الصحة العالمية تصف الوضع بـ {الخطير}.. وبان كي مون يؤكد : الإبراهيمي سيلتقي الأسد نصف مليون سوري بحاجة إلى مساعدة في حمص
سوريون يتفقدون حيا شبه مدمر في حلب يقع بالقرب من مستشفى الحياة (أ ف ب)
دمشق، القاهرة، جنيف- أ ف ب، رويترز- أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أن المبعوث العربي والدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته المرتقبة لدمشق خلال الأيام المقبلة.
يأتي ذلك فيما تستمر العمليات العسكرية وأعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا، في ظل انسداد آفاق الحل السياسي وتفاقم مآسي الوضع الإنساني. فقد وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في محافظة حمص بـ«الخطر والمتدهور»، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط عشرات القتلى في يوم دام جديد، وذلك غداة مقتل نحو 170 شخصا، بينهم 121 مدنيا، بحسب المرصد.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
التفاؤل رغم كل شيء
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي في برن إن «الإبراهيمي سيعقد قريبا اجتماعا مع السلطات السورية، بمن في ذلك الرئيس الأسد، وقد أجرى اتصالات مع جهات معنية رئيسية»، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل حول الزيارة المنتظرة.
ورغم ان التوقعات بتحقيق الإبراهيمي نجاحا أكبر من سلفه كوفي عنان ضعيفة، خصوصا بعد أن صرح شخصيا (الاثنين) أنه «لا يمكن توقع المعجزات»، فان الأمين العام للأمم المتحدة أقر بأنه يفهم شعور البعض بالإحباط بسبب شلل مجلس الأمن الدولي في التعامل مع الأزمة المتصاعدة في سوريا. وقال «رغم أننا ربما نشعر بالإحباط والانزعاج من عدم قدرتنا على التعامل مع الوضع في سوريا التي وصلت فيها الأوضاع الى درجة لا تحتمل.. يجب ألا نبالغ في التشاؤم حيال قوة والتزام المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الدولية».
اجتماع ثلاثي
وكان المتحدث باسم المبعوث الدولي أحمد فوزي صرح قبل ذلك بأن الإبراهيمي (الموجود حاليا في القاهرة) سيجري لقاءات مع «ممثلين عن المعارضة السورية وناشطين ومثقفين سوريين». وكان قد التقى عددا منهم الاثنين. بينما أعلنت الجامعة العربية أن اجتماعا ثلاثيا بشأن الأزمة السورية سيعقد اليوم في مقر الأمانة العامة، يضم الأمين العام للجامعة والإبراهيمي ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، بصفته رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع السوري.
كذلك، التقى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس المصري محمد مرسي وبحث معه الملف السوري.
وصرح هيغ لدى وصوله الى القاهرة «سنناقش قضايا سياسية مهمة على الساحة الدولية، وعلى الأخص ما يمكن للمجتمع الدولي فعله لإنهاء حمام الدم في سوريا».
هدوء غير طبيعي في حلب
ميدانيا، أفاد سكان في حلب بأن «هدوءا غير طبيعي» يخيم على المدينة، وذلك بعد أن أفاد المرصد السوري عن قصف مصدره القوات النظامية استهدف صباحا أحياء في شرق وشمال المدينة، وتركز على الشعار ومساكن هنانو والميسر والصاخور والحيدرية ومدينة الباب وقرى وبلدات دارة عزة وكفر حمرة والخفسة وكفر حلب.
وقال أحد السكان إن «الثوار حاولوا اقتحام حي الميدان (وسط) على مدى ثلاثة أيام»، مشيرا الى أن «الجيش النظامي نفذ عملية (الإثنين) وصدهم الى الشمال في اتجاه بستان الباشا».
وعادت المياه الى معظم أنحاء حلب بعد إصلاح القناة الرئيسية التي دمرت في نهاية الأسبوع الماضي، وتبادل الطرفان الاتهامات بتدميرها.
دمشق وريفها
كذلك أفاد المرصد عن اشتباكات وعمليات قصف في دمشق وريفها وفي محافظات دير الزور وإدلب وحماة وحمص.
فقد وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي برزة في دمشق، وفي بلدة عرطوز في ريف دمشق، فيما طال القصف حي الحجر الأسود في العاصمة وبلدتي الحجارية ودوما في ريفها.
وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ان قوات النظام اقتحمت مدينة داريا في ريف دمشق «من الجهة الغربية بالدبابات والاليات الثقيلة». بينما افادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «تواصل القصف على بلدة يلدا قرب دمشق لليوم السابع على التوالي بالهاون والدبابات ومضادات الطيران».
الوضع «خطر ومتدهور»
في الأثناء، قالت منظمة الصحة العالمية إن فريقا تابعا لها زار حمص السورية الأسبوع الماضي ووجد وضعا إنسانيا «خطرا ومتدهورا»، وإن واحدا من بين كل أربعة من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جسارفيتش إن نصف المستشفيات العامة في المحافظة وثلاثة أرباع مستشفياتها الخاصة لا تعمل، وان المستشفيات التي ما زالت مفتوحة تعمل بقدرة منخفضة وانها مكتظة بالحالات.
وأضاف أن معظم الأطباء غادروا، وأن أكبر مستشفى في حمص-وبه 350 سريرا- دمر بالكامل.
وقال «ورد أنه لم يعد هناك سوى ثلاثة جراحين فقط في المحافظة».
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 550 ألف شخص من بين سكان المحافظة وعددهم 2.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، الى جانب حاجة عاجلة للغذاء والمأوى والماء والصرف الصحي والتعليم.
وقال جسارفيتش إن الوضع سيصبح أكثر إلحاحا بسبب اقتراب الشتاء.
اشتباكات في حي برزة الدمشقي وقصف على أحياء حلب وريفها يطاول مخبزا
عمارات مدمرة قرب مستشفى الحياة في حي الملعب في حلب (أ ف ب) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
دمشق - وكالات - وقعت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في حي برزة في دمشق، في وقت تعرضت احياء من حلب تسيطر عليها قوات المعارضة للقصف، وسقط عشرات القتلى في هذه الاحداث وغيرها من اعمال العنف التي لفت انحاء سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان الاشتباكات شملت حي برزة في شمال دمشق، وبلدة عرطوز في الريف الدمشقي، مشيرا الى سقوط عدد من القتلى في الريف، بينهم طفلة في قصف على بلدة الحجارية ومواطن في مدينة دوما في ظروف مجهولة.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية اقتحمت مدينة داريا في ريف دمشق «من الجهة الغربية بالدبابات والاليات الثقيلة».
ويذكر ان داريا شهدت مجزرة عندما اعلن مقاتلون معارضون عن اكتشاف نحو 500 جثة فيها يوم 26 اغسطس الماضي والايام التي تلته.
وتحدثت لجان التنسيق عن تسجيل حوادث اطلاق نار كثيف في منطقة السيدة زينب باتجاه المنازل والمحال التجارية تزامنا مع قصف عنيف استهدف مزارع بلدة رنكوس واطراف قرية حوش عرب، وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي في سماء دمشق وريفها.
وافادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «تواصل القصف على بلدة يلدا قرب دمشق لليوم السابع على التوالي بالهاون والدبابات ومضادات الطيران».
وذكر مرصد حقوق الانسان ان احياء الشعار ومساكن هنانو والميسر والصاخور والحيدرية في شرق حلب تعرضت للقصف من القوات النظامية.
وعثر في احد مستشفيات حلب على جثث اربعة اشخاص مجهولي الهوية كانوا قد تعرضوا لاطلاق نار بالرأس وتعذيب شديد.
وذكرت لجان التنسيق ان 15 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح في قصف قوات النظام بالطيران الحربي على المخبز الاحتياطي في مدينة مارع بريف حلب.
كما تعرضت مدينة الباب وقرى وبلدات دارة عزة وكفرحمرة والخفسة وكفرحلب للقصف في محافظة حلب.
وفي محافظة ادلب، دارت اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة سلقين استخدمت فيها الطائرات الحوامة، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل مواطن في قصف جوي في بلدة سنجار في ريف ادلب. كما تعرضت بلدات وقرى جبل الزاوية وسرجة في الريف للقصف من القوات النظامية.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان 51 شخصا قتلوا بنيران قوات النظام حتى بعد ظهر امس اثر تجدد الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق سورية عدة لقمع الاحتجاجات الشعبية التي تنادي برحيل بشار الاسد ونظامه.
وقالت اللجان في بيان حول التطورات الميدانية ان الحملة العسكرية التي نفذتها قوات النظام تركزت في حلب ودمشق وريفها وحماة ودير الزور واللاذقية وادلب وحمص ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم في حلب ودمشق وريفها.
الإعلان عن «مجلس عسكري ثوري» موحد في حلب
بيروت - ا ف ب - أعلن ضباط وقادة في الجيش السوري الحر انشاء «مجلس عسكري ثوري» يضم كل التشكيلات والالوية والكتائب المقاتلة ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد في محافظة حلب، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر امس على موقع يوتيوب الالكتروني.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي، احد اعضاء المجلس الرئاسي الثلاثي الذي سيقود المجلس العسكري الثوري، في الشريط: «تم بعون الله تشكيل المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب الذي يضم جميع التشكيلات والالوية والكتائب في محافظة حلب».
وسيترأس المجلس العكيدي (ضابط منشق) وعبدالقادر الصالح ورضوان قرندل (مدنيان مقاتلان).
واوضح ضابط آخر في شريط الفيديو ان الالوية التي ستتمثل في المجلس هي: «التوحيد» و«الفتح» و«صقور الشهباء» و«المعتصم بالله» و«احرار سورية» و«محمد الفاتح» و«صقور الشام» و«حلب الشهباء» و«الثورة الحلبية» «وتجمع كتائب احفاد الرسول» «ودرع الامة» و«الحق».
عدد اللاجئين السوريين في الجوار يتخطى 250 ألفاً
وإنجلينا جولي تدعو من مخيم الزعتري العالم للمساعدة
جنيف، عمان - ا ف ب، يو بي آي - اكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة امس ان عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 الفا، وذلك فيما تفقد رئيس رئيس المفوضية انتونيو غوتيريس وموفدته الخاصة انجلينا جولي مخيم الزعتري في الاردن الذي يعيش اللاجئون السوريون فيه ظروفا بائسة.
وقال المتحدث باسم المفوضية ادريان ادورادز في جنيف ان «الارقام الاخيرة تظهر ان اكثر من ربع مليون لاجئ سوري (253 الفا و106 اشخاص) مسجلون او ينتظرون التسجيل في المنطقة».
وفي الاردن احصت المفوضية العليا 85 الفا و197 لاجئا بينهم 35 الفا و961 ينتظرون التسجيل.
وامام تلك الاوضاع قررت مفوضية اللاجئين ايفاد غوتيريس والممثلة الاميركية انجلينا جولي، سفيرة النوايا الحسنة، واللذان وصلا ليلا الى الاردن.
وعقب وصولها زارت جولي برفقة عسكريين اردنيين عائلات وصلت اخيرا الى الحدود الاردنية، كما تفقدت مخيم الزعتري الذي يؤوي 25 الف لاجئ يعيشون في ظروف بائسة.
ومن المخيم، دعت جولي المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات للاجئين السوريين في الأردن ودول الجوار.
وقالت: «أنا أشكر الأردن وكل الدول التي فتحت حدودها لإستقبال اللاجئين السوريين، وأدعو المجتمع الدولي لحشد جهوده لدعم هؤلاء اللاجئين في هذه الدول حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم يوما ما».
وأضافت: «هناك حاجات كثيرة لم يتم تأمينها للاجئين وأموال يجب جمعها لدعمهم وهذا ما نطلبه من المجتمع الدولي».
والتقت جولي وغوتيريس بالملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء فايز الطراونة ووزير الخارجية ناصر جودة.
ومن ناحية ثانية، قال المتحدث باسم منظمة الصحة الدولية طارق ياسرفيتش ان المنظمة تامل في تعزيز نشاطاتها في حمص «حيث الوضع سيئ ويزداد تدهورا». واعربت المنظمة عن تزايد القلق لديها مع اقتراب الشتاء.
الإبراهيمي في دمشق اليوم ويلتقي الأسد غداً.. والعراق يعطيه تفويضاً كاملاً معارك قرب مطار حلب وتجدد الاشتباكات في دمشق
الإبراهيمي يتوسط العربي (يسار) والشيخ حمد خلال الاجتماع الثلاثي حول سوريا في مقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة (رويترز)
دمشق، القاهرة- القبس والوكالات
يزور الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الأخضر الإبراهيمي سوريا اليوم، على أن يلتقي الرئيس بشار الأسد غدا.
يأتي ذلك، فيما تحمل التطورات الميدانية تصعيدا مستمرا من دون أن يلوح في الأفق أي مؤشر لهدنة قريبة في الانتفاضة التي بدأت سلمية قبل أكثر من 18 شهرا وقمعت بعنف قبل ان تتطور الى نزاع دام يجعل مهمة المبعوث الدولي صعبة ومعقدة. فقد تواصلت أعمال العنف في أنحاء عدة من سوريا، أمس، ما أسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل، معظمهم في حلب حيث دارت معارك عنيفة تركزت على طريق مطار حلب الدولي، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في بعض أحياء العاصمة دمشق، وكذلك في مناطق مختلفة في محافظات سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وهيئات التنسيق المحلية، غداة يوم دموي سقط فيه 138 قتيلا، بينهم 93 مدنيا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
سقف زمني للإبراهيمي
وعقب اجتماع ثلاثي، ضمه والأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم (بصفته رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالموضوع السوري)، أبلغ الإبراهيمي المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة بأن زيارته الى دمشق ستبدأ اليوم بلقاء مع وزير الخارجية وليد المعلم على أن يلتقي الرئيس الأسد غدا.
وقال مندوب العراق الدائم قيس العزاوي للصحافيين إن المبعوث الدولي عقد معهم اجتماعا في مقر الجامعة ووضعهم في أجواء المحادثات والمشاورات التي أجراها على مدى الأسبوعين الماضيين مع المعنيين بالشأن السوري.
وأضاف العزاوي أن الإبراهيمي يعتزم مقابلة «المسؤوليين السوريين والأطراف المعارضة الأخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته». وأكد أن «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته، وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سيقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد، وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي»، مشيرا الى أن العراق أعطى «تفويضا كاملا» للإبراهيمي في كل الصلاحيات لحل الأزمة السورية.
وتابع أن «العراق يسعى الى حل سلمي في الأزمة السورية كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة، وسوف تنتقل تداعياتها الى الداخل العراقي، لذلك نصر على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر».
مطار حلب الدولي
ميدانيا، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في حلب، بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي بين الجيش النظامي ومجموعات مقاتلة معارضة، بحسب المرصد السوري، الذي أشار الى مقتل مواطنين أرمن إثر استهداف سيارة كانت تقلهم على طريق المطار وقت الاشتباكات.
وذكر شخص قريب من أحد القتلى أن عدد القتلى اربعة، بالاضافة الى أكثر من 13 جريحا. وكان الضحايا عائدين من يريفان في أرمينيا الى حلب.
وقال المصدر «الجهة التي اطلقت النار غير معروفة»، مشيرا الى ان خمس سيارات تعرضت للهجوم. وأضاف «البعض يقول ان الجهة المعتدية هي الجيش السوري الحر، لكننا لا نملك اثباتا على ذلك. علينا ان ننتظر لنرى»، مشككا في احتمال ان يطلق الجيش الحر النار على سيارات تمر في الطريق.
في هذا الوقت، أفاد المرصد عن تعرض أحياء الفردوس وقاضي عسكر ومساكن هنانو والصاخور في حلب لقصف جوي وبري عنيف من القوات النظامية.
اشتباكات وقصف في دمشق
وفي دمشق، تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في أحياء عدة، لا سيما في حي القابون، بينما تعرض حي الحجر الأسود لقصف من القوات النظامية التي استخدمت الطائرات الحوامة، بالاضافة الى قصف على أحياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.
واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق، حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم واطلاق نار. وتسببت هذه العمليات بمقتل مدنيين بينهم أطفال.
ولم يكن الوضع الأمني بأحسن حال في محافظات حماة وحمص وإدلب التي تعرضت بلداتها لقصف عنيف من قبل قوات النظام.
مجزرة في حلفايا
في الأثناء، عثر على 13 جثة، اثنتين منها لطفلين، في بلدة حلفايا (ريف حماة)، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة ليل الثلاثاء الأربعاء الى عشرين.
ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا بـ«المجزرة»، وذكر ناشطون أنه حصل «إعدام ميداني» في حق هؤلاء.
مقتل 18 جندياً
وقتل 18 جنديا نظاميا على الأقل، وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في إدلب، بحسب المرصد السوري. وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة في المنطقة، حيث يحاصر مقاتلون معارضون مركزين آخرين للقوات النظامية.
سوري يصور بواسطة هاتفه المحمول الدمار الذي خلفه القصف على حي طريق الباب في حلب (أ ف ب)
13/09/2012
حذَّرت من الانحياز لطرف على حساب آخر موسكو تتهم الغرب بدعم الإرهاب في سوريا
مواطنون سوريون ينقلون جثة طفل بعد انتشالها من تحت ركام منزل دمرته قذائف النظام في حي أحد في حلب (أ ف ب)
استانا- د ب أ، إنترفاكس- اتهمت روسيا الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن الدولي بدعم الإرهاب في سوريا، لرفضهم إدانة الهجمات على القوات الحكومية السورية، وقالت إن «رفض المجلس إدانة الهجمات الإرهابية أمر مؤسف».
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف للصحافيين إن «أي عمل إرهابي هو عمل إرهابي. إذا كان يبدو أنه يخطط له وينفذ كعمل إرهابي فهو عمل إرهابي».
وأضاف، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة الكازاخستانية استانا، على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة في دول آسيا، ان موقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي رفضت اقتراح موسكو لادانة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت القوات الحكومية في دمشق وحلب «يتسم بالنفاق»، محذرا من التدخل في النزاع السوري لدعم طرف على حساب آخر.
وعلق بالقول: إن الأعمال «الإرهابية» يمكن أن تكون مقبولة من قبل الدول الغربية إذا كان الحديث يدور حول السياسة النفعية!
وتابع أن «الأزمة السورية باتت من القضايا الدولية الأشد إلحاحا، فمن غير المقبول متابعة ما يجري بلا مبالاة أو التدخل في النزاع لدعم طرف على حساب آخر على حد سواء"».
وأشار وزير الخارجية الى أن «كل اللاعبين الخارجيين، وضمنا الدول الأعضاء في منظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة، يجب أن يطالبوا جميع أطراف النزاع في سوريا بوقف نزيف الدماء فورا وضمان الظروف لكي يجتمع السوريون– وليس المرتزقة طبعا– على طاولة الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي من أجل البحث عن سبل تحقيق المصالحة الوطنية بناءً على الأساس المتفق عليه بالإجماع، ألا وهو قرارات مجلس الأمن وخطة كوفي عنان للسلام والمذكرة الصادرة عن الاجتماع الوزاري في جنيف».
وشدد لافروف على أن موسكو «تدعم بقوة جهود المبعوث الأممي- العربي الأخضر الإبراهيمي المبنية على الوثائق المذكورة». وأشار الى أن الأزمة السورية جزء من التطورات الدراماتيكية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن هذه التطورات «تقوض الاستقرار في دول كثيرة، والأمر الأكثر خطورة أنه يجري استغلال هذه التطورات للتحريض على مواجهات طائفية واثنية».
ضغوط على روسيا
هذا، وأشار الصحافي الروسي نيكولاي سوركوف في تعليقه على تصريحات لافروف الى أن موسكو تتعرض للضغط السياسي الشديد لتعديل موقفها، ولكي لا تعرقل تبني قرارات صارمة حول سوريا في مجلس الأمن، مؤكدا أن تصريحات وزير الخارجية تؤكد ثبات موقف روسيا بهذا الشأن.
تحقيق قناصة المعارضة يحبسون قوات النظام داخل المدرعات
حلب ميشال موتو ا ف ب- متواريا خلف حافة شرفة حجرية تطل على حلب القديمة، يعاين أبو أحمد مدرعة للجيش عبر منظار بندقيته القناصة الدقيقة التصويب. بطلقة واحدة أصاب الهدف.
ومتجاهلا قاعدة أساسية لدى القناصة تقضي بالاختفاء بعيد الضغط على الزناد، يلزم أبو أحمد موقعه. ثم يعيد تلقيم البندقية وهي «دراغونوف» روسية قديمة، يعيد التصويب ويراقب حاجز الجيش السوري الذي أغلق مدخل أحد الشوارع الرئيسية في المدينة القديمة، بحثا عن الجندي المتهور.
وقال الشاب «لدينا مواقع إطلاق نار على جميع أسطح الحي، بالتالي من الصعب عليهم تحديد مكاننا وأحيانا يردون ولكن عشوائيا».
الهدوء والتركيز
وكان الشاب النحيل القصير البنية الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي، يركب الستائر قبل انطلاق الاحتجاجات في سوريا، وقرر بعدها أن يكون قناصا، لأن القناص «يتحلى بالهدوء والتركيز».
ويمضي الى جانب اثنين من رفاقه أيامهم على شرفة هذه الشقة وداخلها. وقال إن الشقة «تعود الى عائلة كردية قررت مغادرتها لقربها من الجبهة». المكان كما كان عليه بأثاثه وستائره.
ويحتل قناصة الجيش النظامي فتحاتها الدفاعية.
عند حوالى الساعة الخامسة من كل صباح يتسلق أبو أحمد ورفيقاه درج المبنى بعد العبور من الباحة الخلفية لتجنب الظهور. وقال «نتتالى على الشرفة كل 3 الى 4 ساعات. في الوقت الباقي ننام أو نراقب بالمنظار». وتابع «الهدف هو منعهم من التقدم، وإزعاجهم بشكل دائم».
على الأرض حوله تناثرت عشرات الرصاصات الفارغة وعلبة رصاص مفتوحة وزجاجة مياه ملفوفة بخرقة مبللة وجهاز اتصال لاسلكي ووجبات سريعة.
أكد أبو أحمد أنه قتل «على الأقل عشرين شخصا من جنود بشار» (الرئيس الأسد)، وأصاب حوالى مائة بجروح. سدد على خوذة بدت خلف أكياس الرمل. «طق» لا شيء، تعطلت البندقية.
24 على 24
مع هبوط الليل ينسحب الثلاثة، ويعودون الى مقر كتيبتهم للنوم على بعد عدة شوارع.
ويؤكد قائد الكتيبة، الذي يعرف عن نفسه باسم خطاب، أنه يرغب في نشر قناصين طوال 24 ساعة يوميا، لكنه يأسف لعدم حيازة نظارات الرؤية الليلية. وقال إن «تجار الأسلحة يرفضون بيعنا إياها».
وأضاف «الرئيس السوري أخطر جميع تجار الأسلحة في المنطقة بأنه مستعد لدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل كل ما يمكنهم بيعنا إياه. من الصعب جدا العثور على السلاح». وأخرج من جيبه لفافتين من أوراق المائة دولار مربوطة بحلقة مطاطية. قال «لدينا المال. وهذه البندقية»، مشيرا الى بندقية قناصة بلجيكية من طراز «اس سي جي» عيار 7,62 «اشتريناها من أحد جنود بشار مقابل أربعة آلاف دولار».
الرصاص بوجه الدبابات
أحد رجاله باعد شفرات الستار في إحدى الغرف ليراقب بالمنظار. وقال خطاب إن «جميع حواجز الجيش تتعرض لنيران عدة مواقع مثل هذا...لا يمكنهم التحرك إلا في المدرعات. عندما نحصل على أسلحة أكثر قوة، فسينتهي الأمر بالنسبة إليهم».
لكن الشرفة التي تنطلق منها رصاصتان أو ثلاث في الدقيقة، كان يمكن رصدها وتدميرها بقذائف مدفعية من إحدى الدبابات المتمركزة في الاسفل على الدوار.
وقال خطاب «لا يجرؤون على الاقتراب»، موضحا «فخخنا الطريق بكمية ضخمة من المتفجرات. إنهم يعلمون ذلك».
المعارضة تنجز تقدماً «مهماً» في حلب.. والنظام يحرِّض الأقليات في دمشق الإبراهيمي: الأزمة السورية كبيرة وتتفاقم
طفل بين بقايا منزله الذي دمره قصف القوات النظامية على تلبيسة في حمص (رويترز)
دمشق - أ. ف. ب، رويترز، د. ب. أ - عبّر موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن اعتقاده بأن الأزمة في سوريا «كبيرة وتتفاقم»، مشددا على ضرورة «وقف النزيف».
وكان الإبراهيمي وصل الى دمشق أمس في أول مهمة له في هذا البلد، وصفها مسبقا بأنها «بالغة الصعوبة»، بعد 18 شهرا من اندلاع حركة احتجاجية ضد حكم الرئيس بشار الأسد تحولت الى حربٍ دموية مدمرة.
واستهل مهمته بلقاء مطول مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وحتى قبل وصول الإبراهيمي، الذي يفترض أن يلتقي الرئيس الأسد، واصلت القوات السورية قصف معاقل المعارضين المسلحين والمعارك العنيفة، في محافظات سورية مختلفة، خصوصا في حلب، التي تشهد معارك طاحنة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وقد تمكن المعارضون من التقدم الى وسط المدينة أمس.
لقاءات مع الحكومة والمعارضة
وقال الإبراهيمي - وفق وكالة سانا - «قدمنا الى سوريا للتشاور مع الاخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة في البلاد، وأعتقد أنها تتفاقم».
وأضاف في تصريحات أدلى بها في مطار دمشق الدولي «أعتقد أن لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزيف وإعادة الوئام الى أبناء الوطن الواحد. ونأمل في أن نوفّق في ذلك».
وهي الزيارة الأولى للابراهيمي الى سوريا منذ تسلمه مهامه موفدا خاصا في الأول من سبتمبر الجاري، خلفا لكوفي عنان.
وقال المتحدث باسم الإبراهيمي في بيان أعلن وصوله في وقت سابق إن المبعوث الدولي سيجري محادثات مع «الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني».
وكان دبلوماسي عربي أعلن الأربعاء أن الإبراهيمي سيلتقي الأسد اليوم، بينما يتكتم المسؤولون السوريون حول موعد اللقاء.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الابراهيمي ورافقه الى مقر اقامته في أحد فنادق دمشق «نحن واثقون بان الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات»، مضيفا: «نحن متفائلون ونتمنى للابراهيمي كل النجاح».
تقدُّم في حلب
ميدانيا، قال شهود عيان ومصادر عسكرية إن مقاتلي المعارضة أحرزوا تقدما في منطقة حي الميدان المتنازع عليها في وسط حلب، بينما اندلعت معارك في عدة أحياء أخرى من المدينة.
وقال أحد المواطنين إن المعارضين المسلحين «كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعا في الميدان».
ويعتبر حي الميدان استراتيجيا، لأنه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة.
.. وقصف ومواجهات
وتعرَّضت أحياء أخرى في حلب يسيطر عليها المتمردون الى القصف، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل 11 شخصا على الأقل عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب. ولم يتم تحديد ما إذا كان القتلى من المعارضين المسلحين أو المدنيين. لكن شريط فيديو وُزّ.ع يظهر جثثا عدة في القسم الخلفي لشاحنة صغيرة وعلى الأرصفة بعضها تعرض لحروق شديدة والبعض الآخر مغطى بالدماء.
وفي جنوب حلب، تعرض حي بستان القصر للقصف، وأفاد سكان عن حصول مواجهات في حي الكلاسة. وقال مصدر عسكري إن مواجهات حصلت - ايضا - في حي سيف الدولة، بينما تعرضت منطقة كرم الجبل لقصف عنيف.
تحريض الأقليات في دمشق
في الأثناء، تواصلت المواجهات في العاصمة دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة، ودارت في أحياء عدة، لا سيما في القابون وركن الدين والتضامن.
كذلك، وقعت اشتباكات على بعد نحو كيلو متر واحد فقط من ضريح السيدة زينب في منطقة السيدة زينب في دمشق.
وقال ناشط من دمشق «الناس في دمشق بدأوا يتقاتلون. النظام يحاول تحريض الأقليات من خلال تخويفهم وأعطى البعض أسلحة». وأضاف «النظام بدأ يقصف المنطقة أيضا.. لا نعرف ما اذا كان هذا لوقف الاشتباكات أو تشجيعها»، موضحا أن الجماعة الموالية للأسد التي تقاتل المعارضة يسميها السكان «اللجان الشعبية» التي تشكلها الأحياء.
وقال المرصد السوري إن عددا من الصواريخ سقط على أحياء قريبة تقطنها في الأغلب الأقلية الشيعية. وذكر المصدر أنه تأكد مقتل ثلاثة واصابة 16 على الاقل من بينهم عدد كبير حالته حرجة.
ونفى ناشطون آخرون من المعارضة وقوع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وميليشيا مؤيدة للرئيس السوري وقالوا ان هناك اطلاقا عشوائيا للنيران مع مداهمة القوات السورية للمنطقة.
وأعلن المرصد أيضا أن نائبا سابقا هو أحمد الترك قتل بنيران قوات الأمن التي اقتحمت منزله فجرا في حرستا، ضواحي دمشق، واعتقلت ابنه.
ويأتي ذلك غداة يوم دموي آخر سقط فيه نحو 130 قتيلا، بينهم 70 مدنيا، وفق المرصد.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
المعلم مستقبلا الإبراهيمي (أ ف ب)
14/09/2012
معهد أمني بريطاني: جوار سوريا في خطر
توقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن تكون منطقة الشرق الأوسط معرضة لمخاطر أمنية كبيرة بسبب الصراع في سوريا.
وقال جون شيبمان مدير المعهد، أمس، لدى عرضه للتقرير السنوي عن العام 2012 في لندن، إن هناك عددا كبيرا من المؤشرات على وجود مخاطر تحدق بسوريا والمنطقة المحيطة بها، مبينا أن هذه المخاطر لو تحققت، فسيكون لها تأثير كبير للغاية في المنطقة.
وأضاف شيبمان «إن خطورة وقوع الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا بيد الطرف الخطأ، واحتمال انتقالها عبر الحدود هو السبب الاستراتيجي المهم الذي يدفع الدول الخارجية إلى التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للمشكلة السورية»، موضحا أن المنطقة «تعيش حاليا يوما بيوم».
14/09/2012
المالكي ينفي له تسرب سلاح إلى سوريا عبر العراق هيغ: نظام الأسد «زائل لا محالة»
بغداد - ا ف ب، كونا - رأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد، أمس، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «زائل لا محالة ومن المستحيل أن يبقى»، مستنكرا ما رأى أنها «مساعدة نشطة» تقدمها طهران الى دمشق، وتشمل إرسال أسلحة عبر العراق، الأمر الذي نفاه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وكان هيغ وصل بغداد الأربعاء في زيارة مفاجئة هي الأولى التي يقوم بها الى العراق منذ توليه منصبه منذ أكثر من عامين. والتقى، بالإضافة الى المالكي، رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، كل على انفراد، وبحث معهم قضايا التعاون الثنائي والأوضاع في المنطقة والأزمة السورية وتأثيراتها في العراق والمنطقة عموماً.
نظام الأسد إلى زوال
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي قال هيغ «نحن متاكدون من ان نظام الاسد زائل لا محالة، وانه من المستحيل ان يبقى (..) بعد ان ارتكب عدد من الجرائم».
وتابع أنه ناقش مع زيباري «الحاجة للتحول الى سوريا اكثر ديموقراطية واستقرارا، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب اهلية طويلة او انهيار الدولة السورية او وقوع عدد اكبر من القتلى وزيادة اعداد اللاجئين»، مضيفا «نؤيد تشكيل حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار الى سوريا».
الفصل السابع
وفي ما يخص العراق، جدد وزير الخارجية البريطاني دعم بلاده لخروج العراق من الفصل السابع، لافتا الى أن لندن ستعمل على تسوية الخلافات بين بغداد والكويت.
وأبدى هيغ استعداد بلاده لتقديم المساعدة والدعم للعراق والكويت بشكل فاعل لانهاء الملفات العالقة بين البلدين، لكنه أضاف أن الأمر يبقى «مرهونا بجدية البلدين لانهاء هذا الملف وبايفاء التزاماتهما بخصوص قرارات الامم المتحدة»، مؤكدا أن الجانبين سيعقدان لقاءات أخرى اثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جانبه ذكر زيباري أنه ناقش مع نظيره البريطاني مدى مساهمة دور لندن في مساعدة العراق في الخروج من بعض أحكام الفصل السابع والعقوبات الدولية المفروضة عليه تحت هذا البند «والذي ستتم متابعته في لقاءات مقبلة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستعقد نهاية الشهر الحالي».
وقال زيباري «اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديموقراطي وتحقيق نظام ديموقراطي تعددي ممثل لكل فئات الشعب السوري (...) وان يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل اجنبي».
تهريب سلاح للأسد
وفي مؤتمر صحفي ثان في البرلمان العراقي، قال هيغ ردا على سؤال حول تقارير تفيد أن إيران ترسل أسلحة الى نظام الأسد عبر العراق «نحن نعارض تماما أي شحنات أسلحة ترسل من إيران الى سوريا»، مستنكرا ما وصفه بـ«المساعدة النشطة» التي تقدمها إيران لنظام الأسد «حتى يقمع شعب سوريا».
وكان ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي حذروا (الأسبوع الماضي) رئيس الوزراء العراقي خلال زيارة لبغداد من استغلال إيران للأجواء العراقية، لنقل أسلحة ومعدات لدعم النظام السوري.
إلا أن المالكي أكد خلال لقائه هيغ أن «العراق باشر منذ بداية الأزمة بتطبيق اجراءات مشددة تمنع تسرب السلاح والمسلحين عبر الاراضي او الاجواء العراقية».
وأعاد المالكي الدعوة الى «حل سلمي يضمن تحقيق اهداف الشعب السوري عبر حكومة انتقالية تدعو الى انتخابات حرة ونزيهة»، محذرا من «انتشار السلاح والعنف».
ويدعو العراق الى حل سلمي للنزاع في سوريا، ويرفض تسليح قوى المعارضة السورية وفكرة التدخل الأجنبي العسكري في هذا البلد المجاور. وغالبا ما يحذر المسؤولون العراقيون من تداعيات النزاع الدامي في سوريا على الوضع الامني الهش في بلادهم.
وكان العراق اقترح خلال قمة عدم الانحياز في طهران قبل نحو أسبوعين «مبادرة لحل الأزمة السورية» تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، على ان تتفق الاطراف كافة على شخصية ترأسها.
15/09/2012
{التايمز}: تشمل «سام 7» و«آر بي جي» 400 طن أسلحة للمعارضة السورية تصل إلى تركيا من ليبيا
لندن - يو بي أي - ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أمس أن شحنة من الأسلحة من بينها صواريخ أرض ـ جو هي الأضخم من نوعها، وصلت إلى تركيا آتية من ليبيا، لتوزيعها على جماعات المعارضة السورية.
ونسبت الصحيفة إلى عضو في الجيش السوري الحر عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة «يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ سام 7، وقاذفات صاروخية من طراز آر بي جي».
وأضاف أبو محمد أن الشحنة «هي أضخم مساعدة تحصل عليها جماعات المعارضة السورية المسلحة حتى الآن، وساهم في نقلها من المستودعات إلى الحدود السورية».
وذكرت التايمز أن السفينة الليبية التي نقلت الشحنة المسماة «انتصار»، ترسو في ميناء الاسكندرونة، وحصل قبطانها على أوراق مختومة من قبل سلطة الميناء التركي، وهو ليبي من مدينة بنغازي، يُدعى عمر مصعب، ويرأس «المجلس الليبي للإغاثة والدعم».
وقالت إن أكثر من %80 من شحنة السفينة من الأسلحة تم نقلها إلى سوريا، مشيرة إلى أن الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين، والجيش السوري الحر حول ملكية الأسلحة أخّر وصولها إلى سوريا.
وأضافت الصحيفة أن كميات ضخمة من الأسلحة كانت فُقدت من مستودعاتها في ليبيا بعد مقتل العقيد معمر القذافي، ومن بينها أكثر من 5000 صاروخ أرض ـ جو.
15/09/2012
قوات الأسد تسعى لاستعادة «ميدان» حلب.. ومجازر جديدة في درعا وريف دمشق 2072 مدرسة مدمرة و801 تستضيف عائلات نازحة
سيدة سورية وابنتها لحظة قصف القوات النظامية لحلب (أ ف ب)
دمشق، جنيف، بكين - أ ف ب، أ ش أ، د ب أ - على وقع الحملات العسكرية والأمنية وعمليات القصف الجوي والبري التي تشنها القوات النظامية بشكل متواصل، وضد مناطق سورية عدة، قررت وزارة التريبة والتعليم العالي بدء العام الدراسي اليوم في سوريا، رغم أن حوالى 2072 مدرسة من بين حوالى 22 ألف مدرسة في جميع أنحاء البلاد (أي ما نسبته %10 من المدارس) قد دمرت بالكامل، في حين تستضيف801 أخرى عائلات النازحين السوريين، وفق ما أعلنت أمس المتحدثة باسم منظمة الأمومة والطفولة (يونيسيف) في جنيف ماري ميركادو.
بالتزامن، واصل موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة الى سوريا الأخضر الإبراهيمي مشاوراته في دمشق، والتقى مع أعضاء في معارضة الداخل المرخص لها بالعمل قانونيا، قبل لقاء مقرر اليوم مع الرئيس بشار الأسد، الذي واصلت قواته قصف مواقع المعارضين المسلحين في مناطق سورية مختلفة، لاسيما حلب ودمشق، بينما أفادت أنباء عن وقوع انفجار كبير في مقر استخبارات السلاح الجوي السوري في حماة، وارتكاب القوات النظامية لمجزرة جديدة في درعا.
وبالرغم من العمليات العسكرية والأمنية التي يشارك فيها الطيران الحربي، خرج آلاف السوريين في تظاهرات مناهضة لنظام الأسد في مناطق وبلدات عدة، تلبية لدعوة المعارضة باحياء جمعة «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات».
ويأتي ذلك غداة يوم دموي اسفرت فيه أعمال العنف عن سقوط 125 قتيلا، معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
لقاء الأسد اليوم
وقال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، التي تضم أحزابا عربية وكردية واشتراكية وماركسية، إن وفدا «التقى الابراهيمي بعد الظهر وأطلعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حل الازمة السورية».
واضاف «نؤيد تكليف الابراهيمي المنتدب من الجامعة العربية، والامم المتحدة لحل الازمة المركبة والمعقدة في سوريا، ونحاول ان نتعاون معه لحلها لان العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير».
وتابع عبد العظيم «بالتالي نحن نأمل ان يتابع الجهود التي بذلها كوفي انان ومقررات مجموعة العمل الدولية والاقليمية في جنيف في نهاية يوليو».
وسيلتقي الابراهيمي الذي رأى عند وصوله الى دمشق ان الازمة «تتفاقم»، الرئيس الأسد اليوم.
وكان الموفد العربي والدولي أجرى بعد وصوله الخميس الى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد «التعاون التام من الجانب السوري في انجاح مهمته»، كما ذكرت وكالة سانا.
ونقلت «سانا» عن المعلم قوله ان «نجاح المبعوث الاممي في مساعيه الحميدة متوقف على مدى جدية بعض الدول التي منحته التفويض في مهمته، ومصداقيتها في مساعدة سوريا».
واضاف المعلم ان «بوصلة التحرك الاساسية في اي مبادرة هي مصلحة الشعب السوري وقراره المستقل من دون اي تدخل خارجي».
بكين تستضيف المعارضة
من جهتها، اعلنت الصين التي تواجه انتقادات كثيرة لدعمها نظام دمشق انها ستستقبل الاسبوع المقبل مجموعة من المعارضة السورية. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان حسن عبد العظيم سيجري محادثات مع مسؤولين كبار في الخارجية.
محاولات لاستعادة «الميدان»
ميدانيا، مازال مقاتلو المعارضة يقاومون الجيش النظامي في حلب، التي تشهد معارك مستمرة منذ ثمانية أسابيع، على الرغم من عمليات قصف معاقلهم.
وقال سكان والمرصد السوري ان الطيران قصف اليوم مركزين للشرطة، كان المعارضون استولوا عليهما الخميس في الميدان (وسط حلب)، الحي الاستراتيجي الذي يفتح الطريق امام الوصول الى الساحة الرئيسية في ثاني أكبر مدن سوريا.
وتحدث المرصد عن انتشار لقوات النظام في حي الميدان، موضحا انها تجهد لطرد المعارضين المسلحين منه. وأضاف ان القوات النظامية دمرت مركزا للشرطة سيطر عليه المعارضون في هنانو (شمال شرق المدينة).
كما أفاد ناشطون بتعرض عدد من أحياء حلب لقصف مدفعي وجوي مكثف شمل أحياء الصاخور والميسر والفردوس الشعار ومساكن هنانو. كما أفادوا بأن الطيران الحربي قصف بلدتي مارع والباب في ريف حلب ألحق أضرارا كبيرة.
إعدام 15 فلسطينياً
وفي دمشق واصلت قوات النظام قصف حي الحجر الأسود ودوما والزبداني وعرطوز وزملكا، وشنت حملة اعتقالات في حرستا. وقالت شبكة شام إن حريقا هائلا شب في الفرن الآلي في دوما جراء سقوط قذيفتين على الفرن، وامتداد الحريق إلى بعض الأبنية المجاورة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
وأفاد ناشطون في ريف دمشق أن سُكانا عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا، وأن من بين القتلى عشرة من عائلة واحدة، وأن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق من مخيم اليرموك الذي تقطنه أغلبية من اللاجئين الفلسطينيين بدمشق.
.. ومجزرة في درعا
وفي درعا، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 12 شخصا لقوا حتفهم على الأقل وجرح العشرات في ما وصفه ناشطون سوريون بمجزرة ارتكبها النظام في بلدة بصرى الشام.
ووفق الناشطين فإن طائرات عمودية تابعة للنظام استهدفت البلدة بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى دمار في المباني السكنية وخسائر في الأرواح والممتلكات.
تظاهرات
ورغم ذلك، خرجت تظاهرات في عدد من المدن والبلدات السورية في جمعة أطلق عليها «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات»، جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الأسد، وبتدخل المجتمع الدولي لإيقاف ما سموها مجازره ضد الشعب السوري.
15/09/2012
{التايمز}: تشمل «سام 7» و«آر بي جي» 400 طن أسلحة للمعارضة السورية تصل إلى تركيا من ليبيا
لندن - يو بي أي - ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أمس أن شحنة من الأسلحة من بينها صواريخ أرض ـ جو هي الأضخم من نوعها، وصلت إلى تركيا آتية من ليبيا، لتوزيعها على جماعات المعارضة السورية.
ونسبت الصحيفة إلى عضو في الجيش السوري الحر عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة «يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ سام 7، وقاذفات صاروخية من طراز آر بي جي».
وأضاف أبو محمد أن الشحنة «هي أضخم مساعدة تحصل عليها جماعات المعارضة السورية المسلحة حتى الآن، وساهم في نقلها من المستودعات إلى الحدود السورية».
وذكرت التايمز أن السفينة الليبية التي نقلت الشحنة المسماة «انتصار»، ترسو في ميناء الاسكندرونة، وحصل قبطانها على أوراق مختومة من قبل سلطة الميناء التركي، وهو ليبي من مدينة بنغازي، يُدعى عمر مصعب، ويرأس «المجلس الليبي للإغاثة والدعم».
وقالت إن أكثر من %80 من شحنة السفينة من الأسلحة تم نقلها إلى سوريا، مشيرة إلى أن الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين، والجيش السوري الحر حول ملكية الأسلحة أخّر وصولها إلى سوريا.
وأضافت الصحيفة أن كميات ضخمة من الأسلحة كانت فُقدت من مستودعاتها في ليبيا بعد مقتل العقيد معمر القذافي، ومن بينها أكثر من 5000 صاروخ أرض ـ جو.
تحليل إخباري الدبلوماسية الدولية في طريق مسدود بالنسبة للأزمة السورية
باريس- سيسيل فوياتر (أ ف ب)- يؤكد دبلوماسيون وخبراء المأزق التام في نزاع «لا احد يملك مفتاح» الحل فيه، بينما ترتفع حصيلة الضحايا يوما بعد يوم في سوريا، حيث يقوم الوسيط العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي بمهمة «بالغة الصعوبة».
فما كاد الابراهيمي يصل (الخميس) الى دمشق في زيارة لثلاثة ايام يجتمع خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد، حتى أقر بأن الأزمة «تتفاقم» حتى لو أكد انه لن يوفر اي جهد لايجاد حل لها.
المواجهات الجيوستراتيجية
لكن امام العنف المريع في سوريا، حيث يسقط يوميا عشرات وحتى مئات القتلى، لا تقدم الدبلوماسية اي رد مقنع، بل على العكس. وفي مطلع الاسبوع قال الاب اليسوعي باولو دالوليو الذي طرد من سوريا في الربيع الفائت «اننا رهائن المصالح الجيوستراتيجية المعقدة»، بينما تحدث سوري آخر في باريس عن «سياسة واقعية (دولية) مخيفة».
ولخص سفير الجامعة العربية في فرنسا ناصيف حتي الوضع بقوله «ان النزاع السوري هو كمبنى من طوابق عدة: هناك اولا الحرب الداخلية، ثم جميع المواجهات الجيوستراتيجية».
مواجهات بين إيران وتركيا، بين العرب السنة وإيران الشيعية، بين الغربيين وايران اللذين هما اصلا في اختبار قوة حول الملف النووي، وبين الغربيين والروس... «فالمسائل الاستراتيجية حاسمة، أكان بالنسبة إلى الذين يريدون سقوط الأسد أو للذين يريدون بقاءه». بينما تحدث دبلوماسي غربي عن «عمليات نفوذ متعددة لا احد يملك مفاتيحها».
وقال دبلوماسي فرنسي «إن ذلك أصبح أكثر فأكثر نزاعا بالوكالة، بينما يبدو الوضع على الأرض مجمدا».
والمواقف الدولية على ما هي منذ بدء النزاع في مارس 2011. فالروس المؤيدون لدمشق «لا يتحركون»، والاستحقاق الانتخابي الاميركي في نوفمبر يساهم في «شلل» مجلس الأمن الدولي في رأي هذا المصدر.
وخلص هذا الدبلوماسي الى القول «إن لا أحد يعتقد أن نظام بشار سيصمد، لكن ما من أحد يعلم متى سيسقط».
مبادرات وأفكار ميتة
ولكن في هذه الأثناء تتكاثر المبادرات والتصريحات بين فرض عقوبات اقتصادية على دمشق ولقاءات في كل الاتجاهات، وانشاء مجموعات حول سوريا، ودعوات للمعارضة لتوحد صفوفها، أو حتى وعد بالاعتراف بحكومة انتقالية تمثيلية في المستقبل، كما أعلنت فرنسا أواخر أغسطس.
كذلك اطلقت افكار ولدت ميتة مثل قيام مناطق عازلة للنازحين السوريين، ومناطق حظر للطيران.
واعتبر بيتر هارلينغ، المتخصص بشؤون سوريا في مجموعة الأزمات الدولية «في الأساس فان المجتمع الدولي لا يقوم سوى بتكرار افكار ليعطي الانطباع بانه يبحث عن حلول لا يؤمن بها في الحقيقة».
واضاف «ان العزلة الدبلوماسية والادانة الاعلامية والعقوبات الاقتصادية وانشقاق شخصيات -لا تنتمي الى النواة الصلبة - لا تؤثر كثيرا في نظام» دمشق.
خيارات محدودة
والجديد الوحيد يكمن في رأي هارلينغ في المبادرة المصرية التي تتناول المسألة في إطار إقليمي يشمل إيران. لكنها تصطدم بتشكيك الدول الكبرى التي تطالب بان تحترم طهران أولا التزاماتها الدولية في ما يتعلق بالملف النووي.
وقال هيثم كامل من مجموعة الابحاث يوراسيا «لا اعتقد ان هناك امرا مهما يمكن فعله في ما يتعلق بسوريا. ان الخيارات (بالنسبة الى من يرغبون في تنحي الأسد) محدودة حتى وان لم تكن الدبلوماسية ميتة».
لكن النزاع «يهدد أكثر فأكثر الاستقرار الإقليمي» كما أضاف، بينما أشار هارلينغ الى المشاكل التي تسبب بها ومنها «التوترات الطائفية وبروز مقاتلين متطرفين وانهيار المؤسسات».
15/09/2012
معاناة..ربيع عربي.. كوارث.. طبيعة في معرض «صورة الصحافة العالمية»
الصورة الفائزة ليمنية تعالج مصابا برصاص قوات صالح (أ.ب)
براغ - حسن عزالدين
تستضيف العاصمة التشيكية براغ في 7 أكتوبر المقبل المعرض السنوي للصور الفائزة «صورة الصحافة العالمية».
وكانت النهائيات التي نظمت حتى نهاية يوليو الماضي قد منحت المرتبة الأولى لصورة عن انتفاضة اليمن، التقطها الصحافي الأسباني صاموئيل اراندا، ونشرتها «النيويورك تايمز».
وحسب لجنة الحكم نجحت الصورة في التقاط عدة عناصر من الربيع العربي.
والصورة لامرأة منتقبة بالأسود، ترتدي قفازات طبية بيضاء، تحتضن قريباً جريحاً في مستشفى ميداني أقامه المتظاهرون المناهضون لعلي عبدالله صالح في الميدان حيث احتشدوا.
أما الموضوع الثاني، الذي حظي باهتمام الصحافيين والمصورين العام الماضي، فكان الزلزال الذي ضرب اليابان، وتسونامي الذي رافقه.
وبين الصور المتنافسة أيضا، مواضيع تقليدية عن الطبيعة والرياضة.
وقد تلقى المشرفون على المعرض أعمال 5247 مصوراً صحافيا محترفا من 124 بلدا.
«صورة الصحافة العالمية» هي منظمة مستقلة غير ربحية، تأسست عام 1955 في هولندا، هدفها الرئيسي دعم المصورين المحترفين ونشر أعمالهم حول العالم.
أما معرض الصور الفائزة، فقد انطلق في براغ عام 1990. وهو من أكثر المعارض استقبالا للزوار.
الثقافة الإيرانية والدانمركية (ليرك بوسبلت)
زواج القاصرات في اليمن
سقوط مبارك تصوير الكس ماجولي
انتقام النمر الصورة الفائزة بالتقدير الكبير (ساليل بيرا)
أفغانستان.. الفن والتسلية وسط القنابل والموت (ديفيد غولدي)
الكهرباء مقطوعة إلا عن صورة الرئيس في كوريا الشمالية وميرساغولج
القائد الأعلى للحرس الثوري : تواجدنا بسوريا ولبنان للنصح وتقديم الفائدة وليس عسكرياً، ونتنياهو: إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية خلال 6 أشهر
16/9/2012 الآن : وكالات 4:59:17 PM
قائد الحرس الثوري
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد من أن إيران ستكون على شفا امتلاك قدرة تصنيع أسلحة نووية فيما بين ستة وسبعة شهور بما يعزز مطالبته للرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع 'خط أحمر واضح' لطهران فيما قد يعمق من أسوأ خلاف إسرائيلي أمريكي منذ عقود من الزمان.
وقال نتنياهو في مقابلتين تلفزيونيتين أمريكيتين إنه بمنتصف عام 2013 ستكون ايران قد قطعت 90 بالمئة من الطريق صوب امتلاك يورانيوم مخصب بدرجة كافية لتصنيع قنبلة.
وحث الولايات المتحدة على وضع حدود لطهران بحيث لا تتعداها وإلا تواجه إجراء عسكريا وهو خيار يرفضه أوباما.
وتابع في مقابلة مع برنامج (واجه الصحافة) الذي تبثه قناة (إن.بي.سي) 'يجب وضع خط أحمر أمامها (إيران) الآن قبل فوات الأوان' مضيفا أن مثل هذه الخطوة الأمريكية يمكن أن تقلل من الحاجة إلى مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
12:53:42 PM
صرح القائد الاعلى للحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري الاحد ان عناصر من 'قوة القدس' التابعة للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبناني لكن فقط كـ'مستشارين'.
وقال الجنرال الجعفري في مؤتمر صحافي 'ان عددا من عناصر قوة القدس موجودون في سوريا ولبنان. غير ان ذلك لا يعني القول ان لنا وجودا عسكريا هناك. اننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح واراء ونفيدهم من تجربتنا'.
وتتواجد فصائل من فيلق القدس الايراني منذ فترة طويلة في دمشق لدعم وتسليح حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
وتتشاور السلطات الأمنية السورية مع قيادات فيلق القدس الايرانية بغية السيطرة على الاحتجاجات والحصول على التكنولوجيات اللازمة لتعقب الناشطين السياسيين.
وزار قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني العاصمة السورية دمشق في كانون الثاني/ يناير في محاولة متقدمة لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
وسبق وان نقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن مسؤول أميركي مطلع على المعلومات الاستخبارية تأكيده قيام ايران بنقل شحنات اسلحة صغيرة ومدفعية عبر طائرة 'اليوشن' تابعة لفيلق القدس الى سوريا.
ووصف مسؤول أميركي يعمل على الملف السوري سليماني بـ'العدو رقم 1 للربيع العربي'.
وفرضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي عقوبات على قائد فيلق القدس ثلاث مرات، لا تزال سارية. وتسعى هذه الدول إلى عرقلة قدرة الحرس الايراني على نقل الاسلحة عبر الجو أو البحر الى حزب الله في لبنان وحركة حماس في الاراضي الفلسطينية.
ويأتي تقرير صحيفة 'وول ستريت جورنال' متزامنا مع معلومات لصحيفة 'واشنطن بوست' تقول ان ايران تزيد دعمها العسكري والاستخباراتي للقوات الحكومية السورية في قمعها لمعاقل المعارضة.
وقالت الصحيفة نقلاً عن ثلاثة مسؤولين اميركيين لم تسمهم مطلعين على تقارير الاستخبارات القادمة من المنطقة ان ايران زادت امداداتها من الاسلحة ومساعدات اخرى للرئيس السوري بشار الاسد في قمعه الحركة الاحتجاجية في مدينة حمص الاساسية.
ونقلت الصحيفة عن احد المسؤولين قوله ان 'المساعدة القادمة من ايران تتزايد وتركز اكثر فاكثر على المساعدة القاتلة'.
وتابعت ان التقارير التي تؤيدها الاستخبارات الاميركية تشير الى اصابة ايراني بجروح بينما كان يعمل مع قوات الامن السورية داخل البلاد.
وقال مسؤول اميركي ثانٍ ان ايران ارسلت عدداً من عناصر اكبر جهاز للامن فيها اي وزارة الاستخبارات والامن، الى دمشق للمساعدة في تقديم المشورة وتدريب نظرائهم السوريين المكلفين قمع الاحتجاجات، حسب الصحيفة نفسها.
واضافت نقلاً عن مسؤولين اميركيين ان قائد قوة القدس قاسم سليماني قام بزيارة واحدة على الاقل الى دمشق في الاسابيع الاخيرة.
وسبق وان ذكرت صحيفة 'ديلي تليغراف' إن أعضاء في 'المجلس الوطني السوري' المعارض 'أكدوا أن لديهم معلومات موثوق بها أن سليماني يشارك عن كثب الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه'.
ونقلت الصحيفة في التقرير الذي كتبه 'اليكس سبييوز' عن رضوان زيادة مدير مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس 'هذه هي ثاني زيارة على الأقل لسليماني، فيما يعمل فيلق القدس بشكل رئيسي في تدريب ومساعدة الميليشيات والقناصة'.
واضافت الصحيفة أن دبلوماسيين وخبراء غربيين وعرباً يقدرون عدد الجنود والمستشارين من فيلق القدس في سوريا بأنه يتراوح بين المئات على أقل تقدير والآلاف على أبعد تقدير، واقام هؤلاء قاعدة واحدة على الأقل في بلدة الزبداني القريبة من العاصمة دمشق.
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله 'نشعر بقلق عميق من تواتر معلومات موثوق بها تفيد بأن ايران تقدم معدات ومشورة فنية للنظام السوري لمساعدته في سحق الإحتجاجات، وهذا الدعم أمر غير مقبول'.
وسبق وان قال سليماني أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأنهما 'يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها'، قائلا إن الجمهورية الإسلامية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين، فضلا عن أنها قادرة على تحريك الوضع في الأردن ايضا.
ونقلت وكالة 'إيسنا' للأنباء شبه الرسمية تصريحات هذا المسؤول العسكري الإيراني الرفيع والتي أدلى بها في ندوة تحت عنوان 'الشباب والوعي الإسلامي' بحضور بعض الشباب من البلدان العربية، التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم.
وحول أحداث سوريا، أعرب قاسمي، الذي يتلقى أوامره مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عن دعم بلاده الكامل لنظام الأسد قائلا ان 'الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل، ومؤيدو المعارضة لم يستطيعوا تنظيم تجمع مليوني واحد ضد الحكومة'.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تقريرا لها في شهر يوليو/تموز 2011 بخصوص التدخل الإيراني في العراق، سلطت من خلاله الأضواء على تحركات سليماني في هذا البلد العربي الذي كان يشكل توازنا إستراتيجيا مع إيران قبل سقوط نظام صدام حسين.
وقالت الصحيفة إن سليماني 'يدير العراق بصورة غير مباشرة'، وقد أصبحت سوريا التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس في محاولة لدعم الرئيس الأسد.
وفي إشارة لأحداث سوريا، قال سليماني إن الشعب السوري بكافة قومياته يؤيد الحكومة بالكامل، وإن اهل السنة الذين يشكلون قسما مهما من الشعب ينظرون بقلق إلى التدخل الغربي هناك.
وكان سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائدا للفرقة 41 'ثار الله'.
وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها، تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس، وقام في عام 2011 بترقيته من عقيد إلى فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان.
عشية مزاولة 5 ملايين طالب عامهم الدراسي جيش الأسد يقصف مدارس حلب ويداهم في دمشق
طفلتان سوريتان في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن (رويترز)
دمشق - أ ف ب - يتوجه نحو 5 ملايين طالب وتلميذ سوري اليوم لخوض عامهم الدراسي الجديد في ظل الأحداث الأمنية المتدهورة التي تشهدها البلاد منذ 18 شهرا، من دون أن تظهر في الأفق بادرة أمل جدية للحل ووقف القتل المتنقل ونزيف الدم المتزايد بشكل يومي. فقد واصلت قوات نظام الرئيس بشار الأسد قصفها الجوي والبري العنيف لأحياء عدة في محافظات سورية مختلفة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى معظمهم في حمص وحلب ودير الزور، وشنت حملة دهم واسعة في دمشق، وذلك غداة يوم دام سقط فيه نحو 140 قتيلا، معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السور لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
وفي حين ذكرت وكالة سانا أن الحكومة استكملت كل إجراءاتها لاستقبال 5 ملايين من التلامذة والطلاب ونحو 358 من الأساتذة، ذكر المرصد السوري وناشطون وسكان أن القصف الجوي والبري الذي تركز أمس على حلب طال أيضا بعض المدارس هناك.
وكانت منظمة الطفولة في الأمم المتحدة (اليونيسف) ذكرت الجمعة أن نحو 2080 مدرسة دمرت في سوريا بفعل القصف والاشتباكات، وأن العشرات منها تأوي نازحين.
ومع ذلك، نقلت «سانا» عن وزير التربية هزوان الوز، قوله إن «الوزارة اتخذت كل الإجراءات التي من شأنها المساعدة على انطلاق العام الدراسي، وإن جهوزية المدارس شملت كل المستلزمات التي تحتاجها رغم الصعوبات التي اعترضت وصولها إلى بعض المناطق».
ودعا الوزير أهالي الطلاب إلى «التعاون مع الجهاز التربوي، وعدم تمكين أولئك الذين يستهدفون العملية التربوية من خلال الإشاعات أو الترهيب أو غير ذلك وقطع الطريق عليهم وتمتين العلاقة بين المدرسة والأهل وخلق الثقة التامة فيما بينهما».
تدمير مدرسة جديدة
وفي حلب، أكد سكان في حي الباب أن الطائرات الحربية قصفت المنطقة التي لا تضم أي هدف تابع للمعارضة. وأشار مصطفى تمرو، وهو مدرس للغة الانكليزية يبلغ من العمر 39 عاما، إلى أن الغارات «استهدفت مدرسة حليمة السعدية التي كان الجيش السوري الحر موجودا فيها مع بداية المعارك في حلب، لكنه غادرها منذ شهرين».
وأصيبت المدرسة بثلاث قذائف على الأقل، أدت إحداها الى سقوط طبقة على أخرى، بينما اخترقت أخرى الجدار المحيط بالمدرسة، في حين أدت ثالثة الى حفرة في الملعب بقطر ستة أمتار وعمق مترين، وفق صحافيين وناشطين وسكان.
قصف جوي على حلب وريفها
كما سقط عشرات القتلى والجرحى في غارات جوية شنتها القوات السورية النظامية ليل الجمعة السبت، تركزت على الباب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، كما طال القصف عددا من أحياء ريف حلب، لاسيما بلدات عندان والأتارب وكفركرمين وتادف، مما أدى لمقتل العشرات.
وفي مستشفى الباب، البالغ عدد سكانها نحو 70 الف نسمة، والتي تنتشر فيها نحو 20 كتيبة من الجيش السوري الحر، أشار أحد الأطباء الذي فضل عدم كشف هويته، الى أن طائرتين حربيتين استهدفتا المدينة بين فجر السبت، ملقية قذائف عدة أصابت مدارس فارغة ومباني سكنية.
وحلقت الطائرات الحربية أيضا في سماء المدينة الباب من دون أن تغير عليها، لا سيما فوق وسطها، مما تسبب بحالات من الذعر أفرغت الشوارع من السكان، وفق صحافيين وناشطين. ولقي عدة أشخاص، بينهم ثلاث نساء، حتفهم داخل أحد المنازل، وفق والد احدى الضحايا.
مداهمات في دمشق
من جهة ثانية، قال سكان في دمشق إنهم سمعوا قصفا كثيفا خلال الليل تلاه هدير صوت الطائرات الحربية فوق العاصمة، بينما تحدث المرصد السوري عن «تواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء عدة من العاصمة، لاسيما في محيط مطار منغ العسكري (...) وحي القدم، وسط قصف من قبل القوات النظامية.
وبالتزامن، اقتحم جيش الأسد حي القدم (وسط دمشق) وشن حملة دهم واعتقالات واسعة وتخريب للمنازل».
وكان لافتا أمس خروج تظاهرة حاشدة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين احتجاجا على محاولات القوات النظامية اقتحام حي الحجر الأسود عبر المخيم.
كذلك تعرضت منطقة دوما (ريف دمشق) للقصف من قبل القوات النظامية، وقصف عنيف لمنطقة الكرك في محافظة درعا (جنوب) الشرقي من قبل القوات النظامية السورية».
ونقلت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام قصفت بمدفعية الهاون وراجمات الصواريخ حي جوبر في حمص، وبلدات الغنطو وتيرمعلة في ريف المدينة.
التدخل الدولي
الى ذلك، أعرب قائد الجيش الوطني السوري المعارض اللواء الركن محمد حسين الحاج علي عن تأييده الكامل لمقترح التدخل الدولي في سوريا «من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري». وقال الحاج علي- في تصريح لقناة العربية- إن الجيش الوطني السوري ليس ضد فرض الحظر الجوي، ولكنه ضد الحظر الجوي بمفهوم استباحة القوة الأجنبية للأجواء السورية وأراضيها.
نفى مشاركته في اجتماعات سرّية للمعارضة حجاب: الثورة ستحقق أهدافها قريباً
عمّان ـــــ يو.بي.أي ـــــ أكد رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، أمس، أن الثورة في بلاده شارفت على تحقيق أهدافها، نافياً مشاركته باجتماعات سرية للمعارضة السورية.
وقال حجاب، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إنه «كان ولا يزال يعتبر نفسه جندياً في خدمة الثورة السورية، ومن هذا المنطلق فإنه يرحّب بكل جهد يهدف لتوحيد فصائل المعارضة السياسية والعسكرية، كما أنه يتحرّك في لقاءاته مع الجهات ذات العلاقة من باب المساهمة في تحقيق ذلك الهدف».
وأكد حجاب أن «الثورة السورية المباركة قد شارفت على تحقيق أهدافها في الحرية والتحرير، ولم يعد النظام بمنأى عن ضربات الثوار في أي منطقة في سوريا».
وقال حجاب إن «توحيد الصف سياسياً وعسكرياً سيقرب لحظة الانتصار، ويوفّر على الشعب السوري كثيراً من التضحيات». ونفى الأنباء التي تحدّثت عن مشاركته «بأي اجتماعات سريّة للمعارضة السورية في عمّان»، ومؤكداً «عدم إقصاء أي فصيل وطني أو شخصية وطنية»، واحترامه لـ«الأدوار التي تقوم بها الجهات المذكورة».
نفى مشاركته في اجتماعات سرّية للمعارضة حجاب: الثورة ستحقق أهدافها قريباً
عمّان ـــــ يو.بي.أي ـــــ أكد رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، أمس، أن الثورة في بلاده شارفت على تحقيق أهدافها، نافياً مشاركته باجتماعات سرية للمعارضة السورية.
وقال حجاب، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إنه «كان ولا يزال يعتبر نفسه جندياً في خدمة الثورة السورية، ومن هذا المنطلق فإنه يرحّب بكل جهد يهدف لتوحيد فصائل المعارضة السياسية والعسكرية، كما أنه يتحرّك في لقاءاته مع الجهات ذات العلاقة من باب المساهمة في تحقيق ذلك الهدف».
وأكد حجاب أن «الثورة السورية المباركة قد شارفت على تحقيق أهدافها في الحرية والتحرير، ولم يعد النظام بمنأى عن ضربات الثوار في أي منطقة في سوريا».
وقال حجاب إن «توحيد الصف سياسياً وعسكرياً سيقرب لحظة الانتصار، ويوفّر على الشعب السوري كثيراً من التضحيات». ونفى الأنباء التي تحدّثت عن مشاركته «بأي اجتماعات سريّة للمعارضة السورية في عمّان»، ومؤكداً «عدم إقصاء أي فصيل وطني أو شخصية وطنية»، واحترامه لـ«الأدوار التي تقوم بها الجهات المذكورة».
16/09/2012
كنائس حلب ومساجدها نقاط استراتيجية في المعركة
صورة أرشيفية لمسجد في إعزاز دمره القصف الشهر الماضي (أ ف ب)
حلب ــــــ أ.ف.ب ــــــ فقدت الكنائس والمساجد، التي تمثل النسيج المتنوع للمجموعات الدينية في سوريا، قدسيتها في النزاع الذي تشهده مدينة حلب، إذ أنها غالبا ما تكون مستهدفة أو تستخدم لغير غايتها السامية.
فقد أطلق مقاتلون معارضون خلال اليومين الماضيين قذائف صاروخية عبر الحائط الخلفي المحيط بكنيسة أرمنية أرثوذكسية في حلب، مع محاولتهم تحقيق تقدم إضافي في حي الميدان المحوري، بينما اندلعت الجمعة اشتباكات خلال سيطرة الجيش النظامي على مسجد الأنصار القريب.
ساحة معركة
وتحولت باحة كنيسة القديس غريغوريوس الى ساحة معركة، مع مواجهة المقاتلين القادمين من شارع سليمان الحلبي، الواقع تحت سيطرتهم، مقاومة من الجيش المرابض على الجهة المقابلة.
وخلال المواجهات، أصيب صهريج مازوت موجود في باحة الكنيسة، مما أدى الى اندلاع النيران فيه.
وأدى شل الخدمات البلدية بسبب النزاع الى تخلي السكان عن اعتمادهم على فرق الأطفاء، واستعاضوا عنها بدلاء من الماء لإخماد النيران المندلعة، بعدما صد الجيش المقاتلين وأجبرهم على التراجع.
لكن القتال لم يتوقف في حي الميدان، واستمر طوال الأسبوع الماضي، وصولا الى مناطق يتحصن فيها المقاتلون المعارضون في حيي بستان الباشا والعرقوب، حيث سيطرت قوات الحرس الجمهوري على مسجد الأنصار.
وواجه الحرس الجمهوري رشقات نارية لدى اقتحامه المنطقة المحيطة بالمسجد، الذي تحول الى نقطة تجمع للمعارضة، وتلت ذلك اشتباكات عنيفة وفق مصدر عسكري.
وقال شاهد عيان، يرتاد المسجد منذ مدة طويلة: «سمعت أن المسجد تضرر وأصيب بالرصاص وتحطم زجاج نوافذه، لكنني لم أتمكن من الذهاب» الى هناك.
وأشار موظف حكومي الى أن «مقاتلي المعارضة سيطروا بداية على المنطقة، وحاولوا اقناع القاطنين فيها بمغادرة منازلهم لاستخدامها كقواعد لهم». ولفت الى أن «العرقوب حي فقير، ولم يملك اي من سكانه المال للمغادرة مع عائلته، لذا لجأ المقاتلون الى المسجد».
وأوضح أن إمام المسجد هو نجل شقيق مفتي سوريا «وترك المنطقة منذ أكثر من عشرين يوما بعدما دخلها المقاتلون».
وحاولت وحدة من الحرس الجمهوري اقتحام شارع سليمان الحلبي، الذي يفصل بين حيي الميدان وبستان الباشا، لكنها واجهت كثافة نيران من بستان الباشا.
ليس عن سابق تصوّر
ولا يعد القصف والمعارك في محيط الأماكن الدينية أمرا جديدا، وقد تحولت هذه المباني الى مواقع عسكرية استراتيجية، في نزاع يحصد أكثر من 100 ضحية يوميا.
وقال المتحدث باسم أسقف حلب للأرمن الأرثوذكس، إنه لا يعتقد أن الجيش أو المقاتلين المعارضين سيهاجمون الكنيسة عن سابق تصوّر.
وشدد على أن «الشعب السوري لا يقوم بذلك، أيا تكن الجهة التي انتموا اليها، اظهر السوريون دائما احترامهم للمراكز الدينية، اكانت مساجد أو كنائس».
وقالت امرأة مسيحية من الميدان إن «وصول الجيش الى الحي هدأ من روع السكان، وساهم في الحد من موجة النزوح التي شهدناها الأربعاء والخميس».
لكن أحد القاطنين الآخرين لم يكن مستعدا لاختبار حظه وسط الاشتباكات. وأوضح محمد أثناء هربه مع زوجته وأولادهما الأربعة: «قال المسلحون انهم سيستهدفون المقار الأمنية، وان على المدنيين المغادرة لئلا يصابوا جراء القصف بالهاون».
الإبراهيمي اختتم زيارته بحوار «إلكتروني» مع قادة الجيش الحر قوات الأسد ألقت قنابل غاز سام قرب حلب لـ«التجربة»
جانب من مخيم اللاجئين السوريين في منطقة القائم العراقية على الحدود، الذي زارته السفيرة الدولية للنوايا الحسنة أنجلينا جولي أمس (رويترز)
دمشق، برلين ـــــ أ.ف.ب، د.ب.أ ـــــ تواصلت اعمال العنف في سوريا، أمس، وتعرضت معاقل للمعارضين لقصف عنيف من القوات النظامية وسط معارك على جبهات عدة، ووسط أنباء بأن قوات الرئيس بشار الأسد ألقت قنابل غاز سام قرب حلب «من باب التجربة»، وبحضور ضباط إيرانيين.
تزامن ذلك مع مغادرة المبعوث الأممي ــــ العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي دمشق، بعد زيارة استمرت أربعة أيام، اختتمها بمحادثات أجراها مع قادة الجيش السوري الحر عبر «سكايب».
كما تزامن مع بدء السنة المدرسية رسميا، ولكن بشكل مضطرب، ففي مدن عدة ومنها حلب، لم تفتح أي مدرسة أبوابها، كما أن طلبة مدارس العديد من أحياء العاصمة دمشق، التي تحولت الى أرض معركة حقيقية، بقوا في منازلهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في أعمال العنف أمس، أغلبهم من المدنيين، وذلك غداة مقتل نحو 130 شخصا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
استعادة حي صلاح الدين
ففي حلب، حيث يؤكد الجيش السوري الحر استعادة السيطرة كاملة على حي صلاح الدين (شمال)، شهد حي الميدان (وسط) اشتباكات هي الأعنف منذ بدء المعارك في المدينة يوم 20 يوليو الماضي.
وشملت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، المستمرة منذ مساء السبت، حي العرقوب (شرق)، بحسب المرصد الذي أشار الى تعرض حي مساكن هنانو (شرق) الى قصف بقذائف الدبابات. وشنت طائرة حربية غارة على مبنى في حي الصاخور (شرق). وشمل القصف أحياء أخرى خاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين، لاسيما الزبدية والإذاعة والميسر ومساكن هنانو والفردوس وقاضي عسكر.
وكان المراسلون اشاروا الى أن الاشتباكات العنيفة استمرت طوال الليل على أطراف حي بستان الباشا القريب من الوسط.
من جهته، أكد الجيش السوري الحر استعادة السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين. وقال أبو عمر الحلبي، القيادي في الجيش الحر، إن المقاتلين استعادوا السيطرة الكاملة على الحي بعد معارك ضارية خلال الليل.
إعدامات في دمشق
وفي دمشق، استمر القصف على حي الحجر الاسود (جنوب العاصمة)، الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه، فيما عثر على جثامين ستة مواطنين في حي القدم «قضوا بإطلاق نار مباشر بعد اعتقالهم من قبل القوات النظامية مساء السبت»، بحسب المرصد.
وجاء ذلك، فيما كانت مساجد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق تحث السكان ـــ عبر مكبرات الصوت ـــ على البقاء في منازلهم «كنوع من أخذ الحيطة والحذر وعدم التجوال، للحفاظ على سلامتهم من مخاطر الاشتباكات المسلحة» التي تدور بالقرب منهم.
وكان أهالي المخيم قد تصدوا السبت للقوات النظامية التي حاولت اقتحام حي الحجر الأسود المجاور من خلال المخيم.
وفي محافظة درعا، أشار المرصد الى سقوط سبعة قتلى على الأقل في انفجار استهدف حافلة تقل مدنيين على طريق بلدة خربة غزالة في الريف، بينما شهد حيا القصور والسبيلة في المدينة حملة مداهمات واعتقالات تنفذها القوات النظامية.
وفي محافظة حمص، أشار المرصد الى تعرض بلدتي تلكلخ الحدودية مع لبنان والرستن للقصف. كما اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور.
الإبراهيمي سيفشل
إلى ذلك، وقبيل مغادرته دمشق، أجرى المبعوث الدولي حواراً عبر «سكايب» مع قادة في الجيش السوري الحر.
وأعرب رئيس المجلس العسكري في حلب، العقيد عبدالجبار العكيدي، الذي شارك في الحوار، عن «ثقته» بأن «الابراهيمي سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد ان نكون سبب هذا الفشل».
وأضاف: «نحن واثقون من انه سيفشل، لأن المجتمع الدولي لا يرغب فعلا بمساعدة الشعب السوري».
وشارك في الحوار ـــ الى جانب العكيدي ـــ رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في دمشق العقيد خالد حبوس، والمتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين.
وأشار العكيدي الى أن البحث تناول «الوضع العام في سوريا، لا سيما التدمير الذي يتسبب به النظام»، معربا عن اعتقاده بأن الإبراهيمي لا يحمل معه خطة لوضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهرا.
وذكر العكيدي بخطة الموفد السابق كوفي عنان، ومن أبرز عناصرها وقف إطلاق النار وكل أشكال العنف، وسحب الآليات العسكرية من الشوارع، واطلاق المعتقلين، وبدء عملية انتقال سياسي، والتي لم تجد سبيلها الى التنفيذ. واعتبر أن النظام «انتقل من البند الأول الى البند السادس».
قنابل غاز سام
بالتزامن، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن القوات السورية قامت بتجريب قنابل غاز سام نهاية أغسطس الماضي «وبحضور ضباط إيرانيين».
وقالت المجلة، في تقرير ينشر كاملا اليوم، ويستند إلى شهود، إن من 5 إلى 6 قنابل تم إطلاقها من دبابات وطائرات في الصحراء بالقرب من مدينة السفيرة شرقي حلب. يذكر أنه بالقرب من الموقع الذي تم تجريب القنابل فيه يقع مركز لأبحاث الأسلحة الكيماوية، حيث يتم اختبار وإنتاج غازات السارين والتابون والخردل، وفقا لمعلومات استخباراتية غربية.
وكانت تقارير أشارت إلى أن النظام السوري نقل أجزاء من أسلحته الكيماوية إلى نقطة عسكرية لتوفير حماية أفضل لها، وذلك تحسبا لمهاجمتها من قبل قوات المعارضة.
17/09/2012
تحقيق قرار عودة المدارس يضاعف معاناة النازحين في الداخل
عائلة سورية تسكن في إحدى المدارس بعدما دمر القصف منزلها في حلب (أ ب)
بيروت ــــــ أوليفر هولمز (رويترز) - بدأ عشرات الآلاف من السوريين، الذين كانوا فروا من ديارهم وانتقلوا إلى المدارس بسبب الغارات والاقتتال، في النزوح مرة أخرى، بعدما أعلنت الحكومة عزمها بدء العام الدراسي الجديد رغم استمرار العنف.
وشاع الذعر بين النازحين في نحو 800 مدرسة في أنحاء البلاد، تضم كل منها مئات الأطفال والنساء والرجال الذين لم يعد لهم مأوى.
حل مشكلة بأخرى
قال أبو أحمد، الذي فرّ من حي التضامن في دمشق الى حي المزة الأكثر أمانا، «أبحث عن مكان جديد مرة أخرى، لأنني أعلم أنه لا يمكنني العودة إلى منزلي.. ما الذي تفكر فيه الحكومة؟ من الغريب أنها تريد حل مشكلة المدارس لتتسبب في مشكلة أخرى».
ومنذ تفجر الانتفاضة سعت إدارة الرئيس السوري بشار الأسد الى التهوين من شأنها، ليبدو وكأن الأمن لا يزال مستتبا حتى بعد قتل عشرات الآلاف من المحتجين المسالمين. ورغم أن قتالا شديدا يدور الآن في كل محافظة، يبدو الأسد مصرا على الاستمرار في الحكم كما لو كانت البلاد في حالة سلم، مما يستدعي عودة الدراسة. ويقول كثيرون: إنه في أوج الحرب ستخشى الأسر على أبنائها، ولن ترسلهم إلى المدارس، وسيلزم بعض المعلمين منازلهم. ويستهجن الكثير من الآباء فكرة بدء السنة الدراسية. وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، سيطر المقاتلون على مبان مدرسية من طابقين لاستخدامها كقواعد، وأزاحوا مقاعد التلاميذ جانبا لإفساح المجال للبنادق والذخيرة، أو لتحويلها إلى أماكن للنوم، بل أن بعص الفصول استخدمت كسجون. ومقابل ذلك، قصفت قوات الأسد تلك المدارس التي تم تحويلها إلى قواعد للمعارضة، وأصبح الكثير منها ركاما. ويقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) إن وزارة التعليم قالت إن نحو عشرة في المائة من 22 ألف مدرسة في أنحاء البلاد لحقت بها تلفيات أو دمرت.
حال اللاجئين
وفي دول مجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا، حيث لجأ أكثر من ربع مليون سوري، أقام أيضا اللاجئون في مدارس كانت خالية خلال العطلة الصيفية.
وأعطى اللاجئون السوريون في لبنان ــــ الذين طلب منهم أن يجدوا مأوى بديلا مع قرب العام الدراسي الجديد ــــ ملمحا مصغرا لما يمكن أن يحدث في سوريا على نطاق أكبر، إذ أقام البعض مخيمات في الحقول وتركوا المباني، في حين أن آخرين قالوا إنهم لم يجدوا من مفر سوى العودة للوطن الأم رغم العنف.
وقال بن باركر، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، إن عددا محدودا للغاية من الأماكن قام بترتيبات كي يصبح مأوى بديلا.
وحتى إذا سمح للنازحين بالبقاء، يقول باركر: إن الحياة ستكون شاقة، مضيفا «في الشتاء هناك الكثير من الأماكن التي لا توجد بها تدفئة جيدة».
وتابع باركر: ان من الخيارات التي تبحثها الحكومة أن تكون للمدرسة فترة صباحية وأخرى مسائية لمضاعفة الطاقة الاستيعابية للمدارس التي يمكن فتحها.
الأساتذة مرعوبون
وقال عدد من المعلمين الذين تحدثت معهم «رويترز» إنهم صدرت لهم أوامر بالاستعداد للعام الدراسي. وفي مدن في أنحاء البلاد تحدث سكان عن أن الحكومة بدأت في ترميم وطلاء المدارس التي تضررت من الصراع.
وقالت معلمة بالمرحلة الثانوية في دمشق: «لا أعلم كيف سينجحون في جعل الأمور تسير على ما يرام.. يبدو أنهم يتوقعون من الجمعيات الخيرية والسكان المحليين تحمل المسؤولية».
ويعتقد كثيرون أن مثل هذه الخطوة مفرطة في التفاؤل. وقال موظف في وزارة التعليم إن الخطة «قرار غريب ومكلف.. الحكومة تدرك أن الكثير من المعلمين والتلاميذ لن يدخلوا المدرسة، وأن هناك الكثير من المدارس التي دمرت لم يتم ترميمها. وأيضا ماذا عن الكتب وغيرها من المستلزمات التي تحتاجها المدارس؟». وبدت وزارة التعليم في دمشق في فوضى هذا الأسبوع، وكان يصطف أمامها الكثيرون. وتعطل موقع الوزارة على الانترنت لأيام.
كما سبب الصراع توترات طائفية تمنع المدارس من بدء الدراسة. إذ يقول مدرسون علويون إنهم يخشون التدريس في المدارس السنية والعكس صحيح.
ويقول من سيصبحون نازحين مرة أخرى إنهم يشعرون بالضياع.
17/09/2012
سلسلة بشرية بلجيكية- عربية للتنديد بالأوضاع في سوريا
بروكسل- كونا- شكل مئات البلجيكيين والعرب من مختلف الخلفيات الثقافية والمهنية والسياسية في بروكسل أمس سلسلة بشرية للتنديد بفظائع النظام السوري، داعين في الوقت ذاته اوروبا الى اتخاذ دور اكثر نشاطا لوضع حد للعنف هناك. وذكر بيان وزعه المجتمعون الذين كان من بينهم كبار في السن واطفال لافتات كتب عليها «الصمت يقتل»، ان العنف الذي يمارسه النظام السوري في قمع الاحتجاجات التي تهز سوريا بأكملها منذ أكثر من عام «هي ثورات لنا»، لافتا الى ان طائرات جيش النظام السوري تستهدف وبشكل متعمد السكان والمستشفيات خصوصا، كما انها تستهدف الاطباء والاسر والصحافيين.
17/09/2012
هددت بضرب {هرمز} والقواعد الأميركية في الخليج وإسرائيل إذا تعرضت لهجوم إيران تقر: الحرس الثوري في سوريا ولبنان
طهران- أ ف ب، رويترز- أقر القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، أمس، وللمرة الأولى، بأن عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان «ومستعدون للتدخل عسكريا في سوريا إذا ما تعرضت الأخيرة لهجوم»، فيما دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى تشكيل «مجموعة اتصال» مع طرفي الصراع السوري (الحكومة والمعارضة) للدفع قدما نحو تحقيق الاستقرار والسلام في هذا البلد.
وكان جعفري يتحدث في مؤتمر صحافي نادر، تطرق خلاله أيضا الى موضوع التهديدات الإسرائيلية بضرب النووي الإيراني، معلنا أن إيران ستضرب مضيق هرمز والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط وإسرائيل إذا تعرضت لهجوم.
أول اعتراف رسمي
وحديث جعفري عن تواجد الحرس الثوري في سوريا يعتبر أول اعتراف إيراني رسمي من قائد عسكري رفيع.
ولطالما اتهمت دول غربية وجماعات سورية معارضة طهران بمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على قمع الانتفاضة المستمرة ضد حكمه منذ 18 شهرا، وذلك بتزويد قواته بالسلاح والخبرة والعناصر العسكرية، لكن إيران كانت تنفي ذلك.
وفي حين لم يشر القائد الأعلى للحرس الثوري إلى عدد عناصر فيلق القدس الموجودين في لبنان وسوريا، قال إن «وجودهم هناك ليس عسكريا.. إننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا».
وأضاف «فيلق القدس تأسس بهدف مساعدة الفقراء وتصدير الثورة الإسلامية والدفاع عن الدول المظلومة، خصوصاً الإسلامية.. هناك عدد من عناصر الحرس الثوري في سوريا.. وهم يقدمون المساعدة الفكرية والمشورة، وحتى المساعدة المالية»، دون أن يوضح فحوى هذه «النصائح والآراء». لكنه استدرك، قائلا «إن إيران ستغير سياستها وتقدم الدعم العسكري للأسد في حالة تعرضت سوريا لهجوم».
وتابع جعفري «نحن فخورون (...) بالدفاع عن سوريا التي تشكل عنصرا مقاوما» ضد إسرائيل «عبر تزويدها بخبرتنا بينما لا تخجل دول أخرى من دعم مجموعات إرهابية» التسمية الرسمية الإيرانية للمعارضة السورية.
يذكر أن فيلق القدس يتولى العمليات الخارجية، الرسمية أو السرّية، للحرس الثوري الإيراني. وبحسب محللين فان هذه القوة، التي تضم آلاف العناصر، تنشط بشكل خاص في دول الشرق الأوسط. وقد سبق ان اتهمت بالتآمر لشن هجمات داخل العراق منذ الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين.
«هرمز» والقواعد الأميركية «أهداف» إيرانية
وحول تهديدات إسرائيل بضرب إيران، قال جعفري إن الصواريخ الإيرانية سوف تستهدف إسرائيل حتى تتأكد «انه لن يتبقى منها شيء» إذا هاجمتها، على حد قوله.
كما هدد المسؤول الإيراني بإغلاق إيران لمضيق هرمز وانسحابها من اتفاقية «الحد من الانتشار النووي» وضرب القواعد الأميركية في الشرق الأوسط إذا تمت مهاجمتها.
وتوضح هذه التحذيرات التوترات الشديدة التي تحيط بإيران وبرنامجها النووي المثير للجدل الذي هددت إسرائيل بأنها ستشن غارات جوية ضد منشآته بمساعدة الولايات المتحدة أو من دون مساعدتها.
وقال جعفري إن مضيق هرمز، الذي تمر منه ثلث تجارة نفط العالم، سيكون هدفا مشروعا لإيران إذا تعرضت لهجوم، مضيفا «هذه سياستنا المعلنة بأنه إذا وقعت حرب في المنطقة وكانت الجمهورية الإسلامية أحد أطرافها، فمن الطبيعي أن يواجه مضيق هرمز وسوق النفط صعوبات».
وأشار الى أن القواعد العسكرية الأميركية، مثل تلك الموجودة في البحرين والكويت والإمارات والسعودية- ستكون كذلك هدفا مشروعا للصواريخ الإيرانية أو للقوى الموالية لها.
وقال «الولايات المتحدة لديها الكثير من نقاط الضعف في المناطق المحيطة بإيران، وقواعدها تقع في مدى صواريخ الحرس الثوري، ولدينا قدرات أخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم المسلمين للجمهورية الإسلامية».
وأضاف أن طهران تعتقد أن إسرائيل تحاول دون جدوى دفع الولايات المتحدة للمشاركة في عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية «ولا أعتقد أن هذا الهجوم يمكن أن يشن دون تصريح أميركي... لكن إذا ضربت الطائرات أو الصواريخ الأميركية إيران فلن يتبقى شيء من إسرائيل بالنظر الى حجمها.. لا أعتقد أن أي جزء من إسرائيل سينجو من الضرر نظرا لقدراتنا الصاروخية. وبالتالي فان ردنا (التهديد برد مدمر) هو بحد ذاته رادع».
الخروج من المعاهدة
وختم قائلا «في حال تعرضنا لهجوم فان التزاماتنا ستتغير. سنخرج من معاهدة الحد من الانتشار النووي، ولكن ذلك لن يعني الإسراع الى انتاج قنبلة نووية لأن لدينا فتوى بخصوص ذلك من المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي».
«مجموعة اتصال» للنزاع السوري
من جهته، قال الرئيس الإيراني إنه يجب تشكيل مجموعة للاتصال مع طرفي النزاع في سوريا للدفع قدماً نحو تحقيق الاستقرار والسلام.
وقال نجاد خلال حوار هاتفي مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري، إن حركة عدم الانحياز هي حركة مستقلة، وتملك طاقات هائلة، لكن المؤسسات والمنظمات اللازمة لم تتشكل بعد لمتابعة الإتفاقات التي تم التوصل إليها وتنفيذها.
وشدّد علي ضرورة التحضير لإيجاد الهيكليات اللازمة لتنفيذ قرارات حركة عدم الانحياز وعقد جلسة استشارية علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور الأعضاء المؤسسين للحركة وبعض الدول المؤثرة فيها بما فيها باكستان.
18/09/2012
تقرير إخباري طريق بطيئة ومكلفة لتوحيد الانتفاضة السورية
عمّان ــــــ خالد يعقوب عويس (رويترز)- حتى الوقت الذي اقتحمت فيه القوات السورية ضاحية داريا في دمشق الشهر الماضي، كان المعارضون المسلحون يديرون شؤون البلدة التي تقطنها الطبقة العاملة، في استعراض للوحدة على مستوى القاعدة الشعبية يستعصي على خصوم الرئيس بشار الأسد تحقيقه على المستوى الوطني.
عكس الحكم الذاتي الوليد في داريا، صورة لاستعدادات في مختلف البلدات في أنحاء سوريا، خصوصا الأحياء الريفية الشمالية التي خرجت عن سيطرة نظام الأسد خلال الانتفاضة .
بديل للحكم
وقال صالح ناصر، ناشط ساعد في إنشاء إدارة مدنية بجانب المعارضين المسلحين، للإشراف على الأمن والخدمات البلدية، إن «قضاة مستقلون رأسوا المحكمة، وتولى المعارضون المسلحون مهام الشرطة في داريا، التي كادت تصبح نموذجا بديلا متحضرا لحكم الأسد».
ويرى زعماء في المعارضة ودبلوماسيون يتابعون الانتفاضة ان ذلك التنسيق المحلي ــــ الذي تشكل حول معارضة مسلحة تحولت من خلايا قتالية صغيرة محكمة الى وحدات أكبر في البلدات والمدن ــــ فشل في التحول إلى هيكل تنظيمي يقدم بديلا على المستوى الوطني لحكم الأسد.
أكثر تماسكاً
لكن مع فشل المعارضة المنقسمة في المنفى في الحصول على اعتراف دولي، واكتساب بعض المدن، التي يسيطر عليها المقاتلون، درجة من الحكم الذاتي، تبدي القوى الغربية اهتماما متزايدا بزعماء المعارضة المسلحة على الأرض.
ويقول الدبلوماسيون المتابعون إن هذه المنظمات الشعبية أكثر تماسكا من المجموعات العسكرية التي شكلها ضباط الجيش، الذين انشقوا وفروا إلى تركيا أو الأردن.
دبلوماسي غربي، يراقب العسكرة المتزايدة للانتفاضة، قال إن «ضباط الجيش في الخارج ليس لديهم نفوذ كبير على المعارضين المسلحين. فالمقاتلون لا يميلون لإبداء احترام كبير للضباط الذين يقيمون في المنفى، ويبدو أنهم أكثر اهتماما بالترويج لأنفسهم»، موضحا «الناس لا يريدون ايضا دكتاتورا آخر من الجيش».
بدلا من ذلك تحسن مجموعات المعارضين المسلحين المتباينة في الداخل التنسيق فيما بينها تدريجيا، كما يتضح في الهجمات المتزامنة في الآونة الأخيرة على المطارات العسكرية. وقال الدبلوماسي: « السيناريو المرجح هو أن يستمر تطور تنظيم المعارضة في الداخل، وقد تتمكن قبل انهيار النظام من الجلوس معا في شكل مؤتمر وطني ما لمنع تحول البلاد الى إقطاعيات».
وقال فواز تللو، معارض مخضرم، إنه فات أوان إنشاء قيادة موحدة للانتفاضة، وان أقرب أمل ممكن هو تعزيز التنسيق بين القوى المختلفة، مضيفا: «إذا طلب من أي سياسي إعطاء خريطة سياسية وعسكرية للقوات على الأرض سيستحيل عليه فعل ذلك.. يتغيرون ويتأثرون بتغيير مصادر التمويل».
وقال آفاق أحمد، أحد العناصر المنشقين عن المخابرات الجوية، «يتعين على المعارضة التركيز على اجتذاب ضباط الجيش المحترفين من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد وتهيمن على القوات المسلحة، الذين قد يكونون غير راضين عن الحملة ضد الانتفاضة، لكنهم يشعرون بالقلق من الأسلمة المتزايدة. كما يجب على المعارضة إبراز نفسها باعتبارها حركة وطنية، وألا تسمح للإسلاميين باختطافها».
وفي إدلب، حذّر الناشط سامح الحموي من أن الأسد يحاول سحق بوادر الحكم المدني الناشئ. وقال: «ليس لدى الجيش قوات على الأرض لتدخل هذه البلدات، لذلك يقوم بقصفها.. ففي مدينة حماة على سبيل المثال أقام الجيش حواجز طرق كل 500 متر لمنع إنشاء إدارة محلية. ويقول ناشطون معارضون إن أحد أسباب تعرض داريا لهجوم وقصف عنيف استمر شهرا (اسفر عن مقتل 700 شخص على الأقل)، هو نجاح محاولتها اقامة حكم ذاتي على مسافة قريبة جدا من مركز سلطة الأسد في العاصمة.
رصد الجيش السوري الحر مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لمن يقبض على الرئيس السوري بشار الأسد «حياً أو ميتاً».
وقال القائد في الجيش الحر أحمد حجازي، في بيان، إن المكافأة ستدفع من قبل رجال الأعمال السوريين الذين يدعمون المعارضة، غير أنه لم يعط تفاصيل عن هويات رجال الأعمال لأسباب أمنية.
تعرض لرشق بالحجارة في مخيم الزعتري.. ومعارك حلب تمتد الى حدود تركيا الإبراهيمي: الوضع في سوريا إلى الأسوأ
الأمن الاردني يحاول تهدئة غضب اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري اثناء زيارة الابراهيمي (أ ف ب)
دمشق، عمان، أنقرة- أ ف ب، أ ش أ- كرر المبعوث الأممي- العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي، أمس، أن الوضع في سوريا يتجه الى «مزيد من التدهور»، قبل أن يتعرض موكبه للرشق بالحجارة لدى مغادرته مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الأردن، بينما كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تخوض معارك عنيفة في حلب امتدت الى الحدود التركية مع محاولة المعارضة السورية السيطرة على معبر تل ابيض. وفي الوقت نفسه، كانت هذه القوات تواصل عملياتها العسكرية والأمنية على مناطق عدة في محافظات سورية مختلفة، وسط اشتباكات متبادلة، لاسيما في دمشق وريفها، بينما كانت القوات التركية تحشد تعزيزات عسكرية جديدة على طول الحدود مع سوريا.
وقد أسفرت أعمال القتال والعنف عن سقوط عشرات القتلى، ذلك غداة سقوط نحو 137 قتيلا، في حين حصدت أعمال العنف المستمرة منذ 18 شهرا، أكثر من 27 ألف شخص، أغلبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
«الإبراهيمي يطلع برا»
وقال الإبراهيمي خلال جولته في مخيم الزعتري (شمال عمان)، الذي يؤوي نحو 32 ألف لاجئ سوري، إن «الوضع في سوريا سيئ جدا». وأضاف «للأسف الشديد الوضع هناك ليس في طريقه الى التحسن بل الى مزيد من التدهور»، مؤكدا «بذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة».
وتعرض موكب الإبراهيمي للرشق بالحجارة من قبل بعض اللاجئين لدى مغادرته المخيم وسط هتافات بينها «هي يالله هي يالله الابراهيمي يطلع برا».
وقال مصدر أمني إن «نحو 200 لاجئ في مخيم الزعتري تجمعوا لدى مغادرة المبعوث الدولي المخيم احتجاجا على لقائه بالرئيس الأسد (السبت) وإعطائه فرصة للنظام السوري للاستمرار بمسلسل نزيف الدم، على حد تعبيرهم».
وقبل وصوله الى الأردن، زار الإبراهيمي مخيما للاجئين السوريين في هطاي (جنوب تركيا) حيث التقى أيضا لاجئين للمرة الأولى منذ بدء مهمته في الأول من سبتمبر.
معارك طاحنة في حلب
ميدانيا، امتدت معارك حلب الى الحدود التركية بعدما حاولت المعارضة السيطرة على بوابة تل ابيض الحدودية. وافيد ان قذائف الجيش السوري طالت بلدة اكاكالي التركية واسفرت عن سقوط اصابات في صفوف المدنيين الاتراك وتضرر بعض المنازل.
كما أفاد سكان بأن «معارك طاحنة» اندلعت في حي بستان القصر (جنوب غرب) وحي الإذاعة المجاور، اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية. كما اندلعت مواجهات في حي السكري (جنوب)، حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بينما طاول القصف الجوي والبري مدينتي الباب والسفيرة وبلدتي قبتان الجبل وحريتان.
وأوضح المرصد أن عددا من المدنيين لقوا حتفهم جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور.
جثث في شوارع الميدان
وأكدت القوات النظامية، من جهتها، أنها سيطرت على حي الميدان (وسط) بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة الى تحصن عدد من القناصة فيها.
وأشار مراسلون في حلب الى أن بعض أجزاء حي الميدان ما زالت غير آمنة لعودة السكان. كما لاحظوا وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان.
وذكرت صحيفة «الوطن» أن «وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار اعلانه منطقة امنة خلال الـ24 ساعة المقبلة»، مما «سيفتح الابواب امام تطهير» الاحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور.
لكن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قال إن الوضع في حلب دائم التبدل «عندما يقول الجيش انه يسيطر على حي، فالامر ليس سوى وضع مؤقت. يسيطرون على احياء ولا تلبث ان تندلع مواجهات مع الكتائب الثائرة».
وأوضح ان القوات النظامية لم «تستعد» حي الميدان لانه لم يكن اساسا تحت سيطرة المقاتلين الذين «كانوا يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين او ثلاثة».
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وحدات من القوات النظامية «تواصل علمياتها لتطهير عدد من المناطق والاحياء بحلب من المجموعات المسلحة»، مشيرة الى أن وحدة من هذه القوات «استهدفت تجمعا للارهابيين في حي الصاخور بالمدينة».
محاولة اقتحامات في دمشق
في دمشق، أشار المرصد الى ان اشتباكات تدور على أطراف حيي الحجر الأسود والعسالي (جنوب) بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحيين.
وفي ريف دمشق، تعرضت بلدة معضمية الشام للقصف، بينما سجل سماع أصوات اطلاق نار كثيف في البلدة. كما تعرضت الرستن في حمص للقصف، وسجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرضت أيضا للقصف، فيما كانت الطائرات الحربية تشن غارات على مدينة البوكمال في دير الزور.
حشودات عسكرية تركية
من جهة ثانية، وصلت إلى محافظة ماردين (جنوب شرق تركيا)، على الحدود المتاخمة لسوريا، تجهيزات عسكرية على متن 40 عربة عسكرية من القاعدة العسكرية في مدينة ديار بكر تحت تدابير أمنية مشددة.
وذكرت صحيفة «تركيا» أن هذه التجهيزات العسكرية تأتي في إطار تعزيز الجيش التركي قواته المنتشرة على الشريط الحدودي التركي- السوري بين الحين والآخر في ضوء زيادة الاشتباكات داخل المدن السورية، خاصة زيادة القصف الجوي السوري للقرى والبلدات السورية الحدودية.
طفل سوري في أحد مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في منطقة بعلبك (لبنان) يرسم دبابة والعلم السوري (أ ب)
حلب ــــــ انطونيو بامبلييغا -أ.ف.ب - يقول فراس، الشاب الليبي الذي قدم الى حلب لدعم «أشقائه» السوريين، «إن الحرب في سوريا أسوأ بكثير من الحرب في ليبيا.. خلال ثورتنا كان العديد من السوريين يقاتلون الى جانبنا، والوقت حان الآن لمبادلتهم بالمثل».
وقال فراس، الذي كان شاهدا على سقوط نظام القذافي وتحرير العاصمة طرابلس، «في ليبيا كانت هناك منطقة حظر جوي يلجأ إليها المدنيون من دون أن يخشوا تعرضهم لقصف منهجي. لكن هنا تحولت المدن الى مواقع يعاقب فيها النظام شعبه بدم بارد».
وأوقف الشاب دراسته في بريطانيا لمساعدة مقاتلي المعارضة. وينتقد بشدة جمود الأسرة الدولية، ويقول: «لقد سئمت من العقوبات الدولية المفروضة على حكومة الأسد، والتي لا تجدي نفعا. وسئمت من غض الطرف، في حين تمد روسيا والصين النظام السوري بالأسلحة.. في الوقت الذي تدور فيه نقاشات يموت يوميا في سوريا أطفال ونساء في قصف القوات النظامية».
وقال مقاتل ليبي آخر، يدعى أبو عمر، إنه ترك كل شيء في ليبيا، وشعر بالحاجة الى مساعدة مقاتلي المعارضة في سوريا، من خلال متابعته التغطية الإعلامية للأحداث. وأضاف: «كان علي أن أفعل شيئا من أجلهم. الأهم حالياً أن أكون هنا الى جانب أشقائي».
إنها ثورة
وينتمي فراس وأبو عمر الى كتيبة تحارب القوات النظامية في حي سيف الدولة في حلب. وقال مقاتل آخر ليبي الأصل، يدعى أبو عبدو، «بعد سقوط 30 ألف قتيل هل تعتقدون أن السوريين لا يزالون ينتظرون مساعدة الغربيين؟ لن يحرك أحد ساكنا، لأنه بالنسبة الى الغرب حياة طفل سوري لا توازي حياة طفل غربي»، مؤكدا أنه «يحارب طاغية يستخدم أسلحة اشتراها من الغرب يقتل بها شعبه».
وقال أبو عبدو: «لم نأت للجهاد، إنها ثورة»، موضحا أن «في سوريا عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب. لم نعد نؤمن منذ زمن بالوعود التي يقطعها الغرب».
وبالنسبة الى فراس فإن عدم تدخل الغرب في النزاع في سوريا كما فعل في ليبيا سببه «وجود غاز ونفط في ليبيا. والغرب يبحث دائما عن حروب يمكن أن يجني منها منافع اقتصادية، حتى وان كان ذلك على حساب آلاف القتلى كما حصل في العراق».
وأضاف: «السبب الثاني هو أن ليبيا بعيدة جغرافيا عن إسرائيل، لأن الحرب هناك لن تضر بإسرائيل، في حين أن نزاعا على نطاق واسع في المنطقة ستكون له عواقب كارثية».
اللامبالاة ستجلب «القاعدة»
وعندما نقول له ان هناك جهاديين الى جانب مقاتلي المعارضة في سوريا، يغضب فراس ويتساءل: «هل أن إطلاق لحية وأداء الصلاة يجعل منا إرهابيين أو أعضاء في القاعدة؟».
وأضاف: «استخدم القذافي الاستراتيجية نفسها، قال إننا أتباع للقاعدة، لكي لا تتدخل أوروبا عندما كان يقضي علينا. هنا نحارب طاغية ينتهك كل يوم حقوق الإنسان ويقتل شعبه». لكنه حذّر من أن لامبالاة الغرب قد تؤدي الى بروز مجموعات موالية للقاعدة، والمعارضة التي سترى فيها الدعم الوحيد لمعركتها «حتى وإن لم تكن أهدافها واضحة».
وقال فراس: «من المؤكد أن في سوريا، كأي بلد آخر، أشخاصا يدعمون القاعدة. لقد التقيت شخصيا بمقاتلين في مجموعة مرتبطة بالتنظيم، ومن المخيف التحدث إليهم، لأنهم متشددون للغاية ويكرهون كل ما هو غربي».
وقال أبو عمر بأسف: «هؤلاء الأشخاص يلطخون الثورة السورية»، مضيفا: «ما يحدث ليس حربا طائفية، بل حرب من أجل الحرية.. لم نأت لمحاربة الشيعة أو العلويين، بل القوات التي تدعم النظام الى أي طائفة انتمت».
تقرير إخباري سوريا.. جنة الخطف «على الفدية»
بيروت ـــــ سيرين الأسير (أ.ف.ب) - تعرض صفحة بعنوان «مفقودين»، على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، صورا لرجال ونساء وأولاد هم ضحايا الخطف في سوريا، في وقت ترتفع فيه نسبة هذه العمليات في مناطق مختلفة من البلاد، التي تغرق أكثر فأكثر في الفوضى نتيجة النزاع الدموي المستمر منذ أكثر من 18 شهرا. وأسفل كل من هذه الصور، كتب أقارب قلقون رسائل، يرد في أحداها «محمد سيدو، ابن حسن، عمره 41 سنة، وهو أب لأربعة أطفال، يرجى من كل الأصدقاء نشر هذا الخبر. ومن لديه معلومة عنه يرجى مراسلتي»، مع عنوان الكتروني.
وتفيد أخرى أن «شقيقتنا تغاريد عرنوس مفقودة»، مع إيراد رقم هاتفي للاتصال في حال الحصول على معلومات عنها.
الجميع يخطف الجميع
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرض ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص للخطف في مختلف المناطق السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ويترك المخطوفون خلفهم أهلا وأقارب قلقين، حالهم كحال الآلاف من الأشخاص الذين تحتجزهم القوات النظامية، وغالبا من دون محاكمة.
ويقول المرصد: «الجميع يخطف الجميع. القوات النظامية والمقاتلون المعارضون يخطف بعضهم بعضا لتبادل السجناء أو المطالبة بالمال، إضافة الى مجموعات من المجرمين يريدون فقط ابتزاز عائلات الضحايا من اجل الحصول على فدية.. أصبحت الحياة رخيصة جدا في سوريا».
ومن الضحايا أبو أحمد (66 عاما)، الذي خطف ذات ليلة منتصف أغسطس الماضي، وهو في طريق عودته من العمل في دمشق. وقال ابنه إن والده «يعمل في وظيفة جيدة، ولهذا السبب لاحقوه»، مضيفا: «تلقينا اتصالا هاتفيا، وطلب رجل من اللجان الشعبية (ميليشيات مؤيدة للنظام) 75 ألف دولار لقاء اعادته. قلت له إننا لن نتمكن من دفع المبلغ. نحن محظوظون لأنه عاد حيا».
وأشار الى أن والده لم يتعرض للضرب «لكننا سمعنا أنهم اغتصبوا فتاة محتجزة في الغرفة المجاورة (لتلك حيث كان والده موجودا). بقي محتجزا تسعة ايام، وفي النهاية أطلق مقابل 15 ألف دولار».
الثورة لجني المال
لكن الكثيرين غيره لم يكونوا محظوظين، وما زالوا بعيدين عن أقاربهم، ومنهم عدد غير معروف من السوريين يحتجزهم أبو إبراهيم من إعزاز في حلب، الذي برز اسمه بعد إعلان مجموعته مسؤوليتها عن احتجاز مجموعة من الزوار اللبنانيين الشيعة خلال طريق عودتهم الى لبنان من ايران عبر تركيا وسوريا.
وقال احد سكان اعزاز، الذي عرف عن نفسه باسم «ابو محمد»، إن «أبو إبراهيم ليس مقاتلا، هو مجرم يستخدم الثورة لجني المال، ويحتجز العديد من السوريين رهائن».
وكلما ازدادت حدة العنف في منطقة معينة من البلاد، ازدادت نسبة عمليات الخطف.
استغلال الوضع لتحقيق مكاسب
ومع اشتداد حملة القوات النظامية على حمص تعرّض المئات من السكان للخطف. كما سجل الناشطون مؤخرا ارتفاعا كبيرا في عمليات الخطف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، اضافة الى المدن مثل حلب، حيث تزايدت عمليات الخطف التي لا تهدف فقط الى الحصول على الأموال مقابل اطلاق المخطوفين، بل توفير الذخيرة أيضا.
وأفاد سكان قريتي الزهراء والنابول ذات الغالبية الشيعية عن خطف أكثر من مائة من أقاربهم على يد مسلحين معارضين، يطالبون بالحصول على 1500 طلقة نارية مقابل اطلاق كل مخطوف.
ويعتبر الناشطون ان مناخ الفوضى سمح لكل الأطراف بالافادة من الوضع لتحقيق مكاسب، سواء أكانت سياسية أم مالية. ويشيرون الى أن حلب شهدت في الأسابيع الماضية موجة من عمليات الخطف. وقالوا: «في معظم الأحيان، تكون العصابات التي قامت بأعمال خطف قبل بدء الثورة، هي نفسها المسؤولة عن عمليات الخطف التي تجري حاليا»، أي أن بعض اللصوص يقدمون أنفسهم على أنهم مقاتلون، بينما يتصرف بعض المقاتلين المعارضين كمجرمين، في حين يتصرف مؤيدو النظام المسلحون وكأنهم يتمتعون بسلطة خاصة بهم. وبسبب هذا الجنون، المدنيون يدفعون الثمن الاقسى.
«العفو الدولية»: المدنيون ضحايا هجمات عمياء تشنها قوات الأسد معارك طاحنة في دمشق والمقاتلون ينسحبون من الحجر الأسود
علم المعارضة مرفوعا عند معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا (أ ب)
دمشق، أنقرة، لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي اي- فيما كانت معارك شرسة تندلع في دمشق، اضطر على أثرها مقاتلو المعارضة للانسحاب من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي، التي يدفع نظام الرئيس بشار الأسد بكل قواته للزحف باتجاهها منذ 5 أيام، استولت المعارضة على ثالث نقطة عبور حدودية (تل أبيض) تعزز سيطرتها على الشمال. وفي الوقت نفسه يستمر القصف والمداهمات من قبل القوات النظامية في محافظات مختلفة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، غداة مقتل نحو 173 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
وتأتي أعمال العنف في أعقاب تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية يتهم القوات السورية الحكومية بتنفيذ غارات وعمليات «قاسية وعشوائية» تستهدف في مجملها مدنيين بشكل متواصل وأعمى.
معارك طاحنة في دمشق
وأفادت الأنباء الواردة من دمشق باندلاع معارك شرسة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، اضطر على اثرها مقاتلو الكتائب الثائرة لإعلان الانسحاب من أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي «بعد معارك استمرت أياما عدة رافقها قصف عنيف من القوات النظامية على هذه الأحياء».
وذكرت تقارير أن الجيش النظامي يزحف بكل قوته باتجاه منطقة الحجر الأسود. وقال نشطاء معارضون إن المدنيين في هذا المنطقة في وضع إنساني سيئ، وخاصة مع تواصل القصف العنيف وتقدم القوات الحكومية من الاتجاهات كافة.
ونشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر مروحيات عسكرية أثناء قصفها بعض المناطق بالصورايخ. كما أظهرت المقاطع نحو عشرين جثة قالت المعارضة إنهم قضوا جراء القصف الذي طال أحياء القدم والعسالي والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن، والتي أعلنتها هيئة التنسيق «مناطق منكوبة».
وقالت الهيئة إن «تلك الأحياء تعرضت، ومنذ 15 يوليو، لحملة همجية شرسة من جيش النظام وشبيحته، تجلت بالحصار المطبق الذي فرض على المنطقة، اضافة الى القصف العشوائي ما دفع بغالبية السكان الى النزوح بحثا عن مناطق أكثر أمنا». كما اتهمت الهيئة القوات السورية بـ«تنفيذ سلسلة طويلة من الاعدامات الميدانية» في المنطقة.
احتلال معبر تل أبيض
في الأثناء، تواصلت الاشتباكات العنيفة في حلب حيث ينفذ مسلحو المعارضة هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية، فيما قال مسؤول تركي إن مقاتلي المعارضة استولوا على ثالث نقطة عبور حدودية عقب معارك عنيفة مع القوات الحكومية بدأت ليل الاثنين الثلاثاء.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مقاتلين معارضين سوريين ينزلون العلم السوري من على سطح مبنى، يبدو أنه مكتب للجمارك عند بوابة تل أبيض الحدودية. ولم يظهر أثر للقوات الحكومية عند المعبر في لقطات بثت حية على تلفزيون «سي.ان.ان ترك».
وهي المرة الأولى التي تحكم فيها قوات المعارضة قبضتها على منطقة حدودية في محافظة الرقة التي لا يزال معظمها مواليا للأسد.
وتسيطر المعارضة على نقطتي عبور أخريين على حدود سوريا الشمالية مع تركيا. ويعزز استيلاء المعارضة على نقطة ثالثة سيطرتها على الشمال ويضع جيش الأسد تحت ضغط أكبر في المعارك التي يخوضها في حلب.
وتعرضت أحياء عدة في حلب لقصف جوي وبري عنيف، وسط اشتباكات متفرقة. وأشار مراسلون الى أن الحياة في حيي الميدان وصلاح الدين (وسط) اللذين أعلن الجيش السوري السيطرة عليهما قبل يومين لم تعد الى طبيعتها بعد، مشيرا الى استمرار انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات الخليوية عن بعض أجزائهما بالاضافة الى فقدان الوقود على أنواعه.
استهداف المدنيين
وتأتي أعمال العنف في أعقاب تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية، قالت فيه إن الجيش السوري يقتل مدنيين، معظمهم من الأطفال، في إطار حملات عسكرية، وصفتها بـ«القاسية والعمياء»، ضد المناطق الآهلة بالسكان، تتسبب أيضا بتشويه المدنيين وترويعهم.
وأكدت المنظمة أن تقريرها «استند إلى تحقيقات ميدانية مباشرة أجرتها في النصف الأول من سبتمبر الجاري، وأحصى هجمات قتل خلالها 166 مدنياً، بينهم 48 طفلاً و 20 امرأة، في 26 بلدة وقرية في إدلب وجبل الزاوية وحماة». وأضافت أن المدنيين قُتلوا في منازلهم وخلال بحثهم عن مأوى أو في أماكن احتموا فيها من القصف.
وأشارت إلى أن ارتفاع حصيلة القتلى من الأطفال «يؤكد الطابع العشوائي لهجمات الجيش السوري، التي أودت واحدة منها بحياة 5 أطفال حين تعرض منزلهم للقصف في إدلب، وأخرى قتلت 7 مدنيين كانوا في حفل زواج وأطفالا كانوا يشترون الخبز».
وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين في المنظمة، التي عادت مؤخراً من شمال سوريا، إن «القوات الحكومية تقصف وبشكل روتيني البلدات والقرى باستخدام أسلحة لا تستهدف أهدافاً محددة، ولا المقاتلين، بل تستهدف المدنيين عمدا لمعاقبتهم لتعاطفهم مع المعارضة. وهي تعلم أن ضحايا اعتداءاتها العمياء هم تقريبا ودائما المدنيون».
وقالت روفيرا إن مقاتلي المعارضة استخدموا في بعض الأحيان أسلحة غير دقيقة أيضاً، مثل مدافع الهاون، أو حتى الأسلحة العشوائية بطبيعتها مثل الصواريخ المحلية الصنع، في المناطق السكنية المأهولة بالسكان، مما عرّض المزيد من المدنيين للخطر.
جثث مقاتلين من الجيش السوري الحر في أحد المواقع القتالية في حلب بعدما أغارت عليه القوات النظامية وقتلت نحو 40 مقاتلا (رويترز)
21/09/2012
=
بغداد تنفي.. وتقرير استخباراتي غربي يؤكد: إيران تنقل الرجال والسلاح إلى سوريا عبر العراق
مقاتل من الجيش السوري الحر خلال اشتباك مع القوات النظامية في حي العمرية في حلب (أ ب)
الأمم المتحدة، بغداد ــــــ رويترز ــــــ اتهم تقرير لأجهزة مخابرات غربية إيران باستخدام طائرات مدنية لنقل عسكريين وشحنات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا، لمساعدة الرئيس بشار الأسد على قمع الانتفاضة المتصاعدة ضد حكمه منذ 18 شهرا، الامر الذي نفته بغداد.
والاتهام المحدد للعراق ليس جديدا، لكن التقرير ـــ الذي يشير تحديدا الى الحرس الثوري على أنه المنظم الرئيسي لنقل تلك الأسلحة ـــ يزعم أن نطاق هذه الشحنات أكبر بكثير مما أقرّ به علنا وأكثر انتظاما بكثير، وذلك نتيجة «اتفاق» بين مسؤولين كبار من العراق وإيران. كما يتحدث التقرير عن إرسال شاحنات إلى سوريا برا عبر العراق.
ونفى المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ هذا الأمر «جملة وتفصيلا». وأكد «أن هذا لا يحدث»، وأن العراق «لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد في ذلك أو يسمح به». وأضاف: «العراق مستعد ليكون جزءا من جهود إقليمية ودولية أو إجراءات لوقف نقل العتاد أو الأفراد إلى الطرفين في سوريا».
والاضطرابات السورية تنطوي على حساسية سياسية بالغة بالنسبة للحكومة العراقية. وكانت الأخيرة رفضت الانضمام إلى دول غربية وعربية في دعوة الرئيس السوري للتنحي، في الوقت الذي تدعو فيه إلى الإصلاح في سوريا.
جدير بالتصديق
ويقول تقرير المخابرات، الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم، إن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي. وأن هذا الاتفاق «غير الرسمي»، ينص على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة الى سوريا.
ويقول التقرير أيضا «إن ما يحدث هو جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها إيران، لم يتحدث عنها المسؤولون الأميركيون علنا، إلا أخيرا، بعد تصريحات سابقة تفيد العكس». وأضاف «وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من إيران الى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني، وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة السورية».
ويشير التقرير بشكل محدد الى طائرتين من طراز بوينغ 747، على أنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة الى سوريا، وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) الترقيم على ذيلها «إي بي-آي سي دي»، وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها «إي بي-إم إن إي». وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات فيما يخصهما الأربعاء. وأدرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة ياس إير الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح.
وأشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على ايران، الى ياس إير بشكل متكرر على أنها من الجهات الاساسية التي تزود سوريا بالسلاح، الى جانب «إيران إير». كما أن لجنة الخبراء في الأمم المتحدة أوصت بإضافة ياس إير الى القائمة السوداء للأمم المتحدة، لمساعدتها إيران في تفادي حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية. ولم يتخذ مجلس الامن حتى الان اي إجراء بشأن هذه التوصية.
المعونات الأميركية للعراق
وكان مسؤولون أميركيون قالوا في وقت سابق إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي، ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السيناتور الأميركي جون كيري (الأربعاء الماضي) بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي. وقال كيري: «لا يليق على الإطلاق أن نساعد في بناء الديموقراطية وندعمهم ونعرض أرواح الأميركيين للخطر ونضخ المال في البلد، وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة».
كما تردد موضوع شحنات السلاح في جلسة مجلس الشيوخ الأميركي (الأربعاء)، بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد.
يذكر أن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أقرّ (الأحد) بوجود أفراد من الحرس الثوري في سوريا ولبنان، وقال إن إيران قد تتدخل عسكريا في سوريا إذا تعرضت لهجوم خارجي. لكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.
ومحظور على طهران بيع السلاح بموجب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على ايران فيما يتصل ببرنامجها النووي.
سوري يكشف عن جثة مسن من مسيحيي حلب وجدت متحللة أمام مدخل المستشفى (أ ب)
تحقيق شهر واحد من التدريب لتحويل المعارضين إلى مقاتلين
أعزاز ــــــ ماري روداني (أ ف ب) - بعضهم يرتدي قمصاناً ضيقة، وآخرون قمصانا رياضية زاهية، ينتعلون صنادل، ولكنهم في كل هذا يحاولون أن يبدوا رجالا أشداء، يرفعون رؤوسهم الى الأعلى ويقفون متأهبين: إنه اليوم الأول للمجندين الجدد في ثكنة لمقاتلي المعارضة في شمال سوريا.
تحت أنظار مقاتلي المعارضة، الذين يتحولون بحسب الظرف الى مدربي رماية أو مدربين رياضيين، يحاول حوالى 20 شابا يافعا عراة الصدور متابعة التعليمات التي ستؤهلهم قريبا للانتقال الى ساحات القتال «لتخليص سوريا من الطغيان».
يقول أبو أحمد (22 عاما)، كان يدرس الميكانيك قبل الثورة، «لقد رأيت مقاتلي الجيش السوري الحر يطردون جيش بشار الأسد من أعزاز، هكذا تولدت لدي الرغبة في الانضمام إليهم».
وانضم أبو أحمد، الذي يقف مع رفاقه في صف شبه مستقيم. وفي جو أقرب الى جو مدرسة منه الى كلية حربية، يتعين على المدربين أن يلقنوا المجندين الجدد، وبعضهم لم يبدأ بحلاقة ذقنه بعد، كل شيء: من الأناشيد العسكرية الى المشية العسكرية وحمل السلاح.
شهر من التدريب
وبرشاشات كلاشنيكوف أكل عليها الدهر وشرب تعيق حركتهم، يستلقي المقاتلون على العشب، يقومون ببعض الحركات، ينهضون، يركعون، ثم يركضون في باحة الثكنة ثلاث دورات.
بعدها ينتقل المجندون الى حقل الرماية، وهو في الواقع ليس حقلا ولا ميدان رماية، بل مجرد فسحة أمام حائط لم يبق منه شبر إلا وعليه آثار الرصاص، وقد وضع أمامه لوح من الورق المقوى لاستخدامه في التصويب.
وهنا يبدأ المدربون، الذين هم أيضا كانوا مدنيين وحملوا السلاح بين ليلة وضحاها حين انفجرت المعارك، بالرماية وقوفا أو ركوعا.
وما هي إلا لحظات حتى ترتسم إمارات الذهول على وجوه المجندين، فكل الرصاصات التي يطلقها مدربوهم تصيب اللوحة الكرتونية.
ومدة التدريب التي يخضع لها هؤلاء المجندون تستمر حوالي شهر، يمكن بعدها إرسالهم الى جبهة القتال في حلب، حيث تدور معارك حامية الوطيس.
مبادئ الثورة
ويشرح أحد المدربين، ويدعى جاسم (31 عاما)، أن شهر التدريب ينقسم في الواقع الى قسمين، مدة كل منهما 15 يوما. الفترة الأولى تتضمن التدريب النظري ودروسا عسكرية، وبينها دروس في الدين، تليها فترة مماثلة من التدريب الميداني، لا سيما على السلاح والرماية.
ويقول مدرب آخر: «هؤلاء الشبان يفضلون المجيء الى هنا عوض الالتحاق بالخدمة العسكرية، لأنهم يدركون أن الجيش يقتل الأطفال»، ثم يستدير عائدا الى المجموعة التي يدربها، يبث الحماسة في صفوفها بصيحاته المدوية.
وفي داخل الثكنة يجلس عبد الكامل، مساعد قائد كتيبة عمرو بن العاص، وهو مهندس عمره 45 عاما، يقول إن هناك معيارا وحيدا لقبول المجندين الجدد، وهو «يجب أن يؤمنوا بمبادئ الثورة، وهي الحرية والعدالة والكرامة».
وخلال جلسته القصيرة غالبا ما كانت تستقطع الحوار نغمة أغنية بالانكليزية، مصدرها هاتفه النقال، الذي يرن مرارا وتكرارا، وفي هذا يقول ان سبب هذه الاتصالات المتكررة هو ان الكتيبة تقوم ايضا بمساعدة السكان، وتنظم عمليات توزيع المساعدات الانسانية في المنطقة.
لحظة القتال
في الخارج يستريح المجندون الشبان مستندين الى حائط يفيئون ظله. فلحظة أول قتال لهم لا تزال تبدو بعيدة.
بعد مرور أقل من ساعتين على زيارة المعسكر قصفت مقاتلات الجيش النظامي الثكنة، وأتت إحدى القنابل على المكان الذي كان المجندون ينجزون فيه يومهم التدريبي الأول.
29 ألف قتيل في سوريا.. الحر يسقط مروحية حربية وسانا تقول: اصطدمت بطائرة مدنية الأمن يطوّق جنوب دمشق.. والمجلس يعلنها منكوبة
صورة من فيديو تظهر آلية عسكرية للجيش السوري تحترق في حماة بعد اصابتها بصاروخ من قبل مقاتلي المعارضة ( ا ف ب)
دمشق، لاهاي ـــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ ـــــ فيما كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تشن حملة عسكرية وأمنية كبيرة على أحياء عدة في دمشق، في محاولة للقضاء على وجود المعارضة دون جدوى، تحطمت مروحية تابعة للجيش السوري النظامي أمس في ريف دمشق، قال الجيش الحر إن نيران مقاتليه أسقطتها، بينما ذكرت «سانا» أن الطائرة اصطدمت بذيل طائرة مدنية.
تزامن ذلك مع تواصل أعمال القصف والقتال في أنحاء مختلفة في سوريا بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، في الوقت الذي بدأت فيه أعمال مؤتمر أصدقاء سوريا في مدينة لاهاي في هولندا بهدف تشديد العقوبات على النظام السوري. وشهدت حمص تصعيدا مفاجئا اسفر عن سقوط عشرات القتلى، فيما تعرضت حلب لقصف جوي وبري، «هو الأعنف» منذ بدء المعارك في هذه المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وامتد الى الرقة المجاورة، وأصاب محطة للوقود، مما أسفر عن سقوط أكثر من 120 بين قتيل وجريح.
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 170 شخصا، بحسب المرصد، الذي قال في إحصائية جديدة ان أكثر من 29 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، قتلوا في أعمال العنف منذ بداية الانتفاضة ضد الأسد قبل 18 شهرا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
رواية المعارضة
وجاء في بيان للمرصد السوري: «سقطت طائرة مروحية في منطقة تل الكردي قرب دوما في ضواحي دمشق. وبحسب نشطاء من المنطقة، فان الطائرة اسقطت بنيران الكتائب الثائرة المقاتلة».
وأوردت تنسيقية دوما الناشطة على الأرض من جهتها أنه تم «اسقاط طائرة مروحية للنظام المجرم في منطقة تل كردي»، بعد «تحليق طائرات الميغ فوق المدينة وسماع صوت انفجارات ضخمة جدا من جهة بعيدة».
وأوضح المرصد أن «العملية ترافقت مع قصف عنيف بالمروحيات والمدفعية لمنطقة الغوطة وغيرها من مناطق ريف دمشق المجاورة لدوما والتي تكثر فيها تجمعات الثوار».
وكانت «كتيبة بدر» التابعة للجيش الحر، اعلنت في اغسطس مسؤوليتها عن اسقاط مروحية في شرق دمشق. وفي يوليو، أعلنت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل اسقاط مروحية اخرى فوق حي القابون في دمشق أيضا.
.. ورواية النظام
وذكرت «سانا» من جهتها أن تحطم المروحية نتج عن ارتطامها بذيل طائرة مدنية. وأكدت أن الطائرة المدنية التي كان على متنها 200 شخص، حطت بسلام في مطار دمشق الدولي.
ونقلت الوكالة عن وزارة الإعلام السورية أن «سقوط الطائرة المروحية في منطقة عدرا ناجم عن حادث جوي»، مشيرة الى ان احتكاكا حصل بين «مروحة الطائرة الحوامة مع ذيل طائرة مدنية تابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية». وأضافت الوزارة أن «برج المراقبة في مطار دمشق الدولي ومؤسسة الطيران العربية السورية أكدا ان الطائرة المدنية هبطت بسلام في مطار دمشق الدولي»، وانه «لم يتأذ احد من الركاب الذين كانوا بالطائرة المدنية والبالغ عددهم 200 مسافر».
تطويق دمشق
في الأثناء، قال التلفزيون السوري إن قوات الأمن طوقت منطقة تسيطر عليها المعارضة في جنوب دمشق وداهمتها، وألقت القبض على أكثر من 100 شخص، وأضاف أن القوات النظامية تقوم بعمليات تفتيش في حي آخر قريب، حيث تداهم أوكار «الإرهابيين»، وقتلت عددا منهم بداخلها. وقال نشطاء معارضون إن آخرين قتلوا بالرصاص.
وهذه الحملة هي أحدث خطوة ضمن محاولات القوات الحكومية المستمرة منذ أشهر للقضاء على وجود مقاتلي المعارضة في العاصمة دون جدوى.
وقال ناشط في حي اليرموك، الذي اختبأ به المقاتلون في الأيام القليلة الماضية، إن الدبابات والجنود أغلقوا كل المداخل. وفتش المنطقة مئات الجنود، وكان بعضهم مترجلين والبعض الآخر يركب شاحنات مزودة بأسلحة آلية ثقيلة.
وقال ناشط آخر يدعى ابو سلام: «نحن محاصرون هنا»، وأشار الى أن ثلاثة أشخاص على الأقل (رجلان وامرأة شابة) قتلوا بالرصاص، حين رآهم الجنود يفرون من متنزه. وأضاف أنه تم إعدام خمسة مقاتلين معارضين بعد العثور عليهم مختبئين بالمنطقة.
مناطق منكوبة
وفي اليرموك مخيم غير رسمي للاجئين الفلسطينيين. ويكتظ الحي الفقير ذو الكثافة السكانية العالية في جنوب دمشق بالمباني الخرسانية.
وقال نشطاء وشهود إن أجزاء كثيرة من المناطق الموجودة على مشارف دمشق الجنوبية ـــ حيث كان مقاتلو المعارضة يحاولون الحفاظ على موطئ قدم ـــ تحولت الى أنقاض. وأضافوا أن مباني بالكامل انهارت، وأن رائحة الجثث المتحللة تملأ الشوارع. وقال ابو سلام: «نخشى الذهاب لانتشالها، لأن قوات الأمن هناك وستسألنا لماذا نأتي من أجل هؤلاء الناس».
وأعلن المجلس الوطني السوري الأحياء الجنوبية من العاصمة «مناطق منكوبة». وقال في بيان إن «ما يجري في حي الحجر الأسود يتكرر في أحياء دمشق الجنوبية: القدم والعسالي والحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك»، مطالبا العالم بـ«العمل على وقف القصف فورا، والسماح بدخول الصليب الأحمر واسعاف الجرحى».
مجزرة في الرقة
وفي حلب، تعرضت أحياء عدة لقصف جوي وبري هو الأعنف منذ بدء المعارك في المدينة قبل شهرين، لا سيما الأحياء الجنوبية. تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة دارت في درعا، بينما كان الطيران الحربي يقصف عدة مناطق في دير الزور. كما تجدد القصف المدفعي العنيف على الرستن في حمص بالأسلحة الثقيلة.
وبالتزامن كان القصف على أشده ضد محافظة الرقة المجاورة لحلب، حيث كان مقاتلو المعارضو عززوا (الأربعاء) قبضتهم على المنطقة، مع السيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا.
وأفيد عن اصابة محطة للوقود بثلاث صواريخ من الجو، مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا وجرح أكثر من 80 آخرين، بحسب المرصد.
بغداد تنفي.. وتقرير استخباراتي غربي يؤكد: إيران تنقل الرجال والسلاح إلى سوريا عبر العراق
مقاتل من الجيش السوري الحر خلال اشتباك مع القوات النظامية في حي العمرية في حلب (أ ب)
الأمم المتحدة، بغداد ــــــ رويترز ــــــ اتهم تقرير لأجهزة مخابرات غربية إيران باستخدام طائرات مدنية لنقل عسكريين وشحنات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سوريا، لمساعدة الرئيس بشار الأسد على قمع الانتفاضة المتصاعدة ضد حكمه منذ 18 شهرا، الامر الذي نفته بغداد.
والاتهام المحدد للعراق ليس جديدا، لكن التقرير ـــ الذي يشير تحديدا الى الحرس الثوري على أنه المنظم الرئيسي لنقل تلك الأسلحة ـــ يزعم أن نطاق هذه الشحنات أكبر بكثير مما أقرّ به علنا وأكثر انتظاما بكثير، وذلك نتيجة «اتفاق» بين مسؤولين كبار من العراق وإيران. كما يتحدث التقرير عن إرسال شاحنات إلى سوريا برا عبر العراق.
ونفى المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ هذا الأمر «جملة وتفصيلا». وأكد «أن هذا لا يحدث»، وأن العراق «لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد في ذلك أو يسمح به». وأضاف: «العراق مستعد ليكون جزءا من جهود إقليمية ودولية أو إجراءات لوقف نقل العتاد أو الأفراد إلى الطرفين في سوريا».
والاضطرابات السورية تنطوي على حساسية سياسية بالغة بالنسبة للحكومة العراقية. وكانت الأخيرة رفضت الانضمام إلى دول غربية وعربية في دعوة الرئيس السوري للتنحي، في الوقت الذي تدعو فيه إلى الإصلاح في سوريا.
جدير بالتصديق
ويقول تقرير المخابرات، الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم، إن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي. وأن هذا الاتفاق «غير الرسمي»، ينص على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة الى سوريا.
ويقول التقرير أيضا «إن ما يحدث هو جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها إيران، لم يتحدث عنها المسؤولون الأميركيون علنا، إلا أخيرا، بعد تصريحات سابقة تفيد العكس». وأضاف «وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من إيران الى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني، وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة السورية».
ويشير التقرير بشكل محدد الى طائرتين من طراز بوينغ 747، على أنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة الى سوريا، وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) الترقيم على ذيلها «إي بي-آي سي دي»، وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها «إي بي-إم إن إي». وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات فيما يخصهما الأربعاء. وأدرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة ياس إير الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح.
وأشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على ايران، الى ياس إير بشكل متكرر على أنها من الجهات الاساسية التي تزود سوريا بالسلاح، الى جانب «إيران إير». كما أن لجنة الخبراء في الأمم المتحدة أوصت بإضافة ياس إير الى القائمة السوداء للأمم المتحدة، لمساعدتها إيران في تفادي حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية. ولم يتخذ مجلس الامن حتى الان اي إجراء بشأن هذه التوصية.
المعونات الأميركية للعراق
وكان مسؤولون أميركيون قالوا في وقت سابق إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي، ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السيناتور الأميركي جون كيري (الأربعاء الماضي) بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي. وقال كيري: «لا يليق على الإطلاق أن نساعد في بناء الديموقراطية وندعمهم ونعرض أرواح الأميركيين للخطر ونضخ المال في البلد، وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة».
كما تردد موضوع شحنات السلاح في جلسة مجلس الشيوخ الأميركي (الأربعاء)، بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد.
يذكر أن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أقرّ (الأحد) بوجود أفراد من الحرس الثوري في سوريا ولبنان، وقال إن إيران قد تتدخل عسكريا في سوريا إذا تعرضت لهجوم خارجي. لكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي.
ومحظور على طهران بيع السلاح بموجب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على ايران فيما يتصل ببرنامجها النووي.
سوري يكشف عن جثة مسن من مسيحيي حلب وجدت متحللة أمام مدخل المستشفى (أ ب)
معارك حول مواقع استراتيجية في حلب وتظاهرات تنادي بإسقاط الأسد مقبرة جماعية في دمشق.. ومخاوف من مجزرة مرتقبة في حماة
تظاهرات مناهضة للأسد في منطقة يبرود في دمشق (رويترز)
دمشق- أ ف ب، يو بي أي، أ ش أ - بدأ مسلسل المقابر الجماعية يطغى على المشهد السوري، الدامي أصلا، مع العثور، أمس، على 25 جثة في حفرة في حي القدم في دمشق، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة منذ أكثر من أسبوع بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. وبالتزامن، واصلت القوات النظامية قصفها على دمشق وريفها، وشهدت حلب معارك عنيفة، واستمر التصعيد العسكري في حمص ومدن وبلدات أخرى، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، بينما لبى الآلاف دعوة المعارضة وخرجوا في تظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مناطق عدة، رافعين شعار «أحباب رسول الله في سوريا يُذبحون»، تصدت لهم قوات الأمن والشبيحة بالرصاص والغاز المسيل للدموع.
وتأتي هذه الأحداث بعد يوم دام أدى الى سقوط نحو 225 قتيلا في مناطق سورية مختلفة، بينهم 140 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
وقال الجيش السوري إنه عثر على مقبرة جماعية في منطقة القدم في دمشق. وذكرت وكالة سانا أنه «بناء على معلومات من أهالي المنطقة، عثرت وحدة من القوات المسلحّة في منطقة القدم على مقبرة جماعية تحتوي على جثث 25 مواطناً ممن كانوا قد اختطفوا سابقاً». وأوضحت أن الجثث وُجدت «مكبّلة الأيدي ومعصوبة الأعين»، مشيرة الى أن «المجموعات الإرهابية المسلّحة» قد قتلتهم، بينما قالت المعارضة إن الجثث تعود لعناصر مناهضة للنظام.
مطار منغ وثكنة هنانو
وتركزت المعارك بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، المستمرة في حلب منذ شهرين، خلال الساعات الماضية في محيط مطار منغ العسكري، وثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب (شرق). وأفاد المرصد أن الجيش استخدم خلال هذه المعارك «رشاشات الطائرات الحوامة».
ويكرر الجيش السوري الحر منذ اسابيع هجماته على مطار منغ الذي تنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية التي تستخدم في قصف حلب وريفها، وفق ما يقول ناشطون. كما يركز الجيش الحر هجماته داخل المدينة على المراكز الامنية والعسكرية للقوات النظامية، وقد استولى على عدد منها.
وشملت الاشتباكات أيضا حيي باب النصر وسليمان الحلبي في وسط المدينة، في حين تعرض حيا الصاخور (شرق) وبستان القصر (جنوب غرب) لقصف جوي وبري عنيف من القوات النظامية السورية، طال أيضا مدينة أعزاز. وقتل الخميس اربعون شخصا في مدينة حلب في معارك وعمليات قصف.
اغتيال قيادي كردي
في محافظة الحسكة، اقدم مسلح على اغتيال محمد والي، عضو الامانة العامة للمجلس الكردي، واحد قياديي «حركة شباب الثورة»، باطلاق النار عليه امام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، وفق المرصد.
وفي ريف دمشق تعرضت دوما لقصف مستمر ترافق مع اطلاق نار، وذلك بعد يوم من تحطم مروحية تابعة للقوات النظامية في منطقة تل الكردي في ريف المدينة، تضاربت الروايات حول اسباب سقوطها.
وفي محافظة الرقة، حيث سقط الخميس 54 شخصا على الاقل في انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى، تحدث المرصد عن اطلاق نار كثيف في المدينة ترافق مع انتشار كثيف للقوات النظامية.
وفي محافظة طرطوس، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في قرية البيضا التابعة لبانياس التي شهدت أحياؤها الجنوبية انتشارا أمنيا، بعد انباء عن خطف ضابط في المخابرات ومقتله، وفق المرصد.
وفي حمص، تعرضت مدينة الرستن لقصف متواصل بالمدفية وراجمات الصواريخ.
وفي حماة، قال ناشطون إن القوات النظامية أغلقت كل مداخل المدينة، معربين عن مخاوفهم من ارتكاب النظام مجزرة جديدة بحق الأهالي.
أحباب الرسول يُذبحون
ورغم العنف المتنامي في مختلف انحاء البلاد، خرج سوريون في تظاهرات بعد صلاة الجمعة في مناطق عدة، يطالبون باسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة.
وشملت التظاهرات التي رفعت شعار «أحباب رسول الله في سوريا يُذبحون»، مدنا وبلدات في محافظات درعا، وحماة، وحلب، ودمشق وريفها، والحسكة، وفق المرصد.
وتعرض المتظاهرون في حيي القصور والأربعين في حماة «لاطلاق نار رافقه عمليات اعتقال» طالت عددا من المشاركين في التظاهرة، وفق المرصد. بينما تعرضت تظاهرات في بعض المناطق لقصف تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وهتف المتظاهرون، وفق ما ظهر في أشرطة فيديو على اليوتيوب، «إيه ويلا.. إيه ويلا.. ما منركع إلا لألله»، و«ايه ويلا ايه ويلا، منصورين بعون الله».
صورة من فيديو تظهر عناصر أمنية أثناء تعذيب مدنيين عند نقطة تفتيش في حماة (أ ف ب)
22/09/2012
تحقيق جنود منشقون من أقبية النظام إلى الحرية: خطاب النظام لا يقنع أحداً
حلب- ماري روداني (أ ف ب)- يروي نصّار، الجندي المنشق عن الجيش السوري، معاناته على مدى شهرين ونصف قضاها في السجون السورية، حيث شاهد بعض السجناء يقضون تحت التعذيب وتمت معاملته «كحيوان»، كما يقول، لسبب وحيد، وهو ان مخططه للفرار كشف قبل وضعه قيد التنفيذ.
قصة نصّار
تمكن نصّار (27 عاما) من الخروج من الاعتقال بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على سجن ثكنة هنانو في حلب خلال الشهر الجاري، بعد ان تعرض لتعذيب يومي وسط القذارة والحر داخل السجن. ويقول «كنا 14 سجينا في الزنزانة، حيث كنت موجودا، أصيب بعضهم بالمرض وعانى الآخرون من طفح جلدي لم نر مثله من قبل».
ويضيف الشاب ذو اللحية الصهباء المشذبة بعناية «توفي بعضهم تحت التعذيب، وعاد آخرون الى الزنزانة والكدمات تغطي اجسادهم. كانت جلسات التعذيب تبدأ الساعة 11 ليلا، وتنتهي الرابعة فجرا».
ووافق نصّار على التحدث في منزل في إحدى قرى حلب، حيث مازالت تدور مواجهات بين المقاتلين المعارضين وجنود القوات النظامية، إلا أنه رفض إعطاء اسم عائلته خوفا من تعرض أقاربه الموجودين في مسقط رأسه دمشق، لأعمال انتقام.
.. وطلال
ومثل نصار، اعتقل طلال (21 عاما) المتحدر أيضا من دمشق، لدى محاولته الهرب من الثكنة حيث كان يخدم. ونقل الى أقرب مطار عسكري، ومنه بالمروحية الى ثكنة هنانو، حيث أمضى 17 يوما.
كان طلال يفكر منذ وقت طويل بالانشقاق عن الجيش النظامي، لكن العمليات التي شارك فيها في حلب سرعت في اتخاذه قرارا نهائيا.
ويقول الشاب المرتدي ملابس رياضية زرقاء وبيضاء إن «الجيش (النظامي) أحرق منازل ودمر قرية بكاملها. في هذه اللحظة، قلت لنفسي (لا يمكنني البقاء يوما إضافيا). كنت وباقي الجنود نتحادث بهذا الأمر طويلا، واعتبرنا أن بقاءنا يعني اننا متواطئون مع النظام».
ويوضح أنه لم يكن يحق للجنود مشاهدة التلفزيون، أو استخدام الهاتف الجوال، كما لم يمنح طوال عام كامل مأذونية لرؤية عائلته. ويقول «ممنوع أن يكون لأحد وجهة نظر مختلفة عن النظام».
النظام لا يقنع أحدا
والخطاب الذي يستخدمه النظام منذ اندلاع الانتفاضة لم يقنع عيسى الجندي الذي انشق عن الجيش، لأن أقوال الضباط المسؤولين عنه لم تكن تتلاءم مع ما يجري على الأرض.
ويقول عيسى «كانوا يتحدثون إلينا عن إرهابيين، لكننا كنا نرى أطفالا في مواجهتنا. في بداية الثورة، أرسلونا لضرب المتظاهرين».
ولم يتمكن عيسى المتحدر من دير الزور من التحدث الى عائلته منذ أصبح حرا بعد خمسة أشهر في الاحتجاز، لكنه وافق على رواية قصته أملا في أن يعرف أهله بذلك أنه على قيد الحياة.
وخرج المنشقون الثلاثة الى الحرية في السابع من سبتمبر الجاري، يوم هاجم مئات من المقاتلين المعارضين ثكنة هنانو في شرق حلب، وتحرير 350 سجينا.
وحقق الجيش السوري الحر مع السجناء لمدة أسبوعين، وتم نقلهم بعدها الى المعسكرات الخاصة بالمقاتلين، في حين أبقي على السجناء الموقوفين في قضايا الحق العام، رهن الاعتقال.
يدعو لإسقاط النظام بكل رموزه .. وعلى وقع الغارات الجوية والقصف المدفعي مؤتمر الإنقاذ ينطلق في دمشق بمباركة السلطة
من أعضاء المعارضة السورية في الداخل(من اليسار): صفوان عكاش، خليل السيد، رجا نصر، باسل تقي الدين، ومحمود مرعي (أ ف ب)
دمشق- رويترز، أ ف ب، يو بي أي- عقد أعضاء في المعارضة الداخلية السورية اجتماعا نادرا في دمشق، أمس، للدعوة الى «اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بكل رموزه ومرتكزاته»، وذلك على وقع استمرار أعمال العنف والعمليات العسكرية والأمنية التي تشنها القوات النظامية ضد معاقل المعارضة في أنحاء عدة من سوريا، خصوصا في حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ أكثر من شهرين، وفي دمشق حيث يدفع النظام بكل قوته لإخراج الكثير من المعارضين المسلحين المتحصنين في الأحياء، وفي درعا مهد الثورة.
ويأتي ذلك غداة يوم دام قتل فيه نحو 150 شخصا، بينهم 88 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
النضال السلمي
تنظم مؤتمر إنقاذ سوريا في دمشق جماعة المعارضة الرئيسية في الداخل، وهي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، بمباركة من السلطات السورية، على الرغم من اعتقال العديد من شخصيات المعارضة في الأيام الأخيرة، واتهامات المعارضين بأنهم يعطون انطباعا خاطئا بان الرئيس الأسد يسعى للوصول الى حل سياسي للأزمة السورية.
حضر المؤتمر سفراء كل من روسيا والصين وإيران، وغاب عنه المعارضون في الخارج. وتقول جماعات معارضة ان روسيا والصين وعدتا باستغلال نفوذهما في حماية المجتمعين.
وجاء في المبادئ الأساسية للمؤتمر «إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديموقراطية المدنية... وتأكيد النضال السلمي كاستراتيجية ناجعة لتحقيق أهداف الثورة».
ودعا رجاء الناصر، أمين سر هيئة التنسيق الوطنية، الى «الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف القصف الوحشي الهمجي، لتكن هدنة واستراحة محاربين تفتح الطريق أمام عملية سياسية عندما تتوافر شروطها ومستلزماتها. عملية تكفل التغيير الجذري الديموقراطي وتكفل الانتهاء من النظام الراهن لمصلحة ديموقراطية جدية وحقيقية».
«الحر» يرفض المؤتمر
ويقول الأسد إنه يقبل بعض الشخصيات المعارضة التي تدعو إلى التحول السلمي من دولة الحزب الواحد إلى الحكم الديموقراطي، ويشير حلفاؤه إلى المعارضة الداخلية باعتبارها مؤشرا على جدية الرئيس في التغيير.
واتهمت المعارضة المسلحة شخصيات المعارضة الداخلية، التي تضم معارضين بارزين قضى بعضهم سنوات في سجون الأسد، بأنها «سلبية». ورفض متحدث باسم الجيش الحر المؤتمر، قائلا «النظام يحاول دائما التفاوض مع نفسه.. هذه ليست معارضة حقيقية. هذه ليست سوى الوجه الاخر للعملة نفسها. لن تكون لنا علاقة بهذه الجماعات».
استمرار التوتر الأمني
ميدانيا، قصف الطيران الحربي مواقع عدة للمقاتلين المعارضين، خصوصا في حمص ودير الزور وحماة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
وقال المرصد إن الطائرات العسكرية قصفت مواقع في البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور، تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة.
وأضاف المرصد أن المقاتلين المعارضين يحاولون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الغنية بالنفط، وكذلك على مطار حمدان العسكري القريب»، معتبرا أن «سيطرتهم على هذه المدينة ستوجه ضربة قاسية للنظام».
وحاول مقاتلو المعارضة مرارا السيطرة على هذه القاعدة الجوية من دون جدوى، وكانت كثافة القصف تجبرهم على التراجع.
وفي حمص، قصف الجيش السوري بالطائرات والمدفعية الثقيلة المناطق المحيطة بأحياء جوبر والسلطانية وبابا عمرو. كما قصفت الطائرات جبل الأكراد في اللاذقية وعدة أحياء في إدلب وحماة ودرعا.
وفي حلب، اندلعت معارك في العديد من الأحياء، إلا أنها كانت أقل عنفا من الأيام السابقة. وأطلق المعارضون قذائف هاون على حي الجميلية الواقع تحت سيطرة القوات النظامية. وأعلن الجيش الحر أن مقاتليه دمروا مقاتلتين لسلاح الجو السوري كانتا على أرض المطار في بلدة أورم غرب حلب.
سيطرة المعارضة تتوسع
من جهة ثانية، قال العقيد في الجيش السوري الحر أحمد عبدالوهاب، وآمر كتيبة من 850 رجلا «نسيطر على القسم الأكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم.. سقوط النظام مسألة أشهر وليس سنوات». وتابع «لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات فعالة، لتمكنا سريعا من التقدم، وحتى من دونها سننتصر. سيكون ذلك أطول».
ويحاول مسلحو المعارضة، رغم عدم توازن القوى والقصف المستمر على معاقلهم، توسيع المنطقة التي يسيطرون عليها خصوصا في شمال غرب البلاد.
وبحسب المرصد، فان النظام يسعى بأي ثمن لمنع المعارضين من ربط غرب محافظة حلب مع شمال محافظة إدلب وذلك لتفادي خروج منطقة كبيرة محاذية عن سيطرته، خصوصا انها تقع بمحاذاة تركيا التي تشكل راس حربة الدعم لمعارضيه.
مراقبة المتطرفين
وبحسب خبير، فان الإعلان عن نقل قيادة «الجيش الحر» من تركيا الى داخل سوريا، يأتي في سياق السعي لمراقبة المجموعات المتطرفة.
ويقول اللواء المنشق مصطفى الشيخ «إن هذا الانتقال سيتيح للقيادة أن تكون أقرب الى المقاتلين».
غير أن الجيش الحر يعاني خلافات داخلية، في الوقت الذي تجد فيه قيادات الخارج وحتى قيادات الداخل، صعوبات في التنسيق بين المجموعات العديدة التي تطالب بشيء من الاستقلالية.
ولم يتم الاعلان عن المنطقة التي ستكون فيها القيادة داخل سوريا، غير أن المرصد قال إن نحو 80 في المائة من المدن والقرى السورية المحاذية لتركيا أصبحت خارجة عن سيطرة قوات النظام.
بين القتلى 5 من عائلة واحدة.. واعتقال 100 شاب في دمشق الطيران الحربي يدمّر مباني سكنية في حلب
جنود من الجيش السوري في أحد أحياء حلب (أ ف ب)
دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز- تواصل مسلسل العنف الدموي في سوريا، أمس، وشنت المروحيات الحربية غارات عنيفة على محافظات سورية عدة، لاسيما حلب، حيث دمرت بنايتين سكنيتين ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة. وفي الوقت نفسه واصلت قوات الرئيس بشار الأسد حملاتها الأمنية المكثفة في دمشق وضواحيها في محاولة حثيثة لإخراج المعارضين من أحيائها.
جاء ذلك قبل ساعات من استماع مجلس الأمن الدولي لتصورات المبعوث الأممي- العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي عن الحل الممكن للأزمة السورية، فيما ناشدت المعارضة السورية في الداخل الإبراهيمي للعمل على عقد مؤتمر دولي لحل هذا النزاع.
غارة جوية على حلب
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، من عائلة واحدة قتلوا في غارة جوية شنها الجيش السوري على حي المعادي في حلب، مضيفا «لا يزال هناك بعض الأشخاص تحت الأنقاض».
وبحسب المرصد، فقد «تعرضت عدة احياء في حلب للقصف من قبل القوات النظامية السورية، حيث استهدف القصف مبنيين في حي المعادي». وفي ريف حلب «تعرضت بلدة حيان للقصف من الطيران ولم ترد ترد أنباء عن وقوع خسائر».
وأظهر فيديو بث على موقع يوتيوب انقاض مبنيين سكنيين انهارا بالكامل في حلب، فيما قال ناشطون ان «عائلات بكاملها كانت تقيم فيهما».
ويتعذر التحقق من حصيلة القتلى وصحة الوقائع أو شريط الفيديو من مصدر مستقل، بسبب الوضع الأمني والقيود المشددة التي تفرضها السلطات على وسائل الإعلام الاجنبية.
اشتباكات
وفي حلب أيضا، أفاد المرصد بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي الصاخور بعد تقدم القوات النظامية نحو أحياء سليمان الحلبي والمرجة وطارق الباب وزبدية. وأيضا في الأحياء الغربية كالجميلية وبستان القصر وبستان الزهراء وفرقان والزبيدية. وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط قتلى وجرحى وتهدم في المنازل».
وفي دمشق وضواحيها، أفاد مراقبون بأن معارك وقعت في حي القابون، كما هز انفجار ضاحية قدسيا في وقت شنت القوات الأمنية حملة دهم واعتقالات واسعة في حي الحجر الأسود طالت أكثر من 100 شاب، فضلا عن وقوع قصف في المناطق بين حرستا ودوما في ريف دمشق.
من جهتها، ذكرت وكالة سانا أن عبوة ناسفة زرعتها مجموعة مسلحة انفجرت على جسر للمشاة في شارع المعرض القديم في دمشق، حيث تقع مؤسسات عسكرية، منها هيئة الاركان وفندق داماروز وفندق الفورسيزون ومجمع لحافلات النقل من العاصمة دمشق الى ضواحيها. وقالت الوكالة إن الانفجار أسفر عن مقتل مدني وجرح آخرين.
وبحسب المرصد، شمل قصف قوات النظام السوري لقرى وبلدات يسيطر عليها المعارضون المسلحون في محافظات حمص ودير الزور وحماة ودرعا، بينما قتل ستة جنود نظاميين في هجوم بعبوة ناسفة استهدف شاحنتهم في درعا.
مؤتمر دولي
سياسيا، دعا ممثلون عن نحو عشرين حزبا وهيئة سورية من معارضة الداخل، خلال مؤتمر عقد في دمشق الأحد وحضره خصوصا سفراء روسيا وإيران والصين، الى «وقف العنف فورا» من قبل طرفي النزاع والالتزام بذلك «تحت رقابة عربية ودولية مناسبة»، من دون أن يحدد طبيعة هذه المراقبة.
وأضاف البيان الختامي، الذي نشر أمس، أن «استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة».
ودعا المؤتمر المبعوث الدولي الخاص الى «الدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا تشارك فيه جميع الأطراف المعنية تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي».
كما دعا المؤتمرون «جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج»، المؤمنة بـ«وحدة سوريا وسلامة أرضها وشعبها، للعمل المشترك في سبيل ذلك، إذ ان التغيير المنشود لا يمكن أن يتم إلا بارادة السوريين أنفسهم وبأيديهم».
وطالب المؤتمر أيضا نظام الأسد بـ«الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السوريين، ومن بينهم الدكتور عبدالعزيز الخير والأستاذ إياس عياش والأستاذ ماهر الطحان أعضاء المؤتمر» الذين خطفوا قبل أيام في دمشق في طريق عودتهم من مؤتمر في الخارج.
وكانت هذه الاحزاب والتيارات عقدت مؤتمرا مماثلا في القاهرة في مطلع يوليو 2012، وأقرت «وثيقة توافقية تحدد الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء تحديات المرحلة الانتقالية ووثيقة العهد الوطني التي تضع الأسس الدستورية لسوريا المستقبل وهي العدالة والديموقراطية والتعددية».
وجدد المؤتمرون في دمشق (الأحد) تأكيد هذه الوثائق، ولكن بيانهم الختامي خلا من أي دعوة صريحة للرئيس الأسد بالتنحي.
أطفال سوريون نزحوا وأهاليهم من حلب / (أ ب)
25/09/2012
تقرير إخباري شتاء سوريا سيكون دموياً
بيروت- دومينيك ايفانز (رويترز)- قبل 30 عاما قطع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد خطوط الهاتف عن بلدة حماة لمنع انتشار أي نبأ عن حملته الدموية التي شنها لسحق انتفاضة شهدتها المدينة عام 1982، مما أدى الى مقتل عدة آلاف من السوريين حتى قبل أن يعرف العالم عنها شيئا.
وبعد مرور ثلاثة عقود، بدأ ابنه، بشار، حملة عسكرية مستمرة منذ 18 شهرا ضد انتفاضة مماثلة. ورغم تسليط وسائل الإعلام العالمية الضوء عليها، إلا أن بشار لايزال يستطيع الاستفادة من الانقسامات بين القوى العالمية التي تعود الى الحرب الباردة، ومن إحساس متزايد بالعجز، وعدم الاكتراث لتجنب التدخل الأجنبي المسلح.
يعتقد كثير من المراقبين أن سوريا ينتظرها شتاء دموي، مع فشل أي من الجانبين في توجيه ضربة قاضية للطرف الآخر، وعدم ظهور أي دلالة تذكر على ضبط النفس. ويقول ناشطون إن أكثر من ألف شخص يقتلون في سوريا كل أسبوع، غالبيتهم من المدنيين. وبدلا من أن يثير العنف غضبا عارما أكثر من أي وقت مضى، فإنه أصاب على ما يبدو العالم الخارجي بحالة من الشلل لم يستطع معها تقديم حلول للأزمة، مما أطلق العنان للأسد لزيادة الاعتماد على القوة العسكرية ضد معارضيه، الذين بدأوا ثورتهم باحتجاجات في الشوارع، وباتوا يقاتلون الآن حربا أهلية غير متكافئة. وأصبحت الغارات الجوية والبرية ضد الأحياء السكنية إجراء يوميا، في حين أن الانباء التي أفادت بمقتل مئات الاشخاص في بلدة داريا قبل ثلاثة أسابيع لم تثر أكثر من مجرد إدانة رمزية في الخارج.
يقول جوليان بارنز داسي، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، «هناك تراجع في مدى التفاعل العام مع القضية خارج سوريا.. الأزمة لا تعبئ المجتمعات الغربية للضغط على حكوماتها للتحرك».
وحتى إذا شعرت القوى الغربية بضغوط متزايدة للتحرك، فسوف تشل حركتها المخاوف من إثارة صراع إقليمي أوسع نطاقا، والعزوف عن تسليح خصوم الأسد والخلافات داخل الأمم المتحدة.
والحالة الواحدة التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها «خط أحمر»، وقد تؤدي إلى تدخل عسكري هي في حالة ما حاول الأسد استخدام السلاح الكيماوي. لكن ذلك لم يؤد إلا لتشجيع الاسد أكثر وأكثر.
ولا يضمن الاستخدام المتزايد للقوة العسكرية لواحد من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط تحقيق الانتصار للأسد الذي فقد السيطرة على معابر حدودية مع تركيا والعراق ومناطق كبيرة في الشمال وأجزاء في معظم المدن السورية. ولكن بعد اغتيال أربعة من كبار القادة الأمنيين في 18 يوليو الماضي استعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء العاصمة، ولا توجد امكانية تذكر في أن يتمكن مقاتلو المعارضة من الإطاحة به بفضل تفوقه العسكري الساحق، لا سيما القوة الجوية.
ويمثل البعد الطائفي للانتفاضة، التي تقودها الأغلبية السنية، ضد الأسد المنتمي للاقلية العلوية، ووجود مقاتلين إسلاميين في صفوفهم، مبعث قلق آخر للقوى الغربية.
وقال فولكر بيرثيس مدير المعد الألماني للشؤون الدولية والأمنية «لا أحد يريد المخاطرة بظهور أفغانستان أخرى»، في إشارة إلى الدعم الغربي للمجاهدين الأفغان الذين حاربوا المحتلين السوفيت في الثمانينات، ثم انقلبوا بعد ذلك على الغرب.
وألقت أيضا أدلة على ارتكاب مقاتلي المعارضة السورية لأعمال وحشية بظلالها على الحديث الغربي عن المساعدات.
ورغم كل الخسائر البشرية، فإن نطاق الاضطرابات والعنف الطائفي الذي أعقب الغزو الأميركي للعراق المجاور يجعل أي زعيم أوروبي أو أميركي يفكر مليا قبل أي تدخل في سوريا.
لكن بعض المنتقدين يقولون إن الوقوف موقف المتفرج يجب ألا يكون خيارا للحكومات الغربية. وقال اندرو تابلر الخبير في معهد واشنطن «أسوأ شيء في هذه المرحلة هو عدم اتخاذ اي اجراء.. سيؤكد ذلك أن اسوأ كابوس نتوقعه يتحقق». وقال إن الإحجام الأميركي عن مساعدة مقاتلي المعارضة في الوقت الذي بدأت تتخذ فيه الانتفاضة شكلا عسكريا منذ عدة اشهر حرم واشنطن من أي نفوذ على الجماعات المسلحة، وأصبحت غير قادرة على منع وصول الأسلحة إلى العناصر الاسلامية المتشددة، «وذلك سيزيد من مخاطر تحول سوريا إلى دولة يديرها إسلاميون مناهضون للغرب.. النظام لن يسقط بسهولة... سيكون شتاء دمويا للغاية».
25/09/2012
مئات الأجانب يتوافدون لقتال الأسد
أفادت صحيفة الغارديان البريطانية، أمس، أن مئات الأجانب يتوافدون من العراق واليمن وليبيا وأفغانستان إلى سوريا، للمشاركة في الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وان بعض هؤلاء مقاتلون قدامى، والبعض الآخر لم يمسك سلاحا في حياته، وأن الليبيين اشتكوا من قلة الذخيرة.
وقالت الصحيفة إن المحاربين الجهاديين يعبرون الحدود بجوازات سفر مزورة، غير أن الوصول إلى سوريا أسهل عن طريق الرحلات الجوية من جنوب تركيا والسير عبر الحدود. فبعد وصولهم إلى سوريا، يتوزعون على المنظمات الجهادية المختلفة، بما فيها «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، ويُسمح لبعضهم، مثل أبو عمر الشيشاني، بتشكيل وحدات خاصة بهم تُعرف باسم «المهاجرون»، وتُعرف لدى السوريين باسم «الأخوة الأتراك».
وأشارت الصحيفة إلى أن سوريين يديرون معسكرات الجهاد يستقبلون المجندين الجدد، ويقومون بتوزيعهم على الوحدات المقاتلة وتوفير التدريبات الأساسية لهم لمدة عشرة أيام، وتزويد كل وحدة منها بشخص يتحدث اللغة العربية. وقالت إن تباين مستويات القدرة القتالية بين المتطوعين الأجانب واضحة: فالجهاديون الشيشان هم أكبر سناً وأطول قامة وأقوى من غيرهم، ويرتدون ملابس عسكرية، ويحملون أسلحتهم بثقة، وينأون بأنفسهم عن بقية المقاتلين الأجانب، ويتحركون بشكل متماسك.
وأضافت الصحيفة أن أحد هؤلاء كان جندياً سابقاً في الجيش التركي، وكان يحمل معدات وأسلحة على نمط القوات الغربية، في حين بدا الفقر واضحاً على ثلاثة مقاتلين من طاجيكستان ومقاتل باكستاني، وارتدوا بناطيل قصيرة جداً وكانت أحذيتهم قديمة وممزقة.
وقالت إن المقاتلين الأجانب متكتمون جداً، وخاصة عند التعامل مع «الجيش السوري الحر». وحين سأل سوريون عن بلدانهم، أجاب مقاتل أشقر يتحدث اللغة الفرنسية أنه مغربي، ورد المقاتلون الشيشان بأنهم أتراك، والطاجيك بأنهم أفغان.
وأضافت الصحيفة أن مجموعة من المقاتلين الليبيين اشتكت من قلة الذخيرة، وقال واحد منهم: «هذه ثورة فقيرة جداً، فنحن في السنة الثانية لكن المقاتلين لا يزالون يفتقرون إلى الأسلحة والذخيرة الكافية». واعترف أردني علماني، خدم في الجيش الأردني برتبة ضابط، وعاش في أوروبا الشرقية، بأن بندقيته البلجيكية تحتوي على 11 طلقة فقط.
ونسبت «الغارديان» إلى المقاتل الأردني قوله «إنه فلسطيني الأصل، وجاء إلى حلب دون أن يخبر زوجته وأولاده للمشاركة في القتال لأن ذلك واجبه، ولأنه يعرف ما فعله النظام السوري بالفلسطينيين، وأنه قصف مخيماتهم في لبنان واغتال قادتهم». وأضاف «نصف مآسي أمتنا سببها إسرائيل والنصف الآخر النظام السوري».
25/09/2012
حذَّر من «أزمة غذائية».. وكرّر أمام مجلس الأمن أن الصراع «يزداد دموية» الإبراهيمي عن الأسد: 5 آلاف مقاتل أجنبي في سوريا
نيويورك- أ ف ب، د ب أ- أعلن المبعوث الأممي- العربي الخاص الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد يقدر بخمسة آلاف عدد الأجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة التي تقود انتفاضة مناهضة لنظامه منذ 18 شهرا.
جاء ذلك ضمن تقرير قدمه الإبراهيمي أمام مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة في نيويورك، استعرض فيه نتائج زيارته الى دمشق ولقاءاته مع الرئيس الأسد وكبار مسؤولي حكومته وأطراف المعارضة السورية الأسبوع الماضي، وأيضا فحوى مشاوراته مع أطراف النزاع والمعنيين به في المنطقة، بحسب ما نقل عنه سفراء في المنظمة الدولية.
ويأتي ذلك عشية بدء الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعها اليوم، الذي من المرتقب أن تطغى عليه الأزمة السورية وقضايا خاصة بمنطقة الشرق الأوسط، لاسيما ملف برنامج إيران النووي.
«أكثر دموية»
ورسم المبعوث الدولي، في هذا الاستعراض، صورة قاتمة للنزاع في سوريا، الذي أوقع حتى الآن أكثر من 29 الف قتيل خلال 18 شهرا بحسب أحدث حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. وكرر، أمام الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، ما سبق ان صرح به لوسائل إعلامية عدة بأن الأزمة في هذا البلد «تتفاقم» و«تصبح أكثر دموية يوما بعد يوم»، محذرا في الوقت نفسه من أن «أزمة غذائية حادة تلوح في الأفق».
وكان الابراهيمي قال مرارا إن مهمته «صعبة جدا» وانه لا يملك خطة دقيقة لتسوية النزاع.
«مؤامرة من الخارج»
وأضاف المبعوث الدولي أنه لا يرى إشارات على استعداد دمشق والمعارضة لوقف العنف والجلوس الى طاولة المفاوضات.
ونبه الى أن السلطات السورية مقتنعة بأن الازمة في بلادها بدأت نتيجة «مؤامرة دولية»، قائلا «إن نظام الأسد يقدر بخمسة آلاف عدد الأجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة في سوريا. كما أن دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي مؤامرة من الخارج».
كما أكد أمام المجلس أن تعذيب السجناء أصبح «أمرا معهودا»، وأن السوريين باتوا يخشون التوجه الى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام.
وأوضح أن 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم، وأن البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية لأن المحاصيل أتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.
وكان الإبراهيمي أطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (الأحد) على نتائج زيارته إلى دول الشرق الأوسط، واتفقا على سبل معالجة مستويات العنف في سوريا وكيفية طرح آفاق «حل سياسي شامل يلبي المطالب المشروعة للشعب السوري».
وقالت الأمم المتحدة إن بان والإبراهيمي «اتفقا على أن الأزمة المتفاقمة في سوريا تمثل تهديدا متزايدا باستمرار للسلام والأمن الإقليميين».
مع أحمدي نجاد
سبق ذلك لقاء عقده الأمين العام للأمم المتحدة مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على هامش الدورة الـ67 للجمعية العامة للمنظمة الدولية التي تبدأ اليوم، وبحث وإياه خصوصا التطورات في سوريا والشرق الاوسط.
وشدد بان كي مون على «العواقب الخطرة» للوضع المتدهور في سوريا وعلى العواقب المدمرة للحرب على الصعيد الإنساني، كما جاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة.
ومن المقرر عقد سلسلة من الاجتماعات حول سوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة التي يفتتحها ويترأسها بان كي مون، من دون آمال كبيرة في حدوث انفراج.
وستخصص جلسة وزارية لمجلس الأمن غدا للربيع العربي. ويجري أعضاء مجموعة اصدقاء سوريا الجمعة مشاورات بشأن سبل توحيد المعارضة والتحضير لمرحلة ما بعد نظام الأسد.
25/09/2012
دمشق تمنع تدريس الثورة الفرنسية في الجامعة
ألغت السلطات السورية مقررا من قسم التاريخ، كان يدرس الثورة الفرنسية وتأثيرها في التاريخ الأوروبي، من مناهج التعليم في الجامعات السورية. وقال طلاب من جامعة دمشق، أمس، إن «رئاسة قسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ألغت مقرر {أوروبا الحديثة} الذي يسلط الضوء على الثورة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر وتأثيراتها اللاحقة في أوروبا وتحولها إلى الديموقراطية».
وأبدى الطلاب وعدد من الأساتذة استهجانهم من هذا التصرف، الذي وصفوه بـ «الأرعن»، معتبرين أن تصرف السلطات جاء، على ما يبدو، بسبب المواقف السياسية المتباعدة بين سوريا وفرنسا في ظل الانتفاضة المتصاعدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
26/09/2012
تحقيق دولي
روايات مروعة عن التجويع والصدمات الكهربائية والتعذيب حتى الموت أطفال سوريا في أقبية الأسد مع الجثث المتحللة
طفل سوري يقف بجانب جثث متحللة أمام مستشفى في حلب (أ ف ب)
لندن - وكالات - قالت منظمة «أنقذوا الأطفال» الدولية، في تقرير جديد صدر أمس، إن أطفال سوريا باتوا عرضة لعمليات «تعذيب مروعة»، واعتقال وخطف، مطالبة بتوثيق هذه الانتهاكات بشكل أفضل، والعمل على إيقافها بأسرع وقت ممكن.
واعتمدت المنظمة في تقريرها على روايات لأطفال التقت بهم في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية، تمكنوا من الفرار من الصراع الدائر في بلادهم. وتضمن التقرير «شهادات صادمة لأطفال سوريين تعرضوا لهجمات وحشية، مثل الصدمات الكهربائية خلال اعتقالهم، كما وضعوا في زنزانات مع جثث متحللة، ورأوا آباءهم وأمهاتهم وأشقاءهم وأطفالا آخرين يموتون».
إفادات مرعبة
ونقل التقرير رواية صبي سوري يدعى خالد (15 عاما)، قال فيها إنه تعرض شخصيا «للتعذيب في مدرسته القديمة التي تحولت الى مركز اعتقال وتعذيب، حيث اعتقل لمدة 10 ايام امضاها محروما من الطعام، وتعرض للضرب وهو معلق بالسقف».
وأضاف خالد في إفادته «هل ترون هذه الآثار؟ وهذه الحروق؟ كنت موثوق اليدين بحبل من البلاستيك. كان هناك أطفال في زنزانتي موثوقي الأيدي أيضا.. كل بدوره، أطفأوا سيجارة في جسدي. انظروا، هذه هي الآثار».
وقال صبي آخر، يدعى وائل وعمره 16 سنة، إنه «شاهد طفلا في السادسة من عمره يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويموت جراء تعذيبه وحرمانه من الطعام». وأضاف «رايته بعيني يموت من التعذيب والتجويع.. تحمل فقط ثلاثة أيام ثم مات..».
وقال حسن (14 عاما) انه رأى «جثثا وجرحى في كل مكان». وأضاف «شاهدت أعضاء بشرية مكدسة بعضها فوق بعض. الكلاب تنهش الجثث بعد يومين على المجزرة».
ومروعة
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية كيت كارتر «ما سمعته من هؤلاء الأطفال أمر مرعب، لقد سمعت روايات عن أطفال في سن العاشرة تعرضوا للتعذيب. وأطفال آخرون في الثامنة كانوا ينقلون جثثا من تحت الأطفال بأيديهم العارية».
أما جاسمن وايتبريد، وهي مسؤولة أخرى في المنظمة، فقالت إن «أعمال عنف مروعة ارتكبت بحق الأطفال في سوريا. هؤلاء الأطفال بحاجة لعناية خاصة لاخراجهم من هذه التجارب المرعبة».
وأضافت «يجب أن تسجل شهاداتهم وتوثق جيدا كي يدفع الثمن من ارتكبوا أعمال العنف بحق الأطفال».
وقال جاستن فورسايث، المدير التنفيذي للمنظمة، إنه عاد للتو من زيارة الى مخيم للاجئين السوريين في الأردن، و«وجد أنهم بحاجة إلى الدعم العاطفي لتمكينهم من التعامل مع تجاربهم المروعة. لا يجب على الإطلاق لطفل أن يرى مظاهر الذعر التي وصفت لموظفينا على الأرض بشكل يومي.. قصص التعذيب والقتل والرعب». روأضاف فورسايث أن روايات الأطفال السوريين عن معاناتهم «تحتاج إلى توثيق لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة».
ودعت المنظمة الخيرية البريطانية الأمم المتحدة إلى «تكثيف عملياتها في مجال توثيق جميع انتهاكات حقوق الطفل في سوريا، وتخصيص مزيد من الموارد للقيام بذلك، لعدم تمكين مرتكبي الجرائم ضد الأطفال من الإفلات من العقاب».
26/09/2012
الشغب يتجدد في مخيم الزعتري وإصابة 26 شرطياً أردنياً
عمان- د ب أ، يو بي أي- تجددت أعمال الشغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، احتجاجا على تردي أوضاع المخيم الإنساني، ما أدى الى إصابة 26 من رجال الأمن العام والدرك الأردني، في وقت نظم أهالي مدينة المفرق، حيث يوجد المخيم، تظاهرة احتجاجية على ممارسات اللاجئين.
وأفادت تقارير إخبارية أردنية، أمس، بأن رجال الشرطة والدرك أصيبوا نتيجة قذف الحجارة وأعمال الشغب، وتم نقلهم إلى مستشفى المفرق الحكومي، فيما وصفت حالة أحدهم بالخطرة.
وقالت مصادر إغاثية إن «أعمال الشغب طالت بعض مرافق المخيم، كما تسببت بسقوط جرحى من اللاجئين ورجال الأمن»، في حين قال شهود عيان وممثلو هيئات إغاثية إن «أعدادا كبيرة من مركبات الأمن وسيارات الأسعاف شوهدت تتوجه إلى المخيم».
ونفذ مئات اللاجئين السوريين الشهر الماضي مسيرة في «الزعتري» للمطالبة بتحسين أوضاعهم، فيما قام عدد منهم بإثارة أعمال شغب.
إلى ذلك، نظم أهالي المفرق مسيرة احتجاجية ضد أعمال الشغب التي قام بها اللاجئون السوريون وطالبوا بإخلاء المخيم منهم، لما سببوه من أذى وضرر لرجال الأمن العام والدرك والمجتمع المحلي.
وتعرض المخيم لانتقادات من جهات عديدة، بالدرجة الأولى بسبب موقعه، حيث ان المنطقة المقام عليها صحراوية وكثيرة الغبار.
26/09/2012
اشتباكات وتفجير قنابل في موقع للجيش والشبيحة في دمشق.. ومعارك حلب مستمرة المعارضة للعلويين: لا تقلقوا من انتصار الثورة
عائلة سورية في حي الشعار في حلب (أ ب)
دمشق، القدس- أ ف ب، رويترز، د ب أ- وقعت سلسلة انفجارات في دمشق، أمس، قيل إنها استهدفت مواقع للجيش السوري وميليشيا الشبيحة. وأعلنت القوات السورية «استعادتها» السيطرة على حي العرقوب الكبير في حلب، في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار المعارك في هذا الحي وغيره من أحياء المدينة، وفي مدن ومحافظات أخرى وسط قصف جوي وبري من قبل القوات النظامية، وصل هذه المرة الى مزارع هضبة الجولان المحتلة.
في الوقت نفسه، قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، في حديث مع «بي بي سي»، إن «الحكومة السورية تفتح الطريق أمام الحوار مع المعارضة»، مضيفا «ليس هناك انتقال للسلطة في سوريا بل نهتم بحوار يشمل الجميع تحت رعاية القيادة في سوريا».
واتهم المقداد دول الخليج وتركيا بأنها «ترسل جميع إرهابيي العالم إلى سوريا بما في ذلك تنظيم القاعدة»، مطالبا بـ«وضع هذه الدول على قوائم الدول الداعمة للإرهاب في العالم».
وأضاف «السلطات السورية غير مسؤولة عن قصف المدن السورية، وإنما الجماعات الإرهابية»! ولفت في هذا السياق الى أنه «عندما كانت فرق مراقبي الأمم المتحدة تمارس مهمتها في سوريا، تمكنت هذه الجماعات الإرهابية من اختراق كل من مدينتي دمشق وحلب». ومع استعار المعارك وتعثر مهمة المبعوث الأممي- العربي الخاص الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وجه المجلس الوطني السوري المعارض «رسالة الى العلويين»، طائفة الرئيس بشار الأسد، دعاهم فيها الى عدم «القلق من انتصار الثورة والتغيير»، مؤكدا أنهم لن يتعرضوا لأعمال ثأر أو انتقام في حال سقوط النظام.
سوريا الغد أجمل
وجاء في الرسالة «نطمئن أهلنا العلويين وجميع السوريين من كل الاتجاهات والتيارات والأطياف، ومن جميع المكونات القومية والدينية والطائفية أن المسؤولية القانونية ستطال المرتكبين أنفسهم فقط»، في اشارة الى كبار المسؤولين في النظام من سياسيين وأمنيين.
وأضافت الرسالة «ليس لأحد أن يقلق من انتصار الثورة والتغيير، إلا من تلطخت أيديهم بدم الشعب وتورطوا بالفساد وسرقة المال العام. لن نسمح بأي أعمال ثأر أو انتقام أو اعتداء على الأبرياء. ونطمئن أخوتنا العلويين وجميع السوريين بأن أوضاعهم في سوريا الحرة الدولة الديموقراطية المدنية التعددية القادمة، ستكون أفضل حالا بما لا يقاس من أوضاعهم أثناء حكم آل الأسد».
تفجيرات في دمشق
ميدانيا، قال ناشطون ومقاتلون إن قنابل زرعها مقاتلو المعارضة انفجرت في مدرسة تستخدمها قوات الأمن وميليشيات الشبيحة في دمشق.
كما افيد عن انفجار سيارة مفخخة في منطقة الزاهرة (وسط دمشق) مما اسفر عن مقتل جندي.
وقال سكان إن الدخان تصاعد من المنطقة في جنوب شرق دمشق. وقال نشط إن عربات الإسعاف شوهدت وهي تسرع الى هناك.
وقال أبو معاذ، وهو قائد في ميليشيا «أنصار الإسلام» إنه في تمام الساعة التاسعة و35 دقيقة صباحا انفجرت سبع شحنات ناسفة على مرتين، مستهدفة مدرسة تستخدم لاجتماعات تخطيط أسبوعية بين ميليشيا الشبيحة الموالية للحكومة وضباط الأمن، مؤكدا أنه كان هناك عدد من الضباط، وتوقع أن يكونوا بين عدد كبير من القتلى في هذه العملية. بينما نقل التلفزيون السوري عن مسؤول حكومي قوله إن شحنتين ناسفتين بدائيتي الصنع زرعهما «ارهابيون» انفجرتا قرب مدرسة (أبناء الشهداء) في دمشق. وذكر أن سبعة اشخاص أصيبوا، كما لحقت أضرار بسيطة بالمباني.
ساحة للمعارك
وتحولت منطقة جنوب دمشق الى ساحة للمعارك بين قوات الأسد وقوات المعارضة. وفي الأسبوع الماضي قصف الجيش السوري معاقل مقاتلي المعارضة هناك لإخراجهم من العاصمة.
كما تحدث سكان دمشق أيضا عن اشتباكات استمرت ساعتين في شارع بغداد (وسط).
وأوضح المرصد السوري بدوره أن المكان المستهدف كان مقر إدارة المدارس التي تستقبل أبناء شهداء الجيش السوري، ويقع على الطريق التي تؤدي الى مطار دمشق. وقال ان «الانفجارات كانت قوية الى درجة ان اسوارا محيطة بالمقر انهارت».
ونقلت محطات تلفزة فضائية عربية ان انفجارا عنيفا استهدف مركزا أمنيا قرب فرع فلسطين، مما تسبب بمقتل العشرات، بينهم ضباط. وقالت هذه المحطات إن «ألوية أحفاد الرسول» تبنت هذه العملية.
معارك حلب مستمرة
في حلب، حيث قتلت فتاة في السادسة من عمرها بنيران القوات السورية التي استهدفت سيارة على الطريق الدولية بين دمشق وحلب، وأعلنت القوات النظامية استعادتها السيطرة على حي العرقوب الكبير. وقال مصدر عسكري على الأرض إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وإن عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». وأضاف «إنهم يقومون بمداهمات ويفتشون شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين».
وذكرت وكالة سانا من جهتها نقلا عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين، وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الإرهابيين». وقالت الوكالة إن «آليات مجلس المدينة حلب دخلت الى المنطقة لتنظيفها وتأهيلها».
لكن المرصد السوري ومقاتلين وشهود أكدوا أن المعارك مستمرة في العرقوب، و«لا يمكن الحديث عن سيطرة، طالما المعارك مستمرة». وأضافوا أن «اشتباكات عنيفة دارت في حيي العرقوب وسليمان الحلبي وسط قصف عنيف من القوات النظامية السورية».
وكانت أحياء هنانو والميسر والكلاسة ومدينة الباب تعرضت أيضا للقصف من القوات النظامية.
قذائف على الجولان
من جهة ثانية، قتل مقاتلان معارضان وما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم نفذه المقاتلون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي «إن قذائف هاون سورية، أطلقت كما يبدو خلال المعارك في الجانب السوري، وسقطت في هضبة الجولان المحتلة في الجانب الإسرائيلي»، من دون وقوع اصابات.
26/09/2012
الانتفاضة تنعش أحلام الصحافة الحرة
جنود من الجيش السوري في حي العرقوب الكبير في حلب حيث تدور حرب شوارع حقيقية (أ ب)
بيروت- أ ف ب- منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الانتفاضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، بدأت مناطق عدة في سوريا تشهد صدور صحف بمبادرات فردية، في محاولة لسد النقص في المعلومات ومواكبة ما يجري في بلد لم يعرف على مدى نصف قرن سوى ثلاث صحف رسمية، وصحف خاصة حديثة العهد، تدور هي الأخرى في الفلك الرسمي.
«سوريتنا»، «طلعنا عالحرية»، «سوريا بدها حرية»، «عنب بلدي»، «شرارة آذار»، «حريات»، «أخبار المندس»، «أوكسجين»، «السنونو»، «أحرار قاسيون»، «صوت الحق»، «حنطة»، و «سنديان».. هي بعض من أسماء تلك الصحف التي تستفيد خصوصا من الانترنت ، والوصول إلى كل السوريين، من اقصى البلاد الى اقصاها.
ومن بين تلك الصحف «سوريتنا» التي احتفلت أخيرا بدخولها عامها الثاني. ويقول رئيس تحريرها جواد أبو المنى «كنت أرى أن الكثير من النشاطات السلمية والمدنية لا يغطى إعلاميا بشكل جيد من القنوات الإعلامية .
ويضيف أبو المنى «أردنا كشباب سوري المشاركة ودعم الثورة بكل الطرق المتاحة، كانت «سوريتنا» حصيلة جهد مشترك لشباب سوري يحلم بتأسيس إعلام سوري حر، ينبع من نبض الشارع. بالإضافة لاعادة نشر التاريخ السوري المشرق والمغيب طوال أربعين عاما، نتيجة لعدم وجود إعلام حر ومستقل في زمن البعث».
وفي وقت يؤكد أبو المنى «أن من بين دوافع الجريدة حث الناس على المشاركة في التظاهرات»، يعود ويشدد على دافع أساسي آخر وهو «التأسيس للصحافة الحرة من دون التبعية لأي جهة كانت، ومن دون إملاءات عن ما يجب وما لا يجب في الكتابة والنشر».
وتنتشر هذه الصحف على شبكات الانترنت كما أنها توزع باليد في بعض المناطق حيث يتيح الواقع الأمني ذلك.
ولا يخلو أي عمل مماثل من الضغوط، ومنها «اعتقال أي ناشط أو مواطن يشتبه في تعاونه مع هذه الصحف، إضافة الى خروج الكثير من الناشطين من البلاد، وصعوبة التواصل مع الكتاب بسبب القبضة الأمنية وغياب أي دعم للاستمرار في الطباعة والتوزيع».
تشمل منطقة حظر للطيران وتوسيع المساعدات الإنسانية قطر: خطة بديلة للأزمة السورية
الدوحة- وكالات - قدم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني خطة بديلة لحل الأزمة السورية تتضمن إقامة منطقة حظر للطيران وزيادة حجم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل البلاد وخارجها.
وقال حمد بن جاسم في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية، نشرتها على موقعها الإلكتروني أمس، «نعتقد ونتمنى أنه بمقدورنا حل الأزمة بصورة سلمية».
وأشار بن جاسم إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يملك خيارا وحيدا للتصدي للوضع الحالي في البلاد، والذي يتمثل في «قتل شعبه ليتمكن من الفوز بهذه الحرب».
ورداً على سؤال عمن سيشارك في الخطة، أجاب آل ثاني «أعتقد أن عددا من الدول العربية ستشارك، وهناك أيضاً دول أوروبية».
إلاّ أنه قال إن الخطة تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة، مضيفا «أعلم أن هناك انتخابات جارية في الولايات المتحدة، ولكنني آمل أن تنظر الإدارة الأميركية إلى الوضع السوري بمنظور مختلف بعد هذه الانتخابات، وأنا لا أقصد تدخلاً عسكرياً»، مشددا على ضرورة «اتخاذ بعض التدابير لإنقاذ الشعب السوري».
يشار الى ان المبعوث المشترك السابق الى سوريا كوفي عنان كان قد اقترح خطة من ست نقاط لحل الأزمة السورية التي مضى عليها نحو عام ونصف العام.
مساعدات إنسانية فقط
من جهة ثانية، قال الشيخ حمد إن بلاده لا تزوّد المعارضة السورية بالسلاح، ولكنها تقدم المساعدات الإنسانية للاجئين الذين فروا من العنف إلى دول أخرى.
وأعرب الشيخ حمد عن تمنياته بألاّ تتضمن الخطط الخاصة بسوريا صراعاً إقليمياً بين السنّة والشيعة، وقال «أخشى أنه إن وقعت حرب سنّية شيعية ألاّ ينتصر فيها أحد».
ووجّه حديثه إلى روسيا والصين، معرباً عن أمله بأن ينضم هذان البلدان «إلينا لإيجاد حل لا يقوم على ما يريدونه أو ما نريده نحن، بل ما يريده الشعب السوري».
وتصر كل من روسيا والصين على إيجاد حل سياسي داخلي لنزع فتيل الأزمة، وهو الأمر الذي يفسر على أنه موقف ذو دافع تدعم مصالح البلدين، وخصوصا على الصعيد التجاري مع سوريا.
27/09/2012
(تحقيق) أهالي حلب بين الغضب وخيبة الأمل
سيدة سورية في حي المعادي في حلب (أ ف ب)
حلب- أ ف ب - بعد مرور أكثر من شهرين على بدء معركة حلب بدأ التململ يتزايد والاصوات تتعالى بين سكان ثاني كبرى المدن السورية، احتجاجا على «الثمن الباهظ للثورة»، والانتهاكات المتعددة التي يرتكبها المقاتلون المعارضون للرئيس بشار الاسد.
وسرعان ما بدأت تتلاشى «رومانسية» الثورة، والصورة الناصعة التي تكونت عنها في أذهان عدد من سكان العاصمة الاقتصادية للبلاد، صورة شعب ينتفض ضد حكم الطاغية، وذلك بعدما حلت محلها صور القتل والدمار والقصف الجوي والبري والجثث التي تملأ شوارع العديد من أحياء كبرى مدن الشمال السوري، حيث تدور معارك طاحنة بين القوات النظامية والمعارضين.
دروع بشرية
وبالنسبة الى عدد من المدنيين العالقين بين ناري الحرب، فهم يشعرون أن هذه الحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. أما الأكثر نقمة من بينهم، فيتهمون المقاتلين المعارضين بأنهم يستخدمونهم «دروعا بشرية».
فايز شعيب (65 عاما) هو احد سكان حي سيف الدولة، ولا يخفي خيبة امله مما آلت اليه «الثورة».
ويقول «لقد ذهبت لزيارة امي العجوز، وعندما عدت الى منزلي وجدته محتلا من قبل حوالى عشرة مسلحين»، ويضيف بحسرة «بعضهم كان يرتدي ملابسي، ويستخدم مطبخي ويشاهد تلفزيوني».
وشعيب طوبوغرافي متقاعد عاش عشر سنوات في نيويورك «من اجل بناء جسر» في المدينة الاميركية، وهو اليوم يعاني كما يقول من مرض السكر ومشاكل في القلب.
ويتابع «قالوا لي لا تقلق أيها العجوز، لن نسرق منك شيئا. قد أكون بعمر جدهم، ولكنهم لا يحترمون شيئا أو أحدا. لقد حاولت طردهم، ولكنهم اجابوني بأنهم لن يتزحزحوا. إنهم يظنون أن حمل سلاح ومقاتلة الأسد يعطيانهم كل الحقوق».
بالمقابل اقترح المقاتلون على شعيب أن يختار أي منزل في الجهة المقابلة ليسكن فيه، مؤكدين له أن الأمر لن يكلفهم «سوى ركلة واحدة لخلع بابه» واعطائه لشعيب.
ويضيف «تخيلوا إذا ما عاد مالكو المنزل ووجدوني في سريرهم! سوف يقتلونني، ولهم كل الحق في ذلك»، مؤكدا أنه والحال هذه اضطر الى المبيت في الشارع.
وحاليا يفترش الطوبوغرافي المتقاعد مكانا مرتفعا مطلا على منزله، لا كهرباء ولا إنارة بل شمعتان تنيران عتمة الليل. وفي هذا يقول «نحن ندفع ثمنا باهظا جدا للحصول على حريتنا، كلا لا أريد الثورة، إذا كان هذا هو الثمن الذي يجب دفعه».
ويتابع «في حلب الكثير من المباني خالية. لا تزال جديدة ولم يتح الوقت لشغلها. لقد اقترحت عليهم أن يذهبوا ويقيموا هناك ويتركوا المنازل حيث كانت تعيش عائلات». ويضيف «لكنهم رفضوا»، موضحا «انهم يخشون أن يصبحوا أهدافا سهلة للجيش النظامي إذا ما أقاموا في مبان خالية. لهذا السبب هم يفضلون الإقامة بين السكان. إنهم يستخدموننا كدروع بشرية»!
أما التاجر أبو حسين، فيستنكر من جهته أعمال السلب والنهب التي يرتكبها المقاتلون المعارضون. ويقول «يدخلون المتاجر، يأخذون ما يحلو لهم، وطبعا لا يدفعون شيئا بدعوى أنهم يقاتلون من أجل حريتي. اذا كانت هذه هي الحرية التي تنتظرنا، فليحتفظوا بها لأنفسهم، لا أريدها!
وعندما تهدأ ثورته قليلا، يقول «أشكرهم بالطبع من كل قلبي على النضال الذي يقومون به، ولكن لا يقومون بالأمور كما يجب. نحن نرتكب كثيرا من الأخطاء، وينتهي بنا الأمر بدفع ثمنها عاجلا أم آجلا. الناس بدؤوا بعدم تصديقهم».
من ساحة الأمويينمقر قيادة الأركان في ساحة الأمويين، هو أحد أهم مباني القيادة العسكرية السورية في العاصمة والبلاد كلها.
سمع الانفجاران حوالي الساعة السابعة صباحا بتوقيت دمشق، أي قبل بدء ساعات العمل المعتادة في سوريا.
الاشتباكات التي تلت التفجيرين هي الأشد عنفاً في دمشق منذ بدء الثورة، كما أن التفجيرين هما الأفظع شدةً في العاصمة منذ تفجير الخلية الأمنية في يوليو الماضي.
وقوع تفجيرات واشتباكات في مجمع الأركان يعني أن القيادة العسكرية العليا ضُربت في الصميم.
أفاد مصور وكالة فرانس بأن عناصر أجهزة الأمن قطعوا كل الطرق المؤدية الى وسط العاصمة. وأشار المصور الى تحطم زجاج النوافذ في مجمع الأركان الذي أدى التفجيران الى تدمير جانب من السور المحيط به، كما خلفا حفرة بعمق مترين خارجه.
وقعت اشتباكات في المنطقة التي أُغل.قت بشكل كامل، وسمعت أصوات الرصاص تعلو في كل مكان.
انتشرت أنباء عن سقوط قتلى بين المدنيين والعسكريين من دون أي تأكيدات رسمية.
قال مواطن «كان الانفجاران مدويين جدا وهزا المدينة بأكملها، وارتجَّت نوافذ بيتنا، وشاهدنا دخاناً أسود يتصاعد من المنطقة».
حسن شامي
بث تلفزيون المنار، التابع لحزب الله، مساء الأربعاء الماضي، شريطا نقل وقائع ما بعد تفجير مقر الأركان العامة للقوات المسلحة، وكان نجم الشريط- ولو مكرها- الزميل المذيع الذي رافق القوات النظامية في «تصديها لفلول العصابات المسلحة» (على حد التعبير الرسمي المتبنى في تلفزيون المنار وسائر وسائل الإعلام المؤيدة لنظام الأسد).
لكن الشريط الذي أراده القيمون على المحطة «دعاية لبطولات» قوات الأسد، قبل أن يكون سبقا إعلاميا، كان كافيا بالدقائق القليلة التي هي مدته لإعطاء صورة واضحة لمدى الدرك الذي هوى إليه نظام الأسد في سوريا.
لقد شاهدنا رجالا يتكتلون في مكان واحد، تجمعهم غريزة البقاء ويحركهم الخوف، يطلقون النيران في اتجاه يعتقدون أن الخطر كامن فيه، وعندما يعتقدون أنهم أصابوا الهدف يصعدون إليه وهم لا يزالون مجموعة واحدة تتداخل في بعضها بعضا، لأن الخوف لم يغادرهم قط.. وعندما يعرض الشريط المصور حصيلة المعركة، التي صُورت على انها انتصار آخر للجيش النظامي، نعثر على أربع جثث مكومة عند أسفل السلم، فيما المجموعة «النظامية» التي لم تتفارق عند إطلاق النار والاقتحام، ترقص فرحة في باحة المقر، تطلق النار ابتهاجا وتصدح بشعار «الله.. سوريا.. بشار وبس».
في المحصلة، بدا «جنود الأسد» مجرد عناصر تحمل الأسلحة، لا صلة لهم بألف باء العمل العسكري المنظم، ولا بضوابط العمليات الأمنية الحذرة.. مجرد رهط من الغوغاء، تربوا (قبل أن يتدربوا) على روح الوحشية ونفسية الانتقام، هذا فيما مقر الأركان بدا مبنى مدمرا في أقسام كبيرة منه، فيما بدت النيران وهي تتآكل المبنى كأنها قسم من النيران التي تلتهم ما تبقى من هشيم هيبة النظام الأمني.
يوم الاربعاء الذي سجل المشهد الوارد وصفه أعلاه، كان الأكثر دموية، ربما بالمطلق، منذ اندلاع الثورة الشعبية. ما يزيد على 300 قتيل، سقطوا ليزيد لون دمائهم القاني المشهد وضوحا، ويثبت حقيقة أنه لم يتبق أمام الجيش النظامي من أساليب في متابعة تنفيذ خيار النظام الأمني إلا تلك التي تتبعها عصابات القتل والغوغاء.
في ظل هذا الواقع، بدا المؤتمر الذي عقدته «معارضة الداخل»، بسقف المبادئ العالي التي أعلن المجتمعون تبنيها (مثلا: «إسقاط النظام بكل رموزه») جهدا ضائعا في هباء تقطيع الوقت. والوصف هنا يصح على المعارضين الذين اجتمعوا وأصدروا بيانا حافلا بالمتناقضات وعدم توضيح خطوات ما بعد انعقاده (من دون الخوض في التفاصيل التي تحتاج كتابة أكثر دقة)، كما ينطبق على النظام الذي «قبل» بانعقاد المؤتمر تحت إلحاح روسي وإيراني، متفاوت الحزم بين الدولتين، عل السد بذلك يستفيد من دور الدولتين في تعديل أوضاعه، وربما الحلم باستعادة المبادرة، كما سبق ان فعل والده الراحل حافظ.
لكن، شتان ما بين ظرفي الأب والأبن، إن لم نقل ما بين الشخصين. إنما هذا يبقى في حكم التقدير، فيما
يقول إن مشهد الهجوم على مقر الأركان العامة يعني أن نظاما بمثل هذا الانحلال في آلته العسكرية-الأمنية، وهي عماده شبه الوحيد في الداخل، أضعف من أن يستطيع توظيف الخارج لمصلحة مبادرة ما يتمناها. الأصح أنه لم يعد أمامه إلا انتظار ما سيقرر الخارج بشأن مصيره. وهذا «الخارج» لا يقتصر على روسيا وإيران
28/09/2012
«جبهة النصرة»: هكذا هجمنا على قيادة الأركان
أعلنت جماعة إسلامية متشددة،- في بيان نُشر على الانترنت أمس - مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مقر قيادة هيئة الأركان السورية في دمشق الأربعاء.
وقالت جماعة جبهة النصرة إن الهجوم نُفّ.ذ على مرحلتين، حيث بدأ بتفجير انتحاري بسيارة ملغومة قرب المبنى. واضافت ان أربعة مهاجمين انتحاريين تنكَّروا في هيئة حراس أمن دخلوا المجمع في سيارة ثانية، وسيطروا على الطابق الأول واشتبكوا مع الجنود بالداخل قبل أن يفجروا السيارة ويشعلوا النار في المبنى.
وقال البيان الذي تضمن صورا للمبنى، وقد اشتعلت به النيران إن المسلحين الخمسة قُتلوا في الهجوم.
وأعلن الجيش السوري الحر مسؤوليته - أيضا - عن الهجوم، وقال إنه أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
وكانت جماعة جبهة النصرة قد أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الكبرى في سوريا في الشهور الماضية، بينها مداهمة وتفجير مبنى قناة تلفزيونية سورية موالية للحكومة في يوليو وتفجير مزدوج في دمشق أسفر عن مقتل 55 شخصا في مايو.
28/09/2012
فرنسا: الأسد يعمل على تقسيم سوريا
باريس - كونا - حذرت فرنسا أمس من بذل أي جهود لتقسيم سوريا، متهمة نظام دمشق بنثر بذور الانقسام بين مختلف مكونات المجتمع السوري من أجل البقاء في السلطة.
وحذر نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني في مؤتمر صحفي من عمليات القمع الجارية التي يمارسها نظام دمشق الذي «يغذي المخاطر على وحدة سوريا» محذرا من أنه «كلما طال أمد الأزمة زادت المخاطر بتصعيد التوترات».
ودعت فرنسا المعارضة السورية المنقسمة بشدة على نفسها الى الوحدة والالتزام بسلامة سوريا ووحدتها.
وأضاف فلورياني «نحن نشجع المعارضة السورية التي أظهرت عدة مرات حرصها على وحدة الشعب السوري وسلامة أراضيه بهدف الاتحاد وراء احترام المبادئ الديموقراطية وحقوق الانسان والأقليات».
28/09/2012
لحل الأزمة السورية .. وتونس تؤيد «التدخل العربي العسكري» إيران تسعى لـ «مجموعة اتصال جديدة»
نيويورك- أ ف ب، يو بي أي - أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده تسعى الى تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول النزاع في سوريا، في مبادرة لن تلقى ترحيبا في دول عدة، بحسب مراقبين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أحمدي نجاد على هامش الدورة السنوية للأمم المتحدة في نيويورك (الأربعاء)، قال فيه «نؤمن انه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لأطراف النزاع في سوريا التوصل الى حل متين لا يكون مؤقتا.. بالتالي نريد أن نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهودا لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة».
ورفض الرئيس الإيراني كشف أسماء الدول التي طلبت منها طهران الانضمام الى مجموعة الاتصال، مؤكدا أنه يأمل في أن تعلن الخارجية الإيرانية ذلك خلال أيام.
التدخل سينشر الفوضى
واتهم أحمدي نجاد «قوى خارجية» بالتدخل في سوريا من دون تسميتها. وحذر من أن ذلك سيفضي الى «نتائج على الأجل القصير، لكنه سيشيع الفوضى وانعدام الاستقرار في سوريا لعقود».
وتابع أن «النسيج الاجتماعي السوري لا يسمح بأن تضع مجموعات قبلية اليد على السلطة من خلال شن حروب. وإذا حصل ذلك ستكون هناك نزاعات جديدة».
ولم يعلق أحمدي نجاد على اتهامات الأمم المتحدة لإيران بتسليح نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومساعدته في قمع حركة الاحتجاج التي انطلقت قبل 18 شهرا. وشدد على أن بلاده تسعى الى إحلال السلام. وقال «آمل في أن يتوصل كل الذين يدقون طبول الحرب الى فهم الظروف الدقيقة في سوريا. وكذلك الدول الأوروبية والولايات المتحدة.. فلا يحق لأحد التدخل في شؤون سوريا. وعلى الجميع أن يحترم ما يقرره الشعب السوري».
دكتاتور دموي
وشهدت الأمم المتحدة الأربعاء اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن خصص للربيع العربي، واحتلت فيه الأزمة السورية حيزا واسعا، تزامن مع اجتماع عربي للبحث في شروط تدخل عسكري «عربي» محتمل في سوريا، بعد الدعوة القطرية الى «تدخل عربي سياسي وعسكري» والقيام بـ «ما هو ضروري لوقف سفك الدماء».
وأيد الرئيس التونسي منصف المرزوقي الاقتراح القطري، واصفا الرئيس الأسد بـ «دكتاتور دموي.. ونيرون فعلي قادر على تدمير البلاد برمتها للبقاء في السلطة». وقال «ينبغي أن تكون هناك قوة تدخل عربية لحفظ السلام».
غير أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أشار الى أن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لا يتحدث برأيه عن «قوة مقاتلة» عربية في سوريا، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لأن «مجلس الأمن فشل مرة جديدة في تحقيق أهداف بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء الدائمة العضوية فيه».
انتقادات لمجلس الأمن
وتستبعد واشنطن أي تحرك عسكري مباشر في سوريا. كما أن مجلس الأمن منقسم حول ايجاد مخرج للأزمة السورية.
وانتقدت الدول الغربية فشل مجلس الأمن في الاتفاق على حل. واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن المجلس «ما زال مشلولا»، بينما قال نظيرها الفرنسي لوران فابيوس «لسنا قادرين حتى الان على تقديم رد» على الأزمة. واعتبر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون أن دماء عشرات آلاف القتلى في سوريا «وصمة عار فظيعة على سمعة الأمم المتحدة».
ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ألقى بمسؤولية الطريق المسدود على «الدول التي تحض معارضي الأسد على رفض وقف لاطلاق النار ورفض التحاور» مع دمشق.
أما وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي فلزم موقعا دفاعيا، مؤكدا أن «الصين وفت بواجباتها وتصرفت كقوة ايجابية في البحث عن حل سياسي للمسألة».
28/09/2012
تحليل اخباري اقتراح قطر لتدخل عسكري عربي صعب التحقيق وغير مشجع
دبي ــــــ وسام كيروز (ا.ف.ب) - تبدو دعوة قطر لتدخل عسكري عربي في سوريا صعبة التحقيق، عمليا وسياسيا، وقد تفتح الباب أمام نزاع إقليمي، كما أن سوابق التدخل العربي المشترك غير مشجعة، بحسب محللين.
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استذكر أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، تجربة قوات الردع العربية التي ارسلت الى لبنان في 1976، إلا أن هذه التجربة تحولت الى أزمة بحد ذاتها، إذ انسحبت القوات العربية ليبقى الجيش السوري وحده ويخوض نزاعات مع أطراف عدة. ولم تنسحب سوريا من لبنان إلا في عام 2005.
تجربتان فاشلتان
وقال الخبير في شؤون الدفاع والإرهاب مصطفى العاني: «هناك تجربتان في السابق لتدخل عسكري عربي بموجب قرار من الجامعة العربية: قوات الردع في لبنان، والقوات العربية التي ارسلت الى الكويت في 1961 لمواجهة مطالبات العراق بالكويت. التجربتان فاشلتان سياسيا وعسكريا».
ورأى العاني أنه لن يكون هناك توافق سياسي عربي حول فكرة انشاء قوة عربية لسوريا، كما ان «الدول العربية لا تملك القدرات العسكرية كقوة رادعة، ولا تملك القيادة الموحدة، ولا تملك التنسيق، فبعد حروبهم مع إسرائيل، لم يطور العرب منظومة قادرة على فرض السلام أو حفظه. كما أن أي تدخل عسكري في سوريا، التي يتمتع النظام فيها بدعم من ايران وروسيا، قد يفتح الباب لتدخل مضاد من قبل إيران وأمام حرب إقليمية».
وبحسب المحلل، فان «التدخل العربي غير موجود في موازين القوى».
غير قابل للتنفيذ
وبدوره، رأى المحلل يزيد الصايغ، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أنه «ليس هناك اجماع عربي دبلوماسي، فكان حريا أن يكون هناك اجماع على جهد عسكري لا بد أن يكون جهدا صداميا»، وبالتالي، فان الاقتراح القطري «غير قابل للتنفيذ».
كما أن أي جهد عسكري من هذا النوع يتطلب، بحسب الصايغ، «جهدا من الدول المتاخمة، العراق ولبنان والأردن وتركيا، بينما لا لبنان ولا العراق مستعدان لهكذا تدخل، وحتى الأردن قد لا يكون مستعدا».
وتعليقا على الدعوة القطرية، قال الخبير البريطاني نيل بارتريك، في تحليل مكتوب، إن أمير قطر «لا يفكر بالتأكيد بارسال قوة شبيهة بالقوة الصغيرة التي ارسلت الى لبنان في يوليو 1976(...) إنه يريد تغيير النظام، ويرى إمكانية مشاركة قوات عربية في تحقيق ذلك».
لكن الخبير تساءل عما يمكن أن يكون دور الجيش القطري الصغير في هكذا عملية، بالرغم من دور لعبته قوات قطرية على الأرض خلال النزاع الأخير في ليبيا.
كما رأى أنه «يصعب تخيل مشاركة الجيش السعودي في القوة التي يقترحها الشيخ حمد»، مشيرا الى أن التدخلات السعودية السابقة المحدودة تمت في دول تقع «في فنائها الخلفي»، مثل ارسال قوات الى البحرين تحت غطاء خليجي في 2011، والدخول في نزاع محدود مع المتردين الزيديين الشيعة في شمال اليمن عام 2009. كما أنه «ليس من المرجح حصول قطر على مباركة الأمم المتحدة لأي قوة تقوم بأكثر مما قامت به مهمة المراقبين في سوريا»، فيما «يصعب أيضا تخيل تهافت دول عربية كثيرة للمشاركة في هذه القوة من دون ضوء اخضر من مجلس الامن»، بحسب بارتريك.
استياء وتقصير
وبالنسبة الى بارتريك، فإن اقتراح قطر يعكس «رغبة في فعل شيء، أو بالتحديد، في قول شيء» إزاء الوضع في سوريا.
وعن دوافع قطر، يرى العاني أن الاقتراح يعكس قناعة لدى جميع الأطراف، بما في ذلك النظام السوري، بأن «الوضع يجب أن يحسم ميدانيا، ولا يوجد حل دبلوماسي أو سياسي، بل الحسم سيكون مثلما حسمت الامور في ليبيا وليس كما في اليمن»، حيث خرج الرئيس علي عبدالله صالح بموجب اتفاق سياسي. واذ قال ان «الاقتراح القطري هو للخروج من الجمود السياسي والدبلوماسي»، توقع تشكل قوة عسكرية دولية «خارج إطار مجلس الأمن.. وبعد الانتخابات الأميركية».
وبدوره ايضا، اعتبر الصايغ أن التصريح القطري مجرد «تعبير عن الاستياء ووضع للأصبع على التقصير الدولي، والتقصير الغربي بالتحديد».
29/09/2012
معارك غير مسبوقة طالت أحياء السليمانية وسيد علي رغم نقص السلاح والعتاد المعارضة تتقدم في حلب والنظام يقتحم ويعتقل في دمشق
مقاتلون من الجيش الحر لحظة إعدادهم قاذفة هاون خلال مشاركتهم في معارك حلب أمس (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز- حقق مقاتلو المعارضة تقدما على عدة جبهات في حلب، أمس، من دون تحقيق اختراق مهم، بينما نفذ الجيش النظامي عمليات دهم واقتحامات في عدة أحياء من العاصمة دمشق، يسيطر عليها المعارضون، وفي الوقت نفسه واصل عمليات القصف الجوي والبري على عدة محافظات لا سيما حمص وحماة ودرعا.
وكما في كل يوم جمعة، ورغم العمليات العسكرية والأمنية، نظم المعارضون تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، شارك فيها الآلاف، وسارت في مختلف المناطق السورية، بما في ذلك حلب، ورفعوا شعار «جمعة توحيد الجيش الحر»، في إشارة الى الخلافات الداخلية التي تنخر المعارضة السورية، وتنامي ظهور الفصائل المستقلة المتشددة.
وقد أسفرت أعمال العنف أمس عن سقوط عشرات القتلى والجرحى غداة مقتل نحو 100 شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
تقدم على محاور حلب
وغداة اعلان مقاتلي المعارضة بدء هجوم «حاسم» في ثاني كبرى المدن السورية، تشهد حلب معارك على نطاق واسع «غير مسبوق»، و«على عدة جبهات» منذ اندلاع الانتفاضة المناهضة للنظام. ومع انتصاف نهار الجمعة، تراجعت حدة هذه المعارك لتتركز في شرق المدينة وفق ما أفاد مقاتلون وعدد من السكان والمرصد.
وقال أبو فرات، أحد قادة لواء التوحيد البارز «تمكنا من السيطرة على إحدى قواعد القوات النظامية على جبهة حي صلاح الدين (جنوب غرب)، وقتل 25 جنديا على الأقل في هذا الهجوم».
وقال أحد المقاتلين في هذا اللواء «سمعنا الجنود عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية يطلبون من قادتهم إرسال الدعم. كانوا يبكون ويقولون: سنموت جميعا».
وأوضح مقاتل آخر أن 20 مقاتلا معارضا قتلوا وأصيب 60 آخرون بجروح في الاشتباكات التي بدأت الخميس، مع اطلاق آلاف من المقاتلين المعارضين هجوما منسقا على جبهات عدة بهدف دفع القوات النظامية الى التراجع في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والاذاعة والعامرية والسكري (جنوب غرب المدينة).
وأشار عدد من قادة المقاتلين المعارضين الى أنهم نجحوا في التقدم على محوري السكري والاذاعة.
وفي صلاح الدين، تقدم المقاتلون قبل أن يضطروا الى التراجع بسبب نقص الذخيرة، بحسب ما أفاد ابو فرات، مضيفا «لخوض حرب شوارع نحن في حاجة الى قذائف، وللأسف لا نملكها».
نقص السلاح
وبات مسجد الأمويين في حلب الهدف الجديد للمقاتلين المعارضين، وهو يقع على خط التماس في قلب المدينة القديمة. وشهدت أطراف المسجد اشتباكات منتصف يوم الجمعة، وترددت أصداء انفجارات عدة في الحي، حيث قامت دبابات القوات النظامية باطلاق قذائفها في شكل منتظم.
وتراجعت حدة الاشتباكات بعد الظهر، وأفاد مراسلون أن أصوات رشقات نارية كانت تسمع كل 15 دقيقة في حيي الإذاعة وبستان القصر، بينما كان حي الكلاسة المجاور يتعرض لقصف عنيف.
وأوضح المرصد أن المقاتلين المعارضين الموجودين في حلب «هم من كل المناطق السورية»، واستقدموا تعزيزات «في العدد والمعدات» قبل بدء هجوم «حاسم»، لكنهم مازالوا غير قادرين على مجاراة القوة النارية للقوات النظامية، مضيفا «لا النظام ولا الثوار قادرون على الحسم أو السيطرة على أحياء بكاملها».
شهادات السكان
وأفاد سكان في أحياء وسط المدينة، يسيطر عليها النظام، وكانت حتى الخميس بمنأى من أعمال العنف مثل السليمانية وسيد علي، عن إطلاق نار «غير مسبوق».
وقال زياد (30 عاما) المقيم في السليمانية «المواجهات لم تتوقف، وكذلك اطلاق النار، الجميع كان مذعورا. لم يسبق أن سمعت ما يشبه ذلك من قبل».
وأكد مصدر عسكري أن الاشتباكات الأكثر حدة اندلعت فجر الجمعة في حيي العرقوب وميسلون (شرق)، واستمرت ساعات عدة. وأشار الى أن المقاتلين المعارضين حاولوا «أكثر من مرة وعلى جبهات عدة اختراق ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، من دون أن ينجحوا»، مضيفا أن عشرة من المقاتلين المعارضين قتلوا لدى محاولتهم اقتحام حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية.
ومنذ التقدم الكبير الذي حققوه في نهاية يوليو الماضي، بعيد اندلاع المعارك في حلب، لم ينفذ مقاتلو المعارضة أي عملية واسعة النطاق في هذه المدينة، خصوصا بسبب نقص العتاد بمواجهة القوة النارية لقوات النظام.
اقتحامات في دمشق
في الأثناء، كانت القوات النظامية تقتحم وتهاجم في أحياء عدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق، ومنها برزة وجوبر والقابون، مع «قطع للطرق المؤدية لهذه الأحياء وسط عمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت العشرات من المواطنين، وفق المرصد وناشطين.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن حملة أمنية وعسكرية واسعة النطاق في هذه الأحياء، مشيرة الى تعرض عدد من المنازل والمحال التجارية الى التدمير والنهب.
وبعد أقل من 48 ساعة على التفجيرات النوعية التي استهدفت مقر قيادة هيئة الأركان في قلب دمشق، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة يملكها أحد عناصر الشبيحة قرب مبنى الأركان.
29/09/2012
تحقيق عندما يعتاد أطفال حلب على الخوف
أحمد وشهد وآية يلعبون وسط الدار (أ ف ب)
حلب- ماري روداني (أ ف ب)- يقول الطفل أحمد، ردا على سؤال: هل أن خائف؟ «لا، لقد تعودت الآن»..
ويتابع اللعب بالكرة في أحد شوارع حي سيف الدولة على بضعة مئات الأمتار من الجبهة في حلب (شمال سوريا) التي تتعرض منذ شهرين الى معارك وقصف مستمر.
ويسكن الطفل، ابن الثانية عشرة، مع شقيقتيه وشقيقه ووالديه في منزل الجد الذي انتقل أيضا للعيش فيه أعمامه، منذ أن غادرت الأسرة منزلها في حي صالحين الذي يتعرض لقصف مستمر من طيران ومدفعية الجيش السوري.
وعلى غرار كثير من أطفال سوريا، لا يذهب أحمد الى المدرسة بسبب الصراع الدائر منذ 18 شهرا بين القوات النظامية والمعارضة السورية.
ويقول الطفل بهدوء «دمروا مدرستي وربما سيدمرون منزلي قريبا».
ويرتجف صوته قليلا عندما يتحدث عن الغارة الجوية التي سحقت (الاثنين الماضي) بنايتين سكنيتين في حي المعادي في وسط حلب التاريخي، مخلفة خمسة قتلى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال أحمد «ماتت زوجة عمي مع ابنتيها، قصفوهم، فانهار منزلهم، ولم ينج سوى عمي وأصيب بجروح في كل جسمه». وأوضحت أمه «عثروا على زوجة اخي ميتة وطفلتيها في حضنها».
تعودنا الخوف
وحذرت منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية أخيرا من الصدمة التي يعاني منها عدد من الأطفال السوريين الذين يشاهدون الجرائم والتعذيب وغيرها من الفظائع، ويكونون في كثير من الأحيان هم أنفسهم ضحايا تعذيب واعتقالات وسواها في النزاع الذي أسفر حتى الآن عن سقوط ثلاثين ألف قتيل، وفق المرصد السوري، ومن بينهم أكثر من ألفي طفل.
وجلست شهد (8 سنوات)، وآية (7)، وحمود (3) على كراسي بنفسجية في قاعة الجلوس يطعمون قطا صغيرا، تسلل الى البيت فتات من الخبز.
وقالت شهد، التي كشفت عبر ابتسامتها عن خلو فمها من بعض الأسنان، «في الليل عندما نكون نائمين، يوقظنا أبي وأمي عندما يبدأ القصف.. في البداية صحيح كنا نخاف، لكن ليس الآن.. لقد تعودنا».
وفي حين قالت آية على غرار شقيقها إنها «تعودت» على وقع الانفجارات ودوي رصاص القناصة المتمركزين في المباني المحيطة بها، أقرت شهد بأنها تخاف. وتقول «في التلفزيون رأيت كثيرا من الجثث على الأرض».
وأوضحت أن «في كل قصف نختبئ، ننزل الى القبو أو نذهب الى المسجد، لأن كل الناس تموت.. وأبي لا يتركنا ننظر كي لا نصاب بكابوس».
لا أحد في أمان
وصنع الأب أيمن (36 سنة) أرجوحة علقها في السقف في مدخل البناية.
وقالت شهد التي ارتدت ثوبا أصفر، «نحن البنات كنا في الماضي نلعب في الشرفات، لكن الآن لم تبق شرفات، لقد سقطت».
وبإمكان شقيقها أن يغامر ويلعب بالكرة خارج المنزل، لكنه لا يبتعد كثيرا، فأيمن وزوجته حريصان على أن يظل أبناؤهم على مرأى منهما.
وعندما ينطلق فجأة دوي القذائف ورشاشات الكلاشنكوف يجمعونهم في المنزل قبل غلق البوابة الحديدية.
لكن في حلب لم يبق أحد في مأمن، لا سيما وأن شرفة قاعة الجلوس التي تقضي فيها العائلة يومها تطل على شارع مفتوح، قد تقتحمه القذائف ورصاص القناصة في أي وقت.a
05/10/2012
ضربة موجعة للحرس الجمهوري مقتل 21 جندياً في ريف دمشق
دمشق ــــــ وكالات ــــــ قتل 21 عنصرا من الحرس الجمهوري السوري إثر إطلاق رصاص واستهداف حافلة صغيرة واشتباكات في منطقة «قدسيا» في ريف دمشق، في وقت قتل فيه العشرات بنيران القوات النظامية وسط استمرار قصفها للبلدات والمدن السورية واشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، الذي اعلن انه اسقط طائرة حربية في مطار كويرس بريف حلب.
وفي سياق منفصل، أعلنت جبهة النصرة لأهل الشام مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين متزامنين وقعا الاربعاء في مدينة حلب، وأسفرا عن مقتل 48 شخصا. معظمهم من العسكريين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 21 عنصرا على الاقل من الحرس الجمهوري السوري قتلوا في تفجير، اعقبه اطلاق نار في قدسيا بضاحية غرب دمشق.
ونقل المرصد عن مصدر طبي وشهود ان عدد القتلى «مرشح للارتفاع، وان سيارات الاسعاف تتوافد على مساكن الحرس الجمهوري في قدسيا».
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قال لوكالة فرانس برس، ان غالبية الضحايا «قتلوا في التفجير»، بينما قضى آخرون في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في قدسيا، «التي تتعرض بعض مناطقها للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة».
وكان المرصد وصحافيو فرانس برس قالوا ان الجيش السوري النظامي شن هجوما واسعا على قدسيا وحي مجاور الاربعاء، ونشر عددا كبيرا من الجنود.
قصف على الريف
وفي مناطق اخرى من ريف العاصمة، افاد المرصد عن تعرض مدينة حرستا وبلدة الزبداني والمزارع المحيطة ببلدة عرطوز ومنطقة الغوطة الشرقية للقصف من قبل القوات النظامية، التي كثفت في الاسابيع الاخيرة هجماتها على مناطق في ريف دمشق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
وافاد المرصد ان منطقة الهامة تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، «التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيطها، مع انتشار عناصر القناصة في المنطقة، في ظل استمرار العملية العسكرية بمنطقة قدسيا والهامة».
ويأتي هذا بعد يومين من تأكيد صحيفة البعث الحكومية قرب «انتهاء العمليات الامنية في كامل» ريف دمشق.
اشتباكات في حلب
وفي حلب، كبرى مدن شمال سوريا، حيث قضى الاربعاء 48 شخصا، غالبيتهم من الجنود النظاميين، جراء تفجيرات انتحارية في ساحة سعدالله الجابري، افاد المرصد الخميس عن تعرض احياء عدة، منها صلاح الدين (غرب)، وباب النصر (وسط)، والصاخور (شرق)، للقصف.
كما تدور اشتباكات في عدد من احياء المدينة، منها حلب القديمة والميدان والعامرية والسريان وسيف الدولة والصاخور، ادت الى «تدمير دبابة وخسائر في صفوف القوات النظامية»، بحسب المرصد.
وفي حمص (وسط)، تعرضت مدينتا الحولة والرستن وبلدة قلعة الحصن لقصف من قبل القوات النظامية، مما ادى الى سقوط قتيلين في قلعة الحصن وتهدم بعض المنازل، بحسب المرصد.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تعرضت بلدة ابو الظهور للقصف من القوات النظامية، «التي استخدمت الطائرات الحربية في القصف الذي استهدف صهريج وقود، مما ادى الى تدميره».
الى ذلك، دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في سهل الروج، ترافقت مع قصف للمنطقة من قبل القوات النظامية».
وفي دير الزور (شرق)، تتعرض احياء في المدينة للقصف، تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العمال والراشدية.
تفجيرا حلب
في سياق متصل، قالت امس مجموعة سايت ـــ التي تراقب المواقع الجهادية ـــ إن جبهة النصرة لأهل الشام أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين متزامنين في مدينة حلب أسفرا عن مقتل 48 شخصا.
وأضافت المجموعة أن رسالة جبهة النصرة، التي نشرت على منتديات إسلامية، قدمت تفاصيل عن العملية وصورا للبنايات المستهدفة بعد الهجوم وللمهاجمين.
وقالت الجبهة إنها استهدفت نادي الضباط في ساحة سعدالله الجابري ومكاتب حكومية وفندق الأمير وفندق توريستيك، وعرفت كل واحد منها بأنه إما مركز للقيادة وإما تجمع لقوات الأمن والشبيحة. ولم يتسن التحقق من هذه المعلومات.
ووقعت التفجيرات أيضا بعد أسبوع من تفجير المعارضة مبنى قيادة الأركان في قلب دمشق والاشتباك مع قوات الأمن لساعات عدة.
بالرغم من كل المآسي يأبى الشعب السوري الا ان تستمر الحياة وفي الصورة عرس لاحد عناصر الجيش السوري الحر في مدينة الرستن قرب حمص (صفحة الثورة السورية)
مداهمات واشتباكات في دمشق ومجزرة في ريفها.. والمجالس العسكرية الثورية في سوريا تتوحّد معارك حلب تشعل النيران في أسواقها وتهدد تاريخها
الدمار والخراب اللذان خلفتهما المعارك الضارية في حلب (أ ف ب)
دمشق، نيويورك ـــــ أ.ف.ب، رويترز ـــــ تواصلت المعارك الضارية على جبهات كثيرة في حلب، أمس، ولليوم الثالث على التوالي، بين قوات الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة، فيما قامت القوات النظامية بمداهمات في دمشق، حيث دارت اشتباكات في أحد أحيائها الجنوبية، وارتكبت مجزرة جديدة في ريفها، وفي الوقت نفسه واصلت قصفها الجوي والبري على محافظات عدة، مما اوقع عشرات القتلى والجرحى.
تزامن ذلك مع تشكيل «القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية»، التي تضم جانبا كبيرا من القوى الفاعلة على الأرض في مختلف المحافظات السورية، ووفق هيكلية تعتمد على ثلاثة مستويات رئيسية للقيادة، تتكون من القيادة العامة، ومكتب التنسيق والارتباط، والمجالس العسكرية لكل المحافظات السورية.
ودعت القيادة المشتركة في بيانها جميع القوى الثورية والعسكرية الى الانضمام إليها، والعمل المشترك من أجل «خدمة الثورة والشعب وإسقاط النظام»، مؤكدة أن الهدف هو «بناء عمل مؤسساتي متكامل.. وخطط عسكرية لإنهاء النظام القائم مهما تكلف الثمن».
وتزامنت هذه الأحداث مع تباينات إضافية في الموقفين الأميركي والروسي من النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرا، إذ أعلنت واشنطن تقديم مساعدات إضافية «للمعارضة غير المسلحة»، بينما اتهمت موسكو الغرب بتعميق الأزمة في سوريا.
ويأتي ذلك غداة سقوط 120 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
معارك على كل الجبهات
وأفاد المرصد عن وقوع اشتباكات صباح أمس في حلب «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء باب أنطاكيا والجلوم وباب جنين ومحيط حيي الشيخ خضر وبستان الباشا وحي الميدان، وحي الإذاعة الذي تعرض لقصف جوي وبري عنيف».
سبق ذلك «اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين (جنوب غرب) إثر الهجوم، الذي نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على نقطة عسكرية للقوات النظامية للحي»، بحسب المرصد.
كما أفاد مراسلون في المدينة عن وقوع اشتباكات فجرا في أحياء الصاخور (شرق) وبستان القصر والكلاسة في جنوب غرب المدينة، التي شهدت ليل الجمعة ـــ السبت اشتباكات، مع محاولة مقاتلي المعارضة التقدم على عدد من المحاور، منها الوسط، حيث «دارت اشتباكات عنيفة (...) في الأعظمية والسبع بحرات ودوار الجندول»، بحسب المرصد.
السوق القديم يحترق
وأدت الاشتباكات الى اشتعال النيران «في المحال التجارية في سوق المدينة التاريخي الشهير، الذي يعتبر من أهم الأسواق التجاربة في حلب»، بحسب المرصد.
ومدينة حلب القديمة واحدة من عدد من المواقع في سوريا، التي أدرجتها منظمة اليونيسكو ضمن المواقع الأثرية في العالم، والمعرضة للخطر الآن جراء القتال.
وتنحو قوات الأسد ومقاتلي المعارضة باللائمة على بعضهم البعض في اندلاع الحريق.
وتشهد حلب منذ فجر الخميس الماضي معارك «غير مسبوقة»، و«على جبهات عدة»، بحسب المرصد، بعدما شن المقاتلون المعارضون هجمات على القوات النظامية وعلى أكثر من محور في الوقت نفسه، في محاولة لدفعها خارج بعض أحياء المدينة.
مداهمات واشتباكات في دمشق
وفي دمشق، شنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي برزة، الذي شهد «حالة نزوح بين الأهالي خلال الاقتحام».
كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «اقتحام الحي بالدبابات من قبل قوات الأمن والشبيحة، وكسر أقفال أحد المحال التجارية مقابل جامع السلام وسرقتها بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي».
وأوضح المرصد أن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين «سجلت في منطقة البساتين الفاصلة بين برزة وحرستا»، أدت الى مقتل مقاتلين اثنين.
كما دارت اشتباكات في حي التضامن «تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة مداهمات». ورغم إعلان القوات النظامية في يوليو الماضي سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة، لا يزال بعض منها لا سيما في الجنوب، يشهد اشتباكات في جيوب مقاومة للمقاتلين المعارضين.
في الأثناء، قال ناشطون إن الأمن السوري والشبيحة ارتكبوا مجزرة جديدة في قدسيا (في دمشق)، راح ضحيتها عشرون قتيلا، بينهم نساء وأطفال.
45 مليون دولار إضافية
الى ذلك، تلقت المعارضة السورية دعما أميركيا إضافيا، مع إعلان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (الجمعة) عن زيادة المساعدات «للمعارضة غير المسلحة»، تزامنت مع تأكيد وزير الدفاع ليون بانيتا قيام الحكومة السورية بنقل بعض من مخزونها من الأسلحة الكيميائية.
وقالت كلينتون، التي وصفت طهران بـ«خشبة خلاص للنظام السوري»، عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن بلادها ستقدم «مساعدة إضافية بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة السكان في الحصول على الغذاء والماء والبطانيات والخدمات الطبية الأساسية، ومساعدة أخرى بقيمة 15 مليونا لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية».
وأعلن نظيرها البريطاني وليام هيغ تخصيص 12.9 مليون دولار علاوة عن 30.5 مليونا تم تخصيصها لصندوق انساني. وشدد نظيرها الفرنسي لوران فابيوس على مساعدة «المناطق المحررة.. كوسيلة ملموسة لمساعدة الشعب السوري».
روسيا تتهم الغرب
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بعرقلة تطبيق اتفاق جنيف، الذي لا يتحدث عن تنحي الأسد.
ودعا لافروف، في كلمته أمام الجمعية العامة، أعضاء مجموعة العمل حول سوريا الى تأكيد التزامهم باتفاق جنيف، الذي يوفر «الوسيلة الاسرع لإنهاء» النزاع، مذكرا بان موسكو اقترحت على مجلس الامن تبني قرار بذلك، لكن «هذا المقترح تم تعطيله» من قبل الغرب، وحذر من أن «أولئك الذين يعارضون تطبيق الاتفاق يتحملون مسؤولية كبيرة»، من دون أن يشير الى دول أو جهات بالاسم.
30/09/2012
«شتاء ثانٍ للحرب في سوريا»
تحت عنوان «شتاء ثان للحرب» نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أمس تحقيقا تتناول فيه المعاناة الانسانية للمواطنين السوريين الذين بات كثير منهم من دون مأوى مع تواصل القتال في مناطقهم هذا الشتاء، حيث يرزحون تحت وطأة ارتفاع اسعار المواد الغذائية وشح الادوية، وسط ما تقول الصحيفة مخاوف متزايدة من استمرار النزاع لسنوات.
ويصف مراسل الصحيفة مايكل بيل الأوضاع الانسانية الصعبة للنازحين من القتال، المتجمعين في عمارات غير مكتملة البناء، كانت ضمن مشروع حكومي لعمارات سكنية للموظفين الحكوميين في مدينة عدرا شمال شرقي العاصمة دمشق.
وينقل المراسل عن مواطن سوري يدعى ابو فاضل هرب مع عائلته من قتال دار في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق قبل شهرين، ويعيش الآن في شقة مع 13 شخصا من افراد عائلته، قوله «كل ما أريده أن استعيد حياتي السابقة. اريد ان أعود الى بيتي، البيت الذي قضيت حياتي كلها في بنائه». ويقول المراسل ان ابا فاضل هو واحد من عدد متزايد من النازحين السوريين بسبب القتال الذين يواجهون خيارا صعبا كما يصفه العاملون في مجال الاغاثة بين «التجمد من البرد أو القصف». في وقت دخلت «اطول انتفاضة في الربيع العربي وأكثرها تدميرا في شتائها الثاني وسط معاناة انسانية ضخمة لجموع السوريين العالقين في مأزق بين عنف النظام، وعمليات القتل الوحشية المتزايدة التي يمارسها وشرذمة جماعات المعارضة المسلحة التي تخوض حرب عصابات ضده».
30/09/2012
دل بونتي «صائدة مجرمي الحرب» ستلاحق الانتهاكات في سوريا
تشتهر القاضية السويسرية كارلا دل بونتي، التي عيّنت عضوا في لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا، بصراحتها وعفويتها اللتين زادتا من أعدائها وخصومها.
وقد أوجدت هذه المرأة القصيرة القامة، ذات الشعر الأشقر القصير، التي عينت مدعية عامة لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة أواخر 1999، سابقة بإصرارها على مثول رئيس دولة سابق، هو الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، أمام القضاء الدولي لمحاكمته، وأرضت هذه النتيجة كارلا دل بونتي، ابنة ممرضة وصاحب فندق، المولودة قبل 65 سنة في لوغانو بسويسرا، التي تؤكد انها تمارس مهنتها «لأمر اتمسك به كثيرا هو التصدي للافلات من العقاب».
ويحتل هذا المبدأ اليوم صلب اولويات لجنة التحقيق في سوريا، حيال خطورة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تقوم بتوثيقها للقيام بملاحقات لاحقة.
وهذا التعطش الى العدالة قاد خيارات كارلا دل بونتي، من تحقيقاتها ضد المافيا الى جانب القاضي الايطالي جيوفاني فالكوني، حتى التحقيقات التي اجرتها في الاوساط المالية السويسرية، عندما كانت المدعية الاتحادية في التسعينات.
وتمسكها في تلك الفترة بتسمية الأشياء بأسمائها زاد من أعدائها في الأوساط المصرفية السويسرية المعتادة على الأجواء الغامضة.
وعرّضتها تحقيقاتها حول المافيا لمخاطر كثيرة حملت السلطات المختصة على تأمين حماية لصيقة لها.
وفي مقابل صورة المرأة الحديدية الملتصقة بها، يتحدث معاونوها المقربون عن كارلا دل بونتي، المرأة العاطفية التي تتسم بصفات إنسانية والمنفتحة، والتي تتقن فنون الدعابة والفكاهة.
وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة الجمعة ان «الاستعانة بهذه الشخصية القوية والمعترف بها رسالة واضحة تفيد أن القضاء سيطبق على المجرمين السوريين».
30/09/2012
تحقيق حين تنضم «الحرائر» السوريات إلى المعارضة المسلحة
سيدتان سوريتان انضمتا الى المعارضة المسلحة (أ ف ب)
حلب ماري روداني - أ ف ب - في هذا المستشفى الميداني في حلب لا ينفك الجرحى يتوافدون، رجال، نساء، وحتى أطفال، الجميع مضرج بالدماء بينما ينهمك الأطباء والمقاتلون المعارضون في إيجاد سرير لهذا ونقل ذاك بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، وفي وسط كل هذه المعمعة تقف لين (29 عاما) تصور بكاميرتها ما يجري، والابتسامة لا تفارق وجهها.
تصور هذه الناشطة كل شيء، تتنقل بين الحمالات بمنتهى الرشاقة وكاميرتها لا تفارق يدها. في القاعة-المستشفى يجلس المقاتلون المعارضون في أربع زواياها يراقبون كل ما يجري على وقع نحيب قريبات الجرحى والقتلى، في حين تتبعثر أكياس الدم في كل مكان وحتى على الأرض.
وتتحدر لين من حلب، وقد قررت الانضمام الى «الثورة»، وهي اليوم واحدة من «الحرائر»، التسمية التي يطلقها المعارضون على الشابات والنساء اللواتي التحقن بالانتفاضة وأصبحن ناشطات في صفوف «الثورة السورية».
في البداية اقتصر نشاط لين على المشاركة في التظاهرات المطالبة باسقاط نظام الرئيس الأسد، وذلك رغما عن إرادة والديها. وفي هذا تقول «لا يخيفهما إلا شيء واحد، ما يفعلونه بالفتيات»، في إشارة الى جرائم الاغتصاب التي تقول المعارضة ان قوات الاسد وميليشيات الشبيحة الموالية لها ترتكبها بحق المعارضات أو نساء المعارضين وبناتهم.
ومع الوقت انخرطت لين أكثر في «جهود الثورة»، فراحت تخيط مع زميلات لها أعلام المعارضة، وكانت تساعد أيضا في كتابة الشعارات على اللافتات التي يرفعها المتظاهرون في مسيراتهم وتجمعاتهم المستمرة يوميا رغم القصف والمعارك.
وحين وصلت المعارك الى حلب انتقلت لين الى مساعدة الممرضات بعدما خضعت لدورة تدريبية سريعة في الإسعافات الاولية.
وقد لاحظنا خلال تجوالنا على عدد من المستشفيات الميدانية في حلب وجود العديد من المتطوعات اللواتي يساعدن الأطباء. وعلى غرار الكثيرات من رفيقاتها اختارت القلم سلاحا لها، فهي تدون على مفكرة صغيرة أرقاما وأسماء وتواريخ، وتوثق بواسطة كاميرتها التي لا تفارقها أبدا صور الضحايا. وتوضح «أحصي القتلى. أنا مكلفة باعداد قائمة باسماء القتلى والجرحى وبحفظ صور لهم».
وبفضل لين وأمثالها من الناشطين والناشطات، يمكن يوميا لمنظمات حقوقية وأهلية مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان إحصاء القتلى والجرحى الذين يسقطون في النزاع، وإبلاغها الى وسائل الإعلام الدولية التي لا تسمح السلطات السورية لمراسليها بحرية التنقل لتغطية النزاع.
وهؤلاء الناشطات يأتين من القرى المحيطة بحلب رغما عن إرادة أهلهن في غالب الأحيان، نظرا الى أن المجتمعات في هذه القرى محافظة جدا. وهؤلاء الفتيات ينمن ويصحون ويعملن في المستشفيات ويتنقلن تحت القصف من مستشفى لآخر.
واليوم تتلقى لين مساعدة من ناشطة انضمت لتوها الى صفوف «الحرائر» وتطلق على نفسها اسم «أم سهير».
وخلف الحجاب الأسود الذي يغطي رأس هذه الشابة السورية وبعضا من ذقنها ترتسم على محياها ابتسامة كلما ذكرت كلمة «الثورة».
وتقول ام سهير بنبرة ملؤها الثقة بالنفس «سنفعل كل ما بوسعنا فعله، وإذا اضطرنا الأمر فسنحمل السلاح ونذهب الى الجبهة من أجل وطننا».
30/09/2012
قذائف مورتر سورية أصابت منازل تركية أنقرة تحذِّر دمشق: لن نسكت على الانتهاكات
اسطنبول، نيويورك- رويترز، يو بي أي- لمحت تركيا الى أنها ستقوم بـ«عمل» إذا تكرر هجوم بالقصف أو بالرصاص على أراضيها من قبل قوات الأمن السورية من داخل سوريا، محذرة في الوقت نفسه من ان الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرا «بات يشكل تهديدا على سلام المنطقة وأمنها».
وكانت قذائف مورتر أطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرق تركيا الجمعة، وألحقت أضرارا بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية.
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحافيين في نيويورك أن أنقرة أبلغت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطسي بالحادث «الذي بات يتكرر مرارا»، بحسب ما قاله الوزير في تصريحات اذاعتها شبكة سي.ان.ان.ترك.
تهديد بالرد
وذكر داود أوغلو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من دون أن يخوض في تفاصيل، «أود أن يعلم الناس انه إذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فاننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق».
واستقبلت تركيا مئات آلاف اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا، وتستضيف عددا من شخصيات المعارضة السورية- سياسيين وعسكريين.
وفي ابريل الماضي قالت تركيا إن خمسة أشخاص على الأقل، بينهم مسؤولان تركيان، أصيبوا بجروح عندما أصابت نيران اطلقت عبر الحدود مخيما للاجئين السوريين في كيليس التي تقع الى الغرب على الحدود.
وعززت تركيا قواتها ودفاعاتها الجوية على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر، بعد ان اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في يونيو الماضي.
وفي ذلك الوقت قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان إن أي عنصر سوري يقترب من حدود تركيا سيعتبر تهديدا يتم التعامل معه كهدف عسكري.
حرب طائفية
من جهة ثانية، دعا داود أوغلو المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين في سوريا، محذراً من أن الوضع في هذا البلد بات يشكل تهديداً على سلام المنطقة وأمنها، ومن حرب طائفية قد تشمل المنطقة بأسرها.
وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (الجمعة) إن «أكثر من 30 ألف شخص قتلوا حتى الآن، وفرّ نحو 300 ألف إلى الدول المجاورة، وهناك حوالي مليون شخص نازح. للأسف أصبحت هذه المأساة الإنسانية مجرد إحصائية بالنسبة للكثيرين، ولكن ماذا فعل المجتمع الدولي لوقف هذه المذبحة؟ لا شيء حرفيا.. حتى الآن لم نرَ عملا واحدا فعالا لإنقاذ الأرواح البريئة»، في سوريا.
وتساءل عن تفسير شرعية «فشل مجلس الأمن في أن يعكس الضمير الجماعي للمجتمع الدولي، والذي من مسؤولياته الأساسية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين»، مضيفا أن عدم قدرته على التصرف بهذا الشأن إنما يشجع النظام السوري على قتل الأشخاص أكثر من أي وقت مضى.
وحذر وزير الخارجية التركي من حرب طائفية قد تشمل المنطقة بأسرها، ومن «وصمة عار أخرى» بعد عشرين عاما، مشيرا إلى مذبحتي سربنيتشا (في يوغوسلافيا السابقة) وحلبجة (في العراق) والتي تتمثل هذه المرة في مدن سوريا.
وشدد أوغلو على مسؤولية المجتمع الدولي عن حماية الشعب السوري، من دون النظر لأي اعتبارات أخرى غير الضمير والحرص على مصير الشعب السوري، فضلا عن أن الأوضاع في سوريا قد «تطورت لتشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن في الإقليم».
01/10/2012
تحقيق أعزاز.. «مقبرة دبابات» النظام السوري
أطفال سوريون يسيرون قرب دبابة مدمرة في أعزاز (أ ف ب)
أعزاز - ماري روداني - أ ف ب - تستعيد أعزاز «المحررة» في شمال سوريا حياتها الطبيعية، في الأيام التي يغيب فيها الطيران التابع للقوات النظامية عن سمائها، تحولت أغلبية معالمها إلى دمار، لكنها اكتسبت لقباً تتغنى به هو «مقبرة الدبابات».
يلفت المنظر الداخلين الجدد إلى المدينة: المسجد ذو المئذنتين، الذي كان موجوداً، تحوّل إلى كتلة من الحجارة تظهر منها ثلاث دبابات محترقة ومدمرة، في مكان أبعد يبدو واضحاً أن القصف والاشتباكات حولت المنازل والمباني العامة إلى ركام.
يسير الأولاد حاملين دفاترهم على الدرب المتعرج المحاط بحطام السيارات والمؤدي إلى المدرسة، بينما يفتح عدد من التجار محالهم. نسوة يبتعن الحاجيات، وأخريات يذهبن إلى الحقول. كل يهتم بشؤونه من دون الالتفات إلى الكميات الكبيرة من الردم التي ترسم معالم الشوارع، وتذكّر بأن المنازل كانت قائمة على جنباتها.
تدمير 17 دبابة
اكتسبت المدينة، التي باتت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، لقبها يوم تمكن هؤلاء من تدمير 17 دبابة تابعة للقوات النظامية منتصف يوليو الماضي، وقام المقاتلون الفخورون بإنجازهم بتعليق صور كبيرة لكل من هذه الدبابات على الجدار الخارجي لمديرية الشرطة المحلية.
وكان الجيش النظامي قد استقدم تعزيزات كبيرة في محاولة لإبقاء سيطرته على هذه المدينة الزراعية التي يقطنها حالياً نحو 25 ألف نسمة. وفي الأوقات الأكثر حدة من المعركة، يذكر نجم الدين، وهو أحد أوائل المقاتلين المعارضين في المدينة، أن السكان رأوا نحو 60 دبابة و20 باصاً كبيراً لنقل الجنود النظاميين.
ويشرح نجم الدين أن «الاستراتيجية قامت على تدمير كامل للمباني التي نطرد منها الجنود لئلا يتمكنوا من العودة والاستقرار فيها».
وعلى الأرض، لم يتبق من المدارس والمباني الأمنية التي كانت تستخدم كقواعد للجنود النظاميين، سوى أطنان من الأنقاض، كما أن ركام بعض المباني يبدو مسطحاً، وكأنها سقطت ككتلة واحدة من السقف إلى القعر.
وقام المقاتلون المعارضون بتفخيخ مئذنتي المسجد المبنيتين من حجارة باللونين البيج والزهري، بعدما اتخذ قناة من القوات النظامية مواقع فيهما. وعلى أحد جدران المسجد التي ما زالت قائمة، لافتة كبيرة كتبت فيها أسماء الضحايا الذين سقطوا برصاص هؤلاء القناصة.
غير بعيد من مكان وقوفنا، ينظر المارة بارتباك إلى قناة ماء تصب ببطء على عمق نحو متر عن الطريق. تعرضت المنطقة حديثاً لغارة جوية تسببت بحفرة عميقة في الأسفلت إلى حد أن نصف المدينة باتت محرومة من المياه.
ولم يسلم من الضرر المستشفى الذي بقي مشروعاً غير منجز لنحو 20 عاماً، ودشّن قبل أعوام قليلة فقط.
من على سطح المستشفى، يمكننا بالمنظار رؤية المطار العسكري الذي لا يبعد سوى كيلومترات قليلة. في الوقت الراهن، كل الطائرات الحربية والمروحيات جاثمة على أرضه، يمكن الحياة أن تستمر في أعزاز، إلى أن يحين موعد الغارة الجوية المقبلة.
01/10/2012
إيران: الأسد سينتصر..وسيكون نصراً لنا
دبي - رويترز - نقل عن مستشار الزعيم الأعلى لإيران امس الأول قوله ان الرئيس السوري بشار الأسد سيدحر الانتفاضة عليه، محققا نصرا على الولايات المتحدة وحلفائها في خطوة ستكون ايضا نصرا لإيران. وجاءت تصريحات علي اكبر ولايتي مستشار الشؤون الخارجية للزعيم الأعلى لإيران علي خامنئي (السبت) لتكون من اشد التصريحات تأييدا للأسد من جانب طهران حتى الآن، وفي وقت عبرت فيه الولايات المتحدة وفرنسا عن تأييد اكبر للمعارضة السورية يوم الجمعة.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن ولايتي قوله «انتصار حكومة سوريا على المعارضين في الداخل واميركا وانصارهم الغربيين والعرب الآخرين، يعد انتصارا للجمهورية الإسلامية الايرانية».
واضاف ان الهجمات التي شنتها المعارضة في الآونة الاخيرة لم تضعف الحكومة السورية وقال «انتصار الحكومة السورية أكيد».
وقال «موقف الحكومة السورية مستقر، وبعض التفجيرات والاغتيالات لا يمكنها أن تسقط النظام».
01/10/2012
قناص سوري: «لم يعد لدي قلب»
نشرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية، أمس، تقريراً خاصاً لمراسلها في حمص بيل نيلي، يلقي الضوء على «دور القناصة في الصراع الدائر في سوريا، وكيف تزهق حياة العديد من الأبرياء على أيدي القناصة وبكل برودة قلب».
ويحكي نيلي كيف التقى أحد القناصة التابعين للجيش السوري النظامي في الخطوط الأمامية في حمص. ويقول «التقيت القناص الصغير السن نسبياً، وهو جندي، أخذني إلى نقطة تمركزه في أحد البنايات، حيث يجلس هادئاً يترقب هدفه».
ويضيف الكاتب أن «القناص رفض الإفصاح عن اسمه، خوفاً من أن ينتقم الجيش السوري الحر من عائلته، اتسمت ملامحه بالصرامة وكان هادئ الطباع وسلاحه موجهاً صوب منزل اخترقته العديد من الإطلاقات النارية، وعندما بدا لي أنه مستعد لإطلاق النار على هدفه غادرت المكان».
ويضيف نيلي «خلال جولتي في حمص التقيت، أيضاً، بقناص آخر في أحد شوارع المدينة يدعى صلاح شاتور، لم يكن رجلاً طاعناً في السن إلا أنه بدا لي ذلك، فارتسمت على وجهه علامات الحزن والآسى، قال لي إن الحياة أضحت صعبة للغاية، وإنه لم يعد يحصي عدد الجيران الذين قتلوا، وعندما سألته عن شعوره جراء فقدان العديد من الأحبة والجيران، تمتم وانفجر باكياً»، وقال «لم يعد لدي قلب، كيف سينتهي هذا؟ إن الرب وحده يعلم».
01/10/2012
الأول من نوعه في المدينة الكردية.. وتعزيزات عسكرية في ريف دمشق والمعارك تحتدم في حلب انتحاري يستهدف فروعاً أمنية في القامشلي
مقاتلون من الجيش السوري الحر يساعدون عددا من تجار حلب على نقل بضائعهم من السوق القديمة التي شبت فيها النيران نتيجة القصف من قبل القوات النظامية (أ ب)
دمشق، واشنطن-أ ف ب، رويترز، يو بي أي- كشف اللواء السوري المنشق عدنان سلو، أن مجموعة من الخبراء التقنيين الإيرانيين يتولون مساعدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأبحاث الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى إمكانية نقلها بسهولة إلى حزب الله «في حال شعر بخطر سقوطها بيد عناصر المعارضة».
وقال سلو، الذي يُعرّف عن نفسه بأنه كان رئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية قبل انضمامه إلى صفوف الثوار في سوريا، في حديث لشبكة «سي إن إن»، ان «الأسلحة عبارة عن صواريخ وقذائف مدفعية يمكن نقلها بسهولة»، مضيفا أن النظام «لن يتردد في اللجوء لهذه الأسلحة إذا سقطت المدن الكبرى، مثل حلب، بيد الثوار». وقال إن «هناك مخازن يتم فيها اختبار قنابل يدوية سامة، فيها غازات مثل السيرين والخردل».
وكانت معلومات نشرت حول اختبارات يقوم بها خبراء من إيران وسوريا في منشأة خاصة بالأسلحة الكيميائية في منطقة السفير قرب حلب، والتي تضم شبكة معقدة من الأنفاق وقاعدة لصواريخ السكود.
تفجير انتحاري في القامشلي
ميدانيا، وقع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية (شمال سوريا) فيما تواصلت المعارك بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة في أنحاء مختلفة من البلاد لا سيما في حلب، وسط قصف جوي وبري عنيف من قبل القوات النظامية ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وذلك غداة مقتل نحو 160 شخصا، بينهم 58 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
وقتل أربعة أشخاص في التفجير الانتحاري في القامشلي، بحسب ما نقل التلفزيون السوري الرسمي، فيما أشار المرصد الى أن الانفجار استهدف مفرزة الأمن السياسي في الحي الغربي من القامشلي، الذي يضم مقار عدة أجهزة أمنية- سياسية وعسكرية وجنائية- وأدى الى مقتل ثمانية من القوات النظامية، موضحا «انها المرة الأولى التي يستهدف فيها انفجار مماثل مراكز امنية في القامشلي».
وتقع القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وهي تضم غالبية كردية كانت حذرة في الانضمام الى الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد.
اشتباكات وقصف في حلب
وفي حلب، شهدت المدينة القديمة اشتباكات مع محاولة المقاتلين المعارضين التسلل الى أجزاء من المنطقة وتعزيز حضورهم في اجزاء أخرى.
وشهدت الشوارع والأزقة في المدينة القديمة اشتباكات عدة في الأيام الأخيرة، ويعتقد أنها السبب في الحرائق التي اندلعت فجر الجمعة وصباح السبت في الأسواق القديمة التاريخية، وأدت الى تدمير عدد من المتاجر ذات الابواب الخشبية.
ووقعت اشتباكات مع القوات النظامية في حي العامرية أدت الى سقوط مقاتل، بينما سجلت اشتباكات في حي الجندول، بينما تعرض حيا الكلاسة وباب الحديد لقصف عنيف.
مهاجمة مطار عسكري
وكان المقاتلون المعارضون شنوا ليلا هجوما على مطار النيرب العسكري، ما أدى الى «إعطاب طائرتين مروحيتين على الأقل إثر سقوط قذائف هاون في قلب المطار».
وسبق للمقاتلين المعارضين ان هاجموا مواقع استراتيجية منها المطارات العسكرية التي تستخدمها الطائرات الحربية والمروحية في مهاجمة مناطق مختلفة.
كما دارت اشتباكات في أحياء الإذاعة والكرة الأرضية وباب انطاكيا ودوار الجندول وجمعية الزهراء. وتعرضت أحياء بعيدين وصلاح الدين وبستان الباشا والمرجة ومساكن هنانو والفردوس وكرم الجبل لقصف من قبل القوات النظامية.
تعزيزات إلى ريف دمشق
في غضون ذلك، استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية الى مدينة حرستا في ريف دمشق مع استمرار حملة الدهم التي تقوم بها منذ 3 أيام.
كما اقتحمت القوات النظامية حرستا بعد قدوم تعزيزات عسكرية للمدينة، رافقتها حملة دهم وتخريب للمحلات التجارية.
وشهد حي القدم في العاصمة حملة دهم واعتقالات عشوائية، في حين قتل جنديان من القوات النظامية في هجوم نفذه مقاتلون معارضون على نقطتهم العسكرية في حي العسالي.
ورغم إعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة منذ يوليو الماضي، ما زال بعضها ولا سيما منها الجنوبية، يشهد اشتباكات في جيوب مقاومة للمقاتلين المعارضين.
وفي دير الزور، خاض مقاتلو المعارضة اشتباكات مع عناصر حاجز للقوات النظامية قرب فرع الأمن السياسي، ما ادى الى مقتل عدد من المقاتلين بينهم قائد لواء.
وفي درعا، اقتحمت القوات النظامية ليلا الحي الشمالي في بلدة المزيريب «ولا تزال البلدة محاصرة من قبل القوات النظامية السورية التي تكبدت خسائر فادحة خلال الاشتباكات» السبت. كما تعرضت مناطق في حماة وإدلب للقصف.
طفل نزح وذويه الى مدرسة في حي مدحت تقي الدين في دمشق بعدما دمر القصف منزله (أ ب)
باريس- كاثرين راما (أ ف ب)- يخشى المراقبون للأزمة السورية مخاطر حصول تقسيم للبلاد، وهو ما تم التطرق إليه غالبا منذ بدء النزاع، ويرون في ذلك أرضا خصبة لفوضى مستقبلية على الصعيدين الداخلي والدولي.
بدأ تقطيع الأراضي مع إقامة مناطق محررة حيث لم يعد لقوات الرئيس السوري بشار الأسد سلطة عليها. ويتولى حوالي 700 ألف شخص، بحسب مصادر فرنسية، من أصل 23 مليون نسمة (تعداد سكان سوريا)، تسيير أمورهم بأنفسهم في هذه المناطق الواقعة في شمال البلاد قرب تركيا، وجنوبا قرب الأردن تحت حماية المعارضة المسلحة.
الأقليات والحكم الذاتي
وبالطريقة نفسها، بدأ حوالي مليوني كردي يقيمون في مناطق موزعة في سوريا من الشمال وصولا الى شمال شرق البلاد، تنظيم صفوفهم مع رغبة في تشكيل نواة دولة. ويرى فابريس بالانش، الأستاذ في جامعة ليون الثانية، أن «الجيش السوري يتركهم يقومون بذلك. النظام ليست لديه الامكانات للإمساك بهذه المناطق. وهو يعلم من جانب آخر أن الأكراد معارضون بقوة للجيش السوري الحر، وتلك ورقة في يديه». ويعيش حوالي مليون كردي أيضا في دمشق وحلب. وأكد بالانش أن الأقلية الدرزية (700 ألف نسمة) قد تغريها أيضا فكرة إقامة منطقة حكم ذاتي في الجنوب.
لكن مخاطر التقسيم مصدرها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها رئيس الدولة والتي إذا شعرت أنها وصلت الى وضع ميئوس منه، يمكن أن تلجأ الى معقلها في المنطقة الساحلية غربا، في جنوب غرب حمص وصولا الى مرفأ اللاذقية المتوسطي الى الشمال ونحو حماة. وتشكل الأقلية العلوية حوالى 11 % من الشعب.
ويقول بالانش «عملية التقسيم ليست واقعا بحد ذاته، لكن إذا سقط نظام الأسد فمن الواضح أن العلويين سيتحصنون في مناطقهم» على الساحل فيما سيأتي قسم من المسيحيين أيضا (10 % من الشعب) للجوء الى هذه المنطقة.
وأضاف أنه إذا تولت الغالبية السنية (74 % من الشعب) السلطة فان الروس والإيرانيين سيكتفون في إبقاء العلويين المدعومين من قبلهم، في هذا القسم من الساحل السوري، حيث تملك موسكو في طرطوس قاعدتها الوحيدة في الشرق الاوسط.
مجازر وتطهير عرقي
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اعتبر في أغسطس الماضي أن هذه الخطة البديلة القائمة على إقامة جيب علوي تشكل «اسوأ السيناريوهات». وقال بالانش «ما ان يبدأ التقسيم المفتوح على كل الاحتمالات يظهر، فيمكن ان يوقظ ذلك رغبات في التقسيم في لبنان الذي يمكن أن يدخل حربا كما في الثمانينات أو حتى العراق أو تركيا»، متوقعا ان تحصل في سوريا عمليات ترحيل كبرى للسكان ومجازر أو حتى تطهير.
ويرى كريم اميل بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان هذه الفرضية بتراجع الأسد الى الساحل كملاذ اخير رغم انها ممكنة لن تكون قادرة على الاستمرار. ويضيف «دولة علوية مصغرة لن تتمتع بالحكم الذاتي اقتصاديا ولن تحظى باعتراف دولي، كما أن ضمان الوحدة الطائفية في المنطقة لا يمكن أن يتم من دون القيام بنوع من تطهير أو ترحيل سكان ما سيكون مأساويا».
01/10/2012
{سلمهم رقم هاتفه الفضائي مقابل تخفيف الضغط عنه} {ديلا سير} : الأسد باع القذافي للفرنسيين
بعد مرور عام على مقتله، ذكرت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية أن الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي قد قتل على يد عميل للمخابرات الفرنسية وبمساعدة من المخابرات السورية. الصفقة، التي كان ثمنها رأس القذافي، كان هدفها تقليص الضغط الدولي على سوريا قدر الإمكان مقابل تخليص الرئيس الفرنسي ساركوزي من تهديدات العقيد المتلاحقة.
وبنت الصحيفة الإيطالية فرضيتها الساخنة على تصريحات رامي العبيدي، المسؤول السابق في المجلس الوطني الانتقالي، الذي قال «إن القذافي حاول الاتصال عبر هاتفه المتصل بالأقمار الصناعية Iridium بعدد من أكثر الناس المقربين إليه ممن فروا إلى سوريا تحت حماية الرئيس السوري بشار الأسد، ومن بينهم يوسف شاكر المسؤول عن الدعاية التلفزيونية. وسلم الأسد رقم هاتف القذافي الفضائي إلى الأجهزة الخاصة الفرنسية، لقاء وعد من باريس بتحجيم الضغط الدولي على دمشق الذي كان يهدف الى وقف قمع تظاهرات السوريين». ونقلا عن وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) فإن توافر رقم القذافي الشخصي الفضائي كان هو نقطة التحول في عمليات البحث عنه، اذ بات تحديد مكان وجوده الحقيقي سهلا على قوات الناتو.
01/10/2012
النظام حرَّمه على مناطق الشمال البنزين في زجاجات بأسعار باهظة
حلب ــــــ ماري روداني (أ.ف.ب)- على حافة الطريق يتنقل هشام من سيارة الى أخرى حاملا قمعا وأنبوبا مطاطيا قصيرا لبيع البنزين، بسبب حظر النظام بيع المحروقات في الشمال السوري الواقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، وحيث بات البنزين المهرب يباع في زجاجات أو صفائح بأسعار باهظة.
ويقوم هشام منحنيا فوق خزان وقود إحدى الحافلات بسكب محتوى وعاء معدني في قمعه المغطى بقطعة قماش تقوم مقام مصفاة بدائية، بينما يساعده شاب آخر وهو يمسك له الأنبوب أو يجلب له وعاء ثانيا.
وقال السائق حسن: «أشتري ما يلزمني من بنزين من هنا كل يوم، لأني أعرف أنه ليس بنزينا مغشوشا» قد يلحق الضرر بمحرك سيارتي.
وارتفع سعر ليتر البنزين، الذي كان يباع مقابل 45 ليرة سورية قبل بداية حركة الاحتجاج في منتصف مارس 2011، الى 60 ليرة سورية (حوالى 0.85 دولار) في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام، حيث يتوجه المهربون للتزود بهذه المادة. وفي حلب بلغ سعر ليتر البنزين 100 ليرة سورية.
ووسط براميله، التي يشتريها من مهربين أتوا خصوصا من محافظة الرقة (شمال شرق البلاد)، يدخن هشام سيجارة تلو أخرى، راميا بصورة لامبالية أعقاب السجائر الى جانب البراميل.
هو أيضا غيّر عمله مع اندلاع الثورة. لكن ذلك كان مناسبا بالنسبة إليه، فقد جاء يستقر على الطريق مرابطا بين الحدود التركية وحلب، ويؤكد أنه يبيع يوميا 4 آلاف ليتر من البنزين، ويتوافد إليه نحو ستين زبونا كل يوم.
وبطريقة أكثر تواضعا، يقوم أشخاص آخرون ببيع البنزين بالزجاجات. وفي بعض الأحياء، هناك أطفال يديرون مواقع لبيع البنزين، بالكاد يبعد الواحد منها عن الآخر بضعة أمتار.
02/10/2012
تقرير إخباري
المساعدات الإيرانية إلى سوريا هل يستطيع العراق فعلا تفتيش الطائرات؟!
كتب زهير الدجيلي :
زهير الدجيلي
شكك مراقبون في ان يقوم العراق بتفتيش الطائرات الإيرانية العابرة لاجوائه الى سوريا، والتي تحوم حولها شكوك بأنها محملة باسلحة ومساعدات عسكرية وحرس ثوري الى النظام السوري. كما ان مصادر القبس اكدت هي الأخرى بأن مستوى العلاقات بين الحكومة العراقية وطهران قد يجعل من المتعذر على العراق القيام بذلك، مثلما أعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري.
وكان زيباري اعلن في نيويورك على هامش حضوره اجتماعات «أصدقاء الشعب السوري» أن العراق طلب من إيران «وقف استخدام أجوائه لشحن أسلحة الى سوريا»، وأكد أن بعض الطائرات ستبدأ بالهبوط في المطارات العراقية للتفتيش. وكشف أن حكومته عازمة على إنزال الطائرات وإجراء تفتيش عليها، وانه «طُلب منها الهبوط لإجراء عمليات كشف والتحقق من حمولتها، لكن قلنا للجانب الأميركي والأطراف الأخرى: إذا كان هناك قرار ملزم من مجلس الأمن، وطالما أن قدرات العراق غير موجودة أو غير مكتملة، فإن الدول التي لديها القابلية والقادرة هي من يقوم بالردع أو المنع».
ورداً على سؤال «هل العراق قادر على ذلك مع إيران»؟ أجاب الوزير: انه في مارس «بدأت هذه الرحلات، وطلبنا من الإيرانيين وقفها، وبعد أيام توقفت فعلاً، واستؤنفت أواخر يوليو. قالوا: ليست فيها أسلحة ولا عتاد، وأنها تنقل حُجّاجاً أو زوّاراً أو بمسائل أخرى، لكن للتحقق من حمولتها سنطلب هبوط الطائرات قريباً».
وهذا اول اعتراف عراقي بوجود حركة اسطول جوي ايراني (رايح جاي) الى سوريا رغم ان بغداد قبل شهرين نفت اتهامات بأنها تتساهل مع رحلات جوية ايرانية تنقل السلاح والخبراء العسكريين الى دمشق لمساعدة نظام الأسد. كما ان زيباري قال صراحة بعدم وجود امكانات لذلك، وطالب الدول الكبرة بالقيام بالمهمة.
وبدا واضحا ومنذ عدة اشهر، للدول الأوروبية وأميركا وتركيا والجامعة العربية ان الموقف الإيراني لا يقتصر على الدعم السياسي، انما يشمل دعما لوجستيا يستخدم اجواء العراق بعلم حكومة بغداد.
مما دفع هذه الدول الى مطالبة العراق بمنع هذا النشاط عبر اجوائه. غير ان العراق كما يقول وزير الخارجية طلب من ايران وقف رحلاتها، لكنه لم يؤكد قيام بغداد بإنزال الطائرات وتفتيشها.
ووفق تلك المصادر، فإن الحكومة لم تتخذ هكذا قرار، كما ان الرحلات الجوية لم تتوقف، بل ازدادت منذ يوليو. كما ان العلاقات الإيرانية العراقية قد تجعل من عملية التفتيش أمرا متعذرا لاسيما أن الحكومة والبرلمان يشهدان انقسامات حول هذا الأمر، غالبا ما تكون الغلبة فيه لمصلحة طهران.
وتؤكد المصادر أن الموقف العراقي ينسجم اجمالا مع الموقف الإيراني ازاء الأزمة السورية، ولا يختلفان كثيرا. غير ان بغداد تتعامل مع هذه الأزمة بتحفظ دبلوماسي شديد، قد يدعم نظام الأسد سياسيا، مما يجعل المقترح العراقي بفتح حوار بين المعارضة والنظام السوري في بلد محايد، هو أقرب الى دعم النظام منه الى دعم المعارضة التي تعتبر هذا الموقف مرفوضا.
02/10/2012
تحقيق
إيران تدعم الأسد بمليارات الدولارات قطر وتركيا توقفان الأسلحة عن المعارضة
لندن- يو بي أي- ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، أن ايران تنفق المليارات من الدولارات على الدعم العسكري والمالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما كشفت صحيفة «اندبندنت» أن قطر وتركيا أوقفتا توزيع شحنات أسلحة، بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، على المعارضة السورية في الداخل وتحتجزانها في الأراضي التركية بسبب التفرقة والخلافات بين جماعاتها.
شرخ في القيادة الإيرانية
وذكرت «التايمز»، نقلاً عن تقارير استخباراتية غربية، ان الفشل في عدم ترجيح كفة النزاع في سوريا لمصلحة نظام الرئيس الأسد، رغم الدعم المالي والعسكري الضخم لنظامه، أحدث شرخا في الجزء العلوي من النظام الإيراني، تمثل بانقسام بين المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي واللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
واضافت الصحيفة أن طهران دفعت رواتب قوات النظام السوري لعدة أشهر بالإضافة إلى تزويده بالأسلحة والدعم اللوجستي، وفقاً لمصادر في المعارضة السورية.
يذكر أن مسؤولين ايرانيين كانوا أدلوا بتصريحات في الأسابيع الأخيرة بشأن تدخل بلادهم في سوريا، في حين انتقدت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي طهران لتزويدها النظام السوري بالأسلحة لمساعدته على سحق التمرد المصمم على إطاحة حكومته.
توحيد صفوف المعارضة
من جهة ثانية، قالت «اندبندنت» إن الموردين القطريين والأتراك أبلغوا ممثلي المعارضة السورية خلال مناقشات رفيعة المستوى، بأن الأخيرة لن تحصل على الأسلحة الثقيلة ما لم تتفق على تشكيل قيادة متماسكة.
واضافت الصحيفة أن أنقرة شهدت محاولة في أوائل أغسطس الماضي لاقامة سلسلة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وسعى ممثلون عنها للحصول على أسلحة ثقيلة لتزويد مقاتلي المعارضة في حلب، بعد أن بدأت قوات النظام باستعادة مناطق كانت خاضعة لسيطرة المتمردين.
ونقلت عن مصادر مطلعة على النقاشات قولها إن الأتراك «كانوا يعملون بمنزلة ميسّرين في حين احتكر القطريون تدفق الأسلحة، لكن الطرفين شددا أمام ممثلي المعارضة المسلحة على أن الثوار في المدن الرئيسية، بدءاً من حلب، بحاجة إلى تشكيل مجالس عسكرية منظمة واعداد خطة عملياتية منسقة».
ونسبت «إندبندنت» إلى مصدر تركي يتولى مهمة تزويد المعارضة بالأسلحة ومعدات الاتصالات قوله «كنا نتلقى قوائم بالأسلحة المطلوبة من كتائب المعارضة بدلاً من الخطط العملياتية ومستلزماتها، وإذا ما تم تزويد كتيبة بالأسلحة فان ذلك يتسبب في إغضاب الكتائب الأخرى وجعلها تثير أسئلة عن أسباب استثنائها».
وذكرت الصحيفة أن هناك مزاعم بأن دولا خليجية ضخت الأسلحة والأموال للجماعات الاسلامية المتشددة في المعارضة السورية، وفضلتها على الميليشيات الأكثر اعتدالاً، والتي أعربت عن قلقها بشكل متزايد من ظهور الجماعات المتطرفة ووجود أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب في صفوفها، وتزامن وصولها إلى سوريا مع وقوع المزيد من الهجمات ضد الأقليات.
وقالت إن الموردين يرددون بأنهم عزوا السبب وراء تشكيل المجالس العسكرية للمعارضة السورية بأنه يهدف لضمان توزيع الأسلحة بصورة أكثر انصافاً عليها، وأصروا أيضاً على اعادة الأسلحة الثقيلة عند انتهاء الأعمال القتالية.
ونقلت الصحيفة عن زعيم حركة سورية معارضة سمّى نفسه «أبو محسن» حضر النقاشات أن القطريين «كانوا واضحين جداً بشأن تنظيم صفوف المعارضة المسلحة وتقديمها خطة مناسبة، وكانوا قلقين جراء عدم قدرتهم على استعادة الكثير من الأسلحة التي منحوها للمتمردين في ليبيا ولا يريدون تكرار الوضع نفسه في سوريا».
وقال أبو محسن «حاولنا تشكيل المجالس العسكرية كما أرادوا، لكن هناك بعض الصعوبات تتمثل في أن الكثير من الأفراد الذين نصبوا أنفسهم قادة للكتائب المقاتلة لا يريدون التخلي عن السلطة».
02/10/2012
جزء كبير من سوق حلب التاريخي تحول إلى رماد.. وانفجارات تهز دمشق مجزرة أطفال في إدلب.. ومقتل 18 جندياً نظامياً في حمص
مقاتلان من المعارضة السورية أثناء مشاركتهما في اشتباك مع القوات النظامية في حلب (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ - استمرت المعارك الضارية في حلب، أمس، بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين، متسببة بمزيد من الأضرار الكبيرة في الأسواق القديمة التاريخية للمدينة. وبالتزامن سقط اكثر من 100 قتيل في أعمال عنف متفرقة حيث تسببت غارات جوية على إدلب بمجزرة أطفال، في وقت كانت الأحياء الجنوبية من دمشق تشهد اشتباكات عنيفة وسط حملة مداهمات واعتقالات واسعة شنتها القوات النظامية التي وزعت مناشير «كذب» في ضواحي العاصمة تدعو الأهالي إلى المغادرة، بينما قتل 18 جنديا نظاميا على الأقل، وجرح أكثر من 30 آخرين في كمين نصبه لهم مقاتلو المعارضة في حمص.
يأتي ذلك بينما تدفع السلطات التركية والأردنية- كل على حدة- بتعزيزات إضافية إلى حدودهما المشتركة مع سوريا.
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 170 شخصا، أغلبيتهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
الأسواق القديمة محور المعارك
ففي حلب، المحور، ذكر مراسلون ان اشتباكات بالاسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه.
وتحولت أجزاء كبيرة من سوق حلب المغطاة الى رماد، وهي اكبر سوق من نوعها في العالم، ومدرجة في قائمة التراث الانساني لليونسكو، حيث يعود تاريخها إلى القرن 14 مع استمرار القتال بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة للسيطرة على المدينة.
وقال نشطاء ان النار انتشرت بسرعة، بينما يرجع في جانب منه إلى ان كثيرا من المتاجر التي تقع تحت اقواس السوق الاثرية كانت مملوءة بالاقمشة، مضيفين ان الحريق أتى حتى الآن على 1500 متجر ومازال مستعرا.
وعبر بعض النشطاء المعارضين للحكومة عن غضبهم على مقاتلي المعارضة، لاتخاذهم مواقع في المدينة القديمة. وقال ناشط رفض نشر اسمه «كلنا نعرف انه نظام مجرم وسيفعل اي شيء. لهذا لم يكن للمقاتلين شأن بالسوق. لماذا ذهبوا إلى هناك»؟
لكن نشطاء آخرين دافعوا عن سلوك مقاتلي المعارضة. وقال أحدهم «انتشرت النار حتى الجامع الاموي، وكان المقاتلون هم من تمكنوا من منع انتشارها ابعد من ذلك. لكل من يسألون عن سبب وجود المقاتلين في المدينة القديمة، نقول انهم لم يدخلوها إلا لتحريرها».
وأكد محافظ حلب وحيد عقاد أن «الحرائق المفتعلة في سوق المدينة هي بسبب محاولة من قبل العناصر الإرهابية المسلحة إعاقة تقدم الجيش العربي السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحال في هذه الأسواق».
ووفق التجار، لا وجود للقوات النظامية داخل الأسواق، لكنها تقوم باطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الاموي.
من جهة أخرى شهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات، لا سيما في حيي الصاخور (شرق) وصلاح الدين (جنوب شرق)، بينما تعرض مبنى المحافظة للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، الأمر الذي خلق حالة ذعر للموظفين، وأخرجوا من المبنى وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري (وسط) والقصر البلدي.
مجزرة أطفال
من جهة اخرى، قتل 21 شخصا، بينهم ثمانية أطفال دون سن الـ18، في غارة شنتها طائرة حربية على بلدة سلقين في ريف ادلب. وتلا الغارة اشتباكات خاضتها القوات النظامية مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة.
وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع يوتيوب، يظهر رجلا يبكي وينتحب امام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل، وهو يصرخ «يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله»، قبل ان يغطي وجهه بيده ويتكئ الى حائط.
كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة أطفال مضرجين بالدماء، وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة. من جهته نقل التلفزيون الرسمي تعليقا على قصف سلقين ان «الجهات المختصة تدمر عددا من السيارات المزودة برشاشات دوشكا، وتقضي على مجموعة ارهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في مدينة سلقين بريف ادلب».
دمشق وضواحيها
الى ذلك، قال ناشطون ومقيمون إن القوات النظامية قصفت الاحياء الشرقية لدمشق، واشتبكت مع مقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية.
وأبلغ السكان عن سماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة. وقالوا إن العاصمة اهتزت نتيجة لعدة انفجارات مدوية، ربما كانت نيران المدفعية. وقال مقيم في حي العدوي (وسط) إن «الانفجارات بدت وكأنها زلازل».
وقال المرصد السوري ان قوات الاسد تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزمالكة وعين ترمة على المشارف الشرقية لدمشق، والتي تمثل معاقل للمعارضة. وأضاف أن هجوم الجيش أمس جاء بعد ان منيت قوات الاسد بخسائر فادحة في المنطقة (الأحد) عندما تعرضت عدة نقاط تفتيش عسكرية للهجوم. كما سقط عشرات القتلى والجرحى في في قصف للقوات النظامية على مناطق في محافظتي درعا وحمص.
مقتل 18 جنديا
من جهة اخرى، قتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الأقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص (وسط)، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأوضح المرصد ان هؤلاء سقطوا «اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر».
02/10/2012
علم الثورة قرب الرئاسة السورية
رسم ناشطون علم الثورة السورية على جدران حديقة «النيربين» الواقعة في منطقة المهاجرين في دمشق، على بعد مئات الأمتار فقط من القصر الرئاسي السوري. وبث ناشطون صورا تظهر الرسومات في الحديقة.
وتعد منطقة المهاجرين من أكثر مناطق العاصمة السورية التي تشهد أنشطة معارضة سلمية، مثل قطع الطرقات وتوزيع المنشورات والتظاهرات السلمية والتحريض الإعلامي ضد السلطات وغيرها.
02/10/2012
الأسد وحيداً بعد رحيل شقيقته
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس، أن رحيل بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات يؤكد استمرار سيناريو عزلة الأسد، سواء نتيجة موجة الانشقاقات من جانب كبار المسؤولين وحتى ابتعاد أفراد العائلة المقربين عنه، مما يؤكد أن الأسد أضحى وحيدا في سوريا.
إيران لسوريا: استخدام الكيماوي سيخسركم الشرعية جيش الأسد يعزز قواته في حلب.. ويقصف دمشق
مقاتل من الجيش الحر ينقل مدنيا جريحا الى المستشفى أصيب بقصف على حلب (أ ف ب)
دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ- اندلعت اشتباكات عنيفة في عدد من أحياء دمشق، أمس، بين قوات الأمن السورية والجيش السوري الحر، ووصلت الى ساحة العباسيين، بينما كانت قوات الجيش والأمن النظامية تشن هجمات عنيفة على بلدات في ريف العاصمة، وتواصل معاركها الضارية مع مقاتلي المعارضة في حلب، حيث أفادت معلومات بأن الرئيس بشار الأسد أمر بارسال 30 ألف جندي الى المدينة و2000 ناقلة جند وآلية. كما أفادت تلك الأنباء بأن الأسد توجه شخصيا الى حلب للإشراف على المعركة المحتدمة هناك منذ أكثر من شهرين.
وفي الأثناء، واصلت قوات النظام عملياتها العسكرية والأمنية ضد مناطق عدة في محافظات مختلفة، لاسيما حمص ودير الزور ودرعا وإدلب، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، غداة مقتل نحو 170 شخصا أغلبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما تأتي هذه الأحداث غداة توجيه إيران تحذيرا ضمنيا لحكومة الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد معارضيه «لأن ذلك سيعني خسارتها مشروعيتها».
اشتباكات في دمشق وريفها
وقال المرصد إن مدينة دوما في ريف العاصمة تعرضت لقصف جوي وبري عنيف من قبل القوات النظامية أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، مضيفا أن «ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين قتلوا في مبنى البرج الطبي في دوما اثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة».
كما تعرضت مدينة الزبداني المحاصرة منذ أشهر لقصف مماثل. وفي مدينة معضمية الشام أطلق جنود النظام النار عشوائيا ما ادى الى «اصابات في صفوف المدنيين» بينما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة ووردت انباء عن اصابات في صفوف المدنيين.
وفي العاصمة، «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في أحياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف ادى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل». كما دارت اشتباكات لمدة ساعة في ساحة العباسين.
واشارت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم الى قرب انتهاء العمليات الامنية في «كامل» ريف دمشق.
تعزيزات ضخمة إلى حلب
وفي حلب، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أطراف حي العرقوب، فيما تعرضت بعض الاحياء للقصف من قبل القوات النظامية، لاسيما مساكن هنانو.
كما تتعرض بعض احيائها للقصف من قبل القوات النظامية السورية ما اسفر عن «سقوط عدد من الجرحى» في حي مساكن هنانو، بحسب المرصد.
وأشارت صحيفة «الوطن» الى وصول «تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب، ما يعني أنه عازم على تطهير ما تبقى من أحياء المدينة من المسلحين وخصوصا الشرقية منها في أسرع وقت ممكن».
وفي حمص، تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى. كما تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف مماثل.
وفي ريف درعا، تعرضت بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وام الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك لقصف عنيف أسفر عن سقوط قتلى. كذلك تعرضت أحياء المطار والحميدية والعمال ومدينة موحسن في دير الزور للقصف، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي الموظفين لقصف من قبل القوات النظامية. ولم يكن الحال أفضل في إدلب.
اعتقال حقوقي بارز
من جهة أخرى، أكد الحقوقي والمعارض السوري أنور البني ان السلطات السورية اعتقلت المحامي خليل معتوق المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.
وقال البني لوكالة الأنباء الألمانية إن اعتقال معتوق جاء «أثناء انتقاله من منزله (بضاحية صحنايا جنوبي غربي دمشق) إلى مكتبه بوسط دمشق.
وأضاف البني، الذي كانت السلطات اعتقلته لسنوات طويلة مع أخيه الكاتب أكرم البني قبل أن تطلق سراحهما اخيراً، «إننا ندين هذا الاعتقال ونعتبره رسالة واضحة للنشطاء السلميين المدافعين عن حقوق الإنسان وللمحامين المدافعين عن معتقلي الرأي الذين يعتبر الأستاذ خليل من أبرز وجوههم».
تحذير إيراني
يأتي ذلك غداة تحذير وجهته إيران ضمنيا لحليفتها سوريا من أن أي استخدام للاسلحة الكيميائية سيؤدي الى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الاميركي للدراسات في نيويورك.
وردا على سؤال بشأن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، أجاب صالحي انه «إذا ما تحققت هذه الفرضية (...) سيكون ذلك نهاية كل شيء». وأضاف «إذا ما قام اي بلد، بما في ذلك إيران، باستخدام أسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية (...) هذه الحكومة».
وشدد صالحي على ان «أسلحة الدمار الشامل، كما سبق ان قلنا، ضد الانسانية، انه امر لا يمكن القبول به بتاتا».
وذكر صالحي بان القوات الايرانية كانت ضحية هجمات باسلحة كيميائية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988).
أم تحمل طفلتها المصابة بشظية قذيفة في دار الشفاء في حلب (ا ف ب)
03/10/2012
{الجزيرة} تحرِّف الثورة السورية: من التحرر إلى الطائفية!
ميشال كيلو
ميشال كيلو*
من حق دولة قطر العظمى بناء رهاناتها على ما لديها من قوة مالية أساسها الغاز والنفط، وقوة إعلامية تؤمنها لها إمبراطورية الجزيرة. ومن حقها أيضا أن تبحث في صفوف الإسلام السياسي عن ركن نفوذها الثالث، الذي يملك حضورا ملموسا في الأوساط الأصولية وينتشر في معظم بلدان العالمين العربي والإسلامي، ويستطيع مساعدة قطر الصغيرة على لعب دور كبير، أكبر من إمكاناتها الذاتية بكثير، يتيح لها تهديد جيرانها وخصومها المحتملين والحقيقيين: من الجزيرة العربية القريبة إلى إيران وبلدان المغرب العربي وافريقيا البعيدة. لكن ليس من حق إمبراطورية الجزيرة الكبيرة وإمارة قطر الصغيرة جعل سوريا ساحة نشاط ينبع من المال السياسي من جهة، والتهييج التحريضي من جهة أخرى، الذي يكمل خطط نظام دمشق لوضع السوريين بعضهم في مواجهة بعضهم الآخر، ويساعده على تحويل معركتهم من أجل الحرية إلى معركة مذهبية أو طائفية أو جهوية، لحمتها وسداها تطرف وعنف يدفعان بصاحبهما إلى قتل الآخر والمختلف، لا لذنب اقترفه غير كونه آخر ومختلفا.
تحريض طائفي ومذهبي
ليس من حق الجزيرة التلطي وراء دعم السوريين كي تحرضهم طائفيا ومذهبيا، وتشجعهم على الطائفية والمذهبية، وتبرز كل ما يمت إليهما من علامات ورموز حقيقية أو وهمية. فهي مثلا تركز على علَم الأصولية السلفية، وتحجب مئات الأعلام الوطنية القريبة منه أو المحيطة به، لتشويه طابع الحراك المدني والوطني والديموقراطي، وإبراز طابع مضاد له، لا يكاد يكون موجودا بالفعل، أو أن وجوده باهت وهامشي جدا في الثورة السورية، ويقتصر على مناطق صغيرة في أرياف بعينها تعتبر بين الأكثر تأخرا وتخلفا في ريف بلادنا وبلداتها المغلقة والمعزولة. كما أن الجزيرة تروّج لتيار ربما كان يحبو في أحسن أحواله، فتظهره على غير حقيقته، خاصة عندما ترفقه بصيحات تكرر كلمات ينفرد وحده باستخدامها. فتوهم المشاهد أن الثورة السورية أصولية، وأن خوف الأقليات مسوغ، ومثله خوف العالم الخارجي، الذي يجد في مواد الجزيرة أدلة كافية يبرر بواسطتها عزوفه عن الانخراط الجدي في الأزمة السورية ووضع حد لما أنتجته سياسات النظام من مآس كارثية فيها. وهكذا تقل فرص إيجاد حلول تحقق مطالب الشعب وتوقف القتل والإبادة وتدمير البلاد المنهجي، وامتناع دوله الكبرى عن حسم مواقفها والقيام بجهد منسق من شأنه إجبار النظام على وقف مجازره ضد شعبه المظلوم والأعزل.
يخاف العالم مما يراه وتخاف منه قطاعات لا يستهان بوزنها من السوريين، ترفض أن ترث الأصولية العلمانية البعثية أصولية مذهبية متشددة، يبقى معها النظام الحالي الظالم والقاتل أقرب منها إلى خيارات عالم حارب ما يشبهها في العراق. تلك التي تهدد سيطرتها على سوريا ببث الاضطراب في المنطقة برمتها، وبمنع إقامة نظام حكم ركيزته الحرية والديموقراطية، وتأسيس أوضاع تسلطية من نمط جديد مضاعف وأشد هولا بما لا يقاس من نمط النظام الذي تثور بلادنا عليه.
لماذا؟!
هل تنتهج الجزيرة هذه السياسة من دون وعي، أم تمارسها عن سابق عمد وتصميم؟ إن ما تفعله هو على الأغلب خيار قرره وينفذه القائمون عليها من ساسة وإعلاميين، وإلا لما واظبت على ترجمته من خلال سياسات انتقائية لا هدف لها غير التهييج الانفعالي والمذهبي والتحريض على العنف؟ ولماذا ثابرت على التمسك به من دون كلل منذ بداية ثورة السوريين وحتى الآن؟ ولماذا انتهجت سياسة إعلامية تخدم طرفا لم يكن له أي جود جدي على الأرض عند بدء الانتفاضة، يعادي الحرية والديموقراطية ويعتبر أي نزوع مدني ضربا من الخروج على تاريخ وهوية العرب والمسلمين من الضروري محاربته؟ ولماذا تجاهلت- وبإصرار- أي نضال وطني الصبغة، يؤكد أن السوريين يقاتلون نظامهم الاستبدادي ولا يقتتلون فيما بينهم بسبب خلافات فقهية أو طائفية؟!
في إطار سياستها هذه، تلجأ الجزيرة إلى التلفيق والمبالغة، وتنتقي من الأخبار ما يمكن نشره بطرق تحتمل قراءات مذهبية مبطنة أو صريحة تطبع الحراك بطابعها وتزوره وتحرفه عن غاياته الأصلية، وتقلبه إلى صراع بين أقلية علوية شريرة وأغلبية سنية خيرة، كأن الشعب لم يثر من أجل الحرية، وإنما انتفض كي يقيم نظاما لن يختلف كثيرا في جوهره العميق عن النظام الحالي، الذي ترى الجزيرة أنه يجب أن يرحل بأي ثمن، حتى لو كان الثمن تدخل عسكري خارجي. هذا الثمن الذي جعلت الترويج له ركنا رئيسا من أركان سياستها الإعلامية، ضاربة عرض الحائط بما يمكن أن يتمخض عنه من دمار عام يطاول السوريين جميعا، يكمل ويوسع ما تكفل النظام الحالي به من تدمير منهجي نشره في كل مكان، آملا أن تحميه إسرائيل، صاحبة المصلحة الرئيسة في دمار سوريا وشطبها إلى زمن جد طويل من معادلات القوة في المنطقة، وأن يقبله الأميركيون خوفا من البديل الأصولي الذي سيحل محله، على أن يكون معلوما أن من يدمر دولة سوريا ومجتمعها لمصلحة إسرائيل لن يرفض التبعية لواشنطن وتل أبيب، فلماذا لا تعتمدانه إذن كربيب لهما ولا تدعمانه؟!.
الخط السياسي القطري
تطييف النضال الداخلي وربط مصير الحراك السلمي بتدخل عسكري خارجي، والتشجيع على توسيع العنف القاتل وتدمير سوريا: هذا هو الخط السياسي القطري الذي ترجمته الجزيرة إعلاميا وغطته بحماسة انفعالية وجهود مدروسة هدفها تحويل الثورة من ثورة مجتمع ضد نظامه إلى عراك طائفي بين قلة من الشياطين وكثرة من الملائكة، ومن ثورة شعب يريد الحرية ولديه القدرة على بلوغها إلى جزء من صراع دولي لا علاقة لأي سوري به، يمكن أن ينتهي بتبعية البلاد للغرب وإسرائيل، كأن السوريين يمكن أن يكونوا أحرارا في دولة فقدت استقلالها وسيادتها، أو كأنهم ثاروا من أجل إلحاق وطنهم بقوى أجنبية.
واليوم، وقد وقع جزء من التشويه الذي أسهمت قناة الجزيرة فيه داخل الحراك، وصار العنف سيد الموقف وأغلقت أبواب السياسة والحلول السياسية، وتم تحويل البندقية إلى رمز مقدس والعسكرة إلى طريق وحيدة لانتصار الثورة، وأُخض.ع السياسي للعسكري والعقل لحسابات العنف والقوة، ووحدة الأدوات النضالية لجهة واحدة هي المحاربة منها، يصير من المفهوم أن تتجاهل الجزيرة قرارا وطنيا فائق الأهمية اتخذه الجيش السوري الحر بمنع انتساب أي عضو فيه إلى أي حزب سياسي أو ديني، وأن تقفز بسرعة عن وثيقة انعطافية في مسيرة الصراع مع النظام هي «ميثاق الشرف»، الذي أصدره الجيش حول التزامه بالعهود والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والمواطن ومعاملة الأسرى والسكان، وبالتخلي عن السلاح بمجرد أن يسقط النظام.
في النهاية، ووسط إبراز مشاهد العنف التحريضية، لماذا تجاهلت الجزيرة دور الشباب المسيحي والعلوي والدرزي في الصراع، وأعداد من قدموا أرواحهم منهم على طريق الثورة وفي سبيلها، وتضحياتهم من أجلها، ومآسي مئات آلاف المعتقلين، الذين مات كثيرون منهم تحت التعذيب أو قتلوا ذبحا في السجون والمعتقلات، وعشرات آلاف السيدات اللواتي انتهكت أعراضهن وتعرضن لاغتصابات جماعية، مع أن هذا الجانب من المأساة السورية بقي مجهولا إلى حد بعيد، وخاصة ما يتعلق منه بأعداد القتلى والجرحى والملاحقين والمسجونين من نساء وأطفال وشيوخ وأطياف مجتمعية أخرى كانت دوما على هامش الصراعات السياسية.
أخيرا، هل يمكن تجاهل الصلة بين دور بعض الدول الإقليمية لإبراز جهات مذهبية لم تكن موجودة إطلاقا في سوريا، واستزراعها داخل الحراك، وبين غمرها بمال قطر السياسي وإعلام الجزيرة، حيث أعطاها الأول القدرة على شراء الذمم والمواقف، ونفخ الثاني دورها وركز عليه في حين تنكر لوجود ودور القوى المدنية والديموقراطية، التي أطلقت الثورة وقادت الشارع في أشهر الانتفاضة الأولى وتقدم اليوم أيضا أعز التضحيات، وعمل لتغليب تيار معين على بقية أطراف المعارضة، بعد تأسيس ما سمي «المجلس الوطني السوري» بفضل الدورين التركي والقطري، وما نجم عن سياساته من دور تكامل مع دور النظام في إيصال سوريا إلى حيث هي الآن: على حافة الدمار الشامل وقرب قعر المأساة؟
* كاتب ومناضل سياسي سوري، كان له أثر رئيسي في تأسيس «ربيع دمشق» ولجان إحياء المجتمع المدني. عضو المنبر الديموقراطي السوري.
ينشر بالترتيب مع اللوموند دبلوماتيك
04/10/2012
قيادة الأسد تبشِّر بقرب «المعركة الفاصلة» سيارات مفخخة هزّت حلب: 48 قتيلاً ودمار واسع
من آثار التفجيرات المتسلسلة للسيارات المفخخة في حلب
حلب -ا ف ب- هزت سلسلة تفجيرات دامية وسط مدينة حلب، حيث تدور معارك طاحنة منذ اكثر من شهرين بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، اسفرت عن سقوط 48 قتيلا على الاقل، بحسب منظمة حقوقية، وعن 31 قتيلا وعشرات الجرحى بحسب الارقام الرسمية.
في هذا الوقت، تواصل قوات السلطة عملياتها القمعية والتدميرية في عدد من المدن لجعل ما اسمته «ايام المرتزقة معدودة»، بحسب صحيفة رسمية.
تفجيرات متعاقبة
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربع سيارات مفخخة انفجرت في حلب صباحا، ثلاث منها في ساحة سعد الله الجابري ومداخلها، وسيارة رابعة بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين عند مدخل البلدة القديمة.
واسفرت الانفجارات، بحسب المرصد، عن مقتل 48 اغلبهم من القوات النظامية، مشيرا الى احتمال ارتفاع العدد بسبب وجود نحو 100 جريح الكثير منهم بحالة خطرة.
ونقل المرصد عن مصادر طبية ان «معظم القتلى والجرحى من القوات النظامية التي استهدفتها التفجيرات في نادي الضباط وحواجز القوات النظامية».
وافاد مصدر عسكري لفرانس برس بان سيارتين انفجرتا بفارق دقيقة في شارعين قريبين من ناد للضباط في ساحة الجابري في قلب حلب، وبعد ذلك سيارة ثالثة على مسافة 150 مترا في حي باب جنين عند مدخل البلدة القديمة ما ادى الى مقتل ثلاثة عسكريين.
من جهتها، اوردت وكالة سانا ان السيارات كان «يقودها إرهابيون انتحاريون»، وان الأولى والثانية تم تفجيرهما قرب فندق النادي السياحي ما أدى إلى استشهاد 31 وإصابة العشرات من المواطنين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في موقع التفجيرين.
وأضاف المصدر أن «الثالثة انفجرت في منطقة تجميل مشارقة بعد إطلاق النار عليها من قبل عناصر الحراسة ولم يسفر انفجارها عن وقوع ضحايا».
القوات النظامية و«المعركة الفاصلة»
وكانت صحيفة الوطن السورية ذكرت ان قوات السلطة «ردا على الفشل الذريع الذي منيت به -معركة الحسم- التي أعلنها مسلحو حلب منذ نهاية الأسبوع المنصرم»، حسمت أمرها بالتقدم نحو الاحياء الشرقية معقل «المسلحين ومركز ثقلهم والدخول إلى حي الشيخ خضر».
واوضحت ان السيطرة على حي الشيخ خضر ستمهد الطرق إلى الأحياء الشرقية لخوض المعركة الفاصلة والأخيرة.
قصف الأحياء بضراوة
وكان المرصد افاد، من جهته، بان «عدة احياء: سليمان الحلبي والشيخ خضر والصاخور تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى»، مشيرا الى وقوع «اشتباكات عنيفة مع الكتائب الثائرة في حي العرقوب ما اسفر عن خسائر في الطرفين».
وفي ريف حلب، تعرضت بلدة دير حافر للقصف من قبل القوات النظامية.
«المخطط التخريبي لدول التآمر»
من جهتها، اكدت صحيفة الثورة الحكومية ان «الهزائم المتواصلة للعصابات الارهابية (على ايدي قوات السلطة) تؤكد المضي بالمهمة الوطنية حتى تخلص البلاد من رجس المرتزقة (..) وايام تلك الميليشيات باتت معدودة، وكذلك الامدادات المالية والعسكرية والضغط السياسي والاعلامي على سوريا».
واعتبرت الصحيفة ان «المخطط التخريبي لدول التآمر آيل الى السقوط والانهيار بفضل انجازات الجيش العربي السوري».
قصف وقنص في كل اتجاه
بالاضافة الى احداث حلب، واصلت قوات النظام قصفها لعدد من البلدات والمدن، بحسب المرصد. ففي ريف العاصمة تعرضت منطقة الغوطة الشرقية وبلدات الهامة وسقبا وقدسيا للقصف، فسقط جرحى كما قتل شاب من بلدة ببيلا برصاص قناص، وسيدة في دوما.
كما قامت قوات الاسد باقتحام المزارع المحيطة ببلدة جسرين رافقها تحليق مروحي.
وفي دمشق، نفذت القوات النظامية حملة هدم للمنازل في احياء برزة والقابون ودمر.
وفي شمال غرب البلاد، تعرضت اريحا والناجية وبداما وقرية رام حمدان بريف ادلب لقصف عنيف، في حين استمرت الاشتباكات مع الكتائب الثائرة في منطقة الجبل الوسطاني.
مروحيات.. وإعدامات
وجنوبا، تعرضت عدة بلدات في ريف درعا، كداعل والغارية الغربية وصيدا للقصف مع استخدام الطيران المروحي. وافاد المرصد عن مقتل شاب من بلدة نامر والعثور على ثلاث جثامين لمدنيين اعدموا ميدانيا في بلدة زيزون.
كما نفذت القوات النظامية في ريف درعا حملة اعتقالات عشوائية واحراق للمنازل في بلدة كفرشمس وبلدة إنخل بينما شهدت بلدة طفس اطلاق نار كثيفا.
حمص وريفها.. والزور
وفي حمص، تعرضت الاحياء القديمة لقصف عنيف، وفي ريفها، تعرضت الرستن وبلدات الغنطو والسعن لقصف ادى لسقوط ثلاثة قتلى في بلدة الغنطو، وتهدم في بعض المنازل.
كما تعرضت البويضة الشرقية في ريف حمص لقصف اوقع قتيلا على الاقل وعدة جرحى وتهدم منازل.
وشرقا، انفجرت شاحنة مفخخة استهدفت فرع الامن السياسي بمدينة الزور فقتل وجرح عدد من العناصر.
أحد المصابين بالقصف المدفعي لأحياء حلب يتم نقله إلى مستشفى الشفاء (أ ب)
04/10/2012
خمسة قتلى داخل تركيا بقذائف النظام السوري
اسطنبول - وكالات - أعلن امس ان قذائف اطلقت من الجانب السوري للحدود تسببت بمقتل خمسة اتراك وجرح تسعة، بجنوب شرق تركيا عند الحدود مع سوريا.
وصرح رئيس بلدية بلدة اكجاكالي عبد الحكيم ايهان ان بين القتلى امراة وطفلا في السادسة.
واضاف «هناك غضب في بلدتنا» ضد النظام السوري، مشددا على ان البلدة تعرضت بانتظام خلال الايام العشرة الماضية لرصاص طائش، وقذائف اطلقت اثناء معارك متقطعة بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين في محيط معبر تل الابيض الحدودي.
والحادث هو الاول من نوعه منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية. وقال احد سكان اكجاكالي «تمزق جسد امراة بانفجار امام عيني. هناك ايضا قتلى آخرون وجرحى بينهم اطفال».
وقد سقط معبر تل ابيض بين ايدي مقاتلي الجيش السوري الحر قبل عشرة ايام..بينما اغلقت المدارس في الجانب التركي لاسباب امنية.
04/10/2012
الرعب يطاردهم كباراً وصغاراً أينما حلوا عائلات منكوبة تفترش الحدائق العامة في دمشق
دمشق -أ ش أ- أصبح من المألوف في دمشق أن ترى أسرا بأكملها تفترش الحدائق العامة بعد أن تهدمت مساكنها.
وحتى قبل أيام قليلة مضت لم يكن الأمر يشكل ظاهرة لافتة للنظر، فكان عدد من يفترشون «أي حديقة» بضعة أفراد.. إلا أن الأمر بدأ في التوسع والاستفحال.
يقول م.ص (45 سنة) إنه يفترش الرصيف ومعه أسرته المكونة من زوجته وثلاث بنات (10 - 8-4 سنوات) وولدين (6 - 2 سنة). لقد نزحوا من محافظة حمص بعد أن تهدم المنزل.. ولجأ إلى أقارب زوجته في حي القابون بدمشق.
كان يعمل بمحل لبيع الأجهزة الكهربائية في حمص إلا أن صاحب المحل أغلقه.
ويؤكد «م.ص» أن أهل زوجته استقبلوه لأسابيع فشل خلالها في العثور على أي عمل .. ورغم الخجل الذي كان يشعر به لإحساسه أنه وأسرته «عالة» على عائلة زوجته فإن ترحيب الأهل وكرمهم كان يرفع هذا الحرج.
الهدم يلاحقهم إلى العاصمة!
ويكمل انه قبل أيام اندلعت الاشتباكات في حي القابون .. والمنزل الذي يؤوي أهل زوجته ويؤويه وأسرته معهم تهدم .. وتوجه أهل الزوجة ليقيموا عند أحد معارفهم في منطقة المهاجرين .. وبالطبع لم يكن من الممكن الذهاب معهم .. وظل يوما بأكمله يجوب الأحياء بحثا عن مأوى .. ولما غلبهم الإرهاق افترشوا الأرض ومن وقتها وهم على الرصيف يعيشون على صدقات أهل الخير.
طردوهم من المدرسة
فيما يروي «أبو كنان» قصته، فيقول إنه من سكان منطقة اليرموك بدمشق .. وتهدم منزله فلم يجد مفرا إلا الفرار مع زوجته وطفلين .. وخلال هروبهم من القصف أقاموا في مدرسة أعدتها رئاسة الحي لإيواء المشردين وقضوا فيها قرابة الشهر.
وقبل أسبوعين حضرت إلى المدرسة قوة من الشرطة وأخبروهم أنه صدر قرار بإخلاء المدارس من المهجرين والمشردين نظرا لبداية العام الدراسي .. ووعدوهم بتوفير مكان بديل.
وكان «البديل» ساحة عامة طلبوا منهم البقاء فيها «مؤقتا» .. ولم يستطيعوا البقاء لأكثر من يومين خصوصا مع اقتراب الاشتباكات من الساحة .. فنزحوا إلى وسط المدينة وافترشوا هذه الحديقة.
معاناة الطفولة
وفي حديقة عرنوس وسط العاصمة، لفتت نظرنا طفلة (8 سنوات) تلعب حتى وقت متأخر من الليل .. وسألناها عن سبب وجودها فاجابت بابتسامة مُرة «أنا مقيمة هنا».
وقالت «إسمي ألاء .. من سكان منطقة الزملكا بريف دمشق .. والدي توفى منذ 10 شهور. واندلعت الاشتباكات وبدأت الصواريخ تسقط علينا .. فهربت مع أمي وشقيقتي».
وكان نائب محافظة ريف دمشق راتب عدس أعلن أنه تم إخلاء المدارس المشغولة من الوافدين والبالغ عددها 220 مدرسة وتوفير بدائل لتلك المدارس.
04/10/2012
«فايننشال تايمز» عن أكراد سوريا: يستعدون لمرحلة ما بعد الأسد
ندن -يو بي أي- أفادت «فايننشال تايمز» أن أكراد سوريا الذين يقيم معظمهم في شمال شرق البلاد، يستعدون بهدوء لمرحلة ما بعد نظام بشار الأسد، وذلك بفتح مراكز للشرطة ومحاكم ومجالس محلية لتشكل حجر الأساس لمنطقة الحكم الذاتي مع استمرار الأزمة هناك.
وقالت الصحيفة «إن رفع الأعلام الكردية واللافتات باللغة الأم في محافظة الحسكة تعطي انطباع التحرير بعد سنوات من حكم البعث، تمت خلالها مصادرة الأراضي وقمع التعبير عن الهوية الكردية، واعتقال الآلاف، وخاصة بعد أعمال الشغب في المناطق الكردية عام 2004».
واضافت أن الاستعدادات للحكم الذاتي تجري مع وجود قوات النظام في العديد من بلدات ومدن الحسكة، التي تبدو بأنها تغض الطرف عما كان يشكل تهديداً لها.. وان تغاضي الدولة عن هذه التحركات قد يكون خطوة لتجنب فتح جبهة أخرى في الصراع، أو لتنشيط الحركة الكردية الانفصالية في تركيا من أجل هز حكومتها، وفقاً لمعارضين سوريين.
وقالت إن تركيا اعربت عن مخاوفها من أن المؤسسات الجديدة يهيمن عليها حزب الاتحاد الديموقراطي، المعروف بصلاته الوثيقة مع العمال الكردستاني، ومن قيام مقاتلي الأخير بتكثيف حملتهم شرق تركيا.
واضافت الصحيفة أن صور عبدالله أوجلان، زعيم الحزب المسجون في تركيا، تزيّن الآن جدران مباني المجلس المحلي الذي تم افتتاحه في بلدة «غيركيليجي» بمحافظة الحسكة، حيث يصطف الناس في طوابير للحصول على نشرات مرسلة من العراق .
04/10/2012
الناشطة المتوارية عن الأنظار رزان زيتونة: جائزة ابن رشد تكريم لكل المناضلين والمعتقلين
مقاتلون من الجيش السوري الحر وسكان محليون في سرمدة (بمحيط إدلب) يتظاهرون ضد نظام الأسد (رويترز)
بيروت-ا ف ب- اعتبرت الصحافية والناشطة السورية رزان زيتونة ان جائزة ابن رشد التي فازت بها قبل أيام تعد «تكريما لكل السوريين بمعاناتهم المستمرة من أجل نيل حريتهم»، مشددة على اهمية الصوت المدني في ظل «عسكرة الثورة». وقالت زيتونة المتوارية عن الانظار منذ الاشهر الاولى للاحتجاجات «في ظل أوضاع مختلفة كانت الجائزة تكريما لجهود الافراد في مجال معين، لكن ضمن ظروفنا هي بمنزلة تكريم لكل السوريين بمعاناتهم المستمرة منذ سنة وثمانية اشهر من اجل نيل حريتهم».
دور النشاط المدني
وأضافت لوكالة فرانس برس «أعتبر نفسي مجرد مرسال، وأشعر بالامتنان لكل من يتضامن معنا».
وشددت على انه «رغم عسكرة الثورة نحاول كنشطاء مدنيين تعزيز دور النشاط المدني وتأكيد (دور) الشباب غير الراغب بحمل السلاح».
وأضافت «هناك دائما الكثير مما يمكن القيام به، مثل الحملة التي قمنا بها للتوعية بسلوك الجيش الحر، والكتابة على الجدران، والمنشورات واللافتات، والمدارس الميدانية، والاغاثة، وحملة: بكرا إلنا».
وقالت زيتونة إن جائزتها هي تكريم «لعشرات الوف المعتقلين».
ووجهت تحية الى رفاقها الصحافيين والناشطين الموقوفين، وقالت «اتذكر مازن درويش رئيس المركز السوري لحرية التعبير الذي يرزح تحت الاختفاء القسري مع رفاقه الأربعة».
كيفية تسلم الجائزة
وإذ يجري الاحتفال وتسليم الجائزة في الثلاثين من نوفمبر فإن زيتونة قد تفوض شخصا لتسلم الجائزة «لاني لا أعتقد أن النظام سيرحل عنا قريبا».
وكانت مؤسسة ابن رشد أعلنت منحها جائزتها لعام 2012 لرزان «على نشاطها الحقوقي السلمي من أجل تحقيق الدولة المدنية الديموقراطية». ورأت فيها «مثالا لنساء سوريا اللواتي يقفن في صفوف المقاومة الأولى ضد نظام الاستبداد».