لفضلي.. ابن الأحمدي بعد 50 سنةً كفاحًا كتب حمزة عليان :
¶ خمسون سنة وأربعة أشهر ولا يزال يعمل في الاحمدي، ابوحسين بدأ حفارا ووصل إلى مساعد كهربائي، لم يغب يوماً عن عمله، بقي وحيداً هو وصديقه عبدالله مرزوق الذي لازمه منذ الخمسينات، يملك مفاتيح محطات الكهرباء في الاحمدي، يعمل بضمير يلبي نداء الاستغاثة في حالة الطوارئ في أي ساعة من الليل.. اليوم، ابوحسين يجد نفسه بعد 50 سنة مجردا من كل شيء.. لا تقاعد، لا استقرار!
¶ بدأ العمل وعمره 16 عاما في شركة نفط الكويت - بعد بناء مدينة الاحمدي بعشر سنوات تقريبا - عاملا متدربا ثم عاملا ثم مساعد كهربائي، ثم «فورمان»، وهي أعلى درجة وصل اليها، أي انه صار مهندسا كهربائيا بالخبرة، اشتغل أيام الروبية، حيث كان يتقاضى من 20 إلى 30 روبية في الشهر ويحصل على زيادة (عانيتين في السنة)، إلى ان اصبح على درجة Graole 6 في عهد الانكليز، وبات يعرف كل كيبلات الكهرباء في منطقة الاحمدي.
¶ أول القادمين عند حصول أي عطل في الكهرباء حتى لو الساعة الواحدة ليلاً، يحرص على ايصال الكهرباء أولاً حتى لا يتذمر الناس وتتعطل مصالح الدولة والنفط، بعكس ما هو متبع أحياناً، يترك الموقع إلى اليوم الذي يليه، يحمل مفاتيح محطات التحويل في الاحمدي، معروف بانه أول الداخلين وآخر الخارجين من الدوام، حيث يقوم باغلاق الابواب قبل المغادرة إلى منزله في الاحمدي.
¶ يحفظ ويعرف أرقام ومواقع 160 محول كهرباء في الاحمدي، تستعين به المطافئ في حالة حدوث حريق، يتقدمهم في حالات الخطر، صار اسمه وقدومه فأل خير، اذا وقع عطل وجاء ابوحسين إلى الموقع يعني الناس استبشروا به واطمأنوا إلى ان الكهرباء ستعود حتماً وقريباً جدا، يتم استدعاؤه في حالات الضرورة، وفي أيام التحرير تولي مسؤولية الكهرباء عن منطقة الاحمدي حتى حقل برقان، وكان يتولى الحضور مكان زملائه الذين يتغيبون، خصوصا في مراكز التجميع «بالمناقيش» الذي يصل اليها عبر النداء بالاجهزة ورسم الطريق للوصول إلى الموقع.
¶ لم يغادر الاحمدي منذ الخمسينات وعمله مع الــ K.O.C عندما اخذت توزع البيوت على العاملين لديها، وهي بيوت متواضعة تؤويه وأسرته ذات الثمانية ابناء ولدوا جميعاً في مستشفى الاحمدي، وفي التسعينات كاد يطرد من هذا البيت لولا امر سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح، بابقاء هؤلاء في بيوتهم لمعرفته بأحوالهم منذ تولي مسؤولية المنطقة في الستينات وحتى تتم معالجة اوضاعهم.
¶ عشرون سنة امضاها في ميناء الاحمدي كمساعد كهربائي بعدما امضى الفترة الاولى بمدرسة التدريب بالمقوع منذ عام 1959، وهي مدرسة تختص بتدريب العاملين، وطوال تلك الفترة كان يقوم بجميع الاعمال، يجر «العربانة»، يحمل على ظهره الموتورات الكهربائية. ينجز بنفسه جميع المتطلبات، واي شيء يطلب منه يقوم به بنفسه، الى ان اوكلت اعمال الكهرباء الى شركة مقاولات متخصصة.
¶ في الثمانينات، اصبحت عمليات انتاج النفط منفصلة عن ادارة واعمال ميناء الاحمدي انتقل حينها الى مواقع الانتاج ليعمل في كهرباء المنازل والضغط العالي ومراكز التجميع الخاصة بالنفط لتوزيع الكهرباء عليها، ويشهد نقلة جديدة في مدينة الاحمدي بعدما توسعت بيوت شركة نفط الكويت مستعينة بالموتورات الكبيرة على خلفية استخدام المكيفات والحاجة الى استهلاك كميات اكبر من الانارة والكهرباء ترافق ذلك مع زيادة مساحة المدينة واضافة دورين للبيوت بعدما كانت مبنية على غرار بيوت لندن بطابق واحد منذ بنائها عام 1948، عندما اتخذت الاحمدي موقعها وسط حقل برقان العظيم وفوق هضبة (ظهر العدان) المرتفعة 140 متراً عن سطح البحر.
¶ بقي لمدة شهر عام 1990 يرقد في مستشفى الاحمدي للعلاج من حريق اصابه اثناء عمله في خطوط الضغط العالي، ما زالت اثاره باقية على جسمه لم تبارحه، وفي ايام التحرير دمرت محطات التمويل من قبل جيش الاحتلال العراقي لتتم الاستعانة بمحولات كبيرة الحجم، ويكون ابو حسين من اوائل الذين عملوا على تغذية الاحمدي وانارة شوارعها والعمل ليل نهار لتكون اول منطقة بالكويت تعود اليها الكهرباء ويحصل على «كتاب شكر»!
¶ صار ابو حسين مثل الدليل باعتباره من الاوائل والاقدمين، يحمل امانة مفاتيح محطات الكهرباء، يعرف خطوط الكيبلات، يحفظ ارقام المحطات، يستدل على مواقع الخلل بالخبرة والممارسة، وعند دخول موظفين جدد يأتون به لتدريبهم وارشادهم الى محطات التحويل ومراكز التجميع وتعريفهم بخطوط النقل وما الى ذلك من معلومات ميدانية ينقلها الى القادمين الجدد.
¶ ايام الغزو بقي مرابطاً في الاحمدي مع صديق عمره عبدالله مرزوق بعدما اخليت المواقع من العمال والموظفين، وكانت الكهرباء تصل الى الاحمدي عن طريق شركة الـ K.O.C، وعندما طلب منه الحضور التزم بالطلب لانه اذا لم يحضر فمعنى ذلك ان لا كهرباء لمن بقي في الاحمدي
الا انه في الاسبوع الاول من الغزو وبعد تدمير المحولات من قبل العراقيين هرب معظم الناس،وعند البدء بالعودة جرت الاستعانة بمولدات كهرباء تم تركيبها وكان «ابو حسن» من المشاركين والمساهمين في تشغيلها، وهو من الذين عاشوا طيلة شهر كامل في ظلام دامس اثناء حرق الآبار النفطية وتدميرها ولم تكن الاحمدي تعرف الشمس بعد، مما اضطره الى السير مشياً على قدميه بواسطة اللون الاصفر المصبوغ على الارض متنقلا بين البيوت واحيانا خفية من الكلاب الضالة التي سرحت في الشوارع.
¶ ساهم في اصلاح اعطال الكهرباء في ميناء الشعيبة اثناء الحرب العراقية ــ الايرانية واصابة الميناء بالصواريخ وكان يذهب «باللنجات» مع زملائه الى مواقع العمل ولفترة اسابيع لاصلاح الاعطال من قبل فنيين لديهم الخبرة والكفاءة.
¶ عاصر كل مديري شركة نفط الكويت بدءا من مستر «جوران» الانكليزي وصولاً الى اليوم مما يعتبر اقدم من يعمل في الـ Ko-c استحق لفتة طيبة من زملائه الذين قاموا بتكريمه تقديرا لجهوده التي جعلت منه قدوة للجميع لما قدمه من انضباط بالعمل وتفان واخلاص على مدى الخمسين سنة المتواصلة من انتسابه الى هذا القطاع وليجد نفسه وحيدا من دون ان يجد من يعينه على تكلمة ما بقي من العمر مستعينا برصيد اجازاته المتراكمة التي لم يجد غيرها من سبيل للبقاء على قيد الحياة.. مثل بقية خلق الله الذين يجدون ما يغطي احتياجاتهم كالمعاش التقاعدي او غيره من البدائل المتاحة امامهم.
¶ ابو حسين لا يزال ينتظر اللجنة التي ذهبت للاحمدي عام 1963 وعادت الى الكويت بغرض التجنيس ولم يأت موعده للمقابلة... بعدما اخبره الانكليز قبل ذلك بانه غير مسموح له بالخروج من باب المنزل للمراجعة في امر الجنسية لان اللجنة هي التي ستأتي اليه، وفي عام 1981 عاود اليه الامل مرة ثانية بعد ان سجل اسمه في قائمة المنتظرين وفي كل الحالات بقي (علي فهد الفضلي) ممسكا ببطاقته الوحيدة التي تحمل رقماً من ارقام العاملين في شركة نفط الكويت وبعض الشهادات والاوراق التي تثبت انه من مواليد عام 1943 وعاش وتربى وعمل في الكويت وفي الاحمدي التي التصق بها واحبها كما احبته.
¶ ساءت احواله الصحية مؤخراً وهو لا يزال يعمل بعد ان اصيب بفشل كلوي وتليف بالنخاع ارسلته شركة نفط الكويت للعلاج في لندن ويتوقف عن العمل اضطراريا تحت وطأة المرض وشدة الحاجة عسى ان يعود سالماً معافى.
القبس
28-07-2011, 08:25 PM
البريمل
¶ خمسون سنة وأربعة أشهر ولا يزال يعمل في الاحمدي، ابوحسين بدأ حفارا ووصل إلى مساعد كهربائي، لم يغب يوماً عن عمله، بقي وحيداً هو وصديقه عبدالله مرزوق الذي لازمه منذ الخمسينات، يملك مفاتيح محطات الكهرباء في الاحمدي، يعمل بضمير يلبي نداء الاستغاثة في حالة الطوارئ في أي ساعة من الليل.. اليوم، ابوحسين يجد نفسه بعد 50 سنة مجردا من كل شيء.. لا تقاعد، لا استقرار!
¶ بدأ العمل وعمره 16 عاما في شركة نفط الكويت - بعد بناء مدينة الاحمدي بعشر سنوات تقريبا - عاملا متدربا ثم عاملا ثم مساعد كهربائي، ثم «فورمان»، وهي أعلى درجة وصل اليها، أي انه صار مهندسا كهربائيا بالخبرة، اشتغل أيام الروبية، حيث كان يتقاضى من 20 إلى 30 روبية في الشهر ويحصل على زيادة (عانيتين في السنة)، إلى ان اصبح على درجة Graole 6 في عهد الانكليز، وبات يعرف كل كيبلات الكهرباء في منطقة الاحمدي.
¶ أول القادمين عند حصول أي عطل في الكهرباء حتى لو الساعة الواحدة ليلاً، يحرص على ايصال الكهرباء أولاً حتى لا يتذمر الناس وتتعطل مصالح الدولة والنفط، بعكس ما هو متبع أحياناً، يترك الموقع إلى اليوم الذي يليه، يحمل مفاتيح محطات التحويل في الاحمدي، معروف بانه أول الداخلين وآخر الخارجين من الدوام، حيث يقوم باغلاق الابواب قبل المغادرة إلى منزله في الاحمدي.
¶ يحفظ ويعرف أرقام ومواقع 160 محول كهرباء في الاحمدي، تستعين به المطافئ في حالة حدوث حريق، يتقدمهم في حالات الخطر، صار اسمه وقدومه فأل خير، اذا وقع عطل وجاء ابوحسين إلى الموقع يعني الناس استبشروا به واطمأنوا إلى ان الكهرباء ستعود حتماً وقريباً جدا، يتم استدعاؤه في حالات الضرورة، وفي أيام التحرير تولي مسؤولية الكهرباء عن منطقة الاحمدي حتى حقل برقان، وكان يتولى الحضور مكان زملائه الذين يتغيبون، خصوصا في مراكز التجميع «بالمناقيش» الذي يصل اليها عبر النداء بالاجهزة ورسم الطريق للوصول إلى الموقع.
¶ لم يغادر الاحمدي منذ الخمسينات وعمله مع الــ K.O.C عندما اخذت توزع البيوت على العاملين لديها، وهي بيوت متواضعة تؤويه وأسرته ذات الثمانية ابناء ولدوا جميعاً في مستشفى الاحمدي، وفي التسعينات كاد يطرد من هذا البيت لولا امر سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح، بابقاء هؤلاء في بيوتهم لمعرفته بأحوالهم منذ تولي مسؤولية المنطقة في الستينات وحتى تتم معالجة اوضاعهم.
¶ عشرون سنة امضاها في ميناء الاحمدي كمساعد كهربائي بعدما امضى الفترة الاولى بمدرسة التدريب بالمقوع منذ عام 1959، وهي مدرسة تختص بتدريب العاملين، وطوال تلك الفترة كان يقوم بجميع الاعمال، يجر «العربانة»، يحمل على ظهره الموتورات الكهربائية. ينجز بنفسه جميع المتطلبات، واي شيء يطلب منه يقوم به بنفسه، الى ان اوكلت اعمال الكهرباء الى شركة مقاولات متخصصة.
¶ في الثمانينات، اصبحت عمليات انتاج النفط منفصلة عن ادارة واعمال ميناء الاحمدي انتقل حينها الى مواقع الانتاج ليعمل في كهرباء المنازل والضغط العالي ومراكز التجميع الخاصة بالنفط لتوزيع الكهرباء عليها، ويشهد نقلة جديدة في مدينة الاحمدي بعدما توسعت بيوت شركة نفط الكويت مستعينة بالموتورات الكبيرة على خلفية استخدام المكيفات والحاجة الى استهلاك كميات اكبر من الانارة والكهرباء ترافق ذلك مع زيادة مساحة المدينة واضافة دورين للبيوت بعدما كانت مبنية على غرار بيوت لندن بطابق واحد منذ بنائها عام 1948، عندما اتخذت الاحمدي موقعها وسط حقل برقان العظيم وفوق هضبة (ظهر العدان) المرتفعة 140 متراً عن سطح البحر.
¶ بقي لمدة شهر عام 1990 يرقد في مستشفى الاحمدي للعلاج من حريق اصابه اثناء عمله في خطوط الضغط العالي، ما زالت اثاره باقية على جسمه لم تبارحه، وفي ايام التحرير دمرت محطات التمويل من قبل جيش الاحتلال العراقي لتتم الاستعانة بمحولات كبيرة الحجم، ويكون ابو حسين من اوائل الذين عملوا على تغذية الاحمدي وانارة شوارعها والعمل ليل نهار لتكون اول منطقة بالكويت تعود اليها الكهرباء ويحصل على «كتاب شكر»!
¶ صار ابو حسين مثل الدليل باعتباره من الاوائل والاقدمين، يحمل امانة مفاتيح محطات الكهرباء، يعرف خطوط الكيبلات، يحفظ ارقام المحطات، يستدل على مواقع الخلل بالخبرة والممارسة، وعند دخول موظفين جدد يأتون به لتدريبهم وارشادهم الى محطات التحويل ومراكز التجميع وتعريفهم بخطوط النقل وما الى ذلك من معلومات ميدانية ينقلها الى القادمين الجدد.
¶ ايام الغزو بقي مرابطاً في الاحمدي مع صديق عمره عبدالله مرزوق بعدما اخليت المواقع من العمال والموظفين، وكانت الكهرباء تصل الى الاحمدي عن طريق شركة الـ K.O.C، وعندما طلب منه الحضور التزم بالطلب لانه اذا لم يحضر فمعنى ذلك ان لا كهرباء لمن بقي في الاحمدي
الا انه في الاسبوع الاول من الغزو وبعد تدمير المحولات من قبل العراقيين هرب معظم الناس،وعند البدء بالعودة جرت الاستعانة بمولدات كهرباء تم تركيبها وكان «ابو حسن» من المشاركين والمساهمين في تشغيلها، وهو من الذين عاشوا طيلة شهر كامل في ظلام دامس اثناء حرق الآبار النفطية وتدميرها ولم تكن الاحمدي تعرف الشمس بعد، مما اضطره الى السير مشياً على قدميه بواسطة اللون الاصفر المصبوغ على الارض متنقلا بين البيوت واحيانا خفية من الكلاب الضالة التي سرحت في الشوارع.
¶ ساهم في اصلاح اعطال الكهرباء في ميناء الشعيبة اثناء الحرب العراقية ــ الايرانية واصابة الميناء بالصواريخ وكان يذهب «باللنجات» مع زملائه الى مواقع العمل ولفترة اسابيع لاصلاح الاعطال من قبل فنيين لديهم الخبرة والكفاءة.
¶ عاصر كل مديري شركة نفط الكويت بدءا من مستر «جوران» الانكليزي وصولاً الى اليوم مما يعتبر اقدم من يعمل في الـ Ko-c استحق لفتة طيبة من زملائه الذين قاموا بتكريمه تقديرا لجهوده التي جعلت منه قدوة للجميع لما قدمه من انضباط بالعمل وتفان واخلاص على مدى الخمسين سنة المتواصلة من انتسابه الى هذا القطاع وليجد نفسه وحيدا من دون ان يجد من يعينه على تكلمة ما بقي من العمر مستعينا برصيد اجازاته المتراكمة التي لم يجد غيرها من سبيل للبقاء على قيد الحياة.. مثل بقية خلق الله الذين يجدون ما يغطي احتياجاتهم كالمعاش التقاعدي او غيره من البدائل المتاحة امامهم.
¶ ابو حسين لا يزال ينتظر اللجنة التي ذهبت للاحمدي عام 1963 وعادت الى الكويت بغرض التجنيس ولم يأت موعده للمقابلة... بعدما اخبره الانكليز قبل ذلك بانه غير مسموح له بالخروج من باب المنزل للمراجعة في امر الجنسية لان اللجنة هي التي ستأتي اليه، وفي عام 1981 عاود اليه الامل مرة ثانية بعد ان سجل اسمه في قائمة المنتظرين وفي كل الحالات بقي (علي فهد الفضلي) ممسكا ببطاقته الوحيدة التي تحمل رقماً من ارقام العاملين في شركة نفط الكويت وبعض الشهادات والاوراق التي تثبت انه من مواليد عام 1943 وعاش وتربى وعمل في الكويت وفي الاحمدي التي التصق بها واحبها كما احبته.
¶ ساءت احواله الصحية مؤخراً وهو لا يزال يعمل بعد ان اصيب بفشل كلوي وتليف بالنخاع ارسلته شركة نفط الكويت للعلاج في لندن ويتوقف عن العمل اضطراريا تحت وطأة المرض وشدة الحاجة عسى ان يعود سالماً معافى.
القبس
28-07-2011, 08:25 PM
البريمل
التعديل الأخير: