الأشجار في البيت الكويتي القديم الخرس: بناء البيوت من النخلة والصيدلية هي البمبر
• محمد علي الخرس
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
البيت الكويتي القديم كان يحوي اشياء مرتبطة بحياة ساكنيه، وعلى الرغم من المساحات الصغيرة فان كل حاجياتهم اليومية كانت متوافرة وتغنيهم احياناً عن السوق، والمرأة كانت تعنى عناية فائقة بكل قطعة في البيت، فرأس الماشية تقوم الام باطعامه والعناية به الى ابعد الحدود لانه مصدر الرزق والقوت، وحتى الاشجار كانت في البيت مصدرا للشفاء والسكن والطعام.
العيش داخل البيت الكويتي القديم درس في حد ذاته، ومهارة وتراث يستحقان الذكر، خاصة بعد ايام البحبوحة التي وفرها اكتشاف النفط، لتبقى حية في ذاكرة الاجيال القادمة.
التقينا محمد علي الخرس، باحث في التراث الكويتي ومستشار فني في وزارة الاعلام، وامين مركز الفنون الشعبية في المجلس الوطني، له دراسات وبحوث عن سكة ابن دعيج، والمهن الكويتية وكلماتها، وكتاب البيت القديم، ليحدثنا على عدة حلقات عن البيت القديم، كما شاركت في جمع المعلومات التراثية الباحثة مريم العقروقة.
قال الباحث الخرس: في البيت الكويتي القديم اشجار لا غنى عنها، وحتى في الساحات والمزارع تجدها رازقة باذن الله تعالى، فهذه النخلة تخرج ثمراً كأنه آذان الحمر، وتنشق عن مثل الدر الابيض احسن من اللؤلؤ المنظوم، ثم تخضر كالزمرد، فتصفر كالذهب وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر، النخلة ولد تحتها المسيح (4)، وذكرها الله تعالى في كتابه العزيز اثنتين وعشرين مرة، أكثرها في معرض الغذاء، وهذه الآيات تدل على مدى عمق الارتباط بين النخلة والإنسان، حيث يرجع تاريخه إلى حوالي 7000 سنة.
أضاف الخرس: عرف الكويتي قيمة النخلة وفائدتها، وهي ليست مقصورة على الثمار فقط بل تمتد وتتسع لتشمل الجذوع المستخدمة لأسقف المنازل، والسعف لصنع الحصير، والجريد الذي تصنع من الأقفاص وأسرة النوم، والكرب يتخذ منه وقوداً وعلامات لصيادي الأسماك والعذق مكنسة بعد أكل ثماره، ونتخذ من النخل التمر طعاماً مغذياً، والنواة علفا للمواشي، ومن الطعام (نواة) يصنع منه عسل وحلوى، فالكويت كانت غنية بالنخيل حول بيوتها وفي مزارع الجهراء والفحيحيل التي سميت على فحل النخلة، والفنطاس والشعب.
وقال الخرس: من الذين اهتموا بزراعة النخل قديماً في الكويت رغم قلة الماء وشحه المرحوم الشيخ أحمد الفارس الذي زرعه في الفنطاس وفي الكويت، وأما الذين اهتموا بزراعته بعد الخمسينات فهم كثيرون ويأتي على رأسهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، وكذلك المرحوم صبيح الصبيح والمرحوم
جاسم إبراهيم المضف، ومن نتيجة هذه الاهتمامات ازدادت أعداد النخيل في البلاد.
البمبرة في المنازل والمزارع
قال الخرس: شجرة البمبر كانت مزروعة في أكثر البيوت والمزارع كثيرة الأغصان عريضة الأوراق تمرها كروي الشكل، وبداخلها سائل لزج، كان الأولاد بعد أكل الثمرة يقذفونها نحو الحائط فتلتصق به، لذا فقد ترى الجدار القريب من هذه الشجرة مرموقاً بالعديد من هذا النوى.. وأحياناً كان الأهل يطلبون من أولادهم أكل الثمار بنواها اعتقاداً منهم انه علاج جيد لطرد الديدان من البطن، لذا فقد كان بائع البمبر ينادي على بضاعته قائلاً:
«البمبر يقتل الدود
ما يبيعه غير سعود»
وعند العطار كان يُباع دواءٌ للسعال الديكي مكونٌ من ثمار البمبر المجففة ولسان الثور وبذور السفرجل ومواد أخرى تُغلى جميعها في الماء ثم يتناولها المصاب بهذا المرض.. أما السعال العادي فكان علاجه يقتصر على ثمار البمبر وحدها.
الصفصاف.. والأثل
ومن الأشجار المشهورة في البيت الكويتي أو خارجه خاصة في الشوارع الصفصاف، من فصيلة الصفصافيات، فإن وجوده داخل البيت كان أقل من شجرتي الأثل والسدر، وهناك صفصاف السلالين الذي تستعمل أغصانه الطرية المرنة في صنع السلال، والصفصاف المستحي للزينة، والارجواني منه هو الاشهر طبيا لان قشور الاغصان تحتوي على مركبات السالسلات، وهي مواد مسكنة للآلام، ومدرة للبول، ومضادة للالتهاب والحمى، وفي بيت الكويتي القديم كانت شجرة الصفصاف مصدرا للظل، ومكانا جيدا لصيد الطيور، وفي اغصانها القوية كان الاطفال يشدون حبال مراجيحهم، واليابس من هذه الاغصان كانوا يتخذونها وقودا، وكانت شجرة في البيت الكويتي شبيهة بالصفصاف تسمى «برهامة» اغصانها اكثر امتدادا واوراقها اعرض واكثر اخضرارا.
وعن شجر من فصيلة الطرفائيات.. الاثل قال الخرس: اهل الكويت قديما كانوا يستخدمون خشب الاثل للوقود، وسقف اكواخ القرى من عوارض الاثل، وسرج الجمال منه، واوتاد الخيام ومناكيت التمر من خشب الاثل، وحتى الحمار يقتطع منه للمشعاب، والحفار محجابه والقصاب خشبته من هذه الشجرة، والناس اهتموا بزراعته سواء في بيوتهم في المدينة او في قراهم، فانتشرت في حولي والرميثية والمنقف والفنطاس وابوحليفة والصباحية والجهراء، وقامت هذه الاشجار كمصدرات للرمال، واصحاب البيوت حرصوا على زراعتها في ساحاتهم للاستفادة من ظلها وخشبها ولاصطياد الطيور، وزرعت قديما من مسجد الملا صالح ودروازة الجهراء منطقة ممتدة، وحتى الارسالية الاميركية غرست حول مستشفاها، وحول مساكن اعضائها في منطقة القبلة (الجبلة)، وزرعت اشجار الاثل في الشرق حول قصر دسمان، والشيخ خزعل، والسفارة البريطانية وبعض المساكن هناك.
يضيف الخرس: واثل الخالد الذي كان يقع في شعب الخالد (مكان نادي الشعب البحري حاليا) ولا تزال احدى الاثلات قائمة حتى الآن، والنسوة كن يسترحن تحت ظلال الاثل، ويوقدن النار ويأكلن ويشربن بعد ان يفرغن من غسل الملابس، الاثلة لها ظل ظليل، وتزدحم عليها الطيور وكانت رزقا للاولاد عندما يصطادون طيور الربيع بالنباطة وبالفخ الذي يوضع تحتها .
السدر.. والكنار
شجرة النبق (الكنار) المعروف منه نوعان: أحدهما بري ذو شوك تمره صغير سيئ الطعم لا ينتفع به ورقه ولا يصلح للغسول، لذلك يسميه العرب «الضال» والآخر يسمونه «العبري» لا شوك فيه إلا ما ندر، ينبت على الماء (ماء المطر) وتمره النبق وورقه غسول، يقول ذو الرمة:
«قطعت إذا تجوفت العواطي
ضروب السدر عبرياً وضالاً»
وقال الخرس: وأجود النبق بأرض هجر ذو حلاوة وطيب رائحة، يفوح فم آكله وثياب ملابسه كما يفوح العطر، والسدرة لها منزلة روحية سامية ذكرت في القرآن الكريم في سور: «النجم»، و«الواقعة»، و«سبأ»، فالسدرة لها تاريخ وقصص مع الخلق، ومن منطلق هذا أحيطت السدرة في الكويت بهالة من التبجيل والتوقير جعلت لها في نفوس الناس مكانة خاصة، فكان مكروهاً عندهم تكسير أعضائها، والتبول عليها أو تحتها، وفي منطقة الشرق كانت أربع سدرات تقام احتفالات بالقرب منها، ولكل فرقة سدرة النوبان، والحبوش، والقوادر، والرابعة الأخيرة كانت للبمباسة، نسبة إلى بمباسا، ومنطقة الشرق امتازت عن غيرها من مناطق الكويت بكثرة أشجار السدر خاصة خلف مخفر الشرق حالياً، ففي الفنطاس والجهراء وحولي سدر كان الناس يضربون خيامهم بالقرب منها لمدة شهر خاصة في فصل الربيع، وعن فوائد السدر، ذكر الخرس مدى استفادة اصحاب السدر وسائر الناس، منه: بيع ثمارها (الكنار) للاهالي خاصة الاولاد، استعمال اوراقها بعد سحقها بدلا من الصابون، ما زالو يستعملون اوراقها في غسل الموتى، الاستظلال تحت اشجار السدر في ايام الحر، اكثر الطيور تتجمع فوقها فيكون الصيد سهلاً، أغصانها وقود، وورقها علف للاغنام.
• الأثل • شجرة الصفصاف • شجرة السدر • ريتاج تعشق البمبر • تحت السدرة (من لوحات: أيوب حسين) القبس
16-09-2011, 07:37 PM
البريمل
• محمد علي الخرس
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..
البيت الكويتي القديم كان يحوي اشياء مرتبطة بحياة ساكنيه، وعلى الرغم من المساحات الصغيرة فان كل حاجياتهم اليومية كانت متوافرة وتغنيهم احياناً عن السوق، والمرأة كانت تعنى عناية فائقة بكل قطعة في البيت، فرأس الماشية تقوم الام باطعامه والعناية به الى ابعد الحدود لانه مصدر الرزق والقوت، وحتى الاشجار كانت في البيت مصدرا للشفاء والسكن والطعام.
العيش داخل البيت الكويتي القديم درس في حد ذاته، ومهارة وتراث يستحقان الذكر، خاصة بعد ايام البحبوحة التي وفرها اكتشاف النفط، لتبقى حية في ذاكرة الاجيال القادمة.
التقينا محمد علي الخرس، باحث في التراث الكويتي ومستشار فني في وزارة الاعلام، وامين مركز الفنون الشعبية في المجلس الوطني، له دراسات وبحوث عن سكة ابن دعيج، والمهن الكويتية وكلماتها، وكتاب البيت القديم، ليحدثنا على عدة حلقات عن البيت القديم، كما شاركت في جمع المعلومات التراثية الباحثة مريم العقروقة.
قال الباحث الخرس: في البيت الكويتي القديم اشجار لا غنى عنها، وحتى في الساحات والمزارع تجدها رازقة باذن الله تعالى، فهذه النخلة تخرج ثمراً كأنه آذان الحمر، وتنشق عن مثل الدر الابيض احسن من اللؤلؤ المنظوم، ثم تخضر كالزمرد، فتصفر كالذهب وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزاداً للمسافر، النخلة ولد تحتها المسيح (4)، وذكرها الله تعالى في كتابه العزيز اثنتين وعشرين مرة، أكثرها في معرض الغذاء، وهذه الآيات تدل على مدى عمق الارتباط بين النخلة والإنسان، حيث يرجع تاريخه إلى حوالي 7000 سنة.
أضاف الخرس: عرف الكويتي قيمة النخلة وفائدتها، وهي ليست مقصورة على الثمار فقط بل تمتد وتتسع لتشمل الجذوع المستخدمة لأسقف المنازل، والسعف لصنع الحصير، والجريد الذي تصنع من الأقفاص وأسرة النوم، والكرب يتخذ منه وقوداً وعلامات لصيادي الأسماك والعذق مكنسة بعد أكل ثماره، ونتخذ من النخل التمر طعاماً مغذياً، والنواة علفا للمواشي، ومن الطعام (نواة) يصنع منه عسل وحلوى، فالكويت كانت غنية بالنخيل حول بيوتها وفي مزارع الجهراء والفحيحيل التي سميت على فحل النخلة، والفنطاس والشعب.
وقال الخرس: من الذين اهتموا بزراعة النخل قديماً في الكويت رغم قلة الماء وشحه المرحوم الشيخ أحمد الفارس الذي زرعه في الفنطاس وفي الكويت، وأما الذين اهتموا بزراعته بعد الخمسينات فهم كثيرون ويأتي على رأسهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، وكذلك المرحوم صبيح الصبيح والمرحوم
جاسم إبراهيم المضف، ومن نتيجة هذه الاهتمامات ازدادت أعداد النخيل في البلاد.
البمبرة في المنازل والمزارع
قال الخرس: شجرة البمبر كانت مزروعة في أكثر البيوت والمزارع كثيرة الأغصان عريضة الأوراق تمرها كروي الشكل، وبداخلها سائل لزج، كان الأولاد بعد أكل الثمرة يقذفونها نحو الحائط فتلتصق به، لذا فقد ترى الجدار القريب من هذه الشجرة مرموقاً بالعديد من هذا النوى.. وأحياناً كان الأهل يطلبون من أولادهم أكل الثمار بنواها اعتقاداً منهم انه علاج جيد لطرد الديدان من البطن، لذا فقد كان بائع البمبر ينادي على بضاعته قائلاً:
«البمبر يقتل الدود
ما يبيعه غير سعود»
وعند العطار كان يُباع دواءٌ للسعال الديكي مكونٌ من ثمار البمبر المجففة ولسان الثور وبذور السفرجل ومواد أخرى تُغلى جميعها في الماء ثم يتناولها المصاب بهذا المرض.. أما السعال العادي فكان علاجه يقتصر على ثمار البمبر وحدها.
الصفصاف.. والأثل
ومن الأشجار المشهورة في البيت الكويتي أو خارجه خاصة في الشوارع الصفصاف، من فصيلة الصفصافيات، فإن وجوده داخل البيت كان أقل من شجرتي الأثل والسدر، وهناك صفصاف السلالين الذي تستعمل أغصانه الطرية المرنة في صنع السلال، والصفصاف المستحي للزينة، والارجواني منه هو الاشهر طبيا لان قشور الاغصان تحتوي على مركبات السالسلات، وهي مواد مسكنة للآلام، ومدرة للبول، ومضادة للالتهاب والحمى، وفي بيت الكويتي القديم كانت شجرة الصفصاف مصدرا للظل، ومكانا جيدا لصيد الطيور، وفي اغصانها القوية كان الاطفال يشدون حبال مراجيحهم، واليابس من هذه الاغصان كانوا يتخذونها وقودا، وكانت شجرة في البيت الكويتي شبيهة بالصفصاف تسمى «برهامة» اغصانها اكثر امتدادا واوراقها اعرض واكثر اخضرارا.
وعن شجر من فصيلة الطرفائيات.. الاثل قال الخرس: اهل الكويت قديما كانوا يستخدمون خشب الاثل للوقود، وسقف اكواخ القرى من عوارض الاثل، وسرج الجمال منه، واوتاد الخيام ومناكيت التمر من خشب الاثل، وحتى الحمار يقتطع منه للمشعاب، والحفار محجابه والقصاب خشبته من هذه الشجرة، والناس اهتموا بزراعته سواء في بيوتهم في المدينة او في قراهم، فانتشرت في حولي والرميثية والمنقف والفنطاس وابوحليفة والصباحية والجهراء، وقامت هذه الاشجار كمصدرات للرمال، واصحاب البيوت حرصوا على زراعتها في ساحاتهم للاستفادة من ظلها وخشبها ولاصطياد الطيور، وزرعت قديما من مسجد الملا صالح ودروازة الجهراء منطقة ممتدة، وحتى الارسالية الاميركية غرست حول مستشفاها، وحول مساكن اعضائها في منطقة القبلة (الجبلة)، وزرعت اشجار الاثل في الشرق حول قصر دسمان، والشيخ خزعل، والسفارة البريطانية وبعض المساكن هناك.
يضيف الخرس: واثل الخالد الذي كان يقع في شعب الخالد (مكان نادي الشعب البحري حاليا) ولا تزال احدى الاثلات قائمة حتى الآن، والنسوة كن يسترحن تحت ظلال الاثل، ويوقدن النار ويأكلن ويشربن بعد ان يفرغن من غسل الملابس، الاثلة لها ظل ظليل، وتزدحم عليها الطيور وكانت رزقا للاولاد عندما يصطادون طيور الربيع بالنباطة وبالفخ الذي يوضع تحتها .
السدر.. والكنار
شجرة النبق (الكنار) المعروف منه نوعان: أحدهما بري ذو شوك تمره صغير سيئ الطعم لا ينتفع به ورقه ولا يصلح للغسول، لذلك يسميه العرب «الضال» والآخر يسمونه «العبري» لا شوك فيه إلا ما ندر، ينبت على الماء (ماء المطر) وتمره النبق وورقه غسول، يقول ذو الرمة:
«قطعت إذا تجوفت العواطي
ضروب السدر عبرياً وضالاً»
وقال الخرس: وأجود النبق بأرض هجر ذو حلاوة وطيب رائحة، يفوح فم آكله وثياب ملابسه كما يفوح العطر، والسدرة لها منزلة روحية سامية ذكرت في القرآن الكريم في سور: «النجم»، و«الواقعة»، و«سبأ»، فالسدرة لها تاريخ وقصص مع الخلق، ومن منطلق هذا أحيطت السدرة في الكويت بهالة من التبجيل والتوقير جعلت لها في نفوس الناس مكانة خاصة، فكان مكروهاً عندهم تكسير أعضائها، والتبول عليها أو تحتها، وفي منطقة الشرق كانت أربع سدرات تقام احتفالات بالقرب منها، ولكل فرقة سدرة النوبان، والحبوش، والقوادر، والرابعة الأخيرة كانت للبمباسة، نسبة إلى بمباسا، ومنطقة الشرق امتازت عن غيرها من مناطق الكويت بكثرة أشجار السدر خاصة خلف مخفر الشرق حالياً، ففي الفنطاس والجهراء وحولي سدر كان الناس يضربون خيامهم بالقرب منها لمدة شهر خاصة في فصل الربيع، وعن فوائد السدر، ذكر الخرس مدى استفادة اصحاب السدر وسائر الناس، منه: بيع ثمارها (الكنار) للاهالي خاصة الاولاد، استعمال اوراقها بعد سحقها بدلا من الصابون، ما زالو يستعملون اوراقها في غسل الموتى، الاستظلال تحت اشجار السدر في ايام الحر، اكثر الطيور تتجمع فوقها فيكون الصيد سهلاً، أغصانها وقود، وورقها علف للاغنام.
• الأثل • شجرة الصفصاف • شجرة السدر • ريتاج تعشق البمبر • تحت السدرة (من لوحات: أيوب حسين) القبس
16-09-2011, 07:37 PM
البريمل
التعديل الأخير بواسطة المشرف: