إعداد: يوسف الشهاب
حرصت الحكومة في مطلع استقلال الكويت (19 يونيو 1961م) على استكمال مقومات بناء الدولة الحديثة، ووضع دستور للبلاد تستمد منه السلطتان التنفيذية والتشريعية. دورهما واختصاصاتهما في الحياة الدستورية. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف كانت البداية الأولى بتشكيل مجلس تأسيسي منتخب تقع عليه مسؤولية وضع أول دستور للكويت.. ولقد تعاونت الحكومة مع المجلس بوضع هذا الدستور الذي أصدر بعده الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه، المرسوم الخاص بالتصديق عليه، واعتماده ليكون وثيقة العمل بين السلطتين.. ولقد شهدت جلسات المجلس التأسيسي. عدة آراء وتوجهات ومداخلات بلغ بعضها من التمسك بالرأي امام الرأي الآخر، خصوصا المواد ذات العلاقة بنظام الحكم والحريات واختصاصات الوزراء والنواب. بروح من المسؤولية والثقة المتبادلة وموضوعية الطرح التي في النهاية أدت الى الاتفاق على الدستور واصداره في (8 نوفمبر 1962) حيث اعقب صدور الدستور اجراء اول انتخابات نيابية بنظام الدوائر العشر.
هذه الصورة في يوم افتتاح اول مجلس تأسيسي برعاية وحضور المغفور له الشيخ عبدالله السالم حاكم البلاد آنذاك، وتبدو لجنة الاستقبال امام بوابة المجلس بانتظار وصول موكب الأمير الراحل.
ويبدو من اليمين المرحوم عبداللطيف ثنيان الغانم، ثم المرحوم الشيخ محمد الأحمد الجابر أول وزير للدفاع، ثم المرحوم سعود العبدالرزاق عضو المجلس التأسيسي.
صدر المرسوم الأميري رقم 1/54 بتاريخ 19 يوليو سنة 1954 والذي يقضي بتشكيل لجنة عليا لوضع سياسة موحدة للاصلاح الداخلي، بما في ذلك تنظيم دوائر الحكومة ورعاية المصالح العامة على ان تكون اللجنة مسؤولة مباشرة امام صاحب السمو الأمير. واعضاء اللجنة التنفيذية العليا هم: الشيخ جابر العلي الصباح، الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، الشيخ خالد العبدالله السالم الصباح، احمد عبداللطيف وعبداللطيف النصف.
وبموجب هذا المرسوم، بدأت اللجنة اجتماعاتها في مبنى ادارة المالية في الساعة الخامسة من مساء الاثنين، الموافق 19 يوليو سنة 1954.
وتوالت الاجتماعات بعد ذلك، وانشأت لها مكتبا دائما في بناية مجلس الشورى، حيث اتخذت هذه البناية مقرا لها.
كادر الموظفين
ومن المواضيع التي نوقشت «الكادر» الذي وُضع لتنظيم شؤون جميع موظفي الدولة. فطلبت اللجنة من كل دائرة ان تعين مندوبين عنها لتكوين لجنة فرعية تتولى امر وضع «نظام للموظفين». وبالفعل، تألفت اللجنة الفرعية ووضعت «نظام الموظفين والتقاعد لعام 1955» في اواخر سنة 1954.
ثم عرض النظام على اللجنة التنفيذية العليا، فدرسته وناقشت مواده وعدلت بعضها. ومن ثم انتدبت اللجنة التنفيذية العليا عضوها الشيخ خالد العبدالله السالم الصباح ليتولى رئاسة «لجنة فرعية» منبثقة عن لجنة نظام الموظفين يعهد اليها تصنيف الوظائف ووضعها في الدرجات المنصوص عليها في نظام الموظفين الذي صدق عليه سمو امير البلاد بتاريخ 13 ديسمبر 1954.
وفي 16 مايو سنة 1955 اصدرت تعميما رقمه 19 موجها الى جميع الدوائر الحكومية طالبت فيه باتخاذ الترتيبات اللازمة لتنفيذ كل الانظمة الواردة في نظام الموظفين والتقاعد لعام 1955، وعنيت بتنظيم الجهاز المالي للدولة، فقررت انتداب خبير ليتولى شؤون المحاسبة، وطلبت من الدوائر كافة اعداد موازناتها التقديرية لعام 1955.
واستقدمت خبيرا فنيا لدائرة تسجيل الاملاك لتنظيمها وفقا للاساليب الحديثة وألحقتها بإدارة المالية.
كما قررت دمج «دائرة الاسكان والتأثيث» مع مكتب الشؤون الادارية، وجعلها دائرة واحدة تسمى «دائرة الاسكان»، على ان تكون هذه الدائرة مسؤولة امامها مباشرة.
الجريدة الرسمية
ادركت الحاجة الى اصدار جريدة رسمية تتولى نشر الانظمة والبيانات والاعلانات الحكومية. وصدر اول عدد من الجريدة الرسمية «الكويت اليوم» بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الاول) 1954، ورأت بهذه المناسبة ضرورة وجود مطبعة حكومية تتولى طبع كل المطبوعات الحكومية بما فيها الجريدة الرسمية، فقررت بتاريخ 13 ديسمبر سنة 1954 انشاء دائرة للمطبوعات والنشر، والحاق الجريدة الرسمية ومطبعة الحكومة بها.
وقد اهتمت بالناحية الاجتماعية، فقررت بتاريخ 14 ديسمبر سنة 1954 انشاء دائرة للشؤون الاجتماعية. وضرورة انشاء سجن مركزي خارج الكويت على احدث طراز. وقد انتدبت اللجنة خبيرا لهذه الغاية من مصر.
ومن القرارات التي اتخذتها للنهوض بالمستوى الاجتماعي والثقافي في الكويت القرار ت 45/25 بتاريخ 14 سبتمبر سنة 1954 الذي اباحت بموجبه فتح دور للسينما على الاسس الآتية:
أ - تقوم بالمشروع شركة مساهمة وطنية (ويساهم فيها اكبر عدد ممكن من المواطنين).
ب - تحديد عدد الاسهم.
ج - تحديد قيمة كل سهم.
د - تأليف لجنة رقابة حكومية لمراقبة الافلام قبل عرضها والسماح بما تراه مناسبا.
ولا بد من الاشارة الى نكبة الامطار التي تعرضت لها مدينة الكويت وتوابعها في اواخر عام 1955. حيث هطلت على الكويت امطار لم تشهد لها مثيلا من قبل، فتهدمت البيوت وظل ما يقارب عشرة آلاف نسمة من السكان من دون مأوى، فالتجأوا الى الجوامع والمدارس. وهنا تضافرت جميع الجهود من شتى الطبقات الحكومية والاهلية، فتم توفير الغذاء والكساء لهم، واعطيت التعويضات المالية لمن تهدمت بيوتهم، وقد قامت اللجنة التنفيذية العليا بواجبها في هذه الناحية، مما كان له اطيب الاثر في نفوس الجميع.
أنواع السفن الكويتية القديمة وتاريخها كوتيَّة.. ماشْوَة.. هوري.. ويْرجيَّة
جانب من سفن الكويت قديما
من السفن الكويتية القديمة التي ذكرت في تاريخنا وتراثنا البحري هي الكوتيه والماشوة والهوري والويرجية، وتذكر المصادر والأبحاث انه في عام 1756 كان أهل الكويت يملكون 300 سفينة ويستعملونها في التجارة البحرية وصيد السمك والغوص على اللؤلؤ، وفي عام 1765 ازداد العدد إلى 800 سفينة، وتعود صناعة السفن التجارية الكبيرة مثل البغلة والبقارة والبتيل إلى منتصف القرن التاسع عشر بناء على المصدر الكتابي للشيخ أحمد بن رزق الأسعد.
الباحث الأديب خالد سالم محمد يتطرق إلى السفن الكويتية القديمة وأنواعها وتاريخها وما قيل فيها من أشعار.
وقد سلطنا الضوء على جانب منها ليطلع أبناء هذا الجيل على جزء من تراثنا البحري.
في البداية قال: الكوتيَّة هي سفينة قديمة جميلة الشكل، مرتفعة من الخلف، تحتوي الكبيرة منها على عدة غرف لها نوافذ تبدو بارزة في الجانب الخلفي منها. وهي هندية الاصل. منها متوسطة أو كبيرة، قليلة الاستعمال في الكويت.
المتوسطة كانت تنقل بها البضائع والتمور من ميناء البصرة الى الكويت، اما الكبيرة فتستعمل للاسفار الى موانئ الخليج العربي والهند.
والكوتية معروفة منذ القرن السابع عشر، تصنع في الهند ومن ثم تجلب الى موانئ الخليج العربي، حيث تجرى عليها بعض التعديلات لتكون ملائمة للاستعمال في المنطقة.
يسمونها في الهند «دنكية» وفي ساحل المليبار «منجي» واليها ينسب المثل الكويتي القديم «كسوة منجي» تقال للذي لا يغير ملابسه حتى تبلى. حيث ان هذه السفينة لا تملك الا شراعا واحدا يظل مرفوعا عليها حتى يبلى.
وهذه السفينة قريبة الشبه بالسفينتين: البلغة والغنجة.
تبلغ حمولة الكبيرة منها ما بين 50 - 80 طنا.
وقال عن السفينة الكوتية السيد هارود ديكسون: هي من السفن التي تبنى في الهند، وهي تشبه البغلة من جميع الجوانب فيما عدا اعلى الجؤجؤ الذي له رأس اشبه برأس الطير الذي يتجه منقاره الى الخلف بدلا من عقدة البغلة البسيطة.
وقال عنها النوخذة الكويتي عيسى النشمي في كتابه: الملاحة في الخليج العربي: الكوتية انواع مختلفة، تتفاوت مقاييسها وحمولتها وتختلف اسماؤها، مثل «الدنكية في الهند، والمنجي في ساحل المليبار. ولم تكن مرغوبة بكثرة في منطقة الخليج العربي.
ماشوة
هي قارب صغير لصيد السمك، ومن أكثر القوارب التي كانت مستعملة في جزيرة فيلكا لصيد سمك الزبيدي صيفاً.
هي قارب جميل انسيابي، يسير بسرعة بواسطة الشراع كما تستعمل في تسييره المجاديف. يحمل ما بين 2-3 أشخاص.
والمواشي أنواع صغيرة ومتوسطة، وكانت لها مكانة خاصة لدى أهالي جزيرة فيلكا يهتمون بها كثيراً، فيدهنونها بالص.ل والنورة ويرسمون على حوافها زخارف ونقوشا جميلة، ويعتنون بحبالها وصواريها وأشرعتها، كما يطلقون عليها عدة أسماء، ويتفاخرون بسرعتها، ومقاومتها للأمواج وقت هبوب الرياح. كما كانوا يقيمون لها مسابقات ما بينهم وقت استراحتهم من الصيد.
أما عن أشهر ماشوة عُرفت في جزيرة فيلكا فاسمها «الملاية» ملك المرحوم الملا محمد عبدالقادر.
وهنك نوع كبير من المواشي يلحق بالبوم أو الجالبوت ويستعمل لنقل الركاب والبضائع إلى السفن الراسية في عرض البحر، ويستعمل في سيرها عدد من المجاديف. كما كان يخصص للماشوة «قلاطة» وهو سهم من أسهم أرباح السفينة.
وجاء في كتاب مصطلح السفينة: ماشوة وجمعها مواشي: زورق صغير يختص بالخليج العربي وسواحل الهند «مُجوا».
أما المرحوم حمد السعيدان فيقول في موسوعته: ماشوة: زورق النجاة يحمل في السفينة أو يربط في مؤخرتها. التسمية سواحلية «MASHUA».
هُوري
والجمع هواري وهو قارب صغير طويل ضيق يصنع من قطعة واحدة مجوفة من الأخشاب، ومنحوتة من شجر الفنص، وهو أنواع منه الصغير والمتوسط والكبير، ويسع من شخص إلى ثلاثة أشخاص.
يسير بواسطة «الغرافة» وهي مجداف صغير يمسك باليد ويحول من ناحية إلى أخرى.
يستعمل في التنقل بين الساحل والسفن الكبيرة الراسية في عرض البحر، ويستعمله البعض لصيد السمك في المياه القريبة من الشاطئ، كما يستعمل للنزهة.
وكان هذا النوع من القوارب متوافرا بكثرة في جزيرة فيلكا، يستعمله الأهالي للصيد في عرض البحر بواسطة الصنارة، وفي التنقل بين أصحاب قوارب صيد سمك الزبيدي لشراء السمك منهم عندما يكون البحر ساكنا.
ومن أشهر الهواري التي شاهدناها في بداية الخمسينات من القرن الماضي، هوري يسمى «الس.لس» كان يملكه المرحوم احمد عبدالله بن يوسف، وهو هوري انسيابي كبير وسريع، استطاع الوصول به إلى مدينة الكويت عدة مرات، والرجوع به مرة أخرى الى الجزيرة، كما كان يشترك مع زملائه واصدقائه في مسابقات بحرية.
وذكر المؤرخ الجبرتي في عجائب الآثار قال: الهوري من اصغر سفن بحر اليمن. والغالب ان التسمية عربية مشتقة من الاهوار والمستنقعات المائية الموجودة في جنوب العراق، لأن سكانها كانوا يستعملون أنواعا من القوارب الصغيرة تشبه الهوري المعروف عندنا.
آراء بعض المؤرخين الأجانب
والبعض أرجع اللفظة الى الهندية والسواحلية، والهندوستانية. جاء في كتاب مصطلح السفينة. هوري والجمع هواري وهي من الهندوستانية «هوري»، وهو يستخدم في البحر الاحمر وعلى سواحل الجزيرة العربية الجنوبية وفي الخليج العربي، ويذكر المسافرون أنه يصنع من حفر جذع شجرة، وعليه فهو زورق صغير. قال بذلك JRAS عام 1889.
وقال لايدن في عام 1897، يسمى كل زورق صغير في عدن هوري وهو زورق خفيف وسريع بمجداف واحد فقط، وهو كثير الاستعمال في «المكلا».
ويقول MUAZ: الهوري زورق طويل وضيق محفور من جذع شجرة، يشبه الزورق المسمى PIROQUE وهو زورق يستخدم في أميركا الجنوبية، يستعمله الهنود الحمر وسكان جزر البحار الجنوبية، وله الواح خشبية جانبية تساعده على الطوفان والتوازن عند ارتفاع الامواج الهائجة.
ويقول MILES كلمة الهوري مأخوذة من الهند. ويستعمل مواطنو مسقط زورق الهوري وهو محفور في جذع شجرة واحدة، وهو مستورد من ساحل «ملابار» وفي حضرموت يجمعونها على هوارية. اما اهل عمان فيجمعونها على هواري. اما الاستاذ حمد السعيدان فيقول: ان التسمية سواحلية HURI.
ويْرج.يَّة
وهو قارب بدائي لعله اول ما عرف من القوارب في المنطقة، يصنع من جريد النخل ويشد بعضه لبعض بواسطة الحبال، ويكون له حاجز يرفع من الجانبين ليمنع وصول مياه البحر الى داخله، كما ان جهتيه الامامية والخلفية دقيقتان ومرتفعتان قليلا.
طوله حوالي عشرة اقدام، يحمل من 1 - 2 من الرجال، يسير بواسطة مجدافين في اتجاهين لا فرق. ويمكن ان يسير بواسطة الشراع. وهو دائم الطفو فوق سطح مياه البحر حتى وان غمرته لكونه مصنوعا من الجريد. وهو يشبه سفن البابليين والفراعنة.
وكان صيادو السمك من قبيلة العوازم في منطقة رأس الارض بالسالمية، يستخدمون هذا النوع من القوارب لصيد السمك وللذهاب بها الى حظور الصيد لتفقدها واخراج السمك منها عندما يكون البحر في حالة المد.
كما كان اهالي جزيرة فيلكا يستعملون هذا النوع من القوارب في بداية القرن الماضي لصيد سمك الزبيدي وللحداق.
يعرف هذا النوع من القوارب في الساحل العماني باسم «الشاشة».
كوتية أو دنكية راسية في شط العرب ويرجية الماشوه الباحث الاديب خالد سالم
تأسست البلدية في 13 ابريل 1930 بعد ان قام الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بزيارة الى البحرين في يوليو 1928، حيث شاهد بلدية البحرين التي انشئت في عام 1919. بعد ذلك كتب مقالة بعنوان الحكم الشرعي في تاريخ البلديات، وبعد ذلك طرحت فكرة انشاء البلدية على حاكم الكويت المغفور له الشيخ احمد الجابر الذي اقتنع بالفكرة ووافقه على انشاء بلدية الكويت لتسهم في مسؤولية النهوض بالبلاد بمختلف المجالات الصحية والاجتماعية، ولتمارس نشاطها من خلال مجلس بلدي منتخب يرعى مصالح المواطنين.
وبعد عام من تأسيس البلدية صدر قانون البلدية، حيث نصت مادته الاولى بأن يتألف المجلس البلدي من اثني عشر عضوا ورئيس. البلدية منذ نشأتها تمتلك الشخصية المستقلة، فلها نظمها وقوانينها الخاصة، حيث كان المجلس البلدي يقوم بدور التخطيط والتوجيه والرقابة، ويقوم مدير البلدية والجهاز التنفيذي بإنجاز وتنفيذ الاعمال. ففي بداية نشأة البلدية كان الجهاز الاداري يتكون من المدير العام وكاتب الادارة وعدد من المحصلين وعمال تنظيف الاسواق والحراس، وانحصرت اعمال البلدية في النظافة والمراقبة وتحصيل الرسوم. وكان مقر البلدية في مكتب صغير داخل حانوت مستأجر في السوق. وفي عام 1933 انتقلت البلدية الى مقرها في ساحة الصفاة.
استمر العمل بقانون البلدية حتى سنة 1954 حين صدر قانون جديد نصت مادته الاولى على ان يكون للبلدية شخصية حكيمة ذات استقلال مالي تعمل على تقدم المدينة عمرانيا وصحيا واجتماعيا ومدنيا، ليمارس المجلس البلدي سلطة الاشراف والتوجيه. اما السلطة التنفيذية فيمارسها رئيس البلدية ويعاونه مدير البلدية، ويتألف الجهاز التنفيذي من دوائر الشؤون الادارية والمالية والفنية والصحية. ومع نهاية الخمسينات تألف في البلاد مجلس اعلى ضم رؤساء الدوائر الحكومية في الكويت والبعض من اصحاب الرأي والخبرة.
وفي هذه المرحلة وضعت قوانين منها قانون البلدية لسنة 1960 الذي نصت مادته الثانية على الآتي: ان تعمل البلدية على تقدم الكويت عمرانيا وصحيا عن طريق تنظيم المدينة وتجميلها ووقاية الصحة العامة وتأمين سلامة المواد الغذائية والمحافظة على الراحة
القبس
«البحر داخله مفقود والطالع منه مولود» محمد الهزيم: بداياتي مع البحر علمني والدي ثم أصبح من بحارتي
• محمد الهزيم
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مرّ الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا -رجالا ونساء- الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، لكن قاسما مشتركا يجمعهم.. هو الحنين الى الايام الخوالي.
«القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفضليات في هذه الاستكانة:
في مستهل لقائنا مع السيد محمد هزيم محمد الهزيم قال: جاء اسم جدنا الهزيم من المطر، اسم من اسماء خيرات السماء، انا من مواليد 1933 لا اثبات ولا شهادات تثبت، وانا من فريج المطبة مقابل نقعة هلال التي كانت تصد الامواج عن سفننا، كنت اضع سفينتنا فيها، والذي لا يملك لنج الصيد، يستأجر، يدفع نصف الخمس والباقي نصف الخمس لصاحبه، واربعة اخماس قلايط (جمع قلاطة) للبحرية بعد خروج المصروفات.
وقال: درست عند الملا عبدالوهاب العصفور في منزله الخاص بحي المطبة كان -رحمه الله- ملما بالفقه محبا لطلابه، ودرست عند الملا ابوبلال ايضا بحي المطبة، جلوسنا كان على البواري (جمع بارية وهو حصير منسوج من القصب، والكويتي يسميها: منقور) فرش كان للجلوس ولسقف المنازل والعشيش والاكواخ، وماؤنا من الحب والبرمة وتدريسنا الحساب والقرآن الكريم والكتابة، واخيرا يزفوننا مع السيف والبشت والعقال، واخيرا نقضي اعمارنا في البحر على السفن الشراعية، ومن ثم على المحركات التي سهلت لنا دخول البحر وخروجه، وكما قال المثل الكويتي المعروف قديما «البحر داخله مفقود والطالع منه مولود».
وأضاف: انا الآن جالس في هذا اللنج الذي وضعته بعد الكد والمد عند منزلي، وقبله كان لنج احرقه جنود صدام، احرق الله قلوبهم لنج، وصلت إلى الأرياق وأم المرادم وصلت إلى الكحيح (جمع كحة) مرتفع في البحر بالقرب من الزور.
بداية الأعمال في البحر
وقال الهزيم: لم ألعب مع الاولاد أبدا قضيت كل عمري في البحر، وعند الفراغ كنت أجلس مع كبار السن لاستفيد منهم عن البحر، وحتى الدراسة لم استمر فيها، ذهبت مع والدي إلى الغوص وصيد الاسماك مرات عدة، ثم اصبحت نوخذة وأقود السفن. ووالدي أصبح واحدا من البحارة من عام 1952 إلى 1966 عملت عند المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح أيضا في البحر، ثم دريول (سائق) لنجات، هي كلمة انكليزية Driver، وتذكر أهزوجته القديمة:
{ادريولنا عاش عاش ادريولنا ياكل ماش}
وعملت في بناء مستشفى الأميري (المبنى القديم) عام 1945، ويعتبر اول مستشفى حكومي تأسس في الكويت، وحملت الطابوق والرمل كل يوم بـ 4 روبيات ونصف الروبية، وكذلك عملت في بناء مساكن الأطباء والممرضات بالقرب من القنصلية البريطانية على الساحل، وإذا انكسر البرد ودخل فصل الصيف دخلنا البحر.
وعن أعماله في البحر، خصوصا الحداق بمعنى صيد السمك، قال: كنا نحدق عند درب البواخر، مكان يكثر فيه السمك النويبي، وفي الركسة يكثر شموه وأذياب صغيرة نربطها من ذيلها والييم سمكة صغيرة، وهي طعم يوضع في صنارة الصيد لغرض صيد السمكة، واي صيد كنا نعرضه لأشعة الشمس لعدم وجود ثلاجة أو ثلج لكي لا يفسد، وأسعار الزبيدي كل وقية روبية ونصف والكيلو أو الوقية عن وقيتين وبعد المغرب الفائض من السوق يوزع مجانا سبيل، وحتى اللحم كان القصاب يريد الخلاص منه حتى لا يتلف.
ومن الأعمال ركبت مع والدي بوم سفار وعندما تعرضنا إلى السرايات (زوابع رعدية معها أمطار كانت تأتي في أواخر الربيع عبارة عن تقلبات جوية مفاجئة) انكسر الدقل وفر من البوم رمينا كل ما حصلنا عليه من السمك والروبيان في البحر ورجعنا بخفي حينين من دون اي شيء، وسرايات أخرى كنا على سفينة 30 حصانا ضربتنا السرايات فدمرت ما عندنا، وعملت مع عمي الطاحوس في العدان للبحث عن المحار، وآخر اعلان للغوص 1959 توقفنا عن الغوص، كنا ننافس البواخر العملاقة خاصة عندما تشتد الرياح، البحر لنا، ونحن للبحر، ولا انسى النوخذة حسين العسعوسي قطع من بومبي الى البصرة في بوم المهلب مدة 15يوما اي نصف المسافة، ومن مصاعب البحر انقطاع الماء، حيث شربنا ماء النارجيل (جوز الهند).
كان المؤذن يصيح بأعلى صوته بأن نرمي كل الحمولة، وركبت الورجية (قارب من جريد النخل) كنا نستخدم المجاديف اثناء السير، الورجية تكون احيانا من القصب ولا تغرق مع ان الماء يدخلها والسمك يلعب فيها، واذا انقلبت انزل واضعها بوضعها الطبيعي.
وتحدث عن سمك لذيذ صالح للاكل قد يصل طول جسمه الى حوالي 60 سم لونه رمادي فضي يصطاد بواسطة شباك الهيالة، ولكن بحر الامارات هو المشهور بهذا السمك، يوضع عليه ملح وينشف يسمى سمك مالح، اعني «خباط»، يؤكل مع المحمر الرز الحلو، واهل الكويت يصطادون الخباط في الشتاء بالقرب من رأس الارض، ويسمى بهذا الاسم لانه يخبط في الماء بواسطة ذنبه، واما الزبيدي فنصطاده بالقرب من خور عبدالله وفيلكا، والربيان من كاظمة الى الصبية، وخيوسة خالية من الروبيان، والقراقير نضعها في العوهة وخلف النقعة، كانت مصنوعة من العساوة (سعف النخل).
قال: كنا نصطاد الزبيدي بالآلاف تعلمت الصيد من الكبار، وانا صنعت القراقير واستاذي راشد البزيع في سكة الهزيم عند بيت الطويل، وتعلمت كيف اضع علامة لكي لا اضيع مكان القراقير.
لنج مدلل
قال الهزيم: اللنج السفينة الوحيدة التي تستخدم لصيد الاسماك، سفينتي تشبه السنبوك، اشتريتها من سلطنة عمان بـ 6 آلاف دينار ركبتها الى الشارقة ثم بالشاحنة الى الكويت بـ 4 روبيات، لنجي المدلل نزلت به الى البحر 15 طلعة (مرة) كرفت الربيان من الدوحة الى مستشفى الولادة وغضي، هذا اللنج يعتبر الثاني، الاول احرقه جنود الطاغية الغازي، وصلت الى الارياق وام المرادم، ولنجي الحالي انتقل من البحر الى البر، طبخي وتجهيز الاكل في السريدان (موقد النار في السفينة) اعتبره مطبخي الخاص، واذا جلست في لنجي المدلل، كأنني داخل بيتي، لي معه ذكريات مازالت تدغدغ قلبي وفكري، انا جالس معكم يا جاسم ومعنا نواف العصفور، وايام العطل احفادي يمرحون فوقه، ولكنهم لا يعلمون ماذا يعني لي وماذا جرى لنا في وسط البحر، خصوصا الامراض مثل: ام الزليغة والدمامل وبكشاش والجراجير واللخمة والدول وثعبان البحر يطفو على سطح البحر يسمى «ابو لجني»، والتيارات البحرية تسمى الدردور، واذا المؤذن قال: الصلاة خير من النوم، أجاب أحد البحارة: «النوم تنكد عليه» من شدة التعب والمشقة.
كلمات لها معان
وتحدث عن بعض الكلمات التي لا يعرفها هذا الجيل، وذكر منها: عوعو: نجمة البحر هدايا للاطفال يجلبها البحارة معهم.
كمال: جهاز لقياس ارتفاع الشمس وخطوط العرض.
عوال: قارب صغير يصنعه الاولاد من الصفيح.
رك: قفص هرمي الشكل من الجريد يوضع به العنب والرطب.
كرب: راس سعف النخيل.
دريه: كرة من الخيوط القطنية لصيد الاسماك.
خوفع: من الاسماك المفلطحة «مذلكانة».
كراح: جروح ودمامل، وماء البحر في حالة الجزر.
طرشة: أرسل جماعة كمرسال، من طرشك؟
كاف: سور من صخور البحر ويسمي «الكنعة».
جير: صخور بحرية تشق الأرجل.
دودة قلم: من الديدان البحرية تعيش تحت الصخور.
سعدوه: من طرق صيد الأسماك «عصا طويلة».
ركسه: منخفض عميق في البحر.
راش: رذاذ وقطرات من الماء أي نفض الماء.
سفديرة: شراع صغير وهو أوسط الأشرعة.
زياد: المجداف الأول في كل جانب من السفينة.
زولي: مرحاض السفينة، يصنع من الصندوق.
دوسة: لوح من الخشب يستخدم للسير عليه.
بندار: مخزن في مؤخرة السفينة الصغيرة.
بيص: قاعدة السفينة.
زيلة: دلو لنزح الماء من البحر.
فرزه: قربة من جلد البقر لاستخراج الماء من الينابيع.
سرود: طبق يصنع من خوص النخيل يوضع فيه التمر.
دفر: دخل في الماء، ودفع في الصدر، وخاض داخل الماء.
لكَّ: سحب السفينة إلى اليابسة.
وقال الهزيم: «كلما حدك الذيب، انزل على الغرير»
«يا قرقورنا المشير ليش صيدك تغير»
«الفلوس وسخ العافية»
«الشّ.يص في اللغبَّة ح.لوْ»
«الرّ.كَادَة زَينَهْ»
«اللي يطك روحه ما يصيح».
بهذه الأمثلة أصاب المعنى، وحسن التشبيه قال: هي جوهر اللفظ وتذكر النفوس، وتعبر عن العقلية وتعكس أحوالنا، فهؤلاء بعض أعضاء مجلس الأمة كل يريد النار صوبه (نحوه)، وكل يريد قرصه (خبزه) له حول النار، وكل شيء يريد ذمه وبخت، واحنا ما أخذنا قروض ما نصيح، وهؤلاء ما يدرون ان «الدين عمات عين»، «واللي يطك روحه ما يصيح» ما يتغربل (غربه) إلا الفقير واليتيم والأرملة، الله يرحم حالنا، كنا بلا مرق خوفاً من أن يقل الماء، ديرة خير ونعمة بس تبي حمد وشكر، والله يرحم عين الخمسة وخور بليبيل.
إلى أبنائي
أول غير والآن غير، كل من يتأخر عن الوصية لا يحصل على شي، واللي في البيت يأكل، واللي خارجه ما له شيء، وإذا دخل الوالد لا صوت ولا أحد يلبط، ولا نمشي أمامه، أفلاق وتربية، والآن كل شيء على الخادمة. زماننا الأكل ما يزيد، ولا شيء على السفرة، والأم كانت تهف على الوالد أثناء أكله، كلهم في الجنة الأولين إن شاء الله قاموا بواجبهم، والآن أولادنا وبناتنا أصبحوا مثل الشاوي أيام زمان كل يأخذ عنزته، في الصباح تشاهد أولادنا مع الخدامات إلى المدارس، وإلى باب المدرسة، والعودة كل واحدة معها الصغير المدلل، وشبابنا الصغار يقودون السيارات بدون اجازات، أين التربية؟ وهل الحضارة جلبت الهدامة؟
وأخيراً وبعد هذه الجلسة التي عمقت نفوسنا وذكرتنا بالماضي قال: عندما أنظر إلى سيارتي القديمة «فورد 1964» التي سافرت فيها إلى بغداد والأردن وسوريا ولبنان والاسكندرية 18 سنة كدت ومدت وأعطت، وأخيراً مليتها وعفتها كان سعرها 1500 دينار 7 ركاب الآن إلى الزوال والفناء، أبنائي، عمقوا حب الوطن فيكم، وبنور حب الله يحب كل منا أخاه، واجعل قلبك روضة من الإيمان، وأخوك في الإسلام هو رفيقك.
• لنجي مثل بيتي •.. بجانب السريدان • زولي (مرحاض اللنج) • سيارتي من ذكرياتي • لنج الهزيم في الروضة
العامة في المساكن والطرقات واتخاذ ما يؤدي الى تقدم الكويت ورفاهية سكانها.
من قديم الكويت بيت الكويت.. التاريخ والذكريات الطلابية
اعداد: يوسف الشهاب
ما إن يأتي الحديث عن بيت الكويت - في القاهرة، حتى يتبادر الى الاذهان دور هذا - البيت - في خدمة ابناء الكويت الذين كانوا يتلقون دراستهم في العاصمة المصرية، ودوره في استقطاب الوفود التربوية وحتى السياح من ابناء الكويت الذين كانوا يزورون القاهرة في الاربعينات والخمسينات وحتى الستينات.. وتاريخ هذا البيت يعود الى عام 1954 حين افتتح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، البيت - في احتفال كبير بحضور رئيس المعارف بالكويت آنذاك الشيخ عبدالله الجابر، طيب الله ثراه، وعدد من اعضاء مجلس المعارف ورجالات الكويت الذين تواجدوا بالقاهرة في تلك الفترة - واما قبل افتتاح بيت الكويت، فقد كان هناك - فيللا - صغيرة يجتمع فيها الطلبة الكويتيون الذين كانوا يدرسون في جامعات ومعاهد الكليات المصرية.
وبيت الكويت، كانت تتوافر فيه ملاعب الطائرة والسلة، وكان يحتضن احتفالات الطلاب والطالبات والندوات الطلابية، كما كان مقراً للموظفين الكويتيين الذين عينهم مجلس المعارف. وابرزهم المرحوم عبدالله زكريا وقبله المرحوم عبدالعزيز حسين الذي كان يشرف على هذا البيت، وكذلك المرحوم عبدالله الجارالله.
وتعود تسمية - البيت - بدلاً من السفارة الى أن الكويت كانت في تلك الفترة تحت الحماية البريطانية ولم يكن هناك سفارة كويتية بالقاهرة، وبعد الاستقلال تحول هذا البيت الى سفارة الكويت.
هذه الصوة التقطت أمام بيت الكويت في مارس 1959 خلال زيارة عدد من الأساتذة الكويتيين الى القاهرة ولقاءاتهم بعدد من الطلبة الدارسين هناك.
ويبدو فيها من اليمين - عبدالعزيز الرشيد، عبدالعالي ناصر، محمد السداح، علي الرضوان، عبدالله النيباري، وأحمد عبدالرزاق.
في حوزتي وثيقة بريطانية رقم 2544 بتاريخ 30 سبتمبر 1911 من الكولونيل بيرسي كوكس المقيم السياسي البريطاني في الخليج إلى الكولونيل السير هنري ماكماهون سكرتير حكومة الهند في الدائرة السياسية، وأهمية الوثيقة انها صادرة من شخصيتين بارزتين لعبتا دوراً كبيراً في التاريخ المعاصر للمنطقة العربية، وهي عبارة عن تقرير طويل من صفحتين عن عائلة معرفي ونشاطها التجاري، مقدم من البولتكل ايجنت (الوكيل السياسي) في الكويت، والذي كان حينها الكابتن شكسبير، يذكر فيها محاولة تهريب سلاح مخبأ في ارسالية صناديق تحمل اقماع سكر (قند) مرسلة من الشركة الالمانية ونكهاوس wonckhaus إلى آل معرفي في الكويت، وان هذه الارسالية قد صودرت في ميناء بومبي. وفي التالي ما كتبه الكابتن شكسبير:
1 - في التقرير مشجر لعائلة معرفي في الكويت كالتالي:
• مشجر العائلة
2 - ان هذا الجدول هو لأقطاب الأسرة المهمين، وهناك غيرهم في الكويت وبهبهان التي منها جاءت الاسرة اصلا. وانهم يتاجرون تحت اسم حجي عبدالكريم بهبهاني واسماعيل بن محمد علي معرفي وتمتلك الاسرة فيما بينها سفينتين شراعيتين كبيرتين للسفر البعيد، وبومين صغيرين للسفر إلى سواحل الخليج بين موانئ فارس والكويت، وبوما واحدا لنقل الماء.
3 - علاقتهم مع الشيخ «مبارك» حسب اعتقادي كانت دائماً جيدة ووطيدة، وان إسماعيل هو الذي اختاره الشيخ لشراء الأسلحة من مسقط، ربما لمعرفته بها، ومن ثم حيث لا يوجد شك لدي بأن الشيخ يضع بهذه الأسرة ثقته الكبيرة.
4 - تتاجر الأسرة بالمواد الغذائية، يشترون التمر من منطقة شط العرب ويشحنونه إلى الهند في فصل الخريف بسفينتيهم، ويؤجرون أحياناً سفنا (بغلات) أخرى. ومن الهند ترجع سفينتاهم بحمولة من التوابل والحبال والقهوة وما شابه. البومان الأخيران يعملان طوال العام تقريباً بين الكويت وهنديان وبندر مشهور والبصرة بحمولة من الشعير والحنطة، وربما يهربون الشاي والأسلحة وبعض المواد التي تجبى عليها رسوم عالية في بلاد فارس وموانئ الخليج.
5 - هذا فيما يتعلق بأسرة معرفي، ثم ينتقل إلى أسرة الحجي محمد تقي (ماتقي) ويصفها بأكبر مهربي السلاح بين مسقط والكويت، ويذكر انه في عام 1909 كان مخزون السلاح حوالي ستة آلاف بندقية وألف وخمسمائة صندوق عتاد. وقد علم بأنهم يجلبون إلى الكويت ما يقارب 500 بندقية شهرياً يحاولون إدخالها برشوة موظفي الجمارك.
أما إسماعيل معرفي فهو على اتصال مستمر مع مسقط ووكيله هناك المسيو نيشان وغوغية وميرزا حسين. وان الإرسالية المخبأة بصناديق السكر على الباخرة «بالم كوته» المحتجزة في مومباي في طريقها إلى عهدة إسماعيل معرفي. وعند تدقيق سجلات الشحن (منافست) لسفن سابقة وجد ما يلي:
- 20 صندوق قمع سكر ماركة إم. كي. مرسلة إلى مسقط وصلت الكويت على الباخرة «بلمبا» يوم 24 مارس 1911، وقد استلمها إسماعيل معرفي.
- 25 صندوق قمع سكر ماركة كي. كي. بي و26 صندوقا على الباخرة «لجتنفيلس» واس إم كي على الباخرة «مادوره» من مومباي وصلت الكويت 6 أبريل 1911 وقد استلمها إسماعيل معرفي.
- صندوق كبير مواد خردة ماركة اي. جي. كي على الباخرة «لجتنفيلس» حولت على الباخرة «مادوره» في مومباي وصلت الكويت 6 أبريل 1911 وقد سلمت إلى حجي محمد علي معرفي.
- 25 صندوق قمع سكر ماركة كي. آر. بي اكتشفت عند إنزالها من الباخرة «بالام كوته» في 24 جولاي 1911.
إذا تقرر للحمولة بيعها في الكويت فيجب أن يكون ذلك سراً، لأنه ومنذ صدور أمر منعها من قبل الشيخ فإنه لا يمكن بيعها بالعلن، وإني أتخيل بأن الأسرة تجد ما الذي بيعه أكثر رواجا في الساحل الفارسي.
6 - لا أعتقد ان كلا من محمد علي أو إسماعيل معرفي لديه وإلى هذا الحين علاقة مع الشركة الألمانية ولكهاوس. ولكن ربما يبيعون الشعير والحنطة لهم بأسعار مناسبة، وان أغلب الكميات التي اشتراها عبدالله الجرمني في الكويت كانت من أسرة معرفي.
7 - ابن الحجي عبدالكريم، عبدالحسين، يشاع انه استلم دفعات مالية مقدماً من الشركة الألمانية لكي يشتري من مشهور وهنديان بشحنها إذا أمكن مصب شط العرب في سفن ألمانية، وأكثر من ذلك فلم تصلني أي معلومات تتعلق بالشركة الألمانية. دبليو. اتش. اي. شكسبير، كابتن (بولتكل ايجنت) الوكيل السياسي - كويت.
الكويت 18سبتمبر 1911».
في تاريخ الكويت الحديث يبرز على صفحاته رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأخلصوا بالعمل وبذلوا العطاء وآثروا على أنفسهم في سبيل الغاية الاسمى، خدمة هذا الوطن.. ومن أحد هؤلاء الرجال حمود الزيد الخالد الذي لا تزال ذاكرة المخضرمين من جيله يتذكرون دوره ويشيدون بعطائه، ويثنون على مواقفه،إذ تراه بين رجال السياسة كما في ميدان الاقتصاد والتجارة، صاحب رأي سديد ومبدأ ثابت، وعزيمة لا تعرف الوهن وصراحة مطلقة لا يتردد فيها.. وفي ذات يوم كان جالسا على شاطىء البحر يتأمل حركة الامواج في صمت فسأله أحد ابنائه: في اي شيء تفكر يا أبيي؟ فرد بهدوء قائلا: لا أفكر في أي شيء في هذا الزمن، فلا الزمان زماني ولا الأصحاب أصحابي، فقد ذهب العديد منهم، ولم يبق معي سوى القليل واسأل الله أن يطيل بأعمارنا.
ولد المرحوم حمود الزيد الخالد عام 1909 وهو أصغر ثلاثة اخوة، فقد والده وهو لا يزال في بواكير حياته، فتربى عند عمه المرحوم حمد الخالد، وأما حياته الدراسية فقد بدأت عند الكتاتيب ثم المباركية وبعدها الى عالم التجارة بين الكويت والعراق في الثلاثينات من القرن الماضي مع احمد سعود الخالد، وفي عام 1950 انتخب لعضوية المجلس البلدي حتى عام 1953، وفي اغسطس 1961 عين عضوا في هيئة التنظيم، وفي ديسمبر 1961 انتخب عضوا في أول مجلس تأسيسي الذي وضع أول دستور للكويت، وفي يناير 1962 عين أول وزير للعدل في عهد الاستقلال وهو أول رئيس لديوان المحاسبة في يوليو 1964 حتى استقالته في مارس 1965، وفوق هذا كان أحد رجالات البلاد من الأوائل الذين أسسوا غرفة تجارة وصناعة الكويت، وفي ميدان الحياة النيابية كان عضوا في أول مجلس للأمة بالفترة ما بين 1963 الى 1967.
هذه الصورة التقطت في 11 نوفمبر 1962 وهو اليوم الذي صدر فيه أول دستور للكويت في مرحلة الاستقلال، ففي ذلك اليوم رفع رئيس المجلس التأسيسي المرحوم عبد اللطيف ثنيان الغانم دستور الكويت وبرفقته المرحوم حمود الزيد الخالد وزير العدل في تلك الفترة إلى الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم للتصديق عليه لاعتماده وتصديقه بصدور المرسوم الاميري الخاص بذلك، وبعد توقيع الشيخ عبد الله السالم كانت هذه الصورة للشيخ عبد الله السالم، طيب الله ثراه، والمرحوم حمود الزيد الخالد الذي شكره على توقيع اول دستور للكويت، وقد التقطت الصورة في مكتب الأمير الراحل طيب الله ثراه بقصر السيف القديم، وقد توفي المرحوم حمود الزيد الخالد في الشهر الثامن عام 1974م.
يتفرع من السوق الداخلي مقابل سكة الساعات، أسسه عبدالرحمن المعجل، عبارة عن قيصرية مسقوفة بالدكاكين لبيع الأقمشة الرجالية والنسائية. يذكر محمد عبدالهادي جمال في كتابه «اسواق الكويت القديمة»، انه بني في اواخر الاربعينات، وضم نحو 50 دكانا، وازيل عام 1962.
وعائلة المعجل نزحت الى الكويت قبل 225 عاما، كما تشير بذلك فوزية صالح الرومي في كتابها «تاريخ نزوح العائلات الكويتية»، وسكنت حينها في الحي القبلي في «فريج الغنيم» قرب البحر، واعتمدت العائلة في تجارتها على صيد الاسماك والغوص على اللؤلؤ.
أعطيناهم 155 مليونا مقابل تريليونات الدولارات فيصل الثنيان: أنا أول كويتي يحصل على شهادة «أعالي البحار»
فيصل ثنيان الغانم
اجرى الحوار: جاسم عباس
من الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فإن قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع السيد فيصل ثنيان بن الثنيان الغانم قال: أنا مواليد سنة 1940 في فريج القبلة بالقرب من مدرسة عمر بن الخطاب، وبالقرب من بركة الماء، والدي كان تاجرا امتلك مع اخية محمد العديد من سفن الشراعي، وبعض سفن للغوص على اللؤلؤ والنقل الساحلي، أهم هذه السفن «المهلب» و«البوم» و«فتح الخير»، أما بوم المهلب، فأهداه والدي لدائرة المعارف، ثم نقل الى المتحف الوطني، حيث اشعله الغزاة اثناء الاحتلال العراقي الصدامي لبلدنا الكويت، وقام الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح ببنائه ثانية، واما البوم الثاني «فتح الخير» فهو ملك عمي محمد، وكان سابقا ملك الاثنين، طلب الامير الراحل من المركز العلمي البحث عنه في الموانئ الخليجية، فهو بوم مشهور، وجدوه وعملوا له صيانة شاملة، وهو الان في ساحة المركز العلمي في السالمية، وقد توقف، والكويتيون عن الاسفار في بداية الخمسينات مع ظهور النفط واللؤلؤ الصناعي المعروف باسم مكتشفه (ميكو ميتو).
وتذكر الثنيان النوخذة عيسى بشارة، نوخذة «فتح الخير» الذي قاد البوم الى موانئ الهند وساحل افريقيا الشرقي، ترك البحر والسفر عام 1957 وهو الذي فحص عليه، وأكد انه هو «فتح الخير» وكان اول مرشد بعد بناء ميناء «الشعيبة الصناعية».
الدراسة في إنكلترا
أضاف السيد فيصل: أرسلني والدي إلى انكلترا لدراسة الهندسة، لأن الكويت في بدايات الاعمار والانشاء، وبعد ان حصلت على G.C.e تعادل الثانوية العامة في اسكتلندا، ومن دون علمه قدمت للكلية البحرية بدل الهندسة، وبعد 3 أشهر أرسلت له، وأتأسف منه لعدم دخولي الهندسة، وميولي الى البحر أكثر، ولكنه فرح بهذا الخبر وبهذا التخصص، دخلت الكلية البحرية في «كاردف» مدينة ويلز، ثم الى البحرية البريطانية حصلت على شهادة عليا، وبدأت بالدراسات العملية ضابط ثاني لمدة 4 سنوات، ثم رجعت الى الكلية 4 أشهر، ثم الاختبار في «نيوكاسل»
وبعد هذه الدراسات العملية والنظرية حصلت على شهادة في «أعالي البحار» انتقلت بين الموانئ لمدة سنة ونصف السنة على السفن الإنكليزية، وحصلت على شهادة «رئيس ضباط»، والجامعة أوصت دولة الكويت بإعطائي الشهادة، وهذه طريقة في الكليات البحرية البريطانية، وكان سليمان حمود الخالد رحمه الله رئيس الموانئ في ذلك الوقت (وكيل وزارة المالية والنفط لشؤون الجمارك والموانئ)، وهو الذي أصدر الشهادة تحت رقم 101، ثم قدمت للقبطنة (قبطان)، في مدينة نيوكاسل الانكليزية، وحصلت عليها تحت رقم 102، وأنا أول قبطان كويتي يحمل شهادة عالية في علم البحار، وانا الكويتي والعربي الوحيد على البواخر والبقية كلهم انكليز وهنود.
الأعمال والمسؤوليات في «النفط»
وعمل فيصل الثنيان على أول باخرة نقل نفط (كاظمة) كويتية بنيت عام 1959 ضابطا، كما عمل على باخرة وربة العربية عام 1957، وفي 1968 قبطانا على العربية وحمولتها 210 آلاف طن، وهذه الناقلات الكويتية كانت من أكبر الناقلات، وعمل على حاملات الحديد وتراب الحديد، وحمولة عامة، وناقلات نفط بريطانية.
يقول القبطان الثنيان: التحقت بشركة نفط الكويت (k.o.c) مشرفا على الإدارة، وقبطانا على البواخر (القاطرة)، ومرشدا وناظر ميناء الجنوبي، ثم عينت ناظر عمليات البحرية، ثم ناظر تصدير وتخزين النفط، وناظرا عاما للتصدير بعد ذلك، ثم مدير التكرير والتصدير مسؤولا عن مصنع التكرير، ويعتبر من أكبر المصانع في العالم، حيث ينتج 295 ألف طن في اليوم الواحد، ثم مصنع الغاز المسال والتصدير، ومن ثم نائب العضو المنتدب لعمليات الانتاج والحفر والتكرير والتصدير، ونائب رئيس مجلس الإدارة، وكان الرئيس أحمد جعفر.
الدعوة.. الرسائل
وتحدث عن الدعوة التي جاءت له من الشيخ عبدالله السالم الذي حكم الكويت في 25 فبراير 1950 وتوفي عام 1965، عندما كان القبطان على سفينة بريطانية وصلت بومبي في بداية الستينات حاملة مساعدات للهند (حنطه ونحاس) والشعار كان يدا تصافح أخرى، وهذا دليل التعاون والتفاهم بين الشعبين.
وقال: كنت ضابطا، ذهبت إلى القنصلية الكويتية والقنصل كان فيصل العيسى، ذهبت لأجد بعض الصحف الكويتية أو العربية، وأعطيت القنصلية عنواني على الباخرة، وفي اليوم الثاني جاءت سيارة كاديلاك عليها علم الكويت الأحمر، طلب مني مقابلة الشيخ عبدالله السالم وهو في بومبي، وتبين من خلال المقابلة أن الشيخ -رحمه الله- على علم بكل رحلاتي البحرية، وعن الحوادث التي جرت لنا، وتبين أن والدي كان ينقل له من خلال الرسائل التي كنت أرسلها اليه، وأنا في البحر كنت أدون الأحداث وأرسلها وأحتفظ بها للذكرى.
قصة 155 مليونا
وتحدث الثنيان عن KOC عندما أخذت الكويت حقوقها من النفط بعد أن كانت الخيرات تحت الأرض بكميات تساوي تريليونات من الدولارات، فمن بداية النفط إلى 1976 كانت الشركة تعطي الكويت مبالغ تقديرية التي تساوي شيئا مقابل ما يسحب وما هو موجود تحت الأرض، وبالحوار العقلاني والتفاهم عوّضت الكويت الشركات بـ155 مليون دولار، واحنا (الكويت) نأخذ النفط كله، واكتسبنا ثروتنا بفضل الله تعالى وبفضل الحكمة والعقل والتفاهم، وكل الشكر والتقدير للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، ومن كان يعمل معه كالسيد عبدالرحمن العتيقي، والسيد محمود العدساني، والشيخ علي الخليفة، والحمد لله والشكر كانت النوايا صافية ولا خلافات مع الشركات، وهم الذين حضروا واكتشفوا وحافظوا على الثروات النفطية أثناء الحرب العالمية الثانية.
صعوبات في رحلة روسيا
وعن مصائب العمل في البحر والصعوبات قال الثنيان: كنا على سفينة بريطانية متوجهة إلى روسيا لنقل الحديد (الخام) مقابل تصدير ثلاجات وتلفزيونات، وكان ذلك في فصل الشتاء شهر يناير، قطعنا النرويج والسويد ودخلنا «مرماست» في روسيا، حتى وصلنا القطب الشمالي، وكانت درجة الحرارة 53 تحت الصفر، وكان الثلج على شواربنا ووجوهنا، حتى الجبال تجمدت، الميناء استقبلنا بالكسارات التي كانت تكسر الجليد في البحر، مكثنا 10 أيام على هذه الحالة، كنا نفتح العنابر بالنار، وعند خروجنا لم يفكر أحدنا أن يجدد الرحلة الى هذه المناطق، وأعطونا ضعف رواتبنا، وكنا نضحك على الذين يريدون أن يأخذوا مكاننا.
وروى بعض الذكريات التي راودته قائلاً: درست عند الأستاذ عقاب الخطيب في الروضة، ثم أرسلني والدي مع أخي صقر إلى كلية فكتوريا في الاسكندرية، وكان قبلنا بدر الملا ثم جاء بعدنا عمنا علي أبو مرزوق، وجاسم الخرافي وناصر الخرافي وجاسم البحر، وعبداللطيف الحمد، وبدر الحميضي وجاسم الحميضي وبعد العدوان الثلاثي على مصر توقفت الدراسة في (J.C.E)، فرجعنا الكويت درسنا لمدة أشهر قليلة في ثانوية الشويخ، ثم إنكلترا.
المهلب البوم الشهير
وتحدث عن واحدة من أكبر السفن الكويتية، وشهرة بوم المهلب ان له القدرة الفائقة على التصدي للرياح، صنع عام 1937 من أفضل وأجود الخشب وفي نقعة الصقر وكان نوخذة المهلب أحمد الغانم، وجميع الألواح من الساج الخشب الهندي المشهور باسم «تيك، ساجون Sagawan» الذي يمتاز بمقاومته للماء، وتسلم قيادته في أول رحلة
له النوخذة حسين العسعوسي وصل في بوم المهلب الى غربي الهند وشرقي افريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية، وله دور تاريخي في الحرب العالمية الثانية بنقل البضائع من الهند الى البصرة، ثم قاد هذا البوم النواخذة: بورحمة والنشمي والراشد والعجيل والمهيني، وآخر نوخذة محمد الماجد والعيسى.
واما بوم فتح الخير الذي اصبح من نصيب عمي محمد رحمه الله فصنع عام 1938 ، وهو من اشهر وافضل الابوام الكويتية بلغت حمولته 3000 منّ، فأبحر به النوخذة العيسى وعيسى بشارة الى معظم الموانئ من الخليج الى المحيط الهندي الذي استمر في قيادته حتى عام 1952، فبيع الى النواخذة الايرانيين واخيرا، تم شراؤه من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1994، توقف الغزير القوي الذي صمد امام العواصف والميلان في الموانئ، وصمد في مكران (بلوشستان) وصمد في عيوقي.
***
• وفي الختام كلمة شكر أوجهها للاخ العزيز سامي النصف على جهوده المخلصة لاجراء هذا اللقاء، ولنا كل الشكر والامتنان، وندعو الله تعالى ان يمد العم فيصل الثنيان بطول العمر والعافية.
ثنيان الغانم بوم المهلب قبل احراقه القبطان فيصل الثنيان الغانم على الباخرة البريطانية بوم «فتح الخير»
إعداد: يوسف الشهاب
جاء افتتاح الكلية الصناعية في نوفمبر عام 1954، شعوراً من الدولة بضرورة ايجاد فئة حرفية من ابناء الكويت في مختلف التخصصات اليدوية الفنية لتأخذ دورها في العمل اليدوي وفي خدمة وطنها.
وقد استقبلت الكلية في بادية افتتاحها الطلاب الذين انهوا المرحلة المتوسطة بحيث يكملون السنتين الثالثة والرابعة المتوسطة في الاقسام اليدوية وبعدها يحصلون على «المتوسطة الصناعية»، ثم اصبحت الكلية تقبل الطلاب الذين يحصلون على الشهادة المتوسطة، وبعد الى المرحلة الثانوية الصناعية لمدة اربع سنوات يحصل بعدها الطالب على شهادة الثانوية الصناعية.. وكانت هذه الكلية تضم العديد من الاقسام والورش، منها السيارات، الكهرباء، الخراطة، النجارة، الحدادة، الأثاث، الديكور، وغيرها من الاقسام الاخرى، ولقد ارسلت بعثات دراسية للطلبة الذين حصلوا على الثانوية الصناعية لمتابعة دراستهم في الولايات المتحدة، حيث حصل بعضهم على البكالوريوس والبعض الآخر على الدبلوم، وحين تأسست الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ألحقت الكلية الصناعية ضمن معاهد وكليات الهيئة.
هذه الصورة التقطت عام 1964لطلاب قسم السيارات في الكلية الصناعية داخل ورشة القسم، ويبدو فيها طلاب السنة الثانية صناعة وقد ارتدوا بلنسوت العمل الى جانب السيارات التي يتم التدريب الميكانيكي والكهربائي عليها وهي انكليزية الصنع. والطلاب في الصورة هم:
الجلوس من اليمين احمد سراب، احمد بودي، يوسف الميلم وراضي الصايغ
والوقوف سليمان معرفي، مناف معرفي، جاسم العميري، جاسم محمد، ثم الاستاذ حامد، المرحوم حسن الصفار، فيصل البنوان، اسماعيل حمزة وجعفر بوحمد.
الصورة مهداة من الاخ مناف معرفي فله خالص التقدير.
كتب حمزة عليان
في الستينات كان شارع فهد السالم يعتبر قلب الكويت التجاري النابض، ففيه اجمل وأرقى المحال، خاصة في عمارة الكويت للمرحوم الشيخ ناصر سعود الصباح، وفيها محال «الجميل» ومحال «الطخيم» حيث الماركات العالمية مثل الكريستوفل والفضيات.
كان مقصدا لزوار الكويت الكبار وضيوفه امثال شاه ايران الذي جاء في نهاية الستينات، واصطحب الى تلك المحال.. وفي عام 1964 شهد هذا الشارع افتتاح اول مطعم يقدم «الهمبورغر» في الكويت هو مطعم هارون الرشيد الواقع في شارع الجهراء، اي شارع فهد السالم، والممتد من دوار الشيراتون او دوار الجهراء الى ساحة الصفاة، وتسميته بالجهراء تعود الى كون الشارع والدوار يوصلان الى منطقة الجهراء، وصار الناس يتداولون الاسم.
اما الحدث الجديد، اي افتتاح اول كافيتيريا على احدث مستوى، شارك فيه «سعادة الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح» وزير الداخلية آنذاك، وعبدالعزيز حسين وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، و «صاحب السعادة الشيخ دعيج السلمان الصباح»، والسيد صلاح حسن، القائم بأعمال ومستشار سفارة الجمهورية العربية المتحدة في الكويت.
والصورة من اهداء الصديق محمد مساعد الخترش.
تاريخ الرقابة على الصحافة الكويتية 1928ـ2010 - (1)
المادة 35 مكرر سيف مصلت على الحريات عكست علاقة الصحافة بالسلطة
كتب حمزة عليان:
التعديلات التي اقترحتها وزارة الاعلام بشأن قانون المطبوعات والنشر وقانون تنظيم الاعلام المرئي والمسموع جاءت بهدف تغليظ العقوبات ومضاعفة سنوات الحبس وفرض غرامات مالية ضخمة واضافة من أجري معه الحوار في البرامج الاعلامية التلفزيونية ضمن المسؤولين عن البث، وصفته «القبس» التي تبنت حملة للدفاع عن الحريات بأنه مشروع «لخنق الحريات».. واختارت كلمة واحدة باللون الاحمر على الصفحة الاولى، للتدليل على حجم المأساة «واحريتاه!».
الموضوع مازال مفتوحاً والحديث حوله لم ينقطع، وان كان اجمل ما فيه وضع قائمة سوداء من قبل الصحف لمقاطعة النواب الذين قد يؤيدون تلك التعديلات الحكومية ومنع نشر أي نشاط او تصريح يصدر عنهم..».
المحاولات الحكومية بتقييد حرية الصحافة والتعبير ليست الاولى ولا هي بجديدة، ففي عام 2000 وبعد شن الصحف والنواب المؤيدين لرفع سقف الحريات حملة على وزارة الاعلام أقدمت على سحب مشروع قانون المطبوعات لمزيد من الدراسة، لانها لم تأخذ برأي اصحاب الصحف ولا بجمعية الصحافيين، ولم تشاور المعنيين به، بعد ان اضافت اليه بنوداً ومواد مقيدة للحريات مغلظة للعقوبات.. واستمرت السجالات على المقترحات التي قدمت في حينه لاسيما المتعلقة بفرض رقابة على المطبوعات الواردة من خارج الكويت، وابقاء سلطة وزارة الاعلام ومجلس الوزراء بتعطيل الصحف ادارياً.
وخلال عمر قانون المطبوعات بقي النقاش دائرا حول حدود السلطة السياسية بتحصيل الصحف، ومدى التزامها بإعطاء القضاء صلاحية التعطيل من عدمه، وابعاد الطرح السياسي عن ان يكون طرفا في النزاعات.
قد يكون حال الحريات في الكويت التي تتمتع بهامش من الحرية في التعبير ويحكمها دستور معمول به منذ عام 1962، افضل حالا مما هو في معظم الدول العربية حيث تتنازع فيها حرية الكلمة مع سيادة القانون، فكلاهما يحملان في بطنهما بذورا من الخلاف اكثر مما يحملان من بذور الوفاق.
فالعلاقة بين السلطة والصحافة غالبا ما كانت في حالة «مواجهة»، و«تصادم»، لكون كل طرف ينطلق من ارضية مختلفة عن الطرف الآخر. فالسلطة تلجأ الى وضع القوانين وتفرض قيودا على وسائل التعبير خدمة لمصالحها واستقرارها وحماية لها، في حين ان الصحافة وبالتبعية جماعات الضغط والكتاب، يعملون على ايصال الرأي والمعلومة الى السلطة والرأي العام، من منطلق حقوق ثابتة تسمح بممارسة هذه الحريات.
فاذا كان القانون ينظم الحريات بمعناها الشامل، فليس معنى ذلك ان كل ما يضعه دائما على حق، فقد يلجأ المشرع الى وضع قيود بخلاف القاعدة التي تقول ان الاصل في الاشياء هو الاباحة والاستثناء هو التحريم او المنع.
من هنا تبقى المعادلة غير متكافئة بين من يملك السلطة والقرارات بالمنح او بالمنع ومن يعمل على تكريس ذلك الحق بصورة مغايرة. نحن لا نتحدث هنا عن اشكالية العلاقة بين المثقف والسلطة، وكيف يتم تدجينها او استغلالها او الترويج لها، بل عن طرفين متباعدين بالموقع، والصلاحية وما يفصل بينهما، وهنا بيت القصيد والسؤال، من هي السلطة المخولة بالفصل والتعطيل والمحاكمة هل هي السلطة السياسية ام سلطة القضاء؟
الادبيات الشائعة في عالم الرقابة تبدأ ديباجتها بالقول «قررنا وقف الصحيفة، الى حين صدور حكم من القضاء، بشأن ما أسند اليها من اتهامات»!!
يعني ان السلطة السياسية حكمت على الصحيفة بالتعطيل والإدانة حتى تثبت براءتها، وهذا ما يتنافى ومبدأ الفصل بين السلطات، وهو ما يشكل نزاعا مستحكما بين الطرفين.
عام 2006 وفي الشهر الثالث منه جرت تعديلات اخرى على القانون استأثرت باهتمام الرأي العام والنخبة واعضاء المجالس، وكانت الاضواء تتركز في حينه على مسألة واحدة هي السماح باصدار صحف جديدة وفتح الباب على مصراعيه دون النظر الى ما تضمنه من اضافة مواد جديدة عليه من شأنها تغليظ العقوبات ورفع الغرامات وابقاء التعطيل الاداري قائما بمنحه للنائب العام على ان يطلب من وزير الاعلام.. لكن القانون اجيز من مجلس الامة بلمح البصر وبغفلة من الزمن!
وعلى الرغم من اقرار تلك التعديلات على القانون، من قبل مجلس الامة، والذي منح الحق باصدار صحف جديدة وفضائيات واذاعات، الا ان به مثالب كبيرة، فالخبير الدستوري د. عبدالمحسن المقاطع يرى ان هذا القانون سلق في مجلس الامة سلقاً، وتمت الموافقة عليه بصورة عاجلة ولم يمحّص اعضاء المجلس القانون كما يجب، لذلك دفعت الصحافة والرأي العام ضريبة التعجل التشريعي، ففيه من المساوئ اكثر بكثير مما قبله.
تاريخ العلاقة بين الاعلام كمؤسسة حكومية والصحف يبين انها لم تكن مستقرة بل عانت من القيود الصارمة والاجراءات التعسفية التي فرضتها على المطبوعات وحرية الصحافة، ففي عهد الشيخ سعود الناصر الصباح عندما كان وزيراً للاعلام بالانابة سحب القانون بعدما كاد يتحول الى ازمة سياسية بين الوزير المستقيل واصحاب المهنة بسبب المواد التي تضمنها واعطاء الحكومة صلاحيات «الغاء الترخيص».
وقانون 1961 تعرض للكثير من التعديل في مواده وكان «مكسر عصا» للسلطة التنفيذية التي تلجأ في حالات الضرورة الى تكبيله وجعله اكثر تقييدا.
الفارق بين الكويت والعرب
ماذا عن تاريخ الرقابة على الصحافة الكويتية؟ وكيف تبدو صحافة الكويت مقارنة بصحافة العشرينات والستينات؟
قبل الدخول في صلب الموضوع، لا بأس من الاستهلال باضاءة مختصرة عن تاريخ الصحافة العربية، التي تشير المراجع المهمة الى ان بداياتها كانت اثناء الحملة الفرنسية على مصر، وذلك في عام 1800، بعد ان امر نابليون بونابرت باصدار نشرة اسماها «التنبيه»، وعهد الى احد اعوانه واسمه فروييه بالاشراف عليها، والذي كلف كاتبا مصريا بتحريرها يدعى اسماعيل بن سعد الخشاب واستمرت بالصدور حوالي السنتين.
ثم جاءت سنة1827 فاصدر والي مصر محمد علي الكبير جريدة «جورنال الخديوي» وكانت نشرة شهرية، ما لبثت ان تحولت الى جريدة «الوقائع المصرية» سنة 1828، وأصبحت لسان حال الحكومة، يذكر ان «الوقائع المصرية» ظهرت في اول عهدها باللغة التركية ثم باللغتين التركية والعربية وعادت فأصبحت عربية محضة.
واول عربي اصدر باسمه صحيفة عربية هو رزق الله حسون الحلبي منشئ جريدة «مرآة الاحوال» في الاستانة عام 1855 واول صحيفة عربية انشئت في بلد عربي هي «حديقة الاخبار» لمؤسسها خليل الخوري، اللبناني الاصل وصدرت في بيروت عام 1858 ثم جاءت صحيفة «الجوائب».
وما بين سنة 1800 و1870 صدرت مجلات وصحف عربية بالجملة، وان غلب عليها طابع ديني وتبشيري، لكنها لم تعمر طويلا باستثناء ثلاث او اربع مجلات فقط.
والذين يؤرخون لولادة الصحافة الكويتية، يعتبرون ان مجلة «الكويت» التي صدرت عام 1928 على يد الشيخ عبد العزيز الرشيد، هي باكورة الصحافة واللبنة الاولى التي اسست لها، لتكون اداة للتجديد والاصلاح، اي ان الفارق الزمني بين نشوء الصحافة العربية ونشوء الصحافة الكويتية هو 128 سنة.
و«الكويت» مجلة شهرية كانت تصدر عشرة اعداد في السنة، وتعوض قراءها عن الشهرين بكتاب متخصص.
واعتبرت المجلة في حينه، انها كانت بمنزلة جسر لربط الكويت بسائر بلدان الخليج والعالم العربي. ونالت شهرة واسعة لما كانت تحتويه من قضايا تاريخية وادبية واخلاقية، وان غلب عليها طابع الاصلاح الديني كون مؤسسها من الذين حملوا افكار العصر والتنوير وكافح من اجلها، بالرغم من المعارضة التي واجهته.
استمرت المجلة بالصدور لمدة سنتين الى ان توقفت عام 1930. ومع ذلك اكمل خطوته تلك، من اندونيسيا حين اشترك مع يونس البحري، بإصدار مجلة «الكويت والعراق»، وبقيت هذه المجلة الى ان توفي رائد الصحافة الكويتية، الشيخ عبد العزيز الرشيد في شهر مارس سنة 1938.
عام 1946 كانت المحطة الثانية، التي تمثلت بمجلة «البعثة» التي اعتبرها البعض مدرسة تجريبية كبرى للصحافة الكويتية والأم الروحية لها.
احتضنت «البعثة» عددا من الاسماء التي ساهمت بصنع الصحافة الكويتية، امثال احمد العدواني، محمد مساعد الصالح، حمد الرجيب، يوسف الرفاعي، عبدالعزيز الصرعاوي، خالد خلف، داود مساعد الصالح، فهد الدويري، خالد الغربلي، سامي المنيس. تولى الاشراف على المجلة الراحل عبد العزيز حسين، وانتقلت من بعده الى عبدالله زكريا الانصاري.
في العدد الاول من «البعثة» قدمت تعريفا لنفسها بأنها نشرة ثقافية تصدر عن بيت الكويت بمصر، تهتم بالصور والتعليق والكاريكاتير، وبشؤون الكويت التراثية والثقافية والرياضية، وفتحت ابواب الحوار على قضايا خلافية، مثل السفور عند المرأة، لكن اللافت للنظر إفرادها مساحات لا بأس بها لكل ما يتعلق بمادة النفط.
تاريخ الرقابة على الصحافة الكويتية 1928ـ2010 - (2)
ما هو جدير بالملاحظة، ان الصحافة الكويتية في العشرينات وحتى الاربعينات، خرجت من ديار العروبة والاسلام، الى ان جاءت مجلة «كاظمة» حيث تولى اصدارها عبد الحميد الصانع وعبد الصمد تركي جعفر واحمد زين السقاف، وتزامنت مع وصول اول مطبعة «دائرة المعارف»، وهو ما كانت تفتقر اليه الكويت، وذلك في يوليو سنة 1948 واستمرت بالصدور لغاية شهر مارس لسنة 1949 حيث توقفت بعد ذلك، بسبب كونها شهرية، وغلب طابع الاسماء غير الكويتية عليها.
مرحلة الخمسينات اعتبرت المخاض الحقيقي لنشوء الصحف «الحديثة» بمعناها الشائع في حينه نذكر منها:
< «الكويت»: وهي مجلة شهرية اعاد اصدارها يعقوب عبد العزيز الرشيد تكريما لوالده وصدرت لمدة ستة اشهر.
• «الفكاهة»: صدرت عام 1950 وكان يرأس تحريرها فرحان راشد الفرحان.
• «البعث»: مجلة شهرية ثقافية صدرت عام 1950 استمرت لمدة 3 اشهر.
• «اليقظة»: مجلة طلابية صدرت عام 1952.
• «الرائد»: مجلة شهرية اهتمت بمعالجة الاوضاع الاجتماعية اصدرها نادي المعلمين عام 1952 واستمرت لغاية 1954.
• «الايمان»: مجلة شهرية، عنيت بالشؤون السياسية والاجتماعية، اصدرها النادي الثقافي القومي عام 1953 وبقيت لغاية 1955.
• «الارشاد»: اصدرتها جمعية الارشاد الاسلامية عام 1953.
• «الكويت اليوم»: جريدة اسبوعية، وهي الجريدة الرسمية للكويت، صدرت عام 1954 ومازالت تصدر حتى الآن.
• «الرائد الاسبوعي»: اسبوعية جامعة، اصدرها نادي المعلمين عام 1954 وتوقفت عام 1956.
• «العربي»: مجلة شهرية عامة ومنوعة صدرت عام 1958 ولا تزال.
وغيرها من الأسماء التي لا تسمح المساحة بتعدادها، لكن نتوقف عند مطبوعتين صدرتا في الخمسينات لما لهما من تأثر وحضور مميزين.
الأولى، مجلة «الفجر» التي صدر العدد الأول منها يوم 2 فبراير 1955، معبرة عن «نادي الخريجين» الذي يشكل أعضاؤه النخبة الثقافية والسياسية في الكويت.
هذه المجلة توقفت عن الصدور بعد 17 عدداً وبقيت محتجبة ما يقارب ثلاث سنوات، الى أن عادت عام 1958، وسبب التعطيل هذا يعود الى قانون المطبوعات الذي اشترط «تفرغ» رئيس التحرير للعمل الصحفي، وهو ما كان مجالاً للنقد، بسبب صعوبة تنفيذه، كون الصحافة في ذلك الوقت غير منتمية الى أحزاب، ولم تتوافر لها مجالات الدعم المادي، حيث تحولت الى عبء على صاحبها.
اتخذت المجلة موقفاً واضحاً حيال الحريات القومية العربية وشنت أعنف هجوم على معاهدة الحماية البريطانية، كعنوان لها نشرته بتاريخ 13 مايو 1958 «المعتمد يهين الكويت حكومة وشعباً. الى متى تستمر معاهدة الحماية»؟
وفي عدد 13 مايو 1958 أيضاً، كتبت تحت عنوان بارز «شعب لبنان يخوض غمار ثورة دامية ضد حكامه الطغاة» وطالبت أكثر من الانضمام الى مصر وسورية في دولة الوحدة ورفعت شعار «هذا بترولكم يا جمال» اشارة الى جمال عبدالناصر.
وما يستحق الاشارة اليه هو بيت الشعر العربي الذي كان يتصدر صفحتها الأولى بجانب الاسم وهو: اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم.
وفي عدد أكتوبر 1958 تحت عنوان عريض ورئيسي طالبت بالانضمام للجامعة العربية.
المطبوعة الثانية وهي مجلة «الشعب» والتي لم تعمر أكثر من سنة، اذ صدر العدد الأول منها عام 1957 في الخامس من ديسمبر احتجبت عقب العدد الذي ظهر يوم أول فبراير عام 1959.
صدرت هذه المجلة في مرحلة المد القومي وسط ارهاصات سادت شعوب المنطقة العربية في مختلف أقاليمه بالتطلع الى الحرية والاستقلال، لذلك سعت للتعبير عن رؤية مثقفي الكويت تجاه الدعوة الى القومية والانتماء لهذه الأمة.
وكانت التسمية «الشعب» الهدف الذي عملت من أجله ألا وهو العودة الى القومية العربية.
ترأس تحريرها الكاتب خالد خلف، والذي يمكن اعتباره من أوائل الصحافيين المتفرغين للعمل الصحفي في الكويت.
وتوقفت «الشعب» كما توقفت «الفجر»، ليس فقط لأسباب مالية، بل للشروط التي وضعها قانون المطبوعات الجديد والذي فرض «التفرغ» لرئيس التحرير، وهذا يعتبر من العوائق التي واجهت صحافة الخمسينات.
حول تلك الواقعة تورد «الموسوعة الكويتية» عن أسباب التوقف وعدم الصدور بالنص «أغلقت جميع الأندية في 3 فبراير 1959، وشمل ذلك تعطيل جميع الصحف في الكويت، وقد مهد لذلك التعطيل بيان موجه من أمير البلاد آنذاك - الشيخ عبدالله السالم - ألمح فيه الى أن الحرية والديموقراطية المتوفرة قد استغلت أسوأ استغلال، لدرجة التطاول على ذات الأمير»، وقد سمح بعد ثلاث سنوات بإصدار الصحف وفتح الأندية.
وفي هذا الصدد هناك من يعتقد بأن التوقف كان حصراً بالصحافة «الشعبية»: بينما بقيت مجلات مثل «العربي» و«حماة الوطن» و«المجتمع» التي كانت تصدرها دائرة الشؤون الاجتماعية وأن الصحف عاودت الصدور مع اقرار الدستور ووضع القوانين المنظمة فيما بعد.
يمكن القول ان صحافة الخمسينات، خلت من صحف يومية، لكنها كانت تعبر عن معظم التوجهات الفكرية القومية منها والاسلامية والحكومية بالطبع.
وفي كتاب «الصحافة العربية: نشأتها وتطورها» يقول المؤلف اديب مروة: تعود نشأة الصحافة في الكويت والبحرين وسائر اقطار الخليج العربي وجنوبي شبه الجزيرة العربية الى عوامل سياسية وطنية اكثر منها الى عوامل اخبارية. بيد ان الدوافع الوطنية والرغبة التي تعتمل في نفوس ابناء الاقطار في رفع مستوى اقطارهم وتحسين احوالها ومسايرة النهضة في الاقطار العربية المتقدمة، هي التي املت على رواد الصحافة الوطنية اصدار صحف محلية خاصة لتعبر عن اماني الشعب ومطامحه. ولهذا منيت صحف اقطار الخليج بالضغط والتعطيل والاندثار اغلب الاحيان.
أول قانون للمطبوعات
قبل الانتقال الى فترة الستينات، لا بد من ان نذكر ان خمسينات الصحافة في الكويت شهدت وللمرة الاولى في تاريخها اول قانون المطبوعات والنشر الذي ينظم العلاقة بين الحكومة وبين اصحاب المطابع والصحف وسائر العاملين في هذا «الميدان الرفيع». هكذا جاءت العبارة في تقديم القانون - حتى يتمكن الحاكم والمحكوم من مسايرة الزمن وعلاج المسائل العامة ورعاية الاصول.
صدر القانون في شهر يونيو عام 1956 واحتوى على 35 مادة، افرد للمواد الممنوع نشرها خمس مواد والعقوبات سبع مواد.
وحدد المواد الممنوع نشرها بعبارات مطاطة تحتمل الاختلاف بالتفسير والتأويل، كتلك التي تقول «محظور نشر كل ما من شأنه المساس برؤساء الدول الاجنبية»، ولم يفسر او يوضح المشرع ما هو المقصود بالدول الاجنبية.
وهذا القانون صدر من دائرة المطبوعات والنشر (وزارة الاعلام سابقا) التي تأسست في 13 فبراير 1955، والذي جاء بعد سنة تقريبا من تأسيسها، وكأن وظيفتها الوحيدة انحصرت باصدار هذا القانون وتفرغت له بعناية واتقان.
بداية الستينات انتقلت الكويت الى عصر النفط وظهور كيانها المستقل بعد اعتراف الامم المتحدة وجامعة الدول العربية بها، واخذت الدولة مقوماتها واركانها التي اتاحت لها تنظيم اداراتها ووزاراتها، وباتت مشاريع اصدار الصحف من قبل الدولة تأخذ طابعا تجاريا وامتيازات ودعما ماليا من الدولة، عبر تسهيلات منح الارض والقرض، فضلا عن الاعلان التجاري الذي ساهم بدعم الصحف ماليا وتوجيهيا، اضافة الى عامل مهم وهو وجود مطابع خاصة وحكومية، وان كانت محدودة وضعيفة، وشهدت هذه الفترة دخول الالوان على الصحافة وللمرة الاولى.
المادة 35 والسيف المصلت
فكانت صحافة الاستقلال التي بدأت بــ«الرأي العام»: اول صحيفة يومية كويتية في 16 ابريل سنة 1961 و«السياسة» التي صدرت للمرة الاولى عام 1965 بشكل اسبوعي وتتحول الى يومية عام 1968 ثم «الوطن» التي صدر العدد الاول منها عام 1962 اسبوعية وتحولت الى يومية في 17 يناير عام 1974 و«القبس» كصحيفة يومية في 22 فبراير 1972 و«الانباء» عام 1976، بالاضافة الى صحيفتين باللغة الانكليزية هما «كويت تايمز» عام 1963 و«آراب تايمز» عام 1977.
هذه «النهضة» الصحفية، اذ جاز التعبير، واكبها صدور قانون للمطبوعات والنشر وهو القانون رقم 3 لسنة 1961 في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، والذي مازال القاعدة التشريعية والقانونية التي يتم الاحتكام اليها.
بحسب ما كتبه الاستاذ احمد يوسف النفيسي في «الطليعة» بتاريخ 11 يناير 2003، روى استقالة الاعضاء الثمانية من مجلس الامة عام 1965 احتجاجا على تمرير ثلاثة قوانين مجحفة، منها قانون المطبوعات الذي اطلق يد الحكومة بتعطيل الصحف اداريا وسحب الامتياز، وكان اول الغيث صدور قرار وزاري بإغلاق «الطليعة» مدة عام كامل، لكن هذا التعطيل الغي بقانون قدمه المرحوم سامي المنيس ووافق عليه المجلس سنة 1972.
طرأ على هذا القانون تعديلات واضافات، منها اضافة مادة جديدة بأمر أمير تحت الرقم 59 لسنة 1976 والمعروفة بالمادة 35 مكرر، وكذلك تعديل المادة الثامنة من القانون والخاصة بالعقوبات.
وقد شكلت المادة 35 مكرر التي أضيفت على قانون المطبوعات والنشر سيفا مصلتا على حرية الصحافة. ووضع المزيد من القيود عليها، اضافة الى كونها تحولت لمادة خلاف رئيسية بين مؤيد لحرية الصحافة ومعارض لها وهذه المادة تعطي للحكومة حق التعطيل الإداري للصحف وايقاف اصدارها عند «الضرورة» - القصوى - لمدة ثلاثة اشهر او تعطيل الصحيفة وبقرار من مجلس الوزراء، لمدة لا تجاوز سنتين او الغاء ترخيصها، «اذا ثبت انها تخدم مصالح دولة او هيئة اجنبية او ان سياستها تتعارض مع المصلحة الوطنية».
وسلسلة التغييرات التي طالت تلك المادة، اعتبرت تاريخا لعلاقة الصحافة بالسلطة وخطا بيانيا يجسد حرية الصحافة صعودا وهبوطا في مختلف المراحل. وسيظهر هذا من خلال استعراض نص المادة وما لحقها من اضافات.
تنص المادة 35 بالأصل على: «يجوز بقرار من رئيس دائرة المطبوعات والنشر، تعطيل الجريدة لمدة لا تزيد على سنة واحدة او الغاء ترخيصها اذا ثبت انها تخدم مصالح دولة اجنبية تتعارض مع المصلحة الوطنية، او ثبت ان الجريدة غير السياسية قد حادت عن غرضها وخاضت في أمور سياسية، ويجوز التظلم من القرار امام المجلس الاعلى خلال عشرة ايام من وقت ابلاغه».
وفي سنة 1965 صدر القانون رقم 29 لسنة 1965 بتعديل مادة في قانون المطبوعات والنشر على النحو التالي:
«يجوز بقرار من مجلس الوزراء تعطيل الجريدة لمدة لا تزيد على سنة واحدة، اذا نشرت ما يخالف الحظر الوارد في المادة 23 والفقرة الأخيرة من المادة 24 والمادتين 27 و30 من هذا القانون.
ويجوز التظلم من قرار التعطيل أو الغاء الرخصة حسب الأحوال امام مجلس الوزراء خلال عشرة أيام من وقت ابلاغ مالك الجريدة أو رئيس تحريرها بالقرار المذكور، ويعتبر القرار الصادر من مجلس الوزراء في التظلم نهائيا.
ولا يمنع قرار التعطيل أو الغاء الرخصة من محاكمة المسؤولين أمام المحكمة المختصة اذا اقتضى الأمر».
وفي سنة 1972 صدر قانون بتناول المادة 35 ويحمل الرقم 9 جاء فيه:
1 - لا يجوز تعطيل أية جريدة أو الغاء ترخيصها الا بموجب حكم نهائي صادر من محكمة الجنايات، ولا يجوز ان تزيد مدة تعطيل الجريدة على سنة واحدة.
2 - ويقدم مالك الجريدة ورئيس تحريرها الى المحكمة بقرار من النائب العام المختص بعد تحقيق تجريه النيابة العامة بناء على بلاغ يقدم اليها من وزير الاعلام.
3 - ومع ذلك يجوز لرئيس دائرة الجنايات عند الضرورة ان يقرر بناء على طلب يقدم اليه من النيابة العامة - ايقاف صدور الجريدة مؤقتا اثناء التحقيق أو اثناء المحاكمة لمدة لا تتجاوز ثلاثة اسابيع.
تعديل 1976
وفي سنة 1976 اضيفت مادة جديدة إلى قانون المطبوعات والنشر ألحقت بالمادة 35 مكررا، ونصت على:
«مع عدم الإخلال بالجزاءات المنصوص عليها في هذا القانون أو أي قانون آخر، يجوز بقرار من مجلس الوزراء تعطيل الجريدة لمدة لا تجاوز سنتين أو بالغاء ترخيصها اذا ثبت انها تخدم مصالح دولة او هيئة اجنبية او سياستها تتعارض مع المصالح الوطنية او اذا تبين انها حصلت من اي دولة او جهة اجنبية على معونة او مساعدة او فائدة في اي صورة كانت ولاي سبب وتحت اي حجة او تسمية حصلت بها عليها بغير اذن من وزارة الاعلام.
كما يجوز عند الضرورة القصوى ان يوقف اصدار الجريدة بقرار من وزير الاعلام لمدة لا تجاوز ثلاثة اشهر.
ولا يجوز لاي جريدة نشر اي اعلان او بيان من دولة او هيئة اجنبية قبل موافقة وزارة الاعلام.
كما يجوز عند الضرورة القصوى ان يوقف اصدار الجريدة بقرار من وزير الاعلام لمدة لا تجاوز ثلاثة اشهر.
ولا يجوز التظلم من قرار التعطيل او الالغاء او الوقف الى مجلس الوزراء خلال اسبوعين من ابلاغ مالك الجريدة بالقرار ويكون قراره في التظلم نهائيا.
جولة 1986
وكانت جولة جديدة من الاضافات والتعديلات في الثالث من يوليو عام 1986 باصدار الامر الاميري الذي نص على ما يلي:
- مادة اولى يستبدل بنص المادة 35 من القانون رقم 3 لسنة 1961 النص الآتي..
يجوز بقرار من مجلس الوزراء تعطيل الجريدة لمدة لا تتجاوز سنتين او الغاء ترخيصها اذا تبين انها تخدم مصالح دولة او هيئة اجنبية، او ان ما تنشره يتعارض مع المصلحة الوطنية، او اذا ثبت انها حصلت من اي دولة او جهة اخرى على معونة او مساعدة او فائدة في اي صورة ولاي سبب بغير اذن من وزارة الاعلام. كما يجوز لوزير الاعلام عند الضرورة وقف الجريدة عن الصدور لمدة لا تزيد عن ثلاثة اشهر.
- مادة ثانية تضاف الى القانون رقم 3 لسنة 1961 باصدار قانون المطبوعات بغير ترخيص مسبق من وزارة الاعلام، وذلك عدا المطبوعات الدورية والحكومية وذات الصفة التجارية.
• مادة 27 مكرر: يحظر نشر اي اعلان او بيان غير تجاري صادر عن هيئة او جماعة او مجموعة من الاشخاص من اي دولة او هيئة اجنبية بغير موافقة مسبقة من وزارة الاعلام.
• مادة 35 مكرر: يجوز لوزير الاعلام ان يخضع المطبوعات الدورية للرقابة المسبقة على النشر، ويحظر نشر ما امرت الجهة القائمة على الرقابة بمنع نشره.
• مادة 35 مكرر (1): يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف دينار ولا تزيد على خمسة آلاف دينار او بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف احكام المواد 4 مكرر و27 مكرر و25 و35 مكرر.
• ويجوز للجهة القائمة على الرقابة ان تأمر بضبط ما يصدر من مطبوعات بغير ترخيص.
• مادة 35 مكرر (ب): لمفتشي وزارة الاعلام ان يدخلوا دور الطباعة والنشر والجرائد ومحلات بيع المطبوعات لمراقبة تنفيذ هذا القانون وضبط ما يعد مخالفا لاحكامه.
• مادة ثالثة: تلغى المادة 23.
نواف العصفور صانع القراقير
اجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
تعتبر المتاحف في الدول المتطورة ذات التاريخ العريق واجهة حضارية تبني تاريخ الدولة وثقافة أهلها وأصالتهم ومدى احترامهم للآباء والاجداد الذين سطروا صفحات ماضيهم بالكفاح والعطاء والوفاء والاخلاص، وفي الكويت هناك من يجسد هذا التاريخ بالجهد والبحث والمال ويقضي سنوات من عمره لخدمة القطع القديمة وبعض الادوات المنسية يبرزها ويبعث بها الروح ليعيد حياتها ورونقها.
التقينا صاحب المتحف البحري المثالي الذي يلفت انتباه كل زائر وهو نواف عبدالله حسين العصفور عاشق التراث والتاريخ البحري الذي قال: غرس المرحوم والدي عشق البحر وتراثه في نفسي وروحي منذ طفولتي، وكان بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد، ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى «العدال»، وما زلت احتفظ بتلك السفن الصغيرة التي كنت الهو بها في البحر.
واضاف: ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة التي يصعب الحصول عليها أو مشاهدتها في متاحف الدولة، وأنا قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه بما يليق بهذه المقتنيات التي كانت نسيا منسيا، ولكن بهذه الجهود أعيدت الى الاذهان ذكريات الاجداد، ونذكر عشاق التاريخ بتلك الجهود التي تدل على الحضارة نراها في هذا المتحف قطعا يعود تاريخها الى اكثر من 100 عام وبعضها لا يقدر بثمن لأنها صور تعبّر عن عالم الماضي والتراث.
متحف خارجي
عندما تدخل منزل عاشق التراث البحري نواف العصفور، يقابلك بناء مثالي يمثل بيوت الآباء والأجداد، ويذكرك بالماضي الكويتي، أما من الداخل، فيذكرك بالذوق الكويتي الأصيل، تجد الليوان المسقوف بأعمدة الجندل، وتحته كرسي الحب والبرمة والفراش، وتنكة الكاز والبمبه، البطل، المحقان لتفريغ الكيروسين ودرام الماء (علبة) والمغسل، منحاز، رحى، الكاشونة، الملالة (لقن) لغسل الملابس، وبساتيك جمع (بستوك) للأجار (المخللات)، غرابية لماء اللقاء، راديو قديم، مطارح، الدوه (منقلة)، الغواري، منسف، حصران، منز، دراي شداخه، خانه للحمام، البنكه (مروحة).
متحف داخلي
أضاف العصفور: «من أقدم القطع الموجودة في المتحف، وأندرها واحدة تذكرنا بأول مشروب غازي صنع في الكويت (نامليت)» مشيراً إلى مكينة نادرة «وهذه تعيد تعبئة قناني هذا المشروب الذي برد على قلوب الأولين في المقاهي والأسواق والمنازل التي كانت تبرد النامليت بالخيش وقوالب الثلج، بدلاً من الثلاجة التي كانت نادرة، نامليت بوتيلة له ذكريات بصوته ورشه عندما كان يخض، تعود هذه المكينة إلى الثلاثينات، و«نشاهد مجموعة من القناني الفارغة الخضراء والبيضاء».
وفي المتحف سطل خشبي وماكينة تدار باليد كانت تستخدم في صنع «الدندرمة» أي البوظة وهي لفظة تركية «طوكديرمه».
وانتقلت مع نواف العصفور الى ركن آخر في المتحف فيه أدوات المطبخ الكويتي جدور نحاسية (قدر) والملبس، جولة أم قلاص وموقد يشعل بالكيروسين، ودبة الدهن، وهي كلمة عربية الجمع دباب اناء للزيت،، ويوجد في ركن المطبخ الكويتي سفر طاس اناء من النحاس والالمنيوم والملبس جمعها طوس وتسمى ملة، ومجراخ لبن، مشخال، الملاس، الطابي، المثعوبة، المسحالة، صحون أم نبت، غواري صبن، مطارة أم نسر، أباريق ماء نحاس.
وقال: أوان لها ذكريات في كل محتوياتها ومكوناتها وعندما تنظر اليها باعجاب فهي بسيطة وقليلة ولكنها كبيرة في عملها وادائها خاصة من الامهات والجدات،
أدوات لها حنين ذكريات الاخلاص والوفاء وبعد استعمال سنوات طويلة تجدها نظيفة وصالحة للاستعمال لانها كانت باليد الامينة الغالية وعليها بصمات الامهات والجدات تبقى شاهدة على الاصالة وحب الخير.
وشاهدت المتحف من الداخل في زاوية الالعاب الشعبية: العوعو ذلك الحيوان الذي لعبنا به وربطناه بحبل وسحبناه على الارض بعد أن أكل ما في بطنه لحم طيب، والبلبول الذي يدار بواسطة سوط من القماش كنا نسميه «خيط مسلجة» أو «سفيفة»، وذكرني نواف العصفور بما كنا نقوله:
«من عنده بلبول بلي!
طاح بالطاسة بلي!
وأنكر راسه بلي!»
ثم الوتاقة والدوامة، والتيل، القاري (الكاري) القافود (الكافود) من سعف النخل ياما سعدنا بهذه اللعبة المزينة من القماش الملون، وفي الداخل توجد الفخوخ (جمع فخ) والصلاليب، وقفص عساوه.
أدوات الصيد
وفي المتحف البحري لعاشق البحر نواف العصفور تشاهد الشرخ آلة تستخدم لصيد سمك البياح، وليخ لصيد الزبيدي، المسلاة لاخراج السمك من الحظرة، خيوط الحداق القطنية، الطاسة لصيد الزوري، عدة صناعة الشباك، مجسم لسفينة صيد من نوع (الورجيه)، قرقور اسلاك، قرقور عساوه، ومعدات القنبار (الكنبار) صيد السمك على الساحل ليلا، وهي: السيف، الكابر، اللوكس (مصباح يضيء بالفتيلة) ومجموعة من القواقع البحرية والاصداف والصخور المرجانية. وأشار العصفور الى البنديرة: وهي سارية يرفع عليها علم الكويت في مقدمة السفينة ومؤخرتها وصورة نادرة التقطت في الاربعينات لبوم النوخذة، محمود عيسى العصفور، (اقبال) قرب ميناء ممباسا بشرق افريقيا، وصور لبعض الطواويش والنواخذة من آل العصفور وهم: الطواش عيسى العصفور، ونصف العصفور، والنوخذة محمد ومحمود، وجاسم العصفور، وسعود العصفور نوخذا غوص، والبحار عبدالله حسين العصفور.
والمتحف غني بالأدوات المستخدمة في حرفة صناعة السفن الخشبية الشراعية، والأدوات التي يستعين بها الطواويش تجار اللؤلؤ في وزن اللآلئ وتصنيفها وتقييم أسعارها، والأدوات الملاحية التي كان يستخدمها النواخذة مثل: الكمال والقلمة والفرسكال، السكروب، الفرجال، الديرة، الشيشة، الدربيل، البلد، وكتيب قانون السفر الصادر سنة 1940، والأدوات المستخدمة في الفن البحري الطبل البحري، المرواس، الطويسات، الطار، البحلة، الهاون، وصور عن كيفية الغوص، ونماذج من السفن الخشبية المستخدمة في الغوص والسفر وبعض الأسماك المحنطة والكائنات: اللخمة، جرجور، الحمسة، العنزة، الفقل، الحياسة، بالإضافة إلى فك كبير لسمكة القرش المسماة محليا بـ «الذيبة»، وفي المتحف بعض أجزاء سفن السفر الشراعي وأدوات البحارة خاصة اليامعة البكرة الخشبية الضخمة لرفع الشراع تعود هذه اليامعة لبوم إقبال، وباورة والسن، دوار، وصندوق بحري بوحبال وأدوات لا تعد ولا تحصى عند نواف العصفور.
وعدة الغوص نادرة الوجود في المتاحف المحلية الخاصة.
يقول العصفور: يغلب على متحفي الطابع البحري بشكل خاص، والقطع المتعلقة بالبيت الكويتي القديم، وتبلغ مساحته ستين مترا مربعا، ويشتمل على أكثر من 2000 قطعة، وفيما بعد لدينا فكرة التوسعة المستقبلية للمتحف.
دار العروس
وفي آخر الركن او الزاوية في المتحف، أشار العصفور الى دار العروس، وقال: الدار عندنا في الكويت هي الغرفة وتصغيرها دويرة، والعروس للبنت اما الرجل فيدعى معرس، وانا حاولت ان اضع ثلث مساحة المتحف لمكونات دار العروس التي تتألف من الخزانة (الكبت)، الكاروكه عبارة عن سرير خشبي يشبه المرجيحة، خاص بالأطفال، اللقطة هندية (كاريوك)، وسرير، وصندوق مبيت، طاولة مرمر، سلة روط، البشتختة أم بوري، المباخر، والمراشة، مكينة خياطة، مطارح، قبقاب، سجادة مكة والمدينة، منجرة، عقال زري، دفاية بخاري، الحق لحفظ البخور، والرواشن وهي أرفف مبنية بالحائط وتحتوي على: لماعيات، رمامين، بنت التاجر، مرشات، زجاج، مكاحل.
واضاف العصفور: لقد زرع والدي في حياتي وفي قلبي حب كل شيء يخص الكويت تراثي او تاريخي من الماضي الى الحاضر والمستقبل، واصبح كل شيء فيني يعشق الكويت بحرها وبرها، واجلس ساعات في هذا المتحف اعيش الكويت وتاريخ الاجداد، واقدم الدعوة لكل من يعشق التراث البحري الكويتي.
اليامعة
وأخيراً تحدث نواف العصفور عن قطعة خشبية كبيرة صنعت من الأخشاب التي تمتاز بالصلابة، وهي ذات ثلاث أو أربع (مناخر) فتحات فيها بكرات تجمع وتمر من خلالها حبال الدقل العود الصاري الكبير، وبواسطتها يرفع الشراع العود، واليامعة المعروضة بمتحف العصفور تعود إلى بوم المرحوم النوخذة محمود عيسى العصفور وذلك بعد أن استغنى عن استخدام هذه القطعة (اليامعة) بالبوم بعد تثبيت محرك في منتصف الخمسينات وأزيل عن الصاري الكبير نهائيا، وقد أهداها النوخذة محمود العصفور إلى ابن عمه المرحوم عبدالله حسين العصفور والدي الذي احتفظ بها منذ ذلك التاريخ، ومن المفردات الشعبية في الكويت التي لها التسمية (اليامعة) وهي أعز قطعة في متحفي.
نموذج غواص مع الديين مع زائر متحفه سيف مرزوق الشملان مدخل المتحف من الداخل دار العروس حبال السفينة (البحر)
أحداث الكويت عام 1963 من خلال الجريدة الرسمية للدولة
نشر ميزانية الدولة
حمزة عليان
الجريدة الرسمية في بداية الستينات كانت اشبه بالصحف اليومية، لم يقتصر صدورها على نشر المراسيم والتشريعات والقوانين بل شملت مختلف مناحي الحياة تقريبا.. من اطباء الخفر في المستشفيات والمستوصفات، الى الانتاج الشهري لشركات النفط العاملة في الكويت، الى مواعيد الامتحانات الرسمية للمراحل التعليمية واسماء الفائزين، وصولا للميزانية العامة للدولة والقوانين الصادرة عن مجلسي الامة والوزراء.
بانوراما للاحداث التي شهدتها الدولة في مرحلة البناء من بنى تحتية ومدارس ومستشفيات ومحطات كهرباء ومن اصدار التشريعات القانونية اللازمة المواكبة لاعلان الدستور والاخذ بالنظام الديموقراطي.
«الكويت اليوم» في الستينات ترى فيها صورة حية وواقعية لحركة العمران والتأسيس، والاهم من ذلك مستوى الصراحة والوضوح بعمل ادارات الدولة، فإعلام المواطن بما يحدث داخل الوزارات والمؤسسات مبدأ سارت عليه الكويت والقيادات التي كانت تدير الدولة.
16 عددا من مجلة «الكويت اليوم» من الرقم 426 بتاريخ 12 مايو 1963 الى الرقم 442 الموافق الاول من سبتبمر عام 1963.
وقائع جلسات المجلس البلدي تنشر بالكامل، ويذكر اسماء الحضور الرئيس الشيخ سالم العلي وامين السر خالد الحسن والاعضاء هم: أحمد عبدالله الفهد ودخيل الجسار وعبدالعزيز الراشد وعبدالعزيز الفليج وعبدالعزيز الشايع وعبدالرزاق الحمد الخالد ومرزوق خالد الغنيم ومرزوق العبدالوهاب ومنصور المزيدي ويوسف الشايع وسعيد بريك والدكتور سابا شبر.
المناقصات ومكتب المقاطعة
وفي العدد 426 (مايو 1963) نموذج لفض المناقصات التي كانت تتم يومذاك، فبعد فتح الصندوق وبحضور اعضاء اللجنة، وتذكر اسماؤهم كاملة ومعرفة اسماء الجهات التي تقدمت بعروض وبعد بحث اللجنة للعروض من شتى النواحي تقرر احالة المناقصة على المناقصين، وهنا توضع المواصفة التي على اساسها فازت هذه الجهة او تلك.
وهذا العدد والاعداد التي تلت ذلك، تضمنت قرارات مكتب مقاطعة اسرائيل، ثم يأتي اعلانات ديوان الموظفين و«مجلس النقد الكويتي»، اي البنك المركزي واعلانات وزارة العدل وادارة الايتام التي كانت تعلن عن اسماء المتوفين وفق الصيغة التالية: يرجى من الدوائر والمؤسسات والشركات والبنوك موافاتنا بما يتعلق بالمتوفين المذكورين، من له او عليه دين يتعلق بأي من المذكورين ولمدة ثلاثين يوماً من تاريخ نشر هذا الاعلان، وبعد ابراء اسم المتوفى تكتب مهنته مثلاً «فراش في وزارة الصحة» او «عريف في وزارة الداخلية» او «مراقب في الاشغال العامة».
اما وزارة التربية فنشرت تعميما عن مواعيد امتحانات العام الدراسي 1963/1962.
الشأن الرياضي كان له مساحة من التغطية، فوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تعلن محضر الجلسة الرابعة والعشرين لمجلس ادارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم والسلة والطائرة.
على ان اطرف ما في عملية النشر، اعلان وزارة الصحة لأطباء الخفر في المستشفى الأميري حسب التخصصات واسم كل طبيب وفي المستوصفات والمستشفيات الاخرى، ومنها مستوصف البدوية وقرية الصليبخات.
اللوائح الداخلية
العدد رقم427 احتوى على القانون رقم 12 لسنة 1963 في شأن اللائحة الداخلية لمجلس الأمة واللائحة الداخلية لمجلس التخطيط وانشاء ادارة الاحصاء المركزية ومناقصات «ادارة الاسكان».
اما اعلان ديوان الموظفين فقد جاء بخصوص المتقاعدين والطلب منهم لمراجعة قسم المعاشات لانهاء معاملات التقاعد التي تخصهم.
العفو الأميري
العدد 432 مرسوم اميري لسنة 1963 بشأن العفو عن عقوبة بمناسبة العيد الوطني، حيث جاء فيه انه بعد الاطلاع على المادة 75 من الدستور والمادة 239 من القانون رقم 17 لسنة 1960 بشأن الاجراءات والمحاكمات الجزائية تأمر بالعفو عن باقي مدة العقوبة المحكوم بها على كل منهم، ووصل عدد المفرج عنهم 228 مواطناً ومواطنة مع توقيع أمير دولة الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح ووزير الداخلية والعدل ورئيس مجلس الوزراء، وفي المرسوم الاسماء بالكامل مع رقم القضية والسنة المحكوم فيها.
الميزانية
الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 1963ــ1964 نشرت بتاريخ 7 يوليو 1963 بلغت الايرادات 196.017.257 مليون دينار والمصروفات كانت 107.725.064 مليون دينار.. يستقطع بنسبة 36.75 % من الايرادات، اي ما يعادل نحو 72 مليون دينار وتخصص للمشاريع الانشائية والاستملاك ونسبة 8.3 % اي نحو 16 مليون دينار الى المال الاحتياطي.
يذكر ان ايرادات النفط كانت تأتي من ضريبة الدخل من شركة نفط الكويت والشركات المتآزرة معها ورسوم امتياز من شركة نفط الكويت وضريبة دخل من «الامين اويل» ورسوم امتياز من «الامين اويل» ورسوم الامتياز من شركة النفط العربية.
القادمون
في شهر أبريل 1963 وبحسب التقرير الشهري لأعمال الحجر الصحي فقد بلغ عدد القادمين بواسطة بواخر الركاب 1272 راكباً منهم 36 مواطنا كويتيا و461 باكستانيا و361 من المحميات و225 مهريا و136 هنديا، في حين بلغ اجمالي القادمين بحراً حسب الجنسيات 2672 راكباً منهم 1366 مهريا و469 (محميات) و462 باكستانيا.
أما عدد القادمين في السيارات لشهر أبريل 1963 فقد بلغ 17833 شخصاً، ووصل عدد المغادرين 16691 شخصاً، اما القادمون من السعودية عبر كل المراكز (المفرق - الادعمي - الاطراف) فهو 3615 راكباً، والمغادرون 2859 راكباً، أما الى البصرة فقد سجل 12648 راكباً من القادمين و12392 راكباً من المغادرين.
الجنسية والطقس
لم يخل عدد من اعداد سنة 1963 من مرسوم بمنح الجنسية وكذلك حالة الطقس ودرجات الحرارة التي تصدر عن محطة الأبحاث في وزارة الأشغال العامة، قسم الأرصاد الجوية وفيها درجات الحرارة والرطوبة وعدد ساعات سطوع الشمس وأقصى سرعة واتجاه الريح.
من قديم الكويت زيارة فهد السالم لقيادة الثورة المصرية
إعداد: يوسف الشهاب
ازدادت العلاقات الكويتية ــــ المصرية تطورا بعد ثورة يوليو 1952 على كل الأصعدة، ففي الجانب الرسمي كانت الزيارات بين البلدين ولا تزال تتطور منذ قيام الثورة، فقد زار الرئيس الراحل أنور السادات الكويت عام 1955 وكان آنذاك عضواً في مجلس قيادة الثورة، كما ان المسؤولين الكويتيين زاروا مصر للتهنئة بالثورة، وفي الجانب الطلابي ازدادت البعثات الدراسية والتدريسية بين البلدين، فقد استقدمت دائرة المعارف في الكويت بعثة تعليمية للتدريس في مدارسها كما ان الكويت أرسلت بعثات طلابية متتالية إلى القاهرة للدراسة في جامعاتها وكلياتها، علماً بأن أول بعثة طلابية كويتية ذهبت إلى مصر قبل الثورة في العام الدراسي (1940/1939) وكانت من أربعة طلاب، وفي الجانب الاقتصادي كان ولا يزال التعاون الكويتي المصري متطوراً لمصلحة البلدين.
لقد وجدت الوفود الكويتية الرسمية التي زارت القاهرة في بداية الثورة استقبالاً كبيراً عزز العلاقات ووضعها في اتجاه الصعود، ولمصر كما للكويت مواقف متبادلة في القضايا المشتركة، فقد وقفت مصر مع الكويت منذ بداية أزمة عبدالكريم قاسم (يونيو 1961) مؤكدة استقلال وحرية الكويت، ووقفت الكويت مع مصر خلال العدوان الثلاثي، وفي كل القضايا العربية والقومية.
في عام 1953 زار المغفور له الشيخ فهد السالم القاهرة، وفيها التقى برئيس مجلس قيادة الثورة اللواء محمد نجيب في مكتبه، فكانت هذه الصورة التي يبدو فيها الشيخ فهد السالم في حديث مع اللواء محمد نجيب، ويبدو إلى اليسار المرحوم عبدالله زكريا الأنصاري الذي كان يشرف على بيت الكويت في القاهرة، وإلى جانبه اللواء كمال عبدالحميد، وفي يمين الصورة يبدو المرحوم عبدالعزيز العلي المطوع وكان يقيم في مصر آنذاك.
البحر والصيد الباحث في التراث والتاريخ البحري جابر عبدالله: سفن «البغلة» وأسماؤها وملاكها وصانعوها
اعداد: عبدالله عيسى
،،«البغلة» من أشهر وأكبر سفن الكويت والخليج العربي وأقدمها وكان الاعتماد عليها في التجارة البحرية قبل ظهور «البوم» الذي تفوق عليها بشكله وحجمه وسرعته وسهولة قيادته، وقد اشتهر استادية الكويت بصناعته على مستوى دول الخليج، لذا رغب النواخذة في اقتنائه وأصبح في غضون سنوات قليلة السفينة المثالية للتجارة البحرية مع موانئ الهند وشرقي افريقيا.
ويرجح الباحثون تاريخ ظهور السفينة البغلة الى ما قبل القرن السادس عشر الميلادي، ويبدو انها مشابهة لسفن البرتغاليين والسفن الاسبانية والفينيقية.
وفي مطلع القرن الثامن عشر كانت هناك بغلة مشهورة اطلق عليها اسم الوفرة وذلك في عام 1837، وانطلقت تلك السفن في عام 1939 في الكويت، كما ورد اسم السفينة «البغلة» في تقرير كتبه الرحالة الانكليزي «ستوكولر» عام 1885 عندما سافر على احداها من الهند الى الكويت.
الباحث في التراث والتاريخ البحري جابر عبدالله يتطرق الى سفن «البغلة» واسمائها وملاكها وصانعيها.. فماذا يقول؟،،
في البداية قال: كنت أعمد احيانا لكسر رتابة اللقاءات المتكررة وحضوري المستمر لعمارة الاستاد علي عبدالله عبدالرسول وعمارة اخيه حجي حسن، فقد كنت احضر معي صورا للنواخذة والبحرية وكذلك بعض الكتب التراثية مثل: كتاب تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت، تأليف المؤرخ سيف مرزوق الشملان آل سيف لاحتواء هذا الكتاب على صور واسماء نواخذة الغوص وكل مايتعلق بـ «الطواشة» (تجارة اللؤلؤ).
وكتاب تاريخ عُمان البحري الذي كان يسألني عنه حجي علي مرارا ويتأمل صور البغال العمانية ثم يردد «البغلة لاهل عمان والبوم لاهل الكويت» ويقصد حجي علي اجادة استادية صور بُعمان صناعة البغلة وخاصة النوع المعروف بالغنجة في مقابل اجادة استادية الكويت لصناعة البوم.
كما قرأت عليه ذات مرة كتاب حكايات في الكويت من الغلاف الى الغلاف، والكتاب من تأليف المرحوم الشيخ عبدالله النوري، وكان حجي علي يستمع باهتمام بالغ لتلك الحكايات ويطلب احيانا اعادة بعض المقاطع ليعلق عليها، ومن ضمن ما قرأت عليه ايضا الصفحة المتعلقة بملاك السفن من نوع البغلة، كما اوردها المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في كتابه «صفحات من تاريخ الكويت»، وشرحت له ان تلك الاسماء تبدو مبهمة لاي باحث لقدمها فهل يستطيع توضيحها؟ ويضع عليها اسماء اخرى وخصوصا البغال التي كانت موجودة في الكويت وأدركها.
وكنت اردد عليه للمساعدة وشحذ ذاكرته اسماء بعض الشخصيات ممن عرفوا بامتلاكهم سفنا للسفر والنقل البحري التجاري، فتوصلنا الئ هذه القائمة التي تحوي عددا لا بأس به من اسماء البغال (جمع بغلة) من سفن السفر، مع بعض التوضيحات المناسبة من حجي علي عليها وذكر صانعيها من الاستادية وحملها بالمنّ ما أمكن ذلك.
البغال الكويتية وأسماؤها
فبدأ كلامه بأن الكويتيين عرفوا البغلة من الهند التي اشتهرت بصنع الكوتيه وهي قريبة الشبه بالبغلة مع اختلاف بسيط بشكل عمود مقدمتها، وهي منتشرة عندهم كثيرا، واستادية لنجة والجسم بايران وصور بعُمان واستادية الكويت القدامى هم اشهر من يصنع البغال في الخليج، كما دونت عن لسانه سجلا منوعا وحافلا بالاحداث والشخصيات من واقع مسيرته الطويلة كقلاف وانتاجه من السفن كاستاد وجانب آخر من تراث صناعة السفن والعاملين بها.
وسنتطرق الى سفن البغال واسمائها: بغال آل العبدالجليل وهي (السالمي ــ الاقحطاني ــ ماكمبتي ــ فص قلاص ــ سحيله ــ مسليني ــ كركماشة ــ مصفر) وأغلب تلك البغال من اوشارات الاستاد احمد بن حسين والاستاد محمد اكروف، وقد غرقت عدة بغال لآل العبدالجليل وآل العصفور دفعة واحدة وعرفت تلك السنة بسنة الطبعة 1871.
وقلت لحجي علي ان المرحوم عيسى العبدالجليل كما سمعت هو اول كويتي يصنع له بوم سفار وان لعائلة العبدالجليل 16 سفينة ما بين بغلة وبوم.. فأكد حجي صحة تلك المعلومات.
وبغلة «الابراهيمي» للمرحوم يوسف الابراهيم وله بغلة اخرى اسمها الاقحطاني.
وبغلة المرحوم عبدالمحسن الخميس «العريضة» 2.000 منّ.
وبغلة المرحوم محمد الغانم «السلامتي» 2.000 منّ.
وبغلة المرحوم عبدالعزيز الزبن «العكف» 4.000 منّ أوشار المرحوم الاستاد صالح بن راشد.
وبغلة المرحوم عيسى الجناعي «شط الفرات» 4.000 منّ.
وبغلة المرحومين صقر وحمد عبدالله الصقر «فتح الباري» وشهرتها لدى البحرية (القندي) 2.700 منّ اوشار المرحوم الاستاد صالح بن راشد.
وبغلة المرحوم الشيخ محمد الصباح «السالمي» وله بغلة اخرى اسمها «الساعي».
وبغلة المرحوم علي محمد المبارك 2.700 منّ أوشار المرحوم الاستاد صالح بن راشد.
وبغلة الغنيم «العذره».
وبغلة جاسم سليمان «الهايته».
وبغلة عبدالعزيز الجوعان «الميل».
وبغلة المرحوم ملا عبدالله بن حسين التركيت «عنقاش» 2.000 منّ.
وبغلة المرحوم علي بن حمد الفضالة «السلس» 3.000 منّ أوشار لنجة بايران.
وبغلة المرحوم الشيخ خزعل «أمير المحمرة» المسماة بغلة «المرداوية» والشهيرة باسم «الهاشمي» 3000 من اوشار المرحوم الاستاذ محمد اكروف وأتمها المرحوم الاستاذ صالح بن راشد، وعرفت ببغلة العسعوسي واشتراها منهم المرحوم ثنيان الغانم بعد ان تركت دون استعمال حوالي ستة مواسم.
وبغال آل معرفي (الهاشمي - رقوان - شط العرب) ولهم بغلة اسمها «السلامتي» اشتراها منهم المرحوم النوخذة ناصر عبداللطيف عيسى وعرفت باسم «القطوة» 1800 من اوشار المرحوم الاستاذ عبدالامام الاشوك، ولمعرفي بغلة اخرى 1800 من اوشار المرحوم الاستاذ حسين بوعليان وبغلة المرحوم شاهين الغانم (عمبر طويل) 3000 من اوشار الجسم بايران وللمرحوم محمد شاهين الغانم بغلة السلامتي 2000 من وقد اشتراها من البحرين وبغلة المرحوم النوخذة احمد بن ناصر (الناصري) 3000 من اوشار المرحوم الاستاد حجي سلمان وبغال آل النصف (البدلة - قطروشة - المنصوري - فتح المبارك) وبغلة المرحوم محمد بن سليم «المستحية» 1000 من وبغلة المرحوم النوخذة احمد عبدالمحسن الخرافي وهي من نوع «الغنجة» واسمها «الناصري» 2500 من اوشار المرحوم الاستاد حمود بن بدر وبغلة المرحوم محمد الجارالله المسماة «الشوعي» 1100 من اوشار المرحوم الاستاد محمد الغضبان، وكانت تشاهد راسية بنقعة العثمان بجوار بوم المرحوم النوخذة غانم بن عثمان (الباز)، وقيل انها كانت في الاصل شوعي غوص وبغلة احمد العريفان 2000 من وبغلة المرحوم بن نصرالله وبغلة المرحوم مال الله الفيلجاوي، وبغلة القطامي «البدري» 3000 من كان يمتلكها المرحومان حسين وشملان بن علي آل سيف وهما من كبار تجار اللؤلؤ في الكويت، ويعمل بالبدري كنوخذة المرحوم النوخذة عبدالعزيز القطامي ثم بيعت للمرحوم النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي في اخر الامر، وقد سألت حجي علي من اخبرك بأن بغلة البدري كانت لحسين وشملان بن علي؟، فقال: النوخذة محمد عبدالعزيز حسين بن علي آل سيف.
الاستاذ حمود بن حسن (بوم جلز.. حملته قاصرة) لكنه حلوو مشاي (سريع).
واذكر في هذا السياق اني قد سألت حجي علي عن تقديره لعدد سفن (السفر) النقل البحري التجاري من ابوام وبغال بالكويت في فترة الثلاثينات والاربعينات، فقدرها الاستاد علي عبدالله عبدالرسول بما يزيد قليلا على مائة سفينة.
وسألته ايضا عن عدد الابوام (الوشار) الجديدة التي تصنع في الكويت كل موسم جديد، فقدرها بحوالي عشرة ابوام جديدة او اقل كانت تصنع كل موسم.
البغال والأبوام المصفرة
في 7 يناير 1992وعبر الهاتف تحدثت مع النوخذة بدر احمد الخرافي من نواخذة السفر، يرحمه الله، عن (الابوام المصفرة) اي تلك التي تم تكسية الواحها السفلية بصفائح نحاسية (صفر)، واكد لي ان بوم «منصور» الذي يمتلكه والده المرحوم النوخذة احمد عبدالمحسن الخرافي وكذلك بوم المرحوم يوسف الصقر «النامسة» من الابوام الكويتية المصفرة، ثم اضاف ان الابوام المصفرة كانت تترك في (الطوينة» بالشويخ حتى بداية الموسم التالي، بينما السفن غير المصفرة تبقى في النقع كجاري العادة.
وبالنسبة للبغال المصفرة
بغلة المرحوم عيسى الجناعي «شط الفرات» 4000 من وبغلة المرحوم النوخذة احمد بن ناصر «الناصري» 3000 من وبغلة «المصفر» للعبدالجليل من البغال المصفرة، ثم اضاف حجي علي: توقفت عملية تصفير خشب السفر منذ اوائل الثلاثينات لعدم جدوى تلك الصفائح النحاسية.
تسمية سفينة «البغلة»
يقول الباحث خالد سالم:
جاء في كتاب مصطلح السفينة عند العرب: بغلة وجمعها بغلات، سفينة شراعية كبيرة وقديمة، مقدمتها بارزة، وذات دفة عالية فنية الصناعة، مزخرفة مع صارية ذات شراع.
وكانت تستعمل في البحر الاحمر وفي جنوب الجزيرة العربية، وكانت في وقتها اكبر السفن العربية.
أما عن اصل تسميتها فيقول Wellsted في كتابه رحلة الى بلاد العرب: ان الكلمة تنحدر من الاصل baqala او baqla وهو طير مالك الحزين، او من كلمة vahela السنسكريتية بمعنى نهر او زورق.
أسماء البغلات
يقول الباحث خالد سالم محمد:
من أسماء البغلات «القندي» تعود لعائلة الصقر، وهي بغلة كبيرة، ويقال ان اسمها الرسمي فتح الخير، صنعت في الكويت من قبل الاستاذ صالح بن راشد. و«المرداوية» عرفت بهذا الاسم بعد ان اهداها الشيخ مبارك الصباح لصديقه الشيخ خزعل بن مرداو وامير المحمرة، وقد بُدىء صنعها في الكويت في عهد الشيخ محمد والشيخ جراح، واكملت في عهد الشيخ مبارك الصباح من قبل الاستاذ صالح بن راشد. وتسمى ايضا الهاشمي.
و«السلامتي» من اسماء البغلات التي عرفت في الكويت، يعود صنعها الى ما قبل عام 1895م وهي سفينة كان يقودها كما تقدم والد النوخذة منصور الخارجي.
القبس
صفحات من الذاكرة
أول كويتي التحق بكلية طب الأسنان في القاهرة د. محمد بلال: عصارة السواك تقوم مقام معجون الأسنان
• د.محمد سالم بلال
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.
«القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع الدكتور محمد سالم بلال، اختصاصي في جراحة الفم، والحاصل على بكالوريوس من جامعة القاهرة، وعلى دبلوم دراسات عليا، وماجستير من لندن 1982 قال: عملت في مستشفى الاميري، وانتقلت الى جامعة الكويت من 1970 الى 1978، وعملت بمركز طب الاسنان من 1979 - 1980، وعينت نائبا لرئيس قسم الاسنان ومراقب التنسيق والمتابعة حتى 2005، والآن اعمل في القطاع الخاص.
تحدث د. بلال عن الطب من قبل عام 1904 الذي كان يعتمد على التطبيب الشعبي، وعلى تجارب المجربين، فكانت النتيجة محدودة فاذا نفع «حمدالله»، واذا فشل صبر واحتسب، والميسور يذهب الى الهند للعلاج، ومن خلال هذه السنوات والتجارب تبين انه لا يوجد بينهم طبيب للاسنان لا في مستشفى الارسالية الاميركية ولا في مستوصف او دار الاعتماد، حيث كان التركيز على علاج الامراض المعدية والاوبئة مثل: السل - الجدري، وامراض العيون التي تسبب العمى.
قال طبيب الاسنان: في عام 1917 تحت احصائية العمل الطبي الارسالي للمستشفى الاميركي ان العمل الطبي الرجالي 170 حالة اسنان، ولم يذكر نوع العلاج أو من قام به، هل هو طبيب اسنان او غير ذلك.
المشهورون في هذا الاختصاص
وذكر د. بلال الاشخاص الذين اشتهروا بعلاج الاسنان قديما، كان بعض ائمة المساجد، وأصحاب المدارس القديمة (الملا أو المطوع) الذين اشتهروا بقراءة القرآن على المريض، وآخرون الحلاقون الذين اشتهروا بالختان والحجامة وقلع الأسنان، وفئة ثالثة مارست واشتهرت بتجبير الكسور وعلاج الجروح والكي، ومنهم من عالج بالأعشاب وقشور الرمان والحلبة، وعلك المستكة، فكان الحواج هو السبيل لهم، ومنهم من عالج بعمل الزار واستحضار الجن.
قال د. بلال: أذكر من المشهورين بعلاج الأسنان قديما المرحوم الحاج أحمد بن عبدالرزاق الهندي الذي برع بالختان وقلع الأسنان.
والمرحوم الصيدلاني عبدالاله بن عبدالله القناني الذي درس في الهند، والذي كان يعطي الحقن ويطعم (تتيين) ويختن ويقلع الأسنان وهو صاحب أول صيدلية في الكويت، ورث عن والده علما كثيرا، فقد عثر مع وثائق والده على «الاضراس» التي قلعها في عيادته وفي البيوت، وهي اكثر من ستين ضرسا كانت في زجاجة بقيت لأكثر من خمسين سنة، وهو أول من مارس مهنة طب الأسنان، وأول ضرس قلعه هو ضرس الشيخ سالم المبارك الصباح عام 1919.
ويقال ان اول من مارس مهنة طب الاسنان في الكويت رجل ايراني يدعى مصطفى افتتح عيادة في السوق لمرضى الاسنان، وعمل بدلات حوالي سنة 1923، ثم جاء من بعده رجل أرمني اسمه داوود للغرض نفسه.
وذكر د. محمد سالم الأوائل الذين مارسوا مهنة طبابة الاسنان المرحوم سيد حسن الزلزلة، حيث ذهب الى بغداد سنة 1932 تعلم المهنة ورجع عام 1935 بعد ان احضر معه مستلزمات عيادته وجزءا أحضره من طهران، ومارس العمل في خان خليل القطان بجوار كاركة آل جمال، وحاليا موقع العيادة سوق المناخ، وكان يساعده أخوه سيد عبدالرزاق الزلزلة.
وكان يساعدهما في التحضير لصب قوالب الأسنان سيد طاهر الزلزلة.
وأما من مركبي الأسنان وتزيينها وتلبيسها تاجاً ذهبياً، وقالعي الأسنان فمنهم: سيد حسن الزلزلة، سيد عبدالرزاق الزلزلة، محمد صادق ميرزا، حسين فولاذي دشتي، موسى نعيم الباشا، عباس طعمة وعبدالودود الرشيد.
أسنان الأميري
قال د. بلال: تم افتتاح قسم الأسنان في عام 1951 في جزء من مبنى المستشفى الأميري الذي افتتح عام 1945، وعين أول رئيس لقسم الأسنان المستر كي، وهو انكليزي الجنسية ومارش رئيساً لمركبي الأسنان. وفي عام 1952 تم تعيين الدكتور يوسف ميرزا، عراقي الجنسية، عندما ترأس دائرة الصحة المغفور له الشيخ فهد السالم الصباح، وفي عام 1962 ترأس القسم الدكتور المرحوم ممدوح تحسين الفقير (سوري الجنسية) حتى 1972، حيث تسلم القسم أول طبيب أسنان كويتي هو الدكتور جاسم محمد حسين العيسى.
خدمات خارجية
وتحدث عن الخدمات الصحية في بعض دول الخليج، لا سيما في الامارات العربية المتحدة قبل الاتحاد، وفي اليمن.. فقد قامت دولة الكويت من منطلق قومي بمساعدة اخواننا في الخليج، إذ افتتح مكتب في دبي، وتم تعيين الدكتور محمد خالد العكر (أردني الجنسية) وهو طبيب أسنان، ليعمل في دبي والشارقة من يناير 1963 الى أكتوبر 1963، وبعد رجوعه عين طبيب أسنان ايراني مقيم في دبي هو الدكتور محمد كاظم، وتم تعيين زوجته التي تعمل طبيبة أسنان أيضاً، والمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح أمير البلاد في الفترة من 1965 إلى 1977 كان يقضي أشهر الصيف في لبنان، وكان يرافقه كل من المرحوم الدكتور كميل الريس كطبيب خاص، والمرحوم الدكتور محمد سعيد أفيوني كطبيب أسنان خاص.
فوائد السواك
قال: السواك من جذور أشجار صحراوية تنتشر في مناطق متعددة في جزيرة العرب، وافريقيا والهند وأميركا، يؤخذ من شجرة «أراك»، ويعتبر فرشاة أسنان طبيعية، وهو عملي جداً للاستخدام، ولا يحتاج إلى معجون أسنان، فعصارته تقوم مقام معجون الأسنان، والدراسات اكدت ان عصارته تحتوي على مضادات للبكتيريا المسببة للتسوس، والعلم الحديث يشجع استخدامه.
تنظيف بالفحم
وتحدث الدكتور بلال عن تلميع الأسنان قديماً بواسطة الفحم المطحون اعتبره أحد الطرق الميكانيكية لتنظيف وتلميع الأسنان، بإزالة اللوحة الجرثومية التي تترسب على سطوح الأسنان، وبما ان مسحوق الفحم أسود اللون فيعطي طباعا لتباينه مع لون الأسنان الأبيض لتبدو أكثر بياضاً.
ضرس العقل
قال: سمي ضرس العقل لأنه آخر الأسنان الطبيعية في الفم، ويظهر عادة بين سن الثامنة عشرة، والخامسة والعشرين وهي فترة النضج والفكر، وعدد الضروس هذه: اثنان علويان، واثنان سفليان، ويظهر جزء منها في الفم، والباقي مدفون بعظام الفك لعدم وجود مكان بالفم، ولها مشاكل أهمها: التهاب في اللثة، وعدم بلع الطعام، الرائحة الكريهة بالفم بسبب إفرازات صديدية، وترتفع درجة الحرارة مع الإحساس بالتعب والأعياء، والآلام تمتد إلى الأذن والعين أو أسنان الفك نتيجة لضغط ضرس العقل على عصب الفك السفلي.
الميلاد.. الفريج
وانتقل الدكتور بلال في حديثه من الطب إلى ذكريات الطفولة والشباب فقال: ولدت في الحي القبلي (جبله) فريج البدر موقع المتحف الوطني الحالي، وكان جدي بلال يعمل مؤذنا في مسجد البلد، وعندما توفي تولى بعده عمي سليمان بلال، وكان اماما وخطيب المسجد والشيخ أحمد الخميس، وعندما توفي جدي بلال رثاه صديقه الشاعر راشد السيف في ديوانه بالآتي:
رحلت عن الدنيا بزاد من التقى
وقد كنت فيها يا بلال على خير
ومامات من كانت سجاياه مثلكم
يباهي بها الاقران فخرا على فخر
لقد شارك الأموات في خير سمعة
بها كان في الأحياء والجسم في القبر
أبا صالح لا زلت في القلب ساكنا
وغيرك في واد سحيق من القفر
وقال بلال: توفي والدي في أواخر الأربعينيات، وفي ذلك الوقت قامت دائرة الأيتام (شؤون القصر حاليا) ومديرها خالد المطوع برعايتنا أنا وأخي علي، ثم انتقلنا إلى بيت الوالدة ثريا ياقوت الهندي في الحي الشرقي خلف مسجد ابن الرومي، ومازال موجودا شرقي عمارات العوضي حسب الوثيقة الرسمية الصادرة بتاريخ 12 شوال 1360هـ.
الدراسة عند الملا
وعن الدراسة قال: درست في مدرسة الملا محمد السماك التي كانت تتحول إلى حسينية أيام «عاشوراء»، وكان رحمه الله يقرأ ويسمعنا ويحفظنا القرآن وتتم زفة كل من يختمه، ودرست عند ملا ماجد الشماع، وفي عام 1949 انتقلت إلى المدرسة النظامية (الصباح) مقر مخفر الشرق الحالي، وكانت الدراسة 3 مراحل: الروضة والابتدائية والثانوية، والمدرسة المباركية كانت هي الوحيدة التي فيها الثانوي، ومن ثم افتتحت ثانوية الشويخ وتحولت المباركية إلى ابتدائية.
وتذكر د. بلال ناظر الصباح أ. أحمد اللباد ومن المدرسين: أحمد المهنا ــ عبدالله الجاسم ــ صالح شهاب ــ حمد الرجيب ــ يوسف العبيد ــ عبدالمجيد سالم ــ محمد الجسار ــ أيوب حسين وعبدالعزيز الشاهين.
اضاف: لم نكن نلبس الزي المدرسي، كانت الدشاديش هي المتوفرة، وفي بعض الصفوف كان عدد التلاميذ أكثر من عدد الطاولات، وانتقلنا إلى مدرسة النجاح في عام 1949، فكان ناظرها أ. عبداللطيف العمر ثم جاء من بعده م. عبدالله حسين الرومي.
وبدأت دائرة المعارف بصرف زي مدرسي للتلاميذ عبارة عن بالطو وبنطلون كاكي، والبنطلون الطويل للتلاميذ الأكبر سنا، والقصير للصغار، ولقد ترك الدراسة الكثير من التلاميذ بسبب لبس البنطلون لأنهم غير متعودين، وأكثرهم قالوا: هذا عيب ان نلبسه، والتحقوا بالمعهد الديني.
الهوايات القديمة
وتذكر من الهوايات لعب الدرابيح ــ التيل ــ المقعي ــ صيده ما صيده ــ الهول ــ والحداق على يال السيف ــ الحبال في المقابر بواسطة الفخ أو الصلابة أو البناطة. فقال: أما أولاد الميسورين فكانوا يصطادون الطيور بواسطة البندقية «أم صجمة»، وألعابنا وحبالنا في مقبرة الموجودة حاليا في شارع خالد بن الوليد، وكرة القدم كانت لعبتها في البراحات والمقابر، وفريقنا كان «فريق الجري» وكان مقره ديوان السيد علي النيباري، أتذكر مقرا لنادي العروبة كان ديوان المرحوم احمد العوضي، ومن العروبة والخليج والتعاون تكون النادي العربي.
وقال بلال: مدارسنا اصبحت ملاذا للاهالي عندما سقطت امطار غزيرة في عام 1953 وهدمت المنازل خاصة المبنية من الطين، اسكنوهم في المدارس لكل عائلتين أو ثلاث فصل واحد.
وفي عام 1960 ثُمّن بيتنا في شرق وسكنا في حولي، بعد ذلك دائرة الايتام قامت ببناء بيت لنا في الخالدية، جيراننا برجس البرجس وعبدالله الدويرجي ويوسف الغانم وصقر الجاسر وغانم الجاسر.
ثانوية الشويخ
وقال: اعلن عن افتتاح ثانوية الشويخ في اكتوبر عام 1954، ولكن الدراسة بدأت فيها عام 1953 وبناء هذا الصرح دليل على الرؤية الواضحة لدى المربين حتى اصبحت هذه الثانوية حرما جامعيا من عام 1975، وعلينا ان نسميها «ثانوية الشويخ الجامعية» ولا ننسى مجسم الكرة الارضية الذي كان من ابرز معالم ثانوية الشويخ.
اضاف بلال: في عام 1958 - 1959 التحقت بها مع اخي علي، وكنا نصلها بواسطة باص المعارف، حيث نقطة تجمع التلاميذ عند مدرسة الصباح، كانت المعارف توفر لنا الملابس ووجبة غذاء يوميا، والكتب والدفاتر حتى المسطرة والقلم الرصاص والمحاية، والسكن الداخلي لمن يرغب المكون من 12 بيتا.
كان ناظرنا عبد المجيد مصطفى ثم جاء بعده فؤاد سليم، وكان المسؤول عن الوجبات اليومية الفنان محمد المنيع، اما المكتبة فالمسؤول عنها، السيد عبدالعزيز البابطين، وكانت الباصات ترجعنا كقافلة يقودها شرطي على موتور سيكل، وخلفه المسؤول عن المواصلات السيد خالد الغيث يقود «جيب»، حتى انهيت الدراسة الثانوية في عام 1962، فخيرت بين مصر او انكلترا او اميركا، فاخترت كلية الطب جامعة القاهرة، وانا اول كويتي يلتحق في هذه الكلية، حيث تخرجت عام 1968، وانا خامس طبيب اسنان كويتي، حيث سبقني كل من: د.جاسم محمد العيسى، ود.ابراهيم الياسين، ود.احمد الجاسم والمرحوم د.علي اسد، وكان راتبي 195 ديناراً.
نواف العصفور صانع القراقير
اجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
تعتبر المتاحف في الدول المتطورة ذات التاريخ العريق واجهة حضارية تبني تاريخ الدولة وثقافة أهلها وأصالتهم ومدى احترامهم للآباء والاجداد الذين سطروا صفحات ماضيهم بالكفاح والعطاء والوفاء والاخلاص، وفي الكويت هناك من يجسد هذا التاريخ بالجهد والبحث والمال ويقضي سنوات من عمره لخدمة القطع القديمة وبعض الادوات المنسية يبرزها ويبعث بها الروح ليعيد حياتها ورونقها.
التقينا صاحب المتحف البحري المثالي الذي يلفت انتباه كل زائر وهو نواف عبدالله حسين العصفور عاشق التراث والتاريخ البحري الذي قال: غرس المرحوم والدي عشق البحر وتراثه في نفسي وروحي منذ طفولتي، وكان بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد، ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى «العدال»، وما زلت احتفظ بتلك السفن الصغيرة التي كنت الهو بها في البحر.
واضاف: ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة التي يصعب الحصول عليها أو مشاهدتها في متاحف الدولة، وأنا قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه بما يليق بهذه المقتنيات التي كانت نسيا منسيا، ولكن بهذه الجهود أعيدت الى الاذهان ذكريات الاجداد، ونذكر عشاق التاريخ بتلك الجهود التي تدل على الحضارة نراها في هذا المتحف قطعا يعود تاريخها الى اكثر من 100 عام وبعضها لا يقدر بثمن لأنها صور تعبّر عن عالم الماضي والتراث.
متحف خارجي
عندما تدخل منزل عاشق التراث البحري نواف العصفور، يقابلك بناء مثالي يمثل بيوت الآباء والأجداد، ويذكرك بالماضي الكويتي، أما من الداخل، فيذكرك بالذوق الكويتي الأصيل، تجد الليوان المسقوف بأعمدة الجندل، وتحته كرسي الحب والبرمة والفراش، وتنكة الكاز والبمبه، البطل، المحقان لتفريغ الكيروسين ودرام الماء (علبة) والمغسل، منحاز، رحى، الكاشونة، الملالة (لقن) لغسل الملابس، وبساتيك جمع (بستوك) للأجار (المخللات)، غرابية لماء اللقاء، راديو قديم، مطارح، الدوه (منقلة)، الغواري، منسف، حصران، منز، دراي شداخه، خانه للحمام، البنكه (مروحة).
متحف داخلي
أضاف العصفور: «من أقدم القطع الموجودة في المتحف، وأندرها واحدة تذكرنا بأول مشروب غازي صنع في الكويت (نامليت)» مشيراً إلى مكينة نادرة «وهذه تعيد تعبئة قناني هذا المشروب الذي برد على قلوب الأولين في المقاهي والأسواق والمنازل التي كانت تبرد النامليت بالخيش وقوالب الثلج، بدلاً من الثلاجة التي كانت نادرة، نامليت بوتيلة له ذكريات بصوته ورشه عندما كان يخض، تعود هذه المكينة إلى الثلاثينات، و«نشاهد مجموعة من القناني الفارغة الخضراء والبيضاء».
وفي المتحف سطل خشبي وماكينة تدار باليد كانت تستخدم في صنع «الدندرمة» أي البوظة وهي لفظة تركية «طوكديرمه».
وانتقلت مع نواف العصفور الى ركن آخر في المتحف فيه أدوات المطبخ الكويتي جدور نحاسية (قدر) والملبس، جولة أم قلاص وموقد يشعل بالكيروسين، ودبة الدهن، وهي كلمة عربية الجمع دباب اناء للزيت،، ويوجد في ركن المطبخ الكويتي سفر طاس اناء من النحاس والالمنيوم والملبس جمعها طوس وتسمى ملة، ومجراخ لبن، مشخال، الملاس، الطابي، المثعوبة، المسحالة، صحون أم نبت، غواري صبن، مطارة أم نسر، أباريق ماء نحاس.
وقال: أوان لها ذكريات في كل محتوياتها ومكوناتها وعندما تنظر اليها باعجاب فهي بسيطة وقليلة ولكنها كبيرة في عملها وادائها خاصة من الامهات والجدات،
أدوات لها حنين ذكريات الاخلاص والوفاء وبعد استعمال سنوات طويلة تجدها نظيفة وصالحة للاستعمال لانها كانت باليد الامينة الغالية وعليها بصمات الامهات والجدات تبقى شاهدة على الاصالة وحب الخير.
وشاهدت المتحف من الداخل في زاوية الالعاب الشعبية: العوعو ذلك الحيوان الذي لعبنا به وربطناه بحبل وسحبناه على الارض بعد أن أكل ما في بطنه لحم طيب، والبلبول الذي يدار بواسطة سوط من القماش كنا نسميه «خيط مسلجة» أو «سفيفة»، وذكرني نواف العصفور بما كنا نقوله:
«من عنده بلبول بلي!
طاح بالطاسة بلي!
وأنكر راسه بلي!»
ثم الوتاقة والدوامة، والتيل، القاري (الكاري) القافود (الكافود) من سعف النخل ياما سعدنا بهذه اللعبة المزينة من القماش الملون، وفي الداخل توجد الفخوخ (جمع فخ) والصلاليب، وقفص عساوه.
أدوات الصيد
وفي المتحف البحري لعاشق البحر نواف العصفور تشاهد الشرخ آلة تستخدم لصيد سمك البياح، وليخ لصيد الزبيدي، المسلاة لاخراج السمك من الحظرة، خيوط الحداق القطنية، الطاسة لصيد الزوري، عدة صناعة الشباك، مجسم لسفينة صيد من نوع (الورجيه)، قرقور اسلاك، قرقور عساوه، ومعدات القنبار (الكنبار) صيد السمك على الساحل ليلا، وهي: السيف، الكابر، اللوكس (مصباح يضيء بالفتيلة) ومجموعة من القواقع البحرية والاصداف والصخور المرجانية. وأشار العصفور الى البنديرة: وهي سارية يرفع عليها علم الكويت في مقدمة السفينة ومؤخرتها وصورة نادرة التقطت في الاربعينات لبوم النوخذة، محمود عيسى العصفور، (اقبال) قرب ميناء ممباسا بشرق افريقيا، وصور لبعض الطواويش والنواخذة من آل العصفور وهم: الطواش عيسى العصفور، ونصف العصفور، والنوخذة محمد ومحمود، وجاسم العصفور، وسعود العصفور نوخذا غوص، والبحار عبدالله حسين العصفور.
والمتحف غني بالأدوات المستخدمة في حرفة صناعة السفن الخشبية الشراعية، والأدوات التي يستعين بها الطواويش تجار اللؤلؤ في وزن اللآلئ وتصنيفها وتقييم أسعارها، والأدوات الملاحية التي كان يستخدمها النواخذة مثل: الكمال والقلمة والفرسكال، السكروب، الفرجال، الديرة، الشيشة، الدربيل، البلد، وكتيب قانون السفر الصادر سنة 1940، والأدوات المستخدمة في الفن البحري الطبل البحري، المرواس، الطويسات، الطار، البحلة، الهاون، وصور عن كيفية الغوص، ونماذج من السفن الخشبية المستخدمة في الغوص والسفر وبعض الأسماك المحنطة والكائنات: اللخمة، جرجور، الحمسة، العنزة، الفقل، الحياسة، بالإضافة إلى فك كبير لسمكة القرش المسماة محليا بـ «الذيبة»، وفي المتحف بعض أجزاء سفن السفر الشراعي وأدوات البحارة خاصة اليامعة البكرة الخشبية الضخمة لرفع الشراع تعود هذه اليامعة لبوم إقبال، وباورة والسن، دوار، وصندوق بحري بوحبال وأدوات لا تعد ولا تحصى عند نواف العصفور.
وعدة الغوص نادرة الوجود في المتاحف المحلية الخاصة.
يقول العصفور: يغلب على متحفي الطابع البحري بشكل خاص، والقطع المتعلقة بالبيت الكويتي القديم، وتبلغ مساحته ستين مترا مربعا، ويشتمل على أكثر من 2000 قطعة، وفيما بعد لدينا فكرة التوسعة المستقبلية للمتحف.
دار العروس
وفي آخر الركن او الزاوية في المتحف، أشار العصفور الى دار العروس، وقال: الدار عندنا في الكويت هي الغرفة وتصغيرها دويرة، والعروس للبنت اما الرجل فيدعى معرس، وانا حاولت ان اضع ثلث مساحة المتحف لمكونات دار العروس التي تتألف من الخزانة (الكبت)، الكاروكه عبارة عن سرير خشبي يشبه المرجيحة، خاص بالأطفال، اللقطة هندية (كاريوك)، وسرير، وصندوق مبيت، طاولة مرمر، سلة روط، البشتختة أم بوري، المباخر، والمراشة، مكينة خياطة، مطارح، قبقاب، سجادة مكة والمدينة، منجرة، عقال زري، دفاية بخاري، الحق لحفظ البخور، والرواشن وهي أرفف مبنية بالحائط وتحتوي على: لماعيات، رمامين، بنت التاجر، مرشات، زجاج، مكاحل.
واضاف العصفور: لقد زرع والدي في حياتي وفي قلبي حب كل شيء يخص الكويت تراثي او تاريخي من الماضي الى الحاضر والمستقبل، واصبح كل شيء فيني يعشق الكويت بحرها وبرها، واجلس ساعات في هذا المتحف اعيش الكويت وتاريخ الاجداد، واقدم الدعوة لكل من يعشق التراث البحري الكويتي.
اليامعة
وأخيراً تحدث نواف العصفور عن قطعة خشبية كبيرة صنعت من الأخشاب التي تمتاز بالصلابة، وهي ذات ثلاث أو أربع (مناخر) فتحات فيها بكرات تجمع وتمر من خلالها حبال الدقل العود الصاري الكبير، وبواسطتها يرفع الشراع العود، واليامعة المعروضة بمتحف العصفور تعود إلى بوم المرحوم النوخذة محمود عيسى العصفور وذلك بعد أن استغنى عن استخدام هذه القطعة (اليامعة) بالبوم بعد تثبيت محرك في منتصف الخمسينات وأزيل عن الصاري الكبير نهائيا، وقد أهداها النوخذة محمود العصفور إلى ابن عمه المرحوم عبدالله حسين العصفور والدي الذي احتفظ بها منذ ذلك التاريخ، ومن المفردات الشعبية في الكويت التي لها التسمية (اليامعة) وهي أعز قطعة في متحفي.
وثيقة تؤرخ لأهم مدرسة في الكويت اليوبيل الذهبي للمدرسة المباركية
التربية 05/06/2004 12:00:00 ص
في الخامس عشر من شهر ابريل لسنة 1962 جرى الاحتفال باليوبيل الذهبي للمدرسة المباركية، وهذا اليوبيل حمله الينا الزميل احمد شمس الدين وهو عبارة عن كتيب صادر من وزارة التربية والتعليم وورقة برنامج الاذاعة الصباحي ليوم الاحد 15/4/1962.
عدم إكمال البرنامج البرنامج المطبوع على ورقة لطالب في المرحلة المتوسطة لم يسعفنا الحظ بمعرفة اسمه كتب ملاحظاته عليها وبخط يده يقول فيها: «لم يكن بالمستطاع اكمال البرنامج لوجود الشمس ثم لإسراع غالبية الموجودين إلى أعمالهم سواء أكانت خاصة ام حكومية ولكننا كنا في احد الفصول وكان معي في الفصل خالد جسار وعبدالمحسن الزبن وعبدالعزيز سعود الفليج ومحمد صقر المعوشرجي الذي كان في شؤون الموظفين في البلدية اول توظفي».
الفقرات اما البرنامج فتضمن الفقرات التالية: 1- كلمة ترحيب من ناظر المدرسة. 2- نشيد المباركية. 3- سعدت يا أرضنا الأبية، للأستاذ منذر الشعار. 4- «دمعة ليث» تمثيلية شعرية للأستاذ سعد جنيد. 5- «بين قطرة وزهرة» للأستاذ سعد جنيد. 6- «فضل المباركية» للطالب بسام فهد كنفاني. 7- «قصة اليوبيل الذهبي» للطالب يعقوب يوسف. 8- «المدرسة المباركية» في سطور، للطالب سيف الدين كنعان.
اللجنة والإشراف الاحتفال كان تحت رعاية صاحب السعادة الشيخ عبدالله الجابر الصباح وزير التربية والتعليم وفي الكتيب الخاص الذي يضم 64 صفحة، تعريف بالشيخ مبارك الصباح الذي انشئت المدرسة في عهده وكلمة لوزير التربية.
واللجنة التي اشرفت على الاحتفال بمناسبة مرور خمسين عاما على انشائها كانت من السادة ابناء الكويت: الاستاذ حمد عيسى الرجيب والاستاذ احمد العدواني والاستاذ احمد العيسى والاستاذ عيسى الحمد والاستاذ احمد البشر والاستاذ عبدالعزيز محمد والاستاذ طه الجمل والاستاذ محمد عبدالمنعم عبدالخالق والاستاذ حسن عبد السلام والاستاذ يوسف عبدالمعطي.
بلغ عدد الطلاب عام 1962 وهم من ابناء الكويت والبلاد العربية والاسلامية 500 طالب واصدرت المدرسة مجلة اسمتها «مجلة اليقظة».
بدأ التعليم الثانوي في الكويت بفصول ملحقة بالمدرسة المباركية حتى افتتحت ثانوية الشويخ عام 1953 - 1954.
المساهمون المؤرخ عبدالعزيز الرشيد يرجع الفضل في إنشاء المدرسة الى ثلاثة من الفضلاء في الكويت هم: الشيخ يوسف بن عيسى، والشيخ ناصر المبارك وياسين الطبطبائي». وكان لآل خالد الكرام اياد بيض عليها لا تقل عن ايادي سواهم، فقد اسست اولا على انقاض بيت كبير من بيوتهم وكانوا يحرصون كل الحرص على تنمية ماليتها، كما يحرصون على تنمية احوالهم بدون مقابل وجمع ما ينيف على ثمانين الف روبية من المحسنين، وكان للشيخ قاسم والشيخ عبدالرحمن آل ابراهيم اليد الطولى في ذلك. فتبرع الاول لها بثلاثين الف روبية والثاني بعشرين الف روبية» تولى ادارتها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وهناك عدد كبير من اهالي وتجار واعيان الكويت ممن تبرعوا واسهموا وساعدوا بالبناء والتدريس والتبرع في سبيل نهضة المدرسة المباركية.
أول مجلس للمعارف يذكر ان اول مجلس للمعارف في الكويت يطريقة التعيين، والذي كان يعين الاعضاء زيد الخالد لانه كان اول من تبرع بمبلغ كبير لانشاء المدرسة المباركية وكان اعضاء المجلس هم السادة: حمد الخالد، سالم بوقماز، ناصر البدر، ابراهيم المضف، شملان المطيري، هلال المطيري.
أول مجموعة من الطلبة في أول سنة دراسية (1912) احتوى الكتيب على اسماء الطلاب الذين التحقوا بالمدرسة المباركية عند افتتاحها والذين جرى تسجيلهم بأول سجل للمدرسة وهم حسب ترتيب الحروف الهجائية.
(أ) > ابراهيم بن حمد > ابراهيم بن خلف > ا براهيم بن سدحان > ابراهيم بن عثمان الخرافي > ابراهيم بن علي الشايجي > ابراهيم بن محمد > ابراهيم بن نوح > ابراهيم بن مشاري > ابراهيم بن يعقوب > ابراهيم بن يوسف العبدالقادر > احمد بن احمد بن نصف > احمد بن بشر > احمد بن حجي > احمد بن حسين > احمد بن سدحان > احمد بن سعود الخالد > احمد بن سلطان > احمد بن السيد بدر > احمد بن شعبان > احمد بن الشيخ مساعد > احمد بن عبدالعزيز > احمد بن عبدالرزاق > احمد بن عبدالمحسن > احمد بن عبداللطيف العبدالرزاق > احمد بن عبدالله بن نوح > احمد بن عبدالله بن ماجد > احمد بن علي > احمد بن عمر > احمد بن محمد بن بحر > احمد بن مطر > احمد بن مبارك بن عصفور > احمد بن مبارك > ادريس بن جاسم (ب) > بدر بن منصور الخرقاوي > بدر بن محمد الساير > بدر المرزوق البدر > بدر اليوسف البدر (ج) > جاسم بن سلطان > جبر بن عبدالرحمن > جراح بن احمد بن عبدالله الابراهيم (ح) > حجي بن حمد بن حجي > حجي بن قاسم > حسين بن جاسم > حسين بن علي بن محمد العبادة > حسين بن حسن الحنيان > حسين بن يوسف العبدالرزاق > حسين بن عبد العزيز الحسن > حمد بن صالح بن مطلق > حمد بن محمد العتيقي > حمد بن عبدالله المنصور > حمد بن سالم العمر > حمد بن سعود المحمد > حمود الزيد الخالد > حمود بن عبدالرحمن البرجس > حمود بن علي الاعمر (خ) > خالد بن ابراهيم الزنكي > خالد بن احمد المشاري > خالد بن ردعان > خالد بن شملان > خالد بن عبدالله بن محمد المبارك > خالد بن نصيب > خالد بن حمد العدواني > خالد بن عبداللطيف العبدالرزاق > خلف بن عبدالعزيز > خليفة بن ابراهيم بن زيد > خليفة بن احمد الخضر > خليفة بن تركي > خليفة بن عبدالله > خليفة بن ملا عيسى > خميس بن خليفة > خميس بن علي المقهوي (د) > داود بن يوسف بن محمد بن نصرالله (ر) > راشد بن سعد > راشد بن عبدالغفور > راشد بن ملا علي بن راشد > راضي بن عبيد النصار > رجب بن السيد عبدالله (ز) > زكي بن جاسم البغدادي (س) > سالم الفصام > سالم بن عبدالرحمن الصانع > سريع بن ابراهيم > سريع بن عبدالرحمن > سعد بن ابراهيم الفوزان > سعد بن صقر > سعد بن فضل > سعد بن فلاح الخرافي > سعد بن عبدالعزيز الرشيد > سعود بن صالح الشامي > سعود بن عبدالعزيز الفليج > سعود بن عبدالعزيز > سعود النفيسي > سعيد بن محمد بن سلام > سعدون بن جاسم اليعقوب > سليمان احمد ابراهيم > سليمان بن جاسم العبدالله > سليمان بن خليفة بن شاهين > سليمان بن محمد الاعنزي > سليمان داود بن سلمان > سليمان بن محمد الموسى > سعدون بن سعود الرشيد > سليمان بن ابراهيم المسلم > سليمان بن عبدالوهاب الهارون > سليمان العبدالعزيز المنصور سلطان الماص (ص) > صالح بن احمد الدعيج > صالح بن امان > صالح بن بشر > صالح بن فوزان > صالح عبدالله الشبوق > صالح بن عبدالعزيز الحساوي > صالح بن محمد العتيقي > صالح المغلوث > صالح بن يوسف النصرالله (ع) > عبدالجليل بن احمد بن عبدالعزيز العبدالجليل > عبدالحميد السيد > عبدالرحمن بن جاسر > عبدالرحمن الزيد الخالد > عبدالرحمن بن السيد مساعد > عبدالرحمن بن سعد الربيعان > عبدالرحمن بن امان > عبدالرحمن بن جاسم > عبدالرحمن بن عبدالله > عبدالرحمن بن ابراهيم العبدالله > عبدالرحمن بن الشيخ عبداللطيف > عبدالرحمن بن قاسم > عبدالرحمن بن السيد يوسف > عبدالرزاق اليوسف > عبدالرزاق بن عبدالعزيز العبدالجليل > عبدالرزاق بن عبدالرحمن السريع > عبدالله المرزوق > عبدالله بن ناصر > عبدالله بن علي البراك > عبدالله بن قاسم بودي > عبدالله بن جاسر > عبدالله بن مشاري الروضان > عبدالله بن عثمان العامر > عبدالله بن فهد الحساوي > عبدالله بن محمد الطراح > عبدالله بن فلاح الخرافي > عبدالله بن علي > عبدالله بن ملا صالح > عبدالله بن ملا احمد > عبدالله بن عبداللطيف بن الشيخ > عبدالله بن علي بن نصيب > عبدالله بن اضويحي > عبدالله بن محمد بن عقال > عبدالله بن صالح الفلاح > عبدالله بن دخيل > عبدالله بن محمد الاخزام > عبدالله بن محمد بن عرفج > عبدالله بن شملان > عبدالله عبداللطيف العثمان > عبدالله الزيد الخالد > عبدالله السالم السديراوي > عبدالله بن مطير > عبدالله بن عبدالعزيز الفارس > عبدالله بن خلف الجبري > عبدالله الفارسي > عبدالله العثمان > عبدالله بن نصف > عبدالعزيز عبدالرحمن الخرجي > عبدالعزيز بن مشاري > عبدالعزيز بن سعد اللوغاني > عبدالعزيز بن احمد بوجاسم > عبدالعزيز بن فوزان > عبدالعزيز بن احمد بن خليفة > عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن اعويش > عبدالعزيز عبدالله الحميضي > عبدالعزيز مشاري الكليب > عبدالعزيز بن احمد الفلاح > عبدالعزيز بن عسكر > عبدالعزيز محمد البراهيم > عبدالعزيز بن سعود الخالد > علي بن خليفة بن شاهين > علي بن عبدالله بن عبدالاله > علي بن عيسى السليمان > علي بن عبدالعزيز بن عبدالحميد > علي بن حسين الخرافي > علي بن داود السليمان > علي بن محمد > علي بن يوسف المزيني > علي بن حسن ابراهيم > علي بن عبداللطيف العتيقي > علي بن محمد ابراهيم > علي بن احمد الدعيج > عبدالقادر بن محمد مسلم > عبدالقادر بن السيد محمد > عبدالكريم بن الشيخ مساعد > عبدالكريم بن عبدالله الشرهان > عبداللطيف بن ابراهيم بن نصف > عبداللطيف بن محمد بن عبدالله ابن ابراهيم > عبداللطيف بن عبدا