الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .......... الدريشة الأولى

الأشجار في البيت الكويتي القديم الخرس: بناء البيوت من النخلة والصيدلية هي البمبر

• محمد علي الخرس
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
البيت الكويتي القديم كان يحوي اشياء مرتبطة بحياة ساكنيه، وعلى الرغم من المساحات الصغيرة فان كل حاجياتهم اليومية كانت متوافرة وتغنيهم احياناً عن السوق، والمرأة كانت تعنى عناية فائقة بكل قطعة في البيت، فرأس الماشية تقوم الام باطعامه والعناية به الى ابعد الحدود لانه مصدر الرزق والقوت، وحتى الاشجار كانت في البيت مصدرا للشفاء والسكن والطعام.
العيش داخل البيت الكويتي القديم درس في حد ذاته، ومهارة وتراث يستحقان الذكر، خاصة بعد ايام البحبوحة التي وفرها اكتشاف النفط، لتبقى حية في ذاكرة الاجيال القادمة.
التقينا محمد علي الخرس، باحث في التراث الكويتي ومستشار فني في وزارة الاعلام، وامين مركز الفنون الشعبية في المجلس الوطني، له دراسات وبحوث عن سكة ابن دعيج، والمهن الكويتية وكلماتها، وكتاب البيت القديم، ليحدثنا على عدة حلقات عن البيت القديم، كما شاركت في جمع المعلومات التراثية الباحثة مريم العقروقة.
قال الباحث الخرس: في البيت الكويتي القديم اشجار لا غنى عنها، وحتى في الساحات والمزارع تجدها رازقة باذن الله تعالى، فهذه النخلة تخرج ثمراً كأنه آذان الحمر، وتنشق عن مثل الدر الابيض احسن من اللؤلؤ المنظوم، ثم تخضر كالزمرد، فتصفر كالذهب وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر، النخلة ولد تحتها المسيح (4)، وذكرها الله تعالى في كتابه العزيز اثنتين وعشرين مرة، أكثرها في معرض الغذاء، وهذه الآيات تدل على مدى عمق الارتباط بين النخلة والإنسان، حيث يرجع تاريخه إلى حوالي 7000 سنة.
أضاف الخرس: عرف الكويتي قيمة النخلة وفائدتها، وهي ليست مقصورة على الثمار فقط بل تمتد وتتسع لتشمل الجذوع المستخدمة لأسقف المنازل، والسعف لصنع الحصير، والجريد الذي تصنع من الأقفاص وأسرة النوم، والكرب يتخذ منه وقوداً وعلامات لصيادي الأسماك والعذق مكنسة بعد أكل ثماره، ونتخذ من النخل التمر طعاماً مغذياً، والنواة علفا للمواشي، ومن الطعام (نواة) يصنع منه عسل وحلوى، فالكويت كانت غنية بالنخيل حول بيوتها وفي مزارع الجهراء والفحيحيل التي سميت على فحل النخلة، والفنطاس والشعب.
وقال الخرس: من الذين اهتموا بزراعة النخل قديماً في الكويت رغم قلة الماء وشحه المرحوم الشيخ أحمد الفارس الذي زرعه في الفنطاس وفي الكويت، وأما الذين اهتموا بزراعته بعد الخمسينات فهم كثيرون ويأتي على رأسهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، وكذلك المرحوم صبيح الصبيح والمرحوم
جاسم إبراهيم المضف، ومن نتيجة هذه الاهتمامات ازدادت أعداد النخيل في البلاد.

البمبرة في المنازل والمزارع
قال الخرس: شجرة البمبر كانت مزروعة في أكثر البيوت والمزارع كثيرة الأغصان عريضة الأوراق تمرها كروي الشكل، وبداخلها سائل لزج، كان الأولاد بعد أكل الثمرة يقذفونها نحو الحائط فتلتصق به، لذا فقد ترى الجدار القريب من هذه الشجرة مرموقاً بالعديد من هذا النوى.. وأحياناً كان الأهل يطلبون من أولادهم أكل الثمار بنواها اعتقاداً منهم انه علاج جيد لطرد الديدان من البطن، لذا فقد كان بائع البمبر ينادي على بضاعته قائلاً:
«البمبر يقتل الدود
ما يبيعه غير سعود»
وعند العطار كان يُباع دواءٌ للسعال الديكي مكونٌ من ثمار البمبر المجففة ولسان الثور وبذور السفرجل ومواد أخرى تُغلى جميعها في الماء ثم يتناولها المصاب بهذا المرض.. أما السعال العادي فكان علاجه يقتصر على ثمار البمبر وحدها.

الصفصاف.. والأثل
ومن الأشجار المشهورة في البيت الكويتي أو خارجه خاصة في الشوارع الصفصاف، من فصيلة الصفصافيات، فإن وجوده داخل البيت كان أقل من شجرتي الأثل والسدر، وهناك صفصاف السلالين الذي تستعمل أغصانه الطرية المرنة في صنع السلال، والصفصاف المستحي للزينة، والارجواني منه هو الاشهر طبيا لان قشور الاغصان تحتوي على مركبات السالسلات، وهي مواد مسكنة للآلام، ومدرة للبول، ومضادة للالتهاب والحمى، وفي بيت الكويتي القديم كانت شجرة الصفصاف مصدرا للظل، ومكانا جيدا لصيد الطيور، وفي اغصانها القوية كان الاطفال يشدون حبال مراجيحهم، واليابس من هذه الاغصان كانوا يتخذونها وقودا، وكانت شجرة في البيت الكويتي شبيهة بالصفصاف تسمى «برهامة» اغصانها اكثر امتدادا واوراقها اعرض واكثر اخضرارا.
وعن شجر من فصيلة الطرفائيات.. الاثل قال الخرس: اهل الكويت قديما كانوا يستخدمون خشب الاثل للوقود، وسقف اكواخ القرى من عوارض الاثل، وسرج الجمال منه، واوتاد الخيام ومناكيت التمر من خشب الاثل، وحتى الحمار يقتطع منه للمشعاب، والحفار محجابه والقصاب خشبته من هذه الشجرة، والناس اهتموا بزراعته سواء في بيوتهم في المدينة او في قراهم، فانتشرت في حولي والرميثية والمنقف والفنطاس وابوحليفة والصباحية والجهراء، وقامت هذه الاشجار كمصدرات للرمال، واصحاب البيوت حرصوا على زراعتها في ساحاتهم للاستفادة من ظلها وخشبها ولاصطياد الطيور، وزرعت قديما من مسجد الملا صالح ودروازة الجهراء منطقة ممتدة، وحتى الارسالية الاميركية غرست حول مستشفاها، وحول مساكن اعضائها في منطقة القبلة (الجبلة)، وزرعت اشجار الاثل في الشرق حول قصر دسمان، والشيخ خزعل، والسفارة البريطانية وبعض المساكن هناك.
يضيف الخرس: واثل الخالد الذي كان يقع في شعب الخالد (مكان نادي الشعب البحري حاليا) ولا تزال احدى الاثلات قائمة حتى الآن، والنسوة كن يسترحن تحت ظلال الاثل، ويوقدن النار ويأكلن ويشربن بعد ان يفرغن من غسل الملابس، الاثلة لها ظل ظليل، وتزدحم عليها الطيور وكانت رزقا للاولاد عندما يصطادون طيور الربيع بالنباطة وبالفخ الذي يوضع تحتها .

السدر.. والكنار
شجرة النبق (الكنار) المعروف منه نوعان: أحدهما بري ذو شوك تمره صغير سيئ الطعم لا ينتفع به ورقه ولا يصلح للغسول، لذلك يسميه العرب «الضال» والآخر يسمونه «العبري» لا شوك فيه إلا ما ندر، ينبت على الماء (ماء المطر) وتمره النبق وورقه غسول، يقول ذو الرمة:
«قطعت إذا تجوفت العواطي
ضروب السدر عبرياً وضالاً»
وقال الخرس: وأجود النبق بأرض هجر ذو حلاوة وطيب رائحة، يفوح فم آكله وثياب ملابسه كما يفوح العطر، والسدرة لها منزلة روحية سامية ذكرت في القرآن الكريم في سور: «النجم»، و«الواقعة»، و«سبأ»، فالسدرة لها تاريخ وقصص مع الخلق، ومن منطلق هذا أحيطت السدرة في الكويت بهالة من التبجيل والتوقير جعلت لها في نفوس الناس مكانة خاصة، فكان مكروهاً عندهم تكسير أعضائها، والتبول عليها أو تحتها، وفي منطقة الشرق كانت أربع سدرات تقام احتفالات بالقرب منها، ولكل فرقة سدرة النوبان، والحبوش، والقوادر، والرابعة الأخيرة كانت للبمباسة، نسبة إلى بمباسا، ومنطقة الشرق امتازت عن غيرها من مناطق الكويت بكثرة أشجار السدر خاصة خلف مخفر الشرق حالياً، ففي الفنطاس والجهراء وحولي سدر كان الناس يضربون خيامهم بالقرب منها لمدة شهر خاصة في فصل الربيع، وعن فوائد السدر، ذكر الخرس مدى استفادة اصحاب السدر وسائر الناس، منه: بيع ثمارها (الكنار) للاهالي خاصة الاولاد، استعمال اوراقها بعد سحقها بدلا من الصابون، ما زالو يستعملون اوراقها في غسل الموتى، الاستظلال تحت اشجار السدر في ايام الحر، اكثر الطيور تتجمع فوقها فيكون الصيد سهلاً، أغصانها وقود، وورقها علف للاغنام.

• الأثل • شجرة الصفصاف • شجرة السدر • ريتاج تعشق البمبر • تحت السدرة (من لوحات: أيوب حسين) القبس





16-09-2011, 07:37 PM
البريمل
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
http://www.alqabas-kw.com/Article.as...&date=13012012
من قديم الكويت عبدالناصر يؤيد استقلال الكويت وسيادتها






Pictures%5C2012%5C01%5C13%5C12af3076-7e53-4ba0-a358-450a9069b0f5_main.jpg


إعداد يوسف الشهاب

ما إن أعلنت الكويت استقلالها (يونيو 1961م) لتصبح دولة ذات سيادة بإلغاء اتفاقية 1899م، حتى خرج علينا الزعيم العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم في مؤتمر صحفي عقده في 25 يونيو من ذاك العام، يدعي فيه أن الكويت فضاء سليب، وأن عليها العودة إلى الوطن الأم، وهو العراق، هذا الادعاء الكاذب وغير المسؤول أدى الى خروج تظاهرات صاخبة بالكويت، طافت الشوارع ووصلت الى قصر السيف، مطالبة الشيخ عبدالله السالم بتوزيع السلاح عليها للدفاع عن استقلال الكويت، وأطل الشيخ عبدالله السالم ـ طيّب الله ثراه ـ من شرفة قصر السيف والى جانبه الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ شاكراً للشعب الكويتي وقفته الشجاعة للدفاع عن استقلال وطنه، ومطالباً إياهم بالعودة إلى أعمالهم وترك الأمور للحكومة للقيام بواجبها في معالجة الأزمة.
وقال ـ رحمه الله ـ للمواطنين إذا تأزمت الأمور، فأنتم الذخيرة والعمود الفقري.
ومن جانب آخر، قامت الحكومة بإرسال عدد من الوفود لزيارة الدول الشقيقة والصديقة لشرح القضية وكسب التأييد لموقف الكويت وأحقيتها في الدفاع عن استقلالها وسيادتها، وكان من ضمن تلك الدول جمهورية مصر العربية، حيث ترأس الوفد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ـ طيب الله ثراه ـ وفي الإسكندرية التقى الوفد الكويتي الرئيس جمال عبدالناصر، كما يتضح في هذه الصورة، التي التُقطت في 29 يونيو 1961م، ويبدو فيها الشيخ جابر الأحمد في حديث مع الرئيس جمال عبدالناصر، ومن اليمين يبدو نائب الرئيس آنذاك أنور السادات، ثم أعضاء الوفد: المرحوم يوسف إبراهيم الغانم والمرحوم عبدالعزيز الصقر، والمرحوم نصف اليوسف، ثم حسين الشافعي عضو مجلس قيادة الثورة في مصر آنذاك، الجدير بالذكر أن الرئيس جمال عبدالناصر أكد للوفد موقف مصر الداعم والمؤيد للحق الكويتي في استقلال بلاده وسيادتها، والاستعداد للدفاع عنها ضد أي عدوان.





24-07-2014, 04:08 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
إعلان

للتوضيح ......

تسهيلا لتصفح هذا الموضوع فقد تم تجزئته الى أجزاء بحيث لا تزيد محتويات كل جزء عن 5 صفحات في كل صفحة 20 محتوى

و عليه .. فإليكم رابطي أول جزئين ...

رابط الجزء الاول


الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت ..........

رابط الجزء الثاني

الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثانية ..


و كلما إحتاج الأمر في المستقبل ............. سوف نفتح جزء جديد


تمنياتنا للجميع بالتوفيق قراءة و خيالا و تذكرا و معرفة .........
و
أجمل الذكريات
و
أسعد الأوقات



عادت لنا الأيام فوق السفينة
مرة معانا الريح ومرة علينا
............................. بين السفر والغوص رحنا وجينا
............... ومهما تصير الحال ما قط شكينا








 
التعديل الأخير:
خنطل على الكويت التي كانت من الدريشة :
.....................................................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,...................................
 
يوسف الهندي: ليلة مولدي عام 1943 هطلت أمطار غزيرة وكنت موضوعاً في طبق من الخوص فسحبتني المياه إلى الحفرة
السبت 2016/9/24
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 28228
A+

A-


686103-1.jpg
في ثانوية الشويخ عام 1963
686103-2.jpg
يوسف الهندي في ثانوية المزرعة عام 1974
686103-3.jpg
يوسف الهندي متحدثا الى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء قاسم باشا
686103-5.jpg
الهندي مع عدد من المدرسين والطلبةفي ثانوية عبدالله السالم
686103-6.jpg

686103-7.jpg
مع الطلبة الكويتيين في جامعة الاسكندرية عام 1965
686103-8.jpg
طلبة القسم الداخلي بثانوية الشويخ عام 1964
686103-9.jpg
مع المرحوم فيصل عيسى مطر في مخيم بوبيان البحري
686103-10.jpg
خلال ممارسة النشاط الكشفي ومعه عبدالله القلاف
686103-11.jpg
يوسف الهندي مع الزملاء في الكشافة البحرية بمخيم بوبيان عام 1973
686103-12.jpg
في مصيف بحمدون اللبناني مع خالي غيث عام 1959
686103-13.jpg
الجد احمد الهندي رحمه الله
686103-14.jpg
الهندي في جامعة الاسكندرية عام 1963
686103-15.jpg
في مدرسة المتنبي المتوسطة مع الطلبة والمدرسين
686103-16.jpg
الوالد عبدالرزاق الهندي
  • عينت مدرساً في ثانوية عبدالله السالم لمادة الجغرافيا لمدة 5 سنوات
  • حضر يوماً ولي أمر فلسطيني وقلت له كنت أستاذي بالمدرسة الشرقية فقال هذا ابنك وأي خطأ وعدم استجابةعاقبه بشدة
  • في ثانوية الشويخ مارست أنشطة كرة القدم والتمثيل وكنت سريعاً بالجري وألعب جناح شمال
  • بعد جليب الشيوخ عملت ناظراً لمدة سنتين في ثانوية ابن العميد ثم أمضيت 18 سنة موجهاً لمادة الجغرافيا في العاصمة
  • جدي أحمد الهندي ولد في الهند وسافر إلى مكة المكرمة لأداء الحج وفي طريق العودة دخل الكويت وسكن في مسجد الرومي الحالي
  • سافرت إلى «القدس» في الستينيات وشاهدت الصخرة المقدسة وزرت نابلس والخليل ورام الله ومنعتني حرب 1967 من شراء بيت هناك
  • والدي عمل بحاراً على ظهر سفن السفر ثم الغوص مع أحد النواخذة واشترى مع عمي «شوعي » صغيراً وبعدها فتح دكاناً لبيع المسامير
  • درست في مدرسة المتنبي 4 سنوات في منطقة دسمان ثم انتقلت إلى «الشويخ » وكانت الثانوية الوحيدة في الكويت آنذاك
  • بداية دراستي كانت في المدرسة الشرقية بالقرب من مسجد المناعي وكنا نذهب مشياً
  • أشرفت على مقصف البيت رقم واحد في ثانوية الشويخ وبعت المشروبات الغازية والبسكويت
  • بعد الثانوية ذهبت في بعثة دراسية لجامعة الإسكندرية مع ابن عمي وتخصصت جغرافيا
  • عملت ناظر مدرسة في جليب الشيوخ وكان سكانها يقيمون في العشيش
  • شاركت بالثانوية في مجلة الحائط وانضممت إلى فريق الكشافة البرية والبحرية وشاركت في المخيمات الكشفية الربيعية والمخيمات الفرعية
  • في فترة عملي بمدرسة الرابية حصلت على بعثة كشفية إلى مكة المكرمة لأداء العمرة
  • عملت في ثانوية الرابية وكيل مدرسة وكانت تسمى الزراعية والمفارقة أنها لم يكن بها أشجار أو زراعة
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

صفحات التاريخ تزخر بالقصص والعبر والدروس والمعلومات التي تلقي الضوء على الماضي، لكن ليس من الضروري دائما أن تلجأ إلى كتب التاريخ لمعرفة ظروف الحياة في الفترات السابقة.

ضيفنا هذا الأسبوع يلقي الضوء من خلال ذكرياته عن أيام فترات حياته المختلفة على فترات من تاريخ الكويت تمتد إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حينما قدم جده من الهند ليسكن هذه الأرض الطيبة.

ولد ضيفنا يوسف عبدالرزاق أحمد الهندي في بدايات الأربعينيات من القرن الماضي، ودرس في عدة مدارس بمراحل التعليم المختلفة.

يحكي لنا عن جده ووالده وكيف عاشا على أرض الكويت، كما يذكرنا بظروف الحياة المختلفة منذ منتصف القرن العشرين حتى الآن.

في السطور التالية من اللقاء نتعرف على لمحات من مناحي شتى واجهها الكويتيون قديما وخاضوا غمارها.

يستهل المربي الفاضل يوسف عبدالرزاق احمد الهندي حديث الماضي والذكريات بالكلام عن البدايات، فيقول: ولدت في منطقة الشرق في بيت والدي في 15/11/1943 خلف المستشفى الاميري وساحة البيت اربعة آلاف متر مربع، واذكر من جيراننا بيت محمد البستكي والنوري والنصرالله وبيت الشيخ فهد السالم وسلطان السالم والمسباح والعدساني ومحمد سعود الصباح والسكن في الكباره.

يتحول الهندي سريعا الى الحديث عن مشواره بالتعليم، حيث يقول: بداية الدراسة في المدرسة الشرقية بالقرب من مسجد المناعي، وفي الصيف في ذلك الوقت لا يوجد سفر للدول الاخرى، فالوالد رحمه الله أدخلنا في مدرسة ملا احمد ملا رضا وكنا نذهب مشيا على الاقدام، والملا كان يحفظنا القرآن الكريم، وحفظت جزء «عم»، وكان المرحوم عبدالله اخي الكبير يعمل مدرسا في المدرسة الجعفرية، فكان احمد ملا رضا من تلاميذه وعمل فيها لمدة اربع سنوات.

وبعد نجاحي في الشرقية، انتقلت الى مدرسة المتنبي ولمدة اربع سنوات، وتقع بالشرق في منطقة دسمان، وبعد اربع سنوات من الدراسة في المتنبي انتقلت الى ثانوية الشويخ، وكانت الثانوية الوحيدة في الكويت وفيها القسم الداخلي في بيت رقم 1 والناظر وقتها كان فؤاد سليم.

أما الأنشطة فكانت كرة القدم والتمثيل واخي موسى كان يشارك في فرقة التمثيل، واذكر من اللاعبين مرزوق سعيد وحسين العسعوسي، كنت ألعب جناح شمال، كنت ألعب بالرجل اليمين احول الكرة للشمال، واضرب الكرة بالشمال، وكنت سريعا بالجري، وفي الثانوية لعبت مع فرق الانشطة بعد الظهر، وشاركت في مجلة الحائط عن انشطة القسم الداخلي، وتعلق المجلة على حائط المطعم فيقرأها الطلبة اثناء دخولهم للمطعم، والمجلة كانت يومية، وكان معي طالب واحد والكتابة كانت على السبورة المعلقة على الحائط، وكنت مشرفا على مقصف البيت رقم واحد، وكان الاستاذ عبدالله بشارة مشرف البيت، وابيع المشروبات الغازية والبسكويت، والبيع بسيط.

السكن في القسم الداخلي

عن القسم الداخلي في ثانوية الشويخ، يقول الهندي: تأسس القسم الداخلي في ثانوية الشويخ مع بداية افتتاح الثانوية، وقد سبقنا طلبة من الذين كانوا قبلنا يدرسون بالثانوية.

وبعد عام دراسي بالثانوية انضممت الى القسم الداخلي، وكان نصيبي ان اكون في بيت رقم 1 وكان المشرف على البيت الاستاذ عبدالله بشارة، ومن بعد صلاة المغرب تبدأ المراجعة الجماعية حتى العاشرة مساء، وتبدأ فترة النوم وبعض الطلبة يستعينون بمشرف البيت اثناء المراجعة لأنه مدرس لغة انجليزية، وبعض الزملاء الذين سبقونا بالدراسة وهكذا.

كل عنبر فيه 12 طالبا، واذكر معنا عبدالله الرجيب، واذكر ايضا تقديم ثلاث وجبات للطلبة، الفطور متوافر به جميع انواع الاكل للطلبة، والغداء يبدأ بعد نهاية الدوام المدرسي والعشاء يبدأ ما بين صلاتي المغرب والعشاء، ونذهب الى المسجد للصلاة.

اما بالنسبة للانشطة فقد انضممت الى فريق الكشافة البرية والبحرية وشاركت في المخيمات الكشفية الربيعية والمخيمات الفرعية.

اذكر ان المراجعة كانت جماعية بالقسم الداخلي، ومن احسن الاماكن التربوية التي ينضم لها الطالب كذلك شاركت بالنشاط الرياضي الذي يبدأ من بعد صلاة العصر في القسم الداخلي وخاصة كرة القدم.

التخرج في الثانوية

عن الثانوية العامة وذكرياته عنها يقول ضيفنا: تخرجت في الثانوية وتم اختياري لبعثة دراسية وسافرت مع ابن عمي وتخصصت جغرافيا في جامعة الاسكندرية وتوزعنا على جميع التخصصات وسكنت مع واحد وبعد ذلك تركني بعد نصف عام، كان بنفس العمارة كويتيون فقالوا تعال عندنا الغداء والعشاء ولمدة قصيرة استأجرت شقة مع ولد عمي ومحمد فهيد والايجار كان ما بين ست وعشر سنوات.

وبعد 4 سنوات تخرجت وحصلت على الشهادة الجامعية بكالوريوس جغرافيا، وكان في الاسكندرية رابطة للطلبة الكويتيين يرأسها العبيدي ومن بعده رشيد الحصان ومن بعده عبدالله حبيب ومجموعة من الطلبة في الرابطة ودورها الاشراف على الطلبة وحل المشاكل مثل الرواتب المتأخرة او مع الجامعة أو عدم الدوام او الطالب المريض ومراجعة الطبيب، وامين الصندوق سالم الربيعة، رجعت الى الكويت وعملت جميع الأوراق وعينت مدرسا.

مدرس بالثانوية

عمل الهندي بعد ذلك مدرسا في المرحلة الثانوية ويقول عن ذلك: عينت مدرسا في ثانوية عبدالله السالم لمادة الجغرافيا والناظر جمعة ياسين ولمدة خمس سنوات والطلبة مجتهدون وممتازون يريدون العلم والتنافس بينهم شديد، وحضر يوما من الايام ولي امر فلسطيني واستقبلته وقلت كنت استاذي بالمدرسة الشرقية قال هذا ابنك وأي خطأ وعدم استجابة منه اضربه وعاقبه بشدة، ومن الزملاء المرحوم جاسم المطوع وفهد التمار وعبدالرحمن وقاسم غلوم، ومدرسون وافدون عرب والطلبة من الوافدين اكثر من الكويتيين واذكر المرحوم مجبل المطوع، وبعد خمس سنوات نقلت الى ثانوية الرابية وكيل مدرسة كانت تسمى الزراعية، واذكر حضر عندنا مدرس وقال الزراعية وبدون اشجار وزراعة، والناظر يوسف محمد الحمد والطلبة كويتيون وقليل من الوافدين، والطلبة متفاوتون بالدراسة لكن ليسوا كطلبة عبدالله السالم، وامضيت ثلاث سنوات ونقلت الى جليب الشيوخ ناظر مدرسة، والسكان كانوا يسكنون بالعشيش وكان معي وكيل، رحمه الله.

وفي نفس فترة وجودي بالرابية حصلت على بعثة كشفية الى مكة المكرمة لأداء العمرة وكان معنا المرحوم الاستاذ علي حسن العلي، رحمه الله، في اجازة الربيع وكانت المجموعة من جميع المدارس وكانت الرحلة بالطائرة او بالسيارة حسب المناطق وامضيت ست سنوات في ثانوية جليب الشيوخ، الناظر عمله ليس بسهل تقع عليه مسؤولية كاملة فهو مسؤول عن الطلبة والمدرسين وعلاقته مع الادارة بالوزارة ومع الموجهين، وتقع على عاتقه مسؤولية كبيرة واهمها مع ولي الامر، وأي مشكلة مع الناظر، واما الانشطة فكثيرة، عندنا يوم الخميس وقبل الامتحان بشهر نعمل للطلبة دروسا مجانية للذين لا يستطيعون من الساعة الرابعة حتى المغرب وجميع المواد حسب رغبة الطالب ونختبرهم كل اسبوع وعشرة ايام لكن حصلنا على نتيجة طيبة وكان عدد البدون كبيرا، والطلاب المعيدون السنة اجمعهم في فصل واحد ونعطيهم القواعد، كنا نحصل على نسبة 70% من تلك الدراسة، التقوية في المساء في ثانوية الرابية او ثانوية جليب الشيوخ أو ثانوية ابن العميد لأني نقلت كناظر الى ثانوية ابن العميد بعد جليب الشيوخ.

ويضيف الهندي: مضيت سنتين في ابن العميد وعندي وكيلان وفيها ستة وعشرون فصلا ووزعت الفصول الى قسمين لكل وكيل 13 فصلا يشرف عليها الوكيل بالكامل، وأبلغت المدرسين بأن الطالب إذا سأل سؤالا أجيبوا له عنه، وأما الفرق بين طلبة ثانوية الجليب وثانوية ابن العميد وطالب الرابية لا شك ان الظروف تختلف من طالب لآخر حسب ظروف ولي الامر، ومنهم الكثيرون وخاصة ابناء جليب الشيوخ.

موجه بالعاصمة

بعد العمل ناظرا جاءت مرحلة التوجيه التي يقول عنها ضيفنا: نقلت من ناظر ثانوي الى موجه مادة الجغرافيا، وأمضيت ثماني عشرة سنة موجها في العاصمة، والموجه العام المرحوم مهدي الحسيني، وذهبت الى فيلكا للتوجيه على المدرسة وبعد شهرين في العاصمة نقلت الى منطقة الاحمدي، وكنت يوميا اذهب الى مدارسها، واضافوا لي الوفرة والزور ورفضت الذهاب الى هناك، وكان ناظر الوفرة عبدالله الهاجري.

أما منطقة الأحمدي فمن ضمنها مدارس الصباحية ومن الساعة السابعة والنصف اخرج من البيت في الضاحية، وكان مدير الأحمدي عبدالله اللقمان ومن قبله عبدالله التركيت.

السفر إلى القدس

لدى عمله موجها في الاحمدي حدث ان سافر الهندي الى القدس، ويقول عن تلك الرحلة: في تلك الفترة سافرت الى لبنان وفلسطين «القدس» ودخلناها عن طريق صديق فلسطيني وانتظرني في منطقة اسمها باب العامود، وسكنا بفندق بالقدس، ومنها سافرت الى نابلس والخليل ورام الله، والتقيت كويتيين يريدون شراء بيوت فقلت: ان شاء الله اذا الله رزقني اشتري بيتا، المهم خرجنا ولم نعد بسبب حرب عام 1967.. وهناك شاهدت الصخرة المقدسة.

عادل منصور فلسطيني اعطاني عنوانه وزرته في بيته وأمضيت فترة خمسة عشر يوما في القدس وأديت الصلاة في بيت المقدس ومعي عبدالله التركيت وكان الوالد موجودا وكنت دائما متعلقا بوالدي.

طلب التقاعد

تقدمت للتقاعد عن العمل، ولكنني تراجعت لوفاة الوالد وأمضيت سنتين بعد وفاته، وكنت موجها، وحاليا اشتغل بالأعمال الحرة بعد التقاعد.

المرحوم جدي

عن جده، رحمه الله، يقول ضيفنا: ولد جدي احمد الهندي في الهند وسافر الى مكة المكرمة من (بنارس) في الهند واتجه الى مكة مع شقيقتيه مريم وفاطمة لكن احداهما توفيت في البصرة أثناء السفر الى مكة والثانية اكملت معه الحج، وفي طريقهما للعودة دخلا الكويت، وكان جدي يسكن في مسجد الرومي الحالي الذي يريدون هدمه وسكنت معه شقيقته، شاهده احد المصلين وسأله: دائما اراك موجودا في المسجد فما قصتك؟ فقال: انا وأختي قادمان من مكة وليس عندنا سكن فسكنا هنا في المسجد، وأنا غير متزوج، فقال له عبدالرحمن الهدهود: انا ازوجك اختي وأنت زوجني اختك، فتم الاتفاق بينهما على الزواج، اخت جدي زوجة الهدهود انجبت منه الاولاد والبنات. وجدي رزقه الله بولد اسمه عبدالرزاق وهو والدي.

جدي وعائلته وعمله

جدي أحمد من زوجته ثلاثة أولاد من بنت الهدهود وهم عبدالرزاق وعبدالعزيز وعبدالوهاب وابنتان لطيفة ومنيرة، منيرة متزوجة من حسين القطان، ولطيفة زوجها خليفة الصلاحات، وتعلم الحاج أحمد الهندي ختان الأولاد وحلاقة الرأس وخلع الأسنان من رجل هندي اسمه محمد أمين وبرع في عمله، ومن بعده ابنه عبدالوهاب اشتغل بختان الأولاد.

محمد صالح ولد عبدالوهاب الهندي اشترى أرضا كبيرة مساحتها أربعة آلاف متر مربع حاليا مبنى طب الأسنان مقابل الأميري وأنا ولدت هناك، من الجيران محمد البستكي والنوري والنصر الله العدساني وبودي وسلطان السالم والمسباح وسيد يعقوب، البيت فيه غرف قليلة والأرض كبيرة.

ولدت عام 1943 في بيت جدي، وفي الليل نزلت امطار غزيرة وكنت طفلا صغيرا جدا، الوالدة وضعتني في الطبق وملفوف على الأرض، الامطار الغزيرة عملت فتحة كبيرة بحائط (الكبر) من الجهتين، فسحبني السيل للخارج وسقطت بالحفرة الموجودة في حوش البيت وبدأت الوالدة في الصراخ وحضر الرجال ونزل أحد الأقارب ورفعني من الماء وأنا بداخل الطبق المصنوع من خوص النخل، والله سبحانه وتعالى اعطاني العمر وانقذني من الغرق، رحم الله والدتي ووالدي، والحفرة التي سقطت بها وفيها الماء كان جدي يأخذ منها الطين لبناء الغرف فتكونت حفرة.

نحن الآن احفاد احمد الهندي والد الثلاثة عبدالرزاق وعبدالعزيز وعبدالوهاب واختين، تكونت عائلة الهندي من هؤلاء، والآن اعداد كبيرة منهم من توفاه الله ومنهم من يعيش في بيته مع أسرته عبدالعزيز أولاده عبدالحميد وعبدالمجيد وعندهم أولاد والأولاد عندهم أولاد. نحن ابناء عبدالرزاق ثلاثة موسى ويوسف وعبدالله وثلاث بنات.

الكشافة الكويتية

عن مشاركته في الكشافة يقول الهندي:شاركت في الكشافة عندما كنت طالبا في المدرسة الشرقية وفي ثانوية الشويخ كنت بالكشافة البحرية والبرية، وشاركت في المخيمات السنوية في الفنيطيس وسافرت مع الكشافة.

حياة الوالد

عن والده وحياته كيف كانت يقول ضيفنا: ولد في الكويت في بيت لجده لأمه وحفظ المصحف الشريف وكان يكتب كتابة بسيطة وعمل بحارا على ظهر سفن السفر وبعد ذلك ركب سفن الغوص سنة واحدة مع أحد النواخذة، لكن جدي اعطاهم مبلغا بسيطا مع عمي، واشتروا عبدالوهاب شوعي صغيرا وركبوا فيه للغوص، والغوص مهنة متعبة فتركوا هذه المهنة وباعوا الشوعي، الوالد فتح له دكانا يبيع المسامير وذلك بعد والده جدي أحمد وبعض مشتقات الحديد مقابل سوق الحدادة واستثمر في عمله ويستورد بعض الحديد من ايران، عمي عبدالوهاب اشتغل بدلا من جدي وعمي عبدالعزيز فتح محلا لبيع البخور في سوق الحريم، في البداية والدي وأعمامي اشتغلوا بالتجارة.
 
عادل المشعل: دخلت «غينيس» بأطول لوحة في العالم .. وفي طفولتي كنت أرسم بالمدرسة بسبب كره جدي للرسم
السبت 2016/10/8
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 28394
A+

A-


689400-1.jpg

689400-6.jpg
الشهيد الشيخ فهد الاحمد متوسطا الفنانين محمد الشيخ وعادل المشعل وسعود الفرج وابراهيم اسماعيل في جمعية الفنون التشكيلية عام 1981
689400-12.jpg
المشعل مع المرحوم الشيخ ناصر سعود الناصر الصباح
689400-4.jpg
وزير الشؤون الاسبق المرحوم حمد الرجيب مع علي الحويل وعادل المشعل عام 1980
689400-5.jpg
عادل المشعل مع عبدالرحمن المضاحكة والسفير علي الهيفي
689400-14.jpg
عادل المشعل مع الفنانين عبدالعزيز ارتي وعبدالرضا باقر وابراهيم اسماعيل والناقد فاروق عبدالعزيز عام 1980
689400-8.jpg
وزير الشؤون الاسبق المرحوم حمد الرجيب متوسطا رئيس ومؤسسي جمعية القادسية
689400-13.jpg
عادل المشعل مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء محمد هاشم
689400-10.jpg

689400-2.jpg
لوحة رقصة للفنان عادل المشعل
689400-3.jpg
لوحة بدون عنوان
689400-7.jpg
المشعل مع مجموعة من العاملين في تعاونية القادسية
689400-9.jpg
لوحة بائعة الخام من اعمال المشعل
689400-11.jpg

  • جدي كان يذهب إلى سينما الفردوس لمشاهدة الأفلام الهندية وكنت أذهب معه
  • ولدت في منطقة المرقاب القديمة والتحقت بمدرستها الابتدائية ومع انتقال الوالد إلى منطقة النقرة انضممت إلى «الفارابي»
  • التحقت بالكلية الصناعية بعد المرحلة المتوسطة وتخرجت بعد أربع سنوات متخصصاً في التبريد
  • أول عمل لي كان في تلفزيون الكويت قسم السينما لمدة سنتين وعملي تحميض الأفلام وكنا نستخدم الأحواض وفيها ماء ونضيف عليه مواد كيميائية
  • في الابتدائية كنت «أشخبط» بقلم الرصاص أو بالفحم.. وفي يوم من الأيام أحضرت «الكاز» في «البطل» فحسبته أختي الصغيرة ماء وشربته
  • عملت في وزارة الكهرباء والماء بمختبر الخلط والدمج وعندما فُتح قسم جديد للمختبر كنت مع المجموعة الأولى
  • عام 1979 ترشحت لانتخابات جمعية القادسية وكنت «احتياط أول» لمجلس الإدارة فدخلته حتى عام 1991
  • عندما تم منع السجاير في التعاونيات خسرت كل جمعية 60 ألف دينار
  • بعد «الصناعية» سافرت إلى القاهرة للالتحاق بجامعة حلوان وهناك تخصصت في الكيمياء والدراسة كانت أربع سنوات
  • أنا المنسق العام لسوق عكاظ العربي الأول في القاهرة وشاركت في إحياء الفكرة
الفن أحد أهم معايير رقي الشعوب. ضيفنا هذا الأسبوع الفنان عادل المشعل له باع كبير في مجال الفن التشكيلي، حيث أحب الرسم منذ الصغر وكان هوايته التي نمت مع الوقت لتزهر أعمالا فنية رائعة وبخلاف الرسم كان له نشاط تعاوني بارز بدءا من نهاية السبعينيات.

يحدثنا خلال هذا اللقاء الشائق عن مشواره الدراسي وأنشطته خلال التعليم وكيف درس في الكلية الصناعية بعد المرحلة المتوسطة ثم سافر إلى القاهرة للدراسة في جامعة حلوان وغير تخصصه من التبريد إلى الكيمياء.

وعاد ليعمل في تلفزيون الكويت ثم في وزارة الكهرباء.

في السطور التالية حكايا وقصص شيقة وجميلة وممتعة إمتاع الفن لمتذوقيه، مع الفنان عادل المشعل، فإلى التفاصيل:

في بداية اللقاء يشرع الفنان التشكيلي عادل فهد المشعل في الحديث عن ذكريات الماضي وأيامه الجميلة بالكلام عن البدايات وأيام الصبا والطفولة، حيث يقول: ولدت في منطقة المرقاب القديمة، والبداية كان تعليمي في مدرسة المرقاب الابتدائية، ولكن الوالد بعد ذلك انتقل الى منطقة النقرة للسكن فيها فالتحقت بمدرسة الفارابي، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة عبدالعزيز الرشيد، ولكن بينهما مسافة طويلة، ومن ثم الوالد انتقل الى منطقة القادسية فالتحقت بمدرسة سيف الدولة، ومن ثم إلى مدرسة القادسية المتوسطة، وحصلت على الشهادة المتوسطة، وكانت الكلية الصناعية تقبل الطلبة خريجي المرحلة المتوسطة فالتحقت بها طالبا، وبعد أربع سنوات تخرجت منها وكنت متخصصا في مادة التبريد، وبعد النجاح التحقت بجامعة حلوان، وهناك غيرت التخصص والدراسة كانت أربع سنوات، وكان تخصصي كيمياء، وبعد التخرج رجعت إلى الكويت وبدأت حياتي العملية والوظيفية.

العمل والتدرج فيه

بعد التخرج في القاهرة التحقت بأول عمل في الكويت وكان نصيبي تلفزيون الكويت قسم السينما مع المرحوم بدر المضف وعبدالوهاب سلطان ولمدة سنتين وعملي تحميض الأفلام ونستخدم الاحواض وفيها ماء ونضيف عليها مواد كيميائية، وبعد سنوات انتقلت الى وزارة الكهرباء والماء في مختبر الخلط والدمج وخلط المواد مع الماء، وأول ما حضر محمد القيسي، وتم فتح المختبر قسم جديد، وكنت مع المجموعة الأولى وبعد فترة عام 1979 رشحت لانتخابات جمعية القادسية.

الجمعيات التعاونية

عن العمل في الميدان التعاوني يقول المشعل: رشحت نفسي لانتخابات جمعية القادسية وكنت احتياط اول (لمجلس الادارة) يعني اي عضو في مجلس الادارة يستقيل أدخل مكانه وبالفعل قدم عبدالوهاب بوقريص استقالته فدخلت مكانه منذ عام 1979 حتى عام 1991 طبعا الجيش العراقي دمر الجمعيات التعاونية وسرق ما فيها.

بعد التحرير كنت أسكن في منطقة القرين فشاركت بعض سكان المنطقة وأسسنا لجنة مؤسسين لإنشاء جمعية القرين، وكنت رئيس لجنة التأسيس وبذلك الوقت كان الاستاذ محمد الكندري الوكيل المساعد لشؤون التعاون رشحني وكان سمو ولي العهد وزير الشؤون، وكنت موظفا بالكهرباء وكانت الجمعيات تبنى على نفقة المؤسسين، لأن بعد الاحتلال ما عندنا رأسمال، طلبت مقابلة الأمير الراحل المرحوم الشيخ جابر الأحمد فقابلته شرحت له ظروفنا في بناء جمعية القرين وطلبت منه بناء جمعية القرين، وفي نظام التأسيس إذا جمعنا مائة ألف يمكن تشكيل مجلس ادارة، لكن لم يتم تجميع المبلغ فلم نستطع عمل مجلس ادارة، اعلنا عن العمل تقدمت اربع شركات وكنت المشرف على العمل وتم البناء، وكنت نائب رئيس مجلس الادارة، كانت جمعية صباح السالم تريد الجمعية فطلبت مقابلة سمو ولي العهد عندما كان وزير الشؤون وقلت له لا يحق لجمعية صباح السالم أن تأخذ جمعية القرين فوافق على أن الجمعية مستقلة للقرين، وتم تخصيص ثلاثة بيوت حكومية بجمعية القرين وتم افتتاح الجمعية في البيوت الثلاثة وموافقة من الشركات لتزويد الجمعية بالمواد الغذائية وتم افتتاح الجمعية، وبعد سنتين قدمت الاستقالة من جمعية القرين، كانت المنطقة كلها القرين وفيها خمسون فرع جمعية، حاليا مبارك الكبير والقرين جمعية، والقصور والعدان جمعية، وكان اول رئيس لجمعية القرين جمعان الملعبي وكنت نائب الرئيس.

أيام جمعية القادسية رشحت وعينت في اتحاد الجمعيات وفيها بالإعلام والعلاقات العامة في اتحاد الجمعيات وكان الرئيس الحويل ومن بعده عبدالرحمن المضاحكة ومن بعد ابو حديدة وبعد ستة شهور وكان معنا السفير علي الهيفي وكان بالاتحاد امين السر.

والمضف والنصف وعدد خمسة وثلاثين عضوا عن كل جمعية واحد حاليا ؟؟؟؟ الاتحاد وحاليا تسعة الانتخاب داخلي من بين الاعضاء تم تقليص العدد وتتوزع اللجان اهم لجنتين الاسعار والمشتروات لجنة كبيرة والتوريد باسم الاتحاد.

عامل الرف بالجمعيةويضيف المشعل: عامل الرف يفرض نفسه داخل الجمعية كيف يحضر واحد من الموردين يسأل ما هو نوع المعكرونة وخبرته بالعمل واتفاقه مع الشركات يصبح مسؤولا عن الرف، اذكر ايام الشعير والشوار عمل بنا مشكلة كاملة يتردد الاسم عن الارتفاع وناقشنا الموضوع بان يحول الى الجمعيات وكان يباع بالسوق وعندنا موضوع السجاير وكنت يومئذ امين سر الجمعية.

مكافحة التدخين

وتم منع السجاير والخسارة كبيرة على الجمعيات، ستين الف دينار كل جمعية، لان الشركة الأم تعطيك على الرف مبلغا لان من يريد الشراء من الجمعية سجاير يشتري اغراض ومن يريد شراء سجاير من الجمعية ويمنع يشتري من اي بقالة فغير ممنوع عليه الشراء من الخارج هنا الجمعية خسرانة.

لماذا المنع بعض الجمعيات حتى الان لا تبيع السجاير ولا تباع لمن دون الواحد والعشرين.اذكر في يوم من الأيام موجود بالجمعية وحضر عندي ولد بالعاشرة من عمره وطلب سجاير لوالده، سألته: اين والدك؟ فقال: مريض لا يستطيع الحضور، من سعر العلبة 150 فلسا الى الان السعر عالي.

ايضا المجاني وبرسم البيع لنفرض احضرت اغراضك للبيع والجمعية اشترت منك كرتونين، بعض المبتدئين يبعث واحدا من اصدقائه يشتري الكرتون مثلا حليب اطفال وأي مواد ويذهب التاجر ويعرض مواده مرة ثانية ويقول لهم بضاعتي جيدة لا يوجد على الرف فتشتري منه الجمعية.

اربع كراتين

ويدخلون الكراتين للمخازن مثلا الشركات الكبيرة واسمها مشهور يعطونهم الشيك مباشرة من دون اجل أما الشركات الصغيرة والحديثة فبعض الجمعيات فيها ما بين اربعة عشر فرعا وخمسين فرعا مثل جمعية القرين بعضها مواد يومية مثل الخبز والحليب له تاريخ طويل الامد.

عملنا برنامجا لاتحاد الجمعيات اسمه لقاء الخميس نتحدث فيه عن الاسعار التي زادت والاسعار التي انخفضت والناس مستفيدة، وكنت اقدم البرنامج وكان لي لقاء مع المسؤولين في الوزارات ولولا الشؤون تساند الجمعيات لخسرت الجمعيات وهي معرضة للسرقة من بعض الذين يعملون بها بقانون الشؤون مساندة قوية للجمعيات والمسؤولون فيها ناس حريصون على العمل.

وكذلك الشؤون تشرف على جمعيات النفع العام ولها ميزانية اثنا عشر الف دينار تصرف عليها ومحسوبة اماكن صرفها مثل الايجارات والرواتب.

الترشيح والانتخابات

عن عملية الترشيح للانتخابات يقول ضيفنا: عندما يبدأ موعد الانتخابات للجمعيات فان كثيرا من الشباب يترشحون ويكونون مجاميع ويزورون الدواوين ولها اسباب كثيرة ومنها ان النظرة بعيدة تقول: أنجح في الجمعية ومنها أترشح لمجالس الامة والبلدي في الدائرة التي أنتمي لها.

والبعض يعمل داخل الجمعية في اللجان ويخدم اصدقاءه بإدخال بضائعهم في الجمعية، ومنهم من يفتح ديوانا يستقبل الاصدقاء، التحقت بعدة جمعيات من الترشيح والانتخابات حتى جمعية عدم التدخين والعلاقات العامة وكان رئيس مجلس الإدارة الاخ بدر المديرس وكنت امين السر لمدة ثلاث سنوات، وبعدها التحقت بنادي السينما معي حسين ؟؟؟؟الحوالد؟؟؟؟ وعبدالمحسن النجار حاليا امين السر في نادي السينما.

سوق عكاظ

وعن دوره في احياء فكرة سوق عكاظ يقول الفنان عادل المشعل: معروف ان سوق عكاظ منذ صدر الاسلام للشعر العربي، واما حاليا ففكرته بدأت منذ الشهر الرابع من هذه السنة 2016 وأنا المنسق العام لسوق عكاظ العربي الأول الذي سيقام في القاهرة.

وصار اجتماع بين مجموعة من السعودية والقاهرة ويكون عن الشعر والسينما والفنون التشكيلية والقصة والتصوير والأفلام القصيرة والوثائق التاريخية والأفلام يوم 18/10/2016 يفتتح في الاوبرا في القاهرة بمشاركة 18 دولة وفرق شعبية موسيقية وأنا ادير الحفل وترشحت من القاهرة والمرشح ان يكون كاتبا وسينمائيا مثلا عندي من لبنان هدى المهتدي وهي شاعرة ومذيعة وأديبة.

المصاريف على السعودية والقاهرة، ودول الخليج العربي جميعها مشاركة.

من 1/10/2016 يغلق باب المشاركة وإعلان النتائج فنختار واحدا من بين المشاركين في جميع المواد المشاركة نجمعها من 1/6/2016 حتى 1/10/2016.

اخترنا القاهرة بهذا الشهر لانتصارات اكتوبر وللثقافة والأدباء والشعراء الموجودين في 10/10/2016 تحضر الوفود حتى 16/10/2016 بعدها يبدأ المهرجان.

حقوق الإنسان

أما نشاطه في مجال حقوق الإنسان فيقول عنه:التحقت بجمعية حقوق الإنسان والرئيس المرحوم جاسم القطامي ونائبه علي البغلي ومها البرجس وآخرين وكنت عضوا في لجنة الانشطة والفعاليات ورئيسة اللجنة مها البرجس وعندنا ايضا لجنة البدون ولجنة حقوق الإنسان ولها ميزانية من الدولة ومدعومة من المتبرعين، في حياتي خططت لبرنامج مثلا أستيقظ من النوم وأسبح وأروح النادي أتدرب للسباحة ومن الخامسة حتى التاسعة أرجع للبيت وأدخل المرسم حتى أذان الظهر وبعد ذلك أخرج لعمل ما.

وأرجع بالرابعة وأتغدى وأروح لجمعية الحقوق، وحاليا في جمعية السينما وحاليا نائب رئيس اتحاد السباحين العرب، وهذا الاتحاد دوره اننا نبعث دعوات، ودوري هو انني اكتب عن المناطق الجديدة وازورها، فدوري هو نائب رئيس الاتحاد واكتشف اشياء ما كنت اعرفها وبعد ذلك اكتب عن الدولة التي زرتها ودوري كصحافي اكتب بأمانة وأتعرف على ناس وعملت اطول لوحة في العالم ودخلت بها موسوعة «غينيس» لوحة اطفال عن طريق شركة اختارتني.

واللوحة طولها اربعمائة متر ونشرت في الافنيوز ولكل طفل متر يرسم عليه والعمل لمدة يوم واحد وانتهت في يوم واحد، ايضا في تلفزيون دبي اختارتني بروين حبيب وطلبت مني عرض اعمالي، عندنا في الكويت مشكلة التسويق، وعدم شراء لوحات الفنان، لو ان الوزارات تشتري لتزيين جدار الوزارة على الاقل فان الفنان سيستفيد.

الأسرة والأولاد
عن اولاده، يقول الفنان المشعل: اولادي كلهم فنانون، البنت مدرسة رسم ولكن لا تدخل معارض، عبدالله دخل مرتين في معارض، اقول للفنانين ان العجلة والسرعة لا تنفع للفنان بعضهم مستعجلون لعمل معرض اقول لهم تأن وينبغي ان تتمكن من عملك اولا.

فنون الرسم

عن بدايات موهبة الرسم لديه، يقول المشعل: عندما كنت في المرحلة الابتدائية كنت اشخبط بقلم الرصاص او بالفحم ولا توجد الالوان الحديثة، واذكر انني في يوم من الايام احضرت الكاز (الكيروسين) في البُطل (قنينة) واختي الصغيرة حسبته ماء فشربته، وادخلناها المستشفى والحمد لله صارت احسن، واما في المرحلة المتوسطة فكان يوجد الاستاذ غازي الشرقاوي وكنت اعزف موسيقى على الاكورديون، وكان الاستاذ كثير الغياب وكنت من ضمن فرقة النشاط في المدرسة والاستاذ مشغول بالخارج والنشاط المدرسي ممتاز ويستطيع الطالب ان يمارس جميع الالعاب.

ويوجد ما يسمى بالمباحث هو الذي يختار الطلبة كل حسب هوايته اذا كان ممتازا بها، سواء الالعاب الرياضية أوالموسيقية، ويستطيع الطالب ان يمارس هواياته بالنادي الشباب، فمثلا تم اختياري الى الفنون التشكيلية من المدرسة واستاذ الرسم وقف بجانبي ورأى رسمي جيدا فقال: اريد ان آخذك عندي بالمرسم واخبر استاذ الموسيقى بذلك لكي اخرج من الموسيقى.

وتمت الموافقة بين المدرسين وقال عندي مشروع كبير نعمله في المدرسة وهو غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وتم اختيار اثنين من الزملاء فصرنا ثلاثة وطول اللوحة 4 × 4م، استاذ الرسم يخطط ونحن نرسم ونلون.

عندي مشكلة في البيت ان جدي لا يحب الرسومات مع العلم انه كان يذهب الى سينما الفردوس لمشاهدة الافلام الهندية وكنت اذهب معه، ولكنه لم يكن يحب الرسم، فصرت ارسم بالمدرسة وتوفي جدي في العام 1980.

وفي يوم من الايام كنت خارجا من الجمعية وشاهدني الاستاذ محمود رضوان فقال نحن نعيد تنظيم الجمعية وكان كل من علي نعمان والفرج وحميد خزعلي مدرسين واشتغلنا بتنظيم الجمعية وعملنا معارض.

اول ما التحقت بالجمعية في 13/5/1970 اعطوني شيئا يسمى الطبيعة الصامتة، الخطوة الاولى وهي تعودك على اشياء كثيرة للعمل الفني ومنها التمرين بقلم رصاص والفحم بعدها يتعود الفنان وتستمر يده في العمل ثم يبدأ الرسم بالزيت، الفنون التشكيلية كان موقعها السابق في القبلة مقابل ساحل البحر الذي يسمى اليسرة
 
عبد الكريم عبدالرضا: كنت أول كويتي ينضم للنادي الأهلي المصري بداية الستينيات وعرض عليَّ أن أمثل مصر في دورة مدرسية بالكويت
السبت 2014/6/21
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4267
A+

A-




امير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم مصافحا عبدالكريم عبد الرضا في احدى المناسبات
عبد الكريم عبد الرضا متحدثا خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجريانور الكندري
المربي الفاضل الاستاذ عبدالكريم عبدالرضا
فريق كرة القدم لمعهد حلوان بجمهورية مصر العربية عام 1963 وبين اللاعبين خالد الحربان
فريق ثانوية الشويخ لكرة القدم في العام 1961
الوفد الكويتي للدورة العربية الرياضية في القاهرة عام 1965
وزير التربية اللبناني وسفيرنا في بيروت محمد العدساني والمدرب عبد الكريم عبد الرضا خلال معسكر تدريبي للمشاركة في البطولة المدرسية عام 1973
الشيخ عبدالله الجابر يسلم عبدالكريم عبدالرضا جائزة سباق 1500م عام 1958 بمدرسة الصديق المتوسطة
مدرب منتخب العاب القوى عبدالكريم عبدالرضا والصحافي منصور الميلواللاعب عبداللطيف عباس في طهران عام 1974
الوفد الرياضي المدرسي لوزارة التربية في لقاء ودي في الجمهورية السورية عام 1959
تكريم بعض موجهي التربية البدنية
فريقا الصديق والمتنبي قبل بدء احدى المباريات عام 1957
عبدالكريم عبدالرضا ومشاري العنجري وعهدي المرزوق وناصر المرزوق وعبدالرزاق المشاري
في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الرياضي المدرسي العربي بالرباط عام 2006
فريق كرة القدم لمدرسة الصديق المتوسطة عام 1956


  • كانت توجد في الشرق مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين يزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء
  • الكويتيون قديماً كانوا يستعينون بالمطاين للحصول على الطين من أجل بناء البيوت
  • كنت ألعب كرة القدم بالفريج وكانت الكرة نسميها أم سر ومصنوعة بالهند
  • التحقت بمعهد حلوان للتربية البدنية وعام 1959 حلت الأندية القديمة جميعها
  • «النجاح» أول مدرسة التحقت بها عام 1950 حيث كانت أقرب مدرسة لنا وكنت أذهب لها مشياً على الأقدام من الشرق
  • في الماضي الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور رغم أنهم كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

برز الرياضيون في الكويت في أجيال متعاقبة، منذ أن بدأت رياضة كرة القدم بداية الثلاثينيات. كان الكويتيون مهتمين بكرة القدم، فقد أسسوا الفرق واستغلوا الساحات الرملية كملاعب وصولا الى الأندية القديمة والتي برزت بداية الأربعينيات ومن ثم البعثات للطلبة الى جمهورية مصر العربية.

كانت البداية وأول خريج هو المرحوم عيسى الحمد من معهد حلوان وهو المعهد الذي تخرج فيه ضيفنا، وقد سبقته مجموعة من الرياضيين الكويتيين، ومع تأسيس الأندية الحديثة عام 1960 - 1961 انتشرت لعبة كرة القدم والألعاب الأخرى، واهتمت الدولة بالأندية، وزاد عدد اللاعبين الكبار الذين شاركوا في الاتحادات الرياضية عربيا وعالميا.

عبدالكريم عبدالرضا ضيف هذا الأسبوع يحدثنا عن الرياضة المدرسية منذ أن كان طالبا في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كان لاعب كرة قدم مع فريق أبناء المنطقة والفرق الأخرى والملاعب القديمة التي يذكرها لنا، شارك مع مدرسة الصديق ومدرسة ثانوية الشويخ.

وبعد أن سافر الى القاهرة والتحق بمعهد حلوان انضم الى النادي الاهلي المصري ولمدة أربع سنوات بفريق ألعاب القوى، حيث كان لاعبا لمسافات طويلة ومتوسطة في الجري.

يحدثنا عن الرياضة المدرسية والرياضة في الأندية وتقدمها على المستوى العربي والعالمي، ولماذا هبطت الرياضة وتأخرت.

عبدالكريم عبدالرضا المدرس والموجه في مدارس وزارة التربية والقائد الكشفي مع الفرق الكشفية والمشارك في معسكر الفنيطيس السنوي ماذا يقول عن الرياضة عامة في دولة الكويت قديما وحديثا منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية ومدرسا وموجها..

التفاصيل في السطور التالية:

يبدأ المربي الفاضل الاستاذ عبدالكريم عبدالرضا حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده وبداياته الاولى قائلا: ولدت في منطقة الشرق وبالتحديد في المطبة، وممن أذكرهم من جيراننا بيت المرحوم عبدالقادر السري وبيت عبدالعزيز الهندي وأبناء وبنات بن سري أخواتنا واخواننا بالرضاعة والمرحوم عبدالمجيد عبدالعزيز الهندي أخونا من الرضاعة، هكذا كان الكويتيون تجد الرضاعة المنزلية منتشرة فيما بينهم، عكس ما نراه ونشاهده في هذه السنوات، حيث انقطعت رضاعة الاطفال بين العائلات، والجار لا يعرف جاره، أمضيت سنوات قليلة في المطبة وانتقلت للسكن عند جدتي بالشرق مقابل مبنى السينما الحمراء سابقا، وأذكر أنه كانت توجد مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين ويزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء ويوجد بالمنطقة مطاين مفردها مطينة مكان يؤخذ منه الطين لبناء البيوت قديما.

مكان السينما الحمراء يتجمع الماء أثناء المطر ونشاهد الحمارة وهم ينقلون الطين على ظهور الحمير، كذلك كنت أذهب الى البحر للسباحة، وأما الحداق فكان مقابل المستشفى الأميري، وصار لي حادث وكان أحد الأصدقاء قال أنت صائد سمكا كثيرا ولم يقل ما شاء الله، فالميدار دخل بإصبعي وذهبت الى الأميري وعالجوني. أيضا كنت مع الأصدقاء نذهب الى الأسكلة مقابل قصر دسمان.

ومن الهوايات كنت ألعب كرة القدم (بالفريج) وكانت الكرة نسميها أم سر وهي تختلف عن الكرة الحالية وكانت الكرة مصنوعة بالهند ونصنع مادة شمعية على الخيوط وأحيانا نضع الكرة في الدهن وتصير ثقيلة وكل فريج يوجد فيه فريق كرة القدم، كان فريقنا اسمه الطائف كان ملعبنا حاليا مجمع دسمان، وأذكر أن حمد الملا وعبدالرزاق مدوة وخالد الحربان والمسبحي يلعبون معنا بالفريق. أيضا كان يوجد فريق الريحان وفيه أحمد الصالح وجاسم الصالح وراشد بوبلهه، وكانوا مجموعة وتقام المباريات معهم، وكان كل لاعب يدفع روبية واحدة.

واستأجرنا دكانا وكنا نجتمع فيه ونلعب البلياردو وكنت كابتن الفريق أيضا واذهب الى القبلة واحضر محمد الملا وعبدالرزاق مدوه بالسيارة وكان خالي ضابطا بالجيش وكنت آخذ سيارته وهو نائم واستخدمها في نقل اللاعبين وبعد فترة عرف خالي بالموضوع ومنعني من استخدام سيارته، فصارت مجموعة من اللاعبين، يحضرون بأنفسهم، واذكر عباس حياة، هذا النشاط انعكس على المدارس.

الدراسة والتعليم

عن مشواره في مضمار التعليم وكيف كان مساره بالدراسة يقول عبدالرضا: أول مدرسة التحقت بها عام 1950 ،مدرسة النجاح أقرب مدرسة لنا، اذهب لها مشيا على الأقدام من الشرق، كان مدرس التربية البدنية الاستاذ عبدالرزاق أردني الجنسية، أيضا كان يدرسنا مادة التاريخ، وكان يلعب مع فريق المعارف ويطلق عليه عبدالرزاق الفريرة، لأنه سريع بالركض واذكر الناظر عبداللطيف العمر ومن بعده عبدالله حسين وثالث ناظر احمد اللباد وسكرتير المدرسة محمد السداح، ومن المدرسين المرحوم عبدالصمد التركي،وأيوب حسين وخليفة القطان ومحمد علي تربية فنية، واذكر العون وطه زمزم مصري الجنسية وعبدالوهاب الزواوي، كان المدرس يعطي من نفسه الكثير ويعمل بإخلاص وبضمير، 4 سنوات بالمرحلة الابتدائية وكنت العب كرة القدم، واذكر المقبرة القديمة وكنا نلعب على أرضها وبيت العصفور، البداية نلعب مع بعض وفرق، وبعد 6 سنوات نقلونا الى الصديق بعدما تم بناء ثلاث مدارس نموذجية منها الصديق وصلاح الدين والشامية، وقبل ذلك توجد مدرستان هما عمر بن الخطاب في القبلة وحولي المتوسطة في حولي ،وكان في تلك المدارس لاعبون على مستوى عال، وكان التعليم عاى مستوى عال أيضا وليس هناك من مراجع لنا فكنا نعتمد على شرح المدرس لأن المدرسين مهتمون والطالب ينتبه لشرح المدرس، والوالدان أميان.

انتقلت الى مدرسة الصديق المتوسطة وكان الناظر المرحوم الأستاذ حمد عيسى الرجيب والوكيل عبدالله جاسم واحضروا مجموعة من المدرسين الرياضيين مثل الطرابيشي وعبده فرج وصلاح الليثي ومنير الدقاق ومن المدرسين الكويتيين الرياضيين المرحوم أحمد مهنا ويوسف العلي الذي كان مدرسا في الشامية، واذكر الأستاذ الجسار كان يعمل مدرسا للغة العربية متطوعا بالدوام المسائي.

النشاط الرياضي

عن بدايات اهتمامه بالرياضة وانخراطه في أنشطتها يقول ضيفنا: من مدرسة الصديق بدأ وظهر نشاطي الرياضي وبدأت العب كرة القدم بالإضافة لألعاب القوى (الجري) وكان في مدرسة الصديق 3 مدرسين تربية بدنية عبدالإله بركات وعبده فرج واحمد مهنا.

شاركت في فريق خاص، واحمد مهنا كان يشرف على الفريق ومن بعده مصطفى، وبجانب الرياضة كنت مهتما بدراستي، واذكر من الطلبة بدر عبداللطيف وهو فنان ورسام وعبدالكريم الصفار والمرحوم عبدالخضر عوض، وكان اللاعبون في الأندية القديمة وخالد الحربان ورضا العلي وراشد مبارك وحسن ثويني، واسحاق نواف ومحمد عيسى (لواء متقاعد) والعون كان حارس مرمى الفريق وعلي موسى، ومن الفرق الثانية أحمد السيافي لاعب كرة السلة، واذكر عبدالله الدمخي وكانت في المدارس جميع الألعاب، ومحمود عبدالعال كان مدرب الجمباز في الصديق، ومن الألعاب التي كانت في المدارس السلة والطائرة وكرة القدم وألعاب القوى، وعندما كنت في سنة ثالثة متوسط في الصديق حضر مدرس مصري يعلمنا كرة اليد وكان ذلك عام 1958م ولأول مرة في تاريخ الكويت وانطلقت اللعبة من مدرسة الصديق والمدرس اسمه تمام ولعبت كرة يد كهاو وليس بالفريق، لأنني كنت مشغولا بألعاب القوى واستمررت بها وكذلك كرة القدم وسافرت عام 1959 الى سورية للمشاركة، ومعنا المرحوم نوري ثويني لاعب طائرة ويعقوب يوسف مطوع لاعب سلة.

تم اختياري لأن أكون في فريق ألعاب القوى من قبل الأستاد عبدالإله بركات وتعلمت رمي الرمح ودفع الجلة، لعبت 200 متر و400 و800 متر و1500 متر.

جسمي طويل ولياقتي البدنية عالية وكنت ألعب كرة القدم، لهذه الأمور تم اختياري لألعاب القوى وكنت أمشي مسافات طويلة من البيت الى الصديق مسافة، وباشرت اللعب ألعاب القوى، وأذكر كنت ألعب كرة القدم في الوقت نفسه مع ألعاب القوى وكان مسموح للاعب بأن يزاول أكثر من لعبة وكان علي ناصر بهبهاني يلعب جميع الألعاب، كذلك فيصل مطر أيضا كان يزاول أكثر من لعبة، الدولة يلعب سلة وقدم وعبدالله الدمخي يلعب تنس وطائرة وسلة، والرياضة لم تشغلنا عن الدراسة، الطالب كان أمامه الدراسة واللعب ولا يشغله شيء آخر من الألعاب.

حاليا ألعاب وحلات وأندية، فالواحد مشغول في أكثر من جهة مع الدراسة، الألعاب الرياضية لا تشغل الطالب عن الدراسة، لأن لكل واحد منهما وقته المخصص والمدرس كان مهتما بالطالب، وفي المدارس قديما جماعات مثل جماعة العلوم، جماعة الرياضيات، جماعة اللغة العربية، فالطالب ينضم اليها وخاصة بعد العصر دراسة واستفادة وجمعية التربية الفنية.

وفي كل مدرسة حظيرة دجاج وطيور، وأذكر كنا نقيم مباريات بين المدارس وعددها بذلك الوقت تقريبا ست مدارس يقام بينها دوري في الالعاب وأذكر منها المتنبي والصديق وحولي وعمر بن الخطاب والشامية وتقام مباريات كرة القدم على ملعب مدرسة الصديق، وهو من الملاعب الكبيرة بعد ثانوية الشويخ وفيه مدرج كبير وعمال للتنظيف، وأيضا كنا نقيم المباريات على ملعب ثانوية الشويخ، وفي المتنبي ملعب وأذكر الملعب الشرقي الذي كانت تقام عليه مباريات الاندية وملعب أبوالحصم في الشرق ولعبنا عليه مع منتخب التلاميذ وكان المدرب إنجليزيا واللاعبون من جميع المدارس، وكنت لاعبا معهم وكانت المباريات ضد الفريق الانجليزي من البحرية، وقد فزنا عليهم، ومنتخب المدارس لعبنا ضد نادي الكويت في بداية تأسيسه وفريق الكلية الصناعية والاندية وفريق مدرسة حولي كان يلعب معهم يعقوب الخرس لاعب نادي الكويت وضاحي وسالم فرج وحارس المرمى جاسم وكانوا مشهورين، ومن لاعبي المتنبي: سليمان الدهيمة وعبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب ومحمد عيسى أيضا كنا بالشارع نلعب مع بعض وإبراهيم العماني وعبدالعزيز العوضي والمضف حارس مرمى وصار في النادي البحري.

في مدرسة الشامية كان يلعب في الفريق: جاسم الحميضي وزكريا وأحمد البصري وآخرون ومن لاعبي مدرسة عمر بن الخطاب المرحوم بدر الشطي وناصر الفرحان أخو عبدالمحسن اخو (دحسن) وكان يدربهم صلاح الليثي وفي الصديق كان يدربنا عبدالاله بركات، اما عن الاندية القديمة فكان خالي أول من أسس ناديا لحمل الاثقال واسمه نادي الشباب بشارع أحمد الجابر، ولعبت سلاح الشيش والمصارعة، وكان نادي الخليج قبل دوار دسمان عند محطة البنزين، وكان خالد النصرالله رئيس النادي وكنت ألعب مع النادي درجة ثانية. هذا النشاط الرياضي يقابله التعليم والدراسة.

ثانوية الشويخ

بعد المرحلة المتوسطة توجه عبدالرضا شأنه شأن الكثيرين من أقرانه في هذه الفترة الى ثانوية الشويخ وعن ذلك يقول:

أكملت دراستي في الصديق وانتقلت الى ثانوية الشويخ أولى وثانية ثانوي، وبعد النجاح اخترت أن أكمل دراستي بالخارج فتم اختياري مع مجموعة من الطلبة، وأذكر أنني في ثانوية الشويخ كنت ألعب كرة قدم وكرة يد، وسافرت الى مدينة حلوان ومعي: خالد الحربان وعبدالكريم عبدالرضا وعبدالله جمال وحسين مكي ومحمد الزامل وعلي سبتي وسعد المياس وحسن كرم وخالد الدولة وقد سبقنا يوسف العبيد والمرحوم أحمد السرهيد، وصلنا الى حلوان جميعنا وقبلنا دفعة تخرجوا في حلوان وكان منهم د.عبدالحميد مطر وعلي بوقمباز، وأول كويتي تخرج في معهد حلوان هو المرحوم الاستاذ عيسى الحمد أواخر الأربعينيات وعرف بأبو الرياضة ومؤسس اتحاد كرة القدم ومؤسس اللجنة الأولمبية، عيسى الحمد له دور كبير في الرياضة الكويتية، كان أحمد مهنا خريج معهد الكويت نحن العشرة تخرجنا وعينا مدرسين والبعض منا التحقوا بالمعهد العالي للتربية البدنية بالهرم، والتحقت بالمعهد العالي.

النادي الأهلي المصري


ADS BY BUZZEFF TV


من المراحل الفارقة في حياة الرياضي عبدالكريم عبدالرضا التحاقه بنادي الأهلي في مصر، وعن ذلك يقول: عندما كنت في معهد حلوان التحقت بالنادي الأهلي الرياضي، وكنت ألعب ألعاب قوى ولمدة أربع سنوات وكنت أمثلهم، وأنا أول كويتي ينضم للنادي الأهلي المصري، وعندما كنت طالبا في معهد حلوان أقيمت في الكويت الدورة المدرسية وعرض عليه أن أشارك فيها ممثلا عن مصر، أما بالنسبة لقبولي وزملائي في معهد حلوان فكان المرحوم عيسي الحمد وكيلا مساعدا في التربية وهو الذي مهد لنا الدخول للكلية، وأذكر أن أحد المسؤولين في التربية وقف ضدي وعدم ارسالي للخارج إلا ان عيسى الحمد قال له لا يجوز منعه من البعثة فسافرت مع زملائي. عيسى الحمد شخصية رياضية ورجل مبدع وهو أبو الرياضة في الكويت على مستوى الأندية أو المدارس ويعرف جميع الرياضيين وقدم خدمات كثيرة وجليلة للكويت، وهو المدرس والموجه والوكيل والسفير، خمس سنوات في معهد حلوان ومثلها كنت ألعب في النادي الأهلي المصري.

بعد ذلك التحقت بالمعهد العالي للتربية الرياضية وبعد سنة ثانية تركت الدراسة ورجعت إلى الكويت مكتفيا بشهادة الدبلوم من معهد حلوان للتربية البدنية وبعد سنوات من العمل سافرت إلى أميركا وأكملت دراستي هناك.

بعض الزملاء أكملوا دراستهم في المعهد العالي مثل جاسم الجيماز ويوسف خريبط ومحمد الزامل وعلي موسى وفيصل مطر خريج عام 1966 من المعهد العالي ويوسف عبيد وفهد بوقماز ورضا العلي والمرحوم علي عسكر، أحمد السرهيد بعد معهد حلوان اشتغل وبعد سنوات حصل عى بعثة وسافر وأكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه من أميركا.

التعيين مدرساً

أما عن تعيينه في الميدان التربوي فيقول عبدالرضا: بعد التخرج عينت مدرسا للتربية البدنية في مدرسة الفيحاء المتوسطة وكان الناظر عبدالكريم عبدالمعطي، عام دراسي واحد ثم انتقلت إلى ثانوية كيفان، ومن الحوادث ان طالبا ضرب مدرسا وقام الناظر بطرد الطالب وفي اليوم الثاني حضر خالد المسعود الفهيد وزير التربية آنذاك الى المدرسة ومعه الطالب وولي أمره، الوزير وولي الأمر دخلا المدرسة ومنع الناظر الطالب من الدخول وقال إذا الطالب دخل المدرسة أخرج منها، هذه حماية للمدرسة، واتفق الناظر مع الوزير على نقل الطالب من مدرسة الفيحاء، كانت الهيئة المدرسية تعمل بجد واجتهاد واخلاص إذ انهم كانوا يحضرون بعد العصر من دون مقابل مادي.

العروض الرياضية

يتطرق ضيفنا إلى موضوع العروض الرياضية، فيقول: حاليا لا توجد عروض رياضية مثلما كان قديما، حيث كان هناك مدرسون متخصصون في العروض، ثانيا التكنولوجيا والطلبة ضعاف ولا تستطيع أن تشد على الطالب وولي الأمر لا يقبل بذلك حاليا، وصارت لي قصة مع طالب عندما كنت مدرسا في الفيحاء وكنت حكما وصار فاول فقال الطالب موجها كلامه لي وقال: العمي يا حكم، سكت لكن الكلمة أثرت فيني فأخذت عصا وضربته، اليوم الثاني عندما كنت في المكتب دخل علي رجل كبير بالعمر وسأل عني فقلت له أنا قال الرجل عسى ولدي ما غلط عليك، وقال: ولدي بالليل يشتكي من الم بجسمه، هذا لو حصل في هذه الأيام يمكن يشتكون علي، وقال: لك اللحم ولنا العظم وأخذت ولي الأمر وذهبت معه إلى الفصل وكان اصغر طالب بالفصل عمره ست عشرة سنة، وكان مدرس الانجليزي بالفصل قال هؤلاء عليهم أن يذهبوا للعمل فهم كبار بالسن، ولي الأمر صار معي ضد ولده، الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور ويقفون معه، مع العلم أن أولياء الأمور كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام، بعد سنة نقلت إلى ثانوية كيفان مدرسا ونقل المدرس الأول ونقلني معه إلى ثانوية أحمد البشر الرومي، وكان الناظر حسن زغلول، وبعد الظهر كنت أدرب بعض الطلبة والتدريب مستمر، حيث كنت أدخل المدرسة صباحا وأخرج منها مساء، وصرت قائدا للكشافة وشاركت في المعسكرات التي كانت تقام في الفنيطيس في مدرسة الفيحاء وثانوية أحمد البشر الرومي، وشاركت في 3 مخيمات وأذكر جاسم الجيماز ويوسف خريبط وفيصل مطر وعلي حسن العلي وآخرين ومنصور الهاجري.

الأندية الرياضية الكويتية

يتناول عبدالرضا تاريخ أندية الكويت ويتعرض للحديث عنها بقوله: بدأت الأندية الرياضية بالنادي الأهلي وكان في الحي القبلي ونادي الجزيرة ونادي الخليج بالشرق والعروبة بالشرق عند مسجد الرومي ونادي النهضة في القبلة يعتبر نادي كاظمة حاليا، ولكن عام 1959 الحكومة حلت الأندية القديمة جميعها، لكن عام 1960 - 1961 ضموا نادي الخليج والعروبة حاليا النادي العربي الرياضي ومقره أولا بيت ذوي الدخل المحدود، والملعب حاليا ثانوية بيبي السالم وضموا نادي الجزيرة حاليا (نادي القادسية) ونادي الأهلي حاليا نادي الكويت والنهضة نادي كاظمة انضممت للنادي العربي وعندنا ملعب السدر الاربع بالشرق، وعقد أول اجتماع للجمعية العمومية بالنادي العربي ومازلت أحتفظ ببطاقة الدعوة منذ عام 1960م وأذكر جاسم المحري صار رئيس نادي الكويت وكان قبل ذلك أحد اللاعبين في النادي.

انتشرت الرياضة بعد ذلك وظهرت أندية جديدة من الجهراء إلى الفحيحيل إلى الأحمدي وفي جميع مناطق الكويت، وارتفع مستوى الرياضة عندنا وتقدمت الكويت في الأوساط الرياضية العربية والعالمية، ولكن هبطت الرياضة بعد ذلك للأسباب الآتية: يعتمد على القياديين في أي ناد وهو مجلس الإدارة، وبعض غير الرياضيين الذين يحبون الرياضة صاروا ينافسون الرياضيين وانضموا للقيادة، وهذا صراع موجود في جميع دول العالم بالنسبة للأندية.

الرياضة في التعليم أفضل وأحسن، المدرس يمكنه أن يؤسس الرياضي منذ حداثة عمره ويستطيع المدرس أن يشكل الطالب حسبما يراه ويحسن سلوكه ويغرس أخلاقيات الرياضة فيه، أما اللاعب في النادي فيختلف، هذا طالب وذاك لاعب تختلف بينهما العلاقة.

كانت الأندية تأخذ اللاعب من المدرسة متدربا جاهزا لا يتعب المدرب عليه، لأنه تعلم وتدرب في المدرسة مع أستاذه الذي يشرف عليه، هذا حاليا غير موجود والسبب كان قديما عدد اللاعبين قليلين، أولياء الأمور لا يقبلون بأن ولدهم يذهب للنادي وكان المدرب من الكويتيين.

ولي الأمر يطمئن على ولده في المدرسة لأنه في يد أمينة ويعرف أن ولده في المدرسة لا يخرج بعيدا، حاليا ولي الأمر يطمئن على أن ابنه في النادي.

كلمة أخيرة أوجهها بالنسبة للرياضة: المفروض على الأندية أن تختار المتخصصين مثلا لا أسند الإشراف لأي واحد، مصلحة الكويت فوق كل شيء، أتمنى أن يكون هناك معيار للاختيارات، والمفروض أن يضعوا شروطا للاتحادات وللأندية، وأن يكون في النادي مفكرون يطورونه.

الأولاد قدرات لكل واحد قدرته على الأداء أثناء اللعب وهناك ولد يدرب مدة شهرين يتبين انه لاعب ممتاز والبعض لمدة سنة ولكن لا يصلح.

شكرا للأستاذ عبدالكريم عبدالرضا المربي الفاضل والرياضي القدير.

شكرا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالشخصيات الكويتية وتسجيل ما يمكن تسجيله للأجيال القادمة.

الله يوفقك أستاذ منصور الهاجري وشكرا لك ولجريدة «الأنباء» والعاملين فيها.
 
شيخة العصفور: رجال الفريج كانوا يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء.. واستخدام الأسمنت في الكويت بدأ مع نهاية الثلاثينيات
السبت 2014/6/14
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 5134
A+

A-





الدزة من مظاهر الزواج التقليدية
السفن الشراعية كانت احد اهم مصادر كسب الرزق
شيخة العصفور مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء هاني عبدالله
المستشفى الاميركاني كان من العلامات البارزة
  • ولدت في منطقة شرق ثم انتقلت للسكن ببيت جدي راشد الرمح في القبلة بسن الرابعة
  • بعض الرجال كانوا يشتغلون بنقل المياه على الحمير
  • أكملت قراءة القرآن الكريم وحفظت بعض السور القرآنية
  • شاركت وتعلمت الطبخ مع جدتي ووالدتي محمر سمك ومطبق ومكبوس اللحم
  • كنت أذهب إلى البحر مع عائلتي وخاصة نقعة اليسرة بالقبلة لغسل الملابس وننشرها على الصخور حتى تجف
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
هذا الأسبوع نتعرف على رؤية مختلفة بعض الشيء لكويت الماضي.

السيدة شيخة العصفور شاهدة على زمن جميل لا نزال تتوق أنفسنا إليه ونحنُّ إلى لحظاته الجميلة وذكرياته العطرة وعلاقاته الاجتماعية التي يرى الجميع أنها كانت أقوى وأفضل بين الناس.

تتحدث عن ذكرياتها عن مرحلة الطفولة وكيف كانت البيوت قديما قبل استخدام الأسمنت الذي بدأ في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي.

تتناول الزواج وكيف كان يتم ودور الخطابة والدزة والزفة والطريقة التي كانت بها تسير الأمور.

تتطرق العصفور للأنشطة النسائية في كويت الماضي وكيف كانت النساء تذهب إلى البحر لغسيل الملابس ونشرها على الصخور حتى تجف، وكذلك عملية الطبخ وأشهر الأكلات.

تذكر أيضا ما مرت به من تجربة تعليمية خلصت منها إلى تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره.

كل هذه الأمور فضلا عن غيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية:

في بداية اللقاء تقول ضيفتنا شيخة محمد العصفور: ولدت في الكويت في منطقة الشرق في بيت العائلة ورجالنا من النواخذة منهم: والدي محمد وعبدالله وأحمد أبوخليفة وكان طبيبا شعبيا، ولما بلغت من العمر 4 سنوات انتقلت للسكن عند خوالي بالقبلة بفريج العثمان عائلة الرمح من سكان القبلة، أما جدي لأمي فهو محمد راشد الرمح والبيوت متلاصقة وهم من رجالات البحر، منهم: عبدالكريم وخليفة وعلي نسيب البديوي وراشد 4 إخوان.

كانت القبلة نظيفة والعائلات يعرفون بعضهم البعض ومتعاونين ويساعدون بعضهم في جميع الأمور.

أذكر من جبلة جاخور للحميضي وفي براحة حمود الناصر البدر يوجد دكان واحد للمرحوم عبدالله خريبط وحمود الظفيري وعباس خورشيد 3 دكاكين بالبراحة، ودكان عبدالله المحري والخامس عبدالله النجدي وأذكر دكان عيسى الشرف، كان رحمه الله - إمام مسجد ويقرأ على المرضى ويغسل الموتى رجل دين له سمعة طيبة، رجل كبير بالعمر ومحترم عند رجالات وأبناء الفريج ويعالج ضربة الفريالة، وأذكر احمد الغانم كان يجبر الكسور وكذلك المرحوم مساعد المزيد أبوعلي يعتبر طبيبا شعبيا.

كنت أذهب إلى البحر مع العائلة، كنا نذهب إلى اليسرة وبالأصل تعرف بنقعة أحمد حمد الصقر أبوعبدالمحسن، ويغسلون الملابس وينشرونها على صخور البحر حتى تنشف، وبجوار اليسرة نقعة للخرافي فيها سفنهم، أذكر المستشفى الأميركاني وفيه د.وسمية، ويقال خاتون وسمية، وجميلة كانت تعطي الإبر للنساء.

وأذكر سيدة تقف عند النساء هي التي تدخل المرضى على الدكتورة وسمية وتعطي الأرقام وأذكر امرأة كويتية من الخادمات.

مستشفى الأميركاني على اليسار والساير على اليمين، والنقعة البحرية من البحر وأحمد الصقر له نقعة وبيت وديوان حامد النقيب اشتراه منه عبداللطيف العثمان.

وأذكر نقعة الماي أو يقال نقعة ثنيان الغانم وبعدها نقعة الصقر وبعد ذلك نقعة المرزوق، وبعد ذلك المدرسة الأحمدية والفرضة ونقعة الغنيم والجمارك وقصر السيف، وتوجد دكاكين مقابل الجمارك لتخزين العيش والسكر والمواد الغذائية، والفرضة تستقبل المواد المستوردة من الدول المجاورة والسفن الشراعية تقف بساحل الفرضة، والعنب يوضع بالرك قفص مصنوع من جريد النخيل على شكل هرمي مقلوب والرمان والرطب والخلال، وبعد قصر السيف مسجد الخليفة ومن بعده مستوصف، وكان يديره د.الجديدي، والمدرسة الجعفرية ومسقف صباح الناصر.

على ساحل البحر ماكينة ثلج الغانم وماكينة الكهرباء وحدود منطقة الشرق تبدأ من مسجد الخليفة ومنطقة الوسطى والعسعوسي والنصف وفريج هلال ومقبرة هلال المطيري وأمامها المدرسة الشرقية وخلفها المرحوم ناصر وعبدالله وإبراهيم النجدي، وبيت هلال له بابان شمالي وجنوبي، وبعد ذلك عائلة بورسلي ومسجد سعد الناهض، وبعد ذلك بيت الشيخ علي الخليفة وبيت أحمد الغانم وبيت حمود الجابر الصباح.

قديما لا يوجد المستشفى الأميري، كان بيوتا وآخر الشرق قصر دسمان، أما بالشارع الثاني بيت الملا مقابل مقبرة هلال، ومن بعد ذلك بيت سعد أحمد الناهض وبيت عبدالله المهنا وبيت خالد النجدي واخوانه وبيت عبدالوهاب القطامي بوبدر، وكذلك بيت السيب وبيت سعد الطويل واخوانه ومبارك الهدهود قرب مسجد المطبة وهناك مجموعة دكاكين، دكان مبارك الهدهود ودكان الملا وأحمد مدوه، وزوجي أبوراشد يصلي بالمسجد ويؤذن، وبيوت الشايع والرقم، وبيوت الرزوقي والعماني والرومي وملا حسين العبدالله والبشارة واليماني.

بعض النواخذة من شرق القطامي والغضيبي نواخذة سفر وعمي عبدالله وعمي أحمد نواخذة محمود العصفور ومحمد وعبدالله ملاك سفن للسفر الشراعي.

القبلة والبحر

تتحدث العصفور بعد ذلك عن حياتها في منطقة القبلة عند أخوالها، حيث تقول:

حياتي في القبلة عند خوالي بيت الخشتي وخليفوه واللوغاني ويوسف ثنيان وحمد صالح الحميضي والمزيد حمود واخوانه وعبدالله المديرس والشيخ يوسف الحمود والمعتوق وعائلة العثمان النواخذة وملاك سفن شراعية وبيوتهم مقابل ساحل البحر وبيتنا خلف بيوتهم وقد اشتروه من خوالي، وأذكر عائلة المطر النواخذة وعائلة المشري وأولاد إسماعيل صالح ومحمد عبدالله جمعيهم نواخذة سفن السفر وعائلة الشطي محمد وسالم الشطي وبيوت سالمين وعبدالرحيم وحاجية صاحب دكان، وملا محمد صاحب مدرسة، وهو رجل دين ورجل طيب، وأذكر الشيخ أحمد الخميس وهو إمام وخطيب وقاض، والرجال يحفظون القرآن الكريم ومنهم من يتعلم فقط القراءة.

الحياة الاجتماعية

تتطرق ضيفتنا الى الجانب الاجتماعي من حياتها وذكرياتها فتتحدث في البداية عن الخطبة والزواج قائلة: الخطابة أو أم المعرس بنت العم والخوال، كانت العلاقة جيدة جدا بين العائلات، الخطابة يتم اختيارها من قبل أم المعرس وعندها علم بالعائلات وخاصة بالفريج (الحي).

تذهب الخطابة الى اصحاب البيت الذين تعرفهم وتعرف أن عندهم بناتا للزواج، الخطابة تذهب الى ذلك البيت وتطرق الباب، وتقول لمن يفتح الباب: اعطوني ماء، ولأن البيوت صغيرة تستطيع أن ترى من بداخل البيت.

كان عمر العروس نحو 15 عاما أو أكثر بقليل، وإذا رأت الخطابة البنت أخبرت أهل المعرس ووالدته تشرح الموضوع لوالد المعرس، والخطوة الثانية ان والدة المعرس تبلغ الخطابة بالموافقة، واسألوا عنا ونحن نسأل عنكم خلال شهر تتم الموافقة والتعارف بين العائلتين، لأن أم الولد تذهب الى بيت أهل البنت وتشرح لهم عن أهلها وعماتها وخالاتها ويبلغ الرجال بالموضوع والد المعرس ويحدد موعد لزيارة الرجال لأهل العروس ويتقابل الرجال، والسؤال يركز على العم والعمة، ثم يحدد موعد «الدزة» والمهر، وتقول الخطابة لأهل العروس ستحضر أم المعرس معها نساء من عائلتها يوم الجمعة ومعهم «الدزّة»، وتتكون من ملابس ومبلغ من المال، الملابس توضع في بقشة (قطعة قماش وبداخلها ملابس العروس «الدزّة») ومشيا على الأقدام من بيت أهل المعرس الى بيت أهل العروس والخطابة تحمل الدزّة على رأسها الى بيت أهل العروس، والدتها مستعدة لاستقبال أهل المعرس، فقد دعت اخوانها وبنات عمها وخالتها ونساء وبنات العائلة وفرشوا أرض البيت وجهزوا الشاي والقهوة العربية والقهوة الحلوة والماء.

وتتكون الدزّة من: 1 - نفنوفين، 2 - ثوبين جرجَيس، 3 - عباءتين شال بطانيتين (كنبلين)، 4 - چادرين (لحاف)، فوطتين وملابس داخلية مع النقود.

الأقمشة من نوع الستان والمشجر والشال والموجودون يشاهدون الدزّة ويرددون مبروك مبروك، أم العروس تتسلم النقود وإذا خرجت النساء حضر الأب والد العروس وشاهد الدزّة «وما بعد العود قعود» خرج النساء وبدأت الاستعدادات لليلة الزفاف وحددوا ليلة الملجة، ويكتب عقد الزواج في المسجد، وبدأت الخياطات كل واحدة تاخذ صاحباتها الخياطة على اليد أو بالماكينة.

وزفة المعرس من المسجد الى بيت العروس، البعض يزفون المعرس وأمامهم تمشي فرقة عرضة بحرية، حتى بيت العروس، بمعنى ان المعرس يبقى أسبوعا في بيت العروس.

3 وجبات في اليوم لمدة أسبوع، وبعد 3 أيام أهل المعرس يزورون أهل العروس ويكون التحوال ليلة الثامن من الزواج.

أهل العروس مع المعرس ينقلون غرفة النوم وينتقل المعرس الى بيت والده وتتحول العروس من بيت ذويها الى بيت زوجها ويسمون تلك الليلة بالتحوال، ومن الأثاث في الغرفة سلتان واحدة للرجل والثانية للمرأة والصندوق المبيت لحفظ الذهب للمرأة، ونساء البيت جميعهن وبعد 3 أيام أهل العروس يذهبون الى بيت زوج بنتهن ويسمى «الثويلث» والعروس تلبس الذهب وإذا لا يوجد عندها ذهب أهلها ووالدتها وجدتها يذهبون الى إحدى عائلات التجار والتي ترتبط معهن بصداقة ويطلبون منهم ذهبا ولا يمانعون من اعطائهم ويعدون عليهم الذهب قطعة قطعة.

والثقة بين العائلتين أصحاب الزواج أهل المعرس والعروس وعائلة التجار.

العروس تلبس الذهب في تلك الليلة وتتقدم أمام أهلها في بيت زوجها وتجلس معهم.

واذكر كان عمري 10 سنوات أعطوني ذهبا وضعته في جيبي وذهبت الى عائلة التجار وأوصلت لهم الذهب، لعائلة الناهض.

ومن العائلات التي لا تمانع في إعطاء الذهب لعائلة أخرى عائلة القطامي وعائلة الروضان وعائلة عثمان الراشد والحميضي والصبيح، أمان وثقة وتعاون بين العائلات.

أول أسبوع في بيت زوجها ترتاح من العمل وبعد ذلك تتسلمها الخالة أم الزوج.. إذا كان في البيت أكثر من كنة وبنات الخالة، يوزع العمل المنزلي لكل واحد يوم مخصص لها من الفجر حتى النوم بالليل.

تحلب الأغنام وتخبز وتجهز الريوق وتستعد وتطبخ الغداء وتنظف البيت حتى النوم، وتشرف على تربية الأبناء، هكذا كان البيت الكويتي، والعروس بعد أول أسبوع تزور أهلها يوم الجمعة، وفي ذلك الوقت تعطى العروس طاستين في كل واحدة حلويات واحدة لأم المعرس والثانية لها مع زوجها.

الخالات (أم الزوج) صنفان: واحدة طيبة بنت حلال مثلما يقولون، وأما الثانية قشرة أي بمعنى انها شديدة، فالكنة تزعل منها ولا تتفق معها لشدتها في التعامل وبعض الخالات تعطي الكنة مقدار العيش لليوم وتنصحها وتوجهها للأفضل، والسمع والطاعة من الكنة وعندك الكركم والفلفل واللحم، الصلاة والصيام والعطاء، أيام التراويح والقيام في شهر رمضان، الأمهات والجدات يجهزن القهوة الحلوة والقهوة المرة والماي للمساجد، بالنسبة لنا نزور مسجد البدر والإمام والخطيب المرحوم أحمد الخميس الخلف، والزوارة عند بعض العائلات كل 15 يوما وخاصة مع وجود الأطفال.

ومثلما ذكرت الكنة تعمل حسب تعليمات الخالة أم الزوج وإذا كان الزوج مسافرا مع السفن الشراعية الزوجة تبقى في بيتها لا تذهب الى بيت أهلها، تباشر عملها عند أهل بيت زوجها مع خالتها وعمها والد زوجها، وربما يحصل شيء بسيط خلاف قليل ولا يرقى للزعل أيام طويلة.

بدء استخدام الاسمنت

وتكمل العصفور: الرجال يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء ونقل المياه على الحمير.

العماير فيها يباع قطع غيار للسفن مثل الأخشاب والحبال والصل والشحم والنوره لدهان السفن الباريه والجندل.

وبعد سنوات نزل الاسمنت الى الكويت نهاية الثلاثينيات واستخدم في بناء بيوت في أنقرة الطواري وحولي، ونقرة الحداد من أولى المناطق، وعندما كنت صغيرة بدأت البيوت تنتشر في المرقاب، قبل ذلك كانت بيوتها محدودة، واذكر ان جارتنا بنت عبدالعزيز الدخان أخذتني معاها الى بيت عبدالعزيز الوزان في المرقاب لها ولد منه وهي مطلقته، وقالت هذا مسجد الحمود ذهبنا مشيا على الأقدام حيث لا توجد سيارات، كنت مرافقة لها وبعد ذلك تعددت البيوت من المسيل.

وكانت البداية سوق صباح ودعيج أولاد صباح حمود ومحمد ولهم قيصرية وعلى اليسار للخليفة جاخور للأغنام ومبنى الصفاة والليوان الكبير حيث يجلس الشيخ علي الخليفة، واذكر مبنى الشرطة بساحة الصفاة وخلفها الصيهد وسكن المنطقة عوائل الغربللي وحاليا الصالحية ولكن قديما الصيهد باب البدن وهو بوابة الشامية ويجلس عنده علي محمد المالك ومن بعده عبدالله وإذا كانت بوابة الدروازة مغلقة يقولون الناس له:

جيناك يا راعي الحاجه

محمد الشيخ راعي الدروازه

وبعد ذلك كسرة حاليا بناية ثنيان ومن بعدها حوطة الرمح، وأرض كبيرة قالوا لوالدتي تعالي يا سبيكة، نكتب اسمه معنا عمي عبدالكريم وعمي خليفة، المقبرة والمثني يمين ويسار وبعد ذلك باعوها لحمود العنجري.

الأخلاق بين الأمس واليوم

تتحدث العصفور عن التمسك بالأخلاق الحميدة لدى الكويتيين في الماضي والحاضر حيث تقول: قديما الناس كانوا صادقين في كلامهم ووعودهم، حريصين جدا على الوعد والصداقة.

اذكر أيضا من الجيران في الجبلة (القبلة) عبدالله المديرس وابراهيم المهنا وبيت السيد وحسين المانع والمزيد ومنهم المرحوم مساعد المزيد صاحب الدكان والعويش وعبدالسلام عبدالجليل وعبدالعزيز الحميضي وحمد الصالح والخشتي وخليفوه، عائلة العثمان بيوتهم مقابل البحر والمزيد وابراهيم وجاسم المبارك نوخذة السفن الشراعية ومن النواخذة المطر، أولاد عبداللطيف العثمان أحمد وصالح وداود وأولاد عبدالعزيز.

البيت الكويتي القديم

وعن المباني والبيوت الكويتية القديمة تقول ضيفتنا: البيت الكويتي قديما بناء عربي بأحجام مختلفة، البيت الكبير ويتكون من مجموعة من غرف النوم وأمامها الليوان ويجلسون فيه بعيدا عن الحر والمطر.

وله حوش صغير ومطبخ وحمامات وأغنام وحمام ودجاج وبيوت التجار يتبعها حوش الديوانية، فالبيت الكبير يتكون من 3 أحواش، أحيانا توجد بوسط الحوش بركة الماء للشرب وماء الجليب للغسيل، والحجم الثاني من البيوت وسط ويتكون من حوش الحرم وحوش صغير للخدمات المنزلية، بعض البيوت تطل على البراحة وبعضها داخل سكة (سِدْ) غير نافذة لان التخطيط كان بدائيا لا يستند على خرائط فبعض البيوت غرفة واحدة وحمام وجليب.. وهكذا كانت بيوت الكويتيين في المدينة، وفي القرى البيوت مبنية من الطين وبيوت بعض التجار مبنية من الصخور البحرية.

ومما اذكر من الشخصيات الكويتية المرحوم صقر السجاري أبوعبدالمحسن مسؤول الماء جار المرحوم عبدالعزيز الزاحم والسديراوي من البيوت الكبيرة والطبخ ثلاث وجبات مطبخ واحد وقدر واحد لجميع افراد العائلة.

وغداء الرجال فقط مع بعض واذا انتهوا من الأكل تقدمت النساء للغداء، كان لا يوجد اختلاط.

بعض البيوت الأم والولد ومعه خالته التي بدون اولاد وبنات، قديما ابن الاخت ما يترك خالته، العائلات الكبيرة عندهم خدم ومملوكين، البيوت كانت متلاصقة، مثلا عائلة الرمح عائلتي، 4 بيوت متلاصقة بيت عمي خليفة وعمي عبدالكريم وعمي علي ووالدي راشد.

مثلما قلت الطبخ للجميع كذلك الغداء او الوجبات الاخرى جميع الرجال مع بعض وجميع النساء مع بعض، لا يوجد من يأكل بمفرده، والغداء بعد صلاة الظهر مباشرة، الموجود ينتظر المتأخر، هذا بالنسبة للبيوت الكبيرة، اما البيوت والعائلات الصغيرة قبل أذان الظهر.

وبعد صلاة الظهر يأكلون الغداء، ومن العائلات في القبلة عائلة الشطي وميعان وبيت عيسى الشوف وبيت ابوحمرة، والمسجد إمامه كان الشيخ يوسف بن حمود، وهكذا كانت العائلات تعيش.

أذكر ايام الهيالة صيد سمك الزبيدي ايام القيد، وهذه الأيام انتهى القيد، كان الكيلو بروبية تعادل ست عشر آنة وفيها اربع بيزات، كان الزبيدي يباع بالأوقية، الوزن القديم، وكان الرز (العيش كلكتا) وعنبر يباع في البصرة، والكويتيون يشترون الفلفل والبزار (البهارات) حاليا والينسون والدارسين وعرق الهيل والقهوة كلها تستورد من الهند توضع وتحفظ في الصندوق المشربك، الأولاد يحصلون على الصوغة وهي الهدية من الحلوى من مسقط والهند من النيبار واطفال الفريج يحصلون على الصوغة الهدية من البحارة رجال الفريج، قديما فقط الباجلة والشاي الاحمر والقند السكر قوالب.

تتحدث العصفور عن جانب من انشطة النساء في الاسرة الكويتية وهو الطهو وعن ذلك تقول: الطبخ وطريقته وكيفية الطبخ تختلف من بيت الى بيت كل حسب طريقته، مثلا عندنا الزبيدي نضع الدهن ونحمس الحشو المكون من البصل ـ بعد تنظيف الزبيدي وتجهيزه.

ونضع الماء على النار، ونضع الحشو داخل الزبيدية ونخيطها وكان عندنا عيش (ارز) داودخان من الهند وعيش سدري ونستعمل عيش داودخان ونضع الزبيدية بقاع القدر ونضع فوقها العيش (الرز) على نار من الاخشاب الصغيرة او قصاقيص السعف حتى ينشف ونستخدم الدهن السمن ونصب على العيش ونضع غوري الشاي بجانب نار القدر والدقوس نضع الطماط فوق العيش وهو على النار ونضعه بعد ذلك في وعاء ونعجنه مع قليل من الماء فيصبح دقوسا اما الاجار فيصنع في البيوت او يستورد من الهند، وقت الغداء السفرة جاهزة نرفع القدر عن النار ونرفع الغطاء ونبدأ برفع الحشو ونضعه في إناء ونبدأ بالملاس نضع العيش في الصحون.

بعد أن نضع العيش في الصحون نقلب القدر في صينية ثانية، فتسقط الزبيدية ونفك الخيط منها ونضعها فوق العيش (الرز) ونضع الدهن فوقها ونجهز الدقوس والاجار، والخالة هي التي تضع الأكل وتنشف يديها بالشملة، لا توجد فوطة أو منشفة بذلك الوقت.

من الأكلات المشهورة محمر سمك ودبس أو محمر شكر ومحمر تمر، نضع الدبس بالقدر ويحرك ونضع عليه العيش ونحركه ويتغير لونه فيصير بنيا ونضعه في الصحون وعليه السمك، والبعض يشوون سمك النقرور والصبور في التنور، بعض البيوت فيها تنور للخبز او للشوي وحاليا بالفرن، أما مكبوس اللحم فأولا يطبخون اللحم حتى ينضج، بعض الناس تخرج اللحم من ماء القدر ويوضع بالدهن في المقلاة، والبعض يضع عليه العيش وهو في القدر مكبوس لحم.

وأذكر مرق مصقعة، مرق جامد، لحم بطاط قرع طماط بصل لومي أسود، وقفشة متوسطة الحجم واحدة ولبن وفي كل بيت ماعز واحدة يصنع من حليبها اللبن ويوضع في «الصميل» اذا زاد سمك الزبيدي بعض العائلات ينظفونه ويغلونه بالماء ويملح وينشر على الحبال حتى ينشف ويحفظ للأيام، ومثل هذه الأيام يوجد الخلال، البلح والتمر والعثق يعلق بسقف العريش وكل واحد يأكل منه.

كنت أخيط القحفيات للرجال وتعلمت من بنات الجيران ونبيع للغير، أشتري الخيوط ثلاث بكرات صغيرة ببيزة وأردي تعمل «قحفية» طاقية ونصنع بالطلب ونبيع على محمد مسلم أو على المعاريس نصنع اليرودلي والتيل تصنعه شريفة بنت الحمود والزري الأصلي.

الدراسة والتعليم

نالت السيدة شيخة العصفور قسطا التعليم يكفي لقراءة القرآن الكريم وعن ذلك تقول: التحقت بالمدرسة، وكنت آخذ معي غرشة ماء مصنوعة من الفخار، كانت معلمتنا المرحومة مريم العمر.

تعلمت جيدا وحاليا متمكنة من قراءة الجريدة، ختمت القرآن الكريم، والمرحوم هشام ولدي قرأت عنده القرآن الكريم.

كما حفظت بعض السور وجزءا من سورة البقرة.

المدرسة كانت من الصباح إلى صلاة الظهر ومن بعد صلاة العصر حتى المغرب، وأذكر من المطوعات أمينة الجهرة، بالنسبة لتعليمي قراءة القرآن الكريم ولم احفظ ولا أعرف القراءة بالكتب الأخرى.
 
ثريا البقصمي: الوالد ترك المدرسة وفَرَّ إلى الصحراء خارج سور الكويت هرباً من ضرب الملا وأعادته سيدة بدوية بعد بحث طويل في ساحة الصفاة
السبت 2015/2/28
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 2873
A+

A-




خلال معرض فني في القاهرة عام 1973
ثريا البقصمي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري هاني عبدالله
افتتاح احد معارضها في تونس
ثريا في موسكو
ثريا ما اختيها ناهدة وفريدة
مع مدرسة اللغة الروسية
صورة لحفل زفاف
ثريا بجوار احد اعمالها الفنية
في كلية الفنون بـ موسكو
وافتتاح معرضها في كينشاسا بدولة زائير
من ذكريات الطفولة
مشاركة في حفل الجامعة
البقصمي وزوجها محمد القديري في حفل الكلية عام 1974

ثريا البقصمي
في احدى سفرياتها في الطفولة
مع شقيقتها في صورة تذكارية خلال الطفولة
ثريا مع اختها فريدة في الشويفات
ثريا مع اخوتها فريدة وعدنان وسلمان
وفي موسكو ايضا
ثريا مع فريدة وناهدة


  • كتابات عديدة تناولت فن وشخصية ثريا البقصمي وباربرة منجالاك بيكولسكا كانت أول من كتب عنها فنانة وشاعرة
  • بعدما تخرج زوجي عيّن في الخارجية ديبلوماسياً في كينشاسا وأفريقيا ما لها علاقة بموسكو جوها حار والأكل وصبغة الشعب والحياة غير
  • كانت أسرتنا تسافر إلى أوروبا بالسيارة وفي إحدى السفرات تاه جدي في باريس وضيّع السيارة فعثرنا عليها بعد 3 أيام
  • أول معرض شخصي كان في كينشاسا وعرضت أكثر من ثلاثين لوحة في فندق «كونتننتال» وقالوا عني إن أصلي روسي
  • الحياة كانت صعبة في أفريقيا حيث أمراض التيفوئيد والسحايا ومكان حرق الجثث كان قرب بيت السفارة فأصابني ميكروب في الرقبة وسافرت إلى لندن وأجريت عملية جراحية
  • جدي كان سابقاً لزمانه فأحضر ماكينة تحلية مياه البحر من تركيا فقال له تجار السوق «أنت مجنون»
  • بينما كان والدي يعمل في مطبخه لعمل البقصم شاهد «جنياً»
  • أقمت معرضاً شخصياً في الكويت عام 1979 وفي الثمانينيات معرضين في كل من تونس والسنغال
تستكمل ضيفتنا الفنانة والشاعرة ثريا البقصمي هذا الأسبوع ما بدأته من حكايات وذكريات الماضي الجميل، حيث تحدثنا عن تعيين زوجها في الخارجية والحياة في كينشاسا كيف كانت وماذا حدث له بسبب وجود السفارة بالقرب من مكان حرق الموتى في العاصمة الكونغولية (كانت الكونغو تحمل اسم زائير آنذاك). وتتطرق إلى معارضها الشخصية وأعمالها وبعض من كتبوا عنها.

حيث نتعرف على أسرتها بدءا من الجد الذي كان «سابقا لزمانه» فأحضر ماكينة تحلية مياه البحر من تركيا حتى أن التجار في السوق اتهموه بالجنون.

كذلك سفر الأسرة إلى أوروبا بالسيارة والسبب في ذلك والنتائج الطريفة والدرامية أحيانا لهذا السلوك، وكيف ضاع الجد في باريس وضيع أيضا... السيارة، نقابل الوالد ونشاهد تجربته السيئة مع الملا في المدرسة وهروبه بسبب ضربه إياه إلى خارج سور الكويت وإغمائه في وسط الصحراء إلى أن وجدته سيدة بدوية وأنقذت حياته واحتفظت به لديها لبعض الوقت إلى أن تعرفت على أهله من خلال السؤال في ساحة الصفاة.

كل هذه التفاصيل وأكثر نتعرف عليها من خلال الجزء الثاني من اللقاء مع الفنانة ثريا البقصمي.

فإلى التفاصيل:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في الجزء الثاني من اللقاء، تواصل ضيفتنا الفنانة ثريا البقصمي حديثها عن ذكريات الماضي بشكل شخصي وعلى مستوى الكويت، تستهل بالكلام عن قصة شائعة عن والدها وضياعه في البيداء، حيث تقول: كان والدي يذهب الى مدرسة الملا لدراسة القرآن الكريم، وكان ذلك الملا دائما يضربه بقصد او من دون قصد الوالد قرر الا يذهب الى المدرسة، وفي يوم من الايام حمل القرآن الكريم معه وخرج من باب السور بالكويت ومشى في الصحراء، ولكنه تعب والشمس حارة جدا فوقع على الارض، المهم ان سيدة بدوية ترعى الاغنام شاهدته ملقى على الارض، ونقلته الى الخيمة حيث تسكن واعطته ماء واكلا، بعد ذلك صحا ولكن لا يعرف شيئا وكيف يصف لتلك السيدة من هو واين بيته، السيدة البدوية احتفظت بالوالد وذهبت الى ساحة الصفاة تسأل الناس عمن ضاع له ولد، حتى استدلت على اهل والدي واخذوه وعاد الى بيت اهله، وكتبت القصة وصدر الكتاب عام 1977 بعنوان «العَرَق الأسود» وهو اول كتاب.

البنات

عن اسرتها وحياتها الاجتماعية، تقول البقصمي: الله رزقني بثلاث بنات، الاولى غدير حاليا طبيبة اسنان وفاطمة فنانة وتعزف الموسيقى ومنيرة مخرجة سينمائية وحاصلة على الدكتوراه في الفنون، واهتمت منيرة بحياتي وكتبت عني كتابا، شيء جميل جدا ان ترى اولادك يهتمون بك ويحاولون ان يشكروا جهدك، ابنتي قالت: شكرا يا اماه، وأثر في حياتي زوجي محمد القديري، حيث وقف بجانبي وبالمعارض والغاليري الذي عمله للفن وحصلت معه على جائزة اسمها «تريبيان».

اخيرا، شكرا للجميع وشكرا لجريدة «الأنباء» وشكرا لمنصور الهاجري على المجهود الذي يبذله لحفظ التراث الكويتي والاهتمام بالشخصيات الكويتية والمجهود الذي يبذله.

أعمال ثريا البقصمي

ثريا البقصمي شاعرة وقاصة وروائية وفنانة تشكيلية صدر لها:

1 ـ العرق الاسود (1977).

2 ـ المرسم الحر ورحلة 25 عاما ـ دراسة نقدية فنية (1987).

3 ـ السدرة ـ قصص قصيرة (1987).

4 ـ شموع السراديب ـ قصص قصيرة (1992).

5 ـ مذكرات فطومة الكويتية الصغيرة ـ قصص للأطفال.

6 ـ رحيل النوافذ ـ قصص قصيرة (1994).

7 ـ في كفي عصفورة زرقاء ـ نصوص شعرية (1999).

8 ـ من خرم الابرة ـ كتابات في المجتمع والحياة (2001).

9 ـ امرأة مكهربة ـ مجموعة قصصية (2004).

10 ـ عندما كان البحر صديقي ـ قصص اطفال (2004)

11 ـ زمن المزمار الاحمر ـ رواية (2012).

معظم مؤلفاتها ترجمت الى عدة لغات منها: الانجليزية، الفرنسية، الالمانية، الفارسية، اليابانية، الصينية، الروسية، الاسبانية والسلوڤاكية.

قصائد شعرية

ضيفتنا ثريا البقصمي تكتب الشعر الحر ولا تكتب القصيدة المقفاة (العروض)، وفيما يلي مجموعة من النماذج لشعرها:

آخر الأحزان

تتحد مشاعرنا

في اول الطريق

شعرك ليل

شعري كلمات

مرصوصة

كأسنان لؤلؤية

أمد ذراعي

جسرا..

نعبر عليه

همومك الصغيرة

كتفي عريض

وسادة حب

لرأسك المتعبة

المؤطرة.. بأول اخوانك

وآخر اخواني

تاريخ امرأة

كنت عشرينية

اشتغل كأذناب الشهب

ثلاثينية.. معجونة بذكريات صباي

أربعينية.. أقود عربة إحباطاتي

خمسينية.. أطارد طيور سأمي

ستينية.. أرمم عافيتي

وسط تلال.. أقراص ألمي

رقصة

رقص الربيع

رقص لأنوثتها

فأوقظ ربيعها

عند مدخل قلبها

أوقد الشموع

حقق نذورها المنسية

صفقت بأجنحتها

في محرابه المرمري

صل من جديد

لقرمزية شفتيها

كتبوا عنها

هناك كتابات عديدة تناولت فن وشخصية ثريا البقصمي، د.باربرة منجالاك بيكولسكا أول من كتب عن الفنانة والشاعرة ثريا البقصمي بعنوان: «ثريا البقصمي بين الريشة والقلم» الكتاب يتكون من 175 صفحة، عن نشاط المؤلفة والكاتبة ثريا البقصمي.

ديبلوماسي في أفريقيا

عن زوجها وعمله بدءا من مرحلة ما بعد التخرج تقول البقصمي: بعدما تخرج زوجي عين في الخارجية ديبلوماسيا وعين في كينشاسا ومن ثم نقل الى أفريقيا ما لها علاقة في موسكو، أفريقيا جوها حار الأكل غير وصبغة الشعب غير والحياة غير.

في أفريقيا عندي خدم وسائق لأن زوجي رئيس البعثة الكويتية والحياة كانت صعبة، فيها أمراض التيفوئيد والسحايا ومكان حرق الجثث قرب بيت السفارة، وأصابني ميكروب في الرقبة وسافرت الى لندن وأجريت عملية جراحية، اقول انني دفعت الثمن غاليا، وكنت آخذ أدوية من الأمراض. أقول ان العمل في افريقيا ليس قطعة كيك والحياة فيها صعبة.

قضيت أربعة أشهر في كينشاسا ورجعت الى موسكو وأول معرض شخصي كان في كينشاسا وعرضت اكثر من ثلاثين لوحة في فندق «كونتننتال» وقالوا عني ان أصلي روسي ولست من الكويت.

وفي السنغال أقمت معرضا وفي تونس ايضا أقمت معرضا بالثمانينيات، وأقمت معرضا في الكويت عام 1979 معرض شخصي.

تحلية ماء البحر

عن جدها الذي ترى أنه كان سابقا لزمانه تقول ضيفتنا: جدي لافي سافر إلى تركيا وبالتحديد مدينة اسطنبول فشاهد هناك مكائن لتحلية مياه البحر، وبالفعل جدي احضر الماكينة إلى الكويت ولكن تجار السوق قالوا له «أنت مجنون تريد تحويل ماء البحر إلى ماء عذب من يصدقك؟!» فتركها الى ان توفي والوالد كان شابا صغيرا مع اخوانه فلم يستعملوها، كان جدي سابق زمانه عنده أفكار لصالح الانسانية وخدمة وطنه، بعدما صرت رسامة رسمت جدي وهو مع العمال يشتغل مع العمال، والمدرسات تعجبن من الرسم ـ أحب الرسم وكنت أقول أحب أن أكون رسامة «فنانة».

قصة ضياع الجد في باريس

قصص البقصمي الشائقة الماتعة لا تنتهي تستدعيها من معين الذكريات، تقول في تفاصيل إحداها: كل عطلة صيف نسافر بالسيارة مع الوالد كان عددنا ثمانية افراد، بالوالد والوالدة، ونسافر إلى أوروبا والشهر العاشر نعود إلى الكويت وقد بدأت الدراسة.. الناظرة كانت تلوم الوالد على التأخير فيقول لها يرسبون الفترة الأولى واما الفترة الثانية والفترة الثالثة ينجحون وكل عام هكذا، سافرت الى لندن وباريس ولكن حصل ان جدي ضاع في باريس، كنا نبحث عن فندق صغير فوجدنا الفندق وكان جدي قد أوقف السيارة في شارع آخر لعدم وجود مواقف سيارات أمام الفندق فأوقف سيارته بعيدا.

واليوم الثاني خرج من الفندق لكي يحضر السيارة لكنه لم يستدل عليها وليس معه بطاقة عنوان الفندق، جدي كان يبحث عن الفندق ولم يعرف مكان السيارة فضاع ونحن نبحث عنه، وبلغنا الشرطة وعرف المكتب الذي استأجر لنا الفندق والموظفين واحضروه الساعة السادسة مساء منذ الصباح حتى المساء.

وبعد ثلاثة ايام من وصول جدي إلى البيت وجدنا السيارة ونحن راجعين من السينما.

كان السفر مفيدا وممتعا كانت أيام الستينيات سنوات حلوة جاذبة واذكر ايام البيتلز طوال الطريق ونحن نسمع اغاني البيتلز بالسيارة والوالد سعيد جدا معنا وكان الوالد يقول لاصدقائه عن تلك الرحلة وهو جالس معهم بالسوق وكنا من الكويت إلى بلاد الشام إلى تركيا الى الدول الأوروبية كنا نكتشف اماكن جديدة الرحلة بالسيارة ممتعة واسعار التذاكر غالية ونحن ثمانية فالسيارة كانت أحسن لنا.

المشاركات بالمعارض الفنية

عن نشاطها الفني ومشاركتها في المعارض المختلفة تقول الفنانة ثريا البقصمي: بداية انضممت لجمعية الفنون التشكيلية وشاركت في «السيدات الاميركيات» ومعرض الربيع ومعرض الجمعية وانا طالبة في الثانوية وحصلت على الميدالية البرونزية في معرض الفنون التشكيلية وتفوقت على فنانين كبار.

صار معرض في بغداد عام 1970 ورشحوني بأن امثل الجمعية بالمعرض والوالد سافر معي لانني كنت صغيرة مرحلة الشباب، وكان معي الفنان خالد القعود وهو رئيس الجمعية التشكيلية في ذلك الوقت، وتم الافتتاح والحضور كثيف على جميع المستويات وشاركت بثلاث لوحات وللزملاء لوحاتهم واللوحات للاشخاص (الفن التشخيصي) وهدفي كان ان ادرس فنونا ايضا المدرسة كافأوني برحلة الى القاهرة مع مجموعة من البنات لاني فنانة، وبعض من كانوا معنا احتجوا على وجودي معهم لانهم كانوا متفوقين وانا غير متفوقة، ولكنني لانني معروفة بالوسط المدرسي الفنانة ثريا، لاول مرة ازور القاهرة واذكر عندما كنا هناك اسرائيل شنت غارات على القاهرة، وكنا بزيارة لمدرسة ثانوية وخفنا من تلك الغارات وبعدما تخرجت في الثانوية بامتياز من ثانوية قرطبة وبجوارنا ثانوية الجزائر.

أول جائزة

الجائزة الاولى التي حصلت عليها البقصمي كانت من وزارة التربية، تقول عنها: عندما كتبت في اسرتي ومجلة الحائط كنت مهتمة جدا بالكتابة ومنها حصلت على اول جائزة من وزارة التربية على مدارس البنات.

وحصلت على الجائزة الثانية على مستوى كل الكويت بكتابة القصة (العرق الاسود) قصة والدي عندما كان يعمل بالمطبخ الخاص به لصناعة البقصم بعد وفاة والده، وتخيل في احدى الليالي انه شاهد «جنيا» من الجان، الوالد خاف وهرب وترك اغراضه وتبين فيما بعد ان الذي شاهده هو «مثل» القهوة على الحائط فظن انه «جني».

والدي كان يحكي ويروي قصصا ويحب السوالف مع اصدقائه وكنت ملازمة له وكذلك الوالدة وعندما تمكنت من القراءة والكتابة بدأت اكتب قصص الوالد والوالدة، ومنها قصة «العرق الاسود» لانني حفظتها من الوالد عندما كان يروي لنا القصة وكانت الوالدة تصحح لي باللغة العربية.

فزت مرتين بالقصة القصيرة على مستوى مدارس الكويت وبدأت انشر مقالاتي وخاصة في مجلة الرائد التي كانت تصدر عن جمعية المعلمين ومجلة الرائد والنهضة خاصة عندما كنت في الثانوية كان عندي صفحة واحدة، الوالد كان يصطحبني، وكان يقول لي بعدما يرجع من السوق: يا ثريا الرجال في سوق الخضرة يقولون قل لابنتك تكتب لنا كذا وكذا، وكان الوالد سعيدا جدا وكان عندي قراء، والوالد اعطانا فرصة لزيارة البلدان العربية والاجنبية، تلك الزيارات شدت من قوتي وقراءاتي واطلاعاتي، وهكذا كان الوالد رحمه الله يشجعني على الكتابة والرسم.

قصة بيت الوالد

أما قصة شراء الوالد للبيت بالشويخ في الخمسينيات رغم لوم الاصدقاء، فتقول عنها البقصمي: الوالد اشترى ارضا مساحتها ألفا متر مربع في منطقة الشويخ، كانت رخيصة، وهذا بداية الخمسينيات، وكان اصدقاؤه يلومونه على شراء تلك الارض، الوالد بعدما تحولت الارض باسمه اراد ان يبني بيتا عليها فأخذ خريطة بيت الجيران عائلة الساير والمهندسين عبدالرؤوف مشهور وفاطمة عارف، وهؤلاء اثروا في العمارة الكويتية وخرجوا علينا بنوع من الڤلل وبنوا فيها بلكونات، جو الكويت الحار والغبار الشديد لا تصلح له البلكونات ومن يجلس في البلكونة؟ عاداتنا لا تسمح لنا بالجلوس فيها.

الوالد بنى البيت لنا وفيه غرف وممرات وبلكونات كبيرة، ولأننا بنات كنا لاصقين بأمنا فكنا دائما نعيش معها في الدور الارضي وتركنا الدور الاول خاليا، الغرف الخالية في الدور الاول تعاونت مع اختي فريدة وهي فنانة وحولنا الغرف الى مرسم نرسم لوحاتنا والوالد لم يعترض علينا، اذكر ان التلفزيون زارنا وصورنا في المرسم في بيتنا، ووزارة التربية ما قصروا اعطونا الوانا وكراسات وفرشا للرسم كانت تكفيني حتى عندما التحقت بالجامعة كان عندي منها مجموعة واخذتها للجامعة، وهناك للرسم كانت جميع الادوات والخامات مجانا.

كانت تستهويني المجاعة والوصول الى القمر، رسمت وكتبت قصصا، وبداية الكتابة في بريد القراء في مجلة «اسرتي» وكنت اكتب في مجلة الحائط بالمدرسة.

وقدمت دور اليهودي في احدى التمثيليات في ثانوية قرطبة ولا احب الرياضة بجميع الالعاب.

من الذكريات كنت اشاهد ابن الجيران يقف فوق السطح ويطير الحمام نقول «بكش الحمام» وكان يحذف غترة على الحمام.

الحلو والجميل في البيوت القديمة انها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، في بيت جدي يوجد حوض ماء نسبح به ونحن صغار.

اذكر ان سرير النوم الخاص لجدتي كان مزينا بالسيراميك والتحف مرسومة عليه من تلك القطع، فحبيت التحف والالوان من مشاهدتي لذلك السرير، فكنت احب البروى وألعب بها، وبعد الزواج وعندما اسافر اذهب الى اسواق التحف في الدول التي ازورها، ففي البيت يطلقون عليه ام البروى حاليا عندي وعندي اشياء قيمة.

مظاهرات في القاهرة

جانب ممكن تصنيفه على أنه نشاط سياسي قامت به ضيفتنا لدى وجودها في العاصمة المصرية القاهرة للدراسة، تستذكر من ذلك موقفا فتقول: عندما كنت في القاهرة جميع الطلبة والطالبات الكويتيين عملوا مظاهرات وذلك في العام 1973، وامام الجامعة العربية، وذلك ضد التصرف العراقي ايام الصامتة والهجوم العراقي على حدودنا، وهكذا كنا حريصين على المشاركة في اي موضوع لمصلحة الكويت.
 
ثريا البقصمي: عندما ولدت في «الأمريكاني» قال الطبيب «هذه الطفلة لن تعيش..أعطوها لي» فردت أمي «أنا لست قطوة توزع أولادها»
السبت 2015/2/21
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 3103
A+

A-




ثريا البقصمي
ثريا البقصمي مع ابنتها غدير في حفل الجامعة بموسكو 1978
ثريا البقصمي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجريهاني عبدالله
البقصمي واخوتها مع الوالد في لقطة قديمة
وزير الاعلام الزائيري مفتتحا معرض البقصمي في كينشاسا عام 1978
البقصمي تشرح لوحاتها في معرضها سنة 1970
ثريا البقصمي مع والدها في معرض بغداد عام 1971
اعضاء الهيئة الادارية لفرع القاهرة سنة 1973 ثريا البقصمي ومريم حبيب وخالد الخشرم ومحمد المجرن وصالح البراك ونجيب المرزوق وعادل الرقم
البقصمي مع زوجها في موسكو عام 1974
البقصمي وبعض الزملاء في اتحاد الطلبة بعد لقاء سكرتير جامعة الدول العربية



  • صديق للوالد اقترح إرسالي مع إخوتي إلى لبنان لتلقي التعليم هناك وتعلم اللغات الأجنبية والوالد أعجبته الفكرة وسافرنا عام 1956
  • كنت أحب الغناء منذ الصغر واستمر الغناء معي حتى جامعة موسكو فغنيت فيها صوت السهارى
  • الوالد كان يحضر إلى البيت ماكينة السينما ويعلق «شرشف» أبيض على الحائط ونساء الفريج ضربن صورة عماد حمدي عندما ظهر على الشاشة بالأحذية والسبب أنه ترك فاتن وذهب مع شادية
  • كان بيت جدي كبيراً فيه حديقة وغزلان وجدتي كانت تطبخ للعمال وكان عددنا خمسة عشر حفيداً
  • جدي سلمان كان أول من أدخل صناعة البقصم إلى الكويت وكان يصنع الحلويات
  • في بداية الستينيات اشترى والدي أثاثاً من البلاستيك وترك الأثاث الخشبي
  • كنت أوفر من مصروفي اليومي وأشتري كتباً من مكتبة منطقة الشويخ السكنية وأقرأ
  • عملت 5 سنوات رسامة في مجلة «العربي» ثم انتقلت لتلفزيون الكويت
  • كنت أذهب إلى البحر وأدخل «الحظور» لأن بيت الوالد قريب من البحر فكنا مجموعة من البنات نصيد القباقب والأسماك الصغيرة
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «آمنة» وكان الوالد يسكن بالدسمة وكنت أحب اللغة العربية ثم انتقلت إلى مدرسة خولة بمنطقة الشويخ «ب»
  • ضاعت عليَّ بعثة إلى أميركا وعام دراسي بسبب خطأ روتيني و«التربية» عوضتني بتعييني أمينة مكتبة
  • درست الفنون الجميلة في القاهرة وانضممت لاتحاد الطلبة وهناك تعرفت على زوجي
  • زوجي حصل على بعثة لدراسة الماجستير والدكتوراه في روسياوبدأت هناك دراسة الكلية من جديد
  • أنهيت دراستي البكالوريوس والماجستير بموسكو في 7 سنوات ثم عدت إلى الكويت عام 1984
  • عندما وقع احتلال الكويت في عام 1990 قررت عدم الخروج من البلاد وبقيت مع أولادي.. وزوجي كان مع المقاومة وتعرض للأسر
  • أقمت 61 معرضاً شخصياً في عدة دول والأغرب كان في أفغانستان حيث فجر انتحاري مجموعة جنود ألمان بعدما أبدوا سعادتهم بلوحاتي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الفن واجهة الشعوب والمرآة التي تعكس معالم أي حضارة وسمات كل مجتمع.

ضيفتنا هذا الأسبوع فنانة من طراز فريد لها في ميدان الرسم والفنون صولات وجولات، تحكي لنا الفنانة ثريا البقصمي في لقاء مطول على مدار جزأين ذكريات جميلة عاشتها وحفرت في ذاكرتها التي تقول إنها تتميز بالقوة، شاهدة على التعليم ولا سيما تعليم الفتيات منذ مرحلة مبكرة، تحكي عن أسرتها ووالدها وجدها وجدتها وما تذكره من مواقف جميلة، هواياتها الفنية وحبها للغناء، السفر إلى لبنان بهدف التعليم والدراسة ثم العودة إلى الكويت، تكلمنا عن البعثة للقاهرة ثم العودة والزواج من زميل وبعدها السفر إلى موسكو مع الزوج محمد القديري وكيف حصلت هناك على الماجستير والدكتوراه.

العمل في مجلة العربي ثم الانتقال إلى تلفزيون الكويت من محطات العمل التي تتحدث عنها الفنانة ثريا البقصمي في سياق الحديث الشائق الممتع، كما تتطرق إلى فترة الاحتلال وذكرياتها الأليمة واشتراك زوجها في المقاومة وأسره، وكيف سارت الأمور بعد التحرير، كل هذه التفاصيل وغيرها نتعرف عليها من خلال سطور الجزء الأول من اللقاء:

تبدأ الاديبة والفنانة التشكيلية ثريا حسن سلمان البقصمي كلامها عن ذكريات الماضي وايامه الجميلة بالتعرض لبدايتها وايامها الاولى في الحياة ومولدها، حيث تقول: فنانة تشكيلية وكاتبة، ولدت في المستشفى الامريكاني، وكنت توأما مع اختي فريدة، وهي فنانة تشكيلية، والوالدة لا تعلم انها كانت حاملا بتوأم لعدم وجود اجهزة للكشف على السيدة الحامل مثلما هو موجود حاليا، كانت صحتي ضعيفة وكانوا يتوقعون انني لن اعيش، ود.اسكندر الذي كان يشرف على ولادتي ومدير المستشفى الامريكاني قال للوالد والوالدة هذه الطفلة لن تعيش اذا ما تريدونها اعطوني اياها، فردت الوالدة: انا لست قطوة اوزع اولادي.

المهم انني امضيت اربعين يوما من دون اسم، الوالدة كانت ترغب في أسماء الملكات.

اختي فريدة على اسم احدى ملكات مصر. وفي تلك الفترة، شاه ايران الاسبق تزوج الملكة ثريا، فالوالدة اطلقت الاسم علي.

من حسن حظي انني اتذكر كل شيء صادفته وعشت فيه منذ ان كان عمري اربع سنوات، اذكر بيت الوالد في الشرق وفي منطقة الصوابر وبيت جدي في دسمان، وبجانب السينما الشرقية وبيت الشويخ (ب)، اذكر كل شيء، طابوق وارضية البيوت وابوابها وشبابيكها، وفي كل مبنى الوالد والوالدة يتركون بعض الاغراض وينتقلون الى البيت الآخر.

في بداية الستينيات اشترى الوالد اثاثا من البلاستيك وترك الاثاث الخشبي، اذكر بيت الوالد في الصوابر وكان من البيوت الجميلة، والسبب ان جدي لامي اسطى احمد البنا هو الذي اشرف على بناء البيت، اما جدي لأبي سلمان فهو اول من أدخل صناعة البقصم الى الكويت، وكان يصنع الحلويات، واسطى احمد كان متعلما، وقد اشتغل في اماكن كثيرة، ومما اذكر ان امام البيت السدين وكانت الغرف واسعة، وكان للوالدة اثر كبير علي ككاتبة لأنها متعلمة ومن عائلة متعلمة، ووالدها مهندس معماري، تقول انها منذ سن مبكرة بدأت تحصل على جوائز في كتابة القصص.

بداية القصة

تتحدث البقصمي عن قصة حياتها وكيف بدأت، فتقول: تاريخ حياتي بدأ بالصوابر، وكان لوالدي صديق اسمه حيدر بن نخي وزوجته لبنانية، قال للوالد: اقترح عليك ان ترسل اولادك الاربعة الى لبنان، وهناك تدخلهم احدى المدارس ويرجعون لك متعلمين لغتين فرنسية وانجليزية، الوالد عجبته الفكرة والوالد تاجر ارسلني مع اختي فريدة وعدنان وسلمان وذلك في العام 1956، وفي مطار النزهة وعلى طائرة الخطوط عبر البلاد العربية، سافرنا مع الوالد وفي لبنان الوالد رحمه الله ادخلنا مدرسة الشويفات، حيث الطبيعة الجميلة والزهور والورود، والمدرسة تدار من قبل اجانب، وفيها العقاب والثواب، والضرب موجود على جميع الطلبة، وفقدنا حنان الام وعطفها، وكانت المدرسة مختلطة (ابتدائي ومتوسط وثانوي بنين وبنات).

أنقذتنا حرب عام 1958 في لبنان، ورجعنا الى الكويت بطائرة الهلال الاحمر، وامضينا ثلاثة ايام في المطار، رجعنا لغتنا واجنبية، خسرت ثلاث سنوات من عمري، واذكر رسمت اول لوحة كانت لجدي والد امي، جدي لابي اصله تركي من منطقة قزوين.

بعض الهوايات

وعن الهوايات التي بدأت معها منذ الصغر، تقول البقصمي: اذكر انني كنت احب الغناء منذ الصغر واستمر الغناء معي حتى جامعة موسكو، فغنيت فيها صوت السهارى، كذلك احب عبدالحليم حافظ واحفظ له اغاني واجيد ادائها، كذلك شاركت في التمثيل، وعبدالحليم مثلي الاعلى، ولكن لا احب غناء ام كلثوم وكنت احب مشاهدة الافلام السينمائية ومشاهدتها، وذلك قبل الذهاب الى لبنان، الوالد كان يحضر الى البيت ماكينة السينما، واذكر ان هكان يعلق «شرشف» ابيض على الحائط ونجلس على الارض، الوالدة كانت تدعو نساء الفريج لمشاهدة السينما، وافلام عماد حمدي وشادية، اذكر ان المشاهدات ضربن صورة عماد حمدي عندما ظهر على الشاشة بالاحذية والسبب انه ترك فاتن وذهب مع شادية! كانوا يظنون ان عماد حمدي لا يمثل الا مع فاتن، واذكر انني حضرت فيلما في سينما الشرقية وكان الفيلم «كاوبوي» والبطل جون وين.

وشاهدت ان المتفرجين ضربوا الشاشة بالزجاجات.

أذكر ان بعض التجار كانوا يعرضون افلاما عربية، كان بيت جدي كبيرا فيه حديقة وغزلان، ووجدتي كانت تطبخ للعمال لأن جدي كان هو المهندس والمقاول بنفس الوقت، فكان يقدم الاكل للعمال والطبخ يوميا، كنت احب الأكل الذي تطبخه جدتي عيش وكباب وكان عددنا خمسة عشر حفيدا والاكل كثير.

واذكر أن جدتي كانت تطبخ وتشوي الكباب ونحن الأطفال نأكل فضربتني على يدي.

جدتي كانت تقول لنا لا تأكلوا الجبن من دون خبز الذي يأكل جبنا خاليا من دون خبز وينام «الصباح يصير حمار» هذا الكلام الذي تقوله لكي تمنعنا من اكل الجبن، اكلت جبنا ونمت وبعدما استيقظت من النوم وجدت نفسي كما انا فقلت لنفسي ان جدتي تريد ان تمنعنا من الاكل فتخوفنا، كنت اذهب إلى البحر وادخل الحظور «مصائد الأسماك» لان بيت الوالد قريب من البحر فكنا مجموعة من البنات ونصيد القباقب والاسماك الصغيرة، كنا نخرج من بيت جدي أبناء وبنات الخال والعمة والأعمام، كلنا الاطفال نجتمع في بيت الجد.

الدراسة والتعليم

عن مشوارها في مضمار التعليم تقول ضيفتنا: اول مدرسة التحقت بها مدرسة آمنة وكان الوالد يسكن بالدسمة، وكنت احب اللغة العربية ومن ثم انتقلت الى مدرسة خولة في منطقة الشويخ «ب» وكنت اوفر من مصروفي اليومي واشتري كتبا من مكتبة منطقة الشويخ السكنية واقرأ، وتعرفت على مدرسة للغة العربية وقالت يا ثريا من الضروري ان تدرسي اللغة العربية وكان هذا تشجيعا منها ومن ثم انتقلت الى المرحلة الثانوية والتحقت بثانوية قرطبة الموجودة في الشامية، واذكر ان فوزية خرما كانت ناظرة مدرسة خولة.

عندما كنت في لبنان للدراسة كنت اتمنى ان اكون فنانة ارسم وألون، كانت الناظرة قاسية جدا على الطالبات وكنت عندما اكلف بكتابة او نسخ اي موضوع اول الكتابة النص بالكامل وبالتدريج ابدأ انقص من الموضوع حتى اكمل عدد مرات الكتابة بهذه الطريقة تعلمت الاقتصاد.

أعدت سنة في خولة بمعنى خمس سنوات في الابتدائي، كنت احب الغناء والتمثيل واستمر الغناء معي حتى الجامعة «انتقلت الى متوسطة قرطبة في منطقة الشامية» واكملت تعليمي فيها وبدت الهوايات عندي وكنت انميها وعندنا مدرسة اسمها حمدية وهي التي شجعتني على الرسم، واثناء الفرص بين الحصص امضي الوقت بالمرسم وشاركت في معرض المدرسة وكان اكثر من نصف اللوحات من رسوماتي وكنت اشتري الادوات مما يعطيني الوالد وتشاركني اختي فريدة بنفس التوجه والرسومات واذكر ان بيت الوالد في الشويخ فيه خمسون بابا اكملت تعليمي في مدرسة قرطبة وكذلك الثانوية كنت فيها لأنها مدرسة مشتركة متوسط وثانوي ما كانت متفوقة وكان عندي مشكلة مع الرياضيات وكان عندي النشاط الصباحي في الاذاعة وكنت مسؤولة عن مجلة الحائط وعندما تأسست جمعية الفنون التشكيلية انضممت إليها كعضوة ومعي اختي فريدة واعطونا عضوية مؤازرة واذكر انني شاركت في مظاهرات بالمدرسة وخرجنا الى الشارع، اثناء دراستي كنت اكره التربية البدنية والخياطة واحب الموسيقى.

بعثة دراسية

تحكي البقصمي قصتها مع البعثة الدراسية والموقف الغريب الذي تعرضت له قائلة: تخرجت في ثانوية قرطبة للبنات الناظرة اعطتني الشهادة والدرجات وقالت روحي التربية وقابلي الموجه في الوزارة وهو يحدد لك البعثة الدراسية، والموجه كان المرحوم أمير عبدالرضا وقال لي سنرسلك الى اميركا، اخذ مني الشهادة ووضعها بداخل درج المكتب وسافر وبعد العودة من السفر ذهبت الى الموجه وقال فقدت حاليا البعثة الدراسية لأنك لم تقدمي اوراقك وضاع علي عام دراسي، وزارة التربية ارادت ان تعوضني عن الخطأ فعينوني موظفة أمينة مخزن في روضة المنصور فكنت ارسم على حوائط الروضة وعملت شهرين والتحقت بجامعة الكويت تخصص لغة عربية وباشرت الدراسة بالجامعة ولكن كنت حزينة لأني اشعر بالفن وهو حياتي فكيف اتخصص لغة عربية، كنت افكر بالفنانين بيكاسو وسلفادور دالي وكنت اشاهد لوحاتهما وكنت متأثرة ببيكاسو وفنانين اخرين مثل جواد سليم الفنان العراقي.

السنة الثانية حصلت على بعثة دراسية الى القاهرة للدراسة بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وسافرت والتحقت بالكلية لكن صدمت بعدد الطلبة الكثيف والمدرسون غير متواجدين دائما في غياب، والمكان كأنه سوق اكثر من جامعة علمية، وصعب ان الطالب يتعلم، وحصل لي اكثر من حادثة وانا طالبة، واذكر ان الورق الذي يوزع على الطلبة كان اكثر من سيئ، وعندما نرسم عليه يتمزق، مع العلم اني احضرت معي من الكويت جميع الخامات، اذكر ان الطلبة قاموا بمظاهرات في الكلية، وتوقفت الدراسة لمدة شهر، والطلبة حملوا لافتات كتب عليها «مش عايزين ورق بتلفوا فيه لحمة».

وبداية دراستي كان يتم اغلاق السكن مبكرا بسبب الحوادث ما بعد عام 1973، اعتمدت على نفسي وكنت اسكن في بيت دمشق، واذكر ان حصل زلزال خفيف بالقاهرة وخفنا جدا.

كان الجو اجتماعيا، واذكر زميلتي غنيمة العجيل ونفيسة الغصين مهندسة ديكور، وبعض الطالبات تخصصن في الطب والهندسة، الشيء الجميل ان كل شيء كان متوافرا للطالبات في السكن، والراتب كان متوسطا، وفي القاهرة انضممت لاتحاد الطلبة.

بدأت عضوة وكنت نشيطة جدا مع الزملاء، ومسكت مجلة الندوة الطلابية، وعينت رئيسة تحرير للمجلة وحبي للصحافة من الداخل، وكنت في السابق قوية الملاحظة واكتب عن كل شيء ألاحظه، وكنت سعيدة جدا وأكتب اسمي مع كل مقال، لكن منعوني فقط مرة واحدة ان اكتب اسمي، وفي تلك الفترة بدأت الانتخابات الطلابية ونجحت وصرت عضوة في الهيئة الادارية، واصبحت مشاركة في الاحتفالات، واحيانا عريف حفل، والطلبة يشاركون، واذكر ان بعض الطالبات الكويتيات اللاتي كن موجودات في القاهرة في تلك الفترة كل واحدة بعد عودتها الى الكويت تزوجت زميلا لها وكانت قصص حب جميلة.

واذكر بالقرب من الرابطة مصورا كان يقوم بتصوير حفلاتنا واليوم الثاني نشتري صور بعضنا البعض، وفي اتحاد الطلبة تعرفت على زوجي محمد القديري، وكان يشرف على الانتخابات في الرابطة.

وبعد التعارف معه والحب الذي ربط بيننا تقدم لعائلتي وخطبني وتمت الموافقة وتزوجنا والحمد لله حياتنا سلسة والله رزقنا بالذرية الصالحة، والحمد لله، واصدرت كتابا اسمه «زمن المزمار الاحمر» اول رواية صدرت لي وهي عن الحياة الطلابية في موسكو.

المهم تزوجنا ونحن نعيش حياتنا و50% من الطلبة والطالبات تزوجوا هناك الجو الاجتماعي كان جميلا، كان الملحق الثقافي رجلا طيبا ويشرف على الطلبة وهناك قيود صارمة علينا، كنا نعمل حفلات واشارك فيها، وقدمت قصائد شعرية مع الطالبات، وبداية كتابة الشعر عندما كنت طالبة في الكويت ومن دون قافية، وجدت نفسي بالنصوص الشعرية، وجمعت اشعاري في ديوانين، مكثت بالقاهرة ثلاث سنوات، في الجامعة استفدت منها كانسانة.

بعثة دراسية في موسكو

كانت لضيفتنا حكاية اشبه بالمغامرة في موسكو، تقول عنها: بعدما تزوجت زوجي محمد القديري، اخبرني انه حصل على بعثة دراسية في موسكو دراسات عليا ماجستير ودكتوراه، وقلت له ألحقك اينما تذهب، وسافرت معه الى موسكو لكن الصدمة ان الروس لم يعترفوا بشهادات القاهرة، قالوا عليك ان تبدأي من جديد.

وافقت وبدأت الالتحاق بالكلية والدراسة، لكن سنة اولى لغة روسية، موسكو تجربة مغايرة وعجيبة، كنا نعيش في سكن داخلي مع زوجي الذي كان ايضا يتعلم اللغة الروسية، والسكن للطلبة الذين يدرسون اللغة والدراسة والسكن في سكن الطلبة كلية الفنون، كان عدد الطلبة الذين تقدموا للدراسة في الكلية خمسة عشر طالبا قُبل اثنان منهم ثريا البقصمي وطالب سوري فقط، سبب الرفض عدم وجود امكانيات فنية، قالوا لنا ان السكن لنا كزوجين مرفوض مع بعض، محمد يسكن في سكن الجامعة وانا اسكن في سكن الطلبة، لكني رفضت هذا الاقتراح، وقلت تركت بلادي وضيعت ثلاث سنوات في القاهرة لا أرفض اقتراحهم وبكيت فتمت الموافقة.

الجو بارد وقارس جدا 40 درجة تحت الصفر والراتب الشهري اربعين دينارا من السفارة الكويتية في موسكو ومن الحكومة الروسية تسعين روبلا.

الروس كانوا كريمين وكانوا يقصدون كسب الطلبة، وايضا التعليم كان مجانا والملابس والكتب كلها على نفقة الحكومة الروسية، وايضا الرعاية الطبية ووجبات الأكل ندفع شيئا رمزيا، ولدت ابنتي في موسكو، فأخذوها مني واشرفوا على تربيتها لمدة سنة، وبعد ذلك تسلمتها منهم، كل شيء متوافر للدارسين من الغرباء ولازم نعتقد ان ما يقومون به وما يقدمونه للطالب هو أحسن نظام سياسي في العالم، جميع الطلبة الذين تعلموا في روسيا في السبعينيات لم يعتقدوا في النظام الاشتراكي، كانت عقدتي الجو واحببت ان اعيش مع زوجي، كان الطلبة جديين والمدرس كان رجلا جادا في عمله يقف بجانب الطالب ويشرح له ويعلمه تعليما دقيقا، ضاعت ثلاث سنوات في القاهرة من عمري، وبدأت من جديد في كلية الفنون في موسكو، وكان معي طلبة من الروس وآخرون من دول اجنبية تعلمت منهم، وفي عام 1976 ولدت ابنتي فأخذوها مني إلى بيت الأطفال.

زوجي أنهى دراسته في الماجستير وعين في الخارجية وعين ديبلوماسيا ومكان عمله كنشاسا.

انهيت دراستي البكالوريوس والماجستير سبع سنوات وعدت إلى الكويت.

بعد التخرج

عن نشاطها وعملها بعد التخرج والعودة من موسكو تقول البقصمي:

بعد التخرج والعودة إلى الكويت عام 1984 عينت في مجلة العربي بعمل «رسامة» ولمدة خمس سنوات وللاسف لم احصل على التقدير كنت اعمل داخل مكتب فيه عشرة رجال ما عندي مكتب شخصي كفنانة وراتبي ضعيف جدا كنت محبطة بعد خمس سنوات قدمت استقالتي والتحقت بتلفزيون الكويت وعملي لا شيء واشتغلت في قسم الديكور واشتغلت بالإذاعة وكان عمل ممتع جدا، كنت معدة لبرنامج «فن فنتاستك»، الفن روعة وكان خمسة وعشرين حلقة اسبوعيا والمكافأة بسيطة ثلاثة دنانير للحلقة الواحدة هذا كان بالثمانينيات كان عملا ممتعا في الاذاعة وانتقلت الى الصحافة مع الاذاعة وكتبت عن قصر الشيخ خزعل أمير المحمرة وأنا أول صحافية كتبت عنه.

وكان جدي لأمي اسطى أحمد هو الذي عمل رسومات وزخرفة لسقف غرفة خزعل، وصورت القصر وكان معي مصور اسمه سليمان حيدر وذلك عام 1985 الوالدة عاشت في قصر خزعل لمدة طويلة.

والدتي نصرة أحمد البنا وجدتي صديقة الشيخ خزعل وكانت والدتي تلعب مع الاطفال الذين كانوا بنفس عمرها ومن القصص التي كانت الوالدة ترويها قصة السدرة وكتبتها ونشرتها في كتاب.

كانت الوالدة تقول لنا القصص وكنت أدونها وعن حمام الموجود بالسرداب وذكرت لنا ان القصر يضم تقريبا مائة غرفة.

قمت بزيارة لذلك القصر وعندما عملت الاستطلاع عن قصر خزعل ونشر في مجلة العربي وحاز إعجاب المسؤولين والقراء وذلك عام 1985 وبعد ذلك عملت استطلاعا، عن متحف طارق سيد رجب وعن الاسواق بالخليج العربي وذلك عام 1986 في سلطنة عمان كان الكويتي يحتاج لفيزا ولكن لان جوازي ديبلوماسي سمحوا لي بالدخول بدون فيزا وعملت استطلاعا ونشر في مجلة الاسواق العربية، زاد النشاط وعملي اهتموا به ورسمت للاطفال وفي نفس الوقت كنت اعمل بجريدة الوطن.

محررة نصف دوام، وكتبت في الصفحة الثقافية وكنت أغطي احداثا ومعارض، وكنت صريحة جدا والفنانون زعلوا مني وأقالوني من جمعية الفنون التشكيلية وذلك لأنني انتقدت اعمالهم.

وقبلت الموضوع بصدر رحب وهذه حرية رأي. تفوقت وظهر اسمي بالصحافة الكويتية بجانب الفنون، وكذلك المعارض الشخصية التي أقيمها، حيث أقمت «القديري غاليري» مع زوجي وعملت معارض استفدت منه ماديا قليل،ا القصد ان أنشر الفن وليس الربح.

وشاركت مع مجموعة اسمها أصدقاء الفن التشكيلي مع فنانين من دول مجلس التعاون، اقمنا عشرين معرضا شخصيا بجميع دول العالم.

كان عددنا عشرين فنانا.. وصلنا إلى أميركا وأميركا اللاتينية، وبعد الاحتلال الصدامي توقفنا عن إقامة المعارض.

عام 1990 قررت عدم الخروج من الكويت وبقيت مع أولادي وزوجي.

وكان زوجي مع المقاومة وأشياء كثيرة يقوم بها، التجربة التي عشتها بعد ذلك ظهرت في كتب وفي لوحات، والكتب حصلت على جوائز وترجمت إلى لغات عديدة، وكانت شاهدا حقيقيا على ما صار للكويت من قبل الاحتلال الصدامي كل ما رأيته وثقته في لوحاتي، وقبل التحرير بثلاثة أيام العراقيون أخذوا زوجي محمد أسيرا إلى البصرة وكان من أول الذين اطلقوا سراحهم.

«شموع السراديب»

اثر الاحتلال الصدامي على ثريا البقصمي كما فعل مع جموع الكويتيين بل والمقيمين على أرض الكويت.

عما حدث بعد هذه المرحلة الحالكة تقول البقصمي: بعد التحرير وبعدما اطلق سراح زوجي كتبت كل شيء عن الاحتلال في كتاب اسمه شموع السراديب وترجم إلى اللغة التشيكوسلوڤاكية وبعد ذلك كتبت كتابا اسمه مذاكرات فطومة وحصلت على جائزة الدولة.

وحصلت على جائزة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لأفضل كتاب، وبعد ذلك كتاب رحيل النوافذ عن الاحتلال العراقي لدولة الكويت ولايزال في نفسي الكثير من القصص وبعد التحرير وبعد عودة زوجي من الأسر سافرت إلى قبرص عند أولادي وخلال ثلاثة ايام كنت اتحدث للكويتيين عن الاحتلال العراقي وعن الرعب والشرخ الكبير في نفس الكويتيين، هذا لا ينسى ولو بعد مليون سنة قادمة.

الكويتيون يذكرون الاحتلال الصدامي على دولتهم والدمار الذي خلفه الاحتلال البربري.

بعد التحرير والاستقرار بدأت أقيم معارض في دول مثل الصين وإريتريا وأفغانستان، أقمت 61 معرضا شخصيا، هذا طوال مسيرتي الفنية، هذا العدد لم يحصل عليه أي فنان واكثر من ثلاثمائة معرض فني جماعي داخل الكويت وخارجها.. وأكثر المعارض غرابة كان في أفغانستان وفي فيتنام والهند والدول الأوروبية والعربية والافريقية، معرض افغانستان لا استطيع ان انساه لانه من عمل معهد غوتا الالماني ويوم الافتتاح جنود ألمان شباب حضروا المعرض وقالوا انهم سعداء أن شاهدوا المعرض في أفغانستان هذا شيء جميل وغدا سنرجع إلى بلدنا وركبوا الباص ودخل عليهم انتحاري بسيارته وقتلهم جميعا، الحدث كان فظيعا، وفي افغانستان اسست ورشة دربت فيها فنانين أفغان.

ايضا انا عضوة في جمعية الفن الخاص والتي تهتم بفن المعاقين، وأعطي دورات للمعاقين وعندي الاستعداد التام لخدمة الآخرين وهذا جزء من رسالتي.

هذا العام صدر لي كتاب بعنوان خواتم النسيان وآخر في كفي زرقاء وقصص قصيرة عددها ست.
 
فالح المسعود: جدي مطلق من أبطال الكويت بمعركة الجهراء عام 1920 وهو من أخبر المسؤولين بهجوم المعتدين واستشهد مع أخيه ناصر في «الرقعي» 1928
السبت 2015/2/14
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4752
A+

A-




فالح خالد مع الابناء والاخوان

فالح خالد المسعود خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري هاني عبدالله
بندقية قديمة

فالح المسعود مع مجموعة من ابناء العائلة واولاده
شهادة تعيين خالد الفالح برتبة ملازم اول
امام المنزل في الطفولة
الابن حاملا البندقية القديمة
خالد المسعود الفالح
من صور خالد الفالح في العمل
شهادة الجنسية لخالد الفالح

سيارة قديمة امام بيت الشعر في البر
فالح المسعود واحد الحضور
سيارة قديمة في اثناء التواجد في البر
احد الاحفاد يحمل صورة جده خالد الصالح



  • تركت الدراسة الثانوية وعملت في «الكويتية» وبعد خطف «الجابرية» تمت الاستعانة بعسكريين في المحطات الخارجية
  • زرت أثناء العمل كلاً من إسبانيا وسويسرا وتايلند ودول الخليج العربي وفي «الديوتي» كنا نأخذ راتباً مضاعفاً
  • كنت أحب الذهاب إلى القنص لصيد الحباري مع الوالد والأعمام
  • لدى عملي في البلدية مارست نشاط الزراعة في 120 ألف متر ثم اشتريت مزرعة ثانية وكنت أزود السوق يومياً بسيارتي خضار مشكل
  • لا يجوز أن نعتمد على النفط فقط ويجب أن تكون هناك خطة خمسية جيدة للتوظيف
  • ولدت في منطقة الفروانية وكانت قديماً تعرف باسم «الدوغة» وبيت الوالد مكانه حالياً المركز الصحي
  • قضيت مشواري بالتعليم في مدرسة جليب الشيوخ والوالد كان يملك سيارات والسائق يوصلني إلى المدرسة ذهابا وإياباً كل يوم
  • أكملت المرحلة المتوسطة ثم انتقلت إلى الثانوية وتركت الدراسة بعد أن أكملت الصف الثاني الثانوي والتحقت بالعمل
  • خالد المسعود كُلّف بتعطيل هجوم العراقيين على الكويت أيام قاسم 1961 ونجح في المهمة بجدارة
  • من هواياتي في المدرسة والأنشطة الزراعة والتصوير وكانت عندي كاميرا قديمة
لايزال للماضي جماله الذي يزداد بمرور السنين وتغير الأحوال وتبدل الظروف. كويت الماضي تشع عبقا وحبا ومودة ويزخر تاريخها بالأحداث التي تركت في نفوس الكويتيين آثارا صقلت شخصياتهم وزادت خبراتهم وأورثتهم صفات قد لا تتوافر لبعض الشعوب التي لم تمر بمثل هذه التجارب والاحتكاكات. من ذلك ما خاضته الكويت من معارك مثل الجهراء والرقعي، وما عانته من تهديدات وأطماع مثلما حدث أيام عبدالكريم قاسم واعتداء أثيم كما حدث على يد المقبور صدام حسين.

ضيفنا فالح المسعود شاهد على هذه الأمور جميعا حيث كان أفراد من عائلته مشاركين بشكل مباشر في جل هذه الأحداث وشاهدين على كثير من أحداثها وأبطالا في صفحات تاريخها. يكلمنا في هذا اللقاء عن هذه الأمور التاريخية وكذلك يلقي الضوء على بعض من ذكرياته الشخصية وكيف كانت الحياة في فترات من ماضي الكويت. تعليمه وكيف ترك الدراسة وعمله في الخطوط الجوية الكويتية ثم البلدية وممارسته للنشاط الزراعي ورعاية الحلال، وغير ذلك من الموضوعات المتعلقة بوالده، رحمه الله، ولقطات من حياته،

كل ذلك نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يستهل ضيفنا فالح خالد المسعود الفالح حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده ونشأته حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في الفروانية حيث بيت الوالد، وكانت الفروانية تعرف بمنطقة (الدوغة) ولم تكن المنطقة مشهورة وأذكر ان بيت الوالد مكانه حاليا المركز الصحي في الفروانية.

أما التعليم فكان في مدرسة جليب الشيوخ حيث الوالد يملك سيارات فكان السائق يوصلني الى المدرسة ذهابا وإيابا كل يوم، أكملت المرحلة المتوسطة ثم انتقلت الى الثانوية وأكملت الصف الثاني ثانوي، ثم تركت الدراسة.

من هواياتي في المدرسة والأنشطة الزراعة والتصوير وكانت عندي كاميرا قديمة، كذلك كنت احب الذهاب الى القنص لصيد الحباري مع الوالد والأعمام.

بعد الصف الثاني ثانوي تركت الدراسة والتحقت بالعمل.

العمل في «الكويتية»

وعن عمله بعد ترك الدراسة، يقول الفالح: أول عمل بعد الدراسة كان في الخطوط الجوية الكويتية ضابط أمن وسلامة وكنت اخرج للمحطات الخارجية وأول محطة في إسبانيا غير ثابت ولمدة شهرين والأهل كانوا يذهبون بالصيف الى اسبانيا وكان والدي خالد المسعود له بيت هناك.

وأما ثاني محطة فكانت سويسرا أيضا لمدة شهرين بمعنى «ديوتي» والراتب مضاعف وبعض الموظفين كانوا يرغبون في ذلك وأيضا ذهبت الى تايلند ودول الخليج العربي والمعاملة كانت جيدة وكان المسافرون ليست لديهم مشاكل واذكر ان بعض المشاكل ظهرت عام 1988 مع خطف طائرة الجابرية فتم نقل المدنيين وعينوا عسكريين في المحطات الخارجية فكنت في المطار والمشاكل مع الرباط أو هوشة مشاجرة، ونرفع الشكوى الى الداخلية وكانا سابقا نرافق الطائرة حتى تم تعيين حماية عسكرية فكنا ننسق لهم وكان عندنا مركز التحكم ومديره الشيخ عذبي المالك وأمضيت عدة سنوات ثم انتقلت الى البلدية.

الزراعة

عن نشاطه في ميدان الزراعة بجوار عمله في البلدية يقول ضيفنا: أثناء عملي بالبلدية كانت عندي مزرعة في العبدلي، كانت المزرعة قديمة وكانت للعائلة وصار نصيبي 120 ألف متر مربع وبدأت بها والاهتمام بها بعد ذلك اشتريت مزرعة ثانية وباشرتها وكنت أزود السوق بكمية من الخضروات يوميا سيارتي خضار مشكل.

وبعد سنوات تركت الزراعة وحاليا عندي حلال جمال وأعمال، ونقلتها الى السعودية والجواخير حاليا صارت منتزهات.

والمزارع تختلف عن الجواخير في العمل، وعندي زراعة بسيطة. والان مشاكل العمال والتسويق ليست مثل الأول، في السعودية الأعلاف سعرها أقل والدعم للشعير ويعطونا عمالة ويزودوننا بالعلف والشعير ولا فرق بين المواطن الكويتي والمواطن السعودي فكلاهما سواء في المعاملة، حتى العمالة ممكن ان يزودوا الكويتي بها وله 4 من المزارعين أو (الرعاة)، ولم أستورد أغناما من الخارج.

الحياة الاجتماعية

يتطرق الفالح لحياته الاجتماعية وكيف سارت الأمور في زواجه وإنجابه لأبنائه وكذلك يعطي خلفية عن عائلته وتاريخها الوطني، حيث يقول: متزوج والله سبحانه وتعالى رزقنا بالأبناء وجميعهم في المدارس، وأهلي السابقون من الفرسان والأبطال، وبعض رجال العائلة شهداء الكويت ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت وأهلها، مثل جدنا مسعود شهيد، وناصر مطلق شهيدين في معركة الرقعي عام 1928، مطلق المسعود الكبير هو الذي قال للحكومة ان الاخوان الليلة سيهاجمون الكويت، والكويتيون استعدوا وحفروا مزاغيل أسفل سور القصر الأحمر للبنادق لضرب الاخوان، مطلق المسعود من أبطال الكويت سنة 1920 معركة الجهراء.

مشكلة اقتصادية

يتحدث الفالح عن أحدث المعضلات الاقتصادية التي يواجهها المجتمع الكويتي قائلا: أهل الوظائف هم من وضعوا أنفسهم في المأزق ما عندهم خطة خمسية للتوظيف، الدراسة غير موجودة، الوافدون من العرب والأجانب صاروا أكثر من المواطنين أعدادهم كبيرة، الكويتيون بعد الجامعة لا توجد لهم دورات وتأهيل للعمل، أما الظروف الاقتصادية فمرتبطة دوليا، وأقول لا يجوز أن نعتمد على النفط فقط، نريد مداخيل اقتصادية واستثمارات موزعة على العالم ومصانع للتصدير، المنطقة مرت بالحرب العراقية - الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت بقيادة المجرم المقبور صدام حسين، وحاليا الحروب القائمة كلها تؤثر، قدمت دراسات لإقامة مصانع وأنهيت جميع الاجراءات ولكن لا يوجد مكان للمصنع.

أقول أخيرا.. «رأس الحكمة مخافة الله» وإتقان العمل بالنسبة للعاملين والدوام والتواجد في العمل وعدم التدخل والابتعاد عن العمل السياسي، علينا خدمة الكويت والعمل من أجلها والتفاني في العمل.

خالد المسعود الفالح

والد ضيفنا كان من الرعيل الكويتي الأول وله بصماته الواضحة ومواقفه التي لا تنسى يذكر لنا ضيفنا نبذة عن حياة والده في السطور التالية في البداية يقول: ولد خالد المسعود الفالح في الحي القبلي لمدينة الكويت القديمة في مطلع القرن الماضي وكانت بلدة الكويت حين ولادته مضروبا على مدينتها السور الثاني، التحق في صغره بإحدى المدارس الأهلية التي تعرف بالكتاتيب، فلم تكن الوسائل التعليمية في ذلك الزمان متوافرة إلا في المساجد وبعض الدور التي خصصت لذلك، وفي هذه المدرسة الأهلية التي كانت يعتني بها أحد أئمة المساجد أخذ قسطا من التعليم وتعلم تلاوة القرآن الكريم وحفظ أجزاء منه، لكن لم يستمر طويلا في التعليم لأن الفروسية أخذت جل اهتمامه فهو نشأ في أسرة توارثت حب الفروسية والرماية والقتال أبا عن جد، فوالده مسعود أحد شجعان الكويت وفرسانها شهد معركة الصريف مع مبارك الصباح وكان من رجاله المقربين الذين تسمع كلمتهم عنده.

الجهراء

كانت أسرته.. تملك من الحلال (الإبل والغنم) الكثير وهذا الذي جعل أبناءها يستغنون عن دخول الغوص فلم يؤثر أحد من أسرته انه «ركب البحر» خرجت من جبلة وسكنت منطقة الجهراء لكي تكون قريبة من حلالها، فالجهراء كانت مركزا قريبا من مراعي الحلال والبادية في ذلك الوقت، لذلك كانت نشأة خالد المسعود وصباه فيها.

المهمة

حين حدثت أزمة قاسم سنة 1961 وما صاحبها من أمور كثيرة أوكل الى خالد المسعود مهمة ذات أبعاد سياسية ودولية وكانت من الخطورة بمكان وهذه المهمة الوطنية الصرفة أوكلها إليه صاحب السمو أمير البلاد في ذلك الوقت المرحوم عبدالله السالم ولم يكن أحد مهيأ للقيام بها إلا من كان يتمتع بشخصية كشخصية خالد المسعود، حيث الشجاعة والجرأة والإقدام والعقل والحكمة في اتخاذ القرار أضف الى ذلك معرفته وعلاقته بالوجهاء والبارزين من الشخصيات من كل أطياف المجتمع والمناطق المجاورة، والمهمة خلاصة أمرها انه طلب منه الدخول إلى العراق والضغط على قيادات الجيش العراقي من خلال مشايخ قبائل الجنوب لوقف تقدمهم وتهديدهم عدة أيام قدر المستطاع، فعلا تم ذلك فجازف وخاطر خالد المسعود ودخل الأراضي العراقية متخفيا ونفذ المهمة حسبما طلب منه وتأخر تحرك القوات العراقية مما أدى الى تمكين وصول القوات البريطانية وما معها من القوات العربية قبل تحرك الجانب العراقي وانقشعت الغمة وتم بسط الأمن واندحار قاسم وانتهت أزمته.

الأمن العام

وعن التحاقه والده بالأمن العام يقول ضيفنا: التحق خالد المسعود في مطلع الأربعينيات بقوة الأمن العام حين تشكيلها وقد ترأسها الشيخ عبدالله المبارك الذي ارتبط معه بعلاقة وثيقة امتدت الى عشرات السنين، ونظرا لما يتمتع به من خصال القيادة ووفور العقل ونبوغ الحكمة والفروسية التي شب عليها ومعرفة مسؤولي البلاد من أمراء وشيوخ به وما قدمته أسرته من تضحيات تجاه الوطن اختير ليكون مسؤولا وقائدا لقوة الحدود الشمالية سنة 1957 فكان اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وقد رقي الى رتبة ملازم أول، وتم تفويضه من قبل الشيخ عبدالله المبارك باختيار أفراد القوة التي تعمل معه وتوزيع السلاح لهم ومتابعة كل ما يحتاجونه ومن أجل ذلك قام خالد المسعود بإنشاء 5 مراكز متقدمة تجاه الحد العراقي فخبرته في مسالك صحراء الكويت وباديتها جعلته يختار أماكن تعزز الحد الكويتي وتجعل له هيمنة على أرضه وتمكنه من الحفاظ على حدودها وتهيئ له القبض على المتسللين والمخترقين، فأول مركز قام بإنشائه كان أم القصر، فهي أقصى نقطة كويتية في وجه الحدود العراقية، ثم أنشأ مركز العبدلي محاذيا لها وبعده مركز الرتقة ثم مركز الصخيبري وجريشان والبحرة.

وبعد اكتمال تلك المراكز ربطها بنقاط مهمة لكي تربط القوة ببعضها البعض وكان عينا ساهرة على كل هذه المراكز ويتابع كل صغيرة وكبيرة في عملها وكل مشكلة وأمر طارئ يجد له حلا، ولم يكن يصعد الأمور للمسؤولين، يحاول قدر المستطاع معالجة كل ما يحدث فالقيادة من الشيوخ والمسؤولين يثقون في قدراته ومعرفته ثقة تامة.

معركة الجهراء

في معركة الجهراء سنة 1920 تخلص مطلق المسعود من الأسر وجاء مسرعا منذرا الكويت وشعبها من الهجوم المتوقع على قصر الأحمر ومن كان متحصنا به فأبلغ الشيخ سالم الصباح بأن المعتدين قد استعدوا لشن الهجوم وحفر جوانب القصر ثم أشار عليهم بأن يجعلوا فتحات أسفل سور القصر حتى يتمكن الرماة من التصويب منها تجاه المعتدين، وفعلا تم هذا الأمر، أما خالد المسعود فقد خلع رداءه كشف عن رأسه وتحزم وصعد في أعلى القصر وأخذ يصوب فوهة بندقيته التي كانت لا تقع إلا في لحم من دقة رمايته تجاه المعتدين، وكلما نفذت ذخيرة سلاحه زوده بالذخيرة من كان داخل القصر وتمركزه في علو القصر كان له الأثر في عدم تقدم المعتدين ووقف زحفهم وهذا المكان جعله في مرمى بنادقهم فكانت نيرانها تتساقط من يمينه وشماله لكن من كان في أعلى النخلة من المعتدين أصابه في كتفه ولم تثنه هذه الإصابة عن الرمي ومواصلة القتال وظل على هذا المنوالحتى غابت وانتهت المعركة.

الصامتة


ADS BY BUZZEFF TV


وعن دوره في أزمة الصامته يقول: حين حدثت ازمة الصامتة كان خالد المسعود في مزرعته في العبدلي فلما أخبر بالهجوم الذي وقع من الجانب العراقي على نقطة الصامتة التابعة لقوة مركز أم قصر تحرك مع ابنه عبدالله واخذ معه قوة من الافراد التابعين للمراكز التي هو مسؤول عنها وانطلق الى مركز أم قصر الذي وقع عليه الاحتلال من العراقيين.

ورغم اطلاق النار الكثيف عليه وعلى القوة التي معه لم يمنعه ذلك من الوصول الى المراكز وتبادل النار مع العراقيين الذين تركوا المكان وانسحبوا هربا من المواجهة، وصل خالد المسعود الى مركز أم قصر بعدما حرر ورأى ان المكان قد عبث به وتعرضت محتوياته الى التدمير فامر ابنه عبدالله بأن يصلح جهاز اللاسلكي ويقوم بارسال برقية الى القيادة يخبرهم بما وقع على المراكز الكويتية من اعتداء، وتلقت القيادة نبأ الاعتداء وتحرك المسؤولون والقياديون لكن خالد المسعود عالج الوضع بالحكمة والروية.

الداخلية

بعد الاستقلال تمت اضافة قوة الحدود الى وزارة الداخلية وهي في الاصل كانت نواة لقوة الهجانة، والجدير بالذكر ان هذه القوة التي اصبحت فيما بعد يطلق عليها قوة الهجانة كانت فكرة الشيخ عبدالله المبارك وتوسعت المراكز وعمت حدود البلاد وزادت المراكز التي تحت قيادة خالد المسعود حيث اضيفت اليها مركز المزارع وهو من المراكز المهمة لانه يقع في منطقة تحاذي المزارع العراقية ويتطلب جهدا ويقظة امنية، بعدها الحق ضمن مراكزه مركز الخباري والنقاط الأمنية التي تتبعه، وقد كان خلال عمله في قوة الهجانة بعد انضمامها الى الداخلية بمثابة موجه ومعلم للضباط الجدد يستلهمون من خبرته القيادية والعسكرية فكانوا ينظرون له نظرة الأب ويجلونه ويستمعون لتوجيهاته واستمر في عمله حتى وفاته سنة 1973.

المهمات

كان هناك دور آخر بالغ الأهمية يقوم به خالد المسعود ويقول عنه ضيفنا: كان يناط بخالد المسعود عدة مهام من قبل امراء البلاد والمسؤولين منها توصيل المراسلات الحكومية التي تخص امراء البلاد لحكام الدول المجاورة يوم كانت المواصلات غير متوافرة وتتطلب قطع المفاوز والصحاري والطرق غير آمنة والمخاوف كثيرة فكان يقوم بتلك المهمات على اكمل وجه.

ان الروح الوطنية وحب بلده والمحافظة على حدوده كان هاجسا يعيش مع خالد المسعود اينما حل وهذا الشعور تجاه وطنه جعله ينشئ مزرعته في اقصى نقطة حدود لبلده الكويت حيث كان الهدف منها تثبيت اراضيه وكل شبر له فكانت مزرعته اول ارض تعمر في تلك البقعة الكويتية ونظرته كانت تذهب بعيداً نحو المستقبل المشرق وتشجيعا لاخوانه من المواطنين في اعمار تلك الارض من منطقة العبدلي حتى تضع حدا لتوغل العراقيين تجاه الأراضي الكويتية.

الرقعي

في معركة الرقعي وهي آخر المعارك الكويتية التي حدثت سنة 1928 كان مطلق المسعود قائدا يتقدم امام القوة الكويتية ويقاتل فسقط شهيدا فيها ومعه اخوه ناصر وكلاهما كان من شهداء تلك المعركة.







قصائد



قصيدة عن المرحوم خالد المسعود قالها الشاعر رفاعي الشليمي:



نعمين والله يابن مسعود

بالوقت حزم المصاعيبي

بذل حياته بلا منقود

يامر وينهى المناصيبي

يقدم على الموجبه بالزود

خالد يا راعي المواجيبي

يبذل من المال والمجهود

مع طيبة النفس ترحيبي

وسع حدود الوطن بشهود

أبوناصر منبع الطيبي

العبدلي رسمه بحدود

حماها من كل المطاليبي

قصيدة أحد الشعراء قيلت للمرحوم خالد المسعود حينما كان آمرا للحدود الشمالية:

خالد مسعود المسعود

يا عيال دام الليالي سود

ودروب الأجواد مسنونه

الطيب دربه ماهو مسدود

مفتوح للي يريدونه

اللي يبي الطيب يطا الكود

يضفي اردونه على عيونه

يقضب طريقن لابن مسعود

الشايب اللي تعرفونه

خالد اليا جا الخبر مردود

تلافتوله وينخونه

حول على صافي البارود

ماشح بالرود من دونه

شوفوا فعايلهم والشهيد مسعود

تاريخهم كيف يقرونه

مجدن بطول الدهر ماجود

جيلن لجيلن يعدونه

الموت ماهو قبر ولحود

الموت هرجن يردونه

بالصامته فعلهم مشهود
 
عبدالواحد شهاب: الملا أحمد ضربني في المدرسة بالخيزرانة فسحبتها منه وضربته بقوة ثم هربت إلى بيت الشيوخ ولم أعد لمنزلي إلا بعد 6 أشهر
السبت 2015/1/3
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 2711
A+

A-




عبدالواحد شهاب مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاءهاني عبدالله

في تركيا عام 1974 مع احد التجار
احدى السجادات في معرض شهاب
شهاب مع بعض العسكريين في الهند
عام 2000 في زيارة الى كندا
شهاب مع وزير التجارة الاسبق عبدالوهاب الوزان
عبدالواحد شهاب اثناء افتتاح احدى المعارض عام 1995في ارض المعارض
عبدالواحد شهاب في احدى سفراته الخارجية
عبدالواحد شهاب في احدى زياراته لايران
جالسا في مكتبة بالمعرض عام 1979


  • كنت أذهب إلى النقعة لممارسة الحداق وعندي خيط أصيد بواسطته السمك وأيضا كنت استخدم القمبار
  • ولدت في المطبة عام 1935 وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق وبيوت الكويتيين فيها مبنية من الطين
  • كان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل
  • في الماضي كان أصحاب بسطات السمك إذا صار وقت الغروب يتركون الأسماك سبيلاً للمحتاجين وكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يومياً
  • في سن الـ 17 الوالد شغلني في مطبخ «الأشغال» على ساحل البحر وكنت أعمل الشاي وأمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم
  • قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري وبدأت باستيراد البخور ودهن العود عام 1979 وبعد سنتين لم يكن هناك ربح كاف فدخلت في تجارة السجاد
  • «السجاد الإيراني يرتفع سعره مع مرور السنوات» هذا كلام مأخوذ عليه وغير صحيح
  • الإقبال على السجاد الإيراني قل عن الماضي والزولية الإيرانية بعد 3 سنوات من الاستعمال إذا غسلتها تعود كالجديدة
  • استوردت سجاداً من باكستان وإيران وسافرت الهند 5 مرات وكنت أزور المصانع لأطلع على المنتوجات
  • عملت باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم وكنت مرافقاً معه في كل مكان حتى يوم وفاته وسافرت معه في جميع سفراته
  • عملت بـ«الموانئ» منذ عام 1953 وتقاعدت عام 1983 وضممت 3 سنوات من عملي بـ«الأشغال» فصارت خدمتي 33 سنة
  • بعض السجاد الأصفهاني تستغرق صناعته 3 سنوات وتشتغل فيه 4 سيدات
  • أول عمل لي كان في عمر 14 سنة على سفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيلة وكان أجري في أول سفرة 20 روبية
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع هو الحاج عبدالواحد شهاب الكلبي، من مواليد منطقة الشرق، رجل عصامي كون نفسه من لا شيء، من عامل الى ان تبوأ الآن مكانة مرموقة في سوق العمل التجاري،حيث يملك محلا كبيرا لبيع السجاد الإيراني، التحق بالمدرسة عند المطوع ملا أحمد، إلا أن قسوة المطوع وضربه بشدة جعلته يترك الدراسة.

يقول انه سحب العصا من المطوع وضربه على رأسه وهرب ولم يذهب الى البيت وإنما لجأ الى العائلات الكويتية خوفا من والده وبعد فترة التحق بعمل بسيط، وكان يعمل الشاي ويقدمه لضيوف مديره في الميناء.

يحدثنا عن مطبخ وزارة الأشغال العامة، ثم انتقاله لعمل آخر بعدما استدعاه المرحوم أحمد الصرعاوي وعينه في قسم تجهيز السفن واللنجات.

بعد ذلك فتح له محلا بسيطا في أحد المجمعات لبيع البخور والعطور، إلا أن الربح كان بسيطا ولم يكن لديه رأسمال، ولكن أحد التجار كفله في أحد البنوك وبعد سنتين ونصف السنة ترك المحل وحوله الى محل لبيع السجاد باقتراح من أحد أصدقائه ونجح، سافر الى باكستان ومن ثم الى الهند وبعد ذلك الى إيران لاستيراد السجاد الإيراني (الزوليه الإيرانية).

يحدثنا عن صناعة السجاد الإيراني، حيث زار المحلات والمصانع هناك والمدن التي يصنع فيها والألوان والأحجام.

نتعرف من خلال السطور التالية على لمحات من حياة ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي.

فإلى التفاصيل:

يبدأ ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي (أبوتوفيق) حديثه عن الماضي وذكرياته بتقليب أولى صفحاته حيث يقول:

ولدت في دولة الكويت بمنطقة المطبة عام 1935، كانت منطقة سكنية وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق، ساحة كبيرة حولها بيوت الكويتيين المبنية من الطين وبيوت صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم حسب عدد السكان بكل بيت، وكانت السكك ضيقة وطويلة وكان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل لدهان السفن والحبال والمسامير هذه الأدوات تباع في العمارة، والتاجر الكويتي يجلس في العمارة يباشر عمله بنفسه والبحارة يشترون ما يحتاج له صاحب السفينة أو النوخذة، بعض العماير يبيعون الجندل والباسجيل.

أول عمل

وعن أول عمل اشتغل به يقول: أول عمل سافرت مع النوخذة جاسم خلف بالسفينة لنقل المياه من شط العرب الى دولة الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيله واحد يغرف من شط العرب ويناول الواقف على سطح السفينة وهو يفرغ الماء بالتانكي.

البحار يقف على الجالي يغرف من البحر ويعطي للواقف بالسفينة بالزيله ويصب الماء في التانكي بواسطة السليفة، كان عمري في حدود 14 سنة وكنت مع النوخذة جاسم محمد خلف وهو صاحب البوم وفي أول سفرة أعطاني 20 روبية وثاني سفرة 15 روبية وفي الثالثة 5 روبيات والرابعة 10 روبيات وهذه العملة القديمة قبل الدينار الكويتي الحالي.

كانت السفينة تقف في النقعة والحمارة والكنادرة يشترون الماء والمبلغ الذي كنت احصل عليه أعطيه للوالد وهو الذي يصرف منه على البيت والرجل دائما هو المسؤول عن البيت اخواني أصغر مني ولم يشتغلوا بالبحر.

الفريج والأصدقاء

عن ذكرياته حول الفريج وأقرانه من الأطفال في مقتبل الصبا يقول الكلبي:

المطبة كان فيها مجموعة من الشباب وكلنا كنا نلعب مع بعض، وكان هناك المسجد وخلفه بيت حياتي وبيوت الرومي وعائلة العصفور ومن أولادهم بدر الرومي وعبدالرحمن البدر وبرجس البرجس وحمود الزبن، ومما أذكر أن بداية الخمسينيات عندما تأسست دائرة الأشغال أنشأوا لهم مطبخا ويقع على ساحل السيف بالشرق ويوجد طباخون يجهزون الأكل لجميع العمال الذين يعملون بالأشغال والمسؤول كان البالول وكان صاحب تشاله سفينة لنقل الصخور من منطقة العشيرج ومعه الغريب ويكسر الصخور بالهبب وهو عمود من الحديد القوي، ومن الهوايات كنت أذهب الى النقعة لصيد الاسماك وهو ما يعرف بالحداق، وعندي خيط أصيد بواسطته السمك، أيضا كنت أصيد السمك بما يعرف بالقمبار وهو انني كنت أذهب مع أصدقائي الى البحر في الليل وعندما يسمى بالكابر نضرب السمك ونصيده والكابر عبارة عن عصا طويلة بطرفها قطعة حديدية مدببة الطرف نضرب السمك أثناء بداية المد.

بالخمسينيات وما قبلها كان السمك في الكويت متوافرا والحداقة والصيادون يصطادون الكثير، قبل ذلك إذا زاد السمك وأذن المغرب الجزافون وبائعو السمك يوزعونه على المواطنين لأن بذلك الوقت لا يوجد ثلاجات ولا فريزرات فنحن الشباب كنا نحدق ونصيد للبيت، كان النويبي متوافرا والشماهي رخيص جدا.


ADS BY BUZZEFF TV


الدراسة والتعليم

وبعد ذلك يتحول ضيفنا للحديث عن مرحلة أخرى من حياته، ويستذكر مسار التعليم قائلا:

بداية حياتي والطفولة أدخلني الوالد مدرسة ملا أحمد وكنت كثير الحركة، والملا يزعل مني وفي يوم من الايام كلفني بغسل المدرسة ولكن بعدها ضربني بالخيزرانة ضربة قوية، وسحبت منه العصا وضربته بقوة وتألم، وهربت من البيت ولجأت الى بيت الشيوخ عند أولادهم، وأذكر مسقف المرحوم الشيخ صباح الناصر، وأذكر بيوت الشيوخ متقاربة خلف المسقف ونعرف المكان بفريج الشيوخ.

وأذكر كشك الشيخ حمود والمدرسة بالقرب من بيت معرفي وفيها ثلاث غرف، المهم هربت من ضرب المدرس وكنت آخر طالب في الفصل، لم أذهب الى البيت خفت من الوالد وكان عنده حظور وكان الوالد أيضا يجمع ضرائب من بعض أصحاب الحظور وكان يجلس في سوق الجت عند أحد تجار المواد الغذائية، والوالد كان يبيع السمك ويحصل على المال، ولكن إذا صار وقت الغروب أصحاب البسطات يتركون الاسماك سبيلا للمحتاجين، فكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يوميا هكذا، وحاليا السمك قليل.

وأمضيت ستة شهور بعيدا عن البيت، ولكن الوالد كان يعرف ذلك والوالدة تعرف كذلك وخلال شهرين أيضا سكنت في بيت المرحوم الشيخ جابر العلي رحمه الله، وبعد ستة شهور أبو ماجد رجعني الى بيت الوالد وسامحني.



العمل في مطبخ الأشغال

عن عمله في مطبخ وزارة الاشغال يقول ضيفنا:

المرحوم أبو ماجد بعدما أرجعني إلى البيت، الوالد ساعدني وشغلني في مطبخ وزارة الاشغال العامة الواقع على ساحل البحر وكان عمري سبعة عشر عاما، مكان وزارة التخطيط، وكنت أعمل الشاي وفي المطبخ كان يشتغل برجس البرجس وحمود الزبن والبحوة والبالول والغريب.

أمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم، كنت أجهز القدو بروبية زيادة عن الراتب.

البالول والبحوه كل واحد يعطيني روبية وعندي كارت للدوام للجميع، وهنا المكتب ويسمى مطبخ بن عمير نسبة للاسم القديم وعمال الاشغال يحضرون الى مقر المطبخ يتناولون الغداء.

والمطبخ مجهز بكل شيء وعدد الذين يحضرون للغداء تقريبا من أربعين الى خمسين عاملا وموظفا، الاسماك الوجبة الرئيسية والمحمر من الأكلات التي يحبها العمال بالنسبة لأكلي لا أزال آكل المحمر.

وبعد أيام نعمل المحمر في الشتاء سمك الخياط المالح وفي الصيف الميد مشوي، أمضيت ثلاث سنوات في الأشغال.

العمل في الميناء

وعن مرحلة أخرى من العمل يقول الكلبي:

أبوماجد نقلني الى الميناء، وكان المدير محمد قبازرد ورئيس الموانئ الشيخ خالد عبدالله السالم الصباح، وجاسم العنجري نائب المدير هذا عام 1953، محمد قبازرد كان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وأيضا يوجد مواطن يترجم للمراجعين، ويعرف باسم أبوهارون عبدالسلام شعيب مدير الجمارك.

وعلي الخبيزي كان مسؤول عن سيارات الجمارك، كان عملي عند محمد قبازرد في مكتبه، وبعد سنة ونصف السنة طلبني أحمد الصرعاوي وقال تم اختيارك أن تعمل باللنشات الخاصة.

كان عملي هو تجهيز اللنشات من تصليح وأكل وماء، وذلك للرحلات البحرية أيام العطل الخميس والجمعة أو الذهاب الى فيلكا والجزر الكويتية، وتلك السفن تعتبر تحت إدارة الموانئ، وحتى المصاريف والبنزين والديزل، وذلك للحداق والنزهة البحرية.

أمضيت العمل بالموانئ منذ عام 1953 وتركت العمل 1983 وضميت ثلاث سنوات من عملي بالأشغال فصارت خدمتي ثلاثا وثلاثين سنة وتقاعدت عام 1983.

المحل التجاري

بداية عملي باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح، وكنت مرافقا معه في كل مكان، وكنت مرافقا معه في الدمام، ويوم وفاته رحمه الله، وسافرت معه الى جميع الدول التي سافر اليها.

وبعد التقاعد من العمل كان لضيفنا قرار آخر وهو خوض العمل الحر، يقول عن ذلك:

عام 1983 تقاعدت عن العمل، ولكن قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري والفكرة كنت صديقا لمجموعة من الشخصيات الكويتية مثل فهد النفيس وحمد النفيس، قال: الى متى تبقى بالوظيفة اقترح عليك أن تفتح لك محلا صغيرا تمضي فيه وقت فراغك، فقلت له: «ما عندي رأس مال»، بتلك الفترة كان افتتاح البنك الأهلي، ومقره مقابل الدهلة وأول رئيس مجلس إدارة سعود العبدالرزاق والمؤسس مراد بهبهاني وهو صاحب الفكرة ومعه حسين مكي ومجموعة من الشخصيات، وعلاقتي مع سعود العبدالرزاق تعرفت عليه عندما كان يحضر عند الشيخ فهد السالم، وكنت موجودا معهم وأذكر عبدالله الفلاح مدير البلدية بعد وفاة المرحوم الشيخ فهد السالم عام 1959، سعود العبدالرزاق لم يتركني.

الفكرة من حمد النفيس أبومشعل الذي كفلني في البنك الأهلي بخمسة عشر ألف دينار كويتي وحصلت على القرض الذي فتحت به محلا هو سعود العبدالرزاق.

في البداية بدأت استورد البخور ودهن العود والمحل في مركز الدولية بالقبلة وذلك 1979/11/15 استمررت بالعمل لمدة سنتين ولكن لم يوفي بالربح، زارني حمد النفيسي وسألني عن العمل، فقلت إن البيع قليل وفيه خسارة، فقال غير وبع السدو ومخدات ومفارش، ومن هذا دخلت في بيع السجاد.

محل للسجاد

بعت ربع راتب التقاعد فصار عندي مبلغ من المال، هنا ارتفع رأس المال والبداية استوردت السجاد من الهند وباكستان والسجاد الإيراني كان غاليا، في الهند عندهم نوعان وكنت أول كويتي استورد السجاد الكشميري ولمدة سبع سنوات، وهو جيد، وشاركت رجلا باكستانيا والسجاد ليس حريرا بالكامل، ولكنه مخلوط، أما الهندي فيتكون من ثلاثين نوت وهو خيط، والبنات الصغار هن يشتغلن بها لأن أصابعهن صغيرات والحرير خيطه ناعم يحتاج لأصابع صغيرة لكي تكون الزولية (السجادة) خفيفة، ويوجد فرق ما بين الباكستاني والهندي وكنت أزور المصانع في الهند وخمس مرات أذهب وكنت أشتري من المحلات سجادا جاهزا، لأن التعامل مع المصنع يأخذ وقتا طويلا، ولذلك لا أستطيع الانتظار، والتجار موجودون بالسوق بأعداد كبيرة، والتعامل معهم سهل ويوفرون لنا «الزولية» وحسب المقاسات التي يتطلبها السوق الكويتي.

بعض السجاد الاصفهاني تستغرق صناعته بحدود ثلاث سنوات، وتشتغل فيه اربع سيدات، و«زوليه» سجادة مقاس 4 × 6م خمسة افراد يشتغلون فيها بحدود سنتين ونصف السنة والعمل متواصل، الذي يميز السجاد الايراني انه يدوي ولا تدخل فيه الآلة، وفي هذه السنوات لا استطيع ان انتظر فاشتري من الاسواق واصدرها الى الكويت.

البداية من الهند ثم باكستان وسبب الانتقال هو الطلب، بالكويت كانوا يرغبون في السجاد الباكستاني فسعره رخيص، اثناء عملي بالسجاد اسست شركة للمطبوعات والاثاث مثل مكاتب وكراسي من الصين واوروبا، ولكن العمل متعب والشركاء الذين كانوا معي بدأوا يتلاعبون فتركت العمل قبل ان اغرق ومن هنا توجهت الى ايران لاستيراد السجاد الايراني.

السجاد الإيراني ودبي

عن عمله في السجاد الايراني، يقول الكلبي: دبي كانت مركزا تجاريا للسجاد الايراني، وفي الكويت قليل، فذهبت الى هناك وبدأت استورد السجاد الايراني ولمدة ثلاث سنوات وبعد ذلك توجهت الى ايران، وبعد دراسة وتعارف مع تجار السجاد في دبي عرفت المصانع والافراد والتجار في ايران، وهذا دفعني للسفر الى هناك، وبدأت استورد السجادة الايرانية الزوليه الايرانية المشهورة، والحمد لله عرفت المصنع.

استوردت السجاد الهندي والباكستاني والايراني والفرق بينها كبير والايراني افضل والصناعة عندهم تختلف عن غيرها مثلا عندي سجادة بسعر 50 الف دينار والعمل فيها يستغرق خمس سنوات لأنه عمل يدوي، عندي سجادة قياس 8 × 12م حرير صناعتها خمس سنوات، عندهم سجادة بـ 200 دينار وعندهم سجادة بـ 3 آلاف دينار والمقاس نفسه.

يوجد فرق في السجاد، مثلا سجاد تبريزي وسجاد قم وسجاد نائيل وكاشان بين اصفهان وطهران وسجاد شابور وفيها صناعة سجاد كثيرة، تعرف السجادة حسب المدينة التي تصنع فيها، البعض يصنع في البيت لأنها صناعة يدوية، والفرق ان 12 خيطا ارخص بالسعر، والسبب انها تصير سميكة وكلما قل عدد الخيوط تصير السجادة احسن، واربعة خيوط احسن وافضل، وهو القمة بالنسبة لنائيل، جميع السجاد الذي ابيعه في المحل صناعة يدوية، والسجاد تصنعه البنات والنساء، والرجال يخططون ويمدون الخيوط بمعنى هم الذين يهندسون لصناعة السجادة، قمت بزيارة لعدة اماكن لصناعة السجاد، شاهدت النساء وهن يشتغلن بصناعة السجادة بجانبهن چوله وعليها وعاء الاكل، واحدة على اليمين والعاملة الثانية على اليسار.

يشتغلن ويطبخن الاكل، هذه الحياة الصعبة لكسب الرزق، ويعملن حسب القطعة وفي الشهر الواحد تحصل على ما يقارب 100 دينار.

في ايران يصنعون الخيط ويستوردون خيط الحرير من الصين وهو احسن الخيوط الموجودة في العالم، حاليا مصر تزرع شجر القطن الحريري ولكن الصيني احسن ويركبون عليه الالوان.

كان الايرانيون يستخدمون قشور الرمان والتفاح والعنب في صباغة الخيوط.

يطبخ ويبرد ويضعون الخيوط بداخل القدور او الدرامات.

أسعار السجاد في الكويت

عن اسعار السجاد في السوق الكويتي، يقول الكلبي: سعر السجاد الايراني قبل خمس وعشرين سنة فيه فرق كبير عن هذه الايام، قديما لا يوجد سجاد صناعي للموكيت، حاليا توجد مصانع في الكويت والسعودية،الاقبال على السجاد الايراني حاليا قليل، قديما كانت مبيعات السجاد الايراني اكبر من اليوم مع الفرق في السعر وتقلبات الاسواق، بقي 50% من المواطنين متمسكين بالسجاد الايراني.

السجاد الصناعي يختلف عن الايراني، وهناك ميزة ان الزوليه الايرانية بعد ثلاث سنوات من الاستعمال اذا غسلتها تعود كالجديدة، ولا تتغير لونها وحاليا يوجد مختصون في غسيل السجادة الايرانية، مواطن كويتي اشترى ثلاث قطع ايرانية، الايراني افضل من السجاد الهندي بالنسبة للخلطة والتركيبة المصنوعة من الحريري تغسل بالماء البارد بالثلج.

السجادة بأربعة خيوط السعر اعلى واثمن ولا يوجد فيها قطن.

السجاد يختلف بعضه عن البعض مثلا البساط خيطه سميك أما بالنسبة للنقشات فلها متخصص والبنات أمامها الخيوط معلقة والمصمم هو البداية يصمم ويضع النقشات ويمد الخيوط الملونة والعادية.. مثلا السجادة الايرانية يشتغل بها 4 فئات المصمم والذي يعمل الألواح النجار والذي يمد الخيوط البنات العاملات والسجاد المستورد الايراني شراؤه صار قليلا مع وجود سجاد المكائن.

وكان احد التجار الكويتيين هو الوحيد الذي كان يستورد السجاد الصيني.. أقول لم يجرب اي كويتي ان يفتح مصنعا للسجاد الايراني في الكويت لأن مصاريفه وتكلفته باهظة، بعض التجار الايرانيين يتفقون مع صناع السجاد بالقطعة يعني بالاتفاق مع العاملات ويصنعون السجادة في بيوتهن ويوفرون لهم المواد، البعض من التجار يتفق مع صناع السجاد بالمناصفة بعد البيع، والبعض يصنع بالأجرة وحسب نوع الزولية وآخر يتفق بالمناصفة، هو يشتري الأدوات والنساء يصنعن، ومتى تم البيع مناصفة بالمبلغ وتحدد المدة الزمنية للعمل.

الأمور في صناعة السجاد الإيراني مختلفة من مكان لآخر ومن مدينة لأخرى.. والبعض الآخر عنده مصنع رسمي لصناعة السجاد (الزولية)، فترة الانتظار لصناعة السجاد فترة طويلة ولذلك أشتري الجاهز من التجار، ربما الاتفاق يكون فيه غش في الصناعة، لكن الجاهز هو الأفضل، سأستورد مائة قطعة من السجاد الايراني عندنا محل كبير في الكويت يضم مجموعة كبيرة من السجاد للبيع بجميع المقاسات والأشكال والأحجام.. وتقدر أموال السجاد الموجود تقريبا بالملايين.

استخدام السجاد القديم

من واقع خبرته حدثنا الكلبي عن جودة السجاد الايراني وقيمته وكيف تزيد مع الزمن قائلا: يقولون ان استخدام السجاد الايراني قلما يستخدم ومع عدد السنوات يرتفع سعره، هذا كلام مأخوذ عليه وهو صعب ولا أحد يشتري سجادة قديمة بسعر أغلى من الجديدة، هذا كلام غير صحيح، القديم يبقى قديما وسعره غير الجديد بل أقل بكثير والجديد أفضل من القديم.

في أوروبا يختلف عنا.. ربما أصحاب الهوايات يشترون من أصحاب السجاد القديم كهواية، اعرف طبيب كويتي يملك سجادا ايرانيا منذ 50 سنة مضت، هذه هواية.

السجاد الإيراني بحاجة لرعاية بالتنظيف والجو البارد يحفظه من التلف، وماكينة التنظيف تؤثر إذا استخدمت بالعكس للسجادة.

والسجاد الايراني لا يغسل بالماء العادي فقط، حاليا توجد مواد خاصة لغسيل السجاد.

صناعة السجاد تطورت..

تركت البلاد الأخرى، وحاليا عندي زبائني لشراء السجاد وبعض المواطنين يحضرون لشراء السجاد.





سيدة كويتية

يحكي الكلبي قصة واجهته أحداثها حيث يقول: كانت هناك سيدة كويتية من الزبائن ودائما اذا احتاجت سجادا إيرانيا تحضر عندي وفي أحد الأيام أرسلت ولدها لشراء سجاد ايراني، فذهب الولد الى محل آخر واشترى، والدته سألته من أي مكان اشتريته فأخبرها، فقالت لا ارجعه واذهب الى محل كذا ـ تقصد محلي ـ وبالفعل اشترت من عندي وبعد شهرين توفيت تلك السيدة الكويتية، رحمها الله، وبعد الوفاة الولد باع السجادة ايضا لسيدة كويتية لها خبرة في السجاد الايراني، حضرت عندي واشترت 4 قطع وبعد ذلك استبدلت احدى السجادات فوافقت واستبدلتها وأخذت جديدة، السجادة ما فيها اي شيء نظيفة جدا وغير مستعملة.





الأسرة والحياة الاجتماعية

عن أسرته يقول ضيفنا: أولادي أربعة أولاد، وفي وظائفهم: توفيق كابتن، ومحمد مهندس، وفهد مهندس وباحث ومعلم وعادل موظف.

أولادي غير متفرغين للعمل التجاري ويوم الجمعة يزورونني ويجتمعون عندي.

الوالد في البداية كان عنده حظور لصيد السمك ومع بداية النهضة الحديثة فتح محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية في حولي.

حفظ الله الكويت بحكامها وسكانها ومواطنيها وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة تحت راية سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والأسرة الحاكمة الكريمة.

مع خالص التحيات والتبريكات بالعام الجديد الى جميع العاملين في جريدة «الأنباء» لإخلاصهم في العمل الصحافي.
 
شعرت بالفخر والاعتزاز وأنا أستقبل كبار رجالات الدولة من شيوخ ووزراء وأعضاء مجلس أمة لتعزيتي بوفاة الوالد
أحمد أبوسيدو: فخور بأني الإعلامي الوحيد الوافد المكرّم بعد تحرير الكويت لخدماتي الواجبة خلال الاحتلال العراقي
السبت 2014/12/20
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 1
عدد المشاهدات 2959
A+

A-






تكريم داحمد ابوسيدو مع المتطوعين خلال الغزو بعد التحرير
المرحوم الشيخ عبدالله الجابر خلال لقاء مع داحمد ابو سيدو

ومع الشيخ محمد متولي الشعراوي
داحمد ابو سيدو مع الاديب نجيب محفوظ
وفي لقاء مع الاديب فكري اباظة
احمد ابوسيدو متحدثا الى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاءمحمد خلوصي
تقدير من الشيخ محمد الخالد
  • تراب الكويت يحتضن المرحومين والدي ووالدتي وعمي وجدي
  • التقيت بعمالقة الأدب والسياسة والدين ومنهم الشيخ عبدالله الجابر ونجيب محفوظ ومصطفى أمين وفكري أباظة وسيد سابق والشعراوي
  • حضرت الكويت عام 1960 ووالدي سبقنا بسنتين
  • شهد الجميع لدور المرحوم والدي في التربية والتعليم والتوجيه الفني للتربية الإسلامية
  • صدر لي أكثر من 15 مؤلفاً في مختلف الموضوعات الإعلامية والدينية والوطنية والاجتماعية
  • لي مواقف لا تنسى شهد لها الجميع خلال الغزو وفي البصرة بعد التحرير خلال مرافقتي للمعونات الطبية الكويتية لمستشفى البصرة
  • الشيخ عبدالله الجابر ترك بصماته التاريخية في تأسيس التعليم العصري و كان لي شرف تغطية رحالة بوم الغزير للمرحوم عبدالحسن معرفي
  • عملت متطوعاً مع الشيخ وليد العنجري وعلي الهندي رئيس مجلس جمعية اليرموك خلال الاحتلال الصدامي الغاشم
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا اليوم شخصية إعلامية مميزة، استطاع خلال أكثر من أربعين عاما أن يحقق أمنيته وينمي هوايته الصحافية، د.أحمد أبوسيدو مارس هوايته الصحافية وهو في المرحلة الثانوية وقابل العديد من الشخصيات المحلية. وبعد انتقاله إلى الجامعة في جمهورية مصر العربية، كان مراسلا لإحدى الصحف المحلية وقابل العديد من الشخصيات الأدبية والاقتصادية والسياسية والفنية، وكان يرسلها إلى الصحيفة عبر الفاكس من مكتبها بالقاهرة، وبعد عودته من الجامعة عمل محررا فيها بقسم المحليات، وبدأ بأنشطته ولقاءاته المختلفة وانفرد بالكثير من اللقاءات والموضوعات، وتميز بالسبق الصحافي في موضوعات عديدة.

وكان محبوبا لدى جميع المحررين في مختلف الصحف، وأطلق العديد عليه لقب شيخ الصحافيين. كما شهد له الجميع من مسؤولين ومواطنين بمواقفه الوطنية المختلفة للكويت وأهلها خلال الاحتلال العراقي الغاشم، وتعرض للعديد من المواقف والمطاردة ولكن رعاية الله سبحانه أنقذته، وحصل على العديد من شهادات التقدير، كما تم تكريمه في منطقة اليرموك في حفل خاص بعد التحرير.

نتعرف على لمحات من حياته خلال السطور التالية:

في بداية اللقاء يتحدث عن قدوم أسرته إلى الكويت في بداية الستينيات من القرن الماضي حيث يقول: انتقلت إلى الكويت مع باقي أفراد أسرتي من قطاع غزة بفلسطين عام 1960 حيث كان الوالد قد سبقنا بسنتين للعمل مدرسا في مدارسها بعد أن قام المرحوم عبدالعزيز حسين بإجراء مقابلات لعدد من المدرسين في قطاع غزة ومن ثم تم التعاقد معه للعمل في وزاره التربية والتعليم. وتلقيت دراستي المتوسطة في مدرستي الفروانية المتوسطة والثانوية ثانوية كيفان.

هوايتي الصحافية

ويضيف أبو سيدو كان لوالدي - رحمه الله - دور مهم في عدم منعي من مزاولة هوايتي الصحافية التي عشقتها وأحببتها حيث كان مدرسا للتربية الإسلامية واللغة العربية قبل أن ينتقل إلى توجيه التربية الإسلامية حيث قام المرحوم الأستاذ محمد الشيخ كأول موجه عام للتربية الإسلامية بإعداد مشروع فصل اللغة العربية عن التربية الإسلامية، وكان ينتدب للعمل بالأندية الصيفية خلال فترة عمله بالتدريس، وكنت اصطحبه وأنا في المرحلتين المتوسطة والثانوية في كل عام حيث عمل مشرفا في أندية مدارس الفحيحيل أو الفيحاء والروضة والرميثية والفروانية.

وكنت أتفرغ أنا لمزاولة النشاط الصحافي سواء في المدرسة أو في الأندية الصيفية، وكانت البداية مع صحافة الحائط على ورق البريستول، ثم صحافة ورق الاستانسل على قطع A4.

ولقد قمت بلقاءات صحافية في النشرات المدرسية وفي مجلة صوت الشباب مع شخصيات متعددة منها الوزير الأسبق المرحوم صالح عبدالملك الصالح ووكيل الوزارة د.يعقوب الغنيم قبل أن يصبح وزيرا للتربية وعبدالوهاب الزواوي وخالد الحربان والتاجر المرحوم علي عبدالوهاب صاحب عدة شركات والمرحوم عبدالعزيز المساعيد مؤسس دار الرأي العام والنهضة وسعد والديلي نيوز.

الانطلاق الحقيقي

التقيت بالمرحوم عبدالعزيز المساعيد في مطلع السبعينيات لتقديم الشكر له لنشر موضوع لي في صحيفة الرأي العام حول الأندية الصيفية بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، ولم أنم طوال تلك الليلة وخرجت في الصباح الباكر للبقالة المجاورة لبيتنا عدة مرات لمطالعة وشراء جريدة الرأي العام، وما أن رأيت صورتي والموضوع صرخت في وجه صاحب البقالة، وقلت له اعطني جميع نسخ الصحيفة لديك وكان عددها 20 نسخة ودفعت له الدينار، حيث كان ثمن العدد 50 فلسا.

وقبل أن أسافر للدراسة طلب مني الوالد أن اذهب للصحيفة وأقابل ذلك العملاق المرحوم عبدالعزيز المساعيد الذي أصدر أول صحيفة كويتية يومية لأشكره على نشر الموضوع، قلت له: لم أنم طوال ليلة أمس بانتظار العدد.

وأنا جئت اليوم لأشكرك على تشجيعك لي فقال: لا..لا.. أنت من اليوم ستعمل محررا في «الرأي العام».

شكرته مرة أخرى وقلت له: إنني مغادر بعد غد إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة والدراسة فقال بشكل سريع: لا بأس.. عليك بالذهاب إلى مدير مكتبنا في القاهرة وستعمل معه ضمن توجيهاته وما يطلب منك، حينها شعرت بشيء من الدوار وكادت الفرحة أن تلقيني أرضا لولا تماسكي وإمساكي بالكرسي المجاور لمكتبه.

وهكذا بدأت حياتي مراسلا صحافيا لـ«الرأي العام» قبل أن أكون محررا فيها لفترة متواصلة بلغت 27 سنة كتبت في جميع مطبوعاتها: الرأي العام والنهضة ومجلة سعد والديلي نيوز الإنجليزية.

لقاء مصطفى أمين

واتسعت دائرة العمل مع عمالقة الأدب من كبار الأدباء والكتاب وأجريت لقاءات مع عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، وهنا اذكر أول لقاء لي معه، حيث دخلت سكرتيرته لإبلاغه بوصول صحافي من الكويت، وما ان دخلت عليه حتى شعرت بأنه أصيب بدهشة لصغر سني وبعد أن سلمت عليه جلس واضعا يده على خده وينظر لي، فبدأت حديثي معه قائلا: إنني احمد الله سبحانه وتعالى أن حقق لي هذه الأمنية لألتقى بك، فقد قرأت الكثير من كتبك حول مختلف القضايا وخاصة مجمع التبرعات من أجل المحتاجين في جمهورية مصر العربية وكتاب سنة أولى سجن وأنت في السجن وخلافاتك مع الأستاذ محمد حسين هيكل والاتهامات التي صدرت بحقك من شأن المخابرات الأميركية وقصص صداقتك مع أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وكيفية إصدار الصحيفة مع المرحوم شقيقك التوأم علي أمين، وغير ذلك من الموضوعات، فما كان منه إلا أن رفع يده عن خده وابتسم وقام بالسلام علي مرة أخرى، ثم قام فدخل غرفة صغيرة مجاورة وأحضر مجموعة من مؤلفاته وكتب بيده إهداءه لي وتوقيعه عليها، وما زلت احتفظ بهذه الكتب حتى الآن، ورفع سماعة الهاتف لسكرتيرته وأبلغها بعدم إدخال أحد حتى انتهاء المقابلة.

واستمتعت بهذا اللقاء الذي حقق هدفي ومساري الإعلامي وأعطاني قوة ودعما لا مثيل لهما، ثم توالت زياراتي له بعد أن نشرت المقابلة في «الرأي العام».

مع فكري أباظة


ADS BY BUZZEFF TV


كما التقيت بالأديب المبدع المرحوم فكري أباظة وأجريت معه مقابلة أعتز بها كثيرا، وتناولت العديد من الموضوعات الأدبية والثقافية وخلال اللقاء أشار المصور الذي أحضرته خصيصا لتصوير اللقاء إلى انه سيغادر ولكنني قلت له أن يضع فيلما آخر ويقوم بالتصوير مرة أخرى، وهنا رأيت في عينه الدهشة وعدم الرضا وبعد خروجي من اللقاء سألني المصور: ألم تثق بي يا أستاذ؟ فقلت له: إنني أثق بك ولكن لا أثق بالكاميرا، (وهي تختلف عن الكاميرات الديجيتال هذه الأيام) وقلت له: أعتقد أن هذا آخر لقاء للأديب فكري أباظة.

وبالفعل بعد عدة أيام قليلة من مغادرتي القاهرة عائدا إلى الكويت نشرت الصحف المصرية خبر وفاة الأديب فكري أباظة، فكان للرأي العام سبق النشر كآخر حديث له.

لقاء نجيب محفوظ

كما التقيت الأديب نجيب محفوظ ودار الحديث معه حول مختلف قضايا الأدب ورواياته وقصصه التي أثارت المجتمع المصري بكل طوائفه وأسباب خلافه مع الإسلاميين، وكان علي أن أقوم برفع صوتي حتى يسمع سؤالي له وكان لي عدة لقاءات معه.

مواقف مع عمالقة رجال الدين

واتسعت دائرة العمل الصحافي لتشمل العديد من رجال الدين من الكويت ومصر ولبنان وسورية وروسيا وغيرهم.

التقيت عدة مرات بالمرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ المرحوم عبدالباسط عبدالصمد وصاحب كتاب فقه السنة المرحوم الشيخ سيد سابق والشيخ يوسف القرضاوي والمرحوم أحمد ديدات والشيخ المرحوم عبدالله النوري والشيخ علي الجسار ود.خالد المذكور والمرحوم صلاح ابو اسماعيل وغيرهم.

وقد وفقني الله سبحانه بأن أكون أول من يعد صفحة إسلامية أسبوعية في الصحف الكويتية وكانت في جريدة الرأي العام حيث كانت أسبوعية ويومية في شهر رمضان ثم صفحتين يوميا طوال شهر رمضان المبارك.

الشيخ الشعراوي

عن لقائه بفضيلة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي يقول أبوسيدو: قد جذبني المرحوم الشيخ الشعراوي لعبقريته الفذّة في تفسير القرآن الكريم ما دفعني لإجراء عدة لقاءات معه نشرت في الرأي العام في أوقات ومناسبات مختلفة.

وذات يوم دار حوار بيني وبينه حول موضوع التبرع بالأعضاء وأمام مجموعة من الضيوف، فما كان منه إلا أن رفض رفضا قاطعا فكرة التبرع بالأعضاء وحاولت النقاش معه أمام الجميع، ولكنه كان يرفض قائلا: إن هذه الأعضاء ليست ملكك، فقلت له يا سيدي إن الإنسان الذي لا يرجى شفاؤه يتبرع بها بعد وفاته قد تكون سببا لشفاء عالم ديني أو أستاذ جامعي أو عالم علمي أو معيل أسرة أو غير ذلك، فقال رحمه الله بشدة: اخلق أنت أعضاء وتبرع بها، فقلت لا يخلق إلا الله سبحانه وتعالى وهنا أشار لي بعض الحضور بوقف الحوار بعد كلمته تلك (والله على ما أقول شهيد وهذا للحق والتاريخ).

وقد نشرت ذلك اللقاء في الرأي العام وبعد سنة تقريبا نشرت إحدى الصحف المصرية فتوى من الشيخ الشعراوي بتحليل التبرع بالأعضاء.

ولدى زيارته للكويت بعد تلك الفتوى وكالعادة كنت أقوم بزيارته في كل زيارة وأحضرت معي اللقاء وفتوى الصحيفة المصرية ووضعتها أمامه.. فقال رحمه الله وبعدين معاك يا عم أحمد مهددا بعصاته وضحكنا معا.

الشيخ سيد سابق

ومن أطرف المواقف مع المرحوم الشيخ سيد سابق وخلال إجابته عن سؤال لي حول حرمة التماثيل لشخصيات أو طيور أو حيوانات والتي توضع في بعض البيوت وكان مصور الصحيفة يهم بالتقاط صورة للشيخ سابق معي وتزامن ذلك مع إجابته قائلا: لعن الله المصورين. وهنا توقف صديقي المصور عن التقاط الصورة وانزل كاميرته، وساد الصمت وضحكت وضحك الشيخ... فقال له: يا ابني أقصد بالمصورين النحاتين والذين يجمعون التماثيل، مشيرا إلى أن المجسمات المفرغة منها لا تحريم لها.

الشيخ أحمد كفتارو

واذكر أن لقائي مع مفتي سورية الأسبق المرحوم أحمد كفتارو ترك أثرا كبيرا في حياتي من خلال إحدى الفتاوى التي قالها لي عن الزكاة ولم يتطرق لها أي رجل دين من قبل. والتي يقول رجال الدين فيها عادة: إن من ليس لديه المال فلا زكاة عليه، ولكن الشيخ كفتارو - رحمه الله - أصر على أن الإنسان المسلم يجب عليه أن يعمل ويعمل ويجتهد للحصول على المال حتى يقوم بأداء هذا الركن الإسلامي من الأركان الخمسة في حين أن الحج قيل عنه: (لمن استطاع إليه سبيلا) من المال والصحة وغير ذلك، ولكن الزكاة لم تتبع بكلمة من استطاع إليه سبيلا كالحج.

الداعية أحمد ديدات

كنت أرافق د.عادل الفلاح في استقبال العملاق المرحوم أحمد ديدات في مطار الكويت، وبعد مراسيم الاستقبال جلس الشيخ ديدات في سيارة الضيافة وصعدت معه الى نفس السيارة إلى مقر إقامته في شيراتون الكويت.

واستطعت أن أجري معه أجمل لقاء نشر على الصفحة الأولى في «الرأي العام» ما أثار دهشة جميع مديري الصحف الأربع الأخرى.

الشيخ عبدالله الجابر

ولن أنسى مقابلاتي مع المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح - رحمه الله - في قصره بمنطقة بنيد القار.

واذكر أنه في أول لقاء لي معه، قال: من أي منطقه بفلسطين أنت؟ قلت من غزه، قال: هل زرت مناطق ومدنا فلسطينية؟ قلت له «لا والله لأنني حضرت إلى الكويت صغيرا، ولكني اعرف جميع مناطق الكويت، فابتسم وقام بسرد عشرات المدن الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وقال: لقد زرت جميع هذه المدن والقرى. وتحدث بإسهاب عن أولى بعثات التعليم في الكويت من فلسطين عام 1936 حيث طلب من المرحوم أمين الحسيني عددا من المدرسين فأرسل له برقية: المدرسون في الطريق إليكم.

المرحوم محمد العجيري

كما كان لي شرف مقابلة المرحوم محمد العجيري، والد الفلكي العالمي د.صالح العجيري الذي تربطه بوالدي رحمه الله صداقة على مدى أكثر من نصف قرن، ونشرت اللقاء في الرأي العام وكان هذا هو اللقاء الوحيد للحاج محمد العجيري في الصحف الكويتية، وجميع أبنائه وأحفاده اعتزوا بهذا اللقاء الذي سرد قصة حياته وكفاحه وانتقاله من عامل بالمدرسة المباركية إلى مدرس فيها.

المرحوم صالح شهاب

كما يتحدث ضيفنا عن علاقة جمعته بالمرحوم صالح شهاب، الوكيل المساعد بوزارة الإرشاد والأنباء التي تسمى وزارة الإعلام حاليا وكان بحق ملك السياحة في الكويت والترويج السياحي وذلك بالتعاون مع الأستاذ عبدالرحمن المزروعي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق والأستاذ إبراهيم البغلي مدير إدارة الآثار والمتاحف، وكان يجمع الآلاف من المواطنين والمقيمين في حفلات ورحلات بحرية إلى جزيرة فيلكا شبه يومية طوال موسم الصيف.كما كان يزور الكويت الآلاف من مواطني دول مجلس التعاون للمشاركة في برامج الترويح السياحي الفنية والثقافية والأدبية، وكنت أقوم بإعداد مجلة السياحة الأسبوعية التي كانت تصدر عن وزارة الإعلام.

وكان لي أيضا شرف تغطية رحلة بوم الغزير التي قام بها المرحوم عبدالحسين محمد رفيع معرفي، حيث طلبني الأستاذ رضا الفيلي حين كان وكيلا لوزارة الإعلام، وقال لي: أخ احمد طلبتك، قلت على الفور: صار، قال: أريد أن ترافق الأخ عبدالحسين معرفي في رحلة بحرية من كلكتا بالهند إلى الكويت تخليدا لذكرى مسار السفن البحرية الكويتية التي كانت تسير من تلك المنطقة في الهند إلى الكويت. ضحكت وقلت له: إني أشعر بالدوار أحيانا خلال زيارتي لجزيرة فيلكا، فما بالك بالمحيطات والبحار التي سيقطعها الغزير.

وقد تم الاتفاق على تغطية الرحلة بواسطة جهاز لاسلكي على أن أقوم بالوصول جوا إلى الدول التي يصل فيها الغزير إلى موانئ تلك الدول.

مذكرات نساي

ويضيف أبوسيدو: كما كنت اكتب زاوية مذكرات نساي لعدة سنوات في الصفحة الأخيرة من الرأي العام وهو أسلوب ساخر وطريف من النسيان وهمومه ومشاكله وقد حضر إلى مكتبي في الرأي العام رئيس التحرير المرحوم يوسف المساعيد ذات يوم وكان في مكتبي عدد من الزوار. وكان قد نشرت أول مقالات المذكرات، وسألني من يكتب مذكرات نساي؟ قلت: لا أدري، فرسمت على وجهه علامات الغضب، وقال متسائلا: كيف لا تعرف؟ قلت له: لقد نسيت، فضحك وغادر المكتب.

الخاطبة أم عادل

• كما كان لي السبق الإعلامي في أن أكون أول خاطبة في الصحافة الكويتية، حيث كنت مديرا لتحرير مجلة النهضة وكانت الخاطبة تحت اسم وهمي (أم عادل) وكنا يوميا نتلقى عشرات الرسائل والمكالمات من داخل الكويت وخارجها، حيث كانت الخاطبة أم عادل أول من تقوم بهذه المهمة في الصحف والمجلات الكويتية وانتشرت بعد ذلك الفكرة.

لقاء في موسكو

وفي موسكو كنت أرافق الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف وهو يعد احد الرموز العالمية في الوسطية والتماشي بين الشعوب وأصحاب الأديان وكانت تلك الزيارة بعد التحرير تحت شعار أيام كويتية في موسكو وقد أجرى مذيع راديو موسكو لقاء في الإذاعة الروسية الناطقة بالعربية معي لمده نصف ساعة تحدثت فيه عن الجرائم والدمار والسرقة والنهب الذي تعرض لها أهل الكويت من الغزو الغاشم وقد أشاد السفير القناعي في موسكو باللقاء كما أشاد بذلك مدير مكتب وزير الخارجية المرحوم محمد المهنا آنذاك.

الصحافة مهنة أم هواية؟

عن علاقته بالصحافة وهل هي مهنة أم هواية، يقول ابوسيدو إنها علاقة أبدية كالروح في الجسد ودون مبالغة إذا قلت هل يمكن أن يعيش الجسد دون روح. وهذا يعود لمدى تعلق الصحافي بالصحافة، وقد يكون سبب ذلك أنني تعلقت بها منذ الصغر عشقتها... أحببتها، كأغلى وأجمل حبيبة إلى قلبي وروحي وعقلي.

دور الصحافة في الإبداع

ويضيف: هذه المهنة الوحيدة التي ترفع الإنسان بالكثير من الأنشطة والإبداعات التي تتوافق والمهنة.

ومن هذه الفعاليات والأنشطة: المطالعة والقراءة لكل ما هو جديد من إصدارات ومؤلفات. فالقراءة والاطلاع كان لها ردود فعل في أسلوب آخر وهو التأليف والبحث والتعليق وطرح الدروس والعبر من خلال اللقاءات التي يتم نشرها وكتابتها وإعادة صياغتها بأسلوب أو بآخر لنشرها للقراء.

مواقف في الاحتلال

يتحدث أبو سيدو عن فترة الاحتلال الصدامي للكويت قائلا عن المواقف التي حدثت له حينها: حدث أن والدي - رحمه الله - في الأيام الأولى للغزو اجتمع بي وبإخواني وقال: لأول مرة أحدثكم عن الجهاد ضد المحتل، الكويت هذه الأرض الطيبة بقيادتها وشعبها الطيب احتضنتنا ووفرت لنا حياة كريمة وهنا يجب أن نرد الجميل لهذا الوطن وشعبه وترابه وعليكم أن تقوموا بما تستطيعون لخدمه الكويت وأهلها، وبالفعل فقد انضممت أنا وإخواني إلى لجان التكافل في منطقه اليرموك، وبدأنا العمل التطوعي في الجمعية التعاونية وفي المخبز وفي تلبية طلبات المواطنين، حيث اشتد الحصار عليهم وكنا نعمل ليلا ونهارا مع إخواننا وقدمنا هويات لهم ليتمكنوا بالتنقل بأسمائنا.

وقد ساهمنا بتخزين المواد الغذائية للجمعيات وفروعها إلى مخازن سرية حتى لا يعلم المحتل مكانها لنهبها وسرقتها، ولقد تلقيت دروعا وشهادات تقدير من لجان التكافل بعد التحرير لمواقفنا الواجبة علينا تجاه الكويت.

من مؤلفات أبوسيدو

٭ بصمة حب وولاء للكويت.

٭ العمل المهني دافع شرعي وواجب وطني.

٭ الحرفي الماهر مبعد الحضارات الإنسانية.

٭ لماذا وكيف نحب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

٭ صلالة فردوس الخليج.

٭ عبدالله الشيتي على كرسي الاعتراف.

٭ نصر الدين طاهر تحديات وانتصارات.

٭ موسوعة العمل الصحافي وأخلاقيات المهن الإعلامية ويتكون من ستة أجزاء.

٭ من فضائل ومعجزات سور وآيات القران الكريم أهديته إلى روح والدي ووالدتي - رحمهما الله.

٭ موسوعة العمل الصحافي وأخلاقيات المهن الإعلامية ومكون من 6 أجزاء.

التطوع خلال الغزو

عن أعماله التطوعية خلال الغزو يقول أبوسيدو: منذ اليوم الأول للغزو العراقي الغاشم عملت متطوعا مع لجنة تكافل جمعية اليرموك التعاونية وقد جاء إلى مقر الجمعية في الأيام الأولى أحد ضباط الجيش العراقي وكنت جالسا بجانب رئيس مجلس إدارة الجمعية آنذاك الأخ علي الهندي وقال الضابط للأخ علي: أرجو أن ترفع صورة... (الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله) حتى لا تتعرضوا للأذى من ضابط غيري فنظر لي الأخ علي وقال: أخ أحمد أرجو رفع صورة الأمير فقلت له: لا والله لن أرفع صورة صاحب السمو الأمير فنظر لي مندهشا وقام برفع الصورة من غرفة إدارة السوق. وبعد أن ذهب الضابط قلت له: اسمح لي ويجب أن تقدر موقفي فقال: لا عليك يا أخ أحمد وأنت على حق.

وخلال الأيام الأولى للغزو أيضا كان قرار البيع والشراء في الجمعيات التعاونية بالدينار الكويتي وجاء أحد العسكريين يريد أن يدفع بالدينار العراقي ولكن الكاشير استدعاني قائلا: يريد أن يدفع بالدينار العراقي، فقلت له إن قرار البيع والشراء بالدينار الكويتي فما كان منه إلا أن أخرج دنانير كويتية من جيبه ودفعها للكاشير وهمس قائلا لي محنة وتزول إن شاء الله. وهذا يعني أن الكثير من العراقيين كانوا غير مقتنعين بالغزو الغاشم.

أذكر أن مجموعة من الجنود حضروا ليدخلوا إلى السوق المركزي لشراء بعض احتياجاتهم وسمعت صراخ بعض النسوة والأطفال فخرجت لأتعرف على السبب فوجدت الجنود يريدون الدخول بأسلحتهم فهدأت من روع المواطنات وطلبت من الجنود التمهل وعدم الدخول بالأسلحة وليدخل البعض إلى الجمعية دون أسلحة ويقف البعض الآخر خارج السوق يحملون الأسلحة ثم يتبادلون الدخول بعد ذلك من دون أسلحة وكان أن هداهم الله سبحانه وتعالى ودخلوا السوق من دون أسلحتهم وتبادلوا بعد ذلك مع زملائهم وأصبح هذا عرفا لدخول الجنود وبعد يومين أو ثلاثة جاء أحد الضباط ليسأل رئيس مجلس الإدارة الأخ علي قائلا: كان يوجد شخص هنا اسمه بسيسو، أين هو؟ وكنت أنا جالسا بجانبه فقال له إنه سافر منذ عدة أيام، وأذكر أن الأخ الصديق الإعلامي العزيز أنور الياسين وهو من الصامدين الذين أدوا أداء مميزا خلال فترة الغزو قد استدعي أيضا من قبل أحد المسؤولين العراقيين، وقد نصحني - بارك الله فيه - بعدم التواجد في المنطقة وبالفعل فقد غبت عن بيتي في اليرموك بأكثر من 3 أسابيع.

٭ كان يشرف على عملية نقل مخازن الجمعية إلى سراديب أهالي المنطقة رئيس لجنة التكافل الشيخ وليد العنجري وكان العمل ليلا بعيدا عن أعين الغزاة حيث تعرضت العديد من مخازن الجمعيات التعاونية الأخرى إلى السرقة والنهب من قبل الغزاة وقد اقترحت على الشيخ وليد فكرة أن تكون عملية التوزيع في البيوت غير معروفة للجميع بحيث يكون كل واحد مسؤولا عن نقل البضائع إلى سرداب واحد فقط حتى لا يعرف الجميع الأماكن إذا ما تعرض أحدنا للضغط أو الضرب فأعجب بالفكرة وتم تنفيذها.

٭ بعد أن منّ الله علينا جميعا بالتحرير والنصر وطرد الغزاة أقامت جمعية اليرموك التعاونية احتفالا كبيرا تحت رعاية وزير العدل الأسبق محمد السمار وبحضور عدد من رجال الأمن وحشد من أهالي المنطقة لتكريم من وقف وتطوع لأجل الكويت وكنت ولله الحمد أحد المكرمين وحصلت على درع تذكارية بهذه المناسبة وشهادة تقدير من رئيس لجنة التكافل ومدير عام الجمعية التعاونية.
 
سهام أبوغزالة: أثناء الدراسة في الولايات المتحدة واجهت مغالطات محاضر أميركي حول قناة السويس بمعلومات تاريخية فاعترف بخطئه أمام الطلبة
السبت 2014/12/6
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 2730
A+

A-




سهام ابو غزالة متحدثة الى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء هاني عبدالله

سهام ابو غزالة مع زوجها امام احد المساجد في الصين عام 1984
ابو غزالة مع طفليها

سهام ابو غزالة مع زوجها يوم زفافها
سهام ابوغزالة مع زوجها وعدد من الابناء والاحفاد عام 2001
مدينة نابلس في الخمسينيات
احد احياء مدينة القدس قبل النكبة


  • زوجي عمل مدرساً في الكويت منذ العام 1950 بعدما أنهى تعليمه في الجامعة الأميركية
  • والدتي كانت تعزف العود وهذه المهارة منتشرة بين نساء مدينة نابلس
  • «نفط الكويت» أرسلت زوجي في بعثة إلى الولايات المتحدة بداية الستينيات للدراسة وكانت أول مرة أرى فيها أميركا
  • أحببت الرياضة منذ الصغر ومازلت أمارس تنس الطاولة مع الأولادوالأحفاد
  • كنا نشارك في المظاهرات بداية الخمسينيات مع بدء التحركات السياسية في الدول العربية
  • ولدت في مدينة يافا ومعناها «الجميل» في اللغة الكنعانية
  • الوالد انتقل بنا إلى القدس عندما نشبت المعارك في يافا خوفاً علينا
  • طلاب القرى القادمون إلى نابلس للدراسة كانوا يذاكرون تحت أعمدة الكهرباء بحثاً عن الإنارة
  • زوجي تعاقد مع وزارة التربية ثم اضطر للعودة إلى القدس للبحث عن عائلته بعدما طردها الصهاينة
  • بعد العودة من أميركا درست علم النفس والاجتماع بجامعة الكويت وكنت من أوائل الخريجين
  • سنة النكبة 1948 كانت قاسية علينا وأثناء إطلاق النار اخترقت رصاصة ثوبي
  • تركت نابلس العام 1958 وفي هذا العام حصلت على شهادة «المترك»
  • تمت خطبتي في العام 1957 واشترط والدي قبل الزواج أن أكمل تعليمي

ضيفتنا هذا الأسبوع سهام نايف أبو غزالة ولدت بفلسطين، وانتقلت الى الكويت بعد زواجها من محمود أبوغزالة ابو اولادها، وعن ذلك تقول انه خطبها بعدما اكمل تعليمه في الجامعة الاميركية في لبنان، وتم الزواج عام 1958 وعندها وصلت الى الكويت وانتقلت الى عش الزوجية في مدينة الاحمدي حيث كان يعمل زوجها. بدأت تعليمها في اول مدرسة في مدينة القدس حكومية ايضا مع وجود مدارس خاصة اجنبية، وانتقلت الى المدرسة الفاطمية وبعد نجاحها فيها انتقلت الى المدرسة الفاطمية وبعد نجاحها فيها انتقلت الى المدرسة العائشية، وكانت لها مشاركات مع فرقة التمثيل ومشاركة في المناظرة الشعرية مع بنات المدرسة، ومن هواياتها الرياضية تنس الطاولة وفريق كرة السلة وكانت الكابتن، وحاليا تلعب تنس الطاولة مع الاولاد والاحفاد، وكانت تشارك في المظاهرات مع بنات جيلها.
تذكر ضيفتنا ان عام 1948 كان عاما قاسيا عليهم في فلسطين، عام النكبة، نكبة فلسطين، عام خروج الانتداب البريطاني.
تقول ابوغزالة: ان وصولها الى الاحمدي كان بسبب عمل زوجها حيث كان في البداية مدرسا ثم انتقل الى شركة نفط الكويت وكان رئيس تحرير مجلة الكويتي. كانت تذهب مع زوجها الى نادي الحبارى في الاحمدي وفي النادي كانت تذهب الى المكتبة وتقرأ بعض الكتب وبعد سنوات اكملت تعليمها الثانوي والتحقت بجامعة الكويت وانهت الدراسة الجامعية، وسمح لها بفتح «كانتين صغير» لبيع الحلويات والماء والشيكولاتة، وبعد ذلك سافرت الى اميركا مع زوجها، فماذا قالت عن هذه الرحلة المدرسية هناك؟

التفاصيل في السطور التالية:

ميناء مدينة يافا قبل وقوع النكبة

بعدما أبدت ضيفتنا سهام نايف ابوغزالة سعادتها بهذا اللقاء من خلال «الأنباء» شرعت في الحديث عن بداياتها وايام حياتها الأولى، حيث قالت: ولدت بمدينة يافا بفلسطين وكلمة يافا تعني الجميل باللغة الكنعانية منطقة جميلة جدا واذكر البحر وبيارة البرتقال عند والدي، والوالد كان دائما مجهوده ونشاطه فيها وكان فيها الحمضيات مثل البرتقال والبوملي.

وكان ميناء يافا من اقدم موانئ العالم عندما وقعت المعارك في يافا، كان الوالد، رحمه الله، خائفا علينا وعددنا عشرة اولاد والوالد والوالدة فقرر الوالد الانتقال الى القدس والوالد كان ينتقل ما بين القدس ويافا متابعا البيارة والفواكه، وانتقلنا الى القدس حماية لنا وللمحافظة علينا والتحقنا بالمدارس، وهو عمل بالحسابات والتدقيق.

مدينة القدس جميلة جدا، وكنا نلعب مع بعض اولاد الجيران فما كنا نشعر بالتفرقة مع اولاد الجيران، وكنا نتبادل الاكل مع الجيران المسيحيين اكلة اسمها «البربارة»، وكانت حياة اهل فلسطين حلوة وجميلة حتى نكبة عام 1948 ودخول الصهاينة الى فلسطين كي يعملوا لهم دولة، فصار الوالد في القدس ولكن لم يستطع البقاء فيها فانتقلنا الى مدينة نابلس وأمضينا اربع سنوات في القدس، كنت اشاهد الجيش البريطاني حيث الانتداب في القدس وكانت القدس تبهر الناس وكان هناك احساس عند الناس باطمئنان ايماني داخلي. وبعدما انتقلنا الى نابلس الاهل قالوا: ان عائلة ابوغزالة اصولهم من نابلس وكنا من العائلات القديمة والكبيرة، ولا زلت اتذكر بيت العائلة هناك وبني عام 1305 هجري وهو من البيوت القديمة المبنية من الحجر، وسقف الغرف عالية ونابلس من مدن العالم القديمة مدينة نابلس فيها جبلان الجبل الاول «جزرين» والثاني «عبال» والاسماء كنعانية قديمة. ومما اذكر كانت الكهرباء عندنا ضعيفة وكلما انقطعت عندنا في البيت كنت اصلحها ويعود التيار وما كنت اخاف من الكهرباء.

الدراسة والتعليم

عن مشوارها في مضمار التعليم والدراسة تقول ابوغزالة: في القدس كانت بداية تعليمي، فالوالد، رحمه الله، سجلني في الروضة، اما في نابلس فبدأت بالتعليم الابتدائي والتحقت بالمدرسة الفاطمية الابتدائية للبنات ولمدة ست سنوات ولا توجد مدارس حكومية مختلطة، ومن الممكن ان تكون المدارس الاجنبية الموجودة مختلطة.

كان التعليم الخاص قد بدأ مع البعثات القادمة من الخارج وذلك لادخال الفكر الغربي لكن الفلسطينيين عندهم وعي كبير وعندهم تركيز كبير على العلم، وهذا هو الذي نفعهم، فعلى سبيل المثال عندما تقدم زوجي لخطبتي من الوالد قال له اول شرط هو ان تكمل تعليمك الجامعي، وهذا دليل كبير على اهتمام الفلسطينيين بالعلم، فوعده واكمل تعليمه، والوالد قال لاختي: يا ابنتي لا يوجد زوج في الدنيا يعادل التعليم والشهادة.

بالمدرسة الفاطمية اذكر من مدرساتي فدوى عنبتاوي، وكانت قوية، وحضرت الى الكويت في مدرسة الاحمدي وصارت ناظرة وكانت المدرسة قديما تعطي من قلبها بجهود مخلصة، ولواحظ عبدالهادي وصبرية ابوغزالة، وكانت ناظرة المدرسة الفاطمية اسمها ندى عبدالهادي.


ADS BY BUZZEFF TV


واذكر شيئا مهما ان المعلمات عندما يشرحن لنا الدرس كان فيه اهتمام كبير لان تفهم الطالبة الدرس، وكان في الصف الخامس المدرسة شرحت لنا الدرس وقالت ياسهام: قومي وقولي لنا ماذا فهمتِ من الدرس، فقلتُ لها لم افهمه فقالت انت غير منتبهة افتحي يديك، فقلت لها لا انا غير مذنبة لكي افتح يدي، لكن لم افهم الدرس فطردتني من الصف وكنت شاطرة في الرياضيات فلم اوافق على ان تضربني.

التحقت بالتمثيل وكانت هوايتي، وفي كل مناسبة كان المعلمات يعملن تمثيليات، واذكر اني قمت بدور خالد بن الوليد وكنت احب المناظرة الشعرية مع الزميلات وكانت هناك مسابقات وجوائز، وكان المنافسات كثيرات، شيء جميل عندنا مناظرة الشعر وخاصة الشعر الحديث، ومثل شعر ايليا ابو ماضي واحمد شوقي، وكان منهج اللغة العربية قويا جدا في مدارس فلسطين، وكانوا يعلموننا دائما قراءة القصص ويعلموننا ان قبل النوم نقرأ قصة باللغة العربية او الانجليزي واذا الاخت الكبيرة تقرأ افضل فقبل النوم نسمع شيئا يفيدنا،كانت اللغة العربية منتشرة.

واذكر ان الكهرباء كانت ضعيفة، فالقراءة صعبة عندي، كما اتذكر الاولاد الذين كانوا قادمين من القرى للدراسة في مدارس نابلس يقفون تحت اعمدة الانارة بالليل للدراسة ما عندهم كهرباء. كان المنتشر عندنا اللوكس.

التحقت بالتمثيل وكان دوري خالد بن الوليد ودوري اموت على السرير ومن الطالبات امل الصمد وطالبة بنت عاشور وزينات صلاح، وكانت المعلمات نشيطات، وكان الاهل يحضرون لمشاهدة بناتهم، والمهم اختيار المسرح، والتمثيليات تثقيفية والطلبة الذين يشاهدوننا يستفيدون من التمثيلية ولم اتأثر بدراستي وكانت والدتي متعلمة وكانت تقدر الدراسة ومهتمة بنا وبتعليمنا.

النشاط الرياضي بالمدرسة

عن نشاط آخر لها في الدراسة غير التمثيل تقول ابو غزالة: النشاط الثالث بعد التمثيل وحفظ الشعر كان النشاط الرياضي، فكنت امارس لعبة السلة وكرة الطاولة (بنغ بونغ) شاركت في بطولة الاردن وكنت بطلة نابلس في كرة الطاولة ولعبت مع زميلتي شادن فالح وكنا نلعب «زوجي» وحصلت على بطولة التنس في جامعة الكويت وفي الاحمدي.

وشاركت في فريق كرة السلة ونقيم مباريات مع فرق مدارس جنين وننتقل بالباصات وملابسنا شورت وقميص، وكنت الكابتن لفريق كرة السلة، وكانت الحياة جميلة وحلوة، وأحب الرياضة ولا أزال ألعب تنس الطاولة مع الاولاد والاحفاد، عندنا طاولة في السرداب ولعبت الاسكواش لمدة، وهذه الانشطة عندما كنت في المدرسة الفاطميةـ المرحلة الابتدائية.

المدرسة العائشية

عن أحد انتقالاتها الدراسية تقول ضيفتنا: انتقلت الى المدرسة العائشية الثانوية وآخر سنة للمترك كان عام ،1958 وصار التوجيه الثانوي البداية انهيت شهادة المترك والانجليزي، والمترك يعتبر احسن من الثانوية، وكان المدرسون من حملة المترك، واذكر ان درويش المقدادي مدير معارف الكويت الاسبق تعاقد مع مدرسين فلسطينيين معهم شهادات المترك، وكنت اشارك مشاركة فعالة في حصص الرياضة - سلة تمارين ـ وبداية الخمسينيات بدأت التحركات السياسية مثلا ايام حلف بغداد قمنا بمظاهرات كبيرة وايام ثورة مصر عام 1952 وايام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قمنا بمظاهرات في فلسطين وكنت اقود المتظاهرات امام المتظاهرين في فلسطين، واذكر ان الناس ما كانوا يملكون الراديو وكان القليل جدا منهم من عنده الراديو، فكان الناس يجتمعون عند اي محل فيه راديو يستمعون لخطاب جمال عبدالناصر الرئيس المصري الاسبق رغم التشويش على خطاب جمال عبدالناصر وحركة الوحدة بين مصر وسورية خرجنا بمظاهرات مؤيدة للوحدة، ايضا لما ظهرت جميلة بو حيرد، كان القلب العربي واحدا، عام 1948 كانت سنة قاسية علينا وسكن الناس في المدرسة الفاطمية، ففي الساحة والفصول كنت ارى الناس وانا انظر لهم من شباك بيتنا بعدما انسحب الجيش الانجليزي، الناس كانوا فرحين بخروجهم ما علموا ان المصيبة اكبر، رصاصة اخترقت ثوبي الله ستر لم تصل لجسمي، انتهى الانتداب البريطاني لكن كانت الناس دون اي خيار ودون اي ترتيب وكانت الحياة قاسية على أهلي وعلى المواطنين.

المواد الغذائية محدودة اذكر ان الوالد يقول لنا كلوا البرتقال ولكن البرتقالة الوالد مناصفة بين اثنين من العائلة، ايضا لم يكن هناك سكن، وبعد ذلك وصل عندنا السكر الملون كذلك الخضار كان قليلا وكنا نأكل الخبز بالخضار وعندنا الزعتر والجبن وزيت الزيتون، فعلا الزعتر ينشط الدماغ والذاكرة فكنا فعلا نأكل، وكان يوجد تقنين في الاكل، كنا نشرب الحليب الوالد كان يقول اشربوا الحليب انا يكفيني انني شربت الكثير، وكان قصده اننا نشرب لكي نتغذى.

الأنشطة في المدرسة العائشية

تضيف أبوغزالة: مارست أنشطة سياسية في المدرسة وما كان عندي نشاط في الكتابة مع العلم كنت نشيطة كثيرا ومتفوقة بالرياضيات، كانت فترة تغلي بالمشاكل، تركنا نابلس عام 1958 كانت فترة مهمة سياسيا وحصلت على شهادة المترك عام 1958 وهي شهادة مهمة جدا بالنسبة للتعليم.

الخطبة والزواج

بعد الدراسة كان حلم كل فتاة الزواج. عن ذلك تقول أبو غزالة: بعدما أنهيت الدراسة وحصلت على شهادة المترك مباشرة تمت خطبتي على زوجي وهو من نفس العائلة، وبعد إتمام مراسم الزواج حضرت الى الكويت عام 1958 لأن زوجي كان يعمل مدرسا.

قديما كانت العوائل الفلسطينية لا تزوج بناتها لعائلات أخرى إلا انهم فيما بعد عدلوا عن ذلك عندما اكتشفوا ان زواج الأقارب يؤثر على الأولاد.

عندما تمت خطبتي لزوجي كان يعمل مدرسا في الكويت منذ عام 1950 لأنه أنهى تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت وحضر الى الكويت مباشرة.

لكنه بعد التعاقد مع وزارة التربية ولجنة التعاقدات وبعد ان بدأ الدراسة رجع الى القدس وصار يبحث عن عائلته التي طردها الإسرائيليون. بعدما أنهى دراسته في بيروت وفي عام 1957 خطبني من أهلي قبل ان أنهي دراستي وصل الى نابلس ووصفوني له وتقدم إلى أهلي مع عائلته ونحن نفس الطائفة، الوالد في البداية امتنع وقال نزوجها بعدما تنهي دراستها وزوجي قال لنكتب الكتاب فقال الوالد نشترط ان تنهي شهادة المترك وان يتم الزواج بعد الانتهاء من الدراسة. وهكذا بعدما حصلت على الشهادة عام 1958 تزوجت من زوجي أبو أولادي، وكان المهر بحدود مائتي دينار، ويشتري للعروس ذهبا وحاجاتها الخاصة وأحضر زوجي جناكي للفرح وغنوا في ليلة العرس والفرقة للنساء لإحياء ليلة العرس ونابلس والقدس فيها النساء يعزفن آلة العود وهذه منتشرة بين النساء في بلدنا وكانت كل سيدة عندها عود تضعه فوق خزانتها، فقد كانت كل واحدة تعلم الثانية، وهكذا وكان المرح بينهن.

اذكر ان والدتي كانت تعزف العود وعندما نزور العائلة الوالدة تعزف عندهم وعندما تزوجت زين أهلي الحائط ووضعوا الكراسي على الحوائط لأنها عريضة وقد جلست على تلك الكراسي من فوق الحائط.

قصة السفر

عن قدومها الى الكويت بعد الزواج تقول ضيفتنا: زوجي بعد التعاقد مع معارف الكويت كان معه مجموعة من المدرسين والمدرسات وسافر بالطائرة (الديكوتا) وكان فيها تقريبا 10من المدرسين والمدرسات، وكان الجو باردا وكان ذلك عام 1950 ونزل من الطائرة وقد رشوا مادة الدي دي تي، وشاهد الكويت عام 1950 وهي دون شوارع، وقد كان حاملا بيده مضرب التنس، وكانت من أجمل أيام حياته في الكويت، وقد كان مدرس مادة تجاري مسائي، وكانوا كبارا بالعمر فظنوا انه طالب معهم يقولون له «اجلس معنا»، ولأنه كان شابا وهم أكبر منه، وكانوا يتغشمرون معه وعمل مدرسا لمدة سنتين في التجاري.

كان يحدثني عن الأمانة وأخلاق الكويتيين والاحترام الكبير، هذا ما خبرني به زوجي.

عندما حضر الى الكويت كان مدرسا لمدة سنتين وبعدها انتقل الى شركة إحدى العائلات الكويتية، وصلت الى الكويت والى مدينة الأحمدي حيث كان زوجي يعمل هناك وكان يعمل في شركة نفط الكويت بعد التدريس والشركة الأهلية، وكان يشرف على مجلة الكويتي وبعد ذلك صار رئيس التحرير لها وسكنا في الأحمدي.

زوجي محمود أبوغزالة كان من الموظفين الذين ركزوا عليهم بالشركة وذلك بعدما تم تكويت الشركة بالموظفين الكويتيين، وحصل على مركز أو مسمى سوبر انتندنس، من ضمن أربعة موظفين ومن الموظفين منصور خزعل. كان يوجد في الاحمدي ثلاثة أندية نادي الحبارى ونادي الاتحاد ونادي الأحمدي، وللباكستانيين ناد باسم نخلستان.

وأتذكر ان نادي الحبارى ممنوع على العرب دخوله، وكان ذلك يحز بنفسي، وبعد التكويت انتهى وفتح النادي وكنت أذهب الى النادي مع زوجي، وزوجي عمل شركة مع أخيه لتوريد الخضار، وكان بعد العمل يذهب الى الشركة ومن ثم يرجع الى مكتب المجلة والساعة الثانية عشرة ليلا يرجع الى البيت.

مجلة «الكويتي» كانت تصدرها شركة نفط الكويت وكان زوجي محمود ابو غزالة رئيس تحريرها، والمجلة اسبوعية، وفي ذلك الوقت كان العمل يدويا ولا يوجد كمبيوتر ولا اجهزة مثلما يوجد حاليا.

البداية في الأحمدي

عن ايامها الاولى في الكويت وفي الاحمدي عند قدومها مع زوجها تقول ابو غزالة: وصلت الى الكويت ومباشرة الى الاحمدي حيث يسكن زوجي هناك، وكانت هوايتي القراءة، فكنت اذهب الى النادي وأبدأ بالقراءة، وبعد ذلك اتجهت للدراسة لكي احصل على شهادة الثانوية العامة، وتقدمت للحصول على الثانوية العامة والدراسة كانت منزلية وتقدمت للامتحان بثانوية المرقاب وكنت استخدم الباص من الاحمدي الى الثانوية كثيرا جدا، استفدت من دراستي عن الكويت وعن المناخ والتاريخ والسكان. عندما قدمت الى الكويت كانت معلوماتي بسيطة عنها، ولكن دراستي اعطتني المعلومات الكثيرة، فكانت مكسبا لي، وبعد ذلك حصلت على الثانوية العامة.

ايضا زوجي ساعدني على الدراسة، وعرض عليه ان يكمل دراسته في اميركا فوافق، وعندي ولد اسمه موسى وبنت اسمها فاتن، وسافرنا الى اميركا مع زوجي في بعثة عن طريق شركة نفط الكويت، وصلنا الى اميركا ورأيتها لاول مرة بلادا حلوة ومتقدمة، أحببت اميركا، وهناك رحبوا بنا لاننا من الكويت، الرجال يدرسون فيها فقط، وكان اسم الكلية «أتاكسو» وادخلت الاولاد في الروضة وذهبت للتسجيل في الجامعة فقالوا ممنوع قبول النساء في هذه الجامعة، ولكن مع الاصرار قبلت وكنت اول سيدة تقبل طالبة في الكلية، ولاني زوجة محمود ابو غزالة طالب بعثة من الكويت سمحوا لي بأن اخذ كورسات وقبلت حتى الاميركيات ممنوع قبولهن، ولاني في البيت مسؤولة عن كل شيء، تركت زوجي يهتم بدراسته وعملت معارض كثيرة، وذلك عام 1963.

ردي على مغالطات محاضر أميركي

اثناء دراستها في الولايات المتحدة واجهت ابو غزالة موقفا يوضح إقدامها وشجاعتها واصرارها على الدفاع عن اي حق عربي، كان الامر يتعلق بقناة السويس وحقوق مصر فيها، ودس المحاضر مغالطات في كلامه، وعن ذلك تقول:

اذكر ان الاستاذ المحاضر قال كلاما خطأ، وكان مما قال ان مصر اخذت قناة السويس من دون ان تدفع شيئا (ببلاش)، ولم يعجبني كلامه، وهو استاذ لابد ان يقول الحقائق، فرددت عليه وقلت له ان ما تقوله خطأ. فقال «اثبتي لي ما تقولين» فذهبت الى المكتبة وبدأت ابحث في الكتب عن مصر وقناة السويس، حتى جمعت معلومات كبيرة منها ان مصر دفعت اموالا طائلة لشركة قناة السويس، بعدها قابلت الاستاذ المحاضر، وقال امام الطلبة ان ما جاءت به سهام ابو غزالة هو الصحيح وما قلته خطأ، واعترف بخطئه.

ثم قلت له: لماذا لا تقدر الارواح التي راحت عندما بدأ حفر قناة السويس، وكانوا من المصريين، فكانت من المعارك التي قمت بها، فاستطعت ان أقدم البحث في وجه من اخطأ وبعد ذلك طلبوا مني كأمرأة عربية ان اعمل قصصا في المدارس وللاطفال عن الكويت وفلسطين.

نادي الياسمين

بعد العودة من أميركا كان لها أنشطة تقول عنها ضيفتنا: بعد العودة من أميركا ساهمت بنادي الياسمين في مدينة الأحمدي بمساهمة من شركة نفط الكويت للسيدات وكل عام كانوا يختارون سيدة من زوجات العاملين بالشركة وكانت وظيفة شرفية، وبنفس العام التحقت بجامعة الكويت عام 1966 وطلبوا مني فكان من الصعب علي، ولكن بالأخير وافقت ومن ضمن أعضاء النادي الهنود والباكستانيين والعرب، وبعلاقاتي بالجامعة قلت أعمل لهن محاضرة وطلبت من الأستاذ د.محمد غالي ان يلقي محاضرة في النادي وكانت لأول مرة يكون بالنادي محاضرة، وكنت أجمع مبالغ وأوزعها بين الباكستانيين والهنود وما يزيد للخارج.. المهم طلبت من الإدارة ان تعمل له غداء في نادي الموظفين، البداية قالوا ليش؟ وسألوني عن السبب ان نعمل له غداء؟ وبعد ذلك وافقوا ومن ذلك النادي كونت علاقات داخل نادي الياسمين.. كنت رئيسة النادي لمدة عام، وظيفة شرفية والحمد لله قدمت استقالة ولكن النساء قلن نريدك ولكن استقلت وتركت العمل لغيري.

كانت تجربة واستفدت، وأكملت دراستي في جامعة الكويت اجتماع وعلم نفس وكنت مع أوائل الخريجين وعملوا لنا حفلا للبنين والبنات وكان الاحتفال برعاية المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح.

اذكر ان دراستي في أميركا كانت كورسات موقعة من الدكاترة بجميع المواد حتى مادة الموسيقى تعلمت بدون ان أدفع اي مبالغ، حاليا أولادي وأحفادي وبناتي افتخر فيهم ويفتخرون بي أمهم الكبيرة.

استفدت ايضا بمشاركتي مع الآخرين، أولادي يشعرونني بحبهم بقوميتهم وبلدهم وهويتهم.. وبتوجيه مني لهم وعلاقتي حلوة معهم ولا أزال ألعب معهم تنس طاولة لأني كنت لاعبة ومتفوقة وبالجامعة حصلت على أول بطولة في التنس الأرضي ومعي احدى الأخوات شاركت باللعبة وأخريات، وفي الأحمدي حصلت على البطولة في تنس الطاولة.

أود ان أذكر هنا اني نشأت بالمدارسة العربية وعائلتي هويتها عربية.





الشباب والحفاظ على الهوية



ترى أبوغزالــة مـــن الضروري الحفاظ على هوية مجتمعاتنـــا العربيـــة وتخاطب الشباب قائلة: أقول لأبناء وبنات هذا الجيل حافظوا على هويتكـــم ولغتكم وتراثكم وبدونها نضيع.

لا تغيير أو تشبه بالغرب هم لهم عاداتهم وتقاليدهم ونحن العرب لنا عاداتنا وتقاليدنا، إن التمسك بالدين واللغة والعروبة أمر ضروري للحفاظ على الهوية، ولا مانع من تعليم الأولاد اللغات الأخرى.





كانتين في جامعة الكويت



عن تجربة ثرية ومهمة تمثل درسا في الوطنية تقول ضيفتنا: عندما كنت طالبة في جامعة الكويت وبعد عام 1967 قلت للمسؤولين أريد ان أفتح كانتينا فقالوا ما السبب؟ قلت ندفع الأرباح لفلسطين فتمت الموافقة وأعطوني غرفة صغيرة وأبيع الكاكاو والكيك والماء للطالبات.

في نهاية اللقاء توجهت ضيفتنا بالشكر قائلة: شكرا لكم وشكرا لجريدة «الأنباء» على هذا العمل التاريخي والتسجيل مع من قدموا خدمات جليلة في حياتهم لهذا البلد الطيب المعطاء، شكرا للأستاذ منصور الهاجري لمساهمته لتسجيل هذا اللقاء.
 
عبدالله الطراروة: ركبت السفن الشراعية «تباب» وفي إحدى السفرات إلى الهند هبت علينا ريح شديدة فانكسرت سفينتنا وأنقذنا «ماشوه»
السبت 2014/11/22
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 2721
A+

A-




عبدالله الطراروة خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي

السفن الشراعية كانت احد اهم مصادر الرزق للكويتين في الماضي
الطراروة عمل في البناء والاجرة روبية في اليوم
الكويتيون استخدموا القرقور في الصيد
المياه العذبة كانت تنقل قديما من شط العرب
الطراروة كان يصيد الطيور في الربيع عندما تحط على الاشجار
  • كنت ألعب مع أقراني في الصغر الهول والمقصي وصاده ما صاده وكنت أصنع التناك من قواطي الكاز
  • كنا صغاراً نذهب إلى نقعة الفلاح في التناك ونستخدم الغرافة أو المجداف أو القرقور في صيد سمك الميد والمجوة والزمرور
  • كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيوراً قوية وأصيد القطا ونزل البحر والرهيز على ساحل البحر
  • بعد أن تركت المدرسة ركبت السفن الشراعية «تباب» والوالد كان «سكوني» على بوم الفلاح وأول سفرة كانت السفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت
  • عملت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري
  • اشتغلت سائقاً على سيارة لرش الـ «دي دي تي» لقتل الذباب
  • في عام 1960 عملت فني تمديد أسلاك في «الكهرباء»
  • التحقت بالمدرسة الأحمدية القديمة وكان ناظرها راشد السيف
قديما كان البحر مصدر الرزق الأول للكويتيين، وجيلا بعد جيل صنعوا السفن الخشبية وسافروا بواسطتها الى الهند وشرق وغرب أفريقيا محمّلين بالأخشاب والحبال والبهارات وكل ما يحتاج له الكويتي، أو تصديره الى الدول المجاورة.
الشباب الكويتيون بعدما ينهون الدراسة عند المطوع كانوا يتوجهون للعمل في البحر بحارة.

ضيفنا عبدالله الطراروة واحد من أولئك الشباب الذين ركبوا البحر للعمل مع الكبار لكي يتعلموا منهم فنون البحر، بدأ حياته «تباب» على ظهر السفن الشراعية، حيث كان والده يعمل «سكوني» على ظهر السفينة أي قائد دفة السفينة، ويساعد النوخذة والمجدمي.

في هذا اللقاء يحدثنا عن أهوال البحر والمشاكل التي صادفها وتعرض لها مجموعة البحارة، ركب 4 سنوات مع سفن مختلفة كل سفينة لها مشاكل، يحدثنا عن السفينة التي انكسر الدقل فيها وبقيت من دون شراع.. والسفينة التي انكسرت على الصخور وحاولوا إنقاذ أنفسهم بسفينة الإنقاذ الماشوه، حتى وصلوا الى البر، وهناك ساعدهم الكويتيون بالمال وعادوا الى الكويت سالمين.

وبعد التعب والشقاء انتهت فترة البحر بعد ظهور النفط وارتاح البحار الكويتي وبدأ الكويتيون بالعمل بالدوائر الحكومية.. ضيفنا عبدالله الطراروة بدأ حياته العملية، في «الكهرباء» يمدد الأسلاك، وثانيا انتقل الى «الصحة» وتعلم قيادة السيارة واشتغل سائقا، كانت الحياة قاسية على الكويتيين أثناء العمل بالبحر والحمد لله حاليا الجميع يعيش بنعمة وخير ومحبة بين بعضهم البعض ونحن نعيش حياة الرغد والازدهار.

المزيد عن هذه الظروف التي مر بها ضيفنا عبدالله الطراروة وجيله والتحولات في المجتمع الكويتي نتعرف عليها في السطور التالية:

في مستهل حديثه عن الماضي وأحداثه وذكرياته يحدثنا ضيفنا عبدالله نجم الطراروة عن بداياته الأولى ومولده وكيف كانت الظروف حينها، حيث يقول:

ولدت بالقبلة بفريج سعود، بيوتنا كانت تطل على البحر - الجهة الشمالية، ومن جيراننا بيت عائلة النشمي وبيت اللوغاني منهم أحمد ويعقوب وهو رجل كفيف البصر، كان فريج سعود بالداخل وبين البيوت لا يوجد مسجد وانما مسجد المديرس كان خارج الحي، واذكر بيت الصبيح واذكر فهد الصبيح.

مسجد المديرس موجود حاليا واذكر جارنا خليفة وعائلة التورة وهم ملاك سفن لنقل المياه.

البيت الذي ولدت فيه كان ملكا لجدتي وله باب خوخه وفيه 3 غرف كبيرة وفيه جليب وعندنا 3 رؤوس من الماعز والوالد كان يحلبها، ومن الصباح نودعهم مع الشاوي مزيد حتى المساء وبعد عودة الشاوي الماعز تدخل للبيت بنفسها تدل وتعرف البيت وتدفع الباب برأسها، الوالد - رحمه الله - كان يحب تربية الأغنام، 3 معزات (سخول) الحليب كان كثيرا نعمل منه اللبن ويخض اللبن ويستخرج منه الزبدة.

وكان الاسقا من جلد الغنم يستخدم بخض اللبن، وبعد سنوات ومع بداية النهضة الحديثة دخل علينا لخض اللبن اسقا من المعدن، الزبدة منذ الصباح ريوق مع الخبز، الوالدة كانت تخبز رقاق على التاوه بوسط العريش، المرأة بنفسها تخبز وتطبخ وتنظف البيت وجميع الأعمال المنزلية وتغسل الملابس وبعض النساء يذهبن الى البحر لغسل الملابس، اذكر ان الوالدة أول خبزة تعملها نوع الحنوه وتعطيني إياها.

الحنوه خبزة صغيرة مدورة، الحياة كانت بسيطة وحلوة، كل شيء تغير مع التطور والنهضة الحديثة.

اذكر من الألعاب التي كنت ألعبها مع الأصدقاء الهول والمقصي والجيس مع الزبابيط وصاده ما صاده وكنت اصنع التناك وهي سفينة من الحديد من قواطي الكاز، الكيروسين.

عن المرح واللعب في أيام الطفولة يتحدث الطراروة بحنين كبير وعن احدى الهوايات والتصرفات الطفولية يقول:

صناعة التناك


ADS BY BUZZEFF TV


التناك سفينة صغيرة نصنعها من قواطي الكاز الصفيح، نقص القوطي ونفرشه قطعة واحدة 4 قواطي نوصلها مع بعض وبواسطة ثني طرفي القوطي ونشبكها مع بعض ونضرب القواطي بالمطرقة حتى يصير لوح واحد بالطول كل ثلاثة أو أربعة قواطي مع بعض، بعد ذلك نحضّر خشبة طويلة نسميها الشاصي مثل بيص السفينة الكبيرة للقاعدة، ونثبتها بالمسامير، بعد ذلك نقوم بثني الصفيح الى الأعلى.

ونضع مقدمة للسفينة ومؤخرة، وجوانب السفينة نضع عليها عصا طويلة ومن الأمام الى الخلف على التريج ونضع له دقلا صغيرا وننزل به الى البحر، ونضع بقاع التناك الطاري مادة سوداء جافة لكي لا يدخل الماء أماكن المسامير.

ونستخدم المجداف ويسع اثنين ونخرج به خارج النقعة، وأحيانا نستخدمه للحداق، صيد السمك هذا هو التناك، ومجموعة من الشباب كل اثنين أو ثلاثة يشتركون مع بعضهم البعض.

أذكر اننا كنا نذهب الى نقعة الفلاح، أحيانا شخص واحد، في التناك نستخدم الغرافة أو المجداف ونصيد السمك بأنواعه الميد والمجوة والزمرور ونستخدم الصبور كييم للميدار، أيضا كنت مع الاصدقاء نستخدم القرقور ونصنع بلاطة سمك الصبور ونقطعه ونضعه بالداخل.

ننقل القرقور بحمله على الراس من الفريج الى البحر، ومن الشروط أن تكون مياه البحر في حالة الجزر (نقول الثبر) ونضعه ونربط طرف الحبل بالقرقور والطرف الثاني بقطعة من الخشب، كدليل على وجود القرقور في هذا المكان، والخشبة نسميها «چيبال» وإذا كان ماء البحر في حالة المد يدخل السمك بالقرقور وننتظر حتى يبدأ الجزر ونذهب الى القرقور ونجد السمك بداخله ونحمله الى خارج البحر ونأخذ السمك منه، نأخذه الى البيت، أحيانا نستخدم مادة السم التي نشتريها من العطار على شكل كرات صغيرة ندقها بالهاون حتى تصبح ناعمة ونخلطها بمادة الصل الذي يؤخد من سمك الحوت الكبير وله رائحة شديدة تجذب السمك.

السم نوعان، الاول يطفح على سطح الماء، والثاني ينزل بقاع البحر للسمك الموجود في قاع البحر، الاسماك تأكل منه وتدوخ ونصطادها باليد، وخاصة سمك الميد الكثير، الاسماك كثيرة ولا يوجد ما يزعج الاسماك.

صبيان السيف كثيرون ولا نعرف الاسواق، الجميع متواجد على ساحل البحر، أيام العيد نشتري الاكلات الخفيفة، كنا أولادا شبابا نلعب ونركض، كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيورا قوية، وكنت أميل لصيد الطيور، أيضا كنت أصيد القطا ونزل البحر، وهناك نوع آخر اسمه الرهيز على ساحل البحر، كنت أذهب الى مقبرة هلال المطيري لصيد الطيور والمقبرة القبلية.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره في مضمار التعليم، يقول الطراروة: البداية في مدرسة الملا محمد صالح، وكان الطالب يدفع نصف روبية للملا لشراء المنقور البارية للجلوس عليها، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم والقراءة، ولم أمكث كثيرا عنده، والتحقت بالمدرسة الاحمدية في الحي القبلي الواقعة على ساحل البحر وناظرها العم راشد السيف أخو والدي، عمي راشد قال للوالد يا أخي بوعبدالله الولد ترى ما عنده استعداد للدراسة خذه معك للعمل في البحر والوالد استانس لأنه سيأخذني معه تبابا على ظهر السفينة، وكنت الوحيد على السفينة، القلب غير متفرغ للدراسة، والوالدة رحمها الله قد توفيت.

الناظر يطلب من الفراش أن يذهب الى الفريج يبحث عن الأولاد الغائبين فيبلغ والدي عن غيابي، الفراش يعرف البيوت كلها واذا أمسكني سحبني بيده الى المدرسة وكان اسم الفراش عبدالله، عمي راشد يضربني بالمسطرة على يدي وإذا دخلت المدرسة أدخل الصف، والدراسة على فترتين العصر.

دروس دينية

أذكر الأستاذ ابراهيم الشاهين من مدرسة الأحمدي وهو الذي كان يدرسنا القرآن الكريم والدين، وعبدالعزيز الشاهين أيضا مدرس، ويدرسنا العصر ومن مدرسي الفترة الصباحية ملا أحمد وخالد النصرالله ولا يوجد مدرسون غير كويتيين ونلعب الرياضة بالدشداشة، ويوم الخميس نذهب في رحلة الى الفنطاس مثل الاشبال، والى الفحيحيل وذلك اهتمام من المعارف والطريق كان رمليا والأرض قوية ونذهب الى المزارع ونلتقط الكنار من شجر السدر.

أول سفرة بالبحر

شأنه شأن الكثيرين من أبناء الكويت في هذا الوقت كان التوجه نحو البحر للبحث عن الرزق والعمل، وعن تجربته يقول ضيفنا: ركبت السفن الشراعية «تباب» مع الوالد الذي كان «سكوني» في بوم الفلاح، أول سفرة كانت السفينة بالأصل لنقل المياه من شط العرب الى الكويت ولكن بعد سنوات أنزلوا خزانات الماء ورفعوا الجوانيب وصار سفينة سفار والنوخذة المرحوم سليمان الهارون، وعلي الفلاح مجدمي العود والوالد سكوني ومعه اثنان سليمان السجاري والثالث من أولاد الفلاح، كنت «تباب» أخرجني والدي من المدرسة وكانت تلك السفرة الأولى ولم أخف من البحر في الليل والنهار.

اذكر ان أحد البحارة أعطاني جلاس ماء من اليمه وفيه رائحة الصل الدهن وذلك لعدم الدوخة، ولكن الدوخة موجودة، خرجنا بالسفينة من النقعة بشراع واحد متجهين الى شط العرب وشاهدت التقاء الماء المالح بالماء العذب من شط العرب سبحان الخالق يعمل خطا واضحا يميز الماء المالح من العذب، الماء الأزرق مالح، الماء (الخابط) عذب، السفينة تشق البحر بين النخيل والزروعات، ذهبت الى ابو الخصيب.

والبحارة ينقسمون نصفين نصف يقف على ظهر السفينة والنصف الآخر يضعون لوحا خشبيا ينزلونه لنصف السفينة نسميه جالي مربوط بالحبال واللي على الجالي يسحبون الماء من الشط بواسطة الزيلة قوطي يملأ بالماء ويأخذه البحار الواقف على السفينة ويصبه بالتانكي بواسطة.

بعد ذلك نبدأ بنقل التمور من السفن الصغيرة الى السفينة الكبيرة حملنا من قرية ابوالخصيب قوع الديري، ونضعه بالخصاف الطويل والبحارة هم الذين يضعون الخصاف التمور داخل الخن بالسفينة وإذا زاد التمر نضعه على سطح السفينة نسميه (الكراخة) والنوخذة سليمان الهارون في بوم الفلاح وهو الذي يخرج المنافيست من ميناء الفاو حملنا التمور وخرجنا من شط العرب باتجاه الهند عبور المحيط الهندي نعبر غبّة سورت وغبّة بارطيه، غبة سورت ما لها قاع، البحر عميق جدا جدا لا يعلم إلا الله بها، كنت «تباب» وقصتي مع الطباخ أجلس بالكونه عند السريلان مطبخ السيفنة، الجدر الكبير للشاي واساعد الطباخ في عمل القهوة واجهز له الوقود من الأخشاب واحمس له حبوب القهوة باعتبار انني أمثل البحار أساعد الطباخ، أمضي الوقت عند الطباخ الى ان تغيب الشمس قبل أذان المغرب الطباخ يضع الأكل في مناكب من الخشب الايدام. لحم طريح أو سمك طريح.

قصة السمك

يحكي لنا الطراروة قصة.. يوم من الأيام كنا في ميناء بومباي، السفينة متوقفة مربوطة بالحبال باوره بالأمام باوره بالخلف والبحارة يساعدوننا من السفن الأخرى لنقل الحمولة، عندنا سمك خباط مالح وكنت أتحدث مع المجدمي العود وقلت له اليوم نطبخ لهم عيش محمر، سمك خباط مالح، على تمر، المجدمي وافق، الطباخ جهز القدر للطبخ وإذا هو مثقوب، أخذت السمك المالح غسلته بماء البحر لكي ينظف من الملح أخذت الزيله قوطي الماء ووضعته على النار ووضعت السمك المالح بداخله وهو على النار وطبخته، السمك بحاجة لطبخ طويل، القوطي به رائحة الصل، نوع من أنواع الدهون تطلى به السفينة.

النار كانت حامية وشديدة، والزيت ارتفع الى فوق الماء والسمك يطبخ والطباخ جهز العيش والنوخذة ينادي الأكل جهزوا الأكل المهم وضعنا العيش بالمناكب وأخرجنا السمك من القوطي ورائحته الصلة.

والبحارة كلوا الغداء عيش وسمك مالح مطبوخ بالصل لكن البحارة كل واحد ينشف يديه من دهن الصل والسمك، الأكل انتهى والبحارة شبعوا محمر خباط مالح.

من شط العرب إلى الهند

يكمل ضيفنا قائلا: وصلنا الى مدينة بومباي وتوقفت السفينة على مسافة قريبة من ميناء كراتشي وذلك قبل عام 1947، المهم انتظرنا لمدة 3 أيام وحضر تاجر هندي وشاهد وفحص البضاعة، وافق التاجر على شراء التمور والاتفاق يتم بين النوخذة والتاجر، حضرت سفن النقل الصغيرة وأنزلنا التمور وبعد 4 أيام انتهينا من تفريغ الحمولة وابتعدت السفينة عن رصيف الميناء، وتوقفنا بوسط الخور مع السفن، وانتظرنا حتى حصل النوخذة على بضاعة لنقلها الى مدينة أخرى وحملنا أكياس الطحين، وتحركت السفينة من ميناء كراتشي الى ميناء بومباي، وتبعد عن كراتشي مسيرة يوم وليلة، وقبل الوصول الى بومباي يوجد بالبحر منارة وعليها سراج يضيء للسفن ويوجد بويات ودخلنا من اليسار والبحر بحالة الجزر (الثير) وهوا - وراعي البلد يقيس عن غرز البحر، الوالد سكوني في تلك الفترة البحارة واقفون ويعرفون ان هذا ليس مجراه.

النوخذة يسمع الدق على الصخور القصيرة، ومن احد الجانبين دخل الماء الى داخل السفينة، والشراع معلق فوق الدقل المجدمي قال للنوخذة هذا الكلام فرد النوخذة قائلا: «على كيفكم نزلوا الشراع»، اصدر النوخذة امره وقال للمجدمي: نزل الجالبوت والبحارة كل واحد منكم يأخذ أغراضه الضرورية والتي تهمه، ركبنا نحن البحارة بداخل الجالبوت، مدينة بومباي على بعد 30 كيلومترا من مكان السفينة ونجدف الجالبوت بأربعة مجاديف من كل جانب مجدافان، تركنا السفينة ووصلنا الميناء، صعدنا سفينة حمد المباركي، وهو النوخذة، لأن سفينتنا تركناها في البحر، وفي صباح اليوم التالي وصل الخبر الى النوخذة بأن سفينتنا مكسورة واتفق النواخذة على سحب سفينتنا من البحر الى الميناء.

احضروا براميل ووضعوها تحت حملة السفينة ورفعوا السفينة واحضروا نبحا وهو التك وسحبوه الى الاسكله وخزروا الدقل بمعنى انزلوه.

ثم انزلوا حمولة الطحين من السفينة وجدفوا السفينة وكنا نذهب الى سوق يومي لشراء اللحم والسمك ويطلقون عليه اسم «العرصة» وهو سوق السمك وشاهدت مقبرة الهنود وشاهدتهم يعزفون الموسيقى وهم يحملون الميت الى المقبرة، وكان الذين يحملون الميت عددهم عشرة، وكان هناك رجل يحمل صينية في وسطها عمامة حمراء اللون وجلس على الجنب وحرقوا الميت وكنت أشاهدهم، وانفجر رأس الميت، وأخذت منهم الحلاوة من الصينية.

هكذا العادة عند الهنود غير المسلمين من الهندوس الذين يحرقون موتاهم وقد شاهدتهم وهم يحرقون الميت.

السفرة الثانية

أما عن السفرة الثانية فيقول عنها الطراروة: ركبنا تبابا مع النوخذة جاسم العصفور والوالد سكوني ونوخذة الشراع اسمه محمد خرجنا من الكويت الى شط العرب وحملنا التمور وتوجهنا الى الهند الى مدينة بومباي، وكان التمر من نوع الزهدي، وصلنا بومباي وأنزلنا التمور عند التاجر وبعد شهر سافرنا من بومباي الى كلكوت وحملنا كمية حبال وخشب مربع وأخشاب فرمن وقمنا بتحميل الاخشاب من فتحة آخر السفينة وهي مرتفعة عن الماء، خرجنا من كلكوت الى الكويت، وهبت علينا رياح شديدة في منطقة قريبة من ساحل فارس، واذكر اننا طفنا جبال سلامة وعيالها والاقرع والاقيرع، وكان الوقت ليلا والهواء شديدا، وأنزلنا الشراع العود ورفعنا شراع الجيب والقلمي، ومن الشروق شاهدنا سفينة كويتية ورفعنا النوف علم اسود، واحدى السفن سحبتنا الى جزيرة السنجة، ونزل النوخذة مع الوالد لشراء دقل وعادوا الى السفينة وأنزلوا القديم ورفعوا الجديد، بعد ذلك سافرنا الى الكويت وأنزلنا البضاعة، وكان البحر فيه خطورة كبيرة، ولذلك كل بحار معه الكفن «داخله مفقود والخارج منه مولود» الوالدة متوفاة وكانت علاقتي مع الوالد متينة.

السفرة الثالثة

يضيف الطراروة: ركبت تبابا مع النوخذة احمد بوقريص وعمي ووالدي من الكويت الى البصرة وحملنا التمور ومنها الى الهند مدينة بومباي ومنها الى كلكوت وحملنا البضاعة حبالا وأخشابا ومعنا مجموعة من البحارة ولم يحدث لنا اي شيء وكانت السفرة خفيفة ومن دون مشاكل والطباخ عبدالله العباد الفرحان.

السفرة الرابعة

أما عن سفره للمرة الرابعة فيقول ضيفنا: ايضا ركبت في بوم بن غيث والوالد سكوني والسفينة متوسطة الحجم وعمي خليفة نوخذة السفينة ومحمد نوخذة شراع وهو يقرأ الخريطة (النايله) والوالد سكوني وكنت تبابا بدون قلاطة وكنت نشيطا وبالقرب من السريدان، وكان هناك سكوني ثان اسمه احمد وسكوني ثالث نسيت اسمه، واستمررت بالبحر الى ان انتهى السفر وأذكر غرق سفينة النوخذة بلال الصقر لأنه خرج اثناء ضربة النجم.

العمل الحكومي

بعد ظهور النفط اتجه معظم الكويتيين للعمل في الحكومة، ينطبق ذلك ايضا على ضيفنا الذي يقول: تعلمت عمل النجارة واشتغلت مساعد نجار او كما يقولون معاون نجار وكان النجار محمد الشاهين واليومية خمس روبيات وآخذ القشباد مخلفات الخشب وكنا نسكن الشرق، والوالد تزوج بعد وفاة الوالدة، وبعد ذلك اشتغلت بناء وأول عمل مع الوالد في بناء مسجد الحمد اناول الاستاذ الاسمنت واليومية روبية، وبعد ذلك عند عبدالله التميمي والريوق تمر ولبن وخبز.

عام 1960 اشتغلت في دائرة الكهرباء «مساعد كهربائي» وتعلمت التمديدات وصرت «معلم كهرباء» وأمضيت 25 سنة في العمل وتقاعدت عن العمل.

البداية مثلا أبحث عن الخلل في الخطوط حتى أجدها وكل كهربائي معه العدة والأخشاب للتمديدات.

تعلمت قيادة السيارة لأن محمد ابن عمي قال لوالدي محمد يريد ان يتعلم قيادة السيارة فوافق الوالد وكان خائفا علي وتعلمت في بداية الستينيات بالقرب من المقصب وكان المعلم سفاح شنوف ولمدة عشرين يوما والذي اختبرني السيد عبدالوهاب.

العمل بـ «الصحة»

أما عن عمله بوزارة الصحة فيقول الطراروة: عينت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري، وبعد ذلك نقلت سائقا على سيارة رش الدي دي تي ومن ثم مع مسؤول المشتريات وبعد ذلك عينت على سيارة صالون، اما سيارة الدي دي تي فكنا نرش المادة داخل البيوت ومن ثم في الشوارع.

وعبدالله المناعي مسؤول الكراج وبعد ذلك عينت سائق سيارة لنقل المرضى أو نقل الممرضات الى البيوت لعلاج السيدات الكبيرات في البيوت.

وانا حاليا متقاعد والحمد لله مرتاح، والكويت حلوة والله يديم النعمة على الجميع، والله يحفظ أميرنا وسمو ولي عهده الأمين ويحفظ الكويتيين جميعا.
 
محمد دعيج: هويت النجارة منذ الصغر وتعاونت مع والد زوجتي في تصنيع نماذج من الأبواب القديمة وبيعها
السبت 2014/11/15
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 2508
A+

A-




نماذج باب وشبابيك مدخل لبيت وكراج
هوية طالب كشاف
محمد دعيج نهابه حمادة
محمد دعيج خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
حفل سمر مع فرقة الكشافة
محمد دعيج في شبابه
نماذج خشبية من صنع محمد دعيج حمادة
ولقطة اخرى في مقتبل العمر
رخصة قيادة قديمة لمحمد دعيج
صورة جواز سفر قديم لمحمد دعيج


  • ولدت في الحي القبلي بفريج السبت حيث أمضينا هناك 7 سنوات وكانت البراحة كبيرة وقريبة من السوق
  • سكنا في حولي بالقرب من بيت العثمان الكبير حالياً وكنا نرش الطوفة بالأسمنت المخلوط بالألوان ونستخدم الطابوق الأصفر في أرضية الحوش
  • تنقلت في السكن صغيراً بين عدة مناطق سكنية فانتقلت من مدرسة إلى أخرى والأولى كانت «سعد بن أبي وقاص»
  • عملت في وزارة الصحة «ملاحظاً صحياً» ثم طلبت الانتقال إلى «التربية» بسبب حبي للسفر
  • شاركت بأعمالي في معرض فني بالإمارات وكانت لي مشاركة في «صنع في الكويت»
  • مارست الرياضة ولعبت القفز بالزانة والوثب العالي والثلاثي
  • التحقت بنادي السالمية ولعبت الجمباز وحصلت على ميدالية برونزية
ضيف هذا الأسبوع محمد دعيج حمادة ولد في الحي القبلي، وكان والده ينتقل من بيت لآخر وهذا تسبب في تنقله من مدرسة لأخرى من القبلة إلى حولي إلى العديلية وهكذا.
أكمل تعليمه في المرحلة المتوسطة بالتعليم المسائي، ثم ترك الدراسة والتحق بالعمل بوزارة الصحة «ملاحظ صحي»، وبعد سنوات انتقل إلى وزارة التربية، وذلك بعد الزواج لأن زوجته تعمل مدرسة.
يقول ضيفنا ولأنه يحب السفر وزوجته لديها إجازة نصف السنة والإجازة الصيفية، فطلب أن يعين بالمخازن في المدارس لأن أمناء المخازن يحصلون على إجازة مع الإدارة المدرسية، واستمر في العمل حتى التقاعد.. ومنذ مرحلة الشباب كان عنده هواية النجارة، ومن حسن الحظ أن والد زوجته أيضا كان نجارا وعنده حب العمل في النجارة، فاتفق الاثنان على أن يعملا معا ويتشاركا في صنع نماذج من الابواب والشبابيك. البداية كانت هواية ومع مرور السنين والعمل بدأ يبيع على رواد الديوانية، ولكن مع انشغاله مع الاولاد وتربيتهم وتعليمهم وبوفاة عمه ترك العمل بالنجارة، وحاليا عاد مرة ثانية لهوايته المحببة لنفسه وطور العمل.

يقول محمد دعيج إنه كان يشتري الأبواب القديمة الكبيرة ويقوم بترميمها وتنظيفها ويقطع الخشب ويفصله حسب الأشكال التي يريدها ولايزال يعمل ويبيع للاصدقاء مع العلم أنه يشتغل في إحدى المؤسسات موظفا، ولكن وقت الفراغ يشغله بالعمل بالنجارة، ماض جميل وبيوت قديمة وابواب وشبابيك نماذج لتلك البيوت التي أزيلت وهدمت ولم يبق منها سوى الذكريات.
نتعرف على المزيد من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يبدأ ضيفنا محمد دعيج نهابه حمادة حديثه عن الماضي وذكرياته بالحديث عن البدايات قائلا: ولدت في الكويت بحي القبلي بفريج السبت، حاليا عند مبنى غرفة تجارة وصناعة الكويت سابقا وكانت براحة السبت كبيرة تحيط بها بيوت الكويتيين من جميع الجهات والبراحة تقريبا قريبة من السوق.
حياتي أمضيتها فيها مدة 7 سنوات أدركت السوق القريب من البيوت ومسجد الساير ومسجد المديرس ومسجد بن سعيد، سمعت ان بداية السوق كان يوجد حمام، واذكر أولاد خالتي وأولاد فهد المشعل مثل عادل واخوانه.

سكنا حولي مقابل بيت العثمان الكبير حاليا وكان بذلك الوقت الطوفة (الحائط) يرش بالاسمنت المخلوط بالألوان فتكون الحوائط ملونة وكان أحيانا بالطابوق الآجر لونه اصفر ويستخدم في ارضية الحوش بدلا من الكاشي، وهو يستورد من ايران والعراق بحجم الطابوق الجيري.

كانت الألوان مستخدمة في البيوت خاصة الغرف من الداخل حسب قدرة صاحب البيت.

الدراسة والتعليم

عن مشواره في مضمار التعليم يقول حمادة: بعدما بلغ عمري السنتين الوالد انتقل من القبلة الى منطقة الشامية وكانت المرة الأولى، لنقل السكن، وكنت لا أزال صغيرا، خلف بوابة الشامية عند السدرة والثليم، ومن ثم رجعنا الى براحة السبت ولكن لم نمكث طويلا، فالوالد قرر الانتقال الى منطقة حولي فالتحقت بمدرسة حولي وكانت بداية تعليمي، أتذكر النقرة وحولي..

اول بيت مقابل بيت العثمان، وأول مدرسة سعد بن أبي وقاص الابتدائية وكنت أذهب اليها مشيا وقبلها كنت في الفارابي قرب البيت، تغير الأصدقاء وكنت أذهب معهم الى المدرسة مثل يوسف العوضي والجيماز والنجدي وآخر من أولاد الماجد والمفرج والبوقريص مجموعة شباب، ذهابا وإيابا..

وفي ذلك الوقت لا توجد مجمعات ولا محلات، فقط بعض الدكاكين المتفرقة بالمنطقة، سوق بالنقرة وشارع التيل، حاليا شارع تونس وسوق لبيع الجت للأغنام، وكان الدوام صباحيا ومسائيا، كانت سنة أولى في الفارابي وسنة ثانية في سعد بن أبي وقاص، والسبب ان الوالد انتقل من منطقة لأخرى وكانت الأمور سهلة وبسيطة.

في سنة ثالثة ورابعة ابتدائي اشتركت بفريق الجمباز (الحركات الأرضية) والأجهزة كانت خفيفة مثل المهر وواصلت اللعب حتى المرحلة المتوسطة، لعبت على الصندوق المقسم وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة الخالدية بسبب انتقال الوالد للسكن في العديلية وواصلت دراستي في مدرسة الخالدية.

اذكر في ذلك الوقت لا يوجد ازدحام سيارات، كنا نذهب من العديلية الى الخالدية مشيا على الأقدام، يعبر الشارع مجموعة من الطلبة أبناء العديلية، واصلت دراستي كان أخي براك معي بالمدرسة ونذهب مع بعضنا البعض، عماد اخي أكمل دراسته حتى حصوله على الدكتوراه في الشريعة، أما انا وأخي الكبير لم نكملا دراستنا وتركنا الدراسة والوالد حاول ان ينصحنا بأن نواصل الدراسة، ومن أسباب ترك الدراسة انني رسبت في سنة رابعة فزاد كرهي للدراسة، ولكن أكملت سنة رابعة بالتعليم المسائي.

الألعاب الرياضية

عن هواياته في ممارسة الرياضة يقول ضيفنا: أما بالنسبة للرياضة فقد واصلت الألعاب حتى اشتغلت وكنت العب لأنني التحقت بنادي السالمية والباص ينقلني، صديقي الذي يلعب جمبازا بالنادي نصحني بالاستمرار باللعب فلعبت مع نادي السالمية لمدة 4 سنوات وحصلت على ميدالية برونزية وكنت أشارك في البطولات التي تقام بين الأندية الرياضية وكذلك مع المدارس، وكان الاهتمام كبيرا في نادي السالمية باللاعبين، حاليا الاهتمام بكرة القدم وتركوا الألعاب الأخرى..

وحسب النادي وقوته يفوز النادي، إلى يومنا هذا لا أحب ولا أرغب كرة القدم. وانتقلت إلى نادي القادسية والتحقت بألعاب القوى وكان يدربنا المرحوم أحمد الرشدان وبعد سنتين انتقلت مع أحمد الرشدان إلى نادي كاظمة وامضيت ثلاث سنوات وكنت ألعب الوثب الثلاثي والزانة والوثب العالي، واذكر في إحدى السنوات كنت الثاني بالزانة والأول اسمه شهاب ولعبة الزانة ما كان أحد يرغب في ممارستها.

كنا خمسة لاعبين عندما كنت في كاظمة، اللعبة ثقيلة والعصا عادية وبعد ذلك تركت الاندية وحاليا عضو في نادي القادسية أروح للانتخابات وعندي مرشحين واعضاء اقدرهم واحترمهم وأذهب للنادي لأجلهم... الأندية واللاعبون قديما ما كان عندهم مكافآت ولكن كان الاهتمام بالطالب بأن يمنح ملابس وأحذية، وإذا كان اللاعب بالمدرسة ضعيفا كان أحد أعضاء مجلس الإدارة يذهب إلى المدرسة يستفسر عنه وعن المواد الضعيف فيها.


ADS BY BUZZEFF TV


وأيضا يقابلون ناظر المدرسة وأذكر كان معنا لاعبون اخوة خصص النادي لهم مدرسا خصوصيا في المادة الضعيف فيها كل منهم وذلك تعويضا لأيام اللعب، واذكر انه يقال ان الألعاب تؤثر على تعليم الطالب هذا الكلام صحيح ولذلك بعض اولياء الأمور منعوا أولادهم من اللعب وتفرغوا للدراسة لكن تنظيم الوقت ما بين الدراسة واللعب ممكن التوفيق بينهما وبعض اللاعبين وفقوا بدراستهم.

لعبت الزانة وفيها خطورة ولعبت الوثب الثلاثي، اختياري للزانة كان بتوجيه من بعض الإداريين والبداية من نادي كاظمة، والحقيقة لم يخطر على بالي أن أتوجه لأي لعبة أخرى. أقول وهذه حقيقة لا ينكرها أي إنسان أن دولة الكويت اهتمت بالتعليم فلذلك افتتحت التعليم المسائي وكنت واحدا من ابناء الكويت الذين تعلموا بالمساء وحصلت على الشهادة المتوسطة مساء وتركت الدراسة. بعد مدرسة ابن رشد في الفيحاء التحقنا بالتعليم المسائي جميع رواد الديوانية ولكن اثنين فقط اكملا تعليمهما الثانوي.

أول عمل

يتحدث حمادة عن أول عمل اشتغل به بعدما ترك التعليم قائلا: التحقت بوزارة الصحة وقبلت موظفا فيها والتحقت بدورة تدريبية (ملاحظ صحي) ولمدة سبع سنوات عمل، ومدة الدورة سنة ونصف السنة، وبعد سنة من العمل حصلت على الشهادة المتوسطة وتوجد دورة ثانية مساعد صيدلي وسبقوني اليها لاني لا أحمل شهادة متوسطة.

عملي ملاحظ صحي، وبعد سبع سنوات انتقلت إلى وزارة التربية ابتداء من عام ،1980 واما سبب الانتقال فهو انني تزوجت وهي تعمل مدرسة لها عطلتها السنوية ولأني من محبي السفر فهذه فرصة ان اسافر مع زوجتي بالعطلة لأن عملي امين مخزن بالمدارس واثناء العطلة نحن امناء المخازن نعطل مع الهيئة التعليمية، عملت نقل من الصحة الى التربية ولمدة ست شهور انتداب ثم عينت موظفا في المخازن ولمدة شهر ومقرها في الشويخ، رئيس القسم أخبرني ان احدى المدارس بحاجة لأمين مخزن ما رأيك لو نقلت اليها فوافقت ونقلت امين مخزن في ثانوية احمد العدواني وأمضيت بها ثلاث سنوات.

وأثناء فترة التجنيد والتحاق بعض الموظفين بالتجنيد صار هناك مكان شاغر في ثانوية الاصمعي فنقلت اليها واستمررت بالعمل ولمدة عشرين سنة في الاصمعي، واذكر ان اي طالب يطلب كتابا بدلا من كتابه المفقود نبيعه له بسعر رمزي، وأقول ان ثانوية احمد العدواني حاليا العديلية سابقا كان جميع الطلبة من الكويتيين اما بثانوية الاصمعي فكان الطلبة من جميع الجنسيات كويتيين ووافدين.

هنا الاختلاف في التعامل وعندنا بعض طلبة البعثات الذين ينهون المراحل الاخرى ينقلون للاصمعي وبعض الطلبة من خيطان. بعد التحرير من الاحتلال الصدامي تحولت ثانوية الاصمعي للطلبة الكويتيين والسبب اغلاق اليرموك وتحولت الى مكاتب الشهيد ونظام مقررات ومدرسين كويتيين والناظر في الاصمعي كان المرحوم حسن عبدالله الانصاري، رحمه الله، ومن بعده الاستاذ ابو احمد نقل الى ثانوية جابر المبارك ومن بعده الاستاذ احمد العصفور وسعد العنزي قبل احمد العصفور.

أسباب النقل من «الصحة»

عودة الى اسباب الانتقال من العمل في وزارة الصحة الى التربية بشيء من التفصيل يقول حمادة: عندما اشتغلت بالصحة لم اكن متزوجا وبعد سنوات تزوجت وكانت تعمل مدرسة وعندها اجازة نصف العام واجازة الصيف.

عندما كنت بالصحة لم تكن عندي اجازات، فلما انتقلت الى المخازن وخصوصا مبنى مخزن في المدارس صارت عندي اجازة لأن امين المخزن له اجازة مع الادارة المدرسية، وكنت احب السفر، فعندما تعطل المدارس تكون عندنا إجازة أنا وزوجتي فنسافر.

واذكر ان يوم الخميس كان عندنا عطلة وخاصة المدارس، الخميس نصف دوام والجمعة والسبت عطلة برأيي هذا غير، صحيح لان معاملات المواطنين تتأخر وبعض الموظفين يزيدون يوما لانفسهم عطلة، حاليا لا يوجد تعاون بين الموظفين اذ غاب موظف لا يسد زميله الفراغ فتتعطل المصالح.

هنا مدير الادارة يجب ان يتدخل ويعين موظفا اخر بالتكليف حتى يباشر الموظف عمله. فالعطلة يوم الجمعة والسبت فيها تأخير للمعاملات، قديما الدوام غير دوام الموظفين هذه الايام كان الموظف يعطي من نفسه في العمل.

بعد التقاعد

بعدما فراغ ضيفنا من العمل الحكومي توجه الى العمل الحر وعن ذلك يقول: بعد التقاعد توجهت للعمل الحر وعندي هواية تعلمتها منذ ان كنت في مرحلة الشباب كنت اعمل بالنجارة كهواية، الهواية بدأت وتطورت وبدأ الاهتمام بها منذ عام 1980 وخصوصا بعد الزواج لأن والد زوجتي كان نجارا أو نقول هوايته النجارة وهو الكابتن علي صالح بوغيث، ايضا والده كان يعمل نجارا وامضيت وقتي مع عمي والد زوجتي، رحمه الله.

البداية شاهدت بابا من الخشب نسميه باب «أبوخوخة» باب قديم من خشب عادي نقلته لعمي فقال هذا باب مسماري وفيه خوخة وقلت له لماذا لا نصنع باب خوخة من خشب اصلي فقال ما عندي مانع مع العلم كنا نصنع كنبات ورفوف وخزائن والبداية لا نبيع مع بداية صناعة الباب النموذج علقته بالديوانية، احد رواد الديوانية طلب ان نصنع له واحدا مثله وبعناه له والباب تكلفته كثيرة لكن نشتري لوحا خشبيا كبيرا ونقطعه حسب الحاجة والمسامير. الاصدقاء شجعونا على صناعة الباب ابوخوخة.

استمررنا في العمل وصار تجارة وبدأنا نبيع وطورنا العمل وزدنا بعض الاكسسوارات على الباب مثل دكان وكراسي وكهرباء وكل يوم نشتغل نحن الثلاثة انا وعمي وصديق عرض علينا ان نشترك بمعرض والذي عرض علينا صديق كان يشتري منا والعرض بدأ عام 1985، اخبرت عمي فتمت الموافقة فاشتركنا بحدود ثلاثين قطعة وبعنا منها الكثير وخلال اسبوع مدة المعرض نفس الصديق الذي عرض علينا الاشتراك بالمعرض عنده اخوه ايضا كان يرسم على اليرمه جميع الألوان والرسومات وكان يشارك بالمعارض، نحن شاركنا في اول معرض للمشغولات اليدوية وكان في فندق حياة ريجنسي وهذا ثاني اشتراك لنا وبالفعل تم الاشتراك وبالفعل بعنا وايضا كثيرون كانوا مشاركين.

معرض الإمارات

عن معرض آخر شارك فيه بقوة ضيفنا: في نفس العام كان عندنا طلبة يدرسون في الامارات وبلغونا بان معرضا سيقام بالامارات في جامعة العين، وسيكون الافتتاح تحت رعاية رئيس الدولة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فقررنا المشاركة ولكن من دون ان نذهب المشاركة كانت بالمشغولات فتمت الموافقة وارسلنا مشغولاتنا للمعرض وشاركنا معهم ووضعنا كل شيء بصناديق وساهموا بهم وكان عدد اللوحات مائتي قطعة ورجل اماراتي اشترى ما تبقى من المعرض.

صنع في الكويت

يكمل ضيفا: اشتركنا في معرض «صنع في الكويت» حيث كان اول معرض نشارك فيه ونجحنا وبعنا ما صنعناه، وفي السنة الثانية اشتركنا وكان بجانبنا مواطن مشارك باشياء تراثية وقال اريد ان اتعامل معكم اشتري منكم وأبيع في محلي فتم الاتفاق معه واشترطنا عليه ان يبيع بنفس السعر الذي نبيع به ونخصم له فوافق، وفي نفس الوقت مواطن رأى احدى اللوحات واشتراها ونقلها الى احدى سفاراتنا بالخارج لان هذه تمثل تراثا كويتيا وقال سأكلم احد المسؤولين بالخارجية لكي يشتري منكم. وبعد الاحتلال الصدامي توقف العمل نهائيا والسبب انني التحقت بعمل في احدى الجهات والعمل بعد العصر حتى العاشرة ليلا وفكرت أن اعمل لوحة واحدة اعلقها في البيت.

وحضر عندي احد الاصدقاء وطلب مني ان اعمل له واجهة من الباب والشباك وقلت له واحدة مجانا والثانية بعتها له وانتشر الخبر بانني رجعت للعمل فصرت اعمل اللوحة في حدود الشهر او الشهر والنصف الشهر والناس راغبون في ذلك.

استمررت في العمل وزاد العمل بيدي وبنفسي وزميلي ترك العمل وعمي صار كفيف البصر.

عام 2002 تضاعف العمل عندي ولا ازال اعمل بالشركة من هواية الى تجارة، وأحد الزملاء عنده محل في السوق ويأخذ مني ويبيع ويحاسبني واحيانا اخذ نماذج سفن صغيرة من الذين يصنعون وأبيع ما اصنعه وأحاسبهم وأنوع في الابواب بجميع الابواب وانواعها واحجامها مثل باب «بوخوخة» باب «صفاقتين» باب منظره وباب بالشلامبي وباب اربعة مناظر.

اعمل بالطلب خاصة للاصدقاء وعندي مزاج في العمل وخاصة اذا تعثرت او اللوحة ناقصة.

أيضا اصنع مباخر ثلاثة انواع: الأولى صغيرة والثانية متوسطة والثالثة ارتفاعها 120 سنتيمترا لتبخير البشوت والعباءات، وايضا صرت اشتغل لمحلين، ولكن حاليا محل واحد اشتغل له، وهم يشتغلون بالتراث، عملي نادر وراغب للعمل فيه، وقدمت هدية لمتحف العثمان وعلقتها، عمي والد زوجتي نجار ووالده نجار.

حاليا لا ازال مستمرا بالعمل في احدى مؤسسات الدولة اشتروا مني عشرة نماذج.

أفراد العائلة

يتحول حمادة للحديث عن حياته الاجتماعية واسرته حيث يقول: زوجتي تشجعني وعبدالله ولدي فنان تصوير وكانت هواية وحاليا يعطي دورات داخل الكويت وخارجها، وانصح الاولاد دائما اقول لهم العمل مصدر الرزق فانتبهوا لعملكم والهواية ثانية، نموا الهواية بالعمل، ولكن لا تتركوا عملكم.

رواد بعض الديوانيات اشتروا مني وصديق عنده مزرعة اشترى مني نماذج وعرضها في مزرعته تقريبا ثماني لوحات بأحجام مختلفة.

اما انواع خشب الابواب والشبابيك فمن الخشب الصاج الاصلي.

اشتري الابواب القديمة من الحراج، اما ابوابا عادية او ابواب صاج، انظف الابواب من الاوساخ والمسامير وأقطعها حسب المقاسات التي اريدها، وعندي مخزن خاص بهذه الاخشاب، والاخشاب القديمة سلسة في العمل ولها نظرة بعد الصبغ، وبالفعل باب الصاج لونه جميل واستخدمت الورنيش قديما بالفرشة العادية وحاليا استخدم اصباغ السلر مثبت واللكر بالماكينة التي اشتريتها وتركت الفرشة.

عملت غرفة خارجية حولتها الى مكان للعمل والشغل والاصباغ، حاليا ما عندي معرض ولكن اشتغل واجهز لمعرض قادم، اقول ان الاسبوع عندي لا يمر علي من دون عمل امضي وقتي بالعمل اليدوي، مع الوظيفة ولا ازال اعمل، وأسافر مع الاصدقاء كثيرا، احيانا ادخل السوق واتفرج على بعض المعروضات واكسب عملا جديدا، عندي مسكات من الخارج للباب وعملي مكلف وصعب، وأحد الاصدقاء يسافر ويشتري لي المسكات وادفع له التكلفة، اتعاون مع الاصدقاء «قوم تعاونوا ما ذلوا».

التقاعد والهوايات المفيدة

يتطرق ضيفنا لمسألة الهوايات وممارستها لاسيما بعد التقاعد وكيفية الاستفادة منها قائلا: ليس لي يد في الموسيقى وبعيد عنها جدا، مشغول بعملي وهوايتي، واقول للاخوة المتقاعدين اشغلوا انفسكم ولا تجلسوا في البيت، هذا انطواء على النفس، وسرعة الى الامراض، العمل يقوي خلايا المخ والرياضة اليومية فيها نشاط وتسلية، اقول للاخوان المتقاعدين وخصوصا ذوي الاعمار من الخمسين وما فوق القراءة المستمرة فيها انتاج ادبي وثقافي ويستطيع الانسان ان يقرأ كتابا جديدا يضيفه للمكتبة ويمكن ان يوزعه عن طريق مكتبة خاصة او مطبعة وهكذا يفيد ويستفيد.

الديوانية فيها معرفة اصدقاء ونقاش لأمور الحياة، لكن القراءة والكتابة فيهما فوائد كثيرة، اقول للإخوة المتقاعدين اعرضوا على المسؤولين بالدولة العمل بمكافأة رمزية وخاصة توزيعهم بالاسواق وملاحظة المشاغبين والنظافة، العمل بعد التقاعد ليس بعيب، بالعكس فيه نشاط وحيوية، رجعت قريبا من دولة خليجية جدا نظيفة كأنها صحن من الصيني، نظيفة جدا حافظوا على بلدكم.

تابعت فترة من الزمن بعض الشباب الذين يعملون بتسجيل بعض الاشرطة وبعض الكتب، احد المواطنين قال لو كنت اعرف ان العمل الحر فيه مكسب بمثل ما اعمل بعد التقاعد لما اشتغلت موظفا، وتقول الحمد لله، الله وفقني. اقول ايها الشباب ايها المتقاعدون لا تشغلوا انفسكم بالجلوس بالقهوة، اعملوا وابحثوا تجدوا الخير والكتاب والقراءة فيهما الخير الكثير، ويوجد بعض المحسنين يساعدون على طبع الكتاب مجانا والقصد هو المعلومات الادبية والثقافية والتطوع خير مكان للعمل الخيري، الجمعية التعاونية تساعد في العمل لكن بعض الاخوة المتقاعدين ما يحبون العمل ولكن الراحة.

اولادي عبدالله وعلي وبنت واحدة، وهذا الحديث الشيق للمستمعين والقراء.
 
توفيق الأمير: وثقت تاريخ الكويت القديمة بالصور وعملت بقصر السيف لتصوير استقبالات الأمير الراحل عبدالله السالم
السبت 2014/11/1
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 4275
A+

A-





توفيق الامير متحدثا للزميل منصور الهاجري احمد علي

احد المؤتمرات مع هاشم محمد
سعد الفرج وتوفيق الامير في احد المهرجانات السينمائية
توفيق الامير وحسن الجسمي ومحمد عيسى
توفيق الامير اثناء التصوير بكاميرا رولكس صوت وصورة
  • قطعت دورة للتصوير في ألمانيا لتصوير فيلم «بس يا بحر» مع خالد الصديق ووجدنا صعوبة كبيرة في تصويره
  • انتقلت مع أبي إلى العراق وضاعت مني خمس سنوات في الدراسة ما بين الكويت والعراق
  • كنت أخرج بعد الدراسة مع زميلي محمد الأربش لتصوير الطبيعة
  • ادخرت مبلغاً من مصروفي الشخصي واشتريت كاميرا 8مم من محلات أشرف
  • وثقت الكويت القديمة من خلال الصور خاصة عندما بدأت الحكومة هدم البيوت والفرجان والسكيك
  • قوات المقبور صدام حسين سرقوا أشرطتي السينمائية وصوري التي وثقت فيها بعض تاريخ الكويت
  • أجريت مقابلة مع الشيخ جابر العلي وزير الإرشاد والإنباء وقام بتعييني في قسم السينما بالوزارة
  • سافرت في بعثة إلى بلجيكا ومصر وأخذت دورات في التصوير بألمانيا
  • كنت ثاني كويتي بقسم التصوير في وزارة الإرشاد وعيّنت وأنا مازلت طالباً
  • قضينا تسعة أشهر في السودان لتصوير فيلم «عرس الزين»
  • أسست إذاعة أيام الاحتلال الصدامي الغاشم وكنت أبثها من بيتي في صباح السالم
  • خصصت غرفة من البيت كاستوديو وأنا في المتوسطة
  • الفنانون قديماً كانوا يعملون دون شروط مسبقة أو سؤال عن الأجر
  • استخدمنا بعض الخدع أثناء تصوير فيلم «بس يا بحر»
  • كنت أحمض الفيلم عند محلات أشرف وأقوم بالمونتاج في بيتي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا في هذا الاسبوع اسم كبير في عالم الإخراج السينمائي بالكويت، ولد في منطقة شرق، التحق بالتعليم وعاش مع والده فترة في العراق، ثم عاد مرة أخرى الى الكويت، ظهرت لديه هواية التصوير وهو صغير الى درجة انه ادخر من مصروفه الشخصي ليشتري كاميرا، كما جهز غرفة في بيت والده وحولها الى استوديو.

التقى بوزير «الإرشاد والانباء» الشيخ جابر العلي وعينه مع صديق له في الوزارة وهو لايزال طالبا. انه توفيق الأمير الذي عمل مصورا في قصر السيف أيام الأمير الراحل المرحوم الشيخ عبدالله السالم، كما عمل بتلفزيون الكويت مصورا.

التحق بكثير من الدورات في أكثر من وحدة ليطور من نفسه، وسافر في بعثات لدول أوروبية ليعود بعدها ويشارك في تصوير أفلام مثل «بس يا بحر» و«عرس الزين» و«وجوه الليل»، كما أسس شركة النورس للإنتاج الفني. كانت له مواقف بطولية أيام الاحتلال الصدامي الغاشم، حيث أسس إذاعة في بيته في صباح السالم، وكان معه حميد خاجه ويوسف مصطفى.

يحكي توفيق الأمير عن عمله في التصوير وهو لايزال طالبا صغيرا، كما تطرق لعمله بتلفزيون الكويت والأعمال التي شارك في تصويرها، والأفلام التي شارك فيها ضمن فريق العمل، كذلك تحدث عن المواقف والطرائف التي كانت تواجهه أثناء التصوير،


فإلى التفاصيل:

ولدت في الكويت بمنطقة الشرق بشارع دسمان قديما مقابل مدرسة الصباح، واذكر من الجيران عائلات المطوع والمجادي والعطار، وكنا متقاربين في البيوت والعائلات الكويتية.

واذكر عندما كنت في مرحلة الشباب كنت ألعب مع ابناء وشباب الفريج كرة القدم، واللبيده والهول، ولعب الكرة في براحة المطبة وفيها طنبورة ونشاهد النساء والرجال يؤدون ادوارا وحركات بارعة.


ADS BY BUZZEFF TV


وكنت اذهب مع يوسف العطار وتوفيق وحميد بوحمد وابناء البغلي وكان معنا فيصل الضاحي واذكر جدته وهي امرأة كبيرة بالعمر، وامينة المطوع وجدتي وكن يجتمعن مع بعضهن البعض، وفي الليل ننام على السطح ونفرش على الارض.

التعليم والدراسة

عن تعليمه ودراسته، يقول توفيق الامير: اول مدرسة التحقت بها مدرسة الصباح للبنين بشرق، وكان الناظر المرحوم حمد الرجيب، وكنت اذهب مشيا عبر الشارع، حيث لا يوجد ازدحام للسيارات.

وفي الصف الاول الابتدائي كنت احب المدرسة، حيث كنت ألعب مع الطلبة بالساحة، ومن المدرسين الذين اذكرهم مدرس الالعاب المرحوم يوسف العلي واحمد مهنا، وتعلمنا الرسم والموسيقى، ولكن لم يكن لي نشاط فيهما.

وكنا نحيي العلم في طابور الصباح يوميا ونهتف باسم امير الكويت، وكانت الوزارة تسلمنا دفاتر عليها صورة سمو الشيخ احمد الجابر، ونذهب الى المدرسة بالدشداشة، وبعد سنوات لبسنا البنطلون، وكانت الملابس من الوزارة لجميع الطلبة كويتيين ووافدين، وتتكون من بنطلون وقميص وبالطو.

وعن التغذية في المدرسة، يقول: بعد الحصة الثانية شوربة عدس، وفي الدوام الثاني حليب وبسكويت وللجميع سواء كويتيون او وافدون.

مدرسة الصديق المتوسطة

ويضيف توفيق الامير: انتقلت من مدرسة الصباح الى مدرسة الصديق ومكانها حاليا وزارة الداخلية، وكنت اذهب ماشيا واتخطى البيوت واعبر الطرق مع ابناء الفريج، وكنا نحمل الكتب بأيدينا ولا توجد عندنا شنطة مثقلة بالكتب او نحملها على ظهورنا مثلما نشاهد هذه الايام، وكنت اعبر من داخل المقبرة ونقطع الطريق مع الزملاء حتى الجهة الثانية ونخرج من المقبرة ومقابلنا مدرسة الصديق.

وكنت اشارك في بعض الانشطة مثل الاذاعة المدرسية، وشاركت في التمثيل، وكنت مطيعا واسمع للمدرسين وانتبه للشرح، وكان العقاب البدني موجودا في المدرسة، ويعاقب الطالب المهمل وغير المنتظم، واكملت الصف الرابع متوسط والتحقت بنشاط الكشافة وكان لي دور بارز فيها مع المجموعة.

كانت دراستي متوسطة ومستواي العلمي وفي الصفين الاول والثاني لم يكن للطالب نشاط يذكر في المدرسة، فالنشاط يبدأ من الصف الثالث والرابع الابتدائي مثل الاشبال والالعاب الرياضية، وفي المرحلة المتوسطة هناك الكشافة والفرق الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة وهذه اشهر الالعاب، وكنا نلعب قبل طابور الصباح والطابور كان ملزما للطلبة مع تحية العلم والاذاعة المدرسية، وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكنا نقوم برحلات مع الاشبال الى مزارع الفنطاس ومزارع المنقف يوم الجمعة منذ الصباح ونرجع بالمساء، وكانت الوالدة رحمها الله تعطيني اكلا بالسفر عبارة عن عيش ومرق وبلاليط مع البيض والحلوى والرهش والبعض معه البحصم.. واذكر انه كانت لا توجد لغة انجليزية وكانت أهم المواد الدراسية هي: اللغة العربية والدين والحساب والعلوم.

الانتقال للعراق

وعن انتقاله للعراق يقول توفيق الامير، الوالد انتقل الى العراق وسكن في مدينة كربلاء وقبلها في الكاظم والتحقت بالمدرسة الحيدرية وكان هناك اختلاف في المنهج العراقي عن المنهج الكويتي ثم التحقت بالمدرسة في كربلاء دون نقل رسمي من مدرسة الصديق، ولذلك فالسنوات التي كنت فيها بالعراق لم احصل على شهادة والعكس بعدما رجعنا الى الكويت لم احصل على شهادات او نقل رسمي ولذلك ضاعت مني خمس سنوات في الدراسة بين العراق والكويت ولم استفد شيئا.

اما سبب السفر للعراق فقد جمع الوالد اخواني في يوم من الايام وقال لاخوتي الكبار انه يرغب في السفر للعراق للسكن وجوار اهل البيت انتم الكبار تبقون هنا في الكويت اما توفيق وابراهيم فسأخذهما معي مع والدتكم، وقد رجع الوالد بعد خمس سنوات وتوفي هنا في الكويت بعد التحرير.

هاوي تصوير

ويضيف توفيق الامير: رجعت الى مدرسة الصديق بعد العودة من العراق وأنا في الصف الرابع المتوسط، ظهرت عندي هواية التصوير وقد تعلمتها في العراق، وكان لي صديق اسمه محمد الاربش ايضا يهوى التصوير فأصبحنا اثنين هواة تصوير وجمعنا مبلغا من المال من مصروفنا الشخصي وذهبنا انا وصديقي الى محلات اشرف واشترينا كاميرا تصوير ثمانية ملم وكلما جمعنا مبلغا ذهبنا الى محلات اشرف واشترينا افلاما.

وفي تلك السنوات تم تثمين بيت الوالد فانتقلنا الى منطقة كيفان وكان الوالد من اوائل من سكن تلك المنطقة وذلك عام 1957 وكان البيت يضم سردابا فحصلنا على غرفة صغيرة وجهزتها كاستوديو وكان محمد الاربش يزورني ونشتغل بالتصوير، ومما اذكره اننا كنا نصور الشوارع والطبيعة، ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن احمد المتوسطة وكنا بعد العصر نخرج للتصوير وفي ذلك الوقت كان المنتشر من الافلام ثمانية ملم وستة عشر ملم وبروفشنل خمسة وثلاثين ملم، واستخدمت الفيلم ثمانية ملم.

وكنت احمض الفيلم عند اشرف وفي السرداب أقوم بعمل المونتاج للفيلم مع محمد الاربش.

ويضيف توفيق الامير ان التصوير متعة واتخذته وظيفة فيما بعد، كنت اصور البحر والفرجان القديمة وبدأت اوثق الكويت القديمة وخاصة عندما بدأت الحكومة في هدم البيوت، ومن ضمن هذه البيوت القديمة الفرجان والسكيك قبل هدمها وبعدها بدأ الهدم.

وصورت كذلك السفن القديمة على ساحل البحر والقلاليف وهم يصنعون السفن الصغيرة والكبيرة واحتفظت بتلك الصور سنوات طويلة ولكن المقبور صدام حسين وقواته سرقوا كل شيء بما فيها الاشرطة السينمائية التي صورتها طوال السنين.

هاشم محمد والتلفزيون

ويحكي توفيق الامير عن رفيقه هاشم محمد وهو من سكان كيفان وانه كان من جيرانه وكان يعمل في تلفزيون الكويت منذ بداية تأسيسه وقل لي: يا توفيق انت والاربش عندكما هواية التصوير وتصرفان الكثير على التصوير ما رأيكما ان آخذكما الى ادارة الارشاد والإنباء، لتقابلا الوزير المرحوم الشيخ جابر العلي.

وتمت الموافقة، وكنت مازلت طالبا في مدرسة الصديق، وهاشم محمد يعمل بالارشاد والانباء، وذهبت انا ومحمد الاربش وادخلونا على الشيخ جابر العلي واستقبلنا وتحدثنا معه عن هوايتنا، وبعد ان استمع لنا استدعى وكيل الوزارة سعدون الجاسم وقال له خذ هذين الشابين وعينهما بالوزارة، وفي التلفزيون، وكان في دسمان، مقابل ساحل البحر، وذهبت مع محمد الاربش وكان مدير التلفزيون حينها المرحوم خالد المسعود الفهيد، اما جواد حسون فكان المدير المالي، وتم تعييننا مصورين، مع كل هذا كنت آخذ كتبي واخرج من البيت على انني رايح للمدرسة ولكن في الحقيقة اروح للتلفزيون، وفي احد الايام ابلغت الوالدة بما حدث، وعينت بقسم السينما، وكان رئيس القسم حينها عبدالوهاب السداني رحمه الله، وباشرت العمل، وكان المصور في قسم السينما هاشم محمد وكان بدر المضف في المونتاج ومحمد جاسم الجزاف بالصوت واحتفظت بمعداتي، وكنت ثاني كويتي بقسم التصوير والاول هاشم محمد، وكان يوجد اثنان مصريان واحد اسمه محمد صادق ومحمود سابو وفلسطيني اسمه سليم، وكانت الاخبار جميعها تصور، وبعد التصوير ننقل الفيلم الى المعمل في ثانوية الشويخ التابع لوزارة التربية، وبعد ذلك قسم السينما يعمل لها مونتاجا ومساعد المنصور في المونتاج، اما المشاهد الخارجية للتمثيليات فننتقل لتصويرها، مثلا المستشفى والسوق نصورهما بكاميرا التلفزيون 16 ملم، وجميع البرامج تسجيلية، وكانت الاستديوهات بسيطة جدا، وممن اذكرهم رضا الفيلي وجاسم شهاب وعبدالرزاق السيد وحمادة وليلى شقير من المذيعين.

كما اذكر اول مذيعتين امينة الشراح وباسمة سليمان.

مصور لقصر السيف

وعن عمله مصورا بقصر السيف، يقول توفيق الامير: بعد سنوات من العمل نقلت كمصور لقصر السيف لتصوير استقبالات سمو الامير المرحوم الشيخ عبدالله السالم، ومن المواقف التي اذكرها ان السكرتارية ابلغوني ذات مرة بوصول احد الضيوف، وكنت ساعتها امشي في الممر، وقد وصلت سيارة الضيف ونزل من سيارته وصعد والسكرتارية غير موجودين ولم ابلغ، فماذا افعل، ومن الضروري تصوير صاحب السمو وهو يستقبل ضيفه، فما كان مني الا ان ذهبت الى مكتب الامير وهو يستقبل ضيفه وبدأت بالتصوير.

واستمررت بالعمل في قصر الديوان الاميري، وايضا كنت اكلف بالتصوير في الخارج للتمثيليات.

وكان تلفزيون الكويت خلية نحل من العاملين، الجميع يعمل من اجل رفعة وسمعة تلفزيون الكويت، وفي الستينيات كان تلفزيون الكويت يعتبر الوحيد في المنطقة وبرامجه يشاهدها الجميع، ان فترة البث كانت قصيرة وكنا نعتبر الدوام هويتنا الثانية، فنعمل حتى يغلق التلفزيون حتى لو انني في البيت واتصل المسؤول فنلبي الدعوة ونذهب للدوام، واثناء عملي في تلك السنوات زاد عدد العاملين، واذكر بدر القطان في قسم السينما، اما قسم الكاميرات فكان عملهم بالاستديوهات، واذكر انني كنت استخدم كاميرا فولكس القديمة وآدفولكس (35 ملم) وتطورت الكاميرات، وكنا نستخدم افلام البكرة ونعتني بالافلام ونحفظها من التكسير، وفي نهاية الستينيات اسسوا مصنعا للافلام واذكر مقر التلفزيون على ساحل البحر وبعد ذلك اصبح التلفزيون يبث 12ساعة.

من الهواية إلى العمل

أما عن عمله بالتلفزيون فيقول توفيق الأمير : من هواية التصوير مع زميلي محمد الأربش صرت موظفا بالتلفزيون وأصبحت مصورا تلفزيونيا، ومع مرور تلك السنوات في العمل طورت نفسي من خلال الدورات التي كان يقيمها التلفزيون وكذلك من خلال البعثات الخارجية والتدريب، فمثلا شاركت في دورة تصوير في ألمانيا ولمدة شهور وايضا بعثة إلى بلجيكا والى جمهورية مصر العربية، وكانت دورات مكثفة ولمدة طويلة وكل دورة ما بين ستة وتسعة شهور، ومع هذه الدورات ايضا تطورت الكاميرات، وأذكر من المديرين أول مدير المرحوم خالد المسعود الفهيد ود. يعقوب الغنيم ومحمد السنعوسي وجواد حسون للشؤون المالية ورضا الفيلي.

وتم توظيف سيدات مثل سعاد عبدالله وشكرية محمود اضافة الى سيدات من مصر، وقسم السينما كان يوجد به التصوير والصوت والتحميض والمونتاج والانتاج، ولكل عمل فني متخصص، وهو الذي يتحمل مسؤولية عمله. وطورت عملي، وأثناء العمل في الدورات في ألمانيا اتصل علي الصديق خالد الصديق.. وقد كنت قبل السفر أجلس معه في مكتبه الخاص وكلمني عن فكرة لعمل فيلم.

فيلم «بس يا بحر»

وعن فيلم «بس يا بحر» يقول توفيق الأمير : ان فيلم بس يا بحر كتب قصته عبدالرحمن الصالح وهو من دولة الإمارات، وكنا نجلس في مكتب خالد الصديق والفكرة والإنتاج منه، كنت حينها في ألمانيا في دورة تدريبية واتصل بي خالد الصديق وبالحرف الواحد قال: احضر الى الكويت نريد أن نبدأ تصوير فيلم بس يا بحر، وكان كل شيء جاهزا حتى الاتفاق مع الممثلين، المهم قطعت الدورة في ألمانيا ورجعت الى الكويت وباشرت العمل، ودوري مصور الفيلم وخالد الصديق كان ولايزال من نوادر الفنانين الكويتيين، وكان له مجهود كبير وكان كل شيء على حسابه إلى أن انتهى الفيلم، هذا الرجل له دور عظيم في اخراج وبروز الفيلم للوجود وهو الفيلم الوحيد الذي حاز أكثر من عشرين جائزة وكان في بداية السبعينيات وكان التصوير في الكويت واتخذنا من سواحل الكويت المكان المناسب للتصوير.

وفي جميع المناطق البحرية في دولة الكويت وفيلم «بس يا بحر» من الأفلام الوثائقية التاريخية التي برزت في السبعينيات.

وكان يساعدني مصور إيراني اسمه مصطفى وكان في الأصل موظفا عند خالد الصديق، وقبل كل شيء قرأت القصة وحضرت البروفات مع الممثلين.

بداية تصوير الفيلم

ويتذكر توفيق الأمير تصوير الفيلم فيقول: تصوير الفيلم صعب جدا، واستخدمنا الخدع التصويرية، مثلا أثناء الغوص، فكان العمل أو الأداء داخل حمام السباحة، وأحد المواطنين ساعدنا في بناء الحمام في بيته ووضع (الجام) الزجاج والتصوير خلف الزجاج وبعض المشاهد صورت بالبحر، وكان على ساحل البحر في منطقة الشرق، وكانت عندنا كاميرات خاصة تصور تحت الماء توضع داخل البليم منعا لدخول الماء ولم انزل البحر، وكان هناك مصور آخر أجنبي لديه الخبرة في التصوير تحت الماء، وكان يغوص تحت الماء، وشاركنا مجموعة من الفنانين أذكر منهم سعد الفرج وحياة الفهد ومحمد المسعود ومحمد المنيع ومحمد المنصور، وكنا مجموعة متماسكة ولم يطلب الممثلون أجرا محددا، ولم يسألوا عنه وعملوا جميعا بجد واخلاص وتفان وقبضوا ما دفع لهم من دون شروط تحديد السعر.

وكان هذا أجمل ما في العمل، كنا نعمل لإظهار اسم الكويت في فيلم «بس يا بحر» الى درجة أن المجموعة تخرج للعمل منذ الصباح ولا ترجع إلا في المساء من دون كلل أو ملل.

والفنانون كانوا يتسابقون فيما بينهم من يشتري ويجهز الريوق ومن يحضر الغداء والعشاء، وأقول إن التماسك كان مهما في العمل السينمائي، والجميع كان محبا للعمل، ولكن اليوم الممثل يشترط كم تدفع قبل ان يوقع العقد! وربما إذا دفعت له قال: أريد أكثر! وهكذا عكس الممثلين الأوائل.. كما انهم حاليا يتشاجرون على من يكتب اسمه قبل الآخر، وخالد الصديق هو الذي اطلق اسم «بس يا بحر» على الفيلم.

ولا أنسى مشهد الفنان محمد المنصور عندما وضع يده في فم السمكة وكانت خدعة، وكان محمد المنصور اصغر الممثلين وكان عبدالعزيز المنصور مسؤولا عن المكياج.

وأما السفينة فكانت بتبرع من حسين معرفي وسيف مرزوق الشملان فقد تعاونا معنا وساعدنا كما استعنا بالفرق الشعبية للغناء البحري.

عرس الزين

عرس الزين قصة كتبها الأديب السوداني الطيب الصالح وكانت تربطه علاقة صداقة مع الفنان خالد الصديق.

وكنت مدير التصوير لهذا الفيلم.

وجهزنا كل شيء وكل ما يحتاج له الفيلم ثم انتقلنا الى السودان للتصوير هناك.

أما السيناريو فكتب في الكويت، والقصة عن السودان قديما، وذهبنا الى السودان وأمضينا فترة طويلة لمدة 9 شهور في السودان لتصوير الفيلم، مع المعدات والممثلين وكنا ننتقل من قرية لأخرى والطرق كانت رملية.

ومما أذكره اننا خرجنا في احد الأيام من العاصمة الخرطوم الى مدينة دنقلة التي تبعد عن العاصمة 1200 كيلو متر ووصلنا دنقلة وبدأنا بالتصوير وكان الطريق محاذيا لساحل النيل، وطوال الطريق كنا نرى ثمر المانجو على الأرض من كثرته، والشعب السوداني كريم جدا، وعندما وصلنا أخذنا الدليل الى مختار المنطقة وبعد السلام ذبح لنا 7 رؤوس من الأغنام، وأعطونا الكبد والقلوب والخبز الحار، وبعد الأكل بدأنا التصوير.

وأقول ان أرض السودان إذا استغلت زراعيا فانها تكفي ثلثي العالم، وهذا الكلام صادر عن تقرير من الأمم المتحدة، فأرضها خصبة ومياه النيل موجودة والأيدي العاملة متوافرة.

وقد ساعدنا الأهالي في التصوير لأن الفيلم يحكي عن زواج رجل اسمه زين على الطريقة السودانية وأفراحهم، ومدة الفيلم ساعتين وجرى تحميضه في لندن.

وكان أول فيلم قبل «بس يا بحر» شاركت في تصويره هو و«وجوه الليل» ومدته 40 دقيقة عن قصة قصيرة، وكان سعد الفرج ضمن الممثلين.

شركة النورس

ويقول توفيق الأمير : بعد العودة الى الكويت من السودان اتفقت مع مجموعة من الاخوة الفنانين وأفراد من العائلة على تأسيس شركة إنتاج، كنت مع عبدالعزيز المنصور وبدر البلوشي ومعنا اخواني علي وحسين ومحمد المنصور وكانت من أولى الشركات العربية التي تعمل بالفن والإنتاج وعندنا سيارة نقل للمعدات، والدراما نصورها بالأماكن الطبيعية من دون ديكور في البيوت أو المستشفيات او المزارع، وأول عمل قمنا به وقدمنا «حبابة» من ثلاثين حلقة عمل درامي أخذناه من برنامج إذاعي وحولناه الى التلفزيون، والدراما كنا نسجلها 13 حلقة ولكن بعضها 7 حلقات، وحاليا صار البعض يعملها 30 حلقة وأول عمل قدمناه طيبة وبدر والحب الكبير وكان الممثل يعمل معنا من دون شروط،الى ان حدث الاحتلال العراقي، وقد دمر الجيش العراقي كل شيء وسرقوا معدات شركة النورس ولم يتركوا مكانا في الكويت الا وكسروه وسرقوا المعدات والسيارات، والنورس من ضمن تلك المؤسسات التي دمروها وسرقوا معداتها، وبعد التحرير نصحني البعض بأن أقدم على تعويض، ولكني لم أقدم وانتهت الشركة، حتى الأرشيف حصلت على بعض أجزائه عن طريق الشراء من رجل فلسطيني اشتراها من الجيش العراقي الذي سرقها وكانت أشياء بسيطة.

ويضيف الأمير: اشتغلت فترة بسيطة في مؤسسة الإنتاج المشترك مع هاشم محمد وتركت العمل، وبعدها لم أشتغل، وقد رزقني الله بولد واحد هو بشار، وعين مديرا لتلفزيون الوطن في بداية تأسيسه، وهو متزوج وعنده عبدالله وعلي.

وأذكر انني أيام الاحتلال الصدامي الغاشم أسست إذاعة عندي في البيت «هنا الكويت» خرجت من بيتي في صباح السالم وكان معي حميد خاجة ويوسف مصطفى الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون حاليا، ونعم الرجل المخلص في عمله وعلاقته الطيبة الممتازة مع زملائه.

واستمررنا بالإذاعة إلا اننا كنا خائفين حيث كانوا يبحثون عنا ونقلنا المعدات الى السالمية وسلوى.
 
علي المشاري: مدرس التربية الإسلامية في «المباركية» هددني بالرسوب إذا غنيّت في حفل المدرسة فهربت قفزاً فوق السلك الشائك
السبت 2015/11/14
المصدر : الأنباء

عدد المشاهدات 12449
A+

A-




لوحة فنية عن السدو والتراث الكويتي
الوالد حسين كمال المشاري رحمه الله
الجد كمال حسن المشاري رحمه الله
خلال المشاركة في مظاهرة لتاييد الوحدة بين مصر وسورية عام 1958 في شارع الجهراء
ناظر مدرسة ابن سينا مع طلاب الفصل الرابع الابتدائي
علي المشاري متوسطا عددا من المدرسين والطلبة في مدرسة ابن سينا
لوحة فنية للفنان علي المشاري تعبر عن الفريج
على المشاري في كازينو الشجرة بالقاهرة مع كل من خليل ثويني وحسين اسماعيل وسلمان بوطيبان عام 1964
شهادة علي المشاري في سنة اولى روضة
مدرسو مدرسة السالمية الابتدائية عام 2000
علي المشاري خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري ريليش كومار

لقطة اثناء تجهيز المتحف



    • كنت أذهب إلى المدرسة في طفولتي على الأقدام وأحياناً أوصّل الماعز إلى الشاوي في طريقي
    • تقاعدت من العمل في وزارة التربية عام 2008
    • اهتممت بالرسم في المرحلة المتوسطة وكانت «التربية» تصرف الأدوات مجاناً حتى الثمانينيات
    • التحقت بثانوية كيفان عام 1961 ثم انتقلت بعد عامين إلى «الدعية»وأصبت بمرض رئوي
  • تم هدم «المباركية» عام 1958 ونقلونا إلى الكلية الصناعية ففتحت أمامي مجالات الاهتمامات الفنية
  • كنا 9 إخوة ولكن إخوتي كانوا يموتون صغاراً في عمر شهرين ووالدتي كانت تأخذني للمطوعات ليقرأن علي
  • كنا أطفالاً نلعب كرة القدم في مقبرة قديمة جداً تحولت إلى ملعب
  • في عام 1954 سنة الهدامة الثانية نقلت العائلات الكويتية إلى مدرسة الصباح بسبب الأمطار الغزيرة فانتقلت إلى مدرسة المباركية
  • بدايتي في الغناء كانت في المستشفى الصدري وغنيت «جميل واسمر»
  • عملت مدرس تربية فنية لمدة 7 سنوات في مدرسة ابن سينا
  • بعد هروبي من حفل «المباركية» خوفاً من الرسوب تواريت عن المدرس المشرف عليه لمدة أسبوع
  • التحقت بمعهد المعلمين عام 1964 بعد 6 أشهر في مستشفى الصدري وعينت مدرساً عام 1967
  • اهتممت بالرسم في المرحلة المتوسطة وكانت «التربية» تصرف الأدوات مجاناً حتى الثمانينيات
  • التحقت بثانوية كيفان عام 1961 ثم انتقلت بعد عامين إلى «الدعية» وأصبت بمرض رئوي
أصحاب الرؤية الفنية لهم نظرتهم الخاصة إلى كل شيء التي ربما تختلف عن غيرهم من الأشخاص. ضيفنا هذا الأسبوع مرب فاضل وفنان شهد طفلا وشابا وأثناء عمله في وزارة التربية الكثير من الأحداث على المستويين المحلي والعربي. يحكي لنا ضيفنا علي حسين كمال المشاري ذكرياته عن ماضي الكويت الجميل وكيف نشأ في الفريج وممارسة هواية كرة القدم مع الأتراب في الملعب الذي أنشئ فوق مقبرة. يتطرق إلى مشواره الدراسي بدءا من الروضة حتى تخرج في معهد المعلمين ويروي لنا العديد من القصص والمواقف الشائقة والتي يمكن من خلالها إلقاء نظرة على المجتمع الكويتي في هذه الفترة التي شهدت المد القومي العربي والاهتمام الكبير بالتعليم. إصابته بمرض في الرئة ودخول المسشتفى الصدري لمدة 6 أشهر كان حدثا فارقا حيث كان للأمر تأثير كبير على حياته الفنية وأنشطته. يحكي موقفا طريفا عن تهديد مدرس التربية الإسلامية له بالرسوب إذا ما غنى في حفل المدرسة أغنية «نورة يا نورة» وكيف طلب منه أن ينشد «أخي جاوز الظالمون المدى» وكيف هرب قفزا على السلك الشائك في المدرسة. التفاصيل في السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

استهل ضيفنا علي حسين كمال المشاري حديثه عن الماضي بذكريات الطفولة وايام الصبا قائلا: ولدت في منطقة شرق بحي بن خميس شارع الميدان حيث كان بيت الجد والوالد ملاصقا لمدرسة النجاح من جهة المطبة، وهي منطقة سكنية كبيرة كانت مزدحمة بالسكان، اما المدرسة من الجهة الغربية نجد شارع الميدان ومن الجهة الثانية وزارة التخطيط وبراحة الفنانة سعادة البريكي لوجود بيتها بالبراحة، ومن جيراننا عائلة الغريب وعائلة معرفي وبيت بوصخر وبيت الهولي، وخلفنا بيت التركيت واليماني والمناعي والشرف وبيت بن عيسى نواخذة السفن الشراعية واصحاب كماير، ويوجد مسجد بن خميس.

التعليم والدراسة

عن مشواره الدراسي، يقول المشاري: بداية تعليمي كانت في مدرسة النجاح بمنطقة المطبة بالخمسينيات، وكنت اذهب مشيا على الاقدام واحيانا آخذ الماعز واوصلها الى الشاوي واواصل الى المدرسة، والشاوي كان يعرف باسم ابو رجا، والاطفال يغنون ويقولون «هذا شاوينا شاوي المطبة».

المهم تعليمي كان في مدرسة النجاح، واذكر أن الملعب كان بجوار المدرسة، والاصل انه كان مقبرة قديمة جدا وتحول الى ملعب، وفتح بها باب كبير، ويوجد ايضا مقبرة ثانية بالقرب من بيت بوسكندر، وتوجد براحة وفيها شاوي بورجا. التحقت باولى ابتدائي، وكل 3 اشهر ينقل الطالب لفصل آخر ويعتمد على مستوى الطالب، واذكر انني رسبت في سنة اولى وعدت الفصل وكان الفصل يعرف باسم الحيوانات، مثلا اولى بطة اولى غزال وهكذا.

وفي سنة ثالثة انتقلت الى المدرسة المباركية، وكنت اعتقد انها مدرسة متوسطة ولكن قرأت الشهادة فإذا هي مدرسة مشتركة.

والاستاذ عهدي اللبدي درسنا في مدرسة النجاح ونقل الى المباركية في السنة نفسها التي انتقلت بها، وكان يدرسنا اللغة العربية ودرست في الصف الرابع الابتدائي، وقد نقلت العائلات الكويتية الى مدرسة الصباح بسبب الامطار الغزيرة التي نزلت على الكويت، وتعرف بسنة الهدامة الثانية، لذلك انتقلت الى المباركية وبعض العائلات في مدرسة الصباح، والمباركية اقرب من الصباح حيث شارع واحد من حي القناعات الى السوق الداخلي الى المباركية.

الأنشطة المدرسية

عن الانشطة التي مارسها خلال الدراسة، يقول المشاري: اولا كنت ضعيفا جدا والوالدة كانت تأخذني الى المطوعات يقرأن علي، وكان عددنا 9، ولكن كانوا يموتون بعد الولادة بشهرين ويدفنهم الوالد في مقبرة هلال، المهم اكملت دراستي في المباركية وانتقلت الى مدرسة فلسطين المتوسطة ووصلت الى الصف الثالث المتوسط، ثم انتقلت الى مدرسة فلسطين وحصلت على الشهادة المتوسطة بسبب الانتقال، ان الوالد سكن في الدعية ولم تكن فيها مدرسة متوسطة، وأذكر أن الامتحان كان جماعيا لجميع المدارس المتوسطة ونجحت.

وكان لي نشاط متميز في المرحلة المتوسطة وباشرت هوايتي وكان تشجيعي على هواية الرسم من المدرس بالمدرسة، وكان كل شيء مجانيا ويعطى للطالب، وهذا ايضا من اسباب اهتمامي بالرسم، واستمرت التربية باعطاء الطلبة الادوات مجانا، حتى الثمانينيات، واذكر عندما كنت طالبا تعلمت على يد احسن وافضل المدرسين الذين وفرتهم وزارة التربية ، وانتشرت مادة التربية الفنية وتخرج على ايديهم مجموعة من الفنانين التشكيليين، كان المدرس هو الذي يكتشف الطالب، وعندما ذهبت الى معهد المعلمين كان الاختبار فسألني المدرس ما هواياتك؟ فقلت له الرسم، ولم يسألني عن الغناء.

بداية الرسم والرياضة

عن بدء نشاطه الفني في مجال الرسم يقول ضيفنا: أول ما بدأت ارسم كان لوحة في المرسم المدرسي تحت اشراف مدرس التربية الفنية وكان أول رسم خيمة وشجرا ووردا وقد استخدمت الطين، وكان المرحوم خليفة القطان يدرسنا في مدرسة النجاح وكان ناظر المدرسة عبدالله حسين الرومي.

وكنت اشارك في المعارض واشارك بالفريق الخاص الرياضي في مدرسة فلسطين، واذكر كنت اللاعب الذي صعد على السلم الذي يحمله أحد اللاعبين الكبار وكان وزني خفيفا جدا.

وكان الفريق الخاص يتم اختيار الطلبة من جميع فصول المدرسة تقريبا ،عددهم ستون طالبا، وحسب الطول، والسبب ان الاختيار من الفصول لان الفصل فيه مختلفون بالاجسام واذكر محمود الطرابشي في المباركية يدربنا فيها حتى انتقلت الى فلسطين رابعة متوسط.

اما في التربية الفنية فان الموهبة تظهر على الطالب من الابتدائي، بالنسبة لظهورها لي كان بالمرحلة المتوسطة مع المدرسين محمود أبوالمعاطي ومحمد العيتاني وهما من الجنسية المصرية، عندما كنت في المباركية نقلونا الى الكلية الصناعية وهدمت المباركية 1957ـ1958.

مع وجودي كطالب بالصناعية ونحن طلاب المباركية استفدت اكثر وفتح لي المجال والمكان مفتوح فكنا نجلس تحت الشجر وفي الملاعب.

المدرس عليه الدور الكبير في استخدام الألوان واذكر انه لا يوجد أقلام شيني للرسم حيث لم تستورد، وفي زمن عملي بالتدريس ظهرت ألوان الشيني بالسبعينيات، كنا نعمل بالألوان المائية ثم ألوان البودرة، أبوالمعاطي كان يدرسنا النجارة بعدما انهيت المتوسطة وانتقلت الى الثانوية.

المرحلة الثانوية

المرحلة الثانوية من أهم مراحل تكوين شخصية الانسان لاسيما اصحاب المواهب الفنية، عن هذه الفترة يقول المشاري: بعد تخرجي في المرحلة المتوسطة كان يوجد ثانويتان ثانوية الشويخ كانت تضم طلبة جميع المناطق بما فيها طلاب المناطق الخارجية والقبلة والمرقاب والشرق وبعض طلاب المنطقة الشرقية التحقوا بثانوية كيفان والناظر حسن زغلول ثم نقل الى ثانوية الدعية أول افتتاحها.

التحقت بثانوية كيفان العام الدراسي 1961-1992 وبعد عامين انتقلت الى ثانوية الدعية، في تلك السنة اصبت بمرض الرئوي ودخلت المستشفى الصدري على اثره ولمدة ستة شهور، بداية العلاج بمستوصف الدسمة ولم يكن هناك ازدحام سيارات، وتم تحويلي الى المستشفى الصدري الموجود في منطقة الصباح وقد بني عام 1956.

المستشفى الصدري

قضى المشاري بعض الوقت في مستشفى الصدري ويقول عن ذلك: دخلت المستشفى الصدري كمريض خضعت لعلاج المرض الرئوي ولمدة ستة شهور الوالد والوالدة كانا يزوراني كل اسبوع وكانت الرعاية الطبية ممتازة، وشاركت في احد الاحتفالات الترويحية عن المرضى وغنيت بعض الاغاني التي كنت احفظها مثل عنابي والتي كان يغنيها المطرب المصري كارم محمود ومن بعده ظهر محمد قنديل واشتهر بأغنيته جميل واسمر.

كيف تم اختياري؟


ADS BY BUZZEFF TV


يوجد في المستشفى قسم للعلاقات العامة وافراد القسم كانوا يزورون الاجنحة ويسألون المرضى من الذي عنده موهبة الغناء او التمثيل فقلت لهم انني اجيد الغناء واحفظ لصالح عبدالحي وعبده الحمولي وكارم محمود ومحمد قنديل، وانا شخصيا من عشاق المطرب المصري القديم صالح عبدالحي.

سألني مسؤول العلاقات العامة ما الاغاني التي ستغنيها فأخبرته واذكر ان راشد الرشيد حضر عندنا وهو موسيقار وكان برفقته لجنة من وزارة الشؤون الاجتماعية وذلك للترفيه عن المرضى، وتم اختياري للغناء واذكر الممثل كنعان حمد، وآخر وقد انشأوا المسرح في الساحة الداخلية وقد اخترت اغنية «جميل واسمر» ولم امثل ولكن قمت بالتدريب أثناء التدريس.

انتهت الحفلة في المستشفى، ولكن قبل ذلك كان لي دور في الغناء.

الغناء في المدرسة المباركية

قبل دخولي الى المستشفى وعندما كنت طالبا في المدرسة المباركية اشتركت مع فرقة التمثيل فيها، وكان المدرس المشرف الاستاذ حامد الجادرجي، الخطوة الأولى في المدرسة ان المدرس يعلن عن قبول طلبة للغناء والتمثيل فتقدمت وسألني المدرس ماذا تغني فأخبرته وتم اختياري مع المجموعة وقلت له احفظ اغنية «ما قاللي وقلت له» وغنيتها أمامه وقال لا تكمل وغنيت الثانية «نورة يا نورة».

وغنيت الاغنية وسمعها الاستاذ ولمدة اسبوع كان التدريب وقال المدرس غدا تبدأ الحفلة، وذهبت الى الفصل ودخلت الفصل والمدرس الموجود المرحوم الاستاذ محمد محمود عبدالحليم الشيخ، وهو استاذ ازهري، وأول سؤال كان: اين كنت ومن اين حضرت؟ فقلت له: كنت عند الاستاذ حامد الجادرجي اتدرب لأن غدا عندنا حفلة، فقال: ماذا ستقدم؟ فقلت له: اغني (نورة يا نورة)، بدأ الغضب والزعل، فقال: بدلا من ان تغني «اخي جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدى»،تغني «نورة يا نورة»، في ذلك الوقت كانت معركة 1956 فقلت لم يطلبوا مني ان اغني «اخي جاوز الظالمون المدى»، فقال لي غدا لا تذهب معهم والا فستسقط في التربية الاسلامية، المدرس هددني بالرسوب، ادين بالفضل لذلك المدرس لأنه منعني من الغناء وكان في ذلك الوقت بروز وظهور شادي الخليج.

ماذا فعلت لعدم الحضور؟

لبست ملابس الحفلة، وذهبت الى المطعم مع الطلبة وأكلت معهم، وبدأ النداء على الطلبة المشتركين، ولكن ماذا افعل؟ ذهبت الى الفصول الخلفية والمبنى ملاصق للملحق وعليه سلك شائك لمنع الطلبة من النزول، وعلى الحوائط توجد بايبات صحية، وكان الاستاذ نايف دلول بيده الخيزرانة ويلاحق الاولاد وبعض الطلبة الكبار.

بالنسبة لعدم مشاركتي فقد هربت من الحفلة ونزلت من الفصل بواسطة البايب النازل من السطح وكان هناك طلاب هاربون من المشاركة في الحفلة وقد نزلوا قبلي وكان امامهم شبك من الحديد، وبعد الشبك يجب ان اقفز، وصلت الى الارض وهي السكة التي بين المسجد والملحق، ورجعت الى البيت، احد الطلبة اخبرني بان اسمي ذكر على المسرح.

وفكرت كيف اذهب الى المطعم لتناول الفطور في المدرسة وامضيت اسبوعا لكي لا يراني الاستاذ الجادرجي كنت آكل كثيرا بالبيت واتخفى عن المدرس.

اما مدرس التربية الاسلامية فشكرني لعدم مشاركتي بحفل الغناء والتمثيل، ونمت علاقتي معه الى ان توفي رحمه الله، ومدرس المسرح نسي هذا الموقف وشجعني على الغناء بعدما دخلت المستشفى الصدري وغنيت هناك مع المرضى «جميل واسمر»، وكان عندي الاستعداد منذ ان كنت مريضا وراشد الرشيد كان موسيقار وتوفي بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي.

بعد الخروج من المستشفى

بعد 6 اشهر امضيتها في المستشفى الصدري وبعد خروجي ذهبت الى ثانوية الدعية وذلك في العام 1964، وفي تلك السنة تم افتتاح معهد المعلمين والتحقت به حتى تخرجت وعينت مدرسا للتربية الفنية في العام 1967 واول مدرسة عينت بها كانت مدرسة ابن سينا الابتدائية وناظرها المرحوم الاستاذ عبدالكريم علي عرب، وعين معي بالمدرسة نفسها كل من عباس بوعباس وعيسى القلاف وغانم البناو.

وكنت المدرس الوحيد بالتعيين تربية فنية، الا ان الاستاذ عبدالكريم قبازرد سبقني وهو اول كويتي مدرس تربية فنية في ابن سينا ومعه احمد حسين الصايغ، ومعهما مدرس ثالث نقل الى مدرسة اخرى، وعينت بدلا منه، امضيت سبع سنوات مدرسا في ابن سينا للتربية الفنية.

كنت أعمل عملين: الاول مدرس والثاني فنان تشكيلي، وبالفعل كان تركيزي على الطالب الذي امامي وانصب اهتمامي على المادة والطالب كيف اوصل المعلومة له كمدرس وهو طالب.

الا اني كنت اداوم مساء الخميس والجمعة مع الطلبة للعمل بالجداريات والرسم مع اشرافي والعمل ايام الشتاء وذلك بعد الاستئذان من ناظر المدرسة، وبعد موافقة ولي الامر، ولا يجوز تأخير اي طالب الا بعلم الاثنين الناظر وولي الامر.

الزمن تغير والسيارات تسبب ازدحاما شديدا، ولي الامر يخاف على ابنه، مشاكل كثيرة بالطريق، مشاجرات طلابية، لكن العلاقة الحميمية بين المدرس وولي الامر احترام الطالب لمدرسيه ورغبة الطالب بالتعلم، التنافس بين الطلبة وكذلك اولياء الامور تنافس شريف لكي يحصل الولد على درجات كبيرة متقدمة، قديما كان ولي الامر امي غير متعلم ولكن كان مهتما بتربية اولاده وتعليمهم.

كان اهتمامي بالطالب وتعليمه وتزيين المدرسة، وفي مدرسة ابن سينا تسلمت النشاط الفني ونشاط التمثيل وتدريب الطلبة اصحاب المواهب كنت آخذهم إلى المعارض الفنية لمشاهدة الرسومات، وأذكر أن الطلبة اخذتهم الى معرض سالم محمد آخر السنوات من عملي كان الطالب يلتقط ما يشاهده.

وكان عندي طالب موهوب في مدرسة ابن سينا وهو محمد شريف كان رساما ممتازا واذكر انه شارك مع اثنين من الطلبة ورسموا لوحة فنية ممتازة كبيرة، فالفن له ذوق ووقت يرسم فيه، تقاعدت عام 2008.

المشاركات الفنية

ويضيف المشاري: شاركت في معرض للرسم أقيم في قصر خزعل وقدمت لوحتين، والطلبة الذين عندهم موهبة أشركهم معي، وايضا ادخلت بعض الطلبة في معاهد فنية بعدما اتفقت مع ولي الأمر.

واذكر إحدى وليات الأمور كان ولدها يرسم اللوحات بالفحم ولوحاته جميلة جدا ويرسم بالطباشير على الورق الاسود وبالفحم على الورق الأبيض، واستدعيت والدته وشرحت لها ان ولدها لديه موهبة فاعتنوا به.

وفي إحدى السنوات صار عندنا تجمع في الصالة وقلت لناظر المدرسة لماذا لا نشارك وعندنا كل شيء؟ اعطونا اربعة امتار في ستة امتار على مسرح الصالة، فتمت المشاركة وكان تفكيري في هذا الولد واشركته معي وحضرت والدته ودهشت من رسوم ولدها، وإحدى الجرايد اليومية حضرت وصورت المعرض وقدمت هدية للولد كتبا، الطالب حاليا في كلية الهندسة بالجامعة، وطالب آخر في مدرسة السالمية ومعه زميله يجلسان مع بعض وظهرت عليهما موهبة الرسم ووقفت بجانبهما وساعدتهما والاثنان حياتهم عجيبة.

الطالبان علاقتهما حميمة مثلا بعد الدوام يزوران بعضهما في البيت بعد الدراسة، وكل واحد معه كتابه وكراسته يقرآن قصة، واحد يقرأ والثاني يرسم على الكراسة، الصفحة الثانية يكتبان الكلام.

وأعرف واحدا منهما اما الثاني فلا اعرف عنه شيئا، وقد قلت لهما اثناء الدراسة ان واحدا منكما سيصبح مخرجا تلفزيونيا والآخر سيصبح مؤلفا، وأعرف اسم الاول محمد سلطان الكندري وتعلم في التطبيقي وبعد التخرج حاليا يدرس هندسة في انجلترا، الحين لا يعرف بعضهما حيث تفرقا بسبب ظروف الحياة.

وايضا في مدرسة عمير بن سعد تخرج واحد من الطلبة وصار فنانا.

كيفية تعيين الوكيل

عن الطريقة التي يتم من خلالها تعيين وكيل المدرسة يقول المشاري: يتم ترشيح المدرس الحاصل على أكثر من امتياز وتتكون لجنة في الوزارة من بعض القياديين ويخصص يوم أو أكثر لاستقبال المدرسين المرشحين للوكالة أو النظارة ويتم استدعاء المرشح ويقابل اللجنة وتجري مناقشة حسب آلية الاختيار وكل عضو باللجنة يسأل المرشح وينظر الى شخصيته وحسب كلامه واجابته ويمكث تقريبا عشر دقائق في المقابلة بعض المرشحين ينجحون من دون مقابلة ويعين وكيلا أو ناظرا.

ويضيف: بعض المدرسين يستدعى كل سنة ثلاث أو أربع مرات ثم يُصرف عنه النظر، وبعض المدرسين اثناء المقابلة يعتذرون ولا يرغبون في أن يكونوا إداريين ويرغبون في العمل مدرسين حتى التقاعد.

وعندما قابلت اللجنة كان أول سؤال هو، قال انت مدرس واثناء الشرح من آخر الفصل طالب قذف عليك طباشيرة ماذا تفعل؟

فقلت له طالب بهذه الاخلاق اعاقبه بشدة، فقال ها هذا هو العلاج فقلت نعم، وهكذا الاسئلة مختلفة، بعض المدرسين ينجح من دون مقابلة والبعض بعد عدة مقابلات.

عندما كنت مدرس تربية فنية كنت اتعامل مع الطالب بكل احترام ومراعاة شخصيته مهما كان صغيرا واثناء الفرصة اجلس بالمرسم وبعض الطلبة يحبون المادة بسبب معاملة المدرس مع الطالب وحسن تصرف المدرس.





المتحف المنزلي

فيما يعتبر جانبا مهما من اهتماماته الفنية قرر المشاري إنشاء متحف فني يقول عنه: بعد التقاعد فكرت في إنشاء متحف لحفظ ما تبقى من قديم الكويت وباشرت جمع كل ما يقع بيدي من المعدن والحديد والاسطوانات والأنوار والفوانيس وجميع أنواع الأثاث. وكذلك لدي رادو «آر سي ايه» رممته وأعدته من جديد، المتحف موجود حاليا بالمنزل ومن المتاحف الجيدة.



تعيينه وكيل مدرسة

عن اختياره وكيل مدرسة يقول المشاري: بعد اثنتي عشرة سنة من التدريس عينت وكيل مدرسة، وأول مدرسة عملت بها الإدريسي بالفحيحيل وكنت ارسم بالمرسم عند أحد المدرسين، كنت وكيل مدرسة وأعمل بالمرسم، وذلك بوقت الفراغ، وقد عملنا لوحات علقناها على واجهة المدرسة وكذلك كنت أدخل الفصول أثناء غياب اي مدرس، وأذكر أنني أخذت جدول أحد المدرسين أثناء غيابه آخر حصتين في اليوم الدراسي ـ الطلبة في مدرسة الادريسي كانوا ممتازين وعلى خلق كبير، وأحسن طلاب في الفحيحيل ونوعية الكويتي الذي كان يسكن هناك «المستوى عال» ويحبون تعليم أولادهم ـ ايضا اختلاط الطالب الكويتي مع أصدقائهم من الوافدين العرب أو أجانب، فالبيئة المنزلية لها دور كبير في التأثير على الابن.

وأمضيت سنتين في «الادريسي» ونقلت بعدها الى «أبوذر الغفاري» في الرقة ولمدة ست سنوات.

ناظر «الادريسي»كان حسين عبدالخضر أصغر، عملت مع اربعة نظار.

وأول ناظر كان عبداللطيف القلاف وكنت معه وكيل مدرسة ومعي وكيل آخر اسمه فيصل التمار أي وكيلان في المدرسة، أما السنة الثانية فعين ناظر آخر اسمه حسين ابراهيم راشد المنصور ومعه ناظر آخر بنفس الوقت ونقل الوكيل فيصل التمار، وهذه أول مرة يوجد بها ناظران ووكيل واحد، ولكن شهادة لله كل واحد منهما أحسن من الآخر لا أفرق بينهما، وبعد ذلك نقلت ومكثت بالعمل لمدة ست سنوات في الرقة، كونا مجموعة طيبة وكنا نخرج في رحلات برية متعاونين، واذكر بيوم من الأيام كنا في حفلة في صالة المدرسة وحضر احد المواطنين وقال أين الناظر؟ فقيل له الناظر ذلك الرجل الذي يوزع الصحون فقال أين الوكيل فقيل له انه ذلك الرجل الذي يوزع الأكل على الجلوس من الناس تعجب الرجل ان الناظر والوكيل يعملان ويشتغلان بأيديهما مع وجود العمال.

واذكر عندما كنت في ابن سينا.. ان بعض المدرسين كانوا يشترون الباجله والنخي والخبز.

اذكر في ابن سينا الصف الرابع حيث كنا نخرج معهم في رحلة برية والإدارة المدرسية كانت تشاركنا الرحلة، كنا مجموعة مدرسين متآخين متحابين لا فرق بين مدرس وآخر وهكذا في جميع المدارس كان التعاون السمة المتميزة بين المدرسين كويتيين كانوا او من الوافدين العرب.. وفي الرقة ايضا كنا نشارك ونقيم الحفلات.





قصة العودة للتعليم

لعودة ضيفنا علي المشاري الى التدريس مرة اخرى بعد التقاعد قصة يرويها قائلا: عام 1967 صدر قرار من الوزير ان من أمضى الثلاثين عاما يتقاعد وبعد مرور سنوات صدر قرار بإحالة مجموعة من المدرسين والمديرين والعاملين للتقاعد ومن لا يرغب في التقاعد ينتقل الى ديوان الوزارة ويعتبر تجميدا.

فتقدمت للتقاعد بعد خدمة تقريبا ثمانية وعشرين سنة عام 1995 تقدمت للتقاعد في تلك السنة، أمضيت وقتي في بناء دور في البيت لأن سالم ولدي مقبل على الزواج، سنة ونصف السنة كنت مشغولا.

خلال السنة ونصف السنة نزل وزني خمسة عشر كيلو أمضيت، وقت الفراغ في بناء البيت لمدة سنة ونصف.. في القانون لمن يريد ان يرجع للعمل مدرسا لابد ان تمضي عليه سنتان، بقي على ذلك ستة شهور، امضيتها وبعد سنتين من التقاعد ومعي المرحوم راشد المنصور وكان ناظرا ومع ذلك قالوا لنا الناظر يرجع «مدرسا» والوكيل يرجع «مدرسا» ولا يوجد لكما مكان سوى التدريس، بعد التوكل على الله قررت العودة مدرسا لمادة التربية الفنية واشتغلت اثنتي عشرة سنة بعد العودة وعينت في مدرسة سالم الحسينان وكانت مشتركة.

السنة الأولى بعد فصل المرحلة الابتدائية عن المتوسطة وصل كتاب الى ناظر المدرسة فيه اسمي مرشح وكيل مدرسة قرأت الكتاب لكنني رفضت بسبب التعقيدات ولا اريد ان التقي مع اللجنة التي تختار الوكلاء.

رفضت لعدم رغبتي في التعامل مع من هم أصغر مني، ورجعت للتدريس مدرس تربية فنية.
 
عيسى الجيران عملت مدرباً بنادي القادسية.. ودربت فريق اليرموك.. وأقول للجيل الحالي: الرياضة فن وذوق والأخلاق يجب أن تكون أكبر من كل شيء
السبت 2015/11/7
المصدر : الأنباء
عدد التعليقات 1
عدد المشاهدات 12640
A+

A-




عيسى ملا عيسى يتوسط مجموعة من اللاعبين في نادي القادسية
سيارة قديمة موديل عام 1967 خاصة بالاستاذ عيسى ملا عيسى
مجموعة من الحكام في احدى البطولات
شباب رياضي بالسبعينيات
الجيران يتوسط بعض الرياضيين
الحكمان عبدالوهاب البناي وعيسى ملا عيسى وعبدالرضا البكر
عيسى ملا عيسى مع المعلق الرياضي المرحوم محمد لطيف
حسن الصراف وعلي محمود واحمد خلفان واخرون
الاستاذ عيسى محمد ملا عيسى يتحدث للزميل منصور الهاجري محمد خلوصي
تسليم درع نادي القادسية في احدى المناسبات
مجموعة من مدرسي التربية البدنية مع الاستاذ عيسى ملا عيسى



  • أنهيت الدراسة في معهد المعلمين وتخرجت مدرس تربية بدنية بالدفعة الأولى
  • أول مدرسة عملت فيها مدرساً هي الفارابي بحولي ثم انتقلت إلى مدرسة خالد بن الوليد بالنقرة
  • أدركت الجيل القديم من الرياضيين بالأندية القديمة
  • دربت فريق اليرموك وبعد تعاقدهم مع مدرب أجنبي قدمت استقالتي
  • أمضي الوقت حالياً في نادي اليرموك ومن تلاميذي فيصل الدخيل وسامي الحشاش
  • أشرفت في نادي اليرموك على تدريب لاعبين كثيرين مثل حسين المكيمي وأحمد الأميري
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيفنا هذا الاسبوع شخصية رياضية وتربوية بامتياز، إلى جانب عمله بوزارة التربية معلما كان يمارس الرياضة مدربا وحكما، هو الاستاذ عيسى محمد ملا عيسى الجيران، الذي تخرج في الدفعة الأولى بمعهد المعلمين مدرس تربية بدنية. وعمل في أكثر من مدرسة الى ان طلب التقاعد، ولكن بعد 3 سنوات عاد الى العمل واستمر لمدة 7 سنوات حتى تقاعد.

يقول: «في نادي اليرموك أشرفت على تدريب عدد من اللاعبين منهم حسين المكيمي وأحمد الأميري، وكنت في ذلك الوقت مدرسا وحكما ومدربا لكرة القدم».

وقد التحق ضيفنا بدورة تدريبية في القاهرة لمدة 3 أشهر على نفقة نادي القادسية وبعد عودته عين مدربا لفريق الأشبال بالقادسية ثم انتقل بعد ذلك مدربا بنادي اليرموك الى ان تعاقدوا مع مدرب أجنبي فرفض الاستمرار وقدم استقالته، ويؤكد أن الرياضة المدرسية في ذلك الوقت كانت شعلة من النشاط، وكانت المدارس تمد الأندية بكثير من اللاعبين أصحاب المهارات.

الجيران استدعى كثيراً من الذكريات واحداث من الماضي ذكرها لنا خلال حواره نقرأها من خلال السطور التالية:

يقول الجيران: ولدت في منطقة الشرق في المطبة ببيت ملا عيسى جدي لوالدي، ثم انتقلت للسكن بفريج العوضية خلف مسجد الرومي بتلك المنطقة ترعرعت وبعد ذلك انتقلنا للسكن بفريج بن خميس، وكانت منطقة المطبة تتكون من مجموعة من الدكاكين، واشهر الباعة مبارك الهدهود وآخر اسمه هاشم، والمطبة كانت المنطقة السكنية الوحيدة التي سكانها لا يذهبون الى السوق لشراء المواد الغذائية، الا اذا لم يجدوا حاجتهم في دكاكينها، واذكر انني كنت العب في براحة المطبة مع الاصدقاء وفي فريج هلال المطيري كنت العب مع اولاد الشراح مثل يوسف واولاد الغرزان وعبدالعزيز واخيه احمد الحربان واولاد البرغش في سكتنا عبدالعزيز وبرغش وبيتنا في سكة سد فيها ثلاث بيوت وسكة طويلة فيها بيت النجدي وبيتنا وبيت عمي في السكة السد.
السكة الطويلة فيها بيت الحربان وبيت الشراح وآخر السكة الطويلة توصل الى الحفرة ومنها الى المطبة، وكانت البيوت من الطين بيوت صغيرة وبيوت كبيرة متداخلة مع بعضها البعض ومتلاصقة، والبراحة عند مسجد هلال ويوجد مسجد وكنا نلعب الحيب الحيب وصفروق والهول والتيله ودوامه واورطه والجيس والكوينه والهول يتكون من فريقين وكنت سريع الركض، وفي المدارس وخاصة عندما كنت طالبا في مدرسة المتنبي لعبنا مع الفريق وكان يلعب معنا اللاعب عبدالرحمن الدولة ومحمد عيسى وكنت سريعا جدا بالكرة، اركض بالكرة لا يستطيع احد من اللاعبين ان يمسكني حتى اصل الى الهدف، ساعدني على الركض ان جسمي كان ضعيفا، وايضا كنت لاعبا في فريق كرة القدم في مدرسة المتنبي، ولعبت مع عبدالرحمن الدولة ومحمد عيسى.

واذكر من المباريات التي شاركت فيها وكانت شهيرة لعبنا ضد الشامية المتوسطة على نهائي المدارس وكان عبدالرحمن الدولة مشاركا معنا، لكن اذكر انه كان يلعب سلة وكان من اللاعبين الممتازين، وكانت المباراة على ملعب ثانوية الشويخ حاليا (جامعة الكويت)، وقد فازت مدرسة المتنبي على الشامية بأربعة اهداف، وكان من اللاعبين بالشامية خالد الحمد وجاسم الحميضي، وكان يوصي اللاعبين: امسكوه امسكوه عني، واذكر ان خالد النجدي والدولة وسليمان النجدي هم الذين احرزوا الاهداف، كما اذكر مدرب القدم بالمدرسة كان مصري الجنسية، واذكر من اللاعبين ايضا محمد عيسى وسليمان وسليمان دهيمة وعبدالعزيز العوضي وحارس المرمى سلطان المضف أما اللاعب مرزوق فلعب بعدما انهينا المرحلة المتوسطة ولعب مع العربي.

وقد حضر تلك المباريات الطلبة وبعض المدرسين.

ويضيف الجيران: لعبت لمدة ثلاث سنوات كرة القدم في مدرسة المتنبي وبعد ذلك انتقلت إلى مدرسة الصديق واذكر من اللاعبين فيها راشد السيف حاليا مختار السرة وأخيه سالم وخالد الحربان واسحاق دفاع ومدرسنا الأستاذ عبدالإله، كما دربنا مدرس مصري وقبل ذلك كنت اذهب الى نادي الخليج للمشاهدة وهذا من اسباب التحاقي بفريق القدم وعندما كنت في مدرسة الصديق لعبنا ضد مدرسة عمر بن الخطاب وفزنا عليهم.

وتخرجت في الصديق المتوسطة وانتقلت إلى ثانوية كيفان الصناعية ولعبت مع فريق الكلية وأقمنا مباريات ضد فريق الشرطة.

وأذكر نادي العروبة الذي تحول إلى النادي العربي ولعبت مع الفريق وكان المدرب مصريا وكذلك لعبنا ضد العروبة وكان فريق الكلية الصناعية قويا وفيه لاعبون ممتازون ولم استمر بالكلية الصناعية وتركتها ورجعت إلى الصديق لأني رسبت سنة واحدة وبعد ذلك نجحت والتحقت بثانوية كيفان مع بداية افتتاحها ولعبت مع فريق الثانوية وشاركت في عدة مباريات وأذكر أن الناظر كان مصريا وبعد عام تركت ثانوية كيفان.

معهد المعلمين

وعن فترة دراسته يقول الجيران: التحقت بمعهد المعلمين ولمدة اربع سنوات ومقر المعهد في البداية المتحف العلمي حاليا (وسابقا مدرسة قتيبة) وبعد ذلك انتقلنا إلى مقر ثانوية صلاح الدين بالمرقاب وأذكر من الزملاء بالمعهد عبدالله عيسى وعبدالله راشد ويوسف الشطي رحمه الله وإبراهيم الدعي وجوهر وكنت أول طالب يدير طابور الصباح في معهد المعلمين، وقد شجعني على ذلك مدرس مصري اسمه عبدالفتاح سراج.

والتحقت بفريق كرة القدم بالمعلمين والفريق يتكون من مجموعة من اللاعبين الطلبة وشاركت في عدة مباريات ضد المدارس الثانوية ولكن لم يفز الفريق بأي بطولة.

واستمررت في اللعب مع فريق المعلمين حتى التخرج كان تخصصي تربية بدنية سنة اولى وثانية دراسة عامة وثالثة ورابعة تخصص بدنية وبعد اربع سنوات من الدراسة انهيت المعلمين وتخرجت مدرس تربية بدنية الدفعة الأولى من المعلمين.

بداية مرحلة العمل

ويتذكر الجيران أن أول مدرسة عينت فيها الفارابي الابتدائية في حولي والناظر غازي العماني وعين معي ابراهيم الراشد ولمدة عام واحد نقلت إلى مدرسة خالد بن الوليد في النقرة وأمضيت اربع سنوات ومعي علي مطر ومحمد عبدالقادر وياسين مال الله مدرس موسيقى ولكن الناظر فلسطيني وكان يدير مطعم البحار في السالمية.

وبعد ذلك نقلت إلى مدرسة الغزالي الابتدائية وتقع في منطقة الشويخ وكان معي من المدرسين بدر الجوعان ويوسف نجم مدرسي تربية بدنية ولمدة سنة واحدة بدر الجوعان مدرس ابتدائي ويوسف نجم مدرس كان معي للمرحلة المتوسطة أما بدر فقال أريد مدرسة الغزالي مع يوسف وحضر الموجه وقال لي إن الأستاذ بدر يرغب في المدرسة.

وتم نقلي إلى مدرسة حولي المتوسطة وأمضيت فيها عدة سنوات بين مدرس وحكم ومدرب للألعاب وكان فيها الأستاذ حسين شختور وعبدالله المسلم وكذلك كان معنا مدرسون مصريون وكان عددنا خمسة مدرسين حتى كان الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت وبعد التحرير اغلقت المدرسة ونقلت الى مدرسة في حولي ثم الى مدرسة أخرى ايضا في حولي وامضيت فيها عدة سنوات ومنها إلى التقاعد، ولكن بعد ثلاث سنوات طلبت من الوزارة العودة للعمل وعينت في مدرسة شملان بن علي المتوسطة في العمرية وايضا عملت مدرسا في مدرسة مشتركة ابتدائي ومتوسط وامضيت العمل فيها حتى التقاعد بعد سبع سنوات من العمل.

وقد اشتغلت مع الناظر غازي العماني وناظر آخر فلسطيني وغيرهما ولكن نسيت اسماءهم أما حاليا فأمضي الوقت في نادي اليرموك، ومن تلاميذي بالتدريب اللاعب فيصل الدخيل وكذلك اللاعب في النادي العربي سامي الحشاش الذي كان يلعب في دفاع فريق النادي العربي، وكان يقول أول من دربني الأستاذ عيسى ملا عيسى وكذلك فيصل الدخيل قال الكلام نفسه.

وفي نادي اليرموك أشرفت على تدريب اللاعب حسين المكيمي وهو حارس مرمى المنتخب، وكذلك أحمد الأميري باليرموك، وبعد ذلك انتقل الى نادي الكويت وهو حارس مرمى.


ADS BY BUZZEFF TV


ويضيف الجيران: «حكم ومدرس بنفس الوقت» عندما كنت مدربا ايضا كنت حكما لكرة القدم فكان عملي مدرسا للتربية البدنية وحكم كرة القدم درجة أولى وكذلك مدرب كرة القدم، وهذا في الوقت نفسه عملت لاين مان (حكم خط) وهذا يتطلب سرعة الملاحظة وسرعة الجري كي لا يفوته أي خطأ، ومما أذكره أن البعض من النادي العربي وجهوا لي تهمة بأنني كنت أتحيز ضدهم مع أن الاستاذ فيصل مطر يحضر المباراة ويشهد على نظافة تحكيمي وهو حارس مرمى بالعربي.

وكان المرحوم فيصل مطر حارس مرمى فريق مدرسة المتنبي عندما كنت العب مع الفريق وسلطان المضف كان حارس مرمى ومن بعده الفنان منصور المنصور وهو أول حارس مرمى بالنادي العربي، وقد أدركت جيل الأولين من الرياضيين بالاندية القديمة، وكان في ذلك الوقت قد وفرت دائرة المعارف (وزارة التربية) للاعبين جميع الملابس الرياضية وكانت المخازن كبيرة ومجهزة بجميع الألعاب. ومن أولادي جمال لعب مع القادسية وترك النادي ولكنه لعب مع فريق مكان عمله وكذلك فهد الا نه لم يواصل.

ويوصي الجيران الجيل الحالي من اللاعبين ويقول لهم: عليكم بالتواصل بالتدريب وعدم الغياب وسماع كلام المدرب وعدم مناقشة الحكم فيما يصدر من أوامر أو قرارات الحكم، فإذا قال «فاول» على اللاعب فعلى اللاعب عدم مناقشته وعليه ان يسمع ويبتعد عن الحكم، فكلام الحكم مسموع، والحكم إذا قال كلمته لا يتراجع عنها وعلى الجمهور عدم النزول إلى الملعب وعدم السب. وأخلاق الرياضي يجب ان تكون أعلى من أي شيء وعليه عدم التشهير، ورأي الحكم مطاع، وأي خطأ واحتجاج يجب تبليغ ادارة النادي فهم يحتجون لدى الجهات العليا والمسؤولة، وأؤكد ان قوة الحكم في عدم التراجع عن كلامه، فعندما كنت حكما كانت تحصل احتجاجات واذكر ان أحد لاعبي القادسية تعرض للاعتداء من قبل أحد اللاعبين وعولج بالخارج.

ويؤكد الجيران على ان اللعب فن وذوق واخلاق.. فاللاعب الفنان يستطيع ان يأخذ الكرة من الخصم بفنه ولعبه وليس بالدفع والضرب، وهذا ينطبق على جميع الالعاب الفردية والجماعية.

فريق فيلكا


يقول ضيفنا عيسى الجيران: عندما كنت ألعب كرة قدم كانت خالتي متزوجة من رجل من سكان فيلكا وكان اولادها يلعبون كرة القدم مع فريق فيلكا ويحضرون الى الكويت ويأخذونني الى فيلكا لألعب معهم هناك، حيث كانوا يعتبرونني لاعبا ممتازا ولم يكن يوجد هناك ناد، وكل جمعة أذهب عندهم للمشاركة، وخاصة اذا كان عندهم مباريات مع فريق آخر وكنت يومئذ لاعبا بالمدرسة ألعب مع الفريق الجنوبي بفيلكا، وأذكر أحمد الخلف وعبدالله الخلف كانا يلعبان معنا ومساء الجمعة أرجع الى الكويت باللنجات الخشبية وبعد تأسيس نادي اليرموك وانتقاله الى الكويت التحقت بالنادي مدربا للفريق وكنت مدرسا.



فريق الحمَّارة

يتذكر ضيفنا عيسى الجيران ويقول: عندما كنت ألعب مع فريق الحي أقمنا مباراة مع فريق الحمَّارة، وكانت المباراة في نادي العمل والعمال القديم بالدسمة، وكانت الكرة عندي، واثناء اللعب رفع احد اللاعبين رجله وضربني على صدري، وخرجت من الملعب وكنت قريبا من الهدف، وكانت المباراة الاولى والأخيرة معهم. ويضيف: قديما كانت بكل حي عدة فرق، خصوصا في كرة القدم، وكان للساحات دور في انتشار تلك اللعبة، وتكوّن جمهور كبير من المواطنين لمشاهدة اولادهم وهم يلعبون، لذلك عندما تكونت الاندية القديمة كان اللاعبون من المدارس من الشرقية والقبلية والشامية وعمر بن الخطاب والمتنبي، مثل مرزوق والدولة ومنصور المنصور وفيصل مطر وكثير من الطلبة الرياضيين انضموا للاندية الحديثة لأنهم بالاصل كانوا لاعبين بالمدارس.



دورة تدريبية في القاهرة

يذكر عيسى الجيران انه قبل ان يصبح مدربا التحق بدورة تدريب في القاهرة ولمدة 3 اشهر. ويضيف: كان معي ابراهيم الراشد وكان ذلك على نفقة نادي القادسية وبعد العودة عينت مدربا لفريق الاشبال بنادي القادسية بالاضافة لعملي مدرسا مع الاستاذ ابراهيم الراشد، وبعد ذلك انتقلت مدربا الى نادي اليرموك بعدما انتقلوا من جزيرة فيلكا الى نادي الشباب في الدعية، وكنت المدرب الكويتي الوحيد في نادي اليرموك. وايضا للشباب الصغار كانوا لاعبين ناشئين وبعد سنوات انتقلوا الى الدرجة الاولى، وفي البداية لعبوا تحت سن العشرين الى ان صاروا بالدرجة الاولى، وكنت لمدة اربع سنوات ادربهم وبعد ذلك احضروا مدربا اجنبيا على اساس التعاون معه، ولكن رفضت وقدمت استقالتي وتركت نادي اليرموك، ولكن محمد عثمان ورئيس النادي في ذلك الوقت تمسكا بي، ولذلك استقلت، وكنت سابقا كذلك بالقادسية ولمدة 10 سنوات مدربا لديهم.



الرياضة المدرسية

يؤكد عيسى الجيران أن الرياضة المدرسية كانت مهمة جدا وكانت الوزارة مهتمة بها كثيرا والأندية كانت تأخذ لاعبيها من المدارس لأن المدرس مجد ومجتهد في العمل الرياضي بالمدرسة، وأذكر أن المنافسة كانت كبيرة بين المدارس وكان يوجد اهتمام بالحركة الكشفية، كما كانت الأندية تبعث بواحد من الرياضيين ويسمى الكشاف أثناء مباريات المدارس لكي يشاهد اللاعبين ويختار من بينهم الماهر ليضمه إلى فريق النادي.

وكان المدرس يعمل ويهتم من اجل إبراز اللاعب ولا يأخذ أي مبلغ سوى اهتمامه باللاعبين، وكانت الرياضة المدرسية شعلة من الأنشطة في جميع الألعاب الرياضية بما فيها الجمباز وألعاب القوى، أما حاليا فالنشاط عادي ولا يرقى لمستوى الرياضة قديما بالمدارس.





 
عودة
أعلى