قوات الأسد تعدم أكثر من 450 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء فى مسجد بريف دمشق.. والجيش الحر يعلن النفير العام ويتوعد الأسد برد "يزلزل كيانه"
الأحد، 26 أغسطس 2012 - 12:35
مجازر بشار فى سوريا - صورة أرشيفية
كتب محمد طنطاوى
فى أعنف وأدمى يوم منذ اندلاع الثورة السورية، قبل نحو 17 شهراً، قامت قوات نظام الرئيس السورى بشار الأسد، بارتكاب أكبر مجزرة بحق المدنيين فى مدينة داريا، حيث قامت القوات النظامية، معززة بالطائرات الحربية والدبابات والآليات، باقتحام المدينة بمساعدة عدد كبير من الشبيحة.
وأسفرت الهجمة الأمنية على المدينة عن سقوط أكبر عدد من الشهداء منذ اندلاع الثورة، حيث شهد يوم أمس وصباح اليوم الأحد وقوع أكثر من 450 شهيداً، وعدة آلاف من المصابين، بعضهم فى حالة خطيرة، وهو الأمر الذى يرجح ارتفاع عدد الشهداء الذين سقطوا ليتجاوز الـ 700 شهيد.
من جابنه، أكد أبو مجاهد الدمشقى، أحد عناصر الجيش السورى الحر، أن قوات الأسد قامت بإعدام أكثر من 250 شخصاً، رمياً بالرصاص وذبحاً بالأسلحة البيضاء، وأن هذا العدد الضخم من الشهداء عثر عليه بعد انسحاب قوات الأسد لتفاجأ الجماهير بهذا العدد المرعب من الشهداء.
وأضاف الدمشقى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن ميليشيات وكتائب من الشبيحة والأمن السورى قامت بمحاصرة مسجد داخل مدينة داريا، حيث قتل معظم الذين كانوا يستخدمون المسجد كملجأ، وأكد النشطاء أن باقى الجثث عثر عليها فى منازل وفى مخابئ فى أقبية مبان سكنية، حيث قتل أصحابها بالرصاص على أيدى جنود الأسد الذين اقتحموا هذه المبانى.
وفى السياق ذاته، أكد المرصد السورى لحصر شهداء الثورة، أنه ومع تواصل قصف قوات الأسد للعديد من المناطق، يرتفع عدد الضحايا الذين سقطوا الشهر الجارى إلى ما يقارب 4000 شخص، الأمر الذى يجعل من شهر أغسطس الحالى الشهر الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة قبل 17 شهراً، حيث قتل فى 25 يوماً أكثر من 3000 مدنى، و918 عنصراً من القوات النظامية، و38 منشقاً عن الجيش السورى.
من ناحية أخرى، أكد قائد الجناح العسكرى لقبائل سوريا خالد الخلف انشقاق نائب الرئيس السورى فاروق الشرع منذ نحو أسبوع، وقال إن الشرع وصل قبل يومين إلى مدينة الحراك فى درعا وتم إخراجه منها إلى جهة آمنة بعد أن حاصرت نحو 100 دبابة مدينة الحراك وقصفتها.
وأضاف الخلف، فى بيان له، أن قيادة الجيش الحر فى تواصل مستمر مع عدد من المقاتلين المكلفين بحماية الشرع، مؤكداً أنه فى خلال أيام سيسمع الجميع أخباراً وصفها بـ"السارة"، مشيراً إلى أن نائب الأسد يتجه حالياً نحو إحدى الدول المجاورة واستطعنا تأمينه.
وكشف القيادى العسكرى أن ماهر الأسد شقيق الرئيس السورى يعانى من الإصابات التى لحقته فى العملية التى قام بها الجيش الحر قبل نحو شهر، والتى استهدفت مبنى الأمن القومى، وقال إنهم الآن يحاولون جاهدين إنعاشه بعد أن مات "سريرياً".
وفى السياق ذاته، أعلن الجيش السورى الحر حالة النفير العام فى كافة المدن والمحافظات السورية، بعد المجزرة البشعة التى قامت بها قوات الأمن، وتوعدت القيادة العامة للجيش السورى الحر النظام السورى بالقصاص لأرواح الشهداء الذين قضوا فى المجزرة.
وقال الجيش الحر، فى بيان له، رداً على المجزرة، إننا سنقتص لأرواح الشهداء، ولن يغمض لنا جفن ولن تذوق أعيننا طعم النوم حتى نقتص لأهلنا المسالمين الذين قتلوا غدراً فى بيت من بيوت الله، كما حمل الجيش الحر المجتمع الدولى المسئولية عن حدوث المجزرة بعد السكوت عن مجازر الأسد وقصفه للمدن والقرى والبلدات السورية.
أنباء عن مقتل مدير المخابرات الجوية السورية
الأحد، 26 أغسطس 2012 - 12:22
قوات الجيش السورى
قالت قناة العربية الفضائية، إن مصادر مطلعة أبلغتها أن مجموعة تابعة للجيش السورى الحر اغتالت أمس، السبت، اللواء جميل حسن، مدير المخابرات الجوية، فى مكتبه بالعاصمة دمشق.
وذكرت المصادر أن كتيبة أحفاد الرسول، التابعة للجيش السورى الحر، تقف وراء العملية، التى وصفتها المصادر بالنوعية.
واللواء حسن، رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية، هو ضابط علوى من ريف حمص، متورط بشكل كبير فى قمع الثورة السورية، خاصة فى ضواحى مدينة دمشق ودرعا، ويعد واحداً من الأذرع الحديدية للرئيس السورى، بشار الأسد، كما وصفه معارضون وناشطون سوريون فى أكثر من مناسبة.
وبحسب ناشطين، فإن إدارة المخابرات الجوية تولت مهمة قمع الاحتجاجات منذ البداية، كما أن معظم الاعتقالات العشوائية وفرق الشبيحة كانت تحت تصرف اللواء حسن.
كما يتولى جهاز إدارة المخابرات الجوية المهمات الخارجية، إذ طالما اعتمد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن بعده بشار، على هذا الجهاز، خاصة عندما يخرج الرئيس فى زيارة خارجية، إذ تقع على عاتق هذا الجهاز معظم المسئوليات الأمنية فى البلاد.
الدادا لـ القبس: النظام يناور بنبأ مقتل اللواء حسن لإخفاء مجازر داريا
جميل حسن
لم ينف الجيش السوري الحر، ولم يؤكد، نبأ اغتيال مدير المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، الذي نقلت قناة العربية عن مصادر مطلّعة قولها إن مجموعة تابعة للجيش السوري الحر اغتالته، مساء السبت، في مكتبه في دمشق.
وفي اتصال هاتفي مع القبس أكد المستشار السياسي للجيش الحر بسام الدادا أن اللواء الحسن «مختف عن الأنظار كغيره كثيرين من القادة السوريين العسكريين والسياسيين».
وأوضح الدادا أن الحسن وهو ضابط علوي من ريف حمص ومن أبرز الضباط الضالعين مباشرة في عمليات قمع الانتفاضة السورية، «لم يظهر علناً منذ تفجير خلية الأزمة، في دمشق الشهر الماضي».
عمل مخابراتي
ويرجح الدادا أن يكون نظام الرئيس بشار الأسد وراء نشر الخبر في هذا التوقيت بالذات «لغايات محددة تخدم مصالح النظام الأمنية وفق إطار السياسة المخابراتية التي يتبعها عادة». وأوضح لـ القبس كيف أن مثل هكذا تقارير يتزامن نشرها في كل مرة تكون هناك مجزرة مروعة في مكان ما في سوريا «بهدف لفت أنظار الرأي العام داخل سوريا وخارجها وشغله عما يجري على أرض الواقع من جرائم مروعة»، في إشارة إلى المجزرة التي ارتكبت في داريا وراح ضحيتها أكثر من 320 شخصاً.
جثة من موسكو
واستدرك الدادا قائلاً: «قد يكون اللواء حسن ميتاً بالفعل، ولكن ليس بعملية اغتيال في مكتبه كما قالت قناة العربية، فهناك معلومات شبه مؤكدة تفيد أنه كان ضمن المجتمعين في خلية الأزمة في دمشق التي استُهدفت بتفجير الشهر الماضي، فالثوار ظلوا يخططون لتلك العملية طوال أسابيع، ولم ينفذونها إلا بعدما تأكدوا من وجود قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد (شقيق الرئيس) واللواء الحسن».
واستنجد الدادا بالأقاويل التي سرت قبل أيام عن موت اللواء الحسن في موسكو، حيث قيل وقتها، نقلاً عن مصادر سورية، «إنه بالفعل وصلت جثة من موسكو إلى دمشق، ولكنها ليست لماهر الأسد، وإنما لمدير المخابرات الجوية»، في إشارة إلى التكهنات التي تكثر حول إصابة ماهر في ذلك التفجير (لغيابه عن الأنظار منذ مدة طويلة جداً)، وإمكانية أن يكون إما فقد ساقيه أو مات بالفعل. ويعد اللواء الحسن واحداً من الأذرع الحديدية للأسد، وهو صاحب المقولة الأشهر حول الثورة السورية، عندما قال للأسد «اسمح لي بقتل مليون متظاهر لأنهي الثورة، وسأذهب إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بدلاً منك»!
وجهاز المخابرات الجوية متورط بشكل كبير في قمع الثورة السورية منذ بدايتها، ومعظم الاعتقالات العشوائية وفرق الشبيحة كانت تعمل تحت تصرفه شخصياً. والمجزرة التي ارتكبت في جسر الشغور، في بدايات الانتفاضة، كانت بتدبير وتنفيذ مباشر من قبل عناصر المخابرات الجوية.
أقوى أجهزة المخابرات
بداية، كانت مهمة المخابرات الجوية حماية سلاح الجو السوري، إضافة إلى طائرة الرئيس، وأمن الرئيس خلال وجوده خارج سوريا. ونتيجة تطور المهام التي أوكلتها المخابرات الجوية لنفسها، تحول الجهاز إلى واحدة من أهم الإدارات التابعة لرئاسة الأركان.
27/08/2012
مجزرة مروّعة في درعا ومئات الجثث في ريف دمشق.. وأنباء عن اغتيال مدير المخابرات الجوية المعلم: لا حوار مع المعارضة قبل «تطهير» سوريا
مجموعة من الجثث التي عثر عليها في داريا ومعظمها لأطفال لم يتجاوزوا سن العاشرة (أ ف ب)
دمشق - القبس وأ. ف. ب، ورويترز
اندلعت حرب صور بين وسائل اعلام النظام السوري والمعارضة بعد العثور على مئات الجثث في مدينة داريا قرب دمشق، مع اتهام كل طرف الآخر بالمسؤولية عن هذه المجزرة وبث اشرطة فيديو تظهر الضحايا. وتزامن ذلك مع ارتكاب النظام مجزرة جديدة مروعة في بصرى الشام في درعا، ومع دخول المعارك في حلب شهرها الثاني، حيث يخوض النظام ومقاتلو المعارضة حرب استنزاف، وفي وقت أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان النظام لن يبدأ اي مفاوضات مع المعارضة حتى «تطهير» البلاد من المجموعات المسلحة.
كما تزامن مع ورود أنباء، أذاعتها قناة العربية تفيد بتعرض مدير المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن للاغتيال في مكتبه في دمشق على يد عناصر من كتيبة «أحفاد الرسول»، الأمر الذي نفته السلطات السورية من دون تقديم تفاصيل أو ظهور الحسن علنا.
وفي شأن متصل، علمت القبس أن الجيش السوري أعلن حالة التعبئة العامة لمجندي الاحتياط، وان دوريات الشرطة العسكرية تجول على المنازل في كل المحافظات وتسوق المجندين الى الخدمة العسكرية بالقوة تحت التهديد والوعيد لكل من يحاول التخلف أو الهرب.
الشبيحة آلة قتل
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان 320 شخصا على الاقل قتلوا منذ الثلاثاء في داريا التي يقطنها مئتا الف نسمة، والتي استهدفت بهجوم واسع للجيش النظامي لطرد عناصر الجيش السوري الحر منها.
وأظهر شريط مصور بثه ناشطون معارضون جثث رجال مضرجة بالدماء على ارض مسجد. وقال المصور وهو يقترب ببطء من الجثث ويركز على الوجوه «هناك اكثر من 150 شهيداً في هذا المسجد». وفي شريط آخر، تمكن مشاهدة عشرات الجثث المشوهة والمحترقة جزئيا داخل مقبرة جماعية.
وأظهر شريط ثالث للجان التنسيق المحلية استعدادات لدفن ضحايا في داريا مع لف جثث ببطانيات ووضعها داخل حفر ثم تغطيتها باوراق نخيل.
وقالت لجان التنسيق ان «شبيحة (النظام) تحولوا الى آلة قتل». وأورد محمد شحادة من لجان التنسيق ان قوات الامن السورية ارتكبت مجزرة السبت بعد انسحاب مقاتلي الجيش السوري الحر من داريا. واوضح ان قسما من الضحايا كان لجأ الى المسجد، بينما لاذ آخرون بمبنى على بعد حوالي مائة متر منه.
واضاف شحادة «بعد انسحاب الجيش السوري الحر، بدأت قوات الاسد عمليات دهم ودخلت المسجد حيث قتلت المدنيين واجهزت على من اختبأوا في المبنى». وقال ان الجثث «تحمل اثار ثقوب كبيرة في الصدر والرأس».
ويتعذر التحقق من هذه المعلومات والصور بسبب القيود التي تفرضها دمشق على وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية.
«تطهير داريا»
في المقابل، عرضت وسائل الاعلام التابعة للنظام، اي وكالة سانا والتلفزيون الرسمي وقنوات تلفزيونية اخرى مثل الدنيا، صيغة مختلفة تماما للوقائع، واصفة المعارضين على عادتها بانهم «ارهابيون».
وبثت قناة الدنيا تحقيقا عنوانه «تطهير داريا من الارهابيين» اظهر جثة رجل مسحوق الوجه والى جانبه دراجته النارية، وجثة آخر مشوه يسيل الدم من فمه وآخرين قتلوا على ما يبدو داخل مقبرة.
وقالت مراسلة القناة «في كل مرة نتوجه فيها الى منطقة نكتشف ان الارهابيين مارسوا الجريمة والقتل، وكل ذلك باسم الحرية».
وتعلن المذيعة المتجولة بين الجثث، من دون أن يستطيع المشاهد أن يقتنص ولو لحظة خوف أو تأثر، أنها ستقوم بالحديث مع واحدة من ضحايا الإرهاب، والتي لا تزال على قيد الحياة، وبالفعل تلتقي امرأة ممددة على الأرض، مستندة إلى شاهد أحد القبور، وكأنها على وشك الموت، ورغم ذلك، فإنها تتحدث مع التلفزيون بطلاقة، ولعلها واحدة من عجائب الإعلام السوري.
وأظهر التحقيق جنودا ينقلون جرحى ثم رجلا يهتف «أرجوكم، انقذونا منهم» في اشارة الى المقاتلين المعارضين. وصرخ آخر على النحو نفسه يحوطه جنود.
واتهم جندي المعارضين باحراق جثث مقاتلين اجانب.
مجزرة في بصرى الشام
في الأثناء، واصلت القوات السورية حملاتها العسكرية والأمنية ضد مواقع المعارضة في عموم المحافظات السورية، خصوصا في ريف دمشق ودرعا وحمص وحماة. وقد أفيد عن ارتكاب النظام لمجزرة فظيعة في ضاحية بصرى الشام في درعا، راح ضحيتها عشرات القتلى معظمهم من الاطفال والنساء.
أحياء مدمرة في حلب
اما في حلب، فتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في احياء الميرديان والاذاعة والفيض، وفق المرصد الذي اشار الى سقوط ثلاثة مقاتلين اثر اشتباكات عند دوار الجندول، ورابع في حي الميدان.
وتواصلت عمليات القصف على عموم المدينة، وفق «المرصد». وافاد قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام ابو محمد بان الجيش «يحاول اقتحام الاحياء بمشاركة القوات الخاصة والحرس الجمهوري مدعومة بدبابات ت-72».
واوضح ان الاستراتيجية الجديدة للجيش النظامي تقوم على محاولة الاقتحام من الاطراف، مشيرا الى انه «جرت محاولة اقتحام من جهة الراموسة ودخلت ثلاث دبابات الى حي السكري فدمرنا واحدة وانسحبت الدبابتان الباقيتان». واكد ان «الجيش النظامي منهك ويفقد سيطرته على الاحياء بشكل تدريجي»، مشيرا الى انه «اعطيت الاوامر لكل عناصر المخابرات والشرطة وحتى الموظفين المدنيين الحزبيين لكي يلبسوا ثيابا عسكرية وينضموا للجيش».
وقال ان «هناك احياء مثل الشعار والفردوس وبستان القصر، مدمرة بالكامل ».
«تطهير» سوريا
سياسيا، أكد وزير الخارجية السوري عقب لقائه رئيس اللجنة البرلمانية الإيرانية للسياسة الخارجية علاء الدين بوروجردي ان دمشق لن تطلق مفاوضات مع المعارضة الى حين «تطهير» البلاد من «المجموعات المسلحة» وفق ما اوردت الوكالة الايرانية. وأشار الى ان الشرط لأي مفاوضات سياسية هو وقف عنف المجموعات المسلحة وصدور إعلان يتضمن رفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا.
27/08/2012
المدنيون العزّل.. بين فظائع النظام وانتقام الثوار
آلية عسكرية للجيش السوري تحترق في حي سيف الدولة في حلب
دمشق ـــــ آن بياتريس كلاسمان (د.ب.أ) - يزداد عدد ضحايا الحرب الأهلية في سوريا ارتفاعا من أسبوع الى أسبوع، حيث يقتل الناس بالرصاص أو يذبحون بالسكاكين، أو تصفى دماؤهم في هجوم بالمدفعية.
وها هي الجثث ملقاة بالمساجد والطرقات وفي الحقول، تبدو وكأنها شهود صامتون على المعركة التي دارت رحاها في مدينة داريا الصغيرة القريبة من دمشق، تلك المعركة التي لم تعرف الرحمة، لا بالنسبة للمدنيين الذين لم يكونوا طرفا فيها، ولا بالنسبة للأسرى. ولعل صور الفيديو والتقارير التي نشرت يوم نهاية هجوم الجيش على المدينة تساعد في إعادة تصوير ما حدث في المدينة التي تعد من ضواحي دمشق.
ثقافة الانتقام
وكان الجيش السوري النظامي قصف داريا بالمدفعية، بعدما تزايدت أعداد المعارضين المسلحين فيها، وتقع داريا على خط الإمداد بالنسبة للمعارضين الذين يقاتلون في العاصمة، وأطلق الجيش النظامي مروحياته للهجوم على المعارضين، الذين اضطروا بسبب سوء تسلحهم، مقارنة بالجيش النظامي وبسبب نفاد ذخيرتهم، إلى الانسحاب، لكن قوات بشار الأسد اقتحمت المدينة وقامت بقتل عشرات الأشخاص، وفي طليعتهم الشباب.
بيد أنه من غير المستبعد أن يكون بعض من جثث القتلى لأشخاص يحتمل تعاطفهم مع النظام، وقامت قوات المعارضة بقتلهم، ذلك أن الصراع الدائر على مدار 18 شهرا خلق نوعا من ثقافة الانتقام بين صفوف المقاتلين.
تجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من المقاتلين المتطوعين يحاربون النظام تحت راية الإسلام السني، وذلك على عكس المنشقين عن الجيش النظامي الذين انضموا إلى الجيش السوري الحر. وينظر هؤلاء المقاتلون المتطوعون إلى الزمرة الحاكمة، التي يسيطر عليها أتباع الأقلية العلوية، وإلى ميليشياتها بوصفهم أعدائهم، الأمر الذي يجعلهم يخطفون ويقتلون حتى السنة الذين يعتبرونهم عملاء للنظام. لكن هناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى تراجع الوازع الذي يستوقف بعض المقاتلين المناوئين للأسد حول مسألة الذنب الفردي، في حال أن يكون الواقع في قبضتهم شخصا منتميا للطائفة العلوية.
غير أنه وبسبب فظائع النظام السوري، وتشدد الحركة الثورية، فإن أصوات العزل الذين ينادون بوضع حد للعنف لم تصل إلى آذان هؤلاء الذين يقاتلون منذ أشهر، أو هؤلاء القابعين في منازلهم يملؤهم الخوف. وتصرخ امرأة سورية بصوت ملؤه المرارة، بينما تتعثر خطاها في حطام منزلها الذي دمر نصفه: «لقد ضحينا بما فيه الكفاية، ويجب أن ينتهي هذا الأمر في وقت ما». وعلى الرغم من أن الأم الشابة المنحدرة من حلب تتعاطف مع أهداف المعارضين للأسد، فإنها وبعد فقدانها لاثنين من ذويها بينهما الصغيرة حنان، التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، أصبحت ترغب في نهاية الحرب.
تعرف هذه الأم أن كلماتها لن تروق للقادة المحليين لألوية الثوار، غير أنها لا ترى سوى عمتها ح
27/08/2012
تحقيق جهاديون أجانب لا يضيفون الكثير للثورة السورية
حلب - سليمان الخالدي (رويترز) - في بستان للزيتون على بعد بضعة كيلو مترات من الخطوط الأمامية في حلب لا يعرف طلال محمد، طبيب الأسنان السعودي الذي تدرب في الولايات المتحدة، كيف يشرح لمجموعة من مقاتلي المعارضة السورية ما الذي يفعله هنا وماذا يستطيع أن يقدم لقضيتهم.
سأله أحدهم بحدة: «لماذا جئت؟!»، وسارع الرجل، مستدركا «لا تُس.ء فهمنا، نقدر تضامنك. لكن لو كنت أحضرت لنا المال أو الأسلحة لكان هذا أفضل كثيراً».
النوايا الطيبة
يستقطب صراع السوريين لإسقاط الرئيس بشار الأسد أعدادا أكبر من العرب والمسلمين الى ساحة القتال ويحرك كثيرين شعور بواجب الجهاد.
وفي حين ان البعض «جهاديون» محترفون قاتلوا في العراق أو أفغانستان أو الشيشان أو ليبيا ويسهمون في الصراع بمهارات قتالية وتصنيع القنابل تثير قلق الحكومات الغربية والعربية التي تؤيد مقاتلي المعارضة، فإن الكثير من هؤلاء الأجانب ليس لديهم ما يقدمونه للسوريين أكثر من النوايا الطيبة والدعوات، وفي نهاية المطاف لم يستطع كثيرون التكيّف. ويرى بعض قادة مقاتلي المعارضة أنهم يعطلونهم.
واعترف طلال محمد، وهو يستعد للعودة الى السعودية، حيث توجد زوجته وابنتاه الصغيرتان، بأن مؤهلاته بوصفه طبيبا للأسنان تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ورغبته في أن يؤدي واجبه ليست محل اهتمام يذكر من المقاتلين الذين تنقصهم الأسلحة في مواجهة قوة الأسد العسكرية.
ويقول مقاتلون كبار في انحاء حلب إن هذه القصة شائعة، ويوضحون «ليس لدينا نقص في الرجال على الإطلاق». لكن البعض يثيرون من المشاكل أكثر مما يجلبون من فوائد.
باسم الدين والعاطفة
وخلال حوارات مع متطوعين أجانب التقيناهم في مناطق متفرقة من شمال غرب سوريا في أراض يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بين حلب وإدلب، ظهر نموذج واضح لرجال متدينين حركت مشاعرهم التغطية المؤثرة لسقوط القتلى من المدنيين والمعاناة على قنوات فضائية اخبارية عربية يسيطر على الكثير منها خصوم للأسد، كما اتضح شعور بالاستياء بين هؤلاء الجهاديين الزائرين من مدى جسامة المهمة التي تواجه المعارضة.
ويقول قادة إن خطوطهم الخلفية تزخر برجال الدين الحريصين على تقوية إيمان المقاتلين الشبان، لكن هذا لم يمنع إماما يدعى أبوأنس من ترك مسجده في مدينة اسيوط المصرية ليعظ مقاتلي المعارضة في بلدة بنش قرب ادلب.
أما بالنسبة الى مهندس البترول الكويتي الذي تعلم في مانشستر ويدعى أبوحارث فكانت صور الأطفال المذبوحين في قرية الحولة هي التي دفعته للتوجه الى سوريا في رحلة شاقة عبر تركيا.
وقال «شعرت بأن الله سيحاسبني اذا سمحت باستمرار إراقة دماء المسلمين بهذا الشكل». وعلى الرغم من أن سنه كبيرة على الجهاد فإنه ضمن لنفسه الترحاب بالتبرع بمليوني دولار.
الثأر
ولدى البعض تكمن خلف الرغبة في مساعدة اخوانهم المسلمين الذين يموتون على أيدي ابناء دينهم مواجهة طائفية أوسع في الشرق الأوسط بين حكام الدول العربية السنية القوية ومعسكر شيعي تقوده ايران حليفة الاسد. وتساءل ابو حارث «اذا كان ما يحدث للسُّنة في سوريا ليس تطهيرا عرقيا من جانب العلويين الذين فاضت قلوبهم بالكراهية الطائفية، فماذا يكون؟!».
ومن المتطوعين للجبهة شاب عراقي من الفلوجة، يدعى جواد الذي رغم أنه كتب وصيته ومستعد للشهادة - على حد قوله - فإنه ايضا لا يريد مواجهة اي مشاكل اذا عاد الى وظيفته فهو يعمل محاسبا بشركة يابانية في دبي. وأضاف «انا هنا لأثأر لاختي وأخي اللذين قُتلا بغارة أميركية». وكثيراً ما شعر المتطوعون الأجانب الذين دخلوا سوريا بصدمة مما وجدوه. لكن الصدمة الكبرى للبعض تتمثل في مدى قلة اهتمام السوريين بوجود مقاتلين أجانب وإدراكهم أن الحاجة الى الأسلحة أكثر إلحاحا بكثير.
ويقول سري (23 عاما) وهو ليبي شهد الصراع العام الماضي في بلدته مصراتة «في بعض الأحيان شعرت بأن رفاقي السوريين كانوا ينتظرون وفاتي ليحصلوا على سلاحي»
وسط تصاعد حدة المعارك في العاصمة وضواحيها.. والعثور على 14 جثة جديدة في داريا الجيش الحر يسقط مروحية حربية في دمشق
المروحية العسكرية تحترق في الجو كما بدت في شريط فيديو بثته المعارضة وتقول إن مقاتليها أصابوا الطائرة بمضادات أرضية (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز- تحطمت مروحية حربية سورية، أمس، فوق دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش والمعارضة المسلحة، التي أكدت أنها أسقطت الطائرة «انتقاما» لمئات الضحايا الذين سقطوا خلال الهجوم على مدينة داريا المجاورة، حيث عثر على 14 جثة جديدة، لتصل حصيلة الجثث التي عثر عليها في داريا الى 334 جثة.
وفيما كانت السلطات السورية تفرج عن عشرات المعتقلين مقابل توقيع تصريح خطي يقضي بـ«عدم التظاهر من دون ترخيص»، كانت قواتها تخوض معارك عنيفة ضد مقاتلي المعارضة في حلب، وتواصل حملاتها العسكرية والأمنية في مدن وبلدات مختلفة، خصوصا في حمص وإدلب ودرعا، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى أضيفوا الى حصيلة الـ149 قتيلا سقطوا الأحد، حسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
إسقاط مروحية
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن طائرة مروحية حربية سقطت في حي القابون (شمال شرق دمشق). وقال في شريط إخباري عاجل «سقوط مروحية بجانب جامع الغفران في القابون»، من دون الاشارة الى سبب سقوط المروحية.
لكن ناطقا باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتيبة البدر» وتابعة للجيش السوري الحر أعلن مسؤوليتها عن المروحية.
وقال عمر القابوني إن اسقاط المروحية تم «بواسطة مضاد للطيران (...) ردا على مجزرة داريا»، موضحا أن «الطائرة تحطمت تماما عند سقوطها، وأن الطيار قتل». ولفت الى أن «جثة الطيار وجدت أشلاء»، مضيفا أنه «لم يتم أسر أحد».
وأظهر شريط فيديو، بثته تنسيقية تجمع أحرار القابون على صفحتها على الفيسبوك حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها.
كما نشرت التنسيقية صورة أخرى لجثة تمت تغطيتها لحجب فظاعة مشهدها، مشيرة الى أنها «جثة الطيار الأسدي الخائن».
وأكد المرصد السوري بدوره أن مروحية «شوهدت تهوي على طريق المتحلق الجنوبي بعد اشتعال النيران فيها».
وكان الجيش السوري الحر تبنى في 13 أغسطس الجاري إسقاط طائرة ميغ مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور وأسر الطيار.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتبنى فيها الجيش الحر رسميا إسقاط طائرة مقاتلة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس 2011.
اشتباكات عنيفة
من جهة أخرى، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في عدد من الأحياء الشمالية الشرقية لدمشق، وخصوصا جوبر، وفي مدن في الضاحية الشرقية للعاصمة، مشيرا الى أن هذه الأحياء تعرضت في الوقت نفسه لقصف جوي وبري عنيف.
ولفت المرصد الى مقتل أربعة من المقاتلين المعارضين، وما لا يقل عن ستة من عناصر القوات النظامية اثر الاشتباكات بين الطرفين في حي جوبر ومناطق الغوطة الشرقية.
وفي داريا، قال المرصد إنه عثر على 14 جثة جديدة، حيث أسفرت عملية للجيش السوري استمرت خمسة أيام عن مقتل أكثر من 334 شخصا إثر اقتحام القوات النظامية للمدينة.
وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا (الأحد) الاتهامات بعد العثور على مئات الجثث في المدينة.
ولاقت مجزرة داريا إدانات اممية ودولية واسعة، خصوصا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
فقد دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لتحقيق دولي عاجل. واعتبر البيت الأبيض ما حصل بمنزلة دليل آخر على «الاستخفاف الوحشي» الذي يبديه الرئيس السوري بشار الأسد «بحياة البشر»، بينما أبدت باريس «صدمتها العميقة» مما حدث. ودعت لجنة التحقيق الدولية الى المساهمة في كشف ملابسات ما حدث بأسرع وقت ممكن.
اشتباكات في حلب
في حلب، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي سيف الدولة، بينما يتعرض حي المرجة لقصف من قبل القوات النظامية.
واشار المرصد الى تعرض حي الاذاعة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليه، مضيفا ان حي بستان الباشا تعرض للقصف ايضا.
وقصف على إدلب
وفي محافظة ادلب، تعرضت بلدة معرة مصرين ومدينة اريحا وقرى مجاورة لهما لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، التي تحاول اعادة سيطرتها على هذه المناطق بعد تكبدها خسائر في المعدات خلال الـ48 ساعة الفائتة، بحسب المرصد.
الحرية مقابل «الندم»
في الأثناء، أفرجت السلطات السورية عن عشرات الأشخاص كانت قد اعتقلتهم خلال الأحداث التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس 2011.
وقال مراسل «فرانس برس» إن «عددا كبيرا من المعتقلين كانت تقلهم حافلتان كبيرتان وست حافلات صغيرة وصلوا الى مقر قيادة الشرطة في منطقة الفحامة وسط دمشق». وأضاف أن المعتقلين «أغلبهم من الشباب» دخلوا بعد ترجلهم من الباصات الى قاعة كبيرة، حيث قاموا بتوقيع تصريح خطي يقضي بـ«عدم التظاهر من دون ترخيص» قبل مغادرتهم المقر.
وينص التعهد «أصرح لكم أنه في تاريخ (...) تم إخلاء سبيلي من مبنى قيادة شرطة محافظة دمشق وانني نادم على ما فعلته وأتعهد لكم بعدم الخروج في أي تظاهرة مستقبلا من دون ترخيص وعليه أبصم وأوقع (اسم السجين)».
وكان التلفزيون السوري أعلن الخميس الماضي الإفراج عن 378 شخصا «تورطوا» في حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد لكن «أيديهم لم تتلطخ بالدماء» من محافظتي حمص ودمشق.
28/08/2012
الجيش السوري و«اللعبة القذرة»!
يواصل روبرت فيسك سلسلة تحقيقاته وتحليلاته للأوضاع في سوريا، ويتحدث - في تقرير نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس - عن «المجزرة» الأخيرة في داريا ومحاولات الجيش السوري التبرؤ منها ومن مرتكبيها.
يقول فيسك إن «الجيش السوري يود بأن يظهر بريئا تماما، وهو ليس كذلك»، وإن الجيوش حينما تذهب للحروب فإنها تتحالف مع أبشع الميليشيات والمسلحين والقتلة ومحترفي القتل الجماعي. وهؤلاء يراهم فيسك أنهم في الغالب جماعات اقتصاص تسيء الى أصحاب الزي العسكري، حتى يضطر الجنرالات وكبار الضباط إلى تغيير سلوكهم وتاريخهم.
ويرى فيسك أن الجيش السوري - على سبيل المثال - يقتل المدنيين، لكنه يزعم حرصه على تفادي ايقاع «أضرار جانبية»! ويشير في هذا الصدد إلى أن الإسرائيليين يقولون الشيء ذاته والبريطانيين والأميركيين والفرنسيين.
ويضيف انه حينما تقوم جماعة متمردة، سواء ما يعرف بالجيش السوري الحر أو السلفيين، بإقامة مواقع لهم في المدن والبلدات السورية، فإن قوات الحكومة تطلق النار عليهم وتقتل مدنيين ويعبر آلاف اللاجئين الحدود، ويطلقون اللعنات لبشار الأسد وهم يفرون من منازلهم.
ويتابع «سواء اعترف الجيش السوري، أم لم يعترف، فهو يتعاون مع الشبيحة القتلة، وهم جماعة معظمها من العلويين قتلت مئات المدنيين السنة».
ويعتبر الكاتب أن محاولات التنصل من هؤلاء الشبيحة قد بدأت بالفعل، مشيرا إلى تأكيدات الجيش السوري أنه يقاتل بناء على طلب الشعب للدفاع عن بلده، وليست للشبيحة أي صلة بالأمر. ويؤكد في المقابل أنه يوما ما ستعلن أسماء جنود سوريين مسؤولين عن مثل هذه الجرائم، وعندها سيكون من المستحيل على الجيش السوري شطب الشبيحة من تاريخ حربه ضد من يسميهم «إرهابيين». ويختم قائلا: «محاولة التنصُّل من هؤلاء هي بمنزلة لعبة قذرة».
28/08/2012
تحقيق فاطمة «أمّ» المقاتلين والفارين على الجبهة السورية
صورة من فيديو بثه معارضون يقولون إنها تظهر جثثا غمرت بألواح ثلج عثر عليها في ضاحية الزملكا قرب دمشق (أ ف ب)
قرب حلب ـــــ أ.ف.ب ـــــ عندما انطلقت الانتفاضة ضد النظام السوري لم تتردد فاطمة الزهراء لحظة في إرسال أبنائها الخمسة الى جبهة القتال من أجل «الحرية»، ولم تكتف بذلك، لأنها كانت تريد تقديم المزيد الى قضيتهم. لذلك حولت منزلها الى ملجأ للجيش السوري الحر، تعد فيه وجبات الطعام وتعالج الجرحى وتؤوي الفارين، وحتى أنها تخزن الأسلحة في غرف النوم.
وتروي فاطمة: «منذ طفولتي أتمنى أن أشهد نهاية هذا النظام. وعندما جاءت الفرصة أردت أن أقدم كل مساعدة ممكنة».
وكان والدها انتقل في الثمانينات الى الكويت هربا من القمع، الذي تعرض له أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. ولم يكن والدها عضوا في الجماعة، لكنه خشي أن تجعل منه دراسته وتدينه هدفا للنظام.
وقالت فاطمة: «كنا نعيش في حالة خوف من النظام قبل الثورة، وحتى وراء الأبواب المغلقة لم نكن نجرؤ على ذكر اسم بشار أو حافظ». لكن بالنسبة لها انهار حاجز الخوف في مارس 2011 متأثرا بالربيع العربي، الذي سمح باسقاط عدد من القادة العرب. وقالت فاطمة انها تأمل في ان يأتي دور بشار قريبا، موضحة قرارها البقاء عندما قرر جيرانها الهرب من هجمات الجيش السوري.
ويقاتل اثنان من ابنائها في حلب، ويساعد اثنان آخران من أبنائها اللاجئين في الوصول الى تركيا، بينما يقوم أصغر أبنائها، البالغ من العمر 16 عاما، بنقل رسائل وأسلحة الى المعارضين المسلحين.
ويعيش في منزل فاطمة عدد من المنشقين واللاجئين. وتقول بفخر: «إنهم أبنائي (...) كل المقاتلين المعارضين أبنائي».
وهناك عدد كبير من النساء الأخريات اللواتي يعملن مثل فاطمة، لكنهن يخشين التورط بشكل أكبر في هذا النزاع الذي أودى حتى الآن بحياة 25 ألف شخص
28/08/2012
على واشنطن دعم المعتدلين علناً
ديفيد رود (رويترز)- وسط التقارير اليومية الواردة من سوريا عن احتدام الاشتباكات وتساقط القتلى، تبرز رسالة ماكرة مفادها أن أميركا بعيدة عما يجري هناك.
داخل سوريا يشكو مقاتلو المعارضة من أن الولايات المتحدة لا تبذل جهدا يذكر لمساعدتهم، وفقا لتقارير مراسلي رويترز ونيويورك تايمز وفورين افيرز. وفي المقابل تزيد الأموال والأسلحة التي ترد من قطر والسعودية من رسوخ أقدام الجهاديين. أما المراقبون الدوليون فإنهم يرون أن واشنطن غير مهمة.
وقال بيتر هارلينغ، محلل الشؤون السورية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، إن «هذه الإدارة كانت فعليا منفصلة عن الواقع وانغمست في جدل عقيم بشأن ما يجب أن تقوله وما يجب أن تفعله». وأضاف «على وجه العموم في ما يتعلق بالربيع العربي أعتقد أن هذه الإدارة أمضت وقتا طويلا في محاولة تحليل الأحداث بدلا من تشكيلها».
هذه التعليقات قد تسعد الكثير من الأميركيين وموظفي البيت الأبيض، خاصة أن الأميركيين- بعد حربي العراق وأفغانستان- لا يريدون أكثر من الخروج من الشرق الأوسط. وتمثل الجهود الأميركية لتزويد المعارضة السورية بمساعدات غير فتاكة انعكاسا لتلك الحالة الغريبة في تاريخ الولايات المتحدة والشرق الأوسط. إذ يعتقد كثير من السوريين أن واشنطن لا تزال بالقوة نفسها وتستطيع بسهولة اطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، في حين يتشكك الأميركيون في قدرة بلادهم على أن تؤدي مهمة بشكل جيد خارج حدودها ويدعون الى التركيز على الشأن الداخلي.
مساعدات لم تصل
وتوفر الإدارة الأميركية مساعدات انسانية قيمتها 82 مليون دولار للاجئين السوريين و25 مليون دولار من المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية. لكن خوف الإدارة من وصول المساعدات- حتى غير الفتاكة- الى الأيدي الخطأ أوجد نظاما معقدا قلل من فعاليتها وأبطأ من وصولها وأحبط أفضل حلفائنا المحتملين في سوريا، وهم العلمانيون في صفوف المعارضة السورية.
وفي تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الاثنين الماضي ومقابلات نشرت هذا الأسبوع، سخر بعض قادة المعارضة السورية من مزاعم مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن أمدتهم بنحو 900 هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية. وقال عضو في المجلس الوطني السوري المعارض طلب عدم نشر اسمه «لا يستطيع أحد تحديد أين توجد هذه الهواتف... من المؤكد أنها لا تصل الى أيدينا».
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يدرب البرنامج الأميركي المعروف بمكتب دعم المعارضة السورية نشطاء سوريين على كيفية حكم سوريا بعد رحيل الأسد. والهدف من ذلك هو ضمان وجود مجموعة من العلمانيين السوريين المعتدلين الذين يستطيعون صد أي تأثير للجهاديين في سوريا بعد الأسد.
ويقول أعضاء المعارضة السورية إنهم ليسوا بحاجة الى هذا النوع من التدريب، وإن هذا النهج أبطأ من انتشارهم بصورة كبيرة. كما عبروا عن استيائهم من سعي واشنطن الى أن يكون لها تأثير في سوريا ما بعد الأسد، بعد أن ظلت غير راغبة في دعم المعارضة علنا.
دعم المعتدلين
نقلت مجلة فورين افيرز عن مقاتلين اشادتهم بتركيا وليبيا ودول أخرى أرسلت مساعدات، ليست من بينها الولايات المتحدة. وعبر مقاتلون عن ضيقهم من ميل واشنطن لرؤية جميع المسلمين باعتبارهم أصوليين محتملين. وهذا بالضبط ما نقلته «رويترز» عن أبو بكر (أحد قادة المعارضة) عندما عبر عن قلقه من الأعداد المتزايدة من المتطرفين الذين انضموا الى مقاتلي المعارضة، قائلا «هناك أكثر من نوع من الإسلاميين. هؤلاء الوافدون الذين قاتلوا في أماكن مثل العراق وأفغانستان شديدو التطرف ويريدون نسف أي رمز للدولة حتى المدارس»، مضيفا «هدفنا هو أن نصنع مستقبلا جديدا لا أن ندمر كل شيء». ولا شك أن أبو بكر هو من تلك الفئة من السوريين المعتدلين الذين يجب أن نساندهم ونثق بهم. وإذا كانت واشنطن بصدد دعم المعارضة فعليها أن تفعل هذا بشكل معلن، لأن الحذر يقلص من أثر المساعدات ويخفي الدعم الأميركي للربيع العربي.
هذا الأسلوب الذي تمارسه الولايات المتحدة في سوريا يذكرني ببرامج المساعدات المدنية الأميركية التي تستهدف دعم المعتدلين في أفغانستان والعراق وباكستان، حيث كانت آثارها محدودة نتيجة السيطرة الأميركية المحكمة على المشاريع وعدم وجود مشاركة محلية فعالة بها. يجب أن نتبنى المعتدلين السوريين وأن نعلن صراحة أنهم حلفاؤنا. وعلينا أن نفعل ذلك بحماس، لا أن نقول في السر إننا نقف وراءكم.
28/08/2012
تقرير إخباري أميركا وبريطانيا تخططان لـ«ثورة» من اسطنبول
كشفت صحيفة ديلي تليغراف، البريطانية أمس، أن بريطانيا والولايات المتحدة تدرّبان ناشطين من المعارضة السورية في الداخل لتشكيل بديل فاعل لنظام الرئيس بشار الأسد.
ويقول تقرير الصحيفة إن هناك شبكة سرّية من الناشطين السوريين يتلقون تدريبات وإمدادات لمعدات حيوية في إطار هذا الجهد الأميركي- البريطاني المشترك.
ويضيف التقرير بأن عشرات المعارضين تم نقلهم خارج سوريا ليتم فحصهم واختيار الأنسب منهم للحصول على دعم دولي، ويمنح هؤلاء معدات اتصال تعمل عبر الأقمار الاصطناعية وأجهزة كمبيوتر حتى يتسنى لهم أن يكونوا بمنزلة «مركز» محلي يربط الناشطين المحليين بالعالم الخارجي.
وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء المعارضين يتلقون التدريب وراء أبواب مغلقة في منطقة في اسطنبول تضم العديد من الوحدات السكنية الفاخرة.
وتنقل الصحيفة عن مستشار بريطاني يشرف على هذا البرنامج قوله «إننا لا نعمل على (تتويج ملك) في سوريا، بريطانيا والولايات المتحدة تتحركان بحرص للمساعدة في تحسين إمكانات المعارضة. ماذا سيحدث لاحقا؟ ومن سيسيطر على الأرض في أنحاء سوريا، نريد أن نمنح المدنيين مهارات لترسيخ القيادة».
ويخضع هؤلاء الناشطون، بحسب الصحيفة، إلى عملية فحص تستغرق يومين لضمان ألا يصبح البرنامج وسيلة للترويج لأجندات طائفية أو صعود لمتشددين يتبنون نهج القاعدة.
وتقول الصحيفة إن هذا البرنامج يشرف عليه مكتب دعم المعارضة السورية في وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية، وخصصت الولايات المتحدة 25 مليون دولار للمعارضين السياسيين لنظام الرئيس بشار الأسد، بينما منحت بريطانيا خمسة ملايين جنيه استرليني من أجل المساعدة في جهد إطاحة النظام.
وترى الصحيفة أنه نظرا لأن القيام بغزو عسكري في سوريا أمر غير محتمل، فإن الدبلوماسيين اضطروا للجوء إلى أفكار «خلاقة» جديدة.
وتقول الصحيفة إنه ومع دخول تمويل أميركي لخطة أوسع بكثير، فإن الحاجة لتفادي أخطاء حربي العراق وأفغانستان كانت الدافع وراء هذه الخطة.
وقال المستشار البريطاني «إنها ليست العراق أو أفغانستان، هناك كميات كبيرة من الأموال يتم ضخها في هذه القضية من دون محاسبة».
28/08/2012
فرنسا ستعترف بالحكومة المؤقتة لــ «سوريا الجديدة»
أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «فرنسا ستعترف بالحكومة المؤقتة لسوريا الجديدة، ما إن يتم تشكيلها»، وذلك في كلمة له أمام مؤتمر السفراء، الذي التأم أمس في قصر الإليزيه.
واذ اعتبر انه ينبغي «تكثيف الجهود لاجراء الانتقال السياسي سريعاً»، دعا هولاند المعارضة السورية الى «تشكيل حكومة مؤقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية، يمكنها ان تصبح الممثل الشرعي لسوريا الجديدة».
واضاف «نحضّ شركاءنا العرب على مساعدتها (المعارضة) في هذه الخطوة. ان الرهان يتجاوز سوريا ويعني امن الشرق الاوسط، خصوصا استقلال لبنان واستقراره».
وكان هولاند شجَّع الاسبوع الفائت المجلس الوطني السوري المعارض خلال لقائه وفداً منه على «إنشاء تجمع واسع يضم كل قوى المعارضة» السورية.
28/08/2012
المعارضة السورية تنهي خلافاتها وتطالب الجامعة بدعمها
فتى سوري على دراجته الهوائية فيما تبدو النيران مشتعلة بحافلة نفط أصيبت بقذيفة في باب النيرب في حلب (رويترز)
أبلغ معارضون سوريون الجامعة العربية اتفاقهم على تشكيل لجنة متابعة لوثيقة القاهرة، التي خرجت عن اجتماعهم في يوليو الماضي تحت رعاية الجامعة العربية، وذلك بعد توحيد صفوفها والتغلب على خلافاتها التي نشبت في الجلسة الختامية للمؤتمر، وانضمام الجانب الكردي إلى وثيقة القاهرة بعد انشقاقه ورفضه لها.
وأعرب وفد المعارضة لأمين عام الجامعة نبيل العربي عن عدم تفاؤلهم بمهمة المبعوث العربي الأممي، لتعنت النظام السوري وإصراره على استخدام آلياته التدميرية. وقال محمد موسى، ممثل المجلس الكردي، انهم طالبوا العربي بالدعم والمساندة من الجامعة في وضع برنامج مستقبلي، بهدف إسقاط النظام والضغط عليه وإيجاد بديل له. وأوضح أن المعارضة بجميع أطيافها لم تفكر في تشكيل حكومة في الخارج، وأن لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة ستواصل اجتماعاتها خلال أيام.
وقال عبدالكريم أغا، رئيس الحركة التركمانية، إن المعارضة تثمن أي مبادرات تدعم الشعب السوري، ومنها مبادرة الرئيس محمد مرسي في القمة الإسلامية بغض النظر عن مشاركة إيران في اللجنة المقترحة، وأن المهم هو إيقاف نزيف الدم السوري.
وقال سمير العيطة، ممثل المنبر الديموقراطي: «نحن نبذل كل الجهد لتوحيد المعارضة في ظل وجود صراع إقليمي على سوريا. وعلىالجميع الاتفاق على حل قبل أن تنفجر سوريا»، مشيرا إلى أهمية توحيد مصادر تمويل الجيش الحر.
وسط تصاعد حدة المعارك في العاصمة وضواحيها.. والعثور على 14 جثة جديدة في داريا الجيش الحر يسقط مروحية حربية في دمشق
المروحية العسكرية تحترق في الجو كما بدت في شريط فيديو بثته المعارضة وتقول إن مقاتليها أصابوا الطائرة بمضادات أرضية (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز- تحطمت مروحية حربية سورية، أمس، فوق دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش والمعارضة المسلحة، التي أكدت أنها أسقطت الطائرة «انتقاما» لمئات الضحايا الذين سقطوا خلال الهجوم على مدينة داريا المجاورة، حيث عثر على 14 جثة جديدة، لتصل حصيلة الجثث التي عثر عليها في داريا الى 334 جثة.
وفيما كانت السلطات السورية تفرج عن عشرات المعتقلين مقابل توقيع تصريح خطي يقضي بـ«عدم التظاهر من دون ترخيص»، كانت قواتها تخوض معارك عنيفة ضد مقاتلي المعارضة في حلب، وتواصل حملاتها العسكرية والأمنية في مدن وبلدات مختلفة، خصوصا في حمص وإدلب ودرعا، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى أضيفوا الى حصيلة الـ149 قتيلا سقطوا الأحد، حسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
إسقاط مروحية
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن طائرة مروحية حربية سقطت في حي القابون (شمال شرق دمشق). وقال في شريط إخباري عاجل «سقوط مروحية بجانب جامع الغفران في القابون»، من دون الاشارة الى سبب سقوط المروحية.
لكن ناطقا باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتيبة البدر» وتابعة للجيش السوري الحر أعلن مسؤوليتها عن المروحية.
وقال عمر القابوني إن اسقاط المروحية تم «بواسطة مضاد للطيران (...) ردا على مجزرة داريا»، موضحا أن «الطائرة تحطمت تماما عند سقوطها، وأن الطيار قتل». ولفت الى أن «جثة الطيار وجدت أشلاء»، مضيفا أنه «لم يتم أسر أحد».
وأظهر شريط فيديو، بثته تنسيقية تجمع أحرار القابون على صفحتها على الفيسبوك حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها.
كما نشرت التنسيقية صورة أخرى لجثة تمت تغطيتها لحجب فظاعة مشهدها، مشيرة الى أنها «جثة الطيار الأسدي الخائن».
وأكد المرصد السوري بدوره أن مروحية «شوهدت تهوي على طريق المتحلق الجنوبي بعد اشتعال النيران فيها».
وكان الجيش السوري الحر تبنى في 13 أغسطس الجاري إسقاط طائرة ميغ مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور وأسر الطيار.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتبنى فيها الجيش الحر رسميا إسقاط طائرة مقاتلة منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس 2011.
اشتباكات عنيفة
من جهة أخرى، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في عدد من الأحياء الشمالية الشرقية لدمشق، وخصوصا جوبر، وفي مدن في الضاحية الشرقية للعاصمة، مشيرا الى أن هذه الأحياء تعرضت في الوقت نفسه لقصف جوي وبري عنيف.
ولفت المرصد الى مقتل أربعة من المقاتلين المعارضين، وما لا يقل عن ستة من عناصر القوات النظامية اثر الاشتباكات بين الطرفين في حي جوبر ومناطق الغوطة الشرقية.
وفي داريا، قال المرصد إنه عثر على 14 جثة جديدة، حيث أسفرت عملية للجيش السوري استمرت خمسة أيام عن مقتل أكثر من 334 شخصا إثر اقتحام القوات النظامية للمدينة.
وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا (الأحد) الاتهامات بعد العثور على مئات الجثث في المدينة.
ولاقت مجزرة داريا إدانات اممية ودولية واسعة، خصوصا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
فقد دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لتحقيق دولي عاجل. واعتبر البيت الأبيض ما حصل بمنزلة دليل آخر على «الاستخفاف الوحشي» الذي يبديه الرئيس السوري بشار الأسد «بحياة البشر»، بينما أبدت باريس «صدمتها العميقة» مما حدث. ودعت لجنة التحقيق الدولية الى المساهمة في كشف ملابسات ما حدث بأسرع وقت ممكن.
اشتباكات في حلب
في حلب، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي سيف الدولة، بينما يتعرض حي المرجة لقصف من قبل القوات النظامية.
واشار المرصد الى تعرض حي الاذاعة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليه، مضيفا ان حي بستان الباشا تعرض للقصف ايضا.
وقصف على إدلب
وفي محافظة ادلب، تعرضت بلدة معرة مصرين ومدينة اريحا وقرى مجاورة لهما لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، التي تحاول اعادة سيطرتها على هذه المناطق بعد تكبدها خسائر في المعدات خلال الـ48 ساعة الفائتة، بحسب المرصد.
الحرية مقابل «الندم»
في الأثناء، أفرجت السلطات السورية عن عشرات الأشخاص كانت قد اعتقلتهم خلال الأحداث التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس 2011.
وقال مراسل «فرانس برس» إن «عددا كبيرا من المعتقلين كانت تقلهم حافلتان كبيرتان وست حافلات صغيرة وصلوا الى مقر قيادة الشرطة في منطقة الفحامة وسط دمشق». وأضاف أن المعتقلين «أغلبهم من الشباب» دخلوا بعد ترجلهم من الباصات الى قاعة كبيرة، حيث قاموا بتوقيع تصريح خطي يقضي بـ«عدم التظاهر من دون ترخيص» قبل مغادرتهم المقر.
وينص التعهد «أصرح لكم أنه في تاريخ (...) تم إخلاء سبيلي من مبنى قيادة شرطة محافظة دمشق وانني نادم على ما فعلته وأتعهد لكم بعدم الخروج في أي تظاهرة مستقبلا من دون ترخيص وعليه أبصم وأوقع (اسم السجين)».
وكان التلفزيون السوري أعلن الخميس الماضي الإفراج عن 378 شخصا «تورطوا» في حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد لكن «أيديهم لم تتلطخ بالدماء» من محافظتي حمص ودمشق.
28/08/2012
الجيش السوري و«اللعبة القذرة»!
يواصل روبرت فيسك سلسلة تحقيقاته وتحليلاته للأوضاع في سوريا، ويتحدث - في تقرير نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس - عن «المجزرة» الأخيرة في داريا ومحاولات الجيش السوري التبرؤ منها ومن مرتكبيها.
يقول فيسك إن «الجيش السوري يود بأن يظهر بريئا تماما، وهو ليس كذلك»، وإن الجيوش حينما تذهب للحروب فإنها تتحالف مع أبشع الميليشيات والمسلحين والقتلة ومحترفي القتل الجماعي. وهؤلاء يراهم فيسك أنهم في الغالب جماعات اقتصاص تسيء الى أصحاب الزي العسكري، حتى يضطر الجنرالات وكبار الضباط إلى تغيير سلوكهم وتاريخهم.
ويرى فيسك أن الجيش السوري - على سبيل المثال - يقتل المدنيين، لكنه يزعم حرصه على تفادي ايقاع «أضرار جانبية»! ويشير في هذا الصدد إلى أن الإسرائيليين يقولون الشيء ذاته والبريطانيين والأميركيين والفرنسيين.
ويضيف انه حينما تقوم جماعة متمردة، سواء ما يعرف بالجيش السوري الحر أو السلفيين، بإقامة مواقع لهم في المدن والبلدات السورية، فإن قوات الحكومة تطلق النار عليهم وتقتل مدنيين ويعبر آلاف اللاجئين الحدود، ويطلقون اللعنات لبشار الأسد وهم يفرون من منازلهم.
ويتابع «سواء اعترف الجيش السوري، أم لم يعترف، فهو يتعاون مع الشبيحة القتلة، وهم جماعة معظمها من العلويين قتلت مئات المدنيين السنة».
ويعتبر الكاتب أن محاولات التنصل من هؤلاء الشبيحة قد بدأت بالفعل، مشيرا إلى تأكيدات الجيش السوري أنه يقاتل بناء على طلب الشعب للدفاع عن بلده، وليست للشبيحة أي صلة بالأمر. ويؤكد في المقابل أنه يوما ما ستعلن أسماء جنود سوريين مسؤولين عن مثل هذه الجرائم، وعندها سيكون من المستحيل على الجيش السوري شطب الشبيحة من تاريخ حربه ضد من يسميهم «إرهابيين». ويختم قائلا: «محاولة التنصُّل من هؤلاء هي بمنزلة لعبة قذرة».
28/08/2012
تحقيق فاطمة «أمّ» المقاتلين والفارين على الجبهة السورية
صورة من فيديو بثه معارضون يقولون إنها تظهر جثثا غمرت بألواح ثلج عثر عليها في ضاحية الزملكا قرب دمشق (أ ف ب)
قرب حلب ـــــ أ.ف.ب ـــــ عندما انطلقت الانتفاضة ضد النظام السوري لم تتردد فاطمة الزهراء لحظة في إرسال أبنائها الخمسة الى جبهة القتال من أجل «الحرية»، ولم تكتف بذلك، لأنها كانت تريد تقديم المزيد الى قضيتهم. لذلك حولت منزلها الى ملجأ للجيش السوري الحر، تعد فيه وجبات الطعام وتعالج الجرحى وتؤوي الفارين، وحتى أنها تخزن الأسلحة في غرف النوم.
وتروي فاطمة: «منذ طفولتي أتمنى أن أشهد نهاية هذا النظام. وعندما جاءت الفرصة أردت أن أقدم كل مساعدة ممكنة».
وكان والدها انتقل في الثمانينات الى الكويت هربا من القمع، الذي تعرض له أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. ولم يكن والدها عضوا في الجماعة، لكنه خشي أن تجعل منه دراسته وتدينه هدفا للنظام.
وقالت فاطمة: «كنا نعيش في حالة خوف من النظام قبل الثورة، وحتى وراء الأبواب المغلقة لم نكن نجرؤ على ذكر اسم بشار أو حافظ». لكن بالنسبة لها انهار حاجز الخوف في مارس 2011 متأثرا بالربيع العربي، الذي سمح باسقاط عدد من القادة العرب. وقالت فاطمة انها تأمل في ان يأتي دور بشار قريبا، موضحة قرارها البقاء عندما قرر جيرانها الهرب من هجمات الجيش السوري.
ويقاتل اثنان من ابنائها في حلب، ويساعد اثنان آخران من أبنائها اللاجئين في الوصول الى تركيا، بينما يقوم أصغر أبنائها، البالغ من العمر 16 عاما، بنقل رسائل وأسلحة الى المعارضين المسلحين.
ويعيش في منزل فاطمة عدد من المنشقين واللاجئين. وتقول بفخر: «إنهم أبنائي (...) كل المقاتلين المعارضين أبنائي».
وهناك عدد كبير من النساء الأخريات اللواتي يعملن مثل فاطمة، لكنهن يخشين التورط بشكل أكبر في هذا النزاع الذي أودى حتى الآن بحياة 25 ألف شخص
28/08/2012
على واشنطن دعم المعتدلين علناً
ديفيد رود (رويترز)- وسط التقارير اليومية الواردة من سوريا عن احتدام الاشتباكات وتساقط القتلى، تبرز رسالة ماكرة مفادها أن أميركا بعيدة عما يجري هناك.
داخل سوريا يشكو مقاتلو المعارضة من أن الولايات المتحدة لا تبذل جهدا يذكر لمساعدتهم، وفقا لتقارير مراسلي رويترز ونيويورك تايمز وفورين افيرز. وفي المقابل تزيد الأموال والأسلحة التي ترد من قطر والسعودية من رسوخ أقدام الجهاديين. أما المراقبون الدوليون فإنهم يرون أن واشنطن غير مهمة.
وقال بيتر هارلينغ، محلل الشؤون السورية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، إن «هذه الإدارة كانت فعليا منفصلة عن الواقع وانغمست في جدل عقيم بشأن ما يجب أن تقوله وما يجب أن تفعله». وأضاف «على وجه العموم في ما يتعلق بالربيع العربي أعتقد أن هذه الإدارة أمضت وقتا طويلا في محاولة تحليل الأحداث بدلا من تشكيلها».
هذه التعليقات قد تسعد الكثير من الأميركيين وموظفي البيت الأبيض، خاصة أن الأميركيين- بعد حربي العراق وأفغانستان- لا يريدون أكثر من الخروج من الشرق الأوسط. وتمثل الجهود الأميركية لتزويد المعارضة السورية بمساعدات غير فتاكة انعكاسا لتلك الحالة الغريبة في تاريخ الولايات المتحدة والشرق الأوسط. إذ يعتقد كثير من السوريين أن واشنطن لا تزال بالقوة نفسها وتستطيع بسهولة اطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، في حين يتشكك الأميركيون في قدرة بلادهم على أن تؤدي مهمة بشكل جيد خارج حدودها ويدعون الى التركيز على الشأن الداخلي.
مساعدات لم تصل
وتوفر الإدارة الأميركية مساعدات انسانية قيمتها 82 مليون دولار للاجئين السوريين و25 مليون دولار من المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية. لكن خوف الإدارة من وصول المساعدات- حتى غير الفتاكة- الى الأيدي الخطأ أوجد نظاما معقدا قلل من فعاليتها وأبطأ من وصولها وأحبط أفضل حلفائنا المحتملين في سوريا، وهم العلمانيون في صفوف المعارضة السورية.
وفي تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الاثنين الماضي ومقابلات نشرت هذا الأسبوع، سخر بعض قادة المعارضة السورية من مزاعم مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن أمدتهم بنحو 900 هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية. وقال عضو في المجلس الوطني السوري المعارض طلب عدم نشر اسمه «لا يستطيع أحد تحديد أين توجد هذه الهواتف... من المؤكد أنها لا تصل الى أيدينا».
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يدرب البرنامج الأميركي المعروف بمكتب دعم المعارضة السورية نشطاء سوريين على كيفية حكم سوريا بعد رحيل الأسد. والهدف من ذلك هو ضمان وجود مجموعة من العلمانيين السوريين المعتدلين الذين يستطيعون صد أي تأثير للجهاديين في سوريا بعد الأسد.
ويقول أعضاء المعارضة السورية إنهم ليسوا بحاجة الى هذا النوع من التدريب، وإن هذا النهج أبطأ من انتشارهم بصورة كبيرة. كما عبروا عن استيائهم من سعي واشنطن الى أن يكون لها تأثير في سوريا ما بعد الأسد، بعد أن ظلت غير راغبة في دعم المعارضة علنا.
دعم المعتدلين
نقلت مجلة فورين افيرز عن مقاتلين اشادتهم بتركيا وليبيا ودول أخرى أرسلت مساعدات، ليست من بينها الولايات المتحدة. وعبر مقاتلون عن ضيقهم من ميل واشنطن لرؤية جميع المسلمين باعتبارهم أصوليين محتملين. وهذا بالضبط ما نقلته «رويترز» عن أبو بكر (أحد قادة المعارضة) عندما عبر عن قلقه من الأعداد المتزايدة من المتطرفين الذين انضموا الى مقاتلي المعارضة، قائلا «هناك أكثر من نوع من الإسلاميين. هؤلاء الوافدون الذين قاتلوا في أماكن مثل العراق وأفغانستان شديدو التطرف ويريدون نسف أي رمز للدولة حتى المدارس»، مضيفا «هدفنا هو أن نصنع مستقبلا جديدا لا أن ندمر كل شيء». ولا شك أن أبو بكر هو من تلك الفئة من السوريين المعتدلين الذين يجب أن نساندهم ونثق بهم. وإذا كانت واشنطن بصدد دعم المعارضة فعليها أن تفعل هذا بشكل معلن، لأن الحذر يقلص من أثر المساعدات ويخفي الدعم الأميركي للربيع العربي.
هذا الأسلوب الذي تمارسه الولايات المتحدة في سوريا يذكرني ببرامج المساعدات المدنية الأميركية التي تستهدف دعم المعتدلين في أفغانستان والعراق وباكستان، حيث كانت آثارها محدودة نتيجة السيطرة الأميركية المحكمة على المشاريع وعدم وجود مشاركة محلية فعالة بها. يجب أن نتبنى المعتدلين السوريين وأن نعلن صراحة أنهم حلفاؤنا. وعلينا أن نفعل ذلك بحماس، لا أن نقول في السر إننا نقف وراءكم.
28/08/2012
تقرير إخباري أميركا وبريطانيا تخططان لـ«ثورة» من اسطنبول
كشفت صحيفة ديلي تليغراف، البريطانية أمس، أن بريطانيا والولايات المتحدة تدرّبان ناشطين من المعارضة السورية في الداخل لتشكيل بديل فاعل لنظام الرئيس بشار الأسد.
ويقول تقرير الصحيفة إن هناك شبكة سرّية من الناشطين السوريين يتلقون تدريبات وإمدادات لمعدات حيوية في إطار هذا الجهد الأميركي- البريطاني المشترك.
ويضيف التقرير بأن عشرات المعارضين تم نقلهم خارج سوريا ليتم فحصهم واختيار الأنسب منهم للحصول على دعم دولي، ويمنح هؤلاء معدات اتصال تعمل عبر الأقمار الاصطناعية وأجهزة كمبيوتر حتى يتسنى لهم أن يكونوا بمنزلة «مركز» محلي يربط الناشطين المحليين بالعالم الخارجي.
وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء المعارضين يتلقون التدريب وراء أبواب مغلقة في منطقة في اسطنبول تضم العديد من الوحدات السكنية الفاخرة.
وتنقل الصحيفة عن مستشار بريطاني يشرف على هذا البرنامج قوله «إننا لا نعمل على (تتويج ملك) في سوريا، بريطانيا والولايات المتحدة تتحركان بحرص للمساعدة في تحسين إمكانات المعارضة. ماذا سيحدث لاحقا؟ ومن سيسيطر على الأرض في أنحاء سوريا، نريد أن نمنح المدنيين مهارات لترسيخ القيادة».
ويخضع هؤلاء الناشطون، بحسب الصحيفة، إلى عملية فحص تستغرق يومين لضمان ألا يصبح البرنامج وسيلة للترويج لأجندات طائفية أو صعود لمتشددين يتبنون نهج القاعدة.
وتقول الصحيفة إن هذا البرنامج يشرف عليه مكتب دعم المعارضة السورية في وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية، وخصصت الولايات المتحدة 25 مليون دولار للمعارضين السياسيين لنظام الرئيس بشار الأسد، بينما منحت بريطانيا خمسة ملايين جنيه استرليني من أجل المساعدة في جهد إطاحة النظام.
وترى الصحيفة أنه نظرا لأن القيام بغزو عسكري في سوريا أمر غير محتمل، فإن الدبلوماسيين اضطروا للجوء إلى أفكار «خلاقة» جديدة.
وتقول الصحيفة إنه ومع دخول تمويل أميركي لخطة أوسع بكثير، فإن الحاجة لتفادي أخطاء حربي العراق وأفغانستان كانت الدافع وراء هذه الخطة.
وقال المستشار البريطاني «إنها ليست العراق أو أفغانستان، هناك كميات كبيرة من الأموال يتم ضخها في هذه القضية من دون محاسبة».
28/08/2012
فرنسا ستعترف بالحكومة المؤقتة لــ «سوريا الجديدة»
أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «فرنسا ستعترف بالحكومة المؤقتة لسوريا الجديدة، ما إن يتم تشكيلها»، وذلك في كلمة له أمام مؤتمر السفراء، الذي التأم أمس في قصر الإليزيه.
واذ اعتبر انه ينبغي «تكثيف الجهود لاجراء الانتقال السياسي سريعاً»، دعا هولاند المعارضة السورية الى «تشكيل حكومة مؤقتة، جامعة وذات صفة تمثيلية، يمكنها ان تصبح الممثل الشرعي لسوريا الجديدة».
واضاف «نحضّ شركاءنا العرب على مساعدتها (المعارضة) في هذه الخطوة. ان الرهان يتجاوز سوريا ويعني امن الشرق الاوسط، خصوصا استقلال لبنان واستقراره».
وكان هولاند شجَّع الاسبوع الفائت المجلس الوطني السوري المعارض خلال لقائه وفداً منه على «إنشاء تجمع واسع يضم كل قوى المعارضة» السورية.
28/08/2012
المعارضة السورية تنهي خلافاتها وتطالب الجامعة بدعمها
فتى سوري على دراجته الهوائية فيما تبدو النيران مشتعلة بحافلة نفط أصيبت بقذيفة في باب النيرب في حلب (رويترز)
أبلغ معارضون سوريون الجامعة العربية اتفاقهم على تشكيل لجنة متابعة لوثيقة القاهرة، التي خرجت عن اجتماعهم في يوليو الماضي تحت رعاية الجامعة العربية، وذلك بعد توحيد صفوفها والتغلب على خلافاتها التي نشبت في الجلسة الختامية للمؤتمر، وانضمام الجانب الكردي إلى وثيقة القاهرة بعد انشقاقه ورفضه لها.
وأعرب وفد المعارضة لأمين عام الجامعة نبيل العربي عن عدم تفاؤلهم بمهمة المبعوث العربي الأممي، لتعنت النظام السوري وإصراره على استخدام آلياته التدميرية. وقال محمد موسى، ممثل المجلس الكردي، انهم طالبوا العربي بالدعم والمساندة من الجامعة في وضع برنامج مستقبلي، بهدف إسقاط النظام والضغط عليه وإيجاد بديل له. وأوضح أن المعارضة بجميع أطيافها لم تفكر في تشكيل حكومة في الخارج، وأن لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة ستواصل اجتماعاتها خلال أيام.
وقال عبدالكريم أغا، رئيس الحركة التركمانية، إن المعارضة تثمن أي مبادرات تدعم الشعب السوري، ومنها مبادرة الرئيس محمد مرسي في القمة الإسلامية بغض النظر عن مشاركة إيران في اللجنة المقترحة، وأن المهم هو إيقاف نزيف الدم السوري.
وقال سمير العيطة، ممثل المنبر الديموقراطي: «نحن نبذل كل الجهد لتوحيد المعارضة في ظل وجود صراع إقليمي على سوريا. وعلىالجميع الاتفاق على حل قبل أن تنفجر سوريا»، مشيرا إلى أهمية توحيد مصادر تمويل الجيش الحر.
أنقرة، جنيف، عمان- أ ف ب، رويترز، يو بي أي- أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من المعارك الدائرة في سوريا تجاوز التوقعات بعشرات الآلاف.
فوق التوقعات
فمع تصاعد وتيرة العنف في سوريا، خصوصا في المدن الرئيسية (دمشق وحلب ودرعا) يتزايد ضغط تدفق اللاجئين السوريين على حدود الدول المجاورة، حيث بدأت هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة تولد أزمات أمنية واقتصادية تضغط بدورها على كاهل حكومات الجوار، كما على المنظمات الإنسانية وجمعيات الإغاثة الدولة والمحلية. وبات الوضع على قدر شديد من الحساسية، باعتراف انقرة نفسها.
ووفقا للأرقام الرسمية، بلغ عدد اللاجئين السوريين 214120 لاجئا في أربع دول هي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، وهو عدد يتجاوز توقعات المفوضية بتسجيل 185 ألفا هذا العام.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ إن عدد اللاجئين في مخيم الزعتري (شمالي الأردن) تضاعف مع وصول أكثر من 10 آلاف خلال الأسبوع الماضي وحده، مما قد ينذر بتدفق أكبر بكثير، خصوصا مع انتظار الآلاف على الحدود أملا بالدخول حيث يوجد في المملكة أكثر من 70 ألف لاجئ. وفي تركيا باتت مخيمات اللاجئين التسعة تكتظ بأكثر من ثمانين ألف شخص، ومدارس جنوب تركيا لم تعد تتسع. وحتى صباح الثلاثاء، وصل الى ما لا يقل عن عشرة آلاف عدد السوريين المحتشدين على طول الحدود الممتدة على مسافة 900 كلم بين سوريا وتركيا، في ظروف تزداد صعوبة.
مخيمات جديدة
ولا تزال ذكرى تدفق نصف مليون كردي عراقي عام 1991 هربا من حرب الخليج ماثلة في الأذهان في تركيا، ما دفع السلطات الى اتخاذ قرار بابطاء وتيرة دخول السوريين حتى يتسنى لها إقامة ثلاثة مخيمات جديدة تتسع لثلاثين ألف شخص إضافي. وسيتم انجاز البنى في غضون ثلاثة ايام على ابعد تقدير، وسيسمح لهؤلاء المنتظرين عند الحدود بالانتقال تدريجيا الى تركيا.
وكان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أكد مجددا الاثنين أن بلاده لن تغلق أبوابها في وجه اللاجئين السوريين، إلا أنه حدد بمائة ألف سقف اللاجئين القادمين من الجنوب الذين يمكن لبلاده استيعابهم، وهو يضاعف الدعوات الى الأسرة الدولية لتقديم المساعدة.
تداعيات سياسية وأمنية
لكن، ورغم جهود الطمأنة هذه وبمعزل عما يطرحه من مشكلات لوجستية، وفي حين تسعى انقرة الى احتواء تدفق اللاجئين على أراضيها، يزداد رفض السكان المحليين لهم وتشتد انتقادات المعارضة حيالهم. وتفيد وسائل الاعلام المحلية منذ بضعة أسابيع عن حوادث تسجل بين اللاجئين السوريين السنة في معظمهم، والمواطنين الاتراك من اتباع المذهب العلوي المقربين من الأقلية العلوية التي يتحدر منها الأسد.
وفي كيليس على مقربة من الحدود، يبدي صاحب أحد المطاعم قلقه ويقول «إنهم يتسببون لنا بمتاعب، انهم اشبه بقنبلة موقوتة، وهذا خطر».
وينتقد عدد من نواب المعارضة علنا دعم حكومة أردوغان للمعارضين السوريين ويتساءلون بشأن الأنشطة التي تجري في بعض المخيمات التي تحولت على حد قولهم الى قواعد خلفية حقيقية لمقاتلي الجيش السوري الحر.
طلب إلى الأمم المتحدة
وستكون كل هذه المسائل حاضرة حين يتوجه داود أوغلو اليوم الى شركائه في مجلس الأمن الدولي في نيويورك ليطلب منهم تخفيف «العبء» عن بلده، ويدعو مجددا الى اقامة "»منطقة حماية» داخل الأراضي السورية خاضعة لاشراف الأمم المتحدة لاحتواء المدنيين الفارين من أعمال العنف فيها.
غير أن الامل يبقى محدودا في ان يلقى هذا الطلب استجابة، ويقر دبلوماسي تركي بان مثل هذه المناطق العازلة لا يمكن اقامتها الا في ظل «الشرعية الدولية»، ويضيف «لا يمكننا ان نعلن من تلقاء انفسنا منطقة عازلة او منطقة حظر جوي، لكن ما الذي سيحصل ان اطلق جندي سوري صاروخا؟ هذا سيعني ان تركيا في حالة حرب مع سوريا».
70 ألفاً في الأردن
بدوره، أعلن الأردن عن قرب افتتاح مخيم آخر للاجئين السوريين في منطقة رباع السرحان (شمال شرق المملكة) بدعم وتمويل من الإمارات، سيستوعب ما بين 15 الفا– 20 ألف لاجئ سوري، الى جانب الـ70 ألفا الموجودين حاليا. وافتتحت المملكة المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في مدينة المفرق بشمال شرق البلاد.
«وول ستريت جورنال»: عناصر تتحدّث عن نشاط عسكري إيراني في سوريا
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس، أن إيران أرسلت قادة من النخبة الإيرانية والحرس الثوري والمئات من جنود المشاة إلى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد في صد المعارضة المسلحة.
ونقلت الصحيفة عن العميد سالار ابنوش القائد في الحرس الثوري الإيراني أن إيران قامت بتدريب أعضاء الأجهزة الأمنية السورية في مجال الأمن والتجسس على المعارضين، وأن قرار إرسال أفراد الحرس الثوري الإيراني يأتي بعد هجمات الثوار على حلب ودمشق والانفجار الذي أودى بحياة 4 من كبار القادة السوريين في يوليو الماضي.
المال والسلاح
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سابقة وحالية في الحرس الثوري، إلى أن النظام الايراني يدعم النظام السوري بالمال والسلاح في الأزمة المستعصية التي رافقت نجاحات واسعة للمعارضة.
وخلافاً لتصريحات قادة طهران بشأن عدم التدخل في الشأن السوري، ذكرت الصحيفة أن عدداً من قادة الحرس الثوري تحدثوا بشكل واضح عن تعاون هذا البلد مع نظام الرئيس السوري لمجابهة المعارضة.
ونقلت تصريحات العميد أبنوش قائد الحرس في محافظة قزوين خلال مراسم حكومية حول نشاط الحرس الثوري في سوريا حيث قال: «إننا نخوض الحرب حالياً بكل أبعادها العسكرية في سوريا كما نخوض حرباً ثقافية».
تناقضات
وقال محسن سازكارا، وهو من مؤسسي الحرس الثوري والمعارض للنظام الإيراني حاليا «تسعى إيران من خلال تسخير جميع إمكانياتها في العراق ولبنان للحيلولة دون سقوط الأسد».
وأوضح وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي اخيرا أن «إيران ستقوم بتنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة مع سوريا إذا فشلت الأخيرة في حل المشاكل القائمة»، موضحا «سوريا لم تطلب منا لحد الآن المساعدة لتسوية القضايا وهي تعمل بشكل جيد لتسوية الأمور».
اختلاف أميركي - فرنسي حول الحكومة المؤقتة والمنطقة العازلة
منى فرحتحليل اخباري
دعت واشنطن المعارضة السورية الى تنظيم نفسها بشكل أفضل قبل البدء بتشكيل حكومة مؤقتة، وذلك ردا على ما أعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند (الإثنين) إنه سيعترف فورا بمثل هذه الحكومة «ما إن يتم تشكيلها»، مما يكشف عن اختلاف بين فرنسا والولايات المتحدة، بخصوص كيفية التعامل مع الوضع في سوريا والحلول والخطوات التي يجب اتخاذها في إطار البحث عن حلول للأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم منذ 18 شهرا، خصوصا ما يتعلق منها بشأن التعامل مع المعارضة السورية بكل أطيافها.
ففي حين يبدي الفرنسيون انفتاحا كبيرا على الجماعات المعارضة، وتحديدا المجلس الوطني السوري، يبدو الأميركيون أكثر حذرا، حيث يرون أن المعارضة «ممزقة» و«غير فعّالة» لتشكيل حكومة بديلة، ويبدون كثيراً من المخاوف حيال الجماعات الإسلامية المتشددة منهم.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وخلال زيارتها الأخيرة الى اسطنبول قبل أسبوعين، قد استبعدت أعضاء المجلس الوطني من اللقاءات التي خصصتها لمعارضين سوريين.
وقالت المتحدثة فيكتوريا نولاند «دعونا المعارضة الى تنسيق أوثق لعمل السوريين خارج سوريا وداخلها، وفي المقام الأول اعتماد خطة انتقال سياسي مطروحة بالفعل» منذ نهاية يونيو في جنيف. وأكدت أن «أول شيء عليهم القيام به هو الاتفاق على ما يجب أن يشبه انتقالا سياسيا، ثم يقررون الوقت الذي سيكونون فيه على استعداد للبدء باختيار أشخاص» للحكومة المقبلة.
المجلس الوطني
مصدر سوري مطلع شرح لــ القبس ان كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا، ومعهما الكثير من العواصم الغربية، يسعون الى إبعاد أنفسهم عن المجلس الوطني السوري، وفي الوقت نفسه يعملون على توثيق العلاقات أكثر مع المعارضين في الداخل، وعلى وجه الخصوص «الثوار» أو العاملون على الأرض مباشرة، أي الجماعات المسلحة، بما في ذلك الجيش السوري الحر والكتائب الثائرة والمقاتلون المعارضون. بينما ظلت فرنسا «الداعم القوي» شبه الوحيد للمجلس الوطني وللمعارضة في الخارج عموما.
مع تركيا وقطر
ووفق المصدر، فان فرنسا تعمل - وبتوافق كلي تقريبا - مع كل من تركيا وقطر، في ما يخص المسألة السورية. وقال لــ القبس إن هذا التعاون يتركز على محاور أربعة رئيسية، هي:
- أولا: الدفع باتجاه حكومة انتقالية يهيمن عليها المجلس الوطني. وثمة معلومات تفيد بأنه جرى التوافق على شخص رياض سيف (عضو فعّال في المجلس) لرئاسة الحكومة الانتقالية، «لكونه شخصية معتدلة ويلقى ترحيبا وموافقة الجميع».
- ثانيا: تشكيل مجلس حكماء يضم عناصر من خارج المجلس، تلقى في الوقت نفسه ترحيب وموافقة الأفرقاء جميعهم - داخل سوريا وخارجها (مثل المفكر ميشال كيلو) -. وأهمية مجلس الحكماء هذا، الى جانب توظيف القرارات التي صدرت عن اجتماعات المعارضة في القاهرة، تكمن في إيجاد توازن يرضي المعارضة في الداخل.
- ثالثا: الدفع باتجاه إقامة منطقة عازلة في سوريا، التي كانت تركيا أول من طرح فكرتها. وفي هذا الشأن تكثف فرنسا تعاونها مع منظمات الإغاثة الدولية.
- رابعا: استبعاد التعامل مع الجيش السوري الحر، خصوصا الضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، من منطلق قطع كل صلة ورابط بالنظام الحالي، وتجنب التعامل مع أي طرف أو جهة كانت على صلة بهذا النظام من قريب أو بعيد.
النموذج الليبي
وفي هذا الخصوص يشير المصدر الى تمسك قطر بفكرة تطبيق النموذج الليبي على الأزمة السورية «التي تعتبرها ناجحة»، حيث كان الاعتماد على الكتائب المسلحة والمدعومة من الخارج خصوصا من جماعة الإخوان المسلمين.
والنقطة الرابعة هي أكثر ما يكشف الخلاف بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة ومعها كثير من دول الغرب، وخصوصا بريطانيا، من جهة أخرى.
وكان المسؤولون الأميركيون، في الآونة الأخيرة، بمن فيهم قادة الاستخبارات، قد أكثروا من التصريحات التي تؤكد ضرورة ووجوب المحافظة على تماسك مؤسسات الدولة في سوريا، وعلى وجه الخصوص الجيش السوري، لتفادي تكرار الخطأ الذي وقع في العراق عندما أدى حل الجيش العراقي، عقب الغزو الأميركي وسقوط نظام صدام حسين الى فوضى عارمة لا تزال البلاد تدفع ثمنها حتى اليوم.
المنطقة العازلة كما يختلف الأميركيون مع الفرنسيين بخصوص المنطقة العازلة.
فتعليقا على تأكيد الرئيس الفرنسي أن باريس «تعمل» بالتشاور مع أقرب شركائها على اقامة «مناطق عازلة» في سوريا في محاولة لاحتواء تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا والأردن، قالت الخارجية الأميركية إن «هذا الأمر يأتي في لحظة مناسبة و(بذلك) يستطيع أعضاء مجلس الأمن توسيع عملهم وتنسيقه في شكل أفضل». وأكدت نولاند أن «أي حدود (مع سوريا) ليست مغلقة حاليا وتركيا تعمل مع الأمم المتحدة في محاولة لايصال مساعدات إنسانية الى نقاط العبور موجهة الى الأشخاص الذين ينتظرون اجتياز» الحدود.
ويبدي الأميركيون وكثيرون، وبينهم معارضون سوريون، من تتسبب المنطقة العازلة بحرب مع سوريا «لم تختمر ظروفها بعد». لكن باريس لديها مبرراتها وتطميناتها في هذا الخصوص.
الجيش الحر يدمر 10 طائرات مروحية بمطار 'تفتناز' العسكري
29/8/2012 الآن- وكالات 10:43:33 AM
جانب من المقابلة
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تبثها قناة الدنيا السورية مساء الاربعاء أن الوضع في سوريا 'هو أفضل عمليا' والحسم العسكري 'بحاجة إلى وقت'، مشددا في الوقت عينه على أن الحديث عن إقامة مناطق عازلة في بلاده أمر 'غير واقعي'.
وقال الأسد بحسب مقتطفات من المقابلة بثتها القناة الخاصة أن 'القضية هي معركة إرادات نحن نتقدم إلى الإمام، الوضع عمليا هو أفضل ولكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة إلى وقت'.
وأكد الرئيس السوري في المقابلة التي تبث في الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش أن 'الجيش والقوات المسلحة والأمن يقومون بأعمال بطولية بكل ما تعني الكلمة'. وأضاف انه 'على الرغم من الأخطاء الكثيرة الموجودة فهناك ارتباط وثيق بين سياسات هذه الدولة (سوريا) وعقيدة هذا الشعب'.
وقلل الرئيس السوري من أهمية الانشقاقات التي شهدها نظامه، مؤكدا ان هذه الانشقاقات 'تنظف' الدولة والنظام. وقال 'الشخص الوطني والجيد لا يهرب. لا يفر خارج الوطن. عمليا هذه العملية هي عملية ايجابية وهي عملية تنظيف ذاتية للدولة أولا وللوطن بشكل عام'.
وشدد الرئيس السوري على أن 'سوريا ليست بحاجة إلى ضوء اخضر في القضايا السيادية وفي القضايا المحلية وفي القضايا الوطنية، لا من أصدقاء ولا من أعداء ولا من خصوم'.
كما هاجم النظام التركي، وقال 'هل نعود إلى الوراء بسبب جهل البعض من المسؤولين الأتراك؟ أم ننظر إلى العلاقة مع الشعب التركي خاصة أن هذا الشعب وقف معنا عمليا خلال الأزمة ولم ينجرف بالرغم من الضخ الإعلامي والضخ المادي'.
8:49:36 AM
قال متحدث بإسم كتاب أحرار الشام في تصريح له صباح اليوم لقناة الجزيرة ان حصيلة الهجوم على مطار 'تفتناز' العسكري هي تدمير 10 مروحيات تابعة للجييش النظامي السوري.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن كتائب من الجيش السوري الحر قامت الأربعاء بالهجوم على مطار تفتناز العسكري في إدلب، وهو أكبر قاعدة جوية للمروحيات في المدينة، وفقا لما ذكرته العربية.
وأضاف المصدر أن عناصر من الجيش الحر شنت هجوما بريا على المطار بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى قصف مطار أبو الظهور العسكري ومعسكر النيرب بإدلب.
وأكد الجيش الحر تمكنه من السيطرة على قاعدة صواريخ في الافتريس بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وعلى صعيد متصل، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة التضامن بدمشق، فيما ارتفع عدد القتلى في سوريا أمس إلى 242 قتيلا بينهم أطفال ونساء معظمهم في ريف دمشق وإدلب، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وتحدثت تنسيقيات الثورة عن اشتباكات جرت بين الجيش الحر وقوات النظام في القابون لدى محاولة الأخيرة اقتحام الحي، وفي جوبر استمر القصف على الحي من قبل قوات النظام حسب ما نقلته شبكة شام الإخبارية.
ومن جانبها أفادت هيئة الثورة بسقوط عددٍ من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون في الخالدية والوعر والربيع نتيجة تجدد القصف في حمص.
وفي حلب سقط عدد من القتلى والجرحى في الميسر والإذاعة والنيرب نتيجة القصف العشوائي لقوات النظام السوري.
قبس عربي حرب الأسد العالمية وخطة «عدم الانحياز» المتعثرة
كتب نبيل حاوي :
الرئيس بشار الاسد اعلنها، بتواضع ما بعده تواضع: انها مواجهة اقليمية وعالمية والنصر قريب ولو تاخر بعض الشيء، مبديا تفاؤله بالانشقاقات المتزايدة التي طالت اركان قيادته ومختلف القطاعات، كيف لا، وهي «تنظف» الدولة والنظام!
وبينما يواصل سلاح الطيران والدبابات «تنظيف» المدن والقرى مما تبقى من ابنية ومرافق -وسكان- فان البحث يتواصل على هامش قمة عدم الانحياز في طهران، وكذلك في عدد من عواصم العالم، عن السبل الكفيلة بانهاء الازمة السورية.
ولكن، حتى الحلول التي ترعاها القيادة الايرانية قد تتهاوى على جبهات الحرب العالمية التي اعلنها الاسد، ربما بتنسيق مع حليفه فلاديمير بوتين، والتي ستغير خريطة العالم وقاراته الخمس..الا اذا برزت «في اللحظة الاخيرة» صيغة معقولة للبحث في التغيير الجذري؟
ايران اعلنت عن ملامح اتفاق في عدم الانحياز لتشكيل «مجموعة اتصال مع الحكومة السورية والمعارضة بهدف بلورة حل سلمي، وفي إطار مصالح الشعب السوري».لكن النظام السوري يكرر انه لا يعترف بوجود هكذا معارضة تابعة للخارج، وهو قد يعاود مفاوضة بعض «المعارضين الموالين في الداخل»، وذلك ربما لتامين غطاء لحربه «العالمية» ضد الآخرين جميعا.
اما اللجنة التي اعلنت عنها طهران، وتضم ايران ومصر وفنزويلا ( لتولي مهمة ايجاد حل للازمة السورية)، فانها قد تولد ميتة -في راي بعض الخبراء- لكونها تستبعد دولا اساسية لديها تاثير في طرفي النزاع (كانت حكومة احمدي نجاد قد وعدت باشراكها).
ومع احترامنا لفنزويلا واهتمامها الدائم بقضايا دول عدم الانحياز ،فما مدى قدرتها على قيادة هذا المنحى التفاوضي بالغ الدقة؟!
اما مصر الغارقة في الف مشكلة ومشكلة في وضعها الداخلي والخارجي، فقد يكون دورها في هذه اللجنة متارجحا او هامشيا.
اما «الحوار الاميركي مع الرئيس الاسد»، الذي يتضمنه مشروع اقتراح قمة طهران، فهو يتناقض كليا مع حملة الوزير وليد المعلم على الولايات المتحدة بالذات، محملا اياها المسؤولية عن الاحداث الدامية، وما وصفه بقيادة التآمر على سوريا.
ما الذي يبقى، والحالة هذه، من التفاؤل الذي اشيع حول آفاق حل الازمة بحقنة انقاذية من الرئيس احمدي نجاد للوضع الذي يعيشه نظام صديقه الطبيب بشار الاسد؟!
يبقى ان نشير الى ما اكده مساعد وزير الخارجية الايراني من ان المشاورات على هامش اجتماعات القمة تتركز على حل سلمي للازمة، وفقا لخطة المبعوث الأممي والعربي السابق كوفي عنان.
لكن العالم كله يعرف ان عنان اعترف بالفشل الذريع لخطته، على الاقل لانها لم تؤكد بوضوح على التغيير الجذري والتخلص من حكم الاسد.
د. نبيل حاوي
30/08/2012
تحليل إخباري: بشار الأسد أصبح «رجلاً ميتاً يمشي».. هل يصمد حزب الله بعد سقوط الأسد؟
حنين غدّار (نيويورك تايمز) - حاولت الحكومة السورية مراراً وتكراراً تصدير ازمتها الى لبنان، وفشلت في إحداث انفجار حقيقي يقود الى حرب اهلية جديدة في هذا البلد، لكنها نجحت مع ذلك في اثارة أحداث عنف محدودة، اوصلت لبنان الى حافة الانفجار خلال السبعة عشر شهرا الماضية.
فالاشتباكات بين السنة والعلويين في طرابلس تصاعدت خلال الايام القليلة الماضية، لكن الجيش اللبناني تدخل هذه المرة لوقف القتال.
حليف الدكتاتور
لقد طرأ تغير جوهري ما، فحزب الله، الحليف القوي لسوريا في لبنان، تحول الى وحش جريح، ويسير على خيط رفيع بين حماية مصالحه ومساعدة نظام يتهاوى في دمشق. ويبدو ان الجيش اللبناني قد حصل اخيرا على غطاء سياسي للتصدي لحزب الله وحلفائه ووضع حد للعنف. ففي الاسبوع الماضي، اعتقل الجيش 18 مسلحا من عائلة مرتبطة بالحزب، وصادرت مخازن مليئة بالاسلحة.
وهذه الحادثة لها دلالات سياسية مهمة، ويبدو ان الرئيس ورئيس الحكومة في لبنان لم يعودا راغبين في تعريض الاستقرار في البلد للخطر، من خلال منح حزب الله الغطاء الكامل، كما فعلا منذ يونيو 2011. وفي الواقع، فقدت سوريا نفوذها في لبنان، ولم يعد حزب الله يمارس القدر ذاته من السيطرة على مؤسسات الدولة، كما كانت عليه الحال من قبل.
فاليوم، ينظر الشارع العربي الى حزب الله باعتباره حليفا لنظام دكتاتوري يمارس القتل ضد ابناء شعبه.
ففقدان الشعبية إقليمياً هو شيء، ووفقدان القاعدة الانتخابية شيء آخر، فلا يمكن لحزب الله تحمّل تبعات الأخيرة، فمن المقرر اجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في عام 2013، ولا يحبذ الحزب الإقدام على اي مجازفات بهذا الشأن، وسوف يفعل كل ما في وسعه للحفاظ على سلطته في لبنان، وكذا ستفعل ايران، فهي تبذل قصارى جهدها لإطالة عُمر نظام الأسد، ومن المحتمل ان تبذل المزيد للحفاظ على مصالحها في لبنان، فلا تحتمل طهران خسارة سوريا ولبنان معاً.
لقد بدأ تآكل سلطة «حزب الله» باعتقال الوزير السابق وحليف الأسد ميشال سماحة لحيازته متفجرات كان من المقرر استخدامها في شمال لبنان، ووجهت السلطات اللبنانية الاتهام لسماحة ورئيس المخابرات السورية علي مملوك بالتآمر لتنفيذ هجمات إرهابية واغتيالات لشخصيات سياسية ودينية في لبنان.
وفي حين لم يجرؤ اي من حلفاء سوريا في لبنان على الدفاع عن سماحة، فإن ردة الفعل جاءت من الشارع اللبناني بعد عدة ايام (من الاعتقال)، فقد أقدمت عائلة شعبية على سلسلة من عمليات الخطف لمواطنين سوريين رداً على اختطاف احد افرادها في سوريا، واغلقت طريق مطار بيروت.
لقد هدأت العاصفة السياسية التي اثارها اعتقال سماحة بعد هذه التطورات، ولم يعلق «حزب الله» على عملية الاعتقال، لكن الشيخ حسن نصر الله قال في خطاب له قبل أيام، إنه وحزبه عجزا عن ضبط الشارع، ملمحاً الى احتمال وقوع المزيد من الفوضى.
ميت يمشي
وفي هذه الأثناء، فشلت الحكومة اللبنانية الخاضعة لهيمنة «حزب الله»، في معالجة الكثير من القضايا الرئيسية على الصعيد الداخلي، فقد خرج عدد من ابناء الطوائف ومنهم الشيعة، الى الشارع في بيروت والجنوب والضاحية الجنوبية، على مدى الأشهر القليلة الماضية، للاحتجاج على انقطاع الكهرباء. فربما لا يدرك الأسد بعد، أنه اصبح «رجلاً ميتاً يمشي» لكن «حزب الله» يدرك ذلك، ولكن ذلك لا يعني ان الحزب سوف يغير موقفه كما فعلت حركة حماس، واذا فعل، فسوف يفقد خط امداداته من ايران.
وهكذا، فإن همّ «حزب الله» الرئيسي هو تفادي الانفجار الكامل قبل الانتخابات البرلمانية، فالفوز في الانتخابات هو الذي سيمكن الحزب في النهاية، من مواصلة قبضته السياسية على لبنان وبشكل ديموقراطي، ومن دون الحاجة الى اللجوء للسلاح.
وطهران كذلك، تفضّل تفادي اي حرب تضطر «حزب الله» للتدخل، لاسيما مع اسرائيل، فهذا من شأنه ان يقود الى فقدان الحزب لأسلحته و مؤيديه.
«حزب الله» له مصلحة في التهدئة حالياً، ولكن كلما طال عُمر نظام الأسد، زادت مخاطر انفجار التوترات الطائفية في لبنان.
*رئيسة تحرير موقع «لبنان الآن»
30/08/2012
حضور ضعيف في مجلس الأمن اليوم.. والروس متشائمون أنقرة تريد مناطق عازلة.. وباريس تقر: الأمر «معقد»
الطفلة هايا خليل (8 سنوات) تنتظر عند معبر باب السلامة الحدودي أملا بالوصول الى مخيمات اللاجئين في تركيا بعدما دمرت غارة جوية منزلها في حمص (أ ب)
نيويورك، أنقرة ـــــــ أ.ف.ب، رويترز، نوفوستي ـــــــ تتوجه الأنظار اليوم الى نيويورك، حيث يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا، وخصوصا الجانب الإنساني من الأزمة هناك، لا سيما وضع اللاجئين السوريين الذين فاق عددهم في دول الجوار توقعات المفوضية العليا للاجئين بعشرات الآلاف. وفي هذا الخصوص تطالب تركيا الأمم المتحدة بإيواء اللاجئين داخل سوريا، في تلميح الى ضرورة إقامة منطقة آمنة.
حضور ضعيف
وسيغيب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن الجلسة، التي تعقد على مستوى الوزراء، بسبب مشاركته في قمة عدم الانحياز، التي تعقد أيضا اليوم في طهران. وسينوب عنه وكيله جان إلياسون.
كذلك سيغيب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. ولن تشارك المندوبة الأميركية الدائمة سوزان رايس، في حين لم يقرر وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني فيما إذا سيسافر الى نيويورك أم لا، لكن من المتوقع أن يرفض هو الآخر حضور الاجتماع.
وبذلك سيكون اللقاء الوزاري، الذي يعقد بمبادرة فرنسا، رئيسة المجلس الحالية، في نهاية المطاف متدنيا بمستوى التمثيل. وكان المبعوث العربي والأممي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي ينوي لقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
تشاؤم روسي
وقال مصدر مطلع لصحيفة «كوميرسانت» الروسية إن فرنسا كانت تأمل خلال رئاستها للمجلس التوصل الى تحقيق تقدم جدي في المسألة السورية.
وأوضح مصدر روسي للصحيفة أن لافروف ــــ ولغاية يوم أمس ــــ كان يحضر نفسه للسفر الى نيويورك، لكنه تقرر في نهاية الأمر أن يمثل روسيا المندوب الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين. وافترض المصدر أن «لافروف لم يرغب في أن يكون الوزير الوحيد تقريبا، الى جانب الفرنسي، في هذا الاجتماع»، مضيفا أن هناك سببا آخر لرفض لافروف المشاركة، وهو أنه بات واضحا من المباحثات الأولية أن الاجتماع لن يتمخض عن إصدار أي وثيقة متفق عليها.
وتابع : أن «روسيا والصين أكدتا أن يدور الحديث بشكل رئيسي عن الوضع الإنساني وتفعيل تقديم المساعدات للاجئين والمتضررين، وحول إطلاق نداءات للطرفين لوقف إراقة الدماء وغيرها.. أما باريس ولندن وواشنطن فتحاول التوصل الى إعلان يتحدث عن ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.. ولم يتحقق تقارب في المواقف».
منطقة آمنة لإيواء اللاجئين
وأمس، حث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأمم المتحدة على الاهتمام بالنازحين السوريين داخل بلادهم، بدلا من السماح لهم بالتدفق على تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من 80 ألف لاجئ.
وقال أوغلو للصحافيين، قبل توجهه الى نيويورك، «ننتظر من الامم المتحدة ان تتحرك لحماية اللاجئين في سوريا بايوائهم اذا امكن في مخيمات هناك» داخل سوريا.
ورغم أن وزير الخارجية لم يستخدم عبارة «مناطق عازلة» أو «مناطق منزوعة السلاح» صراحة، إلا أنه ألمح الى ضرورة وجود دعم دولي، وهو ما يتطلب حماية عسكرية.
حذر فرنسي
ويتوقع أن يطرح أوغلو اقتراح بلاده في اجتماع مجلس الأمن اليوم.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال الاثنين: إن فرنسا تعمل مع شركائها من أجل اقامة مناطق عازلة. إلا أن وزير خارجيته لوران فابيوس اعترف أمس بأن إقامة مناطق عازلة في سوريا أمر «شديد التعقيد»، ويتطلب خصوصا اقامة منطقة حظر جوي جزئي.
وقال فابيوس لاذاعة فرانس انتير: «ما نريده هو دفع الامور قدما، وإسقاط الأسد في أسرع وقت ممكن وإيجاد حلول إنسانية في الوقت نفسه»، مشيرا الى أن هذا هو موضوع الاجتماع الوزاري اليوم الذي دعت اليه فرنسا.
واقر بأن «إقامة منطقة عازلة من دون منطقة حظر جوي أمر مستحيل»، معتبرا أيضا أنه «لضمان الحماية (للاجئين) يجب أن تكون لدينا وسائل مضادة للطائرات ووسائل جوية».
وأشار الوزير الى ان هذا شيء لا تستطيع القوات الفرنسية القيام به وحدها، مذكرا بأنه لا مجال للالتفاف على دور مجلس الأمن. وأوضح انه رغم الفيتو المزدوج الروسي والصيني للمرة الثالثة منذ نحو عام ونصف العام من النزاع «ما زلنا نؤمن بالشرعية الدولية».
وقال فابيوس: «سنثير عدة قضايا» الخميس (اليوم) في نيويورك من بينها «هل نستطيع إقامة مناطق عازلة؟ نحن ندرس حاليا كل ذلك، لكننا نرى بشكل ملموس مدى صعوبتها البالغة».
وذكرت مصادر في أنقرة أن الولايات المتحدة ليست لديها رغبة في القيام بأي تحرك قوي قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر.
ويتوقع أن يجري محادثات ثنائية مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا على هامش اجتماع نيويورك. وقال داود أوغلو، بشكل يعكس استياء تركيا من عبء اللاجئين وعدم توحد مجلس الأمن، «عندما نتحدث عن أرقام بمئات الآلاف فإن هذه المشكلة لا تصبح مشكلة صراع داخلي في دولة ما وانما مشكلة دولية خطيرة».
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان قال: «إن فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراء يدعم بشكل غير مباشر القمع في سوريا». لكن محللين قالوا إن الأمم المتحدة لا تستطيع في الوقت الحالي أن تفعل شيئا سوى زيادة المساعدات المالية لتركيا أو تحويل تدفق اللاجئين الى دول أخرى.
30/08/2012
دعوى فرنسية تتهم الأسد بــ «التعذيب والوحشية»
قدّمت جمعية مغربية شكوى في باريس ضد الرئيس السوري بشار الأسد، تتهمه فيها بأعمال تعذيب وممارسات وحشية بسبب العنف الذي تعرض له الأطفال السوريون، كما أعلن أمس محامي هذه الجمعية ايمانويل لودو.
وتستند هذه الشكوى، المقدمة بموجب ادعاء بالحق المدني، الى قاعدة الاختصاص العالمي التي تسمح لأي دولة بملاحقة مرتكبي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة، أيا كان المكان الذي وقعت فيه الجريمة وجنسية مرتكبيها أو ضحاياها.
وأشارت الجمعية الى أن الأمم المتحدة وضعت في يونيو الماضي سوريا في «قائمة العار» التي تضم أطراف النزاع الذين يقومون بتجنيد واستخدام وقتل أو بتر أطراف الأطفال. وأوردت كمثال الحملة التي شنتها في 9 مارس القوات السورية ضد بلدة عين لاروز في محافظة إدلب حيث جرى، بحسب الدعوى، خطف عشرات الصبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و13 سنة قبل مهاجمة البلدة. وجاء في الشكوى أن «هؤلاء الأطفال استُخدموا من قبل الجنود والشبيحة دروعاً بشرية».
واعتبرت الجمعية أن هذه التجاوزات تنتهك اتفاقية نيويورك المتعلقة بحقوق الطفل التي صدقت عليها دمشق عام 2003، وجريمة حرب بموجب ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرة الى أن المسؤولية تقع على عاتق الرئيس بصفته مصدر الأمر.
30/08/2012
تقرير إخباري: صحافي سوري هارب يتحدث عن الفظائع: خلال 3 أيام تلقينا 20 بلاغاً عن عمليات اغتصاب نفذها الجيش السوري
حسن عز الدين
كان نزار، البالغ من العمر 31 عاما، يعمل قبل ثلاثة أسابيع صحافيا في إحدى الوكالات الدولية في دمشق، حيث كان مكلفا بمراقبة أعمال العنف التي تمارس على المواطنين المحليين. إلا أنه اضطر مؤخرا للفرار بشكل سري من البلاد، والانتقال إلى كردستان العراق، التي منها يصف الوضع المتأزم في سوريا المضطربة.
يقول نزار: «كنتُ أعمل في المركز المخصص لتوثيق العنف الذي يمارس على السوريين، لا سيما ضد هؤلاء المعتقلين في السجون. ففي البلد الذي يقتل فيه حوالي 150 شخصا كل يوم، لا يولي الناس اهتماما بآلاف غيرهم قابعين في السجون» كما يقول نزار (تم تغيير اسم الصحافي لأسباب أمنية)، الذي اضطر قبل بضعة أيام للفرار إلى أربيل في شمال العراق».
ويتابع: «إنهم في الغالب ممثلو المعارضة، ومتظاهرون ونشطاء، لكن يوجد بينهم أيضا قسم غير صغير من الصحافيين»، معددا فئات الشباب الموجودة حاليا في الزنازين السورية.
الجيش يقصف الضواحي
لقد تسنّت لنزار كصحافي إمكانية الحديث مع ضحايا العنف، الذي يمارس على المدنيين في المناطق المتضررة. وهو يقول في هذا السياق، واصفا الوضع في أحد أكثر الأماكن تضررا: «عندما قمنا بتوثيق الوضع في حمص، حصلنا خلال ثلاثة أو أربعة أيام على حوالي 20 بلاغا عن عمليات اغتصاب قام بها أفراد الجيش السوري». ويضيف ان الرقم قد يكون أعلى من ذلك بكثير، لأن كثيرا من الضحايا النساء لا يقمن بالتبليغ عن تعرضهن لعمليات اغتصاب، وذلك لأسباب شخصية أو دينية.
قرر نزار الفرار إلى كردستان العراق بعد أن قام الجيش السوري بتهديد عائلته، التي تقيم في مدينة القامشلي الواقعة على الحدود السورية ـــ التركية. وعن الأمر يقول: «أخفيت جهاز الكمبيوتر الشخصي والكاميرا وبعض الوثائق المهمة بشكل آمن، وأعتقدت أن أي شخص لن يتمكن من الوصول إليها. ثم توجهت من دمشق باتجاه الحدود الكردية».
وشرح الصحافي الشاب لجمعية «إنسان عند الحاجة» التشيكية، التي تقدم العون للاجئين السوريين في العراق، عملية الهروب، ويقول: «عبرت الحدود بشكل غير شرعي. ثم قام أفراد حزب الشباب الكردي بمساعدتي عبر الحدود، ولذلك لم أدفع أي رسوم للمهرّبين مثلما يفعل معظم الفارّين ».
جينز وقميص
«كنتُ أرتدي بنطال الجينز وهذا القميص، وأحمل معي بطاقة الصحافة التي كانت بطاقة الهوية الثبوتية الوحيدة لدي». فالنظام السوري قمع الأكراد بشتى الطرق الممكنة، لدرجة أنه لم يعترف لهم بجنسيتهم السورية، وبالتالي لم يكونوا قادرين على الحصول على جوازات سفر.
ويضيف، واصفا الوضع المعقد للاجئين، بأنه «إذا أراد مواطن كردي على سبيل المثال شراء أرض أو بناء منزل، يجب عليه الحصول على موافقة ثلاثة أجهزة رسمية».
عشرات الأعوام لإعادة البناء
لا يريد نزار البقاء في كردستان لفترة طويلة، ويقول: «لدي وضع خاص، لأنني كنت أعمل لمصلحة وكالة دولية، وأعتقد أنني سأحصل قريبا على تأشيرة دخول إلى فرنسا، حيث أرغب بممارسة عملي الصحفي هناك».
لكنه ينظر إلى مستقبل سوريا بشكل سيئ. فقد فر مئات الآلاف، أغلبهم شباب، وبالتالي لم تعد التظاهرات قوية وحاشدة كما كانت، ويمكن للمرء أن يظن بأن المعارضة قد أصبحت ضعيفة. كما أن الناس يخافون التهديدات المتكررة من احتمال استخدام الأسلحة البيولوجية. عندما تنتهي الحرب في سوريا ستحتاج البلاد لعشرات الأعوام لإعادة بنائها وإعمارها. ولا أشير هنا إلى المباني فقط، بل بشكل أساسي إلى نفسية الناس في سوريا».
30/08/2012
تقرير إخباري: صحافي سوري هارب يتحدث عن الفظائع: خلال 3 أيام تلقينا 20 بلاغاً عن عمليات اغتصاب نفذها الجيش السوري
حسن عز الدين
كان نزار، البالغ من العمر 31 عاما، يعمل قبل ثلاثة أسابيع صحافيا في إحدى الوكالات الدولية في دمشق، حيث كان مكلفا بمراقبة أعمال العنف التي تمارس على المواطنين المحليين. إلا أنه اضطر مؤخرا للفرار بشكل سري من البلاد، والانتقال إلى كردستان العراق، التي منها يصف الوضع المتأزم في سوريا المضطربة.
يقول نزار: «كنتُ أعمل في المركز المخصص لتوثيق العنف الذي يمارس على السوريين، لا سيما ضد هؤلاء المعتقلين في السجون. ففي البلد الذي يقتل فيه حوالي 150 شخصا كل يوم، لا يولي الناس اهتماما بآلاف غيرهم قابعين في السجون» كما يقول نزار (تم تغيير اسم الصحافي لأسباب أمنية)، الذي اضطر قبل بضعة أيام للفرار إلى أربيل في شمال العراق».
ويتابع: «إنهم في الغالب ممثلو المعارضة، ومتظاهرون ونشطاء، لكن يوجد بينهم أيضا قسم غير صغير من الصحافيين»، معددا فئات الشباب الموجودة حاليا في الزنازين السورية.
الجيش يقصف الضواحي
لقد تسنّت لنزار كصحافي إمكانية الحديث مع ضحايا العنف، الذي يمارس على المدنيين في المناطق المتضررة. وهو يقول في هذا السياق، واصفا الوضع في أحد أكثر الأماكن تضررا: «عندما قمنا بتوثيق الوضع في حمص، حصلنا خلال ثلاثة أو أربعة أيام على حوالي 20 بلاغا عن عمليات اغتصاب قام بها أفراد الجيش السوري». ويضيف ان الرقم قد يكون أعلى من ذلك بكثير، لأن كثيرا من الضحايا النساء لا يقمن بالتبليغ عن تعرضهن لعمليات اغتصاب، وذلك لأسباب شخصية أو دينية.
قرر نزار الفرار إلى كردستان العراق بعد أن قام الجيش السوري بتهديد عائلته، التي تقيم في مدينة القامشلي الواقعة على الحدود السورية ـــ التركية. وعن الأمر يقول: «أخفيت جهاز الكمبيوتر الشخصي والكاميرا وبعض الوثائق المهمة بشكل آمن، وأعتقدت أن أي شخص لن يتمكن من الوصول إليها. ثم توجهت من دمشق باتجاه الحدود الكردية».
وشرح الصحافي الشاب لجمعية «إنسان عند الحاجة» التشيكية، التي تقدم العون للاجئين السوريين في العراق، عملية الهروب، ويقول: «عبرت الحدود بشكل غير شرعي. ثم قام أفراد حزب الشباب الكردي بمساعدتي عبر الحدود، ولذلك لم أدفع أي رسوم للمهرّبين مثلما يفعل معظم الفارّين ».
جينز وقميص
«كنتُ أرتدي بنطال الجينز وهذا القميص، وأحمل معي بطاقة الصحافة التي كانت بطاقة الهوية الثبوتية الوحيدة لدي». فالنظام السوري قمع الأكراد بشتى الطرق الممكنة، لدرجة أنه لم يعترف لهم بجنسيتهم السورية، وبالتالي لم يكونوا قادرين على الحصول على جوازات سفر.
ويضيف، واصفا الوضع المعقد للاجئين، بأنه «إذا أراد مواطن كردي على سبيل المثال شراء أرض أو بناء منزل، يجب عليه الحصول على موافقة ثلاثة أجهزة رسمية».
عشرات الأعوام لإعادة البناء
لا يريد نزار البقاء في كردستان لفترة طويلة، ويقول: «لدي وضع خاص، لأنني كنت أعمل لمصلحة وكالة دولية، وأعتقد أنني سأحصل قريبا على تأشيرة دخول إلى فرنسا، حيث أرغب بممارسة عملي الصحفي هناك».
لكنه ينظر إلى مستقبل سوريا بشكل سيئ. فقد فر مئات الآلاف، أغلبهم شباب، وبالتالي لم تعد التظاهرات قوية وحاشدة كما كانت، ويمكن للمرء أن يظن بأن المعارضة قد أصبحت ضعيفة. كما أن الناس يخافون التهديدات المتكررة من احتمال استخدام الأسلحة البيولوجية. عندما تنتهي الحرب في سوريا ستحتاج البلاد لعشرات الأعوام لإعادة بنائها وإعمارها. ولا أشير هنا إلى المباني فقط، بل بشكل أساسي إلى نفسية الناس في سوريا».
30/08/2012
بسمة قضماني تنسحب من المجلس الوطني
أعلنت المعارضة السورية المقيمة في فرنسا، بسمة قضماني، انسحابها من المجلس الوطني السوري، متهمة إياه بالفشل في حماية السوريين من «المجازر المروعة» المرتكبة بحقهم.
وقالت قضماني، وهي كانت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس، إن الأخير «لم يحقق أهدافه ولم يكسب المجلس المصداقية المطلوبة، ولم يحافظ على الثقة التي منحه إياها الشعب عند تشكيله».
وصرحت قضماني لـ«فرانس برس»: «سأخصص وقتي للمساهمة في الجهد الإنساني للشعب السوري، وسأستأنف عملي كباحثة»، متهمة المجلس بلعب دور «شخصاني جدا»، وانه «لا يعمل جيدا مع باقي مجموعات المعارضة».
31/08/2012
مقاتلو المعارضة يهاجمون «المخابرات الجوية» في حرستا ويقصفون «العسكرية» في البوكمال الجيش الحر يسقط طائرة ميغ ثانية في إدلب
امرأة تجر عربة طفلها في حي سيف الدولة في حلب تبدو في وسط منظار سلاح قناصة تابع للجيش السوري الحر (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ - تبنى الجيش السوري الحر، أمس، إسقاط طائرة ميغ قرب مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب. وقال قائد المجلس الثوري العسكري العقيد عفيف محمود سليمان إن «الطائرة أسقطت ونزل الطياران بمظلتين وتم القبض عليهما». وأوضح أن «مئات الثوار شاركوا في العملية النوعية، التي جرى التخطيط لها على مدى ثلاثة أيام (...) تمت بعد لحظات قليلة من إقلاع الطائرة، حيث أطلق الثوار عليها النار من الرشاشات مما أدى الى احتراقها، ليقفز بعدها الطياران بالمظلات». وتحدث أيضا عن «إحراق 11 طائرة ميغ في المطار كانت تقصف مدن المحافظة»، مشيرا الى أن عملية إسقاط الميغ هي الثانية من نوعها بعد إسقاط الطائرة الأولى فوق دير الزور في شهر رمضان.
وكانت القوى المعارضة المسلحة شنت الأربعاء هجوما على مطار تفتناز العسكري في ريف ادلب، وأعلنت عن تدمير وإعطاب عشر مروحيات عسكرية.
اشتباكات في دمشق وريفها
في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المعارضة والجيش النظامي السوري في دمشق، بينما سقط عشرات القتلى والجرحى في عمليات عسكرية وأمنية، شنتها قوات النظام في أنحاء البلاد، عقب يوم دام قتل فيه 128 شخصا، منهم 44 مدنيا سقطوا في دمشق وحدها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
وقال المرصد وناشطون سوريون معارضون إن قتالا اندلع فجر أمس بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في الضواحي الشرقية للعاصمة دمشق، خصوصا في حيي القابون والتضامن والميدان، وسط قصف جوي وبري أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء.
كذلك تحدث المرصد عن اشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية في حرستا، في ريف دمشق، وقصف على قرية جراجير في الريف أيضا.
عمليات عسكرية وأمنية
وفي أعمال عنف أخرى، ذكر المرصد السوري أن أحياء في حلب وحمص وإدلب تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية.
كذلك دارت اشتباكات عنيفة «في مناطق جسر الجورة وبالقرب من مقر الامن العسكري في دير الزورر»، بينما قام «عناصر من الكتائب المقاتلة بقصف مقر الامن العسكري في مدينة البوكمال» الواقعة عند الحدود مع العراق بقذائف الهاون.
مقتل 8 آلاف عنصر أمن
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن عمليات للجيش النظامي في حلب ودرعا وادلب وريف دمشق جرى خلالها الاشتباك مع عناصر مسلحة، مشيرة الى مقتل العشرات منهم.
ونقلت عن مراسلها في محافظة دير الزور قوله ان اربع سيارات انفجرت «خلال قيام ارهابيين بتفخيخها على طريق الحسكة، مما أدى الى مقتل عدد كبير من الإرهابيين».
وتأتي أعمال العنف هذه في وقت اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية اجريت معه في القصر الجمهوري في دمشق، وبثت الأربعاء أن الوضع في سوريا بات «أفضل» من السابق، رغم أنه أقر بأن «الحسم» العسكري يحتاج الى مزيد من الوقت.
وقد قتل أكثر من ثمانية آلاف عنصر امني وعسكري سوري منذ بداية النزاع في سوريا قبل 17 شهرا، وفق ما أفاد مدير مستشفى تشرين العسكري في دمشق فرانس برس.
التركيز على أهداف الثورة
من جانب آخر نظمت تنسيقيات لجان التنسيق المحلية الاسبوع الأول لحملة مستمرة بعنوان «ثورة كرامة واخلاق» للتركيز على مبادئ وأهداف الثورة السورية، وأصدرت بيانا موجها الى عناصر الجيش الحر، تؤكد فيه دعمها وتقديرها للتضحيات التي يقدمها لحماية الوطن والشعب والحفاظ على كرامته ومقدراته.
ودعت التنسيقيات كتائب الجيش الحر الى توحيد صفوفها وقرارها، ومن ثم قامت بتوزيع المناشير والقصاصات الورقية ورفع اللافتات التي تتضمن مبادئ الحملة وأهدافها، ومنها «سلاحي لاسقاط النظام وسلاحي لاقامة العدل»، و«دمك ومالك وارضك عليّ حرام .. أنا الجيش الحر»، و«أخي السوري ..ان اختلفت معك لن أستخدم سلاحي ضدك»، و«احذر وأنت تقاتل عدوك أن تتخصّل بخصاله»، و«حاكموا أسراكم بالعدل .. نجاتنا في اخلاقنا».
31/08/2012
أميركا تدرِّب المعارضة على إدارة المدن السورية «المحررة»
مع فقدان الجيش السوري النظامي السيطرة على المزيد من المناطق في سوريا، تعمل الولايات المتحدة على تدريب أعضاء المعارضة على كيفية إدارة الحكومة المحلية بعيدا عن قبضة نظام الأسد.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية إنها تنفذ «برامج تدريبية» لأعضاء المجالس المحلية في مناطق المعارضة «المحررة» والذين بدأوا بإعادة تأسيس سلطة مدنية، لافتة إلى أن تلك البرامج تساعدهم على قضايا الإدارة المدنية، والتدريب في مجال حقوق الإنسان.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند (الأربعاء) إن أعضاء المجالس المحلية يتعلمون «أنواع الأشياء التي قد يحتاجونها من المجتمع الدولي للبدء في إعادة بناء مدنهم»، مضيفة ان أولئك «يطلبون المساعدة في معرفة كيفية إدارة الموازنة، والحفاظ على المرافق قيد التشغيل، والتأكد من أن مؤسسات الدولة التي توفر الخدمات للسكان تعمل كما ينبغي.. لذلك نحن منفتحون على دعم كل تلك الاحتياجات».
ووصفت نولاند تلك المساعدات بأنها «الجولة الأولى من التدريب»، والمصممة للمساعدة في تشكيل المجتمع الديموقراطي الوليد، حتى قبل ذهاب الرئيس بشار الأسد.
وأشارت إلى أن واشنطن وجدت الفرصة للحديث مع المعارضة السورية حول قضايا مثل «دمج وحماية الأقليات وأشياء من ذلك القبيل»، موضحة أن الخطوة الأولى هي تقييم الاحتياجات، ثم الحصول على مزيد من التدريب.
ولأسباب تتعلق بأمن أعضاء المجالس المعارضة، يتردد مسؤولو وزارة الخارجية في تقديم تفاصيل عن برامج التدريب، ولكن نولاند قالت إن الوزارة تقوم بتشغيل برامج خارج سوريا لأولئك الذين يستطيعون الخروج والعودة إلى البلاد.
وعن حجم ومساحة المناطق التي أصبحت خارج سيطرة النظام، قالت نولاند إن «الصورة مختلطة»، مضيفة ان «مساحات كبيرة» من البلاد هي الآن بعيدة عن قبضة النظام في الشمال والشرق، وبصورة متزايدة، بين بعض المدن الرئيسية، ولكن القتال يشتد في حلب ودمشق وبعض المراكز السكانية الرئيسية.
31/08/2012
فلنوقف أولاً انتشار الحرب في سوريا
سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس الضوء على خطورة الوضع في سوريا، وتداعياته المحتملة والمرتقبة على دول الجوار. وقالت في افتتاحيتها، التي حملت عنوان «فلنوقف أولا انتشار الحرب في سوريا»، إنه من الصعب أن نرى طرفا يخرج بنصر جلي مؤزَّر من هذه الحرب الأهلية التي لم تشهد سوريا حربا دموية مثلها.
وتضيف «لربما يكون الثوار قادرين على تحقيق النصر على المدى البعيد، لكن ذلك قد يكون بعيد المنال في المستقبل، لا سيما بعد مقتل عشرات الآلاف من السوريين».
أما عن السبب الذي دفع بالمواجهة بين الطرفين إلى مستنقع الدماء، فترى «الإندبندنت» أنه يتجلى في أن البلاد تشهد ثلاثة أنواع من الصراع في صراع ظاهري واحد: الأول بين الحكومة والمعارضة، والثاني قوامه المواجهة بين السنة والشيعة في المنطقة، والثالث بين حلفاء طهران من جهة وخصومها من جهة أخرى.
وتختتم بالقول إن العالم قد لا يستطيع إيقاف الحرب الدائرة حاليا في سوريا، لكن على المجتمع الدولي أن يبذل ما في وسعه للحيلولة دون انتشار هذه الحرب إلى لبنان، ومنع تسببها في زعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.
31/08/2012
الطائرات والمدفعية قصفت مواطنين في طوابير للخبز.. عمداً
بيروت- أ ف ب، رويترز- اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش القوات الحكومية السورية، أمس، بارتكاب جرائم حرب.
وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن الطائرات والمدفعية قصفت عشرة مخابز على الأقل في حلب على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، مما أسفر عن مقتل العشرات الذين كانوا يقفون في الطوابير لشراء الخبز. واتهمت الجيش السوري باستهداف المدنيين، مضيفة أن تلك الهجمات كانت إما متعمدة أو مستهترة بحياة مئات المدنيين الذين اضطروا للاصطفاف أمام عدد متناقص من المخابز في المدينة التي أصبحت من خطوط الجبهة في الصراع السوري.
وتابعت أن «الهجمات على أفضل تقدير عشوائية بتهور، ويبدو من عدد الوقائع المتكررة ونمطها أن القوات الحكومية كانت تستهدف المدنيين»، مشددة على أن «الهجمات العشوائية المتهورة والاستهداف العمدي للمدنيين، على السواء، من جرائم الحرب».
وأشارت الى ان هذه الهجمات ادت الى «مقتل واصابة كثير من المدنيين الذين كانوا يقفون لشراء الخبز». وأوضحت المنظمة- التي أوفدت باحثا منها إلى حلب- أن إحدى هذه الهجمات أدت في 16 أغسطس «الى مقتل ما يناهز الستين شخصا، وإصابة أكثر من سبعين آخرين».
وأجبر نقص المواد الغذائية في حلب كثيرا من المخابز على إغلاق أبوابها، مما يؤدي الى تكون صفوف طويلة للحصول على الخبز مما تبقى منها. وقال أولي سولفانج الباحث في المنظمة الذي زار حلب «يوما بعد يوم يصطف سكان حلب للحصول على الخبز لأسرهم، وبدلا من ذلك تخترق الشظايا أجسامهم من القنابل والقذائف الحكومية»، مضيفا «عشر هجمات على المخابز ليست عشوائية.. إنها تظهر لامبالاة بالمدنيين، وتشير بقوة إلى محاولة استهدافهم».
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه في خمس من الحالات التي حققت بها لم يكن هناك هدف عسكري قرب المخابز سوى عدد محدود من المقاتلين الذين كانوا يحفظون النظام بطوابير الخبز، مما يعني أن هذه المناطق كانت «أهدافا مدنية بوضوح».
ومضى سولفانج يقول «كل طيار تعمد إطلاق صاروخ على طابور للمدنيين ينتظرون الحصول على الخبز، وكل قائد يعطي مثل هذا الأمر يجب أن يحاكم على تلك الجرائم».
حركة المطارات تراجعت بصورة حادة سوريا: التضخم يقفز %33 في شهر واحد
دمشق - د ب أ - أعلنت السلطات السورية ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بنحو %33 خلال مايو الماضي، وأن حركة القدوم إلى المطارات تراجعت بصورة حادة، وذلك على خلفية الأزمة الراهنة.
ووفقا للنشرة التنموية الاقتصادية الشهرية الخاصة بشهر مايو الماضي الصادرة عن مديرية دعم القرار في رئاسة مجلس الوزراء، فإن معدل التضخم في مايو الماضي بلغ %32.51 عن الشهر نفسه من العام الماضي مقابل %31.45 في أبريل.
وأرجعت النشرة هذا الارتفاع إلى ارتفاع الرقم القياسي لمجموعة الأغذية والمشروبات غير الكحولية بمقدار %65.19.
وقالت النشرة الاقتصادية الحكومية، التي نقلت جوانب من نتائج عملها صحيفة الوطن شبه الرسمية امس الأحد، إن متوسط سعر الصرف الرسمي لليرة السورية تراجع مقابل الدولار الأميركي من 61.16 ليرة سورية في أبريل إلى 63.26 ليرة خلال شهر مايو، وبنسبة تراجع بلغت نحو %3.4.
وحول السياحة، ذكرت النشرة أن عدد السياح القادمين إلى سوريا من عرب وأجانب ومغتربين تراجع من 345 ألف سائح في مايو 2011 إلى 99 ألف سائح في مايو 2012، وبنسبة تراجع بلغت نحو %71.3.
وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن الأرقام التي أوردتها النشرة فيها «مبالغة»، إذ أن السياحة على سبيل المثال تعاني شبه شلل تام، إضافة إلى تراجع واضح في حركة القدوم إلى سوريا وتوقف معظم شركات الطيران إلى سوريا، فضلا عن هروب معظم رؤوس الأموال. وتشير عدد من الدراسات والإحصاءات غير الرسمية إلى أن التضخم بلغ حوالي %45 في الآونة الأخيرة.
03/09/2012
«لواء أحفاد الرسول» يتبنى الهجوم رداً على مجازر داريا تفجير قرب مقرات للجيش في دمشق
طفلان سوريان يلهوان فوق دبابة للجيش السوري دمرها مقاتلو المعارضة في مدينة إعزاز في حلب (أ ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز- فيما كانت أحياء وقرى في عدة محافظات سورية تتعرض، أمس، الى «قصف عنيف» من قبل القوات النظامية التي تخوض اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في أكثر من موقع، أعلن التلفزيون السوري أن ما وصفه بـ«تفجير إرهابي» وقع في شارع المهدي بن بركة في حي أبو رمانة، الذي يضم مقري الجيش والقوة الجوية في دمشق.
يأتي ذلك بعد يوم من دعوة المبعوث الأممي- العربي للأزمة السورية الطرفين الى وقف العنف. وأسفرت عمليات القصف والاشتباكات أمس عن مقتل وجرح العشرات، غداة يوم دام سقط فيه 168 قتيلا، أغلبهم من المدنيين، وفقا لأرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
عبوتان ناسفتان
وفي التفاصيل، قال سكان والتلفزيون السوري إن انفجارا ضرب أحد أحياء دمشق حيث توجد مجمعات عسكرية وأمنية.
وذكر السكان أن الانفجار سُمع دويه قرب مقر للجيش والقوات الجوية في حي أبو رمانة عند شارع المهدي بن بركة.
ووصف التلفزيون الانفجار بأنه عمل «إرهابي». وأورد في خبر عاجل «تفجير إرهابي.. بالقرب من كتيبة الحراسة»، التابعة لرئاسة الأركان السورية. وأضاف في وقت لاحق أن «التفجير الإرهابي ناجم عن عبوتين ناسفتين، وأسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح».
وكان مصدر سوري رفيع صرح ليونايتد برس ان انفجارا وقع في مقر كتيبة الحراسة.
وقد تبنى «لواء أحفاد الرسول» في الجيش السوري الحر الهجوم، مشيرا الى أنه جاء «ردا على مجازر داريا».
جرف وهدم في المزة
ويأتي هذا الهجوم بعدما أعلنت صحيفة «تشرين» الحكومية، في عدد الأحد، أن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة السبينة في ريف دمشق مساء السبت «وأدى الى استشهاد 15 من المواطنين وإصابة آخرين».
كما يتزامن الهجوم مع أنباء، ذكرها المرصد السوري، تفيد بأن «دبابات الجيش النظامي اقتحمت منطقة بساتين المزة، ترافقها جرافات بدأت بتنفيذ عملية جرف وهدم في المنطقة».
تدمير المخبز الأخير
ميدانيا، تعرضت أحياء الإذاعة والصاخور والشعار ومساكن هنانو في حلب، وقرى البريج وأم خرزة في ريفها، الى «قصف عنيف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط قتلى وجرحى وتدمير عدد من المنازل»، بحسب المرصد السوري.
وفي حمص، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية «قصفت المخبز الثالث والأخير» في مدينة القصير التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في غرب المحافظة، موضحة أن هذا القصف جاء «بعد تدمير المخبز الثاني واحتلال الأول من قبل عناصر جيش النظام».
بدوره، أشار المرصد السوري الى أن عدة أحياء ومناطق في مدينة حمص وريفها تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية ما أسفر عن وقوع قتلى.
وفي إدلب، أعلن المرصد عن سقوط قتلى وجرحى في عدة بلدات وقرى من المحافظة، جراء استهدافها بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة من قبل القوات النظامية، خصوصا بلدات سرجة وكفرنبل وسراقب وسرمين وسلقين ودركوش وخان السبل.
واستهدف القصف كذلك بلدة كفرزيتا في حماة، حيث قتل خمسة مدنيين، وفقا للمرصد، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
كما قتل 21 شخصاً على الأقل إثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية في قرية الفان في ريف حماة.
ولفت المصدر إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود مفقودين وجرحى بحالات خطرة».
حرب المطارات مستمرة
وبموازاة أعمال القصف، دارت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة في محيط مطار أبو الظهور العسكري في ادلب، وفقا للمرصد. ودارت «اشتباكات عنيفة» أيضا قرب مبنى فرعي الأمن العسكري والشرطة العسكرية في مدينة دير الزور. كما دارت اشتباكات بين الجانبين في محيط مبنى قيادة المنطقة الشرقية في المدينة، حيث سقط عدد من القتلى. وكذلك كان الحال في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية.
ودارت «اشتباكات عنيفة» كذلك في قرية قرفا في درعا، مهد الثورة المتواصلة منذ منتصف مارس 2011 والتي قتل فيها اكثر من 25 ألف شخص، وفقا لآخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
إعدامات في ريف دمشق
ووقعت في ريف دمشق أيضا «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية والمقاتلين المناهضين للنظام في بلدة يلدا، و«وردت أنباء أولية عن سقوط قتلى وجرحى من القوات النظامية، كما عثر على ثلاثة شهداء أعدموا ميدانيا في كفربطنا»، بحسب المرصد ايضا.
كما قتل خمسة مواطنين على الأقل، بينهم طفل، إثر انفجار في منطقة السبينة (ريف دمشق) بينما تعرضت منطقة في مدينة يبرود للقصف من قبل القوات النظامية السورية.
إحباط تسلل
من جهتها، أعلنت وكالة «سانا» أن القوات النظامية تصدت مساء السبت لمحاولة «تسلل مجموعة إرهابية مسلحة» من الاراضي اللبنانية الى سوريا قرب قرية عزير في ريف تلكلخ في حمص.
وأوضحت أن «عشرات الإرهابيين المرتزقة حاولوا التسلل الى الأراضي السورية بالقرب من القرية المذكورة قادمين من وادي نبع جعلوك اللبناني، وكانت لهم قواتنا المسلحة بالمرصاد وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفهم واجبرت بقيتهم على التراجع والفرار الى داخل الاراضي اللبنانية».
لقطات من مكان الانفجار مقرات أمنية ودبلوماسية
يضم الحي المستهدف، الواقع وسط العاصمة السورية فروعا أمنية، بينما تحتضن المنطقة سفارات عدة.
وكتيبة الحراسة المستهدفة مولجة حماية مبنى هيئة الأركان العامة في ساحة الأمويين القريبة من أبورمانة.
لأجل داريا
تبنى «لواء أحفاد الرسول» في الجيش السوري الحر الهجوم، مشيرا في بيان الى أنه «تم - بفضل الله وعونه تعالى - استهداف مبنى قيادة الأركان في قلب العاصمة دمشق بعملية نوعية».
وأضاف ان هذا الهجوم جاء «ردا على المجازر في داريا الجريحة وعموم أرض الوطن، ونحن نحذر النظام بأننا سنستهدفه في عقر داره، وفي القصر الجمهوري في المقبل من الأيام».
طوق أمني
شوهدت سحب الدخان الأسود تتصاعد من مكان الانفجار، وفرضت السلطات طوقا أمنيا محكما على محيط المكان، وأغلقت بعض المنافذ.
صورة وزعتها {سانا} تظهر عنصرا أمنيا يتفقد موقع الانفجار في حي أبو رمانة في دمشق أمس (رويترز)
03/09/2012
علويو دمشق يؤازرون الأسد
مع تواصل الصراع المحتدم في سوريا، قام أحد الصحافيين السوريين بزيارة الأحياء العلوية في دمشق، حيث يحظى الرئيس المحاصر بشار الأسد بدعم من الكثيرين هناك ممن يرون أن هناك مؤامرات خارجية تحاك ضد النظام، وأن ما تمر به البلاد لن يؤدي إلى إسقاط الأسد. يقول الصحافي إنه على الرغم من أن هذه المنطقة يعرف عنها بأنها منطقة آمنة ومحصنة تحصينا جيدا، فإنه واجه صعوبة في الحصول على سيارة أجرة تقله من ميدان الأمويين في قلب دمشق إلى حي المزة 86 غرب العاصمة.
ويضيف «كان جميع سائقي سيارات الأجرة يرفضون أن يقلوني إلى هناك خوفا على أنفسهم، وقال أحدهم إن «هذه مناطق للعلويين، وإنه يمكن أن نختطف أو نقتل».
وتقطن تلك المنطقة عائلات أفراد الجيش وعناصر قوات الأمن ومعظمهم من العلويين. أما السائق الوحيد الذي قبل بنقلي إلى هناك فكان قد أرسل عائلته إلى قريته في هضبة الجولان.
«صُلْب النظام»
أثار الاستقطاب الطائفي، بين الأقلية العلوية الحاكمة والسنية التي تمثل الأغلبية، المخاوف من وقوع هجمات انتقامية في الأحياء العلوية، إلا أن الحياة اليومية تسير بشكل طبيعي وكأن ليس هناك قتال.
تنتشر الإعلانات واللافتات وصور الرئيس في كل مكان، بينما تنتشر أيضا في قلب ذلك الحي شعارات مكتوبة على الجدران من قبيل: «الأسد أو يوم القيامة».
يقول سعيد، وهو محام وأحد أبناء الضباط الكبار في قيادة الجيش «تعتبر هذه المنطقة صلب النظام، فأنا لا أرى أية علامة للانشقاق، لا في الجيش ولا في السلطات الحاكمة. فكلهم بمنزلة قبضة واحدة، وليس من السهل أن يتم اختراقهم».
وفي هذا الحي ذي الطبقة المتوسطة، يلعب الأطفال في الأزقة النظيفة، ويتجول المراهقون في شوارعها، كما يمكن لقاطنيه أن يتسوقوا لشراء احتياجاتهم حتى ساعات متأخرة من الليل. لكنهم لا يشعرون بالأمان خارج هذه المنطقة.
ويمثل العلويون في سوريا، وخاصة في دمشق، العمود الفقري للنظام، حيث ان عائلة الأسد التي تحكم البلاد منذ عام 1970 تنتمي إلى هذه الطائفة.
وعلى الرغم من أن التقديرات تتفاوت، قال سعيد إن هناك ما يقرب من 500 ألف علوي يسكنون في دمشق التي يقطنها ما يقارب مليوني شخص، غالبيتهم من السنة.
«خطر خارجي»
تطل المنطقة على دمشق، وتقع على سفوح قصر الشعب، أحد القصور الرئاسية حيث يستقبل فيه الرئيس زواره الرسميين. وتحيط بالقصر مناطق سكنية أخرى تابعة للعلويين من الجيش وقوات الأمن، من بينهم قوات الحرس الجمهوري.
يعيش أبو باسل، أحد جنرالات الجيش وهو في العقد السادس من العمر، في منزل متواضع يحوي أربع غرف في هذ الحي. وفي غرفة المعيشة، كما هو الحال في كل المنازل الأخرى في المنطقة، تبرز صورة للرئيس السابق حافظ الأسد، والد بشار.
ويعتقد أبو باسل، الذي يقود وحدة عسكرية تقوم بعمليات في ريف دمشق، أن هناك حربا طائفية تدار من الخارج ويشارك فيها جهاديون وإرهابيون يتم شنها على سوريا. ويرى أيضا أن الولايات المتحدة هي التي تقود هذه الحرب، إلى جانب دول أخرى.
وأكد أبوباسل أن «الجيش السوري لن يسمح لهم بإسقاط نظام الحكم، أو أسلمة الدولة، أو جعلها تخضع لسيطرة التكفيريين». وأضاف «إننا كمؤسسة عسكرية لا يمكننا قبول ذلك. فواجبنا كجيش وطني يحتم علينا أن نحافظ على الأمن المدني، مع حماية الدولة من أي خطر خارجي يواجهها».
وتابع أبو باسل «في البداية كنا ندافع عن السيد الرئيس ونخرج في تظاهرات مؤيدة له. إلا أن الوضع يختلف الآن. فأنا لا أقاتل اليوم من أجل بشار، بل أقاتل من أجل مستقبل أبنائي، ومن أجل مجابهة هذه الهجمة الطائفية».
«وحدة وطنية»
دفع الخوف من الاختطاف أو القتل العديد من العائلات العلوية للعودة إلى المنطقة الساحلية، ملاذ العلويين في سوريا، لكن قوات الأمن والجيش ظلت داخل وحداتها.
وفي أعقاب تفجير «خلية الأزمة» في يوليو الماضي، أرسل أبو علي، وهو لواء جيش (43 عاما) عائلته إلى المنطقة الساحلية، وقال إن هذا يمنحه الحرية ليقاتل من أجل «الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع الانقسام».
03/09/2012
4 أسباب لصمود الأسد حتى الآن
رأت مجلة «تايم» الأميركية، أمس، أن هناك 4 عوامل تقف وراء استمرار الأزمة السورية وبقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم حتى الآن، وهي: أولها أن سقوط الدكتاتوريين يبدأ عند تلاشي الخوف الذي زرعوه في قلوب شعوبهم ونزولهم إلى الشوراع للتنديد بحكمهم المستبد، وينتهي عند تخلي مؤيديهم الذين كانوا على استعداد لقتل هؤلاء المتظاهريين المعارضين لهم عنهم وهروبهم للنجاة بحياتهم، حيث يضطر «الدكتاتور الوحيد» وقتها إلى الهرب هو الآخر للنجاة بحياته هو وأسرته.
وأضافت المجلة أن الخوف زال من قلوب الشعب السوري في شهر مارس 2011 عند اندلاع الثورة، مشيرة إلى أنه بالرغم من موجة الانشقاقات التي حدثت بصفوف النظام السوري، فإن قوات الاسد لا تزال أكثر تصميما على خوض غمار الحرب ضد المعارضة في البلاد.
وأوضحت أن الأسد لا يزال يحتفظ بولاء الطائفة العلوية، فضلا عن دعم المسيحيين والدروز والأكراد، ولا سيما العسكريين ورجال الأعمال والسياسيين السنة الذين يدينيون بالولاء له.
والسبب الثاني هو محاولة الأسد تصدير أزمة سوريا الى البلاد المجاورة، لا سيما في العراق ولبنان وبين أكراد تركيا.
والسبب الثالث هو عدم قدرة المعارضة السورية على توحيد صفوفها، لا سيما مع افتقارها لاستراتيجية واضحة.
وأوضحت المجلة أن المعارضة تفتقر إلى وجود مظلة سياسية تمكنها من الوصول إلى قيادة البلاد. وأشارت إلى أن المعارضة قد تنجرف في أعمال انتقامية من الموالين للاسد في حال الاطاحة بالنظام، وذلك في ظل غياب قيادة سياسية لها، معيدة إلى الأذهان الأعمال الانتقامية التي ارتكبها الثوار الليبيون بحق الموالين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عقب الإطاحة به.
أما السبب الرابع والأهم ـــ بحسب التايم ـــ فهو المنافسات الإقليمية والدولية من قبل القوى الدولية حول قيادة ملف التسوية السورية، مشيرة إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على توحيد موقفه بشأن سوريا على الرغم من مرور أكثر من عام ونصف العام على الثورة السورية.
03/09/2012
الإضراب.. سلاح جديد ضد الأسد
في تحقيق، حمل عنوان «السوريون يستخدمون سلاحا جديدا ضد الأسد: إضراب عمال البناء»، نقلت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، أمس، عن أحد عمال البناء الذي يعمل في منشأة حكومية يدعى أحمد قوله إنه قرر الدخول في إضراب غير رسمي برفقة زملائه بعدما أدى قصف القوات الحكومية على منطقة الحجر الأسود في ضواحي العاصمة إلى تمزيق جسدي طفلين وتصاعد سحب الدخان في سماء دمشق.
وأضاف أحمد قائلا «إذا ساعدنا النظام، فإنه سيستخدم المال الذي يحصل عليه في شراء أسلحة جديدة بهدف قتل عائلاتنا».
وتقول الصحيفة إن أحمد اضطر الى الهرب من دوما القريبة من دمشق بعد أسابيع من القصف.
وتذكر الصحيفة أن مواد البناء لا تتوافر بكميات كافية لتلبية الطلب عليها، كما أن الطريق إلى العمل غير آمن وسيارات الأجرة تكلف ذهابا وإيابا أكثر من راتب أحمد الشهري.
وقال أحمد إن موظفي الشركة بعثوا طلبا إلى المسؤولين لتوفير حافلات صغيرة لنقل العمال لكنها تجاهلت الطلب، مضيفا أن أسطول الحافلات التي تملكها الشركة خُصص لقوات الأمن بهدف نقلها والميليشيات المدنية المساندة لها إلى المناطق المضطربة.
ومضى يقول «نحن في إضراب لكننا لا نعلن ذلك رسميا. نقول بدلا من ذلك لا يمكننا أن نصل إلى أماكن عملنا».
وتقول الصحيفة إنه بالرغم من تهديد أحمد بالطرد بسبب غيابه عن العمل خلال الشهرين الماضيين، فإنه لا يزال يحصل على مرتبه الشهري.
وتضيف انه من غير المرجح أن يجد أحمد ما يقوم به حتى لو أراد أن يعمل بسبب تحويل الدولة ميزانية الاستثمار وهي 50 في المائة من موازنتها العامة لتوفير مرتبات العاملين في القطاع العام، حسب محرر تقرير سوريا المعني بالوضع الاقتصادي.
وكانت الحكومة قدرت أخيرا أن الخسائر التي مني بها الاقتصاد السوري خلال الصراع تصل إلى مليار دولار، لكن مصادر المعارضة وتحديدا المجلس الوطني السوري ترى أن سوريا ستحتاج بعد سقوط نظام الأسد إلى مساعدات بقيمة 7 مليارات دولار، وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من المرحلة الانتقالية.
03/09/2012
تحقيق سكان بلدة الباب: الأسد غاضب من حريتنا
مقاتل من الجيش السوري الحر يستلم تموينا غذائيا في حي سيف الدولة في حلب (رويترز)
الباب (حلب)- دومينيك سوغيل (أ ف ب)- يتفقد سكان بلدة الباب التي تعد قاعدة خلفية للمتمردين شمال مدينة حلب، حيث تدور معارك بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين، منازلهم بعد أن شنت القوات السورية غارة جوية أدت الى مقتل 12 شخصا على الأقل في هذه البلدة، وسوت العديد من المنازل بالأرض.
يقول المهندس يوسف الواطي، أثناء صعوده سلما كان داخليا ولكنه أصبح الآن مفتوحا على السماء «لقد كان هذا منزلي. والآن لم يتبق اي شيء».
ويمد له رجال الحي يد المساعدة اثناء بحثه بين الانقاض عما يمكن انقاذه من ملابس او فرش.
أما أم عمر، التي لها أربعة اطفال، فكانت ترافقها نحو عشر نساء من قريباتها لدعمها معنويا. نظرت أم عمر الى منزلها المدمر وقالت «لقد خسرنا كل شيء، كل شيء».
ومثل العديد من نساء البلدة، لجأت ام عمر الى المناطق الريفية بحثا عن الأمان. وتضيف «ليس امامي من خيار سوى اللجوء عند أقاربي».
تبعد بلدة الباب نحو 30 كلم شمال شرق مدينة حلب. ويقول قادة المسلحين في الباب إن نحو عشر كتائب تستخدم البلدة كنقطة انطلاق لشن عمليات في حلب.
وجاء الهجوم على البلدة (80 ألف نسمة) عقب صلاة الجمعة فيما كان المصلون يخرجون من المساجد للتظاهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال يوسف الواطي «بدأت الطائرة تحوم فوقنا وبعد ذلك بدأت باسقاط القنابل واحدة تلو اخرى»، مضيفا ان ثماني غارات جرت خلال عشر ساعات.
وتدل الأسقف المنهارة والأسلاك العارية والجدران المدمرة على الغارات الجوية التي نشرت الذعر بين سكان بلدة الباب. وتتناثر قطع الزجاج والأنقاض في العديد من الشوارع التي تضيق أيضا بالحفر التي تجبر السيارات على تجنبها وتحويل طريقها.
ويمكن مشاهدة على الأقل ستة مواقع مختلفة دمرتها التفجيرات هي أربعة مبان في ثلاث مناطق سكنية مختلفة، ومدرسة ومنطقة تسوق.
وقال سكان إن النظام يعاقب البلدة التي انقطعت عنها الكهرباء منذ أيام عدة، بسبب حريتها وكذلك بسبب المكاسب التي يحققها المقاتلون في حلب.
وتساءل التاجر محمود علي، وهو يحصي الدمار الذي لحق بمخزنه المملوء بأكياس ضخمة من العدس «هل هذا ما يسمونه عملية جراحية نوعية ضد الإرهابيين؟ الإرهابي الوحيد هو بشار الأسد».
وانهى ساكن اخر الجملة قائلا «.. وطياروه الجبناء الذين لا يجرؤون على أن يخطوا خطوة في الشوارع».
إلا أن العبارات الشجاعة هذه سرعان ما تتوارى ويحل محلها الخوف عندما يرصد السكان طائرة تحلق فوقهم على مسافة بعيدة لا تمكنهم من معرفة ما إذا كانت احدى مقاتلات الجيش.
ويصرخ عدد من الرجال «لا تتجمهروا، لا تتجمهروا»، فيما تتركز نظراتهم على البقعة الصغيرة المتحركة في السماء الى حين اختفائها.
وانسحب الجيش السوري من البلدة في يوليو وسيطر مسلحو المعارضة، ولكن سيطرتهم على تلك المنطقة هشة تهددها القوة المتفوقة للجيش السوري. ويقول سكان حلب إن أكثر الهجمات إثارة للرعب هي تلك التي تشنها طائرات ميغ المقاتلة والصواريخ.
ويضيفون «الأسد غاضب فقط من حريتنا».
«الجيش السوري الحر» يسيطر على حي العامرية في حلب
الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 11:02 ص وكالات الشرق الأوسط
الجيش السوري الحر سيطرته على حي العامرية
استكمل الجيش السوري الحر سيطرته على حي العامرية وسط حلب ، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة على أطراف الحي الذي يتعرض لقصف جوي وبري.
ونقلت قناة العربية الإخبارية الاثنين عن المركز الإعلامي قوله إن أكثر من 100 قتيل سقطوا في مذبحة جديدة نفذها جيش النظامي السوري في بلدة حزة بريف دمشق.
وفي منطقة اللجاة بدرعا تمكنت كتيبة العمري من السيطرة على رتل عربات متنوعة وحاملات صواريخ بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.. كما تم الاستيلاء على ناقلات صواريخ في بلدة حران العواميد في ريف دمشق.
وكانت لجان التنسيق المحلية أعلنت الاحد مقتل 144 شخصا في عموم سوريا ، بينما ذكرت شبكة شام أن عدة انفجارات سمعت في مناطق تقع جنوب العاصمة دمشق ، منها حي السيدة زينب ويلدا وببيلا والبويضة وحجيرة البلد والذيابية.
وعلى الصعيد السياسى ، وصف المبعوث الدولي الجديد لسوريا الأخضر الابراهيمي مهمته المقبلة بأنها شبه مستحيلة. وقال في حديثٍ لبي بي سي انه يخشى ثقل المسؤولية التي يحملها منصبه.
وكان الابراهيمي الدبلوماسي المحنك الذي خلف كوفي عنان ، قد دعا السبت عند تولي مهمته، جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشددا على تحمل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة.
وابلغ الحكومة السورية ايضا ان التغيير "عاجل" و"ضروري" وحثها على القيام به من اجل الوفاء بالمطالب" الشرعية" للشعب السوري.
وكان القتال قد تصاعد في سوريا رغم الهدنة التي توسط فيها كوفي عنان ، وقال نشطاء معارضون ان نحو 20 الف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد الحكومة السورية في مارس/ اذار عام 2011.
بالضبط كما كان يعيش سلفه من الزعماء الروس الذين كانوا وراء الانظمة الحقيرة الاستبدادية الو حشية التي كانت تسمي نفسها اشتراكية و حدوية التي حكمت بعض الدول العربية
يملك 20 منزلاً و58 طائرة ويخوت ومرحاض تكلفته 76 ألف دولار!
3/9/2012 الآن - وكالات 2:54:46 AM
كشفت المعارضة الروسية الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وحياة البذخ التي يعيش فيها بامتلاكه ما لا يقل عن20 منزلا فاخرا، و58 طائرة، وأربعة يخوت.
والغريب أن من بين مظاهر الترف هو احتواء طائرته الرئاسية على مرحاض تكلفته 76 ألف دولار، و11 ساعة فاخرة يبلغ قيمتها 696 ألف دولار، ويخت يحتوي على جاكوزي، ومكان مخصص للشواء، وحمام ضخم مرصع بالرخام.
المعارضة أوضحت أن بوتين يمتلك بيتا كبيرا على بحيرة “فالداي”، في شمال غرب روسيا، ويحتوي على سينما وقاعة بولينغ وكنيسة رئاسية، ويتوفر للرئيس 9 مقرات رسمية للإقامة منذ أن تولى السلطة في العام 2000.
زعيم المعارضة “بوريس نيمتسوف” قال، إن بوتين جمع هذه الثروة ووسعها بشكل كبير بعد أن صعد إلى السلطة في العام 2000، وهي من بين الأسباب التي رفض من أجلها الاستقالة من منصبه بعد انتخابات أثارت غضب المعارضة، وأعيد خلالها انتخابه رئيسا للبلاد في الرابع من مارس 2012.
26283 قتيلاً.. الإبراهيمي يصف مهمته بـ «شبه مستحيلة» وسوريا تربط نجاحه بتعاون الجوار دمشق تهاجم مرسي: لا يفرِّقك عن مبارك إلا اللحية
طفلة وسط مجموعة سوريين ينتظرون دورهم لشراء الخبز والبيض حيث يقيمون عند معبر باب السلامة الحدودي بين حلب وتركيا بانتظار فرصة للوصول الى المخيمات التركية هربا من الأوضاع الأمنية
دمشق، نيويورك - رويترز، أ. ف. ب، د. ب. أ - وصف مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مهمته بإنهاء الأزمة السورية، بأنها «شبه مستحيلة»، وقال في حديث لـ«بي بي سي»، أمس، إنه يخشى ثقل المسؤولية التي تحمّلها «وإن المجهودات الدبلوماسية التي تُبذل حاليا غير كافية لإنهاء القتال في سوريا».
بالتزامن، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد ضحايا أعمال العنف في سوريا ارتفع إلى 26283 قتيلا على الأقل، منهم 5440 قتيلا سقطوا خلال أغسطس المنصرم وحده، ليصبح هذا الشهر الأدمى منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011.
وعلى الأرض، تواصل القصف الجوي والبري العنيف على أحياء وقرى في عدة محافظات سورية، تركزت على حلب ودمشق وريفها، من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، التي تنفذ إعدامات ميدانية وتخوض اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في أكثر من موقع، بينما اتهمت الحكومة السورية - كالعادة - «أطرافا خارجية» بإثارة العنف في البلاد.
عبء
وقال الإبراهيمي «أدرك كم هي مهمتي صعبة.. إنها تقريبا مستحيلة. لا أستطيع أن أقول إنها مستحيلة.. إنها تقريبا مستحيلة».
وأقر الإبراهيمي أيضا ببعض المخاوف حيال مهمته، قائلا «أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي وعبئها الملقى على كاهلي. الناس تقول: الناس تموت، وأنت ماذا ستفعل؟ ونحن بالفعل لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب. وأنا بالفعل أتفهم إحباط البعض من غياب تحرك دولي في سوريا، وهذا يشعرني بالذعر».
التغيير أساسي وملحّ
وأضاف أنه يشعر وكأنه يقف أمام «جدار من الطوب» باحثا عن شقوق، ربما تسفر عن وجود حل. وتابع «أتولى هذه المهمة وعيناي مفتوحتان، ومن دون أوهام، وعلى علم واضح بالصعوبات. إنني لم أر أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفي كوفي عنان جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل المتمردين، وشلل مجلس الأمن الدولي».
وفيما قال المبعوث الدولي والعربي إنه سيبقي خطة عنان للسلام ذات النقاط الست «في صندوق أدواته»، اعترف بأن «لديه أفكاراً وليس خطة حتى الآن». وقال «إن الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا هي أساسية وملحّة»، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان ذلك يعني تنحي الأسد عن السلطة، مضيفا «التغيير لا يمكن أن يكون تجميلياً، وسيكون هناك نظام جديد، ولكن لا أعرف الناس الذين سيكونون فيه وهذا سيقرره السوريون».
المناطق العازلة عدوان
هذا، وقد أكدت الحكومة السورية استعدادها لتقديم الدعم لإنجاح مهمة الإبراهيمي.
وقال وزير الإعلام السوري الزعبي، في لقاء مع ممثلي ومراسلي وكالات الأنباء المعتمدين في دمشق، «سنقدم أقصى حدود المساعدة، كي لا تصل مهمة الإبراهيمي إلى حائط مسدود كما وصل سلفه بسبب عدم التزام دول محددة كقطر وتركيا والسعودية»، مضيفا «المبعوث الدولي لن يحقق تقدما إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين المعارضين للرئيس الأسد، وأعلنت بدلا من ذلك دعمها لخطة مدعومة من الأمم المتحدة».
وقال الزعبي: «ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة، وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوفرة وهي ليست جديدة»، مضيفا الكرة ليست في الملعب السوري.. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة».
انتقاد لمرسي
وانتقد الزعبي الرئيس المصري محمد مرسي، على خلفية الخطاب الذي ألقاه مؤخرا في قمة حركة عدم الانحياز في طهران. ووصف الزعبي مرسي بأنه «نفاق سياسي»، وأضاف أن الخطاب «محاولة إضافية لتقزيم مصر»، وزاد: ان «الدم السوري في رقبته (أي مرسي) ورقبة السعوديين والأتراك»، وذلك ردا على تأكيد مرسي في كلمته أن «الدم السوري في رقبتنا جميعا».
ومضى يقول: «من المؤسف أنه بعد أن يرحل الرئيس مبارك يحل محله رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك هو اللحية.. فأين النظام الجديد من كامب ديفيد والأمن القومي؟»، مضيفا أن مرسي يدعم اسرائيل ولم يساعد القضية الفلسطينية.
تحذير لتركيا
كما اتهم الزعبي الحكومة التركية بأنها «تقدم السلاح لمعارضي الأسد، وتؤوي إرهابيين»، موضحا «لا حوار في ظل وجود سلاح بيد الإرهابيين». وهدد قائلا «من يعتقد أنه يمكن احتواء سوريا بالعنف بعد فشلهم باحتوائها سياسيا هو مخطئ. ومن يعتقد أنه سيكون بمعزل عما يجري في سوريا بعد أن أرسل السلاح والمال والمقاتلين فهو مخطئ أيضا»، مضيفا «ما يجري مؤامرة كبرى وعدوان بأدوات وحشية عناصرها ظاهرة وبادية وواضحة».
«مجزرة جديدة»
ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وجرح العشرات، الغالبية العظمى منهم اطفال، في قصف جوي على مبنى لجأوا إليه في مدينة الباب في محافظة حلب.
وبدورها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا جويا عنيفا استهدف حلب، وبأن الطيران السوري الحربي ألقى قنابل مدمرة، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والأقنية. وأضافت أن عناصر من الجيش الحر وبعض الناشطين يرفعون الجثث من تحت الأنقاض، واصفة ما جرى بأنه «مجزرة جديدة» يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين العزل الأبرياء.
وكان الجيش الحر قد استكمل سيطرته على حي العامرية (وسط حلب) مساء الأحد، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة على أطراف الحي الذي يتعرض لقصف جوي وبري، كما استمرت في أحياء أخرى.
لكن لواء في الجيش النظامي يقود العمليات العسكرية في حلب توقع ان يتمكن النظام من استعادة السيطرة على المدينة خلال عشرة ايام.
إعدامات ميدانية
وفي دمشق، أفاد ناشطون بإعدام 16 شخصا ميدانيا على يد القوات النظامية في حي القابون، فيما أفاد المرصد السوري بأن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين، وأن أحياء التضامن والعسالي والحجر الأسود تعرضت للقصف، ما أسفر عن سقوط قتلى، بينهم رجل وزوجته وإصابة طفلتهما في حي الحجر الأسود.
وفي ريف دمشق، قتل 6 أشخاص بينهم، امرأة وطفلة، في انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة تحت سيارة في شارع الوحدة في منطقة جرمانا ذات أغلبية درزية ومسيحية.
طفل سوري سقط في الغارة الجوية على بلدة الباب في حلب أمس (أ ف ب)
04/09/2012
تحقيق جاك بيريس: هناك 50 ألف قتيل ومفقودون.. إنه عار!
الدكتور الجراح جاك بيريس أحد مؤسسي {اطباء بلا حدود} (أ ف ب)
يؤكد جاك بيريس جراح الحرب، الذي ساهم في تأسيس منظمة اطباء بلا حدود، ويقوم بمهمة في حلب، ان فرض منطقة للحظر الجوي في سوريا ضرورة ملحة في مواجهة العدد المتزايد لضحايا القصف الجوي.
وقال الطبيب الفرنسي، الذي التقته «فرانس برس» في مستشفى قرب خط الجبهة في حلب، «هناك 50 ألف قتيل على الاقل، اضافة الى المفقودين. انه عار!»، مشيرا الى أن الحصيلة، التي نشرها المرصد السوري لحقوق الانسان، وتفيد عن سقوط 26 ألف قتيل منذ مارس 2011، استنادا الى ناشطين وشهود عيان، بعيدة عن الحقيقة.
وأضاف: «أنا واثق من ان المرصد (ومقره لندن) لم يحتسب القتلى الموجودين هنا».
وفي الاسبوعين الماضيين قدّر بيريس انه عالج 20 الى 45 مقاتلا معارضا يوميا مع وفاة شخصين او ستة كل يوم.
وهذه الارقام لا تشمل الا مستشفى صغيرا في مدينة كبيرة، حيث يتطور الوضع بسرعة، مع محال تجارية مفتوحة ومارة في شوارع بعض الاحياء، في حين تتعرض احياء اخرى لسقوط قنابل.
وقال الطبيب، الذي توجه الى معظم ساحات الحرب من فيتنام في ستينات القرن الماضي الى ليبيا العام الماضي، «انها مجازر مروعة، حتى وان تحول الوضع الآن الى حرب اهلية. لكن هذا النزاع غير متكافىء على الاطلاق. تستخدم الاسلحة الخفيفة في مواجهة الدبابات والطائرات».
واضاف، وهو ينظر الى صورة بالاشعة، وينصح طبيبا سوريا بأفضل طريقة لاستئصال رصاصة من ساق جريح، «لكن مقاتلي المعارضة سينتصرون. يستحقون النصر. انهم شجعان للغاية. يعانون كثيرا، والخسائر كبيرة في صفوفهم».
وحيال هذه المأساة تثير لامبالاة الأسرة الدولية غضب الطبيب، اذ يقول ان «عدم اقامة منطقة حظر جوي امر معيب».
وقال ان نظام دمشق «حكومة مجرمة تقتل شعبها. من النادر ان تقدم حكومة على قتل شعبها. حاول (الزعيم الليبي معمر) القذافي القيام بذلك، ولحسن الحظ حصل التدخل» العسكري الدولي دعما لثوار ليبيا.
واضاف: «في لحظة يحصد القصف عددا كبيرا من الجرحى، لا يمكن لطبيب جراح معالجتهم في يوم واحد».
وهي المرة الثالثة التي يقوم فيها بيريس بمهمة في سوريا هذه السنة، بدعم من جمعيات فرنسية صغيرة. وهو كان قد توجه في مايو الماضي الى إدلب، حيث أكد أن جنودا دمروا صيدليات وأحرقوا مراكز علاج. كما زار حمص في فبراير عندما كان الجيش يقصف بابا عمرو.
وقال: «هناك الكثير من المعاناة والمآسي والاسر المشتتة واليتامى (...)، كل ذلك لانهم طالبوا بالقليل من الحرية، ولانهم قالوا انهم سئموا» من الرئيس بشار الأسد.
04/09/2012
المجلس الوطني يطالب بـ«تدخل عسكري سريع»
دطالب المجلس الوطني السوري المعارض أمس، بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس لمدريد. وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا، اثر لقائه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «نحتاج الى تدخل انساني ونطالب بتدخل عسكري من اجل (حماية) المدنيين السوريين».
وأوضح سيدا ان النزاع في سوريا خلّف حتى الان اكثر من ثلاثين الف قتيل، واجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، اضافة الى اكثر من 250 الف لاجىء فروا من البلاد، ونحو مائة الف معتقل، مضيفا: «نطالب بتحرك سريع جدا للمجتمع الدولي».
04/09/2012
30 جنرالاً سورياً في مخيم أبايدن
أثار رفض قوات الأمن المرابطة حول مخيم أبايدن في هطاي (جنوب تركيا) لطلب وفد نواب حزب الشعب الجمهوري بزيارة المخيم، نقاشات حادة بالأوساط السياسية. وذكرت صحيفة حريت التركية أمس، أن مخيم أبايدن يضم 30 جنرالا و300 عسكري وشرطي سوري معارضين للعمليات العسكرية المنفذة من قبل نظام بشار الأسد، ومع وصول عوائل العسكريين والشرطة السورية من أطفال ونساء وصلت أعداد السوريين بالمخيم إلى 4 آلاف سوري.
04/09/2012
مجموعة العمل الدولية تجتمع اليوم في برلين
تعقد «مجموعة عمل إعادة الإعمار الاقتصادي التابعة لمجموعة أصدقاء الشعب السوري» اجتماعا اليوم في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين، بمشاركة العديد من ممثلي المعارضة السورية والمجتمع الدولي.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله «إنه بالرغم من أن أحدا لا يستطيع التنبؤ بالمدة التي سيستمر فيها نظام الأسد في استخدام العنف ضد شعبه، إلا إننا نعرف جيدا أهمية أن نعد الآن بالفعل لبداية اقتصادية وسياسية جديدة في سوريا بمرحلة ما بعد نهاية حكم الأسد».
04/09/2012
تحقيق هدم المنازل.. «عقاب جماعي»
مدنيون يحاولون الوصول الى أحياء بين أنقاض منزل دمرته الغارة الجوية في بلدة الباب في حلب (أ ف ب)
عمّان ـــــ خالد يعقوب عويس (رويترز) - هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في غرب دمشق أمس، فيما وصفه ناشطون بأنه «عقاب جماعي» لمناطق سنية معادية للرئيس بشار الأسد.
وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق ـــــ بيروت السريع.
وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة: «بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع». وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلا منها.
وقال معاذ الشامي، وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو، «هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى تظاهرات في المنطقة».
وأضاف: «لا يستطيع النظام أن يمنع نفسه من تكرار الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الثمانينات»، في إشارة إلى عمليات القتل الجماعي والدمار الكامل في مدينة حماة عام 1982 خلال حكم والد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي حكم البلاد طيلة 30 عاما. وقال الشامي: «لم يتغير النظام ولن يتغير». وتحدث ناشطون أيضا عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.
وتسبب قصف الجيش النظامي في خلو المنطقة من السكان إلى حد كبير، حيث دفع 40 ألف شخص إلى الفرار إلى الأردن.
تأتي أحدث موجة من عمليات الهدم عقب تدمير عشرات المباني في منطقة مجاورة لمنطقة الطواحين في دمشق الأحد، وفي حي القابون السني الشهر الماضي.
وقالت ناشطة أخرى من دمشق، عرفت نفسها باسم ياسمين، «زرت حي القابون... لم يعد حيا مكتظا، فقد استطعت رؤية منطقة ما بين بداية الحي ونهايته بسبب إزالة كثير من المباني».
وذكرت جماعات معارضة أن الجيش ـــ الذي استعاد سيطرته على دمشق بأكملها على ما يبدو بعد هجوم بدأه المعارضون في يوليو الماضي ـــ قصف أحياء جنوبية وشرقية على أطراف المدينة في مسعى لطرد المعارضين الذين لا يزالون ينشطون هناك.
وأضافوا: أن شخصين على الأقل قتلا في حي القدم الجنوبي.
وقالوا: إن القوات اقتحمت أيضا ضواحي شرقية، بعد أن قصفتها بالمدفعية والطائرات الحربية في الأسابيع الماضية، واعتقلت بعض الشباب، وأعدمت آخرين من دون محاكمة.
قدرت السلطات السورية الخسائر والاضرار الناجمة عن «الاعمال الارهابية» في حمص وحدها بنحو تسعة مليارات دولار.
ونقلت «سانا» عن محافظ حمص أحمد منير محمد قوله ان «الاضرار شملت البنية التحتية والمباني والمدارس وخطوط نقل الطاقة والسكك الحديدية والانتاج الزراعي»، مشيرا الى ان «الحالة الامنية تحسنت جدا، وبدأت شرطة المرور تعمل». وامل محمد في ان «تفتح المدارس والجامعات ابوابها في وقتها المحدد، وهذا من التحديات التي تواجهها المحافظة».
05/09/2012
تحقيق رينا كانت طفلة تصنع غدها..
رينا اثناء معالجتها في مستشفى حلب قبل وفاتها
كانت الطفلة السورية رينا تلهو في صالة منزلها، آمنة في حضن والدتها، عندما مزقت رصاصة خدها، وأطلقت صرختها باكية بحرقة نحو أمها، ولكن ليس طويلا، قبل أن تصمت ويمتلئ فمها الصغير بالدماء.
كان الرصاص ينهمر من كل مكان على منزلها، وخرق زجاج النوافذ من على الشرفة، ووصل إلى خدها وحطم أسنانها، ومزق عائلتها، لتبدأ محنة جديدة لهم في حلب، تتمثل في العثور على المساعدة الطبية، وبسرعة.
هرع أحد جيران عائلة رينا بها إلى الشارع، يحملها راكضا بسرعة، وعلى تلك الحالة شاهده فريق CNN وسط دمار حلب وفظائع القتال فيها يوميا.
أوقف الرجل سيارة شحن وبدأ السباق نحو المستشفى، وتبعهم فريق CNN دون معرفة ما سيحدث، وبعد دقيقة واحدة، لاحظ الرجل وجود الفريق، ورأى أن سيارته تتحرك من خلال الشارع بشكل أسرع، فأوقف الشاحنة ونزل وركض نحو فريق CNN، وصرخ طالبا النجدة.
ألقى بالطفلة رينا على المقعد الخلفي لسيارة فريق CNN، وطلب منهم أن يسرعوا إلى المستشفى، وقال: «يا جماعة، إنها تختنق».
هرعت السيارة وسط الشارع وأطلقت أبواقها عالية، غير أن صوت رينا وهي تتنفس بصعوبة كان أكثر وضوحا.. إذ كانت تغرغر وتتحشرج.. والدم يتدفق من خديها، وحاول الرجل ــ الذي أتى بها ــ أن يصرخ ليبعد السيارات الأخرى.. وبعد دقيقة بدت وكأنها دهر، وصلت السيارة إلى المستشفى.
العاملون في مستشفى دار الشفاء يرون الصدمات والمآسي كل ساعة في أشكال كثيرة، ولكن طفلة مصابة بعيار ناري في وجهها، لا يزال مشهدا يهز الأطباء.
هرع الأطباء برينا إلى غرفة الطوارئ، وبدأوا يعالجون وجهها، ليروا أن الرصاصة دخلت فمها محدثة فتحة صغيرة فقط، لكنها خرجت من الجانب الآخر وقد مزقته تماما.
وسرعان ما أصبح واضحا على الأطباء بأنها سوف تنجو، إذ أصبحت تتنفس بشكل أفضل.
ولكن مشكلة واحدة بقيت، وهي أن مستشفى دار الشفاء يقع في مناطق مقاتلي المعارضة، حيث الإمدادات الطبية استنفدت، ويصعب إيجاد المزيد منها، والقرارات التي يتخذها الأطباء يوميا تتحدى المنطق.
وفي حالة رينا تجرأ الأطباء على التفكير بما لا يعقل، إذ أنها كانت بحاجة لجراحة عاجلة في وجهها، فأرسلوها عبر جبهة القتال إلى مستشفى حكومي أفضل تجهيزا، في شاحنة توارت قليلا فقليلا في الشارع.
وفي هذه الأثناء كانت والدتها وجدتها وجارتهما مازلن في المنزل يحاولن استيعاب ما حدث، وعلى السلالم التي تقود إلى البيت كانت دماء رينا، وداخل الشقة تناثرت أسنانها المحطمة، وفي النافذة ثقب صغير حيث دخلت الرصاصة.
ووفقا لتقييم مستشار أمني كان يرافق فريق CNN، فإن الثقب تسببت به رصاصة قناص، أطلقت من مبنى داخل مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ولكن يعتقد أن القناصة الذي يعملون مع جماعات «الشبيحة» تعمل داخل تلك المناطق، إذ لا يعقل أن يطلق الجيش الحر النار على المتعاطفين معه.
لقد كان الزجاج الذي مرت من خلاله الرصاصة شفافا، وهذا يعني أن القناص شاهد بالضبط الذين كان يستهدفهم.
وفي صباح اليوم التالي، عاد فريق CNN إلى المنطقة، وأخبره السكان المحليون على نحو مفاجئ بأن رينا توفيت.. وقال أحد الأقارب إن رينا أخذت إلى مستشفيين حكوميين، وفي كل منهما حاول الأطباء مساعدتها، وفشلوا في كل مرة، إذ يبدو أن الرصاصة استقرت في حلقها.. لقد قتلها القناص.
05/09/2012
إيطاليا «مستعدة» للتدخل عسكرياً في سوريا
روما ـــــ يو.بي.أي ـــــ أعلنت إيطاليا، أمس، استعدادها للمشاركة بأي تدخل دولي في سوريا حتى وإن كان عسكرياً.
وقال وزير الدفاع الإيطالي الأدميرال جانباولو دي باولا، في تصريحات متلفزة، إن «المجتمع الدولي إذا ما قرر التدخل في سوريا بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، حتى وإن كان التدخل عسكريا، فبإمكان إيطاليا المشاركة»، معربا عن الاعتقاد بأن على المجتمع الدولي بأسره أن يقدم مساهمة ما. وأضاف «نحن في مرحلة أولية.. وأنا لا أقول إن إيطاليا ستتدخل في سوريا»، بل «أقصد أنه إن كانت الأمم المتحدة ستقرر نوعا من التدخل الدولي لتحقيق الاستقرار في هذا البلد، فلدى ايطاليا القدرة على القيام بذلك». وشدد على أن «القرار سيكون للحكومة والبرلمان». وكان وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي قال الإثنين: إن «إيطاليا ملتزمة بالعمل مع الشركاء الرئيسيين لتحديد الخطوط الأساسية، التي من شأنها أن توجه العمل الدولي» بشأن سوريا، لافتا إلى أنه في هذا السياق يأتي التزام إيطاليا الوطني في مجالات المساعدات الإنسانية، والدعم الاقتصادي، وإعادة بناء المؤسسات في سوريا «ما بعد الأسد».
05/09/2012
لا تستبعد أي خيارات لندن: ماضون في وقف العنف في سوريا
لندن ــــــ يو.بي.أي ــــــ أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، أن عمليات القتل والتهجير التي تحصل يوميا في سوريا هي «إدانة فظيعة» لفشل مجلس الأمن الدولي في حل الأزمة السورية، مؤكدا في الوقت نفسه أن حكومته ما زالت تعمل على وضع حد للعنف في هذا البلد ونقلها إلى بلد مستقر وأكثر ديموقراطية، دون أن يستبعد أي خيارات مع تفاقم الأزمة فيها.
وقال هيغ، أمام مجلس العموم (البرلمان): «إن أكثر من 25 ألف شخص قُتلوا حتى الآن منذ تفجر الصراع في سوريا، ونزح ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في الداخل، وفرّ 230 ألفاً آخرين إلى لبنان والعراق وتركيا والأردن، فيما قدّرت الأمم المتحدة أن 2.5 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدة انسانية عاجلة، وهو ضعف ما كان عليه العدد في مارس الماضي».
واضاف أن النظام «يستخدم القصف العشوائي والمقاتلات والمروحيات والميليشيات لترويع المدنيين، ووردت تقارير عن وقوع مذبحة في بلدة داريا راح ضحيتها 400 شخص، وهدفنا يبقى وضع حد للعنف والانتقال إلى سوريا مستقرة وأكثر ديموقراطية، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتجنب حرب أهلية طال أمدها، وانهيار الدولة السورية، ونزوح أكبر للاجئين، وفقدان المزيد من الأرواح».
وقال هيغ: «سنستمر في حث روسيا والصين للعمل معنا على انهاء الأزمة في سوريا، والسماح لمجلس الأمن بأن يرقى إلى مستوى مسؤولياته.. كما نعمل بشكل وثيق أيضاً مع الممثل الخاص الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي».
واضاف: «قمنا وفي غياب الوحدة الدولية بزيادة عملنا لدعم الشعب السوري في خمسة مجالات، هي: المساعدة على تهيئة الظروف للانتقال السياسي، وتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية، وزيادة الضغط على النظام، ودعم تحقيق العدالة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، والتخطيط لمساعدة أي حكومة مستقبلية في سوريا».
وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن التحول السياسي «يتطلب قيام نظام (الرئيس بشار) الأسد بوقف العنف، وجماعات المعارضة السورية بكسب ثقة الشعب السوري وتأمين بديل سياسي موحّد وقابل للحياة». وقال: «لهذا السبب نقوم بزيادة عملنا بصورة كبيرة مع جماعات المعارضة والناشطين السياسيين من سوريا، ولا يزال الممثل الخاص للمملكة المتحدة يلتقي جماعات المعارضة في المنطقة، وأجزت له الشهر الماضي اجراء أول اتصالات محدودة له مع الممثلين السياسيين للجيش السوري الحر خارج البلاد». ورأى «أن رحيل الأسد عن السلطة أمر لا مفر منه، ونظامه آيل للسقوط»، داعياً المجتمع الدولي إلى «التخطيط الآن لتأمين الدعم السريع لحكومة جديدة في سوريا، كونها ستواجه مجموعة واسعة من التحديات من اصلاح القطاع الأمني واستعادة الخدمات الصحية، إلى ضمان توفير المأوى والمياه والغذاء للناس».
كي مون ينتقد {شلل} مجلس الأمن: مورِّدو الأسلحة يزيدون شقاء السوريين طائرات الأسد ترتكب مجزرة أطفال في حلب
سيدة سورية وطفلها ينتظران عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا على أمل أن يلقيا ملجأ لهما في المخيمات التركية (أ ب)
دمشق، نيويورك ـــــ أ.ف.ب، رويترز ــــ رسم المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي صورة قاتمة للوضع في سوريا. وطالب العالم بموقف موحد لو أريد انجاح مهمته في تسوية الأزمة السورية، معتبرا أن الخسائر البشرية في هذا البلد «تثير الذهول»، والأضرار المادية «كارثية».
تزامن ذلك مع استنكار قوي من جانب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للدول التي تزود طرفي الصراع في سوريا بالسلاح، مناشدا العالم تقديم مساعدات عاجلة لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا وتوابعها في الدول المجاورة.
وعلى الأرض، استمرت المواجهات بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة، وواصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية والأمنية ضد مناطق عدة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل (حتى لحظة إعداد هذا التقرير)، منهم نحو 50 قتيلا سقطوا خلال قصف الطائرات الحربية على حلب، فيما أعلنت المعارضة إسقاط طائرة ميغ، وذلك غداة يوم دام سقط فيه 116 قتيلا، يضاف إليهم أكثر من 50 جثة مجهولة الهوية عثر عليها في مناطق عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
تنسيق المعالجة الدولية
وفي أول كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ تعيينه موفدا خاصا للجامعة العربية والمنظمة الدولية، حذر الإبراهيمي من أن الوضع في النزاع المستمر منذ 18 شهرا «يتدهور باستمرار». وأضاف: أن تنسيق المعالجة الدولية للمسألة في سوريا «لا بد منه وملح جدا».
وندد الإبراهيمي بسقوط عدد «هائل» من الضحايا، وقال إن «الخسائر البشرية تثير الذهول، والدمار يقترب من نسب كارثية، والآلام كبيرة جدا، ومعاناة الشعب هائلة».
وإذ أكد الابراهيمي أن مهمته «صعبة»، أوضح أنه سيتوجه خلال أيام الى القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وأضاف «أتطلع الى زيارتي المقررة الى سوريا في غضون أيام، وكذلك، عندما تكون الظروف ملائمة وممكنة لزيارة كل الدول القادرة على المساعدة في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم» لحل الأزمة.
وكانت وزارة الخارجية السورية قد قالت (الثلاثاء) إن الإبراهيمي سيزور دمشق قريبا.
تدهور خطير
من جهته، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة الدول التي تزود طرفي النزاع الدائر في سوريا بالأسلحة بأنها «تزيد شقاء» السوريين، قائلا «أولئك لا يساهمون إلا في المزيد من الشقاء، وفي خطر الوصول الى نتائج لا يمكن توقعها مع اشتداد القتال واتساع رقعته».
ولم يسم بان، في كلمته أمام الجمعية العامة، أيا من الدول التي يتهمها، علما بأن روسيا هي أول مصدر للأسلحة الى نظام الأسد، ومسؤولون في الأمم المتحدة يؤكدون أن إيران أرسلت شحنات الى حليفها الأول في المنطقة.
في المقابل، يتهم نظام الأسد تركيا ودولا خليجية بتسليح معارضيه، كما أن واشنطن ولندن أعلنتا أنهما تزودان المعارضة السورية بمعدات غير قاتلة.
ودعا بان الدول الأعضاء الى تقديم دعم «موحد وفعّال» للإبراهيمي، مشيرا الى أن مهمة الأخير «شاقة لكنها ليست مستحيلة». وأضاف «هو يحتاج الى دعمكم الموحد والفعال، لمساعدة المتحاربين على أن يفهموا أن الحل لن يأتي عبر الأسلحة بل بالحوار».
الوضع الإنساني خطير
ووجّه بان أيضا نداء للتضامن الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين. وقال إن «الوضع الإنساني خطير ويتدهور، سواء في سوريا أو في البلدان المجاورة التي تؤوي لاجئين وتتأثر بالأزمة».
يأتي ذلك، بينما يقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر بزيارة الى سوريا تنتهي اليوم.
أكثر من 100 قتيل
ميدانيا، قتل أكثر من 100 قتيل، أغلبهم من المدنيين، وفقا للمرصد السوري.
وقتل في حلب وحدها نحو 50 شخصا، بينهم سبعة أطفال، في غارات جوية وقصف مدفعي للقوات النظامية على أحياء فيها، بينما استمرت المعارك للسيطرة على مطار في البوكمال في دير الزور، حيث قتل 14 شخصا، وتعرضت مناطق اخرى من البلاد الى القصف، وشهدت اشتباكات بين الطرفين، لا سيما في أحياء من دمشق وبلدات في ريفها.
الحر يعيد هيكلة تنظيمه
في هذا الوقت، قال قائد المجلس العسكري الثوري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ إن هذا التجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسما جديدا هو «الجيش الوطني السوري».
وذكر أن تسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي الذي يحمل أعلى رتبة في الجيش الحر، في منصب «القائد العام للمؤسسة»، ستعلن «إن شاء الله خلال عشرة ايام الى جانب رالتسميات كلها».
ومن بين الاصلاحات التي ينوي قادة الجيش الحر إدخالها عليه «توحيد الصفوف وتوحيد منافذ الدعم، وهذا امر مهم جدا ان تكون موحدة، لكي لا تصير هناك ميليشيات وهذا خطير».
وأوضح الشيخ أن «عددا من المجموعات تقول إنها جيش حر، لكن تعمل على حسابها»، مشيرا الى أن إعادة تنظيم هذا الجيش وتوحيد صفوفه هدفه «ضمانة عدم انزلاق البلاد في حرب أهلية أو طائفية» بعد سقوط نظام الأسد.
ويضم الجيش السوري الحر حاليا آلافا عدة من المقاتلين، بينهم منشقون ومدنيون مسلحون، الى جانب «ثلاثة آلاف ضابط منشق برتب متنوعة، بينهم 17 لواء وجنرالا»، وفقا للعميد الركن.
إسقاط «ميغ»
تزامن ذلك مع إعلان المعارضة أن مقاتليها أسقطوا طائرة ميغ بنيران مدافع آلية كثيفة، وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية في إدلب.
وأظهرت لقطات فيديو عرضتها كتيبة شهداء سوريا المقاتلين، وهم يقفون قرب أجزاء محترقة من طائرة عسكرية، وتفقدهم لجثة تكسوها الدماء في مظلة لقائد الطائرة فيما يبدو.
وكثف مقاتلو المعارضة من هجماتهم على القواعد الجوية في الأسبوع الماضي، في وقت أصبح جيش الأسد يعتمد بشكل متزايد على الطائرات لمهاجمة مقاتلي المعارضة المسلحين بالمدافع الآلية والصواريخ.
صورة من فيديو وزعته المعارضة تظهر حطام الـ {ميغ} التي اسقطها الجيش الحر في ادلب (أ ف ب)
06/09/2012
استجابة لتوصية الجامعة «نايل سات» تحجب القنوات السورية
أوقف القمر الصناعي المصري نايل سات، أمس، بث القنوات الرسمية السورية، تنفيذا لتوصية من اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا. وكانت اللجنة الوزارية العربية اوصت في يوليو الماضي بوقف بث القنوات الرسمية السورية على نايل سات. وفي دمشق، اعتبرت وزارة الاعلام أن الخطوة تأتي «في اطار الحملة التي تستهدف سوريا»، متهمة الشركة المشغلة باتخاذ «اجراء أحادي يخالف شروط العقد المبرم (...) وينتهك مواثيق الشرف الاعلامي، ويتعرض بشكل فظ وغير مبرر لأصول ومبادىء العمل الاعلامي».
06/09/2012
مرسي لدمشق: نظامكم لن يدوم طويلا «الوزاري العربي»: لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع لوقف العنف
القاهرة - سناء أحمد والوكالات
دعا مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الى العمل على ضرورة ايجاد توافق في مجلس الامن الدولي لاصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار في سوريا، بموجب الفصل السابع «حتى يكون ملزما لجميع الاطراف السورية».
جاء ذلك في قرار للمجلس الوزاري في ختام أعمال الدورة العادية 138 حول تطورات الوضع في سوريا.
ودان القرار استمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها «الشبيحة» ضد المدنيين السوريين واستخدامها الاسلحة الثقيلة في قصف المناطق الآهلة بالسكان، وما تقوم به من عمليات اعدام تعسُّفي واختفاء قسري.
وطالب القرار الحكومة السورية بالوقف الفوري والشامل لكل اشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري، معتبرا الجرائم والمذابح المرتكبة جرائم ضد الانسانية، مطالبا مجلس الامن باتخاذ الاجراءات الكفيلة لتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم الى العدالة الدولية.
كما دان اعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت، معبرا عن قلقه البالغ ازاء تردي الاوضاع الانسانية في سوريا، مما ادى الى نزوح ما يقرب من مليونين ونصف المليون من السكان وهجرة مئات الآلاف منهم الى الدول المجاورة.
كل أشكال الدعم
وأكد ضرورة تقديم كل اشكال الدعم للشعب السوري للدفاع عن نفسه وتقديم جميع اشكال المساعدة للمتضررين السوريين.
وطالب القرار مجلس ادارة «عرب سات» و«نايل سات» بوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.
ورحب في الوقت ذاته بتعيين الاخضر الابراهيمي ممثلا خاصا مشتركا للامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية وتقديم الشكر لكوفي عنان وفريقه ورئيس وأعضاء فريق المراقبين الدوليين.
تحقيق انتقال السلطة
وطالب القرار الامين العام للجامعة العربية بمتابعة الاتصالات مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لبلورة تصور جديد لمهمة الابراهيمي، تتضمن تحقيق الانتقال السلمي للسلطة، وذلك من خلال الاسراع في تشكيل حكومة سورية انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل سوريا وخارجها والقوى الثورية، وعلى رأسها الجيش الحر وسلطة الامر الواقع الوطنية في سوريا، داعيا مختلف اطراف المعارضة السورية الى التجاوب مع مساعي الامين العام للجامعة للبناء على ما تحقق من توافق على وثيقتي «العهد الوطني» و«ملامح المرحلة الانتقالية» في مؤتمر المعارضة السورية.
ودان القرار الاعمال الارهابية الهادفة الى اغتيال الاعلاميين السوريين والاجانب من قبل اجهزة الامن السورية.
مرسي للأسد: ارحل
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد شارك في الجلسة الافتتاحية، داعيا الى اتخاذ قرار عاجل يحقن دماء السوريين.
وتوجه مرسي بكلمته الى النظام السوري، وقال «ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء، فلا مجال للمكابرة أو المزايدة.. لا تتخذوا القرار الخطأ، ولا تستمعوا للأصوات التي تغريكم بالبقاء، فلن يدوم وجودكم طويلا.. إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية».
ورجّح مرسي أن تحقق الانتفاضة السورية هدف إقصاء حكومة بشار الأسد إذا لم تقرر ترك الحكم.
وقال «الشعب السوري قال كلمة واضحة، وطالب بالتغيير، فلا وقت نضيعه بالكلام عن الإصلاح الآن، بل هو وقت التغيير، وما زال هناك بعض الوقت لحقن الدماء، وإن لم تفعلوا فإن عجلة الوقت ماضية، وإرادة الله ثم الشعب قوية، ونحن مع الشعب السوري لأخذ كامل حقوقه من دون تدخل في الشأن السوري».
رفض التدخل الأجنبي
وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا، مطالبا بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي.
وأكد أن «نهوض الأمة العربية مرهون بحل كل قضاياها المصيرية، وتأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تحتاج الى حل سياسي حقيقي ينهي جميع مظاهر الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية». وقال «نحن لا نصدر ثورات لأي دولة ولا نتدخل في شؤون أحد، لكننا ندعم الشعوب التي تتحرك لنيل حريتها».
وأكد مرسي أن المجموعة الرباعية التي اقترحت القاهرة تشكيلها لحل الأزمة السورية، والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، ستجتمع، لكنه لم يعلن تاريخا محددا لاجتماعها.
تهديد للمنطقة
وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من الأمين العام للجامعة نبيل العربي والشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الذي يترأس الدورة 137 لمجلس الجامعة، وعدنان منصور وزير الخارجية اللبناني الذي سترأس بلاده أعمال الدورة 138 للمجلس. كما ألقت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس، التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، كلمة في الجلسة.
وحذر العربي من أن استمرار مسار الأزمة السورية الدموي سوف يفضي إلى نتائج وخيمة على مستقبل المنطقة.
وقال «إن الأزمة السورية تشكل تهديدا حقيقيا لأمن المنطقة واستقرارها، كما تعكس مأساة إنسانية وسياسية غير مسبوقة».
06/09/2012
إيران تشحن معدات عسكرية لسوريا عبر الأجواء العراقية
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس، النقاب عن ان إيران تستأنف شحن معدات عسكرية إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي، كمحاولة جديدة منها لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المحاصرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن إدارة الرئيس باراك أوباما ضغطت على بغداد لإغلاق ممرها الجوي، الذي كانت تستخدمه إيران في وقت سابق من العام الجاري، وناقشت هذه القضية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وأوضحت الصحيفة ان رحلات إيران الجوية لسوريا قد انطلقت مرة أخرى في يوليو الماضي، وسعى المسؤولون الأميركيون لإحباطها، إلا إنها مستمرة منذ ذلك الحين.
ونقلت عن خبراء عسكريين قولهم: «إن هذه الرحلات مكنت إيران من توفير الإمدادات اللازمة إلى الحكومة السورية، رغم جهود الثوار السوريين في السيطرة على العديد من المعابر الحدودية، حيث تتركز فيها المساعدات الإيرانية المشحونة.
القبس
قائد عسكري نظامي: «المدينة» ستكون خالية من «الإرهابيين» خلال 10 أيام
حلب «تحترق» بعد قصف جنوني للقوات النظامية والمقاتلون يسقطون طائرة «ميغ» في «أبو الضهور»
سوريون يحاولون إطفاء حريق في حي الميسر في حلب (أ ف) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
دمشق - وكالات - سقط عشرات القتلى في قصف جنوني نفذته القوات النظامية السورية على حلب في أسوأ هجوم على المدنية منذ بدء القتال سعيا للسيطرة عليها قبل شهرين.
فيما اعلن مقاتلو المعارضة انهم أسقطوا مقاتلة وهي تقلع من مطار ابو الضهور العسكري في منطقة ادلب، في حملتهم لاضعاف الغطاء الجوي القوي للقوات الحكومية.
وكثف مقاتلو المعارضة من هجماتهم على القواعد الجوية في الاسبوع الماضي. وقال مقاتلو المعارضة في محافظة ادلب انهم أسقطوا الطائرة الثلاثاء بنيران مدافع الية كثيفة وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية.
وقال أبو مجد وهو متحدث من كتيبة أحرار الشام «اسقطوها بينما كانت تقلع من المطار مستخدمين مدافع الية مضادة للطائرات عيار 5. 14 ملليمتر».
وأضاف: «كتيبة أحرار الشام وكتيبة شهداء سورية حاصرتا المطار» لكن لم يتضح ما اذا كان القتال مستمرا مضيفا: «نتيجة وجود صعوبات في الاتصالات لست متأكدا ما هو الوضع في هذه اللحظة».
وأظهرت لقطات فيديو عرضتها كتيبة شهداء سورية المقاتلين وهم يقفون قرب أجزاء محترقة من طائرة عسكرية وتفقدهم لجثة تكسوها الدماء في مظلة لقائد الطائرة في ما يبدو.
وقال الناشط بسام الحلبي لوكالة الانباء الالمانية «د ب أ» ان «حلب تحترق» مضيفا أن القصف الحكومي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار بدأ في الساعات الاولى من يوم أمس.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن قائد عسكري لم يكشف عن هويته قوله إن «مركز التجارة السوري سيكون خالي من الارهابيين خلال عشرة أيام».
وفي دير الزور دارت اشتباكات عنيفة منذ صباح امس داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين سيطروا على اجزاء كبيرة من المطار.
كما وقعت اشتباكات في محيط مفرزة الامن العسكري وحاجز الجسر اسفرت، بحسب المعلومات الاولية لدى المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل ما لا يقل عن ستة من مقاتلي المعارضة كما سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.
وفي ريف دمشق تعرضت بلدة يلدا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تستهدف ايضا مناطق مجاورة للبلدة.
كما تعرضت عدة بلدات بريف دمشق الجنوبي للقصف الذي طال ايضا حي التضامن في قلب دمشق الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمعارضين.
ونتيجة العنف في المنطقة الشمالية السورية، ينتظر على الحدود المتاخمة لتركيا آلاف من النازحين السوريين لدخول الأراضي التركية.
وقال ناشط سوري، أمس، على الحدود إن هناك نحو أربعة آلاف سوري، الكثير منهم بلا مأوى، صامدون على الجانب السوري عند المعبر الحدودي بالقرب من مدينة كيليس التركية.
وأضاف أن هناك منظمات إغاثة تركية تدعم اللاجئين بمواد غذائية وينظمون سبلا لدخول المرضى والمصابين إلى تركيا.
وقال الناشط: «الوضع مزر... نعتقد أن هذا الوضع من شأنه زيادة الضغط على إنشاء منطقة حماية في سورية».
مقاتلان أمام حطام طائرة «ميغ» قرب مطار «أبو الضهور» العسكري في إدلب
لقاء / قال لـ «الراي» إن حضور السفير الفرنسي اجتماع «توحيد الصفوف» يثير أسئلة
الأسعد يفتح النار على قادة «الجيش الوطني السوري»: فوجئت ببعض من كانوا أسرى لدينا... وباتوا منشقين
رياض الاسعد ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| خاص «الراي» |
اتهم قائد الجيش الحر السوري العقيد رياض الاسعد القائمين على الجيش الوطني السوري الذي اعلن عن تأسيسه اخيرا بانهم يريدون ان يخطفوا الثورة بعد سنة ونصف السنة من بدايتها، وانهم يريدون القضاء على التوجه الديني للثورة، منوها بوجود ضباط اعتقلهم الجيش الحر وباتوا الان ضمن الضباط المنشقين.
وقال انه صدرت بعض الاصوات بعد سنة ونصف السنة من بداية الثورة السورية بدعوى توحيد صفوف الحراك الثوري في سورية، في حين تبين ان الهدف كان ضرب الثورة والقضاء على التوجه الحديث لها.
واضاف ان الاجتماع الذي عقد في اسطنبول الاسبوع الماضي «لم يتم التنسيق بشأنه معنا مسبقا بل جرى ابلاغنا به في وقت لاحقاً بعد تدخل وسطاء، وبناء على ذلك حضرنا الاجتماع ووجدنا السفير الفرنسي في تركيا موجوداً في الاجتماع وهو امر قال انه يثير اسئلة، كما حضر نحو 40 من كبار الضباط المنشقين وبعض المدنيين من اعضاء المجلس الوطني السوري بينهم برهان غليون»، منوها بأن اللواء محمد الحاج علي رفض التحدث اليه إلا بعد تدخل بعض الضباط.
وعن رؤيته لتوحيد صفوف الحراك الثوري في سورية، قال الاسعد انه تقدم ببعض النقاط خلال الاجتماع لوضعها ضمن جدول الاعمال ابرزها ان يكون الجيش السوري الحر هو الاساس في التنظيم الجديد وان تشكل قيادة مشتركة جديدة له بقيادة اللواء محمد الحاج علي، وتقديم الدعم الكامل لهذا الجيش حتى يحقق النصر»، مضيفا انه «طلب تشكيل لجنة تكون مهمتها اختيار الضباط الذين ستتشكل منهم القيادة المشتركة الجديدة، كما طلبنا ان يكون لقادة الوحدات في الداخل دور ايضا في هذا الشأن وان يكونوا مطلعين بشكل واضح وصريح على الهيكلية الجديدة التي نعمل على وضعها، وطلبنا تأجيل الاعلان عن البيان الختامي للاجتماع لبحث ومناقشة تلك البنود، لكنهم تجاهلوها واعلنوا بيانهم الذي لم نطلع عليه او حتى نعرف مضمونه، وقالوا انهم وضعوا مشروع الاعلان وانتهى الامر.
وقال الاسعد انهم يريدون ان يقضوا على الجيش السوري الحر الذي قال انه بات عنوانا عريضا للثورة السورية، بهدف مسح وشطب ما انجزته الثورة، تحت عنوان انهم يريدون توحيد الصف والكلمة، في حين ان الجيش السوري الحر بالاساس موحد، لكن كل ضابط برتبه معينة ينشق حديثا يريد ان يسعى ليأخذ مكانة معينة، في حين ان من انشقوا وخرجوا منذ البداية فعلوا كل شيء.
وفي هذه الصورة، أعرب قائد الجيش السوري الحر عن خشيته من ان يتهم في وقت من الاوقات بالخيانة من قبل هؤلاء الضباط، وقال: «هم يريدون اختطاف الثورة بعد سنة ونصف السنة من بدء الثورة ليظهروا انهم هم الابطال وهم القادة الحقيقيون للثورة، ويقولون انهم يريدون توحيد الصفوف» واعتبر ذلك كلمات طنانة ورنانة «نحنا شبعنا منها».
ولفت العقيد الاسعد الى ان هناك من يريد تغيير الوضع الحالي للثورة السورية، معربا عن خشيته من عودة سيناريوعائلة الاسد ايام الانتداب الفرنسي على سورية عندما طلب علي الاسد (الجد) من الجيش الفرنسي عدم مغادرة الاراضي السورية خوفا من استهداف العلويين بعد خروجهم.
وقال الاسعد انه «فوجئ في الاجتماع بوجود ضباط كبار كانوا اسرى لدى الجيش الحر، وباتوا محسوبين من ضمن الضباط المنشقين»، مضيفا انه «فوجئ اثناء الاجتماع ايضا بكلام قاس ضده من قبل بعض الضباط»، لكنه اكد انه «رغم ذلك تقدم ببعض الطلبات التي تخدم التوجه بتوحيد مكونات الحراك الثوري في سورية، مبينا ان بين تلك الطلبات تشكيل لجنة تكلف بتحديد اسماء الضباط الذين يستحقون ان يكونوا في القيادة الجديدة».
واستغرب الاسعد هجوم بعض الضباط عليه اثناء الاجتماع، معتبرا انهم كانوا يريدون إقصاءه من مكانه بعد نحو سنة من الكفاح والقتال من اجل تحرير سورية من نظام الاسد.
الراي
ذكرت صحيفة 'ديلي تليغراف' الجمعة، أن ايران تكثّف دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد وأرسلت 150 ضابطاً من كبار قادة حرسها الثوري إلى سورية للمساعدة بصد محاولات المعارضة الرامية إلى الإطاحة به.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين بالإستخبارات الغربية 'إن الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق شخصياً على إيفاد ضباط من ذوي الخبرة لضمان بقاء نظام الأسد في السلطة كونه يمثل الحليف الأكثر أهمية لإيران بالمنطقة'. واضافت أن ايران قامت كذلك 'بشحن مئات الأطنان من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدافع والصواريخ والقذائف، إلى سورية عبر ممر جوي نظامي تم انشاؤه بين دمشق وطهران'.
واشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الاستخبارت الغربية 'يعتقدون أن زيادة الدعم الإيراني كان مسؤولاً عن الفعالية المتزايدة لتكتيكات نظام الأسد في اجبار الجماعات المتمردة المناهضة للحكومة على التراجع للدفاع، وقامت قواته بالأسابيع القليلة الماضية بوقف هجمات هذه الجماعات من خلال شن سلسلة من الهجمات المنسقة بشكل جيد ضد معاقل المتمردين في دمشق وحلب'.
وقالت إن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو العقل المدبر لعملية الدعم الايراني لنظام الأسد، وتم اتخاذ قرار زيادة الدعم بعد مقتل صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري مع عدد آخر من كبار مسؤولي الدفاع في مقر الأمن القومي بدمشق في تموز/يوليو الماضي.
واضافت الصحيفة أن ضباط الحرس الثوري الايراني نُقلوا جواً إلى دمشق في طائرة ايرانية مستأجرة حصلت على إذن للسفر عبر المجال الجوي العراقي، كما تردد أن المعدات العسكرية الإيرانية يتم شحنها إلى دمشق عبر الممر نفسه.
وذكرت أن جماعات المعارضة الإيرانية زعمت أيضاً أن بعض الإيرانيين الذين احتجزهم المتمردون السوريون كرهائن الشهر الماضي والبالغ عددهم 48 شخصاً 'كانوا جزءاً من وحدة قوامها 150 عنصراً من الحرس الثوري الايراني أُرسلت لدعم نظام الأسد'.
ونسبت ديلي تليغراف إلى متحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة في ايران (مجاهدين خلق)، قوله إن الايرانيين الذين تحتجزهم المعارضة السورية 'بينهم عدد من الضباط برتبة عميد وعقيد لديهم خبرة تمتد لسنوات طويلة من الخدمة في الحرس الثوري الايراني'.
كما نقلت عن مسؤول أمني غربي وصفته بالبارز، قوله إن ايران 'اتخذت قراراً استراتيجياً لتعميق انخراطها في الأزمة السورية، وتسعى جاهدة لإنقاذ حليفها الأكثر أهمية بالمنطقة ومساعدته على تجاوز الأزمة الحالية، وهذا التورط بدأ يؤتي ثماره'.
واشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الاستخبارات الغربية يعتقدون أن الكثير من الضباط الإيرانيين الذين أُرسلوا إلى سورية لديهم خبرة سابقة في العمل مع حزب الله في لبنان.
ذكرت صحيفه "وورلد تريبيون" الامريكيه اليوم السبت ان العناصر المسلحه غير النظاميه المواليه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد التي يصطلح علي تسميتها "بالشبيحه" بدات تلجا الي خطف النساء السنيات في المدن السوريه مقابل فديه وذلك لتعزيز موارد النظام الماليه.
ونقلت الصحيفه الامريكيه، في سياق تقرير اوردته علي موقعها الالكتروني، عن مصادر داخل المعارضه السوريه بان الشبيحه في السابق كانوا يقومون باغتصاب وقتل النساء لبث الرعب داخل السوريين، ولكنهم باتوا يلجاون الان الي الخطف في اشاره واضحه الي ان اموال النظام السوري بدات تنفد.
واشارت الصحيفه الي انه خلال شهر يونيه الماضي تم الابلاغ عن اختطاف ما لا يقل عن ثلاث نساء في مدينة حمص السنيه والتي تعتبر معقل المعارضه، واكدت مصادر داخل المعارضه انه من المعتقد ان الشبيحه اختطفت ما لا يقل عن 26 امراه وطالبوا بفديه تصل الي مليون دولار للافراج عنهن.
وقال الملازم ابراهيم فرزات - وهو ضابط منشق عن الجيش النظامي السوري- ان قوات الاسد ساعدت الشبيحه في حمله الاختطاف التي تقوم بها، وحصلت علي مئات الالاف من الدولارات نتيجه الفديه التي يقوم بدفعها السوريون.
07/09/2012
جعل سلامة المفاوضين عن النظام وقياداته شرطا مسبقا لأي عملية انتقالية بوتين يتهم الغرب بدعم القاعدة لإسقاط الأسد
عائلات سورية نزحت إلى الاردن هربا من المعارك في بلدة شهاب الحدودية التي يقول النظام إن قواته استعادت السيطرة عليها أمس (أ ب)
دمشق، موسكو- أ ف ب، رويترز- شهدت أحياء في دمشق وضواحيها، أمس، اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة، بينما واصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد قصفها على عدة محافظات، وذلك بالتزامن مع تلميح دمشق الى أنها قد «لا تسمح» لمنظمات الإغاثة الإنسانية بالحركة، في وقت حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول الغرب على «إعادة تقييم» موقفها بشأن سوريا، وضمان سلامة قيادتها الحالية في أي عملية انتقال للسلطة، متهما الدول الغربية بـ«الاعتماد على جماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة لإسقاط الرئيس الأسد».
وقتل العشرات في أعمال عنف متفرقة في مناطق سورية عدة، معظمهم من المدنيين، غداة يوم دام جديد قتل فيه أكثر من 180، نصفهم تقريبا في حلب التي تعرضت لقصف مكثف بالطائرات الحربية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
الدبابات تقصف دمشق
ووفق المرصد أيضا، فان اشتباكات عنيفة دارت، ولليوم الثاني على التوالي، بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في أحياء عدة في دمشق، ومنها القدم والتضامن والعسالي والمادنية، التي تعرضت في الوقت نفسه لقصف بالدبابات، مشيرا كذلك الى أن مدنيين قتلا في حي القدم بعدما خطفا وأعدما ميدانيا.
بدورها، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن «دبابات قوات النظام المتمركزة بالقرب من قسم شرطة القدم قصفت حيي العسالي والمادنية بالقذائف الثقيلة»، متحدثة كذلك عن «قصف عنيف» يطال حي القدم.
وفي وقت سابق، أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة» دارت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من أحد بوابات مقام السيدة زينب في ريف دمشق».
في الأثناء، واصلت القوات النظامية قصفها بالدبابات لمدن وقرى وأحياء في حماة، ودرعا، ودير الزور، وحلب وإدلب وحمص، بينما أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة» دارت في بلدة قلعة الحصن، بينما قتل وجرح نحو 20 من القوات النظامية.
استعادة تل شهاب
وفي تطور ميداني آخر، استعادت القوات النظامية السيطرة على بلدة تل شهاب، قرب الحدود الأردنية، كانت تستخدم كملاذ آمن للنازحين داخليا.
وذكر المرصد أن الجنود السوريين تدعمهم 20 دبابة هاجموا البلدة التي فر إليها عدد من اللاجئين هربا من العنف في أجزاء أخرى من البلاد. وقال نشطاء إن مسلحي المعارضة انسحبوا من المنطقة في أعقاب الهجوم الذي استخدمت فيه مقاتلات.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن العشرات من المسلحين قتلوا في الهجوم.
منع المساعدات الإنسانية!
الى ذلك، صرح وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر أن السلطات السورية «ربما تقيد حركة الصليب الأحمر الدولي»، مشيرا إلى ما وصفها بـ«شكوك» في أن أنشطة منظمة المساعدات الدولية ربما تكون «محاولة لانتهاك» سيادة سوريا!
وكان حيدر يتحدث عقب اجتماع مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير الذي يسعى للتغلب على عقبات في طريق توصيل المساعدات للمدنيين المحاصرين في المناطق المضطربة.
ويمكن أن تعمق تصريحات حيدر الشكوك بشأن التأكيدات التي أعطاها الأسد لمورير. وقال حيدر للصحافيين «إن طلب تسهيل عمل اللجنة ربما يكون طلبا لفتح أبواب تنتهك السيادة السورية. لهذا قلنا إن العلاقة مع هذه المنظمة ستكون على أساس تزويد الناس بالمساعدات الإنسانية، وليس فتح الأبواب أمام هذه المنظمة أو غيرها للعمل كما تريد»، مشيرا إلى أن لسوريا تاريخا من العلاقات السيئة مع بعض المؤسسات الدولية.
وتتفق تعليقات حيدر، فيما يبدو، مع توقعات لدبلوماسيين غربيين بأن الأسد لن يسمح بوصول غير محدود للمدنيين المحتاجين، لاسيما في المناطق المتعاطفة مع المعارضة. وقال مصدر دبلوماسي «سوريا غير راغبة بالمرة في السماح للجنة الدولية بحرية الحركة والعمل بشكل مستقل».
سلامة المفاوضين والسلطة
سياسيا، تساءل الرئيس الروسي في مقابلة مع قناة روسيا اليوم التلفزيونية، «لماذا يتعين على روسيا لوحدها أن تعمد الى إعادة تقييم موقفها؟ ربما يتعين على شركائنا في المفاوضات أن يعيدوا تقييم موقفهم»، مضيفا أنه يجب على الأطراف «ضمان أمن جميع المشاركين في العملية السياسية المحلية» في سوريا.
كما جعل بوتين سلامة المفاوضين عن النظام السوري، وكذلك أيضا القيادة السورية شرطا مسبقا لأي عملية انتقالية، ولكن من دون أن يشير مباشرة الى الرئيس الأسد.
وقال «بالنسبة إلينا الأهم هو إنهاء العنف وإرغام كل أطراف النزاع... على الجلوس الى طاولة المفاوضات، وتقرير مصير وضمان أمن كل المشاركين في العملية السياسية المحلية». وأضاف «عندها فقط يمكن المضي قدما الى الخطوات العملية بشأن تنظيم البلد من الداخل»، مشددا على أن المفاوضات ماتزال السبيل لإنهاء العنف الدائر في هذا البلد، وأن مصير سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم.
ورفض بوتين الاتهامات التي توجه الى بلاده بشأن تأمينها مظلة للأسد. وقال «نحن نعي بالكامل أنه يجب أن تحصل تغييرات هناك، ولكننا نعتقد أن هذا لا يعني أن هذه التغييرات يجب أن تكون دموية». وأضاف «نحترم الجميع بالقدر نفسه».
قوات من الجيش السوري في حي سيف الدولة في حلب (أ ف ب)
07/09/2012
تحقيق حرب شوارع.. ومخابرات في حلب
حلب ـــــ سامي كيتز (أ ف ب) - يراقب لواء في الجيش السوري النظامي من شقة في غرب حلب على جهاز «آيباد»، تفاصيل خريطة تبث عبر برنامج «غوغل إرث»، وتظهر فيها كل منازل حي سيف الدولة.
وعلى طاولة قريبة، وضعت أجهزة اتصال عائدة لمقاتلين معارضين للنظام يستخدمها اللواء للتنصت على محادثات هؤلاء، والبقاء على اتصال مع ضباطه المنتشرين على الأرض.
يقول اللواء في الحرس الجمهوري، الذي يتولى العمليات العسكرية في أصعب أحياء حلب، لأحد ضباطه «تقدم حتى المربع الرابع، لكن لا تطلق النار على يمينك، لأنني أرسلت فريقا آخر من هذه الناحية حتى نحاصرهم».
ويوضح اللواء (53 عاما) «علينا أن نستعيد من الإرهابيين القطاعات التي يستولون عليها، وفي الوقت ذاته تجنب تدمير المدينة قدر الإمكان والمس بالسكان المدنيين حتى يبقوا الى جانبنا».
حرب شوارع.. ومخابرات
وفيما كانت القوات النظامية تبادر على جبهات أخرى، مثل حمص، الى القصف قبل نشر القوات الراجلة، فان الوضع مختلف في حلب، حيث تخوض هذه القوات للمرة الأولى حرب شوارع حقيقية، تفرض عليها التسلل نحو منازل وشوارع ومفترقات طرق، على أن يأتي الدعم من الدبابات والمروحيات في وقت لاحق.
ويقول عقيد في حي سيف الدولة: «نحن منقسمون الى مجموعات تضم كل منها 40 رجلا، محملين بأسلحة رشاشة وصواريخ مضادة للدروع». ويضيف «نواجه إرهابيين يستخدمون القنص والتفجيرات، لذا علينا أولا أن نخرجهم من الأبنية، ثم نفكك المتفجرات حتى نعلن الموقع نظيفا».
والى جانب الأعمال العسكرية، تبرز حرب المخابرات بين الجانبين، اللذين يستعين كل منهما بسكان للتجسس على الطرف المقابل.
ففي حي السيد علي (وسط)، يستوقف ثلاثة رجال رجلا ينقل كيس نفايات، «ليعترف» سريعا بأنه يعمل لفائدة المقاتلين المعارضين للنظام، ويعطي الرجال الثلاثة سريعا معلومات عن مواقع «قادته»، في سبيل أن يعفوا عنه ويخرج سالما.
الرياح لمصلحة النظام
وأرسل الجيش السوري، منذ بداية أغسطس الماضي، الى حلب قواته الأكثر كفاءة ـــ الحرس الجمهوري ـــ لتولي العمليات في الغرب، والقوات الخاصة في الوسط. وقد استولت القوات الخاصة مؤخرا على حي الجديدة المسيحي في المدينة القديمة وتقدمت باتجاه السيد علي.
ويحاول الجيش النظامي خنق المقاتلين المعارضين عبر محاصرة المدينة ومواصلة قصف خطوط الامداد خارج حلب.
ولا يشك اللواء للحظة في «النصر المقبل». وبالنسبة إليه، فان الأصعب قد انجز مع استعادة حي صلاح الدين في 9 أغسطس، والهجوم يوم السبت الماضي على مرتفعات حي سيف الدولة، الحيين الاستراتيجيين في غرب حلب.
ويقول اللواء: إنه تبقى مسألة السيطرة على مرتفعات آزاع لاستعادة الغرب، الذي لا يزال في قبضة المقاتلين المعارضين، إضافة الى حي السكري، أما الهجوم على شرق المدينة فمتروك لوقت لاحق، حيث يرى اللواء أن «المقاتلين المعارضين لم يعودوا يتقدمون، والرياح تجري لمصلحة الجيش بعد استعادة صلاح الدين».
وسيطر الجيش على هذا الحي المؤلف من طرقات وازقة تنتشر فيها الابنية المؤلفة من خمسة او ستة طوابق بعد معارك شوارع استمرت لاسبوع.
وينتقد اللواء، الذي يقول انه علماني، «العمى» الفرنسي والدول الغربية الأخرى التي تؤيد برأيه حركات إسلامية في المنطقة، قائلا «ألا يفهمون إننا السد الأخير الذي يمنع الموجة الإسلامية من بلوغ أوروبا؟»!
07/09/2012
واشنطن تطالب بغداد بتفتيش الطائرات الإيرانية العابرة أجواءها
طالبت الولايات المتحدة العراق بوقف الممرات الجوية امام الطائرات الإيرانية، وتفتيشها للاشتباه في تهريبها الأسلحة عبر المجال الجوي الى سوريا من أجل مساندة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية باتريك فانتريل: «لقد اعربنا عن قلقنا لشركائنا العراقيين.. وننتظر منهم أن يفوا بالتزاماتهم الدولية».
الأردن يعتقل 4 سلفيين حاولوا التسلل إلى سوريا كشف محامي الجماعات الإسلامية في الأردن موسى العبداللات، أمس، أن الأجهزة الأمنية الأردنية ألقت القبض على 4 من التيار السلفي أثناء محاولتهم دخول سوريا للانضمام إلى كتائب التوحيد ومقاتلة الجيش السوري النظامي.
07/09/2012
لإتاحة فرصة للحكم الذاتي والحد من النزوح فرنسا تساعد «المناطق المحررة» وتدرس تقديم أسلحة ثقيلة
باريس- رويترز- بدأت فرنسا مساعدة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا حتى تستطيع هذه «المناطق المحررة» إدارة نفسها بنفسها، وفي الوقت نفسه تدرس فرنسا تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة.
وكانت باريس قالت الأسبوع الماضي إنها حددت مناطق في الشمال والجنوب والشرق من سوريا خرجت عن سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد، مما يتيح فرصة للمجتمعات المحلية لحكم نفسها بنفسها من دون أن يشعر السكان بالحاجة الى النزوج.
وقال مصدر دبلوماسي، فضل عدم الكشف عن اسمه، «في المناطق التي فقد نظام الأسد السيطرة عليها، مثل تل رفعت (40 كلم شمالي حلب)، والتي حررت قبل خمسة أشهر، أنشئت مجالس ثورية محلية لمساعدة السكان، وإقامة إدارة لهذه البلدات حتى تتجنب الفوضى، مثلما حدث في العراق ابان الغزو الأميركي».
خمس سلطات محلية
وتابع المصدر أن فرنسا- التي وعدت في الأسبوع الماضي بخمسة ملايين يورو (6.25 ملايين دولار) إضافية لمساعدة السوريين- بدأت في تقديم المساعدة والمال يوم الجمعة الماضي الى خمس سلطات محلية في ثلاث محافظات، وهي دير الزور وحلب وإدلب. ويعيش نحو 700 ألف شخص في هذه المناطق.
وتعرض المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا لغارات جوية قاتلة من جانب قوات الأسد بشكل متكرر، وثارت أسئلة بشأن كيف تقترح فرنسا حماية المدنيين وإثنائهم عن النزوح الى الدول المجاورة.
فرصة ضعيفة
واعترف المصدر بأن بعض تلك المناطق لا تزال تتعرض لقصف متقطع من جانب القوات السورية، لكن احتمال سقوطها ثانية في يد الحكومة مستبعد بشكل كبير. وقال أيضا إن الناس في هذه المناطق طلبوا أسلحة مضادة للطائرات. وتابع «إنه أمر نعمل عليه بشكل جاد، لكن له عواقب خطيرة ومعقدة. نحن لا نهمله».
ويمكن لإقامة مناطق حظر طيران، تقوم فيها طائرات أجنبية بدوريات، أن يحمي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. لكن الفرصة ضعيفة جدا في الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي للقيام بهذا العمل في ظل معارضة روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) في المجلس.
وقالت قوى أوروبية أيضا إنها لن تقدم أسلحة الى المعارضة ذات التسليح الخفيف، والتي لا تملك حلولا تذكر لصد هجمات مقاتلات الأسد وطائراته الهليكوبتر المزودة بالرشاشات. ولمح المصدر الى أنه ربما حدث تحول في تفكير باريس.
وأضاف «ليس الأمر سهلا. حدث نقل لأسلحة انتهى بها الحال في مناطق مختلفة مثل الساحل. لذلك فان كل هذا يعني أننا نحتاج للعمل بشكل جاد وبناء علاقة ثقة لتتضح الرؤية حتى يتسنى حينئذ اتخاذ قرار نهائي. وهذا يحتاج الى وقت».
وتابع المصدر أن باريس كثفت من حوارها مع مقاتلي المعارضة في الأسابيع الماضية، رغم أنه حتى هذه المرحلة لا يقوم مستشارون عسكريون فرنسيون بمساعدتهم. وأضاف أن فرنسا تعمل على تنمية العلاقات بين المعارضة السياسية السورية والمنشقين ومقاتلي المعارضة.
07/09/2012
تقرير إخباري أوروبا تبحث عن دور بناء في سوريا بعد الأسد
جندي أردني يساعد لاجئة سورية وطفلها لحظة وصولهما الى الرمثا الأردنية (أ ف ب)
نيقوسيا- أ ف ب - في مواجهة العرقلة المستمرة في مجلس الأمن الدولي حول سوريا، وبينما تواصل حصيلة ضحايا النزاع ارتفاعها، يسعى الاتحاد الأوروبي الى تأكيد دوره في المنطقة عبر المساعدة على مواجهة الكارثة الإنسانية في هذا البلد، والتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد.
وستشكل هذه المسألة محور اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، المقرر اليوم وغدا في قبرص.
وتصدر الاتحاد الأوروبي، حتى الآن، المطالبين بفرض عقوبات على نظام الرئيس الأسد، كما بادر بشكل أحادي إلى إقرار هكذا عقوبات: فقد أقر حظرا على صادرات الأسلحة والنفط الى سوريا، الى جانب سلسلة عقوبات تجارية ومالية، وتجميد أموال شمل 53 شركة وإدارة، الى جانب 155 شخصية من النظام وأقاربها منعوا أيضا من الحصول على تأشيرات دخول الى الفضاء الأوروبي.
وبات على الدول الأعضاء الـ27 البحث عن وسائل لدعم جهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي. كما أن الاتحاد يريد «تحسين بنية» عمله مع المعارضة السورية، و«زيادة مساعداته الى الشعب السوري واللاجئين، مع المساهمة في الإعداد لانتقال سياسي»، وفق ما أكدت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون في رسالة الدعوة الى الاجتماع الذي ينعقد في بافوس (غرب قبرص).
كما تكمن الإشكالية الأبعد في عدم تفويت قطار إعادة إعمار البلاد حال انتهاء النزاع. وصرح دبلوماسي أوروبي أن «الأسد سيسقط، عاجلا أم آجلا، وسيتحتم على الاتحاد حينها أن يمتلك إجابة. وينبغي الإعداد لذلك قبل وقت».
وتعتبر برلين وباريس وروما أنه ينبغي أن تتحد المعارضة المقسمة جدا بشكل «عاجل» من أجل تشكيل «حكومة بديلة». وقد أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في أواخر أغسطس الماضي، أن بلاده ستعترف بأي حكومة سورية مؤقتة تشكلها المعارضة حالما تتشكل. وتعتبر باريس أن «تقديم إمكانية الاعتراف بحكومة انتقالية سيساعد المعارضة على التوحد»، وهو موقف لا يحظى بالإجماع في أوروبا، وفق دبلوماسي. والى جانب إضفاء الشرعية السياسية على المعارضة وإعادة بناء سوريا (اقتصاديا وسياسيا) ينبغي على الاتحاد صياغة ردود على الأزمة الإنسانية والدفع باتجاه تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان
وبعد مواجهة دفق كبير من اللاجئين اقترحت تركيا انشاء مناطق عازلة في سوريا. لكن هذا الاقتراح، الذي لم تستبعده باريس ولندن، «سيطرح مشاكل هائلة»، وفق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ.
وأفادت مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس ترغب في إقناع شركائها الأوروبيين بمساعدة «المناطق المحررة» في سوريا بتقديم المال والأدوية والمعدات الطبية والجراحية، أو مواد البناء الى «اللجان الثورية» التي أنشئت فيها بعد سقوطها في أيدي المعارضة. وفرنسا تفعل ذلك بالفعل في عدد من البلدات السورية في شمال البلاد وشمال غربها وفي شرقها أيضا.
08/09/2012
الصليب الأحمر «مصدوم» من الدمار الهائل.. وقذائف النظام تستهدف أكراد حلب للمرة الأولى دمشق تهتز بالانفجارات وحرب الشوارع
من موقع انفجار السيارة المفخخة بين قصر العدل ووزارة الإعلام في حي المزة في دمشق (رويترز)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ - هزت دمشق ثلاثة انفجارات، أمس، بينما أفيد عن سقوط أكثر من 100 قتيل (حتى لحظة إعداد هذا التقرير) نتيجة مواصلة قوات الرئيس بشار الأسد حملاتها العسكرية والأمنية ضد محافظات عدة، منها دمشق وضواحيها، حيث تواصلت المعارك بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة لليوم الرابع على التوالي وسط قصف جوي وبري ألحق دمار هائلا بالبنى التحتية للمنطقة، وصفها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر موريس مورير بـ«الهائل والصادم»، في حين اعتبرت سوريا ان تصريحات الرئيس المصري «قضت» على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال اقليمية لحل النزاع السوري، ووضعت مصر خارج دائرة المشاركة في اي مبادرات محتملة.
يأتي ذلك، غداة مقتل 153 شخصا، بينهم 83 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي وقت خرج آلاف السوريين في تظاهرات تحت شعار «حمص المحاصرة تناديكم»، دعت إليها المعارضة، تضامنا مع المدينة المنكوبة والمحاصرة منذ أشهر.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
6 قتلى وأضرار مادية
وأعلن التلفزيون السوري أن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب بين القصر العدلي ووزارة الإعلام في حي المزة في دمشق، من دون تفاصيل إضافية، مكتفيا بالإشارة الى أن الانفجار أسفر عن أضرار مادية بالسيارات الموجودة بالمكان.
وكان التلفزيون أفاد في وقت سابق عن انفجار دراجة نارية مفخخة بالقرب من جامع «الركنية» في حي ركن الدين، لدى خروج مصلين. وقال التلفزيون إن ستة بين مدنيين وعناصر حفظ النظام قتلوا في هذا التفجير وجرح آخرون. كما أفاد بانفجار ثالث وقع على طريق المطار القديم.
معارك دمشق تحتدم
في الأثناء، كانت مناطق عدة في دمشق وضواحيها وريفها تشهد «اشتباكات عنيفة» تحولت الى حرب شوارع حقيقية بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بينما اعتقلت قوات الأمن عشرات الشبان من أبناء المنطقة.
وكانت تلك المعارك على أوجها في منطقة القزاز، بينما اقتحم «مئات الجنود» ترافقهم آليات عسكرية وحافلات بلدة ببيلا قرب دمشق، وذلك بعد القصف والاشتباكات التي شهدتها البلدة الخميس.
وتقع بلدة ببيلا على أطراف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في دمشق مثل حي التضامن، وهي منطقة تشهد عمليات عسكرية كبيرة الى جانب أحياء التضامن ومخيم اليرموك والقدم.
وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في منطقة دوما، بينما عثر على جثامين 16 شخصا في حرستا ودير العصافير، واصيب ثمانية اشخاص بجروح اثر قصف تعرضت له مدينة الزبداني.
مورير مصدوم
وعبّر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن صدمته بالدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية السورية في مناطق زارها في دمشق وريفها، لافتاً الى أن الوضع هناك يزيد تدهورا بسرعة.
وقال مورير، فور عودته من سوريا منهيا زيارة استمرت 3 أيام، «صدمت بالدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل في عدة مناطق زرتها في المعضمية والقابون وحرستا.. زرت عددا من المراكز الطبيّة في ريف دمشق وروّعت بالوضع هناك. إن عمّال الصحة يواجهون صعوبات جمّة في أداء مهامهم».
أكراد حلب تحت النار
وطالت الحملات العسكرية وأعمال العنف مدينة البوكمال في دير الزور، ومدن وبلدات في إدلب، وكذلك حمص ودرعا، بينما شهدت حلب وريفها قتالا عنيفا بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي كثفت من عمليات قصفها الجوي والبري.
وفي تطور أمني جديد، قتل حوالى عشرة أشخاص بعد سقوط قذائف هاون للمرة الأولى على حي تقطنه أغلبية كردية في حلب أطلقتها القوات النظامية . والمعروف أن لا الجيش ولا المسلحين المعارضين يتواجدون في هذا الحي الذي لم تصل اليه أعمال العنف من قبل.
دمشق ترفض وساطة مصر
سياسيا، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري إن «سوريا تنظر ايجابيا الى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الازمة، واعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سوريا».
وأضاف أن مبادرة الترويكا التي تم الحديث عنها وتضم مصر «قد قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة».
واقترح الرئيس المصري محمد مرسي في منتصف اغسطس خلال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة إنشاء لجنة تضم مصر وإيران، إضافة الى السعودية وتركيا اللتين تدعمان المعارضين السوريين.
وأكد المقداد أن الخطابين اللذين ألقاهما مرسي أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كانا بعيدين عن الواقع، وشكلا «تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسورية، وهدفا إلى تأجيج العنف فيها، بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري».
وكان مرسي قال الأربعاء إن نظام الأسد «لن يدوم طويلا»، داعيا الدول العربية الى التحرك لايجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سوريا.
08/09/2012
لندن تدعو {الأوروبي} إلى تشديد العقوبات كندا تغلق سفارتها في طهران وتطرد الدبلوماسيين الإيرانيين
بافوس (قبرص)، اوتاوا - ا ف ب، يو بي اي - دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الاتحاد الاوروبي الى تشديد عقوباته على ايران، بسبب تعثر المفاوضات حول النووي.
وقال لدى وصوله الى اجتماع وزاري اوروبي في بافوس (قبرص) لاجراء محادثات غير رسمية تتناول ايضا الازمة في سوريا «من الضروري زيادة الضغوط على ايران وتشديد العقوبات». وتدعو لندن الى فرض عقوبات جديدة، اضافة الى العقوبات السارية حاليا، تستهدف قطاعي الطاقة والتجارة، ويتم اقرارها خلال اجتماع للوزراء الاوروبيين في اكتوبر.
كندا تغلق سفارتها
في السياق، أعلنت كندا امس إغلاق سفارتها في طهران، وطرد كل الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها خلال خمسة أيام. وأصدر وزير الخارجية جون بيرد بيانا بهذا الصدد، معتبرا كل الدبلوماسيين الإيرانيين الباقين «أشخاصا غير مرغوب بهم».
وأضاف أن «موقف كندا معروف جيدا، فهي ترى إيران التهديد الأكبر للسلام والأمن العالميين». وقال ان النظام «يقدم مساعدات متزايدة إلى نظام ( بشار) الأسد، ويرفض الالتزام بقرارات الأمم المتحدة بشان النووي، ويهدد وجود إسرائيل، ويدلي بتصريحات معادية للسامية، وهو بين أكبر منتهكي حقوق الإنسان، ويأوي ويدعم ماليا منظمات إرهابية». ودعت وزارة الخارجية الكنديين إلى تفادي زيارة إيران.
باراك والاستعدادات الأميركية
من جهته اعرب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك عن إعجابه بحجم الاستعدادات وعديد القوات الأميركية في الخليج من أجل مواجهة إيران، وذلك فيما تحدثت تقارير عن تراجع إسرائيل عن نيتها شن هجوم منفرد.
وأوضح باراك خلال اجتماع لحزب «عتصماؤوت» الذي يتزعمه، إن «إسرائيل تحتفظ بحقها في اتخاذ قرارات سيادية.. والولايات المتحدة تحترم ذلك، لكن لا ينبغي أن نخطئ حيال حجم الاستعدادات الأميركية المثير للإعجاب لمواجهة التحدي الإيراني على جميع المستويات».
(تقرير إخباري) تجار حلب يؤيدون التغيير ويرفضون عسكرته
حلب - سامي كيتز (أف ب) - يؤيد غالي زبوبي الذي يملك مقهيين في حلب، أحدهما ينظر إليه على أنه ملتقى للمقاتلين المناهضين للنظام، التغيير في سوريا، إلا أنه يرفض عسكرة هذا التغيير الذي يدفع، وفق رأيه الى تدمير المدينة واقتصادها.
ويقول صاحب مقهى تشي تشي، حيث يستمتع الزبائن بتدخين النرجيلة طوال الليل رغم أصوات المدافع القريبة «أعرب كثير من الناس هنا عن تعاطفهم مع التظاهرات السلمية ضد النظام، لكن %90 منهم ضد العنف ولغة السلاح».
ويقول زبوبي إن السكان يرفضون تدمير مدينتهم التي بنوها بأنفسهم «بعد أن عاقبها النظام»، في إشارة الى إهمال المدينة في عهد حافظ الأسد، بعدما دعمت مجموعات من السكان فيها تحركات الإخوان المسلمين خلال الثمانينات.
ويقول رجل الأعمال هذا إن «المفارقة تكمن في أن عام 2011 وبداية هذا العام كانا استثنائيين، فحتى وصول المقاتلين المعارضين (20 يوليو) كان رجال الصناعة في حمص وحماة يهاجرون الى هنا هربا من العنف، وهكذا حل السوريون مكان الأجانب، لكن كل هذا انتهى الآن».
وخلافا للمدينتين الأخريين، فإن حلب التي يسكنها 2,7 مليون نسمة بقيت على هامش الحركة الاحتجاجية لأشهر، مما أثار سخط المتظاهرين في أماكن أخرى، والذين كتب بعضهم على لافتة «حتى لو أخدت فياغرا، حلب ما حتقوم».
في حي العزيزية المسيحي، يعيش إلياس (38 عاما) الذي يدير مؤسسة عائلية لاجهزة التدفئة يعمل فيها 200 موظف، وجوني (38 عاما) الذي يقود شركة لتوزيع المواد الغذائية يعمل فيها 30 شخصا، في توتر مستمر.
ويقول إلياس إن «مراكز النشاط الثلاثة في حلب، المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، والمدينة القديمة، والليرمون مغلقة تماما. هل يمكن تخيل كم من الموظفين يعيشون اليوم من دون راتب؟ هل تظنون انهم يؤيدون المقاتلين المعارضين»؟
ويضيف «لست ضد النظام، لكنني أؤيد %100 الجيش، لأنني أريد إعادة الاستقرار حتى أعمل، إضافة الى ذلك فان كثيرا من المقاتلين المعارضين إسلاميون أجانب، فماذا يفعلون في مدينتنا؟ انني على ثقة بأن %90 من الأهالي الأصليين، أغنياء أو فقراء، يشاركونني رأيي».
وتنسحب خيبة الأمل حتى على بعض الناشطين، بينهم خالد، المحامي الليبرالي والمقاتل المعارض منذ اللحظة الأولى، الذي يفكر حاليا في مغادرة البلاد.
ويقول خالد «كل هذه التضحيات من أجل أن نأتي بإسلاميين والقاعدة؟! هذا أمر لا يحتمل. إذا وقعت في أيدي الجيش السوري، فسيعذبونني حتما، لكنني في المقلب الآخر لن أجد سوى الموت».
الحياة ولا المال
وتسري مقولة في سوريا مفادها أنه في حال اجبروا على الاختيار، فسيفضل سكان حلب أن تأخذ حياتهم منهم بدل أموالهم، ليس بخلا او جشعا، بل لان سكان هذه المدينة معروفون بقوتهم التجارية وتحويلهم التجارة الى ما يشبه الفن.
ويضاف الى ذلك الاستخفاف الذي ينظر به أهل حلب الى سكان المدن المجاورة، لإيمانهم بأن مدينتهم هي الأقدم في العالم.
وفي مكتبه الذي تخترق نافذتين من نوافذه آثار الرصاص، يقول محافظ حلب محمد وحيد عقاد إن «ما يحدث مخيب للآمال بعدما كانت هذه المدينة تنعم بالازدهار. اليوم إذا أردتم مقابلة أعضاء غرفة التجارة والصناعة، فاذهبوا الى لبنان. هنا مصانعهم مقفلة».
وبالنسبة الى المعارضين المسلحين، فان النزاع يحمل صبغة طبقية، حتى وإن كان بعض التجار، وفق هؤلاء المقاتلين، يمولون سرا الحركة الاحتجاجية.
ويقول ابو فراس العضو في المجلس الثوري لحلب عبر الهاتف ان «نحو %70 من أعضاء الجيش الحر ينتمون الى الطبقة الأكثر فقرا». ويضيف «من الطبيعي ان يقف الأغنياء في وجه الثورة».
08/09/2012
تحقيق معاناة عائلات يقاتل أبناؤها على جبهتين
دمشق- دومينيك سوغيل - أ ف ب - ترفع أم ياسر منديلها الوردي لتمسح دموعاً تنهمر بلا انقطاع، مستعيدة في ذهنها صور أولادها الثلاثة، حيث يقاتل اثنان منهم إلى جانب القوات النظامية، بينما يقاتل الثالث إلى جانب المعارضة المسلحة.
ويقول زوجها تيسير إنه لديهما «ابن في الجيش النظامي، وآخر في الجيش السوري الحر». ولم ير تيسير ابنه الثالث محمد (26 سنة)، الطالب الذي كان يدرس الأدب العربي قبل أن يلتحق بالخدمة العسكرية في درعا ثم في دير الزور. وأتم تيسير وجميع رجال هذه الأسرة واجبهم الوطني، إلا أنه منذ أن بدأت الثورة قبل 17 شهراً، وجد الكثير من المجندين أنفسهم محاصرين، خصوصاً أن مدة هذه الخدمة التي تمتد عادة 18 شهراً، يمكن أن تطول إلى أجل غير مسمى. وأوضح تيسير أن ابنه محمد، الذي سحبت منه السلطات هويته الشخصية، اضطر للبقاء في الجيش لأنه «لو انشق، فسيموت»، مشيراً إلى وجود «مئات الحواجز على الطريق».
وحيال هذا الوضع، رحلت زوجة محمد بعد أن انتابها اليأس إثر إجهاضها الناجم عن التوتر، وعادت إلى أسرتها.
على الخط الأمامي
ونادراً ما تتلقى هذه العائلة أنباء عن ولديها لصعوبة الاتصالات الهاتفية في هذه القرية الواقعة شمال حلب.
وتعود آخر مكالمة إلى شهر ونصف الشهر، إلا أن الخوف من التنصت أجبر محمد على الكلام مع والده فقط حول الأمطار والطقس، فيما انهار باكياً عندما تكلم مع والدته التي تأثرت، أيضاً، بمحادثته.
وتخشى أم ياسر الأخبار السيئة، وتتخيل مقتل ابنها في كمين نصبه المقاتلون المناهضون للنظام، أو تعذيبه حتى الموت على أيدي الموالين للنظام لو حاول الانشقاق.
كما يخنقها القلق كذلك عندما تفكر بابنها الآخر، أنيس، وهو طالب (23 عاماً) انضم إلى الجيش الحر قبل ثلاثة أشهر، وتقول «أخشى حقاً أن يقتلا، فكليهما على الخط الأمامي»، وتطلق أم ياسر تنهيدة عميقة، قائلة «إنه أمر صعب».
دفاعاً عن الشرف
ويرى تيسير أن قرار ولده أنيس هو النتيجة المنطقية «للمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري». ويضيف أن أنيس قرر «الدفاع عن أرضنا وشرفنا قبل أن يأتوا لقتلنا».
ولا يعاني تيسير وأم ياسر، اللذين رفضا إعطاء أسميهما الحقيقيين لدواع أمنية، وحدهما من القلق في قريتهما التي يقطنها آلاف عدة، حيث إنهما يتشاركان في مصيبتهما مع ما لا يقل عن 12 عائلة أخرى، لديها أبناء يقاتلون على طرفي جبهة الصراع. ويقول أحد كبار السن، أطلق على نفسه اسم أبو محمود «إنها مأساة رهيبة يعيشها عدد كبير من أهل القرية».
ويبحث يحيى (19 عاماً)، منذ أشهر، عن مخرج ينجد فيه أحد أخوته، ويقول «هذا صعب، فالضباط يتابعونه»، مشيراً إلى «أنه في الطرف الآخر من البلاد».
وتكابد أم ياسر وتيسير للحفاظ على أمل، في وقت تتلف حقولهما من الباذنجان والطماطم بسبب عدم وجود المال اللازم لدفع ثمن وقود مضخات الري، في حين يجد أبناؤهم العاملون في حلب أنفسهم بلا مورد.
ويستضيف الزوجان ست عائلات في مبنى من الأسمنت لم يكتمل بناؤه على مقربة من منزلهما، حيث قاما بتهيئة كوخين لاستقبال الأصدقاء وأفراد من العائلة فروا من ديارهم بسبب العنف.
ولا يجرؤ تيسير على السفر إلى حلب خوفاً من تعرضه للقتل عند نقطة تفتيش تابعة للجيش بسبب علاقاته مع الجيش الحر، لكنه يظهر حكمته قائلاً «جميعنا، أياً كان معسكرنا، ندافع عن وطننا». وبجانبه، تنتظر أم ياسر عودة أبنائها، راجية من «الله أن يحميهم».
08/09/2012
الأزمة السورية تهدد أمن أوروبا
بافوس (قبرص)- أ ف ب- حذرت باريس وروما من أن فشل المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية سيهدد الى حد كبير أمن أوروبا، وذلك في رسالة اقترحت على وزراء الخارجية الأوروبيين عقد اجتماع استثنائي حول سوريا في نيويورك في سبتمبر الجاري. وكتب وزيرا الخارجية الايطالي جوليو ترزي والفرنسي لوران فابيوس محذرين «إذا فشلنا في سوريا، فذلك سيهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيتعرض أمن أوروبا للخطر على جميع مستوياته، بدءا بالإرهاب الى انتشار الأسلحة مرورا بالهجرة غير الشرعية وأمن الطاقة».
وعقد وزراء الخارجية اجتماعا غير رسمي أمس، ويختتم اليوم في بافوس في قبرص، هيمنت عليه الأزمة السورية. واقترح ترزي وفابيوس في رسالتهما استغلال الفرصة لاجراء نقاش «استراتيجي جذري حول دور وعمل الاتحاد الاوروبي في سوريا» اللذين قد تشكل نتائجهما «أساس الاجتماع الاستثنائي المقترح على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك». بدوره، أعرب نظيرهما البريطاني وليام هيغ عن «تاثره الخاص بتفاقم الازمة الانسانية للاجئين»، معتبرا انه ينبغي زيادة المساعدة.
08/09/2012
موسكو تجدد معارضتها للتدخل الخارجي باريس ولندن متفقتان على «تسريع العملية الانتقالية»
موسكو، لندن- أ ف ب، يو بي أي- بينما جدّدت موسكو معارضتها لأية محاولات رامية لتبني مجلس الأمن الدولي قرارات تفضي الى التدخل الخارجي في سوريا، طرحت باريس فرضية وضع «مدونة سلوك» تسمح بتجاوز عدم تحرك مجلس الأمن حيال «مآس إنسانية أو انتهاكات لحقوق الإنسان»، مؤكدة توافقها ولندن على ضرورة تسريع العملية الانتقالية في هذا البلد.
ففي مقابلة مع التلفزيون المركزي الصيني، أمس، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سنعارض بشدّة أية محاولات لإصدار مجلس الأمن لقرارات ستستخدم من أجل تبرير التدخل الخارجي» في سوريا.
وذكر أن الوضع في سوريا يمكن تسويته عبر تطبيق بيان جنيف الذي تبنته مجموعة العمل حول سوريا في 30 يونيو الفائت، والذي قضى بضرورة أن يعمل اللاعبون الدوليون على حث طرفي الصراع في سوريا على وقف العنف، وإطلاق سراح السجناء والرهائن وإجراء حوار بين المجموعات المعارضة والحكومة.
وأوضح أن موقف روسيا، وكذلك الصين في مجلس الأمن، ينطلق من «أننا يجب أن نتوصل إلى اتفاق حول سبل للتأثير في هذه الأزمة أو تلك، تسمح بالفعل بتهدئة الوضع وتحويل النزاع إلى مجرى المفاوضات السياسية، وليس لاستخدامها من أجل دعم طرف من طرفي النزاع الداخلي».
من جهة ثانية، أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لندن انه «على اتفاق تام» مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بهدف «تسريع العملية السياسية الانتقالية» في سوريا.
ومن ناحيته، تحدث كاميرون عن وضع «مخيف» في سوريا. وقال «كلانا يريد المشاركة في العملية الانتقالية، نريد رحيل الرئيس الاسد ونظامه غير الشرعي والقاتل»، مشيرا الى أن «فرنسا وبريطانيا ستعملان بشكل وثيق جدا مع حلفائهما في المنطقة لمعرفة ما يمكن القيام به بشكل إضافي، من أجل قيام هذه المرحلة الانتقالية».
بالتزامن، وفي إشارة ضمنية الى الأزمة السورية، تحدث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن فرضية وضع «نوع من مدونة سلوك يتعهد بموجبها الأعضاء الدائمو العضوية في مجلس الأمن بعدم ممارسة حقهم في النقض (الفيتو) في الاوضاع التي تشهد ازمات انسانية خطيرة، حيث لا تكون مصالحهم الحيوية على المحك».
08/09/2012
نجاد صادق شخصياً على إيفادهم بعد مقتل آصف شوكت: 150 ضابطاً من الحرس الثوري يساعدون الأسد
ذكرت صحيفة ديلي تليغراف، الريطانية أمس، أن إيران تكثّف دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد، وأرسلت 150 ضابطاً من كبار قادة حرسها الثوري إلى سوريا للمساعدة في قمع المعارضة الرامية إلى إطاحته.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الغربية «إن الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق شخصياً على إيفاد هؤلاء الضباط من ذوي الخبرة لضمان بقاء نظام الأسد في السلطة». وأضافت أن إيران قامت كذلك «بشحن مئات الأطنان من المعدات العسكرية، بما في ذلك المدافع والصواريخ والقذائف، إلى سوريا عبر ممر جوي نظامي تم انشاؤه بين دمشق وطهران».
سليماني «العقل المدبر»
وأشارت «ديلي تليغراف» إلى أن مسؤولي الاستخبارت الغربية «يعتقدون أن زيادة الدعم الإيراني كان مسؤولاً عن الفعالية المتزايدة لتكتيكات نظام الأسد في إجبار المعارضين على التراجع، ووقف هجماتهم، لا سيما خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك من خلال شن سلسلة من الهجمات المنسقة بشكل جيد ضد معاقل المعارضة في دمشق وحلب».
وقالت إن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو العقل المدبر لعملية الدعم الايراني لنظام الأسد، وتم اتخاذ قرار زيادة الدعم بعد مقتل صهر الرئيس السوري العماد آصف شوكت نائب رئيس أركان الجيش السوري مع عدد آخر من كبار مسؤولي الدفاع في تفجير «الخلية الأمنية» في دمشق في يوليو الماضي.
عبر الأجواء العراقية
وأضافت الصحيفة أن ضباط الحرس الثوري نُقلوا جواً إلى دمشق في طائرة إيرانية مستأجرة حصلت على إذن للسفر عبر المجال الجوي العراقي، كما تردد أن المعدات العسكرية الإيرانية يتم شحنها إلى دمشق عبر الممر نفسه.
وذكرت أن جماعات المعارضة الإيرانية زعمت أيضاً أن بعض الإيرانيين الذين احتجزهم المتمردون السوريون كرهائن الشهر الماضي، والبالغ عددهم 48 شخصاً، «كانوا جزءاً من وحدة قوامها 150 عنصراً من الحرس الثوري الايراني أُرسلت لدعم نظام الأسد».
ونسبت «ديلي تليغراف» إلى متحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة في إيران (مجاهدي خلق)، قوله إن الإيرانيين الذين تحتجزهم المعارضة السورية «بينهم عدد من الضباط برتبة عميد وعقيد لديهم خبرة تمتد لسنوات طويلة من الخدمة في الحرس الثوري الإيراني».
كما نقلت عن مسؤول أمني غربي وصفته بالبارز، قوله إن ايران «اتخذت قراراً استراتيجياً لتعميق انخراطها في الأزمة السورية، وتسعى جاهدة لإنقاذ حليفها الأكثر أهمية بالمنطقة ومساعدته على تجاوز الأزمة الحالية، وهذا التورط بدأ يؤتي ثماره».
واشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الاستخبارات الغربية يعتقدون أن الكثير من الضباط الإيرانيين الذين أُرسلوا إلى سوريا لديهم خبرة سابقة في العمل مع حزب الله في لبنان.
مونتريا - أ. ف. ب - أدرجت كندا سوريا على لائحة الدول الراعية للإرهاب، بعد ساعات من إدراجها إيران في هذه اللائحة، بالتوازي مع إغلاق السفارة الإيرانية في كندا وإمهال الدبلوماسيين الإيرانيين في أوتاوا خمسة أيام للمغادرة. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان صحفي وزّع في وقت متأخر من ليل الجمعة إن كندا أضافت رسمياً سوريا إلى لائحة الدول الراعية للإرهاب. وأضاف ان «كندا ملتزمة بمحاربة الإرهاب ومحاسبة مرتكبي الإرهاب والذين يقدمون الدعم لهم».
09/09/2012
الإبراهيمي في القاهرة اليوم ويزور دمشق خلال أيام أشرس معارك قوات الأسد لاستعادة ثكنة هنانو
عنصران من الجيش السوري الحر أثناء مشاركتهما في اشتباك مع قوات النظام في منطقة إعزاز في حلب (أ ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز - استخدمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد «قنابل البراميل»، أمس، لصد هجوم كبير شنه مقاتلو المعارضة، واستهدف ثكنة مهمة جدا في حلب، وللتخفيف من حدة المعارك في العاصمة دمشق وضواحيها، والتي نجحت المعارضة في تحويلها الى حرب شوارع حقيقية، بانتقالها من حي الى آخر، وعلى مدار اليوم.
في الوقت نفسه، واصلت قوات النظام عملياتها العسكرية والأمنية مخلفة مزيدا من القتلى والجرحى في أنحاء متفرقة من سوريا، غداة مقتل نحو 140 شخصا، منهم 73 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه التطورات الأمنية عشية وصول المبعوث الأممي- العربي الأخضر الإبراهيمي الى دمشق، في زيارة سيتحدد موعدها على ضوء ما ستتمخض عنه محادثاته في القاهرة التي يصل إليها اليوم، لا سيما من جهة التأكد من أنه سيحظى باستقبال جيد من جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
معارك حامية في حلب
فبعد شهر ونصف من فتح جبهة حلب، دارت، خلال الساعات الماضية، معارك عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة الذين حاولوا السيطرة على ثكنة عسكرية مهمة في حي هنانو (شرق المدينة).
وأكد المقاتلون سيطرتهم على جزء من هذه القاعدة، التي تضم مصنعا كبيرا للأسلحة، إلا أن الجيش النظامي نفى ذلك، وأكد بدوره أن جنوده نجحوا في صد الهجوم الذي استمر منذ منتصف ليل الجمعة- السبت وحتى ظهر أمس. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على حي هنانو في يوليو الماضي، إلا انهم لم يحتلوا الثكنة العسكرية.
وأفاد المرصد السوري أن 18 جنديا على الأقل و4 مقاتلين من المعارضة قتلوا في المعارك.
وعادت مجموعة أولى من الآليات الملأى بمقاتلين معارضين جرحى أو تحت الصدمة من الجبهة. وتم نقل عدد منهم الى مستشفى في حلب، إلا أنه تعذر الحصول على تفاصيل حول المعركة.
وقال أحد شهود العيان في حلب إن القوات النظامية «صدت هجوما للمعارضة المسلحة بعدما استعادت عند الصباح الجزء الذي دخله مسلحون في ثكنة عسكرية» في حي هنانو.
وأوضح شاهد آخر أن القوات النظامية استخدمت الدبابات والمروحيات لدفع المقاتلين المعارضين الى خارج الثكنة، مشيرا الى أنها استخدمت «قنابل البراميل» التي تملئ بالنفط وتوابعه لزيادة حدة الانفجار، دمرت ست سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المهاجمون.
وذكر مصدر عسكري أن المهاجمين كانوا يحاولون «الاستيلاء بقوة كبيرة على أسلحة في مخزن قريب في ظل نقص كبير في عتادهم».
وفي حلب أيضا، ذكر المرصد أن مقاتلي المعارضة هاجموا حاجزا للقوات النظامية في الليرمون (شمال غرب) قتل خلاله خمسة من المهاجمين، بينما «وردت معلومات أولية عن قتل وجرح عدد من عناصر» قوات النظام. وقد ردت الطائرات الحربية بقصف مكثف على بلدة عندان وحي الميسر.
كما أشار المرصد الى وقوع اشتباكات في حي الزبدية أدت الى مقتل قائد كتيبة مقاتلة. كما أعلن عن تعرض حيي قاضي عسكر وقرلق للقصف.
اعتقال الجرحى
وفي دمشق، استمرت حرب الشوارع، ودارت اشتباكات في حي التضامن، بعدما تعرض الحي لقصف بـ«قنابل البراميل»، «في محاولة من النظام لاقتحامه والسيطرة عليه». كما تعرض حي الحجر الأسود القريب لقصف مماثل.
وتعددت الهجمات في الأسابيع الأخيرة في العاصمة وضواحيها رغم الإجراءات الأمنية المتخذة من النظام الذي لم يتمكن كذلك من احتواء التظاهرات المناهضة.
وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت مستشفى الباسل في مخيم اليرموك، بحثا عن جرحى من المقاتلين من حي التضامن المجاور، وأن هذه القوات تستخدم المروحيات في استهدافها للحي، مشيرا الى «معلومات» حول اصابة مروحية.
وأعلن أنه تم العثور على جثتي مواطنين في الحي، بينما عثر على جثامين اربعة رجال مجهولي الهوية، قتلوا بالرصاص في مناطق مختلفة من ريف دمشق.
جبهات مفتوحة
ودارت معارك على جبهات أخرى في إدلب ودرعا وحمص وريف دمشق ودير الزور، وفق المرصد، بينما تعرضت مدينة البوكمال في دير الزور لقصف مدفعي تركز على محيط مطار الحمدان العسكري، كما تعرضت مدن وقرى وأحياء في إدلب ودرعا الى قصف مماثل، مما أسفر عن مقتل العشرات.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
الإبراهيمي في القاهرة اليوم
سياسيا، وفي زيارته الرسمية الأولى الى المنطقة منذ تسلمه مهامه في الأول من سبتمبر الجاري، يجري المبعوث الدولي اليوم في القاهرة محادثات مع مسؤولين من الجامعة العربية، كما ينوي زيارة دمشق في الأيام التالية.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم الإبراهيمي، «ننجز التفاصيل الأخيرة لهذه الزيارة المرتقبة الى دمشق التي ستحصل بسرعة حالما يتم انجاز كل هذه التفاصيل».
ووفق دبلوماسيين في الأمم المتحدة، فإن الإبراهيمي يريد التأكد قبل الذهاب الى دمشق، من أنه سيحظى باستقبال جيد من جانب الرئيس الأسد.
تفقد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، أمس، مخيم الزعتري للاجئين السوريين على الحدود الأردنية، ضمن جولة إلى الشرق الأوسط، تستمر يومين وتقوده الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
09/09/2012
الإبراهيمي في القاهرة اليوم ويزور دمشق خلال أيام أشرس معارك قوات الأسد لاستعادة ثكنة هنانو
عنصران من الجيش السوري الحر أثناء مشاركتهما في اشتباك مع قوات النظام في منطقة إعزاز في حلب (أ ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز - استخدمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد «قنابل البراميل»، أمس، لصد هجوم كبير شنه مقاتلو المعارضة، واستهدف ثكنة مهمة جدا في حلب، وللتخفيف من حدة المعارك في العاصمة دمشق وضواحيها، والتي نجحت المعارضة في تحويلها الى حرب شوارع حقيقية، بانتقالها من حي الى آخر، وعلى مدار اليوم.
في الوقت نفسه، واصلت قوات النظام عملياتها العسكرية والأمنية مخلفة مزيدا من القتلى والجرحى في أنحاء متفرقة من سوريا، غداة مقتل نحو 140 شخصا، منهم 73 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه التطورات الأمنية عشية وصول المبعوث الأممي- العربي الأخضر الإبراهيمي الى دمشق، في زيارة سيتحدد موعدها على ضوء ما ستتمخض عنه محادثاته في القاهرة التي يصل إليها اليوم، لا سيما من جهة التأكد من أنه سيحظى باستقبال جيد من جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
معارك حامية في حلب
فبعد شهر ونصف من فتح جبهة حلب، دارت، خلال الساعات الماضية، معارك عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة الذين حاولوا السيطرة على ثكنة عسكرية مهمة في حي هنانو (شرق المدينة).
وأكد المقاتلون سيطرتهم على جزء من هذه القاعدة، التي تضم مصنعا كبيرا للأسلحة، إلا أن الجيش النظامي نفى ذلك، وأكد بدوره أن جنوده نجحوا في صد الهجوم الذي استمر منذ منتصف ليل الجمعة- السبت وحتى ظهر أمس. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على حي هنانو في يوليو الماضي، إلا انهم لم يحتلوا الثكنة العسكرية.
وأفاد المرصد السوري أن 18 جنديا على الأقل و4 مقاتلين من المعارضة قتلوا في المعارك.
وعادت مجموعة أولى من الآليات الملأى بمقاتلين معارضين جرحى أو تحت الصدمة من الجبهة. وتم نقل عدد منهم الى مستشفى في حلب، إلا أنه تعذر الحصول على تفاصيل حول المعركة.
وقال أحد شهود العيان في حلب إن القوات النظامية «صدت هجوما للمعارضة المسلحة بعدما استعادت عند الصباح الجزء الذي دخله مسلحون في ثكنة عسكرية» في حي هنانو.
وأوضح شاهد آخر أن القوات النظامية استخدمت الدبابات والمروحيات لدفع المقاتلين المعارضين الى خارج الثكنة، مشيرا الى أنها استخدمت «قنابل البراميل» التي تملئ بالنفط وتوابعه لزيادة حدة الانفجار، دمرت ست سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المهاجمون.
وذكر مصدر عسكري أن المهاجمين كانوا يحاولون «الاستيلاء بقوة كبيرة على أسلحة في مخزن قريب في ظل نقص كبير في عتادهم».
وفي حلب أيضا، ذكر المرصد أن مقاتلي المعارضة هاجموا حاجزا للقوات النظامية في الليرمون (شمال غرب) قتل خلاله خمسة من المهاجمين، بينما «وردت معلومات أولية عن قتل وجرح عدد من عناصر» قوات النظام. وقد ردت الطائرات الحربية بقصف مكثف على بلدة عندان وحي الميسر.
كما أشار المرصد الى وقوع اشتباكات في حي الزبدية أدت الى مقتل قائد كتيبة مقاتلة. كما أعلن عن تعرض حيي قاضي عسكر وقرلق للقصف.
اعتقال الجرحى
وفي دمشق، استمرت حرب الشوارع، ودارت اشتباكات في حي التضامن، بعدما تعرض الحي لقصف بـ«قنابل البراميل»، «في محاولة من النظام لاقتحامه والسيطرة عليه». كما تعرض حي الحجر الأسود القريب لقصف مماثل.
وتعددت الهجمات في الأسابيع الأخيرة في العاصمة وضواحيها رغم الإجراءات الأمنية المتخذة من النظام الذي لم يتمكن كذلك من احتواء التظاهرات المناهضة.
وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت مستشفى الباسل في مخيم اليرموك، بحثا عن جرحى من المقاتلين من حي التضامن المجاور، وأن هذه القوات تستخدم المروحيات في استهدافها للحي، مشيرا الى «معلومات» حول اصابة مروحية.
وأعلن أنه تم العثور على جثتي مواطنين في الحي، بينما عثر على جثامين اربعة رجال مجهولي الهوية، قتلوا بالرصاص في مناطق مختلفة من ريف دمشق.
جبهات مفتوحة
ودارت معارك على جبهات أخرى في إدلب ودرعا وحمص وريف دمشق ودير الزور، وفق المرصد، بينما تعرضت مدينة البوكمال في دير الزور لقصف مدفعي تركز على محيط مطار الحمدان العسكري، كما تعرضت مدن وقرى وأحياء في إدلب ودرعا الى قصف مماثل، مما أسفر عن مقتل العشرات.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
الإبراهيمي في القاهرة اليوم
سياسيا، وفي زيارته الرسمية الأولى الى المنطقة منذ تسلمه مهامه في الأول من سبتمبر الجاري، يجري المبعوث الدولي اليوم في القاهرة محادثات مع مسؤولين من الجامعة العربية، كما ينوي زيارة دمشق في الأيام التالية.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم الإبراهيمي، «ننجز التفاصيل الأخيرة لهذه الزيارة المرتقبة الى دمشق التي ستحصل بسرعة حالما يتم انجاز كل هذه التفاصيل».
ووفق دبلوماسيين في الأمم المتحدة، فإن الإبراهيمي يريد التأكد قبل الذهاب الى دمشق، من أنه سيحظى باستقبال جيد من جانب الرئيس الأسد.
تفقد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، أمس، مخيم الزعتري للاجئين السوريين على الحدود الأردنية، ضمن جولة إلى الشرق الأوسط، تستمر يومين وتقوده الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
09/09/2012
تحقيق في حلب.. حرب كلامية أيضاً
حلب ـــــ سامي كيتز (أ.ف.ب) - في موازاة الاشتباك بالرصاص والقذائف والصواريخ، يخوض طرفا النزاع في حلب حربا كلامية، تبدأ في منطقة السيد علي يوميا بسيناريو واحد: يصرخ مقاتلو المعارضة «الله اكبر»، فيرد عليهم الجنود «ستصعدون إليه قريبا».
وغداة مواجهات شرسة بين الجانبين، طردت القوات النظامية قبل نحو أسبوعين المقاتلين المناهضين للنظام من حي الجديدة المسيحي، الواقع عند طرف هذه المنطقة، ليتحول إثر ذلك الى خط للتماس يرزح تحت رحمة القناصة.
ويفصل أقل من 50 مترا بين طرفي النزاع، اللذين لا تلتقي أعين عناصرهما، إنما تتقاطع أصواتهم ونداءاتهم وشتائمهم الساخرة في أغلب الأحيان.
جواز سفر للجنة!
يقول المجند أحمد (22 عاما): «يتعاملون معنا على أساس أننا كفار ونستحق الموت، ونحن نسخر منهم ونقول لهم إنهم لن يجدوا عذراء تقبل بأي منهم في الجنة».
ويؤكد عسكريون أنهم ألقوا القبض في السابق على مقاتلين كانوا يحملون في جيبوهم ملابس داخلية نسائية، ظنا منهم أنهم سيتمكنون من إهدائها الى «العذارى الحور العين اللواتي وعدوا بهن في الجنة بعد أن يستشهدوا».
ويشير جنود آخرون الى أن بعض المقاتلين في الجانب الآخر يدخلون المعركة، وهم يحملون «جواز سفر للجنة» منحهم اياه شيخ سلفي، ويقول احد الجنود «نستطيع برصاصاتنا ان نساعدهم على الوصول الى باب السماء»!
وغالبا ما يرد المقاتلون، وخصوصا الإسلاميين، على جنود القوات النظامية متوعدين إياهم بـ«نار جهنم».
ويسخر بدوره الجنرال في الحرس الجمهوري، الذي يقود العمليات العسكرية في غرب حلب، من المعارضين المسلحين، قائلا «هم يدعون أنهم يقاتلوننا حتى يتناولوا طعام الغداء على طاولة الرسول...».
الإهانات ذهاباً وإياباً
يبدو حي الجديدة المسيحي، الذي تنتشر فيه الأبنية الحجرية والمطاعم والمتاجر التي تبيع التذكارات والأغراض القديمة، مهجورا من سكانه الذين كانت تكتظ بهم طرقاته، وفارغا من السياح الذين بدأوا يبتعدون عن سوريا منذ أكثر من عام ونصف العام.
وتقول أم عبدو (52 عاما)، التي تغطي رأسها بمنديل ملون، وهي تنظر من بعيد الى شقتها التي غادرتها قبل نحو أسبوعين، وتحاول تفقدها: «أراها، لكنني لا أستطيع الوصول إليها. إنه أمر محبط».
وفي مكان قريب، يستريح جنود بعد تبادل شرس لإطلاق النار، ويقول عصام، الذي وضع قطعة قماش على رأسه تحميه من الشمس، «الرجال المسلحون (المعارضون) متوترون اليوم، بالأخص بعدما حصلوا على ذخيرة تتيح لهم إطلاق النار كما يشاؤون».
وفيما تتنقل الإهانات بسهولة ذهابا وإيابا، فان أيا من الطرفين لا يجرؤ على التقدم باتجاه الطرف الآخر في منطقة يحمل زجاج وجدران منازلها ندبات وأثار النزاع.
وأغلق مطعم «سيسي»، الأكثر شهرة في حلب، ابوابه منذ شهرين، فيما يبقى محمد صبار (37 عاما) وحده في متجره يحاول بيع الملابس الداخلية وثياب النوم النسائية.
ويقول: «لم ابع قطعة واحدة منذ شهر لأن الطريق خطرة، والزبون المعتوه هو الوحيد الذي قد يقصدني. آتي الى هنا فقط لأنني اشعر بالملل في منزلي».
جوزف (46 عاما)، الذي يصنع حقائب نسائية ويرسلها الى ليبيا، هو الوحيد الذي لا يشتكي من الوضع الحالي.
ويقول: «أبيعها لليبيات اللواتي يرسل بلدهن إلينا العاطلين عن العمل لمقاتلة جنودنا».
تدمير أنبوب توزيع رئيسي انقطاع كلي لمياه الشرب عن حلب
أ ف ب - أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قسماً من مدينة حلب انقطعت عنه مياه الشرب بعد تدمير انبوب رئيسي للتوزيع.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «انبوبا رئيسيا دمر قرب مقر شركة المياه العامة في بستان الباشا. الامر خطير لان هذا الانبوب ينقل المياه الى كل المدينة».
واوضح «لا نعرف كيف دمر الانبوب لكن كانت هناك غارات جوية ومعارك في هذا القطاع».
واكد مدير الشركة للصحافيين ان «مشكلة وقعت في الانبوب». وقال «لا اعرف حجمها لانه لا يمكنني ارسال فريق الى المكان للتحقق».
وبثت شبكة الناشطين شريط فيديو على يوتيوب يظهر تسربا كبيرا من انبوب. ويظهر ايضا المياه تسيل في الشارع وتبلغ مدخل احد المباني.
واتهمت لجان التنسيق المحلية «طيران الاسد بتدمير الانبوب الرئيسي».
في المقابل، نقلت وكالة الانباء الرسمية عن محافظ حلب محمد وحيد عقاد قوله ان «التغذية جارية بالمياه لكل مناطق حلب عدا أحياء الميدان والعزيزية والسليمانية التي توقفت تغذيتها بالمياه جراء عمل ارهابي تخريبي».
10/09/2012
اقتربت منهم دبابة.. ولم يسعفهم الوقت للنجاة كاميرا تلتقط آخر 53 ثانية في حياة ثلاثة سوريين
دمشق - العربية نت - عيسى عياش (30 سنة) أب لثلاثة أطفال، أخوه الأصغر أحمد عمره 17 عاما، والشيخ محمود (42 سنة) أب لطفل حديث الولادة، لا يحتاجون لإثبات سوريتهم، لأن موتهم على يد النظام الدموي كان أسرع من أن يدركه العقل.
لقد قتلتهم واحدة من قذائف قوات الأسد، والكاميرا التي وقفت هناك عجزت حتى عن إطلاق صرخة الآهة.
الثلاثة انتموا الى الجيش الحر، واجتمعوا في حيّ من أحياء حلب مشاركين بحملة التنظيف التي باتت عادة اضطرارية من عادات السوريين.. وعلى اعتبار أن الضحكة وحدها هي التي تجعل حياتهم محتملة، فإن عيسى وأحمد ومحمود كانوا يتمازحون بينما يقومون بأعمال التنظيف.
الدبابة.. والحيرة في التصرف
التنبيه جاءهم متأخراً بضع دقائق، فالدبابة شُوهدت بالقرب منهم، والقصف سيستهدفهم لا محالة، إلا أن محاولتهم لإحضار أسلحتهم أو الخروج من المكان باءت بالفشل.
وخلال ثوان أطلقت مدفعية الدبابة نيرانها، وغطى الغبار والدخان الشارع لأكثر من 30 متراً، وخرج من وسط الغبار رجل واحد فقط ليبقى الثلاثة داخله.
10/09/2012
موسكو تهاجم بان كي مون وتكرِّس الخلاف مع واشنطن الطائرات تقصف حلب بضراوة.. والمواجهات تتصاعد
مقاتلون من الجيش الحر يحاولون انقاذ رفيق لهم اصيب في معارك حلب ( ا ف ب)
دمشق، موسكو - وكالات - سقط المزيد من القتلى والجرحى بنيران قوات النظام السوري، وبخاصة في حلب التي انتشر فيها الذعر والدمار بفعل القصف الجوي المرافق لنيران الدبابات وغيرها، واصبحت المدينة من دون مياه للشرب بفعل تدمير انبوب رئيسي.
كذلك فالقصف على حمص وادلب ودير الزور يترافق مع مواجهات متنقلة مع الجيش الحر، وكذلك في انحاء من دمشق وريفها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان جيش النظام قصف بشكل متواصل، ومنذ الصباح، عدة مدن وبلدات في البلاد في محاولة لطرد مقاتلي الجيش الحر من ثكنة عسكرية مهمة في حلب، بينما يخوض اشتباكات مع قوى المعارضة في حلب وحمص.
جاء ذلك فيما تأكد الخلاف الاميركي - الروسي، بعدما رفضت القيادة الروسية افكاراً إنقاذية طرحتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبل مغادرتها الاراضي الروسية. وتصر موسكو على عدم تضمين اي قرار دولي عقوبات على النظام السوري في حال عدم الالتزام، فيما اكدت كلينتون أن «لا معنى لاعتماد قرار غير ملزم في مجلس الأمن، لان الاسد سيتجاهله وسيواصل مهاجمة شعبه».
وتابعت «سأواصل العمل مع وزير الخارجية لافروف لمعرفة ما اذا كان بإمكاننا إعادة النظر في فكرة ان نورد خطة الانتقال في سوريا، التي وافقنا عليها في جنيف هذا الصيف، ضمن مشروع قرار لمجلس الامن».
تدمير أحياء في حلب
أمنياً، قتل في المواجهات والقصف والقمع الدموي امس، حوالي سبعين شخصاً، بعد يوم قتل فيه اكثر من 150 معظمهم من المدنيين.
ففي حلب أصاب القصف الجوي والمدفعي حي الميدان مما ادى الى تدمير مساكن عدة، كما قال مرصد حقوق الانسان.
كما تعرضت أحياء سوق الهال وطريق الباب والشعار ومساكن هنانو للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع المعارضين في أحياء السكري والزبدية والاذاعة والصاخور واطراف حي الميدان، وفي جزء من ثكنة هنانو واطراف حي سيف الدولة. وأفادت الهيئة العامة للثورة أن الجيش الحر يحاصر مقر الإذاعة في حلب.
درعا وادلب
وقصف جيش النظام قرى خربة غوالة والكتيبة ومنطقة اللجاة وبلدات حيط وسحم الجولان في محافظة درعا (جنوب)، حيث قتل وجرح سبعة من القوات النظامية إثر استهداف حاجز للسلطة من قبل مقاتلين، وفقا للمرصد.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب) تعرضت عدة قرى وبلدات للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة في قرية ام الغار في ريف مدينة جسر الشغور وسط انباء عن سيطرة الجيش الحر على مركز عسكري.
كما هزت «انفجارات عنيفة» مدينة ادلب من الجهة الغربية وسمعت اصوات اطلاق نار بشكل عشوائي.
وقتل ستة اشخاص في دير الزور (شرق) جراء اعمال قنص وتبادل اطلاق نار والقصف.
حمص: قصف ونزوح
واستهداف حافلة
وفي حمص تعرض حي الخالدية للقصف الهمجي، وبلدة تلدهب التي تشهد حركة نزوح خوفا من اقتحامها من قبل القوات النظامية، بينما تدور اشتباكات في حي باب هود.
الى ذلك، قتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب آخرون في هجوم استهدف حافلة تقل مدنيين وعسكريين قرب حمص. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» ان «هجوما بجهازي تفجير استهدف اليوم حافلة تقل مدنيين وعسكريين». من جهته، اعلن التلفزيون السوري مقتل اربعة واصابة آخرين «بتفجير عبوة ناسفة زرعتها مجموعة ارهابية في باص شبه بولمان على طريق حمص - مصيف».
الخلاف الأميركي - الروسي
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن تسوية الأزمة تتطلب إجراء حوار سياسي من خلال آليات الوساطة المتوافرة، بدلا من توجيه الاتهامات إلى أحد أطراف النزاع، وفق قوله.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن غاتيلوف قوله على صفحته على «تويتر»، ان «الأمين العام للأمم المتحدة يعلم جيداً دوافع أعضاء مجلس الأمن خلال بحثهم الأزمة».
وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية أعلن أن موسكو لا تتفق مع تقييم بان كي مون للوضع.
وكانت الخارجية الروسية علّقت السبت على تصريحات كي مون التي قال فيها إن «شل مجلس الأمن يضر بالشعب السوري ويقوّض ثقة المجلس». وقال البيان الروسي إن الأزمة تبقى في مركز اهتمام مجلس الأمن، وأن الأمين العام يعلم ذلك جيداً.
من هو صاحب القرار في سورية الآن والذي يملك قرار الاستمرار في المواجهة مع الشعب أو الخضوع لإرادة الشعب والرحيل؟
هل هو رئيس النظام بشار الأسد؟
هكذا يفترض، لأنه الرئيس والمسؤول الأول وصاحب القرار، ولكن الحقيقة غير ذلك وهذا ما تشي به مجريات الأحداث وتصاعدها، فالتورط بالدم يجعل التراجع عنه أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا، والنظام في سورية قائم على فكرة التشكيل العصابي الذي يقتضي السمع والطاعة لرئيس العصابة في حالة السلم، ولكن حين تنكشف العصابة وتصبح طريدة اليد الأمنية يفقد رئيسها هيبته وسيطرته ويتحول إلى مجرد فرد في العصابة لا كلمة له ولا سيطرة على بقية أفراد العصابة، حيث تتساوى الرؤوس ويتساوى رأسه برأس أصغر فرد فيها ويفقد هيبته.
وهذا هو الواقع السوري الآن وواقع بشار الأسد بحيث لو أراد أن ينصاع للمطالب الشعبية ويسلم السلطة أو الهروب والنجاة بنفسه فإن ذلك ليس بمقدوره بسبب تطويق أفراد العصابة له وعدم سماحهم له بالهروب، وذلك لخوفهم من مصيرهم المحتوم، وهم لا يريدونه أن ينجو بنفسه بينما هم مهددون بتعليق رؤوسهم على أعواد المشانق.
كما أنهم يوقنون أن رضوخه الآن واستسلامه وتسليمه للسلطة سلميا لن يمر على خير وانهم سيبيتون في قبضة العدالة وهو الأمر الذي يُصعّب فكرة الاستسلام رغم الخسائر والهزائم المتتالية والمتكررة على رأس النظام بما يحصده جيشه من خسائر في المعدات والأرواح، فضلا عن الانشقاقات اليومية سواء في صفوف العسكر أو الساسة والتي وصلت إلى نائب الرئيس فاروق الشرع والذي بات الجميع يدرك أنه بات من خارج النظام حتى وإن بقي في الداخل السوري أسيرا.
الخلاصة أن بشار الأسد بات في وضع الأسير أو الرهينة بعدما فقد سلطة القرار والحكم والسيطرة على بقية أفراد العصابة، وهذا لا يعني أنه مختلف مع بقية أفراد العصابة، بل هو يتناغم معهم ويدرك المصير المحتوم الذي ينتظرهم، وهو يدرك انه لابد من المواجهة حتى النهاية، وهو القرار الوحيد الذي لا خيار له سواه.
فلا هروب ولا استسلام.
11/09/2012
مواجهات عنيفة في سوريا والإبراهيمي يطلق مهمته «الصعبة جداً» كي مون وحقوق الإنسان: «جرائم حرب» و«ضد الإنسانية»
بان كي مون ونافي بيلاي في جنيف ( ا ف ب)
القاهرة، جنيف-القبس
وا ف ب ورويترز ويو بي اي
اطلق الموفد الدولي والعربي الخاص بسوريا الاخضر الابراهيمي في القاهرة امس مهمته «الصعبة جدا» وسط دعوات للتحقيق في «جرائم حرب» قد تكون ارتكبت في هذا البلد، حيث قتل حوالي 250 شخصا خلال 36 ساعة، بينهم 27 بتفجير في حلب، حيث حاولت قوات النظام استعادة الثكنة من ايدي الجيش الحر.. وفيما وصل الوضع في درعا وجوار الحدود الاردنية الى درجة ماأساوية، قتلا وتدميرا وتهجيرا.
وعقد في القاهرة امس اجتماع رباعي على مستوى كبار مسؤولي مصر وايران وتركيا والسعودية لبحث الازمة السورية.. وعلى الصعيد الدولي صدرت دعوات للتحقيق في «جرائم حرب» و«جرائم ضد الانسانية»، كان ابرزها ما اعلنه امس في جنيف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وكذلك المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي.
لقاءات الإبراهيمي
وفي اول زيارة له الى المنطقة منذ توليه منصبه، قال الابراهيمي «ادرك تمام الادراك بان المهمة صعبة جدا، الا انني رأيت ان من حقي ان احاول قدر المستطاع ان اقدم مساعدة للشعب السوري».
واضاف للصحافيين بعد محادثات مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي «انني في خدمة الشعب السوري وحده». وتابع انه سيذهب الى دمشق خلال ايام «للقاء المسؤولين وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين»، معبرا عن امله في لقاء الرئيس بشار الاسد، واستدرك قائلا «آمل ولكن لا اعرف».
والتقى الدبلوماسي الجزائري الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو.
حلب والمواجهة الحاسمة
هذا في حين تواصلت اعمال العنف والقصف الدموي امس، حيث قتل العشرات ودمر الطيران الحربي مزيدا من المباني، غداة يوم دام قتل فيه 160 شخصا، بينهم 27 في تفجير في حي الملعب البلدي في حلب، وفقا لمرصد حقوق الانسان.
واوضح المرصد ان خمسة مدنيين على الاقل، بينهم امرأة وناشط، قتلوا امس في غارات جوية على حلب، استهدفت خصوصا احياء المرجة (جنوب) والصاخور وهنانو وطريق الباب (شرق) والشيخ خضر (قريب من الوسط).
واكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس ان «عددا من المباني انهار، والكتائب المقاتلة الثائرة تستخدم بطاريات مضادة للطيران» لصد الغارات.
استعادة الثكنة ومقر الكتيبة؟
من جهتها، اعلنت قوات السلطة انها استعادت ثكنة هنانو ومبنى كتيبة حفظ النظام في حلب، وانها قضت على العشرات من مقاتلي المعارضة، حسب ما افاد مصدر رسمي ليونايتد برس إنترناشيونال.
وأضاف أن القوات «قضت على العشرات من الإرهابيين»، حسب قوله.
ريف دمشق.. ودرعا
وفي ريف دمشق، قتل خمسة مدنيين وجرح عشرات في قصف لمنطقة السيدة زينب.
وقتلت القوات النظامية معارضا في محافظة درعا (جنوب)، بينما قتل طفل في قصف لبلدة النعيمة في المحافظة نفسها.
وتحدث المرصد عن قصف يطال قرى وبلدات في حماة (وسط) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب).
كي مون: محاكمة المتورطين
هذا وقد دفعت اعمال القتل والقمع الدموي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الدعوة امس امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الى محاكمة المتورطين بارتكاب «جرائم حرب».
وقال بان في افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان في جنيف التي تستمر ثلاثة اسابيع «علينا ان نتأكد من ان اي شخص، من كلا الطرفين، ارتكب جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او انتهاكات اخرى للحقوق العالمية للانسان او للقانون الدولي الانساني، سيساق الى المحاكمة».
مفوضة حقوق الإنسان
بدورها، دانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي «جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية»، وطلبت اجراء «تحقيق فوري» في مجزرة داريا حيث عثر على اكثر من 500 جثة قرب العاصمة.
وقالت «اشعر بصدمة عميقة، واطلب تحقيقا فوريا ومعمقا، واطلب من الحكومة تأمين وصول لجنة التحقيق المستقلة (التابعة للامم المتحدة) بشكل كامل ومن دون عراقيل».
كما دانت بيلاي انعكاسات النزاع على المدنيين و«استخدام اسلحة ثقيلة من قبل الحكومة وقصف مناطق مأهولة».
انتهاكات قوات المعارضة
واضافت «اخشى ان يكون ذلك يعد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية»، معبرة ايضا عن «القلق من الانتهاكات التي ترتكبها القوات المعادية للحكومة، بما في ذلك الاغتيالات والاعدامات خارج اطار القضاء والتعذيب واستخدام العبوات الناسفة اليدوية الصنع».
واكدت ايران مشاركتها في اول اجتماع «مجموعة الاتصال» الرباعية حول سوريا التي اقترحت مصر انشاءها. وقالت قناة العالم الايرانية ان «نائب وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان توجه الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع».
11/09/2012
أعنف معارك كر وفر في حلب القديمة
حلب-ا ف ب - يصغي المعارضون المسلحون المختبئون وراء جدار ابيض في الحي القديم في حلب، بحذر لازيز الرصاص الذي يمر فوق رؤوسهم.
يقول ابو احمد (27 عاما)، احد اعضاء كتيبة «احفاد صلاح الدين»، مبتسما «هذا ليس بشيء، انهم رجالنا الذي يلتقطون حركة ما في الجهة المقابلة، ويطلقون النار ناحيتها محذرين اي طرف من التحرك».
ويضيف «عندما تتعرض خطوطنا للهجوم تحدث ضجة كبيرة فنتقدم باتجاهها، وقبل ذلك كنا نقيم اتصالات مع كل الكتائب في المدينة، حيث تملك كل منها موقعا فيها».
نطلق النار على كل من
يخطو في اتجاهنا
وعلى بعد اقل من 200 متر من اسوار قلعة حلب، يتمركز المقاتلون المعارضون للنظام فوق اسطحة الابنية والشرفات وفي الازقة والشوارع الضيقة بين المنازل القديمة. ويوضح ابو احمد ان القوات النظامية «تحاول احيانا التقدم باتجاهنا الا انه من السهل وقفها، ونحن على كل حال نطلق النار على كل من يخطو ولو خطوة واحدة». وفي الداخل، خلف الجدران الباردة، ينام بعضهم على الارض، بينما يراقب آخرون عبر جهاز بث على احد الجدران صور الهجوم الذي شنته القوى المعارضة المسلحة على ثكنة للجيش السوري في حي هنانو المجاور.
قبل مهاجمتهم بالقنابل اليدوية
ويتجمع نحو ثلاثين مقاتلا مقنعا في زقاق يتلقون تعليمات التحرك من قائد لهم، فيسيرون في محاذاة الجدران باتجاه هدفهم، علما ان قذائف الهاون تسبق العملية بهدف دفع العسكريين ورجال الشرطة الى الاختباء قبل مهاجمتهم بالقنابل اليدوية.
مؤلفة من 500 عنصر
وفي مقره في حي المشهد جنوب غرب المدينة يهنئ ابو عبيدة كتيبته المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، والتي يقول انها مؤلفة من 500 عنصر، على «نجاح العملية».
ويوضح «اعطتنا مجموعة من المنشقين معلومات حول المواقع المختلفة في الثكنة، وكل نقاط الضعف، علما ان عددا من الجنود (النظاميين) ابلغونا بانهم يرفضون القتال».
استيلاء المقاتلين على اسلحة
ويتابع ابو عبيدة ان «المعارك استمرت 12 ساعة، وقد استولينا خلالها على اسلحة وذخائر»، بينما تمر على شاشة تلفزيون بعض المشاهد من العملية، تظهر استيلاء المقاتلين المعارضين للنظام على اسلحة وسط صيحات «الله اكبر».
تكذيب لبيان السلطة
وتؤكد السلطات السورية ان قواتها استعادت السيطرة على الموقع بالكامل، وانها دمرت ست سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المقاتلون المعارضون، الا ان ابو عبيدة يرفض هذا الادعاء قائلا «هذا الامر غير صحيح». ويوضح «لم يسيطروا على شيء ابدا، هم يطلقون النار على الثكنة حتى يدمروا الاسلحة (...) لكنهم لم يصيبوا الا مواقع فارغة. نحن لا نستطيع الذهاب لنقل باقي الاسلحة، لاننا سنكون في مرماهم، الا اننا سنعود ليلا».
مصير ثكنة هنانو
وكان احد شهود العيان اكد لوكالة فرانس برس السبت ان القوات النظامية «صدت هجوما للمعارضة، بعدما استعادت الجزء الذي دخله مسلحون في ثكنة هنانو». واوضح شاهد آخر ان القوات النظامية استخدمت الدبابات والمروحيات لدفع المقاتلين الى خارج الثكنة، مشيرا الى انها دمرت ست سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المهاجمون. وذكر مصدر عسكري ان المهاجمين كانوا يحاولون «الاستيلاء بقوة كبيرة على اسلحة في مخزن قريب، في ظل نقص كبير في عتادهم».
وينظر المقاتلون للسيطرة على جزء ولو صغير من اسلحة الثكنة على انها بمنزلة جائزة وانتصار.
في مستشفى الشفاء
وفي غرفة في مستشفى الشفاء، يبرز احد المقاتلين امام مجموعة من صحافيي فرانس برس نحو 20 رشاش كلاشينكوف وذخائر.
ويقول عمر عبد الفاروق (26 عاما) لدي ما يمكنني من تسليح كل من يرغب بالانضمام إلينا».
11/09/2012
الإخوان المسلمون للإبراهيمي: مكاتب الاتصال في دمشق سيخترقها شبيحة نظام الأسد
دمشق -أ ش أ- رجح المتحدث باسم الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم ألا يحيد الأخضر الإبراهيمي عن المسار الذي أعلنه منذ انطلاق مهمته.
وقال لتلفزيون الإذاعة البريطانية «إن عنصر الوقت يوجب على الإبراهيمي تفعيل المهمة فورا لإنقاذ رقاب الأبرياء».. وشدد سالم أن حديث الإبراهيمي والدكتور نبيل العربي في القاهرة عن إنشاء مكتب للاتصال في دمشق لن يجدي نفعا، لأن تجارب هذه المكاتب كشفت أن أعضاءها متحالفون مع «شبيحة» النظام وأجهزته.
وتابع قائلا «إذا كان إنشاء مكاتب للاتصال لزوميا، فيجب أن يكون في المناطق التي حررها الجيش الحر من قبضة نظام الأسد، وليكن في حمص أو حلب، حيث وجود الشعب السوري الحقيقي.. وغير ذلك سيكون موضع ريبة وشك».
وأضاف المتحدث «لن نقبل بفريق إقليمي يقتصر دوره ومهمته في سوريا على الاستماع طوال اليوم إلى ما يلقيه شبيحة نظام الأسد وأعوانه».