 15 نوفمبر 2014
- الأنباء أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
513211-395659.jpg
مح
مد دعيج نهابه حمادة
513211-395648.jpg
محمد دعيج خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
513211-395677.jpg
صورة جواز سفر قديم لمحمد دعيج
513211-395649.jpg
نماذج باب وشبابيك مدخل لبيت وكراج
513211-395657.jpg
نماذج خشبية من صنع محمد دعيج حمادة
513211-395660.jpg
محمد دعيج في شبابه
513211-395647.jpg
.. ولقطة أخرى في مقتبل العمر
513211-395654.jpg
حفل سمر مع فرقة الكشافة
513211-395650.jpg
رخصة قيادة قديمة لمحمد دعيج
513211-395653.jpg
هوية طالب كشاف



    • ولدت في الحي القبلي بفريج السبت حيث أمضينا هناك 7 سنوات وكانت البراحة كبيرة وقريبة من السوق
    • سكنا في حولي بالقرب من بيت العثمان الكبير حالياً وكنا نرش الطوفة بالأسمنت المخلوط بالألوان ونستخدم الطابوق الأصفر في أرضية الحوش
    • تنقلت في السكن صغيراً بين عدة مناطق سكنية فانتقلت من مدرسة إلى أخرى والأولى كانت «سعد بن أبي وقاص»
    • عملت في وزارة الصحة «ملاحظاً صحياً» ثم طلبت الانتقال إلى «التربية» بسبب حبي للسفر
    • شاركت بأعمالي في معرض فني بالإمارات وكانت لي مشاركة في «صنع في الكويت»
    • مارست الرياضة ولعبت القفز بالزانة والوثب العالي والثلاثي
    • التحقت بنادي السالمية ولعبت الجمباز وحصلت على ميدالية برونزية
ضيف هذا الأسبوع محمد دعيج حمادة ولد في الحي القبلي، وكان والده ينتقل من بيت لآخر وهذا تسبب في تنقله من مدرسة لأخرى من القبلة إلى حولي إلى العديلية وهكذا.
أكمل تعليمه في المرحلة المتوسطة بالتعليم المسائي، ثم ترك الدراسة والتحق بالعمل بوزارة الصحة «ملاحظ صحي»، وبعد سنوات انتقل إلى وزارة التربية، وذلك بعد الزواج لأن زوجته تعمل مدرسة.
يقول ضيفنا ولأنه يحب السفر وزوجته لديها إجازة نصف السنة والإجازة الصيفية، فطلب أن يعين بالمخازن في المدارس لأن أمناء المخازن يحصلون على إجازة مع الإدارة المدرسية، واستمر في العمل حتى التقاعد.. ومنذ مرحلة الشباب كان عنده هواية النجارة، ومن حسن الحظ أن والد زوجته أيضا كان نجارا وعنده حب العمل في النجارة، فاتفق الاثنان على أن يعملا معا ويتشاركا في صنع نماذج من الابواب والشبابيك. البداية كانت هواية ومع مرور السنين والعمل بدأ يبيع على رواد الديوانية، ولكن مع انشغاله مع الاولاد وتربيتهم وتعليمهم وبوفاة عمه ترك العمل بالنجارة، وحاليا عاد مرة ثانية لهوايته المحببة لنفسه وطور العمل.

يقول محمد دعيج إنه كان يشتري الأبواب القديمة الكبيرة ويقوم بترميمها وتنظيفها ويقطع الخشب ويفصله حسب الأشكال التي يريدها ولايزال يعمل ويبيع للاصدقاء مع العلم أنه يشتغل في إحدى المؤسسات موظفا، ولكن وقت الفراغ يشغله بالعمل بالنجارة، ماض جميل وبيوت قديمة وابواب وشبابيك نماذج لتلك البيوت التي أزيلت وهدمت ولم يبق منها سوى الذكريات.
نتعرف على المزيد من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يبدأ ضيفنا محمد دعيج نهابه حمادة حديثه عن الماضي وذكرياته بالحديث عن البدايات قائلا: ولدت في الكويت بحي القبلي بفريج السبت، حاليا عند مبنى غرفة تجارة وصناعة الكويت سابقا وكانت براحة السبت كبيرة تحيط بها بيوت الكويتيين من جميع الجهات والبراحة تقريبا قريبة من السوق. حياتي أمضيتها فيها مدة 7 سنوات أدركت السوق القريب من البيوت ومسجد الساير ومسجد المديرس ومسجد بن سعيد، سمعت ان بداية السوق كان يوجد حمام، واذكر أولاد خالتي وأولاد فهد المشعل مثل عادل واخوانه.
سكنا حولي مقابل بيت العثمان الكبير حاليا وكان بذلك الوقت الطوفة (الحائط) يرش بالاسمنت المخلوط بالألوان فتكون الحوائط ملونة وكان أحيانا بالطابوق الآجر لونه اصفر ويستخدم في ارضية الحوش بدلا من الكاشي، وهو يستورد من ايران والعراق بحجم الطابوق الجيري.
كانت الألوان مستخدمة في البيوت خاصة الغرف من الداخل حسب قدرة صاحب البيت.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في مضمار التعليم يقول حمادة: بعدما بلغ عمري السنتين الوالد انتقل من القبلة الى منطقة الشامية وكانت المرة الأولى، لنقل السكن، وكنت لا أزال صغيرا، خلف بوابة الشامية عند السدرة والثليم، ومن ثم رجعنا الى براحة السبت ولكن لم نمكث طويلا، فالوالد قرر الانتقال الى منطقة حولي فالتحقت بمدرسة حولي وكانت بداية تعليمي، أتذكر النقرة وحولي..

اول بيت مقابل بيت العثمان، وأول مدرسة سعد بن أبي وقاص الابتدائية وكنت أذهب اليها مشيا وقبلها كنت في الفارابي قرب البيت، تغير الأصدقاء وكنت أذهب معهم الى المدرسة مثل يوسف العوضي والجيماز والنجدي وآخر من أولاد الماجد والمفرج والبوقريص مجموعة شباب، ذهابا وإيابا..

وفي ذلك الوقت لا توجد مجمعات ولا محلات، فقط بعض الدكاكين المتفرقة بالمنطقة، سوق بالنقرة وشارع التيل، حاليا شارع تونس وسوق لبيع الجت للأغنام، وكان الدوام صباحيا ومسائيا، كانت سنة أولى في الفارابي وسنة ثانية في سعد بن أبي وقاص، والسبب ان الوالد انتقل من منطقة لأخرى وكانت الأمور سهلة وبسيطة.
في سنة ثالثة ورابعة ابتدائي اشتركت بفريق الجمباز (الحركات الأرضية) والأجهزة كانت خفيفة مثل المهر وواصلت اللعب حتى المرحلة المتوسطة، لعبت على الصندوق المقسم وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة الخالدية بسبب انتقال الوالد للسكن في العديلية وواصلت دراستي في مدرسة الخالدية.
اذكر في ذلك الوقت لا يوجد ازدحام سيارات، كنا نذهب من العديلية الى الخالدية مشيا على الأقدام، يعبر الشارع مجموعة من الطلبة أبناء العديلية، واصلت دراستي كان أخي براك معي بالمدرسة ونذهب مع بعضنا البعض، عماد اخي أكمل دراسته حتى حصوله على الدكتوراه في الشريعة، أما انا وأخي الكبير لم نكملا دراستنا وتركنا الدراسة والوالد حاول ان ينصحنا بأن نواصل الدراسة، ومن أسباب ترك الدراسة انني رسبت في سنة رابعة فزاد كرهي للدراسة، ولكن أكملت سنة رابعة بالتعليم المسائي.
الألعاب الرياضية
عن هواياته في ممارسة الرياضة يقول ضيفنا: أما بالنسبة للرياضة فقد واصلت الألعاب حتى اشتغلت وكنت العب لأنني التحقت بنادي السالمية والباص ينقلني، صديقي الذي يلعب جمبازا بالنادي نصحني بالاستمرار باللعب فلعبت مع نادي السالمية لمدة 4 سنوات وحصلت على ميدالية برونزية وكنت أشارك في البطولات التي تقام بين الأندية الرياضية وكذلك مع المدارس، وكان الاهتمام كبيرا في نادي السالمية باللاعبين، حاليا الاهتمام بكرة القدم وتركوا الألعاب الأخرى..

وحسب النادي وقوته يفوز النادي، إلى يومنا هذا لا أحب ولا أرغب كرة القدم. وانتقلت إلى نادي القادسية والتحقت بألعاب القوى وكان يدربنا المرحوم أحمد الرشدان وبعد سنتين انتقلت مع أحمد الرشدان إلى نادي كاظمة وامضيت ثلاث سنوات وكنت ألعب الوثب الثلاثي والزانة والوثب العالي، واذكر في إحدى السنوات كنت الثاني بالزانة والأول اسمه شهاب ولعبة الزانة ما كان أحد يرغب في ممارستها.
كنا خمسة لاعبين عندما كنت في كاظمة، اللعبة ثقيلة والعصا عادية وبعد ذلك تركت الاندية وحاليا عضو في نادي القادسية أروح للانتخابات وعندي مرشحين واعضاء اقدرهم واحترمهم وأذهب للنادي لأجلهم... الأندية واللاعبون قديما ما كان عندهم مكافآت ولكن كان الاهتمام بالطالب بأن يمنح ملابس وأحذية، وإذا كان اللاعب بالمدرسة ضعيفا كان أحد أعضاء مجلس الإدارة يذهب إلى المدرسة يستفسر عنه وعن المواد الضعيف فيها.
وأيضا يقابلون ناظر المدرسة وأذكر كان معنا لاعبون اخوة خصص النادي لهم مدرسا خصوصيا في المادة الضعيف فيها كل منهم وذلك تعويضا لأيام اللعب، واذكر انه يقال ان الألعاب تؤثر على تعليم الطالب هذا الكلام صحيح ولذلك بعض اولياء الأمور منعوا أولادهم من اللعب وتفرغوا للدراسة لكن تنظيم الوقت ما بين الدراسة واللعب ممكن التوفيق بينهما وبعض اللاعبين وفقوا بدراستهم.
لعبت الزانة وفيها خطورة ولعبت الوثب الثلاثي، اختياري للزانة كان بتوجيه من بعض الإداريين والبداية من نادي كاظمة، والحقيقة لم يخطر على بالي أن أتوجه لأي لعبة أخرى. أقول وهذه حقيقة لا ينكرها أي إنسان أن دولة الكويت اهتمت بالتعليم فلذلك افتتحت التعليم المسائي وكنت واحدا من ابناء الكويت الذين تعلموا بالمساء وحصلت على الشهادة المتوسطة مساء وتركت الدراسة. بعد مدرسة ابن رشد في الفيحاء التحقنا بالتعليم المسائي جميع رواد الديوانية ولكن اثنين فقط اكملا تعليمهما الثانوي.
أول عمل
يتحدث حمادة عن أول عمل اشتغل به بعدما ترك التعليم قائلا: التحقت بوزارة الصحة وقبلت موظفا فيها والتحقت بدورة تدريبية (ملاحظ صحي) ولمدة سبع سنوات عمل، ومدة الدورة سنة ونصف السنة، وبعد سنة من العمل حصلت على الشهادة المتوسطة وتوجد دورة ثانية مساعد صيدلي وسبقوني اليها لاني لا أحمل شهادة متوسطة.
عملي ملاحظ صحي، وبعد سبع سنوات انتقلت إلى وزارة التربية ابتداء من عام ،1980 واما سبب الانتقال فهو انني تزوجت وهي تعمل مدرسة لها عطلتها السنوية ولأني من محبي السفر فهذه فرصة ان اسافر مع زوجتي بالعطلة لأن عملي امين مخزن بالمدارس واثناء العطلة نحن امناء المخازن نعطل مع الهيئة التعليمية، عملت نقل من الصحة الى التربية ولمدة ست شهور انتداب ثم عينت موظفا في المخازن ولمدة شهر ومقرها في الشويخ، رئيس القسم أخبرني ان احدى المدارس بحاجة لأمين مخزن ما رأيك لو نقلت اليها فوافقت ونقلت امين مخزن في ثانوية احمد العدواني وأمضيت بها ثلاث سنوات.
وأثناء فترة التجنيد والتحاق بعض الموظفين بالتجنيد صار هناك مكان شاغر في ثانوية الاصمعي فنقلت اليها واستمررت بالعمل ولمدة عشرين سنة في الاصمعي، واذكر ان اي طالب يطلب كتابا بدلا من كتابه المفقود نبيعه له بسعر رمزي، وأقول ان ثانوية احمد العدواني حاليا العديلية سابقا كان جميع الطلبة من الكويتيين اما بثانوية الاصمعي فكان الطلبة من جميع الجنسيات كويتيين ووافدين.
هنا الاختلاف في التعامل وعندنا بعض طلبة البعثات الذين ينهون المراحل الاخرى ينقلون للاصمعي وبعض الطلبة من خيطان. بعد التحرير من الاحتلال الصدامي تحولت ثانوية الاصمعي للطلبة الكويتيين والسبب اغلاق اليرموك وتحولت الى مكاتب الشهيد ونظام مقررات ومدرسين كويتيين والناظر في الاصمعي كان المرحوم حسن عبدالله الانصاري، رحمه الله، ومن بعده الاستاذ ابو احمد نقل الى ثانوية جابر المبارك ومن بعده الاستاذ احمد العصفور وسعد العنزي قبل احمد العصفور.
أسباب النقل من «الصحة»
عودة الى اسباب الانتقال من العمل في وزارة الصحة الى التربية بشيء من التفصيل يقول حمادة: عندما اشتغلت بالصحة لم اكن متزوجا وبعد سنوات تزوجت وكانت تعمل مدرسة وعندها اجازة نصف العام واجازة الصيف.
عندما كنت بالصحة لم تكن عندي اجازات، فلما انتقلت الى المخازن وخصوصا مبنى مخزن في المدارس صارت عندي اجازة لأن امين المخزن له اجازة مع الادارة المدرسية، وكنت احب السفر، فعندما تعطل المدارس تكون عندنا إجازة أنا وزوجتي فنسافر.

واذكر ان يوم الخميس كان عندنا عطلة وخاصة المدارس، الخميس نصف دوام والجمعة والسبت عطلة برأيي هذا غير، صحيح لان معاملات المواطنين تتأخر وبعض الموظفين يزيدون يوما لانفسهم عطلة، حاليا لا يوجد تعاون بين الموظفين اذ غاب موظف لا يسد زميله الفراغ فتتعطل المصالح.
هنا مدير الادارة يجب ان يتدخل ويعين موظفا اخر بالتكليف حتى يباشر الموظف عمله. فالعطلة يوم الجمعة والسبت فيها تأخير للمعاملات، قديما الدوام غير دوام الموظفين هذه الايام كان الموظف يعطي من نفسه في العمل.
بعد التقاعد
بعدما فراغ ضيفنا من العمل الحكومي توجه الى العمل الحر وعن ذلك يقول: بعد التقاعد توجهت للعمل الحر وعندي هواية تعلمتها منذ ان كنت في مرحلة الشباب كنت اعمل بالنجارة كهواية، الهواية بدأت وتطورت وبدأ الاهتمام بها منذ عام 1980 وخصوصا بعد الزواج لأن والد زوجتي كان نجارا أو نقول هوايته النجارة وهو الكابتن علي صالح بوغيث، ايضا والده كان يعمل نجارا وامضيت وقتي مع عمي والد زوجتي، رحمه الله.
البداية شاهدت بابا من الخشب نسميه باب «أبوخوخة» باب قديم من خشب عادي نقلته لعمي فقال هذا باب مسماري وفيه خوخة وقلت له لماذا لا نصنع باب خوخة من خشب اصلي فقال ما عندي مانع مع العلم كنا نصنع كنبات ورفوف وخزائن والبداية لا نبيع مع بداية صناعة الباب النموذج علقته بالديوانية، احد رواد الديوانية طلب ان نصنع له واحدا مثله وبعناه له والباب تكلفته كثيرة لكن نشتري لوحا خشبيا كبيرا ونقطعه حسب الحاجة والمسامير. الاصدقاء شجعونا على صناعة الباب ابوخوخة.
استمررنا في العمل وصار تجارة وبدأنا نبيع وطورنا العمل وزدنا بعض الاكسسوارات على الباب مثل دكان وكراسي وكهرباء وكل يوم نشتغل نحن الثلاثة انا وعمي وصديق عرض علينا ان نشترك بمعرض والذي عرض علينا صديق كان يشتري منا والعرض بدأ عام 1985، اخبرت عمي فتمت الموافقة فاشتركنا بحدود ثلاثين قطعة وبعنا منها الكثير وخلال اسبوع مدة المعرض نفس الصديق الذي عرض علينا الاشتراك بالمعرض عنده اخوه ايضا كان يرسم على اليرمه جميع الألوان والرسومات وكان يشارك بالمعارض، نحن شاركنا في اول معرض للمشغولات اليدوية وكان في فندق حياة ريجنسي وهذا ثاني اشتراك لنا وبالفعل تم الاشتراك وبالفعل بعنا وايضا كثيرون كانوا مشاركين.
معرض الإمارات
عن معرض آخر شارك فيه بقوة ضيفنا: في نفس العام كان عندنا طلبة يدرسون في الامارات وبلغونا بان معرضا سيقام بالامارات في جامعة العين، وسيكون الافتتاح تحت رعاية رئيس الدولة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فقررنا المشاركة ولكن من دون ان نذهب المشاركة كانت بالمشغولات فتمت الموافقة وارسلنا مشغولاتنا للمعرض وشاركنا معهم ووضعنا كل شيء بصناديق وساهموا بهم وكان عدد اللوحات مائتي قطعة ورجل اماراتي اشترى ما تبقى من المعرض.
صنع في الكويت
يكمل ضيفا: اشتركنا في معرض «صنع في الكويت» حيث كان اول معرض نشارك فيه ونجحنا وبعنا ما صنعناه، وفي السنة الثانية اشتركنا وكان بجانبنا مواطن مشارك باشياء تراثية وقال اريد ان اتعامل معكم اشتري منكم وأبيع في محلي فتم الاتفاق معه واشترطنا عليه ان يبيع بنفس السعر الذي نبيع به ونخصم له فوافق، وفي نفس الوقت مواطن رأى احدى اللوحات واشتراها ونقلها الى احدى سفاراتنا بالخارج لان هذه تمثل تراثا كويتيا وقال سأكلم احد المسؤولين بالخارجية لكي يشتري منكم. وبعد الاحتلال الصدامي توقف العمل نهائيا والسبب انني التحقت بعمل في احدى الجهات والعمل بعد العصر حتى العاشرة ليلا وفكرت أن اعمل لوحة واحدة اعلقها في البيت.
وحضر عندي احد الاصدقاء وطلب مني ان اعمل له واجهة من الباب والشباك وقلت له واحدة مجانا والثانية بعتها له وانتشر الخبر بانني رجعت للعمل فصرت اعمل اللوحة في حدود الشهر او الشهر والنصف الشهر والناس راغبون في ذلك.
استمررت في العمل وزاد العمل بيدي وبنفسي وزميلي ترك العمل وعمي صار كفيف البصر.
عام 2002 تضاعف العمل عندي ولا ازال اعمل بالشركة من هواية الى تجارة، وأحد الزملاء عنده محل في السوق ويأخذ مني ويبيع ويحاسبني واحيانا اخذ نماذج سفن صغيرة من الذين يصنعون وأبيع ما اصنعه وأحاسبهم وأنوع في الابواب بجميع الابواب وانواعها واحجامها مثل باب «بوخوخة» باب «صفاقتين» باب منظره وباب بالشلامبي وباب اربعة مناظر.
اعمل بالطلب خاصة للاصدقاء وعندي مزاج في العمل وخاصة اذا تعثرت او اللوحة ناقصة.
أيضا اصنع مباخر ثلاثة انواع: الأولى صغيرة والثانية متوسطة والثالثة ارتفاعها 120 سنتيمترا لتبخير البشوت والعباءات، وايضا صرت اشتغل لمحلين، ولكن حاليا محل واحد اشتغل له، وهم يشتغلون بالتراث، عملي نادر وراغب للعمل فيه، وقدمت هدية لمتحف العثمان وعلقتها، عمي والد زوجتي نجار ووالده نجار.
حاليا لا ازال مستمرا بالعمل في احدى مؤسسات الدولة اشتروا مني عشرة نماذج.
أفراد العائلة
يتحول حمادة للحديث عن حياته الاجتماعية واسرته حيث يقول: زوجتي تشجعني وعبدالله ولدي فنان تصوير وكانت هواية وحاليا يعطي دورات داخل الكويت وخارجها، وانصح الاولاد دائما اقول لهم العمل مصدر الرزق فانتبهوا لعملكم والهواية ثانية، نموا الهواية بالعمل، ولكن لا تتركوا عملكم.
رواد بعض الديوانيات اشتروا مني وصديق عنده مزرعة اشترى مني نماذج وعرضها في مزرعته تقريبا ثماني لوحات بأحجام مختلفة.
اما انواع خشب الابواب والشبابيك فمن الخشب الصاج الاصلي.
اشتري الابواب القديمة من الحراج، اما ابوابا عادية او ابواب صاج، انظف الابواب من الاوساخ والمسامير وأقطعها حسب المقاسات التي اريدها، وعندي مخزن خاص بهذه الاخشاب، والاخشاب القديمة سلسة في العمل ولها نظرة بعد الصبغ، وبالفعل باب الصاج لونه جميل واستخدمت الورنيش قديما بالفرشة العادية وحاليا استخدم اصباغ السلر مثبت واللكر بالماكينة التي اشتريتها وتركت الفرشة.
عملت غرفة خارجية حولتها الى مكان للعمل والشغل والاصباغ، حاليا ما عندي معرض ولكن اشتغل واجهز لمعرض قادم، اقول ان الاسبوع عندي لا يمر علي من دون عمل امضي وقتي بالعمل اليدوي، مع الوظيفة ولا ازال اعمل، وأسافر مع الاصدقاء كثيرا، احيانا ادخل السوق واتفرج على بعض المعروضات واكسب عملا جديدا، عندي مسكات من الخارج للباب وعملي مكلف وصعب، وأحد الاصدقاء يسافر ويشتري لي المسكات وادفع له التكلفة، اتعاون مع الاصدقاء «قوم تعاونوا ما ذلوا».
التقاعد والهوايات المفيدة
يتطرق ضيفنا لمسألة الهوايات وممارستها لاسيما بعد التقاعد وكيفية الاستفادة منها قائلا: ليس لي يد في الموسيقى وبعيد عنها جدا، مشغول بعملي وهوايتي، واقول للاخوة المتقاعدين اشغلوا انفسكم ولا تجلسوا في البيت، هذا انطواء على النفس، وسرعة الى الامراض، العمل يقوي خلايا المخ والرياضة اليومية فيها نشاط وتسلية، اقول للاخوان المتقاعدين وخصوصا ذوي الاعمار من الخمسين وما فوق القراءة المستمرة فيها انتاج ادبي وثقافي ويستطيع الانسان ان يقرأ كتابا جديدا يضيفه للمكتبة ويمكن ان يوزعه عن طريق مكتبة خاصة او مطبعة وهكذا يفيد ويستفيد.
الديوانية فيها معرفة اصدقاء ونقاش لأمور الحياة، لكن القراءة والكتابة فيهما فوائد كثيرة، اقول للإخوة المتقاعدين اعرضوا على المسؤولين بالدولة العمل بمكافأة رمزية وخاصة توزيعهم بالاسواق وملاحظة المشاغبين والنظافة، العمل بعد التقاعد ليس بعيب، بالعكس فيه نشاط وحيوية، رجعت قريبا من دولة خليجية جدا نظيفة كأنها صحن من الصيني، نظيفة جدا حافظوا على بلدكم.
تابعت فترة من الزمن بعض الشباب الذين يعملون بتسجيل بعض الاشرطة وبعض الكتب، احد المواطنين قال لو كنت اعرف ان العمل الحر فيه مكسب بمثل ما اعمل بعد التقاعد لما اشتغلت موظفا، وتقول الحمد لله، الله وفقني. اقول ايها الشباب ايها المتقاعدون لا تشغلوا انفسكم بالجلوس بالقهوة، اعملوا وابحثوا تجدوا الخير والكتاب والقراءة فيهما الخير الكثير، ويوجد بعض المحسنين يساعدون على طبع الكتاب مجانا والقصد هو المعلومات الادبية والثقافية والتطوع خير مكان للعمل الخيري، الجمعية التعاونية تساعد في العمل لكن بعض الاخوة المتقاعدين ما يحبون العمل ولكن الراحة.
اولادي عبدالله وعلي وبنت واحدة، وهذا الحديث الشيق للمستمعين والقراء.










30-11-2014, 06:07 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
توفيق الأمير: وثقت تاريخ الكويت القديمة بالصور وعملت بقصر السيف لتصوير استقبالات الأمير الراحل عبدالله السالم
السبت 1 نوفمبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط



509753-386902.jpg
509753-386951.jpg
توفيق الأمير أثناء التصوير بكاميرا رولكس صوت وصورة
509753-386899.jpg
توفيق الأمير متحدثا للزميل منصور الهاجري (أحمد علي)
509753-386900.jpg
509753-386950.jpg
أحد المؤتمرات مع هاشم محمد
509753-386952.jpg
توفيق الأمير وحسن الجسمي ومحمد عيسى
509753-386949.jpg
سعد الفرج وتوفيق الأمير في أحد المهرجانات السينمائية



    • قطعت دورة للتصوير في ألمانيا لتصوير فيلم «بس يا بحر» مع خالد الصديق ووجدنا صعوبة كبيرة في تصويره
    • انتقلت مع أبي إلى العراق وضاعت مني خمس سنوات في الدراسة ما بين الكويت والعراق
    • كنت أخرج بعد الدراسة مع زميلي محمد الأربش لتصوير الطبيعة
    • ادخرت مبلغاً من مصروفي الشخصي واشتريت كاميرا 8مم من محلات أشرف
    • وثقت الكويت القديمة من خلال الصور خاصة عندما بدأت الحكومة هدم البيوت والفرجان والسكيك
    • قوات المقبور صدام حسين سرقوا أشرطتي السينمائية وصوري التي وثقت فيها بعض تاريخ الكويت
    • أجريت مقابلة مع الشيخ جابر العلي وزير الإرشاد والإنباء وقام بتعييني في قسم السينما بالوزارة
    • سافرت في بعثة إلى بلجيكا ومصر وأخذت دورات في التصوير بألمانيا
    • كنت ثاني كويتي بقسم التصوير في وزارة الإرشاد وعيّنت وأنا مازلت طالباً
    • قضينا تسعة أشهر في السودان لتصوير فيلم «عرس الزين»
    • أسست إذاعة أيام الاحتلال الصدامي الغاشم وكنت أبثها من بيتي في صباح السالم
    • خصصت غرفة من البيت كاستوديو وأنا في المتوسطة
    • الفنانون قديماً كانوا يعملون دون شروط مسبقة أو سؤال عن الأجر
    • استخدمنا بعض الخدع أثناء تصوير فيلم «بس يا بحر»
    • كنت أحمض الفيلم عند محلات أشرف وأقوم بالمونتاج في بيتي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا في هذا الاسبوع اسم كبير في عالم الإخراج السينمائي بالكويت، ولد في منطقة شرق، التحق بالتعليم وعاش مع والده فترة في العراق، ثم عاد مرة أخرى الى الكويت، ظهرت لديه هواية التصوير وهو صغير الى درجة انه ادخر من مصروفه الشخصي ليشتري كاميرا، كما جهز غرفة في بيت والده وحولها الى استوديو.
التقى بوزير «الإرشاد والانباء» الشيخ جابر العلي وعينه مع صديق له في الوزارة وهو لايزال طالبا. انه توفيق الأمير الذي عمل مصورا في قصر السيف أيام الأمير الراحل المرحوم الشيخ عبدالله السالم، كما عمل بتلفزيون الكويت مصورا.

التحق بكثير من الدورات في أكثر من وحدة ليطور من نفسه، وسافر في بعثات لدول أوروبية ليعود بعدها ويشارك في تصوير أفلام مثل «بس يا بحر» و«عرس الزين» و«وجوه الليل»، كما أسس شركة النورس للإنتاج الفني. كانت له مواقف بطولية أيام الاحتلال الصدامي الغاشم، حيث أسس إذاعة في بيته في صباح السالم، وكان معه حميد خاجه ويوسف مصطفى.

يحكي توفيق الأمير عن عمله في التصوير وهو لايزال طالبا صغيرا، كما تطرق لعمله بتلفزيون الكويت والأعمال التي شارك في تصويرها، والأفلام التي شارك فيها ضمن فريق العمل، كذلك تحدث عن المواقف والطرائف التي كانت تواجهه أثناء التصوير،
فإلى التفاصيل:

ولدت في الكويت بمنطقة الشرق بشارع دسمان قديما مقابل مدرسة الصباح، واذكر من الجيران عائلات المطوع والمجادي والعطار، وكنا متقاربين في البيوت والعائلات الكويتية.
واذكر عندما كنت في مرحلة الشباب كنت ألعب مع ابناء وشباب الفريج كرة القدم، واللبيده والهول، ولعب الكرة في براحة المطبة وفيها طنبورة ونشاهد النساء والرجال يؤدون ادوارا وحركات بارعة.
وكنت اذهب مع يوسف العطار وتوفيق وحميد بوحمد وابناء البغلي وكان معنا فيصل الضاحي واذكر جدته وهي امرأة كبيرة بالعمر، وامينة المطوع وجدتي وكن يجتمعن مع بعضهن البعض، وفي الليل ننام على السطح ونفرش على الارض.
التعليم والدراسة
عن تعليمه ودراسته، يقول توفيق الامير: اول مدرسة التحقت بها مدرسة الصباح للبنين بشرق، وكان الناظر المرحوم حمد الرجيب، وكنت اذهب مشيا عبر الشارع، حيث لا يوجد ازدحام للسيارات.
وفي الصف الاول الابتدائي كنت احب المدرسة، حيث كنت ألعب مع الطلبة بالساحة، ومن المدرسين الذين اذكرهم مدرس الالعاب المرحوم يوسف العلي واحمد مهنا، وتعلمنا الرسم والموسيقى، ولكن لم يكن لي نشاط فيهما.
وكنا نحيي العلم في طابور الصباح يوميا ونهتف باسم امير الكويت، وكانت الوزارة تسلمنا دفاتر عليها صورة سمو الشيخ احمد الجابر، ونذهب الى المدرسة بالدشداشة، وبعد سنوات لبسنا البنطلون، وكانت الملابس من الوزارة لجميع الطلبة كويتيين ووافدين، وتتكون من بنطلون وقميص وبالطو.
وعن التغذية في المدرسة، يقول: بعد الحصة الثانية شوربة عدس، وفي الدوام الثاني حليب وبسكويت وللجميع سواء كويتيون او وافدون.
مدرسة الصديق المتوسطة
ويضيف توفيق الامير: انتقلت من مدرسة الصباح الى مدرسة الصديق ومكانها حاليا وزارة الداخلية، وكنت اذهب ماشيا واتخطى البيوت واعبر الطرق مع ابناء الفريج، وكنا نحمل الكتب بأيدينا ولا توجد عندنا شنطة مثقلة بالكتب او نحملها على ظهورنا مثلما نشاهد هذه الايام، وكنت اعبر من داخل المقبرة ونقطع الطريق مع الزملاء حتى الجهة الثانية ونخرج من المقبرة ومقابلنا مدرسة الصديق.
وكنت اشارك في بعض الانشطة مثل الاذاعة المدرسية، وشاركت في التمثيل، وكنت مطيعا واسمع للمدرسين وانتبه للشرح، وكان العقاب البدني موجودا في المدرسة، ويعاقب الطالب المهمل وغير المنتظم، واكملت الصف الرابع متوسط والتحقت بنشاط الكشافة وكان لي دور بارز فيها مع المجموعة.
كانت دراستي متوسطة ومستواي العلمي وفي الصفين الاول والثاني لم يكن للطالب نشاط يذكر في المدرسة، فالنشاط يبدأ من الصف الثالث والرابع الابتدائي مثل الاشبال والالعاب الرياضية، وفي المرحلة المتوسطة هناك الكشافة والفرق الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة وهذه اشهر الالعاب، وكنا نلعب قبل طابور الصباح والطابور كان ملزما للطلبة مع تحية العلم والاذاعة المدرسية، وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكنا نقوم برحلات مع الاشبال الى مزارع الفنطاس ومزارع المنقف يوم الجمعة منذ الصباح ونرجع بالمساء، وكانت الوالدة رحمها الله تعطيني اكلا بالسفر عبارة عن عيش ومرق وبلاليط مع البيض والحلوى والرهش والبعض معه البحصم.. واذكر انه كانت لا توجد لغة انجليزية وكانت أهم المواد الدراسية هي: اللغة العربية والدين والحساب والعلوم.
الانتقال للعراق
وعن انتقاله للعراق يقول توفيق الامير، الوالد انتقل الى العراق وسكن في مدينة كربلاء وقبلها في الكاظم والتحقت بالمدرسة الحيدرية وكان هناك اختلاف في المنهج العراقي عن المنهج الكويتي ثم التحقت بالمدرسة في كربلاء دون نقل رسمي من مدرسة الصديق، ولذلك فالسنوات التي كنت فيها بالعراق لم احصل على شهادة والعكس بعدما رجعنا الى الكويت لم احصل على شهادات او نقل رسمي ولذلك ضاعت مني خمس سنوات في الدراسة بين العراق والكويت ولم استفد شيئا.
اما سبب السفر للعراق فقد جمع الوالد اخواني في يوم من الايام وقال لاخوتي الكبار انه يرغب في السفر للعراق للسكن وجوار اهل البيت انتم الكبار تبقون هنا في الكويت اما توفيق وابراهيم فسأخذهما معي مع والدتكم، وقد رجع الوالد بعد خمس سنوات وتوفي هنا في الكويت بعد التحرير.
هاوي تصوير
ويضيف توفيق الامير: رجعت الى مدرسة الصديق بعد العودة من العراق وأنا في الصف الرابع المتوسط، ظهرت عندي هواية التصوير وقد تعلمتها في العراق، وكان لي صديق اسمه محمد الاربش ايضا يهوى التصوير فأصبحنا اثنين هواة تصوير وجمعنا مبلغا من المال من مصروفنا الشخصي وذهبنا انا وصديقي الى محلات اشرف واشترينا كاميرا تصوير ثمانية ملم وكلما جمعنا مبلغا ذهبنا الى محلات اشرف واشترينا افلاما.
وفي تلك السنوات تم تثمين بيت الوالد فانتقلنا الى منطقة كيفان وكان الوالد من اوائل من سكن تلك المنطقة وذلك عام 1957 وكان البيت يضم سردابا فحصلنا على غرفة صغيرة وجهزتها كاستوديو وكان محمد الاربش يزورني ونشتغل بالتصوير، ومما اذكره اننا كنا نصور الشوارع والطبيعة، ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن احمد المتوسطة وكنا بعد العصر نخرج للتصوير وفي ذلك الوقت كان المنتشر من الافلام ثمانية ملم وستة عشر ملم وبروفشنل خمسة وثلاثين ملم، واستخدمت الفيلم ثمانية ملم.
وكنت احمض الفيلم عند اشرف وفي السرداب أقوم بعمل المونتاج للفيلم مع محمد الاربش.
ويضيف توفيق الامير ان التصوير متعة واتخذته وظيفة فيما بعد، كنت اصور البحر والفرجان القديمة وبدأت اوثق الكويت القديمة وخاصة عندما بدأت الحكومة في هدم البيوت، ومن ضمن هذه البيوت القديمة الفرجان والسكيك قبل هدمها وبعدها بدأ الهدم.
وصورت كذلك السفن القديمة على ساحل البحر والقلاليف وهم يصنعون السفن الصغيرة والكبيرة واحتفظت بتلك الصور سنوات طويلة ولكن المقبور صدام حسين وقواته سرقوا كل شيء بما فيها الاشرطة السينمائية التي صورتها طوال السنين.
هاشم محمد والتلفزيون
ويحكي توفيق الامير عن رفيقه هاشم محمد وهو من سكان كيفان وانه كان من جيرانه وكان يعمل في تلفزيون الكويت منذ بداية تأسيسه وقل لي: يا توفيق انت والاربش عندكما هواية التصوير وتصرفان الكثير على التصوير ما رأيكما ان آخذكما الى ادارة الارشاد والإنباء، لتقابلا الوزير المرحوم الشيخ جابر العلي.
وتمت الموافقة، وكنت مازلت طالبا في مدرسة الصديق، وهاشم محمد يعمل بالارشاد والانباء، وذهبت انا ومحمد الاربش وادخلونا على الشيخ جابر العلي واستقبلنا وتحدثنا معه عن هوايتنا، وبعد ان استمع لنا استدعى وكيل الوزارة سعدون الجاسم وقال له خذ هذين الشابين وعينهما بالوزارة، وفي التلفزيون، وكان في دسمان، مقابل ساحل البحر، وذهبت مع محمد الاربش وكان مدير التلفزيون حينها المرحوم خالد المسعود الفهيد، اما جواد حسون فكان المدير المالي، وتم تعييننا مصورين، مع كل هذا كنت آخذ كتبي واخرج من البيت على انني رايح للمدرسة ولكن في الحقيقة اروح للتلفزيون، وفي احد الايام ابلغت الوالدة بما حدث، وعينت بقسم السينما، وكان رئيس القسم حينها عبدالوهاب السداني رحمه الله، وباشرت العمل، وكان المصور في قسم السينما هاشم محمد وكان بدر المضف في المونتاج ومحمد جاسم الجزاف بالصوت واحتفظت بمعداتي، وكنت ثاني كويتي بقسم التصوير والاول هاشم محمد، وكان يوجد اثنان مصريان واحد اسمه محمد صادق ومحمود سابو وفلسطيني اسمه سليم، وكانت الاخبار جميعها تصور، وبعد التصوير ننقل الفيلم الى المعمل في ثانوية الشويخ التابع لوزارة التربية، وبعد ذلك قسم السينما يعمل لها مونتاجا ومساعد المنصور في المونتاج، اما المشاهد الخارجية للتمثيليات فننتقل لتصويرها، مثلا المستشفى والسوق نصورهما بكاميرا التلفزيون 16 ملم، وجميع البرامج تسجيلية، وكانت الاستديوهات بسيطة جدا، وممن اذكرهم رضا الفيلي وجاسم شهاب وعبدالرزاق السيد وحمادة وليلى شقير من المذيعين.
كما اذكر اول مذيعتين امينة الشراح وباسمة سليمان.
مصور لقصر السيف
وعن عمله مصورا بقصر السيف، يقول توفيق الامير: بعد سنوات من العمل نقلت كمصور لقصر السيف لتصوير استقبالات سمو الامير المرحوم الشيخ عبدالله السالم، ومن المواقف التي اذكرها ان السكرتارية ابلغوني ذات مرة بوصول احد الضيوف، وكنت ساعتها امشي في الممر، وقد وصلت سيارة الضيف ونزل من سيارته وصعد والسكرتارية غير موجودين ولم ابلغ، فماذا افعل، ومن الضروري تصوير صاحب السمو وهو يستقبل ضيفه، فما كان مني الا ان ذهبت الى مكتب الامير وهو يستقبل ضيفه وبدأت بالتصوير.
واستمررت بالعمل في قصر الديوان الاميري، وايضا كنت اكلف بالتصوير في الخارج للتمثيليات.
وكان تلفزيون الكويت خلية نحل من العاملين، الجميع يعمل من اجل رفعة وسمعة تلفزيون الكويت، وفي الستينيات كان تلفزيون الكويت يعتبر الوحيد في المنطقة وبرامجه يشاهدها الجميع، ان فترة البث كانت قصيرة وكنا نعتبر الدوام هويتنا الثانية، فنعمل حتى يغلق التلفزيون حتى لو انني في البيت واتصل المسؤول فنلبي الدعوة ونذهب للدوام، واثناء عملي في تلك السنوات زاد عدد العاملين، واذكر بدر القطان في قسم السينما، اما قسم الكاميرات فكان عملهم بالاستديوهات، واذكر انني كنت استخدم كاميرا فولكس القديمة وآدفولكس (35 ملم) وتطورت الكاميرات، وكنا نستخدم افلام البكرة ونعتني بالافلام ونحفظها من التكسير، وفي نهاية الستينيات اسسوا مصنعا للافلام واذكر مقر التلفزيون على ساحل البحر وبعد ذلك اصبح التلفزيون يبث 12ساعة.
من الهواية إلى العمل
أما عن عمله بالتلفزيون فيقول توفيق الأمير : من هواية التصوير مع زميلي محمد الأربش صرت موظفا بالتلفزيون وأصبحت مصورا تلفزيونيا، ومع مرور تلك السنوات في العمل طورت نفسي من خلال الدورات التي كان يقيمها التلفزيون وكذلك من خلال البعثات الخارجية والتدريب، فمثلا شاركت في دورة تصوير في ألمانيا ولمدة شهور وايضا بعثة إلى بلجيكا والى جمهورية مصر العربية، وكانت دورات مكثفة ولمدة طويلة وكل دورة ما بين ستة وتسعة شهور، ومع هذه الدورات ايضا تطورت الكاميرات، وأذكر من المديرين أول مدير المرحوم خالد المسعود الفهيد ود. يعقوب الغنيم ومحمد السنعوسي وجواد حسون للشؤون المالية ورضا الفيلي.
وتم توظيف سيدات مثل سعاد عبدالله وشكرية محمود اضافة الى سيدات من مصر، وقسم السينما كان يوجد به التصوير والصوت والتحميض والمونتاج والانتاج، ولكل عمل فني متخصص، وهو الذي يتحمل مسؤولية عمله. وطورت عملي، وأثناء العمل في الدورات في ألمانيا اتصل علي الصديق خالد الصديق.. وقد كنت قبل السفر أجلس معه في مكتبه الخاص وكلمني عن فكرة لعمل فيلم.
فيلم «بس يا بحر»
وعن فيلم «بس يا بحر» يقول توفيق الأمير : ان فيلم بس يا بحر كتب قصته عبدالرحمن الصالح وهو من دولة الإمارات، وكنا نجلس في مكتب خالد الصديق والفكرة والإنتاج منه، كنت حينها في ألمانيا في دورة تدريبية واتصل بي خالد الصديق وبالحرف الواحد قال: احضر الى الكويت نريد أن نبدأ تصوير فيلم بس يا بحر، وكان كل شيء جاهزا حتى الاتفاق مع الممثلين، المهم قطعت الدورة في ألمانيا ورجعت الى الكويت وباشرت العمل، ودوري مصور الفيلم وخالد الصديق كان ولايزال من نوادر الفنانين الكويتيين، وكان له مجهود كبير وكان كل شيء على حسابه إلى أن انتهى الفيلم، هذا الرجل له دور عظيم في اخراج وبروز الفيلم للوجود وهو الفيلم الوحيد الذي حاز أكثر من عشرين جائزة وكان في بداية السبعينيات وكان التصوير في الكويت واتخذنا من سواحل الكويت المكان المناسب للتصوير.
وفي جميع المناطق البحرية في دولة الكويت وفيلم «بس يا بحر» من الأفلام الوثائقية التاريخية التي برزت في السبعينيات.
وكان يساعدني مصور إيراني اسمه مصطفى وكان في الأصل موظفا عند خالد الصديق، وقبل كل شيء قرأت القصة وحضرت البروفات مع الممثلين.
بداية تصوير الفيلم
ويتذكر توفيق الأمير تصوير الفيلم فيقول: تصوير الفيلم صعب جدا، واستخدمنا الخدع التصويرية، مثلا أثناء الغوص، فكان العمل أو الأداء داخل حمام السباحة، وأحد المواطنين ساعدنا في بناء الحمام في بيته ووضع (الجام) الزجاج والتصوير خلف الزجاج وبعض المشاهد صورت بالبحر، وكان على ساحل البحر في منطقة الشرق، وكانت عندنا كاميرات خاصة تصور تحت الماء توضع داخل البليم منعا لدخول الماء ولم انزل البحر، وكان هناك مصور آخر أجنبي لديه الخبرة في التصوير تحت الماء، وكان يغوص تحت الماء، وشاركنا مجموعة من الفنانين أذكر منهم سعد الفرج وحياة الفهد ومحمد المسعود ومحمد المنيع ومحمد المنصور، وكنا مجموعة متماسكة ولم يطلب الممثلون أجرا محددا، ولم يسألوا عنه وعملوا جميعا بجد واخلاص وتفان وقبضوا ما دفع لهم من دون شروط تحديد السعر.
وكان هذا أجمل ما في العمل، كنا نعمل لإظهار اسم الكويت في فيلم «بس يا بحر» الى درجة أن المجموعة تخرج للعمل منذ الصباح ولا ترجع إلا في المساء من دون كلل أو ملل.
والفنانون كانوا يتسابقون فيما بينهم من يشتري ويجهز الريوق ومن يحضر الغداء والعشاء، وأقول إن التماسك كان مهما في العمل السينمائي، والجميع كان محبا للعمل، ولكن اليوم الممثل يشترط كم تدفع قبل ان يوقع العقد! وربما إذا دفعت له قال: أريد أكثر! وهكذا عكس الممثلين الأوائل.. كما انهم حاليا يتشاجرون على من يكتب اسمه قبل الآخر، وخالد الصديق هو الذي اطلق اسم «بس يا بحر» على الفيلم.
ولا أنسى مشهد الفنان محمد المنصور عندما وضع يده في فم السمكة وكانت خدعة، وكان محمد المنصور اصغر الممثلين وكان عبدالعزيز المنصور مسؤولا عن المكياج.
وأما السفينة فكانت بتبرع من حسين معرفي وسيف مرزوق الشملان فقد تعاونا معنا وساعدنا كما استعنا بالفرق الشعبية للغناء البحري.
عرس الزين
عرس الزين قصة كتبها الأديب السوداني الطيب الصالح وكانت تربطه علاقة صداقة مع الفنان خالد الصديق.
وكنت مدير التصوير لهذا الفيلم.
وجهزنا كل شيء وكل ما يحتاج له الفيلم ثم انتقلنا الى السودان للتصوير هناك.
أما السيناريو فكتب في الكويت، والقصة عن السودان قديما، وذهبنا الى السودان وأمضينا فترة طويلة لمدة 9 شهور في السودان لتصوير الفيلم، مع المعدات والممثلين وكنا ننتقل من قرية لأخرى والطرق كانت رملية.
ومما أذكره اننا خرجنا في احد الأيام من العاصمة الخرطوم الى مدينة دنقلة التي تبعد عن العاصمة 1200 كيلو متر ووصلنا دنقلة وبدأنا بالتصوير وكان الطريق محاذيا لساحل النيل، وطوال الطريق كنا نرى ثمر المانجو على الأرض من كثرته، والشعب السوداني كريم جدا، وعندما وصلنا أخذنا الدليل الى مختار المنطقة وبعد السلام ذبح لنا 7 رؤوس من الأغنام، وأعطونا الكبد والقلوب والخبز الحار، وبعد الأكل بدأنا التصوير.
وأقول ان أرض السودان إذا استغلت زراعيا فانها تكفي ثلثي العالم، وهذا الكلام صادر عن تقرير من الأمم المتحدة، فأرضها خصبة ومياه النيل موجودة والأيدي العاملة متوافرة.
وقد ساعدنا الأهالي في التصوير لأن الفيلم يحكي عن زواج رجل اسمه زين على الطريقة السودانية وأفراحهم، ومدة الفيلم ساعتين وجرى تحميضه في لندن.
وكان أول فيلم قبل «بس يا بحر» شاركت في تصويره هو و«وجوه الليل» ومدته 40 دقيقة عن قصة قصيرة، وكان سعد الفرج ضمن الممثلين.
شركة النورس
ويقول توفيق الأمير : بعد العودة الى الكويت من السودان اتفقت مع مجموعة من الاخوة الفنانين وأفراد من العائلة على تأسيس شركة إنتاج، كنت مع عبدالعزيز المنصور وبدر البلوشي ومعنا اخواني علي وحسين ومحمد المنصور وكانت من أولى الشركات العربية التي تعمل بالفن والإنتاج وعندنا سيارة نقل للمعدات، والدراما نصورها بالأماكن الطبيعية من دون ديكور في البيوت أو المستشفيات او المزارع، وأول عمل قمنا به وقدمنا «حبابة» من ثلاثين حلقة عمل درامي أخذناه من برنامج إذاعي وحولناه الى التلفزيون، والدراما كنا نسجلها 13 حلقة ولكن بعضها 7 حلقات، وحاليا صار البعض يعملها 30 حلقة وأول عمل قدمناه طيبة وبدر والحب الكبير وكان الممثل يعمل معنا من دون شروط،الى ان حدث الاحتلال العراقي، وقد دمر الجيش العراقي كل شيء وسرقوا معدات شركة النورس ولم يتركوا مكانا في الكويت الا وكسروه وسرقوا المعدات والسيارات، والنورس من ضمن تلك المؤسسات التي دمروها وسرقوا معداتها، وبعد التحرير نصحني البعض بأن أقدم على تعويض، ولكني لم أقدم وانتهت الشركة، حتى الأرشيف حصلت على بعض أجزائه عن طريق الشراء من رجل فلسطيني اشتراها من الجيش العراقي الذي سرقها وكانت أشياء بسيطة.
ويضيف الأمير: اشتغلت فترة بسيطة في مؤسسة الإنتاج المشترك مع هاشم محمد وتركت العمل، وبعدها لم أشتغل، وقد رزقني الله بولد واحد هو بشار، وعين مديرا لتلفزيون الوطن في بداية تأسيسه، وهو متزوج وعنده عبدالله وعلي.
وأذكر انني أيام الاحتلال الصدامي الغاشم أسست إذاعة عندي في البيت «هنا الكويت» خرجت من بيتي في صباح السالم وكان معي حميد خاجة ويوسف مصطفى الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون حاليا، ونعم الرجل المخلص في عمله وعلاقته الطيبة الممتازة مع زملائه.
واستمررنا بالإذاعة إلا اننا كنا خائفين حيث كانوا يبحثون عنا ونقلنا المعدات الى السالمية وسلوى.









30-11-2014, 06:10 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
الفضل: تعرضت لأهوال البحر وسافرت إلى الهند وأفريقيا وعملت سائق لوري لدى مقاول بشركة النفط.. وتزوجت بمهر 200 روبية مع «الدزة»
السبت 18 أكتوبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
506101-377129.jpg
الح

اج فضل الفضل
506101-377128.jpg
أثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري
506101-377131.jpg
الوالد عبدالجبار الفضل
506101-377127.jpg
فضل عبدالجبار الفضل إلى جوار مجسم لإحدى السفن «البوم»
506101-377130.jpg
فضل الفضل مع ولديه



    • كان إذا ارتفع سعر الذهب بالهند ننقله إلى هناك وإذا نزل سعره ننقله إلى الكويت
    • بحار كويتي ربط حزاماً ثقيلاً من الذهب على وسطه ونزل به البحر ومات غرقاً
    • حفظت القرآن الكريم على يد الملا محمد الحرمي وأقام لي والدي حفلاً احتفاء بي
    • تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لرغبة والدي في العمل معه في البحر وعمري حينها كان 15 سنة
    • أول سفينة عملت عليها كانت «توكلي» لحمد الصقر والنوخذة كان المرحوم صالح المهيني
    • حصلت على مبلغ جيد في أول سفرة لي على السفينة «توكلي»
    • البحار كان يحصل على سلفة «خمس روبيات» اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يشتري بها بعض الأغراض
    • تعرضت على السفينة «مشهور» لمأزق كبير وكانت السفينة مشحونة بالبضائع
    • الحياة قديماً كانت أفضل فالقلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعد بعضهم البعض
    • رجال البحر الكويتيون عرفوا بالتعاون ومساعدة بعضهم في الهند وباكستان وغيرها من الدول التي يسافرون إليها
    • آخر سفرة لي إلى الهند كانت في العام 1950
    • عملت سائق لوري عند مقاول في شركة نفط الكويت لنقل العمال
    • تركت البحر وأهواله والتحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات
    • في العام 1974 تركت العمل وتقاعدت بعد صدور قانون التقاعد
    • تزوجت في بداية الأربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة»
    • غيمة ممطرة أنقذت إحدى السفن الكويتية بعد أن يئس بحارتها إثر نفاد الماء
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيفنا في حلقة هذا الاسبوع هو احد رجال الكويت ذوي السواعد السمر الذين طوعوا البحر لهم بقدرة الله بسفنهم الخشبية الشراعية حيث يستحقون كل احترام وتقدير من ابناء هذا الجيل، لانهم قدموا الكثير للكويت فعبروا البحار والمحيطات بسفنهم ونقلوا الموارد والبضائع والتمور الى الهند وشرق وغرب افريقيا وتحملوا الصعاب واهوال البحر وضرب واعتراض الغواصات الحربية لهم في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، ضيفنا من اولئك الرجال الاشداء الاقوياء ركب بحارا على ظهر السفن الشراعية وسافر الى الهند وافريقيا مع البحارة ونقلوا التمور وتعرضوا لمشقة النقل وحرارة الشمس، إنه الحاج فضل عبدالجبار الفضل.
يحدثنا الفضل عن المشاكل التي تعرضوا لها اثناء عبورهم البحار والمحيطات، وقد اشتغل سائق سيارة لوري وبعدها اشتغل في دائرة الكهرباء قارئ عدادات ومنها بعد ذلك صار مسؤولا عن مجموعة من الموظفين عندما كان المرحوم مساعد البدر مديرا للكهرباء والماء. تزوج وعمره 22 سنة في بداية الاربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة».

وإلى تفاصيل اللقاء:
يقول الحاج فضل عبدالجبار الفضل: ولدت في الكويت بالحي القبلي بالقرب من بيت الخرافي والصبيح والبدر قريبا من مسجد البدر وكانت لدينا المطوعة حليمة والمطوعة أمينة، وهما من مدرسات البنات لتعليم القرآن الكريم، وأذكر نقعة المانع قبلي نقعة البدر أقرب لها نقعة الصقر، وأذكر من جيراننا بيت أحمد المواش وبيت البكر النواخذة وبيت الخرافي ويوسف وعببدالله الحمد ومن الجيران بيت فلاح عبدالله الخرافي نوخذة السفر الشراعي ومن نواخذة السفر من عائلة الخرافي أحمد الخرافي وأولاده عبدالمحسن وبيت السبيعي والبرجس وباسمهم حفرة البرجس وبيت حمد ويوسف وعبدالعزيز المير، ومن جهة اليمين علي وسليمان الحسن خوالي المشاري وبيت مبارك السهيل وبيت محمد الجارالله وسكة فيها الغربللي وزيد وعبدالله الصقعبي وبيت التواجر بالسكة ونعبر على بيت التجار إلى المسجد إلى البحر وبيت العدواني وبيت عبدالحميد عبدالجادر وهو نوخذة سفن.
الدراسة والتعليم
وعن دراسته وتعليمه قال الفضل: بداية تعليمي كانت عند ملا محمد الحرمي بالقبلة وهو والد ملا محمود وملا عبدالله وملا جاسم، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم وأكملت المصحف، وحينها أقام الوالد حفل ختم القرآن ولكن كان ذلك في حدود ونطاق البيت لأن الوالد حالته المادية جيدة، ولبست يومها البشت ومسكت السيف ومشيت مع الأولاد وهم يرددون:

الحمـد لله الذي هـدانا آميـن
للدين والإسـلام اجتبانـا آميـن
نحمده وحقه أن يحمـدا آميـن
له الليالي والزمان سرمدا آميـن

.. حتى نهايتها ورجعنا الى البيت.
وقد أعطى الوالد لملا محمد روبيتين وكان في المدرسة يساعده ملا محمود وكان ملا محمد امام وخطيب مسجد الساير حاليا قرب منطقة الاسواق وكذلك ملا محمود الذي صار اماما وخطيبا بالمسجد ومن بعده ملا عبدالله وكذلك ملا جاسم الذي صار اماما.
وأضاف: وبعد ذلك التحقت بمدرسة أحمد الخميس الخلف وكان يدرس اللغة العربية والاملاء والحساب والانجليزي وكان خالد الشطي هو الذي يدرسنا اللغة الإنجليزية وتعلمت مبادئها وامضيت عنده حتى تعلمت وأتقنت الحساب وجدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، وممن أذكرهم من المدرسين ملا ماجد علي التمار وكذلك ملا عبدالوهاب الفارس من المدرسين وكذلك خالد عيسى الشرف ومجموعة طيبة مخلصة من المدرسين في ذلك الوقت، وكان الشيخ أحمد الخميس شديدا على الطلبة، وأذكر أنه عاقب أحد الطلبة واشتكى عند أهله ولكن أهله لم يلوموه على عقاب أولاده.
وأذكر من الطلبة الذين درسوا في مدرسة ملا محمد الحرمي عبدالله السبيعي ومحمد الجارالله وعيسى الحساوي وأخي عبدالله وأولاد الخزام وأولاد بوغيث.
وأما مدرسة أحمد الخميس فكان فيها من الطلبة أولاد البدر وأولاد التورة وعبدالمحسن الخميس وأولاد البرجس وأولاد المانع وأولاد الهولي وعلي بن صالح وجدتهم.
العمل بالبحر
وعن عمله بالبحر يقول الفضل: تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لأن الوالد كان يرغب في أن يأخذني معه للعمل بالسفن الشراعية وكان عمري تقريبا خمس عشرة سنة، والبداية مع سفن الغوص مع النوخذة غيث إبراهيم وكنت سيبا والنوخذة هو الغيص الذي اسوب عليه وكان عددنا عشرين غيصا وسيبا، والشوعي له أربعة مجاديف، وكنا نغوص مع السفن الكبيرة في الهيرات، البحار يلبس وزارا يلفه على جسمه، الريوق أربع حبات تمر وفنجانين قهوة وكان الغيص ينزل إلى البحر منذ الشروق عشر تبات (اقحمه) والنوخذة ينبه السيب في المرة التاسعة يقول النوخذة «صلوا على النبي» فالسيب يبلغ الغيص، والعاشرة بعدما يخرج يرتاح وتنزل المجموعة الثانية مع سيوبهم، وعن العشاء كان عيشا أبيض (چاول) إذا كان القرقور فيه سمك هذا شيء جيد، فالطباخ يطبخ مرق سمك، وهذا هو العشاء طبعا، ولا يوجد غداء نهائيا، وكان البحارة يسحبون القرقور من البحر قبل الغروب.
إذا وصل القرقور إلى سطح السفينة التباب بصوت عال يقول «قرقور» قرقورنا حبيبوه صاد السمك كلبوه قرقورنا المشير من شافه تحير، وأحيانا يكون السمك كثيرا لكنه صغير والشباب جياع والأكل في صحون من الخشب، فحياة الغوص صعبة جدا: شمس بحر وتعب وقليل من الأقل.
ويضيف الفضل مع أن الغوص مهنة قديمة جدا جيل من بعد جيل ومثله أيضا نقل الرمل والأكل تمر وخبز وقد عملت في الغوص سنة واحدة وكنت السيب.
ويذكر أنه في إحدى المرات سحبت الغيص ولكن فقط الديين من دون الغيص وصحت بصوت عال الغيص، يعني في خطر نزلوا بالبحر وإذا هو بعيد عن السفينة وهو النوخذة، وقد وجهت له اللوم بما حصل لأنه يجب أن يكون السيب دائما منتبها على الغيص ولا يتكلم أو يلتفت لأحد، فأصعب وقت على السيب عندما يكون الغيص تحت الماء يبحث عن المحار، عندما ينزل ويصل إلى قاع البحر يترك الحجر بهذه الفترة يكون آخر نفس له مع أن السيب يسحب الحبل والحجر، آخر نفس عند الغيص يبحث عن البحار.
أقول إن النوخذة الذي كنت معه نزل بالبحر وترك الحبل والديين ونقل فرش المحار بيدية وهو تحت الماء وضحى بنفسه من أجل المحار وبعد خروجه من البحر بدأنا بفلق ذلك المحار لم نجد سوى لولو سحتيت صغيرة، وبالغوص لم آخذ سلفة ولذلك لم يكن علي دين والمهم في تلك السنة أربعة شهور وقفلنا مع الغاصة بعد الفترة وأذكر في تلك السنة أن النوخذة احمد بن راشد كان عنده سفينتان للغوص وعبدالله بورسلي سنبوك وبوم وكان أحمد الراشد نوخذة في سفينة وولده راشد في السفينة الثانية، واذكر نواخذة الغوص في الحي القبلي منهم عيسى البكر نوخذة غوص وكان عند ثنيان الغانم وايضا عبدالجادر والبرجس عندهم سفينة غوص وعبدالعزيز حمد البرجس نوخذة في السفن السفر الشراعي، بعد اربعة شهور رجعت الى الكويت لم اسافر إلى الغوص مرة ثانية.
أول سفينة سفر
ويتذكر الفضل أول سفينة سفر شراعية، فيقول: كانت لمحمد الصقر وكان النوخذة المرحوم صالح محمد المهيني واسم السفينة «توكلي» وصالح المهيني ولد خالي، والمجدمي حمد الرجيب والسفينة حمولتها الف ومائتين (مَن) قوصرة تمر بهذا تكون من الحجم الصغير، والطباخ رجل عماني وخرجنا من نقعة الصقر بشراع واحد يسمى «القلمي» الى البصرة ونحمل التمور وبعد ذلك نعمل على نصب الدقل العود والسير ما بين فيلكا ومسكان، واذا صار فساد الماء فالسفن تنتظر وكان تجار الكويت يملكون نخيلا في قرى البصرة مثل الصقر يملكون النخيل في الدويب، وهي قرية في البصرة، المهم دخلنا شط العرب وذهبنا الى القرية وحضر عندنا المهيلة لنقل التمور لنا ونحن البحارة ننقل ونصف على السطحة، وما يزيد من التمور نضعه داخل الخن ويقال كراخه.
وكنا نمكث حسب تجهيز التمر، وهو من نوع الدوسان والعمران والحلاوي ننقله الى كراتشي، وحسب السعر، فاذا كان مرتفعا نسافر الى الهند وتحديدا الى مدينة براوه خورميان، التاجر للصقر اسمه عبدالعزيز العمر، ونخرج من شط العرب نريد ان نفيض الى البحر وفي البداية نذهب الى البنقلة مركز موانئ للتخريج والسماح لنا بالسفر وفي السنوات الاخيرة النوخذة بدأوا بتخصيص حراسة من البحارة على السفينة لوجود لصوص وبالليل يقطعون (العمار) حبال السفينة ويسحبونها، لكن الحراس من البحارة منعوا اولئك اللصوص من الاقتراب من السفن، وكانوا يحملون بنادق معهم.
واذا كانت الرياح شمالية فالسفر لمدة اسبوع من شط العرب الى كراتشي، واذا كانت «كوس» او «خواهر» فاننا نقضي شهرا للوصول الى كراتسي، وكان عبدالعزيز العمر هو الذي يخبر النوخذة بأماكن بيع التمور، اما براوه او خورميان، وهما مدينتان في الهند.
ويضيف الفضل: وصلنا كراتشي وأنزلنا التمور والوكيل باع التمور وحملنا العيش والفحم للتاجر الكويتي وكانت بعض السفن تنقل بضائع للتاجر العراقي وينزلونها في ميناء البصرة، اولا السفينة تنزل بضائع الكويت وتنتقل الى البصرة، واذكر ان في اول سفرة في توكلي حصلت على مبلغ جيد جدا وكان البحار اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يحصل على مبلغ خمس روبيات سلفة ويشتري بعض الحاجات البسيطة، والبحار الذي عنده مبلغ غير السلفة يشتري اقمشة لوالدته واخوته او يبيعها في فارس، وكان اهل البندر يركبون السفينة عند البحارة ويشترون، وبعد العودة ترفع السفينة لليابسة ونضع لها عريشا وتحتها طعوم ومجدافات لكيلا تسقط على جانبها، وبعد العودة لم اشتغل بل ارتحت والبعض يشتغل في نقل الرمل في الشويخ، خمس سنوات مع النوحذة صالح محمد المهيني..
السفينة مشهور
ويقول الفضل: كتب بحار في السفينة مشهور الأصل ملك هلال المطيري كغواص، يعني يستخدم للغوص، وقد اشترتها عائلة الصقر ورفعوها من الجانبين وكانت سريعة، وكان النوخذة صالح محمد المهيني، وركبت معه بحارا وهو نوخذة ومعلم لا يحتاج لمعلم.
المهم كنت بحارا لمدة أربع سنوات في مشهور وتوكلي مع النوخذة صالح محمد المهيني، وفي إحدى المرات وفي السفينة مشهور ضربتنا رياح شديدة جدا، وكنا قد خرجنا من كراتشي والسفينة مشحونة بالبضائع والحمولة فوق سطح السفينة فحم وعيش، وقال النوخذة: اقلبوا الحبال وكنا في بحر الخليج بعد سلامة.
والهواء كوس قوي والرياح شديدة ونزلنا الشراع العود، دفعنا شراع التركيت ثم انزلناه والقلمي ومن بعده الجيب وكان النوخذة صالح عنده قوة تحمل وصبر على اهوال البحر.
وبعد ذلك انقلب الهواء الشديد وخفت حدته واستقر على الخفيف ووصلنا إلى الكويت وسألنا النواخذة والبحارة في الكويت: هل رميتم جزءا من البضاعة؟ فقلنا لهم: لا لم نرم شيئا فتعجبوا من هذا الرد، وكان معنا النوخذة حمد الجيران في سفينة منصور الخرافي في الوقت نفسه الذي كنا فيه، فهو رمى نصف الحمولة ووصلنا ونزلنا عند التاجر وسافرنا الى البصرة ونزلنا بضائع للتاجر هناك ورجعنا إلى الكويت ورفعنا السفينة ووضعنا العريش، وقد تسلم التاجر امواله من الذهب والتجار وكان إذا ارتفع سعر الذهب في الهند نقلنا الذهب إلى هناك وإذا نزل سعره رجعنا ونقلناه الى الكويت، فتجارة الذهب كانت مربحة للكويتيين، ولم نتعرض لمشاكل، ولكن في تلك السنة تم إلقاء القبض على بحار كويتي كان مع أحد النواخذة الكويتيين.
ويضيف الفضل: ان من الحوادث التي وقعت أثناء نقل الذهب ان بحارا ربط على وسطه حزاما ثقيلا من الذهب ونزل البحر ولم يستطع السباحة فغرق ومات ولم يستطع ان يفك الحزام عن وسطه، رحمه الله. وقد عثرت الدوريات البحرية الهندية على جثته وبحثوا عن السفينة التابع لها البحار فتمت معرفته، وكان الكويتيون يتعاونون بعضهم مع البعض في الهند وباكستان والدول التي يسافرون اليها.
وممن أذكرهم يوسف المرزوق كان في الهند يساعد الكويتيين وهذا مشهود له بالتعاون والمساعدة كذلك التجار الآخرون هناك والعثمان عندهم اسطول من السفن فهم متواجدون في الهند مع التجار وهم ملاك سفن ونواخذة.
والنواخذة قسمان: نواخذة ملاك سفن، ونواخذة بالأجرة يطلق على احدهم نوخذة جعدة، ربما يستمر مع السفينة نفسها التي يعمل عليها او ينتقل إلى سفينة لمالك آخر.
والنوخذة صالح المهيني قال ان عائلته كان لها شراكة في توكلي وفي آخر سنة تركت عمل البحر ولكن رجعت مع صالح المهيني في لنج العثمان ونقلنا الذهب وكنت «سكوني» اثنا عشر يوما ولم يحصل لنا شيء.
وفي توكلي لم نكن نستطيع الدخول إلى الميناء، فكان هناك تفتيش ولكن بعض الهنود عندهم «هوري» سفينة صغيرة جدا تحمل اثنين فقط يعطونهما ورقة في الليل نكون قريبين من الميناء، وفي النهار نبتعد الى البحر وقد امضينا ليلتين نبحث عن الهوري لكي نعطيه الذهب، المهم تعرفنا عليه واعطيناه الذهب وذلك عام 1950 حيث آخر سفرة قمت بها إلى الهند والعمل في البحر.
سائق لوري
يضيف الفضل انه عمل سائق لوري بعد ذلك، ويقول: اشتغلت سائق سيارة لوري ملك البدر وكنت أعمل عند مقاول يعمل في شركة نفط الكويت وانقل عمالا يشتغلون في الكيبلات وذلك عام 1947 ثم تركتها واشتغلت بالكهرباء والماء.
العمل في الكهرباء
ويقول الفضل: بعدما تركت البحر وأهواله التحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات واسلم الأوراق للموظف واذكر هنا مدير الكهرباء المرحوم مساعد يعقوب البدر وهو أول مدير للكهرباء وكان راتبي 250 روبية، وكان يقول من الأمثلة «الحي يحييك والميت يزيدك غبن».
وكنت في ذلك الوقت متزوجا وبعد ذلك نقلت وعينت مسؤول مكتب في المرقاب، وكان يعمل معي في كتاب وقراءة العدادات وعددهم 12 موظفا وأكملت العمل حتى صدور قانون التقاعد فتقدمت للتقاعد وأصبحت حرا وذلك عام 1974، واذكر شباب القبلة الذين كانوا يشتغلون بالكهرباء، ومنهم جاسم وعبدالوهاب النجادة وأحمد السبيعي، اذكر عندما كنت بالمرقاب كان عندي موظفون من الجبلة.
ويذكر الفضل قصة النوخذة محمد الجارالله وهو نوخذة سفن السفر الشراعي ويملك سفينة، خرج من بومباي ومعه سنيار من أهل قطر اثناء الحرب العالمية الثانية خرج محملا بالبضائع للكويت وكذلك السنيار.
وهو بالبحر القطري رفع العلم الأحمر وهذا فيه خطورة لكن النوخذة اخطأ الغواصة في البحر فضرب سفينة محمد الجارالله وكسر الدفل نصفين وضرب السفينة فانقسمت نصفين وعندها رمى البحارة أنفسهم في البحر القطري ورأى سفينة الجارالله جهز نفسه ونزل الماشوه سفينة الانقاذ وسبح الكويتيون وسمك الجرجور يسبح بجانبهم لكن الحافظ الله سبحوا حتى وصلوا الى سفينة السنيار وركبوا بالماشوه معهم لأن الغواصة ضربت سفينة القطري وغرقت ورفعوا الشراع على سفينة الانقاذ حتى وصلوا الى بومباي والهواء دابر ووصلوا ساحل احدى القرى وشاهدهم أهل البر وأنقذوهم من خطر البحر ونزلوا عندهم وأعطوهم الطعام والماء.
وقد أخبروا مسؤول القرية الذي بدوره نقل البحارة الكويتيين بالقطار الى مدينة بومباي وقابلوا تجار الكويت هناك وجمعوا لهم عانية مبلغا من المال، ونقلوهم بالباخرة دواركه الى الكويت ورجعوا سالمين اما السفينة فغرقت بالبحر ولم يعد لها اثر.
ويتذكر الفضل قصة أخرى لإحدى سفن السفر الشراعي ممن تأخروا في البحر بسبب عدم وجود هواء يحرك السفينة ولطول المدة وهم في البحر وقد نفد ماء الشرب ولكن بقدرة الله واثناء وجوده في المحيط الهندي شاهدوا غيمة كبيرة وأظلم الجو عليهم فقال النوخذة جهزوا الطربال واستعد البحارة ونزل المطر بغزارة وجمعوا مياه المطر في خزان الماء حتى امتلأ والخزان الثاني بقدرة من الله وراحت الغيمة.
الزواج
وعن زواجه يقول الفضل: تزوجت في بداية الاربعينيات وعمري حينها اثنين وعشرين عاما، وكان المهر مائتي روبية مع (الدزّة) وهي مجموعة من الملابس اقول ما يدفعه المعرس لاهل العروس خلال اسبوع وجوده عندهم يقدمون له الاكل ثلاث وجبات كأنه استرجع المبلغ منهم ولمدة اسبوع طوال ايام اقامته عند اهل زوجته، واما الريوق فيتكون من الحليب والشاي والدرابيل وقرص العقيلي، والجوامع سمبوسة حلوة حاليا يسمونها والباچلة صباح كل يوم، واما الغداء فكان مرق لحم وعيش ودجاج وهذا كرم كبير من اهل العروس للمعرس لان الكويتيين في ذلك الوقت كانوا لا يأكلون الدجاج فهو فقط للبيض.
ويضيف: كان زواجي بدون احتفال ولا غناء والوالد كان يعمل بتجارة السفن الصغيرة وهو نوخذة قطاعي يستورد السفن من دول الخليج ويبيعها في الكويت، وأخي عبدالله مع الوالد وكنت اساعدهم فكانت الحالة ممتازة ولذلك كان المهر جيد جدا.
والوالد كان يبيع ويشتري، وقد توفي الوالد عام 1964 وكنا نسكن في الخالدية وكذلك توفي اخي عبدالله، وحاليا الحياة تغيرت والحمد لله وقديما كانت القلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعدون بعضهم بعضا ونياتهم صافية، اما حاليا فالناس غير مرتاحين والحروب بين الدول والمشاكل كثيرة، والاكل كان قديما كل يوم بيومه لا ثلاجات ولا برادات، والناس متعاونون فالجار يسأل عن جاره اذا لم يره بالامس والنساء متعاونات فيما بينهن.
واذكر ان الجزافين بائعو السمك اذا غابت الشمس يعطون الاسماك مجانا للناس، وكل واحد يأخذ حسب حاجته، واليوم الاكل الزائد يرمى في الزبالة.
نوخذة الهرفي والسفر الشراعي
يقول الفضل من نواخدة السفر الهرفي صالح المهيني ثلاث سفرات في الموسم الواحد، وكنت وعيسى النشمي ويعقوب اليتامى واولاد مبارك ثلاث، ومن نواخذة السفر الشراعي، اذكر البعض منهم ابناء عائلة المبارك ومنهم يوسف وجاسم وخالد ومنصور وعلي وجاسم المباركي ويعقوب اليتامى وغيرهم.
والسفر الهرفي هو السفر المتكرر في الموسم الواحد بمعنى يسافر ويحمل التمور وينزل البضاعة في المدن الهندية ويعود مرة ثانية وثالثة ويحمل التمور مع عودة السفن الى الكويت يعود معهم محملا بالبضائع فيقال (سفر هرفي) يعني مبكرا والحمولة الاولى تمور الى كراتشي والثانية كذلك والثالثة فكان النوخذة صالح المهيني نوخذة يعتمد عليه لانه من النواخذة الاشداء الاقوياء، فالبحار الذي يركب معه بالسفينة يتحمل ويعرف انه مع نوخذة قوي فلا يخاف ولذلك ركبت وسافرت معه اربع سنوات في توكلي والسفينة مشهور وتعلمت منه الكثير وخاصة عندما ننقل الذهب من وإلى الكويت.









30-11-2014, 06:17 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
أكد على شجاعة الكويتيين لممارستهم «الغوص» أصعب المهن
عبدالرحمن القطيفي: عملت 13 عاماً في البحر منها 4 سنوات بحاراً و3 «سيباً» و6 «تباباً» السبت 5 ديسمبر 2009 - الأنباء
أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
80006-80006.jpg
80006-01.jpg




    • اشتغلت مزارعاً في أراضي الزبير وكان راتبي ديناراً عراقياً واحداً في الشهر
    • اشتغلت في البناء أناول الطين والصخر وعندما سقطت ومكثت في المستشفى 17 يوماً أعطاني الأستاذ أجري 4 روبيات عن كل يوم
    • تنقلت في العمل على سفن عدد من الكويتيين والقطريين والبحرينيين وأفضل الهيرات كانت مغاصات اشتيه في قطر
    • ولدت في المرقاب عام 1915 وأجدادي كانوا من الأحساء وبعد قدومهم للكويت حصلوا على أرض من الشيوخ وبنوها
    • خلال عملي على السفن كنت أشتري الملال والبوادي والأواني المنزلية من الهند ثم أقوم ببيعها في الأحساء
الرعيل الأول من الكويتيين قدموا أنفسهم وارواحهم في سبيل وطنهم، كما انهم تفانوا في خدمته فعملوا بجميع الوظائف اليدوية والبحرية والبرية، وضيفنا اليوم هو عبدالرحمن ناصر القطيفي المولود عام 1915 خير نموذج حي لأولئك الرجال الطيبين الذي تفانوا وخدموا وسعوا من أجل الحصول على لقمة العيش. عمل عبدالرحمن القطيفي في البناء مع بعض المعلمين والذين سمي الواحد منهم استاذا، كذلك اشتغل على سفن النفل الشراعية في نقل التمور الى الهند ومدنها المنتشرة وموانيها، كما سافر الى شرق وغرب افريقيا، وكانت تلك السفن الوسيلة الوحيدة لربط الكويت مع الكثير من الدول، كما عمل ضيفنا تبابا على سفن الغوص وبعد ذلك عمل «سيب» يسحب الغيص من قاع البحر واشتغل مع نواخذة قطر والكويت، حيث كان يسعى جاهدا للقمة العيش الحلال، كذلك سافر الى الزبير واشتغل في مزارعها، وقد حدثنا عن تلك الفترة وعن اجرته الشهرية هناك والمنتجات الزراعية وتصديرها من الزبير الى مدن العراق. حديث شيق مع رجل تجاوز التسعين عاما يتذكر الاشعار التي كان يحفظها ويحدثنا عن الاحساء والقطيف والبحرين وعن والده وجده. عبدالرحمن ناصر عبدالرحمن القطيفي وحديث من الماضي: يقول الحاج عبدالرحمن ناصر القطيفي: ولدت في الكويت عام 1915 في منطقة المرقاب وكان بيت الوالد بين مسجد الفضالة ومسجد بن حمود، وكان بيت الوزان بالقرب من المسجد، ومن جيراننا بالسابق ناصر الفرحان وأولاده ومنهم عبدالله وفهد الدانة وملا مرشد والعربيد والرجيب والفضالة، وكانت توجد حفرة في الفريج.
اما مدرسة ملا مرشد فكانت بالسكة الطويلة وفهد الدانة كان يسكن عند اخوانه وذهب الى الزبير ورجع مرة ثانية وركب الغوص مع ابن طويرش والله رزقه دانة وباعها وصار غنيا وسمي بفهد الدانة، وتقريبا بينهم كان في سكة ملا مرشد بجوار بيوت عبدالله وعبدالرحمن القطيفي وفهد بن مسعود، وعمي ابراهيم، ونحن اجدادنا اصولهم من الاحساء وسكنوا الكويت، وحصلوا على ارض هبة من الشيوخ وبنوها لهم والذي خطط الارض رجل من ابناء الكويت وهو ابن عون وكانت عائلة العون يسكنون خلف مسجد بن بحر الموجود حاليا بالسوق.
سعود بن عون متزوج عمتي ولهما ثلاثة اولاد وعلي كان عنده لنج ملك ملا احمد وكان اذا وصل المركب يذهب اليه لينقل الركاب الى رصيف الجمرك بالمدينة، واذكر ان الاغراض كانت رخيصة والفلوس قليلة ولكن الحمد لله عشنا.
اما عائلة القطيفي فقد عرفت بهذا من عمي عبدالله وكان يركب سفينة قطاع ملك عائلة بودي وينتقل من ميناء لآخر، ومن مدينة ساحلية لاخرى لنقل المواد الغذائية والاخشاب من عبادان والبصرة ومن دبي الى مسقط الى البحرين الى الكويت وقطر وكذلك كان يذهب الى القطيف في المملكة العربية السعودية، وكان عمنا عبدالله نوخذة، وكلما سئل قال قادم من القطيف ويسافر الى القطيف فعرف بالقطيفي نسبة لذهابه المتكرر الى القطيف اما نحن فننتمي للخوالد من الاحساء، ومدينة القطيف مجاورة لمدينة الاحساء.

الدراسة والتعليم
وتحدث عبدالرحمن ناصر القطيفي عن مرحلة تعليمه فقال: بداية تعليمي عند ملا مرشد في المرقاب القرآن الكريم وبعد شهرين تركت المدرسة وبعد ذلك التحقت بمدرسة ملا محمد الحرمي من المرقاب الى القبلة، ثم تركت المدرسة في مرحلة الشباب وما عرفنا التعليم، حيث كنا نحذف بعضنا البعض بالصخر ونتشاجر.
واذكر جاسم بن شيحة وكذلك عبدالله فضالة احد اصدقائي وهو رجل كفيف كان يذهب معنا ودائما مع بن شيحة ومنذ صغره فقد بصره بسبب الجدري وانا ايضا اصبت بالجدري ولكن لم افقد بصري.
حيث اعطتني الوالدة بيضة ألعب فيها ودخلت علينا امرأة وشافتني ألعب فقالت تلعب البيضة صرت زين ـ وبتلك الليلة لم انم ـ وفي الصباح فقد عينا واحدة ولم ار بها بسبب حسد الناس.
وكنت اذهب الى البحر ساحل الفرضة والسفن الشراعية والخضار والفواكه والوقي والعلف والسعف والسفن قادمة من ايران والبصرة ونحن نأكل من تلك الفواكه نأخذ من الرك العنب والتمر والرطب الفرضة فيها خير كثير ونسبح بالبحر ثم نرجع الى منطقتنا المرقاب وهكذا ايام الصيف.
العمل
ويمضي عبدالرحمن القطيفي في ذكرياته قائلا: سافرت الى امارة الزبير مع احد الاصدقاء للعمل واشتغلت وكان الراتب دينارا عراقيا واحدا في الشهر، وكنت اعمل مزارعا في احدى مزارع الزبير، وكانوا في الصيف يزرعون البطيخ والرقي وفي الشتاء يزرعون القمح والطماط والباذنجان والبطيخ من نوع الفريدوني، ويصدرون بعض المزروعات الى بغداد ويبيعون في الزبير، وكنت اشتغل في مزرعة حمد الدهلوس وعنده حمير وعند ابن سعود وعند الحجيل، وننقل السماد للمزارع وهي خارج مدينة الزبير وديم خزام وفي ظهر الرشيدية، وكنت اسكن في تلك المنطقة واذكر الاعياد في البصرة، كنت اخرج من الزبير واذهب للالعاب، وشاهدت شط العرب ويقولون قديما «عمار يا البصرة ماءك حلو وبقلك على السيف» ويقال ان بعض من هاجر الى الزبير عندما شاهد الجولان وهو نبات نهري اعتقد انه من البقول، وامضيت سنتين في الزبير، كل حياتي اكل ونوم وعمل في المزارع، وبيوتنا من العشيش، ومزارع الزبير فيها آبار ماء كنا نشرب منها ايضا.
الحياة كانت صعبة، رجعت الى الكويت وسافرت الى مدينة الاحساء، وخطبت امرأة وهي ام اولادي وتزوجت وبعد شهور رجعت الى الزبير واشتغلت في المزارع وبعد سنة ونصف تركت العمل ورجعت الى الكويت وطلقت زوجتي الاولى.
وفي تلك السنة بعد عودتي صادف ذلك موسم الغوص فركبت احدى سفن الغوص مع الوالد وهو «سيب» مع النوخذة السيد وابن رشدان وهم نواخذة من مواطني قطر وكذلك النوخذة البلوشي، ركبت معهم «تباب» والوالد كان «سيب» على احد الغاصة، ومما اذكر ان افضل هيرات كانت مغاصات اشتيه في قطر وكذلك العِد الشرقي والعد الغربي وبوالعظام وامضيت ثلاث سنوات «تباب» مع الوالد في سفن اهل قطر، والغوص تعب وشقاء والأكل قليل، ماء وقهوة والعشاء عيش ومرق سمك ان وجد، والشمس شديدة الحرارة، آخر الموسم تسلمت اثنتي عشرة روبية والنواخذة كانوا اذا حصلوا على شيء يسوى وذي قيمة يعطون البحارة فلوس سلف و«تسقام» السلفة عشر روبيات، والتسقام اول الغوص، اهل الاحساء والقطيف كانوا يغوصون مع اهل قطر، وحدثني الوالد انه كان مطلوبا بدين في الغوص، والسلف كان لشراء كيس عيش وملابس للغوص، وركبت نوع السنبوك، واهل قطر والبحرين كانوا يشترون سفنهم من الكويت لجودة الصناعة ووجود القلاليف المميزين عندنا وقد ركبت عدة سنوات مع اهل قطر، البداية «تباب» وبعد ذلك «سيب» ومن الغاصة الجيد والحريص على نفسه اثناء الغوص ومنهم من كان يغوص لأول مرة فكنا نخاف عليه خوفا شديدا، واذكر انني ركبت «سيب» مع النوخذة محمد الفيني، وكان عنده جالبوت وسنبوك والسردال في قطر ابراهيم بن نصر والنواخذة والسفن كثيرة، الغوص خمس اقحمات والقحمة خمس تبان او عشر تياب من دون ملابس سوى السروال والخيط لاصابع اليد، والغوص شقاء وتعب.
وبعض الهيرات تصيد السمك وبعض الهيرات لا يوجد فيها سمك، وكنا نشوي ونعمل المرق، وكان النوخذة يخاف على الماء العذب من ان ينتهي، والعيش الساعة الحادية عشرة جاهز للاكل للعشاء، والسمن العداني سعر القوطي تسع روبيات يكفي للسفر، واذكر كان عددنا عشرين «سيب» وغيص واما اجرة السيب فله قلاطة، واحدة واما الغيص فله قلاطة ونصف والطباخ قلاطة ونصف والسكوني قلاطة ونصف والنوخذة ثلاث قلاليط، والقلاطة معناها السهم الواحد.
وايضا ذهبت غوص الخانجية والبشيرية في فصل الشتاء، اواخر الشهر الثالث الماء بارد، فالغيص ما يستطيع ان يبقى الا القليل جدا في الماء.
وذهبت غيص مع اهل البحرين في جالبوت وكذلك عندهم سنابيك ومجموعة من السعوديين يغوصون مع اهل البحرين من نجد والاحساء وفيها نواخذة كبار ومركز للؤلؤ وتجار كبار، ويغوصون في مغاصات البحرين والكويت واحيانا مغاصات قطر.
كذلك ركبت مع النوخذة راشد بن احمد من نواخذة الكويت وكنت معه «سيب» واحمد النصار والفضالة، وهيرات الكويت بوحصير وبوظلام والبلداني وخلالوه وحولي، مجموعة كبيرة من الهيرات كنا نذهب لها خلال موسم الغوص في كل سنة.
في احدى السنوات قامت عاصفة هواء شديدة في احدى الليالي تأثرت بها سفن الغوص، وبعضها غرق بالبحر وسفن اخرى غادرت الهيرات وخاصة سفن البحرين غرقت ومات بعض الغاصة وكان ذلك في مغاص اشتيه، في الليل اصابهم طوفان وكان غوص الردة وعرفت بسنة الطبعة عند اهل البحرين.
ايضا ركبت مع النوخذة بورجيب وكان يسكن في فريجنا وكذلك ركبت مع النوخذة محمد السيد وايضا وفي البداية كنت «تبابا» ثم «سيبا» حتى تركت الغوص ولم استفد من الغوص، كذلك الوالد ترك الغوص.
سفن السفر الشراعية
ويكمل عبدالرحمن القطيفي حديثه عن حياته فيقول: الوالد رحمه الله لم يركب سفن السفر الشراعية واكتفى بالغوص فقط، اما انا فركبت بحارا في السفن الشراعية واول من ركبت معه في الكويت كان المرحوم احمد الخرافي الذي كان يملك السفينة والنوخذة فهد البلوشي وعنده ثلاث سفن سفينتان للسفر والثالثة جالبوت والسفن في نقعة الخرافي بالقرب من المستشفى الاميركاني واذكر الخارور الممتد الى الارض اليابسة واذكر اكبر سفن السفر الداو كانت ملك الصقر وفهد البلوشي نوخذة جعدة عند الخرافي والبوم اسمه منصور، حملنا تمور حلاوي وخضراوي وزهدي وسافرنا الى الهند ونزلنا التمور في بومباي، ومما اذكر ان البوم الداو كانت حمولته ستة آلاف (من).
وعائلة الخرافي كان عندها عدد من السفن للسفر كبيرة الحجم من نوع البوم وسفينة لنقل المياه من شط العرب.
والحمد لله لا اذكر ان حصل لنا اي تعب او حوادث، واذكر انه كان لكل ضربة اسم ومنها سهيلي وعيوفي واحيمر والازيب وقد رأيت مدن الهند واسواقها الكبيرة والمقاهي والمحلات والشوارع، بومباي كبيرة ويقول المثل «الهند هندك لو قل ما عندك»، وكان الكويتيون منذ القدم يستوردون ما يحتاجونه من الهند الاخشاب والاقمشة والحبال والفحم والقطن والبحارة ينزلون الى الاسواق، وزرت النيبار احدى مدن الهند وشاهدت الاسواق ومعالمها كثيرة وشوارعها واراضيها، مدينة النيبار احلى واجمل من مدينة بومباي، وكان البحارة يشترون الوزار والليمون وفي مدينة عدن اشتريت مصحاف و«ملال» و«بوادي» وهي اوان منزلية وبعتها في الاحساء، مدينة عدن كبيرة وفيها اسواق وزرت الشيخ عثمان، الناس طيبون ولكن اهل الكويت اطيب من كل الناس الحكومة تعطي الشعب بيوتا ورواتب.
وفي مومباي كانت توجد مقاه للكويتيين وكنا نجلس ونجتمع نحن الكويتيين فيها، والنواخذة والبحارة وبعد العصر قبل صلاة المغرب نرجع الى السفينة وفي القهوة في مومباي نشرب الشاي وندخن القدو والتتن الاصفر، وفي احدى السنوات وخلال جلوسنا في المقهى في مومباي ندخن القدو مر علينا «حمالي» حاملا ألواح خشب وانزل لوحا على رأس الطباخ وعلى ثلاثة يدخنون القدو (الشيشة) من الفخار فكسرها والطباخ اصيب برأسه ونقل الى المستشفى وعولج.
كنت ادخن مع مساعد الجزاف واشترك معه بالقدو بعض المدخنين للقدو صنعوا «قدو» بثقبين وقلمين، النواخذة يتأخرون في مدينة النيبار اكثر من وجودهم في بومباي لانها كانت توجد فيها الكهرباء، والكويتيون كانوا يتعاونون مع بعضهم البعض.
وثاني سفرة لي مع النوخذة احمد بن حاي وهو نوخذة جعيدة في يوم احمد الخرافي وبنفس الكيفية سافرنا الى بومباي ومنها الى كلكوتا وحملنا منها اخشاب حطب وحبالا ومواد اخرى، وكمبار «وين تلك السفن وين اهل البحر؟!» واذكر انني سافرت الى المدن الآتية: بومباي والنيبار وكلكوتا ومدينة عدن كما ذهبنا الى مسقط ونزلنا في اسواقها واشترينا الحلوى كذلك، ومن ثم سافرنا الى الكويت وكذلك اذكر ان بحارة السفن الكويتية يقيمون حفلات السمر والاغاني مع العدنيين واليمنيين على سطح السفن، واذكر اقامة «الطنبورة» على ساحل البحر ونحن البحارة نشارك ونستمع للاغاني واذكر من المطربين الفنان هلال، اذكر انني ركبت في سفن العثمان والخرافي والنجدي، البحر اقشر وصعب.
واذكر عبدالكريم بن غيث هو مع اولاده ومجموعة من عائلته غرقوا بسفينتهم وبلال الصقر ومجموعة من بحارته وسفينة بهمن اذكر تلك السنة كنت في بومباي وعبدالكريم بن غيث كان يريد السفر الى الكويت ولكن كان ينتظر سنيارا معه فسافر مع سفينة بلال الصقر والاثنان غرقا في غبة البحر كانوا محملين بالقطن والاخشاب والفحم بتلك السنة ويوم الغرقة كنت في بومباي غبة البحر عميقة وامواجها عظيمة مرتفعة وحسب الهواء وشدته نستطيع عبور المحيط الهندي يمكن في خمسة عشر يوما او في شهر، اللي الله يسهله يكون وما على الانسان الا الصبر وتحمل ما يكتبه له الله القادر على كل شيء، ومسهل وميسر الامور والا البحر صعب جدا، الكويتيون استطاعوا بسفنهم ان يعبروا المحيط وينقلوا البضائع من الهند وافريقيا شرقها وغربها.
شفت سلامة وعيالها (مضيق هرمز) وهو قليل الخطورة امضيت سنوات بحارا في سفن السفر لمدة 4 سنوات، وفي الغوص تقريبا تباب ثلاث سنوات وسيب تقريبا 6 سنوات.
بعد ذلك اشتغلت بناء مع عبدالله الفرحان وخليفة البحوة، وعبدالعزيز المقهوي وكنت اناول الطين والصخر للاستاذ رئيس البنائين ومما اذكر ان يوما من الايام كنت اشتغل مع عبدالعزيز المقهوي وقال يا عبدالرحمن خذ معاك عاملين واصبغوا الجندل والباسجيل واعملوا غبلة من الطين، المهم ذهبنا نحن الثلاثة الى دكاكين بالصفاة ويوجد «كمر» بين الدكاكين من فوق فركبت وقلت للاثنين انتما اصبغا، الله اراد ان يسقط السقف ونزلت في وسط الطين وحضر ولد عمي واصبت بالجانب بالضلوع وادخلت المستشفى الاميركاني لمدة 17 يوما، والعلاج دهن مكان الالم، ورحت لصالح وباشر علاج المكان المصاب وبالدهن الله شفاني والاستاذ عبدالعزيز الحشاش اعطاني يوميتي وكان اليوم اربع روبيات.
وكان خليفة البحوة وابنه خالد البحوة واخوه راشد البحوة، ثلاثة معلمين لكل واحد عمالة يختارهم بنفسه، نذهب بعد صلاة الفجر ونجلس امام بيتهم وكل معلم استاد يختار ما يحتاج من عمال والذي لا يتم اختياره يرجع الى البيت، اشتغلت سبع عشرة سنة في البناء ومتنقلا بين المعلمين واشتغلت مع راشد الرباح، وكنا بعد صلاة الظهر نتغدى على نفقة صاحب البيت وكذلك ريوق الضحى لجميع البنائين، حيث كان كل صاحب بيت يقدم الاكل للعمال.
المرأة الكويتية
ويتحدث ضيفنا عبدالرحمن القطيفي عن دور المرأة قديما فيقول ان المرأة كان لها دور كبير في بيتها وكل بيت فيه ثلاث او اربع حريم الجميع يخدم في البيت، ولم تكن توجد خادمات، المرأة كانت تنظف وتغسل وتربي الاولاد وبعضهن يذهبن الى البحر لغسل الملابس وحملها على الرأس والماء ينزل منها، والبنات يتعلمن من المرأة الطبخ والخبز ونقل الماء، بمعنى انه كانت هناك اعمال كثيرة تقوم بها المرأة الكويتية قديما، وعن نفسي فقد تزوجت مرتين تزوجت ام الاولاد من الاحساء وقبلها واحدة ولكن لم استمر معها، الكويت اهلها طيبون متحابون يساعدون بعضهم البعض وساحة الصفاة فيها المقاهي، واقدم واكبر قهوة كانت ملك بوناشي، وكنت اذهب الى تلك القهوة لادخن القدو واشرب الشاي ومنذ صغري حتى الآن لا اتولى تجهيز امور البيت، فقديما كان والدي هو الذي يجهز البيت من كل شيء، وحاليا الاولاد كفوا عني (العبالة) بمعنى الاعباء فهم قائمون على تجهيز البيت، اول المطربين عبدالله فضالة وهو من احسنهم ومحمود الكويتي وعبداللطيف الكويتي والمقاهي يضعون الاسطوانات والاغاني ذهبت الى الجهراء للعلاج، حيث كنت اشعر بآلام البواسير وذهبت الى الاميركاني واجريت العملية.
اما اولادي فهم ستة اولاد واربع بنات والجميع متزوجون اصدقائي وزملائي الذين كانوا يلعبون معي رحمهم الله في جنات الخلد، والكبار ماتوا الظبيبي خمسة كانوا بفريجنا والمرقاب عندهم فرق سامري ولا اعرف شيء عن الغناء والسامري ولا اذهب الى الغناء واصحاب الدكاكين الشريدة وحمادة حاليا ودي كل شيء يصير حلو وجميل، الكويتيون طيبون، من عائلتي الكبار لم يبق منهم احد وكل اولاد العمام بنفس اللعب الوالد واولاد عمه عبدالعزيز واحمد.

أشعار قديمة



    • ربيت الاولاد ابغي صباي وجنوني
    • احسبت الاولاد عند الكبر يشفوني
    • سبعة الاولاد سدوا الباب من دوني
    • الاول اذا لاقوك بالدرب حيوك
    • واليوم اذا لاقوك صدوا عن درب السلامي
ويقول الحميدي بن منصور هذه الابيات:



    • اشقال الحميدي بن منصور
    • لا يعاشي على البال
    • هذا جبل زنجفوره
    • لا يكون خير بلا شر
    • كل العرب بشروهم
    • وبشارتي ما اتينير
    • لي خلتن خلخلوا عظمي وخلوني
    • شبه العنب للجدر للخل خلوني
    • لا هم جفوني وانا بالدار خلوني
    • ظليت من عقبهم اجمع مراد وصبر
    • قالوا تصبر قلت والله ما فيني صبر
    • خذوا حبيبي وبالحسرات خلوني
ويقول في أبيات أخرى:



    • والله ما يوم في بندر نوا غلقن
    • بحشاي زادت ورصات القلب غلقن
    • حادي اولادي للشبل عالناي
    • يا ربي يا خالقي يا ليت ما يصير علي ماي
 
التعديل الأخير:
عودة شبير: كنت مدرس مواد عامة ... في مدرسة الشرقية

«كان الشيخ عبدالله الجابر يهدي خروفاً لكل الفرق الملتحقة في المعسكر الكشفي»

متفرقات · 22 أبريل 2013 /


... هوية عمله في التربية

×

1 / 8
شارك: الحياة فسيحة وشُعبها كثيرة وكل سالك بها له ذكريات ومحطات يشده الحنين اليها ضيفنا اليوم الاستاذ عودة شبير بدأ حياته مصوراً في بلده ثم اتجه الى سلك التدريس** والذي قضى جل عمره به يحدثنا عن محطاته الدراسية ثم يتطرق إلى مقومات المعلم الناجح واثره في الحياة... احاديث شيقة وممتعة نقضيها معه فلنترك له ذلك:
نحن من خان يونس من قطاع غزة وكل القطاع محاط بإسرائيل وهي بلد كانت مقراً لرحالة الأتراك ينزلون بها ويوجد بها قلعة أثرية بنيت من الحجارة، وخان أي مقر ويونس اسم رجل نسب إليه هذا المكان وأهل خان يونس يشتهرون بزراعة اللوز والتين الشوكي والسدر حاليا البرتقال والبازيليا والزراعة على الأمطار التي تنزل من رب العالمين ويحفرون آبار على عمق 40 متراً و30 متراً، وكان في الماضي تستخدم الوسائل القديمة الدواب في سحب المياه من الآبار والمياه متوافرة على طول العام واذكر أن البلدية قد عملت بئراً لخدمة الأهالي حيث توزع منه المياه وأنا من مواليد خان يونس 1933، وقد عمل والدي في الزراعة واخواني عملوا مع والدي وكان الوالد رجلاً تقياً يسمع تسبيحه وتهليله وقت صلاة الصبح.

البدايةبداية دراستي عند أحد المشايخ على طريقة الدراسة الأولية التي كانت عبارة عن كتاتيب يتولى التدريس فيها أحد الشيوخ وهذه المدرسة الأهلية كانت عندنا في خان يونس، وكان الشيخ المعلم لنا يوزعنا مجموعات ولنا عريف يساعده من نفس المجموعة والحمد لله استفدت منه... بعدها توجهت الى المدارس الحكومية، لأن بريطانيا كان لها انتداب على فلسطين والمدارس متوافرة، من الصف الأول الى السابع، وخان يونس بها مدرسة للبنين وأخرى للبنات. ثم قامت أحداث فلسطين وأصبحت الإدارة مصرية، ثم أصبحت عندنا ثانوية في خان يونس، وهي (المتركر وكيشن) أربع سنوات والادارة التعليمية كانت خليطاً بين المصريين والفلسطينيين، والحقيقة أن خريج (المترك) في ذلك الوقت يعادل البكالوريوس من ناحية المستوى العلمي. وقد أتممت عام 1955.

المرحلةفي عام 1950 زوجني الوالد - رحمه الله - وكان عمري 17 عاماً، فلم اكمل دراستي... وبعد شهرين عملت مصوراً مع أحد الأتراك، كانت عنده آلة تصوير تعمل على الماء وبالشمس وقد اقترح هذا المصور على زوج أختي الذي يعمل في البوليس ان اقوم بالعمل معه فوافقت، فتدربت على التصوير ومارست هذه المهنة تحت اشراف هذا المصور، وفي فترة وجيزة أصبحت ملماً بهذه المهنة، وفي اثناء عملي معه قامت الحكومة المصرية باستبدال الأوراق والثبوتيات للمواطنين، فكان باب خير ورزق لنا، حيث زاد العمل في مهنة التصوير، لأنهم يريدون تصوير الأوراق الخاصة بهم.
فلم يكن بخان يونس (القطاع) إلا ثلاثة مصورين أنا أحدهم، ومن كثرة العمل والشغل أنني استعنت بزوج أختي وشخص آخر للعمل معي، وقد استمررت عاماً كاملاً.

المواصلةأكملت دراستي الثانوية نظام الأربع سنوات وهو نظام منازل وكان هناك معهد يهيئ لنا الدراسة والمذاكرة فالتحقت به وقدمت الثانوية ونجحت وعلى الفور بعد نجاحي توظفت في الحكومة مدرساً لجميع المواد، لأنني أكملت الثانوية وحصلت على شهادة يطلق عليها (الثقافة العامة) وهيأتني للتدريس في الحكومة. وبعد سنة حصلت على خبرة فالتحقت بوكالة الأمم المتحدة للاجئين، فالمستوى الوظيفي بها أفضل من ناحية الراتب وخلال عملي بها أكملت الثانوية العامة على نفس النظام الذي حصلت فيه على الثقافة العامة، وعملت مدرساً للمرحلة الابتدائية... حينما كنت أدرس في الحكومة كانت المدرسة تبعد عن بيتنا خمسة كيلوات وكنا نسير مشياً ذهاباً واياباً، أما في الوكالة فكنت مدرس فصل (عربي وعلوم - ودين) وأضيف لي تربية رياضية، وقد استمررت مدرساً بها لعام 1960 وارتفع راتبي الى 37 جنيهاً وهو مبلغ جيد في ذلك الوقت.

المجيءكنت جالساً يوماً في مكتب ناظر المدرسة الاستاذ علي محمد العبادلة فجاءت طلبات من الكويت الى ادارة التعليم في غزة يطلبون مدرسين فقال لي الناظر الأستاذ علي محمد خذ هذا الطلب واملأه، وكنت أظن أن الطلب له، لكنه قال: لا أرغب وأنت اكتب الطلب بدلاً مني، فشجعني وحثني على العمل في الكويت، فبعث الطلب ولانني عندي خبرة سبع سنوات فتم ترشيحي للوظيفة.

المقابلةحين تمت المقابلة كان هناك مدرسون بمستوى عالٍ، وبهم المتوسط ودون ذلك، ورئيس اللجنة كان الاستاذ عبدالعزيز حسين (مدير المعارف) رحمه الله، ومعهم مهلهل المضف ومفتش مصري عثمان فيض الله، (مفتش اجتماعيات) ومعهم مفتش اللغة العربية وبعد أن ألقيت عليهم السلام، سألوني عن اسمي والخبرة التي عندي، ثم سألوني اذا وجدت الطلبة وهم في حالة شغب داخل الفصل، ماذا تفعل؟ فقلت: ألقي السلام عليهم ثم اسألهم عن أحوالهم ثم أقول لهم: انكم أبناء أسر محترمة ولم تأتوا للمدرسة إلا للتعليم والاستفادة ولابد أن نتعاون لتحقيق هذا الأمر، فالمدرس يحب طلبته كما أن الأهل يحبون أبناءهم. وكلنا لدينا رغبة في التعليم لكي تصبحوا أطباء ناجحين ومهندسين ومحاسبين وذوي شهادات عالية.

التربية الرياضيةأنا التحقت في دورة للتربية الرياضية أثناء عملي في التدريس سنة 1956 حيث كانت في غزة وكذلك دورة أخرى في مدينة بورسعيد، حيث مكثت بها شهراً كاملاً وهاتان الدورتان مكنتاي للتأهيل لتدريس التربية الرياضية، وقد سئلت من قِبل اللجنة بأمور تتعلق بتدريس هذه المادة، فأجبتهم جواباً وافياً... كان وضعي الوظيفي مناسباً جداً، فلم تكن عندي رغبة ملحة على مجيئي الكويت لأنني مرتاح في عملي وفي قربي من أهلي وبلدي، لكن كان لي نصيب أن أقبل فذهبت للقاهرة لاتمام سفري للكويت حيث أخذنا فيز من السفارة البريطانية فالكويت لم تكن مستقلة في تلك الأيام، ثم أتممنا إجراءات السفر من التذاكر والتأشيرة.

الكويتدخلت الكويت بتاريخ 6/ 9/ 1960م، ومعي مجموعة من المدرسين الذين تم التعاقد معهم، وكان المطار في محله القديم في النزهة وحين نزولنا من الطائرة فوجئنا بحرارة الجو حيث كانت شديدة ولم نعتد عليها من قبل، واستقبلنا استقبالاً طيباً بالمطار وقدموا إلينا المرطبات والتحايا الطيبة وهنأونا بسلامة الوصول، ثم توجهنا الى دار الضيافة بالشويخ، وتم اعطاؤنا سلفة لتصريف أحوالنا المعيشية حتى يحين صرف معاشنا، ثم تم تعييني بمدرسة الشرقية براتب قدره 746 روبية، مدرساً للمواد العامة (عربي - اجتماعيات - رياضيات - تربية رياضية) واسند إليَّ نشاط الكشافة، وكان نظام الدراسة على فترتين صباحاً وعصراً، والمدرسة الشرقية كالمعروف كانت تقع على البحر، وناظر الشرقية كان عبدالمحسن المسلم والوكيل خالد المضف وزملائي محمد حسين الرومي، سليمان الرومي، سليمان العلي، وليد التايه، محمد سعيد حمدان، وكانت مجموعة طيبة من المدرسين...

الكشافةأنيط بي نشاط الكشافة، وهو نظام تربوي عملي يستفيد منه الطلبة، فأنا معي شهادة كشافة حصلت عليها في دورة أنجزت في بورسعيد، لذلك تم اختياري لهذا العمل النشاطي، وقد اشتركت في معسكرين متتاليين 1961، 1962، كنت قائداً لفرقة الكشافة بالمدرسة الشرقية في معسكر لفنيطيس، وكان وزير المعارف الشيخ عبدالله الجابر يزورنا في المعسكر ويهدي لكل فريق خروفاً، وكنا نعسكر آخر الأسبوع وتتم إقامة النشاط الكشفي ونعود مساء الجمعة.

خيطانأردت أن آتي بأسرتي للكويت، لذلك طلبت النقل لمنطقة خيطان، فالسكن بها متوافر وبها كثير من أبناء غزة، وفعلاً تم ذلك، وخيطان حينما سكناها لم يكن بها إلا سوق واحد، يسمى شارع السوق (المحال والدكاكين) على جانبيه، والبيوت عربية، ومازلت في خيطان منذ عام 1961.
كان اصحاب العقارات في الماضي في فترة الصيف لا يأخذون منا ايجارا.

العجيريكان عند صالح العجيري سيارة موريس خضراء يقودها سائق كلما مشى في الطريق اوقف السائق وحمل الناس التي يمشون عليها وخصوصاً الامهات اللاتي يحملن اولادهن ويذهبن بهم الى المستوصف فيوصل الناس بلا مقابل.

أبرقأما المواد التي درستها في مدرسة أبرق خيطان فكانت اللغة العربية والعلوم والحساب، تربية إسلامية، والنشاط الرياضي، واستمررت في هذه المدرسة من عام 1962 حتى عام 1972، حيث جاءتني ترقية مشرف فني للغة العربية والتربية الإسلامية، فانتقلت إلى مدرسة صقر شبيب في القادسية، وبقيت فيها سنتين (مدرس أول)، ثم طلبت العودة إلى مدرسة أبرق خيطان، حيث سكني مازال في خيطان هناك، لكن لم تتم إعادتي إليها حيث تم افتتاح مدرسة جديدة اسمها كعب بن زهير وكان ذلك عام 1974 وبقيت بها حتى عام 1979 مشرف فني (أي مدرس أول)، ثم تحولت هيئة التعليم بها إلى إناث، فنقلنا إلى مدرسة جديدة بجليب الشيوخ يُقال لها ابن الجوزي، وكل هيئة التدريس انتقلت إلى هناك، واستمررت بها من 1979-1989، (أي عشر سنوات) ثم طلبت النقل إلى مدرسة العمرية الابتدائية حيث أصبح المشرف الفني للغة العربية بها شاغراً، فسنحت لي فرصة الانتقال بها، وأضيفت لي مادة الاجتماعيات، فأنا خلال تدريسي وعملي حصلت على شهادة الليسانس في التاريخ من جامعة بيروت.

الاعدادكنت اوجه المدرسين حينما كنت وجيها فنيا واستعين بكتاب دليل المعلمين وكنت اشوف تحضير المدرسين واتابع شرح المدرس واستعانته بوسائل الايضاحية والطلاب الضعاف اجعل لهم حصصا اضافية وانزل الى مستواهم والطلاب الممتازون نجعل لهم جوائز... كنت اتابع الاختبارات والاسئلة واعقد اجتماعات مع المدرسين لي وقت اكون مع المدرس في فصله حين الشرح حتى اكون على دراية من عمل المدرسين لم يكن لنا حصص لكن اخر خمس سنوات قالوا لنا لكم حصص لكن مخفضة... حتى الاذاعة كان لي نشاط معها لانني مشرف فني... وكل شيء اعمله لابد لي من تحضير له.

المسائيدرست مسائي في فترة السبعينات من اول الثمانينات في مركز بن الهيثم وكنت ادرس مدرس فصل وكان هناك اقبال كبير من كبار السن وغالبيهم كانوا عسكريين لان في حصولهم على شهادة المتوسط يحصلون على علاوة.

المجالكان المجال مفتوحا لنا لذا أكملت الدراسة في جامعة بيروت وانا لم اعمل في الدروس الخصوصية من 1962 الى 1990 الا مرة واحدة وكانت باذن من وكيل الوزارة يعقوب الغنيم.
ومقومات المدرس الناجح لابد ان يذهب برغبة وعطاء والهدوء ومتابعة كل جديد في المناهج.

الطاحوسخالد الطاحوس كان جار لنا سنة 1962 حتى عام 1973 واولاده كانوا تلاميذي بعدها بنوا بيوتاً لهم على شارع فيصل وسكنوها وكان رجلا محترما وكريما خالد محمد شديد الطاحوس وكانت زوجتي تزورهم وانا اذهب الى ديوانهم كل عصر.

اولاول ناظر لمدرسة ابرق خيطان كان فلسطينيا احمد الصادق ثم جاء الأستاذ رشيد الحصان ووكيله فوزي القبلاوي... كان عندي وصل كهرباء سنة 1962 واخذ مني جاســــم المزين لمتحفه.

الخاصةبعد عام 1990 اتجهت إلى العمل الخاص، حيث عملت في مؤسسة الشامخ للتجارة والمقاولات وعملي بها على فترتين، لذا لم أتفرغ للتدريس والعودة مرة أخرى، وقد عرض عليّ التدريس في مدارس خاصة لكن لم تكن لدي رغبة في العودة للتدريس، وقد عملت في وظيفة مراقب عام وارتبطت مع صاحب المؤسسة التي أعمل بها بعلاقة أخوية وصداقة وهو الأخ سعود صبر العنزي وبالأمس القريب دعاني لزواج ابنه فيصل الذي أتمنى له السعادة والسرور فأنا صديق لعائلتهم.

الأمورعلاقتي مع أولياء الأمور ممتازة حتى مع الامهات اللاتي يأتين بأولادهن وكثير ما اراهن في الجمعية ويسلمن عليّ.

العلاقةكانت علاقتي مع تلاميذي مميزة، ولاتزال مستمرة، وقد تبوأوا مناصب مرموقة في البلد، منهم فيصل السنافي (أبوفواز) وصل إلى رتبة عميد، ولاتزال علاقتي معه مستمرة، وطارق الرومي، ووائل محمد حسين الرومي، وعادل حمود النصف، والدكتور عبدالعزيز ندى العتيبي مدير مستوصف العارضية، ووليد عبدالله العصفور.

اللقاءكثير ما ارى تلاميذ في الاماكن العامة ويسلمون علي ويسألونني عن الاحوال ... ومدرسة ابرق خيطان لها ذكريات لانني درست بها من 1962 الى 1972 ثم صرت مشرفا فني لعدة مدارس.

الزواجانا تزوجت سنة 1950 ورزقني الله ببنت وثلاثة اولاد وبعدما توفيت زوجتي تزوجت مرة اخرى سنة 1993... وكنت كل سنة اذهب الى غزة حتى احتلالها سنة 1967 ثم صارت الاوضاع صعبة من ناحية الذهاب السفر لان ذلك يتطلب اذن دخول لغزة.










30-11-2014, 07:14 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
سليمان خليفة الخلفان: عُينت محاسباً في «المالية» عام 1959 براتب 150 روبية أعطي منها للوالد وإخواني وجدتي اشترت لي سيارة بـ 13 ألف روبية لزيادة دخلي
السبت 11 أكتوبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
504398-367787.JPG
504398-367788.JPG
سليمان الخلفان مع الزميل منصور الهاجري (أنور الكندري)
504398-367791.JPG
الخلفان يمسك زي التحكيم الخاص به
504398-367784.JPG
هوية التحكيم للحكم السابق سليمان الخلفان
504398-367792.JPG
هوية العمل في وزارة المالية
504398-367790.jpg
جانب من ديوانية الخلفان
504398-367789.JPG
صورة لأحد المباني القديمة
504398-367785.JPG
صورتان لهوية عضوية ديوانية الصيادين
504398-367786.JPG
سليمان الخلفان مع مجموعة من أصدقائة في إحدى مزارع الكويت



    • الكثير من الكويتيين في الماضي ما كانوا يطبخون الغداء وكان الطبخ يقتصر على العشاء ونعيش على أكل الخبز والتمر حتى المساء
    • أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد وصار فيما بعد نائباً بمجلس الأمة
    • أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت إلى مدرسة المرقاب
    • كنت أذهب إلى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب إلى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958
    • عملت على سيارة التاكسي أنقل الركاب بعد نهاية الدوام من 1958 إلى 1966 وأجرة الراكب كانت نصف روبية
    • كنت أقتني حماماً وفي عام 1956 غطى الجراد الشمس فلم يستطع الطيران عائداً إلى البيت
    • ولدت في منطقة المرقاب بفريج الريش.. وبيت الوالد حالياً جزء من مجمع الوزارات
    • البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض ويعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران
    • أذكر المرقاب وبيوتها وعندما أرجع من المعهد الديني أقول للوالدة «جوعان» فتعطيني خبزة عليها سكر ودهن
    • بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 بسعر 29 ألف دينار مع أول دفعة من تثمين البيوت وأعطوه قسيمتين
    • عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقداً للمواطن فيضعه في كيس ويحمله إلى بيته وأحد المواطنين تسلم مبلغ 29 ألف دينار وفقدها لدى شراء بعض الخضار والفاكهة فصرف له الشيخ جابر الأحمد نصف المبلغ
    • بعد خدمة خمس وعشرين سنة في «المالية» تقاعدت وتوجهت إلى العمل الحر وعندها تمنيت لو أني لم أشتغل بالوزارة
    • العمل الحر يشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالأندلس وكان ثمنها 5 آلاف دينار وبنيتها وبعتها وربحت 35 ألف دينار بعد 6 شهور
    • كنت ألعب كرة القدم مع الأصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني وأذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة
    • اشتريت طراداً أضعه في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975 وأمارس هواية صيد السمك من أكتوبر إلى مارس
    • في بداية الستينيات كانت هناك رغبة في تكويت التحكيم لأن الحكام العرب لم تكن شخصيتهم قوية في الملعب أمام الجمهور والتحقت بدورة تدريبية في الإسكندرية عام 1964 كان يحاضر فيها محمد لطيف
    • أحد أصدقائي أطلق كلباً صغيراً في ملعب الفحيحيل خلال تحكيمي المباراة
    • لم أحصل على شهرة كبيرة في مجال التحكيم وأقول للرياضيين: «الرياضة عطها تعطيك»
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيفنا هذا الأسبوع يأتي من مضمار الرياضة فهو حكم كرة القدم سليمان خليفة الخلفان. يحدثنا عن ذكريات الماضي ويقول انه ولد في المرقاب والتحق بمدرسة ملا مرشد السلمان وبعدما أغلقت المدرسة التحق بمدرسة المرقاب والقريبة من بيت والده مع مجموعة من أبناء المرقاب ومن ثم مدرسة صلاح الدين وتركها والتحق بالمعهد الديني، وأنهى الدراسة الثانوية في المعهد، وقد لعب كرة القدم في الحي مع أصدقائه وفي المعهد، وكان يذهب الى الأندية القديمة: العروبة، الخليج وغيرها من الأندية التي كانت موجودة بذلك الوقت.. وبعد التخرج في المعهد الديني التحق بالعمل في وزارة المالية وعين محاسبا في بداية حياته العملية، وتمت ترقيته حسب القوانين المتبعة في الترقيات.
بعد أن أمضى الفترة القانونية في العمل، تقاعد وتفرغ للعمل الحر، وبدأ حياته في شراء الأراضي وبنائها وبيعها بيوتا واستمر يعمل وحصل على أموال كثيرة.
يقول سليمان الخلفان انه عمل حكما لكرة القدم لسنوات عدة والتحق قبل ذلك بدورة التحكيم التي أقيمت في الكويت لمدة شهر وبعد ذلك سافر الى الاسكندرية مع مجموعة من الحكام والتحق بدورة تحكيم لمدة شهر ولكن حصل ان الاتحاد لم يوف بوعده لهم.. ماليا.. وعاد الى الكويت وأول مباراة صار حكما لها بين العربي واليرموك وفاز العربي بنتيجة 2-1. حديث شيق يتضمنه هذا اللقاء مع الضيف سليمان خليفة الخلفان،
فإلى التفاصيل:
في مستهل اللقاء يحدثنا ضيفنا سليمان خليفة الخلفان عن أيام طفولته المبكرة ومولده والصبا حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة المرقاب، وذلك بفريج الريش ومن العائلات التي كانت تعيش في تلك المنطقة عائلة المزيني والريش والمالك والقعود، وبيت الوالد حاليا جزء من مجمع الوزارات ومن المساجد في المرقاب مسجد الوزان ومسجد الفضالة ومسجد القصمة ومسجد الفليج وهو الأقرب لبيتنا ومسجد العلي العبدالوهاب، وكنت اذهب الى مسجد الفليج للصلاة مع أصدقائي، واذكر من الأصدقاء يوسف الغنام الرشيد ومحمد الحوطي ومحمد ابراهيم وعبدالله وأبناء الريش منهم خالد وسليمان وعلي الطيار، البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض، يعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران واذكر ان عائلة الريش عندهم حملة للحجاج وعندهم فرقة شعبية للعرضة، وبعد وفاة الكبار منهم انتهت حملة الحج.
واذكر المرقاب وبيوتها عندما ارجع من المعهد الديني أقول للوالدة جوعان فتعطيني خبزة عليها شكر ودهن (سكر) وآكلها ومن المرقاب الى المعهد الديني بالدراجة والسكك ضيقة واذكر ان الكثير من الكويتيين ما كانوا يطبخون الغداء، كان الطبخ يقتصر على العشاء واعيش على أكل الخبز والتمر حتى العشاء، اذكر الشارع الهلالي بعدما ثمنوا البيوت القديمة، فالشاعر عبدالله الحبيتر قال هذه القصيدة بعدما تم افتتاح الشارع الهلالي:
الشوارع والهلالي
فرقوا كل الأهالي
وين جيراني وخالي
طلعوهم من فريجي
واذكر ان بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 مع أول دفعة من تثمين البيوت وذلك بسعر 29 ألف دينار، سعر قليل جدا، واعطوا الوالد قسيمتين، فذهبت الى أمين سر البلدية وقلت له: قسيمتان لا نستطيع ان نبنيهما فقال: روح خدهم للوالد واسكت.. واخواني صغار.
ولذلك قسيمة اخذها أخي صالح، والثانية باعها الوالد وعبدالله شعيب ومعه اثنان وذهبنا الى القسيمة مع الوالد وقال رجعنا هذا بر والخالدية كانت بر خالية من البيوت وفيها قصر الشيخ خالد عبدالله السالم. وبعنا القسيمة بسعر بسيط، بيوتنا القديمة كلها غير صالحة للسكن حاليا والأولاد كبروا حاليا والناس يهدمون ويبنون بيوتا كبيرة من 3 أدوار لأولادهم وأحفادهم، ويبنون شققا لهم عكس السنوات القديمة، وحاليا نقطة مهمة جدا، اسأل الأولاد هل انت متزوج يقول «لا غير متزوج» بسبب المادة وارتفاع الإيجار حاليا، وأول ما تسلمت القسيمة في الخالدية في القانون يجب على المواطن خلال 6 شهور ان يبني القسيمة فهو ملزم بذلك أو تسحب منه، وكنت قد سبق ان بدأت بصب القواعد وأعطاني إنذار القانون ما فعلوه فيما بعد قالوا من يملك قسائم ولا يبنيها يسدد رسوما ولكن لم يفعل، حاليا القسائم غالية جدا عكس القديم، التثمين في المرقاب جميع البيوت تم تثمينها واعطوا قسائم في الفيحاء والخالدية.
قسيمة الخالدية بنيناها طابقين وفيها بلكونات، كان المهندسون لا يعرفون طبيعة وعادات المجتمع الكويتي، وكانت تجمع الغبار والتراب وتكشف على الجيران، جو الكويت حار لا تصلح له البلكونات لكن المهندسين سابقا لا يعرفون شيئا عن المجتمع الكويتي ولا فائدة من البلكونات، بعد ذلك بعت بيت الخالدية وبنيت بيتا من دون بلكونات، كانت منطقة اليرموك فيها الـ2500 قسيمة، فاشتريت قسيمة وبنيتها وكان سعرها 3 آلاف دينار عام 1970 وكان يطلق عليها جنوب العديلية.
الدراسة والتعليم
يتحدث الخلفان عن مشواره في التعليم والتحاقه بالدراسة قائلا:
أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد الذي صار فيما بعد نائبا بمجلس الأمة، وفي الحوش الثاني محمد ابراهيم الحوطي ومدرس اللغة الإنجليزية ناصر الحوطي وملا سليمان كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم والتجويد، أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت الى مدرسة المرقاب وبعد سنوات من الدراسة انتقلت الى المعهد الديني ومقره السابق عند ماء سبيل ابن دعيج، وعام 1957 انتقل المعهد الديني الى منطقة الشرق بالقرب من مدرسة كاظمة والناظر كان مصريا والوكيل عبدالعزيز الشاهين وبعض خريجي المعهد الديني سافروا الى القاهرة واذكر منهم يوسف غنام الرشيد وراشد الحماد وغيرهما من الطلبة.

أكملت دراستي في المعهد الديني، وأذكر من المدرسين المرحوم الشيخ علي حمادة كان يعلمنا الفقه واللغة العربية، ومن المواد الحساب والتجويد، وكانت لا توجد لغة انجليزية، واذكر من الطلبة ناصر دغيشم ويوسف الدعيج وعلي الطيار واحمد الخليفة.
كنت اذهب الى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب الى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958 (ثانوية المعهد) ومن الطلبة كثيرون مثل ناصر الدغيشم.
العمل بالمالية
عن عمله بعد الدراسة يقول الخلفان: حصلت على شهادة وعينت موظفا في دائرة المالية في قسم المحاسبة عام 1959 وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الأسبق رئيس دائرة المالية، وأحمد العبداللطيف كان المدير واحمد سيد عمر مدير وحامد الشيخ يوسف أيضا مدير ورئيس القسم علي حسين الحرز، وكان الراتب 150 روبية اعطي منها للوالد واخواني، ومع الوظيفة جدتي اشترت لي سيارة وحولتها الى تاكسي اشتغل عليها في نقل الركاب بعد نهاية الدوام، وسعرها 13 ألف روبية، كانت سيارة أوبل، جدتي والدة امي هي حصة العويضي وقد ثمن بيتها في منطقة النسيم، وبدأت العمل بها وانقل الركاب من دروازة العبدالرزاق الى منطقة الدسمة والنقرة، وسعر الراكب نصف روبية وكسبت منها خيرا كثيرا، وسواق التاكسي كانوا من الكويتيين، كانت البيوت والأراضي رخيصة، فكرت ان اشتري قسيمة، المهم اشتغلت على سيارة التاكسي لعام 1966 منذ عام 1958، وبعد التقاعد باشرت العمل في بناء القسائم وبيعها بيوتا، هذا بسبب عملي موظفا وسائق تاكسي.
وايضا كلما بنيت منزلا اشتريت ارضا وقمت ببنائها ثم أعرضها للبيع، بنيت في الاندلس وقرطبة ومناطق اخرى.
اذكر عندما كنت اعمل على التاكسي لا اعرف اسماء السائقين، ولكن أذكر منهم ابو عيسى، ابو مزعل، ابو محمد، ومن الكويتيين اذكر سائقين كثيرين، والسيارات صالون وموديلات الخمسينيات والسيارات اميركية فورد وشفر واوبل الماني، نقف بالسرى دروازة العبدالرزاق مقابل المزرعة ويوجد سرى في ساحة الصفاة عند حفرة الحمود ويوجد سوق حراج للحمير عند مبنى البرقية.
منطقة المرقاب
يحكي الخلفان عن منطقة المرقاب قائلا: في المرقاب توجد حفرتان الاولى تعرف باسم حفرة الفريج والثانية حفرة بن ادريس وتتجمع فيها مياه الامطار وحفرة بن ادريس قريبة من المسيل، وهي حفرة كبيرة، واذكر حفرة المسيل فيها آبار وفيها مياه، وفي المرقاب سوق الحمام كنت اشتري منه حماما واشارك فيما يسمى «كش» الحمام تطير مع عبدالله ومحمد الحوطي، وفي احدى السنوات عام 1956 ضاعت لي حمامة والسبب ان الجراد غطى الشمس فما ترى الحمامة البيت، وضاع الحمام، وكان من الاصدقاء الحوطي وعندنا ما يسمى الكتويل لمعرفة اتجاه الرياح كي تتمكن من اطلاق الحمام في الجو، اما انواع الحمام القلابي فليس مثل حمام هذه الايام، وكنت «اكش» الحمام يطير، وحاليا ولدي خليفة يشتغل بالحمام يبيع ويشتري، وسعر الحمامة يتراوح بين 4 و5 آلاف دينار، والحمام القلابي مميز قديما، وكنا نصيد بعضنا من بعض ولا نرجع الحمامة لصاحبها، قديما يقول الذي يطير الحمام ليست له شهادة كشاهد، هذا غير صحيح، ولهم اماكن خاصة، وفي البر لهم اماكن وجواخير، واذكر انه طارت مني حمامة ونزلت عند الجيران ودخلت البيت وصدت الحمامة، وكانت النساء جالسات في الحوش ولم يحصل شيء، اعتبروني ولدهم، وهذا من حبي للحمام، وكان السابقون طيبين جدا، والوالد كان يوصي علينا الجيران عندما يذهب الى الغوص، فالجار اهل بالنسبة لجيرانه، وكان الوالد سكوني مع الصقر.
الاولون كانوا مؤتمنين بعضهم على البعض، وعندنا احد النواخذة يسولف لنا عن البحر في النادي، والحمام انواع والبيع كان كل يوم جمعة في سوق الحمام في المرقاب، وسعر الحمامة كان رخيصا وكان القليل من الكويتيين يأكل الحمام، فكانوا يأكلون اللحم وخصوصا اللقاط، وكان احد الجيران يذبح الحاشي ويبيع اللحم بالسكة بين البيوت يوميا، ولا يوجد ممنوع وكل يوم الذبح، ولا توجد ثلاجات ايضا الرجيبة كانوا يذبحون.
كان تعييني في المالية 6/10/1959 وكنت محاسبا، واذكر حادثة حصلت عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقدا للمواطن فيضعه في كيس ويحمله الى بيته، الا ان احد المواطنين اخذ المبلغ ووضعه في كيس وحمله وهو ذاهب الى بيته، وكان ذلك المواطن بيته الذي ثمن في خيطان قد تسلم مبلغ 29 الف دينار، الدنيا امان ولا احد يتعرض لك، تسلم المالية نقدا واثناء سيره وهو ذاهب الى البنك الوطني وبطريقه دخل الحمامات ووضع الكيس بجانبه، وبعدما خرج دخل سوق الخضرة واشترى بعض الفواكه، تذكر انه وضع كيس النقود بالحمام فرجع فلم يجد النقود، سرقت، وفي اليوم الثاني رجع الى المالية وبلغنا بما حصل له وكتبنا كتابا للمغفور له الشيخ جابر الاحمد وكان يومئذ رئيس الماليــة وصـــرف له نصــــف المبلـــــغ، وهــــذه الحادثـــة لا انساها وما زلت اذكرها.
اقول ان الانسان يجب ان يكون حريصا على امواله وحلاله.
بعد المالية وبعد التقاعد لم اشتغل في اي مكان آخر عينت محاسبا ومحاسبا اول وكان رئيسنا عبدالرحمن الملحم ومعنا بعض الوافدين، وبعد خدمة خمسة وعشرين سنة تقاعدت وباشرت العمل الحر وبعد التقاعد تمنيت لو اني لم اشتغل بالوزارة، لان العمل يجعل الانسان كسولا، واما العمل الحر فيشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالاندلس وكان ثمنها خمسة آلاف دينار وبنيتها وبعتها كبيت وكان الربح في البيت ثلاثين او خمسة وثلاثين الف دينار وبعد خمسة او ستة شهور ابيع بيتا ومع هذا توجد راحة البال والقلب وبدون تفكير وأما التفكير فيشغل النفس.
مواطن كان يعمل بناء إذا رجع من العمل تعشى ونام وآخر سكان الحي يشاهدون ان الماء ينزل ليليا الى الشارع من سطح البيت فيغتسل ويسبح، سألوا لماذا الماء ينزل ليليا؟ والآخر سألته زوجته لماذا جارنا ليليا الماء ينزل من بيته ونحن لا يوجد عندنا ماء، ذهب الى رجل آخر واعطاه مائة روبية وقال له هذا المبلغ اشتغل به في السوق واذا رزقك الله فاعطني اياها، اشتغل الرجل بالبيع والشراء ويرجع الى البيت متعبا لاحظ الناس ان الماء صار ينقص ولا ينزل من بيته ماء كثير انشغل باله وفكره بالعمل فالمائة روبية شغلته عن اهله1
حداق وصياد سمك
عن هواية الحداق وصيد الاسماك في مياه الخليج يقول ضيفنا: بعد التقاعد وبعد الانتهاء من العمل الحر اشتريت طرادا وعندي سائق يذهب معي للحداق لصيد السمك وايام الشتاء اباشر الحداق وطرادي في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975وأمارس هواية صيد السمك منذ الشهر العاشر من كل سنة الى الشهر الثالث ومعي الهندي، وفي ايام الشتاء السمك متوافر واعرف اماكن الحداق ولا استخدم الا الخيط ومنذ الصباح حتى المساء.
مزاجي في الحداق صباحا
والمكان الذي كنت اذهب له ليلا كي لا اضيع اذا دخلت البحر اجعل عمارات البر نيشانا ودليلا للعودة ولا توجد عندي اي اجهزة واخرج مع الربع وكل واحد في طراده ونحن مجموعة من الصيادين في شبرة الوطية التي بناها لنا المرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم ناديا للصيادين في الوطية على الساحل، ولا ازال اذهب للحداق واكون حريصا على صيد السبيطي والخيط الذي استخدمه يختلف عن خيوط الاسماك الاخرى وكذلك الطعم لا الييم ايضا يختلف واستخدم مصران الدجاج في صيد السبيطي وكذلك صيد الشعم وسابقا اصيد النويبي ولكن تركته.
الخلفان والرياضة
اما هوايته الاخرى وهي ممارسة الرياضة فيقول عنها الخلفان: منذ مرحلة الشباب كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني واذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة ولكن بالنسبة لهوايتي كانت كرة القدم والمجال ضيق لان ساحة المدرسة في ذلك الوقت صغيرة وبعدما انتقلت الى صلاح الدين كان فيها ملعب كبير لكرة القدم فزاد النشاط والحماس، والتحقت بعد سنوات بنادي القادسية ولعبت في ملاعب الجزيرة ومع نادي المرقاب ولكن كلاعب غير مسجل بالفريق اذكر جاسم المواش كان رئيس نادي المرقاب وهو درجة ثانية وكان ذلك عام 1948 ولكن التحقت معهم عام 1952 وموقع نادي المرقاب بالقرب من مسجد الفليج ونلعب الكرة خلف سور الكويت.
قرب المجاص مكان صناعة الجص خلف سور الكويت، وكان بعض المواطنين يحرقون الأرض فيتحول التراب إلى مادة ترابية بيضاء تستخدم في مسح جدران البيوت، وينقل بواسطة الحمير ويباع على المواطنين. فكنا نلعب هناك لعدم وجود بنايات أحيانا نخرج وندخل من الدروازة «بوابة السور وإذا كانت الأبواب مغلقة ننط ونقفز من على السور إلى جهة المجاص ونرتدي ملابس رياضية خفيفة من نوع «ام سر» وخيطا واحذية من نوع «اللابجين» خط اسود ونشتريها من بهاسين بأسعار قليلة وبسيطة كنت ألعب بنادي المرقاب مع أبناء الفريج، وكانت العارضة والقائم من الخشب العريض، وبعد سنوات من اللعب تعرفت على عبدالله العوضي، وقال: عندنا دورة للتحكيم وكان عضوا في اتحاد الكرة، وكنت أشتغل بالمالية، وقال: عندنا اقتراح من السنة القادمة سنوقف الحكام الأجانب نريد تدريب وتعليم الكويتيين، فالتحقت بالدورة وكان هناك عدد من الحكام حيث التحقت عام 1964، وكان المحاضر محمد لطيف والعشماي.
وكان قبل ذلك الحكام من العرب والأجانب ولم تكن لهم شخصية قوية بالملعب أمام الجمهور فأرادوا تغيير الحكام وتكويت التحكيم، وخاصة أن الحكم الكويتي له مكانته عند الجمهور، المهم التحقت بالدورة وكان معي عدد من الشباب الكويتيين وكان قبلنا دورة وفي نفس الدورة فاروق العوضي ومحمد شعيب وعبدالعزيز السلمي وجاسم عاشور وسليمان الخلفان وجواد عاشور وذلك عام 1964، وكان أول تحكيم بين العربي واليرموك على ملعب النادي العربي القديم بالدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم وكان الفريقان تحت سن الثانية عشرة وكنت حكما أول بالملعب، وقد فاز بها العربي 2/1 على اليرموك، وكانت المدرجات من الخشب وحضر جمهور لا بأس به وكان حكم العربي بلغاريا واليرموك أحد لاعبيهم وقد حضر فريق اليرموك من فيلكا.
أما الدورة الثانية التي التحقت بها فقد أرسلنا إلى الإسكندرية وعقدت دورة التحكيم هناك واخرون إلى لندن.
البداية أعطوا لكل حكم مائة وخمسين دينارا وكان يوسف سويدان رئيس المجموعة وعددنا خمسة وعشرون حكما سافرنا إلى الإسكندرية وسكنا في سكن الاتحاد السكندري ولمدة شهر، والسكن كان داخل السوق، الدورة على فترتين في الصباح محاضرات وبعد العصر تلعب على ملاعب الاتحاد السكندري وأذكر المحاضرين محمد لطيف والعشماوي وهما اللذان كانا يحاضران في الكويت، وكانت المحاضرات شاملة كل ما يواجهه الحكم في الملعب وأصعب نقطتين يواجههما الحكم هما أن يكون غير متردد في اتخاذ القرارات في الملعب مثلا قبل طرد اللاعب على الحكم أن يتأكد من الخطأ وخلال ثوان عليه أن يتخذ قراره من دون تردد ولا يتراجع عن قراره، وبالنسبة للصفارة فعلى الحكم أن يمسك الصفارة بيده، التحكيم صعب جدا ومن القرارات الصعبة ضربة الجزاء وطرد اللاعب فهما أصعب نقطتين عند الحكم يتخذ فيهما قراراته.
وبعد شهر في الاسكندرية حصلت على دبلوم تحكيم ولكن قصروا معنا، البداية أعطونا مائة وخمسين دينارا، على أمل ان يعطونا مائة وخمسين دينارا ولكن لم يصدقوا معنا ولم يعطونا ولم يوفوا بالوعد ولم نحصل على مائة وخمسين دينارا.
طبعا حصلت على إجازة كان براك المرزوق وعبدالحميد حسين قد تخرجا في مصر ومعهما فجحان هلال المطيري وعبدالمطلب الكاظمي، وعينوا في المالية وكنت يومئذ موظفا في المالية وحصلت على إجازة وسافرت الى الإسكندرية وبعد 3 سنوات عملت حكما وتركت التحكيم ولم أحصل على شهرة كبيرة ويوسف سويدان كان الرئيس، وجبر الجلاهمة وعبدالرحمن البكر والبناي وعبدالسلام الياقوت ومحمد المجلي وشاركت معهم بالتحكيم، واذكر حكمت في مباريات بين أندية النصر والعربي واليرموك والفحيحيل واذكر ان من الحوادث على ملعب الفحيحيل ان د.عبدالعزيز رشيد كان من رواد الديوانية التي كنت أذهب اليها والتقي معه فيها وصارت صداقة بيننا ومن ضمن الحدث ان قلت غدا عندي تحكيم مباراة على ملعب نادي الفحيحيل كان عنده كلب صغير «بچي» وحضر المباراة وكنت الحكم في منتصف الملعب، أثناء المباراة أدخل الكلب الى داخل الملعب وأوقفت المباراة، من الشروط ان الحكم لا يحق له توقيف المباراة اكثر من 15 دقيقة، المهم باشرنا اللعب بعد طرد الكلب، وفي الليل ذهبت الى الديوانية ورواد الديوانية يضحكون، خير إن شاء الله، فقالوا عن المقلب الذي عمله د.عبدالعزيز رشيد كانت المباراة بين الفحيحيل والنصر على ملعب الفحيحيل.
وايضا من الحوادث كان عندي تحكيم على ملعب النصر بين العربي والنصر وصار فيه تعادل وعندنا حسين بوحمد بالمالية وقال غدا في المالية وكان متعلقا بالشبك مع الجمهور وكان محتجا على ضربة الجزاء ويصرخ بأعلى صوته وقال تخاف من العربي وكان البلنتي صح لكن الجمهور يريد ان يحتج حسب فريقه. قديما كانت الأرض صلبة وغير مزروعة وكان اللعب ايضا فيه خشونة ولكن ليس مثلما نشاهد حاليا.
آخر الحديث أقول للرياضيين: القعدة والديوانية مع إحراز البطولات ما يصير، يجب الاهتمام بالرياضة، مارادونا ما ينام إلا والكرة بيده وذلك حبه للكرة اعطها تعطيك، اللاعب ما يجب عليه السهر لا نريد التراجع في اللعب، على الشباب ان يعطوا بلدهم الكثير مثلما أعطاهم.








01-12-2014, 06:41 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى