تقرير إخباري انقسامات وتوتر بين العلويين في القرداحة
صور للأسد مرمية وسط شارع في حي باب الحديد في حلب (أ ف ب)
عمان- خالد يعقوب عويس (رويترز)- في يوم خريفي دافئ في قرية القرداحة السورية دخل رجل مقهى، حيث كان اثنان من الزبائن يتشاحنان.. يشهر الرجل سلاحا وتطلق رصاصات.. أصيب الوافد على المقهى، وقتل أحد الرجلين.
الحادث ليس مجرد نزاع محلي، لكنه يكشف عن توتر فيما بين المؤيدين الرئيسيين للرئيس بشار الأسد. فالقرداحة موطن أسلاف أسرة الأسد الحاكمة، والرجل الذي دخل المقهى ومعه مسدس هو ابن عم للرئيس الذي تحاصره المشاكل.
تآكل التأييد
تتباين الروايات عن الحادثة، لكن الاشتباك المسلح في المقهى، وما تبعه من إراقة للدماء في القرية اقتصر على العلويين (الطائفة التي يعول عليها الأسد في حربه ضد المعارضة). وتشير الحادثة إلى أن الخوف والغضب من سياسات الأسد، قد يؤديان إلى تآكل ذلك التأييد.
يقول بعض سكان القرية إن محمد الأسد المعروف باسم «شيخ الجبل»، نظرا إلى علاقاته العائلية الوطيدة دخل في تلاسن في المقهى حول التهريب والابتزاز اللذين يشكلان دعامة الاقتصاد في البلدات العلوية على التلال المحيطة بميناء اللاذقية. وقال آخرون إنه خرج على القاعدة، ليشكو من إدارة ابن عمه للحرب، ومن تزايد اعداد القتلى بين أبناء الطائفة.
ويرقد في قبر مهيب في القرداحة الرئيس الراحل حافظ الأسد (والد بشار) الذي حكم سوريا من عام 1970 وحتى وفاته في عام 2000.
وجلب حكمه الثروة والمزايا أقلها وظائف في الجيش والشرطة للطائفة العلوية التي ظلت محرومة لفترة طويلة، والتي تشكل نحو عشرة في المائة من سكان سوريا. ولكن الحرب التي يصورها بشار على أنها معركة من أجل البقاء ليس له وحده، وإنما بقاء العلويين في مواجهة أعداء طائفيين، أدت إلى تفاقم التوترات العشائرية، وتوترات داخلية أخرى داخل الطائفة العلوية.
والحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة حول القرداحة، توحي لبعض المراقبين والدبلوماسيين الغربيين بأن الصراعات العشائرية، وسقوط آلاف القتلى في صفوف المقاتلين العلويين، والأزمة الاقتصادية قد تنال من ولاء القادة العلويين البارزين، حيث تجد الطائفة نفسها هدفا لغضب المعارضة على نحو متزايد.
سخط شعبي
وهناك غياب للمعلومات من مصادر مستقلة من داخل سوريا، ولكن السكان في منطقة اللاذقية يقدمون روايات متشابهة للأحداث.
وقال مجد عرفات (علوي) انضم لصفوف المعارضة، إن هناك سخطا متناميا بسبب معاناة السكان المحليين، بينما تظل عائلات النخبة في منأى. وقال عرفات «الحديث الدائر في الجبل أن العلويين يقتلون بأعداد كبيرة، ولكن لم يتصل أي منهم بالأسد أو مخلوف أو شاليش» التي تربطها صلات قرابة وثيقة بعائلة الأسد.
وتوقع دبلوماسي غربي أن انشقاق العلويين حتى لو كانوا من رتب أقل قد يثير التوقعات بحدوث انقسام ينطوي على أضرار أكبر، مشيرا إلى فشل انشقاق كبار ضباط الجيش السنة في تقويض سطوة قوات الأسد.
انقسامات
وقالت جماعة للنشطاء تعد تقارير إن نحو 7300 من الموالين للأسد قتلوا. لكن كثيرين يعتقدون أن العدد الإجمالي أعلى. وفي المنطقة المحيطة مباشرة بالقرداحة، قدّر السكان أن ما يصل إلى 300 رجل ربما قتلوا في العام الماضي، إما في معارك مع المعارضة المسلحة، أو في كمائن واغتيالات طائفية.
لكن الطائفة العلوية لا تتحمل العبء على نحو متساو، كما كانت الحال على مدى 40 عاما. فأبناء عائلتي مخلوف وشاليش أقارب لعائلة الأسد، وصعدوا من أصول متواضعة، ليحققوا ثروات بفضل الفوز بعطاءات حكومية، وهو سبب لاستياء العائلات العلوية الأكثر رسوخا، والتي تعرضت للتهميش على أيدي الأسد ووالده.
والآن تعود هذه الانقسامات لتطفو على السطح من جديد على ما يبدو، في بيئة تتعرض فيها الثروة للخطر، بسبب الانتفاضة، والآن يخشى كثير من العلويين من انتقام أعداء الأسد منهم بشكل جماعي.
وتكشف تفاصيل إطلاق النار في المقهى في يوم 29 سبتمبر أن التوترات الداخلية بدأت تظهر على السطح، مع تكبد الطائفة خسائر.
25/10/2012
روسيا: المعارضة تمتلك صواريخ ستينغر
موسكو- أ ف ب- أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف، أمس، أن مقاتلي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ أميركية الصنع من طراز ستينغر، لمقاتلة قوات حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال ماكاروف إن «هيئة الاركان تملك معلومات مفادها ان المقاتلين الذين يقاتلون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ محمولة، من دول مختلفة ولا سيما قاذفات ستينغر الاميركية الصنع». وأضاف «مازال يتعين تحديد الجهة التي قامت بتسليمها». واعتبر ماكاروف انه من الممكن تسليم مقاتلي المعارضة السورية أسلحة وذخائر، ولاسيما قاذفات صواريخ أرض-جو محمولة من الخارج بواسطة وسائل نقل مختلفة، وخصوصا عبر الجو.
وقال إن «كل وسائل النقل يمكن استخدامها من أجل ذلك، ولا سيما طائرات الرحلات المدنية. إنها قضية خطيرة».
25/10/2012
هيومن رايتس: القنابل العنقودية تتساقط كالمطر على المدنيين
نيويورك- يو بي أي- تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن أدلة متزايدة لديها، تبين استمرار القوات الجوية السورية، بإلقاء القنابل العنقودية، بالرغم من إنكار الجيش السوري انه يستخدمها.
وأصدرت المنظمة تقريراً تشير فيه إلى ان المعلومات التي جمعتها، تُظهر زيادة ملحوظة في استخدام القنابل العنقودية خلال الأسبوعين الماضيين. ورأت أن هجمات القنابل العنقودية تأتي كجزء من حملة جوية متصاعدة، تشنها القوات الحكومية على معاقل المعارضة، شملت إلقاء قنابل شديدة الانفجار، وقنابل انشطارية، بل وقنابل «برميلية» في مناطق مأهولة بالسكان. وقال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة ستيف غوس «يخلو إنكار سوريا من المعنى، مع تراكم الأدلة على انهمار القنابل العنقودية كالمطر فوق البلدات والقرى». وأضاف أن «القوات الجوية السورية تفرض سلطان الرعب على المدنيين في معاقل المعارضة في أنحاء البلاد، بإلقاء القنابل العنقودية، وغيرها من الأسلحة الانفجارية من الطائرات».
25/10/2012
الإبراهيمي يعلن موافقة الأسد.. والمعارضة تنقسم بين {ملتزم} و{رافض} مجلس الأمن يؤيّد الهدنة.. وموقف دمشق اليوم
عوائل سورية تعيش في أحد مساجد حلب بعدما هجروا منازلهم هربا من عمليات القصف التي تشنها القوات النظامية دون هوادة (رويترز)
نيويورك، دمشق، القاهرة - أ. ف. ب، رويترز، د. ب. أ - أيّد مجلس الامن الدولي امس دعوة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الأخضر الإبراهيمي الى وقف اطلاق النار في سوريا خلال ايام عيد الاضحى.
ودعا المجلس في بيان وافق عليه اعضاؤه الــ 15 الدول المجاورة لسوريا الى «استخدام نفوذها» على الاطراف المتصارعة لانهاء الحرب، داعيا جميع الاطراف، خاصة الحكومة السورية «بوصفها الطرف الاقوى» الى الموافقة.
وطالب المجلس الحكومة السورية بالسماح «بدخول المساعدات الانسانية بشكل تام ومن دون اي عوائق» الى المدن التي يقول النشطاء انه قتل فيها اكثر من 35 ألف شخص.
وأعلن الموفد الدولي أمام مجلس الأمن أن الرئيس بشار الأسد «قبل وقف إطلاق النار» أثناء عطلة العيد، وأن بيانا بهذا الصدد سيعلن في وقت لاحق. وهو كان قد أعلن من القاهرة أن النظام السوري ومسؤولين من مسلحي المعارضة وافقوا على هدنة خلال عيد الأضحى الذي يبدأ غدا ويستمر أربعة أيام.
بالتزامن، تواصلت أعمال القصف الجوي والبري والمعارك في أنحاء مختلفة من محافظات سورية عدة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، غداة مقتل 164 شخصا أغلبهم مدنيون. كما عثر على عشرات الجثث في ضواحي العاصمة تعود لمدنيين وبينهم الكثير من الأطفال، اتهم الإعلام الرسمي «مجموعات إرهابية» بتنفيذ هذه «المجزرة»، بينما حمّل ناشطون القوات النظامية مسؤوليتها.
وأدى النزاع المستمر منذ 20 شهرا الى مقتل اكثر من 35 ألف شخص، بحسب إحصائية جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة نظرا للقيود الكثيرة التي تفرضها السلطات السورية على عمل الصحافيين والإعلاميين.
«الحر» سيلتزم بالهدنة
وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ «سيوقف الجيش الحر إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك»، مشككا في أن تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار «حتى لو أعلنت ذلك».
وأضاف «كذب النظام مرات عدة في السابق. من المستحيل أن يطبق الهدنة حتى لو قال إنه سيفعل».
من جهته، قال متحدث باسم كتيبة المصطفى، التي تعد من الأكثر حضورا في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق «أي هدنة تلك اللتي ستطبق وطائرات الميغ لا تهدأ من القصف؟ أي هدنة والمجازر لا تعد ولا تحصى؟ أي هدنة والشهداء يأتوننا بالمئات؟».
«جبهة النصرة» ترفض
في الوقت نفسه، أعلنت جبهة النصرة التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر، والتي يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة.
خطوة صغيرة
وكان الموفد الدولي الى سوريا أعلن أن نظام الرئيس بشار الأسد وافق على اقتراحه إعلان وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى.
وقال الإبراهيمي، الذي انهى للتو مهمة في سوريا للصحافيين بعد لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، إن مسؤولين عن مقاتلي المعارضة السورية اتصل بهم قبلوا أيضا دعوته الى الهدنة.
وأضاف «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف إطلاق النار نأمل أن نتمكن من البناء عليها من أجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن وأطول ويكون هذا جزءا من عملية سياسية متكاملة».
وأكد لمجلس الأمن، الذي التأم في نيويورك، بينما كان يتحدث هو عبر دائرة الفيديو المغلقة، أن الهدنة التي يقترحها هي «خطوة صغيرة»، يمكن أن تؤدي الى فتح حوار سياسي، والى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع.
وقال دبلوماسي كان حاضرا خلال العرض، ان انعدام الثقة بين طرفي النزاع في سوريا وصل الى مستوى دفع الابراهيمي الى القول انه «غير واثق من ان الهدنة ستصمد».
واضاف الدبلوماسي ان الابراهيمي طلب «دعما قويا وموحدا» من مجلس الامن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذرا من ان فشلا جديدا في المجلس سيؤدي الى «اتساع رقعة النزاع» الى دول الجوار.
وبعد وقت قصير على اعلان الابراهيمي، عن موافقة الاطراف على الهدنة أعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان أن القرار النهائي بخصوص إعلان الهدنة سيصدر اليوم. وأضاف البيان «ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
25 جثة في ريف دمشق
ميدانيا، عثر على أكثر من 25 جثة في مبنى وسط حي تكسي حيدر في دوما (ريف دمشق)، بينها 4 لأطفال و8 لنساء. ونقل المرصد السوري عن ناشطين في البلدة قولهم إن الضحايا قتلوا على أيدي القوات النظامية فجر الأربعاء.
في المقابل، وصف الإعلام الرسمي ما حصل بأنه «مجزرة ارتكبتها مجموعات إرهابية مسلحة»، ونقل عن مصدر في المحافظة أن «المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام الذي يتزعمه الارهابي زهران علوش».
معارك وقصف
وفي محافظة ادلب، دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ فترة بعد استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة.
وأشار المرصد الى قصف على المنطقة ومعلومات «مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين جار توثيقها»، مضيفا أن المؤشرات تدل على أن المعسكر قد يسقط في يد الثوار خلال ساعات.
كذلك دارت اشتباكات عنيفة في أحياء عدة في حلب تركزت في محيط مطار حلب الدولي، ترافقت مع قصف جوي وبري من قبل القوات النظامية، التي سقط 8 من جنودها في انفجار سيارة مفخخة «استهدف حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة».
موسكو تأمل في أن يمثل المسؤولون عن قتل المدنيين في ليبيا وخرق قوانين الحرب خلال العمليات القتالية هناك أمام القضاء الدولي.
طرابلس- وكالات-
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو تأمل في أن يمثل المسؤولون عن قتل المدنيين في ليبيا وخرق قوانين الحرب خلال العمليات القتالية هناك أمام القضاء الدولي. وأكد أن روسيا طلبت من مجلس الأمن إيضاحات حول ما يجري في بني وليد على خلفية تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين هناك. وشدد على انه من المهم معرفة كيف دخلت القوات الليبية بني وليد يوم الأربعاء بعد أيام من المعارك الشرسة التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.
26/10/2012
العنف تواصل في عموم سوريا عشية هدنة العيد.. والمعارضة المسلحة منقسمة دمشق توقف العمليات العسكرية وتحتفظ بحق الرد
سكان ومقاتلون يتفقدون ما تبقي من مسجد بلال في معرة النعمان الذي دمرته الغارات الجوية على المدينة أمس (رويترز)
دمشق- أ ف ب، رويترز- بينما كانت دمشق تعلن أن قوات جيشها ستوقف العمليات العسكرية اعتبارا من صباح اليوم، عملا بهدنة عيد الاضحى التي اقترحها الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي، كانت التطورات العسكرية المستمرة وبكثافة على الأرض لا توحي بأن الهدنة المفترضة يمكن أن تنجح أو تصمد. فقد احتفظ النظام السوري بما أسماه «حق الرد» في حال استمرار اعتداءات من أسماهم «الجماعات المسلحة». وفصائل المعارضة المسلحة لاتزال منقسمة: فبالرغم من تكرار الجيش السوري الحر بأن مقاتليه سيلتزمون بهذه الهدنة، إلا أنه طلب الإفراج عن المعتقلين والسجناء اليوم، بينما أصرت جماعتا أنصار الشريعة وجبهة النصرة على موقفهما الرافض لوقف إطلاق النار. وأعلن قادة هاتين الجماعتين بأنهم لا يثقون بنظام الرئيس بشار السد، ولا بجيشه وقواته.
فعشية دخول قرار وقف إطلاق النار المفترض حيز التنفيذ، أطلقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد نيران الدبابات المكثفة ووابلا من الصواريخ على ضواحي دمشق، فيما دخل مقاتلون من المعارضة الى حي ذي غالبية كردية في حلب كان حتى يوم أمس في منأى عن المعارك الدائرة في المدينة منذ ثلاثة اشهر. كذلك تعرضت أحياء في إدلب ودرعا لقصف جوي وبري، بينما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في أكثر من منطقة ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك غداة مقتل أكثر من 170 شخصا أغلبهم من المدنيين.
ويصعب التأكد من صحة ودقة هذه المعلومات من مصادر مستقلة نظرا للقيود الكبيرة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين.
التصعيد باقٍ
ويعول السوريون ومعهم كثيرون، وفي مقدمتهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن تلتزم السلطات السورية وفصائل المعارضة المسلحة بهدنة عيد الأضحى الذي يبدأ اليوم لتكون مدخلا أو لهدنة أوسع وأطول تمهد بدورها لحل سياسي.
لكن معاذ الشامي الناشط المعارض في دمشق قال إن لا أحد يتعامل مع وقف إطلاق النار بجدية.
وتساءل: كيف يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار والدبابات تجوب الشوارع وحواجز الطرق تفصل بينها بضع مئات من الامتار والجيش لا يتورع عن قصف أحياء المدنيين بالمدفعية الثقيلة؟. وقال إن هذا نظام فقد كل مصداقيته.
واقرت صحيفة البعث السورية بصعوبة وقف العمليات العسكرية لعدم حصول الابراهيمي «على الضمانات السياسية اللازمة للتنفيذ»، رغم تأكيدها ان هذا الامر «لا يفقد الدعوة (الى وقف اطلاق النار) ضرورتها الفعلية» لانها «ضرورة اخلاقية قبل ان تكون ضرورة سياسية».
حق الرد
وجاء في بيان صادر عن الجيش السوري «لمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على اراضي الجمهورية العربية السورية، اعتبارا من صباح اليوم لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر».
واشارت قيادة الجيش في بيانها الى احتفاظها «بحق الرد» في حال «استمرار الجماعات الارهابية المسلحة باطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة».
كما سيحصل رد في حال «قيام المجموعات الارهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الاعلان او الحصول على الامداد بالعناصر والذخيرة»، وان قامت «دول الجوار بتسهيل تمرير الارهابيين عبر حدودها الى سوريا انتهاكا لالتزاماتها الدولية بمكافحة الارهاب».
واعتبرت ان حق الرد هذا يأتي «انسجاما مع مسؤوليتها في حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة».
معارك وقصف في دمشق
ميدانيا، قال نشطاء في المعارضة إن القتال تفجر في حرستا الواقعة إلى الشمال الشرقي من دمشق، عندما تجاوز مقاتلون من المعارضة حواجز طرق أقامها الجيش على مشارف البلدة الكبيرة التي تقع على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط العاصمة بشمال البلاد.
وقال محمد المقيم في دمشق بالهاتف «تقصف حرستا بالدبابات وتم نشر منصات إطلاق الصواريخ في الطريق السريع. مقاتلو المعارضة يقاومون والجيش غير قادر على دخول البلدة هذه المرة فيما يبدو».
وكان يشير الى أحدث توغل بالمدرعات من قبل قوات الأسد في حرستا منذ شهر والذي قال نشطاء معارضون إنه أسفر عن مقتل 70 شخصا.
وقال المكتب الاعلامي لحرستا، وهو جماعة معارضة إن البلدة أصبحت منطقة منكوبة.
وأضاف أن الجيش أقام حاجزا بجوار المخبز الرئيسي. وقال إنه ليست هناك مياه ولا طعام ولا دواء الى جانب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
وقال سكان آخرون في دمشق إن دوي قصف حرستا وحي زملكا القريب كان مسموعا في وسط العاصمة.
وفي ريف دمشق، واصلت القوات النظامية سعيها للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، وسجلت عمليات قصف واشتباكات في عدد من القرى والبلدات. ويأتي ذلك غداة العثور على جثث عشرين شخصا في مدينة دوما.
كذلك شهدت اطراف حيي التضامن والقدم في جنوب دمشق اشتباكات، وهو ما يتكرر دوريا رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء العاصمة منذ يوليو الماضي.
إسقاط طائرة
الى ذلك، أفاد ناشطون بأن قوات الجيش الحر أسقطت طائرة تابعة للنظام فى معرة النعمان بإدلب.من جهة ثانية، نقل مراسلون عن أحد سكان حي الأشرفية الواقع في شمال غرب حلب أن مقاتلي المعارضة «سيطروا على القسم الشمالي وصولا الى الدوار الأول» الذي يقع في وسط الحي.
ويكتسب الحي اهمية عسكرية لكونه يقع على مرتفع ويسمح في حال السيطرة عليه بالاشراف على اجزاء من المناطق المحيطة به. كما يشكل «عقدة مواصلات مهمة» بين وسط المدينة وشمالها.
ويأتي دخول المقاتلين اليه بعد سيطرتهم الاسبوع الماضي على حي بني زيد المجاور.
في محافظة ادلب، استمرت الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الذي يحاصره المقاتلون منذ حوالى اسبوعين.
26/10/2012
يتحدثون عن «جرائم حرب» ارتكبها مسؤولون كبار محققون دوليون يسعون لمقابلة الأسد
جنيف- أ ف ب، رويترز - قال محققو الامم المتحدة في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا أمس إن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الانسانية» تحدث في سوريا، مؤكدين انهم يسعون الى زيارة دمشق ومقابلة الرئيس السوري بشار الأسد لطلب السماح لفريقهم بدخول البلاد بعد ان منع من ذلك منذ تشكيله قبل عام.
واعلنت القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي العضوة في اللجنة ان هدف اللجنة هو تحديد «كبار المسؤولين» عن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تحدث في سوريا، فيما طالبت اللجنة مرة جديدة الرئيس السوري بشار الاسد بالسماح لها بزيارة دمشق.
وقالت القاضية السويسرية للصحافيين في جنيف ان مهمتها الاساسية ستكون مواصلة التحقيق في اتجاه تحديد الشخصيات السياسية والعسكرية العالية المستوى المسؤولة عن هذه الجرائم.
وديل بونتي المدعية العامة السابقة في محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا والتي اكتسبت سمعة واسعة بسبب ملاحقتها مجرمي الحرب من رواندا الى يوغوسلافيا السابقة، اعتبرت من جانب آخر ان الجرائم هي «بالتأكيد» دولية كما حصل في الدول الاخرى التي حققت فيها.
واضافت ديل بونتي ان «التشابه بالتأكيد مرتبط بواقع اننا نواجه الجرائم نفسها، من المؤكد انها جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب».
26/10/2012
اغتيال كاهن كنيسة في ريف دمشق
عثر على جثة الكاهن فادي الحداد، أمس، في منطقة في ريف دمشق بعدما خطفه مسلحون مجهولون قبل أيام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان فادي الحداد كاهن كنيسة مارالياس للروم الارثوذكس في مدينة قطنا في ريف دمشق.
وذكر احد السكان انه تم العثور على الجثة في بلدة دروشة القريبة من دمشق ومن قطنا، مشيرا الى ان الكاهن قتل ذبحا.
واوضح ان الكاهن كان يتوسط في عملية احتجاز طبيب من قطنا خطف قبل اكثر من عشرة ايام. وتواصل مع الخاطفين الذين طلبوا من العائلة مبلغ خمسين مليون ليرة سورية (700 الف دولار) للافراج عنه.
وتابع المصدر رافضا الكشف عن هويته ان الحداد تمكن من اقناع الخاطفين بخفض مبلغ الفدية الى 25 مليون ليرة (350 الف دولار)، ولما ذهب، بناء على طلب العائلة، مع والد زوجة الطبيب المخطوف لتسليم المبلغ الى الخاطفين، خطف الرجلان. وعاد الخاطفون وطلبوا مبلغ 75 مليون ليرة للافراج عن الثلاثة. «وكانت المفاوضات مستمرة حتى يوم امس قبل العثور صباحا على جثة الكاهن»، بحسب المصدر نفسه.
ولم يعرف مصير المخطوفين الآخرين.
واشار المصدر الى ان مقتل الكاهن فادي الحداد اثار غضبا في قطنا، بسبب الصلات الجيدة التي يملكها الكاهن مع جميع سكان المنطقة.
26/10/2012
عندما يجعل الحاكم من شعبه أضاحي!
مقاتلون من المعارضة المسلحة وسط اشتباك مع القوات النظامية في حي كرمل الجبل في حلب (أ ب)
عشرون شهراً والمواجهات مستمرة في سوريا، وها هو عيد الأضحى يحلّ للعام الثاني محملا بدماء عشرات الآلاف من الشهداء، وما زال السوريون يعيشون تحت رحمة اللحظة.. فلا يعرفون موعد الرحيل.. الرحيل بكل أشكاله.. التهجير والنزوح والاعتقال والاحتضار.. الكوابيس ملأت مدينة الأحلام وشبح الموت خيّم فوق الوطن.
سيكون العيد السوري هذا العام حزيناً ودامياً كما العيد الماضي وايام السوريين منذ مارس 2011: قصف ومعارك وموت واعدامات.. في هذا العيد سيتلقى الأطفال بدل هدايا العيد (ولو بعد هدنة لأيام معدودة) قنابل عنقودية، وبراميل متفجرة، تنزل عليهم من السماء، وتحرم البراعم الجميلة رونق الحياة، وتجعلهم يرتدون ثيابا جديدة، ولكن للأسف ليست ثياب العيد، وإنما الأكفان البيضاء، وتسرق منهم بهجة الأرجوحة وأهازيج طقوس العيد واللحظات المفعمة بالإثارة، مع انتهاء العائلة من التسوق والعودة الى البيت بعد شراء حاجات العيد من الأطعمة الشهية، ولوازم الضيافة من الحلوى، والسكاكر والملابس الجديدة.
«عيد.. بأي حال عدت يا عيد»، عبارة تتردد اليوم على لسان كل ام وقفت على باب بيتها المدمَّر، تنظر إلى نعش ولدها محمولا على الأكتاف، تزرف عليه دموع الوداع. ويرددها كل اب هام في ازقة دمشق يبحث عن اشلاء طفل مزّقته الطائرة.. وكل عروس متشحة بالسواد، ذابلة العيون على عريس رحل ولم يعد.
من نجا من الموت وشدة المعارك تلقته مخيمات اللجوء، سوف يبقون متكوّرين على أنفسهم راقدين من أثر نوبات السقم المرافقة لموجات اواخر الخريف، هلع برد الشتاء المقبل وسوء التغذية، ومرارة الغربة وفقدان الأهل والأحبة في الشتات. لن يكون العيد سوى تذكير بهول المصيبة التي حلّت بالبلد.
ها هو الأسد يقدّم شعبه أضاحي في العيد، يذبحهم كالأغنام، ولا يفرّق بين صغيرهم وكبيرهم. لم يحرّك جفنا أمام أم أثكلها عندما قتل أولادها، ولم يهزه مشهد أم وأبنائها الستة، سقط عليهم منزلهم في حي باب توما في دمشق، فغدوا جثثا هامدة من دون ذنب.. هل أصبح بشار يخاف الأطفال أكثر مما يخاف المقاتلين؟!
طوال عشرين شهرا، هي عمر الأزمة السورية، لم يرأف النظام الأسدي بشعبه، ولا يبدو أنه سيغير أساليب القهر والترهيب والقمع ومحاربة صوت الحق المطالب بالعدالة. الأسد رفض كل محاولات التهدئة.
من طفل سوري إلى بشار الأسد
«من أنت لتقتلنا؟! أنت سوري الهوية، لكنك تقتل السوريين. يسمونك أسدا، لكنك أضعف من النملة. صبغت شوارع وطننا بالأحمر، فارتفع منسوب الدماء، دماؤنا ليست ذريعة لتحقيق أهدافك. من قال لك إن دماءنا ترياق لشفائك؟! لا والله فهي سهم فنائك، لا تقلق، بطلاً يموت، فيولد الآلاف، فالظلم والظالم لهما نهاية، وهذه البداية.
لكن هل من أحد في تاريخ البشرية غلب الموت؟! لعلنا نحن سنكون السبّاقين!».
كريم محمد
26/10/2012
ماذا قال وسام الحسن قبل اغتياله؟
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن حديث أجرته مع اللواء الشهيد وسام الحسن أثناء زيارته إلى واشنطن في أواخر أغسطس الماضي. وبحسب الصحيفة، أكد الحسن أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «لن يتحرّك ضد الاستفزازات السورية لنا، إلا إذا مات (الرئيس السوري بشار) الأسد أو غادر سوريا».
وأضاف الحسن في حديثه: «أمام الدكتاتور بشار الأسد فرصة للصمود طويلاً، إلا أن الأمر سيستغرق بضع سنوات ومقتل أكثر من مائة ألف شخص»، مشيراً إلى أن «أحد خيارات الأسد نقل الأزمة السورية إلى الخارج، فهو يصمد عبر جعلها أزمة إقليمية».
وأشارت الصحيفة إلى أن الحسن حذّر في حديثه من أن طول الأزمة في سوريا سيدخلها «في حرب أهلية ويدمّر مجتمعها المدني»، وأضاف: «الجيش السوري سيتفكك، وبعد انهياره ستعمّ الفوضى سوريا»، معتبراً أن هذه النتيجة ستكون «مضمونة» ما دام الرئيس الأميركي باراك أوباما يرفض تسليح أو حماية القوى العلمانية والليبرالية في سوريا.
مواجهات عنيفة في سوريا رغم الهدنة، ومظاهرات بالمحافظات
26/10/2012 الآن - وكالات 12:34:22 PM
ارشيف
اتهمت المعارضة السورية قوات النظام باختراق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ بأول أيام العيد، مشيرة إلى سقوط 19 قتيلاً برصاص قوات الأمن والجيش بعدة مناطق، بينما اندلعت اشتباكات قاسية قرب موقع عسكري بين الجيش السوري وعناصر تابعة لجماعة 'جبهة النصرة' التي كانت قد أعلنت رفضها للهدنة.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن 19 قتيلا سقطوا أول أيام العيد بينهم أربع نساء، وتوزع القتلى بواقع سبعة في حمص وستة في دمشق وريفها وأربعة في إدلب، إلى جانب قتيلين في درعا، وسجلت اللجان في أول ساعات الهدنة 42 خرقاً اتهمت قوات النظام بارتكابها.
وكانت المعارضة السورية قد أعلنت منذ ساعات الصباح الأولى عن خروج مظاهرات مناهضة للنظام في مختلف المدن السورية.
وقالت لجان التنسيق المحلية، إن مظاهرات خرجت في خربة غزالة بمحافظة درعا، وبلدة إنخل المجاورة، وكذلك في منطقة الوعر بحمص، والهبيط وبنش في محافظة إدلب وأحياء في حلب.
ولفتت اللجان إلى أن القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، قامت قبل ساعات بقصف حيي القصور والخالدية بحمص، إلى جانب استهداف حي العسالي بدمشق بصواريخ الطائرات المروحية.
أما شبكة 'شام' الإخبارية السورية المعارضة، فأشارت إلى مظاهرات في أحياء دمشق وديرالزور، كما أوردت عن شهود عيان قولهم إن مدينة حرستا في ريف دمشق شهدت استهداف محيط جامع الحسن بقذيفة أوقعت إصابات في صفوف المدنيين.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية أطلقت النار على المظاهرة التي خرجت في إنخل، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى، وذلك في محاولة منها لتفريق المحتجين، وذلك رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ.
من جانبه، نقل التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة على الهواء للرئيس السوري بشار الأسد، يظهر فيها وهو يؤدي صلاة عيد الأضحى في دمشق، برفقة عدد من الوزراء.
كما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن قوات الجيش تمكنت الخميس من تنفيذ ما قالت إنها 'عمليات نوعية في مدينة حلب وريفها لتطهيرها من المجموعات الإرهابية المرتزقة،' وقالت إنها سيطرت على المستشفى السوري الفرنسي في شارع الزهور ومنطقة السريان القديمة والجديدة.
وذكرت الوكالة أيضاً أن القوات السورية نفذت 'عمليات نوعية' ضد المسلحين في ساحة التنانير وحديقة طارق بن زياد وكراج عفرين القديم في الأشرفية، في إشارة إلى أحياء كان معارضون سوريون قد أعلنوا السيطرة عليها الخميس.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من حقيقة الأوضاع الميدانية في سوريا، نظرا لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
تدور منذ الساعة العاشرة والنصف تقريبا (7،30 ت غ) اليوم الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس 'هذا أول خرق لوقف إطلاق النار' الذي بدأ صباحا لمناسبة عيد الأضحى، تجاوبا مع اقتراح من الموفد الدولي الخاص الى سوريا الأخضر الابراهيمي.
ونقلت رويترز عن المرصد أن الاشتباكات تدور بين جيش النظام السوري وقوات المعارضة حول قاعدة وادي الضيف العسكرية القريبة من معرة النعمان.
وكانت الجيش السوري ومقاتلي المعارضة وافقوا أمس على هدنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لكن كلا منهما احتفظ بحق الرد.
الراي المواطنون اغتنموا ساعات الهدوء القليلة للتظاهر ضد النظام
خروق كبيرة لهدنة «الأضحى» في سورية
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
سقطت هدنة عيد الأضحى في سورية بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة على دخولها في اكثر من منطقة سورية وسقط عدد من القتلى بوتيرة تماثل تقريبا ايام القتال.
الهدنة دخلت حيز التنفيذ عند السابعة صباحا وهو ما أتاح للمواطنين الخروج في تظاهرات حاشدة مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في انحاء مختلفة من البلاد، قبل ان تندلع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي تحاصره قوات المعارضة قرب معرة النعمان في ريف ادلب، ثم لتمتد الخروقات الى حرستا في ريف دمشق حيث سقط 3 قتلى بنيران قناصة من قوات النظام، وكذلك في حمص.
وفي غضون ثلاث ساعات من اول خرق كان قد سقط 30 قتيلا بنيران قوات النظام في ريف دمشق وحمص وادلب.
وقبل ذلك، استفاد الناس من دخول الهدنة حيز التنفيذ ليخرجوا في تظاهرات حاشدة بعد صلاة عيد الاضحى في مناطق سورية مختلفة، منها بلدات في درعا وحي هنانو في مدينة حلب وريف حلب وحي الحجر الاسود في جنوب دمشق وبلدات وقرى عدة في ريف دمشق وادلب.
وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» على موقع «فيسبوك» كتب احد الناشطين «الهدنة فرصة حقيقية للتظاهرات الكبيرة وملء الساحات».
(دمشق - وكالات)
مصرع 5 بتفجير سيارة مفخخة أمام كنيسة في دير الزور
أكثر من 146 قتيلا في اليوم الأول من هدنة وقف النار في سورية
مقاتلان من المعارضة السورية يحاولان اكتشاف موقع قناص في جنوب شرقي حلب (ا ب) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
عواصم - وكالات - ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، امس، ان 146 شخصا على الاقل قتلوا في اعمال عنف وقعت في سورية الجمعة، وهم حصيلة اليوم الاول من الهدنة التي ولدت ميتة واجرى مفاوضات شاقة في شأنها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
واحصى المرصد الذي يستند الى شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مستشفيات عسكرية ومدنية في انحاء البلاد، مقتل 53 مدنيا و50 متمردا و43 جنديا الجمعة.
وتتخطى هذه الحصيلة المئة قتيل، على غرار ما يحصل كل يوم منذ تحولت الثورة على النظام نزاعا مسلحا في الاشهر الاخيرة.
ولمناسبة عيد الاضحى، تعهدت المعارضة المسلحة والقوات النظامية التزام هدنة، لكن الطرفين قالا انهما يحتفظان بحق الرد اذا ما انتهك الطرف الخصم وقف اطلاق النار.
واعلنت قيادة الجيش، ليل اول من امس، ان القوات النظامية ستواصل القيام بواجبها في حال استمرار اعتداءات «الجماعات المسلحة».
وقتل، امس، 4 مدنيين احدهم طفل في عدد من المناطق التي قصفها الجيش في اليوم الثاني من الهدنة، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد قتل رجل برصاص قناص وطفل برصاص القوات الموالية في محافظة درعا، مهد الثورة في جنوب البلاد.
وفي منطقة حلب، حلقت الطائرات العسكرية للنظام للمرة الاولى منذ بدء الهدنة النظرية فوق عدد من القرى في المحافظة وقصفت المدفعية قرية معرة العرتيق. وتعرضت مدينة حلب نفسها للصواريخ واندلعت معارك متقطعة في قطاع سيد علي.
وفي محافظة دمشق، قتل مدنيان في عمليات قصف ورصاص قناصة. وقصفت مدفعية النظام مدينة دوما المتمردة وقرى اخرى قريبة، فأصيب عدد من الاشخاص.
وانفجرت سيارة مفخخة، امس، في الشارع العام أمام كنيسة السريان في مدينة دير الزور ما ادى إلى سقوط 5 قتلى.
وكان قتل 5 أشخاص وأصيب 32 آخرون، الجمعة، بانفجار سيارة مفخّخة في حي دف الشوك في دمشق.
واكد التلفزيون الرسمي السوري، إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 32 آخرون جرّاء «التفجير الإرهابي بسيارة مفخّخة» في حي دف الشوك في دمشق.
من ناحيته، اعلن رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب، امس، ان الهدنة التي اعلن عنها الابراهيمي هي «ولدت ميتة» و«فشلت».
وقال العقيد المنشق عن الجيش السوري النظامي عبد الجبار العكيدي: «اي هدنة؟ الهدنة كذبة، النظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للابراهيمي، مبادرته ولدت ميتة».
واضاف: «امس (الجمعة) كنت في جبهات عدة والجيش لم يوقف القصف»، في اول ايام الهدنة التي اعلن النظام والمعارضة المسلحة التزامهما بها خلال عطلة عيد الاضحى.
واعرب القيادي العسكري المنشق عن اسفه لتحول الشعب السوري الى حقل تجارب للمبعوثين الدوليين. وقال: «الشعب السوري بات حقل تجارب. كل مرة يأتي مبعوث باقتراح في حين اننا نعلم ان هذا النظام لن يحترمه. وافقنا على الهدنة من اجل المجتمع الدولي مع اننا نعرف ان النظام لن يحترمها». وتابع: «واجبنا هو الدفاع عن الشعب، ليس نحن من نبادر الى الهجوم».
وفي واشنطن، جددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند دعوتها طرفي النزاع في سورية إلى احترام وقف النار الذي اتفق عليه الجانبان خلال عطلة عيد الأضحى.
وقالت في مؤتمر صحافي: «نجدد دعوتنا إلى طرفي النزاع في سورية ألا يكون الحديث عن وقف إطلاق النار مجرد كلام وإنما أن يطبق».
وفي موسكو، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، امس، المعارضة السورية بإحباط هدنة العيد، معتبراً أنها تتجه نحو استكمال أعمال العنف.
وقال في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «المعارضة (السورية) أحبطت الهدنة»، مشيراً إلى أنها «تتجه حالياً نحو استكمال أعمال العنف».
وأضاف أن «الغرب عطّل مرة أخرى إدانة مجلس الأمن الدولي للعملية الإرهابية في دمشق» التي حصلت أمس الجمعة.
دمشق: لا حل إلا عبر الجلوس
إلى طاولة الحوار
دمشق - ايلاف - اكد نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، أن «لا حل في سورية إلا عبر الجلوس إلى طاولة الحوار للخروج من الأزمة الراهنة».
وأوضح في تصريح خاص لراديو «سوا» أن «عدم الجلوس إلى طاولة الحوار يعني المزيد من الدم والتدمير للاقتصاد السوري». وأضاف أن «الحوار يعني الوصول إلى توافقات وقواسم مشتركة بين كل الجهات المتنازعة في سورية لكي تنعم سورية بالاستقرار».
وأوضح أن «إمكانية الجلوس على طاولة الحوار تتعزز مع مرور الوقت، لأن قطاعات أوسع من الشعب تدرك أن هذا هو المخرج الوحيد»، مشددا على أنه «ليس هناك من موضوع مستبعد عند انعقاد طاولة الحوار
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أنه عقب انضمام مقاتلين من الطائفة السنية العراقية منذ شهور الى صفوف الجيش السوري الحر للإطاحة بالرئيس بشار الأسد , انضم الان مقاتلون عراقيون من الشيعة لمساندة حكومة الاسد مما يمهد الطريق لزرع بذور فتنة طائفية قد تتحول إلى حرب أهلية مريرة يعتمد لهيبها في الأساس على التناحر الديني .
وقالت الصحيفة -في تقرير لها أوردته على موقعها الألكتروني-إن بعض الشيعة العراقيين قرروا الذهاب أولا إلى طهران ومنها إلى دمشق واختار البعض الأخر الذهاب بالاسلحة والمعدات بواسطة حافلات تقلهم من مدينة النجف العراقية إلى سوريا بحجة زيارة أحد الاضرحة الشيعية في دمشق.
ولم يقتصرالأمر في سوريا على تدفق المقاتلين العراقيين إليها بل أصبح يتدفق عليها -حسبما أفادت الصحيفة- مقاتلون من إيران ولبنان, الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بإمكانية أن تصبح سوريا ساحة معركة إقليمية طائفية.
ومضت الصحيفة في سرد تبعات الحرب الأهلية في سوريا على الدول المجاورة لها; فلبنان-التي تستضيف ما يقرب من مائة ألف لاجئ سوري-كانت قاب قوسين أو أدنى على شفا نزاع طائفي كبير خلال منتصف الشهر الجاري على خلفية اغتيال رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن, وبينما تكافح الأردن لإحتواء العنف الجاري على حدودها والذي أودى بحياة جندي من جنودها خلال الأسبوع الماضي تحاول تركيا أن تسلك سبيل الأردن لأجل تأمين حدودها المشتعلة.
وفيما يتعلق بالعراق,التي عاد إليها مجددا شبح الحرب الطائفية المريرة,فإنها نالت أيضا نصيبها مما يجري من سوريا لا سيما بعد أن بدت مؤشرات تفيد بالدور المهم الذي تلعبه إيران في حشد المقاتلين العراقيين إلى سوريا.
مقتل 110 خلال فترة الهدنة، والإبراهيمي من روسيا: الأزمة بسوريا 'بالغة السوء وتزداد سوءا'
29/10/2012 الآن - وكالات 3:59:12 PM
قال ناشطون سوريون معارضون إن الطيران الحربي الحكومي قصف الاثنين حيي حرستا والبرزه في العاصمة دمشق، وذلك في اليوم الرابع والاخير من هدنة عيد الاضحى المفترضة والتي قتل خلالها المئات.
كما وردت تقارير تتحدث عن وقوع اشتباكات في محافظات حلب وادلب وحمص ودير الزور.
وكان طرفا النزاع في سوريا قد وافقا على الالتزام بهدنة تستمر طيلة ايام عيد الاضحى.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا قد قال إن 110 اشخاص على الاقل قتلوا يوم امس الاحد في مناطق مختلفة من سوريا، من ضمنهم 39 مدنيا و34 من مسلحي المعارضة و35 من افراد القوات الحكومية.
وسقط معظم الضحايا في ريف دمشق.
على صعيد آخر، قال المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، الذي يقوم بزيارة للعاصمة الروسية موسكو، إن الازمة في سوريا 'بالغة السوء وتزداد سوءا.'
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف 'إن الأزمة السورية خطيرة جدا، وان الوضع سيء ويزداد سوءا.'
واضاف 'اذا لم يكن ما يجري في سوريا حربا اهلية، فأنا لا اعلم ما هو شكل الحرب الاهلية.'
من جانبه، قال لافروف إن موسكو 'محبطة' لعدم التزام اطراف النزاع بالهدنة، ولكنه اضاف بأنه لا معنى للدخول في جدال حول الطرف المسؤول عن خرق هدنة عيد الاضحى.
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور إن القتال في سوريا لم يتوقف عمليا منذ الاعلان عن سريان الهدنة صباح الجمعة الماضي.
وكان ناشطون قد نشروا اشرطة على الانترنت يوم الاثنين تظهر الطائرات الحربية الحكومية وهي تقصف حرستا، كما تظهر الاشرطة عمليات انقاذ الناجين وانتشالهم من تحت انقاض المباني.
وكانت القوات الحكومية قد هاجمت ليلة الاحد موقع للمعارضين في حي الحجر الاسود جنوبي دمشق، كما سمعت اصوات الانفجارات في حي القدم المجاور حسب ما افاد به المجلس العام للثورة السورية المعارض.
وفي تطور آخر، قال الاعلام التركي إن قذيفة سورية سقطت قرب قرية بيش اصلان في ولاية هاتاي الجنوبية، مما حدا بالقوات التركية للرد بالمثل.
29/10/2012
الإبراهيمي ينوي تقديم «أفكار جديدة» إلى مجلس الأمن بشأن سوريا الهدنة المتهاوية: قصف جوي يقابله احتلال حواجز للنظام
من آثار القصف التدميري لريف دمشق في ظل الهدنة! (رويترز)
دمشق-ا ف ب - سجلت امس خروقات جديدة، ولليوم الثالث على التوالي، للهدنة التي دعا اليها المبعوث العربي الاممي الاخضر الابراهيمي، وهذا الاخير يعتزم رغم ذلك - ورغم القصف والتدمير اللذين يقوم بهما جيش النظام - مواصلة مهمته، وتقديم ما اسماه «افكارا جديدة» الى مجلس الامن الشهر المقبل.
ومنذ اعلان هدنة الاضحى الجمعة، قتل اكثر من 250 شخصا في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، مما يبدد اي امل بالتوصل الى وقف فعلي للمعارك.
ويتوجه الابراهيمي خلال ايام الى الصين وروسيا مرة جديدة، لاقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة التحركات الدولية. وسيعود بعدها الى مجلس الامن بمقترحات جديدة لحمل الرئيس بشار الاسد والمعارضة الى طاولة المفاوضات.
وقال دبلوماسي رفيع لوكالة فرانس برس ان المبعوث «سيعود حاملا بعض الافكار للتحرك الى مجلس الامن مطلع الشهر المقبل». وصرح دبلوماسي آخر «ان العملية السياسية لن تبدأ قبل ان يكون الاسد والمعارضة قد تقاتلا الى حد يقتنعان معه بانه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد الى هذه النقطة، الا ان الابراهيمي لديه بعض الافكار».
قوة سلام او مراقبة
وعلى غرار ما حصل بالنسبة إلى مسعى اعلان هدنة اقترحها كوفي عنان في ابريل، لم يتطلب الامر وقتا طويلا لرؤية ان قوات الاسد ليست مستعدة لالقاء السلاح.
ولم تتسرب سوى معلومات قليلة حول الطريقة التي يزمع استخدامها الابراهيمي. لكن في الكواليس تعد الامم المتحدة خططا لارسال قوة سلام، او مراقبة في حال تنفيذ الهدنة.
الطيران يقصف ضواحي العاصمة
ميدانيا، شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق في محيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، الواقعة على بضعة كيلومترات من العاصمة. وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول قوات السلطة منذ نحو اسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
اقتحام حواجز للسلطة
وفي ريف العاصمة ايضا، افاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن اربعة عناصر من القوات النظامية، اثر «هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما». كما سيطر المقاتلون على عدة حواجز للجيش السوري في دوما.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ذلك «يشير إلى ان النظام لا يستطيع، مع الوقت، السيطرة على المواقع».
حلب ومعرة النعمان
ولم يكن الوضع افضل في مناطق اخرى من البلاد، حيث دارت اشتباكات في احياء من حلب، وفي محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة ادلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون الى تيارات اسلامية، وفق ما اشار المرصد في بيانات متتالية منذ الصباح.
وافاد التلفزيون السوري في شريط عاجل انه «في خرق جديد لوقف العمليات العسكرية، ارهابيون يطلقون قذيفتي هاون على مبنى القصر البلدي في حلب، مما ادى الى وقوع اضرار مادية».
قصف على دير الزور
وفي شرق البلاد، تتعرض أحياء من دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من جبهة النصرة، ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة. وشوهدت الطائرات الحربية في سماء المدينة.
اعلان مقتل «ارهابيين»
ونقلت الوكالة الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في دير الزور ان «وحدات من قواتنا المسلحة تصدت لمجموعة ارهابية خرقت وقف النار قرب دوار الحميدية، وتعاملت معها، مما ادى الى مقتل الارهابي ابو البراء الشيحلاوي، ويدعى عمار نوار الهجر، قيادي في تنظيم القاعدة مع اثنين من الارهابيين».
واضاف المصدر «ان وحدة اخرى من قواتنا المسلحة ردت على مجموعة ارهابية اطلقت النار على حواجز الجيش وقوات حفظ النظام، وقضت على عدد من الارهابيين في حي الرشدية، عرف منهم غزوان الحسين الملقب ابو مصعب متزعم احدى المجموعات الارهابية».
رسالة الى مجلس الامن
وقد قامت دمشق بتوثيق ما اسمته خروقات «التنظيمات» المعارضة المسلحة في رسالة وجهتها الى مجلس الامن، مؤكدة التزامها بايقاف العمليات العسكرية، وفق ما افاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية وكالة فرانس برس.
وذكر المتحدث جهاد مقدسي في بريد الكتروني للوكالة ان «الحكومة ملتزمة تماما بايقاف العمليات العسكرية، وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة». واضاف «لكن الخروقات كانت ناتجة عن اعتداءات، نفذ معظمها التنظيمات التي رفضت اصلا الهدنة بموجب بيانات رسمية صادرة عنها».
اتهام «مرجعية خارجية»
هذا وذكرت افتتاحية صحيفة الثورة الحكومية ان السوريين متيقنون من ان «المجموعات الإرهابية لا تمتلك قرارها، وتستند في أغلبها إلى مرجعية خارجية ليس لديها النية، ولا الرغبة في وقف نزيف الدم السوري، بينما الجزء المتبقي مجموعة من المرتزقة المرتهنة لأجندات خاصة، أو تعمل بالأساس لحساب مصالح رخيصة ومبتذلة».
وقد اسفرت خروقات الهدنة عن مقتل 114 شخصا السبت، بينهم 47 مدنيا و31 منشقا و36 عنصرا نظاميا، وفق حصيلة اوردها المرصد صباح امس.
29/10/2012
يأملون أن يواجه «مصير القذافي» سوريون ينددون بالأسد في الحج
رجل أمن سعودي يحاول تهدئة حجاج سوريين غاضبين على نظام الأسد (رويترز)
منى -ا ف ب - عبر حجاج سوريون مقيمون في الخارج عن غضبهم على الرئيس بشار الاسد، متمنين له «الموت او السجن والمذلة»، وذلك اثناء رمي الجمرات في مشعر منى مساء السبت.
ورفع هؤلاء اعلام المعارضة، وقال احدهم بينما كان ممسكا بمذياع «يا الله، نود رؤية بشار الاسد ميتا شنقا او حرقا في وقت قريب، او ان يطيح به انقلاب فيتم سجنه وتعريضه للمذلة».
دبابات قرب منزلنا
وردد العشرات خلفه «آمين»، معبرين عن امنياتهم بان يواجه الرئيس السوري «مصير القذافي». وافادت عجوز سورية «قولوا للعالم بمجمله اننا كنا محاصرين في حمص. هدموا منزلنا فهربنا الى السعودية. لقد تمركزت دبابات قرب منزلنا وكنت لوحدي مع ابنتي فقررنا الهرب».
واضافت بينما كانت دموعها تنهمر «آملة في ان تنتصر سوريا وان يرتفع علم سوريا الحرة عاليا، وان يعودوا من تهجروا او نزحوا الى منازلهم».
وكانت السلطات السورية اعلنت انها لن ترسل بعثتها الى الحج، لعدم وجود اتفاق مع الرياض بهذا الشأن.لكن السعودية اكدت انها لن تمنع حجاج سوريا من اداء الفريضة، وانها ستمنح عشرة آلاف تأشيرة للسوريين اللاجئين في لبنان والاردن وتركيا.
أوضاعهم صعبة
من جهته، قال عمر نعمان المسؤول عن عشرات الحجاج السوريين ان غالبية هؤلاء «من هو مقيم في المملكة او دخل بتأشيرة زيارة قبل الحج».
واضاف ان «اوضاعهم المادية لا تسمح لهم بالاقامة في فنادق، لذا، فانهم يفترشون الارض. نعاني جميعا اما من فقدان احد افراد العائلة وإما من تدمير المنزل، ولهذا السبب نريد لعن بشار».
من جهته، قال هيثم الرفاعي ان «غالبية الحجاج تصلي من اجل حريتنا». وقال محمد المصري المشرف على مجموعة اخرى من الحجاج «ان السوريين الذين يؤدون الفريضة انما يفعلون ذلك اكراما لذكرى الشهداء في سوريا».
الإبراهيمي يتهم طرفا {ثالثا} بخرق الهدنة ويحذر: الوضع من سيىء إلى أسوأ الطيران يشن «الغارات الأعنف» على دمشق وغرب البلاد
صورة وزعتها {سانا} عن الانفجار الذي استهدف مخبزا في جرمانا في ضواحي دمشق (أ ب)
دمشق، موسكو- أ ف ب، رويترز- شن الطيران الحربي السوري، أمس، غارات هي الأعنف منذ بدء النظام السوري استخدامه في نهاية يوليو الماضي لقمع الانتفاضة المناهض للرئيس بشار الأسد المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا. وشملت هذه الغارات خصوصا أحياء في دمشق وقرى في شمال غرب البلاد، فيما تسببت انفجارات في العاصمة وريفها بسقوط عشرات القتلى والجرحى.
تزامن ذلك مع انتهاء أيام الهدنة التي انهارت منذ اليوم الأول (الجمعة)، والتي أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بفشلها، وعبر صاحب اقتراح الهدنة التي لم تتم، المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، عن خيبة أمل لفشلها، معلنا أن الوضع في سوريا يسير «من سيىء الى أسوأ».
كما تزامن مع بدء شخصيات سورية معارضة، بينهم قادة في الجيش السوري الحر، محادثات تستغرق ثلاثة أيام في اسطنبول في أحدث محاولة للم شمل جماعات المعارضة.
48 غارة جوية
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلاح الجوي السوري «شن 34 غارة على مناطق سورية مختلفة خلال ثلاث ساعات قبل ظهر الإثنين»، مشيرا الى أن هذه الغارات «هي الأعنف منذ بدء استخدام قوات الأسد الطيران الحربي» في نهاية يوليو الماضي.
وأشار المرصد الى 14 غارة إضافية بعد الظهر، بينها 11 غارة على قرى ومدن وبلدات معر شورين وسلقين وكفرتخاريم وحارم واسقاط وخان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب)، اسفرت عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين وتهدم مبان.
وسبقت هذه الغارات غارات أخرى على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، ترافقت مع اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ استيلائهم على المدينة قبل 3 أسابيع.
كما نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات على مزارع بلدة رنكوس في ريف دمشق التي تعتبر أحد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون. سبقتها غارات على رنكوس وحرستا والمزارع ومنطقة البساتين وحي برزة في العاصمة.
«حق الرد»!
وجاءت الغارات الجوية في دمشق عقب ما وصفه سكان بمحاولات فاشلة من قوات النظام لاقتحام الأجزاء الشرقية من المدينة.
وأوضح مصدر أمني في العاصمة أن الجيش السوري «يشن الغارات الجوية على البساتين والحقول الزراعية حيث يحاول الارهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم»، مشيرا الى ان هذه العمليات «تندرج ضمن حق الرد الذي تحدثت عنه الحكومة في بيان تأييدها للهدنة».
تفجير في جرمانا
بالتزامن، قتل عشرة أشخاص في انفجار سيارة مفخخة قرب مخبز في جرمانا (ضواحي دمشق)، تبعه انجفار آخر في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق اسفر عن سقوط قتلى، وقال التلفزيون الرسمي إن {ارهابيا} فجر نفسه بسيارة مفخخة، فيما قالت المعارضة ان الجيش النظامي قصف حافلة ركاب.
طرف ثالث
ومن موسكو، أبدى الموفد الدولي أسفه لانهيار وقف إطلاق النار، معتبرا أن الأزمة السورية «خطرة جدا.. جدا، والوضع يسير من سيىء الى أسوأ».
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كرر الإبراهيمي وصف ما يجري في سوريا بـ«الحرب الأهلية». وبعد الاشارة الى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع أحد طرفي النزاع، قال الإبراهيمي «إذا لم تكن هذه حربا أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الأهلية.. لكن ما أعرفه هو أن هذه الحرب الأهلية يجب أن تنتهي.. وأن يبني سوريا الجديدة كل أبنائها. تأييد روسيا ودول أخرى في مجلس الأمن لا غنى عنه».
وعندما سئل عما إذا كان هناك احتمال لإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام إلى سوريا قال الإبراهيمي «ليست هناك خطة فورية لذلك».
وأقر الموفد الدولي بأن مجموعات أخرى خارجة عن سلطة طرفي الصراع قد تكون وراء خرق الهدنة. وقال إن بعض التفجيرات «خلال فترة العيد في المناطق الآهلة بالسكان المدنيين كانت بالتأكيد أعمالا إرهابية قامت بها مجموعات ليس لدينا اتصال معها».
وأضاف إن انهيار الهدنة لن يثنيه عن البحث عن حل للأزمة في سوريا، داعيا المجموعات الدولية الى «مساعدة شعب سوريا على إيجاد حل لأزمته».
طاولة الحوار
من جهته قال لافروف إن موسكو أيضا تشعر «بخيبة أمل» من عدم التزام الطرفين في سوريا بالهدنة، معتبرا ألا فائدة في الخلاف عمن انتهكها. وقال «الهدف هو أن يتوقف جميع السوريين عن إطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات».
وشدد لافروف على موقف روسيا المتمثل بأن الأزمة ستحل حين تبدأ قوى غربية وإقليمية، مثل تركيا، مفاوضات مع الرئيس السوري وليس فقط مع المعارضة.
وقال «لن يحل أي شيء من دون الحوار مع الحكومة (السورية) وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية»، مشيرا في الوقت نفسه الى أن عودة المراقبين الدوليين الى سوريا لا يمكن أن تتم إلا عبر مجلس الأمن.
هذا، ومن المقرر أن يتوجه الإبراهيمي الى مجلس الأمن الدولي في نوفمبر المقبل بمقترحات جديدة للدفع في اتجاه محادثات بين الأسد والمعارضة.
أفاد التلفزيون السوري، الثلاثاء، أن مجموعة مسلحة اغتالت اللواء الطيار عبدالله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق.
وفي سياق حرب النظام اليومية على المعارضة، نشطاء في المعارضة السورية أن طائرات النظام السوري الحربية قصفت مواقع للمعارضة على مشارف مدينة حمص اليوم الثلاثاء لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش تضم عشرات الجنود. وقالت مصادر في المعارضة إن المنشأة كانت تستخدم في قصف قرى قرب الحدود مع لبنان.
إلى ذلك، ارتكب جيش النظام السوري مجزرة جديدة في إدلب اليوم حيث قتل 19 شخصا نتيجة القصف البري والجوي على معرة النعمان بينهم 4 أطفال من آل قيطاز، فيما ارتفعت حصيلة اليوم الى 35 قتيلاً.
وكان طيران النظام الحربي قد شن غارات سابقة أدت الى مقتل 15 شخصا وتدمير مبنيين. كما يستمر القصف على جميع أحياء المدينة لا سيما الحي الشمالي والمساكن والحارة الغربية والقبلية.
خطة لافروف
يأتي هذا في ما يبدأ الموفد الأممي الأخضر الابراهيمي محادثاته في بكين اليوم في إطار محاولاته مع حليفي الأسد لتمرير حل للأزمة السورية عبر مجلس الأمن.
وفي هذا السياق ذكر مصدر دبلوماسي أن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قدم للابراهيمي، خطة كان قد طرحها على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ووصفها الإبراهيمي بأنها "أجندة مناسبة ووحيدة لإنهاء الأزمة".
وتستند خطة لافروف إلى بيان جنيف، وقدم فيها ما يشبه ضمانات روسية في حال تبنيها من الدول الأخرى، مع تعهد بلاده بعدم ممارسة حق النقض على أي بند بما فيها بند "العملية الانتقالية"، في المقابل اشترط لافروف الضغط على جميع الأطراف السوريين لإنهاء القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
في المقابل أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الثلاثاء أن بلاده لن تتحاور أبدا مع النظام السوري الذي استمر "في قتل شعبه" خلال عطلة عيد الأضحى.
كلام الوزير التركي جاء ردا على سؤال لأحد الصحافيين بشأن الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الى الدول المجاورة لسوريا للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.
الطيران الحربي يغير على دمشق.. والعامل الفلسطيني يدخل خط النزاع مع انسداد أفق الحل قطر: ما يحصل في سوريا «حرب إبادة» برخصة دولية
مقاتلون من المعارضة السورية بينهم قناص يصوب بندقيته نحو موقع للجيش النظامي في منطقة حلب الجديدة (أ ب)
دمشق، الدوحة، موسكو- أ ف ب، رويترز، أ ش أ- شنت طائرة حربية سورية غارة، هي الأولى من نوعها، على دمشق، أمس، تزامنت مع دخول العامل الفلسطيني على خط النزاع السوري من خلال الاشتباكات التي شهدها مخيم اليرموك في العاصمة بين مقاتلين معارضين وفلسطينيين موالين لنظام الرئيس بشار الأسد. وفي الوقت نفسه استمرت عمليات القصف الجوي والبري والاشتباكات في مناطق ومحافظات سورية عدة، ومعها تستمر آفاق الحل مسدودة بالنسبة الى الأزمة السورية.
وفي وقت يزور موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الخاص الى سوريا الأخضر الإبراهيمي بكين، في إطار سعيه الى ايجاد حل لأزمة تتجه «من سيئ الى اسوأ» بحسب قوله، برز الى العلن جدل بينه وبين قطر التي رفضت وصف الإبراهيمي للوضع السوري بأنه «حرب أهلية»، مؤكدة أنه بالأحرى «حرب إبادة» من نظام على شعبه، بينما رأت صحف روسية أن طرفي النزاع لن يتمكنا من إحراز انتصار عسكري في المستقبل القريب «للوضع الراهن المتدهور».
الطائرات الحربية تستبيح أجواء دمشق
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوري نفذت غارة على حي جوبر في شرق دمشق، مشيرا الى أنها الغارة الأولى من طائرة حربية على العاصمة.
وقال المرصد إن الطائرة ألقت 4 قنابل على الحي المحاذي لبلدة زملكا، حيث تدور اشتباكات عنيفة باستمرار.
وفي ريف دمشق، سقط عدد من القتلى والجرحى إثر قصف جوي وبري من قبل القوات النظامية استهدف بلدة بيت سوا وحي الحجارية في دوما وبلدتي عربين وزملكا ومحيطهما.
ويشهد ريف العاصمة في الفترة الأخيرة تصاعدا في حدة العمليات العسكرية، مع محاولة القوات النظامية السيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
اغتيال لواء طيار
ومع تزايد دور سلاح الطيران في النزاع، كشف التلفزيون الرسمي عن مقتل اللواء الطيار عبدالله محمود الخالدي في حي ركن الدين في دمشق. وقال إن اللواء عضو في قيادة الأركان الجوية، موضحا أنه تعرض لاطلاق نار أثناء خروجه من منزل أحد الأصدقاء.
المخيمات الفلسطينية على خط الجبهة
وكانت دمشق شهدت بعد منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت أولا في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق، ثم «امتدت الى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود، حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام».
وليست المرة الأولى التي يتدخل فيها مقاتلو القيادة العامة في المعارك. فقد شهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في شهر أغسطس الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور وأوقعت العديد من القتلى.
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى «تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات» استقدمت الى المخيم «لمساندة قوات القيادة العامة»، مقرة في الوقت نفسه بأن الاشتباكات كانت عنيفة.
في المقابل، ذكر المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية-القيادة العامة أنور رجا أن «جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل فجرا الى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الأسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم (..) بالتصدي للمجموعة».
وأضاف رجا أن «الاشتباكات استمرت لنحو ساعة من دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو إصابات». وأشار الى «وجود أطراف من المعارضة السورية المسلحة ترغب بجر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الأزمة الداخلية السورية"».
اشتباكات في حلب
في الشمال، شهدت بعض أحياء حلب اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل.
وأفاد المرصد عن مقتل مقاتلين معارضين في اشتباكات في حي الزبدية، مشيرا الى قصف استهدف أحياء أخرى يتواجد فيها المقاتلون المعارضون.
كما أفاد المرصد عن استمرار الاشتباكات بتقطع في محيط معسكر وادي الضيف في ريف إدلب، الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ استيلائهم على معرة النعمان بداية الشهر الجاري.
وتجددت الغارات الجوية على معرة النعمان ومحيطها وقتل فيها عشرة أشخاص، بينهم 4 أطفال.
كسر حصار المعارضة
وفي حمص، سقط عدد من القتلى بين مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع القوات النظامية في حي دير بعلبة، فيما تعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة لقصف من القوات النظامية.
وقصفت طائرات حربية مواقع للمعارضة على مشارف المدينة لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش تضم عشرات الجنود يحرسون منشأة لصيانة الدبابات، ويحاصرها مقاتلو المعارضة، ما أسفرعن سقوط قتلى في صفوف المقاتلين.
«حرب إبادة»
وتأتي هذه الأحداث غداة يوم دام، عرف بيوم الغارات الجوية وسقط فيه أكثر من 150 قتيلا تزامن مع انتهاء «هدنة العيد» التي لم تر النور، والتي سقط خلالها، بحسب المرصد السوري، 560 قتيلا.
وأبدى الإبراهيمي من موسكو (الاثنين) أسفه لانهيار وقف إطلاق النار، معتبرا ان «الازمة السورية خطرة جدا جدا، والوضع يسير من سيئ الى أسوأ».
وكرر الإبراهيمي وصف ما يجري في سوريا بـ«الحرب الأهلية».
ورد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على الإبراهيمي، معتبرا أن «ما يجري في سوريا ليس بحرب أهلية بل حرب إبادة أعطي لها رخصة أولا من الحكومة السورية، وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن الذي يبدو عاجزا عن التحرك بفاعلية لانهاء النزاع».
وذكر الشيخ حمد في تصريحات لقناة الجزيرة نقلتها وكالة الأنباء القطرية أن بلاده كانت تعرف مسبقا بأن الهدنة التي أعلن عنها خلال عيد الأضحى ستفشل بسبب موقف الحكومة السورية.
وبحسب الشيخ حمد، فان «كل الأطراف تعرف ما الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري، مشيرا الى أن قطر ستطرح على اللجنة العربية الخاصة بسوريا سؤالا واضحا هو: «وماذا بعد الآن؟».
وقال المسؤول القطري إن بلاده تثق بالإبراهيمي، إلا أنه يتعين على هذا الأخير «أن يضع فكرة واضحة لكيفية حل هذا الموضوع أمام مجلس الأمن وبدء مرحلة انتقالية»
القبس
31/10/2012
العرب والأكراد.. جبهة جديدة
إعزاز-جيني ماثيو (أ ف ب)- قتل محمد حفار بالرصاص فيما كان يحاول اغاثة شقيقه فيصل، على اثر اصابته اصابة قاتلة لدى تجدد المعارك بين مقاتلي المعارضة وميليشيات كردية في سوريا، في محيط قرية يازي باغ الكردية القريبة من الحدود التركية.
ولقي 4 متمردين حتفهم في تلك المواجهات التي تندلع للمرة الثانية خلال 48 ساعة.
وقد احتشد امام منزل آل حفار في مدينة إعزاز مقاتلون مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف، وحملوا جثة محمد عبر شوارع تناثرت فيها القمامة، حتى المدافن.
وحرص مصابون على عكازاتهم في الموكب على ان يلقوا النظرة الأخيرة على رفيقهم الراحل. ومنهم فهد (20 عاما) الذي أصيب، كما قال في المعارك ضد القوات الحكومية في حلب.
وقال فهد بغضب «العدو في الوقت الحاضر هو حزب العمال الكردستاني، إنهم كلاب بشار الأسد (الرئيس السوري).. عندما يقتلوننا نقتلهم».
ويوافق ابو صبري (28 عاما) على هذا الكلام. ويهدد بالقول «سنعاقبهم. ولا أقول اننا سنعاقبهم الان، لكن في وقت قريب، وسترون».
وقد اشتدت حدة التوتر بين عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، متمردون أكراد اتراك، يسار علماني) الذين يتهمهم المتمردون بأنهم اتباع النظام، والمتمردين السنة الذين غالبا ما يؤكدون انهم يريدون نظاما اسلاميا.
واندلعت معارك بين العرب والاكراد الجمعة في حلب وأسفرت عن 30 قتيلا.
وقال ابو شعبان (50 عاما) الذي يمتلك محلا لمقاعد السيارات ويعرف محمد حفار منذ فترة طويلة «كان مثل ابني».
وعلى غرار معظم السكان، يقول انه لم يواجه مشاكل مع الأكراد الذين يتعايش معهم. وردا على سؤال عما تغير قال إنه لا يعرف ويفضل ألا يتحدث في هذا الموضوع.
ومنذ اندلاع الحرب، حرص الاكراد على ان ينأوا بأنفسهم عن النزاع في شمال سوريا. ويقول الاكراد انهم منعوا المتمردين من الدخول بأسلحتهم مدينة عفرين وابرموا اتفاقا مع السلطات على انسحاب القوات الحكومية.
وقد انسحبت هذه القوات لكن مركزا لقوات الامن ما زال قائما مع صورة كبيرة للأسد معلقة على واجهته.
ويؤكد متطرفو الجيش الحر أن عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي ليسوا سوى شبيحة للنظام الذين سلحهم ودفع لهم واوكل اليهم مهمة صد المتمردين. ويقولون إنهم باتوا لا يشعرون بالأمان في القرى الكردية.
ويعتبر بيتر هارلينغ المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أن حزب الاتحاد الديموقراطي نجح في استغلال النزاع بتسببه في احتكاكات مع المعارضة المسلحة.
ويضيف «الحزب يريد البقاء على الحياد في النزاع، لكنه عازم على الاستفادة من الوضع أيا تكن النتيجة».
ويعيش 600 الف كردي في المنطقة الكائنة شمال حلب، وثمة خشية كبيرة من ان تمتد التوترات الطائفية الى المناطق الحدودية التركية التي انسحب منها الجيش.
وتضمر الأقلية الكردية العداء لنظام الأسد الذي قمعها، لكنها ترتاب من المعارضة التي تعتقد أنها لا تريد الاعتراف بخصوصيتها.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «بعض المقاتلين لا يسعون بتاتا لارساء الديموقراطية. إنهم مجرد زعماء حرب يستفيدون من الفوضى».
31/10/2012
المقاومة السلمية تخترق المدافع والقتل
بيروت - سيرين الأسير - أ. ف. ب - يجهد الناشطون السلميون في سوريا، الذين كانوا في أساس انطلاق الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل اسماع صوتهم في بلد بات تطغى عليه أصوات المدافع ولغة القتل والدمار.
ورغم أن الثورة التي أطلقوها تحولت الى نزاع مسلح دامٍ، يعتقد كثيرون أنه ما زال ثمة مكان للنشاط السلمي في سوريا.
يقول محمد قريطم (33 عاما)، الناشط في داريا (ريف دمشق) «أطلقنا الثورة لنخلص النظام من العنف، ليس فقط لإسقاط الأسد». ويضيف «ثورتنا هي انتفاضة مبادئ».
وشهدت داريا مجزرة هي الأسوأ في النزاع المستمر منذ اكثر من 19 شهرا، مع مقتل أكثر من 500 شخص. ورغم ذلك يقول الناشطون إنهم مستمرون في الروح السلمية لثورات «الربيع العربي». ورفعت في داريا لافتات تحض على استمرار الحراك السلمي، ومنها «كن أنت الثورة»، «حرية، عدالة، كرامة»، و«لا تحزن إن الله معنا».
ويُحمل قريطم الأسد مسؤولية دفع المقاتلين المعارضين الى حمل السلاح. ويشير الى أنه، ورغم تفهمه الأسباب التي دفعت بالكثيرين الى السير على درب العنف، ما زال مؤمنا بالمقاومة السلمية.
ورغم العنف الذي يلف البلاد، يؤكد الناشطون أن الآلاف من السوريين مستمرون في النزول الى الشارع كل يوم جمعة للتظاهر، من البلدات الصغيرة في الأرياف الى المدن الرئيسية التي تشهد معارك شبه يومية.
ويشير قريطم الى أن الناشطين لا ينظمون التظاهرات فحسب «بل نعمل أيضا مع الأطفال الذين عانوا من العنف، ونقدم دعما لعائلات المعتقلين وننشر الصحف الثورية».
ويعتقد البعض أن النشاط السلمي يمثل تهديدا أكبر للنظام من القتال المسلح، لأنه يتمتع بالقدرة على تغيير المجتمع ككل وليس الحكم فحسب.
ويقول الناشط شادي أبو كرم (26 عاما)، والذي غادر سوريا بضغط من النظام إنه «في ثورة معسكرة يتم تبادل السلاح بالسلاح، لكن في الانتفاضة السلمية نحظى بفرصة افضل بكثير للحصول على الديموقراطية.. وهذا ما سيدفع الناس للوقوف الى جانبنا».
ويعد ابو كرم احد المنتقدين بشدة لتجاوزات حقوق الانسان التي يرتكبها الجيش السوري الحر. ويقول «عندما تطلق النار، لا يبقى لديك وقت للتفكير في اي نمط من الديموقراطية تريد. كل ما يهمك في حينه هو القتل».
ويعتقد المعارض موسى أن النظام «سيسقط. الأمر مسألة وقت ليس اكثر. لكنني قلق على مصير سوريا».
ويضيف «الآن الجميع مسلحون، والأسلحة تبرز أسوأ ما في الناس».
ومع الابتسامة التي يطبعها على محياه استذكار البداية السلمية للاحتجاجات المطالبة بسقوط الأسد، يقول موسى «السلاح والسلطة يسببان الإدمان».
رغم ذلك، يقر عدد من الناشطين بأنهم لا يملكون خيارا سوى التعامل مع المجموعات المسلحة، رغم انهم يفضلون التحرك السلمي.
ويشير الناشط ابو غازي في حماة، على سبيل المثال، الى حاجة العاملين على توفير المساعدات الانسانية للعائلات المهجرة، والى التنسيق مع المقاتلين المعارضين للتنقل في سوريا.
وكلما استمر القتل، فسيصبح من الصعب عودة السلام الى سوريا في حال سقوط النظام، بحسب أبو غازي الذي يقول «هذه ليست ثورة أنبياء أو ملائكة. نحن بشر أيضا».
عشرات الغارات و36 ألف قتيل في سوريا.. والإبراهيمي يحض الصين على لعب «دور نشط» لافروف: «حمّام الدم» سيستمر إذا لم يغير الغرب موقفه
عناصر من الجيش السوري الحر في حي الحرم في إدلب حيث تدور اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية (رويترز)
دمشق، بكين، جنيف، باريس- أ ف ب، رويترز، أ ش أ- حذرت الأمم المتحدة من أن نحو أربعة ملايين سوري قد يتأثرون بالأزمة الحالية إذا استمر العنف على مدى الشهور المقبلة، فيما اعتبرت روسيا أن «حمام الدم» في سوريا سيستمر إذا ما أصر الغربيون على المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
جاء ذلك فيما كانت الطائرات الحربية السورية، تواصل شن غارات جوية بشكل مكثف على مناطق سورية عدة، لا سيما في ريف دمشق وشمال غرب البلاد، في وقت أدى انفجار عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب (جنوب شرق دمشق) الى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وسط أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة قرب قصر المؤتمرات في العاصمة وسماع دوي اتفجارات في حي المزة.
في غضون ذلك، حث الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الصين على القيام بدور «نشط» في البحث عن سبل لوقف العنف في سوريا، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 36 ألف شخص قضوا جراء الانتفاضة المتواصلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ مارس 2011، وهم «25 ألفا و667 مدنيا، و9 آلاف و44 جنديا نظاميا، و1296 منشقا».
ويأتي ذلك غداة يوم دام سقط فيه نحو 182 قتيلا في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد.
ويصعب التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة، نظرا للقيود الكبيرة التي تفرضها السلطات السورية على عمل الصحافيين والإعلاميين.
25 غارة على ريف دمشق
ميدانياً، تعرضت مناطق الغوطة الشرقية (شرق دمشق) لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة، منها 4 غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها.
كما نفذت الطائرات المقاتلة 5 غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما، ترافقت مع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي تحاول اقتحام حرستا في ريف دمشق، بينما تعرضت بلدة زملكا لقصف عنيف تخللته اشتباكات في محيط البلدة وبساتين الغوطة الشرقية.
وشددت القوات النظامية في الفترة الماضية حملتها في ريف العاصمة للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
كذلك استهدفت الغارات الجوية مناطق في محافظة إدلب، لا سيما مدينة معرة النعمان، حيث دارت اشتباكات عنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة بين المقاتلين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام معرة النعمان، فيما انفجرت شاحنة مفخخة بالقرب من حاجز أمني في حلب.
كذلك هاجم مقاتلون معارضون حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية ــــ ادلب في ريف جسر الشغور، بحسب المرصد، الذي اشار الى اشتباكات «رافقها تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة. وانتهت بسيطرة مقاتلي المعارضة على حاجز المعصرة».
انفجار في مقام السيدة زينب
وفي مدينة السيدة زينب (جنوب شرق دمشق)، قتل ثمانية أشخاص على الأقل، وأصيب العشرات بجروح، جراء انفجار عبوة ناسفة «كانت مزروعة في دراجة نارية، بحسب المعلومات الأولية، وانفجرت أمام فندق «الياسر»، قرب مقام السيدة زينب المقدس لدى الطائفة الشيعية.
من جهته، أورد التلفزيون الرسمي في شريط عاجل أن «الحصيلة الأولية للتفجير الإرهابي بعبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب 6 شهداء و13 جريحا».
وذكرت وكالة سانا أن «مجموعة إرهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب»، مشيرة الى ان الحادث اسفر عن وقوع «عدد من الضحايا والاصابات»، من دون ذكر تفاصيل اضافية.
وليست المرة الأولى تستهدف فيها مدينة السيدة زينب بتفجير منذ النزاع السوري، إذ أدى تفجير انتحاري في يونيو الماضي الى جرح 14 شخصا في هذه المدينة، التي يؤمها آلالاف من دول الخليج والعراق وإيران ولبنان لزيارة المقام.
الإبراهيمي في الصين
وسعياً لانهاء النزاع المستمر منذ أكثر من 19 شهرا، دعا الموفد الدولي الخاص بكين، التي يزورها، الى اداء «دور نشط في ايجاد حل للأحداث في سوريا».
وقال الإبراهيمي، متحدثا الى الصحافيين بحضور وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، إنه يأمل أن «تتمكن الصين من لعب دور نشط في إيجاد حل للأحداث في سوريا»، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى.
وتتحفظ الصين عموما على أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ولم تكشف الخارجية الصينية مضمون المحادثات، لكنها كررت القول إن بكين ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سوريا». وشكر الوزير جيشي الإبراهيمي على الجهود التي يبذلها، آملا في أن تدفع محادثتهما، وهي الثالثة خلال شهرين، في اتجاه «تفاهم متبادل» و«معالجة ملائمة للملف السوري».
وفي الوقت نفسه، نفت بكين بشكل قاطع اعتماد موقف مؤيد لنظام دمشق وضد المعارضة، مؤكدة أنها تنشط من أجل حل مقبول من جميع الأطراف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس «إذا أصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل الأسد الذي لا يحبونه فان حمام الدم سيستمر»، فيما حذر تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أن أضرار الصراع الدائر طال أكثر من مليونين ونصف مليون سوري، وأن الضرر والدمار اللذين لحقا بالمرافق الطبية ترك الآلاف من دون رعاية صحية، محذرا من أن بقاء الوضع المتأزم على ما هو عليه لأشهر أخرى يعني أن أكثر من اربعة ملايين سوري سيتأذون.
01/11/2012
تحقيق مطار حماة العسكري.. معتقل تمارس فيه «أبشع أنواع التعذيب والقتل»
بيروت ـــــ اليسون طهمزيان ميوز (أ.ف.ب) ـــــ يقول سجناء سابقون وناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مطار حماة العسكري في وسط سوريا تحول الى سجن «تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب والقتل» بحق آلاف المعتقلين، الذين تكتظ بهم أبنية المطار الشاسع منذ أشهر.
وقال المرصد في تقرير إن المطار «تحول الى سجن ومعتقل لمصلحة جهاز المخابرات الجوية، أكثر الفروع الأمنية قسوة وأكثرها بطشا وتنكيلا بالمعتقلين. ويحتجز فيه الآلاف من أبناء محافظة حماة، كبارا وصغارا، وتمارس عليهم أقسى أنواع التعذيب والقتل الوحشي دون رادع أخلاقي أو تأنيب ضمير».
وأوضح المرصد أن السلطات السورية تقوم منذ منتصف مارس 2011 «بحملات اعتقال محمومة تطول كل من كان هو محل شك، وكل من كتب به تقرير من الوشاة والمخبرين، من دون أن يتم التأكد حتى من صحة الوشاية».
ونتيجة لذلك، «امتلأت السجون واكتظت بساكنيها، فبدأت السلطات باستعمال الكثير من المرافق العامة كسجون، مثل ملاعب كرة القدم أو المدارس أو بعض المراكز الحكومية والعسكرية»، ومنها مطار حماة.
ومنذ ستة أشهر تقريبا، تمكنت القوات السورية النظامية من السيطرة على حماة بعد اشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعات مقاتلة معارضة استمرت أسابيع. ومنذ ذلك الحين، تحرص هذه القوات على الإمساك بيد من حديد بالمدينة.
الاعتقال أصعب من الموت
وقال المتحدث باسم مجلس ثوار حماة، أبو القاسم الحموي، إن «الجيش السوري الحر انسحب من حماة بسبب عدم توازن القوى. وتحولت المدينة الواقعة في وسط البلاد الى نقطة عسكرية توزع الى باقي المحافظات طائرات ميغ وسوخوي تنطلق من المطار العسكري في حماة».
وتابع: «ولكي يكرس النظام سيطرته على المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية، يقوم بعمليات اعتقال لا تعد ولا تحصى بقصد الحفاظ على المنطقة دائما (نظيفة)، من وجهة نظره». وأضاف: «منذ ستة أشهر، اعتقل الآلاف وتعرضوا للتعذيب. الاعتقال والتعذيب أكثر صعوبة من الموت قتلا. إنه شيء فظيع لا يمكن تصوره»، موضحا «أنا شخصيا أهرب من مكان الى آخر كل يوم حتى لا أتعرض للاعتقال». وأشار أبو القاسم الى وجود «أكثر من مائة حاجز يوميا» في حماة تقوم بتوقيف الناس، إضافة الى حملات دهم تحصل طوال ساعات الليل والنهار.
وأكد أن النظام «جاء بشبيحة الى المطار لقيادة وتنفيذ اعمال التعذيب والاعتقال. هذا المقر تحول الى أسوأ مكان للتعذيب». وأوضح المرصد أنه بنى تقريره على زهاء 700 حالة تم توثيقها في المعتقل، مشيرا الى أن عددا كبيرا من المعتقلين «قضوا تحت التعذيب.. جثث البعض من هؤلاء بقيت أياما بين المعتقلين، قبل أن يتم دفنها».
ونقل عن ناشط أمضى فترة اعتقال في مطار حماة انه «يتم تكديس السجناء في ملاجىء الطائرات أو ما يسمى بـ(الهنغار) ليصل عددهم أحيانا في الملجأ الواحد إلى أكثر من خمسمائة.. ويمكن للمرء أن يتخيل كيف يكون الوضع في فصل الصيف، عندما تتخطى درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية، وهو ما أدى الى وفاة الكثيرين».
تكديس الجثث مع السجناء
وتمارس في مطار حماة، بحسب ناشطين سبق لهم ان اعتقلوا فيه، كل أنواع التعذيب المعروفة، من استخدام التيار الكهربائي لصعق المعتقلين، الى اذلالهم جنسيا، وتعريتهم وضربهم بقسوة، وجلدهم، وسوء تغذيتهم واطلاق كل اسماء الحيوانات عليهم، اضافة الى ابتزاز ذويهم بالمال. وقال المرصد إنه «وثق عشرات الحالات المختلفة من قتل وتعذيب واصابات مختلفة وعاهات مستديمة»، متحفظا على ذكر اسماء ضحاياها حاليا «حفاظا على سلامة عائلاتهم ومنعا لمحاسبتهم مرة أخرى». وروى ناشط يقدم نفسه باسمه مراد الحموي كيف تعرض للضرب بينما كان جاثيا على ركبتيه، ولتعذيب يطلق عليه عبارة «الشبح»، ويقضي بتكبيل يدي المعتقل بأعلى السقف وهو واقف على كرسي، يسحب من تحته لاحقا ليصبح واقفا على رؤوس أصابعه. ثم تربط إحدى قدميه للأعلى بالحبل نفسه الذي ربطت به يداه «ويترك السجين ساعات» على هذا النحو.
واشار الى أنه تعرض أيضا لاحراق قدميه بالجمر.
وأضاف مراد أن الزنزانة تنبعث منها «رائحة الدم الممزوج مع القيح العفن والعرق».
أما عن أكثر الفصول بشاعة خلال فترة اعتقاله، فقال مراد انها تتعلق برؤيته الأطفال في المعتقل، مشيرا الى «طفل من الحولة يدعى براء في الثالثة عشرة من عمره دخل المعتقل وثيابه تعتصر دما، فقد قتل عمه امام عينيه.. كان يبكي كثيرا ويحن الى أمه».
02/11/2012
دمشق تعيش ليالي عصيبة والطيران الحربي يواصل غاراته المعارضة: الأسرة الدولية مسؤولة عن التطرف في سوريا
صورة التقطت يوم الثلاثاء الماضي لمواطن سوري ينتحب طفله بين يديه بعدما قضى بقصف من قبل القوات النظامية على إدلب (أ ب)
دمشق، بيروت- أ ف ب- حمّل المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي مسؤولية «تزايد التطرف في سوريا» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، فيما شهدت التطورات في البلاد تصعيدا جديدا، أمس، بعد يوم دامٍ قتل فيه نحو 152 شخصا في أنحاء البلاد: فقد عاشت دمشق ليلة عصيبة على أصوات التفجيرات وانفجارات العبوات الناسفة، وواصل سلاح الجو السوري غاراته على أحياء في العاصمة وضواحيها وريفها، كما على أنحاء عديدة من البلاد، وقتل 28 جنديا نظاميا على الأقل في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بينما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة.
عنف النظام سبب الفوضى
وتعليقا على تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون (الأربعاء) قالت فيها إنه لم يعد من الممكن النظر الى المجلس «على أنه القيادة الأهم للمعارضة»، وان على المعارضة أن «تتوسع وتقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة»، قال رئيس المجلس عبدالباسط سيدا إن «المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري».
وأضاف «في المناطق المحررة من أيدي النظام هناك حالة فوضى وإحباط لأن النظام ما زال يقتل بشكل جنوني ويستخدم كل أنواع الأسلحة والطيران الحربي وقنابل عنقودية.. وفي مثل هذه الحالة من الطبيعي أن يتواجد التطرف من (...) بعض العناصر».
ورغم ذلك، أكد سيدا أن «الثورة السورية باقية على مسارها، وما زالت تدور حول الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب السوري».
وإذ اعتبر أن «زيادة التطرف هي بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي، وليست سببا له»، قال سيدا إن سوريا «مجتمع متنوع، لذا في نهاية المطاف لن يتمكن مشروع إسلامي متطرف من التجذر في البلاد».
وتعليقا على قول كلينتون انه «لم يعد من الممكن النظر الى المجلس على انه الزعامة المرئية للمعارضة»، أكد سيدا الاستعداد للعمل مع كل أطياف المعارضة السورية. وقال «نحن منفتحون على العمل مع اي مجموعة وطنية هدفها الأساسي هو إسقاط النظام المجرم».
المتطرفون يحولون مسار الثورة
وكانت كلينتون أعلنت في مؤتمر صحفي في زغرب أن «هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سوريا، ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم»، مشيرة الى أنها تنتظر من المعارضة أن تتوسع الى ما هو أبعد من المجلس، وأن «تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» في سوريا.
وتزامنت تصريحات كلينتون مع اجتماع لمجموعات عدة للمعارضة السورية في تركيا للعمل على تشكيل حكومة في المنفى تكون قادرة على النطق باسم المعارضة والحصول على اعتراف دولي بها.
وبرز مؤخرا بشكل أكبر مشاركة مقاتلي «جبهة النصرة» التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات الدامية في مدن سورية عدة، الى جانب المقاتلين المعارضين خلال اشتباكات ضد الجيش النظامي.
الغارات الجوية تتواصل
ميدانيا، شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارين في محافظة ادلب، فيما دارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف في معرة النعمان.
وتعرضت قرى الجبل الوسطاني للقصف من قبل القوات النظامية رافقتها اشتباكات عنيفة في المنطقة، وقرب قرية حيش.
وفي ريف دمشق، قصفت طائرات مروحية منطقة الحجر الأسود، وأغارت على بلدة زملكا، مما أسفر عن انهيار عدة مبان مستهدفة وخسائر بشرية. كما قصفت طائرة حربية محيط حرستا، بينما هزت ثلاثة انفجارات منطقة المزة في وسط العاصمة.
مقتل 28 جندياً
من جهة ثانية، قتل 28 جنديا نظاميا سوريا على الأقل في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب في محافظة إدلب.
وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع يوتيوب الالكتروني، يظهر عددا من المقاتلين المعارضين وجنودا أسروهم على حاجز حميشو في غرب ادلب.
وبدا عدد من المقاتلين متحلقين حول نحو عشرة جنود نظاميين مستلقين على الأرض جنبا الى جنب، ويسمع أحد المقاتلين المعارضين يسأل جنديا أسيرا «ألا تعرف أننا من أهل هذا البلد؟»، ليرد عليه الجندي «والله العظيم ما ضربت (لم أطلق النار)». ووجه عدد من المقاتلين ركلات الى الجنود المرميين ارضا.
وأظهر شريط ثان جثث الجنود النظاميين في المكان نفسه، في حين بدا احد المقاتلين المعارضين وهو يرفع شارة النصر.
02/11/2012
تحقيق الصراع في سوريا يثير نعرات قبلية وآمالا سنيّة في العراق
عراقي يعدّ القهوة مرتديا الزي التقليدي لمناطق الفرات الأوسط خلال افتتاح أكبر معرض تجاري في بغداد منذ 20 سنة (أ ف ب)
الرمادي - رويترز - في دور الضيافة وفي مساجد محافظة الأنبار تحول موضوع الحديث في التجمعات القبلية السنية من الجدال المعتاد حول السياسة المحلية إلى مسألة أكثر إلحاحا، وهي الحرب الحالية في سوريا المجاورة. ويهتم الكثيرون في المحافظة التي كانت في يوم ما معقل تنظيم القاعدة في البلاد أكثر بمساعدة أتباع مذهبهم. وتمتد العلاقات عبر الحدود ويقول زعماء قبائل ومجتمعات سنية إن قبائل عراقية ترسل أغذية وإمدادات بانتظام لأقارب سوريين لها.
ويدعم بعض السنة في العراق صراحة مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض للرئيس بشار الأسد بالسلاح عندما تسمح الأوضاع على الحدود بهذا.
لكن كثيرين يتأهبون أيضا ليوم إطاحة الأسد وتولي نظام سني الحكم في سوريا، مما سيعطيهم قوة توازن القوة الشيعية التي نمت باطراد في بغداد منذ سقوط نظام صدام حسين.
أسباب طائفية
من جهته، قال الشيخ عبدالرحمن علي الزوبعي رئيس مجلس عشائر الفلوجة إن بغداد تساعد الأسد لأسباب طائفية، لكن عندما يرحل الأسد فإنه سيكون للسنة نظام شقيق يقوي ظهرهم.
وبالنسبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعماء شيعة آخرين في العراق، فإن احتمال ظهور زعيم سني في الجوار هو سيناريو كابوسي. ويخشى هؤلاء من أن يجعل هذا الأمر الزعماء السنة في العراق أكثر جرأة، وقد يدفع المقاتلين في سوريا إلى تحويل أنظارهم للعراق.
ومع وفرة السلاح في محافظة الأنبار واقتراب القتال من منطقة الحدود المضطربة تتنامى المخاوف الأمنية.
سوق الأسلحة
وفي مؤشر على جر الأزمة السورية للجيران، في حرب بالوكالة، يقاتل متشددون شيعة عراقيون في سوريا في صفوف قوات الأسد، وأعلنوا ولاءهم للزعيم الأعلى الإيراني. ويعترف مسؤولون عراقيون ومهربو أسلحة بأن الصراع المحتدم أدى إلى زيادة الطلب في سوق الأسلحة بالعراق.
ويقول مهربو أسلحة ومسؤولو أمن إن أسعار بنادق كلاشنيكوف وأسلحة القناصة والمسدسات في العراق ارتفعت لأربعة أمثالها مع تنامي الطلب في سوريا.
وأحيانا يتم التهريب على متن قوارب في نهر الفرات الذي يجري في أراضي العراق وسوريا.
وقال قاسم، وهو تاجر أسلحة، وهو ينفث دخان سيجارته «الأمر ليس سرا. بدأ الطلب على الأسلحة منذ بدء الانتفاضة السورية، وتم ارسال الأسلحة إلى الأنبار والموصل في طريقها إلى سوريا».
تخزين الأسلحة
ودفعت تقارير مخابرات صادرة عن الشرطة، وتشير إلى أن محافظات سنية في العراق تخزن أسلحة تحسبا لتفجر العنف الطائفي، أربعة زعماء دينيين شيعة إلى إصدار فتوى بتحريم بيع الأسلحة إلى خارج المناطق الشيعية.
وقال مسؤول عراقي كبير في الشرطة إن السلطات تعتقد أن شبانا سوريين لجأوا إلى أقاربهم في العراق في بداية الانتفاضة ويتم تنظيمهم وتدريبهم داخل العراق استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد.
تفاقم التوتر
وتؤدي الأزمة السورية إلى تفاقم هذه التوترات السياسية في العراق. ففي اجتماع عقد هذا الشهر في دار ضيافة بمدينة الرمادي، عكف زعماء على تنظيم لجان لجمع المال والغذاء والامدادات لمساعدة اللاجئين السوريين. ويتجه الحديث في الاجتماعات القبلية الان بانتظام لما يجري في سوريا.
في السياق، قال الشيخ علي حاتم سليمان، زعيم عشيرة الدليمي القوية في منزله ببغداد، إنه طلب من أبناء قبيلته دعم الشعب السوري وإنهم يختارون الطريقة التي يرونها مناسبة.
وتعجب الشيخ سليمان من تحريم دعم الشعب السوري بينما يدعم المالكي وإيران نظاما «إجراميا».
مساعدات إنسانية
من ناحيته، قال قاسم محمد محافظ الأنبار الذي يقول إن خلافاته الكثيرة مع المالكي بشأن مشروعات تنمية المحافظة لا تمنعه من العمل مع بغداد «من الناحية التاريخية لم يتمكن أحد من السيطرة على حدودنا مع سوريا.. لكن على الأرض لا توجد مساعدة عسكرية جدية لسوريا بل هناك بعض المساعدات الإنسانية مثل الدواء والغذاء».
03/11/2012
المجلس الوطني السوري يرفض إطاراً بديلاً.. وينتقد كلينتون الثوار يقطعون إمدادات النظام إلى حلب والشمال
سوريون يتفقدون آثار قصف قوات النظام الذي دمر مسجدهم في إدلب (أ ف ب)
دمشق ـــــ ا.ف.ب ـــــ رفض المجلس الوطني السوري، الذي يضم غالبية اطياف المعارضة، قيام اي اطار بديل منه، بعد تلميح اميركي الى ذلك، فيما حققت المعارضة المسلحة مكسبا مهما في شمال غرب البلاد، مع انسحاب القوات النظامية من محيط مدينة استراتيجية على تقاطع طرق امداد من ادلب الى حلب.. فيما سقط عشرات القتلى في يوم تظاهرات «جمعة داريا».
فقبل يومين من اجتماع موسع ومهم يعقده في الدوحة، ابدى المجلس «جديته في الحوار مع كل اطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبّر عن كامل الطيف الوطني»، مؤكدا ان اي اجتماع «لن يكون بديلا عن المجلس او نقيضا له».
وانتقد تلميحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى تشكيل اطار اكثر شمولا للمعارضة، قائلا ان «اي حديث عن تجاوز المجلس او تكوين اطر اخرى بديلة، محاولة لايذاء الثورة وزرع بذور الفرقة والاختلاف».
يأتي موقف المجلس بعد يومين من اعتبار كلينتون انه «لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني على انه الزعامة المرئية»، بل قد يكون «جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم».
واعتبرت ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة «بحاجة الى بنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سوريا».
لا تفاوض مع النظام
وتزامنت تصريحات المسؤولة الاميركية مع تكرار الحديث عن حكومة سورية في المنفى، يتولى رئاستها المعارض رياض سيف. لكن اعضاء في المجلس قالوا لفرانس برس انهم متخوفون من ان يؤدي ذلك في نهاية المطاف الى التفاوض مع نظام بشار الاسد.
وقال عضو المجلس جورج صبرا: «كل القوى التي نشأت في الداخل ممثلة في المجلس، والا فمن اعطاه الشرعية؟»، واضاف انه «اذا كان المطلوب من توحيد المعارضة تسليح الجيش الحر او دعم الشعب واغاثته فهذه كلمة حق، لكن اذا كان يهدف الى مفاوضة بشار الاسد فهذا لن يحصل ولا يقبل الشعب السوري به».
حكومة انتقالية.. لماذا؟
وردا على سؤال عن تأليف حكومة انتقالية او في المنفى، سأل: «هل يمكن احد ان يقول لنا ما مهمتها؟ اذا ألفنا حكومة لا دور لها، ألن تتحول جهة معارضة وتبدأ بالتآكل؟ (...) اذا كانت للتفاوض مع النظام فلا نريدها».
وكان المجلس نشر الخميس «تقريرا ماليا مفصلا»، اظهر انه تلقى هبات مجموعها نحو 40 مليون دولار، نصفها من ليبيا، والبقية من الامارات المتحدة وقطر، التي يعقد فيها المجلس الوطني غدا اجتماعا لإقرار صيغة توسيعه.
الانسحاب من سراقب
على الارض، حقق المقاتلون المعارضون مكسبا ميدانيا امس في مدينة سراقب شمال غرب البلاد، يضاف الى سلسلة مكاسب حققوها مؤخرا شمال سوريا.
فقد اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان القوات النظامية انسحبت من الحاجز الاخير في محيط سراقب الواقعة خارج سيطرتها، وان نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة بات الآن خاليا من اي وجود لقوات النظام.
ومع انسحاب القوات النظامية من محيط سراقب الواقعة على تقاطع طريق حلب ــــ دمشق وحلب ــــ اللاذقية، اوضح عبدالرحمن ان النظام بات مضطرا للاكتفاء بطرق رئيسية وصحراوية في محافظتي الرقة (شمال شرق)، ودير الزور (شرق) لامداد قواته.
تصفية عسكريين.. و«العفو الدولية» تندّد
ويأتي انسحاب القوات النظامية غداة هجوم للثوار على ثلاثة حواجز في محيط سراقب، ادت الى مقتل 28 جنديا نظاميا على الاقل، تمت تصفية بعضهم بعد اسرهم (بحسب ما اظهر شريط فيديو نشر على شبكة الانترنت لجنود عشرة اعدمهم معارضون)، في ما اعتبرته منظمة العفو الدولية «جريمة حرب محتملة».
ومن جهته، حضّ المجلس الوطني السوري مقاتلي المعارضة على «محاسبة» كل من ينتهك حقوق الانسان، غداة هذا «الاعدام الميداني» لجنود نظاميين.
وقال رئيس لجنة حقوق الانسان في المجلس، رديف مصطفى، لفرانس برس: «نحض الجيش الحر والحراك الثوري على الارض على محاسبة كل من ينتهك حقوق الانسان».
انفجار في العاصمة
وفي دمشق، اشار المرصد الى انفجار عبوة في حي الزاهرة وسط العاصمة تبعه اطلاق نار كثيف، وادى الى سقوط عدد من الجرحى.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي ان «ارهابيين فجروا عبوتين اسفرتا عن اصابة 16 مواطنا في الزاهرة الجديدة».
اشتباكات وقصف مدفعي
وفي ريف دمشق، اشار المرصد الى ان محيط مدن وبلدات حرستا ودوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية، التي هجرها معظم سكانها، يشهد اشتباكات يرافقها قصف بالطائرات الحربية والمدفعية.
القبس
تسعى لدفع المعارضة إلى خفض سقفها للتفاوض بلا شرط رحيل الأسد
واشنطن تريد حكومة سورية انتقالية برئاسة رياض سيف
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
عكس السعي الاميركي لاستبدال المجلس الوطني السوري المعارض بهيئة قيادية اخرى، رغبة اميركية في ايجاد حل للازمة السورية، وفق رؤية واحدة تشترك فيها واشنطن وموسكو وطهران، وهي مباشرة الحوار بين المعارضة والنظام من دون اي شرط مسبق كخروج الرئيس بشار الاسد من السلطة.
والهجوم الذي شنته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبل ايام على المجلس الوطني السوري توج مجهودا طويلا قامت به واشنطن لتقويض هذا المجلس لاجباره على القبول بـ «مبادرة جنيف»، التي وافق عليها المجتمع الدولي بما فيه موسكو وطهران.
واكد المعارض السوري المقيم في واشنطن محمد العبدالله ان الضغوط الاميركية على المجلس تهدف «لخفض سقفه السياسي» من اجل الدخول في حوار مع النظام.
واتهم العبدالله، السفير الاميركي المبعد من سورية روبرت فورد بتأليب بعض اعضاء المجلس، وقال في مقابلة مع «الراي» ان فورد «أوعز الى بسمة القضماني بالانسحاب من المجلس والإساءة له، بهدف الترويج لفكرة حكومة انتقالية برئاسة المعارض رياض سيف».
واوضح العبدالله انه بعد مؤتمر القاهرة للمعارضة في يوليو والذي رفض مشروع فورد، طرح رياض سيف المشروع نفسه على المجلس في السويد، فصوتت الامانة العامة ضده، فغضب سيف وانسحب من القاعة مهددا الأمانة العامة للمجلس بالقول: «من أنتم حتى تصوتوا ضد مشروع روبرت فورد؟».
واشنطن تحاول تكرار مؤتمر القاهرة خلال مؤتمر الدوحة للمعارضة الذي يبدأ اليوم وينتهي في السابع من الجاري، حيث قام سيف بوضع لائحة اسماء المشاركين «من دون التشاور مع المجلس»، حسب العبدالله، ثم «بدأ الضغط مجددا على المجلس ليصوت بالقبول على مشروع حكومة رياض سيف، وبدأ التواصل مع أعضاء المكتب التنفيذي، كل على حدة، لضمان موافقتهم على الفكرة، فأبدى برهان غليون رفضه ورفض كتلته للفكرة، اما احمد رمضان، فوافق بشرط ان يكون عضوا في الحكومة المزمعة التشكيل».
بدوره، حافظ تنظيم «الإخوان المسلمين» على «موقف غامض بعدم اعلان القبول بمشروع الحكومة ولكنه روج لقبوله داخل المجلس الوطني بذريعة عدم الاصطدام بالمجتمع الدولي».
تركيا: نظام الأسد كان يعيش على أموال المخدرات
١٣:٤١
0 تعليق
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، إن نظام بشار الأسد كان يعيش على أموال المخدرات من أجل البقاء، مضيفا أن نظام الأسد سقط، وأن حقبة من عدم الاستقرار في سوريا استمرت 14 عاماً انتهت.
وأضاف فيدان في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة أن بلاده ستعمل مع الإدارة الجديدة في سوريا لضمان نجاح المرحلة الانتقالية.