الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .......... الدريشة الأولى

لفضلي.. ابن الأحمدي بعد 50 سنةً كفاحًا كتب حمزة عليان :




¶ خمسون سنة وأربعة أشهر ولا يزال يعمل في الاحمدي، ابوحسين بدأ حفارا ووصل إلى مساعد كهربائي، لم يغب يوماً عن عمله، بقي وحيداً هو وصديقه عبدالله مرزوق الذي لازمه منذ الخمسينات، يملك مفاتيح محطات الكهرباء في الاحمدي، يعمل بضمير يلبي نداء الاستغاثة في حالة الطوارئ في أي ساعة من الليل.. اليوم، ابوحسين يجد نفسه بعد 50 سنة مجردا من كل شيء.. لا تقاعد، لا استقرار!
¶ بدأ العمل وعمره 16 عاما في شركة نفط الكويت - بعد بناء مدينة الاحمدي بعشر سنوات تقريبا - عاملا متدربا ثم عاملا ثم مساعد كهربائي، ثم «فورمان»، وهي أعلى درجة وصل اليها، أي انه صار مهندسا كهربائيا بالخبرة، اشتغل أيام الروبية، حيث كان يتقاضى من 20 إلى 30 روبية في الشهر ويحصل على زيادة (عانيتين في السنة)، إلى ان اصبح على درجة Graole 6 في عهد الانكليز، وبات يعرف كل كيبلات الكهرباء في منطقة الاحمدي.
¶ أول القادمين عند حصول أي عطل في الكهرباء حتى لو الساعة الواحدة ليلاً، يحرص على ايصال الكهرباء أولاً حتى لا يتذمر الناس وتتعطل مصالح الدولة والنفط، بعكس ما هو متبع أحياناً، يترك الموقع إلى اليوم الذي يليه، يحمل مفاتيح محطات التحويل في الاحمدي، معروف بانه أول الداخلين وآخر الخارجين من الدوام، حيث يقوم باغلاق الابواب قبل المغادرة إلى منزله في الاحمدي.
¶ يحفظ ويعرف أرقام ومواقع 160 محول كهرباء في الاحمدي، تستعين به المطافئ في حالة حدوث حريق، يتقدمهم في حالات الخطر، صار اسمه وقدومه فأل خير، اذا وقع عطل وجاء ابوحسين إلى الموقع يعني الناس استبشروا به واطمأنوا إلى ان الكهرباء ستعود حتماً وقريباً جدا، يتم استدعاؤه في حالات الضرورة، وفي أيام التحرير تولي مسؤولية الكهرباء عن منطقة الاحمدي حتى حقل برقان، وكان يتولى الحضور مكان زملائه الذين يتغيبون، خصوصا في مراكز التجميع «بالمناقيش» الذي يصل اليها عبر النداء بالاجهزة ورسم الطريق للوصول إلى الموقع.
¶ لم يغادر الاحمدي منذ الخمسينات وعمله مع الــ K.O.C عندما اخذت توزع البيوت على العاملين لديها، وهي بيوت متواضعة تؤويه وأسرته ذات الثمانية ابناء ولدوا جميعاً في مستشفى الاحمدي، وفي التسعينات كاد يطرد من هذا البيت لولا امر سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح، بابقاء هؤلاء في بيوتهم لمعرفته بأحوالهم منذ تولي مسؤولية المنطقة في الستينات وحتى تتم معالجة اوضاعهم.
¶ عشرون سنة امضاها في ميناء الاحمدي كمساعد كهربائي بعدما امضى الفترة الاولى بمدرسة التدريب بالمقوع منذ عام 1959، وهي مدرسة تختص بتدريب العاملين، وطوال تلك الفترة كان يقوم بجميع الاعمال، يجر «العربانة»، يحمل على ظهره الموتورات الكهربائية. ينجز بنفسه جميع المتطلبات، واي شيء يطلب منه يقوم به بنفسه، الى ان اوكلت اعمال الكهرباء الى شركة مقاولات متخصصة.
¶ في الثمانينات، اصبحت عمليات انتاج النفط منفصلة عن ادارة واعمال ميناء الاحمدي انتقل حينها الى مواقع الانتاج ليعمل في كهرباء المنازل والضغط العالي ومراكز التجميع الخاصة بالنفط لتوزيع الكهرباء عليها، ويشهد نقلة جديدة في مدينة الاحمدي بعدما توسعت بيوت شركة نفط الكويت مستعينة بالموتورات الكبيرة على خلفية استخدام المكيفات والحاجة الى استهلاك كميات اكبر من الانارة والكهرباء ترافق ذلك مع زيادة مساحة المدينة واضافة دورين للبيوت بعدما كانت مبنية على غرار بيوت لندن بطابق واحد منذ بنائها عام 1948، عندما اتخذت الاحمدي موقعها وسط حقل برقان العظيم وفوق هضبة (ظهر العدان) المرتفعة 140 متراً عن سطح البحر.
¶ بقي لمدة شهر عام 1990 يرقد في مستشفى الاحمدي للعلاج من حريق اصابه اثناء عمله في خطوط الضغط العالي، ما زالت اثاره باقية على جسمه لم تبارحه، وفي ايام التحرير دمرت محطات التمويل من قبل جيش الاحتلال العراقي لتتم الاستعانة بمحولات كبيرة الحجم، ويكون ابو حسين من اوائل الذين عملوا على تغذية الاحمدي وانارة شوارعها والعمل ليل نهار لتكون اول منطقة بالكويت تعود اليها الكهرباء ويحصل على «كتاب شكر»!
¶ صار ابو حسين مثل الدليل باعتباره من الاوائل والاقدمين، يحمل امانة مفاتيح محطات الكهرباء، يعرف خطوط الكيبلات، يحفظ ارقام المحطات، يستدل على مواقع الخلل بالخبرة والممارسة، وعند دخول موظفين جدد يأتون به لتدريبهم وارشادهم الى محطات التحويل ومراكز التجميع وتعريفهم بخطوط النقل وما الى ذلك من معلومات ميدانية ينقلها الى القادمين الجدد.
¶ ايام الغزو بقي مرابطاً في الاحمدي مع صديق عمره عبدالله مرزوق بعدما اخليت المواقع من العمال والموظفين، وكانت الكهرباء تصل الى الاحمدي عن طريق شركة الـ K.O.C، وعندما طلب منه الحضور التزم بالطلب لانه اذا لم يحضر فمعنى ذلك ان لا كهرباء لمن بقي في الاحمدي
الا انه في الاسبوع الاول من الغزو وبعد تدمير المحولات من قبل العراقيين هرب معظم الناس،وعند البدء بالعودة جرت الاستعانة بمولدات كهرباء تم تركيبها وكان «ابو حسن» من المشاركين والمساهمين في تشغيلها، وهو من الذين عاشوا طيلة شهر كامل في ظلام دامس اثناء حرق الآبار النفطية وتدميرها ولم تكن الاحمدي تعرف الشمس بعد، مما اضطره الى السير مشياً على قدميه بواسطة اللون الاصفر المصبوغ على الارض متنقلا بين البيوت واحيانا خفية من الكلاب الضالة التي سرحت في الشوارع.
¶ ساهم في اصلاح اعطال الكهرباء في ميناء الشعيبة اثناء الحرب العراقية ــ الايرانية واصابة الميناء بالصواريخ وكان يذهب «باللنجات» مع زملائه الى مواقع العمل ولفترة اسابيع لاصلاح الاعطال من قبل فنيين لديهم الخبرة والكفاءة.
¶ عاصر كل مديري شركة نفط الكويت بدءا من مستر «جوران» الانكليزي وصولاً الى اليوم مما يعتبر اقدم من يعمل في الـ Ko-c استحق لفتة طيبة من زملائه الذين قاموا بتكريمه تقديرا لجهوده التي جعلت منه قدوة للجميع لما قدمه من انضباط بالعمل وتفان واخلاص على مدى الخمسين سنة المتواصلة من انتسابه الى هذا القطاع وليجد نفسه وحيدا من دون ان يجد من يعينه على تكلمة ما بقي من العمر مستعينا برصيد اجازاته المتراكمة التي لم يجد غيرها من سبيل للبقاء على قيد الحياة.. مثل بقية خلق الله الذين يجدون ما يغطي احتياجاتهم كالمعاش التقاعدي او غيره من البدائل المتاحة امامهم.
¶ ابو حسين لا يزال ينتظر اللجنة التي ذهبت للاحمدي عام 1963 وعادت الى الكويت بغرض التجنيس ولم يأت موعده للمقابلة... بعدما اخبره الانكليز قبل ذلك بانه غير مسموح له بالخروج من باب المنزل للمراجعة في امر الجنسية لان اللجنة هي التي ستأتي اليه، وفي عام 1981 عاود اليه الامل مرة ثانية بعد ان سجل اسمه في قائمة المنتظرين وفي كل الحالات بقي (علي فهد الفضلي) ممسكا ببطاقته الوحيدة التي تحمل رقماً من ارقام العاملين في شركة نفط الكويت وبعض الشهادات والاوراق التي تثبت انه من مواليد عام 1943 وعاش وتربى وعمل في الكويت وفي الاحمدي التي التصق بها واحبها كما احبته.
¶ ساءت احواله الصحية مؤخراً وهو لا يزال يعمل بعد ان اصيب بفشل كلوي وتليف بالنخاع ارسلته شركة نفط الكويت للعلاج في لندن ويتوقف عن العمل اضطراريا تحت وطأة المرض وشدة الحاجة عسى ان يعود سالماً معافى.

القبس







28-07-2011, 08:25 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
جه في الأحداث أبو إبراهيم.. سيرة من البناء والعطاء كتب حمزة عليان :




يكتبها: حمزة عليان
¶ يجمع عليه أهل الكويت بأنه رجل يحمل سيرة فيها الكثير من الطيبة والاخلاق والعطاء، لم يدخل في لعبة المناصب ولا الوجاهات بل رسم لشخصه مساحة من الحرية باختياره المكان الذي يستريح فيه ويعمل بصمت ومن دون ضجيج.
¶ يخجلك بتواضعه واحترامه للآخر أيا كان هذا الآخر، يبتعد عن الضوضاء، لا يحب البهرجة، حتى وهو في مسجد المسيلة، الذي اعتاد على الصلاة فيه، يصر على ان يجلس مثل بقية البشر على الرغم من صعوبة الجلوس لكبر سنه لأنه «ما يحب يشوف الناس واقفة وهو قاعد». كذلك الحال عندما توفي عبدالله يوسف احمد الغانم في بداية العام أصر على ان يبقى واقفا لتقبل العزاء في المقبرة حتى لا يميّز نفسه عن الآخرين.
¶ أبو إبراهيم، ينادونه «بالخال» ـ اي خال مجموعة من العوائل والاسر الكويتية الفاضلة ـ وافراد الاسرة يطلقون عليه اسم «الكينغ» أي الملك، يحظى بمكانة اجتماعية خاصة لدى الجميع نظرا لدماثة خلقه وتقديرا لتاريخه وسمعته، وحيد والده ومحاط بأخواته وابنائهن بالمحبة.
¶ في مرحلة قصيرة من عمره عاش يتيما وتغلب على مصاعب الحياة بالجهد والمثابرة، فكان مثال الرجل العصامي، حيث بنى شركة باسم يوسف ابراهيم الغانم عام 1953، توسعت مع الايام وأسسها بالتعاون مع ابن شقيقته في مجال النقل والتراكتورات، ثم تفرعت عنها شركة تختص بالمعدات الطبية والتجهيزات الصحية وسجلت في اول سابقة تاريخية ببيعها كشركة عائلية الى «بيت الاوراق المالية» بقيمة 13.279 مليون دينار عام 2001 (تحت مظلتها ست شركات كويتية تعمل في التجارة والصناعة والخدمات).
¶ شارك مع الوفد الرسمي لحكومة الكويت برئاسة الشيخ جابر الاحمد الصباح عندما كان رئيسا لدائرة المالية الى كل من الرياض والاسكندرية والسودان وليبيا ولبنان لشرح حقيقة الازمة التي وقعت بين الكويت والعراق في عهد عبدالكريم قاسم عام 1961، وضم الوفد آنذاك عبدالعزيز الصقر ونصف اليوسف.
¶ من رجالات الكويت الذين ساهموا في اثراء تجربة غرفة التجارة والصناعة لكونه احد اعضاء مجلس الادارة المنتخبين، والتي ساهمت بتنمية الكويت وتنشيط التجارة، ولعب دورا فعالا في اتحادات الغرف العربية والمشاركة في الجوانب الاجتماعية والوطنية وحملات التبرع للمحتاجين على المستوى العربي والاسلامي.
¶ واحد من ضمن الفعاليات السياسية ورجال الكويت الذين شاركوا في مؤتمر جدة الشعبي عام 1990، وكان واحدا من ثلاثة عرض عليهم عبدالعزيز الصقر خطاب الافتتاح باسم اهل الكويت، وهما- إضافة اليه - حمود النصف وعبدالعزيز الشايع.
¶ ابتعد عن المناصب، ورفض كل العروض التي قدمت اليه وباسناد مناصب وزارية وغيرها، كان زاهدا في هذا الجانب، يكره القيد على نفسه، متعفف اليد واللسان ونظيف القلب والسمعة.
¶ أحد مؤسسي تجمع الوفاق الوطني الذي اعلن عنه عام 2002 بهدف تبادل الرأي حول القضايا الوطنية والسياسية والاقتصادية، ضم التجمع عددا من أصحاب الرأي والتجار والوطنين والعوائل لوضع تصور بكيفية الخروج من الأزمات التي تعانيها الكويت منهم جاسم الصقر ويوسف محمد النصف، اطلق على المشروع الذي تقدموا به بانه من صنع «رجال الوثيقة» وهو عبارة عن تصور أهل الكويت لمعالجة القضايا الشائكة والخلافية.
¶ اعاد اعتبار الدور للتجار في المسائل الوطنية الكبرى. ومن دعاة التوفيق بين جناحي الاسرة، فقد قام مع وفد من وجهاء الكويت في شهر يناير 2006 ضم كلا من: جاسم الصقر، عبدالعزيز الشايع، عبدالله المطوع، احمد الجاسر، يوسف الحجي، علي ثنيان الغانم ويوسف النصف بمقابلة سمو الشيخ سالم العلي الصباح في إطار الجهود المبذولة لتوحيد الصف والكلمة وما ينتظره أهل الكويت من الاسرة واقطابها، وبعد الحسم الذي تم في دار سلوى ومبايعة سمو الامير الشيخ صباح الاحمد قام مع وفد من التجار لاظهار التفاف الجميع حول سموه.
¶ ساهم في صناعة تاريخ الكويت الحديث وبناء الدولة في مرحلة ما قبل النفط وما بعدها، ديوانه العامر بالشامية تعبق فيه روح التآلف والتآزر وحجم التواضع من صاحبه الذي يعطي للزائر قدرا كبيرا في الاهتمام والاحترام ، ومن هذا الديوان خرج العديد من المبادرات، فالهم الوطني يبقى حاضرا وعلى الدوام، ففي عام 2006 وقبل عطلة عيد الفطر التي قيل يومها انها تصل إلى 10 أيام مما يوقع الضرر بالاقتصاد الوطني، طرح الموضوع على مجلس الوزراء وحصل تعديل علي المدة مماكان له الأثر الطيب على المجتمع .
¶ أحد بناة ومؤسسي جمعية الهلال الأحمر الكويتي منذ عام 1966وعضو مجلس الإدارة فيها طوال 43 عاما وما زال مشاركا ومعطاء في هيئة عنوانها «البذل والعطاء للانسان»، بعيدا عن دينه وبيئته واصله والطبقة التي ينتمي اليها وصورته وضعت مع كوكبة من الشخصيات المؤسسة للهلال فوق مكتب راعي الهلال بو خالد، برجس حمود البرجس.
¶ نسج علاقة خاصة مع القراءة والكتاب منذ كان على مقاعد الدراسة بجامعة القاهرة، فقد سكن في غرفة ببيت الكويت بالقاهرة أخذها منه الاديب عبدالله زكريا الانصاري. يحرص على اقتناء الكتب القيمة وقراءتها ويملك مكتبة عامرة يختلي فيها إلى نفسه والكتاب كلما سنحت له الفرصة.
¶ يبدي اهتماما غير عادي بالتعليم الجامعي فهو من الاوائل الذين ساهموا بتأسيس جامعة الكويت بالستينات، وفي رحلاته غالبا ما يسأل عن الجامعات وعندما زار مرة احدى الجامعات السويسرية والتقى مسؤولها رآه شاردا فسأله بماذا تفكر؟ أجاب: بالعودة الى الدراسة وان اكون طالبا من جديد كي احظى بنوعية التعليم التي وصلتم اليها.
¶ انشغل بفترة الخمسينات بالعمل الصحفي وكان من مؤسسي نادي الخريجين الذي انشئ في عام 1954، واستمر يمارس نشاطه الى عام 1959 وهو امتداد لجمعية الخريجين، وفي عام 1957 اصدر النادي صحيفة «صدى الايمان» وترأس تحريرها عبدالرزاق خالد الزيد، وفي احدى المرات يروي العم يوسف ابراهيم الغانم لاحد جلساء ديوانه بالشامية، عندما تمت مصادرة احرف الرصاص التي كانت تستخدم لطباعة المجلة، راح يلملم الحروف من الصحراء ليتمكنوا من طباعة العدد.
¶ لم ينقطع عن الذهاب الى مكتبه في الشركة التي يملكها، ويبقى يداوم ويراجع الاوراق يوميا الى حين موعد صلاة الظهر، مع انه غير ملزم بالتواجد وليست عليه اعباء، لكنه يؤمن بأن الذهاب للعمل واجب وافضل من البقاء في المنزل، وكلما التقى احد الصحافيين او الاصدقاء المطلعين يبادره بجملته الشهيرة «شنو اخبار المجتمع اليوم، ماذا حصل اليوم» وذلك من باب الالمام بما يجري.


السيرة الذاتيةيوسف إبراهيم الغانم.
مواليد 1923 ــ الكويت.
تنقل بين الكويت والبصرة والقاهرة في مراحله الدراسية، حيث نال الشهادة الثانوية من البصرة وحصل على الشهادة الجامعية من جامعة القاهرة (تخصص إدارة أعمال 1949).
عضو المجلس البلدي،(1950ـ 1951)
مؤسس وصاحب شركة يوسف إبراهيم الغانم (1953).
عضو اللجنة التنفيذية العليا في المجلس الأعلى (بمثابة مجلس وزراء) ــ (1961 ــ 1962).
أحد مؤسسي جمعية الهلال الأحمر الكويتي وعضو مجلس الادارة (1966 ــ ولا يزال).
عين بمرسوم اميري عضوا في مجلس التخطيط عام 1962 مع جاسم حمد الصقر وخالد عيسى الصالح ويعقوب يوسف الحمد كممثلين عن القطاع الخاص.
رئيس مجلس ادارة الشركة الاهلية للتأمين.
عضو مجلس إدارة في غرفة التجارة والصناعة.
رئيس إتحاد مستوردي الادوية.

القبس









28-07-2011, 09:18 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
شيء من الماضي أربع مدارس كويتية لتعليم أبناء العرب في الخمسينات
كتب حمزة عليان :
رئيس المعارف الشيخ عبدالله الجابر الصباح يستمع الى قراءة أحد الطلبة في مدرسة بومبي


ـ عام 1936 انشئ اول مجلس للمعارف في الكويت لتنظيم التعليم والاشراف عليه.
ـ استقدمت اول بعثة تعليمية من فلسطين تلتها بعثة مصرية للمشاركة في تعليم أبناء الكويتي.
ـ أول ميزانية بلغت 41.504 ألف روبية عام 1942ووصلت عام 1956 إلى 39.300.0000 مليون روبية، وهذا الرقم يعادل نحو 3 ملايين من الجنيهات.
ـ فترة الخمسينات توزعت مراحل التعليم الى ثلاث، رياض الاطفال والابتدائية والثانوية، وفي العام 1954 انشئت مدرستان مختلطتان من البنين والبنات وهما مدرسة المهلب ومدرسة طارق.
ــــ احصائية المدارس للعام الدراسي 1955 ــــ 1956 في المدينة والقرى والخارج كانت: 17 مدرسة في المدينة و10 مدارس في القرى، و12مدرسة للبنات في المدينة و8 مدارس للبنات في القرى، و4 مدارس مختلطة في المدينة واربع مدارس في الخارج للبنين والبنات.. وهنا مربط الخيل.
ـ عام 1955بنت الكويت اربع مدارس في الخارج، وهي مدارس مختلطة للبنين والبنات توزعت على الشارجة، رأس الخيمة، بومبي وكراتشي، هذه المدارس خصصت لتعليم ابناء العرب وتثقيفهم ثقافة عربية تتبع فيها المناهج التعليمية نفسها المتبعة في الكويت.
بلغ عدد الطلبة أكثر من 400 تلميذ وتلميذة في 20 فصلا دراسيا.
ـ مدرسة كراتشي افتتحت عام 1953لتعليم ابناء العرب المقيمين في باكستان بلغ عدد الطلبة فيها 92 طالبا وطالبة.
ـ مدرسة بومبي انشئت عام 1952 تلبية لرغبة الجالية الكويتية فيها ولتعليم اللغة العربية والدين بصفة خاصة، ووصل عدد التلاميذ فيها إلى 60 تلميذاً وتمليذة.
ـ تحولت تلك المدارس إلى ملتقى ثقافي يجتمع فيه العرب ليتحدثوا في أمور دينهم ودنياهم وليتزودا من مكتبتها بأحدث الاصدارات في مجال العلوم والفنون، وكذلك كانت منتدى للشباب العرب لممارسة الرياضة.
ـ الكتاب «التحفة»، من مقتنيات الزميل احمد شمس الدين، يتحفنا به بين حين وآخر، وهو عبارة عن اصدار خاص صدر في يناير 1956عن دائرة المطبوعات والنشر التابعة «لحكومة الكويت ــ بلاد العرب» بعنوان سجل الكويت .

زيارة الملك سعود للمدرسة العربية في كراتشي بتاريخ 15/4/1955يتحدث مع الناظر سليمان أبو غوش اشتياق حسين قريشي وزير المعارف الباكستاني يلقي كلمة باللغة العربية.. وإلى يساره مدير المدرسة في كراتشي وإلى يمينه السفير العراقي

القبس







28-07-2011, 09:21 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
لمواقع والأمكنة في تاريخ الكويت الحديث براحة السبعان ثم براحة بن بحر في القرن العشرين
كتب فرحان عبدالله أحمد الفرحان :
• ضمن الدائرة على الخريطة تقع براحة السبعان ومسجد البحر
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
ربما تكون هذه البراحة لعبت ادواراً في تاريخ الكويت السالف هذه البراحة او الساحة او الميدان تحكمت بها مجموعة من العائلات تنتمي لقبيل اسبيع ثم كان الدور لآل العامر وآل الزنكي في القرن التاسع عشر، وفي نهاية هذا القرن كان النفوذ لمحمد عبدالرحمن البحر التاجر الذي بزغ نجمه في عالم التجارة في نهاية القرن التاسع عشر.
كانت براحة السبعان براحة بن بحر عبارة عن ساحة تنوخ فيها الابل وكانت على اطراف السور الثاني للكويت كان قرب هذه الساحة البوابة التي التصقت بقبيلة السبيع الذين اشتهر اسمهم في الكويت السبعان.
كان دأب كثير من العائلات التنقل للبحث عن الاحسن والاصلح وكانت الجزيرة العربية هي الموئل والمصدر للطاقة البشرية للخليج وبقية ابناء البلاد العربية، ولهذا تجد كثيرا من ابناء القبائل العربية التي في الجزيرة العربية توجهت الى افريقيا في مصر والسودان واريتريا وسوريا والعراق من ضمن هذه القبائل التي رحلت عن (نجد الام) وسط الجزيرة العربية الى الكويت لانها تفتحت بها الارزاق والعيش.. وقد كان منذ تأسيس الكويت الحديثة قبل ثلاثة قرون ونصف القرن (آل العبدالرزاق) وهذ الاسرة من قبيلة اسبيع واستقروا في الكويت واصبح لهم جاه وتجارة ومكانة، كان الشيخ عثمان بن سند في كتابه سبائك العسجد قد سجل فصلا كاملا عن آل العبدالرزاق.
انهم مع وجود المجاعة في وسط نجد ولعدم نزول الامطار بكثرة، فقد تنادت مجموعة من الاسر للنزوح الى اماكن فيها الرزق والعيش وكانت الفكرة ان تتوجه هذه الاسر قبل قرنين ونصف القرن الى الكويت ابناء قبيلتهم، وهكذا تم ذلك فتوجه آل المديرس وآل المرزوق وآل السميط وغيرهم الفليج، العجيل، المخيزيم، النصار، وهم يبلغون احدى عشرة عائلة وجاءوا «لفوه» بفتح اللام الى اقرب الناس لهم وهم ابناء قبيلتهم آل العبدالرزاق، وفعلا استقروا في الكويت وتجمعوا في هذه المنطقة او الباحة التي هي اليوم قرب سوق الخضار قرب مسجد البحر في السوق، وكانت مساعدة آل العبدالرزاق لهم ظاهرة حين ساعدوهم في العمل بالتجارة والبحر والغوص للبحث عن اللؤلؤ.
كان في الكويت كل ابناء قبيلة يجتمعون بقرب مجموعتهم فهناك سكة عنزة بعض افخاذ من هذه القبيلة وهناك الزهاميل بعض من افخاذ الفضول وهكذا، امام هذا التجمع العائلي كانت هذه العائلات بالتحديد من الناحية الغربية من مسجد البحر الحالي، وكان من ناحية الشرق بيوت آل الزنكي وآل العامر تجار الخيل.
انطلقت هذه الساحة والبراحة كأنها البورصة اليوم حيث تصل الجمال من القرى الكويتية تنقل الخضروات من الطماط (بندورة) والطروح والخيار والباذنجان ليباع في هذه المنطقة التي اخذت تتوسع، وكان ان السوق واصل امتداده حتى سوق الصراريف الذي دعي بسوق الخضرة الذي كان يمول في الاصل من القرى الكويتية، وبدأ هذا السوق يأخذ وضعه، وكان الذين يعملون فيه من التجار النشطين، كانت اسرة آل الزنكي بالاضافة الى ذلك كانت تنقل الخضروات من هذا المكان الى السفن في البحر لنقله الى العراق لانه لا يوجد موسم طمام في فصل الشتاء عندهم.
هذه الاسر كونت تجمعات خلال السنين التي مرت على الكويت (ومنها سنة الطاعون)، حيث فقدت كثيرا من افرادها. ومنهم آل المرزوق، وهنا يلاحظ ان هذه الباحة او البراحة انقلبت الى مقبرة لدفن الموتى ولعجز الناس من كثرتهم الى اماكن بعيدة لتدفن هناك، ما دعا كثيرا من العائلات، للتعرف على قبور افرادهم، الى ان يأتوا بصخور من البحر لاستعماله شاهدا لهذه القبور، لانهم لو وضعوا طابوقة او لبنة ،فانها ستزول بعد فترة بسبب عوامل الزمن، لهذا استعملوا هذه الصخور لذلك في هذه الساحة.
وكان اصحاب الجمال التي تأتي من نجد او من القرى تريد ان تربط حيواناتها من جمال او حصان او حمار، فلا تجد الا احجار وصخور هذه الشواهد، فتشد وثاق الحبل لهذا الحيوان، وذلك من كثرة الشواهد والقبور .
وكان من ابرز التجار في هذه الساحة والسوق آل العامر، الذين كانوا يتعاطون تجارة الخيل لجلبها من الجزيرة العربية ونقلها الى الهند لاستعمالات الانكليز حكام الهند في تلك الحقبة استعمالاتها المتنوعة فكان ياخور او حضيرة آل العامر ،الملاصق لبيتهم والذي يطل على هذه البراحة، هو المحطة الثانية من الجزيرة العربية الى الهند.
وكان التجمع في ياخور آل العامر حيث الماء العذب والعلف من شعير وجت برسيم لهذه الخيول الثمينة التي تدر عليهم ارباحا مجزية، كانت الاسرة الثانية التي تسكن في شرق مسجد البحر الحالي كانوا آل الزنكي وكانت لهم بيوت ملاصقة لآل العامر وكان نشاطهم منصبا في تجارة السوق سوق الخضرة او الخضروات وكانوا ينقلون الكم الكبير من هذه الخضروات وبالاخص الطماط الى العراق وايران حيث لا زراعة شتوية هناك ولا يوجد عندهم خضروات.
قلت انه حدث في الكويت عدة احداث منها سنة الرحمه التي أفقدت الكويت جيلا وكثيرا من ابنائها، ولهذا نرى كثيراً من البيوت اصبحت خاوية مثل آل العامر، واستمر آل الزنكي في هذه المنطقة.
في نهاية القرن التاسع عشر وصل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود إلى الكويت، ولما كان معه ركب فكان لابد ان يكون مقامه في أحد البيوت والتي معها ياخور ومكان للخدم ولا يوجد أفضل من بيت آل العامر الملاصق لبيت آل الزنكي.
كان المرحوم محمد عبدالرحمن البحر قد اخذ موقعه في عالم التجارة وأصبح محط أنظار الكثيرين، وسكن واستقر قرب هذه البراحة في هذه المقبرة المقابلة لمنزله، كانت هناك مقبرة قديمة كما قلنا وفيها مسجد من عريش وخصف وكير تقام فيه الصلاة على الميت وبعض الصلوات للعاملين في سوق الخضار. في أثناء تواجد الامام عبدالرحمن السعود في هذه المنطقة وسكناه في بيت العامر. اقام محمد عبدالرحمن البحر ذلك المسجد وبناه بناء جديدا ووسعه، واشترى الارض التي على مقربة منه وبنى فيها دكاكين وجعلها وقفا على هذا المسجد الذي عرف بمسجد البحر وأخذ اسم البحر يأخذ شهرة في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين، بينما في ما قبل كان يطلق على هذه الساحة براحة السبعان ودروازة بوابة السبعان على أن أفخاذا من قبيلة السبعان تسكن في هذه المنطقة التي لازم اسمها منذ تأسيس الكويت حتى نهاية القرن التاسع عشر.
هذه الساحة التي سجلت تاريخا طويلا منذ اقامة الامام عبدالرحمن وانجب ابنه عبدالعزيز الملك عبدالعزيز فيما بعد ابنيه تركي وسعود في هذا البيت بيت آل العامر وتولت السيدة هميان عيسى الحاي زوجة السيد عبدالرحيم الزنكي رضاعة هذين المولودين بالتوالي، حيث كانت والدتهما مشغولة بشؤون زوجها الملك عبدالعزيز آل سعود في استرجاع حكم ابائه فكانت نعم المرأة الوفية وكانت السيدة هميان زوجة عبدالرحيم الزنكي نعم الجارة الوفية التي وقفت وساعدت هذه الأسرة الكبيرة آل سعود بطريق غير مباشر فأقول نعم الجيرة والجيران وإنها ذكريات وتاريخ في هذه البراحة والساحة والحي والفريج والاقامة.
إنها جزء من تاريخ الكويت انقضى ومضى نسجله للجيل الحالي والقادم.
المهم أنها براحة السبعان اسبيع، واصبحت براحة بن بحر اتذكر في طفولتي آخر البقية الباقية من السبعان أو اسبيع عبدالكريم والسبيعي أبو سالم وشقيقه عبدالله السبيعي، وكان المرحوم عبدالكريم متقدما بالسن وكان يبيع الخضر وهو جالس على الأرض وكان جدي يقول لي هذا عبدالكريم السبيعي من أكابر السبعان، وكان والده سيد هذه المنطقة وكانت لهم الصولة والجولة في هذه البراحة، ولم يبق لهم الا عبدالكريم الذي يجلس على الارض ويبيع الخضر وهو صبار، وكان المرحوم حجي يوسف الفليج يجل ويقدر عبدالكريم السبيعي ويحترمه ويدلله، وعندما سألت جدي عن القصة قال لي أنهم يعتبرونه من أكابر السبعان والمؤسسين لهذه المنطقة منطقة السبعان وبراحة السبعان ودروازة السبعان.

• الراحة.. ساحة بين البيوت لعبت دورها في التجمع ولعب الأطفال القبس








31-07-2011, 04:12 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
اسم عائلتنا مستمد من حرفتنا» حسين القطان: لم يستغن بيت عن مهنتنا

• حسين القطان وصورة مطلع الشباب
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..

الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فعانوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، الا ان قاسماً مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الأيام الخوالي. «القبس» شاركت عدداً من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع حسين بن علي ناصر القطان قال: ولدت في منطقة دروازة العبد الرزاق، الواقعة وسط الكويت بين الشرق والقبلة والمرقاب، وكان منزلنا يجاور بيوت كل من حفيد الشيخ خزعل (حاكم المحمرة)، ويعقوب الوزان، ومحمد البخصمي، وصالح الحمد، (مؤسس فرقة أولاد عامر)، وأحد بيوت عبد الرضا المطوع، وعيسى الخميس، وعلي حيدر، وبيت الشمالي، وجمعان القطان.

قحطان اليمن
وتحدث القطان عن عشيرته وجذورها، فقال: انها ترجع الى عرب قحطان في اليمن، رحلت الى المدينة المنورة واستقرت فيها فترة من الزمن، وفي حوالي القرن التاسع الهجري رحلت الى شرق الجزيرة العربية، واستقر أفرادها في بلدة (الكوارج) في الاحساء، ومن آثار العائلة في تلك البلدة المسجد المعروف بمسجد الشيخ سليم القطان، ولعلنا هنا نستنتج أن عائلة الحاج حسين من الاسر العلمية آنذاك. واضاف: الإحساء في مدلولها الجغرافي تمتد من خليج البصرة جنوباً حتى اجزاء من ساحل عمان، محتضنة الكويت حاليا القطيف وساحل البحرين وقطر، ويبرين البدو، وآل المر، ووادي المياه مسكن قبائل العجمان، وانتقلت العائلة الى الهفوف، حيث اصبحت بلدة الكوارج خالية من البيوت والسكان، ما عدا مسجد الشيخ سليم القطان الذي بقي شاامخا تنادي مئذنته بـ«حي على الصلاة»، وفي السنوات الاخيرة وبسبب التطور وازدهار العمران في المملكة العربية السعودية عادت الحياة مرة اخرى لبلدة الكوارج، التي تسمى حاليا بـ(القوع)، وهي تابعة لقرية القارة، غير انه لا يوجد من يسكنها من عائلة القطاطنة، وذلك بسبب استقرار العائلة في بلدة الهفوف اسوة بعوائل الاخرى. وفي سياق حديثه السلس المترابط يفصح ابونشار القطان عن طبع تميز به الإحسائيون من دون غيرهم من ابناء الجزيرة العربية فهم كالإيرلنديين في ما يتعلق بجذورهم: الواحد منهم يعيش مثلاً في أميركا 300 سنة ويظل يقول «أنا إيرلندي»، وكذلك الحساوي يبقى طول عمره في الخارج ويقول: أنا حساوي والاحسائيون مسالمون في طبعهم، فلا يوجد على مر التاريخ أيّ جريمة قتل ارتكبوها تذكر، وذلك خوفاً من الله يوم الحساب، ولكن ما أحلى اللسان عندهم نتيجة لما يتمتعون به من ثقافة وعلوم وجذور تاريخية حضارية عريقة واستقرار، نتيجة لتوافر موارد الزراعة والمياه العذبة والأرض الخصبة وتربية الحيوان. وقال القطان: مثلما انتقل الكثير من العوائل إلى الكويت من الجزيرة العربية والعراق وبلاد فارس، فقد انتقل بعض أفراد عائلة القطان والعوائل الأخرى من الهفوف إلى أرض الكوت، الكويت حالياً، ولقد لعب أجدادنا دوراً بارزاً بالمال والرجال في معركة الصريف عام 1901م، فحارب جدنا عبد المحسن علي القطان بجانب الشيخ مبارك آل الصباح ضد ابن الرشيد حاكم نجد آنذاك، كما شاركوا ايضاً في الدفاع عن الجهراء في عام 1920م، وساهموا في بناء السور الثالث.
وهنا أطلق ابو بشار زفرات حزن وأسى على السور الذي هدم عام 1957م، والذي حرك قريحة الكثير من الشعراء حول عظمته كالشاعر محمد الفايز الذي قال:
«مزجوا الدماء مع البناء ولم يزل
في الصور من تلك الدّمار آثارُ
وكأنما تلك القلاع مجامد
للعطر وملء فتيلها الأنوارُ»

نداف
واسترسل حسين القطان في حديثه عن أسباب تسمية عائلته بالقطان، فبذكر القطان أو كما يسميه الكويتيون قديماً «ندافاً» وهي حرفة آبائه وأجداده، حرفة عرفتها الكويت، ولم يستغن عن خدمات القطان الكثيرون من أهل الكويت، لقد استورد أجداده القطن من الهند وجهزوه وحشوه في القماش، وعملوا منه الفرش والمطارح والمساند، وعن الأدوات التي كان يستخدمها القطان، والتي لم يبق منها الا ذكراها يلقي أبو بشار الضوء عليها قائلا بانها: القطن والقماش والخيوط والقوس، والشت، والخبزرانة الغليظة والابرة والوتر والشمع، ادوات تستعمل، حتى الترويط (أي انتفاخ القطن)، كل هذه الادوات انتهت بعد أن دخلت الآلة الكهربائية (الماكينة) واستوردها القطان من الهند، ويشير ابو بشار الى انه كان لعائلة القطان عدة مصانع، ولوالده احدها في حي المرقاب في منطقة العزاب، الا ان المصنع لم يستمر لغزو الاسفنج الذي لعب دورا باختفاء القطن.
وقال ابو بشار: القطن والاقمشة تم استيرادها من الخارج في ربطات كبيرة مربوطة باطواق الحديد، وعملية الندف شاقة جدا تستمر ما بين 4 - 5 ساعات للفراش الواحد، وتنثر في الجو غبار الالياف اثناء الندف (التجديد)، مما يؤثر على العين والانف والحنجرة.
وذكر ابو بشار بعض الاسماء لمن عملوا بالندافة وبيع الاقطان والاقشمة والكنابل (بطانيات) والفرش والتجارة، منهم: محمد عبدالله القطان، عبدالنبي القطان، جاسم محمد القطان، مهدي القطان، بدر محمد القطان، عيسى القطان، عبدالحميد علي القطان، منصور وعباس وحسن حسين وعبدالله وجاسم القطان، وعباس عبداللطيف وابراهيم قطان، وسالم قطان، وصقر قطان، ومحمد حسن القطان وعلي ناصر القطان، وكثير غيرهم، وكنا نبيع بالمفرق والجملة على كبريات الشركات، والمطارح، الى العراقيين والفلسطينيين والايرانيين.
وقال ابو بشار: كان سوق الفرش جنوبي سوق الزل ومن اصحاب المحلات: يحيى زكريا، عبدالله العيدان، سعد المنيفي، عبدالله بودي، محمد الفارس، حسن وسليمان الجارالله، فهد وعبدالمحسن الطخيم، احمد وموسى الزراقة، احمد الايوب، علي رضا، ابراهيم الرخيص، صالح الملحم.

بي. أو. تي ونشاطات
قال: كنت مدرسا وبعد الظهر كان والدي رحمه الله يحثني على العمل في المحل حتى اتقن مهارة البيع والشراء، وأنا أول من تبنى نظام «بي. او. تي» (بناء وتشغيل وتحويل) لمدة محددة من السنوات ثم يرجع المشروع للمالك، فتحول الكثير بسبب هذا النظام من الاملاك الى قيصريات، ومن المحلات والاماكن التي قمت بهدمها: مطحنة الغانم وسوق المفاتيح، وسكة الصوف، وسوق الفحم، وجزء من شارع الجديد، والمباركية وغيرها، كان نظام البناء مؤقتا، حينها كانت تحول البيوت الى محلات تجارية.
ومن الأنشطة التي قام بها ابو بشار:
ــــ إصدار جريدة «اخبار الكويت» في لندن اثناء الغزو الصدامي للكويت مع الدكتور جاسم الخواجة.
ــــ ساهم في طبع الكتب للمؤلفين الكويتيين.
ــــ كان من الذين تجمعوا في لندن اثناء الغزو الصدامي، وحضوره الى جدة مع ابراهيم الخريبط، ومحسن الشخص.
ــــ وهو من المزارعين الاوائل في الوفرة، خاصة في زراعة المشروم بطاقة انتاجية تقدر بــ50 طنا سنويا، وكذلك زراعة الطماطم والخيار حيث قدر انتاجها بــ150 طنا سنويا، بالاضافة الى انتاج 1.250.000 صوص (كتكوت) و150000 دجاجة لاحمة.
ــــ ومن نشاطات ابوبشار السعي لدى الجهات الرسمية لتخصيص ارض من البلدية لمسجد الحاكة (جامع الامام الصادق (14) حاليا بمساحة 3000 متر مربع بدلا من 500 متر مربع في ذلك الوقت.
ــــ السعي لتعويض موقع الحسينية الجعفرية في الصوابر بمساحة 1800 متر مربع بدلا من 600.
ــــ تشكيل لجنة لجمع التبرعات بمباركة آية الله العظمى الميرزا حسن الحائري السليمي (ق.س)، ومساهمة في شراء ارض الحسينية الكربلائية بدلا من القديمة بمباركة الميرزا حسن الحائري السليمي (ق.س).
ــــ اعادة بناء مسجد محمد بن ابي بكر في الجهراء.
ــــ تأسيس وإعادة مجلس أبي ذر الغفاري في الشعب.
ــــ مساهمة في تأسيس حملة الباقر والصادق للحج والعمرة.
ــــ الدعم المادي والمعنوي والسياسي للحملات الانتخابية لمرشحي جماعة الامام الصادق في مجلس الامة.
ــــ مساهمة في طباعة الكتب التاريخية المتميزة.
ــــ وهو اول من اسس هيئة المساجد والحسينيات في جامع الامام الصادق.
ومن الامور التي اثارها ابوبشار استغرابه عدم ارتباط جيلنا الحالي بماضيه المشرق المضيء.

الألعاب الشعبية
وتذكر ابوبشار لعبة الدرباحة المصنوعة من قاعة التوانكي اي وعاء الماء، والتي تدفع بالعصا، ولعبة الدقة (الطمباخية) من الاقمشة والعصا لضربها. والديرفة التي كنا نسميها «الرجاجة»، والهاتف المكون من علبتين فارغتين بينهما خيط، والطائرات الورقية الهوائية، وعربات النقل الصغيرة، والنباطة من اغصان السدر والاثل، وحتى الهوشات (المشاجرات) كانت ادواتها من صنعنا وهي: المعجالة، ومن العابنا امكاسر الجوز، ولعبة الجيس، كنا نحصل على ادوات العابنا بالمشقة والارهاق، وقال: اتذكر الكافود المزين وادويره من الطين، والبنديرة، والتناك، والواردة نفطر بها الصائم، وحتى صيد الطيور بالصلابة من صنعنا، ولا انسى «جليب الدوه» و«النباله» و«الكتويل» و«الكردية» و«الفرارة» و«الماصول» و«طك واطمر»، وكانت لنا عادة المحارب والمصاحب اي العداوة والمصالحة، وكنا نقول ونردد: «حنا الجماعة والكطيو بروحه بروحه عسى الله يأخذ روحه بروحه بروحه».

• {القبس} الرفيقة الدائمة القبس







05-08-2011, 02:57 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
على مشارف الكويت رأت مدينة أحلامها ماري في جزيرة العرب



عرض: مهاب نصر
«هذه قصة مرحلة ذات تغيرات عظيمة، قصة التقاء الغرب بالشرق عن طريق الدين والعادات واللغة والتقاليد والشخصيات والتكنولوجيا ورعاية المرضى» بهذه الكلمات تقدم الطبيبة الأميركية ماري برونز أليسون مذكراتها التي صدرت ترجمتها أخيرا عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، والتي تمثل شهادة حية لرحلتها وحياتها في الكويت، التي امتدت من عام 1934 إلى عام 1964، حيث كانت إحدى طبيبات الإرسالية التبشيرية التابعة للكنيسة الإصلاحية الأميركية. ويتضح من مذكراتها أن دورها لم يكن يقتصرعلى علاج المرضى، بل طال في ذلك الوقت نشر الثقافة الطبية الغربية، وتأمين الكوادر المساعدة، وتحسين نظام الصرف الصحي وتأمين التمويل اللازم لعمل الطب الإرسالي.

الوازع الديني الذي تعبر عنه المذكرات بقوة كان وراء اندفاع أليسون للتعاطي مع عادات المجتمع تفاعلا ورقابة، على أمل التبشير والتنصير، كما كانت الفترة الحاسمة من التاريخ التي قضتها في الكويت قد جعلتها قريبة جدا من قصة التطور الاجتماعي الكبير بعد دخول الثروة النفطية ثم مرحلة الاستقلال، ومن ثم لا تمثل شهادتها الشخصية رحلة حياة خاصة، أو مذكرات طبيبة فحسب، ولكن تعبيرا مكثفا عن سنوات يختلط فيها الشخصي بالعام، وتلتبس فيها المهنة بالرسالة الإنسانية، كما تأتي ضمن تقليد تبشيري لعدد من الأطباء المبشرين الذين وثقوا لنشاطهم في الجزيرة العربية أمثال بول هاريسون وستانلي ميلري وآخرين.
هذه الحياة التي أريد
ولدت أليسون في عام 1903 من أسرة محافظة بروتستانتية من أصول هولندية في وسط غرب الولايات المتحدة. وساعدت نشأتها في بيت محافظ ولأب قسيس على توجهها إلى العمل التبشيري في سن مبكرة، وكانت دراسة الطب هي الوسيلة المتاحة للمرأة للعمل الإرسالي في ذلك الحين. عاشت أليسون يتيمة من جهة الأم، وبدا عزوفها عن الصداقات منذ أيام دراستها الأولى وتوتر علاقتها حتى بصديقاتها انعكاسا لرغبتها في الانعزال واستحواذ المشاعر الدينية عليها، «كنت قد أخبرت الجميع أنني أنوي أن اعمل منصرة لذلك عاملوني بوصفي إنسانة تقية، طبعا كنت أعرف أن المسار الذي اخترته لحياتي رفيع لذا لابد أن أكون على قدر من التحفظ .. لم يطلب مني أحد (من الرجال) أن أخرج معه ولم يهمني ذلك».
كان للقائها المبكر بأحد المتنصرين وهو د. بول هاريسون الذي عاش في الجزيرة العربية أثر في اختيارها الرحيل إلى الكويت، وبعد أن سمعت قصته قالت «هذه هي الحياة التي اريد». كانت أليسون قد درست الطب في جامعة بنسلفانيا، كما درست اللغة العربية والدين الإسلامي وقرأت جزءا من القرآن باللغة العربية تمهيدا لحياتها الجديدة.
وسمية في الكويت
قدمت أليسون إلى الكويت في فصل مطير فسماها حاكم الكويت «وسمية» تيمنا بأمطار فترة الوسم الوفيرة وعرفت بالكويت باسم «خاتون وسمية». تقول عن يومها الأول «وصلنا عصر أحد أواخر أيام شهر سبتمبر عام 1934 إلى قمة سلسلة من التلال المنخفضة، وشاهدنا الخط الأزرق للخليج العربي، وقرب المساء وصلنا بوابة الجهرة .. دخلت المدينة وبدأت حياة جديدة وعرفت ما هي النشوة، وهي أن أصل إلى مكان أحلامي».
كانت انطباعات أليسون عن المدينة حالمة ومفارقة لماضيها وهي تقول عنها «الحياة هنا بدت رومانسية ومختلفة عن الحياة في الغرب الأوسط الأميركي، تعرفت إلى المد المحاقي ومد الربيع ولم أكف عن الإعجاب بلون البحر الذي يتغير دائما بحسب الوقت والريح والمد والموسم .. وفي أحد أشهر الصيف راقبت من شرفتي بناء سفينة كبيرة».
تحكي أليسون عن الموقع المتميز للمستشفى داخل المجتمع الذي كان آخذا في التغير، وتمثل الإرسالية داخله نقطة تفاعل حضاري، فتتناول معركة الجهرة وما أعقبها، حيث استطاع أطباء الإرسالية علاج الجرحى الكويتيين، لكن طبيب المستشفى اشتكى في مقهى مزدحم بالبلدة كيف أن أهل البلدة تركوه ومجموعته يقومون بالعمل الشاق، ولم يظهروا لهم أي تقدير، لكن «في وقت متأخرمن هذه الليلة جاءه ثلاثة رجال يحملون حقيبة بها 1000روبية وقالوا إن حكام البلدة يقدرون ما قام به الطبيب وأعوانه .. ومنذ ذلك الوقت أصبح المستشفى جزءا من هذا المجتمع».
خطأ حضاري
تبدي أليسون كثيرا من التفهم لفشل الإرسالية من جهة العمل التبشيري رغم نجاحها طبيا ومهنيا في التعاطي مع كثير من الأمراض، ورغم تمكن أليسون من عقد الكثير من الصداقات من النساء المحليات خاصة بسبب عملها كطبيبة للنساء والتوليد. وتبرر أليسون ذلك الفشل بقولها «لقد كان الإسلام راسخا بقوة لأنه لم يكن مجرد دين بل كان الإطار الأساسي للحضارة والحكم» لكن هذا لم يمنع أليسون من الوقوع في بعض العثرات. ففي أحد الملتقيات بين أطباء الإرسالية وأطباء المستشفى الحكومي ألقت أليسون بحثا عن وضع المرأة في الإسلام من خلال رؤيتها الخاصة للقرآن الكريم، وأثار البحث انتقاد الجهات الرسمية التي اعتبرته هجوما على الحضارة المحلية، وكتبت أليسون اعتذارا بعد أن شعرت بخطأها «وقد هويت في قاع اليأس، وأحاطتني ظلمة ليلة بلا نجوم»، لكن مرض أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر، وما صاحب ذلك من القلق السياسي بانتظار اختيار الحاكم الجديد ذهب بقضيتها إلى النسيان و«نُسي خطئي الحضاري الصغير» على حد تعبيرها.
الحياة الخاصة
سمحت مهنة أليسون لها بالدخول إلى بيوت الكويتيين، مما جعلها ترصد عمارتها وحياة النساء داخلها، واختلافها من طبقة إلى أخرى، والعادات الخاصة بالزواج والولادة، تقول أليسون وهي تصف عروسا كويتية «أخذتني أم عبد الله لنرى العروس التي كانت تجلس وحيدة على أرض غرفة صغيرة تصلي، لبست فستانا من الحرير الأزرق وعليه ارتدت ثوبا رائعا من الجورجيت الأحمر المطرز بخيوط من الذهب الحقيقي وصفوف من الترتر، وكانت تلبس قطعا ذهبية ثقيلة، منها قطعة للرأس تسمى (هامة) .. وكانت تلبس قلائد وخواتم وخزامة للأنف وخلاخل، وكانت تجسيدا للجمال الشرقي».
وفي زيارة لأحد البيوت تصف أليسون العمارة المنزلية «ومشينا في الطريق الخالي الذي مهدته الأقدام بين جدران طينية، لا نوافذ فيها، كانت متساوية الارتفاع حتى لا يطل جار على جاره، وكان الدخول إلى المنزل يتم عبر بوابة خشبية كبيرة في وسطها باب صغير حتى لا يسمح بدخول أكثر من شخص في وقت واحد .. خلف البوابة ممر ملتو مع حاجز ليحجب الفناء المفتوح الذي يسمى «الحريم»... و كان في وسط الفناء الكبير بركة لتخزين مياه الأمطار، وأحاطت بالفناء شرفات ذات أبواب عديدة ونوافذ ذات قضبان حديدية .. وكانت هذه الشرفات تقود إلى غرف تعتبر أجنحة خاصة لكل فرع في نظام العائلة التي قد تتكون من أربعين فردا أوأكثر».
تطور العلاج
قبل العلاج بأدوية السلفا والمضادات الحيوية كان على المرضى الذاهبين إلى المستشفى أن يحضروا قواريرهم معهم، وكانت الإرسالية تقدم دواء يكفي ثلاثة أيام فقط، ولم يكن هناك إلا القليل من المرضى المحجوزين الذين كان عليهم أن يحضروا فرشهم أيضا، حيث لم يكن بمستشفى الإرسالية سوى قوائم الأسرة الخشبية التي صنعت محليا. كما كانت الكثير من العادات المحلية تمثل عوائق للعلاج مثل كثرة الإنجاب «كانت النساء يشعرن أنهن عندما يكن حوامل فستقل احتمالية تطليقهن، لذلك لم يكترثن بالتخطيط الأسري، فكن يواصلن الحمل بالرغم من أن كثيرا من الأطفال يموتون».
لكن الأوضاع تغيرت مع الوقت، وازدياد الوعي وهو ما يدل عليه تطور مستشفى الارسالية التي بلغ دخلها عام 1963 وحده 180.000 دينار كويتي، مع زيادة عدد الأطباء وتطوير البنايات والغرف وتوفير اللوازم الطبية وأعداد الممرضين.
«بالك .. بالك»
لفت التطور السريع للحياة في الكويت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية تدفق الثروة البترولية نظر أليسون التي رصدت انتقال المدينة في عام واحد من استعمال مصابيح الكيروسين إلى أضواء النيون، وبداية ظهور مشكلة المرور لازدياد عدد السيارات «اندفع العالم المعاصر بتأثيراته على المدينة ولم يكن أحد مستعدا له، وكان هناك شعور بالبهجة، كان البائعون مبتهجين، وقد امتلأت رفوفهم بالأقمشة من اليابان والطعام المعلب من كل مكان، وازدحمت الشوارع بالعمال الإيرانيين الذين يمشون بخطوات ثابتة ويحملون أحمالا ثقيلة ويصرخون.. بالك بالك».
وتلتفت أليسون إلى تغير عادات المتزوجات الجديدات حيث «يفضل الكثير من العرائس الجديدات اليوم بيوتا خاصة بهن بدلا من العيش مع والد ووالدة الزوج، وقد ظهر الآلاف من البيوت الجديدة بتصاميم غريبة بعضها مكون من ثلاث طوابق مع شرفات من ألوان صارخة وحواجز وستائر لونها أخضر ووردي وبنفسجي».. وتحكي أليسون عن تطور حياة المرأة حيث زارتها زوجة رجل أعمال اصطحبها معه في رحلات إلى أوروبا وأميركا ولم تكن ترتدي الحجاب فقالت لها إحدى زميلات
أليسون «أنت وزوجك تعيشان الآن مثلنا».
وتابعت أليسون ارتفاع مستوى المعيشة الذي صاحبه برأيها إهدار للنفقات، غير أنه شهد أيضا نمو التعليم والخدمات. وقد غادرت أليسون الكويت إلى البحرين العام 1964 ثم عمان عام 1971 وعادت إلى الولايات المتحدة بعد أربع سنوات إلى أن توفيت عام 1995.
وتختتم أليسون مذكراتها بلقاء مؤثر في إحدى رحلاتها من لندن إلى نيويورك بشخص كويتي كانت تعرفه حيث قال لها «نحن ممتنون لما قمتم به من أجلنا، ولكننا ممتنون أكثر لأنكم جئتم وعشتم معنا».

ماري برونز أليسون

القبس








21-08-2011, 02:58 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
شيء من الماضي
23 جنيها راتب الطالب و60 للملابس و22 للكتب و30 لعطلة الصيف الكويت تستضيف 45 طالبا عربيا وتبتعث 119 كويتيا للخارج
كتب حمزة عليان :
عبداللطيف شملان المشرف العام على ادارة بعثات الكويت في مصر



عام 1954 وضعت دائرة المعارف نظاما للبعثات العلمية، يأخذ بعين الاعتبار حاجة الكويت لاختصاصيين في مختلف المجالات، وفي كل سنة تضع الدائرة جدولا تبين فيه عدد الطلبة الذين يدرسون في الخارج، علما بان الذين يدرسون في مدارس ابتدائية او ثانوية ارسلوا على اساس العلاج من عاهة او مرض، اذ ان قانون البعثات لا يجيز ارسال بعثات من هذه المدارس الا على هذا الاساس.
بلغ عدد الطلاب المبعوثين للخارج 119 طالبا في العام الدراسي 1954 - 1955، و126 طالبا وطالبة في العام الدراسي 1955 - 1956 توزعوا على مصر وانكلترا والعراق ولبنان واميركا والاردن، انتسبوا للجامعات والمراحل الابتدائية والثانوية والمعاهد العسكرية. في المقابل، استضافت «المعارف» عددا من ابناء الدول العربية على نفقتها ويقيم هؤلاء في مكانين، الاول في ثانوية الشويخ والثاني في منزل «ساحل عمان» بالمدينة، وهم موزعون حسب الجنسية ومستوى الدراسة في العام الدراسي 1954 - 1955 على كل من الجزائر وتونس ومراكش والعراق والشارقة وظفار والبحرين ورأس الخيمة، ومجموعهم 45 طالبا. وبلغوا عام 1959 نحو 49 طالبا بالثانوية و11 بالابتدائية. اما عدد المدرسين في مدارس المدينة والمدارس المهنية ومدارس القرى ومدارس الخارج «كراتشي - مومباي - الشارقة - رأس الخيمة» فقد بلغ 719 مدرسا من الكويت ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق. الاحصاءات والارقام منقولة من كتاب «سجل الكويت اليوم» الصادر عام 1956 عن دائرة المطبوعات وهو من مقتنيات الزميل احمد شمس الدين.
وقد تأسست ادارة بعثات الكويت سنة 1944ومهمتها الاشراف على الطلبة المبعوثين من جميع النواحي الثقافية والاجتماعية والرياضية وكان عدد الموظفين في تلك الادارة خمسة وهم: المشرف العام عبداللطيف شملان، المشرف الثقافي عبدالقادر النعماني، المحاسب عبدالله زكريا، السكرتير محمد الدوسري، الكاتب عبدالحميد حمدي.
تعطي الادارة لكل طالب مرتبا شهريا قدره 23 جنيها و60 جنيها للملابس طوال العام و22 جنيها للكتب والادوات المدرسية، و30 جنيها لقضاء عطلة الصيف و8 جنيهات لعطلة نصف السنة.
بلغ عدد الطلاب الكويتيين في مصر وفي مختلف الكليات والجامعات في عام 1959 نحو 76 طالبا.


القبس






27-08-2011, 08:12 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
ذكريات الزمان.. صنعت نجومية الفنان


إعداد: يوسف الشهاب
حين يلتقي الفن بالزمان، ويعود الفنان الى ذكريات الصبا والشباب، تكون الصورة في الذاكرة ذات رونق خاص، يحاكي فيها الفنان تفاصيل الحياة وطريق السير فيها، منذ الطفولة وحتى بداية طريق هذا الفن تمثيلا كان أو غناء حتى بلوغ النجومية، وحينها يقف الفنان في ذاكرته على المواقف والاموات، سواء تلك التي كانت على مقاعد الدراسة في بدايتها او ذكريات - الفريج - وما كان يحويه من منازل وما مارسوه من العاب شعبية كانت بالأمس البعيد تضيف لعالم الطفولة براءة وعفوية، رغم ما فيها في بعض الاحيان من مواقف - عصيبة - ربما لم تكن تخطر على ذهن.
صبية الفريج - ومواقف فيها من - الطرافة - ما لم تستطع الذاكرة على نسيانها.
رفاق الأمس، وبالتحديد عام 1957، كان زمان الصبا يلهو بهم وسط العاب الطفولة تارة، وبين - جلوس العابر - حيث احدى زوايا الحي التي يجتمع فيها الاطفال والكبار في بعض الاحيان.
الصورة جمعت فن المسرح مع فن الغناء، حيث يبدو فيها الفنان المبدع سعد الفرج، أحد أركان الفن المسرحي في الكويت ورائد من رواده، يتوسط المطرب والملحن أحمد عبدالكريم وصديقهما صبيح حسين، وقد وقفوا اما كرة كانوا يمارسون فيها لعبة القدم.

القبس








29-08-2011, 07:04 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
من قديم الكويت عبدالله السالم وعيسى الشيخ يوسف في الهند كتب يوسف الشهاب :




إعداد: يوسف الشهاب
العودة الى دفتر الذكريات هي عودة الى تاريخ قد يكون بعيداً او قريبا، فكل ما مضى على الانسان هو تاريخ او جزء من تاريخ حياته..
بين الكويت والهند تاريخ من العلاقات طويل ومتشعب لم يقف عند فترة زمنية معينة ولا عند نقطة واحدة، بل طافت معظم ميادين الحياة التجارية والاجتماعية، وحتى السياسية، كانت هذه العلاقات، ولا تزال نموذجا ناجحا تطور مع مرور الزمن، واكتسبت من الدعم ما حقق لها من نجاح وتطور على كل صعيد.
في الهند، وبالتحديد في العاصمة التجارية مومباي اقامت بعض العائلات الكويتية فيها واستقرت بتجارتها وحتى في مواليد ابنائها ودراستهم بل ان هناك من ابناء الكويت من دفن في الاراضي الهندية في الخمسينات من القرن الماضي، وان النشاط التجاري بين البلدين كان منذ الاربعينات بتبادل التجارة بين البلدين من خلال السفن الشراعية الكويتية التي كانت تطوف موانئ الخليج الى الهند، كانت الحركة التجارية رائجة انعكست على ازدهار تلك التجارة وحركة البيع والشراء فيها.
الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم كان يختار العاصمة التجارية الهندية مومباي لقضاء اجازته وله فيها قصر كان يقيم فيه وكان الكويتيون الذين يقيمون في الهند يحتفلون بقدومه بالولائم وفي اللقاءات الجانبية معه، هذه الصورة التقطت عام 1951 خلال زيارة الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، الى الهند والى جانبه عيسى الشيخ يوسف، وقد كان يقيم هناك، والصورة من حفل اقيم على شرف الشيخ عبدالله السالم بمناسبة تلك الزيارة.





Pictures%5C2009%5C01%5C08%5Cb91b600f-334b-427c-963b-312e702cafcb.jpg



القبس







31-08-2011, 01:30 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
في كتابه كاديلاك وكوكاكولا ميلر: الكويت .. مدينة الذهب التي يسكنها الجان



عرض: مهاب نصر
«لقد أصبحت الكويت من فرط ما فيها من حركة كمدينة يسكنها الجان..في تلك المدينة القديمة والجميلة ببيوتها العريقة المتواضعة أخذت تكثر المساحات الفضاء، هات الجرافة انسف الأسوار أفسح المكان لمدينة جديدة..للتقدم»، بهذه العبارات يصف المهندس السويسري جون هنري ميلر في كتابه {كاديلاك وكوكاكولا} الصادر عن دار هكسوس بترجمة د. محمد السبيعي فورة الحياة المغايرة التي دبت في أوصال الكويت على اعتاب الطوفان النفطي الذي اكتسح بالحياة العصرية التي حملها كل جوانب العيش ومظاهر العمران. لكن الأهم في مذكرات هذا المهندس الذي عمل في الكويت منذ عام 1957 في مشروع الميناء ، وإن كان قد زارها في ثلاثينيات القرن الماضي، هو تفصيله للقاء الحضاري المدهش في بقعة من الأرض صارت محطا للمطامح والأطماع وتنافس الشركات على الفوز بالمشاريع الإنشائية الكبرى، كما هي حافز لأحلام الثراء ومسعى لطلب الرزق للآلاف الآتين من أصقاع الأرض ببشرات متنوعة كأنها كرنفال إنساني، من أميركا إلى الفلبين ومن مجاهل اليمن إلى الساحل الفارسي.

بلغة روائية يركز ميلر على حياة المهنيين والحرفيين الذين صاروا قوة عمل عابرة للقارات، يصفها كحياة المغامرين الذين يألفون تحديات البيئة وقسوة الطبيعة ولا يصبح الكسب فقط مطمحهم بل التحدي والحياة في مجتمع جديد. بحذق يلتقط ميلر و بلا تعصب حياة السكان المحليين من أبناء الكويت بدوا وحضرا، وبتفهم عميق لقيم الحياة النابعة من ظروف البيئة القاسية التي لم تمنع من الكرم واحترام خصوصية الأجنبي، وتركه يعيش في سلام.
نادي غرانديا
«نادي غرانديا هذا يقع في المعسكر القديم في موضع لا يبعد أكثر من خمسين مترا عن أقصى نقطة يمتد إليها لسان البحر. قام الأنكليز ببنائه منذ خمسة أعوام أما اليوم فنحن الوارثون له». هكذا يصف ميلر النادي الذي كان يقضي فيه عمال المشروع الذي عمل به في الكويت حيث كان يعمل لدى الشركة الأميركية التي تولت بناء الميناء. لكن لميلر المولود في عام 1911 خبرة عميقة بالمنطقة العربية لغة وعادات ، حيث توجه إلى العراق في الثلاثينات من القرن الماضي لبناء طريق بغداد، ومن ثم كان حديثه عن طبيعة التكوين السياسي وتوزيع الثروة هناك ينم عن خبرة، و ذلك حين تعرض لأحداث ثورة الموصل وإحباطها بقسوة.
أما نادي غرانديا فهو بالنسبة لهؤلاء العمال المغامرين الغرباء بدا كجزيرة يؤون إليها من عناء العمل الأسبوعي الشاق تحت سياط الشمس اللاهبة والرطوبة التي تتخلل الثياب وتخنق الأجساد.
عن هؤلاء العمال يقول «رجال يتخذون من كل عمل تحديا شخصيا إنه أحد ضروب الأخوة التي تتوسل لشق طريقها بكل ما هو شاق من جرافات وعمليات نسف وهدم.. يسكنهم نوع من أنواع الفتنة بالأعمال العملاقة...هذا ما شيدناه، تلك هي نصبنا: ميناء، نفق سد».
وحين يفكر أحدهم في العودة إلى الديار نتيجة الظروف القاسية للعمل ليستريح بين أهله ويقص عليهم مغامراته، يقدم ميلر رؤية عكسية حيث يرى الناس في بلاده غارقين في مشاكلهم المحلية بينما يكون العامل قد صار مواطنا عالميا «حتى لو كنت آت من القمر فأحد لا يكترث بما عملت وأين كنت في أصقاع هذا العالم..هذه العاهات التي لم يذهب أنفها أبعد من سان فرانسيسكو لا تود أن تعلم شيئا».
حلم الذهب
كنصف الحالم يتحدث ميلر عن الكويت القديمة «في يوم من الأيام كانت هذه المدينة عتيقة وجميلة وبملامح عربية وأزقة ضيقة وأسواق وممرات ظليلة بنيت بيوتها من الصخور المرجانية والطين وبلا نوافذ .. العزلة عن مجريات العالم والعازل الصحراوي مكنا شعبا كويتيا من النضج، كما يتسم تجار الكويت بالوقار البالغ والنبل الذي لا يمكن رشوته».
لكن نشوة النفط تلبست بالمدينة «أتت بالذهب.. الذهب» فأقبل إليها الحالمون بالثراء وتغير وجه المدينة «بيوت عصرية ذات أربع طوابق، الواحد بمحاذاة الآخر، ولتذهب خصوصية السكن إلى الشيطان.. نود أن تكون أحدث مدينة في الجزيرة العربية؟ أحدث من بيروت والقاهرة.. إعلانات ضوئية هنا.. أضواء نيون حمراء.. نريد أبقار نسلة تومئ برؤوسها.. أن نسمع حركة ساعات سويسرية، سيارات جيب وكوكاكولا فوارة..».
ومع هذا، فإن تحول الكويت إلى{دولة الرفاه التي يشار إليها بالبنان في العالم» لم تفسد المزاج الإنساني الكويتي ممثلا في الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح فقد ظل على خلاف المحيط الخليجي، كما يقول الكاتب «ذلك الرجل البسيط الذي لم يتلبسه هوس الثراء» ولم يرتكب أخطاء كتلك التي أصاب منها بعض حكام المنطقة.
يشيد ميلر قياسا على الحياة في شبه الجزيرة العربية بروح التسامح الكويتية «أمسلم أنت أم مسيحي، عربي فارسي أو أوروبي، هندي، درزي... من أنت وماذا تكون ومن أين أتيت هذا لا يعني شيئا في الكويت.. من يقم في هذا البلد باستقامة وإخلاص فلن يلاحظ البتة بأن هناك قانونا» ويعني بذلك عدم مطاردة الغرباء باللوائح والقوانين.
مهربو البشر
مثلما يركز ميلر على ملامح التغير في المدينة ويقارن على طول الكتاب بين العادات والقيم التي جلبتها حمى الثراء، كذلك يتابع حالات السقوط الإنساني، حين يتحول بعض المستغلين إلى تجار للموت، هؤلاء هم مهربو البشر من الفقراء المنتظرين على ضفة الشاطئ الآخر، متطلعين إلى فرصة للحياة على أرض الذهب. يكتشف الكاتب ذات يوم جثثا طافية وأشلاء لفظتها مياه الخليج «أربعة وثمانون فارسيا أريد تهريبهم إلى الكويت..غرق البوم بكل من حمل، وفي كل يوم يلفظ التيار إلى اليابسة بجثث، وأحيانا بذراع أو ساق.. في رقاب قباطنة سفن التهريب هذه كثير من الضحايا». يصيح هؤلاء القباطنة القساة في راكبي السفينة: الهدوء .. أتودون أيها الكلاب أن يكتشف خفر السواحل أمرنا.. هيا انتشروا على الساحل وتوجهوا فرادى إلى المدينة .. اقصدوا تلك الأضواء فما ترونه هو الكويت. اتضح أن القبطان أنزل ركابه في فيلكا حيث سريعا ما يتم اكتشاف الغرباء، ولا أمل في الإفلات.
كاديلاك وكوكاكولا
تماما كالرحالة المغامرين يعيش ميلر ومهندسو وعمال المشاريع في بيئة تجمع بين التنافس والتضامن بحسب الظرف، لكنها أبدا متغيرة، هكذا ينتهي المشروع، وتبدأ الشركة في البحث عن عقود في أماكن أخرى منها السعودية. يرفض ميلر بقوة ويصر على البقاء في الكويت حيث أثث بيتا وكوّن أصدقاء، وصارت له حياته الخاصة « .. كم أحب أن أرسل بصري في منزلي يمنة ويسرة لأقول: هذه السجادة البدوية مرحة الألوان أهداني إياها عبد الله حمدان، وهاتين الكرمنشاه ساومت عليهما في سوق الزل» حصيلة اسطوانات .. إبريق قهوة ذو منقار، هكذا يقول أحد أصدقاء ميلر «أنت هنا في وطن إذا فالأمور لا تختلف معك». فما قصة الكاديلاك والكوكا كولا إذا؟ هل هي رموز مرحلة التعاطي مع مفردات الحياة المعاصرة وغزوها للمدينة التقليدية؟ ربما لكن ميلر يشير بها أيضا إلى المفارقة الأبدية بين طبقات الناس، ففي حفل التكريم بمناسبة الفراغ من المشروع يسلم الكبار هدايا من سيارات الكاديلاك، أما موظفو الصفوف الخلفية فيكتفى بتوزيع مشروب الكوكاكولا عليهم.






الكاتب على رصيف الميناء بوابة الشامية القبس







31-08-2011, 02:07 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
رئيس الخليج - في تتويج عبدالله السالم من قديم الكويت


فقدت الكويت في 29 يناير 1950 الشيخ احمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه، وهو الحاكم العاشر للبلاد، وفي فبراير من ذلك العام تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في البلاد. وقد شهدت الكويت في تلك الفترة موقفين متباينين بين الحزن والاسى على وفاة حاكمها الشيخ احمد الجابر وبين مبايعة الشيخ عبدالله السالم حاكما للبلاد، ورغم الحزن الذي ساد الكويت على وفاة حاكمها العاشر الشيخ احمد الجابر فان الارادة الكويتية استطاعت ان تستوعب تداعيات الوفاة الحزينة، وان تقف من جديد لمواصلة الطريق الذي بدأه الشيخ احمد الجابر خاصة بعد تدفق النفط والاستفادة من عوائده في نهضة البلاد.
مناسبة تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في الكويت، كانت الاولى من نوعها من حيث العرض العسكري الذي شهدته البلاد لاول مرة في تاريخها، وهو العرض الذي اقيم في ساحة الصفاة، وشاركت فيه بعض قطاعات الشرطة والامن العام في ذلك الوقت، وشهده جمهور كبير من المواطنين، كما شهده المعتمد البريطاني بالكويت ورئيس الخليج الكولونيل ريتشارد فاول الذي وصل من مدينة ابوشهر الايرانية خصيصاً للمشاركة في تلك الاحتفالات الرسمية والشعبية تتويجاً لتسلم الشيخ عبدالله مقاليد الحكم.
هذه الصورة لجانب من تلك الاحتفالات في فبراير 1950، حيث يبدو رئيس الخليج الكولونيل ريتشاد فاول، وهو المعتمد البريطاني بالمنطقة آنذاك، يستعرض حرس الشرف الذي اصطف لاستقباله في ساحة دائرة الامن العام بالصفاة. بعد وصوله من ابوشهر للمشاركة في احتفالات عيد الجلوس، وتأكيداً لاتفاقية الحماية والعلاقات المتميزة بين الكويت وبريطانيا.القبس









31-08-2011, 03:43 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:
رقصر السيف في عهد عبدالله السالم
القبس
• موكب الأمير أمام القصر
كتب حمزة عليان:
400 بطاقة بريدية توثق لتاريخ الكويت، جمعها وأعدها الباحث علي غلوم رئيس، وصدرت في كتاب يحمل عنوان «الكويت في البطاقات البريدية» عن مركز البحوث والدراسات الكويتية.
اخترنا من الكتاب صورتين لقصر السيف، الأولى للواجهة البحرية لمبنى القصر الذي يقع فيه مكتب سمو الأمير. كما يبدو على اليسار من جهة الساحل اليخت الخاص للشيخ عبدالله السالم الصباح وبجانبه سفينة نقل البضائع من البواخر الى رصيف الميناء وتدعى «حمالي باشي» والصورة أصلية، طبعت في بداية الستينات لمصلحة مكتبة التعاون بالشارع الجديد.
أما البطاقة الثانية فتعود لموكب الشيخ عبدالله السالم باتجاه مبنى القصر، وهي من تصوير عظمت شيخ في فترة الستينات.

• مبنى قصر السيف واليخت الخاص لعبدالله السالم







13-09-2011, 04:32 AM
justice
 
التعديل الأخير:
حقيق منزل حافط وهبة بالكويت شهد ولادة أول مكتبة عامة

محمد محمد صالح أول أمين لمكتبة المعارف العامة
كتب حمزة عليان:
في العشرينات اجتمع السادة عبدالحميد الصانع وسلطان إبراهيم الكليب في منزل الشيخ حافظ وهبة بدعوة منه ودار الحديث حول المكان الذي يقترحونه لإنشاء المكتبة العامة. اتفق سليمان العدساني وزيد محمد الرفاعي ومرزوق الداود ورجب بن سيد عبدالله الرفاعي وعبدالرحمن النقيب ومشاري الحسن وعلي الفهد الخالد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي وعيسى القطامي وابلغوا المرشحين دعوتهم فلبوا الطلب ما عدا عيسى القطامي وانعقد المجلس في ديوان سلطان إبراهيم الكليب وتقرر ان يكون عبدالحميد الصانع هو المشرف على تأسيسها يساعده في ذلك رجب بن سيد عبدالله الرفاعي ويتولى أمانة الصندوق، واستأجروا بيت علي بن عامر ليكون مقرا لها وذلك عام 1922 عندما فتحت أبوابها للقراء وعين عبدالله العمران النجدي ملاحظا عليهم، وجمع في ساحتها مجموعة من الكتب التي تبرع بها المحسنون. وفي عام 1923 قرر المجلس المسؤول عن المكتبة الاشتراك بـ"الاهرام" و"المقطم" و"القبس" وان يكون لكل مشترك حق استعارة نسخة من كل كتاب وان يكون عبدالحميد الصانع مشرفا على شؤونها.
بيت علي بن عامر
ثم استقال المشرف من الاشراف وعلى أثر ذلك قرر ان يكون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي رئيسا للمكتبة، سلطان ابراهيم الكليب مديرا لها، كما استقال بعض الأعضاء وانتخب غيرهم. وبعد فترة من الزمن انحل المجلس من تلقاء نفسه فتضاءلت مالية المكتبة . ونقلت من بيت علي بن عامر إلى دكان في شارع الأمير قرب مسجد ابن فارس. وعين مبارك بن جاسم القناعي أمينا لها. ثم نقلت إلى المدرسة الأحمدية فتلف كثير من كتبها هناك.
وفي عهد الأمير أحمد الجابر الصباح عام 1936تألفت لجنة خيرية لاقامة بناء لها في شارع الأمير. وهي مكونة من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي. وعلي بن سيد سليمان وعبدالله الصقر. ومشعان الخضير وسليمان بن خالد العدساني وخالد الحمد العبداللطيف وعبداللطيف ثنيان الغانم وقد ساهم في ذلك جماعة من المحسنين.
تبرع شاهة الصقر
فتبرعت السيدة شاهه الصقر بدكان كانت تملكه. كما أضافت اللجنة اليه دكاكين وبنيت المكتبة. وبعد اتمام البناء عام 1937 الحقت بادارة المعارف تحت رعاية الشيخ عبدالله الجابر الصباح. وسميت باسم مكتبة المعارف العامة.
وفي عام 1937 نقلت المكتبة من المدرسة الاحمدية. وكانت حينئذ لا تزيد كتبها على مائتين وتسعة وثمانين كتابا منها ستون كتابا مفككة الاوراق، وقد عين محمد محمد صالح أمينا لها.
فرعا القبلة والمرقاب
وفي عام 1951 هطلت أمطار غزيرة فخر سقفها وانصدع جدار من جدرانها فنقلت إلى بناية ثنيان الغانم في الشارع الجديد وفتحت ابوابها للقراء واشترك لها بمجموعة من الجرائد والمجلات. فازدحم عليها الزائرون فبلغ عددهم في شهر ابريل 1952 إلى 15 من مايو عام 1952 ألفا وتسعماية وخمسة وثلاثين زائرا. وعلى أثر ذلك رفع أمينها تقريرا الى مجلس المعارف في 24 من شعبان عام 1371 هـ عن سير المكتبة وحاجتها إلى التوسعة. كما اقترح فتح فرعين: فرع في حي القبلة وفرع في حي المرقاب فوافق المجلس على هذا الاقتراح واشتريت الكتب لهما. وفي 23 من شوال عام 1373 هـ الموافق يونيو عام 1953م فتح الفرع الأول في مجلة البريد السابق قرب الصيارفة. وعين مراقبا لها سهيل حسين الزنكي.
وفي شهر اكتوبر من عام 1954 اثار موضوعها مدير المعارف عبدالعزيز حسين أمام اللجنة التنفيذية العليا وبيّن للمسؤولين حاجة المكتبة إلى التوسعة فواقت اللجنة على ذلك وأمرت بتنفيذه.
وقد تقدمت المعارف بمشروع انشاء دار للكتب على احدث النظم، يساير بناؤها وما بها من اقسام تطور الكويت الحديث وبهذا تكون هذه المكتبة بعد اتمامها المكتبة المركزية للبلاد، والمعلومات الواردة في هذا التحقيق استندت إلى الكتاب السنوي الصادر عن دائرة المطبوعات والنشر عام 1956 ويحمل عنوان «سجل الكويت».





عبد الحميد الصانع حافظ وهبة








13-09-2011, 09:04 AM
justice
 
التعديل الأخير:
مارس صناعة السفن النموذجية.. وربط الماضي بالحاضر إبراهيم الفيلكاوي: صنعت بيدي بوماً أهديته للراحل صباح السالم
إبراهيم الفيلكاوي يعرض ما صنعه
كتب جاسم عباس:
مارس صناعة السفن النموذجية من سنة 1967، وشارك في 4 معارض شخصية في الولايات المتحدة الأميركية ومعارض وزارة التربية، والدفاع، والنادي العلمي، وجمعية المعلمين، واليابان. هذا هو ابراهيم عبدالقادر محمد الفيلكاوي الذي قال: «مارست هوايتي أثناء دراستي في المرحلة المتوسطة في منطقة الفحيحيل، فقد عشت بين الاحمدي ومركز فحول النخل (الفحيحيل)، وأهلي أغلبهم كانوا يعملون في شركة نفط الكويت، وهم الذين شجعوني على صناعة السفن النموذجية، وحرف يدوية أخرى، وهم من النواخذة..».


وأضاف الفيلكاوي: «كنت أجمع علب الزيت والكيروسين وصفائح التنك من البنائين، وهذه نسميها «تنكه» من الحديد الرقيق، واعتقد بان اللفظة انكليزية أو تركية، وكان الاولاد يجمعون اغطية التنك ويلعبون بها (الجيس)، وأنا كنت أجمع التنك وأصنع السفن الصغيرة النموذجية، وتسمى «تَنَّاكْ» واسم آخر (العدال) للسباق في البحر، وكنت أعمل لها شراعاً فتسير باتجاه الريح، وكنت اعرض التناك في معرض المدرسة، فكان الأولاد يتبارون في صناعته، ومنهم من يعده للسباق في فصل الصيف في المياه الضحلة».

طريقة الصناعة

اما عن طريقة الصناعة، فقال ابراهيم عبدالقادر: «نأتي بتنكة كاز ونشقها ونعزل القاع والسطح ونقوم بثني وسطها على شكل سفينة، ونضيف اليها العمود والشراع، ونزينها بعلم الكويت حتى تكمل السفينة فتسمى «التناك أو العدال».
وذكر بانه بعد المرحلة الأولى بدأت استعمل الخشب المعاكس الذي طوله متران ونصف المتر، وبتشجيع من النوخذة محمد ابراهيم السبتي اقمت ورشة في البيت، وتبرع النوخذة بالادوات اللازمة عندما اكتشف هذه الهواية وتحت اشرافه استمرت الحرفة اليدوية.
الى اكثر من 45 سنة، ومن ثَمّ ذهبت الى منطقة الدوحة لحضور دورة ومشاهدة صناع السفن النموذجية منهم: علي القلاف، وحسن القلاف لمدة 3 اشهر مع الهنود والعمانيين، وكنت واحدا من عمالهم، وكانوا يسمونني «وُليّد» تصغير ولد. واضاف الفيلكاوي ان هذه الدورة بعثت في نفسي الحب والحنين والحفاظ على ذلك الماضي، خصوصاً وانا فيلكاوي «نصبح الصبح وماي نشوفه»، فآثرت وكرست كل اوقاتي واهتماماتي للحفاظ على هذه النماذج من السفن من الاندثار، لان الكبيرة منها غابت عن عيوننا وعيون الاولاد والاحفاد.

أنواع الخشب

وقال: «سأذكر انواع الخشب الهندي التي كانت تستخدم في صناعة السفن الكبيرة، وايضاً استخدمت هذه الاخشاب في صناعة السفن النموذجية منها: خشب الساج الذي نسميه الذهب بين الاخشاب، فهو افضل خشب لصناعة السفن، حيث يقاوم الماء لوجود مادة دسمة عليه، ولونه ذهبي جذاب ولا يتغير مع الايام والسنوات، استخدم هذا الساج لمن يرغب ويريد كسفينة نموذجية راقية».
واضاف اما النوع الثاني من الخشب فهو منتني، وهو ارخص من الساج، وهذا النوع اذا صنعت منه السفينة يجب ألا تتعرض لاشعة الشمس لان المنتني لا يقاوم الحرارة، وايضاً انا استخدمه لاجزاء معينة من السفينة النموذجية مثل: لوح الكمر والقيطان والسكان. واما النوع الثالث فهو جنقلي، وهو من الاخشاب الصلبة القوية ولا ينكسر بسهولة. وقديماً كان يأتي على شكل جذع شجرة، والجنقلي الهندي هو الافضل. وخشب الفنص هو النوع الرابع من الاخشاب التي تستعمل في صناعة السفن الكبيرة والنموذجية، وفي اللغة الانكليزية تسمى الفنص jack wood ونحن صناع السفن النموذجية نستخدمه احيانا بدلا من الساج، لونه ذهبي، وحتى ثمرة الشجرة حلوة. والخامس نوع مشهور عندنا نسميه بالي pali.
أو «فيني» خشب يلتوي، ويريح من يعمل به ونستخدمه لداخل جسم السفينة.
وذكر عبدالقادر أن السادس هو خشب الفن ويسمى أيضاً بونا Punna والإنكليز يسمونه Poon، خشبه لا ينكسر.
السابع خشب باكة Vaka أسود اللون، فهو من أرخص الأخشاب، أما الثامن الميط فقد كان يستورد من الصومال من قرية ميط وللأسف نادر وجوده الآن، وهو صلب ورخيص ثمنه، والتاسع القَرطَ خشب كالحديد يستورد من عمان العاشر خشب الهمبة وزنه خفيف وحتى لو صنعت منه السفينة النموذجية تكون رخيصة الثمن، وهو نصنع منه الصناديق الخشبية، وكراسي البرمة والحب والغراش.

أول سفينة

وألمح الفيلكاوي الى أن أول سفينة صنعها هي بوم سفار «بعتها بـ 17 دينارا عام 1968 وطولها متر ونصف المتر اشتراها محمد مساعد الصالح واشتريت بهذا المبلغ أدوات لصنع السفن تكفي لعشر منها، والثانية أيضاً بوم سفار طول البوم 3 امتار من خشب الساج الأصلي أهديتها للأمير الراحل صباح السالم الصباح طيب الله ثراه حيث شد رحمه الله على يدي وقال لي استمر يا إبراهيم، وتبرع ببناء ورشة كاملة في بيتي، وهذا التشجيع جعلني استمر وباتقان.
وأضاف قدمت من هذه النماذج إلى الديوان الأميري ليهديها إلى الضيوف والزوار وخلال 45 سنة صنعت 75 سفينة طول الواحدة 3 أمتار، وأما الأحجام الأصغر فحوالي 100 سفينة، والآن في بيتي 25 سفينة نموذجية.

أنواع السفن

وقال الفيلكاوي: «اكتشاف النفط وضع حداً لصناعة السفن في الكويت، وصناعها ماتوا رحمهم الله، وأولادهم لم يمارسوا المهنة، وخوفاً من الاختفاء وضياع المهنة مهنة القلاليف وهم الصناع، وللحفظ بدأت وكما بدأ غيري في صناعة السفن النموذجية، وأنا شخصياً حفظت الصور، وبدأت أصنع وأواجه الانقراض منها: سفن الغوص بدأت بصنع «البتيل» و«البقارة» و«الشوعي» و«الجالبوت» و«السنبوك» و«البوم»، «الورجيه» والهوري» و«اللنج لصيد الأسماك» و«التشالة».
وأضاف: «السفن المطلوبة هي الشوعي والجاليوت، وتكلفة الواحدة بحجم 3 امتار يبدأ من 250 دينارا، وأكثر المشترين من المواطنين، أما السفن الصغيرة فيشتريها الأجانب، وللأسف بدأ الطلب على السفن النموذجية الكويتية يقل بسبب السفن الصينية والهندية المستوردة».
وقال الفيلكاوي: «تستغرق صناعة السفن الصغيرة ما بين 15الى 30 يوماً، وأما الكبيرة من 3 أشهر الى 6 أشهر، واشتركت في مهرجان القرين 1 - 2 - 3 وللأسف لم أحصل على أي شهادة تقدير، واشتركت ايضا مع فواز الدبوس، ومحمد عيسى، والقطامي ودربنا الشباب على الحرف اليدوية، وللأسف ساءت النية عند بعض المسؤولين، علماً بأنني ألقيت دروسا ومحاضرات في المدارس عن الأبوام وصناعتها، وباب بيتي مفتوح للشباب، وهناك من يأتي ويتدرب، وأحدهم صنع بوم سفار ولم يختلف عن بوم أستاذه ومعلمه..».

ربان السفينة

وتحدث عن ربان السفينة (النوخذة)، فقال: «كلمة النوخذة تعني «ناو خدا» أي الاله الجديد بمعنى اله السفينة أو رب السفينة، وهي كلمة هندية ـ فارسية، وكان للنوخذة منزلة اجتماعية، وله أربعة أسهم في رحلات السفر، أما نوخذة الغوص فله ثلاثة أسهم».
وأضاف: «أنا حفيد وابن النواخذة منهم: منصور ابراهيم الخرجي نوخذة على بوم فتح الخير الذي صنع عام 1938، وتنقل في قيادة عدة سفن شراعية بين موانئ الخليج العربي والهند والباكستان وشرق أفريقيا، وآخر سفرة له كانت عام 1944 في البوم المسمى «كاكا» ملك السيد شاهين الغانم، وذكره الشاعر قاسم بن النصرالله عام 1940عندما تعرضنا لمشكلة مع مفتشي الجمارك في ميناء «كراتشي»، فخلص قاسم بحكمته المعهودة ونظم الأبيات:
منصور ذاك الرجل الموقرا
قلب الشجاع قلبه بلا مدى
نجل كرام علمه عميق
ذو نسب وحسب عميق
الى كراجي صاح مذ وصلت
وبيدي الجواز قد أهبت
جاءوا الكتبة والمفتش
وفي جوازي كتبوا وفتشوا
على القدوم في الجواز أشروا
وللخروج صاح لا شيء أخبروا
لذا تحيرت وما علمت
هل أنا مخطئ أم بذا أصبت
خشيت أن يمنعوا نزولي
في بلد أخرى بلا مدلول
لكن منصور الأبي قد بدا
وقال لا تخشَ شيئا أبدا
إني انا منصور أكفيك التعب
فلا تقاس. الهم لا ولا الريب
فسوف أرضيك على الاطلاق
وان فنيت في رضا الرفاق
ومذ سمعت قوله الجسور
علمت حقا أنه منصور
فارقني الوسواس والخوف معا
وبتّ والسرور نحوي قد سعى
يا ربي وفقني لأجزيه على
معروفه الكبير وما قد فعلا
وقال حفيد منصور الخارجي ان مخطوطة كتاب «القواعد والميل والنتيجة وعلم البحر» جمعها النوخذة جدي منصور في حوالي 93 صفحة، نسخة فريدة من نوعها، وقد كتبها في جزيرة فيلكا عام 1939م، وهذا ابراهيم السبتي من نواخذة الغوص عمل مع شعيب بن علي، وخلف الخواري، وعمل بن عيد وغيرهم النواخذة.

معالم فيلكا

واضاف الفيلكاوي: «خرجت من فيلكا عام 1956، وأتذكر معالمها التي نسيت واندثرت منها اسمها «الزور» الذي ذهب في طي النسيان، وقرية سعيدة كان يقع قربها مقام «الخضر» وبالقرب منه قبر «شيخ مراد»، وقرية الدشت، التي كانت مفصولة عن ساحل الجزيرة، وقرية القرينية ما زالت حية بأشجارها وسدرها، وقد سكنها البرتغاليون، والصباحية علاماتها والتي تدخل على البحارة القادمين نخيلها، ومرتفعات شبيجة فيها آثار تعود الى ما قبل الميلاد، مجاورة لمنطقة سعد وسعيد، ومن معالمها 12 قلعة قديمة، وبقايا فخار متناثرة وجنوبها توجد ارض زراعية خصبة هي «صريمة» لوجود شجرة صريم كبيرة الحجم.


في ورشته في ورشته يعلم ويشرح صالة عرض ما صنعه



القبس






14-09-2011, 10:00 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
icon1.gif

Pictures%5C2009%5C08%5C14%5C1cbb2bca-05f7-4d12-ab89-e9824ab25e88.jpg




من قديم الكويت صباح السالم في زيارة جمال عبدالناصر



إعداد: يوسف الشهاب
بين الكويت ومصر، علاقات تاريخية عميقة الجذور، امتزجت بدماء الشهداء فوق أرض الكنانة، هذه العلاقات بدأت في ثلاثينات القرن الماضي بارسال أول بعثة طلابية للدراسة في القاهرة من أربعة طلاب عام 1939.
ثم في ارسال مصر اول بعثة تعليمية من المدرسين للتدريس في مدارس الكويت، وفوق ذلك كانت ولا تزال الزيارات بين المسؤولين في البلدين لتوثيق هذه العلاقات وتطويرها على جميع الاصعدة. واذا كانت مصر قد استقبلت طلاب الكويت للدراسة في جامعاتها ومعاهدها، واستقبلت السياح الكويتيين على مدار العام، واذا كانت الكويت استقبلت الجالية المصرية فوق أرضها ووفرت لهم سبل العيش الكريم، فإنها أيضاً استقبلت أول سفير لمصر في الكويت في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه.. ان العلاقات الكويتية - المصرية اليوم قد وصلت الى آفاق رحبة من التعاون المثمر الذي دفع بهذه العلاقات نحو الأمام.
في عام 1955 قام الأمير الراحل الشيخ صباح السالم، طيب الله ثراه، وكان آنذاك رئيساً لدائرة الشرطة، بزيارة الى مصر والتقى خلال تلك الزيارة الرئيس جمال عبدالناصر، فكانت هذه الصورة التي يبدو فيها من اليسار الامير الراحل الشيخ صباح السالم، الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، المرحوم الشيخ سالم الصباح، المرحوم عادل جراح ثم عبدالرحمن العتيقي ومتولي ابراهيم من القصر الجمهوري..



القبس









15-09-2011, 01:19 AM
justice
 
التعديل الأخير:
العجيري في حديث الذكريات مع القبس الحرب العالمية الرابعة ستكون بالحجارة لأن الثالثة ستدمر كل شيء

صالح العجيري
كتب حسين حاجي:
بمجرد موافقة العم الدكتور صالح العجيري على إجراء اللقاء، احترنا في التفكير كيف يمكننا ان نستفيد ونتعلم ونرحل في بحور الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل من ماضي الكويت، الذي عايشه الباحث الفلكي الذي يعتبر علما من أعلام الكويت، وبقينا فترة نتساءل «من وين نبدي معاه ووين ننتهي؟ لأننا أمام حقبة تاريخية ورجل يملك عنها معلومات قد تضاهي ما تحتويه كل المعلومات التي تحتويها مكتبات الكويت، فهو منبع للعلم الفلكي ومؤسسه في هذا الإقليم من العالم العربي.
وزاد انبهارنا عندما دخلنا إلى ديوان العم بو محمد في منزله، والذي ملأت جدرانه دروع الشكر وشهادات التقدير التي لم يجد لها مكانا يكفيها على الجدار، فوضع الكثير منها على طاولة في منتصف ذلك الديوان.
ولمدة ساعتين من الزمن الجميل، رحلنا مع العم الدكتور صالح العجيري إلى تاريخ الكويت منذ اوائل العشرينات حتى وصلنا إلى الحاضر الذي لم ولن يكون كما هو عليه لو لم يكن الكويتيون الأوائل أمثال العجيري على هذه الأرض، وفي ما يلي التفاصيل:
• العم صالح.. الكثيرون يتساءلون عن سر حبك لعلم الفلك.. فما هو؟
ـــــــ السبب الأول لأنني في صغري كنت أخاف من الظواهر الطبيعية، كالرياح والمطر والظلام، وأخاف من قصف الرعد ووميض البرق، فدخلت إلى علم الفلك لأعرف عدوي واتقيه وأتعامل معه، أما الباب الثاني فإن والدي رحمه الله أرسلني إلى البادية لأتعلم الفروسية والرماية والحياة الخشنة، فكنت ضيف قبيلة الرشايدة، وهناك بهرتني سماء الصحراء بجلالها وجمالها وبهائها وشمسها المضيئة وقمرها المنير والنجوم المتلألئة، من هذا الباب أيضا دخلت إلى علم الفلك.
وعلم الفلك هو قصه حياتي لأكثر من 70 سنة، فمن صغري كنت اتعب على المعلومة لعدم وجود مدرسي فلك ولا مراجع ولا كتب ولا خرائط ولا جداول، ومرة وقع في يدي كتاب اسمه «الزيج المصري في حسابات القمر والشمس» لمؤلفه المصري عبد الحميد مرسي، ودرست الكتاب ثلاث سنين وعرفت الكثير منه وخفي علي أكثر مما عرفته، ولذلك قررت أن أسافر إلى مصر لالتقي بالمؤلف من حرصي على المعلومة وافهم منه الأمور التي خفيت علي من الكتاب، فسافرت من الكويت للبصرة بالسيارة ومنها إلى بغداد بالقطار ومن بغداد إلى الشام في سيارات من شركة «نيرن»، ثم من بيروت ركبت الباخرة إلى الإسكندرية ومن الإسكندرية إلى القاهرة بالقطار، وركبنا الباص وسيارة عادية وركبنا حمير بالقيطان نبحث عن عبد الحميد مرسي غيث في مكان اسمه بيت النخاس، ولما وجدته كان يبلغ عمره 80 سنة وبلغ من الكبر عتيا.
وما قصر، علمني الأشياء التي خفيت من الكتاب وزودني بدروس وغيرها، وقال لي «ان مكاني بعيد وانه كبير بالعمر لذا سيحولني إلى أحد تلامذته في القاهرة، وهو عبدالفتاح وحيد احمد، وأنا مدين له بكثير من المعلومات التي عندي، وكان يملك مكتبة كبيرة في علم الفلك جمعها خلال سنين، قسم منها مترجم وقسم مخطوط وقسم مترجم عن كتب الدولة العثمانية التركية، لكن لا يسمح لأحد بأن يراها و«مصكر عليها».
وكنت متشوقا لأرى المكتبة فبقيت سنينا عنده يعطيني كتابا واحدا فنقرأ عن موضوع ويرجعه والموضوع الثاني نقرأه ويرجعه وكانت وصيته لزوجته إذا مت ادفنوا كتبي معي، وذلك من حرصه على كتبه، وأنا بطبعي أحب الفلك وودي ان أرى هذا الكنز العظيم الذي يملكه، وفي يوم من الأيام اتصلت بي زوجته لتخبرني بوفاته وبعد تعزيتها بينت لها رغبتي بالحصول على كتبه، وقالت إن شاء الله تعال إلى القاهرة خذ الكتب التي تريدها وسنتصرف بالباقي، فأخذت معي 3 شنط وفتحت الكنز ووجدت كتبا منذ سنين كنت غير قادر على الحصول عليها، فاخترت 70 كتابا وسألتها عن المقابل فقالت «ببلاش خذهم دول ضرتي بالليل يقراهم ويخليني».
ومرة من المرات قبل أكثر من 30 سنة كنت في ولاية كولورادو في أميركا فوقعت في يدي مجلة فيها عنوان الشركة التي تصنع القبب الفلكية فقررت ان أسافر إليها، وبعد 5 رحلات بالطائرات وصلت إلى مدينة جاكسون عاصمة ولاية مسيسيبي وذهبت إلى الشركة وطلبت قبة.
ما زلت طالباً
• ما السر الذي يجعلك لا تشعر بالملل من ممارسة علم الفلك؟
ـــــــ لانه أصبح مجديا، فأنا جنيت ثمار تعبي، عملت رزنامات وألفت كتبا كثيرة وأعطيت دروسا كثيرة، وصار شغفي، وتعبت لأنني قضيت سنينا طويلة مع كل جزء من أجزاء هذا العلم، فللرزنامة قصة معي، وللمرصد قصة، ولكل شيء من هذا العلم قصة تعز ذكراها عليّ.
• هل يوجد شباب كويتي قادر على مواصلة إبداع العجيري بمجال علم الفلك؟
ـــــــ يقدر لكن بشرطين، أول شيء الرغبة، ثاني شيء الاستمرار، فأنا استمررت أكثر من 70 سنة وما زلت طالبا في علم الفلك، وأنا من الناس الذين يأخذون بالحكمة، «من ظن انه علم فقد جهل»، وما زلت ادرس علم الفلك وعمري 88 سنة «باجيلي 12 على الـ100».
• وهل هناك أسماء في الساحة تتوقع ان يكون لها مستقبل في علم الفلك؟
ـــــــ هناك كثيرون ما شاء الله عليهم.. تلميذاتي من البنات منى عنبر والدكتورة هالة الجسار وأخريات، ومن الشباب مساعد الحماد وخالد الجمعان وعادل السعدون وآخرون كثيرون.
صراع النظريات
• ما مشكلة الماء المستقبلية التي توقعتها؟
ـــــــ دائما أحب الحديث عن هذا الموضوع لأبيّن الصراع بين النظريات، بمعنى أن النظرية يوجد نظرية عكسها، وهي نظرية علمية لكنني أضفت اليها شيئا من الخيال لأبيّن التناقض، فالنظرية العلمية تقول إننا الآن نعيش عصر الدفيئة، وهو الاحتباس الحراري والبيت الزجاجي، لأن ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى التي تنفثها المصانع والدول الصناعية تصعد إلى عنان السماء، فتحجب جو الأرض عن خارجها، فصرنا مثل البيت الزجاجي ومثل السيارة إذا أغلقنا نوافذها محصورين، وصارت حرارة الأرض لا تخرج فحوصرنا بثاني أكسيد الكربون، ومعنى ذلك ان الحرارة ستزداد على الأرض مع مرور الزمن، والثلج بالقطبين سيذوب، وإذا ذاب فسيتحول إلى ماء ينزل في البحر فيرتفع مستوى البحار ويغرق كثير من المدن، خصوصا المدن الساحلية، وسيدخل الماء المالح الى مصبات الأنهار فيخرب الماء العذب المستفاد منه في الشرب والزراعة، واليوم سكان الأرض 6.7 مليارات نسمة، وفي سنة 2050 سنصبح حسب التوقعات 11 مليار ونصفا، وهو ما يعني زيادة عدد السكان والشح في المياه.
• هل نعتبر هذا سبباً لخوف الناس من المستقبل؟
ـــــــ لا، فإذا أكملنا النظرية العلمية فإن معناها كل بلد «ستصكر» على الماء الذي لديها ولن تعطي جيرانها وتصير المشاغبات والمنازعات بين الشعوب، وستنتج عن المنازعات الحرب العالمية الثالثة، وهي لن تكون كالحرب العالمية الأولى أو الثانية، بل ستكون حرب نجوم أو تفجيرات نووية مريعة.
وأحد المخططين الاستراتيجيين عندما سألوه عن نوع السلاح في الحرب العالمية الثالثة أجاب «لا أدري، لكن انا اعرف السلاح في الحرب العالمية الرابعة، حيث سيتقاتلون بالحجارة لأن الحرب العالمية الثالثة ستمحو الدنيا»، فإذا وقعت الحرب التي لن تقع، وهي الحرب العالمية الثالثة، فإما ستكون حرب نجوم أو تفجيرات نووية مريعة، وهذا يولد الغبار النووي الذي سيرتفع إلى عنان السماء فيحجب عنا ضوء الشمس ويحل بنا الشتاء النووي المنتظر.
وهنا أضفت النظرية الخيالية لتتلاءم مع الفكرة، فإذا صارت حالة الشتاء النووي فسنتجمد ونضطر إلى قطع أطرافنا التي يعتمد عيشنا عليها.
والآن أضيف أن الله خلق الأرض وقدر فيها أرزاقها، والغار النووي سينقشع وتعود الحياة لسيرتها الأولى وبل أفضل مما كانت، كما أعتقد أن كل هذا الشيء ربما «ما راح يصير» لان العلم سيتطور وسيكتشف العلماء طرقا جديدة لتحلية الماء تغطي كل الحاجات الإنسانية، سواء بإضافة مواد إلى مياه البحر أو بالتناضح العكسي او بالطرق الاخرى التي لم نسمع فيها إلى اليوم.
آلات ومشاركات
• حدثنا عن بدايات علم الفلك والفرق بين الآلات الفلكية القديمة ونظيراتها الحديثة؟
- في الزمن القديم الإنسان نظر إلى أعلى فظهرت له السماء الدنيا بجلالها وجمالها، فظن أن هذه هي التي تدير شؤون الكون فعبدها وأقام لها الأبراج وغيره. ومن هنا بدأ علم التنجيم، لكن لما نزلت الأديان السماوية عرف الإنسان أن لهذا الكون خالقا ومدبرا فبدأ علم الفلك.
فعلم الفلك وليد علم التنجيم، لكن علم التنجيم بقي يراوح مكانه، لأنه ليس مبنيا على أسس ولا يزال كذلك. وفي الماضي طبعا لم توجد المناظير فكان الفرد يستخدم عصا أو شيئا يستظل به من الشمس ويرى اتجاهه، أما خلال الليل فإنه يعتمد على النجوم، يعني يضع له عصا أو دائرة ويرى الاتجاه، وتطورت الآلات على مدى السنين الطويلة.
• هلا تكرمت وحدثتنا عن مشاركاتك الدولية؟
- بدأت مشاركاتي الخارجية منذ الصغر، فخرجت من المدينة لأتعلم عند البدو ونواخذة البحر واسألهم عن الهواء والاتجاهات وغيرها من الأسئلة الفلكية، ثم تعلمت بآلة الفلك الاسلامية المسماة بـ«الربع المجيم»، وهي آلة تصنع من الخشب أو النحاس استعملها المسلمون الأقدمون لمسح الارتفاعات والاعماق وللتوقيت، فيحسب فيها شروق الشمس وغروبها وغيرها والمواقيت.
ومن أهم المؤتمرات التي شاركت فيها كان في العاصمة التركية في عام 1978 عندما دعيت إلى مؤتمر لتوحيد الشهور العربية الإسلامية ونتجت عنه توصيات ايجابية ومفيدة لتوحيد الشهور بالدول العربية، ولكن مصيرها كان كمصير معظم القرارات العربية الإسلامية بطيها وحفظها بالادراج. ومع تطور وسائل الاتصالات تواصلت مع مرصد غرينتش الفلكي والــ«us navel» وهو مرصد البحرية الأميركية ومعهد علوم البحار في بريطانيا وغيرها الكثير من المشاركات التي لا تعد، وهي مستمرة إلى اليوم، فعلم الفلك حدوده الجغرافية تمتد مع امتداد الافق.
الاختلاف
• رأيك بالاختلاف الأزلي حول بداية الأشهر العربية بين الدول العربية؟
- في القدم كانت المدن صغيرة فيها 10 آلاف فرد وقلة الأفراد كانت تكفيهم رؤية شخصين للهلال. والحاصل اليوم أن المسلمين في العالم هم مليار وربع المليار نسمة وكلهم متواصلون مع بعض ويرون بعضهم البعض، فلا يكفي أن يرى الهلال فردين فقط، وهذا محور جدال بين الفلكيين.
وعما يتعلق في رمضان والعيد، فقد بحث فيه الكثير وقدموا الكثير من الأبحاث والدراسات، وللأسف الشديد إلى اليوم لم نتوصل إلى حل ليكون للمسلمين يوم واحد للصيام والعيد.
ويعود ذلك إلى وجود الكثير من الاتجاهات، فالسُنّة يكتفون بفردين لرؤية الهلال، اما الشيعة فيقولون «رمضان مو لعبة لكي يحدده اي فردين، بل يجب أن يكون عددا كبيرا، وان يكونوا كلهم من الثقات». بينما توجد فرق إسلامية أخرى يوجبون ان يروا الهلال جميعهم وبأنفسهم ليصوموا.
ومن الطرق الموجودة طريقة السيد محمد حسين فضل الله، الذي يتصل بي بشكل مستمر وبالفلكيين من جميع أنحاء العالم، ويسأل عن رؤية الهلال في البلاد الإسلامية، فإن تمت رؤيته يعلن عن رمضان، وأحيانا يكون قبل رمضان بأيام عدة، وإذا لم يجد الهلال في البلدان الإسلامية يبحث عن الهلال الذي يظهر في البلدان غير الإسلامية التي نشترك معها في جزء من الليل، فإن ظهر يعلن عن رمضان.
واعترف بعدم شجاعة الفلكيين بإعلان بداية رمضان، ولكن تلك الشجاعة ستتوافر في أبنائنا الذين سيواجهون علماء الدين ويقولون «أليس الصلاة بعمود الدين وفرضت في السماء، وسيجيب العلماء بالإيجاب، ويحجونهم بالتطور الحالي باستخدام الساعة في تحديد وقت الصلاة أو الميكرفونات والسماعات في توصيل صوت الاذان بدلا من الصوت الطبيعي، وبذلك يقولون ان الهلال يمكننا أن نراه من خلال الأدوات الفلكية التي تكون احتمالات ونسب الخطأ فيها قليلة جدا».
ليلة السهر
• هلا حدثتنا عن رمضان سابقا وكيفية استعداد الكويتيين لاستقبال الشهر الفضيل؟
كان الاستعداد لهذا الشهر من ليلة النصف من شعبان وتسمى بليلة السهر، فكان أجدادنا وآباؤنا يسهرون في هذه الليلة لأنها ليلة تغتفر فيها الأعمال، فكانوا يصلون ويدعون ويقرأون القرآن، فانتقلت هذه العادة وأصبح الأولاد والبنات يستمرون في السهر إلى الفجر، يتفاخرون على أقرانهم بقدرتهم على مواصلة الليل مع آبائهم، ومع انشغال الآباء والأمهات بالعبادة في تلك الليلة كان الأبناء «يشيطنون» بخروجهم من المنزل ورميهم أبواب الناس بالأحجار لثقتهم بانشغال الآباء والأمهات بالعبادة.
وأواخر أيام شعبان كانت تسمى «بدقة الهريس»، وكان يطبخ في يوم الخميس ليلة الجمعة، وكنا ننتظرها، وكان الهريس يضرب بجذع نخل محفور من خشب ويسمى بالـ«محباس» يوضع القمح فيه، ويرش بالماء ويدق بعمود لتنظيفه من القشرة، وكان النساء تتعاون فيما بينهن.
وكان الآباء والأجداد يتراؤون الهلال، وعند رؤيته كان يضرب المدفع للإعلان عن دخول شهر رمضان، وكان صوت المدفع غير واضح في بعض الفرجان فكان الاولاد يتجمعون في البراحات والساحات التي كانت في الفرجان سابقا، وعند سماعهم لصوت المدفع الذي يعلن عن موعد الافطار كانوا يصيحون بـ «أووووه أوووه» ليسمعوا جميع البيوت بدخول وقت الافطار وانتهاء الصوم، وكان الاولاد ملتزمي الصمت ولا يصدرون الـ «أووه» إلا عند سماعهم صوت المدفع.
وفي يوم الخميس وليلة الجمعة في رمضان الكريم والتي تسمى بليلة النافلة، كان الآباء والأجداد يطبخون «الهريس» ويوزعون على الجيران والاقارب، وكان الهريس لا يصنع طوال العام للظروف المعيشية الصعبة في ذلك الوقت، فكانت ليلة النافلة ليلة فرحة للاولاد والبنات لأنهم سيأكلون «الهريسة»، اما اليوم فالـ«هريس» لتذوق طبخ الجيران وليس كوجبة رئيسية كما كانت في السابق.
• وماذا عن القرقيعان؟
القرقيعان في السابق كان في ليالي الـ13 والـ14 والـ 15 لأن القمر يكون بدرا وتكون الرؤية واضحة للجميع، وكان القرقيعان الذي يوزع اما من المنتهية مدته او من الذي قاربت مدته على الانتهاء، فكان البائعون يتخلصون منها ببيعها هي فقط لمن يستعد للقرقيعان، أما اليوم فإننا نجد الحلويات بأفخر أنواعها وأغلى أثمانها في القرقيعان، وكان الأولاد ينشدون في القرقيعان الأناشيد التي لا يعرفها ابناء اليوم «فالهندية او الفلبينية تشيل الأطفال وتفتر فيهم مع السائق بالسيارة ويطقون البيبان ويقولون بابا في قرقيعان، وين أغاني أول، وعندما نعطيهم القرقيعان يقولون شكرا، فماذا شكرا!! أين الأغاني التراثية الجميلة؟»، وبعدها كانوا يستعدون لاستقبال العيد.
عادات تلاشت
• ما العادات التي تلاشت وتتمنى عودتها في رمضان الحاضر؟
ـــــــ افتقدت العادات التي كانت موجودة أيام «طيحة سكة الغوص»، وكان الناس في عوز وحاجة لأن اليابان اكتشفت سر زراعة اللؤلؤ، فكان الكويتيون يتعاونون ويطلبون حاجاتهم من بعضهم البعض، بل وبسبب العفة كان
الجيران والأقارب هم الذين يبادرون بمساعدة إخوانهم وأهلهم، فانا بنفسي أرسلتني أمي إلى بيت الجيران لأخذ عود كبريت منهم أو لأستلف منهم العيش وكل وسائل المعيشة.
ومن شدة وقوة الصلات الاجتماعية كان النساء ينتقلن إلى الفريج الثاني من خلال باب صغير مفتوح بين بيوت الجيران يسمى بالـ«فريه» لا يستخدمه سوى النساء للتزاور.
فضلا عن الأمان الذي كان بائع الذهب يبيع الذهب في السوق وهو يلبسه ويحمله من دون حماية.
• كيف كان الكويتيون قديما يقضون يومهم في رمضان؟
ـــــــ الناس بأزمانهم أشبه منه بآبائهم، فالإنسان يشبه أباه ولكنه يشبه زمانه أكثر، ففي السابق لم تكن هناك الكهرباء او التكييف او المواد الغذائية والنعم التي نعيش فيها اليوم، فكنا نكتفي بأكل الرقي كوجبة إفطار، بالإضافة إلى نقص المياه، فكانوا مجبورين على الاستمرار في العمل وطلب الرزق، وكان يختلف إذا كان رمضان في الصيف أو بالشتاء، ففي الشتاء الرجال يقضون طوال يومهم في الخارج ويحرصون على لبس دشداشتين لتدفئ إلى وقت الإفطار، أما في الصيف فكانوا يعملون إلى أن تشتد عليهم الحرارة، وكانوا يبللون «الوزار» ويضعونه على رؤوسهم كوسيلة للتبريد.
الاستعدادات
• كيف كانت الاستعدادات لاستقبال العيد في الكويت سابقا؟
كانت النساء يضعن الحنة او «السومار» ويعملن النقوش، وكانت أشهر نقشة على حرف الـ Z، وكانت النساء يستعددن أيضا بلبس الحلي والذهب، ومن المظاهر الحسنة التي نفتقدها اليوم عند الاستعداد للعيد أو لأي مناسبة لم يكن من المعيب أن يستعير أي رجل بشت من شخص يعرفه، وكانت النساء يتشاركن في لبس الحلي والذهب، فمن لم تكن تملكه كانت تستعيره من جاراتها أو قريباتها.
وكانت فرحة الأولاد والبنات واستعدادهم لاستقبال العيد سرها العيادي، فكانت العيدية تقتصر على البيزة، وهي العملة الهندية التي كانت متداولة في الكويت، والبيزة تعادل الفلس في عملتنا اليوم.
وكان هناك الافراد الذين ينتظرون رزقتهم من بيزات الأطفال ولقبهم الأطفال «ببلاعين البيزة» وكانوا يجتمعون في ساحة الصفاة وبالقرب من مراكز الاحتفالات بالعيد، وكانت وسائلهم الحمير التي كانوا يزينونها بالحناء او السيارات التي تأخذ الأطفال بنزهة صغيرة أو بركوب الأطفال بالـ «دوارف»، ثم يأخذون منهم بيزاتهم كمقابل للوسيلة الترفيهية.
وكان وجهاء الكويت في السابق يركبون الحمار كوسيلة «كشخة» بالنقل، فكانت الحمير من وسائل الكشخة في العيد سابقا، وخاصة اذا كان هناك «سايس» يسحب الحمار، ومن المناظر المضحكة إذا رأيتموها اليوم أن الوجيه الذي يركب الحمار يمسك بيده «الشمسية» ليستظل بها من الشمس.
وكانت من العادات قديما انه في أول يوم للعيد أهل منطقة جبلة يعايدون ويزورون أهل شرق، وفي أول يوم العصر يعايدون أهل المرقاب، اما اليوم الثاني من العيد فيعايدون أهل جبلة، وكان الرجل لا يعيبه عدم لبس النعال، فكان معظمهم يلبسون الزي الشعبي مع البشت ولكنهم يتجولون حفاة الأقدام، ومن العادات التي تلاشت اليوم المعانقة في تهنئة العيد.
الجدول اليومي
• ما جدولك اليومي؟
ـــــــ كنت أنام «زين» بالأول، ولما سألني الطبيب أنت تنام جيدا؟ جعلني أفكر هل أنام جيدا أم لا وأضاع نومتي، أنام وكل ساعتين أصحى من النوم بالليل، انتظر الصحف وأصلي ثم اتفطر في السابعة صباحا، واقضي حوائج الناس في مختلف الجهات والدوائر الحكومية، أو اذهب لتعزية الأفراد، ثم أعود لأستريح عصرا، أما ليلا فازور الديوانيات، يوم السبت ازور ديوانية البرجس، الأحد ديوانية شهاب، الاثنين ديوانية الصقر، الثلاثاء ديوانية الجار الله، الأربعاء والخميس لا ازور ديوانيات وتخصص للدروس والمقابلات، أما الجمعة ديوانية بوبدر.
اما بالنسبة إلى رمضان فانا اتسحر في وقت متأخر جدا وقبل الامساك بقليل، وبالنهار أحاول ان لا اجهد نفسي وليلا ألتزم بديوانية البرجس كل ليلة، ويكون العشاء هناك كل ليلة على واحد، اما في اول الليل يزورني ابنائي واقاربي.
• ما الوجبة التي لا تستغني عنها؟
ـــــــ المرق والمرقوق، والبطاطا والماش التي لم يكن والدي يحبها وكنا شبه محرومين منها.
• ما الهوايات التي تحب ان تمارسها؟
ـــــــ وانا صغير كنت احب البناء، وكنت ابني للدجاج والحمام، وعندما كبرت وبلغت العشرين، وكنت طالبا في المدرسة المباركية، وانا رب اسرة بنيت جدران بيتنا بالصالحية، وكان يقع مكان دائرة الإطفاء العام، واخذ معي مدة طويلة، وكان إهداء من الشيخ احمد الجابر الصباح رحمه الله.
تواضع الشيخ جابر
• كنت زميلا للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.. فبماذا تذكره؟
ـــــــ اذكر المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بتواضعه، فكان زميل في أيام الدراسة، وبداية دخوله للمدرسة كان يرفض أن يجلسوه بالأمام لكونه ابن أمير البلاد، ولم يقتنع بذلك الموقع إلا بعد أن أيقن أن القصير يجلس في الأمام والطويل في الخلف وليس لكونه ابن الأمير،
ومن أدلة تواضعه أن في زمان توليه الحكم كل العملات النقدية كانت تحمل صور حكام دولها إلا الدينار الكويتي الذي منع وضع صورته عليه، بالإضافة إلى منع أصحاب العزاء من نشر رسائل شكر له في الصحف على قيامه بالتعزية لأنها تكلفهم مبالغ كثيرة.
وكان رحمه الله يأخذ بالنصيحة، في يوم من الأيام مررت بمنطقة حولي، ورأيت لوحة كبيرة مكتوبا عليها إدارة السجون، فتحدثت معه هاتفيا وقلت له « طويل العمر شنو إدارة السجون اللي يمر عليها علباله الكويت مليانة بالسجون؟ فأمر بتغيير اسمها»، وعن نفسي أخذت منه الشيء الكثير وخاصة عندما كان رئيس مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وكان دائما يؤم جماعته في القصر في الصلوات الخمس وصلوات التراويح، بالاضافة إلى انه كان يوجب الجميع ويزور الدواوين.

حب بنت الجيران
كشف الدكتور صالح العجيري ان قصة حب بنت الجيران التي يذكرها معظم الصحافيين الذين قابلوه تكون بمبالغة من الصحافيين، موضحا: الحقيقة أنني عندما كنت صغيرا أراد جارنا أن يزوج ابنته بسرعة، وقال لوالدي أنا أهديكم ابنتي كزوجة لصالح ابنك، ولم يرض والدي وكل منا راح في حال سبيله، ومن أحببتها حقيقة هي زوجتي أم محمد التي تزوجتها في عام 1941 وخطبتها لي زوجة أبي ووصفتها لي واخترتها، ودليل حبي أنها بآخر خمس سنوات من عمرها أصيبت بمرض، فكانت تنام على الفراش وأنا أنام على الأرض لخدمتها إلى أن أخذ الله أمانته.

توصيات
تحدث العجيري مخاطبا الجيل الجديد: إن ما تتعلمونه عن طريق الوسائل الحديثة كالانترنت وغيرها من الالكترونيات لهو أمر حسن، ولكن لا تنسوا الكتاب «ذا الدفتين»، وأوصيهم بالإبحار في بحور العلوم الواسعة وبمختلف أنواعها، وأذكر أولياء الأمور بالنصيحة «لا تكرهوا اولادكم على أخلاقكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم».

دشداشة تقرقش
كان لبس الدشداشة الجديدة معلما من معالم العيد لم يكن الرجل أو الصبي يعيد، إلا إذا لبس دشداشته الجديدة والتي يصدر منها صوت «قرقش قرقش قرقش»، ذاكرا رؤيته للمغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح في اول يوم للعيد، وهو خارج باول يوم بالعيد مع موكبه وعند مشيهم في السوق يصدر منهم صوت «قرقش» قوي لكثرتهم ودشاديشهم الجديدة.

أول استجواب
استغرب الدكتور صالح العجيري كثرة الاستجوابات الحالية، ذاكرا انه كان طرفا في اول استجواب في تاريخ مجلس الأمة الكويتي، فاستجوب عضو مجلس الأمة محمد الرشيد وزير الشؤون في عام 1963 عبدالله الروضان، وكنت مسؤولا عن الإسكان، وتم الاستجواب وكانت مدته نصف الساعة فقط.

بلاع البيزة
أشار العجيري إلى ان معظم من يستخدم مصطلح «بلاع البيزة» لا يعرف معناها، حيث يوصف فيها الشخص الذي يصرف المال بكثرة، ولكن بلاع البيزة بالواقع هو تمثال زنجي كان الاطفال يضعون البيزة في فمه، وكان الشرار يظهر من عينيه والأولاد يفرحون لرؤيتهم الشرار، وبعد ان تنتهي فرحتهم، كانوا يسألون عن بيزاتهم فكانت الإجابة التي يلقونها «خلاص بلع بيزاتك بلاع البيزة».

أول ماكو زبالة
قال العجيري إن الكويت قديما لم يوجد فيها عمال للتنظيف لبساطة الحياة في السابق، فكنا نأكل الرقي ونرمي بقشوره إلى الماشية، وبراز الغنم ييبس ويشب فيه النار، والرماد يستخدم في سقف البيوت، وبراز الانسان كان يؤخذ كسماد للأرض.

سنة قطت البشوت
حكى العجيري قصة عام 1931 قائلا : سنة قطت البشوت كانت في العام 1931، حين منع أمير الكويت المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح لبس البشوت للرجال في العيد بسبب غلاء البشوت، وعدم قدرة كثير من الرجال على اقتناء أو شراء بشت وزيادة تكاليفه عليهم، ولمنع «العيبة» من عدم اقتناء البشت للرجل.



مرصد العجيري القبس










15-09-2011, 04:39 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:
جه من الأحداث أسعد.. أحد الباقين من جيل المؤسسين بالصحافة الكويتية
• أسعد صابونجي
يكتبها: حمزة عليان
كان عمره لا يتعدي الـ 24 عاما عندما جاء الى الكويت اواخر عام 1960 على طائرة «عبر المتوسط» ليعمل في «الرأي العام»، أول صحيفة يومية وليسهم من ضمن المؤسسين بولادة صحافة الستينات، وكان له السبق بايجاد «قسم المحليات» الذي عملت به صحف اخرى منافسة. ويتنقل بين عدد من المجلات والصحف، منها الرسالة والمجالس واخبار الكويت، ويدير مكتب وكالة الصحافة الفرنسية منذ العام 1972 والى عام 1990، اي انه امضى قرابة الخمسين عاما في الصحافة لغاية الان دون ان يغادرها او يتخلى عنها.
من آخر الباقين من جيل الستينات، جيل الصحافة اليومية الذي اسس وبنى اعراف وتقاليد مهنية كانت في حينها مدرسة عندما صدرت «الرأي العام» بتاريخ 16/4/1961 قبل الاستقلال بشهرين تقريبا (الاستقلال 19/6/1961)، وكانت تصدر مرة بالاسبوع، يتم تجهيز المواد الصحفية في الكويت، توضع في حقيبة، يأخذها مدير التحرير الى بيروت ليطبعها هناك ويأتي بها لتوزع عن طريق الزملاء الذين يضعونها في سياراتهم ويجولون بها «كموزعين» على الافراد والمؤسسات والمكاتب، واسعد واحد منهم.
بعد بيروت صارت «الرأي العام» تطبع في مطبعة مقهوي الى ان استقرت في الشويخ، ووقتها لم يكن هناك شيء اسمه وكالات الانباء، فقد كان اسعد صابونجي يذهب لوزارة الاعلام ليأتي بنسخة وكالات الانباء التي لم تكن موجودة الا في الوزارة، في حين «اجتهد» بجعل الراديو مصدرا اول للاخبار، ووقتها اوجد ما يعرف في لغة الصحافة بـ «المحليات»، وهي اخبار خاصة بالكويت تنشر في صحفة مستقلة وكاملة شكلت نقلة نوعية بالعمل الصحفي انذاك واعتبرت تميزا لم يعمل به احد من قبل، اضافة الى صياغة الخبر التي بزت فيها «اخبار الكويت».
في البداية لم يكن يمتلك سيارة، بل اضطر لشراء دراجة هوائية يجول فيها بين ادارات الدولة، قبل ان توجد وزارات، ليجمع الاخبار منها، وفي كل المواسم وتحت ظروف الطبيعة القاسية في تلك الدوائر ليذهب بها الى مكتب الصحيفة بسوق التجار، وبعد اشهر اشترى من صاحب «الرأي العام» سيارة مرسيدس كان يستخدمها بالذهاب الى المصايف اللبنانية بمبلغ 325 دينارا كويتيا، احترق الموتور بعد اسبوع من شرائها!.
بعد الاستقلال صارت «الرأي العام» تطبع بشكل يومي، وساهمت ازمة عبدالكريم قاسم في خلق اجواء عمل صحفية، اي زاد الشغل، وكانت «دنيا العروبة» و«الرأي العام» و«اخبار الكويت» وتعزز قسم المحليات «بالرأي العام» بانضمام سعيد النحلاوي وادمون الاسطى.
في عام 1961 مع أزمة عبدالكريم قاسم انتقلت مطابع «الرأي العام» إلى الشويخ، بعدها تم شراء ماكينات روسية من بيروت وتعاقدوا مع خالد التركاوي الذي كان يعمل عند عبدالله المشنوق في جريدة «بيروت المساء». وفي الوقت نفسه، جاء جورج مجاعص ليتولى تشغيل وإدارة قسم صف الأحرف بواسطة الرصاص فيما تولى إدارة الصحيفة شوقي صوايا.
عام 1963 عاد إلى بيروت ليعمل مع رياض طه في «الكفاح العربي» وفي الوكالة الوطنية للأنباء بعد أن باع اثاث منزله في الكويت. تعرض لموقف غريب لم يكن مألوفا بالنسبة إليه عندما أعطاه أحد النواب اللبنانيين 25 ليرة رفض أن يأخذها بعكس باقي المحررين الذين كانوا مكلفين بتغطية أخبار مجلس النواب، وعندما واجهه قال له النائب «لقد أهنتني برفضك للمبلغ» وحصل جدال بينهما ليصارحه بالقول إذا أردت البقاء في لبنان فعليك ان تتعود على هذه الامور وإلا فالعودة إلى الكويت ستكون أفضل لك وهذا ما حصل.
عام 1964 رجع إلى الكويت ليعمل في صحيفة «أخبار الكويت» لصاحبها عبدالعزيز الفليج بعد أن قبض تعويضه من «الرأي العام» وكان في حدود 325 دينارا، ثم التقى أحمد العامر الذي اتفق معه على‍ المشاركة في اصدار «الوطن» التي كانت تطبع عددا واحدا كل ستة أشهر، ليعود من جديد إلى «الرأي العام» بزيادة في الراتب ويذهب للبنك التجاري ويفتح له أول حساب في حياته، ويتوقف عن العمل في «أخبار الكويت» التي تم ايقافها من قبل الوزارة عام 1967، لكنه بقي يتقاضى راتبه منها لسنة 1970 عندما جرى التفاوض لبيعها لتصدر فيما بعد باسم «الأنباء». وفي تلك الفترة تنقل بين عدد من المجلات التي صدرت في حينه وصار مثل حجر الشطرنج يتنقل بين الصحف والمجلات.
عام 1970 استقر الحال معه بالعمل في مجلة المجالس مع عبدالله شعيتو، وكان ترخيصها في لبنان و تحرر في الكويت وقسم في بيروت وتطبع هناك وتوزع في البلدين لصاحبتها هداية سلطان السالم. وفي العام 1972 عمل في «القبس» عند صدورها لمدة أشهر قليلة في قسم المحليات ليعود إلى «المجالس» من جديد.
تسلم مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في الكويت عام 1972 بعد ان ترك زميله نبيل الشامي، وكان يعمل في وزارة الإعلام، واصبح المراسل الوحيد للوكالة منذ ذلك الوقت بالإضافة لعمله في مجلة المجالس ليستمر مع الوكالة الفرنسية لغاية 1990.
نال ثقة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية، وأثبت أنه مؤتمن على مصادره لا يفصح عنها وان تعرض للإبعاد أو الضغط فقد بث أول خبر عن طريق وكالة الصحافة الفرنسية عند إندلاع أحداث الصامتة عام 1973. وفي الفترة الصباحية تضمن الخبر ان مجلس الوزراء الكويتي سيعقد جلسة طارئة لبحث التطورات، ولم يكن الخبر معلناً أو متداول فتم احتجازه بوزارة الإعلام وطلب منه السيد أحمد عبدالصمد معرفة المصدر وهدده بالتسفير، لكنه لم يرضخ إلى أن اذيع بالراديو والتلفزيون عن عقد مجلس الوزراء الاجتماع الطارئ عندها أخلي سبيله لكنه لم يعترف بالمصدر وأصر على القول إن «خبره صحيح».
بنى علاقات ثقة واسعة بقيادات وزارة الخارجية وعلى رأسهم الشيخ صباح الأحمد الصباح وكل من السادة عبدالرحمن العتيقي وراشد الراشد الذين منحوه الثقة والأمان لدرجة أنهم لم يخفوا الوثائق من على مكاتبهم عندما يدخل عليهم للسلام والكلام وبذلك كسب مصدرا مهما للأخبار ولعمله الصحفي في وكالة الأنباء الفرنسية.
يذكر بالعرفان علاقته بأصحاب «القبس» وأيام السيد جاسم النصف عندما كان رئيسا للتحرير وكيف تم انهاء عقده بالتراضي بعد ان تصادم مع مدير التحرير آنذاك السيد رؤوف شحوري حول موضوع كتبه عن جمعية الشامية التعاونية وغلاء الأسعار، فما كان منه الا الرحيل والتوقف لانه اشترط عليه مراجعة ما يكتبه قبل النشر.
لم يغادر الكويت أيام الغزو ورفض ان يلتحق بمكتب وكالة الصحافة الفرنسية في بغداد واستغل وجوده ليقوم بكتابة وتوزيع منشورات سرية عبر الفاكس كاد ان يسقط في يد المخابرات العراقية لولا يقظة الحارس الذي نبهه لذلك، لكنه نال قسطا من مآسي الاحتلال بحلق ذقنه من قبل عسكري عراقي بواسطة الولاعة لانه لم يقم بحلقها بنفسه، لكنه استطاع الهرب في الأيام الأخيرة من الاحتلال وبواسطة عسكري عراقي أيضا الذي اصطحبه الى حدود «الرطبة» ومنها إلى لبنان.
ينتمي الى مدرسة صحفية هي خليط من المدارس الصحفية العربية في الستينات، كان من بينهم خالد القطمة وعبدالله شعيتو وأحمد البوظ وحسن حمية وسمير عطالله ودلال جلَّو وطلال سليمان والياس عبود وأحمد الجارالله وباقر خريبط ومحمد سعيد النحلاوي ومحمد كافي وعلي السبتي وعبدالله بشارة وقاسم أفيوني وسليم زبَّال وسليم سالم ومزاملة كل من طارق عزيز (كان هاربا من العراق) وزهير محسن وفاروق قدومي في مجلة الرسالة لصاحبها جاسم المبارك.
خرج من المجالس كما دخل إليها في الوقت الذي اتجه معظم من عمل معهم الى البزنس وخلافه لكنه من الصحافيين العصاميين الذين حافظوا على شرف الكلمة والانتماء بالرغم من الصعوبات التي واجهها في الفترة الأخيرة واصراره على الا ينقطع عن شارع الصحافة بالشويخ وحنينه بالمرور الى جانب «المجالس» الذي ترك فيها ذكرياته وأوراقه الخاصة التي لم يعثر عليها بفعل الغزو العراقي ولم يترك له شيئا ليستقر في مكتب بمجلة الرسالة، ويرضى بالمقسوم منذ عام 1998 وما زال.

السيرة الذاتية
أسعد صابونجي
مواليد 1937 (جب جنين) - البقاع الغربي - لبنان.
عمل في «الرأي العام» منذ اليوم الأول من صدورها عام 1961 وفي «دنيا العروبة» وتنقل بين عدد من الصحف اليومية والمجلات الكويتية طوال الفترة التي امتدت نحو 50 سنة منها «أخبار اليوم»، «الرسالة»، «القبس»، «الوطن»، «المجالس»، «الكويتي».
تولى مهام مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في الكويت 1972 - 1990.
شغل منصب مدير التحرير في مجلة المجالس وأحد مؤسسيها 1972 - 1994.
متزوج وله أربعة أبناء
أصدر مجلة الكويتي التابعة لشركة نفط K.O.C.
يعمل في مجلة الرسالة منذ عام 1998 مع الأستاذ جاسم المبارك



الكويت








15-09-2011, 03:56 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
لمرأة الكويتية صنعت الحقيقة رغم جهلها بالقلم والدفتر بيبي فرمن: والدتي أول «تنديلة» في الكويت

بيبي عباس فرمن
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
في مستهل لقائنا مع بيبي فرمن قالت: قيل عن المرأة انها نصف المجتمع، وقيل انها عماد الاسرة، وهي اذا هزت المهد بيمينها تهز العالم بيسارها، وهي التي تحملت المسؤولية وصنعت الحياة لمجتمع تقليدي كان يعتمد افراده على السفرات والغياب اشهر طويلة. الكويتية امرأة صنعت الحقيقة رغم جهلها بالقلم والدفتر، ولكنها عالمة قائدة حاكمة في غياب زوجها عن المنزل وحتى احيانا في حضوره وتواجده، والتاريخ الكويتي يحفل باسماء كثيرات ممن وقفن في ميدان الشرف والعزة.
وركزت على تعريف الناس بالمرأة الكويتية القديمة بمساعدة ابنها حسين (ابو نادر)، الذي كان يذكرها بما قالته قبل سنوات، المرأة لها دور اساسي، هي التي حثت زوجها ووالدها واخوانها على الجهاد لكسب الرزق عبر البحار والمحيطات والصحاري، وهي التي ربت اولادها تربية جهادية لاجل الحياة والكرامة، وهي التي كانت تتواجد تواجدا دائما في بيتها وحيها واسواقها على ارض بلدها الكويت، فروح الاولاد الجهادية جاءت من الام التي طبعتهم بطابعها فهذه الروح تنتقل مباشرة الى الاولاد.
وقالت ام حسين: الام الكويتية تفاعلت مع الحقائق والاحداث والحياة المعيشية البسيطة، وهي التي ينطبق عليها الحديث الشريف «جهاد المرأة حسن التبعل»، وهي التي وقفت مع زوجها لتعبئة المجتمع، وهي الحاضرة في قربه وغيابه.
اضافت ام حسين فرمن: للاسف التاريخ لم يذكر المرأة الكويتية الا القليل الاقل، القوافل الكويتية وسفنها لا تسير الا بعد ان تطمئن ان وراءها نساء عظيمات، هي المرأة التي كانت تودع زوجها بالدموع التي كانت تنزف من عينيها شجاعة صامدة لحين عودته، عودة رجل الكويت الذي ضحى من اجل لقمة عيش وترابها الغالي.

بداية أعمالها بغزل الصوف
وتذكرت عملها مع والدتها خديجة ام خليل عندما كانت تغزل الصوف في عمارة جاسم معرفي وبيدها المقص الذي يخرج الاشواك من الصوف وبيدها كانت تعزل الصوف عن الجلد مقابل نصف روبية يوميا، ووالدتي كانت اول «تنديلة» في الكويت اي: المسؤولة عن العاملات في جز الصوف، كنت اخرج من عمارة الصوف على البحر والامواج تضربنا لقربها من البحر.
قالت فرمن: ثم عملت في بيت بنيامين في اخراج النواة من التمر ونضع مكانها «اللوز» عملت من الصباح حتى المساء، وكان قد استأجر بيت ناصر البدر في براحة عباس في الحي القبلي، ثم نعبئ التمور في اكياس وتصدر الى الهند وتباع في السوق المحلي، وعملت في تكبيس التمر ايضا.
وعملت في بيع الرقي (الركي) البطيخ الصيفي الاخضر مع اخي خليل، في براحة عباس، كان جدي حيدر فرمن يشتري بالجملة من البصارة على السيف، وكنا نبيع بشرط السكين، واخي يصيح بأعلى صوته «نحن نبيع قبة خضراء بداخلها عبيد، القفل الله والمفتاح حديد» والمقصود بالعبيد الحبوب السوداء، والمفتاح حديد اي السكين.

بائعة الرويد
وتذكرت النساء الماجهدات لاجل لقمة العيش هناك جالسات في الاسواق يبعن الرويد والمشموم الذي كان يجلب من مزرعة «ابن حشان» في الحي الشرقي من الديرة، ومزارع العوازم القريبة من السور، وكنت اشاهد الرجال والنساء يعملون في هذه المزارع.
قالت: كانت المرأة تعصر لتخرج من المشموم دهنه المعطر، وكنا نقول: «يا زارع المشموم فوق السطوح
لا تزرعه يا شيخ عذبت الروح
عذبت الروح! عذبت الروح»
واما الرويد فكنا نسمع من اهل الزبير ونجد كلمة «رويس» لان رأس الفجل كانت صغيرة.
وهذه الام والجدة كانت تخبز في بيتها انواعا من الخبز على التاوة وفي التنور، اتذكر خبز الخمير الذي سمي فيما بعد بخبز الخباز، وصنعت الكويتية خبز الكليجة وخبز الطوالي، وخبز صغير للاطفال يسمى خبز «صفوه» والرقاق، وخبزة محمشة، وكانت تبيعه للبيوت، حتى عرفنا الخباز المشهور في براحة عباس حسن وابراهيم الكندري، واذا كانت الخبزة غير جيدة وعجينة نرجعها ونقول لها: «خبز خبزتيه يالرفلة اكليه»، وهذه المرأة الكويتية التي ساعدت زوجها كانت تبيع الطرافيث النبات الذي لا يسناه الكويتي ابدا، كان يظهر في موسم الامطار، حلو المذاق اذا شوي بالنار، وعرف علميا cynomorium.

طحن الحبوب
ومن اعمال الكويتية قديما طحن الحبوب بالرحى مقابل اجر قليل، مهنة لبعض العائلات ذات الدخل البسيط كانت تحرك الحجر الاسطواني لتجرش الحبوب بيدها، وكانت تحمل الرحى الى «النكاس» الشخص الذي يحترف اصلاح الرحى، وهي التي كانت تجهز حب شمسي، وحب ركى، وحب كرع، وحب بطيخ، والمرأة الكويتية جهزت طعام بمبر لعلاج الصدر وطعام الكنار والصبار، وحبة حلوة، وكانت ترمي «حايف وملحوس» خوفا على حياة زوجها واولادها، وهي التي عملت على طحن الهريس بواسطة جذع شجرة نصفه مجوف يسمى «منحاز» وكانت تبيع او تطحن مقابل اجر بسيط، والمرأة الكويتية عجنت العجين بواسطة «منجب» من الخشب، ونزحت الجليب من قوتها اي استخرجت كل الماء من البئر.
وتذكرت ام احسين فرمن الادوية التي كانت تجهزها المرأة الكويتية وهي الطبيبة والصيدلانية والمجهزة وهي التي كانت تطحن وتعالج منها: قمه - عشرج - قناقينه - لزقة غنزروت - عرج الهيل - المر - وسخ الصفار - ترياق - صمغة ريح - حنة - زموتة - قرمز - قشر رمان - جبريت خيفتان - حرق الشكر - يله حوليه عبارة عن بعرة جمل - عطبه عبارة عن حرق قماش قديم للجروح - علج بصري.
قالت: المرأة المجاهدة وضعت الدجاج امامها في سوق الدهلة، والحمام في الاقفاص، والبيض في الزبيل لبيعها لانها مثلت الكد لطلب الرزق في غياب زوجها.

الخياطة في المنزل
ام حسين ندمت على الزمان الذي راح، وراح معه طيب الزوج وتواضعه واحترامه، الزمن اخذ الوالدة المهندسة المعلمة التي علمتنا مهنة منها الخير وكسب الرزق، البنت الكويتية خيطت وصنعت الملابس النسائية قبل ان يعرف هذا المجتمع خياطا، ساهمت في عملية الخياطة في بيتها، وتبيعها على «الدلالة» التي تقوم ببيعها على النساء في سوق الحريم منها: الدراعة بأنواعها أم سعفة - دراعة مخورة - مرقعة - وزخمه لباس داخلي، وزري في تزين النفانيف، وسروال بوخيره.
والبنت الكويتية خيطت الطاقيات وهي لباس رجالي للرأس، والدشاديش من خام ويل ومريكن، وتفصيل العافية وكانت تصبغ الملابس مع الخيوط، وتعمل الكشكش، وتكرش الغتر، وتصدر اعمالها الى البحرين والامارات، والدمام، خاصة التطريز في البريسم، والتوشيه بالزري والترتر.

الرشوش لشعر المرأة
كانت يد المرأة الكويتية مبروكة وفنية خلطت القرنفل والورد والهيل والزعفران، والصندل والمحلب وسحقتها وعجنتها بالماء وطلت شعر المرأة فعبق برائحة عطرة زكية، والكويتية كانت تصنع هذه الرشوش لتجدل بها شعر العروس مقابل مبلغ من المال.
قالت: كانت المرأة المتخصصة في ادوات الزينة والتطيب جاهزة لتنفيذ اي عمل مطلوب منها وفي اي وقت، كانت الحنة جاهزة، والسومار، والوسمة، والسدر، ودهن الرأس، الديرم وحل ناريل والسمسم ودهن بكر (بقر)، والبخور، والكافور، وبنت السودان. وكانت تجهز المرش والمبخر، واللماعيات، والمكحلة.

صانعة البهارات
لعبت التوابل دورا كبيراً في حياة المرأة الكويتية يوم كان الحصول عليها صعبا وباهظا، وكانت توصي من الخارج، وهي تبحث في صحراء الكويت وتقوم باعدادها.
قالت بيبي فرمن: توابل امهاتنا تحسن الاكل وكانت تضعها في اكياس صغيرة وغالبا في اوراق تلفها بشكل مخروطي، وكانت تركب البهار على الطريقة الهندية من القرنفل، الكزبرة، الزنجبيل، الفلفل الاسود، الكمون، الفليفلة الحارة، الكركم، القرفة، مسمار، هيل، زعفران، يرن زبيل، حبة حلوة، سنوت. كانت تجلس المرأة البائعة والصانعة للتوابل في مدخل سوق السمك والخضرة واللحم لمدة ساعات طويلة، وبعد العصر كانت تسير بين الزقاق والاحياء لتوزعها على البيوت.

الطبيبة جسديا ونفسيا
وتحدثت فرمن عن اهم مهنة واصعبها التي قامت بها المرأة الكويتية قبل البترول، وكانت الصحراء نسبا لها والبحر سببا، وكان المجتمع يعيش في كفاح عنيف في سبيل تأمين حياتهم، فاستطاعوا ان يتغلبوا على كل الصعوبات والاخطار. فهذه المرأة اقامت اسوارا من التجارب المفيدة، وتوافرت لديها ثروات طبية قبل ان تشم رائحة النفط، عالجت واستفادت وعملت في الطب الجسدي والروحي والنفسي.
واضافت بيبي فرمن: عالجت المرأة في بيتها حالة الخماز مرض البلعوم (اللوزتين). ومنهن من اخترعن قطرة للعيون، وعالجن الشيخوخة (ارتفاع حرارة الجسم)، وعالجت الطبيبة الكويتية بالنباتات والاعشاب «لوية» القلق والالم، وعالجت لفحة هوا، وبو صفار، وبو الطييج، والحصبة، وشنيتر، والشلل النصفي، الذي كان يسمى «بوشبان» وخاز باز، وبو عدوين، والعين والنفس، وحتى مرض عدم الشبع المسمى (سعرة)، داحوس، وضرورة. عالجت بعض الامراض بالكي، وكمادات ماء حار، وعالجت الصداع بالحجامة، وهي عبارة قارورة يشعل داخلها وتوضع على الجلد وترفع بعض الآلم عن الجسد.
وحرقت الأم الطبيبة (حرق الشب) لعلاج الحسد وعالجت الأمراض باليامعة عن طريق الأدعية، وحتى المرأة الوالدة والنفساء فكانت الكويتية عالمة طبيبة، وفي حال تعسرها كانت تجلب لها عصا خطيب المسجد، وصنعت «الحسو» للوالدة من كمون وكركم وزنجبيل.

غسل الملابس في البحر
كانت المرأة تضع الملابس الوسخة على رأسها على هيئة صرة وتحمل معها الجص من جدران البيوت وهي ذاهبة الى البحر فتلقي الملابس على الصخور مستخدمة في غسلها المضراب الخشبي تقوم بضربها لتنظيفها، وغالبا ما تكون الملابس لجيرانها أو الميسوري الحال مقابل مبلغ من المال، وحتى الأواني المنزلية كانت تغسلها في البحر، وهي التي كانت تحمل تنكة الماء على رأسها من البركة الى بيتها، لعدم توفر المال عند أهلها، وكما قال الشاعر:
«الفقير الله يعينه
ما نفت حتى سفينة»
قالت: الكويتية لكل زمان ومكان ومرحلة حتى الأكياس الورقية صنعتها بيدها وباعتها على المحلات، وصنعت الخل من التفاح، وبعضهن من الحليب بعد تخميره ومن العنب والشمندر والبطيخ، ومن القمح والشعير، خل الأم الكويتية صالح للشباب، ونافع للصداع، واذا تمضمض به نفع من وجع الاسنان، باعته في الأسواق في «غرابية» جرة زجاجية ذات عنق ضيق مغطاة بأعواد البامبو أو المنقور.
وأخيرا، قالت أم حسين: انتقلنا من حالة الى حالة، احببنا الكويت وعملنا لأجلها حتى وصلنا الى وجدان الأجيال، ففهمنا العالم ووضعنا كل شيء في مكانه وزمانه، والآن هي الوزيرة والنائبة، والطبيبة والدكتورة، تجاوزت الحفر والمصائب حتى صعدت الجبال لتحقق الإبداع العظيم، ومن خلال الانتخابات 2008/2009 شاهدت الحماسة الروحية التي لم تتوقف، ونهضت المرأة واستطالت اشعاعاتها، وحققت الأمنيات، ومر على هذا الحديث من 60 - 70 سنة، أليست جديرة بأن تكون أما لقادة الأمة؟ وكل ما أقوله ان الحاضر والمستقبل ممتدان من الماضي، وان البنت من الأم والجدة، الأم والمرأة الكويتية امتدت وستظل ممتدة، وستطرح رأيها بوضوح رغم وجود قوى التخلف.
وقالت: هل المتخلف يشك، والمتعصب يرفض قدراتنا؟ اذا كان بعضهم موجودا أثناء الغزو ليعرف المرأة الكويتية المناضلة قبله بسنين وبعده.

مهن الكويتيات قبل النفط
غزل الصوف - كبس التمور - تكييس التمور - بيع الركي - بائعة الرويد والمشموم - الخبز - الطراثيث - طحن الحبوب - طحن الهريس بالمنحاز - صنع الادوية - بيع الدجاج والبيض - خياطة الملابس النسائية والرجالية - صنع الرشوش - صنع ادوات الزينة - صنعت البهارات - نقلت الماء من الابوام الى البيوت - الطبيبة الشعبية - صنع الجبن واللبن واللبنة - صنعت الدهن - فراشة في المدرسة - بائعة الزبابيط - السمسمية - بياعة سبال - طكاكة - حيامة - حفافة - حوافة - خطابة - غمازة - دهانة نساء - غسل الملابس على البحر - صنعت المخللات - صانعة الحسو - زينة الملابس بواسطة اكمامها- بائعة الجراد - الزبابيط - الودع والفال ... الخ.

سوق واجف قديما بائعات في سوق الحريم القديم الى البحر لغسل الملابس مقابل اجر بسيط

(من كتاب د. يعقوب الحجي) بائعة الباجيلا والنخي القبس








16-09-2011, 12:11 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
القبس



بلدية البحرين أوصت بإنشاء بلدية الكويت

صورة عام 1952 مع صائب سلام
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
رحلات الغوص على مدار السنة من الخانجية والغوص في السفن الكبيرة والصغيرة والردة اي الرجوع والعودة ثانية، وارديده أي بعد انتهاء شهر نوفمبر، وأما باكورة الغوص وبالقرب من الساحل فهي الخانجية، وكانت فرصة كبيرة للكويتيين في عبور المحيطات.. والعمل في التجارة، وكثيرون منهم قاموا بزيارات إلى البلدان العربية فاطلعوا على ما تقدمت به وما طرأ عليها من تغيير، ففي البحرين خاصة تعرفوا على البلدية ودورها وما قدمت من خدمات لمواطنيها، فأخذوا الفكرة واتجه بعضهم إلى استحداث بلدية في الكويت، فبدأ الحماس لإنشاء إدارة للتنمية وخدمة المجتمع، واتفقوا على إنشائها عام 1960، وهذا كما جاء في الحديث الشريف: «سافروا فإنكم إن لم تغنموا مالاً أفدتم عقلا»، و«السفر ميزان القوم» فقد قامت بلدية الكويت خير قيام، وصدر قانون 1931 بتشكيل المجلس البلدي من 12 عضواً، على أن يكونوا من وجهاء ومن طلبة العلم والتجارة، وهيكلية هذا التشكيل عكست دور البلدية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فتفاعل المجتمع معها، ولبت كل حاجات الناس منها: التخطيط والتنفيذ والتوجيه والرقابة، وبمرور السنوات اتسع دور البلدية وتوسعت في أهدافها، ولم تختلف أهدافها كثيراً من عام 1930 - 1960 وهدفها تقدم مدينة الكويت والقرى المحيطة بها.
تشكيل المجلس
حدثنا نائب المجلس البلدي السابق، والموظف من عام 1965 في بلدية الكويت صادق خلف الجمعة فقال:
- في عام 1932 تم انتخاب أعضاء للمجلس البلدي وهم: سليمان العدساني - السيد علي السيد سليمان - الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - محمد الأحمد الغانم - نصف اليوسف النصف - أحمد الفهد الخالد - مشعان الخضير - عبدالرحمن بن بحر - خليفة الشاهين الغانم - يوسف الصالح الحميضي - مشاري الروضان - مشاري الحسن البدر والسيد زيد السيد محمد، وكان يشترط لمنصب الرئاسة أن يكون من آل الصباح الكرام فعين الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيساً.
أما مجلس 1934 فكان أيضاً الرئيس الشيخ عبدالله الجابر الصباح، والمدير كان نصف اليوسف النصف، والاعضاء: جاسم بودي، يوسف الحميضي، خليفة الشاهين الغانم، سيد علي السيد سليمان، الشيخ يوسف القناعي، محمد الحمود الشايع، محمد الأحمد الغانم، عبدالله العسعوسي، سليمان العدساني، احمد الفهد، مشاري الحسن، ومشاري الروضان.
ويقول ابوفيصل عن مجلس 1936 - 1940 إنه شكل من: نصف النصف، سليمان العدساني، خليفة الغانم، محمد الغانم، مشاري الحسن، الشيخ يوسف القناعي، عبدالمحسن الخرافي، عبدالرحمن بن بحر، مشاري الروضان، عبدالله العسعوسي، السيد علي سليمان، محمد الشايع، ومشعان الخضير. ولم يستمر هذا المجلس طويلا بسبب الصراع بين المطالبين بالاصلاح وبين خصومهم عام 1937.
وفي عام 1938 انتخب اعضاء جدد للبلدي مع وجود المجلس التشريعي والشورى، وبعض هؤلاء قدموا استقالاتهم لعدم الازدواجية بين البلدي او الانتماء الى عضوية المجلس التشريعي، وهذا الاختيار جاء من رئيس المجلس البلدي الشيخ حمود الجابر الصباح. ويضيف: اما مجلس 1940 - 1951، فتوقفت جلساته بعد ان تعرض الى ازمة بعد خمسة اشهر على تشكيله، فوجّه مدير البلدية سلطان الكليب الدعوة لعقد جلسته عام 1942، ولكن هناك اعضاء رفضوا الحضور وقدم ثمانية منهم استقالاتهم، ولكن الامر الاميري الموجه لهم لعقد الجلسة برئاسة الشيخ احمد الجابر الصباح جعلهم يستجيبون، وحضرها: عمر العلي، عبداللطيف المسلم، عبدالله الوزان، عبدالرحمن الفارس، سلطان بن عيسى، احمد البحر، عبدالوهاب الداود، حمد الصالح الحميضي، وعبدالله العسعوسي.
وتحدث سمو الامير في جلسة الافتتاح، طالبا منهم خدمة الوطن والمشاركة في ما يعود صالحه لوطنهم، وكان المجلس يعقد جلساته اسبوعياً، واغلبها تعقد في المساء.

تنافس على منصب المدير
أما عن الجهاز التنفيذي، فيقول الجمعة: كانت هناك آراء متعددة ومتناقصة خلال الفترة من عام 1930 - 1951، بهذا سأستفيد من معلومات كتاب نجاة الجاسم لأقول: كان ع‍لى الاعضاء ان ينظموا العمل اكثر، انتخاب المدير، وان يوضح اختصاصاته، ويبين الرواتب والمكافآت والتعيينات وعلاقة المدير بالموظفين، والمدير هو الذي يتولى ادارة الجهاز التنفيذي ويكون من افراد الشعب، ومنتخباً من اعضاء المجلس البلدي، وقد كان التنافس شديدا ع‍لى وظيفة المدير، ومن واجباته: يعين المستخدمين والمراقبين، وهو الذي يصدر الاعلانات والبلاغات ويعد ميزانية ويعرضها ع‍لى المجلس، ويراقب ما يتم تنفيذه، وهو المسؤول امام المجلس البلدي، ويترأس الجهاز الاداري، ويقدم تفاصيل الميزانية الشهرية. وكان للبلدية امين الصندوق وخمسة محصلين ومراسل، وعدد قليل من الكنّاسين وحراس الاسواق، وعدد من مراقبي الاسواق ومسك الدفاتر، وامين المستودع، ومراقب الدواب والعربات، ومراقب الذبح والساحل، ومراقب للشرق والقبلة، ومراقب العمال وميزانية الفرضة ومراقب لميزان التمور، وآخر في ساحة الصفاة وسوق الخضرة، ومراقب للخارج في حولي والنقرة، ومراقب المغيسل وفي عام 1945 عُيّن مراقب للفنطاس وكاتب للرخص، وفي 1948 عين مراقب لاراضي الفنطاس وابوحليفة والشعيبة والفحيحيل.

سلسلة الرواتب
اهتمت البلدية بالرواتب منذ عام 1940 بعد أن كانت قليلة جدا فجاءت الزيادة أولا لمدير البلدية ستين روبية ومراقب البلدية خمس روبيات، وأما الكاتب فقد قررت البلدية له زيادة 35 روبية، فأصبح راتب المدير مائتين وستين روبية، والكاتب مائة وخمسا وسبعين روبية، وراتب أمين الصندوق مائة وثلاثين روبية، وفي عام 1942 زيدت رواتبهم بنسبة 25%، وقرر المجلس تعيين العضو أحمد البحر، والعضو عبدالوهاب الداود للكشف على حسابات البلدية ومراقبي الأسواق والعمال وميزان السوق والذبيحة من 41 روبية - 80 روبية وحارس الإدارة عشر روبيات وهو أحمد بن صالح الشمالي.
وأما الكناس من الدرجة الأولى فراتبه 40 روبية، وكناس الدرجة الثانية 35 روبية.
وقال الجمعة: بدأ العمل بالتاريخ الشمسي في البلدية الشهر الثامن يصادف 1949 المصادف شوال 1368 ه‍‍، ففي 1951 بدأت الرواتب في الارتفاع حتى أصبح راتب رئيس مركز الحراس «عبدالله الخزام» سبعمائة روبية بعد أن كان مائتين وخمسين روبية وهذه الزيادة جاءت بعد اكتشاف النفط والزيادة في الدخل القومي، وأما الموظف المستقيل فقد كان يمنح مكافأة على خدماته، ويرجع تقديرها للمجلس البلدي.

مرحلة جديدة متطورة
بعد تولي الشيخ عبدالله السالم الصباح، بدأت الكويت تستغل الثروة النفطية عام 1950 فجرت محاولات ناجحة في الإصلاح الداخلي، وتنظيم الإدارات، وتطورت حياة الكويت في كل النواحي، ولا بد أن تنعكس على البلدية، أولا تقلصت سلطاتها بعد تأسيس مجلس الإنشاء الذي كان يقرر المشاريع، ويوزع القسائم، وقد ضم اعضاء المجلس البلدي وجميع مديري الدوائر الحكومية، وكانت دائرة الأشغال هي التي تقوم بتنفيذ مشاريع التنظيم.
في هذه المرحلة الجديدة والعهد الذي اوجب تطوير العمران والأمور الصحية والاجتماعية، اصبحت البلدية شخصية حكمية ذات استقلال مالي، تعمل على تقدم المدينة عمرانيا وصحيا واجتماعيا ومدنيا، وأن رئيس البلدية هو الذي يصدق على القرارات الصادرة عن مدير البلدية، وتكون هذه صفة الزام.
وقال الجمعة عضو المجلس البلدي السابق: الجهاز التنفيذي في البلدية يضم الشؤون الإدارية، والدائرة الفنية أعضاؤها: أحمد عبداللطيف - عبدالله إبراهيم النصف - وجيه لبنية وأحمد العامر.
وقانون 1960 يقول: تعمل البلدية على تقدم الكويت عمرانيا وصحيا وتجميل المدينة ووقاية الصحة، وتأمين سلامة المواد الغذائية، ومواضيع قسائم السكن والصناعة، ومعاملات البناء، فكانت مهمة المجلس صعبة، هي مرحلة التطور الشامل، والانتقال لاستعادة اختصاصاتها وصلاحياتها.

البلدية في 1961
وقال أبوفيصل: دخلت البلدية مرحلة جديدة بعد الاستقلال، والقانون القديم الذي أصدر 1960 الغي نهائيا، وجاء المجلس التأسيسي فأقر قوانين وتوصيات أقرها مجلس الوزراء، خاصة قانون إلحاق البلدية بمجلس الوزراء، ورفع عدد أعضاء المجلس من ثمانية إلى عشرة أعضاء، والرئيس يأتي عن طريق الانتخاب.
وفي أول أبريل 1963 قانون جديد لإجراء الانتخابات للمجلس البلدي، وكان المجلس يتألف من الأعضاء في الفترة 1960ــ1963: الشيخ سالم العلي الصباح رئيسا ــ أحمد الفهد ــ سلمان المسلم ــ حمود النصف ــ دخيل الجسار ــ منصور المزيدي ــ مرزوق الغنيم ــ مرزوق العبدالوهاب ــ عبداللطيف الثنيان ــ عبدالرزاق الخالد ــ عبدالعزيز الشايع ــ عبدالعزيز الفليج وعبدالعزيز الراشد.

مجلس 1964 العدساني رئيسا
يقول أبوفيصل: بعد انتخاب أعضاء المجلس البلدي في 21/6/1964 عقد المجلس أول اجتماع له، وتم انتخاب محمد يوسف العدساني رئيسا بالتزكية، وتم انتخاب أعضاء لجان مؤقتة منها: لجنة السكن والصناعة ــ اللجنة الفنية ــ اللجنة المالية ــ لجنة وضع اللائحة الداخلية ــ لجنة قضايا التثمين، وفي هذه السنوات من عمر المجلس الذي لم يستمر طويلا حين طلب وزير الداخلية من رئيس المجلس البلدي تعاون الاطفاء مع الداخلية في تفريق مظاهرات طلابية شهدتها الكويت، والخبير الدستوري أوضح أن قانون البلدية لا ينص على تدخل الاطفاء، وهنا تكون البلدية في موقف سالم ولا حرج، وبعد اجتماع سري تقرر أن تكون الداخلية هي المسؤولة عن تدخل الاطفاء في تفريق المتظاهرين، وبعد آخر اجتماع في شهر مايو 1966 صدر مرسوم الحل بضغط من شكاوى المواطنين، واعادة النظر على أساس الإصلاح وتعديل القوانين.
وأضاف: في هذه السنوات من 1964 حتى 1966 فاز بعضوية المجلس كل من: عيسى بهمن عن الدائرة الأولى (الشرق).
ــ إبراهيم الميلم عن منطقة القبلة.
ــ عبداللطيف الفهد عن الجهراء.
ــ يوسف عبدالله الغانم عن كيفان.
ــ ناصر العصيمي عن الدائرة الخامسة (الفروانية).
ــ يوسف الوزان عن السادسة (القادسية).
ــ عبداللطيف الكاظمي عن الدسمة.
ــ محمد المرشاد عن حولي (الثامنة).
ــ محمد الرومي عن السالمية.
ــ سلمان الدبوس عن العاشرة (الأحمدي).
أما الأعضاء المعينون فكانوا: مرزوق الغنيم
محمد العدساني ــ محمد الحميضي ــ محمد ملا حسين ــ خالد الروضان ــ بدر الشيخ يوسف، وتم انتخاب يوسف العلي الوزان نائبا لرئيس البلدية.

موارد البلدية
قال أبوفيصل: ظروف صعبة مرت على معظم سكان الكويت من الناحية المالية قبل اكتشاف النفط، وعلى الرغم من تلك الأيام القاسية إلا أن المساهمات كانت تقدم للبلدية عن طريق الرسوم ومساهمة الأهالي والموظفين، ومن الضرائب المشهورة في تاريخ البلدية تلك التي فرضت في عهد الشيخ جابر الأول والغيت في عام 1815، وفي عهد الشيخ مبارك الصباح 1896 فرضت ضريبة الثلث على العقارات المباعة وعلى أجرة الدكاكين وألغيت في عهد الشيخ سالم 1917، وأبقي على رسوم الجمارك والحراسة وعُشر محصول البحر. وقال: بعض المواطنين كانوا يطلبون تأجيل دفع الرسوم، وبعضهم طلب تخفيض الرسم، والضرائب كانت على البيوت ومنها: بيت الشيخ صباح بن الدعيج وكذلك الشيخ عبدالله الجابر، وجاسم المضف، وفهد الفليج، والشيخ علي الخليفة، وخالد الزيد، والبحارة، وأصحاب السيارات، والدكاكين في السوق، ودكاكين الأوقاف، ورسوم المقاهي تسع آنات، وفي عام 1942 كانت تؤخذ ثلاث روبيات على المقهى، وحتى العماير وضعت عليها الرسوم خمس روبيات شهريا، وكذلك صانعي الأسلحة، والذبائح، والحدادة، ومصلح الساعات وماكينات الطحين والصابون ومعامل البقصم والطابوق والجص، والدلالين، وعربات النقل، والسيارات والمرآب (كراج)، وهذه الضرائب جاءت بهدف التنمية الشاملة للمجتمع، واستطاعت البلدية ان تلبي حاجات المواطنين من الراحة والسلامة والنظافة والأمن. وبعد تصدير النفط لم تعد هناك حاجة إلى هذه الرسوم، فاصبحت للبلدية ميزانية خاصة من الميزانية العامة للدولة.








صادق خلف الجمعة
مبنى البلدية في الخمسينات نماذج عن إعلانات البلدية قبل 80 عاما

أعضاء البلدي عام 1952













نماذج عن إعلانات البلدية قبل 80 عاما
Pictures%5C2009%5C09%5C06%5C89b0b003-6730-4bb5-a7f0-543ae1621877.jpg



القبس






16-09-2011, 02:04 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:
فحات من الذاكرة محمد علي الخرس: الكويتي قديما مارس 200 مهنة

• بائعة الملابس
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
التعاون احدى السمات الاصيلة في المجتمع الكويتي ما قبل النفط، فكل كان يقدم للآخرين ما لديه من خبرة رغم ضآلة المواد وقلة المادة، الا ان الحاجة ام الاختراعات عندهم، والانسان الكويتي القديم لا يستغني عنه الآخر مهما بلغ من القدرة حتى شعر الجميع ماللآخرين من اهمية لهم. من هنا ظهر الابتكار والاتقان فيه لدرجة الابداع في الصناعات فجاءت المهن والحرف في اعلى المستويات فلا حاجة له للخارج الا ما ندر وبل بدأ الصانع الكويتي يصدر ما صنعته يداه من الانجازات والحاجات المعيشية حتى وصلت المهن والحرف الكويتية الى اكثر من 200 نشاط، فالخارج يلاقي حاجياته عندنا.
في هذا اللقاء تحدث محمد الخرس الباحث في التراث الكويتي ليعرفنا بالاعمال والصناعات التي قام بها الكويتي قديما رغم قلة المواد والتي قدرها بحوالي 200 مهنة معدداً المهن والحرف كالآتي:
• سفاف (الخواص) او سفافة: مهنة قديمة يقوم العامل بسعف الخوص النخل، وعمل مختلف الحاجات منها كالحصران والزبلان والمهاف والمخمة والسفرة، كان معظم البحارة ايضا يسفون في وقت فراغهم وحتى الالوان كان يضيفها لعمل الزخارف والنقوش لجذب المشترين.
• طحان: مهنة طحن الحبوب خاصة القمح فمن الاعوام السابقة 1914 و1917 ويقال حتى من عام 1907 جلبت مكائن لطحن الحبوب مهنة تبدأ من الصباح الباكر حتى اذان الظهر ثم تعود المكان للعمل الى وقت العشاء فكانت تطحن للداخل وايضا ارسالها الى الخارج.
• فصام او فصامة هو الشخص الذي يقوم بفصم النواة او فصله عن التمر لجمعه وبيعه كعلف للحيوانات فكان الفصام الكويتي يحشو التمر باللوز وغيره من المكسرات وتصدر هذه التمور الى الهند ومنهم من كان يبيع النواة (النوى) ايضا يسمى (فصام) والفصام كان يعالج ام البطن (ابو عدوين يكسر الطعام بواسطة الابهام والسبابة).
• النامليت شراب غازي وقد تأسس له مصنع في الكويت عام 1936 كان النامليت يفرغ في زجاجة تسمى (ابو تيلة) وكان مقر صنع النامليت في سوق الغربللي حيث يباع الدرندرمة (الايس كريم) تصنع من سوائل سكرية ملونة تعمل بواسطة الملح والثلج، ويباع في السوق والشوارع في مطاطير زجاجية خاصة وفي عربانة خشبية
• المطرّب: شخص يقوم بالبحث عن اشياء ضائعة ومفقودة كالحيوانات، والنقود، والاطفال، والحلي وغيرها، كان يجوب الطرقات والسكيك وهو ينادي بأعلى صوته، «يا من عين الشيء الفلاني والحلاوة» اي المكافأة.
• راعي الرماد يدور بين المنازل مناديا بالشراء الرماد المتبقي من المواقد والتنور كان يستعمل في بناء السطوح باضافته للطين لمنع تسرب المياه الى الغرف عند هطول الامطار وينادي عليه في البيوت لاخذه، ويضعه في خرج حماره لبيعه على اصحاب البناء.
• بياع الطراثيث: بعد موسم الامطار يظهر «طرثوث» نبات مستطيل يميل الى الحمرة وهو حلو المذاق، ونوع يميل الى البياض يؤكل مشويا يشتري المتخصص في بيعه من المخكرة أو البدو، ويبيعه بالواحدة أو المجموعة.
• نكاس: شخص يقوم بالمرور على المنازل مناديا لتصليح الرحى، ويحمل معه كيسا فيه ادوات صنعت من المطارق والمسامير، وآلات الثقب والنشار حيث يقوم باصلاح الرحى لاستخدامها بجرش الحبوب.
ويضيف الخرس:
وهناك سن السكاكين وكان يسمى هذا الشخص ب‍ «الجراخ» يسير في الطرقات مناديا على عمله وهو سن السكاكين والطبو، وادوات ذبح المواشي بواسطة آلة تسمى جرخ مكونة من عجلتين مصنوعة من حجر يقوم بتحريكها وعرض السكينة لقطعة حجر فيسنها لتصبح حادة.
- خياش قواطي يقوم بياع الخياش بجمعها من تجار المواد الغذائية كالارز والسكر والحبوب والفحم والتبغ وهي عبارة عن كيس كبير مصنوع من الجوت ويسمى ايضا ( الباردان) فتتوافر لديه كميات كبيرة من هذا الجوت، ويقوم ببيعها بعد تفريغها، فكانت الخيش مطلوبة في البلدان المجاورة وهذه العملية تسمى الرفي واما القواطي (العلب الخالية) وهو ايضا يقوم بجمعها من البيوت مناديا خياش قواطي، فكانت تشحن كميات كبيرة منها الى البصرة.
- صب الرصاص، وهو متخصص بعلاج مرض العصبية او من يهذي او يهم بطلاق زوجته، أو تظهر عليه علامات الجنون، يقوم المتخصص بتلبيس المريض بخيشة وهو جالس ثم يحضر قدرا فيه ماء بارد يوضع فوق رأس المصاب ثم يؤتى بالرصاص المذاب فيصب الماء حيث يحدث صوتا مفرقعا ثم تعاد الكرة مرتين يعتقد بشفائه وتخلصه من الشرور.
مجيلسي، ضرب من الغناء الشعبي، حيث تقوم مجموعة من الأفراد بالجلوس على الأرض في حلقة يتوسطها أحدهم يلبس البشت ويؤدي رقصة، كانت في الماضي تؤدى بالعصي، ثم أدخل عليها الطويسات والصوناني والطبل وتغنى أثناء دهن السفينة بالسفر، أو عند قرب نزولها الى البحر، وأحياناً في المناسبات المختلفة.
ومن المهن القديمة التي لا غنى عنها قال الخرس:
كادود، وهو عامل يعمل باليومية، تجدهم يحضرون صباحا أمام منزل (الاستادية) المقاول، ويتوجهون الى المنزل المراد بناؤه أو ترميمه فيعملون من الصباح الباكر حتى اذان المغرب، ثم يأخذون أجرهم بعد العمل اليومي مباشرة، والكادود، وهو العامل الذي لا يتعب، ويقال له فلان كادود، أي: شاغول.
زفان، هو راقص في الأعراس يقوم بتحريك الأكتاف مهنة الزفان لا يؤديها إلا رجل أو اثنان يمشيان حول حلقة من المغنيين والضاربين على الدفوف.
الكراني، هو المحاسب الذي يعمل عند أحد التجار محاسباً، مهنته كانت تسجيل الحسابات اليومية بالنقد والأجل، وكان تجار الجملة يحرصون على توظيف كراني ذي خبرة.
مجلماني، هو المترجم بين التاجر الكويتي والأجنبي أثناء زيارته للكويت، يعتبر المجلماني من المهن النادرة.
جاروخ، هو مراقب الحراس ويسمى مسؤول النواطير الذين كانوا يحرسون الأسواق ليلا، وينادون عندما يشاهدون شبحا بصوت عال «صاحي»، وكان الجاروخ يتجول طوال الليل ليتأكد من الحراس.

مهن النساء
وتحدث الخرس عن مهن النساء فقال:
المرأة الكويتية كانت شريكة الرجل في تحريك عجلة العيش وتقف مع زوجها وأبيها وأخيها فيها استمرت الحياة وتقدمت، والمجتمع الكويتي حافل بأسماء الأمهات والأخوات ممن وقفن وجاهدن لرفع مستوى المجتمع، وكانت هي الظهر والسند القوي للرجل، وأنا سأذكر بعض المهن التي قامت بها المرأة وجعلت من نفسها الحياة وصنعت الوجود على أرض هذه الديرة:
من أعمالها الخياطة، فهي التي كانت تخيط الملابس الرجالية والنسائية والعبي وملابس الأطفال والبخانق، وتهذيب الغتر والكحافي في منزلها.
بياعة، هي التي فرشت الأرض وعرضت ما لديها من البضاعة النسائية والرجالية وأدوات الزينة، وكل مستلزمات المنزل.
الحوافة، عملت مع العروس في أسبوع العرس خدمتهاوأشرفت على تزيينها وتجهيز الاكلات اثناء اقامة الزواج في بيت العروس.
ــــ طقاقة، المرأة هي المستعدة في الافراح والزواج والمناسبات الاجتماعية المختلفة طوال السنة، ومنها صاحبة فرقة الغناء الشعبية، التي تردد الاغاني والاناشيد المختلفة في الحفلات.
ــــ طبابة، مهنة مارستها كالضماز (ترفيع اللوزتين) وتقطر في اللعين، التدليك، وهي التي تقوم بعملية التوليد والعناية بالطفل، وترشد الام الى كيفية العناية بالطفل والسهر معها.
ــــ عجافة نساء يقمن بتمشيط وتخضيب البنات والنساء بالحناء للمناسبات المختلفة.
ــــ غسالة، كانت تجمع الملابس وتغسلها في البحر بأجر.
ــــ طالبة الكريم (الجلاعة) لديها فرق على نمط العايدو، ولكن تؤدي ادوارها نهارا في اول هلال شعبان حتى نهايته مع الضرب على الدفوف (الطيران) وتبدي اغانيهن بالمقدمة: «طالبة الكريم خير ما ننساه».
ــــ دقاقة الهريس: بمناسبة الاحتفالات بشهر رمضان تستعد البيوت له بشراء كميات كبيرة من الهريس (الحنطة)، حيث يقام بدعوة الفرق الشعبية النسائية المتخصصة بذلك فيحضرن مع دفوفهن ويقمن بدق الهريس في المناخير لجعله صالحا للطبخ بحضور جمع كبير من الاقارب والجيران.
ــــ باتعات اللبن والزبدة كانت المرأة تصنعه وتحضره في بيتها او تشتري الحليب من بيوت المقتدرين وتجهزه وتجلس النساء بالقرب من سوق الصفاير، ومع طلوع الشمس ترجع.
ــــ بياعة الصوف تقوم ببيع الصوف وغزله، ولها سكة خاصة تعرض فيها بضاعتها سميت بــ «سكة الصوف».
ــــ بياعة الدجاج قامت ببيع الدواجن والبيض ولها سوق يسمى بسوق الدجاج بالقرب من سوق واجف.
ــــ بياعة الباجيلا والنخي وهي مهنة مشهورة عند النساء، تبيع المطبوخ وتضعه في صحن صغير واضعة عليه الفلفل الاسود، وكانت تجلس البياعة على الصواير في الاحياء.
ــــ بائعة الخضروات كانت تضع «شدات» الخضرة امامها مدخل سوق الخضرة في مطبق من الخوص، او في زبيل او فوق الحصير، وتبيع ما تنتجه المزارع.

مهن أخرى
وذكر الخرس كثيرا من المهن التي لم يفسر ويوضح تفاصيل عنها: بزاز - بناي - تتان - تناك - تمار - جصاص - جمال - جزاف - إجنير - حابج - حشاش - حطاب - حداد - حفار - صباج - خباز - خراز - خمامة - مخيط - دلال - زراع - ستاد - شريطي - راعي شاوي - صايغ - صراف - صفار - طراح - طرار - طواش - بياع الدهونات - حواي - عكاس - فتال - قصاب - نداف - كلاف - مقهوي - سبك النحاس - المودي - ابو طبيلة - حمالي - بياع الجت - راعي الوسوفة - نقاش - المجيني - مصلح چول - حلواجي - بياع الثلج - راعي البشتختات - بياع الماء - الملا - محسن - مطهر - نجار - نهام - النوخذة - سواق - مطفي حريجة - راعي سيكل - كندري - بياع الزبابيط - بياع الجراد - بياع البوالطو - بياع الزل - الدهن - الأحذية - الساعات - العنجكك- راعي المكتبة - الصيدلي - نقل الطين والصخر - بياع البقر - شريطي غنم - الحداق - راعي الخضرة - برجوتن - تنديل - متشبج - المجبر - مطيرجي - المغسل - بياع التوابل - قاضي - فراش - منشد المالد - بياع الصناديق - الزري والترتر - ملاج - صبي - السامري - طق الزار - عراوي الدلاوة - بياع الفحم - المعاليق والجبود - الرضيف - بياع الكبة - القدو - الهبان - السيب - غيص - زفان - الليوه - القادري - الطنبورة - حجام - بائع السلاح - مصلح السلاح - بائع قروضات - مصلح جواري - حفار قبور - كتيب - بياع الحلويات - بياع الحصران والمهاف - بياع السويكة - البنك - الأدوات الموسيقية - بياع الباجة - الفقع - الخريط والجمار - صاحب العرضة - الفريسة - العايدو - طباخ - شرطي - مؤذن - صانع الصابون - الكاشي - بياع الكاز - موزع البريد - راعي فندق - بياع الراديو - السجان - حرامي - فداوي - ناطور - سكرتير - قمار - إمام - خطيب - مؤذن - خادم المسجد - قبطان - كسار - نوكر - كراني - كطاع - سستر - دريول - مصلح سيارات - دختر - خاتون - كولي - جاروخ - بوي - شاغول - مركب أسنان - مزود السفن - زري عتيج - خياط دشاديش - بائع الرز والسكر والحبوب - بائع الخضروات.









• مصلح ساعات • صانع الطيران • غزل الصوف • الباحث محمد علي الخرس القبس







16-09-2011, 06:06 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى