عنان يواصل «الوساطة».. ومود يرى أن سقوط الأسد لن يحل المشكلة المعارضة تستعد لـ «معركة التحرير» في حلب
أثار القصف على حي جورة الشياح في حمص (أ ف ب)
دمشق، حلب، واشنطن، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ- يستعد مقاتلو المعارضة السورية في حلب- التي أصبحت محورا حاسما في النزاع بين النظام والمعارضة المسلحة- لما أسموه بـ «أم المعارك»، في الوقت الذي دفع فيه الثوار والحكومة بتعزيزات غير مسبوقة الى المدينة التي تعرض عدد من أحيائها لقصف بقذائف الهاون ولإطلاق نار من رشاشات مروحيات الجيش السوري. وتزامن ذلك مع اشتباكات محدودة في بعض أحياء العاصمة دمشق، حيث قتل 16 شخصا على الأقل بصواريخ سقطت على حي يلدا. كما وقعت اشتباكات في مناطق أخرى في محافظات مختلفة، لاسيما حمص ودرعا وإدلب، مما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى انضموا الى حصيلة الـ170 قتيلا سقطوا الخميس.
ورغم العمليات العسكرية والأمنية، لبى السوريون دعوة المعارضة للتظاهر ضد نظام الأسد تحت شعار «انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة» مثل كل جمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من 16 شهرا.
واضطر تدهور الأوضاع الأمنية في عموم سوريا منظمة الصليب الأحمر الدولية الى نقل بعض موظفيها الى بيروت، في وقت أبدت فيه الأمم المتحدة قلقها الشديد حيال وضع المدنيين، خصوصا في حلب التي حذرت دول عدة (الخميس) من وقوع مجزرة فيها. وقد انضمت الولايات المتحدة الى تلك الدول، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا في هذا البلد.
سياسيا، قال مصدر قريب من جهود الوساطة في سوريا إن الموفد الأممي- العربي كوفي عنان مازال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة رغم كونه «كبش فداء» لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق، مضيفا أن «مجموعة العمل» الخاصة بسوريا قد تعاود الاجتماع قريبا لكن ليس على المستوى الوزاري. وفي الوقت نفسه، قال الرئيس السابق لفريق المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود إن سقوط الاسد ليس إلا مسألة وقت، لكنه لن يكون كافيا بالضرورة لانهاء الحرب الاهلية في سوريا.
تحصينات من الطرفين
واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن رشاشات المروحيات استهدفت عدة احياء في حلب فيما تستعد القوات النظامية لشن هجوم حاسم على المقاتلين المعارضين. وقال ان «احياء صلاح دين والاعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري تتعرض لاطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة». وتحدث عن دوي انفجارات في حيي الفردوس والمرجة واشتباكات فجر اليوم في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط) وساحة سعد الله الجابري. وفي حي صلاح الدين يستعد مئات المقاتلين المعارضين لمواجهة هجوم كبير تعد له قوات النظام من اجل استعادة الاحياء التي خرجت عن سيطرتها والتي تشهد اشتباكات منذ اسبوع.
«المعركة الكبرى».. و«الأخيرة»
وبانتظار هذا الهجوم يشن المعارضون المسلحون برشاشات هجومية كلاشينكوف وبنادق رشاشة وقذائف وقنابل يدوية الصنع هجمات صغيرة على مراكز للشرطة والمخابرات. وامام قاعدة للمقاتلين المعارضين في حلب، تقف شاحنة محملة بصناديق كتب عليها «اقنعة واقية من الغاز».
وقال مراسل لوكالة فرانس برس انهم يستعدون «للمعركة الكبرى»، وقد اعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في اقبية المدارس والجامعات. في حين كتبت صحيفة «الوطن» السورية ان «حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سوريا من أزمتها».
قلق دولي
وبسبب التدهور الأمني باشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بإجلاء بعض عمال الإغاثة الأجانب الى بيروت.
واعربت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي عن «قلقها الشديد» حيال مصير المدنيين في سوريا وامكانية حصول «مواجهة وشيكة كبيرة» في حلب.
وقالت نافي بيلاي «تلقيت معلومات غير مؤكدة بعد تشير الى فظائع، بينها تصفيات تعسفية واطلاق نيران قناصة ضد مدنيين خلال المعارك الاخيرة في ضواحي دمشق».
وحذرت نافي بيلاي من ان «كل هذا اضافة الى تعاظم عدد القوات في حلب ومحيطها، يمثل نذير شؤم بالنسبة الى سكان هذه المدينة».
وحضت بيلاي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة على احترام قواعد القانون الانساني وحماية السكان المدنيين عبر التذكير بان واجب التحذير مطلوب.
واشنطن لن تتدخل
بدورها، أعربت واشنطن عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان «القلق هو في ان تحصل مجزرة في حلب وهذا ما يبدو ان النظام يعد له».
وتطرقت نولاند الى «معلومات ذات مصداقية» مفادها ان «قوافل من الدبابات» تتقدم باتجاه المدينة التي تبعد 355 كلم الى شمال دمشق وحيث تدور معارك ضارية بين المتمردين والجيش الموالي للرئيس بشار الاسد». واعتبرت ان تقدم الدبابات واستعمال المروحيات والطائرات يشير الى «تصعيد خطير في النزاع».
وقالت ايضا «مرة جديدة، يحاول النظام بكل الوسائل التمسك بالسلطة ونحن قلقون جدا لما يمكن ان يفعله في حلب». واكدت مع ذلك على الموقف الاميركي لناحية عدم تسليم اسلحة للمتمردين السوريين.
مخاوف دولية من الهجوم الوشيك، ورجل أعمال سعودي يلغي عقودا بالملايين مع روسيا
28/7/2012 الآن - وكالات 10:06:44 AM
الجيش الحر، ورجل الأعمال السويكت يتعرض عدد من أحياء مدينة حلب، السبت، لقصف من الجيش السوري الموالي للنظام، فيما قد تبدو كبداية معركة الحسم على ثاني أكبر المدن السورية، التي تشهد منذ عدة أيام معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة وسط مخاوف دولية من 'فظائع' قد تتعرض لها المدينة المكتظة بالسكان جراء الهجوم الوشيك.
وقالت 'لجان التنسيق المحلية في سوريا' المعارضة إن ضاحية 'صلاح الدين' ضمن عدد من ضواحي حلب، تعرضت لقصف من جانب الجيش السوري، وكانت قد شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الأسد والجيش السوري الحر.
وفي ذات الوقت، تتعرض مدينة 'حماة' لهجوم عنيف عقب دفع نظام بشار الأسد بتعزيزات عسكرية للمنطقة من بينها 200 مركبة عسكرية، على ما أوردت اللجان.
الاستعداد لـ'أم المعارك' في حلب
يستعد مقاتلو المعارضة والقوات الموالية للنظام لمعركة الحسم في حلب، والتي يدعوها النظام 'أم المعارك'، حيث دفع الجانبان بالمزيد من التعزيزات نحو المدينة، وفق مالك كردي، نائب قائد 'الجيش السوري الحر.'
وأشار كردي إلى أن بعض مناطق المدينة أصبحت 'مدن أشباح' بعدما هجرها السكان، مضيفاً: 'الناس يفرون المدينة بإتجاه الضواحي.. أعتقد أنهم يشعرون بأن في هناك معركة كبيرة على وشك الاندلاع... معركة حسم.'
وقد تحدد 'أم المعارك' مصير نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تصدى بعنف لانتفاضة شعبية سلمية في مارس/آذار عام 2011 تحولت لاحقاً إلى تمرد مسلح، وفق خبراء.
وقال أندرو تابلر، الخبير في الشؤون السورية بـ'معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى' إن إخفاق الجيش السوري في حلب 'سيكلف النظام غالياً.. وإذا نجح النظام بهزيمة المتمردين فأن هذا النزاع سيمتد لفترة طويلة.'
وقال ناشطون إن قوات النظام تمنع دخول الوقود والمواد الغذائية إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وأفاد أحد سكان ضاحية 'صلاح الدين' ويدعو 'أبو عمر': إنهم يحاصرون منطقتنا.. هناك مناطق بلا كهرباء وشح في الطعام.'
قلق دولي من معركة حلب
يبدي المجتمع الدولي قلقاً عميقاً إزاء عملية حلب المرتقبة، وأطلق قادة العالم مناشدات للنظام السوري من أجل وقف الهجوم الوشيك، على المدينة التي تتعرض لهجمات شرسة منذ أسبوع.
وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن هجوم الحكومة السورية على مدينة حلب 'تصعيد غير مقبول بالمرة' للصراع.
وأضاف في بيان: 'يساورني قلق عميق بسبب التقارير التي أفادت بأن الحكومة السورية تحشد قواتها ودباباتها حول حلب وبدأت بالفعل هجوما ضاريا على المدينة وسكانها المدنيين.'
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون: 'أحث الحكومة السورية وقف الهجوم.. العنف من جانب الطرفين يجب أن يتوقف لإنهاء معاناة المدنيين في سوريا.'
كما أبدى وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، قلقه من التطورات في حلب وقال إن استخدام النظام السوري 'الأسلحة الثقيلة والطيران في مدينة مكتظة بالسكان يشكل 'جريمة دولية.'
وفي نيويورك، عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن قلقها البالغ إزاء التهديدات التي تواجه المدنيين في سوريا، وحضت الحكومة السورية وقوات المعارضة على 'حماية المدنيين والالتزام بقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أو مواجهة العواقب.'
9:38:22 AM
أوقف رجل أعمال سعودي في المنطقة الشرقية جميع تعاملاته من صفقات جارية ومستقبلية مع أكثر من 20 شركة روسية، بسبب موقف الحكومة الروسية المنحاز مع النظام السوري ضد أبناء الشعب.
وقال رجل الأعمال رئيس مجلس إدارة شركة السويكت للتجارة والمقاولات مبارك السويكت، أنه اتخذ هذا القرار عن طيب خاطر متحملاً كل الاشتراطات الجزائية جراء إلغاء تلك العقود.
وعن العقود التي تم إيقافها من شركة السويكت للتجارة والمقاولات، ذكر السويكت فيتصريحات لصحيفة الحياة بأنها عقود بمئات الملايين في مجال النفط والغاز وتصنيع الأنابيب.
ولفت إلى أن هذا القرار أقل ما يقدم للإخوة السوريين، بعد أن قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صور البذل والعطاء، إلى جانب ما سطّره المجتمع السعودي من صور جميلة للعطاء والبذل والتضحية لإسعاد أشقائهم السوريين، والوقوف معهم في محنتهم بكل فخر واعتزاز، وما نشاهده من صور مختلفة للصغار والكبار نساءً ورجالاً وشباباً دليل على أن الشعب السعودي مدرك نعمة الأمن والأمان التي يعيشها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
واعتبر السويكت هذا القرار فخراً واعتزازاً له كسعودي، مقدراً أرواح الشهداء السوريين الذين قضوا نحبهم في ثورتهم ضد نظام الأسد وأعوانه.
عنصر من الجيش الحر خلف متراس في حي البستان في حلب ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
دمشق - وكالات - اشتعلت حلب امس مع بدء القوات النظامية هجومها المتوقع على المدينة، وسط مخاوف دولية من ارتكابها مذبحة فيها، وشهدت الاحياء التي كانت المعارضة قد سيطرت عليها اشتباكات ضارية مع تصدي المقاتلين للقوات المهاجمة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان حي صلاح الدين تعرض للقصف ودارت اشتباكات عنيفة على مداخله شاركت فيها مروحيات قتالية.
وسقطت قذائف ووقعت اشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي، كما سجلت اشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية واحياء الاعظمية والفرقان والزبدية والملعب البلدي وسيف الدولة واحياء اخرى بالتزامن مع تحليق المروحيات في سماء هذه الاحياء.
ويتحصن المعارضون المسلحون خصوصا في الاحياء الجنوبية والجنوبية الغربية لحلب. وافادت معلومات جمعها مراسل لوكالة «فرانس برس» ان المعارضين المسلحين لم يشنوا اي هجوم كبير منذ ايام بهدف الابقاء على بعض ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي).
ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان «المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى اي حد ستلجا قوات النظام الى القوة المفرطة، لان حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى».
وقال ان عددا كبيرا من سكان المدينة غادروها بينما يواجه الذين بقوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز.
وفي تطورات اخرى سقط سبعة مواطنين بينهم خمسة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في بلدة العبادة في ريف دمشق بينما قتل شاب في مدينة عربين جراء سقوط قذيفة على منزله في مدينة التل. وتعرضت بلدة عرطوز الى قصف بقذائف الهاون والدبابات.
وقتل مواطن خلال اقتحام القوات النظامية مخيم النازحين في مدينة درعا الذي شهد اشتباكات عنيفة اسفرت عن تدمير واحراق قسم الشرطة.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين المعارضين المسلحين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام منطقة اللجاة باعداد كبيرة من المركبات العسكرية والدبابات.
وفي حماة، تعرضت بلدة كرناز لقصف عنيف بعد تمركز قوات عسكرية ضخمة وحصار كامل لمداخل البلدة.
كما تعرض حي دير بعلبة في مدينة حمص لقصف بالصواريخ والرشاشات الثقيلة بعد منتصف ليل الجمعة السبت، وكذلك احياء حمص القديمة وجورة الشياح وباب هود وباب دريب التي قصفت بالدبابات، حسب المرصد.
ناشط من المدينة تحدث إلى «الراي» عن سيطرة الثوار على «نصفها»
الحفار: معركة «الفرقان» فاصلة لتحرير حلب
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
| بيروت - من ريتا فرج |
تستعد حلب العاصمة الاقتصادية في سورية لمعركة فاصلة وسط تحذيرات دولية من وقوع مجازر. وفي انتظار العد العكسي لمعارك الحسم التي يقودها الجيش السوري ينتشر الجيش السوري الحر في عدد من أحياء حلب بعد أن سيطر عليها كما يؤكد ناشطون في ريف حلب وعلى نحو 70 في المئة من المدن السورية «المحررة».
وفي هذا السياق، أكد الناشط السوري في حلب باسل حفار في اتصال مع «الراي» أن «الجيش السوري الحر يسيطر على مناطق باب الحديد وصلاح الدين والصاقور ومحيط مدينة حلب ومداخلها وهو على جهوزية تامة لمعركة التحرير»، مؤكداً أن «الجيش الحر يعتمد على استراتيجية التحرير البطيء نوعياً من أجل الحد من الأضرار على المستويين البشري والاقتصادي».
وأوضح أن «معركة الفرقان التي يقودها الجيش الحر لتحرير حلب ستكون مفصلية، والثوار نصبوا نقاطاً مواجهة في مناطق عدة داخل المدينة»، مشيراً الى أن «الدمار في حلب لم يصل الى المستوى نفسه من الدمار الذي عرفته المدن الأخرى كحمص وحماه، ونحن نتوقع أن يستخدم النظام كل الوسائل وينتهك كل المحرمات لاكمال تدمير المدن»، مؤكداً «أن النظام استخدم الطائرات الحربية. وطوال الأيام الماضية لم نسمع سوى أصوات الطائرات التي تحلق فوق المدينة».
ولفت حفار الى أن «عملية نزوح سكان حلب تحدث في اتجاهين: النزوح نحو خارج المدينة باتجاه مناطق أخرى والنزوح الداخلي أي تجمع الناس في المناطق العامة كالحدائق والجامعة»، مبدياً تخوفه «من تعرض السوريين الذين يتجمعون في المناطق العامة لأي استهداف، فالنظام ليس لديه خط أحمر ويمكن أن يقوم بأي شيء، ومن أجل تفادي أي كارثة إنسانية ندعو الأهالي الى البقاء في بيوتهم».
وأكد أن «جيش النظام من المتوقع أن يبدأ عملياته في اي لحظة والجيش الحر على استعداد تام»، لافتاً الى ان «جيش النظام يحاول استعادة السيطرة على حلب بعد عملية التحرير التي نفذها الثوار»، مشدداً على أن «الجيش السوري الحر ينتشر على نحو 70 في المئة من الأراضي المحررة كادلب وريف حلب وغيرهما».
وأشار الى أن «أهالي المدن المحررة يستقبلون الجيش الحر بالشعارات والافراح، وحين دخل الجيش الحر الى حلب استقبلهم الناس وسألوهم «أين كنتم» واحتفلوا بهم وأقاموا موائد الافطار»، لافتاً الى أن «الجيش السوري الحر يقوم بمساعدة سكان مدينة حلب عبر تأمين الخبز والمواد الغذائية ضمن الامكانات المتاحة»، مؤكداً أن «الجيش الحر يسيطر على 50 في المئة من مساحة حلب ويتمركز على مداخل المدينة وعلى جوانب الأحياء ويتحاشى الانتشار داخلها كي لا تقع اي كارثة».
ورداً على سؤال عن أهمية حسم معركة حلب بالنسبة للجيش الحر، قال حفار «هذا التحرير اذا تحقق هو بمثابة الانجاز الضخم للثورة السورية خصوصاً أن حلب أكبر المدن السورية، وهي عاصمة صناعية»، موضحاً ان «سقوط حلب بيد الثوار يعني سقوط الشريان الاقتصادي للنظام وهذا ما يدفع الاخير الى استخدام كافة الوسائل من اجل استرداد المدينة»، مضيفاً: «لهذا فإن طائرات الميغ تحلق فوق حلب في شكل دائم طوال الليل والنهار ولم نسمع من المجتمع الدولي سوى التنديد، ومن المعروف ان هذه النوعية من الطائرات تعتبر من الأسلحة غير التقليدية. والى جانب طائرات الميغ يستخدم النظام كافة الأسلحة بينها المدفعية والقنابل الثقيلة».
ونفى دخول عناصر من «القاعدة» أو الجهاديين الى سورية لمؤازرة الجيش السوري الحر، مشيراً الى أن «هذه الاتهامات يتم الترويج لها من النظام منذ بداية الثورة. الشعب السوري يقوم بثورته من دون أي طرف آخر سلفي أو جاهدي».
رسالة مؤثرة لمطران الموارنة في دمشق:
جاء دورنا ... يا لها من جلجلة
بيروت - «الراي»:وجه رئيس أساقفة دمشق للموارنة المطران سمير نصار رسالة الى ابناء أبرشيته عبر الانترنت مؤرخة في 20 يوليو وتم نشرها في بيروت عكست عمق المعاناة التي بدأ يعانيها سكان العاصمة السورية بعد انتقال المعارك اليها.
وجاء في الرسالة التي وزعت نصها وكالة انباء «فيدس» الفاتيكانية:
«الاصدقاء والصديقات الأعزاء.
اكتب اليكم ما دمت على قيد الحياة وما دام الاتصال بشبكة الانترنت لا يزال ممكنا... منذ صباح الثلاثاء 17 يوليو 2012، وصلت المعارك الى العاصمة دمشق حيث تستخدم الاسلحة الثقيلة والدبابات والمروحيات في مدينة مكتظة بالسكان. الدمار هائل. يا لها من جلجلة.
تدور المواجهات في الشوارع وتنتقل من حي الى آخر. يستحيل النوم في ظل الخوف ووسط دوي القذائف وقنابل المدافع. تتراوح الحرارة في الصيف من 42 الى 56 درجة مئوية، وانقطاع التيار الكهربائي يضاعف المعاناة.
دمشق مقطوعة عن بقية سورية وتعاني النقص في مواد كثيرة.
لم تعد التموينات تصل اليها... نحن في حاجة الى الخبز والخضار والطعام والغاز للاستهلاك المنزلي والوقود للافران...
الكل يهرب. تغادر العائلات بأعداد كبيرة احياء دمشق حيث يشتد الحر، لتصطف في ارتال طويلة على الطريق المؤدية الى لبنان. الطرق الاخرى نحو الاردن والعراق والشمال في اتجاه حمص - حلب مغلقة.
يحصل النزوح الى لبنان في أجواء من الهلع العام. آمل ان يلقوا الاستقبال المناسب... لان السوريين استقبلوا جيداً اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين...
المؤمنون القلائل الذين تجرأوا على القدوم الى القداس كي يستمدوا الشجاعة، اشعلوا الكثير من الشموع امام ضريح شهداء دمشق الطوباويين.
تبادلوا الوداع وانهمرت دموعهم قبل ان يهرولوا عائدين الى منازلهم على وقع القنابل والانفجارات...
لقد بقيت دمشق طيلة 16 شهراً في منأى عن اعمال العنف التي تمزق المدن الاخرى في سورية... حان دورنا لنعاني ونموت. جهزنا زاوية تحت الدرج لنختبئ فيها مع الجيران من القصف، وقد نظفت الاقبية في الرعية.
نرجو الا تتأخر القيامة بعد كل هذه المعاناة».
«الحملة السعودية لنصرة السوريين» تجمع 249 مليون ريال في يومها الأخير
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
الرياض - كونا - تجاوزت التبرعات النقدية المقدمة للحملة الوطنية السعودية لـ «نصرة الأشقاء في سورية» في يومها الخامس والأخير مبلغ 249 مليون ريال اضافة الى التبرعات العينية من مواد غذائية وطبية وأدوية وملابس وخيام وبطانيات وأغطية ومجوهرات.
وكانت جموع المواطنين والمقيمين تدفقت استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الى أماكن استقبال التبرعات منذ بدء الحملة الاثنين الماضي لصالح السوريين في مختلف مناطق المملكة باشراف مباشر من وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبد العزيز.
وذكرت وكالة الانباء السعودية أن التبرعات النقدية ستستمر في أي وقت عن طريق الايداع في حساب الحملة لدى البنك الأهلي التجاري وبالنسبة لأماكن التبرعات العينية في امارات المناطق فتستمر الى الاثنين المقبل.
«الحملة السعودية لنصرة السوريين» تجمع 249 مليون ريال في يومها الأخير
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 0 0
الرياض - كونا - تجاوزت التبرعات النقدية المقدمة للحملة الوطنية السعودية لـ «نصرة الأشقاء في سورية» في يومها الخامس والأخير مبلغ 249 مليون ريال اضافة الى التبرعات العينية من مواد غذائية وطبية وأدوية وملابس وخيام وبطانيات وأغطية ومجوهرات.
وكانت جموع المواطنين والمقيمين تدفقت استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الى أماكن استقبال التبرعات منذ بدء الحملة الاثنين الماضي لصالح السوريين في مختلف مناطق المملكة باشراف مباشر من وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبد العزيز.
وذكرت وكالة الانباء السعودية أن التبرعات النقدية ستستمر في أي وقت عن طريق الايداع في حساب الحملة لدى البنك الأهلي التجاري وبالنسبة لأماكن التبرعات العينية في امارات المناطق فتستمر الى الاثنين المقبل.
أول منتسبة للجيش السوري الحر: السياسة لا تجدي نفعا مع الأسد
29/7/2012 الآن - وكالات 12:44:10 AM
في أحد المنازل الريفية التابعة للجيش الحر في ريف حلب تؤكد أول منتسبة للجيش السوري الحر السيدة “ثويبة كنفاني”، أنّ الكم الهائل من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد جعلها تنضم الى صفوف الجيش الحرّ لتحرير سوريا.
وقالت كنفاني الأم لطفلين والمهندسة في مجال البترول في كندا إن “مشاركتها في الثورة السورية بدأت منذ انطلاق الثورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكنّ الكمّ الهائل من الجرائم الذي ترك تراكمات كبيرة من الحزن والغضب شكّل نقطة تحوّل لديها ودفعها للقدوم إلى سوريا والانتساب إلى الجيش الحر”، مؤكدة أن مشاركتها في الجيش الحر يأتي بعد أن وقفت بقية الحلول الأخرى عاجزة عن وقف حمام الدم في سوريا.
واتخذت كنفاني قرار المشاركة في الجيش الحر وترك طفليها إيمانا منها أن العمل إلى جانب الجيش الحر وتسليحه وتقديم كافة أنواع الدعم له يعد الطريقة الأنجع والوحيدة للقضاء على نظام بشار الأسد.
وأكدت كنفاني التي مارست العمل السياسي لصالح الثورة السورية أن هذا الطريق لم يعد يجدي في الوقت الراهن لتغيير واقع الصراع في سوريا.
وحصلت كنفاني في صفوف الجيش الحر على تدريب عسكري متقدم على استخدام الأسلحة الخفيفة وساعدها في ذلك شغفها منذ الصغر على التّدرب على استخدام المسدسات والرشاشات. وقالت إنها ” تفكر بأن تتقلد مناصب هامة في الجيش الحر كإدارة الأمور التكتيكية والاستراتيجية ووضع الخطط”. وأشارت كنفاني لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إلى أنها لم تفكر يوما بارتداء البزة العسكرية لكن تطورات الأحداث في سوريا أجبرتها على فعل ذلك، ومحاولات النظام لضرب الثورة وتحريفها بالإشارة إلى أن جماعات إسلامية أصولية متطرفة تقف وراء الأزمة في سوريا.
وتطرقت كنفاني للحديث عن ردود أفعال أسرتها حيال انتسابها إلى الجيش الحر وتحديدا زوجها الذي عارض الفكرة بشدة في بادئ الأمر لكنه دعمها في آخر المطاف لتحقيق رغبتها. في حين حظيت كنفاني بدعم كبير من مجتمعها المحيط بها في كندا غير أن جماعات إسلامية في سوريا رفضت الفكرة وفضلت أن يتم الأمر بصبغة دينية إسلامية.
وشددت كنفاني على أهمية دور المرأة في الحراك الثوري العسكري في سوريا بقولها “تلقيت اتصالات كثيرة من عدة جهات تعمل في الثورة تطلب منها الالتحاق في صفوفها للعمل معها في أدوار تعد هامة جدا”.
ولمست كنفاني تأييدا أكبر من الفتيات أكثر من الشباب، اللاتي أعربن عن رغبتهنّ بالسير في طريق كنفاني والانضمام إلى الجيش الحر على حد قولها.
طائرات الهليكوبتر تقصف و2500 جندي يقتحمون.. ومذبحة تلوح في الأفق جيش الأسد بدأ هجومه المضاد على حلب
أثار القصف والاقتحامات في حي برزة في دمشق (رويترز)
دمشق ــــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ ــــــ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري بدأ (السبت) هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، في وقت بلغت حصيلة القتلى 44 شخصا.
يأتي ذلك رغم الضغوط الدولية والدبلوماسية التي تواصلت طوال اليومين الماضيين، وحذرت من مغبة هذا الهجوم، الذي يتوقع أن يسفر عن مذبحة جديدة. وقد جددت الأمم المتحدة مخاوفها وقلقها، وطالبت دمشق بتقديم «تعهد» بعدم استخدام السلاح الكيماوي «تحت أي ظرف»، وفيما دعت تركيا الى تحرك دولي «عاجل» .
كما يأتي الهجوم على حلب متزامنا مع تواصل الاشتباكات والمداهمات في مناطق متفرقة من العاصمة دمشق، وفي محافظات أخرى، لا سيما ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور وحماة، حيث تواصل مدفعية الجيش السوري قصف الأحياء السكنية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى اضيفوا الى حصيلة الـ120 قتيلا سقطوا يوم الجمعة.
ولا يمكن التحقق من دقة هذه المعلومات لوجود تعتيم إعلامي وحظر حكومي على عمل الصحافيين الأجانب.
أعنف الاشتباكات
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «يمكننا القول إن الهجوم على حلب بدأ»، موضحا أن «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء» في المدينة. وأشار الى «تعزيزات عسكرية للجيش السوري تتجه الى حي صلاح الدين»، الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين، ويقع جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد، مضيفا أن هناك اشتباكات عنيفة أيضا عند مدخل حي الصاخور.
وأضاف أن الحيين «يتعرضان للقصف، وتدور اشتباكات عنيفة على مداخلهما بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول انتزاع الحيين من الثوار».
وتحدث عن «طائرات حوامة تشارك في الاشتباكات على مداخل الحي، الذي يتعرضللقصف»، مشيرا الى «مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة واشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور واحياء اخرى».
وأشار الى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري، الذي يشهد حالة نزوح (...) واشتباكات عنيفة في الحمدانية صباح (السبت) استمرت لنحو ساعتين».
معركة قاسية
من جانبه، افاد قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، أن «جيش النظام حاول الهجوم على صلاح الدين، لكن الحمدلله فإن ابطال الجيش الحر صدوا الهجوم ودمروا ثماني آليات ومدرعات». وأشار العكيدي إلى «وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربية». واكد ان معركة حلب «ستكون قاسية لغياب التكافؤ، لكن لدينا ثقة بالله ولدينا التصميم».
وأفاد عمر، وهو متحدث باسم ناشطين في حلب، أن «آلاف الناس خرجوا الى الشوارع في حالة ذعر وسط تحليق منخفض للمروحيات»، وان عددا كبيرا من الاهالي لجأوا الى الحدائق العامة.
تركيا تدعو إلى تحرك دولي
وانضمت تركيا الى الضغط الدبلوماسي المتنامي على الرئيس السوري. وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ان على المؤسسات الدولية أن تتعاون معا للتصدي للهجوم العسكري على حلب ولتهديد الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي في لندن (مساء الجمعة) مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون: «هناك حشد (عسكري) في حلب، والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن أن نظل حيالها في موقف المراقب أو المتفرج»، مضيفا «ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، ويجب أن نحاول معا للتغلب على الوضع».
وكان أردوغان قد أشاد بالمعارضة في وقت سابق. وقال في تصريحات نقلتها قنوات التلفزيون التركية: «في حلب نفسها يعد النظام لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر.. آمل ان يحصلوا على الرد الضروري من ابناء سوريا الحقيقيين».
وقال كاميرون: إن بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الأسد على وشك تنفيذ «بعض الأعمال المروعة في حلب وحولها».
التعهد بتحييد «الكيماوي»
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون انه يشعر بقلق عميق «لاحتدام أعمال العنف في حلب»، وبشأن تقارير عن استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية في سوريا. وحث الحكومة السورية على وقف الهجوم على حلب، وطالبها بالتعهد بشكل قاطع بأنها لن تستخدم هذه الأسلحة «تحت أي ظرف».
لكن البيت الابيض قال: إن تقديم الرئيس السوري وعدا «ليس كافيا بالتأكيد» في ضوء الوعود التي قدمها الأسد لخطة سلام تدعمها الأمم المتحدة ولم يلتزم بها.
لقطات من حلب
- قتل في حلب السبت ستة مقاتلين معارضين وعشرة من القوات النظامية وجرح العشرات من القوات النظامية، كما أعطبت خمس آليات عسكرية ثقيلة للجيش النظامي، بحسب المرصد.
- يتحصن المعارضون المسلحون خصوصا في الاحياء الجنوبية والجنوبية الغربية.
- المعارضون لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الابقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي).
- عدد كبير من سكان المدينة غادروا، بينما يواجه الذين بقوا صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز.
طبيب يحاول إنعاش طفل سوري أصيب في القصف على إدلب (أ ف ب)
29/07/2012
تحقيق الكمائن والألغام والاستخبارات من تقنيات الانتفاضة السورية
باريس- أ ف ب- يقول ناشطون إن المعارضة السورية المسلحة التي تواجه دبابات ومروحيات الجيش النظامي ليس امامها من خيار غير اعتماد طرق الحرب غير المتكافئة مثل نصب الكمائن وزرع الالغام التقليدية الصنع واستخدام تقنيات التسلل والتضليل الاعلامي.
ويؤكد مسؤولون في هذه المعارضة المسلحة انه في غياب مساعدة اجنبية مهمة فان ما يعرف بالجيش السوري الحر هو عبارة عن قوة رثة التسليح يقوم المقاتلون فيها بشراء اسلحتهم (بنادق رشاشة وبنادق كلاشينكوف وام 16 واف ان) بانفسهم عندما يتوافر لهم المال او يستولون على اسلحة جنود نظاميين يتم اسرهم او قتلهم.
ويقول ابو احمد القائد العسكري لقوات المعارضة في محافظة حماه (وسط) «لدي تحت امرتي 12 الف رجل، لكن نصفهم فقط يملك سلاحا وهم يتداولون بنادق الكلاشينكوف».
حرب عصابات
وتملك مجموعات مقاتليه، الذين يقودهم ضباط بالطريقة ذاتها التي تعمل بها القوات الحكومية، في احسن الاحوال بعض قاذفات الصواريخ والرشاشات الثقيلة ويتنقلون في عربات متهالكة لا يوحي حالها بالثقة.
ويؤكدون انهم لا يملكون مدافع مضادة للدبابات او الطيران للتصدي للمدرعات وسلاح الجو السوري. وقال أبو أحمد «ينقصنا كل شيء».
وأضاف «حتى هواتفنا عبر الأقمار الاصطناعية مقطوعة لأن فواتيرها لم تدفع. نحن نتواصل عبر أجهزة لاسلكية قصيرة المدى. وبتوزيعها بطريقة ملائمة تصبح لدينا شبكة اتصالات من محافظة الى أخرى». ويؤكد هذا القائد الميداني انه يتم اللجوء الى حرب العصابات «نحن نستخدم ألغاما ولدينا مقاتلون متطوعون. نستنزف ونهاجم مجموعات صغيرة من الجنود لاسرهم او قتلهم والحصول على اسلحتهم». ويظهر أحد مساعديه أشرطة فيديو صورها رجاله لمثل هذه العمليات. وفي أحد هذه الأشرطة تبدو سيارات دفع رباعي مسرعة في أحد الطرقات الكبيرة. وفي الأثناء تقطع سلسلة انفجارات الطريق أمامها على مسافة عدة مئات من الأمتار. ويقول ابو عبدو «ربطنا الالغام التقليدية بعضها ببعض وفجرناها عن بعد». وفي فيديو آخر تصل دبابتان من نوع تي - 72 عند مدخل جسر ويتم تفجيره لتقع الدبابتان في الهاوية.
وتمركز عبدالله ترك ومقاتلوه الاربعون في بناية من الاسمنت المسلح في سلسلة جبال شحشبو الجرداء التي تطل على سهل حماه الزراعي. وتتحرك مجموعته ليلا، وحين تنجح العملية يستولي المسلحون على تجهيزات وأسلحة وذخائر ويدمرون الدبابات. ويوضح ابو أحمد «اذا احتفظنا بها فان المروحيات تأتي سريعا وتدمرها».
استخبارات وإعلام
لكن أي جيش سواء كان نظاميا او متمردا، لا يساوي شيئا من دون استخبارات. ويقول ابو ياسر المكلف بالاستخبارات لدى ابو احمد ، وهو يبتسم، «لدينا مصادر داخل جيش (الرئيس السوري بشار) الاسد وبالعكس».
ويبلغ التسلل احيانا مستويات عالية فقد تبنى «الجيش السوري الحر» الاعتداء الذي قتل فيه اربعة من كبار المسؤولين الامنيين السوريين في 18 يوليو بدمشق.
واتهم ابو احمد وابو ياسر «الاسد باستخدام اسلحة كيميائية» في حماة.
وسمع مراسلون هذه الأقاويل من عشرات الأشخاص في حماه لكن بعد اسبوع من البحث والتدقيق لم يتمكن أي قيادي متمرد أو زعيم قبيلة أو طبيب أو أي مقاتل أو مدني من تقديم اثبات على ذلك.
الحرب في سوريا هي أيضا حرب إعلامية وحرب تضليل إعلامي.
29/07/2012
تحليل إخباري ضرب «الكردستاني» خطر سيرتد على تركيا
اسطنبول - نيكولا شيفيرون (أ ف ب) - تتصدر مسألة وجود عناصر من متمردي حزب العمال الكردستاني التركي أو مقربين منه في شمال سوريا، جميع الخطب في أنقره التي تتحدث عن احتمال القيام بتحركات عسكرية، أو حتى إنشاء منطقة عازلة، الأمر الذي يعتبره المحللون في غاية الخطورة.
فهذه الفكرة محفوفة بالمخاطر: أولا لأن سوريا التي تشهد نزاعا داخليا ليست العراق، حيث السلطة المركزية على غرار الإدارة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في الشمال، تآلفت طوعا أو كرها مع الغارات التي يشنها الطيران الحربي التركي بين الحين والآخر على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني.
وحذر الخبير عثمان بهادير دينتشر من مركز الدراسات حول الشرق الأوسط، قائلا «إن أردتم تنفيذ «عملية» مطاردة في هذا الظرف الساخن في شمال سوريا، فإن الحكومة السورية سترد بشكل مختلف جدا عن الحكومة العراقية».
فالعلاقات متوترة أصلا بين البلدين منذ بداية الانتفاضة السورية. ويتوقع الأسوأ في هذه الحالة من نظام مسلح بقوة، ويواجه وضعا حرجا، ويحظى علاوة على ذلك بحلفاء لهم وزنهم. ووفق الصحافي جنكيز جندار «إن ادخلت تركيا جنودا الى الاراضي السورية بمفردها، وبدون غطاء عملية دولية، سيكون ذلك بمنزلة استفزاز معلن لروسيا وإيران».
وسيتسبب أسلوب القوة بأضرار جانبية أخرى، لأن أي عملية عسكرية «ستجر (تركيا) حتما الى مغامرات جديدة غير مستحبة، ستقوض ليس فقط التقارب الجاري مع شمال العراق الكردي، بل ستزيد المشكلة الكردية في تركيا تفاقما. وسيحدث ذلك عداوة بين تركيا وجميع الأكراد في الشرق الأوسط».
لعبة النفوذ
ويعتبر المحللون أن الحل الفعلي يمر عبر الدبلوماسية ولعبة النفوذ. «فإذا استطاعت تركيا التعاون مع العشائر العربية السنية الموجودة في شمال سوريا، والتي تتمتع بنفوذ كبير، فستتمكن من القضاء على نفوذ حزب العمال الكردستاني، او حزب الاتحاد الديموقراطي السوري القريب من الكردستاني التركي».
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء النظام السوري بانه وضع خمس مناطق في شمال سوريا «في عهدة» العمال الكردستاني، او حزب الاتحاد الديموقراطي للاساءة لتركيا، قبل ان يؤكد ان تركيا ستستخدم حقها في ملاحقة المتمردين في حال الضرورة. واعتبر ايضا ان انشاء منطقة عازلة في الاراضي السورية يشكل احد الخيارات الممكنة.
ولفت هيوغ بوب من مجموعة الازمات الدولية «ان الوضع اكثر فوضوية من ذلك (...) فالواقع هو ان حزب الاتحاد الديموقراطي لا يسيطر كليا على الوضع، ومن الواضح انهم يعملون في الوقت الحاضر بالتعاون مع مجموعات اخرى».
وقد وقع المجلس الوطني الكردي الذي يضم اثني عشر حزبا كرديا سوريا، والمجلس الشعبي لكردستان الغربية المنبثق عن حزب الاتحاد الديموقراطي، في اربيل بشمال العراق في 11 يوليو الماضي اتفاقا لتوحيد الصفوف تحت رعاية الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني.
وفي هذه الحالة يبدو مفتاح مشاكل انقرة في اربيل التي يمكن ان تستخدم نفوذها لدى الحركات الكردية السورية، لنزع فتيل التوترات مع تركيا.
ويبدو ايضا ان الحكومة التركية أدركت هذا الأمر، وسيتوجه وزير الخارجية احمد داود اوغلو الاربعاء الى اربيل لـ«يتقاسم وجهة نظر» انقرة مع الاكراد العراقيين.
29/07/2012
مركز تحكم سري يقدم المساعدات للمعارضة
قالت مصادر خليجية لــ«رويترز»: إن تركيا اقامت قاعدة سرية مع السعودية وقطر لتقديم مساعدات حيوية عسكرية، وفي مجال الاتصالات، لمساعدة المعارضة السورية من مدينة قريبة من الحدود.
وتبرز انباء عن انشاء «مركز التحكم» الذي تديره جهات في الشرق الأوسط للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، إلى اي مدى تتحاشى القوى الغربية التورط عسكريا في سوريا حتى الان.
يوجد المركز في أضنة (جنوب تركيا)، واقيم عقب زيارة نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله آل سعود لتركيا، وطلبه اقامة المركز، حسب ما قال مصدر خليجي. والاتراك راقت لهم فكرة اقامة المركز في اضنة ليشرفوا على العمليات.
وتلعب قطر دورا رئيسيا في توجيه العمليات من مركز أضنة، حسب المصادر. وينخرط ايضا مسؤولون من امن الدولة والمخابرات العسكرية في قطر في انشطة المركز.
ووجود مركز تحكم سري، ربما يفسر كيف تمكن المقاتلون السوريون، وهم جماعات قليلة التنظيم وضعيفة التسليح، من شن هجمات ضخمة مثل تفجير 18 يوليو الجاري، الذي اسفر عن مقتل أربعة من كبار معاوني الأسد، من بينهم وزير الدفاع.
وتحاشت الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا ـــ وهم اللاعبون الرئيسيون في الشرق الاوسط عادة ـــ الانخراط حتى الآن، ويرجع ذلك بصفة اساسية الى انها لا ترى فرصة تذكر لتحقيق «نتائج طيبة» في سوريا.
ومثار القلق الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الاميركية والاسرائيليين إلى الآن، هو ان تحاول عناصر من القاعدة التسلل بين مقاتلي المعارضة، والحصول على جزء من مخزون سوريا من الاسلحة الكيماوية.
وقالت سيما شاين، كبيرة محللي الموساد سابقا، وهي حاليا مستشارة للحكومة الإسرائيلية، لـ«رويترز»: «إنه كابوس للمجتمع الدولي ـــ لا سيما الاميركيين ـــ سقوط اسلحة الدمار الشامل في ايدي الارهابيين. وبالتوازي مع اتصالاتها الخارجية تأخذ اسرائيل الامر على محمل جدي للغاية. فرغم كل شيء نحن هنا والاميركيون هناك».
القبس
30/07/2012 يوم ثانٍ من الاشتباكات في أحياء حلب والجيش الحر يعلن صد هجوم القوات النظامية
دمار في حي العسّالي في دمشق (رويترز) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 1 1
دمشق - وكالات - استمرت المعارك الضارية في عدد من احياء مدينة حلب، لليوم الثاني، من دون ان تسجل القوات النظامية اي تقدم في سعيها لاستعادة الاحياء التي كانت قد خسرتها لمصلحة المعارضة. واعلن الجيش السوري الحر انه تمكن من وقف هذا الهجوم وكبد القوات النظامية خسائر كبيرة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان احياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات شهدت اشتباكات عنيفة، وسمعت اصوات انفجارت في عدة احياء اخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.
وقال قائد المجلس العسكري لحلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي ان «الجيش الحر اوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة»، مشيرا الى «تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالاضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين».
واكد العكيدي ان «الهجوم توقف ولم تحقق القوات النظامية اي تقدم لا بل هي تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية»، موضحا ان «اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)».
ولفت الى ان الوضع «يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية».
واشار العكيدي الى ان «استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، اي السيطرة على حي وتنظيفه من الامن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخر».
وفي حمص، وقعت اشتباكات بالقرب من قيادة الشرطة.
واستمرت الحملة على بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، والتي شهدت اول من امس مقتل 29 شخصا.
وجنوبا، تعرضت بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا للقصف من قبل القوات النظامية.
ووقعت معارك عنيفة قرب مقر الجيش الشعبي في ادلب، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت - الاحد اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماه، اقتحمت بلدات العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل.
ووفق مرصد حقوق الانسان، حصدت اعمال العنف في سورية اول من امس بالاجمال 168 قتيلا هم 94 مدنيا و33 من المقاتلين المعارضين بالاضافة الى ما لا يقل عن 41 من القوات النظامية.
دمشق - أ.ف.ب، رويترز - فيما كانت المعارك تتواصل في حلب (الأحد) بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة في دمشق وعمليات عسكرية وأمنية متنقلة بين المحافظات، دعت المعارضة السورية لجلسة طارئة. وحذرت في «نداء عاجل» الى المجتمع الدولي من مجازر جماعية يخطط لها نظام الرئيس بشار الأسد، على غرار ما حدث في الحولة والقبير والتريمسة. وبدوره، دعا المبعوث الدولي كوفي عنان «الطرفين المتناحرين» الى ضبط النفس وتجنب إراقة مزيد من الدماء.
وكانت أعمال العنف في سوريا حصدت السبت أكثر من 200 قتيل، أغلبهم من المدنيين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام في مارس 2011 أكثر من 20 ألف قتيل، الأغلبية العظمى منهم مدنيون.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
من حي إلى حي
ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي بدأت السبت هجوما مضادا لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة، من دون أن تحقق أي تقدم رغم استعانتها بأكثر من 2500 جندي، بينهم قوات خاصة (كوماندوس)، وبالمروحيات الحربية والدبابات.
وأشار المرصد الى أن أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات شهدت اشتباكات عنيفة، بينما سمعت أصوات انفجارت في عدة أحياء أخرى، وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.
وفي حين أعلن تقرير رسمي أن الجيش السوري «ألحق خسائر في صفوف المسلحين في حلب»، أكد قائد المجلس العسكري لحلب في الجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، أن «الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة»، مشيرا الى «تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود، بالإضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين».
كما أكد أن «الهجوم المضاد لم يحقق أي تقدم، وأن قوات الأسد تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية»، موضحا ان «اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)». ولفت الى ان الوضع مساء السبت «كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية».
وأشار العكيدي الى أن «استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، أي السيطرة على حي وتنظيفه من الامن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخر».
تظاهرة قرب «أمن دمشق»
وفي شأن ميداني آخر، ورغم العملية الأمنية المشددة المستمرة على العاصمة دمشق منذ أسبوعين، خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في حي الجبة على مقربة من مقر تابع لجهاز الأمن السياسي. وفي الوقت نفسه دارت اشتباكات خفيفة ومتقطعة في أحياء أخرى.
وفي ريف دمشق، استمرت الحملة الأمنية على بلدة معضمية الشام، فيما تواصلت حملات الدهم والاعتقال في بلدة عربين. كما وقعت اشتباكات بالقرب من قيادة الشرطة في حمص. وجنوبا، تعرضت بلدات في درعا للقصف، في وقت دارت اشتباكات عنيفة قرب مقر الجيش الشعبي في إدلب، وقتل عشرة مدنيين إثر القصف الذي تعرضت له بلدة بنش في الريف. كذلك تعرضت مناطق في حماة للقصف والمداهمات.
تسليح المعارضين
الى ذلك، دعا المجلس الوطني السوري الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن «لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية». وحذر في «نداء عاجل» من حصول «مجازر» بحق المدنيين، اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة.
واكد المجلس انه «يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة»، داعيا «جميع السوريين في المهجر والأشقاء العرب للمساهمة في توفير التمويل اللازم لحملات الاغاثة والدعم الإنسانية».
وكان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا دعا السبت الدول «الصديقة والشقيقة» الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الأسد لارتكابه «مجازر» بحق شعبه.
تسوية سياسية
دوليا، قال المبعوث الأممي ـــ العربي الى سوريا: إن الوضع في حلب يظهر الحاجة لتكاتف القوى الدولية لدفع الجانبين الى العمل من أجل انتقال سياسي.
واضاف «التسوية السياسية وحدها التي ستحل هذه الأزمة وتحقق السلام للشعب السوري».
وكانت المواقف الدولية من الأزمة السورية تواصلت على انقسامها بين الغرب من جهة، وروسيا من جهة ثانية، التي قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف: «قريبا سيكون لدينا بعض الاتصالات المقررة» مع معارضين سوريين «سواء في سوريا أو في الخارج»، نافيا إمكانية منح حق اللجوء الى الأسد، قائلا: «إننا لا نفكر حتى في هذا الأمر».
جرمانا نجت من حرب طائفية
لم يكتف نظام الاسد بقصف دمشق وريفها بشكل همجي ممنهج، بل تعمل مخابراته ميدانيا على دق الاسافين بين ابناء الوطن الواحد، طالت هذه المرة ابناء مدن غوطة دمشق الشرقية، منها مدينة جرمانا ذات الاغلبية الدرزية، ومدينتي المليحة وسقبا ذات الاغلبية السنية، تمثلت باعمال تشبيح ادت الى مقتل شخصين من كلا المدينتين.
وحسب ما افادت به تنسيقيات الثورة السورية، فإن جرمانا شهدت قبل عدة ايام اشكالا من العنف راح ضحيته شاب من ريف دمشق (سقبا)، قتل في ساحة عامة من قبل حفنة من الشبيحة في جرمانا، رداً على مقتل شاب (موالٍ) قتل على احد الحواجز، بهدف دق إسفين التفرقة بين أبناء جرمانا وبقية المناطق الأخرى، وجر ابناء طائفة (الموحدين الدروز) إلى الاقتتال مع الجوار.
وتعقيبا على الحادثة، اصدرت لجنة العمل الوطني الديموقراطي في جرمانا بيانا، اكدت فيه أن حادثة القتل مدبرة من قبل النظام، ودعت اللجنة عموم السوريين، وخاصة في المناطق المجاورة بريف دمشق، الى عدم إطلاق أحكام عامة على تلك الحادثة، وضبط النفس وعدم الانجرار لأي ردة فعل، مشددة على عزم اهالي جرمانا على الاستمرار في حماية اللاجئيين لدى مدينتهم وتقديم المساعدات لهم باعتبارهم ضيوفا اعزاء.
بدورها، اصدرت تنسيقية المليحة ومكتبها الإعلامي بيانا استنكرت فيه ما حصل في جرمانا من محاولات بعض المجموعات اشعال الفتنة بين ابنائها واهالي الغوطة الشرقية، كما ادان البيان اعمال القتل التي حدثت اخيرا دون النظر إلى طائفة من قتل او انتمائه، مشددا على ان اهالي بلدة المليحة بسكانها وثوارها وجيشها الحر يتبرأون من هذه الاعمال، التي لا غاية منها الا اشعال نار الفتنة بين البلدتين والطائفتين الكريمتين، وجر المنطقة إلى مستنقع الخلاف الذي ظل النظام طوال اربعين عاما يجر الناس إليه.
من داخل حلب المحاصرة
تجول مراسل صحيفة «الصنداي تلغراف»، دامين ماكلروي، مع مقاتلي المعارضة السورية في حلب، ورسم في تقرير صورة قاتمة لمقاتلين شبه يائسين، يفتقرون إلى التسليح الملائم والذخيرة الكافية، بعضهم يطلق رصاص سلاحه الفردي البائس على مروحية حاولت قصفه وتحلق خارج مجال رصاصه، والبعض يشعر بالأسف لضياع كل هذا الرصاص سدى، في مواجهة جيش مدرب قوي التسليح. ويقول ماكلروي «كان استيلاء مقاتلي المعارضة على حلب قرارا اتخذ محليا ودون التنسيق مع قيادة الجيش السوري الحر».
وتترد اشاعات عن وصول مقاتلين ليبيين لنجدة مقاتلي المعارضة، لكن لا يبدو أثر لذلك، ولا يعتقد الكاتب أن سكان المدينة سيرحبون بذلك.
في وضع كهذا تنتشر الإشاعات، وتنشر معها الهلع في أوساط المدنيين الذين يحشرون أنفسهم في سياراتهم ويحاولون المغادرة هربا من الموت القادم، أما من يقررون البقاء فبعضهم يلجأ إلى المدارس طلبا للأمان، وبعضهم يقف على شرفات المنازل يستطلع المجهول.
الشعار: سنقتلع «الإرهاب»
أكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار ان القوات السورية ستقتلع كل أشكال الإرهاب، مجددا دعوته لحاملي السلاح في البلاد الى «العودة الى رشدهم».
وذكر الشعار، في أول ظهور له على التلفزيون السوري مساء السبت، بعد اصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الامن القومي في دمشق، «أن جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا».
وافادت «سانا» ان الشعار ترأس اجتماعا في مقر وزارة الداخلية لمديري إدارات الوزارة.
وأكد الشعار، الذي اصيب في انفجار مبنى الامن القومي، انه عاد إلى عمله «بهمة أعلى وجهد أكبر وإصرار أمضى على خدمة الوطن». وأضاف: «إننا قبل عملية التفجير الجبانة كنا نعمل بكامل طاقاتنا، ولكننا الآن سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا، وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول هؤلاء الإرهابيين الذين يعبثون بأمن بلدنا».
انشقاق القنصل السوري في أرمينيا
أفادت قناة «الجزيرة» الفضائية بأن القنصل في السفارة السورية في أرمينيا محمد حسام حافظ انشق عن نظام الرئيس بشار الأسد.
ولم تشر «الجزيرة» إلى مزيد من التفاصيل.القبس
حي السكري في حلب بعد سيطرة الجيش الحر عليه- العربية نت
استولى الجيش السوري الحر صباح اليوم الاثنين بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة حيوية شمال غرب مدينة حلب، تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المكان.
وقال العميد فرزات عبدالناصر، وهو ضابط انشق عن الجيش قبل شهر، 'تمكننا الساعة الخامسة من هذا الصباح من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك.
وأفاد ناشطون بوقوع مجزرة في الشيخ مسكين بدرعا، خلفت نحو ثلاثين قتيلا، فيما قتل في معضمية الشام بريف دمشق 90 شخصاً خلال 48 ساعة.
وتجدد القصف العشوائي على معظم أحياء مدينة دير الزور، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى والقتلى معظمهم من النساء والأطفال.
أما أحياء مدينة درعا فتعرضت إلى قصف عشوائي كثيف وسط حملة دهم واعتقالات شنها جيش النظام على أحياء طريق السد والمخيم.
وكان المجلس الوطني دعا أمس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من أجل منع حصول 'مجازر' بحق المدنيين في حلب ودمشق وحمص.
وفي بيان جديد اتهم المجلسُ الوطني النظامَ السوري بشن 'حرب إبادة' على بلدة معضمية الشام قرب دمشق عبر قصفها وحصارها، معلنا إياها 'مدينة منكوبة'
وقال المجلس إن قوات النظام التابعة لماهر الأسد وعدنان الأسد تقوم بشن حرب إبادة حقيقية على بلدة معضمية الشام قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تقصفها بوحشية وتحاصرها بهدف تدميرها كلياً.
بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات والقصف تواصل اليوم الاثنين في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.
وأوضح المرصد أن حي صلاح الدين يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع المسلحين المعارضين في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية.
كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء بمدينة حلب بين عناصر الفرع والمسلحين المعارضين.
يأتي هذا بينما أعلن النظام السوري مساء أمس تطهير حي صلاح الدين في حلب من 'فلول المجموعات الإرهابية المسلحة' التي روعت المواطنين بعد إلحاق خسائر كبيرة جدا 'بالإرهابيين الذي ينتمي بعضهم إلى جنسيات عربية وأجنبية'.
وتسعى القوات المعارضة إلى السيطرة على حلب بينما تشن القوات النظامية هجوما على المدينة لطرد المسلحين منها.
وكان أكثر من 140 شخصا قد سقطوا أمس في أعمال العنف التي شهدتها أنحاء متفرقة من سورية.
نصحت المعارضة السورية بعدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية واشنطن تلمح لاحتمال قتل الأسد لأول مرة
واشنطن ـــــ يو.بي.أي ـــــ حثّت الإدارة الأميركية المعارضة السورية على الامتناع عن تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للنظام الحاكم بشكل كامل، لتفادي وضع مماثل للوضع في العراق في حال مقتل الرئيس بشار الأسد أو إجباره على التخلي عن السلطة.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، في عددها الصادر الأحد، أن إدارة الرئيس باراك أوباما حذرت المعارضة السورية، ودعتها إلى عدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للأسد في حال قتل أو أجبر على التخلي عن السلطة، لأن المسؤولين الأميركيين يريدون تفادي وضعاً مشابهاً للوضع في العراق، الذي أعقب الغزو الأميركي عام 2003.
التعلم من درس العراق
وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الأميركيين، وفي جلسات استراتيجية مفصلة خلال الأسابيع الماضية، حثوا المتمردين والمعارضة السياسية السورية على رفض أعمال الانتقام ذات الطابع الطائفي في حال سقوط حكومة الأسد. وأضاف المسؤولون: إنهم يسعون إلى تعلم المعارضة السورية من خطأ الولايات المتحدة في العراق، حيث أدى حلّ الجيش وغيره من المؤسسات إلى زيادة الاضطرابات.
وقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه: «لا يمكن حلّ ذلك النظام بشكل كامل، لأنه ستكون هناك حاجة لتلك المؤسسات في عملية انتقالية سياسية».
سقوط الأسد «قريب»
وأشارت الصحيفة إلى أن المكاسب التي حققتها المعارضة السورية مؤخراً تزيد القناعة الأميركية بأن الأسد سيسقط أو يقتل في النهاية، غير ان عدداً من الدبلوماسيين الغربيين والعرب يرون أن النظام لا يزال يملك موارد كافية ليسيطر عسكرياً على مدن أساسية لعدة أشهر، مما قد يعني زيادة في أعمال العنف.
وقال دبلوماسي في الشرق الأوسط: إن «أيام الأسد معدودة مما يجعله أكثر تشدداً من قبل، الآن سيهاجم بشراسة وإيران تدعمه بكل ما لديها».
وقال محللون من خارج الإدارة الأميركية: إن الأسد قد يصمد لأشهر، ولكن ليس إلى ما لا نهاية.
وتحث الإدارة الأميركية المعارضة السورية على احترام حقوق الأقليات في مرحلة ما بعد الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين أسباب حذر الإدارة الأميركية في دعم المعارضة المسلحة في سوريا وجود أدلة حول صلة للقاعدة ببعض المجموعات المقاتلة.
30/07/2012
معارضون يتدربون في ألمانيا تأهباً لسقوط الأسد
مقاتلان من المعارضة خلال اشتباك مع الققوات الأمنية في درعا (أ ف ب)
برلين ـــــ د.ب.أ ـــــ أكدت مصادر دبلوماسية ألمانية بأن أعضاء رفيعي المستوى من المعارضة السورية تلقوا مؤخرا تدريبات في برلين، حول كيفية اقامة نظام ديموقراطي في حال سقوط الرئيس السوري بشار الاسد.
وخضع نحو 40 سوريا للتدريب، من بينهم جنرالات واقتصاديون ومحامون يعيشون في المنفى. وتضمنت المجموعة أيضا أفرادا من جماعات عرقية وأديان مختلفة، وكذلك أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين. وشددت المصادر على ان الحكومة الالمانية لم تشارك بشكل مباشر في هذه الاجتماعات التي أجريت في اطار من السرية، لكنها قالت إنه كان يجري اطلاع الحكومة الألمانية على مجريات التدريب، وانها كانت تقدم الدعم اللوجستي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية في برلين: «إنها سياسة معلنة لوزير الخارجية جيدو فيسترفيله بتعزيز التماسك داخل المعارضة السورية، والمساهمة في جعل المعارضة السورية أكثر مهنية». وشدد المنظمون على أن الخطط التي وضعت في برلين لا تهدف الى تغيير الحكومة في دمشق. وقالوا إن المناقشات تتحدث عن إصلاحات النظام القضائي، من بين أمور أخرى، الى جانب دور المعارضة المسلحة في مرحلة ما بعد الأسد.
وتتمثل المرحلة القادمة في انشاء شبكة من المسؤولين عن الفترة الانتقالية، مع الاخذ في الاعتبار أعضاء النظام القديم الذي يمكن أن يلعبوا دورا في سوريا الجديدة.
وتعتزم المجموعة تقديم توصيات لمفهوم الانتقال، بحيث يكون متاحا لحكومة انتقالية محتملة في سوريا.
جرمانا نجت من حرب طائفية
لم يكتف نظام الاسد بقصف دمشق وريفها بشكل همجي ممنهج، بل تعمل مخابراته ميدانيا على دق الاسافين بين ابناء الوطن الواحد، طالت هذه المرة ابناء مدن غوطة دمشق الشرقية، منها مدينة جرمانا ذات الاغلبية الدرزية، ومدينتي المليحة وسقبا ذات الاغلبية السنية، تمثلت باعمال تشبيح ادت الى مقتل شخصين من كلا المدينتين.
وحسب ما افادت به تنسيقيات الثورة السورية، فإن جرمانا شهدت قبل عدة ايام اشكالا من العنف راح ضحيته شاب من ريف دمشق (سقبا)، قتل في ساحة عامة من قبل حفنة من الشبيحة في جرمانا، رداً على مقتل شاب (موالٍ) قتل على احد الحواجز، بهدف دق إسفين التفرقة بين أبناء جرمانا وبقية المناطق الأخرى، وجر ابناء طائفة (الموحدين الدروز) إلى الاقتتال مع الجوار.
وتعقيبا على الحادثة، اصدرت لجنة العمل الوطني الديموقراطي في جرمانا بيانا، اكدت فيه أن حادثة القتل مدبرة من قبل النظام، ودعت اللجنة عموم السوريين، وخاصة في المناطق المجاورة بريف دمشق، الى عدم إطلاق أحكام عامة على تلك الحادثة، وضبط النفس وعدم الانجرار لأي ردة فعل، مشددة على عزم اهالي جرمانا على الاستمرار في حماية اللاجئيين لدى مدينتهم وتقديم المساعدات لهم باعتبارهم ضيوفا اعزاء.
بدورها، اصدرت تنسيقية المليحة ومكتبها الإعلامي بيانا استنكرت فيه ما حصل في جرمانا من محاولات بعض المجموعات اشعال الفتنة بين ابنائها واهالي الغوطة الشرقية، كما ادان البيان اعمال القتل التي حدثت اخيرا دون النظر إلى طائفة من قتل او انتمائه، مشددا على ان اهالي بلدة المليحة بسكانها وثوارها وجيشها الحر يتبرأون من هذه الاعمال، التي لا غاية منها الا اشعال نار الفتنة بين البلدتين والطائفتين الكريمتين، وجر المنطقة إلى مستنقع الخلاف الذي ظل النظام طوال اربعين عاما يجر الناس إليه.
30/07/2012
«نداء عاجل» يتهم نظام الأسد بالتخطيط لـ«مجازر» في حلب ودمشق وحمص المعارضة تدعو إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن
عناصر من الجيش السوري الحر على ظهر دبابة في منطقة حلب الباب بعد السيطرة عليها (عن النت )
دمشق ـــــ أ.ف.ب، رويترز ـــــ فيما كانت المعارك تتواصل في حلب (الأحد) بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة في دمشق وعمليات عسكرية وأمنية متنقلة بين المحافظات، دعت المعارضة السورية لجلسة طارئة. وحذرت في «نداء عاجل» الى المجتمع الدولي من مجازر جماعية يخطط لها نظام الرئيس بشار الأسد، على غرار ما حدث في الحولة والقبير والتريمسة. وبدوره، دعا المبعوث الدولي كوفي عنان «الطرفين المتناحرين» الى ضبط النفس وتجنب إراقة مزيد من الدماء.
وكانت أعمال العنف في سوريا حصدت السبت أكثر من 200 قتيل، أغلبهم من المدنيين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام في مارس 2011 أكثر من 20 ألف قتيل، الأغلبية العظمى منهم مدنيون.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
من حي إلى حي
ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي بدأت السبت هجوما مضادا لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة، من دون أن تحقق أي تقدم رغم استعانتها بأكثر من 2500 جندي، بينهم قوات خاصة (كوماندوس)، وبالمروحيات الحربية والدبابات.
وأشار المرصد الى أن أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات شهدت اشتباكات عنيفة، بينما سمعت أصوات انفجارت في عدة أحياء أخرى، وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.
وفي حين أعلن تقرير رسمي أن الجيش السوري «ألحق خسائر في صفوف المسلحين في حلب»، أكد قائد المجلس العسكري لحلب في الجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، أن «الجيش الحر أوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة»، مشيرا الى «تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود، بالإضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين».
كما أكد أن «الهجوم المضاد لم يحقق أي تقدم، وأن قوات الأسد تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية»، موضحا ان «اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)». ولفت الى ان الوضع مساء السبت «كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية».
وأشار العكيدي الى أن «استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، أي السيطرة على حي وتنظيفه من الامن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخر».
تظاهرة قرب «أمن دمشق»
وفي شأن ميداني آخر، ورغم العملية الأمنية المشددة المستمرة على العاصمة دمشق منذ أسبوعين، خرجت تظاهرة مناهضة للنظام في حي الجبة على مقربة من مقر تابع لجهاز الأمن السياسي. وفي الوقت نفسه دارت اشتباكات خفيفة ومتقطعة في أحياء أخرى.
وفي ريف دمشق، استمرت الحملة الأمنية على بلدة معضمية الشام، فيما تواصلت حملات الدهم والاعتقال في بلدة عربين. كما وقعت اشتباكات بالقرب من قيادة الشرطة في حمص. وجنوبا، تعرضت بلدات في درعا للقصف، في وقت دارت اشتباكات عنيفة قرب مقر الجيش الشعبي في إدلب، وقتل عشرة مدنيين إثر القصف الذي تعرضت له بلدة بنش في الريف. كذلك تعرضت مناطق في حماة للقصف والمداهمات.
تسليح المعارضين
الى ذلك، دعا المجلس الوطني السوري الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن «لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية». وحذر في «نداء عاجل» من حصول «مجازر» بحق المدنيين، اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة.
واكد المجلس انه «يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة»، داعيا «جميع السوريين في المهجر والأشقاء العرب للمساهمة في توفير التمويل اللازم لحملات الاغاثة والدعم الإنسانية».
وكان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا دعا السبت الدول «الصديقة والشقيقة» الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الأسد لارتكابه «مجازر» بحق شعبه.
تسوية سياسية
دوليا، قال المبعوث الأممي ـــ العربي الى سوريا: إن الوضع في حلب يظهر الحاجة لتكاتف القوى الدولية لدفع الجانبين الى العمل من أجل انتقال سياسي.
واضاف «التسوية السياسية وحدها التي ستحل هذه الأزمة وتحقق السلام للشعب السوري».
وكانت المواقف الدولية من الأزمة السورية تواصلت على انقسامها بين الغرب من جهة، وروسيا من جهة ثانية، التي قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف: «قريبا سيكون لدينا بعض الاتصالات المقررة» مع معارضين سوريين «سواء في سوريا أو في الخارج»، نافيا إمكانية منح حق اللجوء الى الأسد، قائلا: «إننا لا نفكر حتى في هذا الأمر».
31/07/2012
الأمم المتحدة: 200 ألف شخص فروا من المدينة جيش الأسد يقصف حلب بالميغ .. والمعارضة تسيطر على حاجز عندان الاستراتيجي
دمشق، اسطنبول، باريس- الوكالات - أعلن الجيش السوري الحر (الإثنين) الاستيلاء على نقطة استراتيجية تربط الحدود التركية بالمدينة (معبر عندان)، ونفى أن تكون كتائب الأسد قد سيطرت على حي صلاح الدين، أو حققت أي تقدم في هجومها المضاد الذي باشرته السبت الماضي. وقال «الحر» إن جيش الأسد يقصف أحياء في حلب بطائرات الميغ والمروحيات والمدفعية الثقيلة.
ورغم اشتعال المعارك على جبهة حلب، التي استحوذت على المشهد الميداني في التطورات السورية، ودفعت بأكثر من 200 ألف شخص الى النزوح، وحاصرت عددا آخر غير معروف، فإن دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا ودير الزور واللاذقية لم تسلم من عمليات عسكرية وأمنية مباشرة، أسفرت عن مقتل العشرات.
وفي مواجهة هذا التصعيد، أعلنت فرنسا أنها ستطلب اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية، بينما اعتبر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان النظام السوري «يحفر قبره بيده» عبر ممارسة «عنف اعمى» في حق السكان.
في الأثناء، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إضافية الى الحدود السورية، تضم منصات صواريخ، ودبابات وآليات مدرعة قتالية للمشاة وذخائر وجنودا. وتزامن ذلك مع وصول رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا إلى أربيل لإقناع قيادات كردية سورية، بالانضمام إلى المعارضة السورية.
سياسيا، عرض الجيش الحر «مشروع إنقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية ينص على إنشاء مجلس أعلى للدفاع، يتولى تأسيس مجلس رئاسي من شخصيات عسكرية وسياسية.
دمشق، باريس، واشنطن- أ ف ب، رويترز - تواصلت المعارك في حلب بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة، وسط حرب تصريحات بخصوص سير المعركة التي ينظر إليها على أنها بمنزلة اختبار حاسم لقدرة كل من الطرفين. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص فروا من القتال في حلب، وإن عددا آخر غير معروف حوصر وسط المعارك، مطالبة بضروة إيصال المساعدات الإنسانية الى هناك.
ورغم اشتعال القتال على جبهة حلب، التي استحوذت على المشهد الميداني منذ يوم السبت الماضي في التطورات السورية، فإن محافظات دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا ودير الزور واللاذقية لم تسلم من عمليات عسكرية وأمنية مباشرة، ومن قصف مدفعي نفذته القوات النظامية أسفر عن سقوط عشرات القتلى، أضيفوا الى حصيلة الـ125 قتيلا سقطوا في أعمال عنف الأحد، معظمهم في حلب وضواحي دمشق ودرعا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
جلسة عاجلة لمجلس الأمن
وفي مواجهة هذا التصعيد، صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في أغسطس المقبل، ستطلب قبل نهاية الأسبوع الجاري اجتماعا عاجلا لهذه الهيئة على مستوى وزراء الخارجية «لمحاولة وقف المجازر والتحضير للانتقال السياسي».
وفي اشارة الى روسيا والصين اللتين رفضتا حتى الآن الموافقة على أي قرار ملزم في الأمم المتحدة، قال فابيوس في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» «يجب ان نحاول كل شيء». وحذر من انتقال النزاع السوري الى الدول المجاورة، مؤكدا «لم يعد بوسعنا القول انه شأن داخلي».
«مسمار في نعش الأسد»
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الرئيس الأسد «يدق مسمارا في نعشه» عبر شنه هجوما على حلب، وممارسة «عنف أعمى» بحق شعبه.
وقال بانيتا للصحافيين على متن طائرة عسكرية في بداية جولة في الشرق الأوسط، «في نهاية المطاف، الأسد يحفر قبره بيده. لقد فقد كل شرعية. وكلما أوغل في العنف أكد أن نظامه شارف على نهايته». ورأى أن السؤال لم يعد ما إذا كان النظام السوري سيسقط «بل متى» سيكون هذا السقوط.
تحرير حاجز عندان
ميدانيا، استمرت المعارك العنيفة في حلب، ولليوم الثالث على التوالي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء صلاح الدين والسكري والصاخور والزهراء تعرضت لقصف من المروحيات والمدفعية الثقيلة، في ظل اشتباكات مستمرة في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية.
وكان مصدر أمني رسمي في دمشق ذكر أن «الجيش النظامي سيطر على جزء من حي صلاح الدين الذي كان بين أيدي المقاتلين المعارضين، ويواصل هجومه».
وقال المرصد من جهته إن جيش الأسد دخل بعض أطراف الحي، مشيرا في الوقت نفسه الى أن «الجنود طوقوا عدة مواقع يسيطر عليها الثوار» لعزلهم ومنعهم من الحصول على تعزيزات.
'طائرات الميغ
لكن رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش الحر عبد الجبار العكيدي نفى أن تكون القوات النظامية تقدمت «مترا واحدا». وقال «إن ما يحكى عن تقدم غير صحيح». واضاف «صدينا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم اربع دبابات»، مشيرا ايضا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود.
وقال انهم «يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ»، مؤكدا أن حلب «ستكون بالنسبة إليهم أم الهزائم، لا أم المعارك»، مؤكدا أن «الحر» يسيطر على «حوالي 35 الى %40» من المدينة.
في الوقت نفسه، أكد الجيش الحر أن مقاتليه استولوا على حاجز عندان (5 كلم شمال غرب حلب)، بعد عشر ساعات متواصلة من المعارك. ويعتبر الحاجز نقطة استراتيجية «مهمة جدا»، وفق المعارضين، تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية.
200 ألف نزحوا
وأمام اشتداد المعارك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بشأن مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من حلب. وقالت مسؤولة العمليات الانسانية فاليري آموس ان عمليات القصف على حلب التي تضم 2,5 مليون نسمة أجبرت أكثر من 200 ألف شخص على النزوح، بينما الباقون يرزحون تحت ظروف أمنية ومعيشية قاسية وخطيرة جدا. ودعت الى السماح لمنظمات الاغاثة بدخول المدينة «بأمان»، لأن المدينة «تحتاج إمدادات فورية، ومن بينها الأغذية والمياه».
حرب إبادة في ريف دمشق
في الأثناء، كانت كتائب الأسد تنفذ حملات دهم واعتقالات في عدد من مناطق العاصمة دمشق التي استعادت السيطرة عليها بمجملها تقريبا، لا سيما في حيي ركن الدين وكفرسوسة.
وامتدت هذه الحملات الى ريف دمشق، حيث أعلن المجلس الوطني معضمية الشام «منطقة منكوبة»، واتهم النظام بشن «حرب إبادة» على البلدة عبر قصفها وحصارها بوحشية «بهدف تدميرها كليا». واكد المجلس أن «ما تعيشه المعضمية يحصل الآن في بلدة الحراك المنكوبة وبلدات أخرى في محافظات درعا ودير الزور وحمص وإدلب وحماة، حيث تتعرض البلدات والأحياء السكنية لقصف متواصل بالمدفعية الثقيلة». عميد ونائب قائد شرطة اللاذقية فر ا إلى تركيا
قال مسؤول تركي امس (الاثنين) إن ضابطا في الجيش السوري برتبة عميد وآخرا هو نائب قائد شرطة اللاذقية، كانا من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا مساء الأحد.
وقال المسؤول إنه بالاضافة الى الضباط، عبر نحو 600 سوري الى تركيا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، مما
يرفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى نحو 43500
الأمم المتحدة: 200 ألف شخص فروا من المدينة جيش الأسد يقصف حلب بالميغ .. والمعارضة تسيطر على حاجز عندان الاستراتيجي
مقاتل من الجيش الحر في حي السكري في حلب (روترز)
دمشق، باريس، واشنطن- أ ف ب، رويترز - تواصلت المعارك في حلب بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة، وسط حرب تصريحات بخصوص سير المعركة التي ينظر إليها على أنها بمنزلة اختبار حاسم لقدرة كل من الطرفين. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص فروا من القتال في حلب، وإن عددا آخر غير معروف حوصر وسط المعارك، مطالبة بضروة إيصال المساعدات الإنسانية الى هناك.
ورغم اشتعال القتال على جبهة حلب، التي استحوذت على المشهد الميداني منذ يوم السبت الماضي في التطورات السورية، فإن محافظات دمشق وريفها وحمص وحماة ودرعا ودير الزور واللاذقية لم تسلم من عمليات عسكرية وأمنية مباشرة، ومن قصف مدفعي نفذته القوات النظامية أسفر عن سقوط عشرات القتلى، أضيفوا الى حصيلة الـ125 قتيلا سقطوا في أعمال عنف الأحد، معظمهم في حلب وضواحي دمشق ودرعا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
جلسة عاجلة لمجلس الأمن
وفي مواجهة هذا التصعيد، صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أن فرنسا التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في أغسطس المقبل، ستطلب قبل نهاية الأسبوع الجاري اجتماعا عاجلا لهذه الهيئة على مستوى وزراء الخارجية «لمحاولة وقف المجازر والتحضير للانتقال السياسي».
وفي اشارة الى روسيا والصين اللتين رفضتا حتى الآن الموافقة على أي قرار ملزم في الأمم المتحدة، قال فابيوس في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» «يجب ان نحاول كل شيء». وحذر من انتقال النزاع السوري الى الدول المجاورة، مؤكدا «لم يعد بوسعنا القول انه شأن داخلي».
«مسمار في نعش الأسد»
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الرئيس الأسد «يدق مسمارا في نعشه» عبر شنه هجوما على حلب، وممارسة «عنف أعمى» بحق شعبه.
وقال بانيتا للصحافيين على متن طائرة عسكرية في بداية جولة في الشرق الأوسط، «في نهاية المطاف، الأسد يحفر قبره بيده. لقد فقد كل شرعية. وكلما أوغل في العنف أكد أن نظامه شارف على نهايته». ورأى أن السؤال لم يعد ما إذا كان النظام السوري سيسقط «بل متى» سيكون هذا السقوط.
تحرير حاجز عندان
ميدانيا، استمرت المعارك العنيفة في حلب، ولليوم الثالث على التوالي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء صلاح الدين والسكري والصاخور والزهراء تعرضت لقصف من المروحيات والمدفعية الثقيلة، في ظل اشتباكات مستمرة في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية.
وكان مصدر أمني رسمي في دمشق ذكر أن «الجيش النظامي سيطر على جزء من حي صلاح الدين الذي كان بين أيدي المقاتلين المعارضين، ويواصل هجومه».
وقال المرصد من جهته إن جيش الأسد دخل بعض أطراف الحي، مشيرا في الوقت نفسه الى أن «الجنود طوقوا عدة مواقع يسيطر عليها الثوار» لعزلهم ومنعهم من الحصول على تعزيزات.
'طائرات الميغ
لكن رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش الحر عبد الجبار العكيدي نفى أن تكون القوات النظامية تقدمت «مترا واحدا». وقال «إن ما يحكى عن تقدم غير صحيح». واضاف «صدينا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم اربع دبابات»، مشيرا ايضا الى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود.
وقال انهم «يقصفون الحي بالحوامات وطائرات الميغ»، مؤكدا أن حلب «ستكون بالنسبة إليهم أم الهزائم، لا أم المعارك»، مؤكدا أن «الحر» يسيطر على «حوالي 35 الى %40» من المدينة.
في الوقت نفسه، أكد الجيش الحر أن مقاتليه استولوا على حاجز عندان (5 كلم شمال غرب حلب)، بعد عشر ساعات متواصلة من المعارك. ويعتبر الحاجز نقطة استراتيجية «مهمة جدا»، وفق المعارضين، تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية.
200 ألف نزحوا
وأمام اشتداد المعارك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بشأن مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من حلب. وقالت مسؤولة العمليات الانسانية فاليري آموس ان عمليات القصف على حلب التي تضم 2,5 مليون نسمة أجبرت أكثر من 200 ألف شخص على النزوح، بينما الباقون يرزحون تحت ظروف أمنية ومعيشية قاسية وخطيرة جدا. ودعت الى السماح لمنظمات الاغاثة بدخول المدينة «بأمان»، لأن المدينة «تحتاج إمدادات فورية، ومن بينها الأغذية والمياه».
حرب إبادة في ريف دمشق
في الأثناء، كانت كتائب الأسد تنفذ حملات دهم واعتقالات في عدد من مناطق العاصمة دمشق التي استعادت السيطرة عليها بمجملها تقريبا، لا سيما في حيي ركن الدين وكفرسوسة.
وامتدت هذه الحملات الى ريف دمشق، حيث أعلن المجلس الوطني معضمية الشام «منطقة منكوبة»، واتهم النظام بشن «حرب إبادة» على البلدة عبر قصفها وحصارها بوحشية «بهدف تدميرها كليا». واكد المجلس أن «ما تعيشه المعضمية يحصل الآن في بلدة الحراك المنكوبة وبلدات أخرى في محافظات درعا ودير الزور وحمص وإدلب وحماة، حيث تتعرض البلدات والأحياء السكنية لقصف متواصل بالمدفعية الثقيلة».
31/07/2012
الأقليات في سوريا.. حتى الحياد ليس خياراً آمناً
كتب روبرت فيسك تقريرا في صحيفة الإندبندنت البريطانية (الإثنين) بعنوان «بالنسبة إلى الأقليات في سوريا، حتى الحياد ليس خيارا آمنا».
ويستهل فيسك مقاله قائلا رغم المعارك في حلب، لنسلط الضوء اليوم على الأقليات في سوريا. ويضيف أنه يوجد في سوريا نحو نصف مليون فلسطيني، كما يوجد فيها نحو 1.5 مليون مسيحي سوري، يتركز عدد كبير منهم في حلب.
ويقول فيسك إن الفئتين لا تريدان «التعاون» مع نظام الأسد، ولكن البقاء على الحياد يعني البقاء بلا أصدقاء على الإطلاق. ويضيف إن النصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان أثناء الحرب الأهلية انحازوا لأحد أطراف الصراع، وكانت النتيجة تعرضهم للقتل والكراهية، وعندما اجتاح صدّام الكويت، تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأردن.
ويرى فيسك أن الحياد في سوريا هو الخلاص الوحيد للفلسطينيين من الحرب الأهلية التي تكاد أن تبتلعهم. ولكنه يضيف أن المخيمات الفلسطينية هناك يزورها بصفة دورية الجيش السوري الحر لحثهم على القتال في صفوفه. كما أن مخيماتهم تتعرض لتفقد شبه مستمر من المخابرات السورية التي تحثهم للقتال إلى جانب النظام.
ويشير الى أنه منذ شهرين اغتيل 17 من عناصر جيش التحرير الفلسطيني المدربين في سوريا، ومنذ أسبوع قتل 17 آخرون. ويضيف أنه بالنسبة إلى المسيحيين، فإنه لا توجد سوى أعداد قليلة منهم في صفوف المعارضة المسلحة، وهم إلى حد كبير يفضلون الاستقرار الذي شهدته حقبة الأسد على المجهول الذي سيأتي بعدها. ويقول إن المسيحيين يعتقدون أن من بين المعارضة المسلحة سلفيين متشددين، وهم محقون في ذلك.
31/07/2012
اقترح مجلساً رئاسياً ـــــ مدنياً عسكرياً ـــــ للمرحلة الانتقالية «الحر»: حكومة لا تتبنى مطالب الثورة لن ترى النور
عرض الجيش السوري الحر في الداخل «مشروع انقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية، ينص على انشاء مجلس أعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية، يدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.
وعرض في بيان، صدر الاثنين، ما اسماه «مشروع انقاذ وطني يلبي كامل متطلبات الثورة»، وينص على انشاء «المجلس الاعلى للدفاع»، الذي ستكون «أولى مهامه تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات مدنية وعسكرية لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية».
مدنيون وعسكريون
ومن مهام المجلس الرئاسي «اقتراح قوانين تطرح على الاستفتاء العام و(...) اعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية على اسس وطنية، ووضع حلول لاستيعاب المدنيين الذين حملوا السلاح خلال الثورة في المؤسستين العسكرية والأمنية».
كما يقترح المشروع «تأسيس المجلس الوطني الأعلى لحماية الثورة السورية»، الذي يعتبر «بمنزلة مؤسسة برلمانية لمراقبة عمل الأجهزة التنفيذية».
ورأى وجوب مشاركة المجلس الوطني وجميع القوى السياسية والشخصيات الوطنية والهيئة العامة للثورة والتنسيقيات والحراك الثوري والجيش السوري الحر «في صنع المؤسسات الجديدة». وفي اقتراح لتشكيل حكومة انتقالية، عرض الجيش الحر في الداخل ان تكون للمؤسسة العسكرية فيها حقيبتان وزاريتان، هما الداخلية والدفاع، على ان تكون حقيبة وزير شؤون رئاسة الحكومة «لشخصية مدنية تقوم المؤسسة العسكرية للثورة بتعيينها».
خارطة طريق
وأكدت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل ان المشروع المقترح «يمكن أن يحقق مرحلة انتقالية آمنة ومتوازنة»، معربة عن املها في ان يشكل «خارطة طريق مقبولة من كل الأطراف على طريق التحرير والاستقلال، وبناء سوريا الجديدة».
وقال البيان: ان «أي حكومة تشكل هنا أو هناك لن ترى النور ولن تحظى بأي شرعية وطنية وثورية، إن كانت لا تتبنى كامل مطالب الثورة من دون نقصان أو مواربة، ولم تحظ بموافقة القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل وكل القوى الثورية الحقيقية الفاعلة على الأرض».
يسابق الاقتصاد السوري في التدهور المريع نظام الرئيس بشار الأسد في الانحدار نحو الهاوية. حيث خسرت الليرة السورية أكثر من ثلث قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ شهر مارس عام 2011 وحتى يوم 29 يوليو الجاري، مما خفض من القوة الشرائية للمواطنين السوريين الذين يحصلون على دخول ثابتة.
وذكر تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط، أن معدل التضخم في سوريا وصل إلى نحو 33 في المائة في شهر مايو الماضي، وهي أحدث البيانات المتاحة الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، بينما انخفضت الودائع بمعدل 35 في المائة في عام 2011 في مصرف عودة سوريا ومصرف سوريا والمهجر ومصرف بيمو السعودي الفرنسي، وهبط معدل الإقراض بنحو 22 في المائة، وذلك وفقا لبيانات شهر أبريل الصادرة عن سوق الأوراق المالية.
وأكد سفيان العلاو، الذي كان يشغل منصب وزير النفط في سوريا في تلك الأثناء، أن قرار الاتحاد الأوروبي بوقف استيراد النفط الخام السوري قد كلف البلاد نحو 3 مليارات دولار من عائدات التصدير.
كانت سوريا تقوم بتصدير 150 ألف برميل من أجمالي إنتاجها من النفط البالغ 380 ألف برميل في اليوم إلى الاتحاد الأوروبي قبل فرض هذه العقوبات في شهر سبتمبر الماضي، بينما تتمثل أهم الصادرات السورية الأخرى في المنسوجات وأدوات المطبخ والمواد الغذائية المعلبة.
وتقول صونيا خانجي قشيشو، وهي سيدة أعمال وعضو في غرفة تجارة دمشق لوكالة بلومبيرغ: 'هذه العقوبات تخنقنا، إنها تقتلنا بالفعل'.
تؤكد قشيشو، وهو امرأة شقراء تتولى إدارة إحدى العلامات التجارية الخاصة بالعناية بالشعر وغيرها من منتجات الرعاية الصحية، أن 65 في المائة من المشاريع الصناعة الصغيرة ونصف عدد الشركات الخدمية الموجودة في العاصمة السورية دمشق وضواحيها قد أغلقت أبوابها حتى شهر يوليو.
تشير قشيشو، وهي وكيلة لمنتجات 'ويلا' للشعر في سوريا، أن المورد قد توقف عن التعامل معها في شهر أكتوبر بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.
تضيف قشيشو: 'أي نوع من العقوبات العبقرية هذه التي تؤثر على الفقراء وأصحاب الدخول الثابتة؟ إنهم يعاقبون الناس وليس النظام، ويخلقون حالة من البطالة والفقر في البلاد'.
انخفض معدل الأعمال بنسبة 80 في المائة في متجر عنات، وهو متجر للصناعات اليدوية يقع في الطريق المستقيم، وهو الشارع الذي ورد ذكره في العهد الجديد من الكتاب المقدس.
كان هذا المتجر يوفر فرص عمل بدوام جزئي لألف امرأة في شتى أنحاء البلاد ويساعد في الحفاظ على المنسوجات التقليدية السورية.
يتجنب السياح العرب والأجانب، والذين شكلوا الغالبية العظمى من زبائن المتجر، السفر إلى سوريا، في الوقت الذي يتجنب فيه السوريون أنفسهم شراء المنتجات غير الأساسية.
يمتلئ المتجر والمخزن، واللذان تم بناؤهما بعد دمج اثنين من المنازل الدمشقية القديمة اللذين كانا يحتويان على نافورة رخامية بينهما، بالشيلان المطرزة واللوحات المحاكة للمنازل التقليدية والمجوهرات الفضية المرصعة بالفيروز لدرء العين الشريرة.
من جانبها تقول جيرمان هايك ويبر، وهي مالكة المتجر التي تبلغ من العمر 61 عاما والتي انتقلت إلى دمشق منذ 30 عاما بصحبة زوجها السوري، إنه ينبغي شحن أي طلبية عن طريق بلد ثالث خلاف الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
وأدت الاشتباكات الدائرة في سوريا إلى قطع الطرق المؤدية إلى القرى التي يتم فيها صناعة الملابس التي تباع في متجرها، مما جعل وصول الإمدادات المستقبلية أمرا غير مؤكد. ويقول سكر: «يستطيع الاقتصاد التعامل مع هذه الأمور، ولكن بوجود صعوبات جمة تواجه الشعب وميزانية الحكومة على حد سواء.
وفي سوق دمشق للأوراق المالية، حضر بعض المسؤولين الحكوميين دورة تنشيطية حول كيفية عمل الأسواق. وقف المحاضر أسامة حسن أمام لوحة بيضاء مليئة ببعض المصطلحات، مثل الأسهم والسندات وأذون الخزانة. وفي هذه القاعة، كان الوسطاء يعملون في تداول الأسهم، التي هبطت أسعارها لأكثر من 50 في المائة منذ قيام الثورة السورية.
لقد فقدت دمشق الكثير من الأعمال التجارية، خاصة الأجنبية، كما تراجعت الشركات الخليجية عن تنفيذ مشاريع حيوية من بينها مشروع البوابة الثامنة، وهو أحد المشاريع الإنشائية الكبرى الذي لا يزال قيد الإنشاء والذي يشير أسمه إلى البوابات السبعة التي كانت تحيط مدينة دمشق في الأزمنة القديمة، وصفوفا من المباني السكنية الأنيقة التي تقع قبالة الطريق السريع الذي يربط سوريا بلبنان.
وسوف يتضمن هذا المشروع - وهو مشروع مشترك بين شركة إعمار العقارية التي تقع في دبي، والتي تعتبر أكبر مطور عقاري في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجموعة الاستثمار لما وراء البحار والتي تتخذ من دبي مقرا لها - مساحات مكتبية وفندق من فئة الخمس نجوم ووحدات سكنية ومساحات لـ255 متجر بيع بالتجزئة ودور سينما، فضلا عن المقر الجديد لبورصة دمشق للأوراق المالية. كان من المفترض أن يكتمل هذا المشروع في عام 2014.
وأخذت التجارة والسياحة والإقراض المصرفي في التلاشي في سوريا منذ اندلاع الثورة في شهر مارس من عام 2011.
ويقول نبيل سكر، الاقتصادي السابق في البنك الدولي والعضو المنتدب للمكتب الاستشاري السوري للتنمية والاستثمار بدمشق: 'سوف تؤدي هذه الأزمة إلى إعاقة النمو والتنمية في سوريا، فضلا عن المحاولات الحثيثة التي نبذلها للحاق بركب باقي بلدان الإقليم'.
حلب تصحو على قصف المروحيات، ومئات القتلى، والجيش الحر يتوعد بتحويلها إلى 'مقبرة للنظام'
31/7/2012 الآن : وكالات 2:16:08 PM
قال مساعد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزائري ان بلاده لا تعتزم ارسال قوات لمساعدة النظام السوري موضحا ان دعم ايران لسوريا دعم معنوي واسع وبالامكان تقديم أنواع اخرى من الدعم حسب الظروف والمقتضيات.
وقال جزائري في تصريحات اوردتها وسائل اعلام رسمية ايرانية اليوم في تعليقه على سؤال بشأن احتمال دخول ايران في الحرب اذا ما تعرضت سوريا لهجوم خارجي ان 'طهران تقرر في الوقت والظرف المناسبين الدفاع عن اصدقائها وتشعر بمسؤولية كبيرة حيال الدفاع عن اصدقائها والمقاومة في المنطقة'.
وحول تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز اذا ما منعت من تصدير نفطها قال ان 'مضيق هرمز سيبقي مفتوحا وآمنا طالما لم تتعرض مصالح ايران للخطر'.
واضاف ان 'هناك حقيقة مسلم بها ولا تقبل الشك وهي ان مضيق هرمز الذي يمثل معبرا كبيرا للطاقة الى العالم هو تحت تصرف وسيطرة الجمهورية الاسلامية واذا ما قررنا إغلاقه فلا توجد قوة قادرة على إعادة فتحه مجددا'.
10:30:10 AM
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن نحو 130 شخصا قتلوا الاثنين معظمهم في حلب ودرعا وريف دمشق. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت فجر اليوم أحياء عدة في حلب بالمروحيات، في حين تعهد الجيش السوري الحر بتحويل حلب إلى مقبرة للنظام.
وقال مراسل الجزيرة بحلب إن الجيش الحر قصف بدبابات حازها من الجيش النظامي مطار منِّغ العسكري. كما أكد الجيش السوري الحر أنه بات يسيطر على طريق مهم يربط بين محافظة حلب والحدود التركية، موضحا أن هذا الطريق سيساعده على حرية التحرك من وإلى حلب.
وقال الجيش السوري الحر إنه افتتح الطريق بين الحدود التركية ومدينة حلب من خلال الاستيلاء على حاجز تفتيش لعناصر في قوات الأسد عند منطقة عندان، ويعد هذا الحاجز نقطة التحكم في الطريق الرئيسي بين الحدود التركية وشمال حلب.
ويشكل الطريق محورا حيويا للتزود بالأسلحة والمواد الغذائية، كما قال الجيش النظامي إنه لا يزال يسيطر على الأجواء، لكنه فقد السيطرة على الأرض بعد تحرير كل مناطق الريف في محيط حلب.
وفي دمشق، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن اشتباكات عنيفة دارت ليلا بين الجيشين الحر والنظامي في شارعي لوبية والقدس وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق. كما قال ناشطون إن حيي التضامن والقدم في دمشق تعرضا لقصف مدفعي الليلة بينما خرجت مظاهرات مسائية في مختلف أنحاء سوريا.
وبثت على مواقع الثورة السورية صور لمظاهرات في أحياء الأشرفية والشعار وسيف الدولة والأعظمية وشارع النيل في حلب وأبين ودابق بريف حلب. كما خرج المتظاهرون في دوما وحرستا وأحياء المهاجرين وقبر عاتكة بدمشق, وهتفوا للجيش الحر ونددوا بقصف النظام لأحياء دمشق وحلب.
وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في كل من كفرنبل وبنش وجرجناز وجبل الزاوية, كما شهدت بلدة كفرزيتا وأحياء الكرامة والحميدية وطريق حلب وباب قبلي والفيحاء والقصور في محافظة حماة مظاهرات رددت شعارات الحرية، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لفك الحصار عن مدينة حلب, كما طالبت بإسقاط النظام.
مقبرة النظام
في السياق, أكد مسعفون للجزيرة أن الجيش النظامي يستهدف سيارات الإسعاف التي تقل الجرحى في أحياء مدينة حلب. وقال طبيب يعمل في أحد المراكز الصحية في المدينة إن الجيش السوري النظامي يستهدف المركز بالقصف منذ ثلاثة أيام, مؤكدا أن المركز لم يعد آمنا.
ونقلت رويترز عن مقاتلين للجيش الحر قولهم إنهم ما زالوا صامدين في ثاني أكبر مدينة في البلاد، متعهدين بتحويلها إلى 'مقبرة للنظام'.
ونفى نشطاء معارضون ما أعلنته الحكومة بشأن استعادة قواتها للسيطرة على حي صلاح الدين في جنوب غرب حلب الذي تمر عبره أهم طرق التعزيزات للقوات السورية من الجنوب.
وقد غصت المستشفيات والعيادات المتنقلة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في شرق المدينة بالمصابين نتيجة لأسبوع من القتال.
وقال مسعف شاب في إحدى العيادات إنهم في بعض الأيام يستقبلون نحو 30 أو 40 شخصا عدا الجثث، وأضاف 'منذ بضعة أيام استقبلنا 30 مصابا وحوالي 20 جثة، لكن نصف هذه الجثث كانت ممزقة إلى أشلاء ولا يمكن التعرف على هويات أصحابها'.
من جهة أخرى, قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن قافلة رئيس بعثة المراقبين في سوريا تعرضت لهجوم يوم الأحد وإن دروع العربات هي التي حمت راكبيها من الإصابة.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة طلبوا عدم نشر أسمائهم إن القافلة التي تضم خمس عربات تعرضت لنيران أسلحة صغيرة في تلبيسة على بعد حوالي 17 كيلومترا من حمص.
آلاف اللاجئين
وذكرت الأمم المتحدة أن حوالي 200 ألف قد فروا من حلب نتيجة المعارك الجارية. وقالت فاليري أموس منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة بنيويورك إنها تشعر بقلق شديد إزاء تأثير القصف واستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة الأخرى ضد المواطنين في حلب.
ودعت أموس جميع أطراف القتال إلى ضمان عدم استهداف المدنيين وأن يسمحوا للمنظمات الإنسانية بأن تدخل بأمان لتوصيل المساعدة العاجلة لإنقاذ حياة المحاصرين بسبب أعمال القتال.
من ناحيته قال وزير الدفاع الامريكي جون بانيتا إنه يجب الابقاء على القوات الحكومية في سوريا متماسكة عندما يطاح بالرئيس بشار الاسد من السلطة محذرا من تكرار اخطاء حرب العراق.
واضاف بانيتا في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) اثناء زيارة الي تونس ليل الاثنين إن الحفاظ على الاستقرار في سوريا سيكون مهما وفق أي خطة تتضمن رحيل الاسد عن السلطة.
وقال 'اعتقد ان من المهم عندما يرحل الاسد ..وهو سيرحل.. السعي الى صيانة الاستقرار في ذلك البلد.'
'افضل طريقة للحفاظ على ذلك النوع من الاستقرار هو الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الجيش والشرطة متماسكا الى جانب قوات الامن مع الامل بان يستمر ذلك اثناء الانتقال الى حكومة ديمقراطية.'
وكان قرار إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش حل قوات الامن العراقية والذي اتخذ بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 عاملا مساعدا مهما في نشوب الحرب الاهلية الدموية التي اعقبت ذلك.
وقال منتقدون ان ذلك القرار -الذي اتخذه مسؤولون كبار بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) وأعلنه بول بريمر رئيس سلطة الاحتلال الامريكي في ذلك الوقت- أدى الى تسريح عشرات الالوف من الشبان المسلحين الساخطين.
وسئل بانيتا عما اذا كان ينبغي الحفاظ على قوات الامن في سوريا بعد الاسد او تسريحها مثلما حدث في العراق فأجاب قائلا 'من المهم جدا ألا نكرر نفس الاخطاء التي اقترفناها في العراق.'
وهناك مخاوف بشان ما قد يحدث بعد رحيل الاسد في بلد يحتل موقعا استراتيجيا ويعج بالتوترات الدينية والعرقية.
وقال بانتيا 'بصفة خاصة عندما يتعلق الامر باشياء مثل المواقع الكيماوية فانهم يقومون بعمل جيد في تأمين تلك المواقع' في اشارة الي القوات السورية.
'إذا توقفوا فجأة عن القيام بذلك فانها ستكون كارثة ان تسقط تلك الاسلحة الكيماوية في الايدي الخاطئة.. أيدي حزب الله أو متطرفين اخرين في المنطقة.'
وربطت جماعة حزب الله الشيعية ذات النفوذ في لبنان علنا مصيرها بالاسد.
أفادت مصادر في المعارضة السورية أن دبلوماسياً إيرانياً اغتيل في العاصمة السورية دمشق.
وقالت مواقع إلكترونية معارضة إن كتيبة عمر الفاروق التابعة للجيش الحر هي من نفذت العملية بجانب أحد المطاعم في حي كفرسوسة.
وفي تطور لافت قالت محطة 'ان بي سي' إن عناصر الجيش الحر تمكنوا من الحصول على عدد من صواريخ أرض جو عبرت من تركيا.
وأفادت مصادر بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام للسيطرة على مقر المخابرات الجوية في حلب، كما أفادت نفس المصادر عن سيطرة الجيش الحر على مقر قيادة الشرطة في حلب.
وقال ناشطون إن الجيش الحر شن هجوماً على فرع الأمن الجوي في مدينة حلب حيث تدور اشتباكات عنيفة مع جيش النظام كما أسفرت المواجهات عن سقوط ثلاثة مخافر للشرطة بينها مقر قيادة شرطة المدينة في قبضة مقاتلي الجيش الحر.
الهجمات المكثفة من قبل مقاتلي الجيش الحر على عدد من المواقع الأمنية والإدارية في محافظة حلب، تكللت بخسارة القوات النظامية لثلاثة مخافر للشرطة على الأقل في أحياء باب النيرب وهنانو والصالحين.
وامتدت الاشتباكات لتقترب من فرع المخابرات الجوية في حي الزهراء ومقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث وغيرها من المقار الأمنية في المحافظة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 86 شخصا قتلوا الثلاثاء معظمهم في مدينة حلب وفي العاصمة دمشق وريفها وفي إدلب ودير الزور، وذلك في وقت عزز الجيش السوري الحر مواقعه في مدينة حلب التي تشهد لليوم الثاني عشر على التوالي اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي الذي لم يتوان في استعمال القصف الجوي لضرب المقرات الأمنية التي وقعت بيد الجيش الحر.
وقد وثقت الشبكة السورية في تقريرها ليوم الثلاثاء سقوط 19 قتيلا في حلب و13 في إدلب و11 في حمص وعشرة في دير الزور وسبعة في درعا وقتيل واحد في اللاذقية.
في غضون ذلك تتواصل لليوم الثاني عشر على التوالي المواجهات والاشتباكات في مدينة حلب، وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن الجيش الحر سيطر على مركز الشرطة في حي الصالحين في عمليةٍ قتل خلالها ضابطا برتبة عميد وعشرات من الشبيحة.
كما أسر ضابط برتبة مقدم وعدد من الجنود. وأفاد مراسل الجزيرة بأن معارك تجري قرب معقل لتجنيد الشبيحة في باب النيرب. وأضاف أن الجيش الحر تمكن من قتل العشرات والسيطرة على مركز شرطة باب النيرب.
وفي تفاصيل أخرى عن الوضع في حلب، يقول الجيش الحر إنه بسط سيطرته على نحو 60% من المدينة وتم توحيد عدة كتائب للثوار فيها.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بشن معارضين مسلحين فجر الثلاثاء هجوما بالقذائف على مقر المحكمة العسكرية في حلب، والتي شهدت اشتباكات مع الجيش بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء. وأضاف أن المقاتلين هاجموا فرع حزب البعث الحاكم بالمدينة.
بدورها، أوردت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي صلاح الدين المعقل الرئيسي للمعارضين المسلحين، تعرض للقصف صباحا من قبل مروحيات قوات النظام. كما تعرضت أحياء الصاخور والفردوس والمشهد والأنصاري للقصف المدفعي.
توحيد كتائب
وكان الجيش السوري الحر أعلن السيطرة على نقطة إستراتيجية قرب حلب تربط المدينة بتركيا، مما يتيح لعناصر الجيش الحر نقل تعزيزات وذخيرة إلى المدينة. ويساعده على حرية التحرك من وإلى حلب.
إلى ذلك أعلن العقيد هيثم درويش وعدد من القيادات العسكرية الميدانية عن توحيد عدة كتائب للثوار بمدينة حلب وريفها تحت راية تشكيل عسكري جديد أسموه لواء الفتح، وذلك ضمن 'المعركة الحاسمة لتحرير مدينة حلب وريفها من قوات النظام'.
وأدى القصف بالمروحيات والمدفعية الثقيلة إلى نزوح قرابة مائتي ألف شخص -في الأيام الأخيرة- من حلب البالغ عدد سكانها نحو 2.5 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.
ودعت منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة فاليري أموس جميع أطراف القتال إلى ضمان عدم استهداف المدنيين، وأن يسمحوا للمنظمات الإنسانية بأن تدخل بأمان لتوصيل المساعدة العاجلة لإنقاذ حياة المحاصرين بسبب أعمال القتال.
وفي دمشق، أفادت الهيئة العامة للثورة باشتباكات عنيفة دارت مساء الاثنين بين الجيشين الحر والنظامي في شارعي لوبية والقدس وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. كما قال ناشطون إن حيي التضامن والقدم في دمشق تعرضا لقصف مدفعي الليلة.
وفي محافظة درعا أفاد المرصد بأن حي طريق السد يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية. وذكر أيضا أن بلدتي طفس والغارية الغربية بدرعا تعرضتا أيضا للقصف فجر الثلاثاء.
تطورات أخرى
وعلى غرار حلب يواصل الجيش النظامي قصف مدن أخرى يشهد بعضها اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، بينها دير الزور ومحافظة إدلب التي دارت بها اشتباكات رافقتها أصوات انفجارات فجر الثلاثاء في حيي المحراب والجامعة.
وفي محافظة ريف دمشق، أفاد المرصد باشتباكات دارت بعد منتصف الليلة الماضية بين القوات النظامية والجيش الحر على طريق بلدة حلبون بمنطقة عين منين، بينما تعرضت ضاحية قدسيا وسهول جديدة عرطوز لسقوط عدة قذائف من قبل القوات النظامية.
ورغم الوضع الميداني المتأزم، بثت مواقع الثورة السورية صور مظاهرات هتفت للجيش الحر ونددت بقصف النظام لدمشق وحلب، في كل من أحياء الأشرفية والشعار وسيف الدولة والأعظمية وشارع النيل وأبين ودابق بحلب، ودوما وحرستا وأحياء المهاجرين وقبرعاتكة بدمشق.
"واشنطن بوست": الأسد المحاصر يسير على خطى القذافي.. والمخرج الأخير لبشار ربما يكون "الكفن"
Wed, 08/01/2012 - 17:09
كتب:
غادة عاطف
مسئول سوري: الرئيس ديكتاتور مؤامراتي التفكير.. وغطرسته ستقوده لقرارات سيئة
على الرغم من تضييق الجيش السوري الحر الخناق، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يشر إلى أي رغبة في التنازل عن السلطة، مما يثير احتمال أن تطول الأحداث المأسوية والدموية حول نهاية الفصل الأخير في الحرب الأهلية، وهو ما يقوله المسئولون في الولايات المتحدة والخبراء في الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن "المخرج الأخير للأسد المحاصر ربما يكون خروجه في الكفن".
وفيما تقوم قوات الأسد بقتال الجيش الحر في حلب وبعض المدن الرئيسية الأخرى، فإن الأسد رفض طلبات ملحة جديدة حول قبول العزل هو وعائلته وأعرب عن ثقته في أن القوات المواليه له سوف تنتصر ويكون لها الغلبة، هذا ما قاله المسؤولين والمحللين.
تصريحات الأسد العامة والخاصة تشير إلى يحضر نفسه للسير على خطى القائد الليبي معمر القذافي، راهناً حياته ببقاء نظامه. وهناك اجماع متزايد في واشنطن والعواصم العربية الآن حول أن الأسد، الذي كان يُرى على أنه رجل معتدل وقادر على الإصلاح، سوف يتم إجباره على ترك السلطة إما بالقتل أو بالأسر.
وقال جفري وايت وهو كبير محللين سابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة تابعة للبنتاجون" لن تكون هناك مفاوضات، سوف يستمر الأسد في القتال ومن المحتمل أن يصل ذلك إلى دمشق"المحللون الأمريكيون كانوا قد درسوا الظهور العام للأسد ووصفوه بأنه منفصل عن الواقع بشكل كبير، ويبدو أنه يرى في نفسه منقذ عشيرته من العلويين، و كذلك الدولة السورية. وقد ظهر أيضا غير منزعج بوضعه المنبوذ". حسب المحللين.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين ذوي النفوذ في المخابرات، من داخل سوريا، وصفه للرئيس السوري بأنه"ديكتاتور مؤامراتي التفكير لا يعطي أي اشارات بعيدة حول تحضيره للذهاب بهدوء". وأضاف المسئول الذي رفض الإفصاح عن هويته:"كما هو الحال مع الرجال الأقوياء قبل الأسد فإن غطرسته سوف تقوده إلى بعض القرارات السيئة".
وتابعت الجريدة:"حيث أنه من المستحيل التنبوء بيقين عما يمكن أن يفعل الأسد في حال واجه هزيمة وشيكة، فإن تحركاته حتى الآن تشير إلى أنه ينوي التورط بشكل أكثر عمقاً في الحرب". يضيف المسئول"لقد حصر الأسد نفسه في زاوية ضيقة على نحو متزايد" تتابع الصحيفة:"تشدد الأسد في الأسابيع الأخيرة خيب الآمال في صفقة سياسية يمكنها أن تسرع من رحيله وتقلل من المخاطر، فمن منطقة لأخرى ينشب القتال في أكبر المدن السورية. ومؤخرا، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في أوائل شهر يوليو، أن الوقت لم يكن متأخراً كي يقبل الأسد مثل هذه الصفقة، وأعرب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض عن أمله في عقد اتفاق مشابه لذلك الذي أقنع الرئيس اليمني علي عبدالله الصالح بالتنحي .في الأسبوع الماضي اجتمع قادة الدول العربية بالجامعة العربية لوضع خطة جديدة تنادي الأسد بتسليم السلطة لحكومة انتقالية في مقابل الرحيل. رئيس الوزراء القطري حامد بن جاسم آل ثان، حث للأسد لأخذ قراراً شجاع بالتنحي من أجل حماية بلده. المقترح الذي تبعته سلسلة من العروض الخاصة من العديد من البلدان العربية لتكون وسيطة في اتفاقية الخروج تم رفضه في دمشق.
روسيا تضع سوريا على لائحة «الطوارئ».. وإيران لن تسمح لـ«العدو» بالتقدم المعارضة تستولي على {أمن} حلب
لاجئون سوريون في طابور أمام أحد المخابز في منطقة عندان، أحد المداخل الرئيسية لحلب (أ ف ب)
دمشق، طهران، موسكو - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - بينما تحتدم المعارك في حلب بين مقاتلي المعارضة وبين قوات الرئيس بشار الأسد، وتركزت (الثلاثاء) حول المراكز الأمنية في المدينة، ويواصل الجيش السوري عملياته العسكرية والأمنية على مناطق ومدن عدة في البلاد، وضعت السلطات الروسية سوريا على لائحة الدول التي تواجه «حالة طوارئ»، في حين حذرت إيران من أنها «لن تسمح للعدو بالتقدم» في سوريا.
ففي تحذير غير مباشر موجه الى الولايات المتحدة وتركيا ودول غربية وعربية- تتهمها إيران بتقديم دعم مالي وعسكري للمقاتلين المسلحين المعارضين لنظام الأسد، أعلن نائب رئيس اركان الجيش الايراني، الجنرال مسعود جزائري، أن ابلاده «لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا». لكن الجزائري استدرك قائلا «في الوقت الحالي ليس من الضروري أن يتدخل أصدقاء سوريا.. وتقييمنا هو أنهم (السوريون) لن يحتاجوا لذلك».
التدخل وفق الظروف
وكانت صحيفة الوطن السورية أوردت (الإثنين) أن طهران حذرت اسطنبول من رد «قاس» في حال تدخلها عسكريا في سوريا، و«تغيير قواعد اللعبة»، على وقع التعزيزات العسكرية الجديدة التي دفعت بها تركيا الى الحدود مع سوريا.
وتابع جزائري إن «كل فصائل المقاومة لإسرائيل (حزب الله والحركات الإسلامية الفلسطينية) هم أصدقاء لسوريا، بالإضافة الى القوى التي لها وزنها على الساحة الدولية (روسيا والصين)».
ومضى يقول «سنقرر وفقا للظروف، كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة. لن نسمح للعدو بالتقدم».
«حالة طوارئ»
وفي موسكو، أصدر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف بيانا ينقل سوريا من لائحة الدول التي تواجه وضعا سياسيا واجتماعيا معقدا، إلى قائمة الدول التي تواجه حالة طوارئ، أو نزاعا مسلحا. ويقضي المرسوم بإجراء تعديلات بشأن الضمانات المطلوبة للدبلوماسيين الروس العاملين في الخارج.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعربت عن قلقها العميق تجاه ما وصفته بـ«الوضع المحرج» في حلب، بينما تناولت الصحف المحلية الأوضاع في سوريا على أنها غير مستقرة على الإطلاق.
احتلال المراكز الأمنية
ميدانيا، تركزت الاشتباكات في حلب (الثلاثاء) في محيط مراكز أمنية تابعة لقوات النظام، بينما انحسرت حدة القصف، ولم تسمع أصوات انفجارات قوية كما الأيام الثلاثة الماضية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أكثر من 40 عنصرا من قوات النظام سقطوا في هجوم شنه المقاتلون على مركزين للشرطة في حيي الصالحين (جنوب) وباب النيرب (جنوب شرق)». الهجومان استمر لساعات، وانتهى بسيطرة مقاتلي المعارضة على المركزين، وهم كانوا قد استولوا أيضا على مركز الشرطة في حي مساكن هنانو.
وكان بيان سابق للمرصد أفاد عن «اشتباكات في حي الزهراء قرب فرع المخابرات الجوية»، وعن هجوم «لمقاتلين من الكتائب الثائرة بقذائف آر بي جي على مقر المحكمة العسكرية، وقسم شرطة الصالحين، وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي» في المدينة.
واشار الى استمرار الاشتباكات في حي الميسر، بعد معارك عنيفة في حي باب النيرب بين المقاتلين المعارضين، و«مسلحين من آل بري موالين للنظام».
وفي الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات على أطراف حي صلاح الدين، الذي أعلن الإعلام السوري (الإثنين) أن قوات النظام دخلته، و«طهرته من العصابات الارهابية»، بينما نفى الجيش السوري الحر ذلك. وأشار المرصد أيضا الى مقتل «قائد كتيبة ثائرة مقاتلة اثر اصابته برصاص قناص في حي المرجة».
واعترف الإعلام الرسمي بمعارك حلب وريفها. وقالت «الوطن» إن القوات السورية واصلت «عملياتها في عدد من الأحياء، مدعومة بالمروحيات التي تقوم بجولات استطلاعية فوق المناطق التي يتمركز فيها مسلحون».
مداهمات في دمشق وقتل في ريفها
يأتي هذا، بينما تعرضت مناطق أخرى في سوريا للقصف من قبل القوات النظامية، وشهدت اشتباكات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى أضيفوا الى حصيلة المائة قتيل، بينهم 73 مدنيا، قتلوا الإثنين. ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية، بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
وأفاد المرصد السوري عن تجدد الاشتباكات في بعض أحياء دمشق، التي يقول الجيش إنه استعاد السيطرة عليها تقريبا بعد أسبوع من المواجهات في أواسط يوليو الفائت. فقد وقعت اشتباكات خصوصا في أحياء كفرسوسة والتضامن والقزاز ومخيم اليرموك، بعد هجمات للمقاتلين على حواجز للجيش استخدموا فيها صواريخ ار بي جي، وسط حملات دهم واعتقالات.
وبينما واصلت دمشق «العودة إلى الحياة الطبيعية ولم يعكر هدوءها أي طارئ»، بحسب الإعلام الرسمي، «واصلت وحدات الجيش وحفظ النظام ملاحقة المجموعات المسلحين في بلدات ريف دمشق». وقد أفيد عن سقوط 6 قتلى في جرمانا. كما دارت اشتباكات في مناطق في كل من درعا ودير الزور وإدلب وحمص.
من حلب
معركة مصير
رأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «المعركة في حلب عنيفة، وهذا يدل على أنها مصيرية للنظام الذي لا يريد بنغازي سورية».
استغلال العشائر
اعتبرت المعارضة أن «دخول مسلحين من العشائر العربية، مثل آل بري، الثلاثاء، على خط القتال في حلب الى جانب النظام، يعني ان النظام يريد أن يوصل البلاد الى حرب أهلية»، في اشارة الى وضع مدنيين مسلحين في مواجهة المعارضين.
تجويع الأهالي
ريما، ناشطة في حلب، قالت لـCNN: «نتخوف حاليا من وقوع الأسوأ، إذ نعلم أن قطع الكهرباء وخطوط الاتصال عن منطقة معينة يعتبر تمهيدا لشن القوات الموالية للنظام هجوما عليها».
وأضافت ريما: «النظام يعاقبنا، حيث يعمل على تجويع الناس، وجعل حياتهم أكثر صعوبة من خلال تدمير المخابز ومخازن القمح والطحين».
01/08/2012
النظام السوري يفتقر إلى الإمدادات والذخيرة
مقاتلان من الجيش الحر استوليا على سلاح مضاد للطائرات في منطقة الاتارب في حلب (أ ف ب)
حلب - لوك هاردنغ (غارديان) - قال فريق منشق من الجيش السوري إن الآلة العسكرية التابعة لبشار الأسد على وشك الانهيار اللوجستي، لأنها تفتقر الى النفط والمواد الغذائية وتعاني مشكلات في اعادة امداد الجنود.
لقد تقلص الى حد كبير التفوق الذي تتمتع به القوات النظامية على قوات المعارضة، لكن الفريق المنشق محمد الزعبي ابلغ هذه الصحيفة ان «الجيش السوري لم يعد لديه البنزين، كما ان مخزونه من الصواريخ قد نفد، واصبح مخزون الخبز والماء شحيحا».
ويرى الفريق الزعبي أن النظام السوري «لن يصمد لاكثر من شهر او شهرين على اقصى تقدير»، وبعد ذلك سيغادر الاسد البلاد، ربما الى روسيا أو ايران.
وبطبيعة الحال، من مصلحة الثوار رسم صورة تظهر ان نظام الاسد على وشك الاهيار، ولكن ذلك ينسجم مع رؤية الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الذي قال «انها مسألة وقت فقط».
لكن مود رأى أن النظام قد يصمد لاشهر وربما لسنوات لامتلاكه قدرات عسكرية كبيرة، تفوق كثيرا ما تمتكله المعارضة، ما لم تحدث انشقاقات كبيرة من الجيش.
الإمدادات بالطيران
لقد تمكن الجيش الوطني الحر على مدى الاشهر القليلة الماضية من السيطرة على عدد من المناطق الريفية في شمال وشرق البلاد، واصبحت سيطرة الحكومة تقتصر على المناطق المدنية تقريبا.
ويقول الجنرالان الزعبي وشوامرة ان قوات الاسد اضطرت في الآونة الاخيرة الى ايصال الامدادات والمواد الغذائية للجنود بواسطة الطائرات المروحية، لان الجيش الوطني الحر يسيطر على معظم المناطق.
ومازال النظام يتمتع بالافضلية على قوات المعارضة ذات التسلح الخفيف، في الجو خصوصا.
30 في المائة
ويقدر هذان الفريقان ان 30 في المائة من قوات الأسد انشقت، وان معنويات الجيش في الحضيض، والجنود في حالة استياء وتعب وجوع، ومعظمهم لم يبرح قاعدته منذ أربعة أشهر، وفقا للزعبي الذي يضيف ان «كثيرين منهم لم يروا عائلاتهم منذ أشهر، وان المكالمات بينهم وبين زوجاتهم تخضع للتنصت، وان كثيرا من الجنود يقبعون في سجون عسكرية، وكل من يلقى القبض عليه من الجنود المنشقين يتم اعدامه على الفور».
ويؤكد هذه الشهادة الرائد سالم الذي قال ان الجنود يرغبون بالانشقاق، لكنهم خائفون، انهم يريدون منطقة حظر جوي حتى لا يتعرضوا للقصف من قوات الأسد. ويؤكد سالم ان قوات النظام استخدمت غاز الأعصاب في الرستن باسقاطه من الطائرة.
وبالنسبة إلى انفجار دمشق الذي اودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين، منهم آصف شوكت وهشام بختيار اضافة الى وزيري الداخلية والدفاع، يرى بعضهم ان مسارعة التلفزيون الحكومي وعلى غير العادة، الى بث نبأ الانفجار، مثير التكهنات باحتمال ان تكون العملية من تدبير النظام، بعد ان اكتشف مؤامرة للانقلاب على الأسد.
ويؤكد الزعبي أن «الجيش الحرّ هو الذي نفذ العملية، وانه استخدم 15 كيلو من المتفجرات، تم تهريبها إلى داخل مقر الأمن الوطني بكميات قليلة، ووضع بعضها تحت طاولة الاجتماع، وبعضها الآخر في غرفة مجاورة، وقد تم تفجيرها عن بُعد».
01/08/2012
{الغارديان}: «القاعدة» تغيّر طبيعة المعارك
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في عددها الصادر الثلاثاء، أن جهاديين، غالبيتهم من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة، يخططون للانضمام إلى المعركة التي وصفتها بالحاسمة، ضد قوات النظام السوري في حلب.
وقالت الصحيفة: «إن عشرات الجهاديين الأجانب دخلوا إلى سوريا عن طريق تركيا في الأسبوعين الماضيين، وأبلغ بعضهم السوريين بأنهم يخططون للتوجه إلى حلب للانضمام إلى المعركة هناك».
وأضافت الصحيفة أن سكاناً سوريين ومهرباً تركياً أجرت مقابلات معهم «أكدوا أن العديد من الجهاديين جاؤوا من منطقة القوقاز، وآخرون من باكستان وبنغلادش ودول خليجية، فيما اعتبر سكان وصول الوافدين الجدد بأنه يجسّد النظرة العالمية للجهاد التي تفرّقهم عن معظم قادة المعارضة المسلحة، وتثير استياءً عميقاً بين قيادة المعارضة».
وأشارت «الغارديان» إلى أن قادة المعارضة المسلحة أكدوا «أن ما يتراوح بين 15 و20 مقاتلاً أجنبياً يدخلون إلى سوريا كل يوم منذ منتصف يوليو الماضي، للانضمام إلى ما يصل إلى نحو 200 أو 300 مقاتل أجنبي هناك».
وقالت «الغارديان»: «إن زعماء المعارضة السورية يخشون من أن يضيف وصول المجاهدين الأجانب بعداً غير مرغوب فيه للانتفاضة السورية، التي كانت مستوحاة من الثورات الشعبية التي أطاحت بأنظمة أخرى في العالم العربي، وتطورت منذ ذلك الحين إلى تمرد عنيف».
وأضافت: ان مسؤولين في الجيش السوري الحر أكدوا أن هناك ما لا يقل عن أربع مجموعات غير مصطفة معهم، وتقوم بمحاربة قوات النظام السوري، من بينها لواء ليبي، و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام».
بدوره، أكد اللواء حسين علي كمال، المسؤول عن شعبة الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية، ان الجهاديين في العراق «يحصلون على قوتهم من أجواء عدم الاستقرار في سوريا». وقال لـ«الغارديان»: إن «الجهاديين كانوا يأتون إلى العراق من سوريا، والآن يذهبون في الاتجاه المعاكس، وقد أحدث السوريون هذه الطرق وصارت تُستخدم ضدهم الآن»، مضيفا «للنظام السوري تاريخ طويل مع القاعدة وقدمنا أدلة على تورطه مباشرة».
01/08/2012
البنتاغون يدعو للحفاظ على تماسك الجيش والشرطة تنسيق أميركي- تركي لتسريع الانتقال السياسي من دون الأسد
واشنطن- أ ف ب، يو بي أي- بينما يجري تنسيق أميركي- تركي لتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا من دون الرئيس بشار الأسد، شدد البنتاغون على ضرورة الإبقاء على الجيش السوري «متماسكا» بعد سقوط النظام، داعيا في الوقت نفسه رئيس هذا النظام للرحيل «إذا أراد حماية نفسه وعائلته»، مما يمكن اعتباره ثاني تلميح أميركي الى إمكانية أن يتعرض الرئيس السوري للقتل.
وأكد البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحدثا عبر الهاتف (الإثنين) بهدف «تنسيق الجهود من أجل تسريع الانتقال السياسي في سوريا، على أن يتضمن ذلك رحيل الرئيس الأسد، والاستجابة لمتطلبات الشعب السوري». وأضاف البيان أن أوباما وأردوغان أعربا عن «قلقهما المتصاعد تجاه الهجمات الوحشية التي يشنها النظام السوري على شعبه، وآخرها في حلب، وكذلك عن الوضع الإنساني الذي يتدهور في كل أنحاء سوريا، بسبب تجاوزات النظام».
«سخاء الأتراك»
وأوضح البيان أيضا أن أوباما وأردوغان «وعدا أيضا بتنسيق جهودهما لمساعدة العدد الأكبر من النازحين السوريين، ليس في سوريا فقط، ولكن أيضا في تركيا وفي كل المنطقة».
وأشاد الرئيس الأميركي بـ«سخاء الأتراك» في الوقت الذي تستقبل فيه تركيا حوالى 44 ألف سوري هربوا من أعمال العنف في بلادهم، ويقيمون اليوم في عشرة مخيمات للاجئين.
تجنب أخطاء العراق
من جهة ثانية، دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الى بقاء الجيش السوري على تماسكه «عندما يفقد الرئيس الأسد سيطرته على الحكم في البلاد».
وقال بانيتا في مقابلة حصرية مع «سي إن إن» من تونس، «أعتقد انه من المهم عندما يرحل الأسد، وسوف يرحل، أن يتم الحفاظ على الاستقرار في ذاك البلد». وأضاف «الطريقة المثلى للحفاظ على هذا النوع من الاستقرار هو بالحفاظ على أكبر عدد ممكن من الجيش والشرطة، بالإضافة إلى القوات الأمنية»، معربا عن أمله في «أن ينتقلوا إلى حكومة ديموقراطية، وهذا أمر أساسي».
وشدد على ضرورة ألا تسمح الولايات المتحدة بتكرار الخطوات التي أقدمت عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، عند حل الجيش العراقي. وقال «من المهم ألا نرتكب الأخطاء عينها التي ارتكبناها في العراق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل المواقع الكيميائية، فإن الجيش السوري يقوم بمهمة جيدة جدا في ما يتعلق بحماية هذه المواقع، وإذا توقف عن ذلك فجأة، سيكون وقوع هذه الأسلحة الكيميائية في الأيادي الخطأ كارثة».
مساعدة «غير قاتلة»
وسئل عما يريد أن يقوله للأسد، فأجاب «أود أن أقول انه إذا أردت أن تحمي نفسك وتحمي عائلتك، فمن الأفضل لك أن ترحل».
وأضاف ان الولايات المتحدة تقدم مساعدة «غير قاتلة» للثوار في سوريا، بما في ذلك أجهزة اتصال. لكنه أوضح ان دولا أخرى تقدم مساعدة عسكرية مباشرة أكثر، «ولذا لا جدل حول ان الثوار يحصلون بطريقة أو بأخرى على الدعم الذي يحتاجونه، بغية الاستمرار في هذا القتال».
01/08/2012
الأسد يستعد لما بعد حلب
حسن شامي
تسجل معركة حلب ارتقاء جديدا في مستوى قدرات المعارضة السورية على المواجهة المسلحة مع نظام الرئيس بشار الأسد، وجره إلى معارك تزيد في كسر شوكته وتظهر مدى انفلات خيوط السلطة من بين يديه.
هذا المستوى تسجله المعارضة، بعد أن أحدثت نقلة نوعية في عملها، عندما أثبتت قدرتها على تحدي هيبة النظام في قلب العاصمة دمشق، وفي توقيت بالغ الحساسية، تلى تفجير مقر الأمن القومي ومقتل كبار القادة الذين يشكلون عماد أركان الأسد في عمليات القتل اليومي.
لم يُكذّ.ب نظام الأسد التوقعات بأن تفوق وحشية قواته في ثاني المدن السورية، ما سبق أن مارسته في مدن وقرى وبلدات أخرى. ويخوض النظام المعركة بقوات استثنائية، مستخدما الطيران الحربي بكثافة. وقد حرص على أن يرفدها بمجازر سطرها في أماكن مختلفة من الأراضي السورية، متنقلا من الجنوب (درعا وقراها) إلى الشمال (إدلب وريفها)، مرورا بالوسط، حيث ارتكبت إعدامات بالجملة.
خلافا لمواجهات دمشق الخاطفة، يرتقب أن تطول أيام معارك حلب وتكثر ويلاتها، أشعلتها المعارضة من موقع المنتصر سلفا، ويخوضها الأسد باعتبارها تحديا لبقائه لا يمكن التهاون في مواجهته. لكن، مع ذلك، لن تكون حلب المعركة الحاسمة، لماذا؟
مواجهات طويلة وشاملة
مراقب متابع يلفت إلى أن كلا الفريقين مهيأ لخوض المعارك الضارية، ليس في حلب وحدها، وإنما في مدن وبلدات كثيرة غيرها، لكن وبرغم التطور النوعي للمواجهات، فإن الحسم ـــ ولو في حدود ـــ سواء لمصلحة النظام أو المعارضة لم يحن أوانه بعد، لأن المعارضة ما زالت بعيدة عن امتلاك إمكانات الحسم، ولأن القوى التي تأتمر بإمرة النظام يتقلص عديدها، ومعه تهزل قدراتها على السيطرة الميدانية، وتقدم المعارك المتواصلة، والدائرة بعنف في حمص وحولها مثالا بارزا في هذا السياق.
المقاومة المسلحة تتنامى قدراتها على تصعيد ضرباتها الموجعة لجيش الأسد، وهي تمتلك ميزة حرب العصابات التي تجد في المدن مجالها الرحب، بحيث يمكنها شل قدرة القوات النظامية. لكن هذه المقاومة لا تزال غير قادرة على الوصول إلى مراكز انطلاق هذه المدرعات ومرابض المدفعية، لأن أسلحتها محدودة القدرات. وبالتالي، فالحسم العسكري بعيد عن متناولها.
واقع حال النظام
في المقابل، يفقد النظام مع مطلع كل نهار شيئا من قدرته على السيطرة على الأرض، بفعل تقلص عديد قواته المقاتلة، وهناك قسم كبير من الجنود محتجزون في ثكناتهم، لأن ولاءهم غير مأمون.
لكن الأسد لا تزال في حوزته ترسانة ضخمة من السلاح على اختلافه، والصنوف الرئيسية من هذا السلاح لم تستعمل إلا في حدود دنيا. ويقع السلاح النوعي في عهدة القطعات والقيادات التي يأمن لها النظام، وترتبط به مصيريا. وهو لا يزال مطمئنا إلى ولاء وتماسك نحو %40 من أفراد قواته المسلحة ممن ينتمون إلى طائفته العلوية. وعليه فما زال بمقدور الأسد أن يستعد لما بعد حلب. وهو هنا يستند على التالي:
-حتى لو خسر جزئيا في حلب، كما الحال في دمشق، لا يعتبر نفسه مهزوما. فهو ابن مدرسة «خسرنا معركة ولم نخسر حربا»، حيث مقياس الربح والخسارة مرتبط ببقاء الممسكين بالسلطة في مواقعهم، وهم آل الأسد والأقارب المباشرون.
- يعي الأسد أن مَن يطلبون رأسه كثر، لكنه متيقن من أن مَن يعملون بفعالية على إسقاطه مازالوا قلة قليلة. وهو يبدو مطمئنا إلى أن تركيا ليست في وارد التدخل عسكريا، طالما لم تتخذ واشنطن قرارها بهذا الخصوص، حيث من الواضح أن حكومة أردوغان لن تتحرك وحيدة. ويعزز الأسد أسباب تصعيب التدخل التركي بتحريكه ورقة أكراد سوريا، الحاضرة أبدا.
ورقة المنظمات الإرهابية
-لا يزال النظام يملك أوراقا «تخريبية» غير قليلة. وكان وعلى مدى سنوات طويلة، حاضنا ومحركا للعديد من المنظمات الإرهابية والمطلوب رأسها في بلادها وعالميا، من حزب العمال الكردستاني إلى آخر منظمة قد لا يتعدى أفرادها أصابع اليد الواحدة. وهناك معلومات موثوقة عن علاقة ما بين أجهزة النظام الأمنية وتنظيم القاعدة، تُرجمت في العمليات الدامية التي كان مسرحها العراق (خصوصا محافظة الأنبار) قبل سنوات قليلة.
-المواقف الروسية الداعمة، وهي ليست كلها للمناورة، بل تندرج بشكل ما في استراتيجية متكاملة، يعد الكرملين العدة لها، تشمل استعادة مواقع لها في مختلف أنحاء العالم، من أوكرانيا المجاورة إلى كوبا البعيدة.
تلك هي حسابات الأسد. لكن الحسابات شيء وما يجري على الأرض شيء آخر، ومن البديهي أن الأيام المقبلة ستبين المزيد. ومن هذا المزيد، هناك خلفيات الاعتراف بجريمة امتلاك الأسلحة الكيماوية والتهديد باستخدامها.
القبس
\
02/08/2012
قبس عربي البديل عن نظام الأسد.. وانقسامات المعارضة السورية
كتب نبيل حاوي :
«سوريا الانتقالية» تقفز الى الصدارة حتى لو استطاع نظام بشار الاسد الصمود لأسابيع او اشهر اخرى بفضل سياسة التدمير المنهجي واعادة التقاط الانفاس وتبديل الاولويات.
اجل، ماهية الوضع الانتقالي تقفز الى الصدارة من خلال الصيغ الاولية التي تطرح بشأن المؤسسات القادرة على الامساك بالوضع بعد سقوط النظام.
ولكن، لا ندري ما اذا كان الوضع في سوريا والتضحيات المتزايدة التي يقدمها الثوار والشعب كله، تنسجم مع الخلافات الحادة التي برزت في صفوف المعارضة اثر الاعلان عن تأسيس مجلس أمناء الثورة السورية، في القاهرة، وتكليف رئيسه هيثم المالح بتشكيل حكومة انتقالية.
كان لافتا قول بعض مناصري المالح ان ما أعلنه هو مبادرة شخصية منه، وأن «النواة الصلبة للحكومة سوف تتشكل من الحراك الثوري والمجالس العسكرية المنضوية تحت قيادة الجيش الحر والمجلس الوطني»، بحسب ما اوردت صحيفة «الشرق الاوسط» امس، لكن الردود سرعان ما جاءت من الجيش الحر وأوساط التنسيقيات وغيرها، وكلها تشير الى انه لم يتم التشاور مع هذه القوى والهيئات ــ في العلن على الاقل.
والردود المتبادلة تشير الى ان حالة البلبلة سوف يستفيد منها نظام الاسد، على الاقل حتى يقول للمجتمع الدولي، وبدعم من القيادة الروسية: هل رأيتم ان البديل عن النظام المتماسك الحالي سيكون عبارة عن فوضى عارمة، وان المؤسسات البديلة تجعل البلاد مرتعا لتدخلات اجنبية، لأن كلا من القوى المشاركة في السلطة البديلة سيخضع لقرار دولة اجنبية او عربية!
بالطبع، فإن قلة من عواصم العالم ستقبل بهذا التبرير المفتعل لنظام القتل والتدمير بذريعة انقسام الخصوم، او صعوبة التوافق في ما بينهم على ادارة المرحلة الانتقالية. لكن الحد الادنى من روح المسؤولية يتطلب توافقا اوليا لقوى المعارضة في الداخل والخارج.
ولا بد ان تؤخذ بعين الاعتبار التجارب التي شهدتها دول اخرى من «الربيع العربي»، تجارب الانتقال العاجل، بحلوها ومرها، والتضحيات التي رافقتها، وما يهمنا في هذا المجال هو تضحية العديد من القوى الثورية بمكاسبها الخاصة بها، من اجل انجاح عملية الانتقال الصعبة، وكي لا ينشأ فراغ او تقع حرب اهلية جديدة او تقاسم للنفوذ فيصبح «الاخوة اعداء»، وهو عنوان مسلسل رمضاني يعرض حاليا.
لا شك ان هناك مصاعب انتقالية تعيشها دول مثل اليمن ومصر وحتى تونس، مع انها بلدان تتواجد فيها قوى حزبية وتنظيمات راسخة منذ عشرات السنين، في حين ان الليبيين الذين كان نظام القذافي قد ألغى كل قواهم الفاعلة والمنظمة وطوال نصف قرن، سرعان ما اتفقوا على تشكيل مجلس وطني انتقالي لقيادة الثورة في اسابيعها الاخيرة، وليشكل الوعاء التنظيمي والقيادي لمرحلة ما بعد سقوط النظام.
المعارضة السورية هي اليوم امام مسؤولية بالغة الاهمية، الخلافات لا بد ان تؤخذ بعين الاعتبار، لكن القاسم المشترك لا بد ان يحتل مكانه على الخارطة، وقبل ان يدفع الجميع الثمن!
د. نبيل حاوي
02/08/2012
اشتباكات للمرة الأولى في أحياء دمشق المسيحية.. وقصف حلب بالميغ والغراد الأسد: مصير سوريا معلق على المعركة مع «الإرهابيين»
اثارالقصف والاشتباكات في حي القرابيص في حمص الذي يقول الجيش السوري إنه استعاد سيطرته عليه (رويترز)
دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - ربط الرئيس السوري بشار الأسد مصير سوريا بالمعركة التي يخوضها جيشه ضد من أسماهم «العصابات الإرهابية». وتزامن تصريح الأسد، الذي جاء في بيان مكتوب وزع (الأربعاء) لمناسبة عيد القوات المسلحة، مع تجدد الاشتباكات في دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات الأمنية، وتمددها لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام، الى حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين. وفي وقت تصاعدت حدة المعارك والاشتباكات في عدد من المناطق السورية، وخصوصا في حلب، حيث تواصل استقدام الحشود من قوات النظام والجيش السوري الحر الى المدينة، تمهيدا لـ«معركة طويلة الامد»، وفق مصدر أمني سوري، بينما أفادت تقارير أن مقاتلي المعارضة حصلوا على صواريخ أرض- جو للمرة الأولى، الأمر الذي من شأنه أن يغير من وجه الصراع العسكري.
«معارك بطولة وشرف»
وفي كلمة وجهها الى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين عبر مجلة جيش الشعب، أكد الأسد أن الجيش السوري يخوض «معارك بطولة وشرف» ضد «العدو» يتوقف عليها «مصير» الشعب السوري والأمة، مضيفا أن «عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن».
وجاء في نص الكلمة أيضا «إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا».
واستنهض الأسد القوات المسلحة السورية، داعيا إياها الى «مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه». وقال «ثقتي كبيرة بكم وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها، ومبعث فخارها وشرف انتمائها والمدافع عن قضاياها العادلة».
مسيحيو دمشق وسط الاشتباكات
ميدانيا، دارت اشتباكات، هي الأولى من نوعها منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام، في حيي باب توما وباب شرقي في دمشق. كما شهدت مناطق عدة في محافظات ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور واللاذقية، اشتباكات وعمليات قصف، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، أضيفوا الى حصيلة الـ124 قتيلا سقطوا الثلاثاء، نحو نصفهم في حلب وحدها.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية، بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان الى أن «المعلومات الأولية تشير الى سقوط قتيل على الأقل في صفوف القوات النظامية» نتيجة الاشتباكات في الحيين المسيحيين اللذين يقعان في قلب دمشق القديمة، ويتميزان بوجود كثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة، كما شهدا تظاهرات مؤيدة للرئيس الأسد.
واوضح المرصد أن هذه الاشتباكات «وقعت في مناطق كانت لاتزال تعد بعيدة جدا عن متناول المقاتلين المعارضين»، مشيرا الى ان «اطلاق النار الكثيف خلال الاشتباكات يدل على اشتراك اعداد كبيرة من المقاتلين من الجهتين في المعارك».
في الوقت نفسه، تعرضت بعض أحياء وسط العاصمة لقصف وحملات دهم واعتقالات، وتحديدا في شارع بغداد وشارع الملك فيصل، وأحياء كفرسوسة والعمارة وباب توما والقدم الدمشقي والتضامن»، بينما شهد حي قبر عاتكة خروج تظاهرات مناهضة للنظام.
وتعرض الريف الدمشقي أيضا لعمليات قصف ومداهمات بالمدرعات والدبابات، تركزت على بلدات الغوطة الشرقية ودير العصافير والضمير وجسرين مدينة عرطوز.
قصف حلب بصواريخ غراد
وتواصل القصف المدفعي الثقيل على أحياء مدينة حلب وريفها. وأفاد مراسلون صحافيون أن «صواريخ غراد سقطت في المنطقة». وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، كانت طائرات الجيش السوري ونيران المدفعية تقصف حلب، بينما المعارك تدور على أشدها في كثير من أحياء المدينة، حيث يقول المقاتلون المعارضون إن القوات النظامية «أجبرت على التراجع».
وتركز القصف منذ ليل الثلاثاء على الأحياء الشرقية للمرة الأولى منذ نشوب معارك حلب، وشاركت فيه طائرة حربية من طراز ميغ. كما ترددت أصداء المدفعية الثقيلة حول حي صلاح الدين (جنوب غرب) الذي شهد بعضا من أسوأ الاشتباكات وأمطرت القذائف المنطقة خلال أغلب الوقت.
وتوصل المراسلون الى أنه لا الجيش السوري، ولا مقاتلو المعارضة يسيطرون تماما على الحي الذي قالت الحكومة انها استعادت السيطرة عليه يوم الأحد الماضي.
وقال التلفزيون الحكومي إن القوات النظامية مازالت تلاحق من تبقى من «إرهابيين» هناك، وهو الوصف الذي يستخدمه النظام السوري في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة. ويقول المعارضون إنهم يسيطرون الآن على قوس يغطي أحياء شرق وجنوب غرب المدينة.
صواريخ أرض- جو للمعارضة
الى ذلك، أفادت شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية بأن «الجيش السوري الحر» حصل- ولأول مرة- على ما يقرب من 24 صاروخ أرض ـ جو «نقلت إليه عبر تركيا».
ونقل مراسل الشبكة، ريتشارد إينغل، عن مصدر في المعارضة المسلحة قولها إن الجيش السوري الحر حصل على نحو 24 صاروخا محمولا مضادا للطائرات، تم إدخالها عبر تركيا. وأضاف المصدر أن المعارضين يأملون أن تكون هذه الدفعة الأولى من شحنة من الأسلحة، مشيرا الى أن «تأثيرها سيظهر قريبا».
ولم يعترض أي مسؤول غربي على التقرير. كما لم تشر الشبكة إلى الجهة التي قدمت الأسلحة للمعارضة السورية، على الرغم من قولها إنه تم تسليمها عبر تركيا.
كذلك لم يتضح أي نوع هي من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، أو ما إذا كان مقاتلو المعارضة قد تلقوا تدريبا على استخدامها، لكن الصواريخ من الممكن أن تحدث تحولا في ساحة المعركة، إذا تمكن مقاتلو المعارضة من استهداف العمليات الجوية للحكومة السورية.
من حلب
*شاركت طائرة حربية من طراز ميغ في قصف حلب للمرة الثانية منذ اندلاع القتال في المدينة.
*أضاءت القذائف ليل حلب، وطغت أصواتها على الأذان. وانطلقت سيارات تقل مقاتلي المعارضة يكبرون نحو القتال.
*حي صلاح الدين «مدينة أشباح»، المتاجر مغلقة من دون مؤشر على وجود حياة في المباني السكنية، وشوارعه خالية في الغالب من حركة المرور.
*قال قائد لمقاتلي المعارضة «في غضون أيام وليس أسابيع سنتقدم نحو وسط المدينة، وسنسيطر على منطقة تلو الأخرى».
*شكا جمعة، وهو عامل بناء عمره 45 عاما، من عدم المقدرة على الصيام في رمضان. وقال «ليس لدينا أي كهرباء ولا ماء. تركتنا زوجاتنا وأولادنا هنا لحراسة المنزل، وذهبوا إلى مكان أكثر أمنا».
*يواجه مقاتلو المعارضة مهمة شاقة في تحدي الجيش السوري المدجج بالسلاح. فالمعارضون مسلحون ببنادق كلاشنيكوف ورشاشات وقذائف صاروخية، بينما الجيش النظامي مسلح بمقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر.
*تواجه المراكز الطبية المؤقتة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة صعوبة في استيعاب عشرات القتلى والجرحى، بعد أكثر من اسبوع من القتال المتواصل.
* يسعى المقاتلون المعارضون الى السيطرة على مقرات المخابرات، غداة تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة.-
02/08/2012
مسلحون يعدمون موالين للنظام
أظهرت صور، التقطها أحد الهواة، وبثها ناشطون على موقع يوتيوب، مسلحين تابعين للجيش السوري الحر يعدمون أشخاصا موالين للنظام في حلب. وأظهر شريط الفيديو المسلحين، وهم يقتادون رجالا الى مكان فيه رجال مسلحون، وهم يهتفون «الجيش الحر للابد»! وأظهر الشريط ايضا المسلحين، وهم يحيطون بأحد الاسرى الذي غطت الدماء وجهه، وكان شبه عار، قبل ان يضعوه قبالة حائط. واصطف اخرون الى جانبه، في حين ردد المقاتلون «الله اكبر». وبعد ذلك فتح المقاتلون النار على رجال قالوا انهم ينتمون الى عشيرة بري، وكانوا يشاركون في القتال الى جانب قوات نظام بشار الاسد في حلب (شمال).
واستنكر المرصد السوري لحقوق الانسان الواقعة، وقال: «لا القانون الدولي ولا الإسلامي يسمح بإعدام أسرى، هذا إجرام وانتقام».
مركز شرطة حي الصالحين بعدما استولى عليه المقاتلون المعارضون (أ ف ب)
حلب- بيار توريس (أ ف ب)- اعتمد الجيش السوري الحر على الحيلة وتسلح بكثير من الجرأة في عمليته للاستيلاء على اكبر قسم للشرطة في حلب والقضاء على رئيس القسم المعروف بمشاركته في قمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ويؤكد احد قادة «لواء المجاهدين» الناشط ضمن الجيش السوري الحر في شمال سوريا ان المعركة من اجل الاستيلاء على قسم الشرطة المركزي في حي الصالحين في جنوب حلب كان هدفا رئيسيا للمقاتلين المعارضين الذين ارادوا وصل المناطق التي يسيطرون عليها داخل المدينة ببعضها.
وقد حصلت محاولة اولى لذلك في 26 يوليو الفائت انتهت باستسلام خمسة عناصر قام زملاؤهم باطلاق النار عليهم من الخلف على رصيف المخفر لدى خروجهم منه، بحسب ما يقول المقاتلون المعارضون.
قدم معظم المهاجمين من حي المرجة المجاور لحي الصالحين (جنوب)، ومن حيي الصاخور (شرق) والشعار (وسط). واكد مقاتلون لوكالة فرانس برس انهم «جاؤوا بشكل عفوي من مناطق اخرى بعد ان سمعوا ان هناك معركة كبرى تتحضر». وتولى قيادة العمليات مقاتل من المرجة يدعى امير ابو حمزة.
كما تم ارسال مجموعات مختلفة في الوقت نفسه الى مكان الهجوم مع مهام محددة. واتخذ عدد كبير من القناصة مواقع لهم للرد على كل محاولة تقدم من الطرف الآخر.
في هذا الوقت، عملت مجموعات اخرى صغيرة على اطلاق النار عشوائيا مع التفوه بتعليقات ساخرة بصوت عال ضد العناصر النظاميين لالهائهم، ما سمح لمقاتلين آخرين بالتقدم بهدوء من المبنى واطلاق قذيفة مضادة للدبابات وقنابل يدوية الصنع عليه.
وقتل عنصرا شرطة ليلا خلال محاولتهما الخروج من القسم. ثم بدأت المروحيات بقصف مواقع الجيش الحر، لكن المقاتلين نجحوا في التمركز أمام المخفر.
وبعد ثلاثة ارباع الساعة، توقفت سيارة في المكان وأنزل ركابها قارورة غاز موصولة بمتفجرات وبصاعق. إلا أن عناصر الحر لم يتمكنوا من تفجيرها.
بعد ذلك شوهد رئيس المخفر العميد علي ناصر الذي شارك، بحسب المقاتلين المعارضين، في حملات القمع، مقتولا مع شرطي آخر على بعد مائة متر من المركز الذي حاولا الهروب منه على ما يبدو.
وبدت جثة الضابط بسروال ابيض على الرصيف وقد مزقها الرصاص.
وقال المقاتلون إن خمسة جنود سلموا انفسهم الى الجيش الحر.
بعد ذلك، دخل المقاتلون القسم وأشعلوا النار في غرفه. بعد ساعة، مرت مروحية وقصفت المكان، ما ادى الى تفريق حشد جاء ليتحقق من سقوط المخفر. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 40 عنصرا من الشرطة قتلوا في هذه المعركة للاستيلاء على قسم الشرطة في حي الصالحين وقسم آخر في حي باب النيرب المجاور. كما قتل ثمانية مقاتلين معارضين. واستولى المقاتلون المعارضون اليوم ايضا، بحسب المرصد، على قسم للشرطة في حي هنانو (شمال شرق).
بيروت، القاهرة- أ ف ب، رويترز- انتقد كل من المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر (الأربعاء) إعلان مجلس الأمناء الثوري السوري عزمه تشكيل حكومة انتقالية.
فقد وصف المجلس الخطوة بـ «المتسرعة»، واعتبر أن من شأن هذه الخطوة «إضعاف المعارضة السورية»، في حين وصف الجيش الحر أعضاء مجلس الأمناء بـ «الانتهازيين».
وكان قد أعلن في القاهرة (الثلاثاء) ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم «مجلس الأمناء الثوري السوري»، يضم 70 ناشطا من المعارضين المستقلين غير الحزبيين. وقام مجلس الأمناء الثوري السوري، في ختام أعمال مؤتمره التأسيسي، بتكليف المعارض هيثم المالح تشكيل حكومة سورية انتقالية مقرها القاهرة.
وقال المالح إنه سيبدأ حوارا مع جميع أعضاء المعارضة، بما في ذلك الجيش الحر، بشأن تشكيل حكومة انتقالية.
وكان المالح استقال من المجلس الوطني السوري المعارض في 13 مارس الماضي منتقدا اداء المجلس.
ويعد المالح (81 عاما) من ابرز المعارضين للنظام السوري منذ ايام الرئيس السابق حافظ الاسد وامضى سنوات طويلة في السجن.
«خطوة متسرعة»
وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا «هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى الا تكون»، مضيفا ان «تشكيل هذه الحكومة او غيرها بهذه الطريقة امر يضعف المعارضة».
ورأى سيدا انه «لا بد من أخذ الوقت اللازم لتشكيل حكومة انتقالية»، معتبرا أن كل حكومة انتقالية يجب ان «تعكس الوضع على الارض والتنوع» في المجتمع السوري.
وذكر بان المجلس الوطني كان شكل لجنتين للتشاور مع الجيش السوري الحر ومع مجموعات في الداخل ومع المعارضة في المنفى من اجل تشكيل حكومة انتقالية، مشددا «هدفنا النهائي هو تشكيل حكومة تمثل وترضي جميع أعضاء المجتمع السوري».
«تقسيم المعارضة»
بدوره، هاجم قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الاسعد، الائتلاف السياسي الجديد، واتهمه ووصف زعماءه بأنهم «انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها على الأرض».
وقال الأسعد إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد «أصابهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب الذي دعاهم لان يعلنوا انشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا».
واضاف «لكنهم في الواقع يحاولون اعادة إحياء نظام الرئيس بشار الأسد الساقط في اتخاذ قرار من دون الرجوع الى الشعب الذي بذل الدم والدموع لكي يحصل على استقلاله من عصابة الاسد المجرمة».
وتابع أن الإعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلى «إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضه ببعض وتفكيك عناصر الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر».
مطلوب الاتحاد
ويمثل ظهور التحالف الجديد أحدث مسعى للمعارضة السورية المنقسمة للاتفاق على بديل سياسي للرئيس بشار الاسد الذي تحاول قواته إخماد انتفاضة مسلحة مضى عليها 16 شهرا.
وتحث دول غربية وعربية منذ اشهر المعارضة السورية على الاتحاد. وفي حين ان المجلس الوطني السوري هو صوت دولي للمعارضة إلا أن نشطاء على الأرض يشتكون من أن قياداته الذين يعيشون في المنفى ليس لهم صلة تذكر بما يحدث في سوريا.
02/08/2012
وضع اللاجئين في مخيم «الزعتري» الأردني «قاس جداً»
طفل سوري لاجئ في مخيم {الزعتري} (أ ف ب)
اعترف ممثل مفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، اندرو هاربر، بأن الوضع في مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين في محافظة المفرق «قاس جدا»، لكنه أكد أنه يتوافق مع المعايير الدولية لمخيمات اللاجئين.
وقال هاربر في تصريح لصحيفة «الغد» الأردنية (الأربعاء): «إنه لا يرغب في رؤية عائلته في المخيم، الذي يفتقر إلى مياه الشرب الباردة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، حيث لا تكاد تحمي الخيام اللاجئين من أشعة الشمس والحرارة الشديدة، إضافة إلى غياب الكهرباء حتى الآن عن المخيم».
وأضاف: إن المفوضية تحاول معالجة الظروف الصعبة في المخيم، الذي بدأت عملية نقل اللاجئين السوريين إليه مساء يوم «الأحد» الماضي، خاصة ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود أماكن ووسائل للتظليل في بيئة حارة كهذه، والغبار في هذه المنطقة الصحراوية».
وأكد هاربر أن الطعام المقدم في المخيم والخدمات الصحية والمياه والخيام جميعها تناسب المعايير الدولية للاجئين، إلا أن الموقع يصعب العمل عليه بسبب الغبار والحر.
وأشار إلى أن المفوضية تنوي تحسين ظروف إقامة اللاجئين السوريين في المخيم عبر نصب خيام واسعة، على شاكلة «الخيام البدوية المفتوحة»، ليتجمع بها الناس خلال النهار، وتقيهم من الشمس والحر، كما أن الكهرباء ستصل إلى المخيم خلال ثلاثة أيام.
وتوقع هاربر أن يصبح الوضع أفضل بكثير عند توفر الكهرباء. وقال: «حينها ستبرد المياه وستعمل المراوح وتتوفر أمور أخرى كثيرة لا نستطيع عملها بغياب الكهرباء».
يقع المخيم على مساحة تبلغ حوالي خمسة آلاف دونم، وتشرف عليه المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهيئة الخيرية الهاشمية، ويتسع في مرحلته الأولى لنحو خمسة آلاف لاجئ، فيما يبلغ الاستيعاب الكلي عند اكتماله 113 ألف لأجئ. وتشير تقديرات رسمية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في المملكة يصل حاليا إلى نحو 142 ألفا.
إشتباكات عنيفة بين الجيشين الأردني والسوري ، و'الحر' يهاجم مطار منغ العسكري، وأمريكا تدعم المعارضة 'سرياً'
2/8/2012 الآن - وكالات - الجزيرة 6:37:14 AM
الملك عبدالله خلال زياته للجيش قبل ساعات من الاشتباكات
قالت مصادر امريكية مطلعة ان الرئيس باراك اوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم امريكي لمقاتلي المعارضة الساعين للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد وحكومته.
واضافت المصادر ان الامر الذي وقعه اوباما في وقت سابق هذا العام يسمح بشكل عام لوكالة المخابرات المركزية ووكالات امريكية اخرى بتقديم دعم قد يساعد مقاتلي المعارضة في الاطاحة بالاسد.
ولم يمكن تحديد متى وقع اوباما الأمر الذي يجيز عملية سرية للمخابرات. كما لم يتضح المدى الكامل للدعم السري الذي قد تقدمه وكالات مثل المخابرات المركزية.
وامتنع المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور عن التعقيب.
وقد بدأ الجيش السوري الحر فجر اليوم بشن هجوم كبير على مطار منغ العسكري بريف حلب. وجاء ذلك بعد يوم شهد مقتل 144 شخصا بينهم خمسون شخصا في جديدة عرطوز بريف دمشق، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
فقد أكد مراسل لقناة الجزيرة في حلب أحمد زيدان أن كتيبة عمرو بن العاص التابعة للجيش الحر شنت هجوما على مطار منغ العسكري قرب مدينة إعزاز في ريف حلب. وقال المراسل إن الجيش الحر شن هجومه باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة وذلك لأول مرة.
في غضون ذلك، يتواصل خروج المظاهرات المسائية المناهضة للنظام في مناطق مختلفة من سوريا. وشملت المظاهرات المسائية كلا من كفرنبل وجرجناز وحاس ومعرة النعمان وجسر الشغور في محافظة إدلب، إضافة إلى بلدة التل بريف دمشق، وأحياء الميدان وكفرسوسة وركن الدين وقبر عاتكة بدمشق.
'
وفي حلب التي تتعرض لحملة عسكرية، خرجت مظاهرات في بلدات مارع ودارة عزة وقبتان الجبل, بينما خرجت مظاهرة في حي الوعر بحمص طالب المتظاهرون فيها بإسقاط النظام, ونددوا بما سموها الحملة العسكرية التي يشنها النظام على مدينتيْ دير الزور وحلب.
حصيلة الأربعاء
وكانت سوريا قد شهدت مقتل 144 شخصا الأربعاء، بينهم خمسون شخصا في جديدة عرطوز بريف دمشق، كما سقط قتلى في قصف لقوات النظام في دير الزور وحمص وحماة ودرعا، وحلب التي تتواصل فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر.
وبث ناشطون على مواقع الثورة السورية صورا للضحايا. وأفادت اللجان بأن بلدة جديدة عرطوز المحاصرة منذ يومين تعرضت لحملة عسكرية أمنية أسفرت عن مقتل وجرح عشرات.
وقالت اللجان إن القوات النظامية وعناصر الشبيحة نفذوا إعدامات ميدانية وأحرقوا الجثث، واعتقلوا أكثر من 150 شخصا، ودمروا أيضا عددا من المنازل، وحطموا سيارات مواطنين بالدبابات.
ومن جهتها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 57 قتيلا سقطوا في دمشق وريفها، بينما قتل ثلاثون شخصا في إدلب حيث شهدت مدينة أريحا بالمحافظة إعدامات ميدانية نفذتها قوات نظامية، وفق ناشطين.
وبحسب الهيئة، فقد سقط 14 في قصف لقوات النظام في دير الزور، و12 في حمص، وستة في درعا وثلاثة في اللاذقية، واثنان في حماة.
قصف بحلب
وفي حلب قتل 13 شخصا، حيث قصفت قوات النظام أحياء صلاح الدين وبستان القصر ودير حافر دينة بالطائرات والدبابات، فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر الذي كان قد أعلن في وقت سابق سيطرته على أحياء ومقار أمنية بالمدينة. وأفاد ناشطون بقطع جيش النظام كافة وسائل الاتصالات والإنترنت عن المدينة.
وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن الجيش الحر هدد من سماهم مجاميع الشبيحة بأنهم سيواجهون مصيرا قاسيا إذا ما ظلوا على تعاونهم مع النظام السوري في حربه المدمرة على الشعب، حسب وصفه.
وقد تسبب قصف حلب المتواصل من قبل قوات النظام في نقص حاد في الخدمات الطبية والأدوية، خاصة مع ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين.
وكان ناشطون قد بثوا صورا على الإنترنت قالوا إنها تعود لكتائب في الجيش الحر خلال تنفيذها إعداما ميدانيا بحق مجموعة من الشبيحة.
ويتهم الجيش الحر هذه المجموعة -التي تنتمي إلى عشيرة آل بري- بالوقوف خلف أعمال القتل والاعتقال والتعذيب بحق الناشطين والثوار. ويوصف عشيرة آل بري -وهي إحدى العشائر السنية المعروفة- بأنها من أذرع النظام الضاربة في محافظة حلب خلال السنوات الماضية.
انتهاكات
كما اتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية القوات السورية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في حلب، وأشار إلى أن هجومها على المدينة يمثل ذروة أشهر من حملة قمع وصفها بالوحشية ضد المعارضين.
ويوثّق التقرير كيف استخدمت قوات الأمن والشبيحة بشكل متكرر ذخيرة حية ضد المظاهرات السلمية، وقتلها وجرحها لمتظاهرين ومارة بمن فيهم أطفال، وكيف لاحقت الجرحى والممرضات والأطباء الذين عالجوهم وناشطي المعارضة.
وتحدث التقرير عن إجبار عائلات المتظاهرين والمارة الذين قُتلوا برصاص قوات الأمن على توقيع إفادات بأن 'عصابات إرهابية مسلحة' هي التي قتلت أبناءها.
في غضون ذلك، قال مارتن نيسركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن بعثة المراقبة التابعة للمنظمة الدولية في سوريا أبلغت عن تصاعد ملحوظ للعنف في حلب.
وأضاف أن هذا التصعيد يشمل استخدام المروحيات وأسلحة ثقيلة في القتال الضاري هناك، خصوصا في الأيام الثلاثة الأخيرة.
تجول قائد
وفي الأثناء، بث ناشطون سوريون شريطاً مصوراً على مواقع الثورة السورية يظهر فيه العميد مصطفى الشيخ قائد المجلس العسكري في الجيش الحر داخل الأراضي السورية في مدينة الأتارب بريف حلب.
وقال مصطفى الشيخ -خلال جولته مع الثوار- إن 'النصر قاب قوسين أو أدنى', وأضاف أن 'المجرمين الذين ارتكبوا مجازر في سوريا لن يفلتوا من العقاب'.
ومن جهة أخرى، أعلن رئيس فرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في مدينة اللاذقية محمود مصطفى قنيفدة انشقاقه عن النظام السوري، متهما إياه بإعاقة نمو وتطور سوريا على مدى أربعة عقود. وقال مصطفى إنه انضم إلى ما وصفه بالحراك الثوري لبناء سوريا الديمقراطية.
وفي السياق، أفاد ناشطون بأن الحملة الأمنية التي شنتها قوات النظام في الأسابيع الماضية في حي المزة بدمشق أدت إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، ويبعد حي المزة بمسافة قليلة عن قصر الشعب وعدد من مقار الوزارات في العاصمة السورية.
وفي الأثناء أعلن المجلس الوطني السوري عدة مدن في سوريا مناطق منكوبة من بينها دير الزور، وطالب المنظمات الإغاثية بالتحرك لإنقاذ الأهالي.
ويشار إلى أنه بلغ عدد قتلى محافظة دير الزور شرقي البلد خلال شهر يوليو/تموز الماضي نحو ألف قتيل.
واندلعت اشتباكات وصفت بالأعنف بين قوات من الجيشيْن الأردني والسوري فجر اليوم الخميس في المنطقة الواقعة بين تل شهاب التابعة لمحافظة درعا السورية وقرية الطرة التابعة لمدينة الرمثا الأردنية.
وأكدت مصادر متطابقة من الجانبين الأردني والسوري للجزيرة نت أن الاشتباكات اندلعت بعد الساعة الواحدة فجر الخميس بتوقيت الأردن وسوريا (11 بتوقيت غرينتش).
وقال علي الرفاعي الناشط مع الجيش السوري الحر للجزيرة نت إن مساء الأربعاء شهد تحركات غير عادية من الجيشين الأردني والسوري على جانبيْ الحدود، وسط ضعف كبير في تدفق اللاجئين السوريين نحو الأراضي الأردنية من منطقة تل شهاب.
وأفاد بأن الاشتباكات اندلعت بشكل مفاجئ ودون أسباب تتعلق بتدفق اللاجئين السوريين، كما حدث في الاشتباكات الماضية.
وقال الرفاعي إن الاشتباكات هي الأعنف بين الجيشين النظامي السوري والأردني منذ اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد. وتحدث عن استخدام أسلحة متوسطة في الاشتباكات، وقال إنه لوحظ انقطاع للكهرباء في الجانب الأردني من الحدود.
وفي الجانب الأردني، أكد شهود عيان من سكان المنطقة الحدودية مع سوريا أن الاشتباكات اندلعت بشكل عنيف، وأن أصوات إطلاق الرصاص والقصف سمعت بشكل كثيف، وتحدث شهود العيان عن سماعهم أصوات سيارات إسعاف في المنطقة الحدودية، دون أن يؤكدوا وجود إصابات.
زيارة الملك
وجاءت اشتباكات فجر الخميس بعد ساعات من زيارة قام بها الملك الأردني عبد الله الثاني لإحدى الوحدات العسكرية على الحدود الشمالية المحاذية لسوريا.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة زار مساء الأربعاء إحدى وحدات قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية، حيث كان في استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وقائد قوات حرس الحدود.
وأشارت الوكالة إلى أن الملك استمع إلى إيجاز عسكري قدمه قائد حرس الحدود حول المهام والواجبات التي تقوم بها تشكيلات ووحدات قوات حرس الحدود، وأن قائد الوحدة العسكرية قدم إيجازا تفصيليا حول الواجبات المناطة بالوحدة.
وحسب الوكالة الرسمية، فإن الملك عبد الله الثاني أبدى ارتياحه للمستوى المتميز الذي تتمتع به قوات حرس الحدود ودورها في تنفيذ الواجبات والمهام الموكلة إليها.
ويستقبل الملك الأردني الخميس وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي يزور عمان قادما من إسرائيل بعد أن زار مصر.
وهذه الاشتباكات هي الثالثة بين الجيشين الأردني والسوري خلال أقل من أسبوع، حيث وقعت اشتباكات بين الجيشين الجمعة الماضية، وعصر أول أمس الثلاثاء، على وقع استهداف الجيش السوري النظامي للاجئين سوريين كانوا يعبرون الحدود غير الرسمية باتجاه الأردن.
وقتل الطفل بلال اللبابيدي خلال عبوره مع والدته فجر الجمعة الماضية، وأصيب الجندي الأردني بلال الريموني بيده أثناء محاولته إنقاذ الطفل السوري، بحسب ما أكده مصدر عسكري للجزيرة نت.
وعصر الثلاثاء جاءت الاشتباكات إثر استهداف قوات الأسد لـ11 جريحا كانوا في طريقهم للعلاج في الأردن، ودفعت الاشتباكات بأحد الجرحى للزحف عائدا نحو الأراضي السورية، فيما نقلت سيارات إسعاف تابعة للجيش الأردني الجرحى السوريين العشرة
انشقاق العميد طلاس ومدير كلية الدفاع في سوريا
الجمعة 3 أغسطس 2012 - 1:57 م العربية . نت الشرق الأوسط
اللواء محمد الحاج مدير كلية الدفاع السورى يملك الرجلان كماً هائلاً من المعلومات عن عقود السلاح والأسرار العسكرية
أفادت أنباء صادرة عن المجلس العسكري في درعا بانشقاق العميد أحمد طلاس رئيس دائرة عقود السلاح في الداخلية و اللواء محمد الحاج علي مدير كلية الدفاع بالأكاديمية العسكرية.
ويعتبر العميد طلاس من مرتبات وزارة الداخلية، ويعتقد أنه يملك كماً هائلاً من المعلومات عن عقود السلاح وأسرار وزارة الداخلية.
كما أفاد المجلس العسكري بوصول اللواء الحاج المنشق إلى الأردن، ويعرف عن اللواء أنه يملك معلومات عن سياسة النظام المتعلقة بإدارة الأزمات، وهو يتحدر من بلدة خربة غزالة في درعا.
وفي هذا السياق، اعتبر العقيد أحمد النعمة قائد المجلس العسكري بدرعا في لقاء هاتفي سابق مع قناة العربية، أن انشقاق مدير كلية الدفاع بالأكاديمية العسكرية اللواء محمد حسين الحاج علي كنز لما يملكه من معلومات عسكرية يمكن الاستفادة منها في المرحلة القادمة.
مقاتلو المعارضة يهاجمون مطاراً عسكرياً في حلب ويحتلون مركزاً حدودياً الأمم المتحدة: 3 ملايين سوري بحاجة للمساعدة
دخان القذائف يتصاعد في سماء دمشق (أ ب)
دمشق، حلب، روما- أ ف ب، رويترز، يو بي أي- شن الجيش السوري الحر فجر الخميس هجوما كبيرا على مطار منغ العسكري في حلب التي تشهد معركة حاسمة بين المعارضين وقوات النظام غداة حملة دامية قرب دمشق تخللتها إعدامات وعمليات تعذيب، كما بسط عناصره سيطرتهم على مخفر المملحة الحدودي مع العراق، في وقت أعلنت فيه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن ثلاثة ملايين سوري بحاجة الى الغذاء والمساعدة بشكل عاجل.
يأتي ذلك بالتزامن مع عمليات قصف واشتباكات تواصلت في مدن وبلدات سورية، لا سيما دمشق وريفها ودرعا وحمص ودير الزور واللاذقية وإدلب، وذلك غداة يوم دموي آخر سقط فيه نحو 163 قتيلا، منهم 43 كانوا ضحايا مجزرة ارتكبتها قوات النظام في ريف دمشق.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
معارك حلب
فبعدما تفوق الجيش النظامي على المعارضين المسلحين في دمشق في مواجهات لا سابق لها منتصف يوليو الماضي، يركز هؤلاء جهودهم على حلب، ثاني مدينة في سوريا، ويؤكدون أنهم يسيطرون على «خمسين بالمائة» منها وتقريبا كل هذه المحافظة الواقعة شمال البلاد.
وذكرت مصادر متطابقة أن الجيش الحر شن هجوما عنيفا على مطار مينغ العسكري في حلب، مستخدما الدبابات والأسلحة الثقيلة. ويعتبر هذا المطار واحدا من أهم القواعد العسكرية للجيش النظامي في ريف حلب، فمنه تقلع المروحيات والطائرات التي تشن هجمات على المدينة وتلاحق المقاتلين المعارضين. وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش السوري الحر بأنه يستخدم أسلحة ومعدات ثقيلة بهدف السيطرة على المطار الاستراتيجي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن «مطار منغ العسكري تعرض للقصف بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة في عمليات سابقة».
وكان الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أكد الاربعاء، نقلا عن بعثة المراقبين في سوريا، أن مقاتلي المعارضة في حلب، حيث تدور معارك عنيفة منذ 20 يوليو، يمتلكون دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى غنموها من القوات الحكومية.
وأضاف نسيركي أن مراقبي الأمم المتحدة الذين زاروا حلب أكدوا أن الجيش السوري يستخدم المقاتلات الحربية لقصف المدينة، مؤكدا أن «الأمم المتحدة ذكرت طرفي النزاع بواجباتهم على الصعيد الإنساني وبما يتعلق بحماية المدنيين».
وكانت اشتباكات عنيفة جرت الأربعاء في حي باب النيرب شرق حلب بين الجيش النظامي مدعوما بمقاتلين من عشيرة آل بري، ومقاتلي المعارضة غداة اعدام مقاتلين معارضين أحد قادة هذه العشيرة ويدعى زينو بري وعدد من عناصره، بتهمة انه زعيم عصابات الشبيحة الموالية للأسد في حلب.
احتلال مركز حدودي
وفي تطور آخر أعلن الجيش الحر سيطرته التامة على مخفر «المملحة» الحدودي على الحدود مع العراق، وقال إن القوات النظامية لم تحاول الاقتراب من المخفر أو شن أي هجوم لمحاولة استعادته.
مذبحة في عرطوز
ولم تكن الأوضاع في دمشق وريفها أكثر هدوءا. فبينما كانت الاشتباكات تدور في بعض أحياء العاصمة بين المقاتلين المعارضين وقوات النظام، تحدث المرصد السوري عن «حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات الامن في حي المهاجرين الذي يقع فيه القصر الجمهوري المعروف بقصر المهاجرين»، موضحا ان «الحملة استمرت لنحو ساعتين واسفرت عن اعتقال نحو عشرين شابا حسب حصيلة اولية».
وقال المرصد إن «القوات النظامية ترافقها ثلاث دبابات وعدة سيارات محملة بعناصر مدججين بالسلاح شنت حملات مداهمات في حي الزهور الواقع شرق حي الميدان والمجاور لحي التضامن وأيضا في حي القابون» الذي اقتحمته القوات النظامية امس بعد اشتباكات عنيفة.
وفي ريف دمشق، نفذت القوات النظامية عملية عسكرية في بلدة جديدة عرطوز، وصفت بالمجزرة، وراح ضحيتها 43 قتيلا. وقال المرصد السوري إن بعض الضحايا سقطوا باطلاق نار مباشر وآخرون في «اعدامات ميدانية»، فيما تعرض أكثر من 100 شاب للاعتقال.
3 ملايين محتاج
الى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن ثلاثة ملايين سوري بحاجة الى الغذاء والمساعدة في مجالات المحاصيل الزراعية والمواشي، منهم 1,5 مليون شخص يحتاجون الى «مساعدة غذائية ملحة وفورية خلال الأشهر الثلاثة الى الستة المقبلة»، ولا سيما في المناطق التي طاولها النزاع ونزوح السكان بصورة خاصة، وذلك بعدما منع الصراع المزارعين من جني المحاصيل.
وتستند هذه النتائج إلى بعثة مشتركة للتقييم السريع لاحتياجات الأمن الغذائي قامت بها كل من الفاو وبرنامج الأغذية العالمي ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية في يونيو 2012.
ويشير التقرير إلى أن القطاع الزراعي في سوريا خسر هذا العام 1.8 مليار دولار أميركي جراء الأزمة المستمرة، يشمل الخسائر والأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزارعية والثروة الحيوانية ونظم الري خاصة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير، فضلاً عن أشجار الكرز والزيتون وإنتاج الخضروات.
ويشكل المزارعون الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة ما يقرب من ثلث السكان الريفيين ومن بينهم %5 إلى %10 أسر تعيلها نساء.
وذكر ممثل الفاو في سوريا عبد الله بن يحيى، أنه «ما لم يتم تقديم تلك المساعدات في الوقت المناسب، فقد تنهار المنظومة المعيشية لهؤلاء الأشخاص في غضون أشهر قليلة، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة قبل حلول فصل الشتاء».
جثث ضحايا المجزرة التي ارتكبتها كتائب الأسد في عرطوز في ريف دمشق الأربعاء (رويترز)
03/08/2012
وقّع أمراً سرّياً بالتزامن مع طلب بتحديد «خط أحمر» للأسد أوباما يجيز دعم المعارضين السوريين
واشنطن- أ ف ب، رويترز- وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما «أمرا سرّيا» يجيز تقديم دعم أميركي لمقاتلي المعارضة السورية، ما يشكل خطوة في اتجاه التخلي عن «الحذر» في التعامل الأميركي مع مسألة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونظامه.
وقالت مصادر أميركية إن «الامر السرّي» الذي وقعه أوباما في وقت سابق هذا العام يسمح بشكل عام لوكالة المخابرات المركزية (سي أي إيه) ووكالات أميركية أخرى بتقديم دعم يساعد مقاتلي المعارضة في اطاحة الأسد.
يذكر أنه في العام الماضي عندما بدأ المعارضون في ليبيا تنظيم أنفسهم لتحدي حكم معمر القذافي وقع أوباما أيضا أمرا مبدئيا يجيز بشكل واسع تقديم دعم أميركي سري لهم. لكنه تحرك بحذر لإجازة إجراءات محددة لدعمهم.
ضغط الخبراء
وجاء الكشف عن هذه المذكرة بينما رأى خبراء أميركيون في مجلس الشيوخ أنه يتوجب على واشنطن أن تزيد من دعمها للمقاتلين المعارضين من خلال تقديم أسلحة ودعم جوي لهم، لترسم «بوضوح» لنظام الأسد «خطا أحمر» لا يجوز تجاوزه تحت طائلة تدخل عسكري. وأفادت محطتا «أن بي سي» و«سي إن إن»، نقلا عن مصادر لم تحدداها، أن توقيع أوباما جاء في إطار ما يعرف بـ«التقرير الرئاسي»، وهي مذكرة تجيز لوكالة سي آي ايه القيام بتحركات سرّية.
لكن مسؤولين في البيت الأبيض رفضوا التعليق على هذه المعلومات، من دون ان يستبعدوا ان تكون واشنطن تقدم للقوات المناهضة للاسد المزيد من الدعم في مجال الاستخبارات مما تم الاقرار به.
تحول
ويشير هذا، وتطورات أخرى، إلى تحول باتجاه تقديم دعم متزايد رغم أنه لايزال محدودا للمعارضة السورية المسلحة، وهو تحول زاد وضوحا بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي في الاتفاق على تشديد العقوبات على الحكومة في سوريا.
ولم يصل الأمر على الأرجح بالبيت الأبيض حتى الآن إلى تقديم أسلحة فتاكة للمعارضين، وإن كان بعض حلفاء الولايات المتحدة يفعلون ذلك.
لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إن هناك تحسنا ملحوظا في تماسك جماعات المعارضة السورية وكفاءة عملها في الأسابيع القليلة الماضية. ويمثل هذا تغيرا كبيرا في تقييم أداء مقاتلي المعارضة من جانب المسؤولين الغربيين الذين كانوا يصفون معارضي الأسد من قبل بأنهم مجموعة متشرذمة تفتقر للتنظيم وتسودها الفوضى.
وفي الأسبوع الماضي، أوردت «رويترز» تقريرا ذكر أن تركيا أقامت هي والسعودية وقطر قاعدة سرية قرب الحدود السورية لتوجيه دعم عسكري ودعم في مجال الاتصالات لمعارضي الأسد.
مساعدات غير مميتة
وحتى قبل الحديث عن الأمر الرئاسي السري ذكرت إدارة أوباما علنا أنها تقدم دعما لمعارضي الأسد.
وقالت وزارة الخارجية الأربعاء إن الولايات المتحدة خصصت 25 مليون دولار لتقديم إمدادات «غير قاتلة» للمعارضة السورية. وقال مسؤول أميركي إن هذه المساعدات ستكون في الأغلب معدات اتصال تتضمن أجهزة لاسلكي مشفرة.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية أيضا إن الولايات المتحددة خصصت 64 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري تشمل مساهمات لبرنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات إغاثة أخرى.
ومن جانب آخر، أكدت الخزانة الأميركية أمس الأربعاء انها أجازت لمجموعة الدعم السوري التي تمثل الجيش السوري الحر في واشنطن عقد صفقات مالية نيابة عن هذه الجماعة المعارضة. وتردد نبأ الاجازة لأول مرة يوم الجمعة الماضي على موقع المونيتور على الإنترنت الذي يبث أخبارا وتعليقات تخص الشرق الأوسط.
«الخط الأحمر»
والنقطة الأخرى التي تشكل منطلقا للدعوات المتزايدة لتفعيل التدخل الاميركي هي ترسانة الاسلحة الكيميائية التي لوح نظام الاسد باللجوء اليها في حال تعرضه لاعتداء خارجي.
ومع تردد أنباء عن تحريك النظام مخزوناته من هذه الاسلحة، اعتبر الخبراء انه يجدر بالولايات المتحدة ان تكون واضحة في تحذير الاسد من استخدام «اسلحة دمار شامل».
وقال اندرو تابلر الخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى إن «التفكير بان الاسد يعرف ان استخدام اسلحة دمار شامل كهذه سيكون تجاوزا لخط احمر امر جيد (...) لكن هذا مجرد شعور بالتفاؤل».
من جهته، طرح مدير الامن الدولي في «راند كوربورايشن» جيمس دوبينس فرض منطقة حظر جوي فوق كل مناطق سوريا او اجزاء منها، مما يتطلب نوعا من المشاركة الاميركية.
ويأمل دوبينس في ان يتضح لنظام الاسد ان استخدام الطائرات الحربية في شكل ممنهج سيكون «خطا احمر» يدفع الى تدخل اميركي اضافي. لكن السفير الاميركي السابق في الاتحاد الاوروبي يفضل ان يكون الاقدام على حظر الطيران بطلب من المعارضة السورية وقبول من جامعة الدول العربية.
لكن فرض حظر الطيران فوق سوريا سيمثل تحديا صعبا. ومع ان اقرار مثل هكذا قرار في مجلس الامن «مرغوب فيه في شكل كبير» إلا أنه «ليس ضروريا» كما حصل في كوسوفو.
03/08/2012
لبنان يطرد سوريين إلى بلدهم وسط انتقادات سياسية وحقوقية
بيروت- القبس
أثار طرد لبنان 14 مواطنا سوريا الى بلدهم انتقادات شديدة من جانب المدافعين عن حقوق الانسان وشخصيات سياسية أبرزها النائب وليد جنبلاط.
وأكدت السلطات اللبنانية والمديرية العامة للامن العام ان اسباب الطرد ليست سياسية، وان الرجال المبعدين اعتقلوا لقيامهم بانتهاكات للقانون العام، وسلموا الى السلطات السورية بسبب مشاكلهم مع القضاء وارتكابهم جنحاً.
لكن مسؤولا في منظمة هيومن رايتس اشار الى ان بعض الذين ابعدوا اعربوا عن خشيتهم من التعرض للاضطهاد لدى عودتهم.
من جانبه، رأى جنبلاط أن مدير عام الأمن العام عباس ابراهيم يقدم دليلاً جديداً على انصياعه المطلق للنظام السوري، وذكّر ابراهيم بأن سوريا في زمن البعث وما سُمّي بمرحلة الاستقرار لم يكن هناك فيها أي مفهوم فعلي للقضاء المستقل اسوةً بكل الأنظمة الاستبدادية، فكم بالحري في هذه المرحلة التي سقطت فيها كل الضوابط الأخلاقية والسياسية عند النظام.
وطلب جنبلاط من الحكومة اللبنانية والمرجعيات الرسمية المختصة توضيح كل الملابسات المتصلة بهذا الموضوع وفتح تحقيق فيه لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير المسلكية بحق مدير عام الأمن العام وصولاً إلى إقالته إذا اقتضى الأمر.
امنياً، تعرضت بعض البلدات في عكار (شمال لبنان) للقصف من الجانب السوري، خاصة على المنطقة الواقعة بين بلدتي البيرة وخربة داود التي تبعد حوالي 5 كيلومترات عن الحدود السورية، ما اضطر بعض الأهالي إلى النزوح داخليا.
من ناحية اخرى، اعتبر مصدر أمني أن التعزيزات العسكرية السورية خلال الساعات الماضية على طول خط الحدود مع لبنان تعتبر الأكثر نوعية. وشملت نشر بطاريات صواريخ أرض- جو جديدة قرب الحدود في مناطق سهل كفر يابوس ومشارف الطفيل اللبنانية، وقال المصدر إن الجيش السوري ينفذ ليلا انتشارا عسكريا واسعا على طول الحدود ورفع سواتر ودشما جديدة على طول خط الحدود مع عرسال وشرق مشاريع القاع.
03/08/2012
«الحية والحبل» في الثورة السورية!
كتب عدنان فرزات :
ينطبق على الشعب السوري اليوم المثل الدارج «الذي تلدغه الحية يخاف من الحبل».. وتفسير هذا الموضوع يكمن في السطور التالية:
من أبرز الطرق التي اتبعها حزب البعث للهيمنة على العقول، انه عمل على «التجهيل» السياسي للشعب، حتى جعله لا يرى سواه، أي أنه أرضعه فكر البعث مع ثدي أمه المنتسبة إلى الاتحاد النسائي، وما ان بلغ سن الفطام، حتى يوكله إلى ما يسمى «طلائع البعث»، وما ان يصل إلى مرحلة الحلم، حتى يعهد به إلى «شبيبة الثورة»، ويقصد بها ثورة الثامن من آذار التي «عض» فيها حزب البعث على السلطة بالنواجذ، ثم بالدبابات والهاون.. ولغاية العودة إلى عصر السكاكين.
وهذا الـ «عض» على السلطة حرم الناس من التعايش مع مصطلحات سياسية، وغيب عن أذهانهم آليات المجتمعات المدنية المتطورة في الحكم، مثل تداول السلطة، ووجود مؤسسات حقيقية للحكم، وبأن المواطن السوري حين يدخل مركز الاقتراع يكون لديه ورقة ممتلئة بما لذ وطاب من الرؤساء.
وأكثر شيء غاب عن وعي الناس السياسي، هو مفهوم «المرحلة الانتقالية»، أي ما يمكن أن نسميه أيضا تشكيل حكومة انتقالية بين مرحلتين. وهذا هو مربط الخلاف بين أنصار الثورة السورية اليوم، وهنا نبدأ تفسير مثل «الحية والحبل». فلأن حية «البعث» جثمت على صدور الناس قرابة النصف قرن، فقد أصبح الناس يخافون من حبل المرحلة الانتقالية، هذا الحبل الذي يتحول من مفهومه لإنقاذ الناس إلى مفهومه للالتفاف حول رقابهم، فكثيرون يخشون اليوم من الأسماء التي تطرح بشأن تشكيل مرحلة انتقالية، ويظنون بأن هذه الأسماء سوف تتشبث بالسلطة أيضا، وهذا ما يعرقل التقاء المعارضة اليوم على قرار واحد. لذلك ما ان يطرح اسم أحدهم كقائد المرحلة الانتقالية، حتى يسارع الناس إلى رفضه، بدءا من برهان غليون العلماني إلى الإسلاميين ممثلين بحركة الإخوان، إلى عبد الباسط سيدا الكردي، ثم ميشيل كيلو المسيحي، إلى مناف طلاس الذي يعتبرونه، بأن هناك من يريد بناء وطن جديد بالحجارة القديمة.. وهكذا ما ان يتم طرح اسم ما، حتى يسارع المعارضون إلى معارضته، وبذلك أصبح لدينا معارضون للنظام، وهم أنفسهم معارضون للمعارضة!
وحري بنا أن نعطي المرحلة الانتقالية حجمها الصحيح، فهي لا تعني بشكل من الأشكال الحكم المطلق، ولن يتمكن أصحابها من البقاء في الحكم لأكثر من المدة الكافية لترتيب بيت الوطن. وهذا ليس درسا في السياسة أطرحه هنا، بل هو تنويه ضروري لإزالة الرهبة تجاه الأشخاص الذين تطرح أسماؤهم لتولي هذ المرحلة المفصلية، لأنهم لن يكونوا أكثر من جسر سياسي تسير فوقه الثورة للوصول إلى الضفة الأخرى من الأمان. وأيا يكن هذا الشخص الذي سيقود هذه المرحلة، فهو يجلس على كرسي «لا يلصق أبدا».. ولن يسمح له الشعب بعد عشرات الآلاف من الشهداء، ومثلهم من المفقودين والمصابين.. أن «يدبّق».
عدنان فرزات
03/08/2012
داخل أحد سجون الجيش الحر
في أكثر مواسم الصيف سخونة في سوريا، اكتظت فصول إحدى المدارس الابتدائية في شمال البلاد ليس بالطلاب، بل برجال النظام السوري المقبوض عليهم من قبل الثوار المسلحين.
الثوار من وحدة «لواء التوحيد» قاموا بدعوة CNN إلى تلك المدرسة التي أصبحت منذ عدة شهور، معتقلا مؤقتا يضم نحو 112 سجينا على الأقل.
في أحد الفصول، كان هناك نحو 40 معتقلا، حفاة الأقدام، حليقي الرؤوس، يحاولون إخفاء وجوههم من عدسات الصحافيين.
حارس المعتقل الذي طلب منا مناداته باسم «أبو حاتم» كان يعمل سابقا في وزارة الزراعة، انصبت مهمته معنا في محاولاته للتأكيد على أن التسهيلات في هذا المعتقل تفوق بكل الأحوال جميع معتقلات نظام الرئيس السوري بشار الأسد التي بدأها قائلا «انظر، السجناء والحراس يأكلون من الطعام نفسه».
تعذيب
بنظرة تفقدية سريعة على تلك الغرفة، كانت هناك علامات واضحة تشير إلى تعرض المعتقلين للضرب المبرح من قبل المتمردين. أحدهم عيناه متورمتان مع احمرار شديد، وبالكاد يستطيع أن يرى.
أبو حاتم قام باستدعاء أحد المعتقلين في تلك الغرفة...
أكثر الأمور المقلقة لهذا الرجل، هي عشرات الجروح البالغة الحديثة التي تتناثر بين الوشومات التي تغطي جسده، وكلها تمجد الرئيس الراحل حافظ الأسد والحالي بشار. وفي تبريره لجرح غائر في جذع الرجل، قال أبو حاتم «لقد اعترف الرجل بارتكابه جرائم ضد الثوار، لذلك قام بجرح جذعه للتبرع بدمه لنا. لقد كان قائدا لمجموعة من الشبيحة، قامت بسحق الثوار، بجانب اتصاله المباشر بالمخابرات السورية».
تزايد القتلى بسوريا و'الحر' يتفوق بحلب ويهاجم مبنى الإذاعة
4/8/2012 الآن : وكالات 10:45:43 AM
حمد بن جاسم
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 128 شخصا قتلوا بسوريا معظمهم في دمشق وريفها وحلب وحمص، وذلك أثناء مظاهرات يوم الجمعة التي أطلق عليها 'دير الزور.. النصر القادم من الشرق'. في حين أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على مركز شرطة في حلب ومحاصرة مبنى الإذاعة والتلفزيون فيها.
وحسب ناشطين وشهود عيان، قتل 12 في اقتحام القوات السورية لحي التضامن جنوبي دمشق بعشرات الدبابات والمركبات المدرعة والجنود، في محاولة للسيطرة على المعقل المهم للمعارضة في العاصمة.
وقال ناشط إن القوات أعدمت عددا من الأشخاص بعد دخولها الحي. وذكر الشهود أن معظم الحي أصبح تحت سيطرة القوات الحكومية، بعد أسبوع من محاولات الجيش دخوله في ظل مقاومة شرسة من القوات المعارضة.
أما في ريف دمشق فقد ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن ثمانية قتلى سقطوا في جديدة عرطوز.
عمليات 'للحر'
وعلى صعيد آخر ذكرت شبكة 'شام' أن 20 شخصا قتلوا بحلب بينهم طفلان، وأضافت أن اشتباكات دارت فجر اليوم السبت بين الجيشين الحر والنظامي بحي الإذاعة، وأن عناصر الأول تمكنوا من محاصرة مبنى الإذاعة والتلفزيون.
بدوره قال الجيش الحر إنه أحبط هجوما للجيش النظامي في حي صلاح الدين وتمكن من تدمير دبابتين، بعد أن دمر أربع دبابات يوم الخميس الماضي.
وأكد مراسل الجزيرة بحلب أحمد زيدان أن عناصر تابعة للجيش الحر أحكمت سيطرتها على عدة مواقع بالمدينة، من بينها مخفر حي السكري، وأنها تقدمت باتجاه القصر العدلي وسط المدينة بعد أن تمكنت من قتل عدد من 'الشبيحة'.
كما أفاد زيدان بوصول تعزيزات للقوات الحكومية من دمشق، في وقت يشن فيه الجيش السوري الحر هجوما عنيفا على مطار منغ بريف حلب.
من جهة أخرى وصل 156 سوريا إلى مطار القاهرة الدولي مساء أمس الجمعة قادمين على متن طائرة خاصة من حلب، في إطار إجلاء سوريين من المدينة هربا من التطورات الأخيرة التي تشهدها.
وقال مصدر مسؤول بالمطار إن 'هذه الطائرة هي الثانية، إذ وصلت الطائرة الأولى ظهر الجمعة وعلى متنها 131 سوريا'، مشيرا إلى أن جميع القادمين من العائلات والأسر في إطار إجلاء عدد من المواطنين السوريين.
قصف وانشقاق
أما في حمص فقد سقط نحو 14 شخصا بينهم سيدة، وتعرض حي الربيع لإطلاق نار كثيف وعشوائي، وقصفت المروحيات حي جوبر، ووقعت أحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة تحت قذائف الهاون والمدفعية، وفق ما ذكرت شبكة شام.
وفي ريف حمص قصفت قوات النظام مدن الحولة والرستن والقصير، مما أدى إلى تدمير عدة منازل وسقوط عدد من الجرحى، حسب الشبكة نفسها.
كما أكدت شام تجدد القصف العشوائي على مدن وبلدات سفيرة تحتاني الشحيل والبوكمال والبوليل ومحيميدة وموحسن في محافظة دير الزور، مما أوقع 14 قتيلا بينهم طفلان وثلاث نساء.
وقال ناشطون إن اشتباكات جرت بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام، أسفرت عن سيطرة مقاتلي الثورة على المقر الأمني وقتل عدد من 'الشبيحة' وأسر آخرين، وسيطرة الجيش الحر على عدد من الآليات العسكرية بدير الزور.
في سياق متصل أعلن نائب قائد شرطة محافظة اللاذقية العميد تركي قنيفدِه انشقاقه عن النظام السوري، واصفا إياه بـ'النظام المجرم'. واتهم نظام الرئيس بشار الأسد بقتل وتشريد أبناء الشعب السوري لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة.
قالت قطر يوم السبت ان اي شخص يخلف كوفي عنان كوسيط دولي بشأن سوريا لابد وان يتبع استراتيجية جديدة بسبب ما وصفته باخفاق خطة سلام عنان المؤلفة من ست نقاط.
وقال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وزير خارجية قطر 'يجب ان يكون هناك تعديل واضح لهذه الخطة لان قضية النقاط الست انتهت لم ينفذ منها اي شئ.' 'يجب ان يكون هناك ارادة دولية لعمل شئ اذا مجلس الامن استمر في طريقة التعطيل التي هي الان فيه بسبب اختلاف الدول الكبرى والتي هي على حساب الشعب السوري.'
وقال عنان يوم الخميس انه استقال من منصبه كوسيط مشترك للجامعة العربية والامم المتحدة بشأن سوريا.
وتركزت خطته للسلام على وقف لإطلاق النار في ابريل نيسان بين حكومة الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة كخطوة اولى نحو اجراء حوار سياسي. ولم يتماسك وقف اطلاق النار ابدا وقتل الاف المدنيين والجنود ومقاتلي المعارضة منذ الاتفاق عليه.
وانحى الشيخ حمد باللائمة في اخفاق الخطة على 'المماطلة في الجانب السوري' وتزايد وتيرة القتل.
واضاف الشيخ حمد لقناة الجزيرة 'نحن كدول عربية لن نقبل ان يكون هناك مندوب اخر يمثل العرب مع مجلس الامن لان الظروف تغيرت تماما.'
وقال 'نحن نرى ان اي مهمة لاي مندوب جديد اذا كانوا يريدون الدول العربية ان تساهم يجب ان يغير مهمته وتكون مهمته لنقل سلمي للسلطة في سوريا.'
سفن إنزال روسية تصل طرطوس خلال أيام.. ومناورات تركية جديدة مجازر جديدة لكتائب الأسد في حماة وحوران ومخيم اليرموك
مواطنون سوريون ودبابة للجيش السوري استولى عليها مقاتلو المعارضة في حلب (أ ف ب)
دمشق، موسكو، أنقرة- أ. ف. ب، رويترز، د. ب. أ - شن جيش الرئيس السوري بشار الأسد عمليات عسكرية وأمنية دامية على أجزاء كبيرة من سوريا، وصفت بالمجازر، لاسيما في حماة وسهل حوران ومخيم اليرموك في دمشق. وبالتزامن، قال مصدر في الأركان العامة أن روسيا سترسل - خلال أيام قليلة - ثلاث سفن إنزال ضخمة، على متن كل منها 120 من أفراد مشاة البحرية إلى قاعدة طرطوس بسوريا، بينما أجرى الجيش التركي مناورات جديدة بالمدرعات على الحدود مع سوريا.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة آرفي لادسوس إن «المعركة الرئيسية» على وشك أن تبدأ في حلب، مضيفا «التركيز الآن على حلب، حيث تم الاعتماد على خطط عسكرية أوسع، ولدينا اعتقاد أن المعركة الأساسية ستنطلق من هناك». وفي الوقت نفسه، تواصلت عمليات القصف والاشتباكات في كثير من المدن والبلدات، غداة يوم دموي سقط فيه أكثر من 130 قتيلا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
مجزرة في حماة
ميدانيا، خرجت تظاهرات مناهضة للنظام رافعة شعار «دير الزور، النصر الآتي من الشرق»، في اشارة الى موقع محافظة دير الزور التي تشهد منذ أيام عمليات عسكرية واسعة.
وفي حي الأربعين في حماة قتل عشرات المدنيين والمقاتلين السوريين المعارضين في عملية عسكرية لم تتضح تفاصيلها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى الذين سقطوا مساء الخميس بلغ حوالي الستين، واصفة ما حدث بـ«المذبحة». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يحصل على رواية كاملة لما حصل بعد في الحي، وإن الخطوط الهاتفية مقطوعة.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري المعارض إن حماة تعرّضت «لقصف وحشي شاركت فيه المدافع الثقيلة والطائرات وراجمات الصواريخ». واستهدف القصف خصوصا، بحسب المجلس، حي الأربعين وطريق حلب، مشيرا إلى سقوط قتلى وإلى أن «الجثث متروكة في الشوارع بسبب منع قوات النظام للأهالي والمسعفين» من انتشالها ومساعدة الجرحى.
وقالت الهيئة العامة للثورة في تقرير عن «المجزرة» إن بين الشهداء الستين «أطفالا ونساء وأفراد ثلاث عائلات».
وروت أن «قوات الأمن والشبيحة بدأت منذ صباح الخميس بتطويق حي الأربعين ومشاعه بعشرات الدبابات وناقلات الجند»، ثم قامت «بحملة مداهمات وتفتيش وسط قصف عشوائي من الآليات الثقيلة، وإطلاق نار كثيف من الرشاشات الخفيفة والقناصة».
وأكدت أن الجيش السوري الحر «تصدى لهم، وتمت (...) محاصرة بعض المجموعات» التي اشتبكت مع القوات النظامية. وذكرت الهيئة أن عناصر الجيش الحر انسحبوا مساء، وأن «الحصار الخانق» مستمر على الحي.
وذكرت لجان التنسيق أن العديد من المنازل دمرت، وأن القناصة اعتلوا أسطح الأبنية في محيط الحي.
سهل حوران
في الأثناء، اعترفت المعارضة بمقتل 16 من مقاتليها في قصف شنته طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري على سهل حوران الجنوبي. ويوصف السهل بأنه منطقة استراتيجية تربط دمشق بالأردن. وكان القتال قد تصاعد في المنطقة خلال الأيام الأخيرة. والخميس هاجم المقاتلون حاجزا للجيش على الطريق قرب بلدة بصر الحرير وطاردتهم طائرات الهليكوبتر، واستمر القصف حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
.. وفي مخيم اليرموك
وفي دمشق، تعرّض حي التضامن لقصف من قبل مدافع الجيش السوري المتمركزة على جبل قاسيون، أوقع عشرين قتيلا. وتحدثت تقارير أخرى عن مقتل عشرين شخصاً على الأقل جراء سقوط عدة قذائف هاون على مخيم اليرموك للاجئين في العاصمة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا (يقطنه أكثر من 100 ألف نسمة)، بينما كان الأهالي يستعدون لتناول الإفطار الخميس.
ولاقت مجزرة اليرموك تنديد فلسطيني واسع، فيما قالت المعارضة إنه كانت هناك اشتباكات بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة المسلحين في حي مجاور في ذلك الوقت.
كما شهدت حمص قصفاً عنيفاً بالطيران المروحي وراجمات الصواريخ استهدف جميع أحياء المدينة المحاصرة.
انشقاقات
من جهة ثانية، أفادت أنباء صادرة عن المجلس العسكري في درعا بانشقاق العميد أحمد طلاس، رئيس دائرة عقود السلاح في الداخلية، واللواء محمد الحاج علي مدير كلية الدفاع بالأكاديمية العسكرية.
ويعتبر العميد طلاس من مرتبات وزارة الداخلية، ويعتقد أنه يملك كماً هائلاً من المعلومات عن عقود السلاح وأسرار وزارة الداخلية.
كما أفاد المجلس العسكري بوصول اللواء الحاج المنشق إلى الأردن، ويعرف عن اللواء أنه يملك معلومات عن سياسة النظام المتعلقة بإدارة الأزمات، وهو يتحدر من بلدة خربة غزالة في درعا.
وفي هذا السياق، اعتبر العقيد أحمد النعمة قائد المجلس العسكري بدرعا في لقاء هاتفي سابق مع «العربية»، أن انشقاق مدير كلية الدفاع بالأكاديمية العسكرية اللواء محمد حسين الحاج علي كنز لما يملكه من معلومات عسكرية يمكن الاستفادة منها في المرحلة المقبلة.
04/08/2012
الرئيس «الخفي».. هل يقود الأحداث من وراء ستار؟
بيروت- دومينيك ايفانز (رويترز) - منذ خطابه أمام البرلمان أوائل يونيو الماضي لم يظهر الرئيس السوري بشار الأسد بشكل علني في أي مناسبة كبيرة، رغم أن المعارضين نقلوا قتالهم للاطاحة به الى المدينتين الرئيسيتين (دمشق وحلب)، وسيطروا على مساحات من الريف، وقتلوا أربعة من كبار مسؤوليه الأمنيين.
فلمواجهة مثل هذه الانتكاسات المروعة، كان كثير من الزعماء سيبادرون بالظهور علانية لطمأنة مؤيدي النظام على أنهم مازالوا موجودين، ومازالوا يمسكون بزمام الامور، وعلى استعداد لقيادة الرد.
وباستثناء لقطتي فيديو صامتتين عرضهما التلفزيون، ورسالة مكتوبة لقواته المسلحة (الاربعاء) ظل الأسد بعيدا عن الأعين منذ أسبوعين، بينما يتزايد التهديد لحكمه وسلطته بدرجة اكبر.
وفترات الصمت الطويلة من الزعيم البالغ من العمر 46 عاما، ليست بالأمر الجديد. فقد استغرق أسبوعين للرد حين اندلعت الانتفاضة ضد حكمه في مارس 2011. وظهر لمرات معدودة في مناسبات كبيرة منذ ذلك الحين. لكن أحدث غياب له عن الانظار أمر غريب في وقت أزمة حادة.
وقال دبلوماسي في دمشق «ربما يتطلب المنطق بسبب عدم اليقين في الوقت الراهن أن يكون أكثر حرصا على طمأنة جمهوره المحب، ولكن ليس هذا هو المنطق السائد هنا». لكن الدبلوماسي ومحللين قالوا إن اختفاء الأسد لا يعني أنه فقد السيطرة.
زمام الأمور بيده
وقال جوليان بارنز داسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «انه مايزال بكل الحسابات شخصية محورية جدا... كل التقارير التي رأيناها من اناس في النظام تشير الى أن الأسد يقبض على الأمور»، مضيفا «مجموعة من المسؤولين وكثير منهم من أهله يوجهون ما يجري، لكنه هو المتحكم والموجه لهذه الحملة».
وجاءت الإشارة الأولى على أن الأسد لايزال يمسك بزمام السلطة عندما عين وزيرا جديدا للدفاع بعد أربع ساعات فقط من التفجير الذي قتل أربعة من كبار مسؤوليه الأمنيين. وظهر الأسد شاحبا. ومنذ ذلك الحين أجرى تعديلات في «فريق الأزمة» الأمني ليشغل المواقع التي خلت بعد تفجير دمشق. وقال لقواته (الاربعاء) في رسالة مطبوعة إن معركتهم ستحدد مصير سوريا.
وقال بارنز داسي «التركيز الوحيد لاهتمام الرئيس الأسد في هذه اللحظة هو كيفية سحق هذه الانتفاضة بالوسائل العسكرية». واشار الى ان الاسد ربما التزم الصمت لانه ببساطة لا يملك ما يقوله للسوريين حاليا.
صدمة نفسية
واذا كان الأسد ينتظر حتى يتمكن من الإعلان عن اخبار افضل، فإن الاغتيالات المذهلة الشهر الماضي أظهرت ان عائلته ذاتها، وبالتالي الرئيس نفسه معرضون شخصيا للهجوم من قبل المعارضين.
ونظرا إلى علمه بأن نجاح أي ضربة موجهة ضده قد يمنح النصر للمعارضين بضربة واحدة، فإن الاسد سيفكر طويلا ومليا بشأن مخاطر أي ظهور علني.
وقال فواز جرجس مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد ان تفجير 18 يوليو «كان صدمة نفسية كبيرة. سيستغرق الأسد وقتا لاستعادة توازنه». لكنه اضاف ان السرعة التي اعاد بها تشكيل فريقه من مساعديه المقربين أظهرت أن «الاجهزة الامنية بعيدة عن كونها قوة مستهلكة، وانها لاتزال تعمل». ويتفق تقييمه لصلابة الأسد غير المتوقعة، مع ما قاله دبلوماسيون تابعوا استجابته للازمة السورية منذ بدايتها.
وقال دبلوماسي غربي في بيروت ان مسؤولا زار الأسد أخيرا ذكر ان الرئيس قارن نفسه بقبطان السفينة، وتعهد بالبقاء في موقع القيادة. ومن شأن هذا التحدي التأكيد على أن الأسد سيواصل القتال لفترة طويلة على الأرجح، بعدما ظن خصومه أن النصر بات في متناول أيديهم.
04/08/2012
تحليل الجيش السوري يواجه معركة صعبة
لندن - ويليام ماكلين (رويترز) - استعاد الجيش السوري السيطرة سريعا على أجزاء في العاصمة دمشقن استولى عليها مقاتلو المعارضة في وقت سابق الشهر الماضي، لكن من غير المرجح تكرار ذلك في حلب، حيث يتوقع محللون أن يكون الصراع أطول، مما سيؤدي الى اراقة مزيد من الدماء وإصابة كبرى المدن السورية بدمار كبير، ودفع مزيد من سكانها إلى النزوح.
حرب الشوارع
ومن بين الأسباب، التي ربما حالت دون ترجمة التفوق الكبير للجيش إلى نصر سريع في حلب، الشوارع الضيقة والأزقة التي توفر الغطاء لمقاتلي الجيش السوري الحر في وسط المدينة. وأدت التعقيدات الجغرافية للمدينة، ذات الأهمية الحيوية للاقتصاد السوري، ولبقاء الرئيس بشار الأسد، إلى صعوبة استخدام الجيش السوري لكامل قوته العسكرية.نيكولاس فان دام، المؤرخ الألماني للسياسة السورية والدبلوماسي السابق، يقول «قد يؤدي ذلك إلى تدمير كثير من المدينة، ومن شأن ذلك أن يقوض دعم السكان للنظام». وأضاف «النظام سيحتاج إلى مزيد من الوقت للتخطيط. الجيش ليس مدربا جيدا على حرب الشوارع}. ورغم أنه من الممكن ان يبدأ الهجوم على حلب في أي لحظة، إلا أن كثيرين لا يعتقدون أن ما شهدته دمشق قد يتكرر في حلب.
بول روجرز، أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد البريطانية، قال «يبدو أن المقاتلين كانوا قد انتشروا بشكل أكثر من اللازم في دمشق، وانهم كانوا يتوقعون انجازا أكبر من الذي حققوه بالفعل، وانتهى الأمر بهم إلى الهزيمة على الرغم من التفجير. لكن في حلب قوات النظام هي المنتشرة بشكل أكثر مما تحتمل. القوات الخاصة للنظام ستظل دائما مركزة في دمشق، وبينما يجب علينا أن نظل حذرين بشأن هذه الأحكام يبدو أن حلب كما هي ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للأسد».
القوة الكاسحة
ويعتقد خبراء أن عمليات القصف المكثفة تكتيك مفضل لدى القوات الحكومية، بدلا من محاولة مستمرة لاقتحام الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، بما يتضمن قتال شوارع. ووفق خبير في الشأن السوري، فإن «الجيش لا يملك ما يكفي من القوات لحصار حلب وعزل المعارضة. وهو فشل في حصار حمص، وهي مدينة في نصف حجم حلب».
وقال الخبير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «القوات الحكومية التي تفتقر إلى ما يكفي من القوات البرية، كي تستعيد السيطرة على المدينة ستلجأ على الأرجح لاستخدام القوة الكاسحة، بما في ذلك المدفعية والطائرات وطائرات الهليكوبتر والدبابات ضد المناطق التي يتمركز فيها المتمردون، مما سيؤدي إلى دمار واسع».
خطوط الإمداد مفتوحة
في المقابل ستواجه قوات المعارضة ضغطا شديدا، لمنع قوات الأسد التي تدعمها الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر من اختراق الاحياء في هجوم شامل. لكن المعارضة المسلحة تسيطر الآن على خط امداد مفتوح من تركيا، وهو ما يسمح لها باعادة التعبئة والتزود بالمؤن.
وقال الخبير «وهكذا فحتى لو كان المعارضون غير قادرين على الاحتفاظ بأحياء في مواجهة القوات الحكومية، فهم على الأرجح قادرون على إعادة الانتشار في الأحياء واستئناف أنشطتهم». وقال كمال ايهم من مؤسسة اوراسيا غروب الاستشارية ان الجيش السوري يتبع «نهجا اكثر اختلافا» في حلب يهدف إلى الحد من التأثير على المدنيين في مدينة معروفة إلى حد ما بتأييدها التقليدي للحكومة.
واضاف «الاهم من ذلك ان المقاتلين اصبحوا أكثر قدرة، وبامكانهم التسبب في خسائر للنظام... لكنني اتوقع ان يستعيد النظام السوري المدينة خلال الأيام العشرة المقبلة».
ويعتقد آخرون ان القتال سيدوم أطول. وقال شاشانك جوشي الباحث في مركز رويال يونايتد سيرفيسيز البريطاني للابحاث العكسرية ان قوات المعارضة أصبحت أكثر فاعلية في اعاقة حركة القوات الحكومية، باستخدام القنابل محلية الصنع والأكمنة. «وهذا له نتيجة خطيرة على المدرعات». وتابع «القوات الحكومية المنتشرة في حلب تملك معدات أقل كفاءة من الوحدات التي شاركت في عمليات في محافظات أخرى».
04/08/2012
هكذا يرى عنان الأزمة السورية
قدّم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان نصيحة حول كيفية إنقاذ سوريا بعد إعلان استقالته من منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، واعتبر أن الوسائل العسكرية وحدها لن تنهي الأزمة في هذا البلد.
وقال عنان، في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز الجمعة، إن «حلب تحت الحصار واحتمال فقدان آلاف الأرواح من المدنيين في سوريا مرتفع جداً، ودانت الأمم المتحدة انجرار البلاد بشكل متزايد نحو الحرب الأهلية، لكن القتال استمر من دون وجود أي مؤشر للفرج بالنسبة إلى السوريين، ودخلت العناصر الجهادية في الصراع، كما أن هناك مخاوف متزايدة بشأن أمن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، وبدا المجتمع الدولي عاجزا وبشكل لافت في محاولاته للتأثير في مجرى الأحداث الوحشية».
وأضاف «إن الوسائل العسكرية وحدها لن تحل الأزمة، وكذلك أي أجندة سياسية ليست شاملة وواسعة، لأن توزيع القوة والانقسامات في المجتمع السوري كبيرة وبشكل يجعل الحل الوحيد لإنهاء حكم قمعي من الماضي، وتجنب الانزلاق إلى حرب طائفية انتقامية في المستقبل هو التحول السياسي عن طريق التفاوض بصورة جدية».
مجتمع دولي متحد
وبينما اعتبر أنان أن التحدي الكبير القائم في سوريا «لا يمكن حله إلا من خلال مجتمع دولي متحد يجبر طرفي النزاع على الانخراط في عملية انتقالية سياسية سلمية»، اعترف بأن العملية السياسية «صعبة إن لم تكن مستحيلة، لأن جميع الأطراف داخل سوريا وخارجها تنتظر الفرصة لتحقيق مصالحها الضيقة بالوسائل العسكرية، كما أن الانقسام الدولي يعني دعم الأجندات التوكيلية، وتأجيج المنافسة العنيفة على الأرض».
وأضاف «هناك مصالح مشتركة واضحة بين القوى الإقليمية والدولية في الاتفاق على مرحلة انتقالية سياسية في سوريا، لأن الحريق يهدد بحدوث انفجار في المنطقة يمكن أن يؤثر في بقية العالم، ويملي على القادة تقديم تنازلات للتغلب على إغراء المنافسات الوطنية المدمرة، كما أن العمل المشترك يتطلب جهودا ثنائية وجماعية من قبل جميع البلدان التي تملك تأثيرا في الجهات الفاعلة على أرض الواقع في سوريا، للضغط عليها من أجل التوصل إلى حل سياسي».
الأسد فقد الشرعية
ونصح عنان روسيا والصين وإيران بـ«بذل جهود متضافرة لإقناع القيادة السورية بتغيير المسار، وتبني التحول السياسي، وإدراك أن الحكومة الحالية فقدت كل شرعية»، مشدداً على أن الخطوة الأولى من جانبها «ستكون حاسمة بعد أن شكّل تعنتها ورفضها تنفيذ خطة السلام المكونة من ست نقاط أكبر عقبة أمام أي عملية سياسية سلمية».
كما نصح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر بـ«الضغط على المعارضة السورية لاحتضان عملية سياسية شاملة وكاملة تشمل الكيانات والمؤسسات المرتبطة حالياً بالحكومة»، مشدداً على أن هذا يعني أيضاً «الاعتراف بأن مستقبل سوريا لا يرتبط بمصير رجل واحد فقط».
مرحلة انتقالية
وقال عنان «من الواضح أن الرئيس بشار الأسد يجب أن يترك منصبه، ويتمحور التركيز على اتخاذ تدابير وبناء هياكل لتأمين حل سلمي طويل الأجل يمر بمرحلة انتقالية لتجنب حدوث انهيار فوضوي»، داعياً المجتمع الدولي إلى «تحمل نصيبه من المسؤولية». وأضاف أن الفرصة ماتزال قائمة «لإنقاذ سوريا من أسوأ كارثة، لكن هذا يتطلب الشجاعة والقيادة، وعلى الأخص من جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين».
05/08/2012
معارك طاحنة في حلب تصل إلى مبنى الإذاعة واشتباكات في دمشق المعارضة: لن نسعى لاجتثاث «البعث»
مقاتلون من الجيش السوري الحر ينقلون زميلا لهم أصيب في اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين في حلب (رويترز)
دمشق، حلب، موسكو- أ ف ب، رويترز- شهدت حلب، السبت، معارك عنيفة، حيث حاصر المعارضون المسلحون مبنى القصر العدلي المتاخم لقلعة حلب الشهيرة، وحاولوا الاستيلاء على مبنى التلفزيون الحكومي في المدينة قبل أن يتم صدهم من قبل كتائب الرئيس الأسد، التي خاضت أيضا اشتباكات عنيفة بين «مقاتلين من الكتائب الثائرة» في حي يقع على أطراف العاصمة دمشق.
جاء ذلك غداة تصويت للأمم المتحدة يدين عجز العمل الدبلوماسي عن وقف النزاع، ما دفع روسيا للإعلان عن «قلقها العميق من التطور الخطير» للوضع في سوريا، ومن ما أسمته «الاستفزازت الرامية الى توسيع نطاق النزاع وزيادته وحشية». ودعت في الوقت نفسه الى فعل «كل ما يمكن فعله لوقف سفك الدماء».
«مأساة» في حلب
وموسكو التي تدعو الى تسوية سياسية للنزاع حذرت من خطر وقوع «مأساة» في حلب، وقالت إن روسيا «قلقة» أيضا لمعلومات أفادت عن تلقي مقاتلي المعارضة أسلحة ثقيلة من الخارج، خصوصا منظومات مضادات للطيران. وأعربت عن خشيتها من استخدامها «ضد أهداف مدنية».
وكانت موسكو اعتبرت أنه «من غير الواقعي» تصور أن تبقى الحكومة السورية مكتوفة الأيدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.
لا اجتثاث للبعث
وفيما تشهد حلب معارك طاحنة للسيطرة عليها منذ اسبوعين، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا أن الجيش السوري الحر «لم ولن ينسحب من حلب»، مؤكدا أن المعارضة لن تسعى الى اجتثاث حزب البعث في سوريا كما حدث في العراق.
ورد سيدا، في مؤتمر صحافي في أربيل، على تقارير تحدثت عن انسحاب المعارضة السورية المسلحة من حلب، بالقول «لم ينسحب الجيش الحر ولن ينسحب.. ونحن على تواصل معهم في سبيل تقديم الامداد لهم ولكل المدن التي تنتفض ضد النظام».
في موازاة ذلك، دعا سيدا الحكومة العراقية للوقوف الى جانب الشعب السوري. وأضاف «لن نتراجع في حال بقاء هذه السلطة وحينئذ ستتوجه البلاد نحو المصير المفتوح على كل الاحتمالات، واذا خرجت الأمور عن السيطرة فلن تقتصر النتائج الكارثية على الداخل السوري بل ستمتد الى الجوار الإقليمي، والعراق هو الآخر سيتأذى».
كما أكد سيدا «لسنا مع اجتثاث البعث، لا نريد تكرار هذه التجربة وإنما نقول إن حزب البعث سيعامل كأي حزب آخر بعد انسحاب كامل الامتيازات منه».
معارك حلب
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضين المسلحين في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة وميسلون، يسيطر عليها المعارضون الذين يؤكدون انهم يسيطرون على نصف المدينة.
وبعد عمليات جريئة سمحت لهم بالسيطرة على مراكز للشرطة، شن المعارضون قبيل فجر السبت هجوما على مبنى التلفزيون في حلب حيث وضعوا متفجرات قبل أن يقصفوا بالطيران ويضطروا للانسحاب، حسب المرصد.
واكدت وكالة سانا الهجوم، قائلة إن «الجهات المختصةاشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في حي الاذاعة حاولت اقتحام المركز الاذاعي والتلفزيوني».
وأضافت أن «أعدادا كبيرة من أفراد المجموعة سقطت بين قتيل وجريح بينما لاذ من تبقى بالفرار». في الأثناء، واصلت المروحيات الحربية قصفها لأحياء حلب وريفها، لا سيما صلاح الدين والسكري وميسلون وقرية خان العسل.
اشتباكات في دمشق
وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية في حي التضامن الذي «يتعرض لقصف هو الأعنف» حسب المرصد. كما دارت اشتباكات في حي جوبر ودمر، حيث شوهدت سحابة دخان.
وكانت «سانا» افادت عن ملاحقة القوات السورية «لفلول الارهابيين المرتزقة في حي التضامن واشتبكت معهم وأوقعت في صفوفهم خسائر فادحة».
وفي ريف دمشق، اقتحمت القوات السورية مدينة عربين وسط اطلاق رصاص كثيف، بحسب المرصد، الذي نقل «معلومات اولية تفيد بسقوط شهداء وجرحى في المدينة وحالة ذعر بين الاهالي ومخاوف من تنفيذ اعدامات ميدانية». كما سقط عشرات القتلى والجرحى في عمليات قصف واشتباكات طالت مناطق في حمص وحماة ودرعا. وكذلك في دير الزور حيث يؤكد المقاتلون المعارضون أنهم استولوا على مجمع أمني.
يوليو الأكثر دموية
وكانت أعمال العنف (الجمعة) أسفرت عن مقتل أكثر من 85 شخصا، بحسب المرصد. الذي أكد أن شهر يوليو كان «الأكثر دموية» في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاجات فيها منتصف مارس 2011، وسجل فيه مقتل أكثر من 4239 شخصا. ولا تتضمن هذه الحصيلة «الاف المعتقلين الذين ما يزال مصيرهم مجهولا كما لا تشمل القتلى مجهولي الهوية»، حسبما يشير عبدالرحمن.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
05/08/2012
إنقاذ الأرواح... بالأسلحة!
انقاذ حياة... عبر القتل!
أجرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تحقيقياً ميدانياً في سوريا، نقل فيه كيم سينغوبتا عن طبيب جراح في حلب يدعى محمود الشامي قوله «إننا بحاجة ماسة إلى إمدادات من الغرب».
ويضيف الشامي، فيما كان ثلاثة رجال ينقلون مصاباً لإجراء عملية جراحية له بوسائل بدائية، «نحتاج إلى أسلحة، مضادات للدبابات، ومضادات للطائرات، نحتاج إلى أي شيء يمكننا الحصول عليه».
ويتابع الطبيب فيما ينظف يديه في حوض ملطخ بالدماء والدواء: قد يبدو غريباً أن تسمع من طبيب قوله شيئاً من هذا القبيل، رجل لا يعرف سوى تطبيب الناس، لكن عندما تكون معظم الإصابات خطيرة ولا يمكن إنقاذ حياة أصحابها، تدرك أن الحل الوحيد لوضع حد لهذا يكون بإلحاق الهزيمة ببشار الأسد. إنه نظام يقتل المدنيين.
وثمة أطباء بين القتلى. وقد عثر على ثلاثة منهم قبل أيام، هم باسل عسلم ومصعب برد وحازم بطيخ، وقد أعدموا بعد أن تم توقيفهم من قبل المخابرات في أواخر يونيو الماضي، وكانوا جميعاً يافعين، ويعملون في المناطق الأكثر فقراً في المدينة.
ويلفت المقال إلى أن هناك، أيضاً، الصيدلي عبدالباسط عرجا الذي توفي وهو قيد الاحتجاز. وجميعهم وجهت إليهم تهمة الإرهاب، فيما تقول المعارضة السورية إن تهمتهم الوحيدة هي معالجة ضحايا النظام.
ويعد إعدامهم رسالة ترهيب إلى زملائهم من العاملين في المجال الطبي، كي لا يكرروا «الخطأ» نفسه.
وقال مدير مستشفى قريب عرف عن نفسه باسم د. محمد أحمد «لا ألومهم، فالناس يخافون على أرواحهم وعلى أرواح ذويهم، بعضهم مرعوب إلى حد عدم الرد على الهاتف، لقد اتصلت بـ 19 شخصاً، ولم يستجب للنداء سوى اثنين، فهم لا يريدون أن يرد ذلك في سجلاتهم في حال، لا قدر الله، بقي الأسد في الحكم».
وتعاني مستشفيات حلب نقصاً في الدواء والمعدات، كما تعاني من انقطاع في تيار الكهرباء وشح في البنزين والمازوت لتشغيل المولدات الكهربائية. اضف إلى ذلك الخطر المتمثل في المعارك العنيفة، التي أودت بحياة العشرات في الأسبوعين الأخيرين.
05/08/2012
ميليشيا الإخوان المسلمين
نشرت صحيفة «التليغراف» البريطانية، السبت، مقالا بعنوان «الإخوان المسلمون يشكلون ميليشيا داخل سوريا»، استقى كاتباه، روث شيرلوك وريتشارد سبنسر، معلوماتهما فيه من مسؤولين عسكريين ومهربي أسلحة، على حد قولهما.
ويشير المقال الى أن الميليشيا الجديدة التي تحمل اسم «مسلحو الإخوان المسلمين»، تتمتع بحضور في دمشق، وكذلك في محافظات مهمة مثل حمص وإدلب.
أحد منظميها، ويدعو نفسه أبو حمزة، قال إنه أطلق الحركة بالتعاون مع أعضاء من المجلس الوطني السوري. يقول أبو حمزة: «رأينا أن هناك مدنيين يحملون السلاح في الداخل، فقررنا التعاون معهم ووضعهم تحت مظلة واحدة».
أما حسام ابو حبل، الذي كان والده عضوا في الإخوان المسلمين السوريين في الخمسينات من القرن الماضي، فيقول إنه جمع 40 الى 50 ألف دولار في شهر، لتسليح الميليشيا الإسلامية في حمص وتزويدها بالعتاد وبغيره من المساعدات.
لكن الميليشيات التي مولها لم تكن منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، بحسب تأكيد أبو حبل، الذي يشير الى أن «مهمتنا هي بناء بلد مدني بأسس إسلامية. إننا نحاول زيادة الوعي بالإسلام والجهاد».
05/08/2012
تحليل إخباري الأزمة السورية تعيد الحياة للقاعدة
تحليل إخباري
بغداد- باتريك ماركي(رويترز)- مع تسلل مسلحين سنّة من العراق إلى سوريا المجاورة لمحاربة الرئيس بشار الأسد، يقول خبراء في مجال الامن إن القاعدة تجمع اموالا وتضم مقاتلين جددا، بل وترتفع معنوياتها على جانبي الحدود لتستعيد حيويتها بعدما ما تكبدته من خسائر على ايدي القوات الاميركية وحلفائها العراقيين طيلة سنوات.
وتبغض جماعة دولة العراق الإسلامية وجماعات سنية متشددة اخرى الاقلية العلوية. وتناصب الجماعة العداء ايضا الشيعة بصفة عامة وتعارض حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها شيعة.
استغلال التوتر
ويبدو أن القاعدة تستغل التوتر بين السنة والشيعة التي يؤججها تفاقم الصراع الطائفي في سوريا. ويغضب كثيرون من سنة العراق بالفعل ما يعتبرونه اصرارا من جانب المالكي على تقليص حصتهم في السلطة.
وقال رمزي مارديني المحلل في معهد دراسات الحرب في واشنطن «الازمة السورية تتيح مجالا يجتذب منه جناح القاعدة المهيمن في العراق مسلحين وموارد لخدمة قضيته. ربما يكون ذلك احياء للثقة في قطاع من المتطرفين السنة».
وفقدت القاعدة- التي كانت من قبل المحرك لاعمال العنف التي شنها السنة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة- كثيرين من قادتها في مواجهات مع القوات العراقية والاميركية.
وانقلبت القبائل السنية عليها بداية من عام 2007 وقاتلت القاعدة باسلحة امدتها بها القوات الاميركية ويرجع ذلك في جزء منه لاستيائها مما سببوه للمدنيين من مآس من دون تمييز.
وهدأت اعمال العنف الطائفية في العراق الذي غرق في حمام من الدم في عامي 2006 و2007 ولكن منذ رحيل اخر مجموعة من القوات الاميركية في ديسمبر تعلن القاعدة مسؤوليتها في كل شهر عن هجوم ضخم واحد على الاقل ومنسق بشكل جيد.
ما بعد الأسد
ويبدو مستبعدا عودة اعمال العنف الطائفية الشاملة، ولكن احتمال سقوط الأسد في سوريا يثير قلق الزعماء الشيعة في العراق الذين يخشون ان تتولى السلطة حكومة سنية متشددة ما يقوي شوكة المسلحين السنة في العراق.
وبالفعل تقول بغداد إن مقاتلي القاعدة من اصحاب الخبرة يعبرون الحدود التي تمتد لمسافة 680 كيلومترا للتواصل وشن هجمات ضد حكومة الأسد. ويقول خبراء ان هذا يمنح جماعة دولة العراق شرعية جديدة في اعين بعض السنة.
وعلى حدود العراق الغربية مع سوريا وبالقرب من نقطة البوكمال اثارت الاضطرابات على الجانب الاخر من الحدود تعاطفا في منطقة سنية تشاركها روابط قبلية وعائلية.
ويقول مسؤول امني عراقي بارز إن نفوذ القاعدة كبير في بعض القرى الحدودية النائية وتقع مناوشات يومية بين القوات العراقية ومهربين ومسلحين يرسلون مقاتلين واسلحة لسوريا.
الحرب بدأت
ومع رحيل القوات الاميركية زالت معها قدرة مخابراتها على جمع المعلومات مما يمنح المسلحين حيزا أكبر للعمل في معاقلهم السابقة مثل محافظة الانبار ومناطق تشهد اقتتالا سياسيا تنشغل به القوات المسلحة.
وفي بداية شهر رمضان اصدر القائد المحلي للقاعدة أبو بكر البغدادي بيانا نادرا يعلن فيه الجهاد مجددا لاستعادة السيطرة على مناطق خسرتها القاعدة في معارك مع قوات اميركية على مر الاعوام.
وفي رسالة حماسية لمقاتليه حذر البغدادي الاميركيين من أن الحرب بدأت للتو وان المقاتلين سيحاربونهم في عقر ديارهم.
وتحولت الجماعة - التي كانت تجتذب من قبل مقاتلين اجانب يثيرون حفيظة السكان المحليين- لمجموعة رئيسية من العراقيين، وقد قوى من عزيمتهم القتال ضد القوات الاميركية والزج بهم في سجون اميركية.
ويعترف مسؤولون عراقيون بان القاعدة- التي اضحت اضعف بكل تأكيد وقلت قدرتها على الاحتفاظ باراض عما كانت عليه قبل اعوام- تسللت من جديد لمعاقل قديمة ساعدها على ذلك عدم تحرك الحكومة بسبب الفساد والاقتتال السياسي.
ويهون بعض المسؤولين العراقيين من نفوذ القاعدة ويقولون إن الادلة من العديد من الهجمات الكبرى في الاونة الاخيرة توحي بانها من تنفيذ مسلحين اخرين على صلة بجماعات سياسية تحاول زعزعة استقرار الحكومة.
ويشيرون لسلسلة من الهجمات اسفرت عن سقوط أكثر من مائة قتيل في 23 يوليو الماضي، فيما اعلنت القاعدة المسؤولية ولكن ايا من الهجمات لم يكن تفجيرا انتحاريا وهو ما يميز عمليات القاعدة. واستخدمت في الهجمات عدة سيارات ملغومة فجرت عن بعد.
أرتال تتقدم من اللاذقية ودمشق للمشاركة في «معركة الحسم».. والمعارضة تؤكد تماسكها 20 ألف جندي لمهاجمة حلب
مقاتلون من الجيش الحر في حلب (أ ف ب)
دمشق، حلب- أ ف ب، رويترز- يحشد طرفا الصراع في سوريا- جيش نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلون المعارضون- المزيد من التعزيزات في حلب، استعدادا لما يصفه الطرفان بـ«المعارك الفاصلة» بعدما تحولت المدينة إلى محور أساسي في النزاع، في وقت لم تتوقف فيه الاشتباكات العنيفة في هذه المدينة التي تتعرض أيضا لقصف مكثف منذ أكثر من أسبوعين، تشارك فيه الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة.
ويتزامن ذلك مع استمرار العمليات العسكرية والأمنية التي تشنها كتائب الأسد على مناطق سورية عدة، لا سيما في العاصمة دمشق، رغم إعلان الجيش النظامي «سيطرته الكاملة» على أحيائها، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى أضيفوا الى حصيلة الـ220 قتيلا، معظمهم من المدنيين، سقطوا السبت.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
الطرفان يحشدان التعزيزات
وفي حين تقول المصادر العسكرية في سوريا إن عشرين ألف جندي موجودون الآن في حلب وحولها، «حيث يقاتل الجيش السوري لإخراج قوات المتمردين من المدينة»، أعلن مقاتلون معارضون عن بدء التحضير «الجدي» لمواجهة كبيرة مع القوات النظامية بعد رصد قافلتين عسكريتين في طريقهما إلى حلب.
وقال المقاتلون الذين تحدثوا لـCNN في حلب إن الرتل العسكري الأول يتجه إلى حلب قادماً من اللاذقية، بينما يتقدم الرتل الثاني نحوها من دمشق. ويقول الثوار إنهم عززوا مواقعهم في حلب وسيطروا على مرافق ونقاط أساسية، ويسعون إلى بسط سيطرتهم على مناطق أخرى فيها. وقال مصطفى عبدالله، أحد قادة قوات الجيش الحر في حلب، إن عناصره خاضوا مواجهات قاسية لساعات مع عشرات من عناصر الجيش في حي خان العسل، وتمكنوا من قتل عدد كبير منهم وأسر ثمانية، ولكنهم انسحبوا من المكان في وقت لاحق بعد وصول تعزيزات مدعومة بقصف من مروحيات.
قصف واشتباكات
في الأثناء، يتواصل القصف على حي صلاح الدين، الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون وتحاصره القوات النظامية، وأيضا على حيي الحيدرية ومساكن هنانو. كما تتواصل الاشتباكات في أحياء أخرى، ومنها الحمدانية والسكري والانصاري وجمعية الزهراء (مقر المخابرات الجوية) والميرديان (مقر إدارة الهجرة والجوازات).
«المعركة لم تبدأ بعد»!
لكن صحيفة «الوطن» نقلت عن «مصادر مطلعة داخل حلب» إن «معركة الجيش لم تبدأ بعد»، موضحة أن «مهمته حاليا تنحصر في توجيه ضربات موجعة للإرهابيين وأوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعا لهروب أي من الارهابيين».
واوضحت هذه المصادر ان ضربات الجيش النظامي في حلب «خلفت حتى الآن مئات القتلى والجرحى في صفوف الارهابيين»، مقدرا عدد المقاتلين المعارضين في المدنية بـ «ما بين ستة وثمانية آلاف».
واشارت الصحيفة نقلا عن المصادر نفسها ان «الاهالي خصوصا المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرق المدينة، دخلوا على خط المقاومة في وجه المسلحين»، معتبرة أن ذلك «قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها». وتابعت «صار واضحا ان الجيش السوري انجز القراءة الميدانية لطبيعة المعركة وظروفها التي تستدعي المزيد من التعزيزات لإحكام الطوق على مداخل المدينة وضرب الحصار على الأحياء السكنية التي يتمركز فيها المسلحون». شوكان مسؤول أمني سوري رفيع صرح أن معركة حلب لم تبدأ بعد والقصف الجاري ليس إلا تمهيد. واشار الى أن التعزيزات العسكرية الموجودة حاليا لا تقل عن 20 ألف جندي وهي في ازدياد، موضحا أن «الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات».
الوضع يراوح مكانه
ويؤكد المعارضون المسلحون أنهم يسيطرون على نصف المدينة ويشددون على أن الجنود لا يتقدمون في الأحياء رغم عمليات القصف.
وذكر صحافي من «فرانس برس» أن الوضع يراوح في مكانه. فاشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش السوري الحر الذي يتألف من فارين من القوات النظامية ومدنيين حملوا السلاح. لكن كلا من الطرفين ينتظر الهجوم الكبير الذي وعد به الجيش.
وللتخفيف عن حلب، يهاجم المتمردون كل ليلة تقريبا مطار منغ العسكري حيث تتمركز المروحيات. أما الطائرات الحربية فتأتي من إدلب غربا أو من مناطق أخرى، ولا شيء يمكنه وقفها الآن على ما يبدو.
قصف المباني الحكومية والأثرية
واتهم المجلس الوطني السوري القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية وبعضها ذات قيمة تاريخية واثرية في حلب، معتبرا ان ما تقوم به هذه القوات يشبه «تصرف المحتلين والغزاة».
اقتحامات في دمشق
في العاصمة، ورغم إعلان الجيش السوري (السبت) انه سيطر بشكل كامل على جميع الأحياء، أفادت الهيئة العامة للثورة بأن حي القابون الدمشقي تعرض لـ«حملة دهم واعتقالات طالت منازل عدة من جهة البعلة من قبل قوات جيش النظام». وفي الوقت نفسه، تواصلت عمليات القصف والاقتحامات في اللاذقية وريف حمص وإدلب.
06/08/2012
جهاديون: سنحرر حلب ثم نقاتل أميركا!
تناولت صحيفة «صنداي تايمز»، في عدد الأحد، الشأن السوري من زاوية مختلفة. ففي تقرير بعنوان «هل أنت مستعد للموت؟»، يروي مراسل الصحيفة، جون كانتلي، كيف صادف لدى دخوله سوريا مجموعة من «الجهاديين» من غير السوريين، بينهم بريطانيون. ويقول المراسل: إن هؤلاء «الجهاديين» أسروه مع زملائه وقيدوهم، وكانوا يتحدثون عن سعيهم لنشر الشريعة في سوريا، ومن ثم الدخول في حرب مع الولايات المتحدة.
وبعد أسبوع من الأسر ومحاولة هرب فاشلة، تدخل أفراد من الجيش السوري الحر وأطلقوا سراح مراسل «الصنداي تايمز» والمصور الذي كان بصحبته. ونقل كانتلي عن أحد الذين ساهموا في إطلاق سراحه قوله عن الجهاديين: «إنهم يحاولون السيطرة على المعبر الحدودي عند باب الهوى حتى يتمكنوا من جلب المزيد من مقاتليهم. هذا ليس أسلوب السوريين. هذه ثورتنا. لا نريد أن يأتي هؤلاء باسمنا».
06/08/2012
واشنطن تخطّط لما بعد الأسد
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في عددها الصادر الأحد، إن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين تعدان خططا محكمة من أجل إدارة الأزمة السورية في مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا على مستوى الحفاظ على المؤسسات وعدم انتشار العنف والفوضى على الحدود الإقليمية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما قولهم: «إنه بينما يحتدم الاقتتال في سوريا بين الجيش النظامي التابع للأسد والجيش السوري الحر، فإن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين عاكفتان على إعداد الخطط الكفيلة بمواجهة تدفق المزيد من اللاجئين السوريين».
كما تبحث الوزارتان الأميركيتان كيفية تقديم المساعدة من أجل الحفاظ على الصحة العامة وتوفير الخدمات البلدية وإعادة التشغيل، وكذلك تعدان خططا لإنعاش الاقتصاد السوري المحطم، ولتجنب حدوث فراغ سياسي في أعقاب سقوط الأسد.
تفكيك عقوبات
وتدرس وزارة الخارجية إمكانية تحديد مواقع لتخزين المزيد من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية في المنطقة، وكذلك كيفية تفكيك مجموعة من العقوبات الأميركية والأوروبية ضد سوريا بشكل مستعجل، وذلك للسماح باستئناف الأعمال وتدفق الاستثمار إلى سوريا من أجل تجنب المزيد من التدهور لحياة الناس العاديين.
كما تضغط الخارجية على المعارضة السورية من أجل تجنب الأعمال الانتقامية القاسية ضد الجيش والشرطة والأطقم الحكومية للبلديات التابعة لنظام الأسد، وذلك تجنبا لحدوث فراغ أمني وانهيار للخدمات البلدية بالبلاد.
الحفاظ على المؤسسات
وبينما أشارت الصحيفة إلى أعمال السلب والنهب والفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، التي كان من شأنها أن أدت إلى نشوء حالة من التمرد الدائم في العراق، نسبت إلى أحد مسؤولي الإدارة الأميركية، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، القول إن الإدارة لا تريد من المعارضة السورية أن تقوم في مرحلة ما بعد إسقاط الأسد بحل المؤسسات القائمة في البلاد. وأضافت «نيويورك تايمز» أنه بالرغم من أن البيت الأبيض استبعد أي تدخل عسكري أميركي في سوريا، فإن البنتاغون يعكف على صياغة خطط طوارئ لعمليات مع حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو مع الحلفاء على المستوى الإقليمي، وذلك من أجل إدارة أي تدفق كبير من اللاجئين على الحدود السورية، وكذلك من أجل الحفاظ على ترسانة البلاد من الأسلحة الكيميائية.
06/08/2012
تحقيق المعارضة المسلحة تملأ فراغ السلطة
حلب- هديل الشالجي ـ رويترز ـ يجر مقاتلون معارضون شابا نحيلا معصوب العينين وهو يسير متعثرا في نعليه إلى داخل قاعدتهم في حلب ويواصلون ضربه على ظهره ورأسه ووجهه.
ويدلف الشاب -وهو أحد بضعة رجال احتجزوا في مدرسة سابقة على أيدي مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على معظم أنحاء كبرى المدن السورية- عبر درج صغير إلى قبو تتصاعد منه صرخات وأصوات الضرب.
رغبة في الثأر
وقال مقاتلو المعارضة إن الشاب (20 عاما) احتجز الى جانب عدد من «المجرمين» وأعضاء في ميليشيا الشبيحة التي تدعم الرئيس بشار الأسد.
ويقول المقاتلون إنهم يحاولون فرض حكم القانون على المناطق التي يسيطرون عليها لملء الفراغ الناجم عن انهيار السلطة المحلية وضمان استمرار عمل الخدمات العامة.
لكن ليس كل شخص في حلب ومحيطها الريفي راضيا عن الجيش السوري الحر. ويقول البعض إن عمليات الحراسة التي يقومون بها تنطوي على رغبة في الثأر، فضلا عن أنهم يتصرفون بغرور ويتدخلون في ما لا يعنيهم.
وقال رجل يدعى أبو احمد، في بلدة عزاز، «إذا لم يعجبهم تصرف أحد يقيدونه ويضربونه ويعتقلونه».
رؤية للإصلاح
وفي قاعدة المعارضة في حلب يصاحب حراس صفا من الرجال وقد عصبت عيونهم إلى دورة المياه في النهار، ويمسك رجل منهم بطنه في ألم بعد تعرضه للضرب.
وقال أبو زاهر (40 عاما) الذي يقود المقاتلين ويدير شؤونهم في هذه القاعدة، إن رجاله يعملون على الحفاظ على النظام في أنحاء المنطقة التي يسيطرون عليها.
وقال «نحن لسنا جيشا محاربا فحسب... نحن أيضا جماعة لها رؤية للإصلاح ونريد أن نعيد الاخلاقيات والتحضر إلى بلادنا».
بينما قال القائد العسكري أبو علي إن مقاتلي المعارضة «ينظمون توزيع الطحين على المخابز للحفاظ على معدل الخبز ثابتا للسكان، ونحن نتعامل مع الخلافات العائلية بين أي زوجين يلجآن لنا للحماية. نحارب السرقات الصغيرة في الشوارع لإبعاد اللصوص».
ويدخل عدد كبير من الناس عبر مدخل القاعدة أثناء النهار بعدد من الطلبات مثل الإفراج عن سيارات صادرتها الشرطة بسبب مخالفات مرورية.
وقال أبو علي إنهم حاولوا أيضا الحفاظ على استمرار رواتب خدمات النظافة في المدينة كي يستمر عمال النظافة في رفع القمامة.
السيطرة على الموقف
وقال أبو زاهر «نحاول السيطرة على الموقف حتى اذا سقط الاسد تكون الفوضى محدودة. هناك من يحملون السلاح ويدعون انهم من الجيش السوري الحر لكنهم في الحقيقة لصوص». وأضاف أن رجاله يطبقون الشريعة الإسلامية على اللصوص. وقال «قبضنا على رجال يبيعون المياه للناس على أنها وقود».
الشريعة الإسلامية
ومعظم المحبوسين في سجن قاعدة المعارضة متهمون بالانتماء إلى ميليشيا الشبيحة الموالية للأسد. وتوجد الأسلحة التي صودرت منهم في كومة في مكتب أبو زاهر.
وقال أبو علي إن العديد من هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم يفرج عنهم اذا وافقوا على الانشقاق والانضمام إلى المعارضة المسلحة او اذا اثبتوا انهم اجبروا على العمل ضد الانتفاضة.
لكن هؤلاء الذين سيدانون بقتل مدنيين او مقاتلين من المعارضة فسيرسلون إلى «محاكم» في عزاز ليحاكمهم القائد الأعلى لكتيبة عمرو بن العاص المعروف فقط باسم أحمد.
ويقول أحمد في عزاز «نحن نطبق الشريعة الإسلامية في الحكم على سجنائنا. نستعين بعدد من القضاة الذين درسوا الشريعة وعدد من الشهود ونحكم عليهم وفقا لذلك».
وعبر بعض السكان عن انزعاجهم لتزايد عدد ونفوذ مقاتلي المعارضة. وقال أبو أحمد، الذي يعمل مع الصحافيين في عزاز، «إنهم يسببون لنا الصداع. يبادرون الى ضرب واعتقال كل من لا يعجبهم. والخلافات الشخصية بينهم تسوى باستخدام الخطف والقوة. إنهم يعملون لمصالحهم الشخصية وهذا أمر لا يرضينا».
وأضاف انهم سمعوا عن رجل من البلدة إلقي القبض عليه وأخذ رهينة «لأنه كان يبيع الخضار لعدد من الأكراد على الحدود التركية».
06/08/2012
طهران تطلب مساعدة أنقرة والدوحة للإفراج عن زوارها المخطوفين الجيش الحر: إنهم «شبيحة» وبينهم ضباط من الحرس الثوري
طهران، دبي- أ ف ب، رويترز- طلبت إيران من تركيا وقطر التدخل للإفراج عن 48 من مواطنيها خطفوا السبت في سوريا، بينما عرضت قناة «العربية»، الأحد، شريطا مصورا يظهر الإيرانيين المختطفين في قبضة الجيش السوري الحر، الذي أكد أن الرهائن «شبيحة»، وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني.
وقالت القناة العامة للتلفزيون الرسمي الإيراني إن وزير الخارجية علي أكبر صالحي طلب، خلال محادثات هاتفية مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، مساء السبت، تدخل تركيا فورا للإفراج عن زوار إيرانيين أخذوا رهينة في سوريا.
ونقلت القناة عن مصدر قوله إن أوغلو «وعد بالنظر في المسألة وبذل جهود كما جرى بالنسبة للحالات السابقة» والإفراج عن زوار إيرانيين.
كما اتصل صالحي أيضا بوزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني طالبا مساعدة قطر.
وصرح القنصل الإيراني في دمشق مجيد كامجو للقناة العامة الإيرانية أن «مجموعات إرهابية خطفت 48 من الزوار الإيرانيين كانوا متجهين في حافلة الى مطار دمشق الدولي».
«شبيحة إيران»
من جهة ثانية، عرضت قناة العربية شريطا مصورا يظهر الايرانيين المختطفين محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري.
وقال أحد ضباط الجيش الحر في الشريط إن «كتيبة» من «لواء البراء» في القوات المنشقة «قبضت على 48 من شبيحة إيران» كانوا في مهمة «استطلاع ميدانية» في دمشق.
وأضاف «أثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري الإيراني».
وتوعد هذا الضابط إيران «بضرب كل الأهداف الايرانية الموجودة في سوريا».
وطلب الضابط من أحد المحتجزين إظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال إنها بطاقات تدل الى انتمائه للحرس الثوري.
وفي اتصال مع «العربية»، قال النقيب عبدالناصر شمير، الذي عرف عن نفسه بأنه قائد «لواء البراء» في الجيش الحر، إن مترجما أفغانيا محتجز أيضا مع الإيرانيين الـ48. وجدد شمير تأكيد أن المختطفين ليسوا زوارا بل كانوا في «مهمة استطلاعية».
يذكر أنه خلال الاشهر الأخيرة خطفت مجموعات مسلحة عشرات الزوار والمهندسين الايرانيين وأفرج عن معظمهم بعد اشهر. وقبل اندلاع النزاع كان حوالي 700 ألف زائر يتوجهون سنويا الى سوريا لزيارة قبر السيدة زينب.
06/08/2012
الخروج الوحيد للأسد من السلطة: القتل أو الاعتقال
مواطن سوري يجول في حي القدم (وسط دمشق) وقد بدت أثار المعارك والقصف (رويترز)
أعد جوبي واريك تقريراً، نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، بعنوان «الخروج الوحيد للأسد من السلطة سيكون بمقتله»، أورد فيه أنه حتى مع اقتراب جيوش المتمردين من القصر الرئاسي، لا يبدي الرئيس السوري بشار الأسد أي مؤشرات على استعداده للتنازل عن السلطة، وهو ما يثير احتمال قدوم فصل نهاية طويل ودموي وكارثي للصراع الدموي الذي تشهده البلاد حالياً، وذلك وفقاً لمسؤولين أميركيين وخبراء في الشرق الأوسط.
مواصلة القتال
فبينما تحارب قوات الأسد المقاتلين المعارضين في حلب وغيرها من المدن الكبرى، يرفض الرئيس الأسد كل المناشدات الجديدة التي تدعوه للخروج، هو وأسرته، من البلاد؛ وكثيراً ما أعرب عن ثقته في أن النصر سيكون من نصيب القوات الموالية للحكومة.
ويشير التقرير إلى أن تصريحات الأسد الخاصة والعامة تؤكد استعداده لاتباع نهج العقيد الليبي معمر القذافي، عن طريق المراهنة بحياته على بقاء نظامه. وهناك إجماع متزايد في واشنطن وعواصم الشرق الأوسط يفيد بأن الأسد لن يخرج من السلطة إلا مقتولاً أو معتقلاً. وينقل التقرير عن جيفري وايت، وهو خبير سابق في شؤون الشرق الأوسط لدى وزارة الدفاع الأميركية، قوله: «لن تكون هناك أي مفاوضات، حيث سيواصل الأسد القتال حتى وإن كان ذلك في دمشق».
بمنأى عن الواقع
ومن جانبهم، يرى أبرز المحللين الأميركيين، الذين درسوا تصريحات وخطابات الأسد الأخيرة، أنه يعيش بمنأى عن الواقع على نحو متزايد، إذ يبدو أنه اقتنع بأكاذيبه الملفقة وأصبح يرى نفسه منقذاً لطائفته العرقية من العلويين، وكذلك أنه يجسد الدولة السورية. وعلى الرغم من أنه يستحيل التنبؤ على نحو مؤكد بما سيفعل الأسد إذا ما واجه هزيمة وشيكة، فإن تحركاته حتى الآن تشير إلى أنه سيواصل القتال بشكل أعمق.
ويشير التقرير إلى أن ثبات عزيمة الأسد خلال الأسابيع الماضية أطفأت كل الآمال في التوصل إلى اتفاق سياسي، من شأنه أن يُعجل برحيله ويحد من خطر اندلاع الاقتتال الداخلي في كبرى المدن السورية. فقد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مستهل شهر يوليو الماضي، إنه ما تزال هناك فرصة لقبول مثل هذا الاتفاق. وتحدث مسؤولو البيت الأبيض بتفاؤل عن ترتيبات مماثلة لتلك التي أقنعت الرئيس اليمني على عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة.
القتال حتى النهاية
هذا، وقد طرحت الدول الأعضاء في الجامعة العربية الأسبوع الماضي خطة جديدة تدعو الأسد لنقل السلطة إلى حكومة انتقالية في مقابل الخروج من البلاد، ولكن قوبل هذا الاقتراح بالرفض من جانب دمشق.
وجاء ذلك الرفض بينما قصفت القوات السورية أحياء دمشق لطرد قوات الثوار من معاقلهم بعد حصار دام أسبوعاً.
ويرى المحللون العسكريون وبعض المسؤولين الأميركيين أن ضراوة الهجمات التي تشنها قوات النظام تؤكد اقتناع الأسد بأن القتال حتى النهاية هو الخيار الوحيد المتاح أمامه.
القبس
انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسى فى حكومة "بشار الأسد"
الأحد، 5 أغسطس 2012 - 21:22
الجيش السورى الحر
بيروت (ا ف ب)
أعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السورى الحر فى الداخل اليوم الأحد انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسى فى دمشق العقيد يعرب محمد الشرع، وهو ابن عم نائب الرئيس السورى فاروق الشرع.
فيديو/ يظهر الإيرانيين المخطوفين وبينهم ضباط بالحرس الثوري، و'أم المعارك' تشتد في حلب، قتلى وجرحى
5/8/2012 الآن : وكالات 4:43:38 PM
الإيرانيين المخطوفين بقبضة الجيش الحر ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان طهران حذرت يوم الاحد من التدخل الاجنبي في سوريا وقالت ان الصراع هناك قد يشمل اسرائيل ايضا.
واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة لم يسمها بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد حليف ايران.
وتتهم سوريا تركيا وقطر والسعودية بدعم المعارضين في سوريا وإذكاء العنف هناك. وتدعم ايران جهود الاسد لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية عن لاريجاني قوله يوم الاحد 'النار التي اشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين (الاسرائيليين).'
واضاف 'ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟'
وينظر الى لاريجاني على انه محافظ معتدل ومقرب من الزعيم الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي. وهو أيضا من منتقدي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ويتوقع على نطاق واسع ان يخوض انتخابات الرئاسة عام 2013.
ونقلت الوكالة عن غلام علي حداد عادل وهو حليف رئيسي لخامنئي وحمو مجتبى نجل الزعيم الاعلى يوم الاحد قوله ان الشعب السوري يجب الا يسمح للولايات المتحدة واسرائيل بكسر 'جبهة المقاومة'.
وقال 'بما ان الامريكيين و (الاسرائيليين) لا يريدون حل المشكلة السورية فإنهم يواصلون العمل على تقويض أمن المنطقة.'
ونقلت الوكالة عن حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني قوله يوم الجمعة بعد زيارته لموسكو لمناقشة الازمة السورية ان 'جماعات ارهابية' تعمل في دمشق وحلب بدعم من قوى أجنبية.
واضاف ان 'عشرات الالاف من قطع الاسلحة' دخلت سوريا من دول مجاورة وتستخدمها جماعات من بينها تنظيم القاعدة.
وتابع امير عبد اللهيان 'للاسف لا تتخذ امريكا ولا دول المنطقة ... خطوات للسيطرة على الحدود.'
واضاف انه لا يعتقد ان سوريا ستتعرض لهجوم من قوى اجنبية لكن اذا حدث ذلك فلن تحتاج الى مساعدة ايران للدفاع عن نفسها.
ونقل عنه قوله 'سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري من (اسرائيل) أو أي دولة أخرى ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام.'
وتدعم ايران وروسيا خطة النقاط الست لحل الازمة التي قدمها مبعوث الامم المتحدة السابق للسلام في سوريا كوفي عنان. واستقال عنان المحبط من المهمة الاسبوع الماضي وانحى باللائمة في ذلك على 'تبادل الاتهامات والسباب' داخل مجلس الامن.
والقت ايران باللائمة في فشل خطة عنان على الولايات المتحدة ودول بالمنطقة
20:00:09
وبثت 'العربية' اليوم الأحد شريطاً مصوراً يظهر الإيرانيين المختطفين بسوريا في قبضة الجيش السوري الحر، الذي أكد أن الرهائن 'شبيحة'، وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني.
ويظهر المختطفون في الشريط محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري.
وقال أحد ضباط الجيش الحر في الشريط إن 'كتيبة' من القوات المنشقة 'قامت بالقبض على 48 من شبيحة إيران' كانوا في مهمة 'استطلاع ميدانية' في دمشق.
وأضاف 'أثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري الإيراني'.
وطلب الضابط من أحد المحتجزين إظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال إنها بطاقات تدل على انتمائه للحرس الثوري.
وأكدت طهران أمس أن الإيرانيين (الزوّار) خطفوا بينما كانوا في طريقهم إلى مطار دمشق.
وأفادت القناة العامة للتلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الأحد أن إيران طلبت من تركيا وقطر اللتين تدعمان المعارضة المسلحة السورية، التدخل للإفراج عن 'الزوَّار'.
من جهتها، أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) اختطاف الزوار، موضحة أن 'مجموعة إرهابية مسلحة استولت السبت على باص ينقل زوارا إيرانيين في محافظة دمشق'، وأكدت أن السلطات المختصة تتحرك للسيطرة على الوضع.
وإيران من أهم حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تشهد بلاده منذ مارس/آذار 2011 انتفاضة شعبية، اتخذت طابعا عسكريا بمرور الوقت. وتصف السلطات السورية - التي لا تعترف باتساع الانتفاضة - المعارضين بأنهم 'عصابات إرهابية مسلحة'.
2:18:35 PM
ذكرت وكالة انباء الاناضول ان محمد احمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي اصبح اول رائد فضاء سوري، فر الى تركيا الاحد (5 أغسطس/آب 2012) بعد ان اعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الاسد.
واضافت الوكالة انه قبل عبوره الى تركيا توقف فارس في المقر العام للجيش السوري الحر في حلب تضامنا مع مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الجيش السوري في هذه المدينة.
وتابع المصدر انها محاولة الانشقاق الرابعة لفارس الذي انضم الى الطاقم السوفياتي على متن مركبة الفضاء مير في 1987.
وولد فارس في 1951 في حلب حيث كان الجيش السوري يقصف الاحد مواقع المعارضة تمهيدا لشن هجوم عليها.
ومنذ انطلاق حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اذار/مارس 2011 عبر مئات العسكريين السوريين وبينهم عدد من كبار الضباط الى تركيا.
ووصل عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من اعمال العنف في بلادهم الى تركيا الى 45500 الجمعة وهم يقيمون في مخيمات قريبة من الحدود.
10:18:17 AM
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 139 شخصا على الأقل قُتلوا في سوريا السبت، معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها. وقال ناشطون إن الاشتباكات استمرت بين الجيشين النظامي والحر في عدد من أحياء دمشق ودرعا ودير الزور وحلب.
وأعلن الجيش الحر سيطرته على عدد من الأحياء في مدينة حلب القديمة وهو ما نفاه التلفزيون الرسمي السوري.
وأظهرت صورٌ خاصة بالجزيرة قصفاً للجيش النظامي على أحياء السكري وصلاح الدين وهنانو في مدينة حلب. وقال مراسل الجزيرة في حلب إن الطائرات الحربية تقصف المحاصرين في حي هنانو.
وقال مدير العمليات التابع للجيش الحر إن قواته تحاول السيطرة على القلعة التي تطل على مدينة حلب. وأفاد مراسل الجزيرة في حلب -الذي تمكن من دخول أحياء بالمدينة- إنه شاهد عددا كبيرا من الجثث لقتلى من الجيش النظامي سقطوا خلال المعارك في الأيام الماضية.
استمرار القصف
وقال شهود لرويترز إن مقاتلات وطائرة هليكوبتر ومدفعية تابعة للجيش السوري قصفت مواقع مقاتلي الجيش الحر في حلب. وقال شاهد من رويترز إنه 'توجد طائرة هليكوبتر واحدة، ونسمع دوي انفجارين في كل دقيقة'.
وقصفت القوات السورية حي صلاح الدين في حلب الذي ينظر إليه على أنه بوابة دخول الجيش للمدينة. وقال قائد محلي للمعارضة المسلحة إن مقاتليه ينتظرون 'هجوما قويا' من جانب قوات الجيش السوري على المدينة.
ومن جهة أخرى، أعلن ناشطون أن عشرات المباني السكنية انهارت في مدينة أريحا بإدلب بسبب القصف العنيف للقوات النظامية، كما أظهرت صور بثها ناشطون قصفاً يستدف البيوت السكنية في مدينة الزبداني بريف دمشق.
وفي دمشق قال سكان إن الهجوم استمر السبت، حيث قصفت الطائرات المقاتلة العاصمة. وقال شاهد 'رأينا قاذفتين مقاتلتين -كل منهما قادرة على حمل قنبلة واحدة- فوق حي صلاح الدين، ثم سمعنا انفجارين'.
وأظهرت صور فيديو بثها ناشطون على الإنترنت مشاهد تظهر أصوات إطلاق نار كثيف بين حييْ ركن الدين والصالحية في دمشق. كما بث ناشطون صورا على مواقع الثورة السورية تظهر قصفاً يستهدف البيوت السكنية في مدينة الزبداني بريف دمشق.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قتلى وجرحى سقطوا في المدينة التي تتعرض لحملة عسكرية من الجيش النظامي منذ عدة أيام, وأضافت اللجان أن بلدات مضايا والهامة ودمر تتعرض لقصف عنيف.
ووفقا لرواية النظام، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول عسكري سوري أن الجيش النظامي استعاد السيطرة على كافة أحياء دمشق بعد تطهير حي التضامن، على حد وصفه.
وبث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت لمظاهرات مسائية خرجت في مناطق مختلفة من سوريا. ففي دمشق العاصمة خرج السكان في أحياء السويقة واليرموك ودمر، وكذلك حرستا ودوما بريف دمشق وطالبوا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وفك الحصار عن مدينة دير الزور.
انشقاق رائد فضاء
وفي جديد الانشقاقات، بث ناشطون على مواقع الثورة السورية شريطاً مصوراً يظهر فيه اللواء محمد فارس رائد الفضاء السوري الأول وقد أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي.
وقال فارس إنه حاول الانشقاق أربع مرات عن النظام خلال الثورة السورية، والتقى اللواء مجموعة من الجيش الحر في الأراضي التركية. يذكر أن فارس صعد إلى الفضاء في رحلة على مكوك سوفياتي عام 1987.
ومن جهة أخرى, قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 4239 شخصا قتلوا الشهر الماضي، مما يجعل شهر يوليو/تموز الأكثر دموية منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011.
وقال المرصد إن العدد الإجمالي للقتلى منذ اندلاع الثورة يرتفع بذلك إلى أكثر من 21 ألف قتيل.
انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسى فى حكومة "بشار الأسد"
الأحد، 5 أغسطس 2012 - 21:22
الجيش السورى الحر
بيروت (ا ف ب)
أعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السورى الحر فى الداخل اليوم الأحد انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسى فى دمشق العقيد يعرب محمد الشرع، وهو ابن عم نائب الرئيس السورى فاروق الشرع.
إنشقاق أبناء عم الشرع، ومقتل 72 شخصا معظمهم بدمشق، انفجار وإصابات بمبنى تلفزيون سوريا
6/8/2012 الآن - وكالات 1:29:24 PM
رياض حجاب
صرح مسؤول في الحكومة الأردنية بأن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشق إلى الأردن هو وعائلته.
وتحدث المسؤول الأردني طالبا عدم الكشف عن هويته، وقال إنه غير مسموح له بالإدلاء بأي تصريحات بشأن الانشقاق.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، قد أفادت الاثنين بأن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب أقيل من منصبه.
وقال التليفزيون السوري لاحقا إنه تم إبلاغ حجاب بإعفائه من منصبه الليلة الماضية.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن حجاب 'هرب من سوريا'.
وقال عبد الرحمن إن لديه 'معلومات مؤكدة أن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشق على النظام السوري'. ويرى عبد الرحمن أن 'إقالة حجاب من منصبه تؤكد انشقاقه'.
وقال إن 'المعلومات متضاربة بشان مكان وجوده'،,مضيفا 'بعضها يؤكد وصوله إلى الأردن، بينما بعضها الآخر يقول إن أمره كشف وتم اعتقاله'.
وأشار إلى أن 'حجاب من دير الزور حيث الطابع عشائري وقد يكون قيام النظام بتدمير مدينة دير الزور دفعه إلى الانشقاق'.
وأضاف أن حجاب على علاقة وثيقة بالسفير السوري المنشق في العراق نواف الفارس.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد كلف حجاب في السادس من يونيو/حزيران بتشكيل الحكومة التي أعلنت في 23 يونيو/حزيران.
وقال التليفزيون السوري إن الرئيس الأسد كلف المهندس عمر غلاونجي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا.
10:29:52 AM
أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عن إصابة عدة أشخاص بجروح طفيفة نتيجة انفجار في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دمشق صباح يوم الاثنين 6 أغسطس/آب.
وأوضحت وكالة الأنباء السورية 'سانا' أن الانفجار وقع في الطابق الثالث من المبنى ونجم عن عبوة ناسفة.
فيما نقل التلفيزون السوري عن وزير الإعلام تأكيده على أن جميع العاملين في التلفزيون بخير وأن الإصابات التي نجمت عن الانفجار طفيفة ولا توجد إصابات خطيرة.
6:00:02 AM
بدوره اعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل انشقاق رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وقال العقيد سعد الدين في اتصال مع فرانس برس ان 'العقيد يعرب محمد الشرع رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق وشقيقه الملازم اول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه انشقا وانتقلا الى الاردن'.
كما اوضح الضابط في الجيش السوري الحر ان العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه انشق وانتقل ايضا الى الاردن. وتوالت خلال الفترة الاخيرة الانشقاقات داخل الجيش السوري وابرزها انشقاق العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس 2011.
من جهة أخرى قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 72 شخصا قتلوا امس، معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور، وإدلب. وبينما تتواصل الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر للسيطرة على مدينة حلب التي بدأت بعض مبانيها تتحول إلى دمار نتيجة القصف المتواصل، أفاد ناشطون بانشقاق العقيد يعرب الشرع رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي بدمشق.
فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه- إن ثمانية مواطنين بالإضافة إلى عنصر من الجيش الحر قتلوا في محافظة إدلب كما قتل ثمانية أشخاص في محافظة ريف دمشق.
وفي محافظة درعا قتل ثلاثة آخرون بينما قتل جندي منشق خلال اشتباكات مسلحة في دير الزور التي فارق فيها مواطن الحياة متأثرا بجراح أصيب بها.
وفي محافظة دمشق، أفاد المرصد بمقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات النظام في حي التضامن قبل أن تنفذ القوات ذاتها حملة مداهمات في حي القابون صباح اليوم أسفرت عن اعتقال مواطنين بينهم سيدة وطفلها البالغ من العمر 12 عاما.
وفي منطقة ركن الدين نشرت القوات النظامية حواجز إسمنتية بعد اشتباكات دارت أمس في أحياء ركن الدين والصالحية والمهاجرين، كما وردت معلومات عن وجود جثث لمواطنين في المنطقة يصعب انتشالها بسبب انتشار القناصة.
ودارت اشتباكات صباح اليوم بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش الحر في بلدة كفربطنا ترافقت مع قصف من القوات النظامية أسفر عن تهدم في سبعة منازل، كما قتل مواطنان إثر القصف الذي تعرضت له بلدة زملكا.
على صعيد متصل، قالت الهيئة العامة للثورة إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف للجيش النظامي استهدف قرى جبل الأكراد بريف اللاذقية.
لندن تحذر من حمامات دم جديدة في سوريا معارك حلب تحتد.. وانفجار في مبنى الإذاعة والتلفزيون
عناصر من الجيش السوري الحر خلال اشتباك مع القوات الأمنية في حي صلاح الدين في حلب (رويترز)
دمشق، حلب، لندن- أ ف ب، رويترز، يو بي أي- انفجرت عبوة ناسفة، الاثنين، في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق، مما أدى الى وقوع إصابات لم تعرف طبيعتها بعد، وذلك بالتزامن مع تواصل المعارك في حلب التي تزداد حدتها يوما بعد يوم، وفي وقت لم تتوقف الاشتباكات في العاصمة، رغم إعلان القوات النظامية أكثر من مرة بأنها استعادة سيطرتها عليها، بينما ارتكبت هذه القوات مجزرة جديدة في حماة، وجددت المعارك في أحياء حمص.
وأدى تواصل عمليات القصف والاشتباكات في مدن وبلدات سورية عدة، لاسيما ريف دمشق وإدلب وحمص ودرعا الى مقتل العشرات، اضيفوا الى حصيلة الـ160 قتيلا الذين سقطوا الأحد، مما دفع بلندن الى التحذير من حمامات دم جديدة في سوريا.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
البث مستمر
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن «هجوما بالمتفجرات» استهدف مكاتب الإدارة العامة في الطابق الثالث من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، الذي يقع في ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق.
وأكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن «هناك بعض الجرحى من الزملاء، لكن لم يقع قتلى»، مشيرا الى أن «الاصابات خفيفة وطفيفة».
وشدد الزعبي على أن الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون «ستستمر في العمل»، معتبرا أن التلفزيون «يستهدف بسبب جرأته»، متهما «قطر أو السعودية أو تركيا أو الموساد الاسرائيلي بالوقوف وراء العملية». ولم يوقف التلفزيون السوري برامجه وواصل البث.
وعرضت قناة الاخبارية لقطات تظهر الأضرار المادية الكبيرة، حيث بدت آثار الحطام، بينما سقط السقف الخشبي المستعار، وتدلت منه الأسلاك الكهربائية.
وظهرت بعض آثار الدماء على طاولة مكتب محطم، وكذلك على بعض آلات التسجيل في الطابق، حيث غطى الغبار الكثيف المكان، وتكسر عدد من الانابيب التي تفجرت منها المياه، بالاضافة الى انقلاب عدد كبير من بعض قطع الأثاث. وبدا في إحدى الصور بعض العاملين، وهم يحملون أحد المصابين.
هجمات سابقة
وكان هجوم غير مسبوق استهدف في 27 يونيو الماضي مبنى قناة الإخبارية السورية في ريف دمشق، مما أدى الى مقتل ثلاثة صحافيين و4 من الحراس.
كما هاجم المقاتلون منذ يومين مبنى الإذاعة والتلفزيون في حلب، وفجروا عبوات ناسفة حول المبنى بعدما اضطروا للانسحاب بسبب قصف الجيش النظامي على المبنى.
وتبنت «جبهة النصرة» السبت الماضي مقتل المذيع في التلفزيون السوري الرسمي محمد السعيد الذي خطف منتصف يوليو.
معارك حلب
في الأثناء، صعدت كتائب الأسد هجومها على حلب، بقصفها بكثافة مواقع المقاتلين المعارضين في أحياء المدينة، مستخدمة الدبابات والمدفعية والطائرات الحربية.
وبث نشطاء المعارضة صورا تظهر مدى الأضرار التي تعرضت لها المباني في المدينة التي يقولون إنها تعرضت للقصف بالطائرات الحربية.
واشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى سقوط عشرات القتلى والجرحى في حلب، بينهم قائد كتيبة معارضة «سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين»، ومدنيون سقطوا جراء القصف على مبنى القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة.
واضاف المرصد ان اعمال القنص في حي سيف الدولة ادت الى مقتل شاب، بالاضافة الى مدني من حي باب النيرب بنيران القوات النظامية، خلال اسعافه الجرحى، ومدني ثامن في حي الحمدانية بظروف مجهولة.
وتعهدت المعارضة المسلحة بالتصدي للقوات المحتشدة حول حلب، استعدادا لما تصفه السلطات السورية بـ«المعارك الحاسمة».
مجزرة في حماة
وفي محافظة حماة، اتهم المجلس الوطني السوري القوات النظامية بارتكاب «مجزرة» بحق نحو 40 من سكان بلدة حربنفسه في ريف حماه، مساء الأحد، معتبرا أنها تأتي في إطار «سياسة تهجير طائفي» واضحة.
وأشار المجلس إلى أن قوات النظام «قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8 آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة»، قبل أن تقوم هذه القوات باقتحام البلدة، وأدى هذا إلى إصابة أعداد كبيرة من المدنيين.
بريطانيا تحذر
الى ذلك، حذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من وقوع حمامات دم جديدة في سوريا، مع استعداد القوات الحكومية لشن هجوم واسع النطاق على حلب.
ونسبت صحيفة ديلي اكسبريس إلى هيغ، قوله «إن اعتماد النظام السوري على العنف، بدلا من المفاوضات، ردا على التحديات التي تواجهه، يمكن أن يؤدي إلى انهيار السلطة بأكملها .. وكان هناك قتال في حلب خلال الأيام الأخيرة، إلا أن القوات المسلحة السورية يبدو أنها تستعد للقيام بشيء أكبر، ونحن وللأسف من المرجح أن نرى قتالا أكبر والمزيد من إراقة الدماء وتدفق اللاجئين في الأيام المقبلة».
واضاف «هذا هو الوضع الذي حذّرنا منه منذ فترة طويلة، ومن أنه سيكون هناك انهيار في سوريا، وحتى من صراع أكثر فتكا ما لم نضع ما يكفي من الضغوط على نظام الأسد».
أحد العاملين في التلفزيون السوري يتفقد موقع التفجير (أ ف ب)
07/08/2012
تقرير إخباري انقسامات المعارضة تزداد مع ظهور بوادر النصر
بيروت ـــــ يارا بيومي (رويترز)- طرحت ثلاث جماعات سورية معارضة اقتراحات منفصلة لتشكيل حكومة انتقالية خلال الأسبوع الماضي، في مؤشر على ازدياد عمق الخلافات بين معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، حتى مع اقتراب بشائر النصر.
فقد قال رئيس المجلس الوطني السوري: إن محادثات ستجرى خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية. وفي اليوم التالي طرح الجيش السوري الحر عرضا يدعو إلى تشكيل مجلس أعلى للدفاع يضم شخصيات عسكرية ومدنية.
وبعد يوم واحد أعلنت جماعة من النشطاء السوريين المعارضين (انشقوا على المجلس الوطني) تشكيل تحالف جديد يهدف أيضا إلى تشكيل حكومة انتقالية.
سلبيات
وظهور المعارضة السورية منقسمة ليس خبرا جديدا، ولا يشكل أي مفاجأة. فخصوم الأسد يتنوعون ما بين إسلاميين وعلمانيين، وبين أكراد وعرب، وبين مسلمين سنة وأبناء أقليات دينية، وبين منشقين عن الجيش ونشطاء سياسيين كانوا يوما مطاردين، وبين منفيين في الخارج ومسلحين يقاتلون على الأرض.
وتعرض المجلس الوطني لانتقادات شديدة لابتعاده عن المقاتلين على الأرض في سوريا نفسها. وقال العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش الحر، إن «المجلس يضم مجموعة من الانتهازيين الذين يريدون ركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا».
وانشق هيثم المالح، القاضي السابق عن المجلس الوطني السوري، ليعلن قيام «مجلس الثورة السورية». وقال: إنه لا خلاف بين مجلسه والمجلس الوطني بشأن رؤيته، لكن بشأن أساليبه. وإن الخلاف بين الاثنين هو أنه يعمل على الأرض، بينما المجلس الوطني مجرد مجموعة من المنظرين.
وقال الأمين العام السابق للمجلس الوطني، برهان غليون، إن الأنباء عن الخطط الجديدة الخاصة بتشكيل المجلس لحكومة انتقالية خلقت آلية تنافسية بين هؤلاء الذين يبحثون عن دور.
وتابع: إنه يعتقد أن المعارضة ستكون قادرة على تجاوز هذا الخلاف، وأن خطوة المالح لم تكن صحيحة «ويجب أن تصلح من دون ضجة ومن دون إعطائها أهمية».
شبح «القاعدة»
لكن أكثر ما يزعج الغرب هو وجود مقاتلين إسلاميين داخل سوريا، بينهم مقاتلون يتبنون نهج القاعدة الطائفي.
كما لا يخفي المعارضون العلمانيون واعضاء الاقليات الدينية قلقهم.
وقال تقرير مجموعة الأزمات الدولية: «تبنى العديد من جماعات المعارضة توجها وسلوكا أصوليين، وهو مسار يعكس تحول الصراع تدريجيا إلى صراع اكثر قتلا واكثر اقرارا بذلك، إلى جانب فقدان الثقة في الغرب».
وتخشى الدول الغربية أن يؤدي العنف الطائفي إلى صعوبة في إنهاء القتال حتى بعد سقوط الأسد. ومن الممكن أن يؤدي إلى اعمال قتل واسعة على غرار ما حدث في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى انقسام المعارضة دور الضباط الكبار المنشقين عن الجيش، مثل العماد مناف طلاس العضو السابق في الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد، الذي فرّ من سوريا، وتستضيفه منذ ذلك الحين تركيا والسعودية المعاديتين للاسد.
ويقول كثير من نشطاء المعارضة ان طلاس له تاريخ ملوث بخدمته الطويلة مع الاسد، ويخشون ان يفرض عليهم كقائد في المستقبل.
إيجابيات
لكن بعض الخبراء يقولون: إن تشرذم المعارضة له جانب إيجابي، لأنه يشير إلى التعددية بعد عقود من القمع تحت حكم البعث وأسرة الأسد.
وقال نديم شهادي، مسؤول برنامج الشرق الاوسط في مركز تشاتام هاوس في لندن، «هذا مجتمع سياسي يتشكل تقريبا من العدم، لذا فان التنوع في هذه الحالة طبيعي وصحي». وأضاف: «هذا الجدل بشأن عدم تناغم جماعات المعارضة، وان المعارضة لا تمثل بديلا للنظام كان يستخدم في السابق كذريعة لعدم القيام بأي شيء».
واضاف انه يجب مساعدة المعارضة على الخروج بخطة انتقالية وبديل للنظام.
07/08/2012
التنديد بتسليم سوريين: مصيرهم سيكون مجهولاً
استمرت ردود الفعل في لبنان على تسليم نازحين سوريين الى السلطات السورية عبر الحدود. وامس أكد عضو كتلة «المستقبل»، النائب عاصم عراجي، أن الموضوع الأمني يشكل أولوية بالنسبة للكتلة، «لكن ترحيل السوريين غير مناسب في الوقت الحاضر، ولا يجب تسليم أي سوري للدولة السورية، لأن مصيره سيكون مجهولا، خصوصا أن بينهم نشطاء سياسيين».
07/08/2012
أعلن انشقاقه {عن نظام القتل} ورافقه وزيران و3 ضباط وعوائل أخوته الثمانية إلى الأردن رئيس حكومة الأسد ينضم إلى الثورة السورية
دمشق، عمّان ـــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ، أ.ش.أ ـــــ تلقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، ضربة موجعة جديدة، بانشقاق رئيس وزرائه رياض حجاب ووزيرين اثنين وضباط كبار في الجيش عن النظام، وفرارهم الى الأردن، وذلك بعد ساعات من انشقاق رئيس فرع المعلومات في الأمن السياسي العقيد الركن يعرب الشرع (ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع).
وحجاب هو أرفع شخصية سياسية في سوريا بعد الرئيس الأسد نفسه، ويعتبر انشقاقه من أبرز الانشقاقات التي حدثت في الدائرة السياسية والعسكرية المقربة من الرئيس الأسد، منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام في مارس 2011.
وكان رد الفعل الأول للأسد أن أصدر قرارا بـ«إقالة رياض حجاب من منصبه»، وتكليف عمر غلاونجي (النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات ووزير الإدارة المحلية) بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا.
وكان الأسد عيّن حجاب في يونيو الماضي خلفاً لعادل سفر، الذي تولى رئاسة الوزراء في الرابع من أبريل 2011. وكان غلاونجي يتولى حقيبة وزارة الاسكان والتعمير في الحكومة السابقة.
رافقه وزيران وضباط كبار
وأكد المجلس الوطني السوري المعارض أن وزيرين اثنين وثلاثة من كبار الضباط في الجيش السوري أعلنوا انشقاقهم، الى جانب رئيس الوزراء حجاب، وفروا معه الى الأردن.
وقال بسام إسحق، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، ان الضباط المنشقين هم برتبة عميد.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم يكن معروفا بعد هوية الوزيرين، لكن أنباء أفادت أن وزير الدفاع قد يكون أحدهما.
في «مكان آمن»
وفي بيان تلاه متحدث باسمه عبر قناة «الجزيرة»، أعلن انشقاقه عن النظام السوري، الذي اتهمه بارتكاب «جرائم حرب وإبادة» بحق الشعب السوري، وانضمامه الى الثورة.
وذكر المتحدث من عمّان ان حجاب في «مكان آمن» مع عائلته، اضافة الى عائلات عشرة اشخاص من اقربائه، وهو سيتكلم قريبا، فيما اشارت قناة الجزيرة الى ان حجاب موجود في الاردن.
وقال حجاب في البيان: «أطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب الذي (تمر) فيه سوريا بأقسى جرائم الإبادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب أعزل».
وأضاف: «أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والأرهاب وانضمامي لصفوف الثورة»، مؤكدا أنه الآن «جندي من جنود هذه الثورة المباركة».
أعلى مسؤول ينشق
وذكر المتحدث محمد عطري، بعد انتهائه من تلاوة البيان، أن حجاب «أعلى مسؤول سوري ينشق، وقد حمل روحه على كفه من أجل هذه الثورة.. ليقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا».
وبحسب عطري، فان عملية تحضير انشقاق حجاب وتهريبه تمت بالتنسيق مع الجيش الحر، وقد استغرقت «أشهرا»، وأن «الثوار في الداخل هم من أمنوا له هذا الخروج المشرف إلى الأردن»، مضيفا ان حجاب سيغادر الى قطر اليوم (الثلاثاء) او غدا (الاربعاء) وقال {وسيخرج للاعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمه معه}.
وقال عطري: إن حجاب «في مكان آمن وأيد أمينة هو وعائلته»، وأن مجموع 10 عائلات ملحقة بحجاب قد تم تهريبها، بينها عائلات ثمانية أخوة وأخوات لحجاب، بعضهم يشغلون مناصب في الدولة السورية.
ونفى عطري أن يكون حجاب أُقيل، بل أكد أن إقالته أعلنت بعد يوم ونصف يوم من اختفائه، وبعد فقدان النظام الأمل في القبض عليه أو قتله، على حد قوله.
وقال عطري: «معلوماتنا مؤكدة من خلال رياض حجاب بأن النظام السوري متهالك وساقط لا محالة، ولكنه يراهن على القتل».
وخلص الى القول بان حجاب «سيطل عليكم قريبا (ويتكلم) بلسانه.. ومشاعره المنحازة للشعب».
إجراءات لم تنجح
وكان مراسل الجزيرة في الأردن قد نقل عن عائلة رئيس الوزراء السوري رياض حجاب أنه انشق عن النظام، وأنه توارى عن الأنظار لأيام، بينما كان يسعى لمغادرة سوريا.
وربط المراسل بين الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات السورية على الحدود مع الأردن، وبين ما يعتقد أنه حرص من السلطات السورية على الحيلولة دون وصول حجاب إلى الأردن.
لكن المراسل أكد في وقت لاحق أن حجاب وصل بنجاح إلى الأراضي الأردنية.
كذلك أكد مسؤول في الحكومة الأردنية وصول حجاب وعائلته الى الأراضي الأردنية.
وتحدث المسؤول الأردني، طالبا عدم الكشف عن هويته، وقال: إنه غير مسموح له بالإدلاء بأي تصريحات بشأن الانشقاق.
وشرح مراسل «الجزيرة» أن الوصول الى الأردن قد تم بعد عملية أمنية معقدة أشرف عليها الجيش السوري الحر.
ونقل المراسل عن مساعد لحجاب قوله: إنه سيكون في صفوف الثورة، وإنه يرفض أن يكون جزءا من جريمة متواصلة ضد الشعب السوري.
رياض حجاب في سطور
عين الرئيس السوري بشار الأسد يوم السادس من يونيو الماضي رياض فريد حجاب رئيسا للحكومة الجديدة، التي جاءت بعد انتخابات تشريعية قاطعتها المعارضة وفاز فيها حزب البعث العربي الاشتراكي بالأغلبية في البرلمان.
ولد رياض حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وكان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر التي عينت في أبريل الماضي.
رياض متزوج وله أربعة أولاد، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكان رئيسا لفرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989 و1998.
شغل كذلك منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008.
كما كان محافظا لمحافظة القنيطرة من عام 2008 حتى فبراير 2011، ومحافظا لمحافظة اللاذقية من عام 2011 إلى ان عينه الرئيس بشار الاسد رئيسا للحكومة.
انشق رياض حجاب عن النظام في 6 اغسطس 2012 وغادر سوريا مع عائلته الى الاردن.
07/08/2012
الانشقاقات تتوالى
انشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب يأتي بعد سلسلة انشقاقات عن النظام السوري، كان ابرزها التالي:
2012/8/5 - رئيس فرع المعلومات في الامن السياسي «عقيد» - يعرب محمد الشرع
2012/7/6 - «عميد» في الحرس الجمهوري -
مناف مصطفى طلاس
2012/7/30 - قنصل في السفارة السورية لدى ارمينيا - محمد حسام حافظ
2012/7/29 - سفير سوريا لدى بيلاروسيا ودول البلطيق - فاروق طه
2012/7/26 - سفير سوريا لدى الامارات - عبد اللطيف الدباغ
2012/7/28 - نائبة في مجلس الشعب - اخلاص بدوي
2012/7/12 - سفير سوريا لدى العراق - نواف الفارس
2012/6/22 - طيار حربي فر بطائرة «ميغ - 21» الى الاردن
2012/6/1 - القنصل الفخري العام لسوريا في كاليفورنيا - حازم الشهابي
2012/5/1 - المفتش العام في وزارة الدفاع - محمود سليمان الحاج
08/08/2012
طهران تحمّل واشنطن مسؤولية الإيرانيين المخطوفين.. وتتوعّد بـ«رد مناسب» معارك حلب تتوسّع.. والنظام يتحدث عن «ساعات» للحسم
دمشق، طهران ـــــ أ.ف.ب، رويترز، يو.بي.أي ـــــ حمّلت إيران، الثلاثاء، كلا من الجيش السوري الحر والولايات المتحدة وبعض دول المنطقة مسؤولية سلامة وأمن مواطنيها الذين خطفوا في سوريا، متوعدة بالرد في حال تعرض أحد منهم لأذى، وذلك، بعدما أعلن المقاتلون المعارضون السوريون مقتل ثلاثة منهم في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق (الاثنين).
تزامن ذلك مع تحذير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن الوقت «بدأ ينفد للوصول الى مرحلة انتقالية سياسية» في سوريا، مؤكدا ان النظام السوري «غير قادر على التغيير».
وأكد الملك عبدالله في مقابلة تبث على شبكة «سي بي اس» الاميركية خلال أيام أن عدم التوصل لمخرج للأزمة السورية قريبا سيؤدي الى تصعيد خطير في العنف الطائفي يقود ربما الى حرب اهلية شاملة تمتد اثارها الكارثية الى سنوات مقبلة.
كما تزامن، مع استمرار العمليات العسكرية على الأرض، لا سيما في حلب، حيث يستعد كل من قوات نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلون المعارضون «لمعركة حاسمة» من أجل إحداث تغيير أساسي في مجرى الصراع المستمر منذ 17 شهرا.
وحصدت أعمال العنف في سوريا الاثنين 265 قتيلا، في واحد من اكثر الايام دموية منذ بدء الثورة السورية في مارس 2011. ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
حياة الإيرانيين
والثلاثاء، سلمت طهران مذكرة الى السفارة السويسرية، التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، جاء فيها «نظرا الى الدعم الفاضح الذي تقدمه واشنطن للمجموعات الارهابية ولإرسال أسلحة الى سوريا، فان الولايات المتحدة مسؤولة عن حياة الزوار الايرانيين الـ48 المخطوفين في دمشق.. ونتوقع من الدول المسؤولة بشكل ما عن الأحداث في سوريا ان تتخذ الاجراءات الضرورية لضمان أمن الزوار الإيرانيين وعودتهم الى إيران».
وكانت «كتيبة البراء»، التي تبنت عملية احتجاز 48 إيرانيا في سوريا، أعلنت (الاثنين) مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق. وقالت في بيان انه «ثبت تورط (المخطوفين) بأنهم عناصر للحرس الثوري» وليسوا زوارا.
رد مناسب
من جهته، اتهم رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، «واشنطن وبعض دول المنطقة بانهم مسؤولون عن قتل الزوار الايرانيين». وأضاف: «سيتلقون ردا مناسبا في الوقت المناسب».
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية تأكيدات الجيش السوري الحر حول مقتل الزوار الثلاثة في عمليات قصف. وقالت في بيان إن «الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية اي مساس بحياة الزوار، لأنها الداعم الرئيسي للارهابيين المسلحين في سوريا».
توسع المعارك في حلب
على الأرض، استمرت الاشتباكات العنيفة في عدد من أحياء حلب بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما تتعرض أحياء اخرى للقصف، وذلك غداة مقتل 61 شخصا في المدينة. وبين هؤلاء 4 مقاتلين و12 جثة عثر عليها قرب حي الخالدية (غرب) وتحمل آثار اطلاق رصاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وافاد المرصد أن الاشتباكات «وصلت للمرة الاولى الى أطراف حي الاشرفية (شمال)، حيث هاجم المقاتلون مقرا للجيش الشعبي (جزء من الجيش النظامي السوري، لكن عناصره مكلفون بحماية المقار الحكومية، ولا يشاركون عادة في العمليات الحربية).
وكانت اشتباكات وقعت في منطقة باب انطاكية واحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في وسط حلب صباحا، بالاضافة الى القصر العدلي في حي جمعية الزهراء (غرب). وتعرضت أحياء الشعار والصاخور والقاطرجي (شرق) لقصف عنيف من القوات النظامية. وافاد المرصد عن سماع اصوات انفجارات في حي صلاح الدين (جنوب).
ويؤكد المرصد وناشطون ان القوات النظامية تستخدم المروحيات في القصف.
وفي محافظة ادلب، ذكر المرصد ان اشتباكات تدور على طريق اريحا ـــ سراقب بين مقاتلين معارضين وجنود قافلة عسكرية متجهة الى حلب وسط «معلومات أولية عن اعطاب بعض آليات القافلة».
الحسم خلال ساعات
في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» أن «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب».
وتوقعت الصحيفة أن يصدر الجيش السوري أوامره «خلال الساعات المقبلة، بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة أن الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت الى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة».
15 قناصاً في شارعين
وكان قائد كتيبة في الجيش السوري الحر يقاتل في حي صلاح الدين، قال: إن «نحو 15 قناصا ومائة عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل الى سبعة او ثمانية مبان في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين هما الشارع العريض وشارع الاشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين». واضاف انه بات في امكانهم «ان يسيطروا بالنار على الشارعين».
مجازر في ريف دمشق
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بسماع دوي انفجارات، ترافقت مع تحليق للطيران بالمنطقة الواقعة بين عين ترما وزملكا وحزة، كما سمع دوي الانفجارات في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال المرصد: إنه تم العثور على خمس جثث مجهولة الهوية قرب جامع الحسن في بلدة جسرين. وشهدت بلدة كفربطنا حالات نزوح في صفوف الاهالي بسبب الانتشار العسكري الكثيف، فيما أفاد ناشطون بوقوع مذبحة في البلدة، وأخرى في بلدة أريحا المجاورة.
08/08/2012
التحالف السني ـــ العلوي يتصدع
أكدت مجلة «تايم» وصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركيتان أن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب عن النظام السوري ولجوئه إلى الأردن، يمثل «إهانة» للرئيس بشار الأسد، ويكشف انعدام الثقة في قدرته على النجاة من طوفان الثورة.
فقد وصفت «تايم» الانشقاق بمنزلة «إذلالال وإهانة» للرئيس السوري بشار الاسد. ووصفت الخطوة «بفرشاة أخرى ترسم صورة نظام عاجز ومتداع، لا شيء يجمع بين صفوف كبار ضباطه ومسؤوليه حاليا سوى ذنب وجرم إراقة دماء الشعب السوري التي يستبيحونها على مدار عام ونصف العام منذ اندلاع الثورة في سوريا».
ورأت المجلة أن انشقاق حجاب ــ المنتمي إلى المذهب السني ــ لا سيما بعد انشقاق العميد مناف طلاس ــ المنتمي هو الاخر إلى المذهب السني ــ إنما يعكس ويبلور بشكل أكثر وضوحا الاعتقاد بأن الصراع في سوريا أضحى بين نظام تهيمن عليه الأقلية العلوية مقابل معارضة سورية ذات أغلبية سنية.
وترى «تايم» أن انشقاق حجاب قد لا يؤثر كثيرا في حسابات القادة الميدانيين للجيش السوري الحر، غير أن هؤلاء المنشقين، لا سيما ممن يتقلدون مناصب عليا في النظام السوري، يكشفون الستار عما يدور في كواليس هذا النظام في الفترة الخيرة ليتلمس جميع المراقبين ضعفا وقلة حيلة قد حلا بنظام يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة.
انعدام ثقة
بدورها، اعتبرت «لوس أنجلوس تايمز» أن انشقاق حجاب ورحيله نهائيا عن نظام الأسد، في ظل زخم الانشقاقات التي يشهدها النظام ووسط الانجازات والتحركات الجسورة التي يحققها الثوار على أرض الواقع، تعكس انعدام ثقة النخبة الحاكمة في سوريا في أن الأسد يمكنه أن ينجو من ثورة تدخل شهرها الـ17 الآن.
ولفتت إلى أن البعض قد يرى في تزايد أعداد المنشقين «تصدعا عميقا» يضرب التحالف السني ــــ العلوي الذي حكم سوريا منذ عام 1970، حينما تولى الاب حافظ الاسد سدة الحكم في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من حديث المحللين عن أن القيادة الامنية والسياسية الحقيقية تكمن في يد النخبة المنتمية للطائفة العلوية، فإن الكثيرين يعتقدون بأن القتال الدائر حاليا هو في أصل الأمور معركة من أجل البقاء على قيد الحياة.
08/08/2012
تحليل إخباري ما أهمية الانشقاقات في سوريا؟
واشنطن ــــ CNN ــــ بعد ساعات على نبأ انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن تخلي مسؤول رفيع عن نظام بشار الأسد، إشارة مهمة إلى تداعي النظام، غير أن خبراء في الشأن السوري ليسوا متأكدين من ذلك.
أندرو تابلر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال لـCNN: إن «الحكومة في سوريا لا تحكم البلاد.. النظام هو من يحكم.. والنظام يشمل الأمن والجيش وأفراد عائلة الأسد».
وبحسب تابلر، فإن انشقاق حجاب «ذو مغزى سياسي»، لأنه يظهر أن «هناك تآكلا سياسيا» في الحكومة. وأضاف: «لكنه (رئيس الوزراء) ما زال ليس عضوا في جوهر النظام»، مشيرا إلى أن نظام الأسد يتكون من الأقلية العلوية، في حين أن حجاب سني.
وبنية نظام الأسد الداخلية، بحسب تابلر، تضم نحو 14 شخصا، من شقيق الرئيس وشقيقته إلى رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة، والقادة العسكريين وغيرهم، وهؤلاء ذاتهم من ألقت واشنطن وأوروبا اللوم عليهم في تنفيذ الهجمات على الشعب السوري.
ويتفق آرام نركيزيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مع تابلر، ويقول: «إن عدم وجود أي انشقاق ذي مغزى من الأقلية العلوية في النظام أمر محزن جدا».
وأضاف: أن «الانشقاق السني لم يضعف البنية الأساسية للنظام الداخلي، الذي يشعر بأنه أكثر عرضة للتهديد، وأكثر قلقا وارتيابا».
ويضيف: حتى الآن فإن أساس النظام العلوي من حزب البعث، والنظام الحاكم، عالق مع الأسد «سواء أحبوا ذلك أم لا.. إنهم عالقون بين المطرقة والسندان».
ويرى أن العلويين، يرغبون في العثور على طريقة للخروج، من شأنها أن تعطي مجتمعهم في المستقبل دورا في الحياة السياسية من حيث الأمن والاقتصاد، لكن الخطاب الحاد من قطاعات متطرفة من المعارضة يثير خوفهم.
وحتى لو تنحى الأسد، فإن أمور البلاد قد تؤول إلى فوضى كبيرة، بحسب نركيزيان، الذي قال: «الأمر مرهون بمن خرج معه، فلو كانوا فقط عائلة الأسد، والنظام لا يزال سليما، هذا يعني أن الدولة يمكن أن تستمر».
أعلن انشقاقه {عن نظام القتل} ورافقه وزيران و3 ضباط وعوائل أخوته الثمانية إلى الأردن رئيس حكومة الأسد ينضم إلى الثورة السورية
دمشق، عمّان ـــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ، أ.ش.أ ـــــ تلقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، ضربة موجعة جديدة، بانشقاق رئيس وزرائه رياض حجاب ووزيرين اثنين وضباط كبار في الجيش عن النظام، وفرارهم الى الأردن، وذلك بعد ساعات من انشقاق رئيس فرع المعلومات في الأمن السياسي العقيد الركن يعرب الشرع (ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع).
وحجاب هو أرفع شخصية سياسية في سوريا بعد الرئيس الأسد نفسه، ويعتبر انشقاقه من أبرز الانشقاقات التي حدثت في الدائرة السياسية والعسكرية المقربة من الرئيس الأسد، منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام في مارس 2011.
وكان رد الفعل الأول للأسد أن أصدر قرارا بـ«إقالة رياض حجاب من منصبه»، وتكليف عمر غلاونجي (النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات ووزير الإدارة المحلية) بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا.
وكان الأسد عيّن حجاب في يونيو الماضي خلفاً لعادل سفر، الذي تولى رئاسة الوزراء في الرابع من أبريل 2011. وكان غلاونجي يتولى حقيبة وزارة الاسكان والتعمير في الحكومة السابقة.
رافقه وزيران وضباط كبار
وأكد المجلس الوطني السوري المعارض أن وزيرين اثنين وثلاثة من كبار الضباط في الجيش السوري أعلنوا انشقاقهم، الى جانب رئيس الوزراء حجاب، وفروا معه الى الأردن.
وقال بسام إسحق، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، ان الضباط المنشقين هم برتبة عميد.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم يكن معروفا بعد هوية الوزيرين، لكن أنباء أفادت أن وزير الدفاع قد يكون أحدهما.
في «مكان آمن»
وفي بيان تلاه متحدث باسمه عبر قناة «الجزيرة»، أعلن انشقاقه عن النظام السوري، الذي اتهمه بارتكاب «جرائم حرب وإبادة» بحق الشعب السوري، وانضمامه الى الثورة.
وذكر المتحدث من عمّان ان حجاب في «مكان آمن» مع عائلته، اضافة الى عائلات عشرة اشخاص من اقربائه، وهو سيتكلم قريبا، فيما اشارت قناة الجزيرة الى ان حجاب موجود في الاردن.
وقال حجاب في البيان: «أطل عليكم اليوم في هذا الوقت العصيب الذي (تمر) فيه سوريا بأقسى جرائم الإبادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب أعزل».
وأضاف: «أعلن اليوم انشقاقي عن نظام القتل والأرهاب وانضمامي لصفوف الثورة»، مؤكدا أنه الآن «جندي من جنود هذه الثورة المباركة».
أعلى مسؤول ينشق
وذكر المتحدث محمد عطري، بعد انتهائه من تلاوة البيان، أن حجاب «أعلى مسؤول سوري ينشق، وقد حمل روحه على كفه من أجل هذه الثورة.. ليقول للعالم كنا مع هذا النظام مجبرين والسيف على رقبتنا».
وبحسب عطري، فان عملية تحضير انشقاق حجاب وتهريبه تمت بالتنسيق مع الجيش الحر، وقد استغرقت «أشهرا»، وأن «الثوار في الداخل هم من أمنوا له هذا الخروج المشرف إلى الأردن»، مضيفا ان حجاب سيغادر الى قطر اليوم (الثلاثاء) او غدا (الاربعاء) وقال {وسيخرج للاعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمه معه}.
وقال عطري: إن حجاب «في مكان آمن وأيد أمينة هو وعائلته»، وأن مجموع 10 عائلات ملحقة بحجاب قد تم تهريبها، بينها عائلات ثمانية أخوة وأخوات لحجاب، بعضهم يشغلون مناصب في الدولة السورية.
ونفى عطري أن يكون حجاب أُقيل، بل أكد أن إقالته أعلنت بعد يوم ونصف يوم من اختفائه، وبعد فقدان النظام الأمل في القبض عليه أو قتله، على حد قوله.
وقال عطري: «معلوماتنا مؤكدة من خلال رياض حجاب بأن النظام السوري متهالك وساقط لا محالة، ولكنه يراهن على القتل».
وخلص الى القول بان حجاب «سيطل عليكم قريبا (ويتكلم) بلسانه.. ومشاعره المنحازة للشعب».
إجراءات لم تنجح
وكان مراسل الجزيرة في الأردن قد نقل عن عائلة رئيس الوزراء السوري رياض حجاب أنه انشق عن النظام، وأنه توارى عن الأنظار لأيام، بينما كان يسعى لمغادرة سوريا.
وربط المراسل بين الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات السورية على الحدود مع الأردن، وبين ما يعتقد أنه حرص من السلطات السورية على الحيلولة دون وصول حجاب إلى الأردن.
لكن المراسل أكد في وقت لاحق أن حجاب وصل بنجاح إلى الأراضي الأردنية.
كذلك أكد مسؤول في الحكومة الأردنية وصول حجاب وعائلته الى الأراضي الأردنية.
وتحدث المسؤول الأردني، طالبا عدم الكشف عن هويته، وقال: إنه غير مسموح له بالإدلاء بأي تصريحات بشأن الانشقاق.
وشرح مراسل «الجزيرة» أن الوصول الى الأردن قد تم بعد عملية أمنية معقدة أشرف عليها الجيش السوري الحر.
ونقل المراسل عن مساعد لحجاب قوله: إنه سيكون في صفوف الثورة، وإنه يرفض أن يكون جزءا من جريمة متواصلة ضد الشعب السوري.
رياض حجاب في سطور
عين الرئيس السوري بشار الأسد يوم السادس من يونيو الماضي رياض فريد حجاب رئيسا للحكومة الجديدة، التي جاءت بعد انتخابات تشريعية قاطعتها المعارضة وفاز فيها حزب البعث العربي الاشتراكي بالأغلبية في البرلمان.
ولد رياض حجاب عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وكان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر التي عينت في أبريل الماضي.
رياض متزوج وله أربعة أولاد، وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكان رئيسا لفرع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بدير الزور بين عامي 1989 و1998.
شغل كذلك منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور بين عامي 2004 و2008.
كما كان محافظا لمحافظة القنيطرة من عام 2008 حتى فبراير 2011، ومحافظا لمحافظة اللاذقية من عام 2011 إلى ان عينه الرئيس بشار الاسد رئيسا للحكومة.
انشق رياض حجاب عن النظام في 6 اغسطس 2012 وغادر سوريا مع عائلته الى الاردن.
07/08/2012
الانشقاقات تتوالى
انشقاق رئيس الحكومة رياض حجاب يأتي بعد سلسلة انشقاقات عن النظام السوري، كان ابرزها التالي:
2012/8/5 - رئيس فرع المعلومات في الامن السياسي «عقيد» - يعرب محمد الشرع
2012/7/6 - «عميد» في الحرس الجمهوري -
مناف مصطفى طلاس
2012/7/30 - قنصل في السفارة السورية لدى ارمينيا - محمد حسام حافظ
2012/7/29 - سفير سوريا لدى بيلاروسيا ودول البلطيق - فاروق طه
2012/7/26 - سفير سوريا لدى الامارات - عبد اللطيف الدباغ
2012/7/28 - نائبة في مجلس الشعب - اخلاص بدوي
2012/7/12 - سفير سوريا لدى العراق - نواف الفارس
2012/6/22 - طيار حربي فر بطائرة «ميغ - 21» الى الاردن
2012/6/1 - القنصل الفخري العام لسوريا في كاليفورنيا - حازم الشهابي
2012/5/1 - المفتش العام في وزارة الدفاع - محمود سليمان الحاج
08/08/2012
طهران تحمّل واشنطن مسؤولية الإيرانيين المخطوفين.. وتتوعّد بـ«رد مناسب» معارك حلب تتوسّع.. والنظام يتحدث عن «ساعات» للحسم
دمشق، طهران ـــــ أ.ف.ب، رويترز، يو.بي.أي ـــــ حمّلت إيران، الثلاثاء، كلا من الجيش السوري الحر والولايات المتحدة وبعض دول المنطقة مسؤولية سلامة وأمن مواطنيها الذين خطفوا في سوريا، متوعدة بالرد في حال تعرض أحد منهم لأذى، وذلك، بعدما أعلن المقاتلون المعارضون السوريون مقتل ثلاثة منهم في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق (الاثنين).
تزامن ذلك مع تحذير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن الوقت «بدأ ينفد للوصول الى مرحلة انتقالية سياسية» في سوريا، مؤكدا ان النظام السوري «غير قادر على التغيير».
وأكد الملك عبدالله في مقابلة تبث على شبكة «سي بي اس» الاميركية خلال أيام أن عدم التوصل لمخرج للأزمة السورية قريبا سيؤدي الى تصعيد خطير في العنف الطائفي يقود ربما الى حرب اهلية شاملة تمتد اثارها الكارثية الى سنوات مقبلة.
كما تزامن، مع استمرار العمليات العسكرية على الأرض، لا سيما في حلب، حيث يستعد كل من قوات نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلون المعارضون «لمعركة حاسمة» من أجل إحداث تغيير أساسي في مجرى الصراع المستمر منذ 17 شهرا.
وحصدت أعمال العنف في سوريا الاثنين 265 قتيلا، في واحد من اكثر الايام دموية منذ بدء الثورة السورية في مارس 2011. ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
حياة الإيرانيين
والثلاثاء، سلمت طهران مذكرة الى السفارة السويسرية، التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، جاء فيها «نظرا الى الدعم الفاضح الذي تقدمه واشنطن للمجموعات الارهابية ولإرسال أسلحة الى سوريا، فان الولايات المتحدة مسؤولة عن حياة الزوار الايرانيين الـ48 المخطوفين في دمشق.. ونتوقع من الدول المسؤولة بشكل ما عن الأحداث في سوريا ان تتخذ الاجراءات الضرورية لضمان أمن الزوار الإيرانيين وعودتهم الى إيران».
وكانت «كتيبة البراء»، التي تبنت عملية احتجاز 48 إيرانيا في سوريا، أعلنت (الاثنين) مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق. وقالت في بيان انه «ثبت تورط (المخطوفين) بأنهم عناصر للحرس الثوري» وليسوا زوارا.
رد مناسب
من جهته، اتهم رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، «واشنطن وبعض دول المنطقة بانهم مسؤولون عن قتل الزوار الايرانيين». وأضاف: «سيتلقون ردا مناسبا في الوقت المناسب».
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية تأكيدات الجيش السوري الحر حول مقتل الزوار الثلاثة في عمليات قصف. وقالت في بيان إن «الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية اي مساس بحياة الزوار، لأنها الداعم الرئيسي للارهابيين المسلحين في سوريا».
توسع المعارك في حلب
على الأرض، استمرت الاشتباكات العنيفة في عدد من أحياء حلب بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما تتعرض أحياء اخرى للقصف، وذلك غداة مقتل 61 شخصا في المدينة. وبين هؤلاء 4 مقاتلين و12 جثة عثر عليها قرب حي الخالدية (غرب) وتحمل آثار اطلاق رصاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وافاد المرصد أن الاشتباكات «وصلت للمرة الاولى الى أطراف حي الاشرفية (شمال)، حيث هاجم المقاتلون مقرا للجيش الشعبي (جزء من الجيش النظامي السوري، لكن عناصره مكلفون بحماية المقار الحكومية، ولا يشاركون عادة في العمليات الحربية).
وكانت اشتباكات وقعت في منطقة باب انطاكية واحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في وسط حلب صباحا، بالاضافة الى القصر العدلي في حي جمعية الزهراء (غرب). وتعرضت أحياء الشعار والصاخور والقاطرجي (شرق) لقصف عنيف من القوات النظامية. وافاد المرصد عن سماع اصوات انفجارات في حي صلاح الدين (جنوب).
ويؤكد المرصد وناشطون ان القوات النظامية تستخدم المروحيات في القصف.
وفي محافظة ادلب، ذكر المرصد ان اشتباكات تدور على طريق اريحا ـــ سراقب بين مقاتلين معارضين وجنود قافلة عسكرية متجهة الى حلب وسط «معلومات أولية عن اعطاب بعض آليات القافلة».
الحسم خلال ساعات
في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» أن «الجيش يمهد للحسم بعمليات نوعية في حلب».
وتوقعت الصحيفة أن يصدر الجيش السوري أوامره «خلال الساعات المقبلة، بعدما جرى استكمال التعزيزات العسكرية»، موضحة أن الجيش «بدأ عمليات نوعية تمهيدية ضد المسلحين أفضت الى مقتل العشرات منهم في أحياء مختلفة من المدينة».
15 قناصاً في شارعين
وكان قائد كتيبة في الجيش السوري الحر يقاتل في حي صلاح الدين، قال: إن «نحو 15 قناصا ومائة عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل الى سبعة او ثمانية مبان في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين هما الشارع العريض وشارع الاشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين». واضاف انه بات في امكانهم «ان يسيطروا بالنار على الشارعين».
مجازر في ريف دمشق
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بسماع دوي انفجارات، ترافقت مع تحليق للطيران بالمنطقة الواقعة بين عين ترما وزملكا وحزة، كما سمع دوي الانفجارات في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال المرصد: إنه تم العثور على خمس جثث مجهولة الهوية قرب جامع الحسن في بلدة جسرين. وشهدت بلدة كفربطنا حالات نزوح في صفوف الاهالي بسبب الانتشار العسكري الكثيف، فيما أفاد ناشطون بوقوع مذبحة في البلدة، وأخرى في بلدة أريحا المجاورة.
08/08/2012
التحالف السني ـــ العلوي يتصدع
أكدت مجلة «تايم» وصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركيتان أن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب عن النظام السوري ولجوئه إلى الأردن، يمثل «إهانة» للرئيس بشار الأسد، ويكشف انعدام الثقة في قدرته على النجاة من طوفان الثورة.
فقد وصفت «تايم» الانشقاق بمنزلة «إذلالال وإهانة» للرئيس السوري بشار الاسد. ووصفت الخطوة «بفرشاة أخرى ترسم صورة نظام عاجز ومتداع، لا شيء يجمع بين صفوف كبار ضباطه ومسؤوليه حاليا سوى ذنب وجرم إراقة دماء الشعب السوري التي يستبيحونها على مدار عام ونصف العام منذ اندلاع الثورة في سوريا».
ورأت المجلة أن انشقاق حجاب ــ المنتمي إلى المذهب السني ــ لا سيما بعد انشقاق العميد مناف طلاس ــ المنتمي هو الاخر إلى المذهب السني ــ إنما يعكس ويبلور بشكل أكثر وضوحا الاعتقاد بأن الصراع في سوريا أضحى بين نظام تهيمن عليه الأقلية العلوية مقابل معارضة سورية ذات أغلبية سنية.
وترى «تايم» أن انشقاق حجاب قد لا يؤثر كثيرا في حسابات القادة الميدانيين للجيش السوري الحر، غير أن هؤلاء المنشقين، لا سيما ممن يتقلدون مناصب عليا في النظام السوري، يكشفون الستار عما يدور في كواليس هذا النظام في الفترة الخيرة ليتلمس جميع المراقبين ضعفا وقلة حيلة قد حلا بنظام يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة.
انعدام ثقة
بدورها، اعتبرت «لوس أنجلوس تايمز» أن انشقاق حجاب ورحيله نهائيا عن نظام الأسد، في ظل زخم الانشقاقات التي يشهدها النظام ووسط الانجازات والتحركات الجسورة التي يحققها الثوار على أرض الواقع، تعكس انعدام ثقة النخبة الحاكمة في سوريا في أن الأسد يمكنه أن ينجو من ثورة تدخل شهرها الـ17 الآن.
ولفتت إلى أن البعض قد يرى في تزايد أعداد المنشقين «تصدعا عميقا» يضرب التحالف السني ــــ العلوي الذي حكم سوريا منذ عام 1970، حينما تولى الاب حافظ الاسد سدة الحكم في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من حديث المحللين عن أن القيادة الامنية والسياسية الحقيقية تكمن في يد النخبة المنتمية للطائفة العلوية، فإن الكثيرين يعتقدون بأن القتال الدائر حاليا هو في أصل الأمور معركة من أجل البقاء على قيد الحياة.
08/08/2012
تحليل إخباري ما أهمية الانشقاقات في سوريا؟
واشنطن ــــ CNN ــــ بعد ساعات على نبأ انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن تخلي مسؤول رفيع عن نظام بشار الأسد، إشارة مهمة إلى تداعي النظام، غير أن خبراء في الشأن السوري ليسوا متأكدين من ذلك.
أندرو تابلر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال لـCNN: إن «الحكومة في سوريا لا تحكم البلاد.. النظام هو من يحكم.. والنظام يشمل الأمن والجيش وأفراد عائلة الأسد».
وبحسب تابلر، فإن انشقاق حجاب «ذو مغزى سياسي»، لأنه يظهر أن «هناك تآكلا سياسيا» في الحكومة. وأضاف: «لكنه (رئيس الوزراء) ما زال ليس عضوا في جوهر النظام»، مشيرا إلى أن نظام الأسد يتكون من الأقلية العلوية، في حين أن حجاب سني.
وبنية نظام الأسد الداخلية، بحسب تابلر، تضم نحو 14 شخصا، من شقيق الرئيس وشقيقته إلى رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة، والقادة العسكريين وغيرهم، وهؤلاء ذاتهم من ألقت واشنطن وأوروبا اللوم عليهم في تنفيذ الهجمات على الشعب السوري.
ويتفق آرام نركيزيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مع تابلر، ويقول: «إن عدم وجود أي انشقاق ذي مغزى من الأقلية العلوية في النظام أمر محزن جدا».
وأضاف: أن «الانشقاق السني لم يضعف البنية الأساسية للنظام الداخلي، الذي يشعر بأنه أكثر عرضة للتهديد، وأكثر قلقا وارتيابا».
ويضيف: حتى الآن فإن أساس النظام العلوي من حزب البعث، والنظام الحاكم، عالق مع الأسد «سواء أحبوا ذلك أم لا.. إنهم عالقون بين المطرقة والسندان».
ويرى أن العلويين، يرغبون في العثور على طريقة للخروج، من شأنها أن تعطي مجتمعهم في المستقبل دورا في الحياة السياسية من حيث الأمن والاقتصاد، لكن الخطاب الحاد من قطاعات متطرفة من المعارضة يثير خوفهم.
وحتى لو تنحى الأسد، فإن أمور البلاد قد تؤول إلى فوضى كبيرة، بحسب نركيزيان، الذي قال: «الأمر مرهون بمن خرج معه، فلو كانوا فقط عائلة الأسد، والنظام لا يزال سليما، هذا يعني أن الدولة يمكن أن تستمر».
08/08/2012
الخوف من العقاب يخيم على المنشقين
حلب ــــــ هديل الشالجي (رويترز)- يبرز نطاق العملية، التي احتاجها تهريب رئيس الوزراء السوري رياض حجاب وأقاربه عبر الحدود إلى الأردن، حجم الصعوبات التي تواجه من يفكرون في الانشقاق.
ومن بين من فروا حتى الآن جنود ودبلوماسيون وسياسيون، لكن منشقين يقولون إن الخوف من الانتقام من الأقارب الباقين في سوريا منع تحول تيار الانشقاقات إلى طوفان.
عقاب جماعي
وواجه العقيد أبو فرات الجرابلسي، وهو قائد لكتيبة دبابات المعضلة نفسها مثل غيره ممن فكروا في الانشقاق، عندما خطط لترك الجيش. فلو غادر من دون أسرته لتركهم للموت شبه المحتوم. وإذا قامت أسرته برحلات غير عادية لأثار ذلك الشكوك.
وقال الجرابلسي (42 عاما)، الذي يقود حاليا مجموعة من المقاتلين في حي صلاح الدين في حلب، إن السلطات إذا اكتشفت أن جنديا يرسل زوجته أو أطفاله للخارج تدرك أن هذا يعني أنه يخطط للانشقاق، مضيفا «عقوبة ذلك تكون اعدام أسرته وكل المرتبطين به».
واستغل العطلة المدرسية الصيفية قبل نحو شهرين، وأرسل أسرته بعيدا. وقال إنه صدرت له أوامر في اليوم الذي قرر فيه الانشقاق بتنفيذ عملية بالدبابات ضد قوات الجيش السوري الحر، لكنه لم ينفذ ذلك، وهرب.
ورغم أن اسرته اصبحت في أمان، فإنه دفع الثمن أيضا. فقد اتصل به سائقه السابق في الجيش قبل بضعة ايام ليبلغه بأن منزله في القرداحة، حيث كان يخدم، أحرق عن آخره عقابا له على انشقاقه.
نصف الدبلوماسيين!
وقال حسام حافظ، وهو دبلوماسي انشق الشهر الماضي عن البعثة الدبلوماسية السورية في ارمينيا، إن المعاملة الوحشية لأسر المنشقين تشكل رادعا منذ مطلع الانتفاضة.
واضاف: انهم قتلوا العشرات من أفراد عائلة حسين هرموش، أول ضابط ينشق عن الجيش.
ومنذ انشقاق هرموش قبل نحو عام، يقول معارضون مسلحون: إن آلاف الجنود انضموا إلى صفوفهم، بينهم أكثر من 20 عميدا. لكن انشقاق مسؤولين مدنيين كبار كان أمرا نادرا.
وقال حافظ: إن ستة أو سبعة دبلوماسيين سوريين انشقوا حتى الآن رغم جهود وزارة الخارجية لتقييد حركتهم، في حين ما زال آخرون يتحينون الفرصة للانشقاق.
واضاف حافظ: ان وزارة الخارجية استدعت عددا كبيرا من الدبلوماسيين السوريين من الخارج.
واشار الى ان سوريا يكون لها عادة ما بين 350 و400 دبلوماسي في الخارج، لكنه يعتقد أن أقل كثيرا من نصف هذا العدد موجود في البعثات الخارجية.
وقال حافظ، الذي كان متمركزا في لندن عندما بدأت الانتفاضة ضد الأسد في مارس 2011، إنه تلقى تهديدات من أنصار الأسد عندما عبّر عن قلقه بشأن الحملة ضد الاحتجاجات. ونقل إلى أرمينيا، إلى أن تمكن من الفرار قبل نحو عشرة ايام.
إجراءات لا بد منها
وبالنسبة لرئيس الوزراء حجاب، الذي يحيط به الأمن، كانت العملية أصعب بكثير. وقال عطري: انه بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين قبل نحو ثلاثة أسابيع، تم تكليف عشرات الجنود بمراقبة رئيس الوزراء.
وأضاف: ان رياض كان في مسجد، وعقب صلاة الجمعة جاء إليه عقيد ومعه 45 من أفراد الحرس الجمهوري، وقال له إنهم أتوا لحمايته. وقال إن خطط انشقاقه وضعت قبل نحو شهرين.
واوضح أحمد رمضان، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، ان المجلس على اتصال بآخرين يفكرون في الانشقاق. وتابع: ان المجلس يرتب الإجراءات لهم، وان فريقا خاصا يعمل على ضمان سلامتهم.
وأضاف: ان أمامه الآن قائمة تضم 15 مسؤولا سياسيا ودبلوماسيا طلبوا الانشقاق عن النظام.
وأوضح: ان الاجراءات تتم على ثلاثة مستويات تشمل تأمين سلامة الشخص المنشق، وتأمين سلامة أسرته وأقاربه، وتأمين المنطقة التي سينتقل إليها.
08/08/2012
سوريا في منعطف جديد
آثار القصف المدمر على حي القصور في حمص (رويترز)
.. هذا ما جناه رئيس النظام السوري بشار الأسد على شعبه.
طالبوه بإصلاحات وبشيء من الديموقراطية، فأعلن الحرب عليهم، واعتبرهم «إرهابيين».. ولا يزال يهاجم مساكنهم بصواريخ الطائرات الحربية وقذائف المدفعية ورصاص القناص، يقتل من يقتل، ويشرد من يشرد في بقاع الدنيا..
طفلتان فلسطينتان نزحتا الى مخيم الرشيدية في لبنان بعد الحملة الأمنية الدامية على مخيم اليرموك في دمشق (أ ف ب)
لاجىء سوري في مخيم الزعتري الاردني (رويترز)
امرأة مع طفلتها تجتاز أحد أحياء حلب المدمرة (رويترز)
سوريات لاجئات في تركيا ينتحبن أثناء تشييع أحد عناصر الجيش السوري الحر (رويترز)
قتلى وجدت جثثهم (الإثنين) في بلدة عندان قرب حلب (أ ب)
نهاية الدكتاتوريين… ربيع من الاضطرابات وخريف من السخط
نشر في 10, August 2012 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | تكبير الخط
في الأشهر التي تلت حلول الربيع العربي، سارع الكتّاب إلى شرح سبب الإطاحة ببعض الدكتاتوريين دون سواهم، سواء كانت الثورات الإسلامية ستزدهر في أعقابها أم لا، وبيان ما إذا كان بمقدور الغرب القيام بلفتة حسية باستثناء الوقوف على الحياد. The Economist تابعت أبرز الكتب الصادرة في هذا المجال.
ليست الأسئلة المطروحة سهلة، لكن إحدى أقوى المحاولات للإجابة عنها تكمن في كتاب «المعركة من أجل الربيع العربي» (جامعة ييل، 350 صفحة) The Battle for the Arab Spring: Revolution, Counter-Revolution and the Making of a New Era بقلم مراسلة صحفية في «رويترز» لين نويهض وأليكس وارن، مدير شركة استشارية في الشرق الأوسط. يصف الكتاب الأحداث في العالم العربي ويتطرق إلى دور الإعلام الجديد بين الشباب المحبط، فضلاً عن أنه يوفر ثروة من البيانات حول الاقتصاد والمعلومات الديموغرافية للبلاد التي تشهد الأحداث، وهي البحرين ومصر وليبيا وتونس وسورية واليمن.
لم يتنبأ الكاتبان بمصير الحركات الإسلامية التي تسلمت السلطة حديثًا، لا سيما في مصر وتونس. لكنهما أوضحا أن الثورات الاسلامية مستبعدة، ما يوحي بتفاؤل واقناع بأن الربيع العربي قد أوجد إطاراً جديداً للعقل يتمثل في عدم الاستعداد لقبول الذل والفساد، والاستعداد لتجاوز الخوف، فثمة إيمان جديد بأنه يمكن للناس مقاومة الاستبداد وتغيير حياتهم.
في السياق نفسه، أصدر المؤرخ في جامعة هارفارد روجر أوين كتاباً بعنوان «صعود وسقوط الرؤساء العرب مدى الحياة» (جامعة هارفارد، 248 صفحة) The Rise and Fall of Arab Presidents for Life. نُشر الكتاب قبل موجة الاحتجاج العربية التي بدأت في ديسمبر 2010، ثم تمَّ تحديثه. وقد عززت الأحداث آنيتها، بما أنها نوع من نعي «الرئاسات الملكية» في العالم العربي.
يبحث الكتاب في الخلافات المحلية وأوجه التشابه الأساسية بين زعماء المنطقة. فبدأ كثر كقوميين وتطوروا ليصبحوا ملوكًا غير متوجين، يتحكمون بحالات الأمن ذات الأبعاد الوحشية. وأعلن صدام حسين أن «القانون هو أي شيء أكتبه على قصاصة من الورق». هؤلاء الرجال غالبًا ما ينقلون الحكم إلى أبنائهم. في سورية في عام 2000 جرى ذلك على نحو سلس، عندما خلف بشار الأسد والده حافظ. أما حسني مبارك، فنفى أنه كان يدرب ابنه جمال لاستلام الرئاسة المصرية. ولم يساعده التباس حول نواياه عندما اندلعت احتجاجات واسعة في ميدان التحرير.
يقدم كتاب أوين نظرة ثاقبة الى الأنظمة الاستبدادية التي يسعى الربيع العربي إلى اكتساحها بعيدًا. أما بالنسبة إلى بشار الأسد، فنعرف الآن أن ميراثه اقتصر على الدماء والدموع. بالمقارنة مع تونس، التي هي على حافة العالم العربي، تحتل سورية قمرة القيادة. وأي من النتائج المحتملة هناك، كبقاء النظام، أو الإطاحة به أو الانغماس في مأزق دموي طويل الأمد، ستكون لها عواقب وخيمة مباشرة وقد تتأثر فيها المنطقة بأسرها.
يساعد الكتابان على توضيح عقدة التاريخ والطائفة، والجغرافيا السياسية التي تجعل سورية تواجه مثل هذا التحدي للمحللين وصانعي القرار على حد سواء. كذلك صدر كتاب بعنوان «التمرد السوري» (معهد هوفر، 240 صفحة) The Syrian Rebellion بقلم فؤاد عجمي، وهو كاتب لبناني المولد. الكتاب لافت وإن كان لا يأخذ شكلاً واضحًا، إذ يشبه الارتجال المتواصل والرائع. يفسر أصول العلويين وعقليتهم، والطائفة الشيعية التي تتحدر منها عائلة الأسد، وانعدام أمنها بما أنها أقلية داخل مجتمع مسلم سني بأغلبية ساحقة. ويصف أيضًا كيف أن حزب البعث الحاكم نسي جذوره. فكونه ابن الفلاحين في جبال العلويين، فهم حافظ الأسد غريزيًا الفقراء في المناطق الريفية. لكن بدأ الريف تدريجاً بالشعور بالاحتقار والإهمال من النخبة في دمشق، ما يساعد في تفسير نشأة المقاطعة في الانتفاضة الحالية.
شاهد عيان
في حين سلط عجمي الضوء على تاريخ سورية وأدبها، اعتمد ستيفن ستار في كتابه «ثورة في سورية: شاهد عيان على الانتفاضة» (جامعة كولومبيا، 226 صفحة) Revolt in Syria: Eye-Witness to the Uprising على التقارير المحلية من الطراز القديم. فقد أمضى الصحافي الإيرلندي ما يقارب خمس سنوات في سورية، حيث قدم تقارير لصحيفتي «واشنطن بوست» و{التايمز» وصحف أخرى. كانت مواده نابضة بالحياة، تثير التفكير وصادمة أحيانًا، لكن قاسية بعض الشيء. وتمامًا كشهادات شهود العيان، تتمتع مواده بقيمة كبيرة، لأسباب أقلها أنها تتحدى بعضاً من القناعات البسيطة التي اتسمت بتغطيتها الانتفاضة السورية.
يجسد ستار ألم المجتمع الممزق عميقًا في خضم صراع مرير، صراع انفصل فيه الأخ عن أخيه، والصديق عن صديقه. وبالنظر إلى أن السلطات تعرف من هو وأين عاش، من المثير للإعجاب أنه يتحدث إلى مثل هذه الشريحة الواسعة من السوريين. لكنه احتفظ بروتين دقيق، وغير عنوان بريده الإلكتروني مرارًا وتكرارًا، وسافر على متن الحافلات الصغيرة التي تديرها الدولة المستخدمة من السوريين العاديين. فضلاً عن ذلك، تحدث اللغة العربية ما أتاح له فرصة إجراء محادثات مع العلويين والمسيحيين الذين ساندوا النظام والناشطين الشباب المشاركين في الاحتجاجات، وأعضاء ما أسماها «الأغلبية الصامتة» التي تنتقد النظام، لكن تخاف مما قد يليه.
يصور ستار واقع حياة السوريين اليومية الباهتة، حيث يعملون في ذلك القطاع العام الضخم، ولا يتقاضون سوى أجور زهيدة. وهو زار إحدى الصحف التي تديرها الدولة حيث النوافذ محطمة وتزحف الصراصير في أكوام الورق. ورأى جامعة دمشق حيث الصفوف الدراسية غير مزودة بوقود التدفئة في فصل الشتاء أو مكيفات الهواء في الصيف.
لا يقول الكتّاب الكثير عن معارضي النظام السوري في المنفى (على رغم أن عجمي أجرى المقابلات مع بعض الأثرياء في اسطنبول). ويشعر القارئ أن ستار لديه القليل من الوقت ليخصصه لهم. أما الثوريون الحقيقيون فهم الناس العاديون الذين لا يتلقون أي مساعدة من العالم الخارجي. إنهم أبطال كتابه الحقيقيون.
الجريدة
09/08/2012
20 ألف جندي تدعمهم الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة مقابل 7 آلاف مقاتل الأسد بدأ هجومه «الفعلي» على حلب
سوريون يحاولون انتشال جثث من تحت ركام منزل في تل رفعت قرب حلب سقط بصاروخ من طائرة حربية (رويترز)
دمشق، حلب- أف ب، رويترز- بدأت معركة حلب فعليا، الاربعاء، مع اقتحام القوات النظامية السورية بالدبابات حي صلاح الدين، الذي أعلنت وسائل الإعلام في دمشق «السيطرة عليه»، في حين نفى الجيش السوري الحر ذلك، مع تسجيل مواجهات هي الأعنف منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ثاني أكبر المدن السورية.
بدأ الهجوم غداة إعلان الرئيس بشار الأسد (الثلاثاء) تصميمه على المضي قدما في الحل الأمني وتوعده بما وصفه «تطهير البلاد من الإرهابيين»، في حين حصل على دعم كامل من إيران التي قال موفدها سعيد جليلي بعد لقائه الأسد في دمشق إن بلاده لن تسمح بـ«كسر محور المقاومة» الذي تشكل سوريا «ضلعا اساسيا فيه».
تصريحات متناقضة
وذكرت وكالة الأنباء «سانا»: «أحكمت قواتنا المسلحة الباسلة اليوم سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين في حلب».
لكن رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب، التابع للجيش السوري الحر، عبدالجبار العكيدي أكد أن «الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي».
وافاد مصدر أمني في دمشق قبل ذلك بقليل بان الجيش «يتقدم من أجل تقسيم الحي (صلاح الدين) الى شطرين»، متوقعا أن «استعادته ستستغرق وقتا قصيرا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة».
وقال قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش الحر النقيب واصل أيوب: «اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات، وتحت غطاء ناري كثيف أمنته الطائرات الحربية». وأكد أيوب أن الجيش الحر «لم ينسحب من الحي»، موضحا أن كتائب الأسد «موجودة في مساحة تقل عن 15 في المائة من صلاح الدين».
وذكر أن «محاولات التقدم مستمرة»، مشيرا في الوقت نفسه الى «صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان».
أعنف المعارك
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق
الإنسان أن حي صلاح الدين يشهد معارك وصفها بأنها «الأعنف» منذ بدء المواجهات في حلب منذ 20 يوليو الماضي. ولفت الى أن الدبابات دخلت أجزاء من صلاح الدين، واعتلى قناصة الجيش أسطح المباني وسط قصف جوي وبري مكثف، ما أعاق تحركات المقاتلين. وقال إن أحياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين الى «القصف من قبل القوات النظامية»، مضيفا أن اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور.
الذخيرة تنفد
ويستخدم مقاتلو المعارضة صلاح الدين كقاعدة، إلا أن شاهدا من «رويترز» قال إن المقاتلين تخلوا عن موقع واحد على الأقل في الحي. وأضاف «صاح مقاتل في صحافيين لدى وصولهم: تراجعنا.. اخرجوا من هنا» وأزيلت نقطة تفتيش قريبة كان يسيطر عليها المقاتلون طوال الأسبوع الماضي.
وقال أبو فراس، وهو عضو في الجيش الحر، «إن المقاتلين تركوا مبنى واحدا فقط.. لم ننسحب. رجالنا مازالوا هناك والموقف في مصلحتنا. تركنا مبنى كان تحت سيطرتنا في أحد الشوارع لكننا لم نتراجع».
وبدأت ذخيرة مقاتلي المعارضة في حلب تتناقص في الأيام الأخيرة في الوقت الذي حشد فيه الأسد 20 ألفا من قواته، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بانها «حاسمة»، خصوصا مع وقوع مناطق ريف حلب في قبضة المعارضة وصولا الى الحدود التركية.
وفي هذا السياق، أعلن قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد في الجيش الحر عبدالقادر الصالح أن مقاتلي اللواء «استطاعوا (الثلاثاء) تدمير خمس دبابات وطيارة ميغ بالقرب من مطار حلب الدولي».
ويتعذر التأكد من الأحداث الميدانية والأمنية بسبب القيود المفروضة على تحركات الصحافيين والوضع الأمني.
600 فجوة
ونددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على حلب استنادا الى صور بالأقمار الاصطناعية أظهرت أكثر من 600 فجوة نتيجة القصف في حلب وعندان المجاورة.
واضافت أن بعضا من تلك الصور تكشف عن وجود «اكثر من 600 اخدود من المرجح أن تكون من آثار القصف المدفعي»، وخاصة في بلدة عندان القريبة من حلب.
وصرح كريستوف كوتل مسؤول عمليات الطوارئ لدى مكتب المنظمة في الولايات المتحدة في بيان أن «على كل من الجيش السوري ومقاتلي المعارضة ان يلتزموا بالقوانين الدولية التي تحظر اللجوء الى ممارسات واسلحة لا تميز بين اهداف عسكرية ومدنية».
وأعرب قائد بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الجنرال بابكر غاي (الإثنين) عن قلقه حول مصير المدنيين العالقين في المدينة البالغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة.
توتر على الحدود اللبنانية
وفي الوقت الذي تخوض فيه قوات الأسد معركة استعادة حلب استمر القتال في أجزاء أخرى من سوريا، وحصد عشرات القتلى والجرحى أضيفوا الى حصيلة الـ 225 قتيلا سقطوا الثلاثاء.
وفي سياق ميداني متصل، اكد مصدر امني لفرانس برس ان «تبادل اطلاق النار وقع في المنطقة الحدودية الشمالية بين مسلحين والجيش السوري»، مشيرا الى ان «عددا من القذائف السورية سقطت في اراض حرجية» لبنانية.
دوليا، أكدت وزارة خارجية فرنسا ان فرنسا ستنظم اجتماعا وزاريا في مجلس الامن الدولي في 30 اغسطس لبحث الوضع الانساني في سوريا والدول المجاورة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الاول من اغسطس ان بلاده ستغتنم فرصة توليها رئاسة مجلس الامن «لطلب (...) عقد اجتماع لمجلس الامن، على الارجح على المستوى الوزاري، من اجل السعي الى وقف المجازر وفي الوقت نفسه التحضير لعملية الانتقال السياسي».
09/08/2012
أول ظهور لرئيس الوزراء المنشق رياض حجاب
رياض حجاب كما ظهر في الفيديو (أ ف ب)
ظهر رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب لأول مرة منذ انشقاقه عن النظام السوري في تسجيل مصور بصحبة كتيبة المعتصم بالله في الجيش الحر في بلدة النعيمة في ريف درعا، القريبة من الحدود الأردنية. وأكد المقدم الركن ياسر العبود قائد الجيش الحر في المنطقة الجنوبية لقناة «العربية» دخول حجاب وأفراد أسرته وعدد من أقاربه إلى الأراضي الأردنية. وأضاف أن كتيبة اليرموك والمعتصم بالله أمنتا عبورهم الى الأردن عبر السياج الحدودي.
وأكد الأردن رسميا أن حجاب دخل الأراضي الأردنية فجر الأربعاء برفقة عدد من أفراد عائلته، من دون ذكر تفاصيل ما إذا كان حجاب سيغادر المملكة الهاشمية الى مكان آخر، أو إذا ما كان سيطلب اللجوء.
09/08/2012
إيران قدّمت المال والسلاح لإخماد الانتفاضة منذ بدايتها
قال السفير السوري المنشق نواف فارس: إن إيران قدمت السلاح والمال للرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الانتفاضة ضد نظامه في مارس 2011.
وذكر السفير السوري السابق، في حديث إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK في الدوحة، انه حضر اجتماعاً بين مسؤولين إيرانيين وسوريين كبار في مارس العام الماضي، بعد وقت قصير من بدء التظاهرات المناهضة للحكومة. وأضاف ان إيران حثت سوريا على إخماد الاحتجاجات المدنية بالكامل، وعرضت كامل تعاونها مع الحكومة السورية، بما في ذلك تقديم السلاح والمال.
وتابع: ان الأسلحة والأموال تنقل من إيران الى سوريا عبر مرافئ على البحر الأبيض المتوسط والعراق.
وقال فارس، نقلاً عن مصدر حكومي سوري، ان الأسد يتنقل بين العاصمة دمشق واللاذقية (شمال غرب سوريا)، خوفاً من محاولات اغتياله.
09/08/2012
واشنطن تستعد لما بعد الأسد.. وتتشاور مع المعارضة
واشنطن- أ ف ب، كونا- في الوقت الذي يشن فيه الرئيس السوري بشار الأسد حملة دامية للبقاء في الحكم، تعزز واشنطن استعداداتها لمرحلة ما بعد نظامه، مستفيدة من الدروس بعد غزو العراق في عام 2003.
والثلاثاء، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المسؤولين الأميركيين يجرون مشاورات مع الدول الصديقة والحليفة والمعارضة السورية بشأن حقبة ما بعد الأسد، مضيفا في تصريح صحافي «في هذه المرحلة الانتقالية نعتقد ان من الافضل ان نضمن ان مؤسسات الدولة تظل سالمة وان نرسل توقعات واضحة للغاية بشأن تجنب حرب طائفية».
رحيل لا مفر منه
ولا يعلم المسؤولون الأميركيون الكبار الى متى يمكن ان يتمسك الأسد بالنظام في مواجهة هجمات المعارضة، إلا أنهم يصرون على أن رحيله لا مفر منه، ويقولون إن الحذر يحتم ضرورة الاستعداد لمشاكل السياسة الخارجية التي لن يكون من الممكن تفاديها لاحقا.
وتدعو واشنطن منذ فترة طويلة الى مرحلة «انتقالية» في دمشق، إلا أن انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب هذا الاسبوع عزز الآمال المتزايدة بأن نظام الاسد شارف على الانهيار.
وصرحت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في جنوب افريقيا «يمكننا أن نبدأ بالحديث والاستعداد أكثر لما سيحصل لاحقا، غداة انهيار النظام». وأضافت «أعلم أن هذا سيحصل».
أسئلة صعبة
وتغلب على السيناريوهات المتوقعة في سوريا بعد الأسد حتى الآن الأسئلة الصعبة أكثر من وجود أجوبة. وهناك مخاوف من انهيار الدولة ونشوب حرب طائفية وانعكاسات امنية اقليمية بالاضافة الى ازمة انسانية.
واحتمال أن يحصل كل ذلك في أوج حملة الرئيس باراك أوباما لاعادة انتخابه امام منافسه الجمهوري ميت رومني، يعطي البيت الأبيض دفعا آخر للاستعداد لأسوأ الاحتمالات وايجاد حلول ممكنة لها.
ومن بين دروس الربيع العربي، ان القوى الهائلة التي تحركت غالبا ما تحدت جهود الدول الغربية لمواكبتها مما جعل المسؤولين يواجهون صعوبات لاعتماد سياسيات جديدة تستجيب للتطورات المتسارعة.
وشددت كلينتون وغيرها من كبار المسؤولين مرارا على ضرورة عدم المساس بمؤسسات الدولة السورية حتى تظل الدولة متماسكة بعد اطاحة نظام الاسد.
وفي حال انهيار نظام الأسد، يقول المسؤولون إن من الضروري الحفاظ على الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء مما يتطلب بقاء تكنوقراط غير متورطين مع أعوان الاسد السياسيين.
وخلافا للعراق، فان الاستعداد للمستقبل في سوريا لن يقتصر على الولايات المتحدة، فهي تجري حوارا مع حليفيها الأساسيين- تركيا والأردن وغيرهما من القوى الإقليمية- لاحتواء التأثير الاستراتيجي لإيران.
وفي الوقت الذي تلتزم واشنطن بعدم تسليح المعارضة السورية، فان هناك إشارات واضحة بأنها تؤدي دورا أكبر. وأشارت تقارير الأسبوع الماضي الى أن أوباما وقّع وثيقة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية القيام بنشاطات سرية لدعم المعارضة المسلحة في سوريا. كما قدم 12 مليون دولار اضافية على هيئة مساعدات انسانية للمدنيين السوريين، وما قيمته 25 مليون دولار من أدوات الاتصالات والمعدات الطبية.
تداعيات محتملة
وتواجه الجهات الخارجية التي لها دور في مستقبل سوريا مجموعة من المشاكل تتراوح بين التحقق من مخزون الاسلحة الكيميائية، ومراقبة قدرات المعارضة المفككة، وكيفية الانتقال نحو بناء المؤسسات السياسية.
كما تواجه هذه الجهات احتمال ان يؤدي انهيار نظام الأسد الى وقوع اعمال عنف اتنية وطائفية وغياب السلطة، الذي يمكن ان تستغله مجموعات مثل تنظيم القاعدة.
ويمكن ان يؤدي انفجار الوضع على هذا النحو، وربما بدعم من ايران، الى انتقال انعدام الاستقرار الى المنطقة المتوترة اصلا، مما يمكن ان يهدد اسرائيل والاردن ولبنان.
09/08/2012
التدخل الخارجي يُسْقِط سوريا في غياهب الظلام
طفلان سوريان سعيدان بحصولهما على حمام ولو بالقليل في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن حيث درجات الحرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية (رويترز)
«إن دعم الغرب وأنظمة الخليج للمقاتلين المتمردين لا يجلب الحرية للسوريين، بل يصعّ.د الصراع الطائفي والحرب. وإذا ما تم تقسيم سوريا، فإن كامل نظام دول الشرق الأوسط والحدود (في المنطقة) سيلج عالم المجهول».
هذه هي الخلاصة القاتمة التي يقودنا إليها مباشرة الكاتب الصحفي سيماس ميلن، في مقاله المطوَّل المنشور في صحيفة «الغارديان» البريطانية الصادرة الأربعاء.
يبدأ الكاتب مقاله بالقول: «إن دمار سوريا قد بلغ الآن أشدّّه. فما بدأ انتفاضة شعبية قبل أكثر من 17 شهرا قد أضحى اليوم حربا أهلية شاملة، تغذي أوارها القوى الإقليمية والعالمية، وهي تنذر بالتوسع وبالامتداد لتشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها».
فإلى جانب القتال الضاري الذي تشهده مدن عدة، وتشجيع القوى الإقليمية والدولية على الانشقاقات في صفوف العسكريين والمدنيين في النظام السوري، يرى الكاتب أن ثمة تطورات أخرى جديدة تنذر بتفاقم حدة الصراع واحتمال توسعه وانتقاله إلى خارج حدود البلاد، وفي أكثر من اتجاه، ومنها اختطاف المعارضة السورية لـ 48 إيرانيا.
أما التطور الخطير الآخر، يقول الكاتب، فهو تهديد الجيش التركي مؤخرا بالتوغل في عمق الأراضي السورية لمنع ما تقول أنقرة إنه انتشار لعناصر حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض حربا ضروسا ضد القوات والمصالح التركية، طمعا في انتزاع انفصال المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا وتكوين كيان كردي مستقل هناك.
ويرى الكاتب أيضا أن ثمة تطورا ثالثا لا يقل خطورة عن العاملين السابقين، ويقصد هنا ما أطلق عليه حرفيا «تدفق المقاتلين الجهاديين» الإسلاميين إلى داخل الأراضي السورية وانضمامهم إلى المعارضة المسلحة في سعيها للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول ميلن: «لقد باتت الآن كل الفرص متاحة لاحتمال انتشار الصراع وانتقاله إلى خارج سوريا. فلنأخذ تركيا مثلا، ففي تلك البلاد أقلية علوية كبيرة وأقلية كردية أيضا كبيرة وتعرضت للاضطهاد لزمن طويل. فقد هددت تركيا بممارسة حقها في التدخل لملاحقة المتمردين الأكراد داخل سوريا بعد انسحاب القوات النظامية السورية من مناطقهم شمالي البلاد».
وفي الجارة الصغيرة لبنان، يقول الكاتب، هناك نار قد اندلعت بالفعل في شمال البلاد، بعد أن كانت شرارتها الأولى قد انتقلت من الشقيقة الكبرى سوريا، وهي تنذر بالامتداد لتشمل كامل الأراضي اللبنانية.
ويشدد الكاتب على حقيقة أن «التدخل الخارجي في سوريا في الواقع يطيل من عمر الصراع الدائر فيها، بدل أن يؤدي إلى إيجاد حل له، أو أن يسدد ضربة قاضية للنظام الحاكم في دمشق».
ويقول: «إن السبيل الوحيد الذي يتيح للسوريين الفرصة لتقرير مصيرهم ورسم مستقبلهم بأنفسهم ومنع سقوط البلاد في بحر ومتاهات الظلام، هو الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى تسوية سلمية عبر التفاوض والحوار، وهذا الشيء بالذات هو ما يعرقله الغرب وأصدقاؤه وبشدة».
09/08/2012
«حطام سوريا»
خصصت صحيفة «الفايننشال تايمز»، الأربعاء، افتتاحيتها الثانية للصراع الدائر في سوريا. وقالت تحت عنوان «إنقاذ المستقبل من وسط حطام سوريا ودمارها»، «إن الدولة السورية التي تقبع تحت حكم آل الأسد منذ 40 عاما تتفتت الآن».
وشددت الافتتاحية بداية على ما تصفه بالوهن والضعف الذي قد أصاب نظام الرئيس بشار الأسد، لا سيما بعد التفجير الذي أودى بحياة أربعة من أبرز أركان حكمه الشهر الماضي وفرار رئيس حكومته، وتعتبر ذلك مؤشرا على احتمال سقوط النظام قريبا.
إلا أنها تحذر في الوقت ذاته من أن تلك الاغتيالات والانشقاقات قد أعطت النظام أيضا الضوء الأخضر والمبرر من وجهة نظره للمضي إلى أبعد نطاق في استهداف خصومه، بغض النظر عن عدد القتلى الذين يلتهمهم القتال من الطرفين، وعن مغبة ازدياد الصبغة الطائفية للصراع.
وتمضي الصحيفة إلى القول «إن ما يحزن في الأمر هو أن الانقسام الطائفي يتعزز مع تورط اللاعبين الإقليميين في الصراع. فمن جهة، هناك إيران التي تصطف وراء نظام الأسد وتدعمه، ومن جهة أخرى هناك بعض دول الخليج التي تضخ الدعم المالي والعسكري للمعارضة».
وكشف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن أن بعض الإيرانيين الـ48 الذين خطفهم مقاتلون من المعارضة السورية، قبل ثلاثة أيام، «هم أفراد متقاعدون من الحرس الثوري والجيش الإيراني، وآخرون من جهات مختلفة».
وفي حين نفى أن يكون لهؤلاء الآن أي صلة عسكرية، وأصر على أنهم كانوا في دمشق لزيارة عتبات شيعية، شدد صالحي قائلا «يجب علينا أن نتخذ كل السبل والمساعي من أجل إطلاق سراح المخطوفين، وقد طلبنا من تركيا وقطر التدخل، نظرا إلى علاقتهما الوطيدة مع أطياف المعارضة».
وأضاف «بما أننا في شهر رمضان المبارك وكلا الطرفين، الخاطفين والمخطوفين مسلمين، فقد أرسلنا نداء عبر قنوات مختلفة، طالبين إطلاق سراح الإيرانيين، انطلاقا من مبادئ الأخوة الإسلامية».
10/08/2012
الكويتي أبو أحمد الشيشاني يروي لـ القبس تفاصيل انضمامه للمجاهدين في سوريا: عملت قناصاً في صفوف الجيش الحر
أبو أحمد يحمل السلاح في سوريا
راشد الشراكي
أبوحمد الشيشاني كويتي قاتل مع صفوف الجيش السوري الحر، ثم عاد إلى الكويت منذ أيام بسبب مرض والدته. القبس التقته، حيث تحدث عن رحلة عبوره الحدود السورية، وكيف انضم إلى المقاتلين السوريين ضد نظام بشار الأسد.
وروى أبو أحمد تفاصيل مثيرة منذ مغادرته الكويت حتى وصوله الأراضي السورية، معرجاً على اهم المعارك التي شارك فيها، وكيف أنه ورفاقه اضطروا أحياناً إلى القتال بالأسلحة البيضاء.
كما كشف عن بعض الكويتيين والخليجيين الذين انضموا للجيش السوري الحر، بيد أن عددا منهم رسب في الاختبارات البدنية والقدرات التي كانت تجرى لهم قبل الانضمام للفرق القتالية، مشيرا إلى أنه عمل قناصاً وقتل العشرات، كما تعلم زرع الألغام من دكتور فيزيائي في سوريا.
أبو أحمد، الذي عاد إلى الكويت منذ أيام، يقول: لقد عدت للاطمئنان على والدتي المريضة، فأنا ابنها الوحيد، لكنني سأعود مجددا لسوريا، فأنا اخترت طريق الجهاد ولا رجوع عنه. وفي ما يلي التفاصيل: متى ذهبت للجهاد في سوريا؟ وكيف عبرت الحدود؟
ــــ غادرت الكويت إلى تركيا في 18 مايو الماضي، وبالخطأ ذهبت إلى أنطاليا، وبعدها اتصل بي احد الثوار، فقال لي إن المنطقة التي يتجمعون بها هي أنطاكيا وليست انطاليا، وقال لي: انهم سوف يعبرون الحدود السورية في الساعة الثانية فجرا. بعدها ذهبت إلى المطار وسافرت إلى أنطاكيا عبر الطيران الداخلي، ووصلت في الوقت المحدد، وتم تزويدي بالسلاح، ومن ثم عبرنا الحدود مشياً على الاقدام، حيث كنا أربعة أشخاص، جميعهم من الجيش الحر، وأحدهم كان مصابا، وبعدها وصلت الى منطقة جبل الزاوية، ومشينا حتى وصلنا منطقة تجمّعنا، ومن ثم الى ريف حماة.
اختبار قتالي
هل ذهب احد معك من الكويت للجهاد في سوريا؟
ــــ نعم ذهب اصدقائي، ولكن لم يتم قبول أحد منهم بسبب رسوبهم في اختبار القدرات والتحمل، كما أن الجيش الحر لا يقبل أي شخص أقل من 21 سنة.
ما المهام التي أوكلت إليك أثناء تواجدك مع الجيش الحر؟
ــــ بداية التحقت بإحدى الكتائب، وكانت اعمل قناصا، وأقوم بتدريب المدنيين على الرمي بقذيفة الـ«آر.بي.جي» كوني عسكريا سابقا، ولديّ إلمام بالسلاح، وبعدها انتقلت الى كتبية أبو الفداء، حيث كان قائد هذه الكتيبة دكتورا فيزيائيا اسمة كرم، وقد تعلمت منه كيفية زرع ألغام الدبابات، كذلك قمت بالاتصال بعدد من الضباط الذين يتبعون الجيش النظامي، وكنا نحثهم على الانشقاق.
انشقاق
وهل نجحت في إقناع أحد بالانشقاق؟
ــــ نعم هناك عسكري برتبة نقيب يدعى زكريا، يعمل في وحدة قوى الأمن الداخلي، انشق عن الجيش السوري بعد إن تحدثت معه.
من الذي دلك على طريق الجهاد مع الجيش السوري؟
ــــ جماعات من الإخوان المسلمين هم من ساعدوني في الذهاب إلى تركيا، حيث كان لهم اتصال مباشر مع الاستخبارات التركية والجيش الحر.
هل خرجت من سوريا بعد التحاقك بالجيش الحر؟
ــــ نعم لقد قمت بمساعدة عدد من العوائل النازحة على مغادرة سوريا وإيصالهم إلى مخيم الضباط، الذي يتواجد فيه رياض الأسعد قائد الجيش الحر، كذلك أوصلت نقيبا يدعى عقيل كان يريد الالتقاء بقائد الجيش الحر رياض الأسعد، حيث حذر النقيب قائد الجيش الحر من محاولة اغتياله.
معارك طاحنة
حدثنا عن أهم المعارك التي شاركت بها؟
ــــ أول مشاركة لي كانت في ريف حماة، بعدها شهدت مجزرة أطفال الحولة، وآخر المعارك معركة القلعة، اما المكان الذي تواجدت فيه كثيرا فهو ريف حماة، واذكر اننا اضطررنا للقتال بالسلاح الأبيض، وقتلنا عددا من أفراد الجيش السوري.
ماذا يقول الشعب السوري، وبالأخص الجيش الحر عن الكويت؟
ــــ في البداية لم تكن لدى السوريين أي معلومات عن مصدر التبرعات التي تصل إليهم، ولكن بعد مشاهدة المجاهدين الكويتيين والخليجيين أوصلنا لهم المعلومات، بأن دول الخليج هي من تتبرع لهم، وان الخليجيين لن ينسوا شعب سوريا.
بعد القتال ماذا تفعلون؟ وكيف تقضون يومكم؟
ـــــ بعد القتال كنا نرسل احد المجاهدين لكي يقوم بتأمين منزل ننام فيه، ويقوم الأهالي بتزويدنا بالأكل والشراب، لكن هناك بعض الخونة المندسين بين صفوف الجيش الحر، وكنا نخشى أن يخبروا الجيش النظامي عنا، حيث حصلت عدة حوادث بسبب الخيانة.
مغامرة
بصراحة ما الأسباب التي جعلتك تغامر وتذهب للجهاد في سوريا؟
ــــ استفزني جداً اغتصاب النساء وقتل الأطفال، كما أنني اكره البعثيين، فكلهم سفاكون للدماء.
كيف خرجت من سوريا وعدت مرة أخرى للكويت؟
ــــ خرجت داخل شاحنة كانت تنقل جثث افراد من الجيش الحر، ورميت نفسي بين الجثث وادعيت الموت، وبعد دخولي الى تركيا غادرت الى الكويت للاطمئنان على صحة والدتي لانني وحيدها.
هل تنوي الرجوع للجهاد في سوريا؟
ــــ نعم لأنني اخترت طريق الجهاد ولا رجوع عنه.
أسرنا 10 أشخاص
قال أبو أحمد الشيشاني: أثناء قتالنا في احدى المعارك أسرنا أكثر من عشرة أشخاص، جميعهم من الايرانيين ومن حزب الله اللبناني ومن جيش مقتدى الصدر.
مقاتلون ليبيون ومصريون وجزائريون
أكد أبو أحمد الشيشاني انه التقى عددا من المجاهدين الجزائريين والليبيين والمصريين في ريف حماة أثناء الجهاد مع الجيش الحر، لكنه لم يلتق مع مجاهدين كويتيين وسعوديين، لأنهم كانوا ملتحقين بكتائب أخرى.
استشهاد
كويتيين
قال أبو احمد الشيشاني ان اثنين من المجاهدين الكويتيين، استشهدا أثناء تواجده في سوريا، أحدهما مطيري والآخر حربي، كما استشهد حوالي 6 آخرين، مشيرا إلى انه علم بذلك من قادة في الجيش الحر.
الجيش الحر ينسحب «تكتيكيا» من صلاح الدين في حلب بسبب «التدمير الكامل» واشنطن تفكر بفرض حظر جوي فوق سوريا
سوريون يتفقدون محالهم التجارية في الزبداني (ريف دمشق) التي تعرضت لقصف عنيف الخميس (رويترز)
دمشق، واشنطن- رويترز، أ ف ب، د ب أ- نفذ الجيش السوري الحر «انسحابا تكتيكيا كاملا» من حي صلاح الدين في حلب الى الشوارع المحيطة، الخميس، تحت وطأة الهجوم الجوي والبري الكاسح الذي تنفذه كتائب الرئيس بشار الأسد ضد المدينة منذ الأربعاء في حين أشار مصدر أمني في دمشق الى أن المعركة المقبلة الكبيرة ستكون في حي السكري.
تزامن ذلك مع مواصلة القوات النظامية قصفها على مدن وبلدات أخرى في سوريا، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات أضيفوا الى حصيلة الـ176 قتيلا سقطوا الأربعاء. كما تزامن مع تصريح لمسؤول أميركي رفيع المستوى جاء فيه أن الإدارة الأميركية تفكر بـ«فرض منطقة حظر جوي» فوق جزء من سوريا.
تسوية أحياء بالأرض
واضطر مقاتلو الجيش السوري الحر، الخميس، لتنفيذ «انسحاب تكتيكي كامل» من حي صلاح الدين في حلب، الى الشوارع المحيطة بعد قصف مدفعي وجوي عنيف من قبل القوات النظامية أدى الى مقتل أكثر من 40 من المقاتلين المعارضين.
ويشهد صلاح الدين، منذ الأربعاء، معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ سيطر مقاتلون معارضون على أحياء من حلب، حيث تبادل الجيش النظامي والجيش الحر السيطرة على الحي.
وأوضح قائد كتيبة «درع الشهباء» في صلاح الدين، النقيب حسام أبو محمد، أن «الحي بات خاليا تماما من الثوار»، مشيرا الى أن الجيش النظامي «يتقدم» وأن «كتائب الجيش الحر نفذت انسحابا تكتيكيا من شارعي 10 و15 باتجاه حي السكري (جنوب) تمهيدا لشن هجوم مضاد التفافي»، ورد سبب الانسحاب الى أن «القصف العنيف والعشوائي، ولأن التدمير كان كاملا»، متهما الجيش السوري باستخدام «قذائف فراغية» في عمليات القصف.
ولفت الى أن «الجيش النظامي يقصف منذ الأربعاء بالقنابل الفراغية شارعي 10 و15 ما أدى الى تسوية نحو أربعين مبنى بالأرض ومقتل أكثر من 40 مقاتلا وأعداد كبيرة من المدنيين».
وقال أبو محمد، الموجود في سيف الدولة حاليا، إن «الجيش الحر يقاوم وإذا اضطر لانسحابات أخرى فسيعمد الى فتح جبهة ثانية».
من جانبه، أكد قائد كتيبة «نور الحق» النقيب واصل أيوب من حلب أن «كتائب الجيش الحر تنفذ انسحابا تكتيكيا من صلاح الدين وتتراجع الى جبهه جديدة في حيي سيف الدولة والمشهد (شرق صلاح الدين)».
وشرح قائد الكتيبة التي كانت تقاتل في صلاح الدين والموجود في سيف الدولة حاليا، انه «بعدما سيطرنا (الجيش الحر) على صلاح الدين بشكل كامل خلال الليل افقنا صباحا على قصف عنيف على شارع 15 وانهيار كامل لبعض الأبنية». وأكد أن «الوضع التعيس» أجبرهم على الانسحاب.
تعزيزات
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «تعزيزات تضم ثلاث دبابات وناقلات جند مدرعة ومئات الجنود وصلت الى محيط نادي الضباط قرب ساحة سعدالله الجابري» وسط حلب.
وأشار المرصد الى تعرض «أحياء صلاح الدين والصاخور والشعار ومساكن هنانو وطريق الباب والميسر وقاضي عسكر والإذاعة والمغاير لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية»، بالإضافة الى عمليات قنص في حي بستان القصر. كذلك تعرض ريف حلب للقصف لا سيما بعدما سيطر مقاتلو المعارضة على قسم الشرطة في قرية الحاضر.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني في دمشق أن قوات النظام «تتقدم بسرعة من حي صلاح الدين باتجاه سيف الدولة»، مشيرا الى أن المعركة الكبيرة المقبلة ستكون في حي السكري (جنوب شرق). ولفت الى أن الجيش النظامي «استخدم في معركة صلاح الدين 10 في المائة فقط من التعزيزات التي حشدها في حلب».
وكانت مصادر أمنية ذكرت أن حشود الجيش السوري في حلب بلغت نحو 20 ألفا، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من المقاتلين المعارضين.
عشرات القتلى
في الأثناء، تواصلت الاشتباكات في مدن وبلدات أخرى في سوريا، تخللتها عمليات اقتحامات واعتقالات على قصف مدفعي عنيف، لا سيما في ريف دمشق ودرعا، وإدلب (حيث أفاد المرصد بوقوع اشتباكات وصفت بـ«الأعنف» بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدة كفرنبل). وأيضا في حماة والحسكة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
حظر جوي
في شأن متصل، قال جون برينان، كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب إنه «ليس مستبعدا في نهاية الأمر فرض منطقة حظر طيران فوق جزء من سوريا يبدو على نحو متزايد انه تحت سيطرة المعارضة».
وأضاف برينان أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن «أنا لا أذكر في أي وقت مضى أن الرئيس استبعد أي خيار من على الطاولة»، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تقدم بالفعل الدعم بطرق شتى لمقاتلي المعارضة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، «وتبح
من حلب
انتقل الصراع في حلب الى القرى الصغيرة القريبة مثل تل رفعت.
لاحت في السماء طائرة تابعة للقوات الجوية السورية بلونها الأصفر، وهي تحوم في الأجواء، ثم سمع أزيزها بعد ان حلقت على ارتفاع منخفض، وظهرت ألسنة اللهب البرتقالية للصواريخ التي اطلقتها على قرية تل رفعت.
شاهدت مراسلة رويترز الطائرة، وهي تقوم باثنتي عشرة دورة على الأقل فوق تل رفعت التي يعيش بها بضعة آلاف. وأطلقت الطائرة صواريخ ونيران رشاشات آلية.
على الرغم من أن الطيارين كانوا فيما يبدو يعلمون أماكن قواعد مقاتلي المعارضة، فإنهم أطلقوا النيران من دون تمييز في أغلب الأحيان.
حاول قرويون الفرار على دراجات نارية، بينما كدس آخرون بعض الممتلكات وخبزا في شاحنات صغيرة.
عناصر من الجيش السوري أثناء اشتباكهم مع مقاتلين معارضين في حي صلاح الدين في حلب أمس (أ ف ب)
10/08/2012
آمال وخيبات طالب ثائر
حلب- اسكندر كات (أ ف ب)- يبوح محمد شادي، وإلى جانبه كلاشينكوف، بأنه لم يستخدمه قطعا، ويقول «لا أريد أن أقتل» قبل أن يتحدث عن جامعة حلب التي تشهد غليانا، والجنوح الى العنف والتعذيب. يعيش محمد شادي مختبئا في أحد المنازل على وقع عمليات القصف والمعارك في حلب، ثاني المدن السورية، حيث يخوض المسلحون المعارضون وجنود الجيش النظامي معركة حاسمة. وهو يتصفح على حاسوبه، مأخوذا، آخر التعليقات على صفحة فيسبوك أو يوتيوب حيث بدأ كل شيء بالنسبة إليه قبل 27 شهرا.
يقول هذا الطالب في الهندسة الالكترونية بحزن «منذ مارس 2011 كنت في مجموعات الفيسبوك المرتبطة بسوريا. كنا نتواصل عبر السكايب وننظم أنفسنا. في تلك الفترة كنت أظن أن النظام سينتهي في غضون ستة أشهر».
الدفاع عن «أستاذ جيد»
تعود أول تجربة سياسية لشادي، وهو ابن مدرسين، الى يوم 15 مارس 2011. كانوا حوالي 400 متظاهر على أبعد تقدير. و«شبيحة» نظام الرئيس بشار الأسد كانوا يراقبون فيما رجال الشرطة على بعد 500 متر.
ويتذكر محمد «لم يكن لدينا الوقت سوى للهتاف مرتين: الله اكبر، ليبدأ الشبيحة بالضرب».
ويضيف هذا الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره «كنت خائفا ولم أقل شيئا لأهلي».
وعلى مر الأسابيع تزايدت مشاركة شادي في حركة الاحتجاج. في البداية كان الأمر يتعلق بالدفاع عن «استاذ جيد كانت إدارة الجامعة تريد نقله لأنه كان يندد بالفساد». جرى أول اعتصام في الجامعة «حتى أنه كان هناك فتيات» كما قال مبتسما. لكن الجامعة أضحت في وقت سريع «بركان حلب».
أخذ محمد يرسم على جدران الجامعة والمدينة. وأثناء امتحانات مايو 2011 «مزقنا نسخ الامتحان وخرجنا من القاعة وحثثنا الطلاب الآخرين على أن يحذوا حذونا».
ومع مضي أشهر تصاعدت وتيرة التظاهرات. ويروي «عندما كانت الشرطة تلقي الغاز المسيل للدموع كنا نرمي بعبوات الكوكا على قارعة الطريق. وكان الطلاب يستعيدونها ويرشون الكوكا على وجوههم للتخفيف من الحروق». ويضيف «أثناء التظاهرات كنا نتعرف على الشبيحة. كانوا أكبر سنا ولا يحملون كتبا».
الشبيحة يجيدون استخدام الهراوات الكهربائية والعصي والسكاكين. «وللدفاع عن أنفسنا كنا نقذفهم بالحجارة لكنهم بدأوا باستخدام الأسلحة النارية» على قول محمد.
«زعران» لحماية المتظاهرين
صديقه ماهر سُجن لتسعة أشهر. ولم يعد محمد ينام في منزله بل يغير باستمرار مكان اقامته ويلجأ الى أصدقائه.
كان يتصل بما يسمى «زعران» لحماية المتظاهرين، «فالشبيحة كانوا يستخدمونهم فلماذا لا نفعل الامر نفسه؟». وكان يجند نحو ثلاثين رجلا مقابل عشرين دولارا لكل تظاهرة.
وفي اكتوبر تم توقيفه لدى خروجه من الجامعة، وتم تفتيش حاسوبه، وتعرض للضرب طوال اربعة أيام في زنزانة لدى الاستخبارات العسكرية. ولكن بعد 4 أشهر تظاهر مجددا مع 200 طالب، بينما حاول الشبيحة تفريقهم. واوضح «ركضت وسمعت اطلاق عيار ناري. وعندما سمعت احد الشبيحة يلقم بندقيته استسلمت. قادني الى الأمن العسكري، وأمضيت 8 أيام في زنزانة مع عشرات المعتقلين الآخرين».
أحيانا كان المعتقلون يوضعون في صف واحد وهم يجثون وأيديهم موثوقة وراء ظهورهم، والمحقق يطرح سؤالا على كل منهم. ويتذكر محمد «عن كل جواب في غير محله توجه خمس أو عشر ضربات على باطن القدم. ثم يفرض علينا الركض بشكل دائري».
وبعد ثمانية ايام قرر قاض الافراج عنه. وقال «علمت انهم كانوا يريدون ابعادي عن الجامعة، واني كنت ملاحقا. فأردت مغادرة البلاد».
ويقول محمد «أريد الرحيل لأطلب اللجوء السياسي، ومساعدة الثورة لكن من الخارج».
ويضيف «بشار (الأسد) سيرحل، لكن عودة السلام تتطلب وقتا. لدى المتمردين والجماعات الاسلامية الكثير من الاسلحة ويوزع بعضها على فتيان بين 15 و17 عاما. وهذا ما يخيفني».
10/08/2012
الاختبار الحقيقي.. انتهاء الدكتاتورية
رأى الكاتب في صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية تال بيكر أن الاختبار الحقيقي في سوريا يتمثل في ما إذا كان الخوف من النظام الدكتاتوري سينتهي.
وقال بيكر في مقال نشرته الصحيفة، في عدد الخميس، إن الفرضية التي كانت محل اختبار في الانتفاضات العربية لم تكن مطلقا إن كانت لحظة الديموقراطية قد حانت في الشرق الأوسط، بل إن كان الدكتاتوريون العرب يمكنهم الاستمرار في قمع مواطنيهم وتعذيبهم وقتلهم للبقاء في سدة الحكم.
وتابع أن هذه ظلت الأساليب المتبعة لدى الحكام المستبدين في المنطقة، وأشارت في هذا الصدد إلى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس المصري السابق حسني مبارك، والآن الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت إنهم جميعا حددوا مصيرهم حينما حولوا قواتهم ضد مواطنيهم.
واعتبر بيكر أن الاضطرابات في هذه الدول خلقت على الأقل الفرصة لتعزيز مبدأ إقليمي جديد، وهو أن الزعيم الذي يهدد شعبه يخاطر بفقدان الشرعية ليحكم.
وهذه الافتراضية لم تكن محل اختبار في أي مكان أكثر مما هي عليه في سوريا.
ونوه الكاتب إلى أنه طالما أن حكومة الأسد متمسكة بالسلطة مستخدمة الأساليب نفسها التي وظفها والده حافظ الأسد، فإن الدرس كان أن الاستبداد يحقق الغرض والفائدة. وقال إنه مع تراجع قبضة الأسد على ما يبدو في نهاية الأمر، فإن هناك صفعة قوية وجهت لمدى فاعلية هذا الدرس.
بيد أن بيكر رأى في الوقت ذاته أن هذا الأمر لا يزال غير حاسم، مشيرا إلى المخاوف من تدهور الأوضاع في سوريا إلى حرب أهلية وحدوث انتقام للسنة من العلويين، وإن كل ما تغير هو هوية المستبد وليس طبيعة الاستبداد، وإن الأدوات الوحشية للماضي ستحتفظ بجاذبيتها.
10/08/2012
تحليل إخباري إيران تخاطر بتعرضها لمزيد من العزلة الدولية نتيجة دعمها لسوريا
لاجئون سوريون في مخيم الزعتري في الأردن (أ ف ب)
طهران - فرشيد مطهري - د ب أ - تجد إيران، الضالعة بالفعل في نزاع طال أمده مع الغرب، بسبب برنامجها النووي، نفسها في عزلة متزايدة، بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أحد خبراء الشؤون السياسية الإيرانية «أن تكون تركيا والسعودية ضدك وكذلك الغرب، فهذا يعني السير في اتجاه كوريا الشمالية عندما يتعلق الأمر بالعزلة. والبلاد في غنى عن ذلك».
ولاتزال السياسة الخارجية الإيرانية تركز على الفلسطينيين وإسرائيل. وستؤدي الاطاحة بالرئيس الأسد الى ترك طهران بمفردها مع هدف سياساتها المعلن منذ 30 عاما، والمتمثل في إبادة دولة إسرائيل.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آيه الله علي خامنئي «سوف نستمر في دعم الحكومة السورية، خاصة بسبب مقاومتها للنظام الصهيوني».
ويتحدث بعض الجنرالات الإيرانيين عن تقديم المساعدات المباشرة للأسد، على الرغم من أن الحكومة قد نأت بنفسها عن مثل هذه التصريحات.
ولاتزال طهران ترغب في أن تكون لاعبا سياسيا في الشرق الأوسط، لكن ينظر الى استقالة كوفي عنان المبعوث الأممي والعربي لسوريا على أنها ضربة للجمهورية الإسلامية، حيث كان عنان يصر على الحاجة لمشاركة إيران في العملية.
وأدى الصراع في سورية أيضا إلى تدهور العلاقات السيئة بالفعل مع السعودية، في ظل إعلان الأخيرة أنها ستعوض النقص الناجم عن فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الإيراني، وهو الإعلان الذي أثار غضب طهران.
وما يزيد الأمور سوءا، أن الحجاج الإيرانيين الذين اختطفوا في دمشق يواجهون اتهاما، بأنهم أعضاء في الحرس الثوري، وأنهم سافروا الى سوريا لمساعدة نظام الأسد.
ولكن هذا الموقف، ومثلما قال أحد الدبلوماسيين العرب في طهران، يثير التساؤل عن سبب سفر حجاج الى مدينة في خضم حرب أهلية.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأسبوع المقبل قمة منظمة الدول الإسلامية في مكة، ولكنه ليس من المتوقع أن يخفف الاجتماع من حدة التوتر. واضطرت السعودية لدعوة إيران بصفتها عضو بالمنظمة، ووجدت الأخيرة نفسها مضطرة لقبول الدعوة باعتبارها دولة إسلامية.
(د ب أ)
10/08/2012
يلتزمون بموجبه باحترام حقوق الإنسان مقاتلو المعارضة يوقعون «ميثاق شرف»
بيروت- رويترز- وقع بعض مقاتلي المعارضة السورية البارزين ميثاقا للشرف، يلتزمون بموجبه باحترام حقوق الانسان في معركتهم للاطاحة بالرئيس بشار الأسد، بعد أسبوع من عرض لقطات مصورة يظهر فيها معارضون يعدمون أفراد ميليشيا موالية للأسد في حلب.
يتضمن الميثاق، الذي قال نشطاء إن زعماء عدة كتائب للمعارضة وقعوه، التعهد بعدم ممارسة الاغتصاب، أو التعذيب، أو قتل الأسرى.
ويقول الميثاق أن مقاتلي الجيش السوري الحر سيحترمون حقوق الإنسان بشكل يتفق مع مبادئهم القانونية، ومبادئ الدين السمحة، والقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان. كما يقضي الميثاق بمعاملة أي جندي أو أي شخص من أنصار الأسد يقع في أسر مقاتلي المعارضة، وفقا للقوانين المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب.
واتهمت جماعات حقوقية قوات الأسد بارتكاب انتهاكات من بينها التعذيب وقتل الأسرى. والأسبوع الماضي عرضت لقطات مصورة يظهر فيها مقاتلون من المعارضة يعدمون 4 أشخاص يشتبه في أنهم من الشبيحة. ولم تكن كتيبة التوحيد التي يعتقد أنها أسرت هؤلاء الرجال ضمن الموقعين على الميثاق.
وقائع مثيرة للمخطط وكيفية إحباطه وأسئلة في بيروت عمّا بعد انكشافه
سماحة اعترف... «هيك بدّو بشار»
ميشال سماحة ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط 5 4
| بيروت - «الراي» |
«هيك بدو بشار»، هي العبارة التي قالها بـ «الصوت والصورة» الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة وهو يهم بتسليم المتفجرات لأحد الاشخاص في إطار ما وصفته مصادر التحقيق في بيروت بـ «المخطط الإرهابي لزعزعة الاستقرار في شمال لبنان».
هيك سقط «رجل الأسد» في قبضة الأمن اللبناني نتيجة لـ «عملية احترافية» اضطرته للاعتراف، وفي أول عشر دقائق من التحقيق، بـ 95 في المئة من التهم الموجهة إليه وبأنه كلف بالمهمة من اللواء السوري علي مملوك.
ورغم ان الرئيس السوري بشار الأسد «رمى بثقله» وعبر اتصالات «شخصية» لإطلاق «مستشاره» والشخصية اللبنانية الأكثر التصاقاً به، فإن ميشال سماحة سيساق مع «مضبوطاته» إلى خلف القضبان بعد ختم التحقيق والادعاء عليه.
لم تبدد هذه الوقائع «الموثوقة» حال الذهول التي رافقت توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة صباح الخميس، ولم تشف غليل الاسئلة عن «الصندوق الأسود» للمخطط الذي كان باشر به عن سابق تصور وتصميم.
ورغم موقف «رفع العتب» لـ «حزب الله»، الذي شكك بـ «الفبركات الأمنية»، التي أوقعت سماحة في «الفخ» معلناً «لن نسكت»، فإن حلفاء سورية لم يخرجوا بعد من وطأة «الضربة القاسية» التي مني بها نفوذ الأسد في بيروت عبر انفضاح أمر أبرز رموزه.
وثمة من قال في بيروت ان كشف خلية سماحة واعترافاته شكلت ضربة معنوية لنظام الأسد توازي في وقعها الضربة التي تلقاها بانشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب، المسؤول الأبرز الذي أدار ظهره للأسد والتحق بثورة شعبه.
وفي غمرة الاسئلة عن سر تحول سماحة من السياسة الى الأمن، وعن السيناريوات التي أوقعت به، فإن الدوائر السياسية في بيروت خلصت الى ان توقيف مستشار الأسد بـ «الجرم المشهود» أظهر وجود أجندتين لحلفاء سورية في بيروت، قد لا تلتقيان دائماً، واحدة سورية «صافية» وأخرى لـ «حزب الله» ومن ورائه إيران.
وبحسب هذه المصادر فإن اضطرار النظام في سورية اللجوء الى سماحة وإعداده لوجستياً في دمشق وتكليفه بمخطط أمني لتفجير فتن مذهبية وطائفية في شمال لبنان، يعني ان الامر تم بمعزل عن «حزب الله»، الذي لا يملك الاجندة عينها ولا الاسلوب نفسه، رغم خبراته العالية في العمل الفني.
هذه الخلاصة عززت علامات الاستفهام حيال الجهة التي ورطت سماحة في هذا المخطط وحرضته على «التطوع» له، وعما اذا كان في الامر لعبة استخباراتية كبيرة دفع سماحة «رأسه» ثمناً لها.
واذا كان «حزب الله» حريصاً على الاستقرار وعلى عدم انزلاق البلاد الى الفتنة، في انتظار اتضاح «الخيط الابيض من الاسود» في الازمة السورية، فإن موقفه من ملابسات انكشاف سماحة سيكون تحت المعاينة، ولا سيما ان رد فعله «الاولي» والمتأخر عكس تردداً، ربما «كسره» التدخل الشخصي للأسد.
في موازاة ذلك بدت «14 اذار» مرتاحة لـ «الصيد الثمين» الذي مثله توقيف سماحة باعتبار انه شكل أول ضبط للنظام السوري متلبساً بـ «أعمال إرهابية»، عززتها اعترافات سماحة التي يصعب دحضها، وسط ترقب لتعاطي الحكومة اللبنانية مع هذا الملف «الموثق» وتداعياته على العلاقة بين البلدين.
وكانت التحقيقات مع سماحة التي تتم بإشراف مباشر من المدعي العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود، الذي لفت انه طلب تأمين حماية أمنية لمنزلة ومرافقين يواكبونه دائماً، أفضت الى الآتي:
• اعتراف النائب والوزير السابق بما نُسب إليه من أنه «نقل في سيارته من سورية عبوات وقنابل وأسلحة للاستخدام في مناطق تداخل طائفي سنّي - علوي وإسلامي - مسيحي لا سيّما في مناطق الشمال وعكار»، بمعنى التخطيط والاعداد لعمليات إرهابية بغية إشعال فتنة طائفية وإثارة مخاوف المسيحيين في لبنان من المد السني السياسي وذلك بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعكار ابتداء من 13 الجاري، ما جعل الاخير هدفا رئيسياً الى جانب إفطارات ورموز للمعارضة السورية في الشمال ولبنانيين يدعمون هذه المعارضة.
• إقرار سماحة بأنه كلف بهذا العمل من السوريين، وتحديداً من رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء علي المملوك.
• ما كُشف عن ان العبوات الناسفة الـ 24 المجهّزة تجهيزاً كاملاً بالريموت كونترول والتي تم ضبطها في مكان يخص سماحة خارج منزليْه ولا يزال التكتم قائماً حوله تراوح أحجامها بين 20 كيلوغراماً وكيلوغرامين من المواد الشديدة الانفجار، وبينها 4 قناني غاز محشوّة كلّ واحدة منها بعشرين كلغ من مادة الـ سي 4 ومعادن متفجرة أخرى، حيث ان كل عبوة منها كفيلة بإنزال بناية.
• ما كُشف عن ان رئيسيْ الجمهوري والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي أُحيطا علماً بالعملية بعيد حدوثها، وأن شعبة المعلومات حصلت على الإذن القضائي من المدعي العام التمييزي واكتفت بذلك، وخافت ان يتم تسريب الامر ويحصل إتلاف للأدلة ولا سيما العبوات التي تم ضبطها.
• المعلومات عن ان شعبة المعلومات كانت تتابع هذه القضية منذ اكثر من اسبوعين ونجحت في تكوين «رزمة أدلة» بالصوت والصورة هي عبارة عن أفلام فيديو وصور ومستندات كاملة وموضوعية مئة في المئة، ومن بينهما شريط مصور لسماحة وهو يهم شخصياً بنقل العبوات الناسفة من صندوق سيارته المرسيدس إلى سيارة ثانية، بعدما صرف سائقه فارس بركات ومرافقه علي الملاح (تمت تخليتهما يوم الخميس مع السكرتيرة غلاديس عواضة)، بالاضافة إلى شريط فيديو آخر يظهر فيه سماحة بالصوت والصورة وهو يقوم بعرض مبلغ مئة وسبعين ألف دولار أميركي (تم ضبطها مع المتفجرات) على شخص معين لقاء قيام هذا الشخص بوضع عبوات ومتفجرات في مناطق مختلفة في الشمال.
• تأكيد مصادر أمنية ان الشخص الذي حاول سماحة تجنيده لاغتيال شخصيات في منطقة الشمال تنتمي إلى المعارضة السورية أو تساعد هذه المعارضة، تحوّل متعاوناً مع شعبة المعلومات وساعد في توثيق الاتهامات وتكوين أدلة حسية عليها. علماً ان تقارير أشارت الى هذا الشخص من آل كفوري في حين أفادت معلومات اخرى بأنه شاب يعمل مع الاستخبارات السورية في لبنان، عادت «شعبة المعلومات» لتجنيده لتصوير سماحة عندما يطلب منه تنفيذ العمليات، وهو ما تم، فضلاً عن تصويره وهو يسلّمه المتفجرات قبل أيام قليلة.
• تركيز التحقيق على الأهداف التي يمكن أن تكون نفّذتها المجموعة في الفترة الماضية، ولا سيما محاولات الاغتيال التي حصلت واستهدفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، والقيادي في «14 آذار» النائب بطرس حرب.
وأشارت معلومات موثوقة الى ان سماحة سجّل «اسرع اعتراف»، إذ بعد نحو عشر دقائق على بدء التحقيق معه في المقر العام لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية، طلب لقاء رئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن الذي حضر ليقرّ أمامه الوزير السابق بنحو تسعين في المئة بما هو موّثق لدى الشعبة، وذلك بعدما عُرض عليه الدليل القاطع بصوته وصورته الواضحة وبالشروحات التي جاءت في التوثيق على لسانه والتي تُعتبر «الدليل الملك» ولا سيما ان سماحة ظهر فيها وهو يسلّم أحد المنفّذين المحتملين العبوة الناسفة.
ولفتت المعلومات نفسها الى أنّ مدّة التوثيق الذي بحوزة التحقيق لا تقلّ عن ساعة ونصف الساعة من التصوير صوتاً وصورة وبوضوح لا يحتمل الشكّ وفي أماكن عرف منها مرآب منزل سماحة في الأشرفية، وان سماحة سُمع يقول في احد التسجيلات «ان (الرئيس السوري) «بشار (الأسد) بدو هيك»، في اشارة الى التفجيرات المخطَّط لها.
سماحة لصحافية أميركية مطلع السنة:
«القاعدة» ستنفّذ تفجيرات بلبنان بيروت - «الراي»كشفت الصحافية الأميركية مراسلة «واشنطن بوست» ليز سلاي المقيمة في بيروت والتي تغطي سورية ولبنان والعراق، على حسابها في «تويتر» بعيد إعلان نبأ توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة أن الأخير «أنذرني في الشهر الأول من السنة بأن تنظيم «القاعدة» يحضّر لتفجيرات في لبنان، مضيفة: «اليوم سماحة معتقل ومتّهم بمحاولة تفجير».
الراي
11/08/2012
مقاتلون سوريون يتوقعون معركة قادمة مع المتشددين الأجانب
أبو بكر، قائد لمقاتلي المعارضة السورية على مشارف حلب، وهو مسلم متدين، عقد العزم على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد لكن حلفاء متشددين انضموا للمقاتلين في الأشهر القليلة الماضية يثيرون حتى قلقه هو.
وقال لرويترز «دعني ان أكون واضحا. أنا إسلامي ومقاتلي إسلاميون. لكن هناك اكثر من نوع من الإسلاميين».
وأضاف «هؤلاء الرجال الذين يأتون قاتلوا في حركات تمرد مثل العراق، إنهم شديدو التطرف ويريدون تفجير اي رمز للدولة حتى المدارس».
لكن البعض يخشى من أنه حين تنتهي المعركة ضد الاسد فإنهم قد يكتشفون أن حلفاءهم ومنهم مقاتلون من الخليج وليبيا وشرق أوروبا أو حتى المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لهم أهداف مختلفة عن معظم السوريين.
وقال أبو بكر «هدفنا هو أن نصنع مستقبلا جديدا لا أن ندمر كل شيء». وأضاف «على الرغم من دمويتها فإن هذه المرحلة بسيطة. جميعنا لدينا القضية نفسها وهي إسقاط النظام. حين يسقط بشار قد نجد جبهة قتال جديدة ضد حلفائنا السابقين».
ويقول أبو بكر ورفاقه إن رؤيتهم هي أن تصبح سوريا نسخة محافظة من الحكم الإسلامي المعتدل في تركيا وليست دولة دينية شمولية. ويشعر مقاتلو المعارضة بالقلق بسبب حوادث خطف صحافيين اجانب وهجمات على البنية الاساسية للدولة في الآونة الأخيرة. وتخشى قوى أجنبية من تكرار أعمال العنف الطائفي التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق.
بعض المقاتلين، الذين جاءوا الى سوريا، يؤمنون بالجهاد من اجل المسلمين المقهورين وسيعودون على الأرجح الى بلادهم في حقبة ما بعد الأسد. لكن هناك مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة قد يريدون أن تكون لهم قاعدة في سوريا.
ولاتزال أعدادهم قليلة لكنها كافية لإثارة قلق الدول التي تخشى اندلاع أعمال عنف في سوريا على غرار تلك التي يشهدها العراق.
أموال كويتية
نقلت «رويترز» عن ناشط سوري معارض في حلب، أن جماعات مثل «أحرار الشام» تتلقى أموالاً من إسلاميين خليجيين من الكويت والسعودية.
وأضاف الناشط، الذي طلب عدم نشر اسمه، «خلال بضعة أشهر، حين كنت أتابع الموقف، أرسلوا نحو ثلاثة ملايين دينار كويتي (10.6 ملايين دولار) لمتشددين مثلهم».
جوازات كويتية وسعودية
في فندق ببلدة حدودية تركية يهمس رجال ملتحون يرتدون جلابيب بيضاء في البهو، فيما كان مكتب الاستقبال ينظم مجموعة من جوازات السفر السعودية والكويتية.
وقال موظف في الفندق طلب عدم نشر اسمه «نستقبل ضيوفاً كثيرين جداً من الخليج الآن واسلاميين من أوروبا أيضاً. أحياناً تتكون المجموعة من 25 شخصاً، واذا تجاذبوا أطراف الحديث معي يخبرونني كل شيء عن الأموال التي يرسلونها. قال لي رجل انه هو وحده أحضر أكثر من 100 ألف دولار».
لماذا اختير سماحة لا العناصر المحترفة؟ هل فقدت الاستخبارات السورية ثقتها برجالها؟
الطريف أن يقال في بيروت إن سماحة لا يستطيع القول إنه انشق عن النظام السوري، أو أن جهة استخباراتية منشقة هي التي زوّدته بذلك العدد الهائل من العبوات.
بيد أن البعض في «8 آذار» يكرر السؤال نفسه: «لماذا ميشال سماحة؟»، ولماذا كلف هو بالذات للإشراف على ذلك المخطط الإرهابي الرهيب؟
وهم يقولون إن مخططا من هذا القبيل يستلزم تنفيذه خلايا محترفة جدا، وبطبيعة الحال لدى أجهزة الاستخبارات السورية العديد والعديد من الخلايا الجاهزة لتنفيذ عمليات من هذا القبيل، الا اذا كانت قد فقدت ثقتها بسبب الانشقاقات الدراماتيكية داخل النظام، التي يندرج في إطارها التفجير الشهير الذي حدث في مبنى الامن القومي، الذي أودى بحياة حسن تركماني وداود راجحة وهشام بختيار، والرجل القوي جدا في النظام آصف شوكت.
واللافت هنا أن تتردد أقاويل في الكواليس تشير الى ان جهة منشقة داخل النظام، وتشغل منصبا حساسا، هي التي زودت الجانب اللبناني بالمعلومات الكاملة حول مهمة سماحة، ومن دون أن يعرف ما إذا كان صحيحا ان بعض الوثائق قد سجلت بالصوت والصورة في دمشق، وان كانت معلومات اخرى قد اشارت الى ان شخصا حاول سماحة التعامل معه، هو من زود شعبة المعلومات بكل الوثائق.
11/08/2012
معارك حلب متواصلة.. والأمم المتحدة لا ترى منتصراً في الصراع الناشب الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً دولياً..بانتظار موافقة دمشق
ضباط من الجيش السوري في حي السجن (وسط حلب) يراجعون خريطة المنطقة
دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز- أختير الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي لخلافة كوفي عنان كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الرئيس بشار الأسد عملياتها العسكرية والأمنية في كثير من المدن السورية، لا سيما في حلب، حيث بدأت منذ يومين هجوما كاسحا لاستعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من المدينة من أيدي المقاتلين المعارضين.
يأتي ذلك غداة إعلان الأمم المتحدة أن الصراع الناشب في سوريا «لن يخرج منه طرف منتصر».
ومن المقرر أن تصل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم (السبت) الى أنقرة لإجراء محادثات مع الأتراك بخصوص الأزمة السورية، وذلك عشية انعقاد الاجتماع الاستثنائي لدول مجلس التعاون الخليجي غدا (الأحد) في جدة، كما من المنتظر ان تعقد القمة الإسلامية الطارئة في مكة الثلاثاء المقبل.
موافقة دمشق
وسيعلن عن تعيين الإبراهيمي (78 عاما) رسميا خلال أيام «إذا لم يتم التخلي عن هذه المهمة»، بحسب دبلوماسيون غربيين وعرب، طالبين عدم ذكر اسمائهم، مشيرين الى أن المفاوضات حول اختياره ما زالت متواصلة. وأنه ما زال يتعين انتظار ما إذا كانت الحكومة السورية ستقبل، خصوصا أن ابنة الإبراهيمي متزوجة من عضو في الأسرة الملكية الأردنية.
وسيغادر عنان، الذي عين في فبراير الماضي، هذا المنصب في نهاية أغسطس الجاري، بعدما استقال الأسبوع الماضي بسبب «عدم تعاون الدول الكبرى لإنجاح مهمته».
إعادة النظر بـ«المهمة»
والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو من اختار الإبراهيمي ليخلف عنان كمبعوث خاص الى سوريا، لكن هناك انقسامات وشكوك وخلافات في الرأي بخصوص قرار الإبقاء على «المهمة» بحد ذاتها. وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة، فضل عدم الكشف عن هويته، إن المنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي قد يضطران لإعادة النظر في خطة السلام التي أعدها عنان. وأضاف «حتى الآن هذا كل ما لدينا، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن إعادة النظر بالخطة. هناك عناصر أصبحت زائدة، وقد يصار الى وضع صيغة جديدة مع تسمية جديدة».
ومن ناحيتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن الأمر يتعلق بـ«عمل صعب جدا وان عنان قام بالمهمة بشكل رائع.. من الطبيعي أن يكون أخيرا قد شعر بالإحباط»، مضيفة «هناك نماذج لتحديد مواصفات أي موفد جديد وأي خبرة يجب أن يكون قد اكتسبها وما الدور الذي سيقوم به».
الجمود باق
وكان عنان برر استقالته بالقول «إنه لا يمكنه العمل مع جمود مواقف القوى التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن». وحالة الجمود هذه لا تزال مستمرة، وعقدت التساؤل بشأن الحاجة لوجود وسيط سياسي جديد في اللحظة الراهنة.
وقال بان كي مون إنه يريد تعيين خليفة لعنان لضمان عدم غلق المسار الدبلوماسي.
وكان منسق المنظمة الدولية المقيم في طهران كونسوالو فيدل بروس، قرأ بيانا باسمه في مؤتمر إيران التشاوري حول سوريا (الخميس) جاء فيه أن بان كي مون يستنكر اعتماد الحكومة والمعارضة على السلاح لتحقيق أهدافهما من خلال العنف، وأنه «لن يكون هناك فائز في سوريا. الآن نواجه الاحتمال القوي لحرب أهلية طويلة تدمر نسيج المجتمع المتماسك... ينبغي ألا ندع هذا التصور يحدث». وتوافقه في ذلك روسيا، وتتفق دول أخرى في المجلس مثل الصين وجنوب افريقيا وباكستان مع موسكو.
إلا أن دبلوماسيين في المجلس يقولون إن الأميركيين لا يرون جدوى تذكر من تعيين مبعوث جديد. وتتحرك إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما- وإن بحذر- باتجاه زيادة دعمها للمعارضين المناهضين للأسد.
وقال مبعوث في مجلس الأمن الدولي، طلب عدم ذكر اسمه «تخلى الأميركيون عن مسار مجلس الأمن في أكتوبر بعد الفيتو الروسي الأول ويدعمون المسعى الاوروبي في نيويورك منذ ذلك الحين دون حماس كبير».
وأضاف «يشعرون أيضا أن عنان استغرق وقتا طويلا للاعتراف بالفشل».
«ميغ-21» تقصف حلب
على الأرض، جرت اشتباكات (الجمعة) في بعض أجزاء حي صلاح الدين في حلب، الذي اضطر المقاتلون المعارضون للإنسحاب منه «تكتيكيا» بسبب شدة القصف العشوائي الذي تشنه دبابات الجيش السوري النظامي وطائراته الحربية.
وقال حسام أبو محمد، قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر «نواصل القتال في قطاعات في صلاح الدين لأننا لن نتخلى عن هذا الحي».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري يقصف عدة أحياء في حلب، خصوصا تلك التي تتمركز فيها المعارضة، ومن بينها حيا الصاخور والشيخ فارس. وأيضا على حي هنانو، حيث سقطت أربع قنابل ألقتها طائرات ميغ-21 في باحة أحد مقار قيادة الجيش السوري الحر وأخرى على مبنى سكني، مما تسبب في إصابة عدد كبير من الأشخاص، كما ذكر صحافيون في المكان.
وأصيبت قلعة حلب (أهم الآثار المعمارية العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى) بقذيفة اطلقها الجيش السوري. وقال المجلس الوطني السوري إن القلعة اصيبت بقذيفة مدفع وهو من الأسلحة التي لا يملكها مقاتلو المعارضة.
191 قتيلا الخميس
في الأثناء، تواصلت الاشتباكات في مدن وبلدات أخرى في سوريا، تخللتها عمليات اقتحامات واعتقالات وقصف مدفعي عنيف، لا سيما في ريف دمشق ودرعا وإدلب، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى أضيفوا الى حصيلة الـ191 قتيلا سقطوا الخميس (107 مدنيين و45 معارضا مسلحا و39 جنديا).
ويصعب التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل، كما يتعذر التحقق من الوقائع الميدانية بسبب الوضع الأمني والقيود الحكومية المفروضة على تحركات الإعلاميين.
الإبراهيمي.. دبلوماسي محنك
يحظى الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي بخبرة طويلة في حقل الدبلوماسية الدولية، إذ خدم بلاده والأمم المتحدة طيلة حياته، في عدة دول.
وفيما يلي بعض التفاصيل الرئيسية عنه:
* ولد في 1 يناير 1934، وهو متزوج وله 3 أبناء. تلقى تعليمه في الجزائر وفرنسا، ويتحدث الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، الى جانب لغته الأم.
* ساعد الجزائر على نيل استقلالها عن فرنسا عام 1962، ومثل جبهة التحرير الوطني الجزائرية في جنوب شرق آسيا (1956 و1961) متخذا من جاكرتا مقرا له.
* من 1984 إلى 1991 عمل أمينا عاما مساعدا للجامعة العربية، وتوسط لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، ثم تقلد منصب وزير الخارجية في بلاده 3 سنوات.
* أمضى 6 أشهر رئيسا لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في جنوب افريقيا قبل الانتخابات التي أجريت هناك عام 1994، عندما اصبح نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد.
* بين عامي 1994 و1996 أصبح كبيرا لمبعوثي الأمم المتحدة الى هاييتي قبل أن يشغل المنصب نفسه في أفغانستان لعامين. وعاد الى أفغانستان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة بين عامي 2001 و2004 ليقود بعثة الأمم المتحدة للمساعدات. ثم ترأس لجنة مستقلة لمراجعة عمليات حفظ السلام الدولية.
* عضو في لجنة الحكماء وهي مجموعة مستقلة تضم عددا من زعماء العالم تأسست عام 2007 وتعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان.
الأخضر الإبراهيمي
11/08/2012
تقرير إخباري تشجيع الانشقاقات ضمن استراتيجية المعارضة لإسقاط النظام
بيروت- ريتا ضو (أ ف ب)- تراهن المعارضة السورية في إستراتيجيتها لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد على توسيع حركة الانشقاقات- العسكرية والسياسية- وعلى حرب استنزاف مفتوحة على الأرض، وذلك بعد وصول المساعي الدبلوماسية الدولية الى طريق مسدود على صعيد حل الأزمة في البلاد.
استنزاف الخصم
يقول رياض قهوجي، مدير مركز اينغما للدراسات العسكرية، إن «إستراتيجية الجيش السوري الحر تقوم حاليا على استنزاف الخصم بحرمانه من قياداته عبر تشجيعهم على الإنشقاق ومن قوته القتالية بحرب العصابات والكمائن وتدمير الآليات».
بدوره، يؤكد الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل قاسم سعد الدين أنهم تلقوا اتصالات عديدة من ضباط كبار ومسؤولين «يرغبون بالانشقاق ويطلبون المساعدة»، وأنهم يعملون على تأمين ذلك.
شبكة من المخبرين والمنفذين
ونسق رئيس الحكومة رياض حجاب خروجه عن النظام مع الجيش الحر، وقال المتحدث باسمه ان العملية استغرقت شهرا. وتبين بعد يومين من انشقاقه ان حجاب لم يغادر سوريا في اليوم نفسه الذي أعلن فيه ذلك. فقد ظل في عهدة الجيش الحر في منطقة ما من محافظة درعا.
ويرفض سعد الدين إعطاء تفاصيل عن تنظيم عمليات الانشقاق، إلا أن خبراء يؤكدون أن ذلك يحتاج الى شبكة واسعة من المخبرين والمنفذين، بالاضافة الى حلقة سرية وموثوق بها من الاتصالات.
ويقول الاختصاصي في الشؤون العسكرية للشرق الاوسط جيفري وايت من معهد واشنطن اينستيتيوت إنه «من الطبيعي ان تكون هناك شبكة واسعة لتنفيذ مثل هذا العمل. لا يمكن لمسؤول أن يضع عائلته في سيارة ويقرر الانشقاق.. تنظيم فرار العائلات بشكل خاص أمر معقد جدا».
دعم مادي
ويحض الجيش الحر والمجلس الوطني باستمرار أركان النظام والدبلوماسيين وضباط وعناصر الجيش والأجهزة الأمنية على الانشقاق. ويؤكد مسؤولون في المجلس الوطني أنهم على اتصال مع عدد من هؤلاء، متوقعين تتالي الانشقاقات قريبا.
ويؤكد دبلوماسي عربي أن ثلاث دول خليجية اتخذت قرارا منذ مايو بتخصيص مليارات الدولارات لتمويل عمليات انشقاق شخصيات سورية، وذلك سعيا الى اسقاط النظام من الداخل بحلول نهاية عام 2012. وقد لجأ عدد من السياسيين والدبلوماسيين المنشقين الى قطر.
على الأرض، تنصب جهود المقاتلين المعارضين على تشتيت القوة العسكرية للنظام الذي يواجه نوعا آخر من الانشقاقات يقوم بها جنود يتركون ساحة القتال للانضمام الى المجموعات المعارضة أو الفرار، بالاضافة الى اضطراره لخوض المعارك على جبهات عدة.
ويقول قهوجي «كلما انشقت مجموعة عن الجيش، تضعف قدرته على القتال.. زمام المبادرة في المعركة هو الآن بيد الجيش الحر. هو يحدد مكان المعركة وتوقيتها».
وأعلن الجيش الحر مؤخرا «معركة تحرير دمشق»، وخاض مواجهات طاحنة استمرت حوالي 3 أسابيع. وقبل أن تخمد نار دمشق أعلن «معركة تحرير حلب» المستمرة منذ 20 يوما، فيما يكثف ضرباته في محافظات أخرى، إلا أنه يشكو من عدم امتلاك أسلحة نوعية لمواجهة الدبابات والطائرات.
الحل الدبلوماسي معطل
وأقرت المعارضة السورية أخيرا بأنها تحصل على أسلحة من قطر والسعودية وليبيا.
ويرى المحلل واين وايت، من معهد ميدل ايست اينستيتيوت أن المذكرة السرية لدعم المعارضين التي وقع عليها الرئيس الأميركي باراك أوباما تتضمن على الارجح مساعدات تتعلق بالتدريب على الأسلحة وارسال مدربين. إلا أن الجيش الحر يؤكد أن مصدر أسلحته «الغنائم ومستودعات النظام التي استولينا عليها والسوق السوداء. لو كنا نملك سلاحا نوعيا، لكنا حررنا سوريا منذ زمن».
ويرى قهوجي أن «المعارضة تبني على الموجود. الحل الدبلوماسي معطل. لا وسيلة أخرى لديها لإسقاط النظام».
11/08/2012
تحليل إخباري حل الأزمة السورية على الطريقة الليبية.. مستحيل
باريس- لورانس بوترو (أ ف ب)- أثار الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي جدلا بحديثه عن «أوجه شبه كثيرة» بين الأزمة في سوريا وتلك التي شهدتها ليبيا في 2011 والتي كان خلالها رأس حربة التدخل العسكري الدولي ضد نظام معمر القذافي، غير أن تحليله هذا لا يوافقه فيه خبراء يؤكدون عدم وجود أي قاسم مشترك بين الحالتين.
خبطة إعلامية
فبعد ثلاثة اشهر فقط من هزيمته في الانتخابات الرئاسية خرج ساركوزي عن صمته منتقدا ضمنا موقف خلفه فرنسوا هولاند من الأزمة السورية.
وخلال محادثات مطولة مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أعلن الاثنان انهما يتفقان «حول ضرورة تحرك سريع من المجتمع الدولي لتفادي وقوع مجازر في سوريا»، وتحدثا عن أوجه شبه كبيرة بين الأزمتين السورية والليبية»، حيث شهدت الليبية تدخلا عسكريا دوليا في 2011 كانت فرنسا في مقدمته.
لكن الخبير في الشؤون الجيوسياسية باسكال بونيفاس يقول إن «المقارنة السهلة بين بلدين عربيين يقودهما دكتاتوران ما هي إلا خبطة إعلامية لا تدعمها أي حقيقة إستراتيجية.. وتكرار ما جرى في ليبيا أمر مستحيل نظرا الى أن الأمم المتحدة ترفض إصدار تفويض لهكذا تدخل ونظرا الى ميزان القوة العسكرية في سوريا ونظرا الى المحيط الجيوسياسي لهذا البلد».
بدوره، يشدد كريم إميل البيطار، الخبير الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط، على الطابع المتفجر للوضع السوري، مؤكدا أن سوريا بسكانها الـ22 مليونا عبارة عن «قطعة فسيفساء اتنية ودينية حقيقية»، في حين انه «في ليبيا كنا أمام 6 الى 7 ملايين نسمة متجانسين».
مطلوب «بنغازي سورية»
وفي الثورة الليبية شكلت بنغازي عاصمة للثوار ونقطة انطلاق لامتداد الانتفاضة الى بقية المناطق، وذلك بسبب خروجها سريعا عن سيطرة النظام. لكن في سوريا الأمر مختلف تماما، فبعد سنة ونصف السنة تقريبا على اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد لم يتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على أي من المدن الكبرى.
ويقول بيطار إن «الاكثرية الساحقة من الليبيين طالبت بتدخل خارجي في حين أن 50 % على الأقل من السوريين يرفضون هكذا تدخل لخوفهم مما جرى في العراق» إثر الغزو الأميركي في 2003.
ومن وجهة نظر إستراتيجية بحتة يقول الخبراء إن الانتصار عسكريا على الجيش الليبي كان سهلا نسبيا، في حين أن الأمر أكثر صعوبة بكثير في الحالة السورية نظرا الى أن الجيش السوري أفضل بكثير عديدا وعتادا، ناهيك عن امتلاكه أسلحة كيميائية، والدعم الذي تحصل عليه دمشق من ايران وروسيا وبمقدار أقل من الصين.
.. وتفويض الأمم المتحدة
ويقول البيطار إن نظام القذافي كان معزولا في حين أن «روسيا هي التي تمتلك مفاتيح الأزمة السورية.. وبالتالي يتعين القيام بمقايضة مع الروس تتعدى الإطار السوري».
ويجمع هؤلاء الخبراء على انه مهما حصل فان التدخل عسكريا من دون تفويض من الامم المتحدة امر مستحيل.
وما يزيد احتمال التدخل العسكري في سوريا تعقيدا هو وقوع هذا البلد الى جوار كل من لبنان وإسرائيل والعراق، وهو واقع يلخصه الخبراء بالقول إنه «بالإضافة الى ثورة مشروعة ضد نظام استبدادي جاء ليضاف بعد آخر هو الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب، السعوديين والقطريين، من جهة وإيران من الجهة الأخرى».
ويشدد الخبراء على أن «العامل الإسرائيلي يمثل قلقا كبيرا للولايات المتحدة والقادة الأوروبيين»، ويشيرون الى أنه «في حال انهيار سوريا وتعذر قيام حكومة مركزية ديموقراطية مستقرة في هذا البلد، فالأرجح أن يتعرض أمن اسرائيل للتهديد بهجمات».