كانت الخطوة الأولى التي أعقبت استقلال الكويت (19 يونيو 1961) البدء في وضع دستور للبلاد يحدد الاختصاصات والمسؤوليات الخاصة لكل سلطة من السلطات، ويحدد القواعد العامة للمواطنين ومسؤولياتهم وواجبات الدولة نحو مواطنيها. من أجل ذلك وغيره تشكلت هيئة بمرسوم أصدره الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم أطلق عليها «هيئة التنظيم» في 26 أغسطس 1961، وتكونت من 11 عضواً هم: حمد الصالح الحميضي، حمد المشاري، حمود الزيد الخالد، خالد سليمان العدساني، عبدالحميد الصانع، عبدالعزيز الصقر، مشعان الخضير، محمد النصف، نصف النصف، يوسف إبراهيم الغانم، ويوسف الفليج. وشكلت هذه الهيئة مع المجلس الأعلى الذي تشكل بمرسوم في 26 أغسطس 1961 مجلساً سُمي «المجلس المشترك»، وقد أسند إليه العمل على وضع الإجراءات الخاصة بإجراء أول انتخابات للمجلس التأسيسي من عشرين نائباً، وقد أجريت تلك الانتخابات في الأول من نوفمبر 1961 بنظام الدوائر العشر.
وفي 20 يناير 1962 افتتح الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، أعمال أول مجلس تأسيسي لوضع دستور للبلاد، وقد ألقى كلمة قال فيها: إن هذا المجلس يقع على عاتقه وضع أساس الحكم في المستقبل. وأكد أن دولة الكويت دولة عربية تتضامن مع شقيقاتها العربيات، وقد انتخب المجلس المرحوم عبداللطيف ثنيان الغانم رئيساً له. وفي 8 نوفمبر 1962 تسلم الشيخ عبدالله السالم من وفد برئاسة رئيس المجلس وعضوية حمود الزيد أول وزير للعدل، النسخة الأولى من دستور الكويت، حيث أصدر الشيخ عبدالله السالم في ذلك اليوم الدستور بعد التوقيع عليه.
الصورة من افتتاح أول مجلس تأسيسي (يناير 1962)، حيث تبدو فيها لجنة فرز الأصوات لانتخاب أعضاء لجان المجلس، وهم (من اليمين): حمود الزيد الخالد وزير العدل آنذاك، ومن نواب المجلس نايف الدبوس وأحمد الفوزان ثم المحامي علي الرضوان الأمين العام للمجلس في ذلك الوقت.
رحلة بوم الغزير.. من الهند إلى الكويت بحرا 14 يوما في بحر العرب
بوم الغزير أثناء الرحلة
في العدد الماضي تطرقنا الى وصف لرحلة بوم الغزير وخط سيره من الهند الى الكويت عبر ميناء كاليكوت البحري الشهير عند ملاحي الخليج، وخاصة الكويتيين مرورا ببنغالور الى صور، ثم مسقط عبر بحر العرب، ثم البحرين ووصولا الى الكويت في صورة تحمل احياء ذكرى التراث والتاريخ البحري وكفاح اهل البحر.
عبر محدثنا د. يعقوب يوسف الحجي الذي كان على متن هذه السفينة الشراعية الكويتية مع وصفه الشائق للرحلة واحداثها المدعمة بالصور الرائعة. وتطرق د. الحجي الى فكره بناء بوم الغزير وتصنيعه في الهند والمخطط والممول له العم عبدالحسين محمد رفيع معرفي الذي عشق البحر منذ طفولته، وعاش حياته عاشقا للتراث والتاريخ البحري الذي اختاره ليكون صاحب اكبر سفينة خشبية في العالم وهي «الهاشمي». وفي هذا العدد نستكمل رحلتنا التاريخية التي كانت في الثمانينات عبر مرور بوم الغزير في بحر العرب لمدة 14 يوما.
ما ان ارتفع المد في الصباح الباكر حتى امر النوخذة ابو مبارك برفع المرساة ايذانا ببدء الرحلة من ميناء بنغالور الى ميناء مطرح في سلطنة عمان والتي سوف تكون اطول جزء من الرحلة بين الهند والكويت. كانت الرؤية واضحة والسماء صافية، ومع ذلك فالابحار خارج الميناء لم يكن على قدر كبير من السهولة بالنسبة إلينا. فمدخل الميناء تكثر فيه الكثبان الرملية والتي ليس من اليسير معرفة اماكنها، كل ذلك دعا النوخذة ابو مبارك إلى ان يتسلم قيادة السكان بنفسه ريثما نمر عبر مدخل الميناء بسلام الى البحر الواسع. وبدأ الغزير خروجه ببطء وحذر شديدين. كان قاع البحر احيانا على ارتفاع 9 امتار من قاعدة الغزير. واحيانا اخرى على ارتفاع مترين. في تلك اللحظات كنت ممسكا انفاسي من الخوف.
اخذ منا الابحار خارج الميناء قرابة نصف الساعة بعدها كنا احرارا في بحر العرب في طريقنا الى عمان، بينما بدأ الساحل الغربي الهندي في الاختفاء عن انظارنا شيئا فشيئا. ذهبت وجلست بالقرب من الدكتور شكري الذي بادرني قائلا: «نحن الان في المحيط، وما سوف يحدث لنا سوف يحدث، ولن يقلقني شيء». وبعد مدة قصيرة بدا ماء البحر حولنا مغطى بطبقة من المياه الملوثة بالزيت، ولعلها مياه الموازنة التي تقذف بها شاحنات البترول في البحر على حين غفلة، وحيث لا يوجد من رقيب او محاسب. واستمر مسيرنا وكانت سرعتنا 5 أميال/الساعة وهو تقدم ملحوظ بالنسبة إلى سرعتنا في الايام الماضية. وفجأة خاطبني حسين معرفي قائلا: «انظر الى تلك السفينة». ولما نظرت رأيت من بعيد سفينة شراعية هندية وعليها اربعة اشرعة مثلثة جميلة متجهة شمالا في طريقها الى موانئ الهند الشمالية الغربية. كانت قطعة فنية اكسبتها اشرعتها هيبة وجمالا، وبعد دقائق اختفت عن الانظار وقد فرحت لوجود مثل هذه القطع الفنية والتي تسير بواسطة الشراع بغير حاجة الى آلات ومعدات حديثة.
وحان موعد الغداء وكنا جميعا بانتظاره لانه احتوى هذه المرة على لحم طازج من احدى الاغنام التي ذبحها المجدمي ابو حسين وباركها صادق البلوشي.. واكلنا جميعا بشراهة ما عدا أصدقاءنا النرويجيين الذين لم يرحبوا كثيرا بالارز واللحم. وبعد ان شربنا الشاي اخبرنا محمد نافع ان هذه الوجبة كانت من افضل الوجبات التي اكلها على سطح الغزير منذ ان تركنا الهند. وبعد استراحة قصيرة اصدر النوخذة أمرا برفع الشراع، عندها نهض الرفاق بساعة، فالأمر يدعو إلى الكثير من التنظيم والجدية. أما أبوحسين فقد وقف مع بحارته على مقدمة الغزير بينما تجمع الرفاق حول الحبال. أما النوخذة فقد وقف على السطح العلوي مصدراً الاوامر وشارحاً للبعض كيفية ربط الحبال في أماكنها الخاصة. وبدأ العمل في سحب الحبال والشراع يرتفع شيئاً فشيئاً حتى قارب على الوصول إلى الطرف العلوي من الصاري، كل ذلك وسط ترديد البحارة والرفاق «لا إله إلا الله.. لا إله الا الله». ثم شد حبل يربط الشراع وإذا بالشراع ينعتق من خباله وينتشر في الهواء. كان منظراً جميلاً ونحن نرى الغزير يسير تحت أشرعته بهدوء. ومع أن أمر رفع الشراع يحتاج إلى خبرة ودراية، فإننا استطعنا اتمام العملية بسرعة لم نكن نتوقعها.
كان الهواء طيلة الليل بارداً ويهب من جهة الشمال الغربي كعادته منذ ان تركنا كاليكوت. وكنت أتوقع ان يكون الهواء في هذا الوقت من العام جنوبياً، ولكني ما ان فتحت الدليل البحري لساحل الهند الغربي حتى علمت ان الهواء في شهر أبريل سيكون في معظم الوقت آتياً من جهة الشمال الغربي، أي ضد اتجاه مسيرنا إلى عمان، سألت الكابتن جو عن المسافة بين الهند ومسقط في عمان فأجاب بأنها تقارب الـ 1600 ميل، أي اننا سوف نحتاج إلى أكثر من عشرة أيام لنصل إلى مسقط.
استمر هبوب الرياح من جهة الشمال الغربي في اليوم التالي، ومع ذلك فقد كان هناك عمل لكل واحد منا. فقد طلب المخرج توفيق من النوخذة أبومبارك أن يأمر الجميع برفع الأشرعة حتى يستطيع تصوير عملية رفع الشراع من البدء حتى النهاية، وبالفعل بدأ الرفاق والبحارة الهنود بأخذ أماكنهم على الغزير ثم بدأت الأشرعة في الارتفاع، كان عملاً أكثر تعقيداً هذه المرة لأنه تطلب منا أن نغير محل الشراع من الجهة اليمنى إلى اليسرى، وهذا يتطلب أولاً رفع الشراع إلى أعلى الصاري ثم تغيير وضعه الأفقي إلى وضع رأسي ولفه حول الصاري حتى يتغير وضعه ثم إعادته إلى وضعه الأفقي ثانية ولكن من الجهة اليسرى. ومما زاد في صعوبة العملية وجود براميل الوقود والأخشاب والحبال على السطح معترضة طريق البحار وهم يجرون من مكان إلى آخر لربط الحبال، ولكن مع ذلك فقد تمت العملية بنجاح أرضت المخرج توفيق وجماعته، ومضى كل واحد منا يجد مكاناً له للراحة.
صحونا مبكرين في اليوم التالي، وتناولنا الشاي مع قليل من الخبز. وبعد ذلك تطلعت إلى يوم هادئ جميل أستطيع فيه أن أراقب الكابتن جو وهو يقوم بقياس ارتفاع الشمس بواسطة آلة «الكمال». ولكن تطلعي لم يفلح كثيراً فقد كان من الصعب على الكابتن جو شرح العملية لي وخاصة طريقته في الحساب، ولما أقبل موعد الغداء أكلنا وحاولت أن أفتح كتاباً صغيراً عن الملاحة كنت قد أحضرته معي وبدأت أقرأ التعليمات اللازمة لاستخدام آلة الكمال وطريقة حساب خط العرض بواسطتها، ولما قارنت النتيجة التي حصلت عليها مع تلك التي حصل عليها المعلم جو وجدت ان هناك اختلافاً يرجع إلى عدم دقتي في القياس وقلة خبرتي باستخدام الكمال.
كانت حسابات الكابتن جو تدل على اننا حول خط عرض 15 درجة شمالا، أما حساب خط الطول فلم يكلف الكابتن جو نفسه عناء قياسه، ولم أجد في الكتاب المتواضع عندي أي شرح عن طريقة قياسه، لذا بقي امره سرا لا يعرفه أحد.
أصبح الهواء باردا والطقس جميلا والرياح شمالية، لذا كان يوما جيدا للبدء في غسل الملابس التي أصبحت مع مرور الوقت كريهة اللون.. جلست على حافة الغزير وبدأت في غسل الإزار والفنيلة على الطريقة التقليدية وهي ضرب الملابس على الخشب لتنظيفها.. ولم يكن هذا بالأمر اليسير، فهو يتطلب الكثير من الرياضة البدنية والصبر، وعلى مقربة مني جلس الأخ صادق البلوشي وأمامه وقف مجيد يغرف من ماء البحر ويصبه فوق رأس صادق الذي بدا منشرح الصدر مسرورا وهو ينظف بدنه، بينما كان الامر على عكس ذلك بالنسبة للأخ مجيد الذي أخذ يعاتب صادق على بطئه وعلى تبذيره لقطعة الصابون الثمينة التي أعارها له.
كان كل شيء في ذلك الوقت ساكنا عندما ظهر علينا فجأة ضيف غريب جاء على هيئة مجموعات صغيرة، وبدأ في القفز على سطح البحر وعلى جانبي الغزير. كنت في المخزن (الدبوسة) عندما جاءني أحد القباطنة النرويجيين وصاح بي «دولفينات.. دولفينات».. خرجت إلى السطح وإذا بي أرى تشكيلات منها وكأنها تحاول أن تحيي الغزير وأهله. اثار هذا المنظر إعجاب وانتباه جميع الرفاق. ولم يغفل المصور أبورباح عن تصوير حركاتها الرشيقة وهي تظهر على سطح الماء وتعود لتختفي ثانية، أما البحارة الهنود فلم تترك الدولفينات أثرا كبيرا في نفوسهم فقد اعتادوا رؤية مثل هذه المخلوقات الظريفة، لذا فقد اكتفوا بالنظر إلينا لرصد الاندهاش الذي أصابنا من جراء ظهور مثل هذه المخلوقات. كذلك كان الأمر عاديا بالنسبة لأبوحسين الذي اعتاد رؤية مثل هذه الحيوانات طيلة ثلاثين سنة قضاها في البحر. وكان تعليقه على الدولفينات قوله لي: «انتظر وسترى نافورة الماء يخرجها الحوت.. انه منظر عجيب».
كم بدت رشيقة تلك المجموعات من الدولفينات حول الغزير! فقد استمرت في جذب انتباهنا قرابة الساعة، وفي كل مرة كانت تختفي تحت سطح الماء وتعود فتظهر ثانية، وكأنها كانت تعلم ان الغزير ضيف مر بمياهها وعليها واجبات استقباله وتوديعه.
جلست أتحدث مع الكابتن جو الذي جلس يرقب الدولفينات والابتسامة على وجهه، فقال لي: انها علامة تحسن الطقس كذلك كنا نرى السمك الطائر، نعم ان في البحر سمكا يطير مثل الجراد طول الواحدة حوالي نصف قدم وبإمكانها الطيران فوق سطح الماء لمدة نصف دقيقة أو أكثر. ولم أصدق الاخ احمد معرفي في البداية عندما أخبرني أنه رأى سمكا يطير، ولكن السمك الطائر أصبح من الأمور العادية والمألوفة لنا جميعا حتى ان بعضنا كان يصحو من نومه ليجد السمك الطائر وقد استقر بالقرب من رأسه او رجله.. ثم ان هناك احد انواع السمك واظنه سمك الطونة يقفز مسافة عالية فوق سطح الماء ويقوم بحركات رشيقة يعود بعدها فيختفي.
استمر اليوم جميلا والرفاق فرحون حتى جاء الليل واصبح معظمنا نياما، لم اكد اصدق كم كان سطح الغزير مكتظا بأجساد الرفاق، حاولت جاهدا ان اجد بينهم مكانا انام فيه ولكنني في النهاية رضيت بمكان فوق صندوق خشبي وضع ملاصقا لاحد جوانب السفينة ففرشت عليه فراشي ولا شيء يمنعني عن السقوط في الماء سوى قدم واحدة من الحاجز.
ظللت على تلك الحال وعيني على السماء والنوم بعيد عني حتى سمعت الجرس يدق، واذا النوخذة يدعو الجميع الى رفع الشراع. وبسرعة استيقظ الرفاق وبدأت الحبال تنتقل من جهة الى اخرى والشراع يرتفع الى اعلى حتى قارب نهاية الصاري، وتم العمل بسرعة ظننت بعدها ان مقدرتنا على رفع الشراع قد تحسنت كثيرا، ثم عاودت النوم ولكن الجو كان باردا، فنزلت الى الغرفة تحت السطح العلوي حيث البطيخ واكياس جوز الهند وصناديق الكاميرات وشنط الرفاق كلها مبعثرة في جميع اجزاء الغرفة. واخيرا رضيت بمكان فوق احدى الشنط واسلمت نفسي للنوم بعد ان كدت امر فوق جسد الاخ احمد معرفي الذي كان نائماً بين بعض الصناديق.
صحونا في الصباح الباكر وتناولنا الشاي والرياح على ما كانت عليه والغزير يناضل ببسالة من اجل البقاء. ومع اننا كنا ننتظر ان تهب الرياح من جهة الجنوب فانها مازالت تهب من الشمال ولم نستفد منها كثيرا، سألت الكابتن جو الذي حدد موقعنا على الخارطة واخبرني اننا قد قطعنا حوالي 595 ميلا منذ ان غادرنا الهند وانه بقي علينا ما يقارب الــ 600 ميل الى رأس الحد «عمان»، ثم اضاف قائلا انه اذا سار كل شيء على ما يرام فسوف نرى رأس الحد بعد 5 ايام من الان. وسمع الاخ محمد سنجر «ابو رباح» ذلك فعلق قائلا: «الله كريم يا دكتور».
محاسن الهنيدي
يكتبها حمزة عليان
¶ أكثر من 41 سنة قضتها في مجال التعليم، منها 37 سنة في الكويت التي جاءتها مع أول بعثة تعليمية من فلسطين عام 1953، أسست أول روضتين من رياض الأطفال بتاريخ التعليم في الخمسينات، وكانت آخر ناظرة غير كويتية لغاية عام 1990، صارت تعرف باسم «أم عيال الديرة» نظراً لصلتها الوثيقة والحميمة مع بنات وأبناء الكويت.
¶ فيها الكثير من الوفاء والمحبة للكويت وأهلها، أمضت خمس سنوات من عمرها في أميركا أثناء دراسة أولادها الجامعية، لكنها لم تشعر بالارتياح والطمأنينة الا في هذا البلد الذي ارتبطت به وبناسه في علاقات إنسانية مازالت تتحدث فيها، لا سيما عندما ترى «بناتها» اللواتي قامت بتدريسهن وهن يتبوأن المناصب القيادية بالدولة، أمثال السيدة فايزة الخرافي والسيدة حصة البرجس وباسمة سليمان وأمل يوسف العذبي الصباح وميمونة العذبي الصباح وفضيلة يوسف العذبي الصباح، والأبناء: صالح الملا وعذبي الصباح وخليفة عبدالله الجابر
¶ «أم عيال الديرة» لقب أطلقه عليها العم بوبراك من عائلة الموسى، حتى صارت السيدة محاسن الهنيدي جزءا من العائلة الكويتية سواء بأحفادها وأولادها الكويتيين أو بقربها من العوائل التي «أودعوا» بناتهم في رياض الأطفال خاصة عندما تتذكر بيت الطبطبائي الذين تتحدث عن وفائهم وطيبتهم كأنهم أحد افراد العائلة، وكذلك بالعلاقة التي اقامتها مع السيدات منيرة المشعان وهند السلطان وغيرهما الكثيرات، او بالناظرات اللواتي تدربن على يديها وكن من المتميزات أمثال ابتهاج الدعيج وشيخة المنيس وسامية زعيتر.
¶ كان عمرها لا يتجاوز 13 سنة عندما أرغمت على الخروج مع عائلتها من يافا إلى اللد ثم رام الله في حرب 1948 بعد أن قامت إسرائيل بالاستيلاء على يافا وأخرجت كل سكانها، لتصل إلى مدينة اللد حيث معظم الأهالي من عائلة الهنيدي أصحاب الأرض والتجار والوجهاء وبها أكبر مطار ومحطة سكة حديد. وبعد وصولها إلى اللد جاء اليهود لتسقط المدينة تحت الاحتلال وتضطر إلى السير مشيا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام من اللد إلى رام الله، وكان ذلك في شهر رمضان.
¶ من عائلة سكنت في يافا، حيث ولدت هناك ووعت على الدنيا من أمام منطقة المنشية قرب جامع حسن بك، وهي القريبة من تل أبيب، مازال مشهد البيت أمام ناظريها، ولو أتيح لها العودة اليوم ستتعرف إليه حجرا حجرا لكن اليهود صادروه وسكنوا فيه حتى المدرسة التي تعلمت بها في حي أرشيد عند محطة سك الحديد بات في قبضة اليهود.
¶ أم حسن، بنت يافا، مازالت مسكونة بتلك الصورة المأساوية التي طبعت في ذاكرتها ولم تبارحها لحظة في كل المحطات التي تنقلت فيها، تذكر في شهر رمضان وأثناء الصيام عندما حط الرحال في مدينة اللد ودخل الدار مجندون اسرائيليون بأسلحتهم يطلبون اخلاء البيت خلال ساعة شرط الا يبقى احد فيه لان الحاكم العسكري سيتحدث اليهم في الساحة حيث يتجمعون، وكان منظر لا ينسى ساعة حشرنا وكل ابناء اللد اطفال رضع، امهات، مسنين، شباب، لم يبق احد الا وجاء الى الساحة، كل المدينة خرجت لتفاجأ بساعات محاطة بالدبابات الاسرائيلية ويأمرهم الحاكم بترك المدينة والذهاب «الى العرب» أي الى حيث الملك عبدالله، في رام الله.
¶ رغم صغر سنها آنذاك فان محاسن الهنيدي، تطوعت مسؤولة عن مركز لتوزيع حليب الاطفال تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وفي الوقت نفسه تكمل دراستها بالفترة المسائية بالمدارس الحكومية وتحصل على شهادة الثانوية العامة محققة درجات علمية عالية أهلتها لتكون من ضمن بعثة حكومية أردنية للدراسة في بغداد، وكن ثلاث بنات جمعتها مع نعمة العمد وابنة عمتها مهدية الهنيدي واللواتي ترافقن سوية بالدراسة في العراق ومن ثم بالمجيء الى الكويت فيما بعد.
¶ عاشت اجمل ايام عمرها في العهد الملكي في العراق أثناء دراستها بدار المعلمين ببغداد عام 1951 وكانت وزارة التربية توفر لها الملابس والكتب، وتدفع الرسوم والسكن وكل ما تحتاجه في اجواء دراسية راقية ومناهج متطورة، بحيث ان من يحصل على معدل %85 طوال العام يعفى من امتحان آخر السنة، وفي ذاك الوقت عرفت العراق، بلد الخير والاطمئنان وكانت تزور معظم المدن والاماكن التاريخية والتراثية والسياحية من البصرة في الجنوب الى كردستان في الشمال، خاصة القصور الملكية في الشقلادة والسرسنك وصلاح الدين، وهي مصايف العائلة المالكة، اضافة الى انها منحتها فرصة التعرف على الشاعرة نازك الملائكة التي كانت تتولى امينة مكتبة دار المعلمين وتحرص على مساعدتها بتأمين المراجع اللازمة لاعداد الابحاث المطلوبة منها لتنشأ بينهما علاقة مودة متصلة.
¶ عادت الى رام الله في اجازة اثناء دراستها في بغداد، ويومها نشرت الصحف اعلانا تطلب فيه الكويت مدرسات، ذهبت الى القدس وقدمت الطلب لتأتي الموافقة سريعة مع ابنة عمتها، زاد من تشجيعها وجود اقارب لها من عائلة الهنيدي في الكويت منذ عام 1949، ومنهم زوجها الذي تعرّفت عليه بالكويت وابناء عمها، اجرت المقابلة مع لجنة مكونة من ثلاثة اشخاص جاؤوا الى القدس هم عبدالعزيز حسين ودرويش المقدادي وخالد المسلم، ويوم 12 سبتمبر 1953 ركبت طائرة «دي كوتا» ذات الجناحين من القدس في رحلة مباشرة الى الكويت تقل مدرسين ومدرسات فلسطينيين ايضا.
¶ استقبلت في المطار من قبل ادارة المعارف بالورود ليرافقها وفد مخصص الى مدرسة القبلة (مدرسة عائشة المشتركة) وتسكن في الدور الثاني مع مجموعة من المدرسات العربيات منهن فاطمة العريسي وفيروز كيروز (زوجة عبدالله العثمان) من لبنان، وتبقى هناك لمدة سنة ثم تتزوج ابن عمها المهندس الزراعي ظافر الهنيدي الذي كان يعمل في قصور الشيخ عبدالله المبارك ويؤسس اول شركة زراعية عام 1960 باسم شركة الانماء الزراعي وترزق منه بثلاثة أولاد وابنتين. فقدت الشاب حسن، وعمره 28 سنة، الطبيب المتدرب بمستشفى مبارك، بحادث سير قبل سفره لأميركا لمتابعة تخصصه الطبي وتحصيله العلمي.
¶ انشاء أول روضتين في الكويت، وهما من أفكار المرحوم عبدالعزيز حسين مدير المعارف آنذاك، استدعى مجيء محاسن الهنيدي للتواجد بالوزارة لمدة شهرين لتكون من أعضاء اللجنة التي انشأت وأشرفت على تأسيسهما عامي 1954 و1955، وهما روضة طارق في القبلة وروضة المهلب في شرق. وبقيت لمدة سنتين لتنتقل بعدها ليتم اختيارها وكيلة مدرسة ابن خلدون بالشامية ثم ناظرة مدرسة فهد بورسلي بالفيحاء. وتستمر في هذه الروضة لمدة 17 عاماً حتى باتت واحدة من الأهالي لغاية عام 1981، تعود بعدها الى روضة عبدالله الفرج بمنطقة العديلية حتى عام 1990 لتكون آخر ناظرة غير كويتية.
¶ بدأ التفكير في إنشاء رياض الأطفال لمن هم دون سن التعليم الإلزامي، عندما عرض المرحوم عبدالعزيز حسين مدير المعارف آنذاك، فتح مدارس مشتركة للأطفال دون سن السادسة وافق مجلس التعليم على فتح مثل هذا النوع من المدارس على أساس التجربة، وافتتح في عام 1955/54 مدرستان هما روضة طارق في القبلة وروضة المهلب في شرق للأولاد والبنات في المرحلة العمرية من (4 - 6) سنوات. يقضي الأطفال يومهم كاملاً بالروضة يلعبون ويكتسبون العادات الطيبة وبها يأكلون وينامون ساعات الظهيرة مع تناول وجبات الفطور أولاً ثم وجبة ساخنة للغداء في منتصف اليوم، وقسط من النوم بعدها على أسرة خاصة لكل طفل مع الأغذية. ومدة المدرسة بهذه المدارس سنتان ينقل بعدها الطفل إلى المرحلة الابتدائية للبنين والبنات.
¶ حرصت إدارة المعارف على أن تكون متميزة من جميع النواحي، فالمباني لها أفضل التصميمات والخاصة بأطفال ما قبل المدرسة فالمساحات واسعة وبها العديد من الملاعب والمرافق إلى جانب الحدائق المناسبة لطفل الروضة، كما ان حجرات الفصول واسعة وبها العديد من الأرفف والخزائن المبنية بغرف ملحقة ليحفظ بها الأطفال حاجياتهم. بالإضافة إلى هذه المرافق تتوافر في كل روضة قاعات للموسيقى والرسم وتناول الطعام ومسرح وقاعات للاجتماعات بالأمهات والقاعات المجهزة للنوم. أما التجهيزات داخل الغرف والقاعات وخارجها فكانت حديثة وفق مواصفات عالمية، فقد توجد السبورة الكبيرة على ارتفاع منخفض ليتمكن الاطفال من الرسم أو الكتابة المناسبة لهم، كما يوجد قاعات للمسرح والمكتبة وغرفة الألعاب التربوية بكل فصل لوحات فلينية لعرض الوسائل التربوية التعليمية عليها، كما بنيت الحجرات بشكل يتيح لها إضاءة كافية وزودت بستائر معدنية تحول دون تعرض الاطفال للحرارة. وباختصار تعد المباني الخاصة بالرياض نموذجية من كل النواحي.
¶ كما تميزت هذه المرحلة بمدرساتها وناظراتها اللاتي تم اختيارهن بعناية ليكن مثلا يحتذي حذوهن الأطفال والاقبال على هذه الروضات جاء في أعقاب انتشار تدريس القرآن الكريم للأطفال مع توفير بيئة تربوية صالحة تجعل منها مطلبا للأمهات والآباء على اختلاف ظروفهم وامكاناتهم وتطلعاتهم بالنسبة لأبنائهم وفقا لأحدث الأساليب التربوية في ظل القيم والمبادئ والمثل الدينية والخلقية التي يؤمن بها المجتمع.
¶ دخلت مدارس الرياض ضمن التخطيط للمناطق السكنية وخصصت لها أماكن حيث ينبغي أن تكون وسط البيوت على مقربة من سكنهم وذويهم. بعد مرور ما يقرب من 55 عاما على افتتاح أول روضتين وصل عدد الروضات إلى اكثر من 130 روضة موزعة على جميع مناطق الكويت تعمل جميعها على تحقيق التنمية الشاملة والمتكافلة لجميع الاطفال الكويتيين، وتهيئ الوزارة لهؤلاء الأطفال جوا صالحا من الأمومة الراعية يجدون فيه عطفا حكيما وتهذيبا خلقيا يعتد به على أصول نفسية وتربوية لا تشوبها شدة أو قسوة ورعاية جسدية.
السيرة الذاتية
• محاسن رشاد الهنيدي
• مواليد 1934 (يافا) فلسطين
• درست حتى الثانوية العامة ونالت شهادة الــMetric في مدينة اللد.
• عملت سنتين بالتدريس في رام الله (1952-1950)
• انتدبت ضمن بعثة الى بغداد 1952 لدراسة تربية وعلم نفس في دار المعلمين (أربع سنوات)
• جاءت الكويت عام 1953 كمدرسة من بغداد
• مارست التدريس في مدرسة القبلية ثم انتقلت الى مدرسة عائشة لتدريس الرياضيات والعلوم للمرحلة المتوسطة وتولت ناظرة مدرسة فهد بورسلي بالفيحاء لمدة 17 عاماً (81-67)
• تزوجت في الكويت عام 1954 من ابن عمها ظافر حسن الهنيدي يعمل مهندسا زراعيا ولديها 3 بنات وولدان
العم محمد الشطي
إعداد عبد الله عيسى
ما أجمل الحديث مع العم محمد حسين الشطي «بوحسين» لما يتمتع به من شخصية قوية ورحابة صدر وابتسامة دائمة لا تفارقه وتواضع وذاكرة تاريخية رغم كبر سنه اذ انه من مواليد عام 1936 في الحي القبلي.
وارتبط الشطي أبا عن جد بأسرة بحرية توارثت عشق البحر من الألف إلى الياء، وهو من رجالات الكويت الذين عايشوا أجيال الماضي والحاضر.. متمنين له طول العمر.
التقيناه وهو يعد بحثا لجانب من معالم الكويت التاريخية والبحرية تحت عنوان «مدرسة الكويت الأولى هي البحر»، ويتطرق فيه لمعلومات شيقة وتاريخية وبحرية لم يذكرها المؤرخون، فحاولنا ان نبحر به مع ذاكرة رحلاته البحرية والمحادق وصيد الأسماك وأفضلها، فخرجنا بهذه الأسطر والكلمات والقصص الشيقة التي حدثنا عنها.
في البداية قال: ولدت عام 1936 بالحي القبلي «جبلة» بفريج سعود، وعشت طفولتي في ذلك الحي الجميل الذي كان يحتضن الكثير من العوائل والأسماء تحت ظل أسرة واحدة، ثم انتقلنا للسكن في منطقة حولي ومكثنا فيها سنوات، وكان فريجنا يجمع أسرة الفليج وخليفة الغانم وعبدالله المبارك وغيرهم.
وأضاف الشطي: ارتبطت بالبحر أبا عن جد في أسرة بحرية توارثت عشق البحر من الألف إلى الياء، لذلك تجدني دائماً أردد ان الكويتيين مدرستهم الأولى هي «البحر». فالكويتي منذ بداية حياته يبدأ يومه بالبحر وينتهي به، ومنذ الصباح يخرج من منزله الى النقعة ليتعلم السباحة وبعدها، أكبر سنا، يتجه الى الصيد وحداق الأسياف، ومن ثم الى السفن ليتعلم ان يكون تبابا في سن العاشرة وبعدها يشارك البحارة والغاصة ليعمل مجدميا وليتعلم علم النجوم.
ويتعلم الديرة ومن ثم يتعلم كل أجزاء السفينة وجميع اسمائها حتى يصبح سكوني بشطارته وخبرته ومعرفته، ومن ثم يحدد النوخذة إذا كان يعتمد عليه ليصبح يده اليمنى وصوته في السفينة.. وهكذا هي الحياة يتعلم كل شيء في مدرسة البحر.. التي تخرج منها رجالات الكويت ورموزها.
وبسؤاله عن الرحلات البحرية والصيد ومواقفها وما هي أفضل المحادق والأسماك التي يرغبها في الصيد بصفته أحد أكبر الحداقة المخضرمين بالخبرة والمعرفة ومن الشخصيات التي يضرب فيها المثل بالمعلومات والإرشادات المصحوبة بالطرفة والابتسامة، وأيضاً بأرشيف بحري تاريخي مليء بالمعلومات التي نتمنى أن يتسع لنا صدرك من خلالها؟
أجاب: رغم اني اعتزلت من تلك السوالف منذ أيام أحمد الخطيب وأحمد السرحان وأيام الأشبال والجمعية الديموقراطية ولكن إذا أردتم أي معلومة تاريخية أوأي استفسار أو بيانات عن تاريخ الكويت.. فأنا أيضاً حاضر.
فريج سعود
فسألناه عن بداياته وذكريات الطفولة؟
فقال: نحن من أهل جبلة وفريجنا اسمه فريج سعود وموقعه الحالي يقع بجانب بنك برقان.. وأتذكر من الجيران ناصر المقهوي وعمر بن درباس والخشتي والعبدالجليل والصانع والمشاري والنشمي.. وحالياً أقوم بإعداد بحث متكامل عن تلك المنطقة والفرجان ومستند الى ركائز مهمة وهي المساجد القديمة.
وتابع: من يرغب في قراءة تاريخ الكويت أنصحه بالاطلاع على كتاب عبدالعزيز الرشيد وأيضاً كتاب تاريخ الجزيرة العربية للدكتور عباس خزعل الذي يتطرق فيه بالتفصيل للتاريخ الكويتي.
فقاطعناه بأننا نود أن نتطرق إلى ذكريات الحداق والبحر.. وسنترك التاريخ البحري لوقت آخر في الأعداد المقبلة.
ثم قال: في الخمسينات كان حداقنا على الساحل مع الأصدقاء وأتذكر منهم رحمهم الله جميعاً عيال الخشتي وعيال العبدالجليل وعيال بهمن وراشد القطامي، وأول دشة بحر كانت في طراد المنيوم صغير اشتريناه من إيران في سنة 1956 وعليه ماكينة صغيرة وتوجهنا فيه مقابل الوطية والحيشان وكان صيدنا عجيبا وغريبا ومن كثرتها نعيد بعض الأسماك للبحر.
وقال: في الماضي كان أهل لنجات الصيد الخشبية، وهم معروفون بعد الساعة 11 صباحاً، يقومون بوضع السمك على شكل أكواد واللي يرغب يأخذ سمك وأبلاش.. ما عدا الزبيدي والصبور والخباط يتم بيعه أو تخزينه.
وبسؤال العم بوحسين عن محادقهم في الماضي والحاضر وأين افضل موقع هالايام للحداق؟
قال: محادقنا ندخل لها على الراحة وعلى حسب الموسم والسمكة والمايات ولها حسبة واوقات.. وعموم محادقنا التي نتجه اليها يتوفر فيها الصيد ولله الحمد، في كل وقت.. ولا ارغب بنشرها ولا نعلم احد لانهم لو عرفوا ما فيها اترسوها قراقير ومشابك ويدمرونها خلال ايام.. ويخربون عليك وناستك وحداقك.
واضاف: من افضل المواقع التي ارغبها فوق بوبيان او الحيشان في موسمها، اما محادق الجنوب فهناك قطع صوب الجليعة فيها خوش صيد.. بس يبيلها صبر، وطرادنا معروف عليه علم ازرق.
الهامور والسبيطي
ويقول بوحسين: استمتع جدا بصيد الهامور والسبيطي، والهامور لا يعلى عليه والشيم مأكول الحشيم والشعم نواعم والنويبي مثل الموز المقشر.
والهامور حاليا بالشمال صوب الطبعاعات، اما الهامور العود النشمي بالجنوب من الركسة وفوق مثل اقواع الــ 25 واقواع الخطيب واقواع الــ 60.
واضاف بوحسين: الهامور ينصاد بالليل ويبيله ركاده واتسويله صراير فيها مصران وتمر مخلوطة وتلفها بخيشة وتضع فيها حيار «ثقالة» وتنزلها للبحر يطلع لها دايخ.. او تستعمل معاه الخباثة والحيلة وتستخدم كيس ييم مخلوط وتربطه في بالون يتحرك مع الموج.. بعد دقايق يجيك يتنحنح ويناطح ويطق وبعدها نزل له الييمه الاصلية، سواء كانت ميدة كاملة او يوافة.. من يشمها «لقفها» وطار بالخيط.. ولازم اتيود عليه لا يلحف بالميغرة واذا فيك قوة اسحبه.
واضاف بوحسين: من اسرار ييمة الهامور فخوذ دجاج.. اتلفهم بخيط وتشكه بالميدار ما يطول.. لان الهامور اول شي يناتف وبعدها يبلع.. ولازم اتباريه مباراة وتسايسه، واذا خذيته وتساهل معاك لا تهده وترخي الخيط.. اخذ عليه ومن يفتح حلجه ينتفخ.. وبعدها تسحبه من غير عفار ويجيك مسلم امره.. اما اذا رخيتت عليه ولحف «منت قده» تحرق ايديك وما تقدر عليه.
قصة الجرجور إللي عض جدك
يقول الشطي: غالباً آخذ حفيدي محمد معي نتسوق في سوق السمك وهو من النوع الكثير الأسئلة.. وأثناء مرورنا على البسطة رأينا عدة هوامير وبأشكال مختلفة .. فقلت له: التي يكون لونها أسود داكن وشكلها مختلف سعودية، اما هامورنا يكون بطنه أبيض وشكله حلو وريحته حلوة، واما الهامور الايراني أسميه «حجي حيدر»، فلما رأيت الهامور الايراني قلت له هذا حجي حيدر.. فيقوم الولد بنقل الكلام لاصدقائه بأن جده وراه هامور اسمه حجي حيدر، وهنا تخلق علامات استفهام كثيرة فيتساءل البعض عن أسماء باقي الهوامير! وقال: الهامور الكويتي «يا حلوه» اصلي وشكله حلو وريحته حلوه وبطنه بيضة حلوة واكلته وبيضه احلى وفي زاوية أخرى قلت له أتشوف هذا الهامور الذكر «الفحل» بوصماخ.. هذا اللي يدافع عنهم في الميغرة؟
فقال لي: ودني خنلي أشوف الميغرة.
فقلت له: لما تكبر أشتري لك ملابس الغوص ونغوص علشان تشوف الميغرة وداخلها الهوامير.
واستمرت رحلتنا لنختمها في المركز العلمي ونحن نشاهد الاكواريوم.. وهناك بدأت قصة الجرجور، فقلت له: هذا الجرجور عض جدك.. وجابوه واسجنوه في هذا المكان!
فقال لي خلني اكسر الزجاج وأذبحه.
فقلت له: لا، لا نحن ساجنينه علشان يولد وناخذ فروخه ونستفيد منها في كل شيء.
الجرجور الولد.. فياغرا
ويقول الشطي مبتسما.. في الماضي كان الرجل الذي يبحث عن الطاقة يحرص على وجود اسماك القرش الصغيرة «الولد»، يأخذ 10 حبات يملحهم وينشفهم فوق السطح، وبعدها يقوم بأكلها لتمنحه الطاقة التي يبحث عنها.. وأسألوا «العيايز» عنها وعن فوائدها.. لذلك قالوا هذا المثل:
المشوي للنظر.. والناشف « »، والمملح « »!
واضاف: الناشف يطحنونه ومن ثم يلهمونه.. والبيت في الماضي اللي ما فيه جرجور منشف يعني ما فيه فياغرا!
كل شيء في وقته
ويقول الشطي: كل شيء تأكله بوقته حلو.. وعلى سبيل المثال «الصبورة» تكون سمينة، وطولها متر في وقتها وموسمها وتكون لذيذة جدا وتنصاد في عشيرج «الدوحة» ودوحة الصبية صوب الخور او خوارير بوبيان وهناك تطفح لما ترتفع الحرارة.
وبسؤاله عما يمثل له البحر؟
قال: البحر بالنسبة لي هو روح الكويت واقتصادها وتاريخها، والبحر كلية من كليات الحياة والثروة من بعد البترول، وهو مرتبط بنا كارتباط الروح بالجسد.
«بواردي»
وقال: عندما يخرج البوم السفار من نقعة غنيم أو نقعة الصقر أو نقعة بن خميس لازم يكون فيها أسلحة وفيها رجال يطلق عليهم بواردية، والرجل بواردي يعني قناصة ويكونون حماية للبوم ولحمولته، وخاصة أثناء تعرّض البوم لهجوم من القراصنة.. ويتقاضى البواردي اجراً مادياً أكثر من البحار، ويكون البواردي على معظم أبوام الكويت في الماضي، وكانت العيشة في الماضي على تلك السفن وما تجلبه من التمور والمياه من العراق، والحبوب والأخشاب من الهند، والأسلحة من ايران.
وأضاف الشطي: من أشهر أهل البحر قديماً وخاصة بالصيد هم عيال بن عيدان.
أين حجي أحمد القلاف وأمين عبدال؟
ويقول: من أشهر وأكبر القلاليف في الكويت حجي احمد القلاف.. الذي حصل على شهادات وأوسمة أيام الحرب العالمية الثانية لاعماله ودوره الكبير، باعتباره أستاد المصنع الوحيد في شرق لصناعة السفن ونقل الأسلحة والغذاء. وللأسف بعض المؤرخين تجاهلوا جانبا كبيرا من حياته واعماله في تاريخ الكويت البحري، وأيضاً على سبيل الذكر حجي أمين عبدال الذي كان يتكلم 4 لغات في عهد حاكم الكويت صباح الأول.. لماذا لم يذكر هذا الرجل.. ولماذا لم يذكر المؤرخون أعماله وتجاهلوا دوره آنذاك وغيره.. وغيره؟!
القبس
صفحات من الذاكرة
«أعمالنا ضد الإنكليز كانت بالسر والكتمان» مطلق الوهيدة: المد القومي تفاعلنا معه فأعطى العمال حقوقهم
مطلق الوهيدة عام 1953
حاوره جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الأيام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع السيد مطلق بن ثنيان بن سالم الوهيدة قال: جدي قبل 120 سنة كان من سكان حي القبلة، وكان منزل والدي موقع مدرسة المثنى سابقا، والآن مجمع المثنى شارع فهد السالم (الجهراء)، وحسب الوثيقة العدسانية ان جدي سالم الوهيدة وهب بيته لـ«أكتب خلف العنزي» في عام 1899، وفريجنا يسمونه «فريج الشاوي»، جيراننا بيت ساير الشحنان جد عائلة الساير الكريمة. اضاف الوهيدة: ثم انتقلنا الى بيان والشامية عند السدرة والسليل، ثم اتجهنا الى الاحمدي عندما توظف والدي هناك في عام 1946، وأهالينا بقوا في النقرة والشامية، وبعضهم سكنوا كيفان 1960.
وقال: ولدت في 1940/12/18 في قرية الجهراء ولسنا من سكانها، علما بأنها جوهرة تحيط بها البساتين، وهي واحة تسر الناظرين، قرية كانت غنية بالآبار، وكان فيها الماء الحلو العذب، ومياه القرية انجهرت بالماء فسميت الجهراء، وارضها تجهر العين.
أضاف: كان لنا حلال من الإبل والأغنام، والأهل يخرجون إلى هذه المناطق في فصل الشتاء والربيع، وشاءت الأقدار أن والدتي كانت تحمل بي فولدتني في هذه الواحة. ثم أرجعوني إلى بيان، وأما والدي رحمه الله فعمل مراقبا على العمال حتى منتصف 1955 في منطقة الأحمدي التي كانت على هضبة العدان التي تمتد من جنوبي المقوع إلى شمالي الوفرة، والهضبة كانت تتخللها بعض الوديان والروابي، وتحدها الأشجار البرية الكثيفة، وفيها الصيد الكثير، ولا أنسى الأعشاب الطيبة التي كنا نشم رائحتها من مسافة بعيدة. كانت الهضبة والوديان تشبه الأرياف الأوروبية، وارتفاعها عن سطح البحر أكثر من 300 متر، وهذا ما كان يساعد على دفع النفط إلى الصهاريج والموانئ بواسطة الجاذبية Gravity، مما قلل من التكلفة المالية.
العمل في النفط
وقال الوهيدة: التحقت بشركة النفط عام 1953 كمتدرب في مدرسة المقوع التي افتتحت بطلب من حكومة الكويت لتدريب وتدريس أبناء الكويت والعاملين بالنفط. حصلنا على معلومات فنية في الميكانيكا والكهرباء والنجارة والاصباغ، وفي الآلات الثقيلة، والحساب والعلوم، واللغة الإنكليزية التي كانت تدرس على منهج اكسفورد، وبعد العمل والتطور اللذين حصلا انتقلنا إلى الأحمدي ــ دائرة النقليات، فعينت في قسم الضيافة لمديري الشركات. اختاروني لأنني أجيد الإنكليزية، واعرف مناطق الكويت. كنت أتجول معهم وأعرفهم على المواقع والمدينة والشخصيات الكويتية، ومن ثم انتقلت إلى التصدير والتخزين حتى أصبحت مراقباً في الموانئ النفطية حتى التقاعد 1993، وأضاف: خلال هذه السنوات، أي أكثر من أربعين سنة، سكنا في الخيم والأكبار من البواري، ثم البيوت من الشينكو (صفائح من الحديد من الزنك) التي كانت أسقف بيوتنا، وهي في الأصل لتسقيف الچبرات وصنع الدرامات وأعمدة النور والمواسير، بعدها سكنا الشاليهات الراقية.
هدامة الخمسينات
ويتذكر الوهيدة: سنة نزلت فيها الأمطار الغزيرة فهدمت البيوت كانت سنة 1934، شردت الأهالي وهدامة قبل هذه كانت 1872 في شهر رجب فسميت بالرجبية، ولكن حديثي عن هدامة في أيامنا سنة 1954 تهدمت بيوتنا في الأحمدي فانتقلنا إلى الفحيحيل، وكانت صدمة إيجابية عندما تهدمت البيوت اكتشفوا بعض الآبار النفطية تحت بيوتنا المهدمة، فغيروا موقعها، وأما الأجانب فبيوتهم لم تهدم، وانتقلنا ثانية إلى الأحمدي حتى 1982 وأنا الآن في العارضية منطقة كانت في البر وكان فيها قصر المرحوم الشيخ صباح الناصر الصباح، وفيها بئر حفرها محمد العارض.
رواد الأحمدي
يقول مطلق الوهيدة: من واجبي وللأمانة أن أذكر هؤلاء الذين ضحوا وقدموا وكافحوا وأعطوا الكثير منهم: عبدالرحمن العتيقي - فهد الصقر - سلطان العمر - يوسف بدو - ابن عيدي - حمد سلطان القناعي - مبارك المعطش - حمود الطشة - محمد سعدون الطش - عيسى عاشور - سعود الفارس (أبومعصب) - هم الذين طالبوا ودافعوا عن العمال وأرجعوا حقوقهم، وتحملوا المسؤولية، كانت مواقفهم مشرفة وشاقة، ومعهم مجموعة أخرى، ولكن الذاكرة لا تستوعب ان أذكرهم. وكان معنا في المصير الواحد حجي جعفر، والغانم عبدالله الدعيج هم أبناء البلد الواحد، وهؤلاء هم الذين حفروا سنوات وهجروا أهاليهم، أعمالهم شاقة، أقاموا الخطوط من العيون (الآبار) إلى مراكز التجمع إلى التخزين، كانت الأعمال لا تطاق في الصحراء، وفي فصل الصيف مع كثافة الرمال الحارة، وفي الشتاء مع البرد القارس، هؤلاء هم الذين مددوا الخطوط الحديدية، وواجهوا الحشرات السامة مع قلة المياه الصالحة للشرب، وكان عملنا اكثر من 12 ساعة.
واضاف: ان مدينة الاحمدي النموذجية فيها 3 مطاعم لتجهيز الوجبات للموظفين الذين يعملون في حقول النفط، وفيها مستشفى في وسط المدينة، وفي المقوع. والاحمدي مدينة صممت للانكليز وغيرهم من الاجانب، كانت تتسم بالهدوء والنظافة وروابط التعاون بين سكانها، كانت سياحية للكويتيين يجتمعون فيها نهاية الاسبوع، والآن اصبحت خليطة للذين لا صلة لهم بالعمل، وكل ما اتمناه ان تبقى نموذجية كما كانت، فلنحافظ عليها قبل ان تتغير.
المد القومي
وتحدث الوهيدة عن مرحلة بداية الخمسينات، فقال: تفاعلت الاجواء في مناطقنا العربية مع المد القومي المستجد في ذلك الوقت، واهل الكويت تفاعلوا مع هذه الظاهرة الوطنية منذ مطلع العشرينات لوجود مزيد من الحريات والديموقراطية السائدة على هذه الارض، كانت النوادي الثقافية التي بثت الوعي، وامتد بهم المد الوطني القومي حتى استكملوه في اوائل الستينات، ونحن تفاعلنا مع هذه الظواهر، فاصبحت مطالبنا بتنظيمات عمالية وثقافية، ومن المطالب انشاء مؤسسات النفع العام والنوادي الرياضية والثقافية، انطلقنا بهذه المفهومية في كل مناطق الكويت، ولكن القطاع النفطي وسيطرة الانكليز على كل القطاعات، حاولوا ان يحدوا ويمنعوا هذا المد في القطاع قدر الامكان، وبالنسبة لنا ككويتيين كانت الصعوبة علينا التوعية، والمطالبة بالحقوق، وكان عملنا «قضاء حاجاتكم بالسر والكتمان»، وكنا نحضر ونعمل على المحاضرات والندوات التي تقام في الديرة (العاصمة) نورتنا ووعتنا واعطتنا زخما قويا للقطاع النفطي، ومطالبتنا كانت جماعية وليست فردية، وحتى اسسنا تنظيما نقابيا في اوائل الستينات.
واضاف: استطاعت هذه القوة الوطنية ومعها الرأسمالية الوطنية والمثقفون والمفكرون والتنظيمات ان تحقق اشياء كثيرة، خاصة تكويت الوظائف، والمشاركة والمساعدة على تأميم النفط، هم جنود في الخفاء الذين ساعدوا ولم يظهر احدهم على الساحة لحبهم للوطن والمواطن، ولا على مسرح الاحداث، كما يفعلون الآن، الأولون هدفهم «العنب لا الناطور».
واضاف الوهيدة: رجال أقاموا دورات تنويرية، عملوا العمال على اعمالهم وحقوقهم، ولله الحمد، تحققت المطالب المعيشية والتدريبية والدراسات الخارجية حتى ظهر العامل الكويتي مثقفا ومعلوماته عالية، وبدأوا يكتبون في الصحف تحت اسماء مستعارة حتى لا نصطدم بالشركات النفطية، ومع هذا حصلت مصادمات مع الانكليز والاميركان في مقرات الشركات، واحياناً كان يتوقف العمل، وأصبح العامل الكويتي في القطاع النفطي يشارك في اتحادات العمال في كل دول العالم.
وقال: بعد السنوات التي مرت علينا وعلى آبائنا واجدادنا، والتجارب السابقة، والتصرفات التي قام بها الاوائل للحفاظ على البلد، علينا ان نسير على خطاهم ونبتعد عن الفتن، فهذا الشعب الكريم الطيب متعاون في ما بينه، ولا توجد فوارق بيننا، يجب علينا ان ننبذ كل الظواهر السلبية، والكويتي تعلم من آبائه واجداده الاخلاص وحب الوطن والتآخي في ما بيننا، فلا توجد في السابق اي خلافات ونزاعات، وكان الحكيم منا هو حلال مشاكلنا.
أعشابنا طبية
استخدم الكويتي في الماضي النباتات المختلفة، لمعالجة امراضه، لان ارض الكويت غنية بالنباتات، فهي كنوز طبيعية. وقد اثبتت التجارب ذلك، بالاضافة الى ما يستورد منها من الهند وباكستان وايران، ومصر.
يقول الوهيدة عنها: الاعشاب الكويتية البرية هي اصناف مختلفة ومتعددة، منها للحلال ومنها للعلاج، واعشابنا عالجت الامراض الكثيرة، وعلينا ان نعرّف اولادنا علينا.. فلنتساءل: أين هي الآن؟!
فهذا نبات «نجيل» بري يتكاثر بالبذور موطنه الأصلي الكويت، ونسميه أيضا «نجمة»، ونبات «عجرم» أو «نشمة» كنا نشاهده مع الرمث في الدبدبة، عشب الغنم الذي كنا نعالج به القروح، خبيزة (خبازي) نبات كان يرتفع حوالي 30 سم أوراقه طبية.
نباتاتنا كانت وضاعت أين الحمض والسدر، والغوطن والرشوش؟ وأين الفقع الزبيدي والإخلاص والحبشي؟ ولماذا اندثرت وضاعت تحت أقدامنا وعجلات السيارات والبجيات وأعمدة الخيام؟
وأضاف: كلها ضاعت واستوردنا العادات السيئة مثل الشيشة في المقاهي وبعض الديوانيات في أفواه شبابنا وشاباتنا، والبنت الكويتية دائما عودتنا على الجد والإخلاص في العمل والعطاء والشموخ، لا تخصيص وقتها للشيشة في المقاهي، وهي تعرف صحتها وعافيتها، لا أتمنى ان تكون مدمنة على الشيشة المضرة، بناتنا ربات البيوت أعمدتنا في المجتمع، وهن السكن والسكينة للأب والأخ والزوج.
وثيقة عدسانية لآل الوهيدة المرحوم ثنيان الوهيدة (والد مطلق) مطلق ثنيان الوهيدة مطلق (الأول من اليسار)
عبدالرحمن البناي: كنت ضمن المتطوعين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن الوطن عندما حدثت «أزمة قاسم» سنة 1961
عبدالرحمن البناي ونظرة لعدسة «الراي» (تصوير جلال معوض) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| إعداد: سعود الديحاني |
للحياة ضروب كثيرة يختلف بها المكان والزمان، لكن تجمعها وتختزلها الذكريات، نحن نسبر الماضي مع عبدالرحمن عبدالوهاب البناي فيحدثنا عن دراسته التي بدأت عند الملا سليمان الخنيني ثم يتطرق معنا الى الحياة العملية التي كانت في اماكن عدة، كما يذكرنا تطوعه عسكريا حين ازمة قاسم سنة 1961 احاديث شيقة ومتنوعة لاختلاف مواضيعها فلنترك له ذلك:
كنا في المرقاب في القرب من الأمن العام، وكان مسجد القصمة والخليفي هما اقرب المساجد لنا أما ملا عثمان فهو في القرب من دروازة الشامية وكانت بيوت المالك على امتداد بيتنا واما جارنا فكان سعد الفرحان وعبدالله الخطاف وبندر الخطاف ومحمد النجدي ونحن اهلنا كانوا استادية بناء «بناني» عمي محمد وابراهيم معروفين في البناء، لكن انا لم ادرك هذه المرحلة لكن اخي الاكبر مني لحق على هذه المرحلة.
ودراستي بدأت عند الملا الخنيني سليمان كانت مدرسته في الصفاة شمال الأمن العام وهي مدرسة اهلية ونحن في بدايتنا توجهنا الى الملا مرشد صاحب مدرسة أهلية معروفة لكنه اعتذر وقال عندي ضغط في اعداد الطلبة واعتذر منا فتوجهنا للملا سليمان الخنيني وكان معي اخي عبدالعزيز وطبيعة الدراسة عند الملا سليمان الخنيني دراسة كتاتيب ألواح نكتب عليها ويقرأنا القرآن ونجلس على حصير لكن لم نأخذ عنده وقت طويل وألحقنا والدي في المدارس الحكومية في مدرسة المرقاب التي كان ناظرها عبدالعزيز الدوسري وقد درسنا فيها المرحلة الابتدائية واذكر مدرس الرسم استاذ عيتاني واللغة العربية جميل والدين استاذ دعيج واستاذ نجم وخالد المسعود.
اللباس
وحين دراستنا صرفت لنا «دشاديش» لباس للمدرسة لونها ادعم غامج بعدها استبدلت في لباس البنطال، الذي لونه خاكي شبيه بلباس الشرطة لكن الصغار كانوا يلبسون «شورت» صغيرا اما الكبار فيلبسون بنطالا طويلا وكل شيء متوافر في المدرسة والدوام كان على فترة واحدة، وممن درس معي عيال العربيد زبن وجلوي وعيال الفرحان وبورسلي.
الألعاب
كنا ونحن صغار نصيد طيور في الفخاخ وقت الربيع لأن لها وقت في عبورها ومن انواعها أم دقي وحمروش وزعار والمرادم والعشب كثير يغطي الارض اما ألعابنا فكانت الهول ومقصي وصيده ما صيده الألعاب الكويتية القديمة.
الهدامة
هدامة 1954 استمر في المطر قرابة اربعة عشر يوما وهو يهطل، وكانت بيوتا من طين وتأثرت من ذلك المطر ونحن بيتنا لم يسقط لكن خرجنا منه خوفا من حدوث ذلك واسكنتا الدولة في المعهد الديني الذي كان في السوق لأنها اسكنت المواطنين في المدارس للحفاظ عليهم ووفرت لهم كل المستلزمات التي تحتاجونها في حياتهم.
الكشتة
عندما يأتي الشاوي مع الأغنام التي يذهب بها في الصباح ويعود في المساء كان يترك الحلال يعود وحده لأصحابه كل واحدة من هذا الحلال تعرف باب اصحابها، اما الكشتة «النزهة» في السابق كان الناس تتجمع اكثر من عائلة وتستأجر لها سيارة كبيرة من نوع باص «بوعرام» ويذهبون في الصباح ويعودون في المساء وهم يخرجون في الأماكن القريبة بر خيطان، حيث لم يكن فيه بيوت او بر الجهراء.
قاسم
حين حدثت «أزمة قاسم» كنت شاب فتوة واخذني الحماس في الدفاع عن بلدي وهو واجب على كل واحد فلما سمعنا ادعاءه في الكويت خرج الشعب الكويتي في مظاهرات يندد، وكنت انا من ضمن أولئك المتظاهرين وقد وصلنا الى قصر السيف وخرج علينا الشيخ عبدالله السالم وألقى خطاب يطلب منا التهدئة، بعد ذلك تم استدعاء القوات العربية والبريطانية واذكر الطيران السعودي عندما هبط في مطار النزهة، وانا تطوعت من ضمن المتطوعين الذين اخذوا على عاتقهم الدفاع عن بلدهم وكان هناك مراكز انشأها الجيش الكويتي في ذلك الوقت في المدارس وانا كنت اتدرب في مدرسة الخليل بن احمد في كيفان ووقت التدريب كان في المساء ورئيس الوحدة التدريبية الذي كنا فيها عايد عياد المطيري اخذنا وقتا في هذه التدريبات العسكرية، تعلمنا فيها الحركات العسكرية والتمرينات القتالية، وبعدها صرفت لنا أسلحة وكل مجموعة تقوم في حراسة المناطق المجاورة لسكنها.
الاحتفال
وعندما جرت الاحتفالات في عيد الاستقلال كنا ضمن القوة العسكرية التي شاركت في العرض العسكري، وقد اخذنا فترة طويلة ونحن على هذا الوضع نقوم في الحراسة ومعنا سلاح ونلبس لباسا عسكريا حتى انتهت الازمة بسلام، ومن الهتافات التي كنا نطلقها وقت التظاهر للتنديد في ادعاء قاسم «يا بو سالم نحنا جنودك، يا بوسالم عطنا سلاح لا تهتم، نحن شرابة الدم».
الكلية
التحقت في الكلية الصناعية سنة 1956 في قسم السيارات ميكانيكا وكانت دورة علمية عملية وهناك اقسام في هذه الكلية وانا اخترت قسم الميكانيكا المتعلقة في السيارات وكانت مدتها سنة كاملة وباص الكلية ينقلنا اليها من عند بيوتنا يأتينا في الصباح ويعود مع وقت انتهاء اليوم الدراسي واستفدت من هذه الدورة لكن لم اخذ شهادتها مع انني قدمت الامتحان النهائي وسبب ذلك انني فضلت ان اكون سائق في الميناء افضل من التعب المتعلق في وظيفة الميكانيكا.
السائق
وكانت وظيفة السائق من أفضل الوظائف، وجميع السائقين في ادارات الكهرباء والبلدية والاشغال كلهم كويتيون، والشاب في ذلك الوقت يتمنى ان يعمل سائقا في احدى ادارات الدولة، وانا تعلمت السياقة حينما كنت اخذ سيارة اخي الاكبر مني واتدرب عليها، وهي فورد طراز 1956 وبعدما تمكنت من قيادة السيارة ذهبت لأقدم على رخصة القيادة لكن لم يقبل طلبي لصغر سني ورجعت البيت، وحاولت اضع لي شوارب من سواد التاوه لكن اكتشف امري، وبعد مدة تزوجت فقبل طلبي في الحصول على رخصة القيادة والذي اجرى اختبار القيادة كان عبدالحميد السيد.
الأجرة
اول سيارة اشتراها لي والدي بوكس 1954 ومستعملة، وكنت انقل عليها الركاب من سرى النقرة، وكان يمر على محمد حلاوه ويخرجني من طابور سيارات الاجرة لكن كنت ارجع عندما لا ينتبه لي، والركاب كانوا بنصف روبية وكنا ندخل للكويت من دروازة البريعصي، ونخرج منها لأنها هي المحاذية لطريق النقرة، وسيارتي البوكس كنت احمل عليها سبعة ركاب نذهب ونعود الى مكان نقل الركاب اربع مرات في اليوم، ودخل السيارة كنت اعطيه لوالدي، فأنا كنت مستقيما في حياتي واذا لم اكن في سرى، سيارات الاجرة كنت انقل الكشاته وكانوا اكثر ما تذهب الناس في ذلك الوقت للمنقف وآخرون يذهبون الى بر الجليعة، كنت انقل الكشاته من الصباح الى وقت العصر، وعندما انقلهم كنت اجلس معهم عند الرجال لكي ارجعهم، وكانت نية الناس حينها سليمة وفطرتهم طيبة ويحترمون بعضهم.
الميناء
عملت في الميناء سائقا وعملي كان مختصا في نقل كتاب الميناء، والدوام فترة الصبح ومرات في المساء والراتب 500 روبية وقد قدمت لكي اكون سائق سيارات كبيرة «التريلات» وقدمت اختبارا ونجحت في ذلك الاختبار لكن حين مقابلتي لجاسم العنجري وهو مدير الميناء رفض طلبي رغم انني نجحت وسبب ذلك صغر سني، لقد نظر اليّ نظرة ابوية واشفق علي وابعدني عن العمل الذي كان دافع له راتبه 800 روبية، وانا لا اقدر عليه لصغر سني استمررت سائقا الميناء، واثناء عملي كنت اكمل دراستي في المساء وحصلت على شهادة المتوسطة، وتحول عملي الى وزارة الداخلية كاتبا سنة 1965 مدنيا في قسم المرور التابع لسجلات سيارات الاجرة، وانا كنت ادرس واعمل وعندي زوجة واولاد واسرة وفترة الميناء كانت سبع سنوات وبعدها انتقلت الى قسم الجوازات في الشويخ التي كانت في المنطقة السكنية وقسمنا كان الاقامات الحكومية واستمررت وانا اواصل دراستي.
الجامعي
بعد حصولي على الثانوية قدمت على اجازة دراسية، وواصلت تعليمي الجامعي في مصر في جامعة حلوان قسم الخدمة الاجتماعية وتخرجت سنة 1979 وبعدها انتقلت الى وزارة التربية واصبحت اختصاصيا اجتماعيا في مدرسة الجابرية وبعد سبع سنين تقاعدت من عملي الحكومي ووظيفة الاختصاصي الاجتماعي هي معالجة مشاكل الطلاب والتواصل مع اولياء الامور، وقد كنت اجد نفسي في هذه الوظيفة النبيلة، وكان ناظر المدرسة التي كنت فيها سليمان الداود الوهيب ونظام التأمينات كان سببا في تقاعدي من الوظيفة، وعند فترة الغزو تطوعت ضمن قوات التحرير، وقد تدربنا مع القوات الكويتية التي شكلت في الدمام ودخلنا وقت التحرير مع القوات العسكرية.
الزواج
بعد تثمين بيتنا في المرقاب بقيمة 250 ألف روبية، انتقلنا الى النقرة وكان السد قريب من النقرة وفيه قلبان ماء، والناس تزعب منها، وبيتنا الذي في المرقاب كان فيه جليب ماء في الصيف بارد والشتاء دافئ لكن مالحا لا نشرب منه، أما بيت النقرة فكان فيه بركة وكانت سيارات الاجرة تنقل الأهالي الى الكويت، وانا كنت في بعض الاوقات اذهب مشيا وساعات كنت استقل دراجة هوائية. وانا تزوجت سنة 1957 وعقد القران عند الملا عثمان في الدروازة، عندي خمس بنات وولد، والحمد لله اكملت دراستهم وتزوجوا وانا تزوجت مبكرا وانا شاربي لم يخط، والزواج مبكرا أفضل يكون سن الاولاد مقاربا لوالدهم.
الراي
من هو أول كويتي جلب الماء من شط العرب؟ أبوام الماي
رحلة للحاضر في التاريخ البحري
،،بعد عام 1960 اصبح مصير القلافة متعلقا باسماء بضع استادية من صناع السفن ممن آثروا على انفسهم الاستمرار الى ما شاء الله لهذه الحرفة من نهاية، ولقد حظيت بشرف معرفة هؤلاء الاستادية الذين واصلوا عملهم باخلاص عن قرب وكان من ابرزهم المرحوم الاستاد علي عبدالله عبدالرسول الذي ترددت عليه بعمارته بالدوحة «عشيرج» كثيرا ما بين فبراير 1986 واكتوبر 1995، فوجدت انسانا متواضعا في التعامل واستادا واثقا بنفسه معتزا بحرفته وراوية للتاريخ البحري الكويتي وخاصة في ما يتعلق بصناعة السفن والنواخذة وما يتعلق بالتراث البحري فحرصت غاية الحرص على ان أنهل من فيض معلوماته التاريخية ودونت على لسانه سجلا منوعا حافلا بالتاريخ والاحداث البحرية وعن ذلك الجيل الكريم من اهل البحر.
تلك كانت جانبا وشطرا يسيرا ومختارا مختصرا مما ذكره الباحث في التراث والتاريخ البحري الكويتي جابر عبدالله من خلال هذا اللقاء،،
في البداية قال: قلت للأستاد علي عبدالله عبدالرسول يؤرخون بأن أول شخص كويتي قام فعليا بجلب الماء من شط العرب وبيعه على الاهالي هو المرحوم محمد اليعقوب حوالي عام 1909في سفينة له من نوع التشاله.
فلم يؤكد حجي على ذلك ولم ينفه، حيث قال لا أعرف ولم أسمع بمحمد اليعقوب، والحديث عن أبوام الماء التي كانت يجلب بواسطتها الماء من شط العرب الى الكويت، حديث طويل ومتشعب من دون شك نختصرها بالنقاط التالية:
أبوام الماء سفن متوسطة الحجم لها «دقلين» (صاريين: عود وغلمي) وتمتاز بحملتها النازلة ووسطها العريض نسبيا، ولها بيص عريض يسمى «قاعة»، وتخلو من سطح علوي وذلك لتستقر بها «التوانكي» (خزانات الماء الخشبية).
وفي ابوام الماء من ثمانية الى عشرة توانكي سعة كل تانكي 500 قوطي، والمقصود بالقوطي الصفيحة المعدنية التي تعبأ وتفرغ بها التوانكي، ويعمل في بوم الماء اضافة الى النوخذة والسكوني من ثمانية الى عشرة بحارة.
كما اشتهر بعض النواخذة بالعمل في ابوام تبيع الماء والتمور والعنب اثناء موسم الغوص وكانوا ايضا ينقلون رسائل الغواويص وبعض المرضى الى الكويت.
وقد استخدمت في حرفة جلب الماء من شط العرب وبأعداد قليلة سفن من نوع الجالبوت وكذلك بعض التشايل، وللشيخ مبارك الصباح باخرة صغيرة اسمها «سعيدة» استخدمت لفترة في جلب الماء من الشط.
وشيدت الحكومة عدة برك للماء، وكانت تزود بالماء بواسطة بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال كان يتم تفريغ الماء من الابوام في بركة غنيم بالحي القبلي (جبله) بواسطة ماكينة مثبتة في سفينة من نوع الدوبة.
كما قامت مهن ذات علاقة بسفن الماء مثل «الحمّارة» وهم الذين ينقلون الماء بواسطة قرب جلدية على ظهور الحمير الى بيوت الاهالي وايضا «الكنادرة» وهم طائفة من الرجال امتهنوا بيع الماء من خلال نقله على الاكتاف بواسطة فيحتين معدنيتين تسمى الواحدة منهما «تنكة» او «قوطي» متصلتين بعصا غليضة مرنة، ولا تفوتنا الاشارة الى «الكراني» وهو الشخص الذي يخصصه مالك البوم لتسجيل وتحصيل النقود من الكنادرة والحمارة والاهالي قبل مغادرتهم النقعة.
وقد حولت الكثير من الابوام الى سفن للقطاعة او السفر بعد زيادة اطوالها وارتفاعها، وذلك بعد ما قلت الحاجة لسفن نقل الماء من شط العرب، ثم سألت حجي علي عن ابوام الماي (سفن نقل الماء) من شط العرب الى الكويت، ومن يعرف من ملاكها ونواخذتها وصانعيها من الاستادية، فأخبرني حجي علي بتلك الاسماء الكريمة، وهم على سبيل المثال لا الحصر:
«دوبة» المرحوم حمد عبدالله الصقر اوشار حجي سلمان، يعمل عليها المرحوم النوخذة حسين الدمخي، وقد حولها الى بوم المرحوم الاستاد علي بن حسن.
وبوم «الحصان» للمرحوم النوخذة صالح الفرس من نواخذة ابوام الماء، اوشار الاستاد حجي سلمان.
وبوم ماي للمرحوم الطواش شملان بن علي آل سيف.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة يوسف بن حيّي من نواخذة السفر.
وبوم ماي للمرحوم ياسين الغربللي مدير شركة حمال باشي، اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة ابراهيم بن نصرالله.
وبوم ماي للمرحوم الطواش هلال بن فجحان المطيري، عمل فيه المرحوم النوخذة بن جمعة.
وبوم «بوتنك» للمرحوم النوخذة عبدالرحمن العبدالجادر احد اقدم نواخذة الماء، وقد «تعور» البوم بمدخل الشط.
وبوم ماي لمحمد الارملي واخويه (صقر ومشاري) رحمهم الله، ركب فيه لفترة المرحوم النوخذة جاسم حسن بورحمة.
وبوم ماي لتيفوني اوشار المرحوم الاستاد عبدالله بن محمد، يقول حجي علي: لم يخدم هذا البوم كثيرا كبوم ماء وحول الى بوم سفار.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة يوسف الفلاح.
وبوم ماي للمرحوم احمد المعتوق اوشار المرحوم الاستاد عبدالله بن محمد.
وبوم ماي للمرحوم بدر النصف اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان.
وبوم ماي لحمد ومحمد وعبدالعزيز البرجس، رحمهم الله، ولهم ايضا جالبوت وشوعي غوص.
وبوم ماي للمرحوم الطواش سالم بن علي بوقماز عمل فيه المرحوم النوخذة عثمان بوقماز اوشار المرحوم الاستاد علي عبدالله عبدالرسول.
وأبوام ماي للقطامي وهي «الجابان» و «الجيرمن» الجابان اي اليابان اوشار المرحوم الاستاد محمد عبدالله، والجيرمن اي ألمانيا اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان.
وأبوام المرحوم النوخذة احمد عبدالمحسن الخرافي وهي: «سردال» اوشار المرحوم الاستاد حمود بن حسن، يصفه حجي علي بأنه بوم كبير ورفيع، وبوم «بوشويشه» اوشار المرحوم الاستاد محمد ثويني وقد «كدّوه سنين» (استخدموه لسنوات طويلة) كبوم ماء.
وبوم ماي اصله «بلم» للشيوخ اشتراه منهم النوخذة عبداللطيف بن عيسى من نواخذة السفر، واستخدمه كبوم ماء لسنوات ثم زاد في ارتفاعه المرحوم الاستاد حسين الغضبان ليستخدم في السفر.
وأبوام المرحوم النوخذة عبدالكريم حسين بو الملح من نواخذة ابوام الماء، له بوم «الحميدي» اوشار المرحوم الاستاد صالح بن راشد ركب فيه المرحوم النوخذة خليفة عبدالكريم بوالملح بعد والده، وله بوم آخر اسمه «تيسير» اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان وقد شارك حجي علي في صنعه كقلاف.
وبوم ماي للمرحوم صالح الغنيم.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة علي بن راشد الكوس.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة علي بونيان من نواخذة الغوص، بيصه 34 ذراع وهو اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة علي بن حمد الفضالة من نواخذة السفر.
وبوم ماي لعيال ادريس.
وبوم «سعدون» للمرحوم النوخذة ابراهيم ناصر النجدي، اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة احمد الرويح وهو اشهر نواخذة ابوام الماء في الكويت.
وأبوام ماي للمرحوم النوخذة عبدالعزيز القطامي من نواخذة السفر، وقد حولت بعض تلك الابوام الى ابوام سفر فيما بعد وهي:
بوم «رنقون» اوشار المرحوم الاستاد حجي سلمان وبوم «الحصان» اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان وبوم «شنقاو» اوشار المرحوم الاستاد حسين الغضبان.
تفريغ الماء في نقعة شملان في الحي الشرقي
يضيف حجي علي:وكانت شركة الماء في بداية تأسيسها تشتري الابوام من الاهالي، ثم بعد سنوات بدأت في بيع سفنها على الاهالي ومن الابوام التي كانت في الاصل من ابوام الشركة، على سبيل المثال لا الحصر:
ــــ بوم «المنجي» اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان، ركب فيه المرحوم النوخذة كاسب حسن الفرس من نواخذة ابوام الماء. والمنجي اسم لنوع من انواع السفن الشراعية الهندية لا يستخدم في الكويت.
وبوم المرحوم عبدالرحيم الفودري اصله من ابوام الشركة.
وبوم «مطيران» اصله من ابوام الشركة، اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان، اشترى هذا البوم المرحوم النوخذة غلوم حسن قبازرد.
وبوم المرحوم عبدالعزيز السمكه اصله من ابوام الشركة.
وبوم «انور» اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان بالعمارة، اشتراه من الشركة النوخذة عيسى يعقوب بشارة وكدّه سفر، وبوم انور من الابوام التي صادرتها السلطات الهندية.
تفريغ الماء من الأبوام
في نقعة غنيم بالحي القبلي
بوم ماي اصله بلم للمرحوم النوخذة دعيج بن فهد من نواخذة الغوص، يعمل فيه المرحوم النوخذة سلطان السبع.
وبوم «مساعد» للمرحوم النوخذة عبدالوهاب التورة، اوشار المرحوم الاستاد احمد بن سلمان.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة سالم التورة من نواخذة ابوام الماء.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة عبدالعزيز التورة من نواخذة ابوام الماء.
وبوم ماي للنوخذة ابراهيم عبدالله الاسماعيل.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة حجي سليم بن حسن، اوشار المرحوم الاستاد عبدالله بن محمد.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة علي حسن الشطي من نواخذة السفر.
وبوم ماي لبورسلي اوشار المرحوم الاستاد راشد بن خليل.
وبوم «الحميدي» للمرحوم عبدالحميد عبدالعزيز الصانع مدير شركة الماء الاهلية.
وبوم ماي للمطوع.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة عبدالوهاب بن عيسى القطامي من نواخذة السفر.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة عبدالعزيز مبارك المضاحكة.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة سليمان احمد القصار من نواخذة السفر.
وبوم ماي للمرحوم النوخذة احمد اليعقوب، ركب فيه كنوخذة المرحوم النوخذة مساعد احمد اليعقوب.
ابوام نقل الماء.. ويبدو العاملون اثناء نقله من النقعة
جريدة القبس الكويتيه
10/02/2010
_______________
تاريخ الكويت
بعد الخالدية والشامية والفيحاء والدعية والروضة والمنصورية باسم اللوغاني: العديلية.. تاريخ وشخصيات
في يمين الصورة يبدو جزء من العديلية في منتصف الستينات ويمكن رؤية موقع مسجد الميلم قبل انشائه كما تبدو جامعة الكويت في منطقة الخالدية
لقطة جوية في عام 1960 تقريبا تبدو فيها العديلية خالية من اي مبان سوى قصر الشيخ سالم العلي وخلفه من الجنوب مزرعته التي انشطرت شطرين احدهما اصبح نادي كاظمة والاخر حديقة جمال عبد الناصر في منطقة الروضة
وثيقة مبايعة بين الشيخة موضي المبارك {البائع} وجاسم بن محمد السديراوي {المشتري} لارض في العديلية بمبلغ 35000 روبية عام 1958
صورة لقصر الشيخ سالم العلي الصباح في العديلية التقطها بدر يوسف الرومي من على الجسر بين العديلية والفيحاء بتاريخ 1988/8/30 وقد هدم هذا المنزل وشيد مكانه مركز الصقر التخصصي الصحي
منزل سامي شماس أثناء البناء في عام 1963 ويبدو في الخلف منزل البحراني
لقطة لكبار الضيوف في حفل افتتاح جمعية العديلية التعاونية عام 1971 ويبدو من بين الحضور وزير الشؤون حمد العيار ورئيس مجلس الأمة خالد الغنيم ونائب الرئيس يوسف المخلد ومحمد صالح الحميضي وسعدون الجاسم وغيرهم
إعداد حمزة عليان
تصدر قريبا الطبعة الثانية من كتاب «العديلية.. تا ريخ وشخصيات»، وتضم اربعة فصول، أولها الفصل المتعلق بالتاريخ القديم للعديلية من حيث أصل التسمية وبداية الزراعة فيها أيام الشيخ مبارك الصباح، وبعد ذلك يتناول المؤلف الفترة التي سبقت تنظيم المنطقة، فيشير الى أول مبنى تم تشييده ويعرض صورا نادرة تنشر للمرة الأولى. ويتناول الفصل الأول كذلك تاريخ جمعية العديلية، والتاريخ البرلماني. أما الفصل الثاني فقد خصص لتاريخ التعليم، فعرض تاريخ مدارس المنطقة، ونشر صورا عديدة لأبنائها في مراحل دراسية متنوعة. كما نشر أسماء أول دفعة من الطلبة الذين درسوا في مدرسة العديلية المشتركة للبنين. والفصل الثالث يتناول تراجم أهالي العديلية المؤسسين، فنشر المؤلف ترجمة مختصرة لحوالي 250 شخصية سكنت العديلية منذ تأسيسها في بداية الستينات. وأما الفصل الأخير، فيتناول ألبومات صور لأهالي المنطقة، وهي صور نادرة وقديمة، ومستندات تاريخية منوعة، تم فرزها حسب ورودها من أبناء العديلية.
الكتاب من تأليف الباحث في التاريخ الكويتي باسم عيسى عبدالعزيز اللوغاني، الذذي أصدر قبل ذلك عدة كتب مشابهة حول مناطق الخالدية، والشامية، والفيحاء، والدعية، والروضة، والمنصورية.
لم يكن يعيش خارج سور الكويت إلا جماعات البدو من أهل الكويت الذين كانوا ينصبون خيامهم وبيوت الشعر في مناطق مختلفة حسب توفر المياه والمراعي الطيبة، كما كانت هناك «عشش» (جمع عشة) كثيرة متفرقة في مناطق مثل العديلية، والخالدية، وكيفان، وغيرها، وكذلك كان الحال في بداية القرن العشرين بالنسبة لمنطقة العديلية التي اطلق عليها هذا الاسم منذ عهد الشيخ مبارك الصباح.
لقد كانت العشش تنتشر في العديلية، وكان سكانها من البدو، ومن المزارعين العاملين في زراعة الحنطة والشعير، وكان بعض اهل الكويت من داخل السور يتجهون الى العديلية ومناطق اخرى للعمل في الزراعة، وكان منهم المرحوم صالح بويابس المعروف باشتغاله بالزراعة في العديلية، واشرافه على زراعة الحنطة فيها، طبقاً لروايات عديد ة موثقة، بل كان ايضا يؤجر جزءا من اراضيه الى الغير لاستثمارها.
وكانت المحاصيل تباع على الناس مباشرة أو الى تجار المواد الغذائية، الذين يعرضون ما لديهم بعد ذلك على سكان الكويت في الاسواق التقليدية المعروفة آنذاك، خصوصا ساحة الصفاة، ومن العاملين في الزراعة بالعديلية ايضا المرحوم ابراهيم بن مضف (1849 - 1927)، حسب رواية المرحوم النوخذة علي حسين العسعوسي، كما يذكر السيد منصور الهاجري عن السيد حسين الكوت ان والده اول من زرع في العديلية بعد ان منحه الشيخ مبارك الكبير قطعة كبيرة من الارض لزراعة القمح والحنطة فيها.
مرتفع جميل
والعديلية، التي انقسمت الى شرقية وغربية في عام 1960، كانت قديما مكانا مرتفعا جميلاً يرتاده الكويتيون للنزهة، وكانت من أخصب المراعي، حيث تكثر فيها حقول القمح، والحنطة التي قام اصحاب المزارع الصغيرة بزراعتها، وفي نهاية الخمسينات انجزت بلدية الكويت مخططها للمناطق السكنية ومن ضمنها العديلية، وفي 1970/12/6 تم تغيير اسم العديلية الشرقية الى «الروضة» واصبحت العديلية الغربية تدعى «العديلية» وتبلغ مساحتها 3.1 كم 2، وبلغ سكانها عام 1970 حوالي 8487 نسمة، وارتفع ليصل الى 9748 في عام 1985.
سبب التسمية
اطلق اسم العديلية عليها في ايام الشيخ مبارك الصباح او قبل ذلك بقليل، وقد ورد في سبب التسمية اربعة أقوال وهي كما يلي: أولها ان العديلية اسم مشتق من المعنى القاموسي، وثانيها انها تنسب الى شخص ليس لدينا معلومات عنه اسمه «عبداللطيف بن عديل»، وثالثها ان شخصا اسمه عدلان الرشيدي سكنها قبل حكم الشيخ مبارك فنسبت اليه، ورابعها ان الاسم يقصد به وصف المياه الجوفية في العديلية المتميزة بعذوبتها في ذلك الوقت.
مراجع تاريخية
1 ــ الموسوعة الكويتية المختصرة: يقول مؤلف الكتاب حمد السعيدان «ان العديلية منطقة سكنية كبيرة تنقسم الى شرقية وغربية العديلية الشرقية مساحتها 2.4 كم2 وعدد سكانها سنة 1970 (1971)، والعديلية الغربية مساحتها 3.1 كم2 وعدد سكانها عام 1970 (8487) والعديلية فيما مضى من اخصب المراعي ويكثر فيها نبات الصمعاء وحقول القمح والشعير لاصحاب المزارع الصغيرة، وفي اواخر عام 1970 غير اسم العديلية الشرقية الى الروضة واصبحت العديلية الغربية تدعى العديلية فقط (لا شرقية ولا غربية).
2 ــ «معجم المواضيع والمواقع والامكنة في الكويت»: يقول مؤلف الكتاب الاستاذ فرحان عبدالله الفرحان ان «العديلية منطقة من مناطق الكويت، والتسمية موجودة منذ امد بعيد، وفي منطقة العديلية نادي كاظمة الرياضي وتعتبر العديلية من اخصب اراضي الكويتيين القدماء الذين يأتون على حميرهم لزراعة هذه المنطقة بالقمح والشعير، وقد انتجت غلة جيدة، والمعروف ان الآبار في هذه المنطقة ماؤها صالح للزراعة.
3 ــ الكويت وجاراتها: يقول هارولد ديكسون «ان العديلية ارض عريضة، منخفضة، قليلة العمق، فيها ست ابار، على بعد ثلاثة اميال من مدينة الكويت جنوباً، وعندما تهطل فيها امطار الخريف تنجح فيها زراعة القمح جداً».
4 ــ دولة الكويت الاماكن والمعالم: يقول الدكتور يعقوب الغنيم ان منطقة العديلية، كانت في القديم أول مبنى في العديلية.
أول من سكنها
إن أول من بنى منزلاً في العديلية هو سمو الشيخ سالم العلي السالم الصباح، وكان ذلك في بداية الخمسينات وتحديداً عام 1952، وفق رواية السيد سعد سالم جمعة (1) الذي عاصر تلك الفترة، وكان من رجال الشيخ سالم العلي.
يقول السيد سعد سالم إن منطقة العديلية كانت عبارة عن «صيهد» مرتفع يمكن مشاهدته من سور الكويت بوضوح، ولذلك اختاره سمو الشيخ سالم العلي ليكون مقراً لقصر جديد يبنيه على ذلك المرتفع، وفعلاً تم تكليف السيد خليفة عبدالله البحوه ببناء المنزل وتم الانتهاء من البناء في عام 1952.
لذلك يمكن القول ان سمو الشيخ سالم العلي الصباح هو اول من سكن العديلية في منزل، حيث بنى هذا المنزل في اوائل الخمسينات وسماه قصر العديلية ثم انتقل منه في نهاية الخمسينات الى قصر آخر في القطعة 5 بمنطقة السرة. وفي قصر العديلية ولد الشيخ د. علي سالم العلي الصباح، والشيخ عذبي سالم العلي الصباح، وقد تم تثمين قصر العديلية في الستينات، واستخدم بعد ذلك كمقر لدار رعاية الاحداث، حتى تم هدمه في بداية التسعينات، وشيد مكانه مركز الصقر الصحي التخصصي، اما حديقة القصر فقد شطرها شارع دمشق الى قسمين: الأول اصبح حديقة جمال عبدالناصر، والجزء الثاني اصبح نادي كاظمة الرياضي. اما قصر السرة فما زال ملكاً لسمو الشيخ سالم، وهو قائم حتى تاريخه، ولكنه بموجب التقسيم التنظيمي للمناطق اصبح من ضمن حدود قطعة 5 بمنطقة السرة.
ويتذكر اهالي العديلية ان قصر العديلية كان شيئاً لافتاً للنظر بسبب حجمه الكبير والمزارع التي تحيط به، ومساحتها الهائلة، حيث كان القصر والمزرعة التي خلفه يمتدان الى محطة البنزين وثانوية العديلية، ونادي كاظمة، وحديقة جمال عبدالناصر، وتحيط به آلاف الاشجار المزروعة من نخيل، وصفصاف، وكينا، واثل، وغير ذلك، كما كانت به بركتان كبيرتان جداً لتخزين المياه.
أول مبنى
أول مبنى في العديلية بناه الشيخ سالم العلي السالم الصباح عام 1952 وسكنه مع زوجته الشيخة العنود الأحمد الجابر الصباح التي انجبت له عددا من الأبناء في هذا القصر. وفي الوقت نفسه كان عدد من المواطنين يمتلكون اراضي في العديلية، وقامت الدولة بتثمينها في نهاية الخمسينات بغرض تنظيم المنطقة وتوزيع قسائمها على المستحقين، وقد نشرت جريدة الكويت اليوم الرسمية في عددها الصادر بتاريخ 1958/9/21 اسماء بعض الذين تم تثمين اراضيهم في العديلية، وهم:
ــــ صقر عبدالهادي وشركاه.
ــــ محمد الراشد الخلف.
ــــ عبدالعزيز محمد الفيلكاوي وجاسم أمان.
ــــ حامد السيد محمد.
ــــ عبدالله الحمد الصالح وعلي عباس الحساوي.
ــــ علي بن محمد حيدر.
ــــ موضي بنت يوسف الغنيم.
ــــ فاطمة بنت محمد المعتم.
ــــ طه حبيب.
شهداء من العديلية
استشهد عدد من ابناء العديلية اثناء فترة الاحتلال العراقي للبلاد عام 1990.. اسماؤهم من واقع سجلات مكتب الشهيد التابع للديوان الاميري:
1 ــ جمال مساعد احمد حسين الجزاف
2 ــ ناصر بدر ناصر بورسلي
3 ــ طلال بدر ناصر بورسلي
4 - عبدالعزيز علي محمد الخنيني
5 - زكريا عبدالقادر محمد القادري.
6 - فيصل بحر علي البحر
7 - إبراهيم حسين علي مذكور المهنا
8 - طارق بدر ناصر بورسلي
9 - ناصر عبدالله خميس الفزيع
10 - عبدالحميد عبدالله خميس الفزيغ
11 - عبدالله حامد عبدالله الفزيع
12 - وفاء أحمد علي العامر
13 - عبدالعزيز إبراهيم عبدالله الهندي
أوائل
• أول محافظ لحولي هو سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حيث صدر مرسوم بتعيينه محافظاً لحولي في عام 1962.
• أول جنسية في الكويت صدرت للسيد عبدالله مضف المضف رحمه الله، وهو من سكان العديلية في الستينات،
• أول مهندس طيران هو الفريق عبدالعزيز حجي رضا الصايغ الذي حصل على شهادة في هندسة الطيران من بريطانيا في عام 1961.
اعتبرت الحقبة التاريخية الواقعة ما بين بدايات القرن العشرين حتى نهاية الخمسينات من القرن نفسه هي الحقبة الذهبية لصناعة السفن في الكويت، والدليل على ذلك زيادة عدد صناعة السفن نظرا للانتعاش الاقتصادي للكويت (انظر الجدول المرفق). ففي بداية القرن وعلى الرغم من شهرة الكويتيين بصناعة السفن استعان الكويتيون بحرفيين مسقطيين لصناعة السفن لأنهم اشتهروا أيضا بمثل تلك الحرفة. وهذا يوضح مهارة المسقطيين في صناعة السفن من جانب وازدهار الكويت اقتصاديا وزيادة الطلب على السفن - في أغلب الظن - من جانب اخر (انظر،H. J. Whigham The Persian Problem).
والجدير بالذكر ان مثل تلك الاستعانة لاتعني التقليل من شأن القلاليف او الأستادية، بل هي جزء من عملية التبادل التجاري في منطقة الخليج. ولندلل على ذلك، فعلى سبيل المثال ورغم شهرة المسقطيين بصناعة السفن في تلك الفترة استوردت عمان في عام 1923 من عرب ميناء لنجة - الذين اشتهروا أيضا في صناعة السفن - ما يقارب 40 سفينة مصنوعة بسواعد عرب لنجة (انظر، The Persian Gulf Administration Reports vol 8 تقرير عام 1923).
اما الدلائل الاخرى على تميز الكويت بصناعة السفن انذاك هو ان بعضا من السفن صدرت وبيعت لمناطق الخليج منها البصرة وفقا للتقاريرالتجارية البريطانية المسجلة عن الكويت (انظر، The Persian Gulf Trade Reports vol 7 تقرير عامي 1916-1915). كما وضح أيضا أحد التقاريرالبريطانية في العقد الثاني من القرن العشرين أن أفضل أنواع السفن في الخليج تبنى بالكويت (انظر R/15/1/504). كما ان هناك اشارة اخرى وهي ان أثناء تلك الحقبة زادت أجرة القلاليف اليومية المتراوحة مابين 2.8 - 3.8 روبيات في عامي 1934-1935 الى 3-4 روبيات في عامي 1936-1937 (انظر، The Persian Gulf Trade Reports vol 8 بتاريخ التقارير المذكورة). لذلك ليس من الغريب ان اشتهر الكثير من الأسر الكويتية – معظمهم من البحارنة – منها عائلة الأستاد والأشوك وبوعليان وغيرهم كثيرون بصناعة السفن في تلك الحقبة الذهبية، وعلى اثر ذلك لقبوا بالقلاليف والأستادية (لمزيد من التفصيل لأسماء الأسر الكويتية من البحارنة وغيرهم المساهمة في هذه الحرفة، انظر الحجي، صناعة السفن). كما اشتهر الى جانب أحمد الأستاد والذين عاصروه كل من ثنيان والصقر وشاهين الغانم كمصنعين للسفن في الثلاثينات كما تذكر المصادر البريطانية (انظرThe Persian Gulf Trade Reports vol 8 تقريرعامي 1939-1940). ولكن ما نود التركيز عليه في هذه الدراسة القصيرة هو أحمد بن سلمان الأستاد لأنه ورث المهنة عن أبيه سلمان (المتوفى عام 1918)، ولأنه يعتبر الوحيد الذي أكسب الكويت سمعة محلية واقليمية وعالمية. لهذا لا يستغرب أن لقب من بعض المؤرخين بـ «الصانع الأسطوري» او «شيخ الأستادية». علاوة على ذلك فقد قام بصناعة السفن واليخوت بأنواعها لكثير من تجار الكويت وحكامها مثل الشيخ أحمد الجابر والشيخ عبدالله السالم وأيضا بعض شيوخ قطر بمساعدة القلاليف الذين لا ينكر دورهم كأيد عاملة. كما أنه الوحيد الذي سجلت له الوثائق البريطانية واعترفت بمهارته العالية، الأمر الذي أدى الى ان تعاقدت معه الحكومة الأميركية - عن طريق البريطانيين - أثناء الحرب العالمية الثانية لتجميع سفن من نوع الـ Barges لاستخدامها كجسور عائمة لنقل المعدات الحربية في مياه شط العرب، والذي على اثره حظي بلقب «خان صاحب». كما نال وساما من الحكومة البريطانية في عام 1946 تكريما وتقديرا له، والذي تحتفظ به عائلة الأستاد الكريمة في ديوانها الكائن في منطقة الدعية (انظر، الحجي صناعة السفن ومقابلة مع حمزة الأستاد).
أحمد الأستاد في الوثائق البريطانية
لم تكن الوثائق البريطانية أقل إسهابا عن مهارة هذا الرجل، فكانت «براحة حجي أحمد» - يسميها البعض عمارة - هي المكان الذي خرج منه عشرات ومئات السفن المختلفة بأنواعها، بما فيها سفن كان يملكها أحمد الأستاد، مثل «فتح الخير» وبوم «توفيق الكريم» كما تذكر الوثائق البريطانية في عام 1932(انظر، R/15/5/89). وقد أكدت زهرة فريث (ديكسون)، التي مكثت في الكويت لفترة عاصرت حجي أحمد، على أهمية شخصية أحمد الأستاد في الكويت، حيث اعتبر كما تذكر قائدا للبحارنة من جهة، وصانع سفن مشهور على مستوى الخليج قاطبة من جهة أخرى. كما أنها أشارت لأهمية «براحة» الأستاد لصناعة السفن، الذي كان يتواجد فيها ابنه بشكل دائما أثناء عملية البناء. حيث كان الأخير مستعدا بشكل مستمر لأخذ الزوار في جولة في تلك «البراحة» وإعطائهم معلومات عن حرفة صناعة السفن. كما أكدت أن البحارنة امتهنوا حرفة صناعة السفن أبا عن جد منذ أجيال متعاقبة امتدت لفترة طويلة من تاريخ الكويت (انظر، Zahra Freeth، Kuwait was My Home). وحين زيارتي لها في 18 فبراير 2012 تحدثت معي عن أحمد الأستاد وسمعته الكبيرة على مستوى الخليج بصناعة السفن. كما أنها أهدتني صورا معاصرة ومتعلقة بحجي أحمد الأستاد وبومه وبراحته التقطتها عائلتها الكريمة أثناء اقامتها في الكويت.
وانه من خلال المقارنة بين الوثائق البريطانية والوثائق الشخصية لحجي أحمد المحتفظة عند عائلة الأستاد الكريمة، نجد أن حجي أحمد قد وقع عدة صفقات لتجميع السفن مع الحكومة الأميركية ابتداء من عام 1942. فقد ذكرت الوثائق البريطانية أنه في عام 1942 تمت مفاوضات في القنصلية البريطانية في الكويت ما بين حجي أحمد والمهندس الأميركي كابتن Santelman لتجميع أجزاء من سفن الـBarges وقد تم الاتفاق - بعد الضغط - على حجي أحمد بمقدار 1000 روبية للسفينة الواحدة التي تشمل مسؤوليته لنقل القلاليف من والى مكان العمل. والجدير بالذكر أن التقرير نفسه يُذكر أنه سبق لحجي أحمد أن قام بالعمل نفسه نظير مقدار مالي أكبر يعادل 1800 روبية للسفينة الواحدة، ولكن لم يحدد التاريخ. وقد يكون التقرير المقصود هو الذي وقع ما بين حجي أحمد وFoley Brothers Inc وSpencer، White &Prentis Inc في العام نفسه. كما وقعت الشركة الأخيرة أيضا مع الأستاد بتجميع الكثير من سفن الـBarges وHiggins Pontoons في عام 1943 (وثائق من أرشيف أحمد الأستاد). وفي تقرير بريطاني آخر في عام 1942 يوضح أن حجي أحمد قام بجهد مضاعف لمحاولته تجميع كمية أكبر لسفن الـBarges من 10 إلى 18 سفينة، نظرا لاحتجاج البعثة الأميركية على تأخر الأول في إكمال المهمة خوفا من وصول المزيد من المعدات من الخارج. أما في عام 1944 فقد ذكرت الوثائق البريطانية أن حجي أحمد والمتعهد لتجميع السفن من نوع Barges وPontoons قد وقع عقدا في 31 مارس 1944 مع Inland Water Transport. وانه في العام نفسه أنجز تجميع عدد 6 من سفن الـBarges كعينة من عمله، التي على أساسها تعطى تقديرات تكلفة كل نوع من سفن الـBarges. ولضمان الصفقة قام حجي أحمد بإعطاء عرضا مغري لتركيب جميع سفن الـBarges المطلوبة، الذي كان قيد الدراسة من قبل السلطات العسكرية، ولم يوضح التقرير إذا ما تمت الصفقة أم لا (انظر، L/P&S/12/3758). توفي أحمد الأستاد في عام 1959 مخلفا وراءه جيلا جديدا بمن فيهم أبناؤه ليكملوا مسيرته، ولو انها لم تدم لفترة طويلة بسبب عدم احتياج السفن الشراعية آنذاك خاصة بعد اعتماد الاقتصاد الكويتي على إنتاج النفط في منتصف الأربعينات. </p>
أما على الصعيد الاجتماعي كان حجي أحمد محبوب للجميع وليس بالغريب أنه كان يدعى - كأحد الشخصيات المهمة - لأي مناسبات واحتفالات كويتية وبريطانية. حيث دعي الى مناسبة تقليد الشيخ أحمد الجابر وسام نجمة الهند في عام 1944. كما دعي الى حفلة دار الاعتماد البريطاني لمناسبة استقلال الهند والباكستان لعام 1947 (وثائق من أرشيف أحمد الأستاد).
وعلى ضوء تقارير الرحالة والوثائق البريطانية ووثائق أرشيف أحمد الأستاد والصور الأرشيفية الخاصة بعائلة ديكسون في الكويت، نستخلص أن الدور المهم الذي لعبه البحارنة - طوال ما يقارب قرنين من الزمن - في صناعة السفن بأ نواعها المختلفة لغايات متنوعة، أضاف بعداً تراثياً مهماً الى جانب البعد التاريخي للكويت، التي يجب أن تفخر به أجيالنا الحاضرة والمقبلة.
ملاحظة: في الجزء الأول من المقال ورد خطآن في التعليق على بعض الصور. الصورة الأولى في الجانب الأسفل على اليمين هي صورة نادرة لأحمد الأستاد واخرون (مجهولين) جالسا خارج منزل عائلة النصف الكريمة من الأرشيف الشخصي لزهرة ديكسون. كذلك بالنسبة لصورة البوم هي من نفس المصدر وهي صورة نادرة لبوم أحمد الأستاد كما ورد في تعليقات الصور لأرشيف عائلة ديكسون.
أول استخدام لها في البلاد عند زواج الشيخ حمد المبارك في 1906 وإيصالها إلى البيوت بدأ في 1934
106 سنوات على دخول الكهرباء إلى الكويت
توصيل أسلاك الكهرباء قديما ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط Share on tweet
مع بداية كل صيف يطفو على السطح موضوع الكهرباء وضرورة ترشيد استهلاك الطاقة وعدم الاسراف حفاظا على هذا المورد الحيوي والمهم، لكن حين وصلت الكهرباء؟ وحتى تأسست أول شركة، كيف ومتى؟ في الأسطر الآتية نستعرض قصة بداية الكهرباء في الكويت فنذكر اول مولد كهرباء دخل البلاد، والمناسبة التي جلب لأجلها مرورا بتأسيس الشركة الاهلية التي قدمت خدمة الكهرباء للمواطنين ووصولاً إلى كهرباء ما بعد النفط.
كانت وسائل الانارة خلال العصر ما قبل بدائية وتقليدية تعتمد ما هو متوافر في تلك الازمنة من استخدام الزيوت الطبيعية في الانارة وهذه الزيوت تكون من السمسم وجوز الهند وبعض ما يجلب من الخارج على شاكلتها ثم اتجهت الناس الي استخدام مصابيح الكيروسين «الكاز» ولكن على نطاق ضيق جدا وعند افراد قلائل حيث كان يحضره بعض المسافرين معهم من الهند بكميات قليلة كانوا يأتون به في صفائح في صناديق خشبية ثم استورد بشكل رسمي في الكويت سنة 1902 وكان وكيلها الحاج علي بن الشيخ احمد العمر وانتشرت هذه المادة بين الناس واصبحت مادة ضرورية تستخدم بشكل يومي لا غنى عنها.
البداية
ثم دخلت الكهرباء من اجل توفير الانارة فقط وبداية استخدام الكهرباء ودخول اول ماكينة كهرباء في الكويت كان في عهد الشيخ مبارك الصباح فلقد عرفت الكويت الكهرباء واول استخدام لها عند زواج الشيخ حمد المبارك سنة 1906 حيث اشترى الشيخ مبارك الصباح مولدا كهربائيا صغيرا وضعه في قصره لإنارة قصر السيف واوكل لإدارته رجلا هنديا احضر لهذه الغاية وقد كان يعاونه في ادارته شاب هندي يدعى الحاج عباس الذي التحق فيما بعد بورشة قصر دسمان وتلك الماكينة الكهربائية التي كان لها السبق في دخول الكويت عالم الكهرباء من خلالها اشتراها احد التجار الكويتيين في عهد الشيخ سالم الصباح بألف روبية.
التيارفي العام 1933 اسس فريق من التجار الكويتيين اول شركة اهلية لتأمين التيار الكهربائي على اساس تجاري للمواطنين وعرفت هذه الشركة الاهلية باسم «شركة الكهرباء الاهلية» وقد باشرت عملها بإنشاء محطة صغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية العام 1934 تحتوي على مولدي ديزل قوة الواحد منهما 30 كيلو واط وبضغط كهربائي 400 فولت يعملان بنظام التيار المستمر ويتم تشغيل احدهما صباحا لتستمر بالعمل الى الساعة العاشرة ليلا ثم تتوقف ليبدأ تشغيل الثانية الى صباح اليوم التالي وهكذا وكانت الكهرباء تستخدم الانارة فقط.
الثلاجات
اما العدد القليل من الثلاجات التي كانت لدى بعض المواطنين فكانت تعمل على الكيروسين وقد عرفت الكويت اول ثلاجة سنة 1934 استوردها الحاج محمد حسين معرفي وهي من نوع (الكترولكس).
الموقع
كان موقع اول محطة للكهرباء علي ساحل البحر في منطقة الشرق مقابل عمارة معرفي الواقعة بين نقعة معرفي ونقعة الخميس وقد افتتحت الشركة مكتبا لها في سوق التجار في محل تابع للمرحوم عبدالله الملا صالح وعين به موظفون لمتابعة امور التحصيل وكان سعر الوحدة 6 انات.
التوصيل
تم ايصال التيار الكهربائي للمرة الاولى الى بعض الدكاكين والبيوت في تاريخ 1/ 4/ 1934 وبلغ عدد المشتركين في نهاية السنة الاولى ستين مشتركا ازداد الى نحو 400 مشترك بعدد السنوات واقتصر استهلاكهم على الانارة فقط وقام عدد قليل من العائلات باستخدام المراوح الكهربائية في منازلهم بصورة محدودة بينما تم تركيب مكيف هواء صغير في احدى غرف قصر المرحوم الشيخ احمد الجابر الصباح.
المحلات
ويذكر ان المرحوم عبدالله الملا صالح كان يطوف على المحلات في الاسواق مذكرا المستهلكين بضرورة الاقتصاد في استخدام الكهرباء وعدم الافراط في ذلك حتى لا يزيد الضغط على المولدات وكان يقوم في ذلك عندما يزور الدواوين والمجالس يسدي بنصحه للمستهلكين وايضا كان يطوف في الاحياء السكنية مع عدد من مساعديه بهدف المراقبة والتأكد من عدم سحب اسلاك من التمديدات الرئيسية بالشوارع لتوصيل التيار الكهربائي بصورة غير قانونية للبيوت غير المشتركة.
البلدية
واتفقت بلدية الكويت مع الشركة منذ تأسيسها 1933 على إنارة بعض الاسواق والشوارع وذلك بوضع خمسين مصباحا من فئة 30 شمعة يتم تشغيلها ليلا، مقابل تقاضي الشركة روبيتين ونصف شهريا عن كل مصباح.
الطلب
ازداد طلب المواطنين على التيار الكهربائي تدريجيا الى ان بلغ عدد المشتركين نحو 700 مشترك العام 1940 وعلى الرغم من الركود الاقتصادي الذي كان بسبب الحرب العالمية الثانية وبعد الانتهاء ألغت الشركة نظام التيار المستمر تدريجيا وادخلت التيار المتناوب الثلاثي الأطوال بضغط 380/ 220 فولت وتردد 50 هرتز.
المرقاب
أقامت الشركة محطة جديدة في المرقاب اشتملت على مولدين قدرة كل منهما 200 كيلو واط. وبدأ العمل بهما عام 1940 وجرت بعد ذلك اضافة مولد ثالث بقدرة 200 كيلو واط واوقف العمل بنظام التيار المستمر نهائيا عام 1950.
الشراء
شهدت البلاد نهضة سريعة في كل الميادين وارتفع الطلب على الطاقة الكهربائية إلى درجة كبيرة ما جعل المحطات الموجودة غير قادرة على تلبية هذا الطلب قررت الحكومة التدخل فعمدت عام 1951 إلى شراء اسهم شركة الكهرباء الاهلية والى تأسيس ادارة الكهرباء العامة حيث اوكلت اليها المسؤولة توفير وتوزيع الطاقة الكهربائية بصور تغطي كافة احتياجات البلاد، فقامت ادارة الكهرباء عام 1952 بتشييد اول محطة بخارية لتوليد الكهرباء في منطقة الشويخ بالقرب من ساحل البحر وفي عام 1954 بدأت انتاج الكهرباء بتشغيل مولدين قدرة كل منهما 7.5 ميغاواط وبقدرة مركبة تبلغ 15 ميغاواط.
الشويخ
تعد اول محطة لتوليد الكهرباء على نطاق تجاري كبير حيث بدأ انتاجها بوحدتين «توربينات» بقدرة انتاجية مركبة تبلغ 15 ميغاواط عام 1954 ثم اضيف توربين كبير بقدرة تبلغ 30 ميغاواط عام 1962 لتدفع القدرة المركبة 45 ميغاواط وفي عام 1977 اضيفت توربينات غازية قدرتها 163.2 ميغاواط واستمرت المحطة في اداء عملها حتى عام 1990 عندما توقف نهائيا عن العمل نظرا لتدمير الذي لحق بها فهي خارج الخدمة حاليا.
الأخرى
بدأت وزارة الكهرباء بخدمتها حين تأسست بعد الاستقلال نحو تحقيق الطفرة الكهربائية وبدأت بزيادة القدرة المركبة لمحطة الشويخ لمواجهة الاحتياجات الكهربائية المتزايدة وتم انشاء سبع محطات منها خمس عاملة واثنتان خارج الخدمة والمحطات التي انشئت هي: الشعيبة الشمالية وكان تأسيسها سنة 1965 ثم تم انشاء الشعيبة الجنوبية سنة 1970 بعد ذلك سنة 1977 وأنشئت الدوحة الشرقية ثم لحقتها الدوحة الغربية سنة 1993 ثم الزور الجنوبية سنة 1997 واخيرا سنة 1998 تم انشاء محطة الصبية.
المصدر
اعتمدنا على كتاب الحرف والمهن والانشطة التجارية القديمة في الكويت للاستاذ الباحث محمد عبدالهادي الجمال في هذه المعلومات القيمة عن الكهرباء قديماً.
محطة الشويخ التي أسست سنة 1953 وصل كهرباء صادر سنة 1942
أُشهرت عام 1962.. ويرويها وليد السيف
كيفان.. قصة أول جمعية تعاونية
أعضاء الجمعية العمومية عام 1966 (من اليمين) رئيس مجلس الإدارة فهد براك الصبيح وبجانبه ناصر اللهو مبتسما ومدير عام الجمعية فايز الجمل أمام اللوحة المعلقة على الحائط
بطاقة صندوق العائد للسيد زيد الرفاعي وهو من أوائل المساهمين في جمعية كيفان التعاونية
حمزة عليان
أربعة أسباب كانت وراء إصدار هذا الكتاب، أولها أنها أول جمعية في الكويت يتم إشهارها، وفقاً لقانون رقم 20 لعام 1962، بشأن الجمعيات التعاونية، ثانياً أن مؤسسيها وأعضاء مجالس إداراتها كانوا أهلاً للأمانة والثقة، ثالثاً أنه أحد كتب كيفان الوثائقية التي قام بإعدادها، والتي سترى النور قريباً، وأخيراً باعتباره من أبناء المنطقة نشأ فيها منذ الطفولة.
يندرج الكتاب تحت إطار توثيق تاريخ الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، وهو بشكل من الأشكال يقدم صورة متكاملة لمنطقة تعتبر من المناطق الوليدة مع مرحلة الاستقلال، من النواحي الاجتماعية ومظاهر التوسع العمراني والسكاني.
التسمية والمخطط
عام 1952، انطلق التنظيم العمراني لدولة الكويت في عهد المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، وقد أوكل الأمير لشركة «مينو بوريو سبانسلي وماكفرلين» الإنكليزية مهمة رسم المخطط الهيكلي الأول، بإشراف الجنرال البريطاني هستيد ووفقاً لذلك ظهرت منطقة كيفان باسم تنظيمي «منطقة م» واستمر هذا الاسم حتى عام 1958، بعدها تقرر إطلاق أسماء كويتية قديمة عليها، حيث اطلق اسم «كيفان» على «منطقة م» قبل ذلك كانت تعرف باسم «صيهد البقر». وكيفان اسم يطلق على المكان الذي توجد فيه مياه عذبة.
كيفان من المناطق النموذجية، يقطنها نحو 15 ألف مواطن ومواطنة على مساحة لا تزيد على ثلاثة كلم2، تضم ثلاث كليات جامعية (العلوم الاجتماعية، والآداب والشريعة، مع سكن الطالبات وايضا ستاد نادي الكويت الرياضي ومركز الابحاث ومبنى وزارة المواصلات وصالة للمناسبات أقامتها عائلة بودي، وكانت الاولى من نوعها على مستوى الكويت وغير ذلك من المرافق العامة.
يستعرض المؤلف الدكتور وليد السيف المراحل التي تم فيها بناء «مركز الضاحية» وصولا الى عام 1956 عندما وافق مجلس الانشاء على عرض مكتب المهندس جورج ابو شعر لتصميم المنطقة «ميم» وهي كيفان بسعر 28 الف جنيه استرليني، ثم بدأ مجلس الانشاء بتوزيع القسائم منتصف عقد الخمسينات وتأخذ العوائل الكويتية بالسكن عام 1956.
رواية الصبيح والتأسيس
وتنادى مجموعة من الاهالي في بداية الستينات لعمل لقاءات في ديوان المرحوم ناصر عبدالعزيز الصانع وديوان الصبيح بكيفية تنظيم السوق المركزي.. ينقل الكاتب عن السيد فهد براك الصبيح احد المؤسسين قصة تأسيس الجمعية، «نبعت فكرة انشاء سوق في كيفان لتلبية احتياجات اهالي المنطقة، حيث كانوا يضطرون الى الذهاب بالسيارة الى سوق مدينة الكويت لشراء حاجياتهم، وفي تلك الفترة، كان ذلك يشكل عناء على الاهالي، في البداية كانت الفكرة انشاء سوق تجاري بمساهمة سكان المنطقة، اي تأسيس شركة مساهمة مقفلة تقتصر على اهالي المنطقة فقط. وقمنا بتقديم المشروع للوكيل العام بدائرة الشؤون الاجتماعية عبدالعزيز عبدالله الصرعاوي - احد وجهاء منطقة كيفان - الذي قال ان فكرتهم لا تصل ان تكون «شريكة تجارية»، وانما تصلح ان تكون «جمعية تعاونية»، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد قانون ينظم اعمال «الجمعيات التعاونية». لهذا قام كل من المحامي فارس الوقيان وخالد الصبيح بدارسة قوانين الجمعيات التعاونية في بعض الدول العربية ودول اوروبا الشرقية الاشتراكية للاستفادة من تشريعاتهم واخذ منها ما يناسب دولة الكويت. وكل ذلك تم بالتنسيق والتعاون مع عبدالعزيز الصرعاوي باعتباره رجل قانون ووكيلا عاما بالدائرة في الوقت نفسه. واضاف فهد الصبيح قائلا: لقد اتصل الصرعاوي بنا فور صدور القانون وكنا جاهزين لتقديم طلب الاشهار لجمعية كيفان التعاونية وفقا للقانون الجديد».
وفي تاريخ 10 أكتوبر 1961 عقد اجتماع لرجال المنطقة لتقديم طلب رسمي للاشهار وانتخاب اعضاء اللجنة التأسيسية وهم: ناصر عبدالعزيز عبدالحميد الصانع، عبداللطيف ياسين الطبطبائي، حمد هلال المطيري، عبدالقادر عبدالحميد العبدالجادر، يوسف أحمد الصقر، عبدالله أحمد الدعيج، يعقوب يوسف الصرعاوي، فارس عبدالرحمن الوقيان، عبداللطيف عبدالحسين الكاظمي، يوسف محمد الشايجي، فهد براك الصبيح، خالد صبيح براك الصبيح، عبدالجبار علي الخشتي، عبدالرزاق عبدالحميد الصانع، عبداللطيف حمد الفلاح، مساعد الجار الله الخرافي، ناصر العيسى السعد.
وكان يوم 15 أكتوبر 1962 هو تاريخ اعلان تأسيس جمعية كيفان التعاونية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية وبعد صدور قانون الجمعيات بثلاثة أشهر تقريباً، وأشهرت برأسمال وقدره 4260 ديناراً، حيث بلغ عدد الأسهم المكتتب بها بالكامل 2840 سهماً بواقع 3 دنانير للسهم.
رؤساء مجالس الإدارة
انتخب أول مجلس ادارة عام 1962 وأعلن عن فتح باب الاكتتاب للأهالي لمدة شهر تم اكتتاب 315 عضواً سددوا %50 من قيمة الأسهم البالغ عددها 21791 سهماً واجمالي المبالغ المحصلة هو 32686.500 ديناراً، ترأس أول مجلس ادارة ناصر عبدالعزيز عبدالحميد الصانع.
الانتخابات وعدد السكان
في تعداد عام 1965 بلغ عدد الكويتيين القاطنين في كيفان 10.664 آلاف نسمة، وفي تعداد 2005 وصل جملة الكويتيين الى 13.852 الف مواطن ومواطنة، اما الارقام المسجلة لدى الهيئة العامة للمعلومات المدنية فهي 27 الف كويتي ووافد وان كانت نسبة الوافدين قليلة جداً بكونها منطقة سكنية لاهل الكويت، لكن هذا الرقم له دلالات انتخابية باعتبار ان عمليات نقل القيد قائمة منذ سنوات، فهناك القلاف الذين سجلوا اسماءهم في منطقة كيفان لكنهم ليسوا من سكانها.
يذكر ان المخطط الاول الذي وضع لكيفان اخذ في الحسبان استيعابها لــ 6 الاف نسمة ومع تطور العمران وزيادة السكان زاد الرقم، لا سيما ان القطعة رقم 1 والمخصصة لبيوت ذوي الدخل المحدود تعرضت للهدم عام 1968 من قبل الحكومة، فاضطر ساكنوها الى الهجرة المؤقتة للمناطق اخرى وان عاد البعض منهم وهنا حصل التغيير السكاني.
سيرة خليفة عبدالله... استاد البناء الذي صمم ونفذ مباني وشوارع الكويت التاريخية تجسد قصة توارث المهنة أباً عن جد
البحوه ... عائلة «بَنَتْ» الكويت
المغفور له الشيخ صباح السالم يضع حجر الاساس لمدينة الصباحية وبجانبه الاستاد خليفة البحوه ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط Share on tweet
للبناء قديماً نمط خاص به في كل بلد وأيادٍ كريمٍة تعمل به، نتطرق اليوم إلى أحد هذه السواعد المخلصة، امتهنت عائلة البحوه العمل في البناء وتوارثته منذ زمن الآباء والأجداد وعاصرت تطوره عن كثب، نتطرق الى سيرة أحد أبنائها خليفة عبدالله البحوه أحد الأساتدة الذي يشار إليه بالبنان فنذكر المباني التي صممها وشيدها والانجازات التي قام بها، كما نتطرق الى المهام التي كلف بها من قبل الحكومة وهي تتناول كثيراً من مشاريع الحكومية التي كانت له بصمة فيها:
اشتهرت عائلة البحوه في البناء ومزاولته أباً عن جد فلا يذكر في الكويت في العقود الماضية أي مرافق ومنشآت للدولة في الماضي لابد من أن نذكر أفراد عائلة البحوه والكثير من مساكن الأهالي تولت بناءها، كما شارك جدهم ابراهيم واخوانه في بناء سور الكويت الأول ثم الثاني ثم الثالث على تفاوت بين هذه الأسوار في المدة الزمنية حتى قصر نايف الذي كان به مبنى الأمن العام الذي تولت بناءه عائلة البحوه وكذلك المساجد كان لهم دور في بنائها.
وشارك منهم في معركة الصريف خالد ابراهيم البحوه وكان ضمن القتلى الكويتيين في تلك المعركة التي كانت أيام الشيخ مبارك الصباح عام 1901.
المحكمة
حينما كان الشيخ عبد الله الجابر رئيسا لدائرة المحكمة والبلدية كانت هناك قضايا تعرض بها نزاعات بين الورثة تتعلق في العقارات والبيوت وتقدير أثمانها فاختار الشيخ عبد الله الجابر والد الاستاد خليفة البحوه الحاج عبد الله ابراهيم البحوه لهذه المهمة والتي كانت بمثابة لجنة «خبراء»، ومارس عمله بكل أمانة وإخلاص وكان له ختم خاص يذيل بها ما يعرض له من تلك القضايا وكان هو الوحيد في الكويت من يقوم في هذه المهمة الوطنية وذلك لما وهبه الله من معطيات وخبرة في مجال عمله سنين طويلة وسمعته الطيبة وسيرته الحسنة والامانة التي عرف بها.
الرياض
زار جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود الشيخ أحمد الجابر الصباح وشاهد في قصر دسمان البناء الذي كان سقفه من شندل وبواري وقد أعجب بطريقة البناء وكيفية ترتيبه في هذه الصورة وهذا العمل يبرز اتقان ومعرفة من باشره وبناه... وقد لاحظ جلالة الملك ذلك الأمر لأن بناء السعوديين يعتمد بشكل أساسي على عروق النخل، بعد ذلك طلب من الشيخ أحمد الجابر أن يرسل له مجموعة استادية من الكويت لبناء قصر المربع قصر الملك فلبى الشيخ أحمد الجابر طلب الملك عبدالعزيز وتم ايفاد مجموعة من أهل البناء الاستادية كويتيين من المشهرين وقد مثل عائلة البحوه الاستاد سلمان ابراهيم البحوه وكان معه في هذه الرحلة ابنه محمد، والجدير بالذكر انه تمت الاستعانة بمحمد سلمان البحوه بعد تحرير الكويت لبناء الدروازات التي هدمت وكذلك سور قصر دسمان حيث كانت رغبة سمو الأمير الراحل جابر الأحمد ان تبنى على النمط القديم كما كانت فطلب من المهندس سلمان محمد البحوه ذلك فبلغ والده الاستاد محمد وتم جلب المواد السندل والبواري والمربع من قطر والبحرين وتم البناء، كل ذلك على النمط القديم تحت اشراف الاستاد محمد السلمان البحوه. كما تم ترميم مبنى القنصل البريطاني دكسن بناءً على تكليف وزارة الإعلام.
خليفة
ولد الحاج خليفة عبدالله إبراهيم البحوه في المنطقة الوسطى في القرب من فريج الزهاميل وكان بيت أسرته يتضمن ثلاثة بيوت كبيرة مقسمة إلى بيت خدم وديوان وبيت للضيوف الذين يوفدون عليهم من أجل الانخراط مع أسرته خلال مزاولة عملها في البناء وكان غالبهم من أهل نجد.
وافقت ولادته إنشاء أول مدرسة في الكويت وهي المدرسة المباركية والتحق بها في صغره فتعلم أصول القراءة والكتابة وامتاز عن غيره من زملائه بحسن الخط وجماله وأسلوبه الراقي في مخاطباته فلقد أخذ قسطاً وافراً من الدراسة في مدرسة المباركية.
التعلم
لقد شب خليفة عبدالله البحوه وهو يرى والده أستاد بناء فلا غرو ان يتعلم منه أصول هذه المهنة فالحياة كانت تتطلب من الإنسان في ذلك الوقت هناك أن يشق طريقه مبكراً فعاصر كثيراً من المباني التي تولى بناءها والده ومعه أخيه راشد منها قصور كثير من الشيوخ وتجار الكويت وكان العمل يستمر طوال العام ويتطلب منهم في بعض الأوقات الذهاب الى البحر ومنطقة عشيرج لجلب الصخور منها فلم يكن الأمر هيناً بل مرهق ومتعب والعناء ملازم له... أصبح مع مرور الوقت استادا مع والده وكانت عشرات العمال تقف كل صباح في البراحة التي أمام بيتهم فيخرج لهم ويختار ما يحتاجه منهم لمزاولة عمل البناء ومن لم يكن نصيبه اليوم أخذه من الغد... وفي بعض الأحياء قد يتطلب العمل خمسة عمال ويأخذ زيادة على هذا العدد من أجل إعانة هؤلاء الناس على الكسب.
الاستمرار
اتسعت خبرة الأستاد خليفة البحوه وتوسعت مداره وطور نفسه أكثر فأكثر حيث واكب كل جديد في عالم البناء وكان الجد والعزم والالتزام لا تنفك عنه وما المشاريع التي باشرها إلا دليل على نبوغه وتميزه في هذا المجال.
الأميري
حينما أرادت الحكومة الكويتية في عهد الشيخ أحمد الجابر بناء أول مستشفى حكومي في الكويت كلف الأستاد الحاج خليفة في هذه المهمة فكان هو المسؤول الأول عن هذا الصرح وقد تخلل تلك الفترة ظروف قيام الحرب العالمية الثانية التي تأثرت بها المنطقة حيث ان بناء انطلق في سنة 1945 لكن تلك الأزمة أوقفته ثم استؤنف العمل حين انتهاء تلك الأزمة 1947، وقد تولى الحاج خليفة البحوه تخطيطه وتصميمه ووضع الهيكلة المناسبة التي تجعل الصبغة الكويتية هي الطاغية عليه فيعكس الخصوصية التي كانت لها في البناء ولم يكن حينما كلف بالعمل الكبير في وقته أي جهة حكومية يُناط بها هذه الأعمال فدائرة الأشغال لم تؤسس بعد كما أن العمالة التي كانت تعمل معه هي كويتية لجميع أقسام البناء من حفر وتشييد ومساح ووضع جسور وأسقف وبعمل جاد تم الانتهاء منه سنة 1949 وهو يعتبر مفخرة كونه عملاً صمم وشيد بأيدٍ كويتية وانجازه بعمل راق في تلك الحقبة الزمنية التي كانت بها الإمكانات محدودة، وقد استخدم الاستاد خليفة البحوه لبناء هذا الصرح الطابوق والاسمنت وهما لم يكونا قد استخدما في شكل واسع في المباني الكويتية. وقد افتتحه المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح في 1949.
السكن
بعد بناء المستشفى الأميري صارت الحاجة ماسة لبناء سكن للممرضات فتم تكليف عائلة البحوه خليفة واخوه راشد في بناء ذلك السكن فصمم وخطط فكان تحفة هندسية فلم يكن في ذلك الوقت مهندسون في الكويت فتولى تخطيطه وبناءه والاشراف عليه وكان معه سواعد كويتية عملت معه جلبوا الصخر من منطقة عشيرج في الشتاء القارس وتحملوا المشاق من أجل لقمة العيش الكريمة.
الصدري
من الأمور التي كان لها الأثر في نقل الخدمات الطبية إلى مستوى أفضل حين بدأ التطور يدب في أنحاء الكويت بناء مستشفى الصدري الذي كان في منطقة الشرق وبجانبه مستشفى الولادة ولقد تولى الاستاد خليفة البحوه البناء والاشراف على هذين المبنيين وكذلك حين إنشاء مستشفى الصدري في منطقة الصليبخات أيضاً كان مشرفاً عليه من قبل الأشغال.
الشارع الجديد
لم تكن الكويت حتى منتصف الأربعينات تعرف الطرق المعبدة لذا كانت مياه الأمطار تسيل في الشوارع وتتجمع بها وهذا الأمر في جميع السكك والطرق ما يعيق الحركة بها وحين تم إنشاء أول شارع في الكويت الذي أطلق عليه الشارع الجديد كلف الأستاد خليفة البحوه بعمل مجرى للمنهول الذي تتجمع بها مياه الأمطار لكي يتفادوا فيضان المياه، وتعطيل الحركة في الشارع الجديد كان الأمر خارج ما عرف واشتهر به الاستاد خليفة البحوه لأنه ليس بناء مرتفعاً لكن ثقة المسؤولين ومعرفتهم باخلاصه والامكانات التي يتمتع بها من ذكاء ونظرة صقلها بالخبرة التي اكتسبها من ممارسته وملازمته لوالده وأعمامه الذين هم في عالم البناء أشهر من نار على علم... كانت أول خطة يقوم بها الاستاد خليفة نحو هذا التكليف وهو عمل مجرى لمنهول الشارع الجديد قيامه بعمل دراسة وافية ميدانية عملية هو تولاها بنفسه حيث أخذ يقيس منسوب مياه البحر عدة أيام ويوازي بينها وبين سطح البحر والمسافة بينها وبين الشارع الجديد وكانت النقطة التي اتخذها هي المحاذية للفرضة في القرب من قصر السيف بعد عدة أيام عرف بخبرته ودراسته الميدانية أعلى نسبة ارتفاع لمنسوب المياه ومنها أطلقت دراسته وتم تصميمه وبناؤه من اسمنت «كنكريت» وشيد مجرى المنهول بشكل تدريجي ينحدر بكل سلاسة فلا يعيق جريانه ولم يقتصر الأمر على ذلك بل جعل فوهته كبيرة جداً حتى ان السيارة الكبيرة تستطيع السير بها وكل ذلك من أجل منع أي انسداد إذا انهمرت مياه الأمطار غير المتوقعة في نسبتها المعتادة فالطاقة الاستيعابية لتصريف المياه في المنهول التي عمل خليفة البحوه كانت تفوق النسبة المعتادة لمياه الأمطار لكن الاخلاص واتقان العمل والنظرة المستقبلية التي يتمتع بها وانه يضع شيئاً صالحاً ليس لزمانه بل للأزمان المقبلة وقد عمل هذا المنهول وقضى أي تحسب قد يعيق الحركة في الشارع الجديد وجاءت بعده الشركات العملاقة ومؤسسات المقاولات الأجنبية وعجزت أن تعمل بمثل ما عمل رغم توافر الامكانات عندها لكن يظل خليفة البحوه بذكائه الوقاد وخبرته التي اكتسبها وتوجها في الاخلاص ومراقبة الله في عمله جعلته متميزاً عن غيره... كان في الأول الحفر هي من تتجمع بها مياه الأمطار والسيول لكن منهول الشارع الجديد نقله الاستاد خليفة البحوه بشكل حضاري لافت يواكب التطور من حفر تتجمع بين الفرجان إلى مجرى مائل ينحدر إلى البحر بصورة جديدة ومشرقة.
الهدوء
امتازت حياة الحاج خليفة البحوه في الهدوء وحبه للسكون وهذا خارج عمله لأن في العمل كان ينحو منحى الجد... اشترى ارضا في نقرة الطوارئ وجعل بها بيتا له وصممه على نمط مميز لأنه اتخذه متنزها له في وقت الربيع يخرج له ويقيم به أوقات الربيع والعطل كان يركن الى سكنه فمن عادته انه لا يخرج من بيته اذا عاد من العمل الا للضرورة، من بيته الى المسجد لا يتكلم الا بما هو مفيد ونطقه بالكلمة تكون في محلها وذات دلالة ومعنى. لبى نداء الله سنة 1955 وحج مع حملة الفهد وكان من مرافقيه في هذه الشيخ عبد الله النوري الذي ألف مؤلفا لحجته وذكر ان من مرافقيه الاستاد خليفة البحوه.
الهدامة
سنة 1954 وقعت على الكويت الهدامة الثانية التي اثرت على كثير من البيوت الطينية ما ادى الى سقوطها وسكنت الناس المدارس وقد أمر أمير البلاد في ذلك الوقت الشيخ عبد الله السالم بأن تتم معاينة البيوت التي تضررت وتقدر تكاليف ترميمها وشكلت لجنة لذلك وتم اختيار الاستاد الحاج خليفة البحوه بأن يكون احد اعضاء هذه اللجنة التي مارست دورها وعلى ضوء عملها تم صرف مبالغ لناس من اجل ترميم بيوتهم المتضررة.
أم مصده
وأراد الشيخ عبد الله السالم بناء بيوت دخل محدود للأهالي في منطقة ام مصده فكله بإشراف وبناء تلك البيوت فأتمها في فترة وجيزة، وجعلها على شكل نماذج عربية، وكان ذلك قبل هدم السور عام 1957.
الحكومة
حين تأسست الدوائر الحكومية ثم جاءت الوزارات في عهد الاستقلال كان الاستاد خليفة البحوه له دور في ذلك فلقد أسند اليه قسم الصيانة في دوائر عدة وكان من صميم عمله مراقبة ومتابعة المباني والمنشآت الحكومية، فلقد استعين به فلبى النداء بدءا بدائرة الصحة عندما كان يرأسها المرحوم الشيخ فهد السالم ثم بناء سكن موظفي شركة النفط حينما بدأت عمليات التنقيب عن النفط، ومبنى وزارة الدفاع في ساحة الصفاة، ومبنى الجمرك البحري ومشاريع كثيرة اخرى من أهمها: مبنى شركة الكهرباء، وفي عام 1961 عمل رئيسا لقسم الصيانة فيه بوزارة الاشغال العامة التي كانت تراقب وتباشر جميع مباني ومنشآت الدولة، وظل بها حتى تقاعد من العمل الحكومي سنة 1977، أما وفاته فكانت في اثناء غزو العراق للكويت وفي 1990/9/24 رحل بهدوء كما كانت حياته دائما.
دسمان
طلب الشيخ احمد الجابر حينما كان أميرا للبلاد الاستاد خليفة البحوه وقال له: يا بو خالد نحن اليوم في اول شهر شعبان وأنا أريد منك ان تقوم في بناء مسجد لنا في دسمان ولكن أريد ان أصلي فيه في اول رمضان فما كان منه الا ان قال لك ذلك وكانت المدة قصيرة جدا شهرا واحدا طلب الشيخ منه في اول شعبان ويريد ان يصلي فيه في اول رمضان. بدأ الاستاد خليفة البحوه عمله الجاد مع رجاله العاملين معه وشدوا المحزم ومن خلال العمل المتواصل والدؤوب طوال اليوم نهاره مع ليله فلم يطلع هلال رمضان الا والمسجد فتح أبوابه للمصلين لقد قطع على نفسه كلمة وأوفى بما قاله رغم قصر الوقت وفي بداية الثمانينات طلب سمو الأمير الراحل جابر الاحمد من الاستاد خليفة البحوه ترميم المسجد دون سواه وفعلا تم ذلك بإشراف ابنه الاكبر خالد خليفة البحوه.
الحدود
سنة 1961 حينما حدثت أزمة عبدالكريم قاسم طلب الشيخ عبدالله السالم من الحاج خليفة البحوه بأن يذهب في جولة ميدانية للحدود الشمالية ويحدد كم مركز حدودي تحتاج الدولة اقامته في تلك المنطقة من أجل تأمين الحدود بإنشاء هذه المراكز حتى يتم توزيع قوات كويتية عليها فذهب وقام بمسح ميداني وقدر الحاجة بإنشاء أكثر من 20 مركزاً حدودياً وتم بناؤها تحت اشرافه وجهزت خلال اسبوعين.
المخطط
كان الشيخ فهد السالم قد أتى بمخطط لقصره في السالمية من الخارج وأراد عمله في الكويت فاستعصى ذلك المخطط وكيفية تنفيذه في الكويت على كثير من المقاولين والمهندسين الذين أتى بهم الشيخ لذلك العمل فاستدعى الشيخ فهد السالم الاستاد خليفة البحوه وقال عندي مخطط وأود أن أنفذه وكان ذلك المخطط بشكل دائري وهذه الدوائر لها قاعدة تثبت رأي الاستاد خليفة المخطط ثم بخبرته وفكره الذي فاق أقرانه عمل على الطبيعة نقطة ارتكاز له ثم جاء بخيط وجعله دائريا على هذه النقطة ثم عمل دائرياً حول هذه النقطة وعمل قواعد مسلحة «صبة» وقسمها على الأرض على هذه الدوائر ثم أقام البناء بنفس المخطط الذي أتى به الشيخ، وعجز عنه كثير من المهندسين الذين استقطبهم الشيخ فهد السالم لاجل هذا المخطط).
النويصيب
قصر النويصيب، بناه الاستاد خليفة البحوه على طلب الشيخ فهد السالم في نهاية الخمسينات وكانت الصعوبة تكمن في قلة الامكانات فلقد حمل المعدات والمواد على سفن خشبية «دوبة» ونقلها على طريق البحر وأقام مدة ثلاثة أشهر وأتم بناء قصر الشيخ فهد السالم حتى أن الشيخ تعجب كيف تم إنجازه في مدة قصيرة ومكافأة من الشيخ فهد طلب من الاستاد خليفة أن يبني له بيتاً بجانبه وعلى نفقة الشيخ فهد ولكنه اعتذر وشكر الشيخ على ذلك.
المستشفى الأميري عام 1947 المهندس سلمان محمد البحوه مستقبلا المغفور له الشيخ سعد العبدالله في احدى المناسبات الحاج خليفة عبدالله البحوه الحاج محمد سلمان البحوه جانب من ديوان البحوه (تصوير موسى عياش) الشارع الجديد الراي
«حصلت على رخصة القيادة سنة 1961 وأنشأت مكتباً لتعليمها عام 1972»
إبراهيم الحمري: «فرضة السيف» ... مقر جلب البضائع
إبراهيم الحمري ونظرة لعدسة «الراي» (تصوير طارق عزالدين) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
نلقي اليوم الضوء مع ضيفنا إبراهيم الحمري على جوانب عديدة من الماضي حيث يذكر لنا الفرضة التي كانت مقراً لجلب البضائع ثم تطرق الى عمله في نقلها إلى أماكن بيعها كما يذكر الاسواق المتوافرة في ذلك الزمان ثم يحدثنا عن عمله مدرباً لقيادة السيارات... أحاديث شيقة ومتنوعة نقضيها فلنترك له ذلك:
والدي قدم للكويت وحين قدومه عمل عند أحد الشيوخ في مزرعته في العبدلي حيث يتولى تصليح المكائن المتواجدة في المزرعة لكن هذا العمل لم يستمر فيه والدي اتجه الى الأعمال الحرة فهي متوافرة في تلك الفترة والوضع يشجع على ذلك فالفرضة التي هي في مثابة الميناء كانت هي محطة جلب البضائع للكويت قاطبة والوالد كان مجاله في البداية هي شراء الخضراوات وبيعها فالكبراء التي كانت يطلق عليها الفرضة مختصة في الخضراوات كان محلها على الصّـيف بالقرب من الميناء وتأتي المراكب الخشبية الشراعية من العراق وايران والهند وترسو فيها وبشكل يومي خصوصاً المراكب التي تأتي من العراق والحركة تعج بالناس، ولم يكن الأمر يقتصر على المراكب الشراعية بل بدأت حركة النقل البري تعمل فكانت السيارات اللواري سيارات النقل الكبيرة تأتي من سورية ولبنان والاردن وغيرها من الدول والفواكه بالطبع تأتي من لبنان وسورية أما فلسطين فيأتي منها الخيار والطماطم والرقي عن طريق الأردن والعراق التمور تأتي منه بكثرة وهذا كله في الخمسينات... وقد اشترى للمحال بيع المواد التموينية والدي سيارة يستخدمها في نقل البضائع ينقلها لهم في محالهم ومكان تواجدهم في المرقاب والشرق والجبلة فالمحلات لبيع المواد التمويتية كانت متوافرة بكثرة والناس تتعامل معها لأنه ليس هناك جمعيات تعاونية وهذا العمل الذي استمر طويلاً كان أكثر شيء في فرجان وشوارع المرقاب لأن كان فيها بقالات بكثرة وأنا جئت الى الكويت بعد الوالد وتسلمت مكانه في العمل حيث انه عاد الى البلد.
القريةنحن قريتنا اسمها «زعترة» في القرب من بيت لحم واهلها فلاحون يزرعون الحبوب وشجر الزيتون وهو موجود بكثرة وبيت لحم هي مهد المسيح عليه السلام كان يأتيها كثير من الزوار وأنا درست في قريتي حتى الفصل السادس.
العربانةسيارة النقل التي استلمتها وهي عبارة عن سيارة ذات عجلات ثلاث لها بوز طويل وعجلة في الإمام واثنتان خلف وحجمها كبير ولها مقود ونحن أكثر ما كنا نشتري منه شركة عليان وكان معي عمال اهوازيون كنا نشتري صندوق البرتقال بسبع روبيات والرخص كان سائدا في ذلك الوقت.
الوسيلةاول بداية نقل البضائع من الفرضة كانت على عربات تجرها الحصن كان مركزها في جواخير في القرب من بوابة الشامية يأتي لها من يعمل عليها وفي المساء يرجعها الى مكانها ثم تطور الامر وصار مكانها العربانة ذات الثلاث عجلات وكان يستوردها عبدالمحسن البراك وقيمة الواحدة 1500 روبية او 3000 روبية على نوع هذه العربانة، لانها اذا كانت ذات غرفة فوقها سعرها اكثر من الاخرى التي تكون مجردة ونحن كنا نشتريها شاصي ونحن نفصل لها من نجارين في الشرق وطريقة الشراء بالتقسيط والكل يشتري على معرفة الوالد سالم الحميري وكفالته ومكان مكتب عبدالمحسن بالقرب من سوق الصفافير في الشرق وهو الله يرحمه كان متساهلاً مع الناس يبيع بلا كفيل على حسب التيسير، كان عبدالمحسن البراك طيباً جداً الى ابعد الحدود ويبيع على الثقة والعربانة ذات الثلاث عجلات انتهى العمل بها سنة 1963، وحلت مكانها سيارات الوانيت.
المواصلةاستمررت أنا في عملي توزيع المواد الغذائية الخضار في الصباح والمساء معلبات حتى حلول عام 1963... وكان هناك صديق لنا يستعين بنا لأنه بائع سمك نذهب معه في منتصف الليل الى اللنجات الراسية في عرض النقعة ونحملها على العربانة الخاصة بنا ثم نوصل له السمك في سوق السمك والدنيا مظلمة لأن سوق السمك كان البيع والشراء به وقت الفجر.
الطريقةأنا كنت اذهب في المساء الى جميع زبائننا أصحاب البقالات المتناثرة في فرجان وشوارع المرقاب وأخذ احتياجاتهم من السوق لكي أوفرها لهم من الغد والخضرة نأتي بها لهم وقت الصباح أما المعلبات فيتم توزيعها وقت المساء هكذا كان تقسيم العمل لنا لكن المعلبات كان شراؤها ليس من سوق الفرضة القريب من السيف كنا نشتري من سوق السلاح وسوق الطحين والتجار كثيرون منهم المنيس وسعد اللافي والمدعج والصقر.
الطرقكانت طرق الكويت لا يذكر بها الزحام، اشارة المرور اذكر انها اثنتان فقط واحدة بالقرب من قصر نايف والثانية في الشرق ومحطات البنزين قليلة والطرق المعبدة ليست كثيرة وانا ادركت دروازات السور بعد هدمه.
الماءكانت المهارة هم من يقومون بحركة نقل المياه على عربات ذات دفع يدوي والمهارة يدفعونها وفوقها خزانات المياه «التنكر» ويوصلونها للبيوت وكل درب توصيل يقوم من اوصله بوضع خط على جدار البيت كعلامة على كمية المياه التي قام بتوصيلها اي كل درب يوضع له خط حتى يصل الى 30 خطاً على ايام الشهر بعدها يتم حسابه اما البركة التي ادركتها فهي بركة ام سدرة في المرقاب كانت في القرب من المطبخ المركزي واذكرها لاننا كنا نسكن في القرب منها 20 سنة وكان مسجد الوزان قريباً منا وخارج السور، كانت المناطق المسكونة قليلة وقد تركت المهارة العمل في نقل الماء سنة 1962.
المرقابالمرقاب كانت كلها كويتيين قبل أن يخرجوا منها للمناطق الجديدة والمساجد كثيرة فيها لكن نحن ادركنا جزءا منها سكنه العزاب وكان بها مقر سيارات الأجرة اما العربانة ذات الأرجل الثلاث فلقد استخرجت لها رخصة قيادة من المرور سنة 1958 وكان المرور في محل وزارة الإعلام حالياً وطبعاً لابد ان تحسن قيادة هذه العربانة ذات العجلات الثلاث والذي أجرى لي اختبار القيادة شخصية كانت معروفة لدى الناس وخصوصاً أصحاب السيارات وهو العريف حلاوة وكان يطبق لوائح المرور بحذافيرها وكان - رحمه الله - متواجداً في القرب من الاسواق واصحاب السيارات كانوا يقفون على أطراف الطرق مما يسبب عرقلة لحركة السير لكن كان لهم العريف حلاوة في المرصاد فعندما يصل لهم خبر تواجد العريف حلاوة كل يهرول مسرعاً ويضع سيارته في المكان المناسب أنا حينما قدمت الاختبار سألني العريف حلاوة من الذي علمك قيادة هذه العربة قلت له والدي فقال مادام والدك علمك فأنت ناجح لأن والدك سوف يحرص على مصلحتك ويعلمك.
كان هناك ساحة كبيرة مخصصة لاختبارات وبها أخذت أجري الاختبار وعريف حلاوة يقول تقدم وارجع بعدها قال ناجح.
التنزيلكانت المراكب الشراعية ترسو مقابل الفرضة ثم تقوم مراكب صغيرة بتنزيلها على الساحل.
اليومكان يومنا يعج بالحركة والنشاط قبل الفجر، موعدنا مع سوق السمك وعند بزوغ الفجر نكون في سوق الفرضة نحمل الخضار وكل شارع وناحية وفريج في المرقاب نقف عنده حتى وقت الظهيرة بعدها يكون وقت توزيع مواد التموين ثم نعود الى المرقاب مرة أخرى حتى تغيب الشمس وفي الخمسينات كانت الكهرباء قليلة لذلك كان يعم السكون والهدوء البلاد في المساء.
الاستقلاليوم استقلال الكويت كنت حاضرا لهذا الاحتفال الكبير وحين حدوث أزمة قاسم كنت وسط المتظاهرين عند قصر السيف وأخذنا جحش «حمار» صغيرا وجعلنا عليه صورة عبدالكريم قاسم وحملناه على سلة سيارة كبيرة وأخذنا نهتف بصوت عالٍ «يا بوسالم عطنا سلاح نحن نقاتل وانت ارتاح».
وخرج علينا الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - وخطب بنا خطبة عظيمة.... أما فرحة الاستقلال فكانت عظيمة فلقد كان الاحتفال به في شارع الخليج والكل شارك به كل جالية كان لها دور وتعرض الفلكلور الخاص بها ونحن فلسطينيون كنا نقوم بالفلكلور المشهور في بلدنا وهو الدبكة الفلسطينية وسحجة الأردنية.
الأسواقكان سوق السلاح تكثر به الدكاكين التي تبيع المواد الغذائية من حبوب وحنطة وعيش وسكر وهيل وقهوة وبالقرب منه سوق الطحين وسوق الجت وسوق اللحم والسمك وشارع الغربللي يباع به الأحذية كان فيه سوق الحريم والدهلة.
الأمانعلى كثرة المحال التجارية والباعة في الأسواق الكويتية في تلك الأيام لم نكن نسمع حوادث سرقة وسطواً، كان الباعة يضعون قماشاً على البضائع ويذهبون وقت الصلاة ويرجعون حتى في الظهيرة حينما يستريحون وكانوا يضعون قطع القماش على البضائع ويذهبون ساعة وساعتين ثم يعودون وقت العصر ولا أحد يأتي إليها كانت الحالة أماناً بشكل لا يتصور.
الغنمسوق الغنم كان محاذياً لبوابة الشامية وقد عملت به فترة أيام الروبيات كان الضأن والماعز متوافرة بكثرة لأن أهل الأغنام كانوا يجلبون أغنامهم الى السوق بشكل يومي وهناك دلال خاص هو من يتولى عمل المزايدة اي المزاد على هذه الأغنام وأنا كنت ادخل هذه المزايدة اذا رأيت أن لي فائدة بها وانا اذا دخلت المزايدة في بيع الجملة ورست عليّ على الفور أقوم ببيعها لا أجعلها تتأخر عندي.
الصلبوخكنت أعمل على سيارة اجرة وركب معي من يعمل في الصلبوخ ومكان عملهم في تلك الأيام على الحدود العراقية وكان جميعهم عراقيين يعملون في الصلبوخ وانا كنت اظن محل اقامتهم قريباً وذهبت معهم حتى أوصلهم وكانوا يقومون في بيوت شعر فلما اوصلتهم فاذا عندهم قطيع بعارين قد ضاع منهم فقالوا اذهب معنا نبحث عنه فقلت لهم إن سيارتي ليس فيها بنزين فرفع السلاح في وجهي فقلت لهم لا يتطلب الموضوع رفع السلاح سوف اذهب معكم.
فذهبت معهم وسط الصحراء والدنيا كانت ليلاً فوجدنا أناساً وسألناهم فقالوا البعارين ذهبت جنوباً فواصلنا السير فوجدناها وهي باركة فانزلتهم عند بعارينهم فقالوا خلاص اذهب كما تشاء فمشيت على آثار عجلات السيارة حتى وصلت الى بيوت شعر ثم مشيت مرة اخرى على آثار عجلات سيارتي حتى عرفت الطريق الموصل للكويت بعدها تركت نقل الركاب.
الجرادفي أول الستينات جاء موسم الجراد بكثرة في ناحية الكويت والسعودية والخليج، فكان يؤتي به بخياش في صفاة الشامية والخيشة كانت ممتلئة بالجراد وقيمة مبيعاتها عشر روبيات ونحن حينما نشتريه نخرجه ونجعله أكواماً أمام الناس الذين كانوا يشترونه بكثرة وهذه الأكوام كانت لا تتعدى روبية، والجراد كان أنواعاً أما رأس الغنم لا يتعدى 15 روبية أما الدهن والسمن فهي متوافرة في صفاة الشامية لكن أنا لم أتاجر فيهما فهي لها اناس يحسنون العمل بها.
المطرفي الخمسينات والستينات كانت الأمطار في الكويت تأتي في موسمها والربيع يخرج في وقته والشتاء كان بارداً وفصل الصيف حاراً والنفوس كانت طيبة والناس مشاكلها قليلة وفي السنوات جاءنا المطر مصحوباً بالبرد التي اثر على زجاج السيارات فكسرها وهذا كان سنة 1963 لأن حبات البَرَدَ كانت كبيرة في الحجم.
التعليمسنة 1972 انشأت مكتباً لتعليم قيادة السيارات وهذا الموضوع كان مشجعاً من الناحية التجارية فالسيارات أخذت تكثر في الكويت وبدأت الناس تستغني عن سيارات الأجرة والكويت توسعت وانشئت مناطق كثيرة في انحائها والعمال اخذت تأتي للكويت طلباً للرزق لذلك افتتحت هذا المكتب وكان معي اثنان من اخواني اما السيارات التي استخدمناها لهذا المشروع فقد اشتريناها من احدى الشركات وكان نوعها داتسون وقيمة الواحدة منها 500 دينار ولم يكن الاوتوماتيك متوافراً في تلك الأيام ومحل تعليم المتدربين كان في منطقة المنصورية وبها ساحات كبيرة والمتدربون نساء ورجال وكل متدرب على حسب استيعابه للتعليم لكن أكثر المتدربين من الرجال... وهناك كانت رهبة عند بعض الناس من قيادة السيارة لكن نحن كانت طريقتنا معهم بالتدرج وكان الذي يفحص المتدربين محمود البلهان ورئيس قسم الفحص سالم الرومي وساعة التدريب كانت بنصف دينار واستمررت على هذا المنوال حتى سنة 1990، وكفيل رخصة عملنا كان العم الله يرحمه سعود سليمان الفاضل كان رجلاً طيباً وخيّراً. كانت معاملته لنا كأننا أولاده. كان طيباً لأبعد الحدود كان أباً لنا وقد سكن منطقة الروضة ومحبوباً للجميع كانت كفالته مجانية وكان يدفع من ماله الخاص لنا ليشتري لنا سيارات كاشاً ونحن نقسطها عليه مساعدة منه لنا.
المكاتبلم يكن هناك مكاتب لتعليم السيارات كثيرة حينما بدأنا بالعمل في تعليم القيادة، وكان قبلنا اربعة مكاتب فقط: الحمدان والعقاب والمهدي والعثمان ونحن مكتب الاخلاص.
الحجأول حملة التحق بها هي حملة رزق الله الخالدي كنت بها ادارياً وسائقاً واستمررت ثماني سنوات متواصلة منذ السبعينات كنا نستخدم السيارات الشفر الكبيرة كنت أتوجه مع الحجاج الى المدينة ونقضي بها ثمانية أيام وصاحب الحملة رزق الله الخالدي يتوجه الى مكة حتى يجهز مقر الحجاج لحين وصولهم الى مكة والذي يتضمن سكناً في مكة وأرضاً في منى ثم يرجع لنا في المدينة ويأخذنا الى مقر الحملة وكانت وسائل النقل هي الباصات الكبيرة ويرافقها تريللتين بها أمتعة الحجاج وكان الحج في تلك الأيام أموره سهلة ومتيسرة ولم يكن هناك زحام مثل هذه الأيام وحين رجوع الحجاج هناك استقبال لهم عند المراكز الحدودية.
التحق بالسلك العسكري في الخمسينات و«غاص» في البحر منذ شبابه وأدرك الحج على الإبل
عبيد خلف اللميع عبيد... من قوة الشرطة إلى بناء المساجد
خلف اللميع يسترسل في سيرة والده ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
| إعداد : سعود الديحاني |
يصحبنا اليوم خلف عبيد اللميع مع سيرة والده الذي ولد سنة 1922 وكانت وفاته في 30/8/1987، فيذكر لنا عمله في السلك العسكري ثم توجه الى العمل الحر، بعدها يتطرق الى اشياء كثيرة من ذكرياته ومواقفه واعمال الخير في حياته فلنترك له ذلك:
البحر كان هو المصدر الرئيسي للناس عندنا في الكويت في الماضي والوالد كان له نصيب في هذا المصدر حيث انه ركب غيصا في بداية شبابه وحين اول زواجه والنوخذة الذي رافقه كان ابن بشر وكان معه ابن عمه غانم بو معزي ويذكر الوالد التعب والغوص ومعاناته حتى ان في احدى المرات اصابه خشب نوخذة الذي كان معه خرق في اسفل الخشب فرسوا «بندورا» في منيفه ولم يكملوا موسم الغوص ورجعوا للكويت... وقد استمر دخوله للغوص عدة سنوات.
أوائل الخمسينات التحق الوالد في السلك العسكري المتمثل في الشرطة وكان الشيخ صباح السالم يرأسها وكانت ادارة ذات حجم محدود وكان القسم الذي يعمل به هو «السير» وهو ما يتعلق في تنظيم حركة المرور الخفيفة حتى انني مازلت اذكر النقطة التي كان يسلم عليها الوالد مقابل بيتنا في الشامية، ومن زملائه عبداللطيف الثويني لكن لم يعمل الوالد طويلا في قوة السير كماكانت تسمى فلقد تركها وعمل في البلدية حيث انها ادارة ناشئة وعمل بها كثير من اقرانه في الشامية.
حينما عمل الوالد في السلك العسكري سكن منطقة الشامية وهي كانت فيها اكوات كثيرة وهذه الاكوات كان متوافرا بها الماء وبيتنا كان قريبا من كوت ابن حماد وكان الجماعة الذين في الشعيبة والمناطق التي حولها حينما يأتون للكويت لجلب منتوجات زراعتهم او اعمال اخرى يأتون عندنا في الشامية في بيت الوالد فكان استراحة لهم سواء الوالد موجود او في عمله فالشامية هي بوابة الكويت وجميع الطرق تقف عندها وهي من المناطق التي سكنها اهل الكويت حينما انتقلوا من داخل المدينة، فبيتنا في الشامية كان عبارة عن بيتين الديوانية والمضيف وبيت الاسرة وبينهما باب وهما كانا من طين، والزواريع الذين كانوا يأتون لجلب منتوجاتهم كان عميلهم الذي يشتري منهم الجريوي.
التجارة
الوالد لم يستمر في العمل الحكومي طويلا كان يرى نفسه في الاعمال الحرة والتجارة لذلك تفرغ للعمل بها حين عودته للشعيبة فقد كانت له بيوت في منطقة البدع وثمنتها الحكومة وبدأ يعمل ويمارس البيع والشراء في العقار بعد تثمين بيوته في البدع.
الجبلية
فالشعيبة الجبلية اشترى فيها الوالد عقارات كثيرة نصفها والاراضي كانت رخيصة وكان الوالد يشتري الاراضي ثم يبيعها بعد بنيانها وتقسيمها وتأجيرها ومن الشعيبة والعمل بها انتقل الى المنقف واشترى بها وكان مع الناس هينا لينا يصلي الفجر في المسجد المقابل لبيتنا في الشعيبة يجلس في ديوانيته وكان ديوانه مفتوحا وبابا لا يرد ومن فراسته يعرف صاحب الحاجة اذا اتى وجلس دونما يتكلم او ينطق، الله سبحانه ألهمه هذه الفراسة والمعرفة فيعرف حاجة الشخص حين يراه كنت اجلس واسأل الوالد كيف تعرف ان هذا الشخص صاحب حاجة فيرد علي ويقول اعرف من وجهه وكان يقرب صاحب الحاجة منه حتى يطمئن نفسه ولا يجعله يشعر بحرج.
المساجد
حينما توجه الوالد بفضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه لبناء المساجد اختار المدخل الرئيسي لمنطقة الصباحية وكان ذلك سنة 1400 هـ ولم يكن هذا المدخل الذي يفصل بين قطعة واحد واربعة به مسجد يخدم الناس سواء المقيمون او من كان سالكا الطريق في الدخول والخروج، والصباحية منطقة ذات كثافة عالية وهذا المكان يحقق المراد في خدمة رواد بيوت الله فاختار هذه الارض المطلة على المدخل الرئيسي الشرقي والذي يجمع القطع وبنى مسجده فيها وقد تولت احدى الشركات بناءه فكان جامع كبيرا يضم دورات مياه وسكنا للإمام والمؤذن وكل شيء فيه على احدث طراز ومن حين بنائه وصلاة الجمعة تقام به وكانت الصيانة الدورية مستمرة، وكذلك سنة 1988 بنى مسجدا آخر في مكان مناسب قرب مدخل قطعة 2 وفي مساحة كبيرة ويخدم جموعا من رواد بيوت الله وتقام به صلاة الجمعة ومتكامل على احدث طراز وكان للوالد رحمه الله متابعة ومساهمة في المواسم الدينية منها افطار صائم وتوزيع الزكوات وكل ما يحتاج المسجد كان يقوم به ويلبيه على الفور.
كان للوالد اعمال خير كثيرة ولم يقتصرها في الكويت فقط وزكواة امواله كان يوصلها للمحتاجين واذكر كثيراً من الوافدين والمقيمين كانوا يأتون للوالد ويشرحون له اوضاع المسلمين سواء في البلاد العربية وغيرها ويعطي من يثق به لكي يوصلها لأصحابها المستحقين، وقد بنى مسجداً في سورية.
الأخفاء
وكنت اذهب ليحصل الايجارات التي لعقارات الوالد وكان هناك عوائل يقول لا تأخذ منهم قد دفعوا لي اذهب للعزاب وغيرهم وانا كنت اعرف هؤلاء العوائل التي كانت تسكن في ملك البوق الوالد لم تدفع له لكنه كان يخفي عمله والصدقة التي يخرجها... هذه العوائل كانت فقيرة والوالد لم يكن يأخذ منها شيئا ولا يخبرنا بذلك يقول دفعوا لي والحقيقة انهم لم يدفعوا له شيئا لكن اخفاء الصدقة جعله يقول ذلك.
المناسبات
كان لمن يريد الزواج يأتي ويأخذ قيمة تجهيز زواجه من الوالد وبعد حفل الزواج كان هناك نظام العواني الذي كان قائما بين الناس فيرجعون ما استدانوا من الوالد ... يأخذون منه ويرجعون ما اخذوا بعد حصولهم على العواني.
كانت العروس ومناسبات الزواج في الماضي تختلف عن اليوم فالوالد كان عنده «قدر» يستوعب لاكثر من 20 ذبيحة ومعه 45 صحناً وكان الوالد جاعلها سبيلاً ووقفاً للناس لا اذكر ان القدر والصحون وضعت في بيتنا بل على طول العام وهي في متناول الناس كلما جاءت مناسبة عند اي شخص جاء واستعارها حينما يرجعها جاء اخر واخذها لم تكن هناك مطابخ وشركات تتكفل في هذه الامور وليس عند الناس في تلك الايام القدرة عليها، فالوالد من توفيق الله له في اعمال الخير وفّر هذه الامور خدمة ومساعدة للناس قدر يحمل اكثر من 20 ذبيحة و45 صحناً اما بيت شعر فكان جدي فالح يهبه للناس في مناسباتهم فمن كان عنده مناسبة جاء وأخذ بيت الشعر وقدراً وصحوناً من الوالد وجدي.
المساعدة
كانت مساعدات الوالد للناس والمحتاجين كثيرة سواء من زكاة امواله او من ماله الخاص من جاء لكي يستدين منه يعطيه عطية هبة ومساعدة لأنه يعرف من حاله انه لا يستطيع التسديد فلا يثقل عليه وهذا للقريب والبعيد وكان اصحاب الدخول البسيطة يجعل لهم مساعدات مالية لأنه يعي جيدا ان هؤلاء رغم انهم اصحاب اعمال وموظفون لكن دخلهم لا يفي حاجاتهم دائما كان ديوانه الذي يجلس به لا يخلو من هؤلاء الذين يعرف الوالد حالهم، كنت اقرأ عليه بعض السندات وقيود الديون فيقول لي اقطع هذا الوصل ثم اواصل قراءة كلما قرأت قال اشطب وقطع الاوراق ما البث الا وقد قطع وشطب اكثرها لأنه يردد ويقول هذا لا يستطيع السداد وهذا معاشه على حاله فكان رحمه الله يسامح ويعفي الكثير من ديونه.
الملك
الوالد ملك في البدع والشعيبة والمنقف والفحيحيل والصباحية، لاننا انتقلنا وسكنا بها، واذكر ان سنترال الشعيبة والبريد والبرق والهاتف كانت في املاك الوالد، وجميع مدرسي التربية في الشعيبة كانو ساكنين في املاك الوالد.
ثم انتقل الى منطقة الصباحية سنة 1970 وصار له فيها ملك وصار ديوانه فيها وكان النظام شيئاً اساسياً في حياته فهو منظم في وقته وحياته له وقت يجلس في ديوانه وبين الاصدقاء والمعارف والاقارب وله وقت يخرج به الى اعماله كان حين يصلي الفجر يجلس في ديوانه حتى اذا قربت الساعة السابعة خرج الىِ اعماله الخاصة ويعود في الظهيرة وقت استراحة وبعد العصر كان يجلس في ديوانه ولاسرته وعياله وقت وعناية ومتابعة والقناعة كانت شعاره.
التعليم
من حب الوالد للتعليم ورغبته في ذلك رغم انه لم يحظ في الدراسة في الصغر لظروف الحياة في ذلك الوقت كان هناك مجموعة من المدرسين يسكنون في بيوت الوالد حينما كنا في الشعيبة وهؤلاء المدرسون كانوا يدرسون في مدرسة الشعيبة يأتون الوالد فيستفيد من علمهم ويتعلم منهم فالوالد من عادته الجلوس في الصباح والعصر فكان يدرس ويجتهد اكثر اهتمامه في العربي والرياضيات فكان له تحصيل طيب.
الكلمة
الكلمة من الأمور التي كان يتميز بها الوالد هي شعار الناس في الماضي في معاملاتهم وظل الوالد محافظاً عليها حتى حينما توسعت تجارته واصبح عنده كثير من العقارات كانت الكلمة هي التي تربطه وهي السند والوثيقة اذا اعطى كلمة التزم بها ولا يخلفها الصدق في المعاملة كان شعاره فإذا باع او اشترى فكلمته هي الوثيقة والرابط الذي لا يمكن ان يغيرها والله سبحانه وفقه في عمله والتنظيم في حياته شيء اساسي فهو منظم في وقته له وقت يجلس به في ديوانه وله وقت الى اعماله.
الحج
الوالد أدرك الحج على الابل مع والده ثم حج على وقت اللواري ثم جاءت الطائرات فكان له نصيب فيها، ومن الامور التي تذكر انه حج مع احدى الحملات فتعرض صاحب الحملة لحادث ورجع للكويت فقام الوالد وتحمل كل التكاليف التي تلزم للتمام مواصلة الحملة مع حجيجها وانفق على الحملة حتى اتمت الحج على نفقته الخاصة.
الرجوع
رجعنا إلى أهلنا في الشعيبة سنة 1958 فجدي وأعمامي جميعهم كانوا بها والعائلة كذلك الا نحن كنا في الشامية من أجل عمل الوالد ومازالت اتذكر رجوعنا للشعيبة عند اهلنا واقربائنا وبيوتنا ومزارعنا فنحن في الشعيبة الشرقية، والبحر قريب منا والتحقت في مدرسة الشعيبة وكانت مشتركة تجمع المرحلتين الابتدائية والمتوسطة واذكر من مدرسيّ جمال وفايز وكامل وطلعت وولد عمي بوعبدالله سلمان اللميع، والمدرسة كانت مشتركة وكل عيال الجماعة كانوا معي، والدراسة انا ادركتها حينما كانت على فترتين الصباح والعصر التي يطلق عليها المساء وحياة الشعيبة ادركت منها جزءا كبيرا، فطفولتي فكانت بها، فنحن رجعنا من الشامية اليها وانا عمري خمس سنوات والبيئة كانت بسيطة بالنسبة للاطفال في الماضي وألعابنا كانت تقصر في اللعب عند شجر السدر والمتوافر انذاك كنا نصطاد الطيور التي تحط على اغصان السدر والبحر امامنا والشعيبة كانت عبارة عن عائلة واحدة، والجو هادئ ليس هناك ضجيج والبحر له سكونه والناس كانت مترابطة، انا انهيت المرحلة المتوسطة في المدرسة نفسها ومدرسيّ هم أنفسهم من درست عندهم في الابتدائية قد تدرجوا معنا في الدراسة وبعد المرحلة المتوسطة لم يكن في منطقتنا ثانوية الا ثانوية الفحيحيل لذا التحقنا بها وكان ذلك سنة 1971 واذكر ناظر المدرسة كان العميري والوكيل سعود الهملان بعد المرحلة الثانوية درست في معهد المعلمين سنتين كان في منطقة العديلية وتخصصت مكتبات ثم اكملت المرحلة الجامعية في لبنان لكن قطعتها الحرب اللبنانية ثم اكملناها في مصر لكن نظرا لارتباطي في الوظيفة وترشحي في انتخابات جمعية الصباحية اصبحت نائب رئيس فيها لم استطع ان اجمع بين الدراسة وهذه الاعمال فتوقفت عن الدراسة وانا كنت رئيس قسم في البلدية اضف إلى ذلك انني كنت مستلم اعمال الوالد ومتابعتها والاشراف عليها...
• مجموعة من المصابيح الفخارية التي اكتشفت في منطقة ف 5 القلعة اليونانية.
الخليج العربي وموقعه الاستراتيجي كان له الأثر الفعال ابان الحضارات السالفة، حيث يعتبر هذا الخليج المسمى بالخليج العربي من أهم مناطق الشرق الأوسط التي كانت تمر بها الطرق التجارية القديمة، حيث انه يعتبر همزة الوصل بين حضارات وادي السند وحضارات وادي الرافدين.
لقد تكرر ذكر ثلاثة بلدان في أسفل الخليج العربي، هي مملكة ديلمون وماكان وملوخة، وكانت بضاعة ديلمون التمر واللؤلؤ وتستورد الفضة والاثاث الخشبي، وبضاعة ملوخة، الذهب والعاج والاخشاب الثمينة، وبضاعة ماكان النحاس.
لقد وجدت وثائق تجارية تصف رحلات بحرية في الخليج من المدن السومرية (اور ــ لارسا ــ بحش ــ نيبور).
ان أول من اقترح ان البحرين هي ديلمون، واكتشف ذلك من خلال كتابة مسمارية اكتشفت في البحرين، تذكر ان الاله آنذاك، ذكر انه كبير الهة ديلمون ووصفت ديلمون بان فيها كثيرا من المياه العذبة وتبعد عن بلاد النهرين مسافة يومين بطريق البحر.
يبلغ طول الساحل الغربي من الخليج، من مضيق هرمز الى رأسه عند مصب شط العرب 800 كلم.
تقع الكويت في الزاوية الشمالية الغربية من الخليج العربي، وهي مدينة حديثة العهد، نشأت منذ أوائل القرن السابع عشر، وقد استقرت القبائل العربية في هذا الموضع لوقوعه على خليج صغير هو خليج الكويت، سهل لأهلها السفر في البحار والغوص في منطقة بحرية اشتهرت
منذ القدم باللؤلؤ وكثرة الأسماك فيها كما ان هناك تبادلا تجاريا بين القبائل العربية في اليمامة ونجد، كانت تمر بهذه المنطقة في طريقها إلى جنوب العراق وحوض الفرات للتبادل التجاري.
وتقع جزيرة فيلكا على بعد عشرين كيلومترا، وجزيرة فيلكا تابعة لدولة الكويت، طولها اثنا عشر كيلومتراً، وعرضها 6 كيلومترات، وهي على شكل مثلث مستطيل الأضلاع فيها تلال أثرية، مياهها عذبة خصبة التربة، لها موانئ طبيعية حسنة صالحة لحماية المراكب عند هبوب الرياح.
ونتيجة لموقعها الاستراتيجي المهم، حيث انها تقع على الطرق البحرية التجارية بين وادي الرافدين وبقية مواطن مناطق الخليج العربي لذا توافرت فيها جميع الأسباب لقيام حضارة غنية، تعتمد على التبادل التجاري وعلى الرسوم البحرية من السفن التي تمر في موانيها.
الجزيرة فيها تلال عديدة يعود بعضها إلى العصر البرونزي القديم، وفيها عدة تلال متقاربة أهمها تلال سعد وسعيد، وبين تلي سعد وسعيد كشف آثار بيت مؤلف من 12 غرفة. غرفتان منها في الوسط والجدران في هذا البيت بنيت من الآجر. ويسمى هذا البيت دار الضيافة (الخان).
القطع الأثرية التي عثر عليها في هذا المنزل، حجر صغير رسم عليه إله أو ملك بيده تفاحة، رأس صغير لرجل عليه طاقية مدببة، وله لحية ووجدت في الدار كميات كبيرة من الفخار المكسور، وبقايا آنية القوم، وصورة صغيرة لوجه الاسكندر الأكبر، وتماثيل صغيرة.
زوار كثيرون زاروا هذا البيت بيت الضيافة، وربما جنود الاسكندر الأكبر، التحف الكثيرة التي وجدت تفسر أنه قدمها الجنود، جنود الاسكندر للآلهة حمداً وشكراً لنصرتهم على أعدائهم وعودتهم سالمين.
منطقة تل سعيد وجد بها سور، وقطعة من العمود، هذا العمود من حجر مصقول، وهذا بمنزلة هيكل لآلهة الاغريق، ولقد حفر خندق طويل بعمق ثلاثة أمتار والتل يرجع الى الالف الثالث قبل الميلاد، وعُثر ايضاً على عدد كبير من الاختام المستديرة بلغ عددها 43 ختماً اكثرها من النوع المستدير، وعلى الوجه منها رسوم واشكال غريبة، وجدت معابد ومذابح ولوح جيري. وينبغي علينا ان نذكر ونستنتج كذلك ان جزيرة منيسكيا في العهد الهلييني كانت فيها مدرسة محلية للبناء اعتادت ان تعمل بأدوات بسيطة ومواد سهلة وبسيطة ايضاً تأثرت بفن المعمار اليوناني، نضرب هنا مثلاً التيجان، فقد وجد تاج عمود من الطراز الدوري وراء هيكل بعض المعابد، وهذه التيجان تقليد مبسط لطراز كان شائعاً في آسيا الصغرى في القرن الرابع.
النقود التي اكتشفت في جزيرة منيسكيا
بعض النقود تحمل صورة انطيوخوس الثالث الذي حكم الامبراطورية السلوقية ما بين 223 و187 ق.م ويحمل الوجه الثاني لقطعة النقود صورة الاله ابوللو الذي يعتبر حامي الاسرة السلوقية.
وعثر ايضا على اثنتي عشرة قطعة مسكوكة من نفس قطعة النقد السلوقية، ووجها القطعة احدهما لهرقل وعلى الوجه الثاني صورة كبيرة للالهة زيوس والنقود هذه مسكوكة باسم الاسكندر الاكبر.
وعثر ايضاً على قطعة نحاسية ضربها سلوقس الاول باسم الاسكندر الاكبر وقطعتين اخريين باسم انطيوخوس الثالث وقطع نقود فضة صغيرة دراخما.
ونضيف ايضا الى الاكتشافات اختاما مستديرة بعضها مدبب وبعضها مستدير، ورسوم غزلان وثيران، واختاما اسطوانية وادوات حجرية من الحجارة السوداء المسماة استياتايت، الى جانب الفخار وعظام حيوانات، وافران هياكل عظمية لحيوانات، واختام دلمونية وتماثيل من خرز وعقيق، واوان فخارية ــ نبال وفؤوس ومقاشر حجرية ورسوم حيوانية ــ ومقابر.
كلمات كويتية
1ــ عباله: مشقة وصعوبة.
2ــ اعتبه: حجرة صغيرة مرتفعة عند باب الغرفة.
3ــ حارج: حرقان في المعدة.
4ــ طوان: نوبة من العناد.
5ــ فخفخه: تظاهر بالعظمة والمباهاة.
6ــ هبي هبيتي: تقال للطفلة الشقية.
7ــ يقرط: يعظ بعنف على اليدر.
8ــ فله: شيء جميل واستحسان دائم.
9ــ أرياوي: لون وردي فاتح.
10ــ صابوني: لون أبيض.
معلومات عامة
كانت الإحساء في عام 912 هـ تحت سيطرة آل زامل، وكان أميرها أجود بن زامل الجبري الخالدي من أقوى الأمراء في ذلك الحين.
***
906 هـ كانت مراكب البرتغاليين تدخل الخليج الغربي وتنشئ الموانئ على المواضع المهمة على سواحل الخليج.
***
براك بن غرير باني الكوت (الحصن) الذي سميت الكويت باسمه، اخذ يثبت ويكافح في سبيل ملكه الجديد سنة 1806 اشتبك مع قبيلة الظفير (سلامه بن سويط) امير الظفير، ومن الجدير بالذكر منذ عام 1000 هـ كان لقبيلة بني خالد نفوذ كبير على المنطقة التي تحدها شمالا الجهراء وجنوبا الاحساء، وكانت هذه القبيلة من أكبر القبائل العربية عددا وثروة ولم ينازعها السلطان أحد، وهي المسيطرة على قرى الجهراء والفنطاس والفنيطس، وكانت عامرة ببني خالد حتى سنة 1221هـ.
تنقسم هذه القبيلة إلى (العماير) (الفهد) والصبيح (المقدام) (المهاشير) الجبور.
في 30 حزيران 1946م جرى شحن أول كمية تجارية من النفط وتصديره إلى الخارج على ناقلة البترول البرتغالية برييش (فيوزلير) وهي أول نقالة بترول ترسو في ميناء الأحمدي لهذه الغاية.
في شهر فبراير سنة 1947/1366هـ اصدرت حكومة الكويت اول طابع تذكاري بمناسبة عيد جلوس صاحب السمو المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح بألوان مختلفة أزرق وبني وأخضر وقيمة الطابع عشرة روبيات.
• صورة لواجهة المعبد ولم يكن التاج الايوني والاسطوانة التي يرتكز عليها في هذا الوضع فقد وجد التاج ملقى على الارض والاسطوانة مرتكزة على القاعدة الثانية. • اختام من الاستياتايت • تمثال من الطين المحروق وهو لملك جالس على كرسي العرش والتمثال ملون بألون مختلفة يغلب عليها الاحمر والازرق (النيلي) وقد قمنا بتركيب الرأس الذي اكتشف في مكان آخر على الجسم فكان مكملا للتمثال ونحن نعتقد بان رأس التمثال في هذه الصورة وفي الصورة رقم (24) هما نسخة طبق الاصل من قالب واحد انما اضيفت اللحية والتاج في تمثال الملك وكون الرأس مكملا في تمثال مما لا شك فيه. • هذه نسخة لرأس الاسكندر تحيطه هالة من قالب الفخار الذي اكتشف في منطقة (ف 4) والذي صبت فيه مادة طرية فظهرت هذه الصورة ويبلغ ارتفاع الاصل 6 سم وليس من المؤكد بالطبع انها تمثل رأس الاسكندر الا ان ملامح الوجه تشابه ملامحه المشهورة. • تمثال صغير من الطين الاصفر المحروق يبلغ ارتفاعه 5 سم عليه طاقية وله لحية.. ومع ان البعثة الدانمركية تذكر انه لاحد ملوك اشور فهذا ليس من المؤكد فاللحى الاشورية كثة ومجعدة.
16/01/2010
عبداللطيف بن إبراهيم النصف الأديب والشاعر والإداري والرحالة والمستشار (1323 - 1391هـ 1904 - 1971م)
• عبداللطيف بن ابراهيم النصف
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
كان أول من أشار إلى هذه الشخصية الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه «تاريخ الكويت» وذلك قبل ثمانين سنة حيث وصفه بالشاعر الجديد عبداللطيف بن إبراهيم آل نصف، وقدم له قصيدة كانت نفحاتها حول اعتقال الزعيم البطل عمر المختار المحارب الليبي الشجاع، واستسلامه واعدامه من قبل الايطاليين.
كان أفراد أسرة النصف البارزون فيها كثيرون ومنهم العبداللطيفان: الأول عبداللطيف يوسف النصف والد الاستاذ وليد النصف رئيس تحرير صحيفة «القبس» الغراء، والثاني هو الشاعر عبداللطيف الإبراهيم النصف والد الكاتب الصحافي سامي النصف، وهذا هو الذي سنلقي عليه الضوء في هذا البحث.
عندما يقولون «الخال جذاب» لم يلق هذا القول جزافا، بل كان له معنى. والسيد عبداللطيف شاعرنا كان خاله الشاعر المشهور حمود الناصر البدر. وقلنا «الخال جذاب» وكما يقولون في العلم الحديث: جينات.
وأنا هنا عندما استعرض سيرة هذا الشاعر والقي النظر إلى اكثر من كتاب، بعضها كتب عنه إشارات والبعض كتب باسهاب، ولنا هنا أن نتوجه إلى كتاب شاعر الخليج «صفحات مجهولة» من أدب شاعر الخليج الأديب المفكر خالد محمد الفرج - تأليف عبدالله أحمد السياط.
وقبل أن أنقل فقرات من تاريخ عبداللطيف النصف من هذا الكتاب، أود القول اني سمعت من البعض أن لعبداللطيف ديوان شعر، لكنه لم يوزع على الكثير، واصبح محصورا، ونظرا لأهمية شعر هذا الشاعر للتاريخ اتمنى ان تخرج نسخة ويضاف إليها ما استجد من معلومات للفائدة لهذا الشاعر والكويت.
الآن انتقل إلى ما كتبه خالد الفرج كنبذة عن حياة هذا الشاعر يقول:
الأديب الأريب الفاضل عبداللطيف بن إبراهيم النصف من أدباء الكويت المعدودين.. وعائلته من اشرف العائلات الكويتية.. ولهم ثروة وجاه لا تزال آثارهما باقية إلى الآن.
مولده حوالي سنة 1320هـ، وجده لأمه المرحوم حمود بن ناصر آل بدر الشاعر العبقري في شعر النبط، وكأن روحه سرت بالوراثة إلى سبطه، فنبغ شاعرا مجيدا في الشعر العربي الفصيح ونال من الأدب حظا وافرا بتوقد ذكائه، وكنت أعرفه أيام الدراسة في المدرسة المباركية معرفة بسيطة لأنه أصغر مني سنا، وفي قسم غير القسم الذي كنا نتعلم فيه، وبعد أن تغربت في الهند نسيته، وبعد بضع سنين طرق سمعي اسمه معدودا من جملة الشبان الأدباء في الكويت فصرت أتشوق إلى لقائه من جديد، وفي محرم سنة 1344هـ لم اشعر إلا بكتاب من عنده وقد أرسل من ضمنه قصيدة حماسية من نظمه مطلعها:
جلّ الأسى
مهداة إلى الاستاذ خالد الفرج
جلّ الأسى واستحكمتْ حلقاته
وهفتْ بلبي والحشا أناته
وجفا الكَرى إلا لماما مضجعي
وتحدّرتْ من ناظري عَبراته
حتام أكتم في الفؤاد شجونه
وتبينها لعواذلي زفراته؟
اصبحتُ في أسر النوائب موثقا
لا يُرْتَجى منها له إفلاته
وأنا الذي قد حنّكته تجارب
والحد لم ينبت عليه نباته
فسل الشباب هل استفز حفيظتي
وهل اطبتني بالجمال مهاته
ويح الليالي إنهن صحيفة
للدهر قد خطت بها مأساته
إن الزمان ولو تأمل عاقل
كنه الزمان بدت له سَوْآته
لا ذل من أن يستَكين لعسفه
حر تؤيد رأيه عزمَاته
جلد على حمر الخطوب وسودها
لا تنثني للغامزين قناته
والليث يأبى أن يذل لهاجم
يبغى العرين وعنده وثباته
•••
يا أيها الحر الذي اجتمعت على
تفضيله اصحابه وعداته
والمعتلى هام الفصاحة معلما
بسنا البيان تحفه آياته
ذلق يمج يراعه بمداده
درا تضيء الكون مؤتلقاته
عجبا أينكره المكابر بعدما
نشرت أبا تمامهم أبياته؟!
أما الكويت فأنت بلبلها الذي
سحرت عقول أولي النهى نغماته
قسما بشعرك والقوافي حُسّرٌ
قسم أمرئ عُر.فَت له كلماته
إن الكويت إليك خالد تشتكي
ألم الفراق تمضها لوعاته
ابت السلوّ وكيف تسلو خالدا
بَلد تذكرها به حسناته
أبدا تحن لما مضى من عهدها
عهد زهت بك في الحمى أوقاته
أمل ويأس قد تَغالَبَ ذا وذا
والحق ليست قلبا حالاته
عرّجْ على الوطن العزيز مشاهدا
لتراه ترجف للبلى عرصاته
يا للكويت وما ألم بشعبها
فلقد رمته فاقصدته رماته
شعب يقاد إلى البوار وما درى
لهفى ايدري من غشاه سباته
ويل أمه ماذا دهاه فأصبحت
وقد استوت برجاله غاداته
لم تكشف الارزاء عنه سراته
شمما ولم تحم الذمار حماته
قد دب فيه للشقاق دبيبه
فتفرقت وتخاصمت وحداته
بحت حلوق المصلحين وما وعى
نصحا تردده عليه ثقاته
رقت العوالم بالعلوم فأسفرت
أوطانها واحلولكت ظلماته
لعبت به العمّات أشنع لعبة
فشقى بها وشقت به عمّاته
حال تسيل من الفؤاد دموعه
إن لم تكفكفها به جمراته
فإذا عثرت فلا لعالك عاثرا
إن الجهول كثيرة عثراته
والجهل آفة كل مجد في الورى
كم أرهقت أقوامها ويلاته
أسفى وما يجدي عليه تأسفي
شيئا ولو قرنت به حسراته
ألا أرى الشعب المضام بجنبه
تفتر عن ثغر الردى ثوراته».
ويقول خالد الفرج: وبعدها تواصلت المكاتبة بيننا الى ان قدر الله ان يأتي الى الاحساء سنة 1347ه وينتظم في سلك سكرتارية رئيس المالية الحاج مقبل العبد العزيز الذكير، الذي كان يقدر له نبوغه وذكاءه. ومن محاسن الصدف ان الرئيس المذكور عهد الي في تلك السنة تنظيم بلدية الاحساء، قضيت هناك اربعة اشهر تمتعت فيها بمجالسة الاديب ومطارحته وكانت سويعات فراغ اقتطفناها من العمر مازلت احن الى عهدها ولا تزال ذكراها الحلوة ماثلة بين عيني، وبداعي الالفة والمحبة حصلت مطارحات ومداعبات مجونية ولطائف لاذعة اوحتها الينا ساعات الفراغ، وماكنا نطالعه في الجرائد الهزلية المتفننة في الهزل بتلك الروح المصرية الحقيقية كالكشول والفكاهة، على انه على وفرة ادبه وقوة شعره كان بطيء الخاطر في النظم خصوصا الناحية الهزلية منه لانه جدي الطبع فلسفي الفطرة، وكنت على العكس من ذلك، فكنت كثير المشاغبات له وهناك بعض الاخوان يوغرون بيننا، على انه لحسن الحظ كان رزينا لا يتأثر من تلك اللسعات، انما كان يود الا يطلع عليها احد ويؤلمه جد الالم، وانى للاديب ان يملك نفسه وهو لا ينظم الا للناس؟ مع انه كان يعجب بشعري، واذا استبطأه وخزني بما يشاء له ادبه حتى انه في الاخير ترك النظم وجعل سلاحه النثر، على ان هذه المداعبات لم تؤثر في متانة الصداقة وصفاء المودة، كما قلت في احدى المداعبات:
انا والخل ابن نصف
نصل القعر ونطفو
كلما كدر فرح
بيننا فالقلب يصفو
قسم الود سواء
لي نصف وهو نصف
واذا ما كنت راض
فقبيح الشتم لطف
وسنبقى ما حيينا
كلنا للبعض الف
وكانت فاتحة المداعبات اننا كنا نتمشى بعد العصر في بعض سكك الهفوف ونتطارح النكات والمداعبات طارحين الادب بيننا، فاقترح احدنا ان يرثي بعضنا بعضا لمناسبة نسيتها الآن،، وأظنها مرثية أبي نواس لأم حبض - وهي حية - فما كان من ابن نصف إلا أن نظم أبياتاً هزلية، أذكر منها هذا المصراع «ورثاه أبورويس نهيقا» وأبو رويس مجنون أبله صغير الرأس مولع بالنهيق، وهو مشهور في الاحساء.. وعملت أنا فيه هذه الأبيات:
آهو يلاه أهو يلاه والهفي لهفي
قد توفي عبداللطيف ابن نصف
ما دري نعشه ولا حاملوه
ما على النعش من سفاف وتُف.
وأديب مهذب لوذعي
سعره لو يباع بيع بألف
شمعة في الضحى أنيرت فلما
أسفرت جاءها الح.مامُ ب.أُف.ّ
فبكينا بالدموع غزارا
وحدرت في الخدود من غير ذرف
وعجنا بها طحينا وتمرا
وصنعنا بذاك تمثال نصف
وهنا يقوم خالد الفرج ينظم قصيدة أخرى في مدح صديقه عبداللطيف النصف يقول فيها:
أعملت فكري وأطلت نتفى
للحيتى تسند رأى كف.ي
فلم أوفق لقريض يشفي
أمدح فيه الشاعر بن نصف
عبداللطيف وهو أهل اللطف
إمامنا البارز بين ألف.
اسمه مثل البدر ليل النصف
غطاه غيم أو منى بخسف.
مطحسن معصر ذو أنف
كالصقر افنركوا أبو الصنف.
اقسم غير حانث في حلفي
مرانا لواحدٌ بألف.
بأنه أشطر أهل الصنف
يعجز تقريظي له ووصفي
ها أن عجزي ظاهر وضعفي
في مدحه كالمسح فوق الخف
أو عمه فوق ولي الوقف
يستر فيها جهله ويخفي
لكنَّ إلماعي بذاك يكفي
مفلسف كأحمد بن لطفي
أشعر من شعري برغم أنفي
ها قد أتتني كحة بعنف
هذه جزء من المطارحات بين شابين عاشا في القرية سنوات، وكانت نفثات القلوب تخرج على اللسان ثم الورق، وهي جزء من القصائد والمطارحات بين شاعرين كانت لهما صولة وجولة يوما.
اذاً هذا هو عبداللطيف ابراهيم النصف احد شريكين كانا يعملان بصمت حول امير الكويت الراحل عبدالله السالم الصباح، ذلك هو النصف ومحمد سليمان العتيبي اللذان وقفا حول امير الكويت وكانا نعم المساعدون والمستشارون.
اقول قبل ان انهي هذا الموضوع ان المرحوم النصف قد تولى وظائف كثيرة اضافية بالاضافة الى المستشارية وهي عضوية مجموعة من مجالس الادارات في تلك الحقبة. وحظي انني رأيت السيد عبداللطيف النصف مرة واحدة ذلك في سنة 1960، في ظهيرة ذلك التاريخ كنت مع احد الاخوة وكنا ننظر الى ذلك الرجل الذي يركب السيارة وهو يعتمر العقال الشطفة وربما يكون اخر من كان يعتمره من رجالات الكويت في تلك الحقبة.
وسألت صديقي: من يكون هذا الشخص العزيز الذي مازال على العهد القديم؟ فقال لي: هذا هو عبداللطيف النصف الشاعر المعروف وهو مستشار الشيخ عبدالله السالم الصباح.
هذه الصورة التي ارتسمت في ذهني منذ ذلك التاريخ ظلت عالقة وجعلتني اتذكر تلك الصورة التي لا تمحى من ذهني وجعلتني اتوجه لاسجل عنه بعض الذكريات مع صديقه وزميله خارج الكويت خالد الفرج، وهما اللذان غادرا الحياة رحمهما الله رحمة واسعة..
16/01/2010
عائلتنا متميزة بالسفر وقيادة السفن عبر التاريخ صقر القطامي: أنا من عائلة النواخذة وأهل البحر
• صقر عبدالوهاب القطامي
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا أمر الاثنتين وذاقوا حلاوتها، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.
«القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
التقينا اليوم مع السيد صقر عبدالوهاب القطامي (نوخذة)، هو اصغر ابناء النوخذة عبدالوهاب بن عبدالعزيز القطامي، قادوا السفن الشراعية الى اليمن وبربرة على الساحل الصومالي والهند والسواحل الافريقية، وقال في بداية اللقاء: تكاتف اهل الكويت في بناء وطن عزيز، عملوا جميعا بالصدق والثقة والاحترام فيما بينهم، هناك من عمل في البحر والبر وجلبوا الماء من شط العرب، وكسروا الصخر لبناء البيوت والاسوار البحرية، في الحرب العالمية الثانية كثير من الدول كانت محتاجة، وتأثرت، ولكننا لم ينقصنا إلا القليل. بنوا السفن اثناء الحرب، ولم نعرف ما نسمعه هذه الايام من التفرقة والقبلية والطائفية، السفن فيها من كل المذاهب والطوائف، يوجد على السفينة نوخذة شيعي والبحارة سنة، ويوجد نوخذة ومجدمي سنة والبحارة شيعة، كلهم يسمعون الكبير المسؤول، لا ادري من اين جاءت هذه النغمة الدخيلة علينا، لا تمنحوا الاعداء قوة ضدنا، ابحرنا عبر المحيطات والبحار ولا نعرف الأسود من الأبيض ولا الطويل من القصير، وها هم النواخذة ابن نخي وبهمن وبن شيبة والقطامي والنجدي، والعيسى والعصفور والخرافي والبنوان والبلوشي، هذه الايام تحزن الروح والنفس من كثر الكلام الفاضي.
هذه كلماتي في مقدمة اللقاء معي يا ابني جاسم.
اضاف النوخذة صقر: بدأت مع البحر في عمر 14 سنة، وانا اكبر من عمي جاسم القطامي بشهر واحد، كل عمامي واولادهم درسوا في المعارف ثم سافروا الى الخارج لاكمال دراساتهم، اما انا فمع والدي من البداية الى البحر والمحيطات، انا من مواليد فريج المطبة في الحي الشرقي سنة 1929، والآن بلغت من العمر 80 سنة، سألت والدتي عن سنة ولادتي قالت: انظر الى جرجوب الباب عليه تاريخ يوم ولادتك، وكان 1330 هـ. وبعد تحويله الى الميلادي وحساباته الخاصة عرفت ان الباب من عام 1929، اما اخي ناصر فهو من مواليد معركة الجهراء.
القطامي عائلة بارزة
وقال صقر: أنا من العائلة المتميز رجالها بالسفر عبر البحار ونحن من أبرز العوائل من حيث عدد النواخذة، فقبل الحرب العالمية الأولى امتهنا قيادة السفن الشراعية ولم نعمل بالغوص، جهود الأهل والعائلة كلها كانت للأسفار، ومنا النوخذة المشهور والأديب عيسى القطامي الذي ألف كتاب «دليل المحتار في علم البحار»، كتاب قدم النواخذة والبحارة، وسعى لخدمة البحارة يوضح المجاري الرئيسية إلى الهند، كتاب مترجم إلى عدة لغات، ومنا النوخذة عبدالوهاب القطامي دخل البحر وعمره 10 سنوات، وهذا النوخذة من المشهورين الذي قاد اشهر بوم «بن رشدان»، يوسف عيسى القطامي جريء ولا يهاب البحر، والنوخذة من آل القطامي الذي قاد «البدري» وجميع رحلاته إلى السواحل الهندية «عبدالعزيز القطامي» طلب منه الشيخ مبارك لقيادة يخته «مشرف» من بومبي إلى الكويت، وهذا والدي عبدالوهاب القطامي أصبح نوخذة وعمره 20 سنة، وعبدالرحمن القطامي الذي حير القراصنة، وعبدالله ركب السفينة الشراعية بداية الثلاثينات حتى أواخر الأربعينات، ومحمد عبدالعزيز القطامي قاد بوم العائلة «الحصان»، وبدر عبدالوهاب القطامي له قدرات عظيمة دخل البحر وعمره أحد عشر عاماً، وهذا بدر النوخذة الماهر تدرب على يد أخيه قاد بوم «السليماني»، وناصر عبدالوهاب القطامي من المشهود لهم في المهنة الشاقة اتقن علم القياس ووصل الى موانئ اليمن وساحل أفريقيا الشرقي.
«دليل البحر» كتابي
يقول صقر القطامي: انا أصغر أبناء والدي، ألفت كتاب «دليل البحر» لهواة الصيد والتنزه. السفن الكويتية بقيادة النواخذة وصلت جدة وبور سودان وباب المندب، وأثيوبيا، الهند، وباكستان وسيلان، كتاب طبع 4 مرات، وسعره مخصص لمصلحة جمعية المعوقين الكويتية على مر الايام، كتاب «دليل البحر» يعطي صورة واضحة عن المسافات والاتجاهات، ويسهل معرفة مجرى السير، ويجنب الاخطار والتقلبات الجوية المفاجئة، والكتاب يرشدك الى معرفة البوصلة ويعطيك جميع الاتجاهات من بنيد القار الى الارياق والجزر ورأس الارض ونادي البدع والفحيحيل والجليعة والزور والخيران ومد الحماه وبرد حلج.
اضاف النوخذة صقر: ابحرت من البصرة محملا التمر الى الهند، ولم انتظر نهاية رياح الاحيمر، فتعرضنا للمصائب وتمزق الشراع، ولكننا بمعونة القادر عز وجل وصلنا الى ميناء خورميان في الهند، وركبت بوم «الباز» واصلت الرحلة من بندر منكرور الى كاليكوت، وهذا النوخذة من آل القطامي «سعد» وصل الهند والصومال والمعلا في عدن والمكلا.
الغواصة اليابانية
وذكر القطامي حادثة تعرض السفن اثناء الحرب العالمية الثانية، كنا 3 سفن من كالكوت الى كوه نريد بحر العرب في عام 1944، سمعنا اصوات المدافع، ومع ازدياد الرياح رجعنا إلى بر الهند، وبقية السفن عبرت فتعرضت لها غواصة ضربت واحدة منها، ولأنها محملة بالأخشاب فلا تغطس، والثانية ضربت في مقدمتها، استعملوا الماشوه (زورق النجاة) وأنقذتهم سفينة حجاج قادمة من جدة أوصلتهم إلى بومبي، وكل التجار من أهل الكويت اعتقدوا ان بوم الداو ضرب، بقينا 42 يوما بين البحر والسماء حتى وصلنا مسقط، والسفن الكويتية ابرقت إلى أهالينا أن الجماعة سالمين وصلوا مسقط، وهذه الغواصة ضربت سفنا إيرانية وعمانية، وعند وصولنا ميناء عدن سألنا عن سبب اعتداء الغواصة اليابانية على السفن الشراعية في البحار، فقالوا: ان بريطانيا تستأجر الأبوام وتضع فيها المدافع، فجاءت الأوامر بضربها ونحن الضحايا.
قال: من تطور السفن وضعت ماكينة على بومنا عام 1952 من كلكوت محملا الأخشاب لصناعة السفن وانا النوخذة، ولكن عدد البحرية أقل من البحرية في الشراعية، لأن ماكينة ديزل وصلتنا بعد 17 يوما، ولكن سرعة الرياح لها دور كبير، والدي رحمه الله من البصرة إلى عدن وصل بـ 14 يوما قبل البوم الذي خرج قبله بعشرة أيام، لأنه نوخذة أخذ عمق البحر في المسير، والآخر بجانب البر.
أما الجيران فكانوا شعلة من العواطف، ونفوسا مشبعة، جيرانا كانوا وأجرهم على الله تعالى، كان خيرهم لجارهم، ولم نعرف الأذى ولا المضايقة.
يقول النوخذة صقر: جارنا صياد السمك وأيام الغوص مجدمي «جاسم مسكين»، والنجدي من الجيران كان عنده مجموعة من الحمير، وعمال ينقلون الطين والجص والصخر، وبالقرب منا شاوي المطبة سليمان بورجا عنده بيت وجاخور، وأخوه الكبير عوض ناس شرفاء مخلصون. وبالقرب من بيتنا مسجد عبدالإله بني 1912، كنت امشي إلى مدرسة الملا ابو بلال على الاقدام.
صعوبات واجهناها
قال: كنت مع والدي في بوم «البدري» ملكا له اواخر الحرب العالمية الثانية بالقرب من ميناء راس رياش في البر الايراني مدخل مضيق هرمز. حملنا وقود الطائرات في تنكات (صفائح حديد)، وقبلنا كان بوم الغانم يحمل المواد نفسها فاحترق قبل خروجه من النقعة، ونحن خرجنا والصفائح في الخن من الكويت الى رياش لنسلم الانكليز في قاعدتهم هناك، شعر احد البحارة بحرارة شديدة تحت السريدان (مطبخ السفينة) بدأنا بإطفاء النار قبل ان تمتد الى وقود الطائرات، وأتذكر كان معنا جاسم المناعي (ضرير) يصعد الدقل قبل غيره من البحارة.
ومن الصعوبات كنا نأكل الرز في الطبق وعليه علامة الوطية «مكان الرجل» وجبة واحدة فقط.
ومن الصعوبات أيضاً حمّلنا برجوته (قطن روائح) لأحد تجار العراق يهودي اسمه عدس، خرجنا من بومبي وبالقرب من جزيرة «خاري» تعرضنا لعاصفة شديدة، ألقينا البضاعة كلها في البحر حتى يفرغ البوم من الثقل، ولكن بشهادة السفن الإنكليزية التي كانت في مياه الخليج، حصلنا على شهادة تثبت ذلك، وحفاظاً على الأرواح القيت البرجوته وقد دفع التاجر اليهودي قيمة البضاعة.
وذكر إحدى الصعوبات أيضاً، وهي المرض الذي أصاب بحارة البوم في المحيط الهندي، توفي أحدهم، غسلناه وكفناه وربطت الجثة بالصخر حتى تركس وتصل إلى قاع البحر، كل يوم كان يموت واحد من البحارة لمدة 3 أيام، هذا من أهوال البحر ومصائبه.
وبحارة الغوص وجبة واحدة فقط، وعندما كنا نسمع عن طبعة بوم لا نخاف، ولكننا نتألم عليهم، لأن حياتنا ومعيشتنا من البحر «لا حول ولا قوة».
قاطع البحار
وأضاف النوخذة صقر: انه قطع البحار والمحيطات ركب البدري البوم المشهور الذي قطع المياه لخدمة النقل، قيادته كانت للنوخذة عبدالعزيز القطامي، واشتراه والدي عبدالوهاب القطامي، البدري كان يحمل 2500 منٍّ من التمر ما يعادل (188 طناً)، ثم تسلم قيادة «البدري» النوخذة بدر القطامي، بعد ان تركها والدي في عام 1936 ويسمى سيد البحار «ثم ركبت أفضل سفينة «كاكة» وجاء الاسم على لسان الهنود كلما شاهدوا بوم كاكة يرددون «جاء كاكه» وذهب «كاكه»، ولكن اسمها الرسمي كما ذكرن في كتاب «صناعة السفن» د. يعقوب الحجي، «فتح الخير» صنع في العشرينات، وصل الهند وسواحل افريقيا الشرقية، وتنزانيا ودار السلام.
وقال: ركبت أكبر سفينة وأشهرها (الداو) لمدة 20 سنة، صنع بوم الداو للتاجر حمد الصقر وأخيه صقر الصقر في عام 1914 كان نوخذة والدي عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي في عام 1941، حمولته 400 طن يعادل 5500 منٍّ، وصلنا إلى البحر الأحمر ميناء الحديدة ، وهناك ضيفنا ودعونا الملك عبدالله، ملك اليمن في البوم، وأتذكر مطربنا كان ابن سمحان واحمد الزنجباري في سنة 1946، وطباخنا «مريان»، الملك عبدالله أعجب بالطبخة الكويتية، طلب الطباخ ليعمل معه في القصر، فرفض والدي، قائلا للملك: كيف أعطيت الطباخ هذا ملك أهله، وهذا ولد ناس حر؟
واضاف القطامي انه ما زال مع البحر ويدخله بواسطة لنجه الخاص 40 قدما، الذي يدار بواسطة محرك واللنج هو قارب بخاري Launch ومصنوع من «فايبركلاس» وراحت أيام الخشب.
السياسة طغت على الدواوين
وعن الدواوين، قال: أنا ازور 4 دواوين فقط: ديوان العسعوسي والصقر والبدر، وناصر الساير. وديوانيات ايام زمان من دون شاي فقط قدوع (كدوع)، عبارة عن تمر يقدم مع القهوة ثم أدخلوا الشاي، والاحاديث عن البحر، والآن للأسف السياسة طغت على كل شيء، والمناقشات في المجلس لاعقلانية احيانا، والله يهدي الجميع.
أقول كلمة أوصي بها الآباء والأمهات: حافظوا على أولادكم وبناتكم من السوء، خاصة المخدرات القاتلة، واصدقاء السوء سوء في كل شيء، اولادي وبناتي عليكم بالدراسة، والأم علمي البنات على ادارة البيت والاهتمام بالزوج والطبخ.
• النوخذة عبدالوهاب القطامي • النوخذة صقر يعتز بالأبوام • بوم سفار ما زال مع القطامي • في بوم المهلب.. النوخذة القطامي الى جانب الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد
أعطيناهم 155 مليونا مقابل تريليونات الدولارات فيصل الثنيان: أنا أول كويتي يحصل على شهادة «أعالي البحار»
فيصل ثنيان الغانم
اجرى الحوار: جاسم عباس
من الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع السيد فيصل ثنيان بن الثنيان الغانم قال: أنا مواليد سنة 1940 في فريج القبلة بالقرب من مدرسة عمر بن الخطاب، وبالقرب من بركة الماء، والدي كان تاجرا امتلك مع اخية محمد العديد من سفن الشراعي، وبعض سفن للغوص على اللؤلؤ والنقل الساحلي، أهم هذه السفن «المهلب» و«البوم» و«فتح الخير»، أما بوم المهلب، فأهداه والدي لدائرة المعارف، ثم نقل الى المتحف الوطني، حيث اشعله الغزاة اثناء الاحتلال العراقي الصدامي لبلدنا الكويت، وقام الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح ببنائه ثانية، واما البوم الثاني «فتح الخير» فهو ملك عمي محمد، وكان سابقا ملك الاثنين، طلب الامير الراحل من المركز العلمي البحث عنه في الموانئ الخليجية، فهو بوم مشهور، وجدوه وعملوا له صيانة شاملة، وهو الان في ساحة المركز العلمي في السالمية، وقد توقف، والكويتيون عن الاسفار في بداية الخمسينات مع ظهور النفط واللؤلؤ الصناعي المعروف باسم مكتشفه (ميكو ميتو).
وتذكر الثنيان النوخذة عيسى بشارة، نوخذة «فتح الخير» الذي قاد البوم الى موانئ الهند وساحل افريقيا الشرقي، ترك البحر والسفر عام 1957 وهو الذي فحص عليه، وأكد انه هو «فتح الخير» وكان اول مرشد بعد بناء ميناء «الشعيبة الصناعية».
الدراسة في إنكلترا
أضاف السيد فيصل: أرسلني والدي إلى انكلترا لدراسة الهندسة، لأن الكويت في بدايات الاعمار والانشاء، وبعد ان حصلت على G.C.e تعادل الثانوية العامة في اسكتلندا، ومن دون علمه قدمت للكلية البحرية بدل الهندسة، وبعد 3 أشهر أرسلت له، وأتأسف منه لعدم دخولي الهندسة، وميولي الى البحر أكثر، ولكنه فرح بهذا الخبر وبهذا التخصص، دخلت الكلية البحرية في «كاردف» مدينة ويلز، ثم الى البحرية البريطانية حصلت على شهادة عليا، وبدأت بالدراسات العملية ضابط ثاني لمدة 4 سنوات، ثم رجعت الى الكلية 4 أشهر، ثم الاختبار في «نيوكاسل»
وبعد هذه الدراسات العملية والنظرية حصلت على شهادة في «أعالي البحار» انتقلت بين الموانئ لمدة سنة ونصف السنة على السفن الإنكليزية، وحصلت على شهادة «رئيس ضباط»، والجامعة أوصت دولة الكويت بإعطائي الشهادة، وهذه طريقة في الكليات البحرية البريطانية، وكان سليمان حمود الخالد رحمه الله رئيس الموانئ في ذلك الوقت (وكيل وزارة المالية والنفط لشؤون الجمارك والموانئ)، وهو الذي أصدر الشهادة تحت رقم 101، ثم قدمت للقبطنة (قبطان)، في مدينة نيوكاسل الانكليزية، وحصلت عليها تحت رقم 102، وأنا أول قبطان كويتي يحمل شهادة عالية في علم البحار، وانا الكويتي والعربي الوحيد على البواخر والبقية كلهم انكليز وهنود.
الأعمال والمسؤوليات في «النفط»
وعمل فيصل الثنيان على أول باخرة نقل نفط (كاظمة) كويتية بنيت عام 1959 ضابطا، كما عمل على باخرة وربة العربية عام 1957، وفي 1968 قبطانا على العربية وحمولتها 210 آلاف طن، وهذه الناقلات الكويتية كانت من أكبر الناقلات، وعمل على حاملات الحديد وتراب الحديد، وحمولة عامة، وناقلات نفط بريطانية.
يقول القبطان الثنيان: التحقت بشركة نفط الكويت (k.o.c) مشرفا على الإدارة، وقبطانا على البواخر (القاطرة)، ومرشدا وناظر ميناء الجنوبي، ثم عينت ناظر عمليات البحرية، ثم ناظر تصدير وتخزين النفط، وناظرا عاما للتصدير بعد ذلك، ثم مدير التكرير والتصدير مسؤولا عن مصنع التكرير، ويعتبر من أكبر المصانع في العالم، حيث ينتج 295 ألف طن في اليوم الواحد، ثم مصنع الغاز المسال والتصدير، ومن ثم نائب العضو المنتدب لعمليات الانتاج والحفر والتكرير والتصدير، ونائب رئيس مجلس الإدارة، وكان الرئيس أحمد جعفر.
الدعوة.. الرسائل
وتحدث عن الدعوة التي جاءت له من الشيخ عبدالله السالم الذي حكم الكويت في 25 فبراير 1950 وتوفي عام 1965، عندما كان القبطان على سفينة بريطانية وصلت بومبي في بداية الستينات حاملة مساعدات للهند (حنطه ونحاس) والشعار كان يدا تصافح أخرى، وهذا دليل التعاون والتفاهم بين الشعبين.
وقال: كنت ضابطا، ذهبت إلى القنصلية الكويتية والقنصل كان فيصل العيسى، ذهبت لأجد بعض الصحف الكويتية أو العربية، وأعطيت القنصلية عنواني على الباخرة، وفي اليوم الثاني جاءت سيارة كاديلاك عليها علم الكويت الأحمر، طلب مني مقابلة الشيخ عبدالله السالم وهو في بومبي، وتبين من خلال المقابلة أن الشيخ -رحمه الله- على علم بكل رحلاتي البحرية، وعن الحوادث التي جرت لنا، وتبين أن والدي كان ينقل له من خلال الرسائل التي كنت أرسلها اليه، وأنا في البحر كنت أدون الأحداث وأرسلها وأحتفظ بها للذكرى.
قصة 155 مليونا
وتحدث الثنيان عن KOC عندما أخذت الكويت حقوقها من النفط بعد أن كانت الخيرات تحت الأرض بكميات تساوي تريليونات من الدولارات، فمن بداية النفط إلى 1976 كانت الشركة تعطي الكويت مبالغ تقديرية التي تساوي شيئا مقابل ما يسحب وما هو موجود تحت الأرض، وبالحوار العقلاني والتفاهم عوّضت الكويت الشركات بـ155 مليون دولار، واحنا (الكويت) نأخذ النفط كله، واكتسبنا ثروتنا بفضل الله تعالى وبفضل الحكمة والعقل والتفاهم، وكل الشكر والتقدير للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، ومن كان يعمل معه كالسيد عبدالرحمن العتيقي، والسيد محمود العدساني، والشيخ علي الخليفة، والحمد لله والشكر كانت النوايا صافية ولا خلافات مع الشركات، وهم الذين حضروا واكتشفوا وحافظوا على الثروات النفطية أثناء الحرب العالمية الثانية.
صعوبات في رحلة روسيا
وعن مصائب العمل في البحر والصعوبات قال الثنيان: كنا على سفينة بريطانية متوجهة إلى روسيا لنقل الحديد (الخام) مقابل تصدير ثلاجات وتلفزيونات، وكان ذلك في فصل الشتاء شهر يناير، قطعنا النرويج والسويد ودخلنا «مرماست» في روسيا، حتى وصلنا القطب الشمالي، وكانت درجة الحرارة 53 تحت الصفر، وكان الثلج على شواربنا ووجوهنا، حتى الجبال تجمدت، الميناء استقبلنا بالكسارات التي كانت تكسر الجليد في البحر، مكثنا 10 أيام على هذه الحالة، كنا نفتح العنابر بالنار، وعند خروجنا لم يفكر أحدنا أن يجدد الرحلة الى هذه المناطق، وأعطونا ضعف رواتبنا، وكنا نضحك على الذين يريدون أن يأخذوا مكاننا.
وروى بعض الذكريات التي راودته قائلاً: درست عند الأستاذ عقاب الخطيب في الروضة، ثم أرسلني والدي مع أخي صقر إلى كلية فكتوريا في الاسكندرية، وكان قبلنا بدر الملا ثم جاء بعدنا عمنا علي أبو مرزوق، وجاسم الخرافي وناصر الخرافي وجاسم البحر، وعبداللطيف الحمد، وبدر الحميضي وجاسم الحميضي وبعد العدوان الثلاثي على مصر توقفت الدراسة في (J.C.E)، فرجعنا الكويت درسنا لمدة أشهر قليلة في ثانوية الشويخ، ثم إنكلترا.
المهلب البوم الشهير
وتحدث عن واحدة من أكبر السفن الكويتية، وشهرة بوم المهلب ان له القدرة الفائقة على التصدي للرياح، صنع عام 1937 من أفضل وأجود الخشب وفي نقعة الصقر وكان نوخذة المهلب أحمد الغانم، وجميع الألواح من الساج الخشب الهندي المشهور باسم «تيك، ساجون Sagawan» الذي يمتاز بمقاومته للماء، وتسلم قيادته في أول رحلة
له النوخذة حسين العسعوسي وصل في بوم المهلب الى غربي الهند وشرقي افريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية، وله دور تاريخي في الحرب العالمية الثانية بنقل البضائع من الهند الى البصرة، ثم قاد هذا البوم النواخذة: بورحمة والنشمي والراشد والعجيل والمهيني، وآخر نوخذة محمد الماجد والعيسى.
واما بوم فتح الخير الذي اصبح من نصيب عمي محمد رحمه الله فصنع عام 1938 ، وهو من اشهر وافضل الابوام الكويتية بلغت حمولته 3000 منّ، فأبحر به النوخذة العيسى وعيسى بشارة الى معظم الموانئ من الخليج الى المحيط الهندي الذي استمر في قيادته حتى عام 1952، فبيع الى النواخذة الايرانيين واخيرا، تم شراؤه من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1994، توقف الغزير القوي الذي صمد امام العواصف والميلان في الموانئ، وصمد في مكران (بلوشستان) وصمد في عيوقي.
***
• وفي الختام كلمة شكر أوجهها للاخ العزيز سامي النصف على جهوده المخلصة لاجراء هذا اللقاء، ولنا كل الشكر والامتنان، وندعو الله تعالى ان يمد العم فيصل الثنيان بطول العمر والعافية.
ثنيان الغانم بوم المهلب قبل احراقه القبطان فيصل الثنيان الغانم على الباخرة البريطانية بوم «فتح الخير»
22/01/2010
من قديم الكويت طلاب السيارات في الكلية الصناعية
إعداد: يوسف الشهاب
جاء افتتاح الكلية الصناعية في نوفمبر عام 1954، شعوراً من الدولة بضرورة ايجاد فئة حرفية من ابناء الكويت في مختلف التخصصات اليدوية الفنية لتأخذ دورها في العمل اليدوي وفي خدمة وطنها.
وقد استقبلت الكلية في بادية افتتاحها الطلاب الذين انهوا المرحلة المتوسطة بحيث يكملون السنتين الثالثة والرابعة المتوسطة في الاقسام اليدوية وبعدها يحصلون على «المتوسطة الصناعية»، ثم اصبحت الكلية تقبل الطلاب الذين يحصلون على الشهادة المتوسطة، وبعد الى المرحلة الثانوية الصناعية لمدة اربع سنوات يحصل بعدها الطالب على شهادة الثانوية الصناعية.. وكانت هذه الكلية تضم العديد من الاقسام والورش، منها السيارات، الكهرباء، الخراطة، النجارة، الحدادة، الأثاث، الديكور، وغيرها من الاقسام الاخرى، ولقد ارسلت بعثات دراسية للطلبة الذين حصلوا على الثانوية الصناعية لمتابعة دراستهم في الولايات المتحدة، حيث حصل بعضهم على البكالوريوس والبعض الآخر على الدبلوم، وحين تأسست الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ألحقت الكلية الصناعية ضمن معاهد وكليات الهيئة.
هذه الصورة التقطت عام 1964لطلاب قسم السيارات في الكلية الصناعية داخل ورشة القسم، ويبدو فيها طلاب السنة الثانية صناعة وقد ارتدوا بلنسوت العمل الى جانب السيارات التي يتم التدريب الميكانيكي والكهربائي عليها وهي انكليزية الصنع. والطلاب في الصورة هم:
الجلوس من اليمين احمد سراب، احمد بودي، يوسف الميلم وراضي الصايغ
والوقوف سليمان معرفي، مناف معرفي، جاسم العميري، جاسم محمد، ثم الاستاذ حامد، المرحوم حسن الصفار، فيصل البنوان، اسماعيل حمزة وجعفر بوحمد.
الصورة مهداة من الاخ مناف معرفي فله خالص التقدير.
تبين هذه الصورة الجوية جزءاً كبيراً من منطقة ف 5 أو تل سعيد.. ويبدو المعبد واضحا وأمامه المذبح، وفي مقدمة الصورة يظهر جزء من المنطقة السكنية في الجهة الشمالية الغربية من القلعة التي يعتقد انها اضافات متأخرة.
غنيمة الفهد
تأثرت فيلكا بفن المعمار اليوناني، وتعتبر جزيرة فيلكا في العهد الهليني مدرسة محلية للبناء. نذكر منها التيجان الدورية وإنشاء أوراق النخيل، كل هذه الألوان من الديكور ترجع إلى الطراز الهليني زمن الاسكندر الأكبر. وأيضاً التيجان شائعة في آسيا الصغرى.
أظهرت الحفائر في تل سعيد (القلعة اليونانية) التي يرجع عهدها إلى القرن الثالث قبل الميلاد يحيطها خندق دقيق الصنع. القلعة بنيت على شكل مربع طول بوابتين واحدة شمالية وأخرى جنوبية.
القلعة اليونانية بنيت على منطقة سكنية يعود أقدمها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وتفرز ثلاث باكتشاف ثمانية أختام في الطبقات السفلى من هذه المنطقة ويعود تاريخ هذه الأختام إلى حوالي 2500 ق.م تاريخ بناء القلعة يعود إلى العصر البرونزي منذ القدم باللؤلؤ وكثرة الأسماك فيها كما ان هناك تبادلا تجاريا بين القبائل العربية في اليمامة ونجد، كانت تمر بهذه المنطقة في طريقها إلى جنوب العراق وحوض الفرات للتبادل التجاري.
وتقع جزيرة فيلكا على بعد عشرين كيلومترا، وجزيرة فيلكا تابعة لدولة الكويت، طولها اثنا عشر كيلومتراً، وعرضها 6 كيلومترات، وهي على شكل مثلث مستطيل الأضلاع فيها تلال أثرية، مياهها عذبة خصبة التربة، لها موانئ طبيعية حسنة صالحة لحماية المراكب عند هبوب الرياح.
ونتيجة لموقعها الاستراتيجي المهم، حيث انها تقع على الطرق البحرية التجارية بين وادي الرافدين وبقية مواطن مناطق الخليج العربي لذا توافرت فيها جميع الأسباب لقيام حضارة غنية، تعتمد على التبادل التجاري وعلى الرسوم البحرية من السفن التي تمر في موانيها.
الجزيرة فيها تلال عديدة يعود بعضها إلى العصر البرونزي القديم، وفيها عدة تلال متقاربة أهمها تلال سعد وسعيد، وبين تلي سعد وسعيد كشف آثار بيت مؤلف من 12 غرفة. غرفتان منها في الوسط والجدران في هذا البيت بنيت من الآجر. ويسمى هذا البيت دار الضيافة (الخان).
القطع الأثرية التي عثر عليها في هذا المنزل، حجر صغير رسم عليه إله أو ملك بيده تفاحة، رأس صغير لرجل عليه طاقية مدببة، وله لحية ووجدت في الدار كميات كبيرة من الفخار المكسور، وبقايا آنية القوم، وصورة صغيرة لوجه الاسكندر الأكبر، وتماثيل صغيرة.
زوار كثيرون زاروا هذا البيت بيت الضيافة، وربما جنود الاسكندر الأكبر، التحف الكثيرة التي وجدت تفسر أنه قدمها الجنود، جنود الاسكندر للآلهة حمداً وشكراً لنصرتهم على أعدائهم وعودتهم سالمين.
وأحد اعمدة المعبد وهو عمود جميل ذو قاعدة مستديرة ومزخرفة ثم اسطوانة حجرية وعليه التاج الأيوني، وكذلك نخيلة كانت توضع في أعلى واجهة المعبد، وواجهة المعبد عليها التاج الايوني والاسطوانة المتعارف عليها انذاك، وعثر أيضاً على حجر اكاروس بعد ترميمه ولا يزال جزء منه مفقوداً نتيجة عمليات التخريب والتشويه.
وعثر على مجموعة النقود الفضية ويبلغ عددها 13 قطعة. وعُثر على تمثال من الطين المحروق يشبه الى حد كبير تمثال افرودايت وتمثال من الطين المحروق على هيئة منجرة وتمثال من الطين المحروق وهو لملك جالس على كرسي العرش.
ومجموعة من الفخار الهليني المدهون اكتشف في منطقة المعبد اليونانية.
ومجموعة من الصحون الفخارية. ومجموعة من المصابيح الفخارية التي اكتشفت في منطقة القلعة اليونانية واناء حجري مصنوع من الحجارة السوداء (استيانايت) ومجموعة من الحراب البرونزية.
• جزيرة فيلكا في العهد الهيليني مدرسة محلية للبناء
• تأثرت فيلكا بفن المعمار اليوناني
• وجدت اختام في جزيرة فيلكا يعود تاريخ هذه الأختام الى حوالى 2500 ق.م
• القلعة اليونانية بنيت في منطقة سكنية تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد في جزيرة فيلكا
• بناء القلعة وآثارها يعود الى العصر البرونزي
• بلغ عدد الاختام المستديرة التي اكتشفت من الاختام الدلمونية 400 ختم
• الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة من مشاهير الشعراء وهو علم من اعلام الادب العربي
شعر الفرزدق حفظ ثلث اللغة العربية.
دخل في مهاجاة مع جرير قرابة اربعين سنة
الفرزدق من قبيلة بني تميم
كاظمة موطن الفرزدق، انها كاظمة الكويتية
المساجلات الشعرية التي تقام في كاظمة سجل لها التاريخ، وابطال هذه المساجلات ذو الرمة والحطيئة العراقة في جزيرة فيلكا وكاظمة
العراقة والشاعر الفرزدق الكويتي
الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة من مشاهير الشعراء، وهو علم من اعلام الادب العربي اشتهر بالهجاء مع الشاعر جرير وكلاهما من تميم، واستمر الهجاء بينهما قرابة اربعين عاما.
يقال ان شعر الفرزدق حفظ ثلث اللغة العربية حيث اشتهر شعره بسحر البلاغة.
وكاظمة موطن الفرزدق، يعشق بركاضمة وخصوصا ايام الربيع ويدور حول المناطق القريبة منها مثل الفريدة، السادة والرحية. والفرزدق من قبيلة بني تميم، فبنو تميم هم قوم الفرزدق يقطنون المنطقة التي يحدها من الشمال كاظمة ومن الجنوب انطاع ومن الغرب الدبدبه ومن الشرق العدان فهو من بني درام. ولقد غزت شيبان وهي من اشهر القبائل العربية بني تيميم على ماء كاظمة تريد الاستيلاء عليه، ولكن بني تميم هزموهم وقد قال الفرزدق في هذه الوقعة مفتخراً.
لقد رجعت شيبان وهي اذلة
خزايا ففاضت في الوثاق وفي الازل
وكان لها ماء الكواظم غره
وحرب تميم ذات خبل من الخبل
فمارحتم حتى لقيتم حمامكم
وآب مولوكم فراراً من القتل
واثناء سفر الفرزدق يحن لبلده كاظمة فيقول:
تحـن بزوراء المدينة ناقتـي
حنين عجول تبتغي البورائم
فياليت زوراء المدينة اصبحت
بأعفار فلج او بسيف الكواظم
كانت المساجلات الشعرية تقام في كاظمة والتي ينشد كبار الشعراء فيها قصائدهم المشهورة، وسجل لنا التاريخ منها شيئا واهمل اشياء فكان من ابطال هذه المساجلات ذو الرمة والحطيئة.
ومن شعر ذي الرمة:
احين اعاذت بي تميم نساءها
وجردت تجريد اليماني من الغمد
ومدت لضيبعي الرباب ومالك
وعمرو وشالت من ورائي بنوأسد
ومن آل يربوع زهــاء كأنـه
دجى الليل محمود النكاية والورد
وهذا رد الفرزدق:
شدخت رؤوس النابخين وحطمت
جماجمهم مرداة قوم بها اردي
احين اعاذت بي تميم نساءها...الخ.
هذه هي عراقة الكويت في فيلكا وكاظمة
•• صفحة اسبوعية متخصصة في التراث والتاريخ..
إعداد وبحث الكاتبة والباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد ••
ختم من حجر الاستياتايت من منطقة ف 6. القطر 2.7 سم. حجر فيلكا أول أثر عثر عليه في جزيرة فيلكا عام 1937، وقد وجد اثناء عمليات البناء، ومن المؤكد أنه نقل من مناطق الآثار، حيث كان اهالي الجزيرة ينقلون الحجارة لبناء بيوتهم، ويذكر كثير من الناس العثور على تماثيل أخرى كسروها في الحال، اذ كانت تعتبر اصناما محرمة. وحجر فيلكا هذا هو الحجر الوحيد الذي بقي محفوظاً ويرجع الفضل في ذلك الى المرحوم دكسون، اذ احتفظ به وأرسل نسخا منه الى المتحف البريطاني الذي قام بترجمته. حجر اكاروس بعد ترميمه ولا يزال جزء منه مفقوداً نتيجة عمليات التخريب والتشويه التي تعرض لها، ويبلغ ارتفاعه 116 سم وعرضه 22 سم. مجموعة من التماثيل المصنوعة من الطين المحروق، ويبدو انها كميات كبيرة كانت تصنع لبيعها وتقديمها كقرابين في معبد المخلصة. هذه النخيلة كانت توضع في أعلى واجهة المعبد، ويؤكد ذلك الشكل المثلث في أسفل النخيلة لتثبيته على أعلى الجدار. تمثال آخر استخرج من أحد القوالب المكتشفة في منطقة ف 4، ويحتمل انها ابنة الهة التربية الخصبة (كوري). ارتفاع الاصل حوالي 26.5 سم. تمثال صغير من الطين المحروق ويحتمل ان يكون رأس الاسكندر او أحد الملوك السلوقيين الذين كانوا يحكمون في الشرق الأوسط. هذا التمثال ايضاً من أحد القوالب التي عثر عليها في منطقة ف 4 او الخان كما اطلق عليه. والتمثال لالهة النصر اليونانية (نيكا). ارتفاع الاصل 9 سم.
نواف العصفور صانع القراقير
اجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
تعتبر المتاحف في الدول المتطورة ذات التاريخ العريق واجهة حضارية تبني تاريخ الدولة وثقافة أهلها وأصالتهم ومدى احترامهم للآباء والاجداد الذين سطروا صفحات ماضيهم بالكفاح والعطاء والوفاء والاخلاص، وفي الكويت هناك من يجسد هذا التاريخ بالجهد والبحث والمال ويقضي سنوات من عمره لخدمة القطع القديمة وبعض الادوات المنسية يبرزها ويبعث بها الروح ليعيد حياتها ورونقها.
التقينا صاحب المتحف البحري المثالي الذي يلفت انتباه كل زائر وهو نواف عبدالله حسين العصفور عاشق التراث والتاريخ البحري الذي قال: غرس المرحوم والدي عشق البحر وتراثه في نفسي وروحي منذ طفولتي، وكان بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد، ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى «العدال»، وما زلت احتفظ بتلك السفن الصغيرة التي كنت الهو بها في البحر.
واضاف: ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة التي يصعب الحصول عليها أو مشاهدتها في متاحف الدولة، وأنا قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه بما يليق بهذه المقتنيات التي كانت نسيا منسيا، ولكن بهذه الجهود أعيدت الى الاذهان ذكريات الاجداد، ونذكر عشاق التاريخ بتلك الجهود التي تدل على الحضارة نراها في هذا المتحف قطعا يعود تاريخها الى اكثر من 100 عام وبعضها لا يقدر بثمن لأنها صور تعبّر عن عالم الماضي والتراث.
متحف خارجي
عندما تدخل منزل عاشق التراث البحري نواف العصفور، يقابلك بناء مثالي يمثل بيوت الآباء والأجداد، ويذكرك بالماضي الكويتي، أما من الداخل، فيذكرك بالذوق الكويتي الأصيل، تجد الليوان المسقوف بأعمدة الجندل، وتحته كرسي الحب والبرمة والفراش، وتنكة الكاز والبمبه، البطل، المحقان لتفريغ الكيروسين ودرام الماء (علبة) والمغسل، منحاز، رحى، الكاشونة، الملالة (لقن) لغسل الملابس، وبساتيك جمع (بستوك) للأجار (المخللات)، غرابية لماء اللقاء، راديو قديم، مطارح، الدوه (منقلة)، الغواري، منسف، حصران، منز، دراي شداخه، خانه للحمام، البنكه (مروحة).
متحف داخلي
أضاف العصفور: «من أقدم القطع الموجودة في المتحف، وأندرها واحدة تذكرنا بأول مشروب غازي صنع في الكويت (نامليت)» مشيراً إلى مكينة نادرة «وهذه تعيد تعبئة قناني هذا المشروب الذي برد على قلوب الأولين في المقاهي والأسواق والمنازل التي كانت تبرد النامليت بالخيش وقوالب الثلج، بدلاً من الثلاجة التي كانت نادرة، نامليت بوتيلة له ذكريات بصوته ورشه عندما كان يخض، تعود هذه المكينة إلى الثلاثينات، و«نشاهد مجموعة من القناني الفارغة الخضراء والبيضاء».
وفي المتحف سطل خشبي وماكينة تدار باليد كانت تستخدم في صنع «الدندرمة» أي البوظة وهي لفظة تركية «طوكديرمه».
وانتقلت مع نواف العصفور الى ركن آخر في المتحف فيه أدوات المطبخ الكويتي جدور نحاسية (قدر) والملبس، جولة أم قلاص وموقد يشعل بالكيروسين، ودبة الدهن، وهي كلمة عربية الجمع دباب اناء للزيت،، ويوجد في ركن المطبخ الكويتي سفر طاس اناء من النحاس والالمنيوم والملبس جمعها طوس وتسمى ملة، ومجراخ لبن، مشخال، الملاس، الطابي، المثعوبة، المسحالة، صحون أم نبت، غواري صبن، مطارة أم نسر، أباريق ماء نحاس.
وقال: أوان لها ذكريات في كل محتوياتها ومكوناتها وعندما تنظر اليها باعجاب فهي بسيطة وقليلة ولكنها كبيرة في عملها وادائها خاصة من الامهات والجدات،
أدوات لها حنين ذكريات الاخلاص والوفاء وبعد استعمال سنوات طويلة تجدها نظيفة وصالحة للاستعمال لانها كانت باليد الامينة الغالية وعليها بصمات الامهات والجدات تبقى شاهدة على الاصالة وحب الخير.
وشاهدت المتحف من الداخل في زاوية الالعاب الشعبية: العوعو ذلك الحيوان الذي لعبنا به وربطناه بحبل وسحبناه على الارض بعد أن أكل ما في بطنه لحم طيب، والبلبول الذي يدار بواسطة سوط من القماش كنا نسميه «خيط مسلجة» أو «سفيفة»، وذكرني نواف العصفور بما كنا نقوله:
«من عنده بلبول بلي!
طاح بالطاسة بلي!
وأنكر راسه بلي!»
ثم الوتاقة والدوامة، والتيل، القاري (الكاري) القافود (الكافود) من سعف النخل ياما سعدنا بهذه اللعبة المزينة من القماش الملون، وفي الداخل توجد الفخوخ (جمع فخ) والصلاليب، وقفص عساوه.
أدوات الصيد
وفي المتحف البحري لعاشق البحر نواف العصفور تشاهد الشرخ آلة تستخدم لصيد سمك البياح، وليخ لصيد الزبيدي، المسلاة لاخراج السمك من الحظرة، خيوط الحداق القطنية، الطاسة لصيد الزوري، عدة صناعة الشباك، مجسم لسفينة صيد من نوع (الورجيه)، قرقور اسلاك، قرقور عساوه، ومعدات القنبار (الكنبار) صيد السمك على الساحل ليلا، وهي: السيف، الكابر، اللوكس (مصباح يضيء بالفتيلة) ومجموعة من القواقع البحرية والاصداف والصخور المرجانية. وأشار العصفور الى البنديرة: وهي سارية يرفع عليها علم الكويت في مقدمة السفينة ومؤخرتها وصورة نادرة التقطت في الاربعينات لبوم النوخذة، محمود عيسى العصفور، (اقبال) قرب ميناء ممباسا بشرق افريقيا، وصور لبعض الطواويش والنواخذة من آل العصفور وهم: الطواش عيسى العصفور، ونصف العصفور، والنوخذة محمد ومحمود، وجاسم العصفور، وسعود العصفور نوخذا غوص، والبحار عبدالله حسين العصفور.
والمتحف غني بالأدوات المستخدمة في حرفة صناعة السفن الخشبية الشراعية، والأدوات التي يستعين بها الطواويش تجار اللؤلؤ في وزن اللآلئ وتصنيفها وتقييم أسعارها، والأدوات الملاحية التي كان يستخدمها النواخذة مثل: الكمال والقلمة والفرسكال، السكروب، الفرجال، الديرة، الشيشة، الدربيل، البلد، وكتيب قانون السفر الصادر سنة 1940، والأدوات المستخدمة في الفن البحري الطبل البحري، المرواس، الطويسات، الطار، البحلة، الهاون، وصور عن كيفية الغوص، ونماذج من السفن الخشبية المستخدمة في الغوص والسفر وبعض الأسماك المحنطة والكائنات: اللخمة، جرجور، الحمسة، العنزة، الفقل، الحياسة، بالإضافة إلى فك كبير لسمكة القرش المسماة محليا بـ «الذيبة»، وفي المتحف بعض أجزاء سفن السفر الشراعي وأدوات البحارة خاصة اليامعة البكرة الخشبية الضخمة لرفع الشراع تعود هذه اليامعة لبوم إقبال، وباورة والسن، دوار، وصندوق بحري بوحبال وأدوات لا تعد ولا تحصى عند نواف العصفور.
وعدة الغوص نادرة الوجود في المتاحف المحلية الخاصة.
يقول العصفور: يغلب على متحفي الطابع البحري بشكل خاص، والقطع المتعلقة بالبيت الكويتي القديم، وتبلغ مساحته ستين مترا مربعا، ويشتمل على أكثر من 2000 قطعة، وفيما بعد لدينا فكرة التوسعة المستقبلية للمتحف.
دار العروس
وفي آخر الركن او الزاوية في المتحف، أشار العصفور الى دار العروس، وقال: الدار عندنا في الكويت هي الغرفة وتصغيرها دويرة، والعروس للبنت اما الرجل فيدعى معرس، وانا حاولت ان اضع ثلث مساحة المتحف لمكونات دار العروس التي تتألف من الخزانة (الكبت)، الكاروكه عبارة عن سرير خشبي يشبه المرجيحة، خاص بالأطفال، اللقطة هندية (كاريوك)، وسرير، وصندوق مبيت، طاولة مرمر، سلة روط، البشتختة أم بوري، المباخر، والمراشة، مكينة خياطة، مطارح، قبقاب، سجادة مكة والمدينة، منجرة، عقال زري، دفاية بخاري، الحق لحفظ البخور، والرواشن وهي أرفف مبنية بالحائط وتحتوي على: لماعيات، رمامين، بنت التاجر، مرشات، زجاج، مكاحل.
واضاف العصفور: لقد زرع والدي في حياتي وفي قلبي حب كل شيء يخص الكويت تراثي او تاريخي من الماضي الى الحاضر والمستقبل، واصبح كل شيء فيني يعشق الكويت بحرها وبرها، واجلس ساعات في هذا المتحف اعيش الكويت وتاريخ الاجداد، واقدم الدعوة لكل من يعشق التراث البحري الكويتي.
اليامعة
وأخيراً تحدث نواف العصفور عن قطعة خشبية كبيرة صنعت من الأخشاب التي تمتاز بالصلابة، وهي ذات ثلاث أو أربع (مناخر) فتحات فيها بكرات تجمع وتمر من خلالها حبال الدقل العود الصاري الكبير، وبواسطتها يرفع الشراع العود، واليامعة المعروضة بمتحف العصفور تعود إلى بوم المرحوم النوخذة محمود عيسى العصفور وذلك بعد أن استغنى عن استخدام هذه القطعة (اليامعة) بالبوم بعد تثبيت محرك في منتصف الخمسينات وأزيل عن الصاري الكبير نهائيا، وقد أهداها النوخذة محمود العصفور إلى ابن عمه المرحوم عبدالله حسين العصفور والدي الذي احتفظ بها منذ ذلك التاريخ، ومن المفردات الشعبية في الكويت التي لها التسمية (اليامعة) وهي أعز قطعة في متحفي.
المدفع كان وسيلة الإعلان عنه... وصافرات الإنذار تحدد موعدي بدايته ونهايته
العجيري لـ «الراي»: رمضان زمان ... بساطة وعفوية ومحبة منقطعة النظير
صالح العجيري (تصوير علي السالم) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
| كتب علي العلاس |
ببسمة على محياه، وصف الفلكي صالح العجيري ما اعتاد الناس على القيام به احتفاء بشهر رمضان قبل عدة عقود، معربا عن توقه لوشائج المودة والتراحم والتكافل والتآلف الاجتماعي التي كانت تميز الكويتيين رغم ما كانوا يمرون به من شظف العيش، وقسوة الحياة قبل أن يتدفق الذهب الأسود في أراضيهم، ويحول الصحراء القاحلة إلى مدن عامرة ومشاريع عملاقة.
«الراي» قصدت العجيري لرسم صورة كاملة عن «رمضان زمان» امام ناظري الأجيال الحاضرة، لتتعلم منها ما كان من بساطة وعفوية ومحبة منقطعة النظير تجمع لأهل الفريج الواحد بلا تفرقة وفق أي بندن... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• كثيرا ما نسمع عن وجود فرق بين رمضان الماضي والحاضر، فهل هناك بالفعل اختلاف؟
- نعم هناك اختلاف كبير بين رمضان ايام زمان ورمضان هذه الأيام، ففي السابق كنا نستعد للشهر الفضيل من نصف شعبان، حيث كنا نحتفل بهذه الليلة احتفالا عظيما على اعتبار أنها ليلة تكتب فيها الاعمار وتمحى السيئات ويقبل فيها الدعاء، فكان غالبية أهل الكويت الذين كان يقتصر وجود نسبة كبيرة منهم على حدود البحر يحيون هذه الليلة بالدعاء وقراءة القرآن، أما الآن فتأتي ليلة النصف من شعبان ولا يشعر بها أحد سوى الكهول الذين تقارب أعمارهم عمري.
• وكيف كان يستقبل الأولاد والبنات رمضان؟
- كان الاطفال يستعدون لرمضان من ليلة نصف شعبان، وكانوا دائما يتجمعون ليلا في الساحات الترابية ويلعبون حتى وقت متقدم من الليل، وكان كل واحد منهم يحصل من ولي امره على «بيزة» لشراء البسكويت والباجيلا من البقالات، كما كان الاطفال ايضا يتحدون بعضهم ويتراهنون على من يكمل هذه الليلة مستيقظا حتى طلوع شمس اليوم التالي، ومن ضمن العادات المستهجنة التي كان يقوم بها اطفال الفريج في هذه الليلة من باب اللعب والضحك قيامهم برمي أبواب منازل جيرانهم بالحجارة، ولكن لحسن حظهم ان الجيران كانوا يعرفون ان هذه الليلة هي ليلة النصف من شعبان.
• ماذا عن استعدادكم لرمضان؟
- عندما كان يقترب رمضان أكثر وتحديدا قبل رؤية الهلال بأسبوع كانت نساء الفريج تستعد لهذا الشهر العظيم من خلال قيامهن بدق الهريس (الحنطة والقمح) في إناء مصنوع من الخشب لتحضير مكونات اكلة الهريس التي كانت تعتبر بمثابة عادة تلازم شهر رمضان مثلها مثل الكنافة وغيرها من الأكلات التي يكثر رواجها في هذا الشهر الكريم، حيث كان يتم في زماننا تحضير هذه الأكلة في شهر رمضان وتحديدا مع كل ليلة خميس، ولا استطيع ان اصف مدى الفرحة التي كانت تبدو على وجوه اهل البيت الذي يعد هذا الطبق، اما الآن فالوضع اختلف بعض الشيء، ولم تعد هذه الأكلة مقتصرة فقط على رمضان كما كان في زماننا، ففي وقتنا الحالي يمكنك ان تجد هذه الأكلة في اي يوم، وانا اعتقد ان هذا السبب هو الذي أفقدها لذتها وفرحة الناس بها أثناء تحضيرها في وقتنا الحالي.
• في السابق كانت الحياة بسيطة، ولم يكن هناك علم فلك متطور يمكن على ضوء حسابات الفلكيين تحديد هلال رمضان، فكيف كنتم تتلمسون رؤية الهلال؟
- حتى في وقتنا الحالي وفي ظل تطورعلم الفلك لا يأخذ الناس بحسابات الفلكيين، وانما يعتمدون على رؤية الهلال بالعين المجردة، ولكن الفرق بين الماضي والحاضر ان سبل المواصلات لم تكن متوافرة على عهدنا مثلما هو حاصل اليوم، ولذلك لم نكن نعرف ان كان جيراننا في بقية الدول بدأوا صيامهم ام لا عكس وقتنا الحالي الذي تطورت فيه سبل الاتصالات والمواصلات، ففي السابق كان القاضي يحدد بداية شهر رمضان بناء على شهادة رجلين او اكثر ممن رأوا هلال رمضان.
• تقول إن سبل الاتصالات والمواصلات كانت شبه منعدمة، فكيف كان يعرف أهل الكويت كافة ان بداية رمضان ستكون غدا؟
- أولا علينا ان نعرف ان معظم سكان واهل الكويت كانوا يستوطنون المناطق القريبة من البحر الى جانب وجود بعض القبائل البدوية التي كانت تخيم في صحراء الكويت، فالقاضي عندما كان يحدد بداية شهر رمضان كان يتم إطلاق المدفع الذي كان موجودا على البحر بجانب قصر السيف، وبالتالي كان يسمع جميع أهل الديرة صوت المدفع ويعرفون ان غدا بداية رمضان، حتى من يعيش في الصحارى كان يسمع صوت المدفع، حيث لم تكن موجودة أبنية عالية مثل التي نشاهدها اليوم لتحول دون وصول صوت المدفع إليهم، هذا بالاضافة الى انهم كانوا يشاهدون ايضا في السماء وميض طلقة المدفع.
• اليوم ورغم وجود مكيفات ووسائل تبريد منتشرة نلاحظ ان هناك عددا كبيرا من الناس يخشون صيام رمضان في ظل درجة الحرارة المرتفعة، فكيف كنتم انتم تتغلبون على صيام هذا الشهر في وقت كانت وسائل التبريد شبه معدومة؟
- رمضان في الماضي، خصوصا اذا جاء في أشهر الصيف كان صعبا جدا، حيث لم تكن هناك ثلاجات أو مكيفات، مقارنة بالوقت الحالي الذي تتنوع فيه وسائل التبريد وتنتشر فيه المكيفات في كل مكان، في العمل والمنزل والسيارة، ولذا انا استغرب كثيرا من هؤلاء الاشخاص الذين يخافون من صيام رمضان في ظل وسائل الترفيهية المنتشرة حاليا، ففي الماضي ربما الشيء الذي كان موجودا ويباع بكميات قليلة جدا لدرجة ان الناس كانوا يتهافتون عليه هو الثلج ولا شيء آخر غيره، ومع ذلك كنا نصوم رمضان ونحن نكدح في عملنا، والثواب على قدر المشقة.
• على ذكر انتشار الوسائل الترفيهية التي تعد الكهرباء احداها، كيف كنتم تقيمون شعائر صلاة العشاء والتراويح؟
- كنا نقيم صلاة العشاء والتراويح التي كان يصل عددها إلى عشرين ركعة قد يختصرها البعض لثماني ركعات على ضوء سراج يعمل بالغاز الطبيعي يكون معلقا في سقف المسجد، وعادة كان هذا السراج ينطفئ في منتصف صلاة التراويح ويكمل الامام ووراءه المصلون الركعات المتبقية على الظلام، ولذلك كان يصطف خلف الإمام حفظة كتاب الله لمساعدته ان نسي بعض الآيات، اما الآن ولله الحمد نجد مساجد الكويت عامرة ومضاءة بالانوار وغيرها من الوسائل الاخرى التي تساعد المصلين على أداء فروضهم بسهولة ويسر.
• كيف كنتم تحتفلون بالقرقيعان؟
- اولا علينا ان نعرف معنى القرقيعان لان الكثير حتى اليوم لا يعرفون من اين اتى هذا المسمى، فكلمة القرقيعان مأخوذة من القرقعة التي كان يحدثها الاطفال عندما كانوا يضعون الحلوى الخاصة بهم في أوان معدنية ويلعبون بها، هنا كانت تصدر أصوات قرقعة، ومنها اطلقوا على هذه المناسبة «القرقيعان»، وفي الماضي كان القرقيعان بسيطا ونوع الحلويات التي كانت تبيعها البقالات قليل مقارنة بالانواع التي انتشرت في وقتنا الحالي، حيث كان يستغل اصحاب البقالات هذه المناسبة في توزيع وبيع مخزونهم من الحلويات التي كانت مدة صلاحيتها قريبة من الانتهاء، عموما لم يتبق من هذه المناسبة سوى اسمها، ففي الماضي كان الاطفال يحتفلون بها في أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فقط، اما الآن فنجد الاحتفال بليالي القرقيعان مستمرة من بداية الشهر حتى آخره، والكل يحتفل بها من نواد وجمعيات نفع عام وهيئات وغيرها خلافا لما كان في السابق، حيث كان يحتفل بها الاطفال فقط.
• هل لاحظت أن هناك مناسبات أخرى طرأ عليها تغيير أو اختلفت عما كان سائدا في الماضي؟
نعم، ومن الأشياء أو المناسبات التي طرأ عليها بعض التغيير زكاة الفطر، ففي زماننا كان رب البيت يخرج زكاة الفطر إما قمحا أو أرزا أو تمرا، وكان عندما يخرجها يلتف من حوله افراد اسرته وابناء الجيران لكي يشاهدوا طريقة توزيع ووزن هذه الحبوب التي كان يتم توزيعها على الفقراء، فكان الابناء يفرحون كثيرا بهذه المظاهر عندما يحضرون توزيع زكاة الفطر، اما اليوم فالوضع اختلف كثيرا، فرب الاسرة يقوم حاليا بين نفسه بعيدا عن ابنائه بتوزيع زكاة الفطر من خلال اقرب مقر جمعية خيرية له، ولهذا نجد ان كثيرا من اطفال اليوم لا يعرفون شيئا عن زكاة الفطر، ومن العادات القديمة التي كانت موجودة في زماننا واندثرت حاليا هي عملية إعارة وتبادل الاشياء والسلع بين أهل الفريج، خصوصا إذا كانت هذه السلعة لا توجد إلا عند بيت او اكثر من ذلك بقليل، فالناس كانوا دائما سواء كانوا رجالا او نساء يستعيرون الاشياء من بعضهم لان الحياة في السابق كانت صعبة، ومثال على ذلك هناك من الرجال من كان يستعير البشت من جاره ليحضر به عرسا او عيدا او أي مناسبة سعيدة، اما بالنسبة للنساء فهناك من كانت تستعير حلي (ذهب) جارتها لتتزين به عندما توجه لها دعوة لحضور مناسبة سارة، فهذه العملية كانت منتشرة في زماننا وكان فيها الكثير من الفوائد والخصال الجميلة مثل التكافل والتراحم بين الأهل والجيران، اما الآن فالوضع اختلف 180 درجة لان الكل يعتبر حاليا عملية الاستعارة او الاعارة في ظل المستوى المعيشي المرتفع عيبا ونقيصة اجتماعية.
• هل كنتم تعلنون يوم عيد الفطر بطريقة إعلان بدء شهر رمضان نفسها؟
- كنا نعلن يوم العيد بالطريقة نفسها وهي ضرب المدفع، ولكن الاختلاف كان يتمثل في إطلاق أكثر من طلقة ابتهاجا بالعيد حتى يعرف الناس ان هذه الطلقات بمثابة رؤية هلال العيد، هذا بالنسبة لموعد اعلان رؤية هلال العيد، وطالما تطرقنا الى الطرق التي كان يتم بها او من خلالها اعلان هلال شهر رمضان وهلال العيد فعلينا ايضا ان نتطرق الى الطريقة التي كان يتم بها اعلان مواعيد الافطار والامساك، وربما العديد من أهل الديرة باستثناء من هم في عمري أو أقل بقليل لا يعون هذه الطريقة، التي كان يتم فيها استخدام صافرات الإنذار في اعلان موعدي الافطار والامساك، اما قصة هذه الصافرات فهي تعود إلى الحرب العالمية الثانية عندما أتت بها الحكومة لتنبيه الناس إلى الغارات الجوية، ولكن بعد ان مرت الحرب على الكويت دون تعرضها لأي غارة فكرت في استخدامها لإعلان موعدي الافطار والامساك.
• كيف كنتم تستقبلون عيد الفطر؟
- في السابق كان الجميع يستعد للاحتفال بعيد الفطر من خلال عادات جميلة، ومن هذه العادات كان الجميع رجالا ونساء وأطفالا يحيكون ملابس جديدة تناسب فرحة العيد، اما الآن فربما يكون الوضع اختلف، ففي ظل كثرة الملابس لم يعد هناك اهتمام مثل السابق بمثل هذا الامر، فالناس وأنا واحد منهم يمكنهم استقبال المعايدين بأي دشداشة يرتدونها طالما نظيفة وتم كيها، ومن ضمن العادات التي كانت تصاحب عيد الفطر حرص اهل البيت على صنع طبق المجبوس الذى كان يرش عليه مكسرات وزبيب، اما الاطفال فكانوا يستعدون استعدادا خاصا ليوم العيد، فكنا نجدهم يوم العيد يستيقظون مبكرا لأخذ العيدية من اولياء امورهم لصرفها على المراجيح وركب الحمير وغيرها من الالعاب الترفيهية التي كانت منتشرة على ايامنا.
بلاع البيزة
هناك الكثير من يردد عبارة بلاع البيزة، دون معرفتهم بقصتها، فالكثير من هؤلاء يربط بين الفساد وكلمة بلاع البيزة دون دراية بالقصة الحقيقية التي قيلت في شأنها هذه العبارة، والقصة هي أن اولياء الامور كانوا يحضرون في يوم العيد لابنائهم تمثالا مصنوعا من مادة النحاس، مقفلا من كل الجوانب باستثناء فتحة صغيرة في فمه، كان الاطفال يضعون فيها بيزاتهم ليشاهدوا ويستمتعوا بالحركة والصوت والضوء الذي كان يصدرها هذا التمثال النحاسي وبمجرد وقوف التمثال عن إصدار الصوت والضوء والحركة يبدأ الطفل في البكاء على بيزته لعدم تمكنه من استعادتها، ومن هنا اطلقت عبارة بلاع البيزة على كل من يكون همه الحصول على المال بغض النظر عن المقابل.
العجيري إلى جانب تليسكوب الرصد الفلكي صالح العجيري متحدثاً للزميل علي العلاس
أحداث الكويت عام 1963 من خلال الجريدة الرسمية للدولة
نشر ميزانية الدولة
حمزة عليان
الجريدة الرسمية في بداية الستينات كانت اشبه بالصحف اليومية، لم يقتصر صدورها على نشر المراسيم والتشريعات والقوانين بل شملت مختلف مناحي الحياة تقريبا.. من اطباء الخفر في المستشفيات والمستوصفات، الى الانتاج الشهري لشركات النفط العاملة في الكويت، الى مواعيد الامتحانات الرسمية للمراحل التعليمية واسماء الفائزين، وصولا للميزانية العامة للدولة والقوانين الصادرة عن مجلسي الامة والوزراء.
بانوراما للاحداث التي شهدتها الدولة في مرحلة البناء من بنى تحتية ومدارس ومستشفيات ومحطات كهرباء ومن اصدار التشريعات القانونية اللازمة المواكبة لاعلان الدستور والاخذ بالنظام الديموقراطي.
«الكويت اليوم» في الستينات ترى فيها صورة حية وواقعية لحركة العمران والتأسيس، والاهم من ذلك مستوى الصراحة والوضوح بعمل ادارات الدولة، فإعلام المواطن بما يحدث داخل الوزارات والمؤسسات مبدأ سارت عليه الكويت والقيادات التي كانت تدير الدولة.
16 عددا من مجلة «الكويت اليوم» من الرقم 426 بتاريخ 12 مايو 1963 الى الرقم 442 الموافق الاول من سبتبمر عام 1963.
وقائع جلسات المجلس البلدي تنشر بالكامل، ويذكر اسماء الحضور الرئيس الشيخ سالم العلي وامين السر خالد الحسن والاعضاء هم: أحمد عبدالله الفهد ودخيل الجسار وعبدالعزيز الراشد وعبدالعزيز الفليج وعبدالعزيز الشايع وعبدالرزاق الحمد الخالد ومرزوق خالد الغنيم ومرزوق العبدالوهاب ومنصور المزيدي ويوسف الشايع وسعيد بريك والدكتور سابا شبر.
المناقصات ومكتب المقاطعة
وفي العدد 426 (مايو 1963) نموذج لفض المناقصات التي كانت تتم يومذاك، فبعد فتح الصندوق وبحضور اعضاء اللجنة، وتذكر اسماؤهم كاملة ومعرفة اسماء الجهات التي تقدمت بعروض وبعد بحث اللجنة للعروض من شتى النواحي تقرر احالة المناقصة على المناقصين، وهنا توضع المواصفة التي على اساسها فازت هذه الجهة او تلك.
وهذا العدد والاعداد التي تلت ذلك، تضمنت قرارات مكتب مقاطعة اسرائيل، ثم يأتي اعلانات ديوان الموظفين و«مجلس النقد الكويتي»، اي البنك المركزي واعلانات وزارة العدل وادارة الايتام التي كانت تعلن عن اسماء المتوفين وفق الصيغة التالية: يرجى من الدوائر والمؤسسات والشركات والبنوك موافاتنا بما يتعلق بالمتوفين المذكورين، من له او عليه دين يتعلق بأي من المذكورين ولمدة ثلاثين يوماً من تاريخ نشر هذا الاعلان، وبعد ابراء اسم المتوفى تكتب مهنته مثلاً «فراش في وزارة الصحة» او «عريف في وزارة الداخلية» او «مراقب في الاشغال العامة».
اما وزارة التربية فنشرت تعميما عن مواعيد امتحانات العام الدراسي 1963/1962.
الشأن الرياضي كان له مساحة من التغطية، فوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعلن محضر الجلسة الرابعة والعشرين لمجلس ادارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم والسلة والطائرة.
على ان اطرف ما في عملية النشر، اعلان وزارة الصحة لأطباء الخفر في المستشفى الأميري حسب التخصصات واسم كل طبيب وفي المستوصفات والمستشفيات الاخرى، ومنها مستوصف البدوية وقرية الصليبخات.
اللوائح الداخلية
العدد رقم427 احتوى على القانون رقم 12 لسنة 1963 في شأن اللائحة الداخلية لمجلس الأمة واللائحة الداخلية لمجلس التخطيط وانشاء ادارة الاحصاء المركزية ومناقصات «ادارة الاسكان».
اما اعلان ديوان الموظفين فقد جاء بخصوص المتقاعدين والطلب منهم لمراجعة قسم المعاشات لانهاء معاملات التقاعد التي تخصهم.
العفو الأميري
العدد 432 مرسوم اميري لسنة 1963 بشأن العفو عن عقوبة بمناسبة العيد الوطني، حيث جاء فيه انه بعد الاطلاع على المادة 75 من الدستور والمادة 239 من القانون رقم 17 لسنة 1960 بشأن الاجراءات والمحاكمات الجزائية تأمر بالعفو عن باقي مدة العقوبة المحكوم بها على كل منهم، ووصل عدد المفرج عنهم 228 مواطناً ومواطنة مع توقيع أمير دولة الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح ووزير الداخلية والعدل ورئيس مجلس الوزراء، وفي المرسوم الاسماء بالكامل مع رقم القضية والسنة المحكوم فيها.
الميزانية
الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 1963ــ1964 نشرت بتاريخ 7 يوليو 1963 بلغت الايرادات 196.017.257 مليون دينار والمصروفات كانت 107.725.064 مليون دينار.. يستقطع بنسبة 36.75 % من الايرادات، اي ما يعادل نحو 72 مليون دينار وتخصص للمشاريع الانشائية والاستملاك ونسبة 8.3 % اي نحو 16 مليون دينار الى المال الاحتياطي.
يذكر ان ايرادات النفط كانت تأتي من ضريبة الدخل من شركة نفط الكويت والشركات المتآزرة معها ورسوم امتياز من شركة نفط الكويت وضريبة دخل من «الامين اويل» ورسوم امتياز من «الامين اويل» ورسوم الامتياز من شركة النفط العربية.
القادمون
في شهر أبريل 1963 وبحسب التقرير الشهري لأعمال الحجر الصحي فقد بلغ عدد القادمين بواسطة بواخر الركاب 1272 راكباً منهم 36 مواطنا كويتيا و461 باكستانيا و361 من المحميات و225 مهريا و136 هنديا، في حين بلغ اجمالي القادمين بحراً حسب الجنسيات 2672 راكباً منهم 1366 مهريا و469 (محميات) و462 باكستانيا.
أما عدد القادمين في السيارات لشهر أبريل 1963 فقد بلغ 17833 شخصاً، ووصل عدد المغادرين 16691 شخصاً، اما القادمون من السعودية عبر كل المراكز (المفرق - الادعمي - الاطراف) فهو 3615 راكباً، والمغادرون 2859 راكباً، أما الى البصرة فقد سجل 12648 راكباً من القادمين و12392 راكباً من المغادرين.
الجنسية والطقس
لم يخل عدد من اعداد سنة 1963 من مرسوم بمنح الجنسية وكذلك حالة الطقس ودرجات الحرارة التي تصدر عن محطة الأبحاث في وزارة الأشغال العامة، قسم الأرصاد الجوية وفيها درجات الحرارة والرطوبة وعدد ساعات سطوع الشمس وأقصى سرعة واتجاه الريح.