بجمال بحرها الهادئ والغوص بحثاً عن الرزق من خلال اللؤلؤ خلقت هذه البيئة فنونا جميلة رائعة وفنونا خاصة بالبحر والغوص
- لحظة الاستعداد للسفر، تجمع البحارة - سحب السفينة - النهام مطرب السفينة شخصية مهمة على ظهرها
- غناء النهام: البارحة يا عمامي عن ماجرى في منامي
عطشان والقلب ضامي من شافني قال لا حول لا حول
يا وليد حردان محار بالقوع بردان يبغى سواعد تشيله
- النهمة شعر وقصة مدح وتوكل على الله
الفولكلور: مصطلح انكليزي استخدمه العالم الانكليزي سيرجون وليام توفر 1803 - 1885.
وفي حياتنا اليومية نسميه المأثورات الشعبية او الفنون الشعبية، فن شعبي، وهو من فيض ادراك الشعب وممارسته للحياة فهو تقييم لنشاط الإنسان وقدرات الانسان والابداع هنا تعبير مباشر عن المجتمع والفنون الشعبية لأي مجتمع تتأثر بلاشك بثقافة وفنون المجتمعات الاخرى المجاورة. وهو بمنزلة ابداع مستمر في الحياة اليومية المتلاحقة فهو ارهاف ووجدان وانطباعات وتقاليد وعادات وتجارب اجتماعية وخبرات ثقافية متكاملة وتجارب انسانية تعيش بالاتصال الخصب والشعور المرهف. هذه الثقافة المتعددة تحمل في مكوناتها كل معرفة وخبرة سابقة تصهرها جميعا في بوتقة واحدة ليخرج لنا ثقافة الفن بما تحمله هذه الكلمة من معنى.
هذه الثقافة تعبر عن ذات الانسان وعن جوانب حياته المتعددة.
صوت الموج وهدير المياه وشظف الحياة في هذا البحر المتلاطم وانهمار المطر، الاعشاب الحشائش كل شيء هنا يساهم في اثراء الفن الشعبي، فالبيئة البحرية بجمال بحرها الهادئ، ومعاناة الغاصه من الغربة والغياب شهوراً طويلة خلقت هذه البيئة فنونا جميلة رائعة وفنونا خاصة بالغوص، نعم انها لحظة سحب السفينة وغناء النهام، ويبدأ مطرب السفينة بهذه الاغنية:
البارحة يا محماص عما جرى في منامي عطشان والقلب ضامي من شافني قال لا حول لا حول
يا وليد حردان محار بالقوع بردان يبغى سواعد تشله
ثم يبدأ بالصلاة على النبي:
صلوا على النبي
ربي كريم ستار
يعلم بحالي والاسرار
سبحان صفاف مساكين
هدانا اللي هدانا على الدين
احنا ضعاف مساكين
مولاي نظرك بالعين
توفي ديون علينا
توفي ديون الثقالى
الاولى والتوالي
يا موفي الدين يا الله
من فنون الغوص
يا عبرتي من ملكه
اسند على خورفكان
اتجيلك سبع الجزاير
وام القيارين جدام
ليته هينام ساعة
ليته هينام ساعة
صبيان يود شراعه انوبنو العزيمة
وعند سحب الباوره
شلنا واتكلنا على الله
ربي عليك اتكالي
عزيت يا من له الملك
كريم تعلم بحالي
علمك في سود الليالي
بالوذبك يا محمد
بشكيك عما جرى لي
مسكين أنا مسكين
ثم يبدأ النهام في الغزل:
يا ليتني عندكم دوم
يالابسات البراقع
ومن العونى كل شيء زين
صف الختم بالأصابع
صف الختم في كفوفه
ازرق وعيني تشوفه
لي من قبل حي شوقه
أول القيل بالعرش سجود الله.
ثاني القيل محمد رسول الله.
ثالث القيل نرجى حج بيت الله.
رابع القيل صلوا على النبي المختار.
خامس القيل نرضى بالعفو منك يا ستار.
سادس القيل قد بانت لنا الأنوار.
سابع القيل حسن الخاتمة بالله.
نعم إن الانسان وإن كان ابن الطبيعة إلا أنه سيدها في الوقت نفسه، لقد مر الانسان بحقب تاريخية وظروف طبيعية وعلاقات انسانية مختلفة ومتغايرة، فكان هذاالابداع المستمر في الحياة اليومية الجارية والفنون الشعبية تتأثر بالثقافات المحيطة بها وفنونها نتيجة الاتصال الوثيق والتبادل الفكري والثقافي والاجتماعي، فالفن الشعبي ماهو الا قصة غنائية، شعر شعبي جميل، أساطير، أدب وفنون وحكمة ومثل، فالفنون الشعبية تنمو بنمو المجتمع نفسه وتزدهر بجهد الجيل الجديد، فهي الحب، حب الوطن، وهي الحماس وهي المحافظة على قيم الشعب.
منزلنا وابرك دار على الهير والمحار
يا الله منزل مبارك وابرك وخير المنزلي
ودعتكم بالسلامة يا ضو عيني
وخلافكم ما غمض جفني على عيني
واعدتني بالوعد لمن حفت عيني
ظليت يا سيدي جسم بليا روح
جسد فر مني العقل وظل الجسم مطروح
كل العرب هودت وأنا شقي الروح
يا نور عيني مثل ما أراعيك راعني
مواويل زهيريات يغنيها النهام في البحر.
صفحات من الذاكرة عيد عقاب: أول من زرع في مزارع الوفرة عام 1961
أكواخ قديمة في إحدى القرى
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، إلى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، لكن قائما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، 'القبس' شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع عيد طلق خليف عقاب قال: أنا من مواليد عام 1933، وقبل ولادتي بسنة كما سمعت من اهلي وبعض كبار السن اي عام 1932 جاء الجدري، وكانت سنة الوباء الذي ظل لمدة 5 اشهر، حاصدا اكثر من 3 آلاف ضحية، فسمى اهل الكويت تلك السنة 'بسنة الجدري'.
وكان معظم الضحايا من الاطفال، وباء عبر الاسوار واصاب سكان البادية ايضا والكويت داخل السور وخارجه لم تتعرض لاوبئة الا الجدري، والسل، الذي كانوا يسمونه 'ضيق' ولا اعرف في اي سنة.
وقال عيد: ولدت في بر 'عريفجان' تلك الارض المرتفعة جنوب البرقان وتبعد عن الكويت 70 كيلومترا، غنية بالمزارع والآبار، وسميت لكثرة نبات العرفج فيها، شجيرات معمرة تتخذ علفا للماشية، وعندما تجف تتخذ وقودا، عرفج كنا نشاهده حولنا وفي التلال الرملية، كنت اشاهد الحطابين يحتطبون حزمة بعد اخرى، كانت تسمى 'بنه' يقتلع العرفج من جذوعه، وهناك منطقة اخرى تسمى 'العرفجية' ايضا غنية بالعرفج وهي شرق كاظمة شمال البلاد قبالة جزيرة بوبيان، يكثر فيها العرفج في فصل الصيف، والعرفجية تأنيث للعرفج، وايضا منطقة اخرى تسمى 'بنايا عريفجان'، غنية بالآبار على الساحل في الجنوب.
الحلال تعني الماشية
وتحدث عقاب عن حلال، كلمة تعني الملك والثروة اي الماشية والابل، ودائما كنا نقول: قل المطر ومات الحلال، ونقول هذا حلالي، اي ملكي وخاص بي.
وقال: كان لوالدي حلال كثير من هذه الابل والاغنام ورثها عن جدي، وبعد ان صارت الحالة 'شيطي بيطي' وزعنا الحلال وبدأنا نعمل بسهمنا من هذا الحلال، ورزقنا الله سبحانه الخير الكثير، خصوصا من الابل، اخذ منها اللبن الذي بعد الافراز الطبيعي لغدد اللبنية، ويعتبر المصدر الرئيسي للتغذية في الصحراء، والذي يمتاز باللون الابيض والطعم والرائحة الحلوة، لبن كما قال لي ابنائي بعد تخرجهم انه البروتين والدهن والكالسيوم والحديد.
وقال عقاب: اللحم هو المصدر الرئيسي لسكان الصحارى، كنا نسد حاجاتنا منه، هو الماء يحتويه من نسبة عاليه، وهو الدهن الابيض، واللحم الحلو الاحمر اللي نبي، لا يضر ابدا، ولا يولد له داء، واذا هزلت الاغنام، اتجهنا الى لحم الابل، خصوصا في شهري نوفمبر وديسمبر، وافضل الابل المذبوحة من سن 4 الى 6 اشهر، ومن خيرات الحلال خاصة الابل 'الوبر' كنا نحصل على 22 كيلوغراما من الطرح الواحد، وكنا نجمع الوبر الذي يتساقط في اواخر فصل الربيع في ارجاء المراعي، واجوده من الابل الصغيرة لنعومته، وكلما زادت الابل بالعمر زادت خشونة الوبر.
وذكر بعض استخدامات الوبر في صنع الملابس والاغطية، ونسج العباءة، وصناعة الخيام، والشمائل والعقل.
وذكر عقاب انتاج الجلود من الابل القوية السميكة لصناعة الجرب تسميها (مراوي) او (دلو).
وجلود الابل تستخدم ايضا في التغطية، وصنع الطبول وصناعة الاحذية.
تغذية الإبل
وقال: الابل تستطيع التغذي على اكثر النباتات المتوافرة في البر الشوكية والرعوية التي تأكلها حيوانات اخرى ولا تأكل الشوكيات، ونحن الرعاة نعتبر الابل من الحيوانات الاصيلة التي تحافظ على النباتات ولا تترك مساحة لاي رعي جائر في الصحارى، ولا اي اثر سلبي في البر، لكونها تعمل على ادخال بذور نبات رعوية جديدة الى المراعي من خلال روثها، ومن خلال انتقالها الى مسافات بعيدة، واهم ما ترعى به الابل من النباتات في صحراء الكويت:
العرفج: نبات منتشر في الكويت ومعمر طوله قد يصل الى مترين.
الرمث: من افضل النباتات الرعوية للابل، وقد كانت الرميثية من اغنى مناطق الكويت، فلذلك سميت المنطقة لكثر الرمث فيها.
الرغل: ينتشر في كل بر الكويت نبات سيقانه خشبية وغني بالدعون.
القيصوم: شجيرة معمرة صلبة لها ازهار صفراء لا يأكلها الا الابل لصلابتها، شجيرة جميلة بسيقانها الرمادية البيضاء.
الثمام: ايضا معمر، نبات يزحف ومنه منتصب أوراقه قاسية.
النصي: نبات ربيعي يصل الى ارتفاع 40 سم.
الشيح: نبات رائحته مقبولة له سيقان متعددة.
الثندي: نبات معمر منتشر في برنا يرتفع حوالي 70 سم أغصانه غليظة.
العجرم: سيقانه غليظة اوراقه خشنة، ارض الكويت كانت غنية بهذا النبات، والآن، لا هذا ولا غيره راح وضاع واندثر تحت عجلات السيارات والباكيات والخيم، اين تلك البيئة الرعوية الطيبة؟
بعد الفضاء الواسع
وعن السكن والاستقرار، قال عيد عقاب: بعد العشب والخيام وبيت الشعر والحلال، شدينا الرحال الى قرية على الساحل في الجنوب، الشعيبة كانت في الماضي خالية من السكان الا من عائلة 'ابن الياقوت' وخوالي. كنا نعتبر نحن سكانها وهي بعيدة عن الديرة ومسافتها عن الكويت 40 كلم، أزيلت القرية في بداية السبعينات، يقولون علشان التلوث، وفيها عائلة الصقر، عملنا نحن العوازم في الشعيبة بالزراعة، نرغب الماء من الآبار الحلوة الى المشاعيب، فيها النخيل وغنية بالخضراوات التي كانت تصدر الى داخل البلاد.
وقال: بعد الفضاء الواسع والشعيبة انتقلنا الى المنقف الزراعية، وسميت القرية لان ساحلها غني بالصخور، ويقال انها كانت قبل سنوات ولا يعلوها الماء، قرية فيها الآبار الكثيرة والمزارع الرائعة، كانت منتجعا لراحة الكويتيين، والتقاء العوائل في ايام الجمع والعطل، وسدر المنقف مشهور بثماره وكثرة طيوره.
كان فيها خلف الحربي، ومحمد بن السويلم، ثم انتقلنا الى النقرة عند خيران المطيري، الذي كان قد طلب من الناس ان يرشدوه الى راعي إبل وغنم وله خبرة ودراية فقالوا له: ابن عقاب، عملت شهورا معدودة فقط، عرفت المنطقة اسمها ويعني 'الحفرة في الارض' وفعلا كانت حفرة تتجمع فيها مياه الامطار، وفيها آبار صالحة للشرب كان الناس يرون منها، وسميت الحفرة 'سد النقرة'.
كلطة
وشد الرحال ابن عقاب الى المنقف، وقال: كانت حركتها قوية ونشطة من البحارة والغاصة، كانت ملاذهم بسبب آبارها العذبة ومزارعها، والرجل مصيره بلده، والمنقف للآباء والاجداد، المنقف فريجنا وارضنا، لنا فيها جلسات ومنتديات شعرية لم يمر علينا اسبوع الا فيه 'كلطة' وتعني هذه الكلمة غناء شعبيا ومساجلة شعرية طابعها المدح والهجاء والشعر النبطي، اتذكر الاعياد والاعراس كانت تتكون من شاعران يقفان وجها لوجه، كل منهما يردد بيتا والآخر يرد عليه بالبديهة والمغلوب من يأتي بيتا مكسورا أو يعجز عن الرد، كلطة المنقف مسابقة عالية المستوى، كل أهل القرية يتجمعون ويتنافسون على الفوز.
وقال: الشعر في الكلطة علم ووزن وتقنية والكل كان يقول ليتني كنت فلانا في الشعر.
عشة الخرافشي
وتحدث عن أول من بنى كوفا من الخشب كنا نسميه 'عشة الخرافشي' عبارة عن باسجيل وبواري أو جذع النخل والسعف، وحمود سعد الخرافشي أول من أقام هذه العشة في المنقف، كانت كشخة كأنها عمارة من عدة أدوار بالنسبة لنا في تلك الفترة.
خندريس
وقال: لا دراسة ولا علم ولا مدارس عشنا على الفطرة، وعملنا بين الإبل والغنم، وحتى البقر لا يملكها إلا التاجر المقتدر، عشنا على 'التميرة، والخندريس التمر اليابس العتيق، وأثناء أكله كل واحد منا يأخذ 'خندر' أي مخندر صامت لا يكلم من حوله من كثرة العمل والتعب، والتمر الطيب لا نعرفه، إلا نادرا وحتى المريض كان يعالج بالكي هذا الكواي بيده عدته، وإن تأخر مات المريض وإذا كواه فإن مات قالوا له: رحمه الله، وإن شافه الله قالوا: جزاك الله خيرا وكان صاب الكي يطلب أتعابه اما روبيات أو خروف أو ماعز، وإذا نزل المطر وشاهدنا المطر حملنا والدنا إلى 'عرك' أي مكان مرتفع حوله قطين 'مخيمات' نجتمع حول بعض الآبار، وعركة بئر في الصحراء ذات رقبة مرتفعة ولها دلو ومحالة وبكرة من الخشب.
وتذكر تلك المسافات التي كان يقطعها مع والده وأهله قال: ساعات طويلة كنت أقطع خلالها هذه البراري، وإذا شعرت بالتعب والنعاس كان والدي رحمه الله يرفعني على كتفه ويقطع باقي المسافة.
وقال: كله خندريس في خندريس حتى لدغة العقرب يكوى مكانها على الجلد حتى يخرج السم، والمريض يعالج بتفال الملا (بصقة).
محمل
وتحدث عن كفاح والده وجده وعمه مطلق الذين باعوا حلالهم من الإبل والأغنام واستأجروا سفينة للعمل في البحر، عملوا على هذا المحمل في نقل البضائع والغوص في البحر، اخذوا هذه السفينة من 'العب ل' النوخذة المشهور، واخذوا معهم بالمحمل البحارة كلهم من العوازم، واكثر اهل البادية من الغاصة، ولا عجب، فالتاريخ الكويتي يثبت ويدلنا على اسماء كثيرة من اهل البر هم اهل البحر، لان البدو يمتازون بالجرأة، ولهم قصائد واشعار على اللؤلؤ، ونحن لنا جولات وصولات في البحر، دخلنا الخانجية اول الغوص، ودخلنا المياه العميقة والبعيدة، والردة فصل بارد ايضا غصنا، وإرديدة شدة البرودة ذهبنا للبحث عن المحار قرب الساحل.
واخيرا عدد عيد بعض الذكريات والمعلومات المتفرقة فقال: اول من زرع في مزارع الوفرة هو انا عام 1962 في شهر فبراير، والثاني هو حمود الخرافشي، والثالث مبارك الدماك. واول مطوع في الفحيحيل وامام مسجد ومؤذن ويعقد القران هو الشيخ احمد.
واذا اردنا ان نقدر عمر الابل نقول للناقة عرموس، وللجمل عرميس، والمسن من الابل عراميس.
والابل الظماء هي: الهيم او الهيام.
الرغاء: اصوات الابل.
الشارف: الناقة المسنة التي تحن على ولدها.
القمطر: الجمل الضخم القوي.
العير: هي الابل التي تحمل المؤن.
رعوي: حوض مصنوع من جلد الجمل لحفظ الماء.
مداوي: دلو من جلد الابل، وكلمة تعني الجربة من نفس الجلد.
ثني: اذا وصل عمر الابل ست سنوات يسمى ثنيا. واذا هرم فيسمى كحكح.
صوت الذكر: رغاء، واذا علا صوته سمي الكشيش، واذا صخب صوته سمي قرقر.
صوت الذكر: البغام، ويقال لقد بغمت، واذا مدت حنينها قيل سجرت سجرا، او سجعت.
نصيحة والدي
وقال عيد عقاب: والدي رحمه الله كان واضحا ويظهر الحق حتى على نفسه، عما يدور حوله، لا يقرأ ولا يكتب، ولكنه يحب المرجلة وثابت في قوله، وعندما اراد اخونا خميس ان يرشح نفسه لعضوية مجلس الامة قال له: يا خميس نحنا من الاصل من هؤلاء العوازم لا فرق بيننا وبينهم، اذا نجحت وصرت في المجلس اذا فيك شدة تخدم الكويت، وتجاهد لاجلها، تقدم للناس كل ما يحتاجونه، والا تنسحب اذا لم تكن 'كده وكدو ده' والحمد لله نجح خميس وخدم والكل يشهد له، وبيض الله وجهه.
من قديم الكويت. بومبي.. مدينة السياحة والتجارة القبس
إعداد: يوسف الشهاب
كانت العلاقات الكويتية - الهندية ولا تزال علاقات تعاون شملت جميع قطاعات الحياة البحرية والتجارية والفنية، فقد كانت السفن الكويتية تغادر الى الموانئ الهندية، وهي تحمل اليها ومنها البضائع المختلفة كالأقمشة والاغذية ومواد البناء كالشندل والحبال.. وغيرها.
ثم تطورت هذه العلاقات مع مرور الزمن لتشمل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية وتبادل الوفود المختلفة بين البلدين وتوقيع اتفاقيات ثنائية.
وقد افتتحت الكويت سفارة في العاصمة الهندية لتعزيز هذه العلاقات، والى جانب ذلك استقرت بعض العائلات الكويتية في الهند لارتباطها التجاري مع الاسواق الهندية والكويتية، الامر الذي ادى الى اتقان الكويتيين الذين اقاموا هناك اللغة الهندية والانكليزية التي تعلموها في الهند.
في عام 1960 قام الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم بزيارة الى مدينة بومبي الهندية وهي العاصمة التجارية للهند.. والصورة التقطت في حديقة منزل الشيخ عبدالله السالم الذي يبدو واقفا: والى جانبه الشيخ خالد الاحمد، المرحوم خالد الحمد، المرحوم الشيخ عبدالله الجابر.
ثم هاني قدومي الى الخلف، عيسى الشيخ يوسف، المرحوم الشيخ يوسف العذبي، ثم المرحوم الشيخ سالم الحمود الجابر.
========================================
من قديم الكويت الشركات الكويتية في بومباي خلال حقبة الأربعينات
هذه الصورة توثق الشركات الكويتية في حقبة الأربعينات التي تعمل في بومباي بالهند ويبدو فيها: الجلوس (من اليمين):
السيد صالح علي الشايع – الشيخ عبدالجليل عبداللطيف – الشيخ يوسف بن عيسى – الحاج محمد علي زينل علي رضا – الشيخ عبدالله السالم الصباح – الشيخ عبد اللطيف العبد الرزاق – السيد محمد العلي البسام – إبراهيم يوسف زينل – السيد عيسى يوسف العيسى.
الوقوف (من اليمين):
.... الزينل – عبدالرزاق إبراهيم الخميس – محمد عبداللطيف العبدالرزاق – عبدالرحمن عبدالعزيز البسام – مساعد عبدالله الساير – محمد عبدالمحسن الخرافي – عبدالعزيز محمد الشايع – حمد السلطان بن عيسى – عبداللطيف يوسف النصف – عبدالله يوسف بن عيسى – سليمان محمد الصانع – خالد مشاري الروضان – عبدالله بن حسين الرومي.
وقد التقطت هذه الصورة سنة 1948 وتعتبر صورة نادرة كونها توثق الشركات والمؤسسات الكويتية والسعودية في بومباي في ذلك الوقت وهذه المؤسسات هي:
مؤسسة علي حمود الشايع ويمثلها صالح وعبدالعزيز الشايع.
ومؤسسة حسين بن عيسى ويمثلها عيسى اليوسف بن العيسى وعبدالله اليوسف بن عيسى، ومؤسسة الشيخ عبداللطيف العبدالرزاق ويمثلها الشيخ عبداللطيف، ومؤسسة حمد سلطان العيسى ويمثل مؤسسته.
مؤسسة عبدالمحسن الخرافي ويمثلها محمد عبد المحسن الخرافي، والسيد مساعد عبدالله الساير ويمثل مؤسسته، كذلك مؤسسة سليمان الصانع ويمثل مؤسسته.
كما أن الصورة تشتمل على مؤسسات سعودية وهي مؤسسة محمد علي زينل علي رضا ومؤسسة عبدالرحمن وعبدالله عبدالعزيز البسام ويمثلها عبدالرحمن عبدالعزيز، ومؤسسة صالح العبدالله البسام ويمثلها محمد العلي البسام.
الجلوس (من اليمين):
السيد صالح علي الشايع – الشيخ عبدالجليل عبداللطيف – الشيخ يوسف بن عيسى – الحاج محمد علي زينل علي رضا – الشيخ عبدالله السالم الصباح – الشيخ عبد اللطيف العبد الرزاق – السيد محمد العلي البسام – إبراهيم يوسف زينل – السيد عيسى يوسف العيسى.
الوقوف (من اليمين):
.... الزينل – عبدالرزاق إبراهيم الخميس – محمد عبداللطيف العبدالرزاق – عبدالرحمن عبدالعزيز البسام – مساعد عبدالله الساير – محمد عبدالمحسن الخرافي – عبدالعزيز محمد الشايع – حمد السلطان بن عيسى – عبداللطيف يوسف النصف – عبدالله يوسف بن عيسى – سليمان محمد الصانع – خالد مشاري الروضان – عبدالله بن حسين الرومي.
وقد التقطت هذه الصورة سنة 1948 وتعتبر صورة نادرة كونها توثق الشركات والمؤسسات الكويتية والسعودية في بومباي
عبدالله الهندي: كنت أمين مخزن في الجعفرية وأصبحت فيها مدرساً
• المدير أثناء تفقده فصلا ابتدائيا
أجرى الحوار: جاسم عباس
> الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، لكن قاسماً مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، «القبس» شاركت عدداً من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع عبدالله عبدالرزاق احمد الهندي قال: انا حفيد من برع في جراحة الختان (الطهور) وخلع الاسنان، جدي رحمه الله قام بختان معظم رجال الكويت السابقين مستعملا الموس (الشفرة) في القطع، وكان لديه عود يستعمله ليلف فيه الجلد الزائد تحديداً لقطعه، وقد استمر في تقديم خدماته حتى قرب وفاته عام 1951، وجاء بعده ابنه اي عمي عبدالوهاب فأتقن المهنة حتى اجاز له الدكتور بري رئيس دائرة الصحة آنذاك، وتوفي رحمه الله عام 1964.
الختان
وقال عبدالله الهندي: كان يقوم بعملية الختان (الطهور – التطهير) مطهرون محترفون، وقد جرت العادة على دفن القطعة المتبقية من الطهارة في حفرة في الارض، وان يتم تطهير ثلاثة اطفال او اكثر معا، بعدها توزع الشربات والحلويات وتذبح الذبائح، ويصحب ذلك احتفال يتجمع فيه الاقارب لتناول العشاء بهده المناسبة، وغالباً ما كان الناس يختنون ابناءهم في سن متأخرة نوعاً ما، ويالها من مناسبة على اهل الصبيان وحزن و«بشعة» على الصبي نفسه، وكان احد افراد العائلة يتولى الامساك بالصبي، فيشير المطهر الى السماء مناديا بأعلى صوته «شوف الطير» وعندما يرفع الطفل رأسه لرؤية الطير ينكب عليه ولا تسمع الا صراخه ثم زغاريد النساء.
وقال يرقد الطفل يوما او يومين في البيت، ثم يبدأ بالتوجه الى البحر مع والده للاغتسال الى ان يبرأ الجرح، اذ ان ماء البحر ينظف الجرح ويطهره.
المطبة
وتحدث ابو احمد عن مكان ولادته قائلا: ولدت في فريج المطبة في الحي الشرقي من الديرة، عرف بهذا الاسم لكثرة الثغرات في السور الذي كان يمر بهذا المكان، وكما سمعنا وقالوا انه السور الثاني الذي انشئ عام 1811 وتهدم ورمم عام 1845، ولهذا السور سبع بوابات تعرف الواحدة باسم «دروازة»، واضاف ابو احمد: لكي نذكر الابناء والاحفاد بأسماء هذه البوابات فهي:
الأولى: دروازة ابن بطي بالقرب من مسجد النصف.
الثانية: دروازة القروية.
الثالثة: دروازة العبدالرزاق.
الرابعة: دروازة الشيخ بالقرب من مسجد الفارس.
الخامسة: دروازة السبعان.
السادسة: دروازة الفداغ.
السابعة: دروازة البدر بالقرب من مسجد الصقر، وهذه الثغرات استحدثها بعض الاطفال والرعاة، وكانوا يقفزون بين هذه الثغرات، وكانت تسمى القفزة الواحدة بـ«المطبة».
واضاف ولدت عام 1934 سنة الامطار التي هدمت المنازل وشردت سكانها، ولكن الاطباء الذين سجلوا اعمار اهل الكويت قالوا لي انت من مواليد 1938، وزوجة عمي اكدت انها كانت في السنة التي هطلت فيها الامطار الغزيرة في شهر شعبان.
وكل ما اذكره ان المطبة عبارة عن اكوام من الرمل كانت تغطي طرقات الشرق والفريج، وكنا من دون كهرباء حتى في فريج العاقول الذي سكناه بعد المطبة، واتذكر الماكينة التي وضعت بالقرب من بيت معرفي التي جلبت لنا الكهرباء، فتنفس الاهالي الصعداء وهللوا فرحا بهذا النور الجديد، وكل بيت وضع مروحة واحدة يشغلها في النهار، و3 مصابيح في الليل، ولم نعرف الثلاجة، ماؤنا من البرمة والحب والغرشة، ومطارة ربل التي كانت معلقة تحت العريش.
وقال: بيتنا موقعه الان موقع مركز طب الاسنان خلف مستشفى الاميري، ولكثرة الطين ايضا سمي بالمطينة، بعد هذا المكان اشترى والدي بيتا من قبازرد واستملكته الحكومة، ثم انتقلنا الى ضاحية عبدالله السالم بالقرب من المطار الذي كان يمتد الى النزهة، وانا عملت فيه معاونا صحيا.
كرنتينا
ومن اعماله قال ابو احمد: عملت في المحجر الصحي الذي يحتجز فيه القادمون من الخارج، اذا كانوا غير حاصلين او حاملين شهادات تطعيم ضد الامراض المعدية، وكرنتينا المحجر الصحي كان يحجز فيه الغرباء من البلدان التي انتشرت فيها الامراض، حتى وان كانوا حاصلين على شهادات صحية من باب الاحتياط والحذر، وكلمة كرنتينا اجنبية (Quarantine)، واضاف ابواحمد: عملت بهذا المحجر الصحي التابع لمطار الكويت الدولي في النزهة «معاون صحي»، كنا نفحص القادمين، والذي نشك فيه نضعه في الكرنتينا للعزل، ننقله الى الموقع الرئيسي على السيف الذي انتقل اخيرا الى الصليبخات، والان يسمى الامراض السارية.
واتذكر من الامراض المعدية في تلك الفترة ابو حمير – الحصبة – الكوليرا – الجدري – عملت من عام 1952، واتذكر كل يوم كانت تهبط طائرة واحدة او اثنتان، والطائرة المصرية كل اسبوع واحدة، والعربية اللبنانية مرتين، والسورية واحدة.
وقال ابو احمد: في عام 1952 انشئ المصح الداخلي للامراض الصدرية الذي بدأ يعالج ويكتشف كثيرا من الامراض المعدية، و1953 انشئ مصح النساء للامراض الصدرية، في عام 1956 انشئت مراكز. مكافحة السل وفي 1957 انشئت الاشعة لفحص كل مخالط لاي مريض بالسل.
الجعفرية
وتحدث المعلم والمربي عبدالله الهندي عن عمله في المدرسة الوطنية الجعفرية امينا للمخزن والقرطاسية فقال: من واجبي ومن حقه علينا ان اذكر المربي الفاضل سيد محمد حسن الموسوي الذي عمل مدرسا عند بداية تأسيس المدرسة في عام 1938، كان مقرها بالقرب من نقعة معرفي على ساحل البحر مقابل مسجد الخليفة، وعند تأسيسها تتكون من سبعة فصول دراسية، وبعد عامين تم تعيينه مديرا للمدرسة، وهو الذي رحمه الله قام بتطوير التعليم في المدرسة الجعفرية وادخل منهج اللغة الانكليزية والرياضيات والعلوم، ووضع نظام ارقام الجلوس للامتحانات النهائية، واستقال المربي الموسوي في عام 1973 بعد عطاء استمر 35 عاما، ولبى نداءربه في 13 يناير عام 1995.
وتذكر ابو احمد الاوائل الذين درسوا في المدرسة الجعفرية، فمنهم: جاسم اسماعيل معرفي، عبدالحسين الخباز، فهد الموسى، دعيج العون، محمد النشمي، سيد عبدالحسين السيد زاهد، عبداللطيف العمر، عبداللطيف الفلاح، خالد المسعود، عبدالعزيز الدوسري، عبدالعزيز البالول، معجب الدوسري، عبدالله البالول، سعود الخرجي، وانا عبدالله الهندي، محمود الناصر، سليمان البناي، محمد صالح تقي، عبدالله يوسف، ملا عيسى المطر، ملا راشد السيف، عبدالوهاب هاشم البدر، حيدر بن نخي، سيد محمود بهبهاني، جاسم العبدالله، حسام محمد، ابراهيم اليوسف، محمد علي اشكناني ومحمد الصباغة. واضاف الهندي: معظم الكتب كانت تجلب من سوريا ولبنان، بينما تأتي كتب النحو والقواعد من مصر، وتذكر الهندي قول مدير الجعفرية السيد الموسوي عندما قال له: انت امين على المخزن والقرطاسية وانت ولدنا، ولا ترد اي طالب في العطاء اذا عنده فلوس تأخذ، واذا ما عنده تعطيه ولا تطالبه، لأن كل ما في المخزن والمكتبة من تبرعات اهل الخير.
وقال الهندي: اي مدرس يغيب عن المدرسة يطلب مني المدير ان اشغل مكانه، حتى وصلت الى التدريس والشرح لهم، واتذكر اول فصل دخلته لما غاب عنه الاستاذ فهد الموسى، حتى سألني احد الطلاب فلم اعرف الاجابة لان الغائب كان مدرسا للرياضيات واللغة الانكليزية، فنقلوا هذا الموقف المحرج الى مدير المدرسة، فقال لهم: هذا ولدنا واستاذكم جاء ليشغل الفراغ ولحفظ النظام، وأكد لهم ان الاستاذ عبدالله يعرف كل شيء في تخصصه اما اللغة الانكليزية فليست من تخصصه، كانت الاجابة بكل ادب واحترام، كان راتبي 180 روبية، والدراسة كانت على فترتين صباحية وبعد الظهر (عدا الاثنين والخميس صباحية فقط).
مضمد.. موزع
وقال: بعد التدريس في الجعفرية الوطنية عملت في دائرة النفط (قسم التوزيع)، نقلنا ووزعنا الذهب الاسود من التصفية الى الصهاريج، كان المسؤول عنا المرحوم سامي المنيس رئيس تحرير «الطليعة» عام 1963، وعـضو مجلس الامة 1963 و1971 و1976، واتذكر كيف كنا ننتقل من الشرق الى الاحمدي مقر عملنا بصعوبة جدا، كانت سيارة النقل تريلة Trolley تجرها سيارة كبيرة تنقلنا من الاحمدي الى ساحة الصفاة، وكل من يتأخر 5 دقائق لا يجد التريلة يأخذ سيارة خاصة بروبية واحدة، كان راتبي 4 روبيات في اليوم، وكل من يعمل ساعة اضافية يأخذ ربع الراتب اليومي.
وقال: ثم عملت في دائرة الصحة التي كان مديرها علي الداود، سألني: انت ابن من؟ قلت له: انا ابن المطهر الهندي، قبلني في الصحة من دون امتحان بحضور خالد الصانع، دخلت دورات مكثفة حتى حصلت على مساعد مضمد لمدة 6 اشهر، وانا عالجت المرضى بالابر من عام 1952 حتى 1982 ثم التقاعد.
الهندي
وتحدث عن جده الكبير احمد الهندي الذي جاء من الهند في عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1896، وعند وصوله صلى في مسجد العدساني الذي اسسه محمد بن عبدالرحمن العدساني عام 1747 ويعتبر رحمه الله اول من تولى القضاء في الكويت، توفي سنة 1782، وجدي امّ المصلين في 1897، وتزوج من كويتية، وكل سنة كان يذهب الى الحج على الجمال لمدة 3 اشهر في الطريق حتى سمي بالهندي واشتهرنا بهذا اللقب.
وقال أبو أحمد: عمل جدنا الهندي بحلاقة الشعر وفي فصل الصيف وقت البارح أي مع الرياح الموسمية ومدتها أربعون يوما أي مع انتهاء موسم الغوص، في هذه الفترة كان رحمه الله يبدأ التطهير «الختان» من الشهر السابع حتى التاسع الميلادي.
أماالدراسة فقال الهندي: أنا درست عند عبدالوهاب العصفور في المطبة بمدرسة الملا بلال، وأخيراً افتتح مدرسة خاصة بمنزله قريبا من مسجد المطبة، كان عدد الطلاب لا يتجاوز ثلاثين طالبا. ثم درست في المدرسة الشرقية.
وأخيراً عمل أبو أحمد مع والده في وقت الفراغ خاصة بعد صلاة العصرفي سوق الحدادة، وقال حول ذلك: والدي رحمه الله كان يبيع أدوات البناء مثل: سيالي – باري – دامر – سيام – حبال – چندل – مسامير – صخين – شبل – چدوم – هيب – چلاب – الماكري – بالإضافة إلى أنواع الخيوط المتعلقة بالبناء مثل: حبل الدلو – حبل الملمص – حبل الخيمة بسمى طنب – مردي – الزبيل – التب – والخيش – الطاسة المعدنية – السلم – الكمشة.
حسافة!
وفي الختام، تذكر بعض الأشياء فقال أبو أحمد: حسافة، أسفي وندمي وإلى الآن أنا متأسف على هدم سوق الشعير وسكة الصوف والمقاصيص، تراث يجذب المشتري والسائح، وحسافة على نامليت مبارك الهدهود لماذا لا يتجدد؟ والدندرمة الكويتية أرجو ان تعاد حتى لو في المناسبات، ساعة جيب من ماركة «راسكوب» الروسية ما أحلاها على كبار السن في السديري، أين المطارح في بيوتنا؟ ما أحلى الروط لملابس الوالد، والروشنه، وأتذكر السيل الذي أخذ أخي يوسف بعد هدم الكبر لولا رحمة الله لذهب مع الماء، كثيرون ماتوا من الأمطار.
من قديم الكويت صانع الاستقلال.. وأبو الدستور
كتب يوسف الشهاب :
إعداد: يوسف الشهاب
في كل حديث عن استقلال ودستور الكويت يكون الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم حاضرا على كل لسان، هو صانع الاستقلال وابو الدستور.. ولد الشيخ عبدالله السالم عام 1895م وهو الحاكم الحادي عشر للكويت، تلقى دراسته في الكتاتيب وقد وصفه مؤرخ الكويت بانه الامير الخير، وصاحب سخاء وكرم وحلم وعقل، ومباسطة للجليس وتعطف على الاقارب والاصحاب، وبذل في سبيل العلوم والمعارف، وهو اديب يحفظ الشعر.
بدأ الشيخ عبدالله السالم حياته العملية عام 1938 حين اختير رئيسا للمجلس التشريعي، يقول المرحوم خالد العدساني عن رئاسة الشيخ عبدالله السالم لجلسات هذا المجلس «كان في رئاسته للجلسات حليما متواضعا لا يرجح فريقا على آخر، ويحاول التوفيق دائما بين الجميع للوصول الى نتائج ايجابية». تولى في عام 1951 رئاسة البلدية الى جانب مسؤولية الحكم التي تولاها عام 1950 بعد وفاة الامير الراحل الشيخ احمد الجابر، طيب الله ثراه، وما بين عامي 1936 و 1952 تولى ايضا دائرة الصحة.
بعد تسلمه مقاليد الحكم، اقيم احتفال كبير في ساحة الصفاة حضره الاهالي والمعتمد البريطاني في البلاد آنذاك، وقد شهد عهد الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - تطورا وازدهارا على كل صعيد وشارك في اول مؤتمر للقمة العربية في القاهرة عام 1964، وكان حريصا على دور الكويت في المحافل العربية والدولية وظل كذلك حتى وفاته في نوفمبر 1965.
الصورة: الشيخ عبدالله السالم متوجها الى سيارته في مطار الكويت القديم بعد عودته من رحلة الى لبنان في صيف عام 1962.
إعداد: باسم اللوغاني
اسم «الشامية» له امتداد تاريخي طويل، ورغم انني سعيت الى معرفة متى تمت تسمية الشامية بهذا الاسم، لكنني لم أعثر على وثيقة مكتوبة أو أثر شفوي يؤكد الزمن المحدد الذي بدأ أهل الكويت يستخدمون فيه اسم الشامية لوصف هذه المنطقة. لكنه من المسلم به ان الشامية (ولا نعني بها الشامية الحالية فقط وانما امتدادها الشرقي والجنوبي) اسم قديم قد يعود الى أكثر من 150 سنة على الأقل.
الشامية.. وأسباب التسمية
في كتابه «دولة الكويت.. الأماكن والمعالم»، يقول الدكتور يعقوب يوسف الغنيم ان منطقة الشامية تبعد عن العاصمة كيلومترين ونصف الكيلو وعندما كان سور الكويت قائما كان احد أبوابه باب الشامية، حيث يخرج منه الناس الى منطقة الشامية عندما كانت أرضا خالية ليتمتعوا بأجواء الربيع ومناظره فيها، ومن آبار الشامية كان يجلب الماء العذب الى الكويت بواسطة الجمال والحمير.
وطبقا للكاتب محمد حمد السعيدان، رحمه الله، فان الشامية كانت قرية صغيرة تجلب منها مياه الشرب على الحمير والجمال وهدمت عام 1959 ثم أعيد تنظيمها وبناء مساكنها. وعن تسميتها، يقول انها أتت نسبة الى الشام وان القوافل التجارية الذاهبة والغادية من والى الشام تتجمع فيها وتتخذها مركزا لانطلاقها بعد ان ترتوي تلك القوافل بالمياه من آبارها.
أما مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد، رحمه الله، فقد تحدث عن موارد الماء في الكويت قديما فقال ان آبار تسمى «الشامية» في جنوب غرب مدينة الكويت ازدهرت في فترة زمنية معينة ثم هجرها الكويتيون بعد ان تغير ماءها بسبب قلة الأمطار وكثرة الوراد. والمعروف ان كتاب المؤرخ عبدالعزيز الرشيد نشر في عام 1928 مما يدل على ان الشامية كانت معروفة بهذا الاسم قبل تلك الفترة.
وتعرض الكاتب فرحان عبدالله الفرحان الى الشامية فقال انها منطقة آبار ماء عذب وبعد توسع السكان انضمت الى مناطق الكويت وكانت شهرتها ابان كانت آبارا أكثر من شهرتها اليوم لانها مصدر رئيسي للماء العذب في الماضي، موضحا ان التسمية جاءت نسبة الى ديار الشام بسبب تجمع القوافل المتجهة الى الشام فيها منذ فترة طويلة.
أول مبنى بالشامية
أثارت حفيظتي احدى الصور القديمة التي عثرت عليها لمنطقة الشامية ويظهر فيها بشكل واضح مبنى قديم مربع الشكل له أسوار من جميع الجهات وفي وسطه بيت، ونظرا لان الصورة التي يعود تاريخها الى ما قبل منتصف الأربعينات، لم تنشر من قبل وليس عليها أي تعليق، لذلك حرصت على دراستها بشكل جيد لأنني اعتقدت من اللحظة الأولى ان هذا المبنى قد يكون أول مبنى في الشامية، فبدأت التحقق من المبنى وتوجهت الى جهات وشخصيات عدة قد يكون لديها معلومات حول المبنى. وقد توصلت الى قناعة كاملة مفادها ما يلي:
• يعود تاريخ الصورة الى ما قبل منتصف الأربعينيات لعدم وجود شوارع معبدة فيها، والمعروف ان أول شارع معبد في الكويت هو شارع دسمان وذلك عام 1945 لذلك يمكن القول بان المبنى المشار اليه قد بني في الثلاثينات أو أوائل الأربعينات على أبعد تقدير.
• المبنى تعود ملكيته السابقة الى الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي بناه في الفترة التي أشرنا اليها ثم يبدو انه استخدم سكنا لأجانب من موظفي شركة النفط الأمريكية المستقلة التي كانت تسمى اختصارا «امين أويل». وقد حصلت على مخطط قديم للشامية ويبدو فيه بوضوح شكل القصر ومساحته وكتب عليه باللغة الانكليزية «ماكفرسون بالاس». وقد أكد ذلك عبدالله ابراهيم الحوطي (سكن الشامية القديمة بالقرب من السدرة والثليم في أوائل الخمسينات) وعبدالله عبدالرحمن الرويح (سكن الشامية عام 1956 وعمره 16 سنة) وهما من قدماء الساكنين بالقرب من موقع المبنى.
• الصورة الثانية للمبنى أخذت في الخمسينات (حسب تقديري) ويمكن التحقق بوضوح من ان هذا القصر لم يبن ليعيش به أمير الكويت، بل لاستخدام شخص أجنبي، اذ ان هناك وحدات سكنية من طابق واحد بنيت على امتداد الأسوار الأربعة للقصر وهو أمر لا يفكر به أهل الكويت آنذاك.
• استمر القصر في الوجود حتى بداية الستينات حيث يوجد مسجد أبوبكر الصديق وتوجد شوارع المنطقة كاملة وكذلك العديد من المنازل ومنها بيوت المجرن الرومي وغيرهم. والمعروف ان مسجد أبوبكر الصديق افتتح في عام 1959.
• تأكدت من المخططات الرسمية التي بحوزة ادارة نزع الملكية التابعة لبلدية الكويت ان هذا القصر قد تم تثمينه في عام 1962 لمصلحة ورثة الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل . وقد أكد لي أكثر من شخص من كبار السن هذه المعلومة التاريخية ومنهم جاسم خالد المرزوق وزير التربية والتعليم الاسبق وهو من سكان الشامية أيضا.
من كل ذلك يمكن القول ان أول مبنى بني في الشامية هو قصر الشيخ أحمد الجابر الصباح وذلك في الثلاثينات تقريبا وتم استخدامه من قبل شركة النفط الأميركية المستقلة فترة من الزمن وتم تأجيره على وافدين عرب وأجانب فترة من الزمن، وتم تثمينه في عام 1962. وقد تم تخصيصه لاحقا لوزارة التربية حيث استخدم كمقر لدار المعلمات وتحول فيما بعد والى اليوم الى كلية التربية الأساسية للبنات التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي. وهنا لابد من التوضيح بان هذه المعلومة لاتعني ان الشامية كانت خالية من الناس قبل بناء القصر، بل يجب التأكيد على انها كانت مصدرا رئيسيا من مصادر المياه بالكويت وكان بعض الناس يترددون عليها يوميا منذ عقود طويلة من الزمن للحصول على المياه وكان أصحاب الآبار يتواجدون يوميا في مواقعهم، الا انها لم تصبح مكانا للسكن الدائم وتبنى بها مساكن من الطين الا في منتصف الثلاثينات تقريباً او بعد ذلك بقليل.
علي سالم الجدحي يصب الماء لمكفرسون
يقول علي سالم الجدحي (مواليد عام 1933) انه كان يعمل سائقا على تنكر مياه مع اسرة راشد المجرن الرومي وانه كان يرتبط باتفاق استمر أكثر من سنتين مع مكفرسون (الذي كان يسكن قصر الشيخ احمد الجابر الصباح في الشامية في منتصف الخمسينات) لتعبئة خزانات المياه بشكل شبه يومي وان مكفرسون كان يطلب منه عدم استخدام مياه السدود ومصدرها الأمطار ولذلك كان يجلب المياه العذبة له من بركة في نقعة الشملان حيث تقوم الابوام بجلب هذه المياه من شط العرب. وعلي الجدعي من أبناء المهرة الذين قدموا الى الكويت عام 1948 مع النوخذة عيسى العثمان والمجدمي احمد السبيعي في بوم «تيسير» من منطقة «قشن» وعاش في الكويت منذ ذلك الوقت ويعمل مع أسرة المجرن الرومي الى اليوم. أما مكفرسون فهو مدير عام شركة الزيت الأميركية المستقلة وتسمى اختصارا «امين اويل» وكان يسكن في قصر الشامية ومكتبه الرسمي في الصالحية في ذلك الوقت.
الشامية القديمة
يبدو انه قبل هدم سور الكويت وفي ظل التوسع العمراني داخل مدينة الكويت القديمة وضيق المساحات السكنية، بدأ الناس يفكرون في الخروج من السور والاستقرار خارجه وكانت أولى المحطات السكنية الجديدة خارج السور منطقة الشامية القديمة. وتتكون الشامية القديمة من منطقتي ضاحية عبدالله السالم والشامية الحالية، اضافة الى المنطقة التي تسمى بالحزام الدائري الأول المحاذية لشارع السور. وقد سكنت العديد من العوائل الكويتية هذه المنطقة قبل هدم السور ومنذ الأربعينات وسيجد القارئ في الصفحات القادمة نقولات عديدة عن سكان الشامية القديمة.
سليمان بورسلي سكن الشامية القديمة
يقول سليمان حمد بورسلي انه سكن في الشامية القديمة عام 1951 في موقع قريب جدا من بوابة الشامية وكان بجواره محمد السهلي وسليمان المصري ومجبل البذالي واحمد بن ناصر بورسلي واسرة السعيد. ويقول ان أرضه كان طولها 100 ذراع وعرضها 100 ذراع وانه اشتراها بمبلغ 1000 روبية وبنى فيها منزلا صغيرا به 3 غرف نوم واللوازم الأخرى للبيت. كما يقول ان بوابة الشامية كان يحرسها في ذلك الوقت مرزوق الطحيح واحمد الخرس وعيد بن شيتان. وقد ثمنت الحكومة منزل سليمان بورسلي بمبلغ 25000 روبية وزادته 1000 روبية بعد ذلك في نهاية عام 1952.
عبدالله الحوطي سكن عند «السدرة والثليم»
يقول عبدالله ابراهيم الحوطي انه سكن مع أسرته موقعا في الشامية القديمة يسمى «السدرة والثليم» وهو اقرب الى بوابة الجهراء منه الى بوابة الشامية وذلك في عام 1950 تقريبا. وقد ثمنت الحكومة بيتهم في الشامية القديمة بمبلغ 180 ألف روبية وأعطتهم ثلاثة قسائم في الشامية الجديدة عام 1956.
عوائل سكنت الشامية القديمة
من العوائل التي سكنت الشامية القديمة وهي المنطقة المعروفة حالياً بضاحية عبدالله السالم والمنطقة المحاذية لسور الكويت من ناحية بوابة الشامية الى بوابة الجهراء:
• عائلة بورسلي
• عائلة الأرملي
• عائلة البسام
• عائلة بوحديدة
• عائلة المصري
• عائلة البذالي
• عائلة المجرن الرومي
• عائلة المنيع
• عائلة الهويدي
• عائلة الرويشد
• عائلة الخشتي
• عائلة الملحم
• عائلة المطيري
• عائلة المهوس
• عائلة الحسينان
• عائلة الحوطي
• عائلة المكيمي
• عائلة الشراح
• عائلة الحساوي
• عائلة الطاحوس
• عائلة المقهوي
• عائلة الجناحي
• عائلة البعيجان
• عائلة المحري
• صورة مسجد علي عبدالوهاب في منطقة المرقاب والقريب من بوابة الشامية في لقطة بالخمسينات • صورة قصر الشيخ احمد الجابر أو ما يسمى بقصر مكفرسون ثمنته الحكومة عند تنظيم الشامية والصورة التي التقطت من الجو تبدو فيها ثانوية الجزائر مما يشير الى انها تعود الى أواخر الخمسينات • علي سالم الجدحي وخلفان «العماني» فوق التنكر بمحطة الشويخ في منتصف الخمسينات
الشامية..تاريخ وشخصيات - 3 تاريخ التعليم في الشامية وصور في الخمسينات
احمد ياسين على الياسين
إعداد: باسم اللوغاني
يوجد في الشامية عدة مواقع تعليمية بعضها تم اغلاقه في سنوات لاحقة وهي:
1- روضة بن خلدون
2- روضة الشامية
3- مدرسة المأمون الابتدائية
4- مدرسة سكينة الابتدائية للبنات
5- مدرسة الشامية المتوسطة للبنين
6- مدرسة أسماء المتوسطة للبنات
7- مدرسة الجزائر الثانوية للبنات
8- معهد التربية للمعلمات
وفيما يلي بيانات تفصيلية عن كل مدرسة بالمنطقة:
1- روضة بن خلدون:
تأسست الروضة عام 1958 لكنها اغلقت لعدم الحاجة اليها وتحول مبناها مقرا لحضانة تابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي.
2- روضة الشامية:
تأسست عام 1963، ويبلغ عدد الأطفال فيها حاليا (عام 2007) 156 طفلا، وتضم 8 فصول دراسية وعدد المدرسات 21 معلمة إضافة إلى 14 إدارية.
3- مدرسة المأمون الابتدائية للبنبن:
تأسست عام 1956، ويبلغ عدد الطلبة حاليا فيها (عام 2007) 334 طالبا، وتضم 10 فصول دراسية، ويعمل بها 18 مدرسا بالإضافة إلى 9 إداريين. وقد هدمت وأعاد بناءها المحسن عبدالعزيز محمد حمود الشايع وتمت تسميتها باسمه تكريما له وفتحت ابوابها للطلبة عام 2006. اما اول ناظر فيها فهو الاستاذ عبدالفتاح كشكش واول وكيل لها الاستاذ احمد الياسين. وتديرها حاليا الاستاذة غزيل العصفور الهاجري.
4- مدرسة سكينة الابتدائية للبنات:
تأسست عام 1956، وتم دمجها مع مدرسة اسماء المتوسطة وسميت «مدرسة الشامية المشتركة للبنات» وفيها 610 طالبات وتديرها حاليا الاستاذة ضياء الذيب.
5- مدرسة الشامية المتوسطة للبنين:
تأسست عام 1954، وكان اول ناظر لها الاستاذ عبداللطيف الصالح واول وكيل لها الاستاذ عبدالمحسن الرشيد البدر. اغلقت في عام.......؟
6- مدرسة أسماء المتوسطة للبنات:
تأسست عام 1954 واغلقت عام......؟
7- مدرسة ثانوية الجزائر للبنات:
تأسست عام 1959 وتطبق نظام المقررات ويبلغ عدد الطالبات حاليا فيها 301 طالبة وعدد المعلمات 72 معلمة وتضم عشرة فصول. وتعتبر الاستاذة سعاد الرفاعي اول ناظرة كويتية لها وذلك عام 1968. وحاليا تديرها الاستاذة هيفاء الفرهود.
8- معهد التربية للمعلمات:
تأسس عام 1971 وثم أصبح كلية التربية الأساسية للبنات.
إبراهيم عبدالملك الصالح
من أوائل المدرسين الذين درسوا في الشامية وكان اختصاصه اللغة الانكليزية. ولد رحمه الله في عام 1926 في حي الصيهد الذي يقع على شارع الجهراء ونشأ في أسرة عرفت بحبها للعلم والدين، فقد كان جده صالح محمد المبيض قاضيا لمدينة الزبير في العراق ووالده عبدالملك الصالح كان مديرا للمدرسة الاحمدية عام 1921 ثم أصبح سكرتيرا للمعارف عام 1936. أما أخوه صالح عبدالملك الصالح فقد كان ناظرا للمدرسة المباركية ثم وكيلا لوزارة الإعلام ثم وزيرا للبريد والبرق والهاتف ثم وزيرا للتربية عام 1967. ولا ننسى أخته مريم التي تعتبر أول مدرسة نظامية في الكويت، حيث بدأت بالتدريس في عام 1938. درس الأستاذ إبراهيم عبدالملك الصالح في المدرسة المباركية في مطلع شبابه وتخرج منها ثم ابتعث إلى بيروت ثم بريطانيا لدراسة اللغة الانكليزية التي أجادها إجادة كاملة وأصبح مدرسا لها فترة طويلة من الزمن تزيد على ثلاثة عقود. وتوفي رحمه الله عام 1977.
أحمد ياسين علي الياسين .. في سطور
ولد الاستاذ احمد ياسين على الياسين في عام 1931 في حي القبلة. درس اللغة العربية والقرآن الكريم وختمه عند الملا محمد والد كل من الملا محمود والملا عبدالله والملا جاسم في حي القبلة. بعد ذلك التحق بالمدرسة المباركية وحصل على شهادة اتمام الدراسة الابتدائية في 17/5/1947، وكان قبلها قد انضم لسلك التدريس في المدرسة الاحمدية بتاريخ 15/9/1946 قام خلالها بتدريس اللغة العربية والدين والحساب وعرف عنه حبه للعمل كمدرس و أمين مخزن وسكرتيرا للمدرسة. واصل دراسته حتى حصل على شهادة الدراسات التجارية من المدرسة المباركية في عام 1953. وقد رقي الي وظيفة وكيل للمدرسة الاحمدية وكان يعمل بالاضافة لعمله سكرتيرا وامين مخزن المدرسة. نقل لمدرسة المأمون بمنطقة الشامية بتاريخ 13/9/1956 كوكيل للمدرسة. وكان الناظر وقت ذاك الاستاذ عبدالفتاح كشكش (فلسطيني الجنسية). ثم نقل ليكون ناظرا لمدرسة ابن رشد في منطقة الفيحاء في عام 1961.
انضم رحمه الله لعضوية جمعية المعلمين منذ 1964 وكان من أوائل المؤسسين.
رغم توفر الكثير من الفرص في ذلك الوقت آثر أن يبقى في مدرسته (مدرسة ابن رشد الابتدائية للبنين بمنطقة الفيحاء) ليكون والدا ومربيا لكل من درس فيها منذ تاريخ إنشاؤها في عام 1961 وحتى 2/10/1987 وهو تاريخ تقاعده. لقد امضى الاستاذ احمد الياسـين كل حياته (41 سنة) في مهنة التدريس كان خلالها نعم الوالد والمربي لطلبته.
ولم يكتف الفقيد بالتدريس خلال الفترة الصباحية فكان من اوائل من ساهم بالتدريس في مراكز محو الامية بالامن العام خلال الفترة المسائية كما هو مدرج في قرار وزارة التربية رقم 2523 بتاريخ 10/12/1957 بانشاء اول سبعة مراكز محو الامية حيث كلف بمسؤولية مركز الشويخ بالجيوان. ومن مساهمات الفقيد في تربية النشأ توليه العمل في الاندية الصيفية خلال العطلة الصيفية طيلة سنوات عمله منذ تاريخ انشاء الانديه الصيفيه وحتى تقاعده.
تلقى الفقيد سنويا ومنذ بداية عمله بالوزارةالكثير من كتب الشكر والتقدير والتعبير عن الثقة والارتياح لما يبذله من جهود. وقد تم تعيينه رئيسا للعديد من لجان انتخابات المجلس البلدي ابتداء من عام 1961 وكان من ضمن اعضاء اللجنة المنظمة لحفل اليوبيل الذهبي للمدرسة المباركية الذي اقيم بتاريخ 15/4/1962. كما شارك باللجنة الرئيسية لدراسة وعلاج ظاهرة الدروس الخصوصية المشكلة بتاريخ 18/10/1981.
قام الفقيد وزملائه بتلك الفترة بالمشاركة في العديد من المؤتمرات والبعثات العالمية مثل : دورة التريية لرؤساء المراكز التعليمية في الجامعة الامريكية ببيروت, ودورة الوكلاء للاقليم الجنوبي في الجمهورية العربية المتحدة 1960، ودورة تدريبية لنظار المدارس في بيروت 1961، ودورة تدريبية لنظار المدارس في المغرب 1963، اضافة للدراسات الصيفية بالجامعة الامريكية 1964، والاشراف على بعثة طلبة المدارس الثانوية الى ايران 21 - 31/1/1968.
انتقل الاستاذ احمد الياسين الى جوار ربه صباح يوم الاربعاء 21/3/2001 في المستشفى الاميري. رحمه الله رحمة واسعة ونتمنى من وزارة التربية ان تطلق اسمه على مدرسة من مدارس الكويت تكريما لدوره في التعليم. محمد حمد ابراهيم الفوزان
من مواليد مدينة الكويت عام 1924 / 1343هـ ودرس في البداية في المدرسة الأحمدية ثم التحق بالمدرسة المباركية. في بداية حياته المهنية عمل السيد محمد الفوزان في التجارة حتى عام 1945 ثم التحق بالتعليم مدرساً في المدرسة القبلية المتوسطة التي تحولت بطلابها ومدرسيها إلى مدرسة الشامية المتوسطة للبنين عام 1954 وأصبح وكيلا لها منذ افتتاحها ولحين تقاعده. يعتبر السيد الفوزان من المعلمين الذين أسهموا في بناء التعليم في الكويت وفي الشامية بشكل خاص كما أنه شارك في تمثيل عدة مسرحيات مع طلابه في المدرسة مثل مسرحية «فتح مصر» و«عمرو بن العاص» وشاركه في ذلك الأستاذ حمد الرجيب والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمهما الله. كما كان شاعراً ينظم القصائد في اللغة الفصحى واللهجة النبطية.
• قرار نقل الأستاذ أحمد الياسين إلى مدرسة المأمون كوكيل للمدرسة وذلك بتاريخ 13/9/1956م. •رسالة موجهة للأستاذ أحمد الياسين من مدير المعارف بتاريخ 22/2/1960م بخصوص اختياره لزيارة الإقليم الجنوبي مع مجموعة من وكلاء المدارس • المناسبة: حصول مدرسة الشامية علي الكأس ويبدو من يمين الصورة فيصل العمر وأحمد البصري وعبدالعزيز الشطي ومحمد الراشد والناظر عبداللطيف الصالح وسعود شويلان ومحمد المسعود وجاسم العمر ومبارك الساير وخالد الشطي والاستاذ يوسف العلي في أواخر الخمسينات • كشافة الشامية من مدرسة المأمون والأستاذ عدنان شمس الدين يوزع عليهم بعض الأوراق • طلبة من مدرسة الشامية من اليمين وقوفاً: مبارك الساير ومنصور العمر وغير معروف وسليمان جمعة ويعقوب الدعيج وعبدالله الدخيل وناصر البناي و د. سعد الهاشل. ومن اليمين جلوساً: عدنان المقهوي وعبدالله المهنا وخالد المعجل وفيصل العجيل وعبداللطيف الزيد وخلفه غير معروف، وأقصى اليسار فؤاد الرفاعي في أواخر الخمسينات. • مدرسة الشامية المتوسطة بنين التصوير من أعلى عام 1958م. (من مبارك الساير) • أحمد الياسين جالساً بالوسط وحوله مجموعة من المدرسين في مدرسة المأمون في أواخر الخمسينات • الأستاذ أحمد الياسين (الثاني من اليمين) والأستاذ عبدالفتاح كشكش الرابع من اليمين في مدرسة المامون في نهاية الخمسينات • مدرسة ثانوية الجزائر في لقطة في الستينيات أو أواخر الخمسينات
الشامية..تاريخ وشخصيات - 4 والاخيرة أوائل من الشامية و نبذة عن بعض قدامى الساكنين في الشامية
• صورة حية لاحتفالات الكويت بعيد استقلالها الأول في الشامية عام 1962
إعداد: باسم اللوغاني
• أول مختار للشامية
عبدالله راشد المجرن الرومي الذي انتخب مختارا في عام 1961 وظل مختارا حتى عام 1992.
• أصغر كويتي يحصل على رخصة قيادة
سليمان علي سليمان العثمان مختار الشامية الحالي وقد حصل على الرخصة عام 1953م وعمره في وقتها 14 سنة.
• أول وكيل للمدرسة الشرقية للبنين
حمد عيسى الرجيب رحمه الله وذلك بعد أن عين مدرسا في الشرقية اقل من سنة عام 1940/1939م ثم عين وكيلا لها ولم يكن بها وكيل قبل ذلك.
• أول جريدة يومية صدرت بعد استقلال الكويت
هي جريدة «أخبار الكويت» لصاحبها عبدالعزيز الفهد الفليج (ابوبشار) من سكان الشامية.
• أول مدرسي لغة انكليزية في الشامية
- خالد سلمان عبدالسلام الشطي.
- إبراهيم عبدالملك الصالح.
• لم يتغيب عن العمل طيلة 44 عاما
عبدالله عبدالعزيز المنيس من سكان الشامية منذ الخمسينات وكان في قطعة 9 ثم انتقل إلى قطعة 6 إلى الوقت الحاضر وهو من مواليد عام 1920م.
• عمل في إدارة الأيتام 35 عاما
يعقوب أمان الفليج وقد بدأ عمله في الأيتام عام 1953 ثم تركها وعاد إليها عام 1966 واستمر بها حتى تقاعده عام 2000م.
• أول من سجل لقسائم الشامية عند توزيعها في الخمسينات
سليمان الغانم العثمان وتلاه السيد خالد العيسى الصالح.
• أول ناظر لمدرسة المأمون في الشامية:
عبدالفتاح كشكش رحمه الله وهو فلسطيني الجنسية.
• أول وكيل لمدرسة المأمون:
أحمد الياسين رحمه الله.
• من كبار المعمرين من رجال الشامية الذين مازالوا على قيد الحياة :
- يعقوب خلف اليتامى (مواليد عام 1913م)
- محمد عبدالله الفارس (مواليد عام 1915م)
- عبدالله عبدالعزيز المنيس (مواليد عام 1920م)
- حمد راشد المجرن الرومي (مواليد عام 1921م)
• امام لاكثر من 37 سنة:
هو الملا صالح عبدالله الصالح (مواليد عام 1931) صلى اماما بالمرقاب ثم الشامية لمدة 37 سنة، وكان قبلها مؤذنا لمدة 17 سنة.
• اول من اسس مصنعا لصناعة لوحات التوزيع الكهربائية:
دخيل جسار الجسار (مواليد عام 1920م).
• سجل اول اغنياته عام 1957م
سعود الراشد الرباح (مواليد عام 1922م)
- مفلح الصالح الفلاح
- يعقوب خلف اليتامى
- سليمان غانم العثمان
- ياسين المهنا الزيدان
- درباس محمد العمر
- حمد راشد المطر
- حمد عيسى المطر
نواخذة من الشامية
• سعد العبدالله السالم يلقي خطابا في ديوان النفيسي بالشامية بمناسبة زيارة الملك سعود عام 1961م وفي الدائرة الدكتور خليفة الوقيان ومندوب الاذاعة السعودية بالقرب من الشيخ سعد. • قد تكون هذه بوابة الشامية من الداخل في الثلاثينيات أو قبل ذلك ونشاهد فيها راعي الغنم (الشاوي) مع غنمه وهو عائد إلى الكويت في نهاية اليوم • حمد الرجيب وأحمد الياسين في لقطة ثنائية في أواخر الخمسينات.
المواضع والمواقع والأمكنة في تاريخ الكويت مدرسة ملا مرشد الأهلية في المرقاب (1927 - 1958)
كتب فرحان عبدالله أحمد الفرحان :
موقع مدرسة ملا مرشد على الخريطة
لا يختلف اثنان على ان مدرسة ملا مرشد ظاهرة مؤثرة في تاريخ الكويت، نلقي الضوء عليها بمناسبة الذكرى الثمانين على افتتاحها (1927 - 1958) ومرور خمسين سنة على توقفها.
فالاخوان ملا مرشد وملا سليمان اللذان اسسا مدرسة غير مربحة بالكاد تسد الرزق ولقمة العيش، ويعملان في هذه المدرسة دوامين طوال السنة من دون عطلة ربيعية او صيفية، تستحق ان نطلق عليها ظاهرة، وحقا انهما ضحا بوقتيهما وصحتيهما ليقدما للآخرين العلم والمعرفة، وقدما الشيء الكثير في سبيل ثقافة ورفعة هذه البلاد العزيزة الكويت.
هذان الاخوان اللذان صمدا طيلة ثلاثين عاما من التدريس، صحيح افتتحت مدارس في الفترة نفسها كمدرسة ملا زكريا الانصاري ومدرسة عبدالله عبداللطيف العثمان وشقيقه ملا عثمان وملا محمد، ومدرسة عبدالعزيز حمادة ومدرسة ملا عبدالوهاب الحبنان ومدرسة الخنيني، لكن هذه المدارس لم تصمد بل اغلقت ابوابها بعد فترة قصيرة، ما عدا مدرسة الخنيني والتي استمرت لبعض الوقت، لكن هناك مدرسة تدرس البنات وهي خاصة للنساء، وكذلك مدرساتها وهذه المدرسة صمدت قرنا من الزمان، انها مدرسة آل العمر او المطاوعة، وقد استمرت من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وهذه المدرسة بدلا من تسميتها مدرسة المطاوعة كان الاجدى ان تسمى مدرسة المطوعات.
وهذا ما ينطبق على مدرسة ملا مرشد بفتح الميم واسكان الراء وفتح الشين، وكان الاجدر بهذه المدرسة وهذه المعمعة العلمية ان تسمى مدرسة ملا مرشد بضم الميم وتسكين الراء وكسر الشين، وهنا يكون هذا الرجل اسم على مسمى فهو مرشد وجاء اسمه مطابقا لحقيقته واقول رحمه الله.
هذه مجرد مقدمة لهذه المدرسة، كيف بدأت الفكرة في تأسيس هذه المدرسة ويمكن انه قد اغنانا المرحوم حمد السعيدان في موسوعته حيث يقول الجزء الثالث صفحة 1384 التالي:
مَرشَد: (مدرسة ملا مرشد)
مدرسة اهلية تأسست سنة 1927 اسسها مرشد محمد السليمان وسليمان محمد السليمان، من اقدم المدارس الاهلية واكثرها تقدما من ناحية البرامج الدراسية ففيها كانت تعطى دروس القرآن والعربي والخط والحساب والاملاء والفقه والتوحيد ومسك الدفاتر الى جانب مبادئ اللغة الانكليزية، تخرج فيها معظم رجالات البلاد ومنهم بعض افراد الاسرة الحاكمة، ووكلاء الوزارات والوكلاء المساعدين وغيرهم. وكانت الدولة قد كرمت – في عام 1968 في عيد العلم – عددا من المدرسين القدامى دون اصحاب هذه المدرسة، كما ان الشيخ عبدالله النوري لم يذكر هذه المدرسة في كتابه «قصة التعليم» مع انها قديمة ومشهورة. اغلقت المدرسة سنة 1958.
ملا مرشد محمد السليمان:
ولد سنة 1907، وتوفي بتاريخ 9 ديسمبر 1971. (انظر مرشد)
ملا سليمان المحمد: من مواليد سنة 1906. توفي 1985.
هذه ملاحظات قيمة كتبها وسجلها المرحوم السعيدان، لكن لنعد الى الوراء لهذه الاسرة الكريمة التي اكرمتنا بالتعليم والاخلاق ثلاثين سنة:
كان المرحوم (محمد السليمان) والد الفاضلين سليمان ومرشد قد رحل من نجد ومن حوطة بني تميم مبكرا وكان حظه حظ كثير من العائلات التي انحدرت من نجد للبحث عن حظ اوفر وحياة سعيدة وسكن على مقربة من ابناء قريته وهناك في اوائل القرن العشرين، ادخل ابناءه سليمان ومرشد الى المدرسة المباركية وقد نال كل منهم حظا من التعليم وعمل الاخوان بالتجارة، لكن الله كتب لهما ان يكونا مربين ليدخلا التاريخ وينالا من الدعوات الى يوم الدين وهكذا عندما اخذت بعض المدارس الخاصة التي سبقت المدارس التي ذكرناها وهي مدرسة حمادة والخميس والخنيني والحنيان كانت هناك مدارس تفتح في دواوين الاغنياء لتدريس ابنائهم لكنها لم تصمد لانها لا تسير على فهم دون مدرسين ثابتين.
لهذا جاءت ثمرة هذا الرجل الشجاع ملا مرشد الذي نال قسطا وافرا من التعليم في المدرسة المباركية، الخط والعربي القراءة والكتابة وحفظ القرآن وكذلك الفقه والحساب ومسك الدفاتر، وهذا كان آخر المطاف من التعليم في تلك الحقبة، ادخل فيما بعد اللغة الانكليزية لتعامل التجار مع المراسلات والهند اثناء السفر وكان الذي يقوم بتدريس هذه المادة ملا ناصر الحوطي تولى قيادة هذه المدرسة مرشد الذي دعي فيما بعد بملا مرشد وساعده شقيقه ملا سليمان وكان ملا مرشد يدرس الفصول المتقدمة وملا سليمان يدرس الفصول الاولية وهناك فصل خصص لملا فهد المزيد الذي يدرس الطلبة في الفصل المتوسط، كانت الدراسة في هذه المدرسة متواصلة صيفا شتاء دون عطلة صيفية ولا عطلة ربيعية، والدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكان حينما يحين وقت صلاة العصر يجتمع الطلبة في ساحة ملا سليمان ليؤدوا صلاة العصر، ثم بعد ذلك صارت الصلاة في ساحة الاثلة وهي ساحة المدرسة الامامية.
وكانت المدرسة تأخذ من الطلبة مبلغا قليلا ورمزيا ثم ارتفع الى ان اصبح روبية في الشهر واربع آنات للماء.
كان الجلوس في المدرسة على الارض وعلى المنقور الذي يسقف به سقف الغرف و«المنقور» يصنع في ايران او العراق من القصب الذي ينبت على مياه الانهار.
كان في هذه المدرسة غالبية الطلبة، كل واحد عنده «بشتخته» وهي عبارة عن صندوق مصنوع من الخشب في الهند، وفيه مكان للاوراق ومكان للدواة (المحبرة) ومكان للاقلام، وهناك الطلبة يتبارون بنوعية كل واحد بشتخته، فهذا عنده من السيسم والاخر عنده من الابنوس الاسود والبعض بشتخته من السامج، والحفاي بشتختهم من الخشب العادي في فصل ملا مرشد بالليوان دائما هذا الليوان مفتوح، لكن في فصل الشتاء يوضع (شتر) وهو عبارة عن جنحة لتمنع البرد والطلبة يتحفرصون من البرد، لكن مع الوقت يدفأون.
كان الفاضل د. عبدالمحسن الخرافي في كتابه «مربون من بلدي» يقول في صفحة 377 عن ملا مرشد التالي:
تلقى المربي الفاضل تعليمه كاملا في مدرسة المباركية عن الاساتذة الافاضل الذين كانوا يتولون التدريس فيها في تلك الفترة وهم: الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وكان ناظر المدرسة ويدرس اللغة العربية وآدابها، بالاضافة الى الدين والتاريخ، وايضا الاستاذ عبدالملك الصالح المبيض، وكان يدرس الحساب والخط، وايضا الشيخ القاضي احمد الخميس ودرس تحفيظ القرآن، والشيخ يوسف الحمود ويدرس الدين والفقه، والمؤروخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد ويدرس مادة الفقه والتاريخ، كما كان من اساتذته ايضا عمر عاصم الازميري ويدرس القرآن الكريم والتجويد، واخيرا حافظ وهبة وكان يدرس مواد العلوم.
وقد قام بمساعدته في عملية التدريس كثيرون وفي ازمان مختلفة، فقد ساعده طوال فترة استمرار المدرسة اخوة سليمان، كما ساعده ايضا: ابرهيم السعد الحوطي، وعباس الهارون، وصالح العجيري، وعبدالرحمن الرويح وعبدالرحمن العبدالغني، وفهد المزيد، وناصر الحوطي، ومحمد السليمان، ومحمد السيف، ويوسف الشايجي وغيرهم. واستمرت مدرسته على هذا المنوال، حتى عام 1955، وقد عرضت عليه دائرة المعارف آنذاك فكرة انضمام مدرسته اليها، فلم يوافق وقد قام تلاميذه بالتوجه الى المدارس الحكومية، واغلق مدرسته عام 1956 بعد ان قضى فترة قدرها ثلاثون عاما في التدريس.
تخرج على يديه عدد كبير من التلاميذ، من ابرزهم: صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، والشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وعدد كبير من افراد الاسرة الحاكمة وابناء الكويت، وعلى سبيل المثال لا الحصر: احمد عبدالعزيز السعدون وفيصل السعدون، وعبدالرحمن محمد الملحم، وعبدالمحسن عبدالله السعد، ومحمد احمد الغنام، وعبدالعزيز اسماعيل، ونصار عبدالله النصار، وعبدالعزيز احمد النصار، وعبدالرحمن احمد السعد، ويوسف مطلق الزايد، والمستشار راشد عبدالمحسن الحماد، والعميد المتقاعد حمود مشاري الخرافي.
توفي الملا محمد السليمان في ديسمبر عام 1391 هـ (1971م).
رحمه الله رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته.
واحب ان اضيف الى ان من قاموا بالتدريس في هذه المدرسة، بالاضافة الى الذين ذكرهم الدكتور عبدالمحسن كثيرون، منهم محمد سعيد محمد الدويسان الذي كان يدرس مادة حساب الكسور العشرية، وقد خرّجت هذه المدرسة الكثيرين وافادت الكثيرين ايضا، فقد كانت عبارة عن ناد يلتقي فيه الشباب للتعارف، حيث ان التلاميذ والطلبة من مناطق مختلفة، وكان ملا مرشد لا يفرق بين طالب واخر وكان يساوي بين الجميع في الاتفاقة والسؤال الكل سواء.
كان لي الحظ ان ادرس في هذه المدرسة قرابة ثلاثة اشهر في فصل الصيف، واقول بحق كنت استفدت من هذه المدرسة الشيء الكثير وكانت معارفي في هذه المدرسة مع كثير من الشباب الذين تبوؤا مناصب في هذه الدولة العتيدة.
اعود لاتحدث عن ملا سليمان محمد السليمان شقيق ملا مرشد كان ملا سليمان اكثر بدانة من شقيقه ملا مرشد، لكن كان الاخوان لا تعرف ايهما ملا سليمان من ملا مرشد في الاخلاق والمعاملة والعلاقات كان ملا سليمان تفرغ لتأسيس الطلبة الصغار في هذه المدرسة ومن ثم يسلمهم الى شقيقه مرشد ليكملوا دراستهم كان ملا مرشد قد سبق شقيقه سليمان في مغادرة الحياة، وان كان قد جاء بعده الى هذه الدنيا، حيث توفي ملا مرشد 1971. ولحقه شقيقه سليمان سنة 1985.
كان المعروف عن ملا مرشد انه يحب البر وصيد البر ولا يحب البحر بعكس شقيقه سليمان فانه كان يحب (الحداق) صيد البحر كان ملا سليمان قد انجب ابنه البكر محمد الرجل الذي كان نائبا في البرلمان الكويتي، عن منطقة الخالدية، في فترة سابقة هو من الشخصيات المعروفة، وكان احمد ملا مرشد ولده الكبير عمل في الحقل الدبلوماسي فهو من كبار موظفي وزارة الخارجية.
واخيرا فهذه هي اسرة ملا مرشد وسليمان اللذين تفرغا للتعليم والتدريس، هذه هي الاسرة او الاخوان اللذان تركا بصمات لايمكن ان تمحى على مدار التاريخ، لانها محفورة في القلوب، حيث علما ووجها ودرسا وربا الكثيرين من ابناء هذه البلاد العزيزة، هذان الاخوان مرشد وسليمان لو تفرغا للتجارة في بداية حياتهما، لربما اصابا الشيء الكثير لكن كتب الله ان يربيا بعض هذا الجيل السابق.
كان لي الحظ في العطلة الصيفية لمدارس الحكومة ان التحق بمدرسة ملا مرشد ثلاثة اشهر كنت قد غنمت منها الشيء الكثير رؤيتي ملا مرشد وحدها تكفي من المهابة والوقار فهو باش غير كاش بالجميع.. كنت انظر اليه وهو يعطي اهتماما زائدا للطلبة الايتام، كان لا يتأخر عن التدريس في المدرسة ابدا بل يكون في مقدمة الطلبة.
لكن اقول بعد ان توسع التعليم الحكومي وفتحت مدرسة المرقاب اخذ التلاميذ الصغار يتجهون الى مدارس الحكومة نظرا لما تملك من امكانات اخذت مدرسة ملا مرشد تتقلص حتى ابتدأت الاعداد بها في السنوات الاخيرة بعد بالاصابع لهذا ارتأت حكمة ملا مرشد ان يقفل ابوابها. وبما ان مدرسة المرقاب التي اخذت حفنة من الطلبة من مدرسة ملا مرشد بها اساتذة ومدرسة اكفاء، امثال ملا عثمان وعبدالعزيز الدوسري، وغيرهما، لهذا اقفلت هذه المدرسة العتيقة مدرسة ملا مرشد ابوابها بعد ان كانت كلها عطاء وعلم وثقافة واقول رحم الله ملا مرشد وملا سليمان ومن ساعدهما.. وجزاهم الله خير الجزاء وأسكنهم فسيح جناته.
والده جاء من سوريا عام 1958 مليك ملكيان: الكويت احتضنت الأرمن في أقسى ظروفهم
• اللؤلؤ الطبيعي
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..
في مستهل لقائنا مع مليك ملكيان ستيان (ابو يعقوب) قال: الكويت احتضنت الجالية الارمنية في اقسى ظروفها، والجالية قدرت ذلك وبادلتها الاحترام واحبت شعبها واقول لكل ارمني ان من يحب شيئا يحب لقاءه ووصله، ونحن باقون في الكويت، وكيف يثقل على المحب ان يسافر من وطنه الى مستقر محبوبه ليتنعم بمشاهدته، ومازلنا وسنبقى مواظبين على طاعة قوانين البلد ومحبتنا لارضه.
اضاف مليك: اول يوم دخولي الكويت قبل 47 سنة وكان في 1961/1/24 عندما ختم في جوازي قال عبداللطيف الثويني للموظفين: هذا ارمني لا يحتاج الى كفيل ولا ضمان هؤلاء الارمن اناس لهم مكانة عندنا.
وقال: انا اصولي من تركيا من كيلكيا، وهناك ارمن تابعون لارمينيا، الارمن اهل السلام، دخلنا سوريا ولبنان منذ سنوات طويلة وصلنا حتى اميركا رغم الهجرات والمصاعب الا اننا حافظنا على هويتنا، وقد وصلنا الى موقع في تركيا انهم اذا ارادوا ان يقسموا اقسموا بحياة الارمني رغم طرد السلطات التركية لهم، ارادوا ان يضيعونا والهجرات الارمنية معروفة ومدونة في التاريخ، ولكن ارادة الله فوقهم.
يتحدث ملكيان وكله ألم وحسرة قائلا: عائلتنا هاجرت عام 1915. والدي كان عمره 3 سنوات ووالدتي عمرها 7 سنوات، مشيا 52 كيلومترا سيرا على الاقدام الى الاراضي السورية، فنحن أصحاب مزارع الزيتون ومعاصر زيت.
وقال: دخل والدي الكويت عام 1958، حيث انه بعد فشل مشروع وحدة سوريا مع مصر ضعف العمل هناك، فغادر سوريا وعمل مع الأرمن في مدينة الاحمدي.
السكن في شارع الجهراء
وقال: سكنت شارع الجهراء الاسم القديم لشارع فهد السالم وكان يمتد من ساحة الصفاة الى دروازة الجهراء، بالقرب من مدرسة عائشة ومعرض اشرف للكاميرات. ومعرض بيبلوس، وفندق كارلتون، عرفت بعد ذلك ان الكويت متقدمة ولها علاقات مع العالم من خلال هذه الاسماء والماركات العالمية، كان ايجار سكننا 12 روبية، والماء يصلنا عن طريق المهارى بواسطة دراجات بخارية من 3 عجلات خلفها صهريج صغير يسمى «درام» كان يفرغ المهري الماء في بركة صغيرة، ثم تطورت الوسائل الى سيارات تنكر، حتى مجاري الحمامات تسحب بالتناكر، وأتذكر تنكر الماء سعة 1000 غالون، وخلفه مضخة خاصة به تمتص وتفرغ الماء.
خسارة ومغادرة
وتحدث عن بداية عمله في الكويت، فقال انه كان مع كريكور في سوق التجار في بيع الذهب، ولم يدفع له صائغ الذهب الذي كان يحوله الى الحلي للزينة او من كان يقوم بشراء الذهب على حسابه ويعرضه على الصائغ لصياغته وصهره، خسر كريكور فترك الكويت.
قال: عملت بعد ذلك في محل للذهب في الفحيحيل، تعلمت صياغته، ومن ثم عملت عند يوسف الطرزي وسعيد سبيته، وهما من تجار الذهب، تعلمت الكثير وعرفت كيفية التعامل به، ثم اشتريت محلا خاصا، عملت فيه لنفسي، بدأت أتعامل مع عبدالرسول الأربش في اللؤلؤ، وربك سبحانه الرزاق قال خذ يا مليك. أعطاني ورزقني من حيث لا أشعر، اشتريت من أوروبا الذهب الصافي والمصوغ، وبدأت أتعامل مع ايران والمملكة العربية السعودية، وفي القديم لا جمارك على الذهب، وبعد فرض 4% توجه التجار الى دولة الامارات.
واضاف: يعتبر الصائغ الكويتي متميزا عن غيره في البلدان الاخرى، لأنه يبدأ بتذويب السبيكة الى سحبها ثم تشكيلها، هناك صائغ مبدع في النقوش، وآخر في صياغة باختراع التصميم. وأنا الآن اعتبر من تجار الذهب أقول كلمتين: الكويت مفتاح الخليج وعبدالرسول الاربش هو ملك اللؤلؤ، وبدأنا بشراء كيلوغرام واحد بـ400 دينار اليوم وفي عام 2008 بـ8000 دينار.
قال: مازالت التشكيلة من الحلي الكويتية القديمة مرغوبة ومطلوبة وهي: القبقب والخواتم والمضاعد، والتلول، والحيول، والمزنط، والكف، والهامة، والقرذاله، والراس، والرقبة، والخزامة للأنف، وقديما يقوم الصائغ بصناعة بناء على طلب العميل، ولا يصنع ويعرضه في محله.
الدر.. اللؤلؤ
وذكر اللؤلؤ الخليجي الطبيعي فقال: لا يقدر بثمن، جوهرة نادرة، حجر كريم ويقال عنه بأنه حجر شريف، ويعتبر اللؤلؤ من أجل الاحجار قيمة وقدرا ونفعا وحلية تلبس، اللؤلؤ الكويتي لا يعرفه إلا صاحبه، وله زبائن من الطبقة المثقفة، وبالرغم من وجود الصناعي أو ما يسمى بالتقليدي فانه يبقى الطبيعي على عنق المرأة يضيء من حولها.
اضاف: نقاش دار بين (أدبسون) مخترع المصباح الكهربائي وبين (ميكوموتي) مخترع اللؤلؤ الصناعي قال له ميكوتي: «أنت أضأت العالم، وأنا أضأت أعناق النساء».
وأما الدر فهو النوع الكبير من اللؤلؤ والصغير هو اللؤلؤ، وهذه الجوهرة الثمينة تباع بالتولة تساوي 11,65 غراما، وبالمثقال يساوي خمسة غرامات.
الثقة عمياء
وتحدث مليك عن المعاملة التي كانت أيام زمان بين البائع والمشتري فقال: كنا نثق بالمرأة الكويتية ونطمئن لها، والقلب كان يميل الى تلك الثقة وتزداد بيننا وتعظم المحبة، كانت تأتي ببرقعها إنها أم حسين أو أم خالد أو أم علي، تأخذ ما تريد وبعد أيام تدفع المبلغ، هذه الصفات الحسنة والحميدة ولا شك أن الثقة هنا عمياء.. وما زالت.
بعضهن يأخذن ونحن في طمأنينة ومستودع أسرار، لأن البيع أمانة والشراء أمانة، والصدق من صفات الأمهات.
وقال: وللأسف بعد الغزو الصدامي انعدمت الثقة، والنفسيات تغيرت، والزلات ظهرت، ولله الحمد كل من معدنه طيب لا يتغير، ومازلنا مع الاخوات المحشمات الصادقات، والمداومات على الاخاء ومن 47 سنة وجودي في الكويت تعايشت مع الأخلاق الحميدة، والأيدي الكريمة والنظرة الشريفة.
وقال مليك: أول أرمني دخل الكويت كان عام1940 من بيت «ملكون» الذين قدموا من البصرة الجالية الارمنية مشهورة بصيانة السيارات، والمقاولات. تجمعهم في الكنيسة منذ عام 1959 بالسالمية، ولنا مدرسة صغيرة تجمعنا كل جمعة بدل الأحد نتماشى مع قوانين البلد بالعطل الرسمية، والآن نريد أن نجمع مليون دينار لشراء أرض خاصة لكنيسة لأننا من الأرثوزكس وعددنا في الكويت تقريبا اكثر من 6000 أرمني أكثرهم هاجروا من لبنان وسوريا والاردن وايران والمدة الأخيرة من أميركا وفرنسا.
سوق الذهب
وتذكر كل ما قيل له عن سوق الذهب الذي كان يسمى قديما بـ«سوق الصاغة» (مفردها الصايغ) وهو من يحترف صياغة الذهب، اي صناع الحلي الذهبية، كان سوقهم بالقرب من البنك المركزي، وبالاضافة إلى عملهم قال مليك: كان الصاغة يقومون بصياغة مقابض السيوف الذهبية والفضية والهدايا، والدلال الذهبية والفضية، وهناك سوق آخر لهم شرقي سوق التجار.
وقال: قديما كان جميع الصاغة من الكويتيين، ولكن عددا منهم من الصابئة العراقيين، وكانت لهم شهرة عالية وثقة كبيرة أثناء فترة عملهم التي امتدت الى نهاية الستينات تقريبا، وعاد معظمهم الى بلادهم.
اضاف: أتذكر كلمات لها علاقة بالذهب أو الفضة أو غيرهما وهي:
شاخ: هو الفضة.
مشخص: هو الذهب.
ماو: المطلي بماء الذهب.
راكول: معدن رخيص يطلى بلون الذهب.
ورشو: معدن يستخدم في صك العملة.
حيسه: خاتم فضي له رأس مفلطح على شكل قلب.
مينة: محبس ذهبي أو فضي من الخواتم.
الخنصر: الإصبع الذي يوضع به خاتم اسمه خنصر.
البنصر: يوضع به خاتم اسمه خاتم.
الوسطى: توضع به عدة خواتم اسمها مرمى.
السبابة: يوضع به خاتم اسمه شاهد.
الإبهام: يوضع به خاتم اسمه فتخة.
وأما الهدايا والمنح التي كانت تقدم في المناسبات من الذهب، فهي:
بشارة: هدية المبشر.
نحالة: هدية للمولود.
صباحة: هدية العروس.
عطية: الهبة والهدية.
نيرة: ليرة ذهبية.
نيرة حميدية: ضربت في عهد عبدالحميد الثاني 1842.
نيرة رشادية: ليرة ذهبية ضربت في عهد السلطان محمد رشاد 1918.
الجسم السليم
وفي الختام.. تحدث عن المطبخ الكويتي الذي يعد من أفضل المطابخ والموائد، ربة البيت (الأم ــ الزوجة) تقدم الغداء الكامل الذي يبني الجسم السليم، ومازال هذا المطبخ محافظا على تراثه، وهذه ربة البيت عاشقة للطبخ وتقدم فنونها وخبراتها وتاريخ الأمهات والجدات.
قال: هذا مجبوس ماش باللحم، والهريس
والجريش المتهنة، والمدكوك والكبوط ، مرق يخني بالطاسة وعيش مشخول، ومطبق هامور والزبيدي، والخثرة، وجباب الربيان، ولا أنسى طرشي الطماط والباذنجان، وسر الخاتون، وبيض القطا، وبر الوالدين والعصيدة.
من قديم الكويت الاحتفال في أول ذكرى للاستقلال
كتب يوسف الشهاب :
كان يوم 19 يونيو 1961 من الأيام التاريخية في حياة الكويت الحديثة.. ففي ذلك اليوم أعلن استقلال دولة الكويت بالغاء اتفاقية 1899، التي عقدت بين الشيخ مبارك الصباح والحكومة البريطانية، وهي التي وضعت الكويت تحت الحماية البريطانية.. وكانت تلك الاتفاقية بداية انطلاق العلاقات بين البلدين، والتي تطورت مع مرور الزمن على كل صعيد.
وفي 19 يونيو 1962 احتفلت الكويت بعيد الاستقلال الأول، حيث اقيم عرض عسكري كبير على ارض المطار القديم شاركت فيه قطاعات من القوات المسلحة والشرطة والأمن العام ورجال الكشافة وعدد من طلبة مدارس وزارة التربية في تلك الفترة.
وقد ألقى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم كلمة في ذلك الاحتفال، قال فيها ان دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحب بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما، في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين، وقال الشيخ عبدالله السالم ان دولة الكويت بهذه العزيمة وهذا المضي تتابع سيرها كدولة عربية مستقلة متعاونة متضامنة مع شقيقاتها العربيات في جامعة الدول العربية، محافظة على استقلالها تحميه بالنفس والنفيس، مؤمنة بحق الشعوب في الحرية والاستقلال محبة للسلام، ساعية الى تدعيمه، منتهجة سياسة عدم الانحياز، وساعية الى توطيد روابط الصداقة، ومتمسكة بميثاق الأمم المتحدة وشريعة حقوق الإنسان.
هذه الصورة، من الاحتفال الأول بعيد الاستقلال (يونيو 1962) ويبدو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم في حديث مع المرحوم الشيخ مبارك العبدالله الجابر رئيس الأركان العامة للجيش في ذلك الوقت، كما يبدو المرحوم الشيخ محمد الأحمد الجابر أول وزير للدفاع في عهد الاستقلال، والمرحوم الشيخ سالم الحمود الجابر المرافق العسكري.
صفحات من الذاكرة سليمان البلوشي: عائلة البلوشي الجبلاوية منهم نواخذة السفر والقطاعة
• رسم لمجسم البوم السفار الكويتي
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فإن قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع سليمان فهد عبدالرحمن محمد جاسم البلوشي قال: جدي محمد نوخذة سفر وعمل بالقطاعة اي: حرفة نقل البضائع بواسطة السفن الشراعية من ميناء الى آخر داخل الخليج لبيع وشراء حاجاتهم الاساسية من مأكل وملبس، ومن بعده ابنه الكبير جاسم عمل في البحر وكان نوخذة عمل مع والده وكذلك جدي عبدالرحمن نوخذة السفر الشراعي وصل الى موانئ ساحل الهند الغربي، وساحل اليمن الجنوبي، وساحل افريقيا الشرقي، وعمي خليفة نوخذة «غوص» كان يعرف غوص الخماس لا يمارسه الا القليل، وغوص العزّال، وغوص المنور، ويعرف المغاصات وانواعها.
وقال البلوشي: انا ابن النوخذة فهد البلوشي من بداية الثلاثينات وحتى بداية الخمسينات، والدي وصل البنادر كلها بقيادته وهو يقود السفن الشراعية للتاجر فلاح الخرافي، وانا ركبت معه مع خشب «بوم» الصقر، واشترى سفينة لحسابه الخاص تسمى «الدومي» تسير من دون ماكينة، وصلت معه في بداية حياتي الى زنجبار تباب ثم اصبحت بحاراً وسكوني، ولم اصل الى مستوى النوخذة.
خط السير البحري
وقال البحار البلوشي: تبدأ رحلتنا من الكويت، وتمر السفينة بالقرب من فيلكا وعوهه شمالاً الى شط العرب محملين التمور، فوالدي هو النوخذة وهو مالك السفينة، ويقوم احياناً بنقل التمور بالاجرة وهو ما يسمى بـ «النول»«« وكل كيسين من التمور «كلتين» وهو ما يعرف بـ«المن» الواحدة، ثم يتجه الى جمارك الفاو، ثم الى الخليج الشرقي «ساحل فارس» حتى مضيق هرمز ومسقط واليمن وساحل مكران، وكراچي ومومبي، وجزيرة ستالوه حتى راس امنير على ساحل كوجرات «كاتيورار» وكاليكوت، واما العودة فحملنا الملح الطبيعي من الهند من ميناء «ترنجا» والعودة على امتداد الساحل الهندي الغربي ثم كراچي نحمل الاخشاب والتمر الهندي حتى نصل موانئ الخليج ولا نتأخر عن شهر ابريل خوفاً من الاخطار اي هياج البحر، والا نضطر الى البقاء حتى الموسم القادم، والعودة لا تخلو من الصعوبات.
وآخر رحلة لنا على سفينة والدي كانت عام 1951 حين قابله النوخذة يعقوب اليتامى بالقرب من بندر فيشكان على ساحل مكران.
وقال البلوشي: عندما تنتقل السفن الكويتية من بندر الى بندر، كانت تنقل معها «عبرية» ركاب بالاجرة والكلمة تعني عابر السبيل، واثنآء الحرب العالمية الثانية تعرضت بعض السفن الى قصف جوي، لانها تحمل بعض الجنود بلباسهم المدني، وبعضهم ليسوا بجنود، وسحبت بعضها الى الساحل الكويتي، وكان راشد ولايتي رحمه الله صاحب عمارة الاخشاب ذهب مع جدي والقصار لمشاهدتها.. واجهزتها كانت السكروب والناظور والنايل..
التمور المصدرة
وذكر البلوشي انواع التمور التي تستورد للكويت:
السعران العراقي والخضراوي والحلاوي، والاخلاص الاحسائي وكذلك القنطار.
وقال: اما تمر البرحي فحدث ولا حرج عن طيب مذاقه، والخندريص يقدم للماشية، والحسف والخنان، والسكري والديري العراقي، وخستاوي من ايران، واما التمور التي تصدر من شط العرب فهي الساير والزهدي، وهذان النوعان غير مرغوبين في الكويت، وكذلك الحلاوي والسلوك (البلح المطبوخ). كنا نحمل هذه التمور الى الهند بأكياس من جريد النخيل تحاك باليد، ويسمى الكيس الواحد «كله» وكل 2 كله يطلق عليهما «مَنْ» كانت تصدر الى اليمن والهند على سفن كويتية لان اهل العراق لا يملكون الابوام الكبيرة التي تقطع البحار والمحيطات بل يملكون العشاري «مهيلة» او «بلم»، لكن سفننا تشحن حوالي 4000 الى 7000 كيس، ويبدأ شحن التمور في نهاية اغسطس.
هدامتان خلال 20 سنة
وذكر البلوشي الهدامة الاولى عام 1934 حيث كان يدرس عند الملا عثمان فقال: اتذكرها تماماً عندما امتلأت حفرة بوطيبان وفاضت مياه الامطار ودخلت البيوت حتى وصلت الى براحة ابن بحر، استمر المطر حوالي الاسبوع وتقطع لمدة شهر، كل من كان بيته مبنياً من الصخر لم يتأثر، اما البيوت من العروق اي الطين الذي يتراوح ارتفاع السطر حوالي متر واحد وهذا الجدار، يكون عادة من عشرة عروق، واي بيت مبني من الطين يقال انه «بيت عروك»، فهذه البيوت هي التي تهدمت، ولكن فريج سعود وغنيم مرتفع على صيهد، خصوصا جهة درج الوكيل الذي تصعده بواسطة 21 درجاً، وسمي عبدالله الوكيل لانه كان مسؤولاً ووكيلاً عن العمال، وانتقل ملّانا بعد ذلك الى سكة ابن دعيج.
واما الهدامة الثانية، فكانت عام 1954 قال عنها: كنت اعمل بالمعارف في منطقة الصالحية في 1954/11/14 هطلت امطار غزيرة باستمرار كنا نسميها «حلب» لمدة 15 يوما، اسكنا الاهالي المتضررين في مدارس الزهراء، وعائشة، والشرقية، ومدرسة النجاح، دائرة المعارف كلها تحولت الى ادارة التغذية والتموين لمساعدة المنكوبين، غرفة الدائرة اصبحت مخازن للبطانيات والخبز والصمون، وحلوى ورهش، وباركوتات اي معاطف كبيرة من مخلفات الجيش الاميركي، كنا نسميه «واركوت» Warcoat، وسحبنا كل المواد من الاسواق لمساعدة المتضررين، وانا من موظفي المعارف تحولنا كلنا الى مندوبي المشتريات، ودائرة الاشغال في ام صدة تحولت الى مطبخ لتجهيز الاكلات، وقامت الحكومة بتوزيع الغواري والاباريق وسكر وشاي، وهذه السنة كان الخرير اكثر من الهدام، وكان المطر «ديمة» اي يدوم ومستمر على السطوح، وبعد هذه الهدامة الثانية قامت بلدية الكويت ببناء البيوت من الطابوق والاسمنت.
وقال البلوشي: كان بيت والدتي في المرقاب من «كُبَر» كوخ من الطين له سقف هرمي ايضاً من البيوت التي تهدمت قامت الدبلدية بهدمه وعوضها ببيت من الطابوق.
وتذكر البلوشي في هذه الهدامة المياه التي غطت المساحة من دوار الصليبخات مستشفى العظام الى جي وان اي: G1 وزارة الدفـــــاع، وG2 العظام وG3 سكن الاطباء.
مجلس الإنشاء
وتحدث عن مجلس الانشاء الذي تأسس سنة 1952 بهدف دراسة تخطيط المدينة برئاسة الشيخ فهد السالم الصباح، وانتهى المجلس من مهمته في 6 يناير 1962، وألغي نهائيا في 1963، كان يتابع أعمال الشركات، وتسلم كل المشاريع في موعدها.
طبيعة إعصار الأحيمر
وتحدث عن الأقدار التي ضربت الأبوام الكويتية فأغرقتها، سنة الطبعة كان الكويتيون يؤرخون بها لوقع هذه الكارثة التي أدت الى غرق عدد كبير من السفن الكويتية المسافرة إلى شرق افريقيا والهند، فأول غرق كان في 1872، ثم جاءت طبعات أخرى أشدها «طبعة عائلة بهمن» غرقت سفينتهم وفقدت العائلة عددا كبيرا من أبنائها بسبب إعصار «الأحيمر» القوي المخيف أخذ السفينة الى قاع البحر بعد عودتهم من أحد موانئ الهند الى الكويت وبالتحديد عام 1947، ولقد كان مع سفينة عيال بهمن واحدة أخرى بقيادة النوخذة علي الشطي، وثالثة بقيادة النوخذة حسن الجار الله، ولكنهما سلمتا من هذه العاصفة.
وذكر بوم ولد غيث وحمولته 2500 منّ للنوخذة عبدالكريم الغيث، عرفت السفينة هذه بنهايتها المفجعة، فقد كانت في رحلة الى الهند عام 1945 حينما فقدت وطبعت ايضا بسبب «ضربة الإحيمر» التي لا تمهل، وهذا النوخذة بلال الصقر يطلق عليه «حجي بلال» خبير بالقيادة ولكن القدر المحتوم لم ينج منه أحد، لقد غرق ومعظم بحارته وهو قادم من الهند الى الكويت، وعرفت بـ«طبعة النوخذة بلال» في عام 1943، بعد ان رمى البحارة بالات القطن، اندفعت واحدة منها فكسرت السفينة بعد رمي البالات والبضائع الأخرى، جاء الأمر من النوخذة بعد أن تعرضت السفينة الى رياح شديدة، وأصبح البحر كالطوفان ، أخذ الماء يدخل إلى السفينة، غرقت السفينة وبلغ الناجون 12 بحارا، بينما غرق 24 بحارا منهم النوخذة بلال.
المواد المستخدمة
وتحدث عن المواد الأولية التي تستخدم في صناعة السفن أهمها: الأخشاب التي تعتبر من الأساسيات بالرغم من عدم وجودها في الكويت او الخليج العربي عامة، ولكن التاجر الكويتي وصل إلى الهند وبدأ يقطع الأشجار ويصدرها، وأهم هذه الأخشاب: الساج، المنتبي، الجنقلي، الفنص، العنيني، خشب الفن، الميط، القرط، باكة، خشب شجر المانغو (الهمبة).
واضاف: هناك مواد عضوية في الصناعة منها: الصل زيت لطلاء السفن، الدامر مادة صمغية لمنع الخشب من التعفن، الحل زيت لسد الفتحات، الشونة جير وشحوم الأغنام لطلاء أسفل السفينة، قماش الشراع من القطن، الحبال من ألياف جوز الهند منها: «بيطة» و«كمبار».
وعن الأدوات المستخدمة قال البحار البلوشي: المنشار، المطرقة، الجدوم، المجدح، القوبار، الرندة، المنكر، السكنية لتثبيت الألواح، البلد، الجرخ، النر، المسامير، الدوار، طباشير.
قال بعض هذه الأسماء عربية وبعضها مستوردة من الهند لتأثيرها على الصناع والتجار، وهناك مصطلحات خاصة بصناعة السفن لا يعرفها إلا الاستاد والقلاف منها:
بهو ـ بلولة، برندة، بسة، بوسه، ترس، تسو، چاكة، چالي، چاوية، حياب، خراب، دركه، درز، دقل، دهمة، زند، شواش، صنكر يري، عنچ، عبيدار، عنافة، غمازي، فنه، فنطاس، كاور، كشتو، منخ، ميبر، مليطة، نيم، وانس، وشار.
تهريب الذهب
وتحدث البلوشي عن تجارة الذهب التي نشطت قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، حيث ارتفع سعر الذهب وأصبح يساوي أكثر من 60 روبية، بينما في الهند كان بـ28 روبية، من هنا نشطت تجارة التهريب، ولكن الحكومة الهندية منعت من شراء الذهب وبيعه في الخارج، وايضا العكس واستمرت السفن الشراعية في نقل الذهب سرا الى الكويت، وهذا ما يسمى بالتهريب، فتجد السفن التي تهرب حجمها كبير لزيادة الحمل وتهريب الذهب.
وكان مسموحا بالتصدير والاستيراد اذا سجل بالجمارك، وهناك من كان يصوغه في الهند بالطريقة الرسمية، والبعض لا يريد دفع الضريبة، فيوضع في مخبأ خاص، لا يعلم عنه الا النوخذة والمجدي والسكوني والقلاف.
وقال البلوشي: كنا نجدح المجدفات ونضع الذهب فيها، وكان يوضع في السريدان (موقد النار ومطبخ خاص للسفينة)، ويوضع الذهب المهرب ايضا في صفائح خاصة بالتمور والدهن، ورغم اننا نهرب لكن الامانة بيننا موجودة، ففي 1950 فقدنا امانة من عند اولاد ميرزا في الشارقة، وبعد 4 سنوات جاؤوا بها، وحتى طباخ السفينة وجد قطعة من الذهب في زاوية السريدان، فاخبر النوخذة بها، وفي عام 1948 وبعده عاد سعر الذهب الى الارتفاع في الكويت فخف تهريبه.
وذكر البلوشي: حتى الاشرعة كانت مخابئ للذهب وصناديق بعض البحارة، وكان من الصعب على موظفي الجمارك معرفة اماكن الذهب خصوصا الليرات والمسكوكات، وكان مندوب لاجد التاجر الهندي يرسل (هوري) ليلا الى مكان رسو البوم ليستلم الكمية، وكانت توضع كميات من ليرات الذهب في أكياس كبيرة من الخيش وتلقى في البحر، ومن ثمتنقل ثانية بعد ان يتم التفتيش، واذا وجدت السلطات الهندية اي كمية من الذهب تصادر الاموال والسفينة بالكامل.
أسماء.. وكلمات؟
ذكر البلوشي بعض الاسماء والكلمات يود ان يعرفها يوضحها لهذا الجيل من الشباب قال:
فلاح الخرافي: نوخذة قاد سفينته عام 1910 الى الهند، كان يمتلك سفينتين، احداهما من نوع البوم السفار، والاخرى لنقل الماء العذب، وزادت تجارته وامتلك السفن السفارة، اما سفينته «مطيران» فكان في قيادتها جدي البلوشي.
عبدالسلام شعيب: كان موظفا في شركة نائب مدير الصحة مدير الجمارك والموانئ توفي عام 1974.
الشيخ خالد العبدالله السالم الصباح: تولى رئاسة الجمارك والميناء، واصبح وزيرا للدائرتين، ثم وزيرا للبريد والبرق والهاتف، وعضوا في مجلس الشورى عام 1956، توفي في سويسرا عام 1966.
جاسم العنجري: نائب المدير العام لادارة الجمارك 1950 ثم وكيلاً لوزارة الجمارك والموانئ عام 1962، تقاعد عام1969.
محمد حسين قبازرد: مدير دائرة الميناء من 1952-1961، عضو المجلس التأسيسي، ومجلس الامة، ممثل الحكومة في شركة الزيت الاميركية، صاحب فيلم نادر عن الكويت بين الامس واليوم.
ملا عباس البلوشي: صاحب قهوة مقابل الفرضة، ومقابل سكة الحمارة، وهي من المقاهي القديمة.
قهوة بوعباس: تقع في فرضة الچولان، وهي من اقدم مقاهي الكويت، وانتقل الى الصفاة عند معرض فورد القديم، ادارها بعد ذلك وامتلكها ابنه عباس وصهره زمون محمد، كانت من اشهر المقاهي التي تقدم القدو والشاي.
كريمكنزي: شركة بريطانية، كانت وكيلة البواخر من قبل مائة سنة، مقرها مقابل الفرضة القديمة، وهي الممثلة ووكيلة للشركة البريطانية في الكويت، وكانت ايضاً وكيلة لشركة «لويدز» للتأمين، وكان وكيل العمال لهذه الشركة «عبدالله».
كنبار: حبل يصنع من ليف جوز الهند.
صوغة: هدية القادم من السفر.
بروة: هي الاتفاقية، او ورقة التملك، او الوثيقة، وفيها توضع الشروط بين الطرفين، واصلها «براءة».
جعيدة شخص يتولى حراسة السفينة في الميناء.
جعدة: آخر مولود تضعه الام.
وشار: هيكل السفينة عند بنائها قبل ان تكتمل.
الأحيمر: نجم معروف ظهوره يسبب رياحا وزوابع رعدية واعاصير تؤدي الى غرق السفينة، البحارة لا يغادرون حتى يختفي.
القبطان الكبير النوخذة عبدالوهاب عيسى القطامي دليل المحتار في علم البحار
كتب عبدالله عيسى :
،، كانت الكويت في الثلاثينات وقبل ظهور البترول فيها عبارة عن شريط ساحلي مليء بالحركة والنشاط البحري، فعلى طول الساحل ترى السفن إما مغادرة أو آتية وإما واقفة على الساحل، وكان الجميع يرتبطون في أعمالهم وحياتهم مع البحر، وعندما يقرر احد التجار بناء سفينة فانه يفكر في الوقت نفسه بالقبطان او النوخذة الذي سوف يسلمه قيادتها، فالنوخذة الجيد هو عنوان النجاح وهو اكبر امل للتاجر في نجاح تجارته وبروز اسمه في السوق.
فعندما يتسلم النوخذة سفينة شراعية فهو بالطبع القائد والربان، وهو المسؤول عن تجارتها وأموالها، وهو الاب والاخ لكل بحار على ظهر السفينة، وهو المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة، وهو العليم بأسرار الرياح والامواج وغيرها من المسؤوليات والتحديات جمعت في رجل واحد هو النوخذة.
وعندما نسرد بعضا من أحاديثهم وكلماتهم الشائقة فإننا نقصد من ورائها ان نستشف من خلالها صورة الكويت في الماضي وما قبل ظهور النفط لنلتمس منها العبرة ونستقي من خبرتهم ونجني الفوائدمن عصارة افكارهم وتجاربهم في الحياة التي عاشوها كادحين فيها، ولكي نستذكر تلك الحكايات من تاريخ النواخذة وماضينا العريق. ومهما تحدثنا او كتبنا عن نواخذة الكويت فلن نوفيهم حقهم ومكانتهم المرموقة في تاريخ الكويت وفي قلوب ابنائها ليظلوا شموعا مضيئة في سماء الكويت.
وفي هذا العدد سنتحدث عن القبطان الكبير النوخذة عبدالوهاب عيسى القطامي رحمه الله.
في نبذة متواضعة من شأنه الكبير وما مضى من عهده وعلمه ودرايته وخبرته في علم البحار وما ورد منها في كتاب دليل المحتار في علم البحار،،
تقول ابنة المؤلف السيدة لولوة عبدالوهاب عيسى القطامي عن والدها:
هو عبدالوهاب عيسى بن عبدالعزيز القطامي ولد في مدينة الكويت من ابوين فاضلين عام 1898 ميلادية أدخله والده في احد الكتاتيب لتعلم القراءة والكتابة والحساب والقرآن. ولما بلغ الثامنة من عمره اصطحبه والده معه في احدى سفراته الى الهند، وقد اكتشف الاب في ابنه نبوغا فريدا لتعلم فن الملاحة وان لديه من الصبر والجلد على مجابهة الأهوال عبر المحيطات بالرغم من صغر سنه ما يؤهله لذلك. فقرر والده ان يصطحبه معه في رحلاته. فتتلمذ على يد والده في قيادة السفن.
وفي سن الرابعة عشرة تسلم زمام قيادة السفينة وقادها الى الجهة المطلوبة وبمرور الزمن اصبح من ربابنة الكويت الأوائل الذين يشار اليهم بالبنان.
وبجانب حبه للملاحة ونبوغه فيها كان، رحمه الله، سياسيا من الدرجة الأولى وبحرا في العلم والمعرفة لسعة اطلاعه وثقافته، وقد كانت له مكتبة يصطحبها معه في جميع سفراته البحرية وكان يضع كتبها في صندوق خاص للمحافظة عليها من التعرض للماء وغيره.
كان عبدالوهاب عيسى القطامي، رحمه الله، من مناصري تعليم المرأة وتحريرها من الظلم والجهل فهو أول من ألحق بناته بالمدارس عندما فتحت أول مدرسة نظامية لتعليم البنات في الكويت، وهو أول من سمح لاربع من بناته بالسفر الى المملكة المتحدة ـ أي خارج الوطن العربي ـ ليتعلمن هناك وليعدن متسلحات بالعلم لخدمة الوطن.
تولى، رحمه الله، منصب مدير بلدية الكويت عام 1938 ميلادية ـ استعانت به حكومة الكويت لتحديد مواقع الجرف القاري في الخليج العربي لما له من خبرة ودراية.
حصل على شهادة الملاحة في قيادة الاسطول البريطاني في يوليو عام 1938 لمهارته وذكائه في علم الملاحة.
هاجر، رحمه الله، الى العراق بصحبة عائلته عام 1939 ميلادية وسكن مدينة البصرة بعد أن ترك الملاحة وانصرف الى مزاولة التجارة والعمل الحر.
رجع الى الكويت بعد قيام ثورة عبدالكريم قاسم مباشرة عام 1959. عاش بين أهله وعشيرته الى أن وافته المنية في 15 ديسمبر عام 1967 بعد مرض عضال أقعده بالفراش اربعة أعوام ودفن في الارض التي أحبها دوما وتحمل عذاب الغربة لأجلها حيث دفن في مقبرة الكويت.
وفي هذا الجزء الملحق «بدليل المحتار في علم البحار» والمسمى بـ«الصيد والتنقل والتجارة في البحار» تناول المؤلف الثروة الاقتصادية في الكويت وارتباطها الكبير بالبحر واعتمادها الكلي على صيد وتجارة اللؤلؤ والنقل البحري.. كذلك تعرض للتطور المفاجئ الذي حدث في اعقاب اكتشاف النفط مما أدى الى اضمحلال هذه الثروة القديمة.
ثم تناول التطور لاجتماعي والاقتصادي الذي اصبح في بحبوحة من العيش ثم انتقال اقتصاد الكويت من الاعتماد على موارد البحر وثرواته الى مرحلة الاعتماد على ايرادات صناعة النفط.
رحم الله الفقيد وطيب ثراه.
يتحدث النوخذة عبدالوهاب عن صيد اللؤلؤ وتجارته ويقول:
إن صيد اللؤلؤ مصدر مهم من مصادر الدخل العام لجميع مدن وقرى الخليج العربي الواقعة على الشاطئ، وهو المصدر الوحيد الذي كانت تعيش عليه هذه المدن والقرى منذ مئات السنين إن لم نقل آلاف السنين.
وكان في كل مدينة من هذه المدن سوق رائجة لبيع اللؤلؤ وشرائه وكان التجار يجمعونه لهذه الاسواق ويصدرونه الى العراق، حيث توجد له سوق مهمة في بغداد، فكان تجار اللؤلؤ العراقيون يسافرون الى مدن الخليج في مواسم الاسواق. ولم تكن أسواق اللؤلؤ في العراق مقتصرة على بغداد فقط بل كانت في البصرة سوق كبيرة رائجة، وكان العراق بدوره ايضا يصدر هذه المادة الى البلاد المجاورة له كتركيا والشام ومن هناك يصدرها الى اوروبا.
وبعد اختراع السفن البخارية وانشاء الخطوط البحرية بين الخليج العربي والهند تحولت اسواق اللؤلؤ الى الهند شيئا فشيئا حتى أصبحت اسواق اللؤلؤ في الهند بدلا عنها في العراق وصارت الهند تصدر اللؤلؤ الى أوروبا.
موسم صيد اللؤلؤ
يبدأ هذا الموسم في فصل الصيف في جميع مدن الخليج (في شهر مايو وينتهي في شهر سبتمبر (ايلول) وقد بلغ عدد السفن التي تمارس الغوص سنة 1338هـ. القمة حيث بلغ عدد سفن الكويت في تلك السنة فقط 1200 سفينة كما هو مسجل في دائرة ميناء الكويت. ولم يعرف بالضبط عدد السفن في القطيف والبحرين وقطر وعمان وقد تبلغ الآلاف. اما عدد البحارة في كل سفينة فإن معدله هو سبعون بحارا للسفينة الكبيرة ويتناقص هذا العدد الى الخمسة في السفينة الصغيرة. ولحكومات الامارات ضرائب معينة على كل سفينة غوص وهذه الضرائب تؤخذ بطريقة المشاركة في ارباح السفينة فللحكومة حصة غواص وتسمى هذه ـ غواصة الحكومة ـ وتدفع هذه الضريبة في نهاية الموسم وبعد بيع المحصول وتوزيعه.
أما هذه الحركة، اي حركة صيد اللؤلؤ فقد اخذت تتناقص وتتضاءل بالتدريج حتى انعدمت تقريبا، وذلك لأسباب سنشرحها فيما بعد، ولذلك فقد أخذ عدد السفن يقل تبعا لقلة أهمية الغوص ففي سنة 1955 – 1956 كان عدد السفن يتراوح بين العشر والعشرين سفينة فقط وهكذا حتى انقرضت.
يقول النوخذة القطامي عن أنواع وأسماء سفن الغوص:
لسفن الغوص أنواع عديدة ولكل واحدة من هذه الانواع اسم خاص تعرف به، كأسماء الخيل واسماء الحيوانات الخاصة بها ومن الأنواع والأسماء ما يأتي:
أ ـ 1 البتيل، و2 البقارة. ومن أسمائها مثلا للنوع الأول ـ سعيد، مصارع، مساعد، وللثاني (البقارة) المياسة. والحمرا. وسعدة.
ب ـ السمبوك ـ ولعل أصلها ـ السمبوق ـ ومعناها السفينة الصغيرة كما في المحيط وقد نقلها عنهم الفرس فقالوا ـ سمبك ـ بفتح السين وسكون الميم وضم الباء وسكون الكاف، كما في قاموس «فرهنيك عميد» ومن أسماء هذا النوع ـ الباز. ومبروك وموافق.
ج ـ الشوعي والكلمة عربية الاصل ولهامعان عدة ولعل أقربها ما يجمع القوم بعضهم مع بعض والأصح شوعي للنسبة والمبالغة بفتح الشين والواو وكسر العين.
د ـ جالبوت ـ والكلمة انكليزية الاصل، ومن أسمائها (اليازي) وهي كلمة عامية او تحريف كلمة (الجازي بابدال الجيم ياء) اي المفيد الذي يجزئ صاحبه خيرا ونفعا. ومن أسمائها ايضا ـ فرحة ـ وفائدة.
هـ ـ البوم ـ وأصل الكلمة انكليزية ومعناها السفينة الشراعية او نوع منها. ومن أسمائها المصطلحة ـ مرزوق. ومشهور وهذه هي أهم أنواع سفن صيد اللؤلؤ.
موسم الغوصيبتدئ موسم الغوص من ابتداء شهر ايار (مايو) وينتهي في شهر ايلول (سبتمبر) وعلى هذا تكون مدة الغوص اربعة اشهر. وقال رحمه الله:
ما عشت حاسد لأهل الشرق مالهم
ما همني زخرف الدنيا ولا مالهم
لكن تراني لأهل الأدب حاسد
معذا أدعو لهم بالخير لا حاسد
وأقول مالي وأهل المال والمال والمال هم
نشأة والده
ولد والده في مدينة الكويت سنة 1287هـ وأول سفرة سافرها مع ثنيان الغانم احد اخواله وقد لازمه لمدة سنتين كان في اثنائهما يتعلم على يديه الخط حتى زاد حسنا على ذي قبل، ثم سافر مع خاله ابراهيم الغانم ايضا ثلاث سنين الى جهات متعددة وكان جل قصده معرفة مجاري البحار وما يحتاج إليه الربان في سفره، لانه كان طامحا للوصول الى ارفع وظيفة نالها في هذا المجال احد ابناء الكويت، وقد تمكن عندما بلغ اربع عشرة سنة ان ينال وظيفة معلم فسافر مع احمد بن ناصر احد النواخذة المعروفين في الكويت وعمل سنتين في هذه الوظيفة ثم سافر الى جهات متعدده كالهند واليمن والسواحل واطراف مليبار جامعا بين وظيفتي المعلم والربان، وكان يشتغل في اثناء ذلك بمطالعة كتب المتقدمين التي تبحث عن مجاري البحر وأحواله فلولوعه بذلك واستعداده الفطري وتطبيق العام على العمل تمكن من ان يكون في الدرجة العالية بين الكويتيين، ولتفرده بينهم في هذا الأمر كثر الطلب عليه في تأليف كتاب يجمع ما يحتاج إليه المسافرون في اسفارهم كالتعريف بالبنادر والبلاد والمجاري ليكون كالدليل لهم في ظلمات البحر، فانبعثت همته تحقيقا لما طلبوا وقياما بحق الوطن واهله فألف كتابا في هذا المعنى سماه «دليل المحتار في علم البحار».
صناعة بناء السفن في الكويت
يقول النوخذة القطامي لقد كانت صناعة بناء السفن في الكويت في الماضي من الاعمال المزدهرة، ومن هؤلاء الصناع – الحاج سلمان وولده احمد بن سلمان والحاج صالح بن راشد واخوانه جاسم وعبدالله، والحاج حمود بن بدر.
وعن انواع السفن واشهرها يقول القطامي:
اسماء البغلة:
المسالمي، والسلامي، والبدري، والمنصوري، وشط الفرات، وقطروشة.
أسماء البوم:
فتح الخير، وفتح الكريم، وسمحان، وغالب، وطارق، والمهلب، وتيسير، ومنصور، وسهيل، ومرزوق.
صفحات من الذاكرة دخــــــل الكــــــويت عــــــام 1960 مصطفى دنيا الكبير: 67 سنة مع المطرقة والمنشار والمسمار
مصطفى علي قاسم دنيا الكبير
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..
في مستهل لقائنا مع مصطفى علي قاسم دنيا الكبير قال: انا من عائلة كبيرة «أوي جدا»، من ابو غالب الغربية على خط دمياط، والدي رحمه الله كان يملك 90 فدانا، وبعد وفاته طمعوا اولاد عمي بالارض، لان من عادة العوائل القديمة ان المرأة (الزوجة) اذا لم تكن من عائلة لا ترث، فهاجرنا الى اخوالنا في بورسعيد.
اضاف ابو درويش: انا من مواليد 1923م، لم ادخل المدارس ولم اتعلم، وكل ما عندي جاء بالفطرة والخبرة، وكل عمل له منشأ من بدايات وجود الارض، وبدايته كخامة نافعة تعود الى ما قبل التاريخ.
موبيليا بالتقسيط
وقال: أول عمل بدأته «النجارة» عام 1941 ومازلت حتى الآن (67 سنة) مع المنشار والمطرقة والمسمار وانواع الخشب، وانا اول نجار في مصر اعمل واصنع وابيع بالتقسيط عن طريق الكمبيالات، واذا توفي مزقناها، ونطلب الاجر من الله تعالى.
دخلت الكويت 4 يناير 1960 بطائرة «فالكون» 3 محركات، وكان على الرحلة سمو الأمير الوالد حفظه الله، وطلبت منه قلمه لأكتب البيانات، وعند وصولنا قال لي احد الاخوان ان الذي كان معك بالطائرة هو ابن الأمير والمطار كان في النزهة شرقي الشامية، وهو الوحيد، واقيم خلال الفترة من 1947 حتى 1961، ثم اصبح عسكريا حتى 1967، والمنطقة الآن من اجمل مناطق الكويت السكنية، اطلق عليها اسم «الحديقة» ثم النزهة الحالية.
وقال دنيا الكبير: دخلت ومعي خبرتي وفني من النجارة، وعملت في منجرة محمد حسين في الشرق بالقرب من المطعم الشرقي الكبير بجانب المعهد الديني مقابل مقبرة «مدوه»، ثم استأجرت محلا في المنطقة نفسها، بدأت بعمل خزائن ورفوف للرفاعي لبيع الاقمشة، والبغلي للبشوت، واهم عمل عندما حولت حفارة القائم، التي كانت تقوم بحفر ميناء الشويخ، بعد انتهاء عملها الى يخت ضخم من الداخل، تحول الخن (مخزن السفينة) الى غرف وقاعات من الخشب والديكور، اخذت المقاولة بعشرين الف روبية من الغانم، و2000 روبية «بخشيش» من المهندس الاميركاني، وعرفت ان «البخشيش» كلمة فارسية تركية تعني المنحة والاكرامية، وللاسف لا اعرف اين ذهبت الحفارة الجميلة التي تحولت الى فيلا في وسط البحر.
ومن اعمال دنيا الكبير انشاء مختبرات جامعة الكويت والعديلية، واغلب مدارس الكويت من اعماله.
وقال: من افضل اعمالي ديوان عبداللطيف الثويني ومكاتب عقيل يعقوب بهبهاني، وعمل تصميم لمنع الحريق في بوم محمدي وهذا من عمل ابني المهندس، وانا من عام 1964 في الشويخ الصناعية، 44 سنة بين المطارق والمكائن والسيارات والآلات الثقيلة والخفيفة.
الأخشاب وأنواعها
يقول دنيا الكبير: الخشب ما غلظ من العيدان وكل قصير غليظ هو المخشاب، والخشب القوي الذي نصنع منه الاثاث والابواب هو الخشب الذي نعرفه ونعرف قيمته وعمره، والنجار المتقن لعمله ويخاف مقام ربه هو الذي ما زال يعيش في عصر الصلب، رغم ان الناس يقولون اننا انتقلنا الى عصر البلاستيك، وان الخشب اصبح موضة قديمة، وعلى اي حال اللي يقول.. يقول.
اضاف: ان استعمال الخشب يكون في اي وقت، والغابات تقدم ملايين الاشجار الى المصانع، وهو انواع، وفيه كل الخير وانواعه:
خشب الورد ــ الصنوبر ــ الحور ــ الدلب ــ الزان ــ البق ــ الماهوجني ــ الجميز الابيض ــ واما المشهور منه في الكويت: الساج ــ المنطيج ــ الجنقلي ــ الفيني ــ الفن ــ باكة ــ الميط ــ القرط ــ الجندل ــ المربع ــ سنديان ــ الابيض ــ السويد.
وذكر دنيا الكبير مقارنة أسعار الخشب السابقة والحالية فقال:
الزان المتر 45 ديناراً، 350 ديناراً.
السويد 18 ديناراً، 100 دينار.
الأبيض 16 ديناراً، 87 ديناراً.
الصاج فوت 1،750، 20 ديناراً الفوت. الواحد.
السنديان 70 ديناراً، 500 دينار.
وخشب الساج يعتبر بمثابة الذهب بين باقي الأخشاب لوجود مادة دهنية فيه تسمى محلياً بالدسم.
وانتقل من الخشب إلى السمك القديم فتذكره وقال:
السمك الكويتي الذي لا مثيل له في البحار قسمه إلى أقسام واصفة إلى درجات، كان صيادو السمك وبائعوه يعرفون أسماء الأسماك وأنواعها لأنها كانت معروفة، واختلف الوضع ولم يعد هناك كويتي يمتهن الصيد، ولا يوجد باعة كويتيون، وأعتقد ان التسميات الكويتية للأسماك ستضيع، كما ضاع غيرها من اللهجة الكويتية، ومن أسماء والأسماك الجيدة التي تعتبر من الدرجة الأولى: زبيدي – سبيطي، شيم – ميد – صبور – بياح – هامور – شعم – نقرور. وأما أسماك الدرجة الثانية بالنسبة للكويتيين، فهي شعري – خباط – نويبي – وحر – عندق – صافي والدرجة الثالثة: قطو – شماهي – يميامه – الحمام – حاسوم، كنا نشتري أسماكا مقطعة مثل: السكن – وشماهي – الهامور الكبير – الكنعد – كانت رخيصة الثمن.
معجزة الشفاء
وتذكر نبات الرعد الذي نأكله عقب شتاء ممطر هو الفقع أو الكمأة لا جذور له، ومن فضل الله تعالى أن الحصول عليه سهلة لأنه يتكون على شكل مستعمرات من عشرة إلى ثلاثين حبة، وأرض الكويت كانت غنية، وكذلك المملكة العربية السعودية مازالت أراضيها تعطي الفقع، والجزائر والمغرب والعراق وتونس تصدر، ولكن لا يساوي الفقع الكويتي إلا المصري من مرسى مطروح، وأنا أكلته مرات انه طعام كويتي شهي، كما جاء في الحديث الشريف: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين».
وتوجد أنواع في بر الكويت ولكن المخيمات والبقيات والسيارات واستخراج الجائر قلل وأتلف هذا النبات حتى وصل إلى درجة الإعدام، أين الكمأة الزبيدي الذي يميل لونه إلى البياض؟ وحجم الفقع الكويتي كحجم البرتقالة، والخلاسي الذو أغلى أين هو؟ والجبي الأسود المحمر ضاع تحت أقدام الناس وسياراتهم، والهوبر أسود، ولكن داخله أبيض.
وقال أبو درويش: الفرنسيون يستهلكونه، وقد انتشر الققع في أوروبا منذ القرن الرابع عشر للميلاد، فهو علاج للتراخوما وهشاشة الأظافر وغني بالبروتين ويحضر منه الحساء، ويستعمل الفقع في الطب الشعبي، وفيه قليل من الدهون.
وقال ابو درويش كم انا متألم لفقدان بطاطا الارض ترتاس، جمال من ارض الكويت خاصة من 24 نوفمبر حتى نهاية الربيع، كنا نطبخ هذا النبات ونقليه ونقطعه مع شرائح اللحم، وبعض الاهالي كانوا يحفظونه للايام الخالية، وكنت اسمع من الكويتيين يا ابو درويش: «اذا طلع الفقع صر دواءك، واذا ظهر الجراد انثر دواك» واخيراً علينا ان نسمع او لا نسمع كلام ابن سينا صاحب القانون في الطب قال قبل تسعمائة سنة:
«لا يصلح اكل الكمأ للمصابين بالفالج».
آخر روبية
وتحدث ابو درويش عن آخر روبية شاهدها في الكويت التي انتهت واختفت من الاسواق في نهاية شهر مارس وبداية ابريل من عام 1961 فقال: اوراق من فئة خمس روبيات ذات لون برتقالي، واما فئة عشر روبيات فهي ذات لون احمر قان، ومائة روبية ورفة لونها اخضر زاه.
واضاف: بعد هذه العملات الورقية والمعدنية بدأت حكومة الكويت تعادل الروبية وكسورها بالدينار فكل: 1000 روبية= 75 ديناراً.
100 روبية= 7،5 دنانير.
10 روبيات= 750 فلسا.
0.5 روبية= 37/1/2 فلسا.
4 آنات= 18،75 فلسا.
2 آنة= 91/5 فلوس.
1 آنة= 4،8 فلوس.
البيزة= 1،2 فلس.
الآردي: 1/2 فلس تقريبا.
وهذه المعلومات وغيرها عن تاريخ العملة في الكويت موجودة في الكتب، والكويتيون اهتموا بتاريخهم فدونوا لعملاتهم من قبل 300 سنة عندما دخل الاغريق جزيرة فيلكا واطلقوا عليها باليونانية اسم (ايكاروس).
زيارة الديوانية واجب
وتحدث عن الديوانية فقال انها وحدة متماسكة، غرفة يؤمها الجميع ولها دور في المساهمة في اعمال اجتماعية وسياسية، وفكرية وثقافية، اضاف دنيا الكبير: من اراد ان يتثقف ويسمع الاخبار، فعليه بالمرتع الاول، ومن اراد التاريخ واخبار المجلس قبل انعقاده فعليه بالديوانية، اصبحت هذه الغرفة الآن لها ملاحق للتجهيز وللطعام وغرفة خاصة للاحاديث الخاصة.
اقول واكرر ان هذه العادة الحسنة الطيبة جمعت الشباب وابعدتهم عن المنكرات وجمعت الجيرة والقرابة والصداقة، وتطرح المرشح كل حسب توجهه واصبحت الديوانية لها التأثير في الرأي العام، وتسمع فيها النقاش، وهي متنفس للتعبير، وتؤخذ آراء روادها، وايضا للديوانية الكويتية تأثيرها الاجتماعي داخل الاسرة، حيث ينقل روادها ما يدور بداخلها من نقاشات وحوارات الى بيوتهم، فيها الندوات، والمنتديات والاجتماعات، والمهم انها جمعت الشباب وابعدتهم عن التسكع في الشوارع، والاسرة الكويتية لها دور كبير في غرس حب ارتياد الدواوين في نفوس افرادها، مما ساعد على ديمومة الدواوين واستمرارها واصبحت زياراتها واجبا اجتماعيا، وتؤكد على تأصيل مفهوم الديوانية.
أوصاف وتعابير
وذكر دنيا الكبير بعض الاصناف والاوصاف التي مازالت باقية، وكان يسمعها منذ دخول الكويت عام 1960 ومحافظة على وجودها واستعمالاتها، قال: عندما ادخل محل الحلويات اشاهد اصنافا باقية مثل: برميت حار ــ سمسمية ــ حلاوة ناريل ــ شعر البنات ــ جبدة الفرس ــ خنفروش ــ زلابية ــ لقيمات ــ جاكليت ــ بيض الصعو ــ كبيط ــ كشاط، واما المكسرات، هي: حب شمسي ــ نكل ــ نبك ـ عنجكك ــ بوز ــ بيذان ــ سبال ــ حب بطيخ.
وبحكم مهنتي وعملي يأتي ويطلب بعض الاخوة ان اصنع له كرسي ماي، وكرسي كدو، وكرسي جلوس، كرسي مصحف وتحته (مقعد طويل يوضع في المقاهي والدواوين وخارج البيوت، كرسي بدمة، وكرسي حب، وكرسي غرشه.
وقال: اوصاف وتعابير واسماء باقية في اللهجة الكويتية ومازالت تحت نظر هذا الكويتي، الذي دائما يريد المحافظة على تراثه، اسمع من يقول يريد: المزلاي (خشبة لفتح واغلاق الباب)، والكفل (قفل)، الصكاطه، والكصه والركزة وهناك من يذكر ويوصف مفتاح حطب، وبونكره، وكيلول، وعلى الرغم من التنوع في الاجناس في المجتمع الكويتي، ولكن اللهجة الكويتية الجميلة مازالت باقية رغم انها كانت مأخوذة ومتأثرة بلغات محيطة كالفارسية والهندية والانكليزية والتركية القديمة لأنه مجتمع متطور، ويستوعب اللهجات، ولكنها باقية رغم ان الكويت أصبحت منطقة جذب لكل الجنسيات، وهو مجتمع منفتح فما زالت كلمة «خبصة» تذكر في ألعاب البنات، خصوصاً في المدارس، وكلمة «خدر» استوى على نار هادئة، والمراعي والمرتهش والحيول، خزامة، فركيته، البغمة، الكبكب، مكمش، كلمات في الحلي من ذهب.
وختم قائلاً: كل ما لمسته خلال 48 سنة إن اللهجة الكويتية باقية رغم التطور والنمو الحضاري، ولا تغزوها أي لهجة رغم وجود التطور والنمو الحضاري، ولا تغزوها أي لهجة رغم وجود الصراع اللغوي المرير، وكل ما أريده أن يحافظ الشباب الكويتي على طراز منزله القديم، ويدخل الأخشاب القديمة، ومواد البناء في بناء الغرف والديوانية.
• ما تبقى من أثل المنقف
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا رجالاً ونساء إلى أن حققوا الطموح أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، لكن قاسماً مشتركاً يجمعهم وهو الحنين إلى الأيام الخوالي، «القبس» شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفضليات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع مبارك طلق فليف عقاب الذي حدثنا عن المنقف وهي إحدى قرى الكويت الغنية بالمزارع والآبار الكثيرة، كانت قرية لراحة بعض الأسر الكويتية، ومنتجع للجميع، قرية يلتقي فيها أهل الكويت في العطل وأوقات الفراغ.
قال مبارك: المنكَف (المنقف) قرية ساحلية أطلق عليها هذا الاسم لوجود صخور بحرية ظاهرة على سطح البحر من كوخ يبنى من الطين له سقف هرمي من الباسجيل والبارية والجنادل، وعلى ما أذكر كان في قرية المنقف 20 بيتاً،
السدر بلاشوك
وذكر شجرة الزيزفون (السدر) التي كانت في المنقف، وهي القرية الوحيدة التي تكثر فيها أشجار والأثل أكثر من أي قرية أخرى، وأشجارها «السدر» خالية من الشوك، وفي القرى الكويتية الأخرى فيها شوك كثير، وكما سمعت من والدي وجدي ان المنقف فيها 400 سدرة سيستظل تحتها الناس والرعاة والمارة والكشاتة (الناس الراحلون إلى البر) لأن معظم الناس كانوا يكشتون طوال العام في المنقف تحت هذه الأشجار. إنها شجرة لها فوائد كثيرة تتخذ أوراقها حنة لليدين والرجلين، وأغصان السدر نباطة لصيد الطيور، وأتذكر كنت أصطاد لا للتسلية بل للبيع والرزق الكثير، وكنا نحفر تحتها «دحل» أي غار في الأرض تحت في باطن الأرض واسع والفتحة العليا ضيقة، تأتي العصافير فتدخل الدحل، كنا ونحن صغار نصطادها باليد، ولكن اهل الكويت كانوا يصطادون الطيور بالفخ والسالية والصلابة.
وذكر عقاب: المنقف ايضا غنية بالاشجار المثمرة كانت كالغابة متشابكة الاغصان، حتى الزائد والكشات لا يعرف لمن هذه الاشجار ولاي مزرعة.
قال: يقولون عن قريتنا التي ولدنا فيها ابا وجدا وابناء واحفادا وما زلنا فيها انها غنية بالصخور الساحلية، وهي الوادي لا يعلوه ماء، وكانوا قديما يسمونها «الدس» اي الجسم الكامل لا ينقصه شيء.
وذكر ثمار السدر «النبق» او الكنار عند اهل الكويت وقراهم قال: ثمرة تعتبر من اجود ثمار السدر في قرى ومناطق الكويت، سدرة المنقف تحمل في اواخر شهر سبتمبر، وتنضج قلوبها في اوائل الربيع.
قال: اذا طلع الكنار تساوى الليل والنهار، والسدرة تعني في اللغة «اعلى قمة» او «نقطة في الاشياء» وسدرة المنقف هي القمة والعالية لجمالها وحسنها، يستظل تحتها العاشق فلذلك سميت بـ «سدرة العشاق» والقدماء يسمون الكنار بـ «الدوم» وبالانكليزية «Christs – Tamorn» وكما ان الاثل يسمى «الطرفاء» وهذا الاسم اصله سامي قديم.
الاثل
وقال مبارك عقاب: اما الاثل الشجرة المعمرة دائمة الخضرة فهي لا تحتاج الى الماء، واثل المنقف موانع للرياح ومصد لزحف الرمال كانت اشجارها اسوارا لاكثر من 90% من المزارع وبعض المزارعين اسوارا مزارعهم من سعف النخيل، كان الاجداد يستعملون اهداب الاثل لعلاج العيون باستنشاق دخانها، وحطب الاثل قوي وصلب جيد للوقود، ويستعمل لتسقف البيوت والاكواخ قديما خاصة اهل القرى، ومنه تصنع سروج الجمال، واوتاد الخيام ومن كثرة فوائد الاثل يقولون: «الله يعمر الاثل».
آبار المنقف أعذب
وعن مياه الآبار يقول: المنقف غنية بالآبار تحفر في المناطق المنخفضة وتمتاز مياهها ببقائها لفترات طويلة.
واضاف: كنا نحفر بعمق ستة امتار نحصل على ماء عذب، واذا امطرت السماء تفيض هذه الآبار، كنا نشرب من الآبار ونطبخ منها ونسقي الماشية والدواجن، اغلب قرى ومناطق الكويت كانت آبارها عذبة، ولكن آبار المنقف اعذب وفي كل مزرعة بئر حلو المذاق، وأذكر المزارع التي كانت، اصحابها: محمد السويلم، خلف الحربي، طلق بن عقاب، حمود الخرفشي، خليفة الخرفشي، عبدالرحمن جمعة، ضيان، زيد، مزرعة خلف الخرينج، ابن صليح، محمد بن جمعة، وبئر مشهورة بعذوبتها لسيف الميع وابوعاصي، بئران كانا يسقيان اهل المنقف والرحالة.
وتحدث عن الدلو الذي كان يستخدمه المزارع المنقافي لإخراج الماء من الآبار او لنقله.
قال: الله يعينه ويعيننا عليه، كنا نزعب بعشرات المرات، كان من الجلد يسمى فراشية، وعندما نزعب الماء كان في الدلو نصفه طين، ويقال المثل لندرته: «دلو ماي ودلو طين»، كنا راضين على الطين والتراب آبارنا اذا قلت الامطار فيها «بلاوي» كنا نسحب الخفافيش والحشرات والاعواد، لا فلتر عندنا، واذا اردنا ان نشرب الماء وضعنا طرف الغترة على فمنا، نشاهد آثار هذه البلاوي على الغترة.
الكشة للجميع
وختم مبارك عقاب: اذا جاء الجار بالكشة وهي عبارة عن كرش وكراعين ومصران ورأس كامل تطبخ معا، انتم في الديرة تسمونها «پاچه» الكل يشترك فيها، وتوزع على الجيران يوم الكشة عيد عند اهالي المنقف، پاچه المنقف تؤكل مع الرز، وپاچه الكويت مع الخبز، وكان تنظيف الكشة شعار الكل الرأس يمرر على لهب النار بعد تنظيفه، وكذلك الكوارع ثم تشق ما بين الحافرين، والكرش يحك ويغسل بالصابون ثم بالطحين، وكشتنا سهلة الهضم، وتساعد على الحركة والنشاط، والخروف يكون في تسعة اشهر، والكشة مع الرز تعتبر من المواد الغذائية الاساسية.
خري مري : القصد منها المكان الذي لايعرف فيه الداخل من الخارج فيقولون الناس في هذا المكان خري مري
خماجير : و هيعبارة عن مجموعة من الأدوات او الاشياء القديمة الغير مرتبه و التي اختلطت ببعضها وقد تكون غير صالحه للاستعمال
حبربش : تري هالكلمه وهميه معروفه عند الكويتيين ويقولونها على فئة من لاتعجبهم من الناس اوبالاحري تنطبق على حثالة الناس ومن هم من دون المستوي مثال تري هذا من طقة هالحبربش
حنفيش : مادري ليش شاك في هالكلمة انها مصريه هاهاها بس اهيا كويتيه وهي صفة تطلق على الشاب الذي لا يهتم بمظهره وأناقته وغالبا ما يكون ضخم وقبيح والله ياكثرهم هالايام هالحنافيش تشوفهم بكل مكان ورازين روحهم بكل مكان
سمردحي : يعني لما واحد اقول حوش سمردحي يعني واسع المساحة ويقال ايضا يطرد فيه الخيل وهي صفة لساحات البيوت
غلفج : و تطلقهذه الكلمة على تواجد أعداد كثيرة غير معروفه من الناس في مكان ما