مندوب سوريا يهاجم رئيس وزراء قطر ردود متضاربة على بيان اللجنة العربية
وفد من المراقبين العرب يصل الى كنيسة في دمشق لحضور قداس لذكرى طفل قتل الشهر الماضي في مدينة حمص (ا ف ب)
القاهرة، دمشق، أنقرة ــــــ القبس والوكالات
غادر رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، القاهرة بعد ظهر امس، عائداً إلى دمشق، فيما صدرت ردود فعل متباينة على بيان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا.
في هذا الوقت، اعتبر السفير يوسف احمد، سفير سوريا في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة، أن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم عكس موقفا مسبقا ومنحازا، لا يتناسق مع موقع بلاده كرئيس للمجلس الوزاري وللجنة، وأنه وضع نفسه وبلاده في موقف حرج، حين حاول ان يتحدث باسم الشعب السوري، رغم انه يعلم تمام العلم موقف الاغلبية الساحقة من الشعب الرافض للتدخل الخارجي، حسب تعبيره.
كذلك هاجمت صحيفة «تشرين» الحكومية الشيخ حمد بن جاسم.
المطالبة بمنطقة عازلة
من جهته، دعا المعارض محيي الدين اللاذقاني إلى توفير منطقة عازلة لحماية المدنيين، مشيرا إلى أن تقرير لجنة المراقبين «غير محايد».
وقال لقناة «العربية»: إن «الشعب يريد وقف كل أنواع العنف والدم والقتل، كما يريد توفير ممرات آمنة لأناس لم يأكلوا منذ أسبوع، خاصة أن القتلى يتزايدون».
ورأى أن «اللجنة العربية لم تكترث للدم السوري، خاصة أنه لم يسمح لها بزيارة مختلف المناطق».
وطالب اللاذقاني بالاستعانة بالأمم المتحدة عند تمديد المهلة.
تركيا ووفد المعارضة
في هذا الوقت، دعت تركيا، التي طالبت عدة مرات برحيل الرئيس بشار الاسد، المعارضة الى مواصلة مقاومتها النظام «بوسائل سلمية»، وذلك بعد لقاء مع المجلس الوطني السوري.
«الإخوان» تندد
وامس، انتقدت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا تقرير بعثة المراقبين، واتهمتها بـ«التغطية على جرائم النظام». وقالت في بيان بعنوان «بعثتهم لم تعد تعنينا»، انه «غدا واضحا سعي البعثة الى التغطية على جرائم النظام، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادته».
لا يعني قبولنا بالمبادرة
وندد البيان، الذي يحمل توقيع زهير سالم الناطق باسم الاخوان، بـ«استرسال الأمانة العامة في استرضاء النظام حتى قبل استقبال المراقبين»، مذكرا بـ«شرط طرحه وزير الخارجية وليد المعلم: توقيعنا على البروتوكول لا يعني قبولنا بالمبادرة العربية».
كما اتهم بعثة المراقبين بانها «تساوي بين الضحية والجلاد».
قتيلان.. وحشود عسكرية
ميدانياً، اسفرت اعمال القمع عن مقتل مدنيين اثنين برصاص قوات الامن في حماه (وسط) وقرب دمشق، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال ان الدبابات «لا تزال تنتشر في ريف حماة الشمالي بين الحواش وقرية قسطون، التي تتواجد فيها 12 دبابة وناقلة جند، والمطلوب من المراقبين التوجه لتسجيل هذا الانته
10/01/2012
الدم السوري وعلماء «نتف الحواجب»
يفترض بعلماء الدين ان يكونوا قدوة لنا بأعمالهم وأقوالهم وتعليماتهم وإرشاداتهم، لقناعتنا بصدقهم وشفافيتهم واخلاصهم في حمل رسالة هذا الدين، حتى أصبح لكثير منهم معجبون، كما لغيرهم من الرياضيين والفنانين، وتسابق بعضهم للظهور المكثف من خلال عشرات القنوات، بهدف بيان الاحكام الشرعية والارشاد والتوجيه والتثقيف.
نحن كعوام وبسطاء غير متبحرين في العلوم الدينية، لكننا على اقل تقدير نعرف ان الكذب والخمر والميسر حرام ورجس من عمل الشيطان، الا ان قتل النفس بغير حق، ومن دون اي تمييز بين دين او عرق اشد حرمة، وهذا يتجلى في قوله تعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».
وعجبي من بعض الذين كانوا يشتاطون غضبا، وتصدح حناجرهم على المنابر، وفي المحطات القضائية، عندما يأمرون بعدم «نتف حواجب» المرأة، أو حلق الشارب، أو اولئك الذين اشتطوا بالافتاء بإرضاع الكبير، او عدم جواز تهنئة غير المسلمين .. الخ، وكأن الدين الاسلامي كله اختزل المشهد بمثل هذه المسائل الهامشية، بعيداً عن الرسالة الاخلاقية السامية التي نزلت على نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وسلم).
وفي حين أصبحت الأمة بحاجة الى وقفة جادة لنصرة الحق في سوريا الثائرة، من اجل الحرية والكرامة، اختفى الغالبية منهم وراء أصابعهم، ولجمت افواههم عن الجهر بقول الحق، وحرمة دماء الابرياء، وكأن ما يجري لا يعنيهم بشيء، وللاسف فقد حاد البعض عن جادة الصواب وانحاز الى الباطل، طمعا في متاع الحياة الدنيا وفتات موائد السلاطين. واثقلتهم التخمة القلبية والمالية عن ادراك الحقائق.
ولطالما ردد البعض على المنابر الحديث الشريف «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، ولكن بعض علماء الشام (سامحهم الله) خالفوا هذا الحديث، وقالوا كلمة باطل عند سلطان جائر. بعد ان اصابهم الذل والخنوع والهوان.
لقد نقل عن الامام الشافعي قوله «والله لو علمت ان شرب الماء يثلم مروءتي ما شربته طول حياتي»، اما بعض علماء الشام، فحتى دماء الاطفال والنساء والشيوخ الطاهرة، لم تثلم مروءتهم، ونسوا بل تناسوا ان الله حق ويهدي الى الحق.
طه الرحبي
10/01/2012
في أحدث إبداعات المتظاهرين الساخرة: مراقب عربي يستخدم الحمام الزاجل لإرسال تقاريره من حمص
العربية.نت ــــ اشتهر أهالي حمص بإبداعاتهم الساخرة خلال حركة الاحتجاجات، وتنوعت وسائلهم، سواء على أرض الواقع أو في الفضاء الافتراضي.
ومن أحدث ابتكارات المتظاهرين، ظهور رجل بثياب رثة توحي بأنه قادم من العصور المتأخرة، ووضع على ظهره لافتة «لجنة المراقبين». ووفقاً للفيديو الذي صوره أحد الناشطين فإن «المراقب» بدا متهالكا يرتدي في قدميه أكياسا من «الخيش» ويضع على عينيه نظارة.
يجلس بتثاقل على طاولة ليكتب على ورقة قديمة عبارة «تظاهرة في حي الشماس ــــ حمص» مستخدما ريشة طائر كقلم يغمسه في دواة حبر، وذلك في إسقاط على حادثة المراقب الذي طلب ورقة وقلماً من سكان بيت في حمص لتسجيل شهاداتهم وما تعرضوا له.
ويرسل المراقب القادم من «غياهب التاريخ» تقريره بواسطة الحمام الزاجل، مما يعني مزيداً من المهل للنظام في الإمعان في القتل، حيث تصل شهادة المراقب بعد فوات الأوان. ولم ينس المراقب استخدام حاسة السمع لتسجيل شكوى امرأة تتوسل إليه أن يساعدها في الكشف عن مصير زوجها المعتقل.
وما ان تنتهي مهمته حتى يسارع إلى مغادرة المكان ليترك الناس وحدهم يهتفون «لن نركع إلا لله» في مواجهة رصاص قوى الأمن و«الش
انسحاب أول مراقب من البعثة العربية: مهمتنا مسرحية ومسخرة.. والوضع في سوريا كارثي
القاهرة، دمشق- رويترز، د ب أ- اتهم عضو في بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستغلال البعثة للحفاظ على وجوده، واصفا مهمة هذه البعثة بـ«المسخرة» والوضع في سوريا بـ«الكارثي». وحذر في الوقت نفسه من نشوب «حرب أهلية وطائفية مدمرة».
جاء ذلك في وقت تعهدت فيه الحكومة السورية بحماية المراقبين العرب بعد الاعتداء الذي تعرضت له قافلة للمراقبين، أسفر عن إصابة 11 منهم، فيما أثبتت التقارير التي وصلت الى الأمم المتحدة أن أكثر من 400 قتيل سقطوا في سوريا منذ وصول المراقبين العرب.
مسرحية ومسخرة
ففي استعراضه للأسباب التي دفعته للانسحاب من بعثة المراقبين العرب قال أنور مالك، وهو جزائري الجنسية، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إنه كان شاهدا على مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها. واتهم السلطات السورية بارتكاب جرائم حرب وبأنها حولت بعثة المراقبين إلى «مسرحية».
وتابع «بروتوكول الجامعة العربية الخاص ببعثة المراقبين لا يمكن تطبيقه في الواقع. الذي يحدث مسرحية يقوم بها النظام السوري.. فقبل أن يتم الإفراج عن المعتقلين يتم اختطاف الناس من الشوارع بصفة عشوائية ويتركون في السجون لبضعة أيام حتى يسوء حالهم».
وقال «ثم يتم استدعاؤنا لنكمل المسرحية.. وبهذا يتم الإفراج عن المعتقلين أما الأشخاص الحقيقيون الذين طالبنا بهم فلم يتم الإفراج عن أي شخص منهم».
وروى المراقب الجزائري تفاصيل مشاهداته في المناطق التي زارها، قائلا إن النظام السوري أصبح يقتل من الأطراف الموالية له لتضليل عمل المراقبين. وأشار قائلا «لا أستطيع أن أتخلص من إنسانيتي أو أدعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف».
وأكد «شاهدت الباطل.. شاهدت الكذب.. رأيت مشاهد مروعة وجثثا محترقة.. شاهدت ما لا يمكن أصمت عليه».
وأضاف «أنا أمضيت في حمص 15 يوما. الواقع مأساوي.. وهناك كارثة إنسانية. لقد زرت مقر الأمن السياسي. وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع، يأكلون وجبة خفيفة واحدة في اليوم... والأشخاص الذين في حالة سيئة من التعذيب يتم تهريبهم لمناطق أخرى لا تسمح للمراقبين أن يطلعوا عليها.. وتم زج عسكريين وضباط مخابرات على أنهم مساجين، وهذا من خلال تجربتي لأني شممت اناسا عليهم رائحة عطور نساء فمن أين أتت هذه العطور؟».
وتحدث عن مشاهد مروعة في كل من بابا عمرو والخالدية والسلطانية وباب السباع، داعيا الى إعلان حمص منطقة منكوبة. وقال إن الوضعية لا تختلف في المناطق الأخرى، حسب ما رواه له مراقبون آخرون.
وتابع «أؤكد أنه لم يتم سحب آلية عسكرية إلا الآليات المحاصرة من الجيش (السوري) الحر»، في إشارة إلى المجموعة التي كونها عسكريون منشقون عن الجيش النظامي.
ومضى يقول إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين. ونفى وجود مظاهر مسلحة مرافقة للتظاهرات. وأكد أن الهجوم الذي تعرض له المراقبون في حمص كان «مخططا ومدبرا»، مشيرا إلى أن الرئيس بشار الأسد ونظامه مطالبون بالانسحاب «لإنقاذ سوريا من حرب أهلية طائفية مدمرة».
ضربة للبعثة
وكانت بعثة المراقبة العربية بدأت عملها يوم 26 ديسمبر الماضي، ومهمتها هي التحقق مما إذا كانت دمشق تلتزم باتفاق لوقف أعمال القتل والقمع.
وتمثل استقالة مالك أحدث ضربة للبعثة التي وجهت إليها انتقادات بالفعل بسبب عدم فاعليتها والتي تعرض أعضاؤها لهجمات.
وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي بقوله «يريد أن يمسك العصا من الوسط، حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر»، مضيفا أن النظام السوري لم يرتكب جريمة حرب واحدة بل سلسلة جرائم ضد الشعب السوري.
في غضون ذلك، تعهد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى الدابي بالتزام سوريا بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية، وشدد على أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد.
وأكد أن سوريا ستستمر بتحمل مسؤولياتها بتأمين أمن وحماية هؤلاء المراقبين، وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم، وعبر عن استنكاره ورفضه لأي عمل تعرضت له فرق البعثة أو يعرقل تأديتهم لمهامهم، انطلاقا من قناعة سوريا بأن نجاح مهمة المراقبين العرب فيها يصب في مصلحة سوريا والجامعة العربية.
12/01/2012
تسلمها عمها جثة هامدة أثناء إلقاء الأسد خطابه الرابع عفاف.. رضيعة قضت تحت التعذيب!
صورة بثتها قناة العربية للرضيعة عفاف محمود سراقبي
العربية نت- أثناء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، تسلم رجل من مدينة حمص جثة ابنة أخيه الرضيعة من السلطات السورية، وقد بدا على جسدها آثار تعذيب وحشي، يعتقد أنه أفضى إلى موتها، مما أثار الكثير من الغضب والجدل في مواقع المعارضة السورية.
وأصدرت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان بياناً، أكدت فيه نبأ مقتل رضيعة عمرها 4 أشهر أثناء الاعتقال مع والديها.
وجاء في البيان المعنون بـ«التعذيب المفضي للموت يطال رضيعة»: بتاريخ 2012-1-10 سلمت السلطات السورية جثة الطفلة الرضيعة عفاف محمود سراقبي البالغة من العمر أربعة أشهر إلى عمها في حمص، وقد حمل جسدها الغض آثاراً فاضحة لتعذيب جسدي وحشي يعتقد أنه أفضى بحياتها. كانت الضحية برفقة والديها اللذين كانا في طريقهما إلى محافظة طرطوس بتاريخ 2011-12-6، وتم توقيفهما على أحد الحواجز الأمنية واقتيادهما إلى جهة مجهولة، ولم يعرف مصيرهما حتى الآن.
وأدانت الرابطة بأقوى العبارات «هذه الجريمة التي تعكس حجم الإجرام الذي تتسم به الأجهزة الأمنية السورية»، وأبدت «قلقها البالغ إزاء ارتفاع أعداد الضحايا الذين يقضون تحت التعذيب، والذين تجاوز عددهم 626 حالة منذ بدء الاحتجاجات».
وتوجهت الرابطة إلى المجتمع الدولي لـ«تحمل مسؤولياته، وبذل كل الجهود التي من شأنها وقف هذه الجرائم الخطرة».
12/01/2012
أوقفتها بينما كانت في طريقها إلى اللاذقية قبرص تفرج عن سفينة روسية محملة بالذخائر
نيقوسيا - يو بي أي - سمحت السلطات القبرصية أمس لسفينة روسية، تحمل 60 طناً من الذخائر، أوقفتها بينما كانت في طريقها إلى سوريا، بالإبحار لكن بعدما غيرت وجهتها، وقدمت تطمينات بأنها لم تعد متجهة إلى مدينة اللاذقية السورية.
ونقلت صحيفة بوليتيس القبرصية عن المتحدث باسم الحكومة القبرصية ستيفانوس ستيفانو قوله إن السفينة التي تنقل حمولة ذخائر تزن 60 طناً، وكانت في طريقها إلى اللاذقية عندما تم توقيفها في منطقة ليماسول القبرصية، حصلت على إذن المغادرة، وإنما بعدما قررت الإبحار إلى وجهة نهائية أخرى.
وأشار ستيفانو انه كان من المفترض أن تحدد السفينة موعداً للرسو في قبرص، لكن عاصفة هبت ونفد الوقود، فرست بطريقة غير معلن عنها مسبقاً. ولفت إلى انه بعد ذلك عقد اجتماع للوكالات المعنية، واتخذ قرار الإفراج عن السفينة بحمولتها، إنما بعد التأكد بأنها لم تعد متجهة إلى سوريا. ولم يذكر السبب الذي دفع السفينة إلى اتخاذ قرار بتغيير وجهتها، كما لم يحدد وجهة الإبحار الجديدة.
12/01/2012
.. وتركيا تحتجز شحنة إيرانية مشبوهة إلى سوريا
اسطنبول- رويترز- اعترض مسؤولو الجمارك الأتراك أربع شاحنات الثلاثاء للاشتباه في أنها تحمل معدات عسكرية من إيران الى سوريا.
وقال حاكم اقليم كيليس يوسف اوداباس إن الشاحنات صودرت عند معبر اونكوبينار الحدودي المؤدي الى سوريا، بعد ان تلقت الشرطة معلومات بشأن الشحنة، مضيفا أن خبراء أرسلوا من أنقرة لفحص الشحنة.
انسحاب أول مراقب من البعثة العربية: مهمتنا مسرحية ومسخرة.. والوضع في سوريا كارثي
القاهرة، دمشق- رويترز، د ب أ- اتهم عضو في بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستغلال البعثة للحفاظ على وجوده، واصفا مهمة هذه البعثة بـ«المسخرة» والوضع في سوريا بـ«الكارثي». وحذر في الوقت نفسه من نشوب «حرب أهلية وطائفية مدمرة».
جاء ذلك في وقت تعهدت فيه الحكومة السورية بحماية المراقبين العرب بعد الاعتداء الذي تعرضت له قافلة للمراقبين، أسفر عن إصابة 11 منهم، فيما أثبتت التقارير التي وصلت الى الأمم المتحدة أن أكثر من 400 قتيل سقطوا في سوريا منذ وصول المراقبين العرب.
مسرحية ومسخرة
ففي استعراضه للأسباب التي دفعته للانسحاب من بعثة المراقبين العرب قال أنور مالك، وهو جزائري الجنسية، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إنه كان شاهدا على مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها. واتهم السلطات السورية بارتكاب جرائم حرب وبأنها حولت بعثة المراقبين إلى «مسرحية».
وتابع «بروتوكول الجامعة العربية الخاص ببعثة المراقبين لا يمكن تطبيقه في الواقع. الذي يحدث مسرحية يقوم بها النظام السوري.. فقبل أن يتم الإفراج عن المعتقلين يتم اختطاف الناس من الشوارع بصفة عشوائية ويتركون في السجون لبضعة أيام حتى يسوء حالهم».
وقال «ثم يتم استدعاؤنا لنكمل المسرحية.. وبهذا يتم الإفراج عن المعتقلين أما الأشخاص الحقيقيون الذين طالبنا بهم فلم يتم الإفراج عن أي شخص منهم».
وروى المراقب الجزائري تفاصيل مشاهداته في المناطق التي زارها، قائلا إن النظام السوري أصبح يقتل من الأطراف الموالية له لتضليل عمل المراقبين. وأشار قائلا «لا أستطيع أن أتخلص من إنسانيتي أو أدعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف».
وأكد «شاهدت الباطل.. شاهدت الكذب.. رأيت مشاهد مروعة وجثثا محترقة.. شاهدت ما لا يمكن أصمت عليه».
وأضاف «أنا أمضيت في حمص 15 يوما. الواقع مأساوي.. وهناك كارثة إنسانية. لقد زرت مقر الأمن السياسي. وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع، يأكلون وجبة خفيفة واحدة في اليوم... والأشخاص الذين في حالة سيئة من التعذيب يتم تهريبهم لمناطق أخرى لا تسمح للمراقبين أن يطلعوا عليها.. وتم زج عسكريين وضباط مخابرات على أنهم مساجين، وهذا من خلال تجربتي لأني شممت اناسا عليهم رائحة عطور نساء فمن أين أتت هذه العطور؟».
وتحدث عن مشاهد مروعة في كل من بابا عمرو والخالدية والسلطانية وباب السباع، داعيا الى إعلان حمص منطقة منكوبة. وقال إن الوضعية لا تختلف في المناطق الأخرى، حسب ما رواه له مراقبون آخرون.
وتابع «أؤكد أنه لم يتم سحب آلية عسكرية إلا الآليات المحاصرة من الجيش (السوري) الحر»، في إشارة إلى المجموعة التي كونها عسكريون منشقون عن الجيش النظامي.
ومضى يقول إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين. ونفى وجود مظاهر مسلحة مرافقة للتظاهرات. وأكد أن الهجوم الذي تعرض له المراقبون في حمص كان «مخططا ومدبرا»، مشيرا إلى أن الرئيس بشار الأسد ونظامه مطالبون بالانسحاب «لإنقاذ سوريا من حرب أهلية طائفية مدمرة».
ضربة للبعثة
وكانت بعثة المراقبة العربية بدأت عملها يوم 26 ديسمبر الماضي، ومهمتها هي التحقق مما إذا كانت دمشق تلتزم باتفاق لوقف أعمال القتل والقمع.
وتمثل استقالة مالك أحدث ضربة للبعثة التي وجهت إليها انتقادات بالفعل بسبب عدم فاعليتها والتي تعرض أعضاؤها لهجمات.
وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي بقوله «يريد أن يمسك العصا من الوسط، حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر»، مضيفا أن النظام السوري لم يرتكب جريمة حرب واحدة بل سلسلة جرائم ضد الشعب السوري.
في غضون ذلك، تعهد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى الدابي بالتزام سوريا بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية، وشدد على أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد.
وأكد أن سوريا ستستمر بتحمل مسؤولياتها بتأمين أمن وحماية هؤلاء المراقبين، وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم، وعبر عن استنكاره ورفضه لأي عمل تعرضت له فرق البعثة أو يعرقل تأديتهم لمهامهم، انطلاقا من قناعة سوريا بأن نجاح مهمة المراقبين العرب فيها يصب في مصلحة سوريا والجامعة العربية.
12/01/2012
تسلمها عمها جثة هامدة أثناء إلقاء الأسد خطابه الرابع عفاف.. رضيعة قضت تحت التعذيب!
صورة بثتها قناة العربية للرضيعة عفاف محمود سراقبي
العربية نت- أثناء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، تسلم رجل من مدينة حمص جثة ابنة أخيه الرضيعة من السلطات السورية، وقد بدا على جسدها آثار تعذيب وحشي، يعتقد أنه أفضى إلى موتها، مما أثار الكثير من الغضب والجدل في مواقع المعارضة السورية.
وأصدرت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان بياناً، أكدت فيه نبأ مقتل رضيعة عمرها 4 أشهر أثناء الاعتقال مع والديها.
وجاء في البيان المعنون بـ«التعذيب المفضي للموت يطال رضيعة»: بتاريخ 2012-1-10 سلمت السلطات السورية جثة الطفلة الرضيعة عفاف محمود سراقبي البالغة من العمر أربعة أشهر إلى عمها في حمص، وقد حمل جسدها الغض آثاراً فاضحة لتعذيب جسدي وحشي يعتقد أنه أفضى بحياتها. كانت الضحية برفقة والديها اللذين كانا في طريقهما إلى محافظة طرطوس بتاريخ 2011-12-6، وتم توقيفهما على أحد الحواجز الأمنية واقتيادهما إلى جهة مجهولة، ولم يعرف مصيرهما حتى الآن.
وأدانت الرابطة بأقوى العبارات «هذه الجريمة التي تعكس حجم الإجرام الذي تتسم به الأجهزة الأمنية السورية»، وأبدت «قلقها البالغ إزاء ارتفاع أعداد الضحايا الذين يقضون تحت التعذيب، والذين تجاوز عددهم 626 حالة منذ بدء الاحتجاجات».
وتوجهت الرابطة إلى المجتمع الدولي لـ«تحمل مسؤولياته، وبذل كل الجهود التي من شأنها وقف هذه الجرائم الخطرة».
12/01/2012
أوقفتها بينما كانت في طريقها إلى اللاذقية قبرص تفرج عن سفينة روسية محملة بالذخائر
نيقوسيا - يو بي أي - سمحت السلطات القبرصية أمس لسفينة روسية، تحمل 60 طناً من الذخائر، أوقفتها بينما كانت في طريقها إلى سوريا، بالإبحار لكن بعدما غيرت وجهتها، وقدمت تطمينات بأنها لم تعد متجهة إلى مدينة اللاذقية السورية.
ونقلت صحيفة بوليتيس القبرصية عن المتحدث باسم الحكومة القبرصية ستيفانوس ستيفانو قوله إن السفينة التي تنقل حمولة ذخائر تزن 60 طناً، وكانت في طريقها إلى اللاذقية عندما تم توقيفها في منطقة ليماسول القبرصية، حصلت على إذن المغادرة، وإنما بعدما قررت الإبحار إلى وجهة نهائية أخرى.
وأشار ستيفانو انه كان من المفترض أن تحدد السفينة موعداً للرسو في قبرص، لكن عاصفة هبت ونفد الوقود، فرست بطريقة غير معلن عنها مسبقاً. ولفت إلى انه بعد ذلك عقد اجتماع للوكالات المعنية، واتخذ قرار الإفراج عن السفينة بحمولتها، إنما بعد التأكد بأنها لم تعد متجهة إلى سوريا. ولم يذكر السبب الذي دفع السفينة إلى اتخاذ قرار بتغيير وجهتها، كما لم يحدد وجهة الإبحار الجديدة.
12/01/2012
.. وتركيا تحتجز شحنة إيرانية مشبوهة إلى سوريا
اسطنبول- رويترز- اعترض مسؤولو الجمارك الأتراك أربع شاحنات الثلاثاء للاشتباه في أنها تحمل معدات عسكرية من إيران الى سوريا.
وقال حاكم اقليم كيليس يوسف اوداباس إن الشاحنات صودرت عند معبر اونكوبينار الحدودي المؤدي الى سوريا، بعد ان تلقت الشرطة معلومات بشأن الشحنة، مضيفا أن خبراء أرسلوا من أنقرة لفحص الشحنة.
كلينتون: على النظام ان يوقف عملياته العسكرية ضد الشعب
12/1/2012 الآن - وكالات 12:27:37 PM
من الأرشيف
قررت جامعة الدول العربية تعليق إرسال مراقبين جدد إلى سوريا، وذلك بعد هجوم استهدف فريقها في اللاذقية الإثنين الماضي، حسب ما أعلن مسؤول من القاهرة، نقلاً عن تقرير لقناة 'العربية' اليوم الخميس.
وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، إن 'الجامعة العربية لن ترسل مزيداً من المراقبين في الوقت الراهن إلى سوريا حتى تستتب الأوضاع بالنسبة للمراقبين، خاصة بعد الحادث الذي تعرض لها أحد فرق المراقبة في مدينة اللاذقية، حيث أصيب 3 مراقبين، هما كويتيان وإماراتي بجروح طفيفة'.
ومن جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن بعثة المراقبين العرب في سوريا لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى.
وقالت كلينتون إن 'العمليات العسكرية في سوريا يجب ألا تستمر، وسوريا تستحق الانتقال السلمي، ونحن نتطلع للعمل مع الجامعة العربية بعد انتهاء مهمة المراقبين في التاسع من الشهر الجاري'.
وإلى ذلك، قررت وزارة الخارجية الأمريكية إجراء تخفيضات إضافية في طاقم سفارتها في سوريا.
الانسحابات تقوِّض مصداقيتها وتصيب جهود السلام العربية بالتصدع الشكوك تخيم على بعثة المراقبين في سوريا
جيل جاكييه في نابلس عام 2002 .(أ ف ب)
دمشق، القاهرة، واشنطن- رويترز، أ ف ب- قررت جامعة الدول العربية تعليق إرسال مراقبين جدد الى سوريا، فيما تواجه بعثتها الموجودة حاليا هناك مزيدا من المتاعب والانتقادات. إذ ان اثنين آخرين من أعضائها يعتزمان الانسحاب من المهمة، أو يهددان بذلك، في غضون 24 ساعة «لأن مهمتهم لم تثبت فاعليتها» في إنهاء معاناة المدنيين، وفق قولهم. كما أن وزيرة الخاريجة الأميركية هيلاري كلينتون صرحت أن هذه البعثة «لا يمكن أن تستمر الى أجل غير مسمى». وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بدوره إن «الشكوك تتزايد بشأن فعالية المراقبين»، فيما أعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن بالغ قلقه من إمكانية نشوب حرب أهلية في سوريا «فيما المراقبون عاجزون عن إنجاح مهمتهم».
فبعد الهجوم الذي استهدف فريقها الاثنين الماضي في اللاذقية، أعلنت الجامعة العربية أنها «لن ترسل مزيدا من المراقبين في الوقت الراهن الى سوريا حتى تستتب الأوضاع بالنسبة للموجودين هناك حاليا». وقال رئيس غرفة عمليات المراقبة عدنان الخضير إن من كان يفترض أن يصلوا خلال ساعات «تأجل سفرهم حتى يتضح الموقف الأمني.. لكن المراقبين يمكن أن يستأنفوا العمل بعد توقفهم لمدة يومين عقب هجوم اللاذقية».
شكوك
وكانت الجامعة قررت الأحد الماضي تعزيز مهمتها في سوريا بارسال مراقبين إضافيين، وذلك رغم الانتقادات الموجهة إليها لعجزها عن وقف قمع النظام للاحتجاجات الشعبية. ففي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري في واشنطن، اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بأنها «لم تف بوعودها لوقف العنف والافراج عن المعتقلين وسحب قوات الأمن من المدن والأحياء السكنية». وأضافت كلينتون «بدلا من تحمل المسؤولية، فان ما سمعناه من الأسد في خطابه الأخير الذي ينطوي على سوء نية بشكل مفزع، لم يكن سوى انتحال أعذار والقاء اللوم على دول اجنبية ومؤامرات».
وتابعت «أعتقد أن من الواضح لرئيس الوزراء ولي أن بعثة المراقبة ينبغي ألا تستمر إلى أجل غير مسمى. لا يمكن أن نسمح للأسد ونظامه بالافلات من العقاب.. والولايات المتحدة وحلفاؤها سينتظرون التقرير النهائي بشأن البعثة» عندما ينتهي أجل تكليفها في 19 يناير الجاري.
بدوره، قال الشيخ حمد إن الشكوك تتزايد بشأن فاعلية المراقبين، مضيفا أنه لا يرى حتى الآن أن البعثة ناجحة. وتابع ان التقرير النهائي بعد انتهاء المهمة «يمكن أن يساعد في تحديد الخطوات التالية بشأن الأزمة.. وهذا التقرير سيكون مهما للغاية لاصدار الحكم الصائب.. ونحن نأمل في حل الأزمة عربيا لكن الحكومة السورية لا تساعدنا حاليا».
يذكر أن الأسد كان قد سخر في كلمته الأخيرة من الجامعة العربية، وتوعد بضرب «الارهابيين» بيد من حديد ووعد بإصلاحات.
حرب أهلية
من جهته، لفت الأمين العام للجامعة العربية إلى أن مهمة المراقبين العرب لن تتمكن من أن تتحقق بالشكل الذي يتوقعه، «لأن المسألة تعقدت جداً، والتقارير التي تصلني من مكتب الجامعة في دمشق عن طريق الفريق أول الدابي مُقلقة للغاية»، مؤكداً أن المجلس الوزاري العربي سيكون صاحب القرار بشأن الوضع السوري. وأضاف العربي أنه ليس هناك عصا سحرية لحل الأزمة «إذا رفعت الجامعة العربية يدها عنها، لأن مجلس الأمن إذا كان يريد التدخل لكان قد تدخل بالفعل وهو ليس بحاجة لقرارات الجامعة لكي يتصرف».
وأعرب العربي عن بالغ قلقه من إمكانية نشوب حرب أهلية في سوريا في ضوء استمرار أعمال العنف التي تشهدها المدن السورية. لكنه أوضح أن الجامعة وقعت مع الحكومة السورية اتفاقاً مُلزماً يتضمن بنداً يقول إننا «نسعى لإخراج سوريا من الأزمة السياسية التي تمر بها».
انسحاب مراقب ثان
الى ذلك، قال مراقب عربي، طلب ألا ينشر اسمه، إنه وزميل له ربما ينسحبان من البعثة، ما يكشف عن تصدعات في جهود السلام العربية.
وجاءت تصريحاته بعد يوم من إعلان المراقب الجزائري أنور مالك انسحابه من البعثة لأن مهمة السلام تحولت إلى «مسرحية ومسخرة». ومن شأن استقالة أعضاء آخرين من البعثة أن يقوض مصداقيتها.
وتحدث الرجلان، اللذان يبدو انهما فزعا مما شاهداه، عن استمرار العنف وأعمال القتل والتعذيب، وقالا إن إراقة الدماء لم تنحسر نتيجة لوجود المراقبين. ووصف الرجلان معاناة السوريين بأنها «لا يمكن تخيلها».
وسئل المراقب عما إذا كان يتفق مع وصف مالك للمهمة بأنها فاشلة، فقال «هذا صحيح.. صحيح. حتى أنني أحاول المغادرة يوم الجمعة. إنني ذاهب إلى القاهرة أو مكان آخر.. لأن المهمة غير واضحة... لا تخدم المواطنين. لا تقدم أي شيء».
وأضاف «استغلت السلطات السورية ضعف أداء الوفد ولم تستجب. لا توجد استجابة حقيقية على الأرض». وقال «المعدات العسكرية لا تزال موجودة حتى في المساجد». وقال وهو يصف منطقة زارها في حمص «هناك قمع. قمع شديد ومعاناة كبيرة.. أكثر مما يمكن تخيله».
وكان مالك أكد أن الكثير من زملائه السابقين ينوون الإنسحاب من مهمة البعثة.
عنصران من جيش سوريا الحر ينقلان جثة متظاهر قضى برصاص الأمن في القصير قرب حمص (رويترز)
باريس، بروكسل- أ ف ب، رويترز-
تواصلت ردود الفعل المستنكرة لمقتل المصور التلفزيوني الفرنسي جيل جاكييه في حمص الأربعاء، في أول حالة من نوعها لصحافي أجنبي منذ تفجر الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا قبل عشرة أشهر.
ودعا الاتحاد الأوروبي السلطات السورية لإجراء تحقيق عاجل بظروف مقتل جاكيه، في حادث وصفته فرنسا بــ «المشين»، مؤكدا مسؤولية دمشق في «تأمين سلامة الصحافيين العاملين على الأراضي السورية».
وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قد وصف الحادث بــ «العمل الشنيع»، وطالب - بدوره - دمشق بإجراء تحقيق يوضح ملابسات مقتل الصحافي، وضمان سلامة الصحافيين الدوليين العاملين على أراضيها وحماية حرية الإعلام، التي تعد من الحريات الأساسية.
ونددت الخارجية الأميركية بما سمته عجز النظام السوري عن توفير ظروف ملائمة لعمل الصحافيين.
كذلك، نددت منظمات ومؤسسات إعلامية وحقوقية دولية بالحادث، وطالبت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان بفتح تحقيق مستقل لتحديد مصدر اطلاق النار وتحديد المسؤولين عن الحادث ومقاضاتهم.
ملابسات الحادث
وكان جاكيه (43 عاما) قتل جراء سقوط قذيفة هاون في حمص عندما كان و15 صحافيا أجنبيا آخرين يعدون تحقيقا في هذه المدينة. وأصيب - أيضا - المصور البلجيكي ستيفن فاسينار من صحيفة la vie الفرنسية ومصور هولندي، وأكثر من 16 مواطنا سوريا بجراح، حالة 4 منهم حرجة. ولاحقا زار السفير الفرنسي في سوريا إريك شافالييه المستشفى الذي وضع فيه جثمان جاكيه في حمص.
فوضى عارمة
وفي هذا الشأن قال مراسل الغارديان {إذا كان النظام السوري يريد إثبات أن حمص آمنة فقد فشل.. ومقتل جاكييه تذكير بنوعية الأخطار الروتينية التي يتعرض لها عامة الناس في عموم البلاد}.
بدوره روى الصحافي في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلامندي البلجيكي ينس فرانسين كيف قتل زميله الفرنسي جيل جاكييه في حمص، وقال «كانت الفوضى عارمة. ركضنا. وسقطت 3 و4 قنابل يدوية» وانفجرت.
وأضاف فرانسين «وصلنا في الصباح الى حمص، وبرفقة أجهزة الأمن قمنا بزيارة جزء من المدينة. ثمة أحياء نستطيع السير فيها بشكل طبيعي ونرى نساء وأطفالا في الشارع».
وتابع «ثمة أحياء أخرى تحمل على الاعتقاد أن هذه المدينة مدينة أشباح. الشوارع مقفرة، وحواجز تظهر من وقت الى آخر.. ولم نتمكن من الذهاب إليها لأنها لم تعد تحت سيطرة السلطات».
وأوضح فرانسين «تمكنا من إجراء مقابلات مع بعض السكان. ثم أخذونا الى حي آخر، هو حي الزهراء. وقبل دقائق من وقوع الحادث، سارت تظاهرة مؤيدة للأسد شارك فيها بعض الشبان. طرحنا عليهم بعض الأسئلة. وفي مكان يبعد مائة متر، انفجرت قنبلة يدوية. بدأ الجميع يركض، وركضنا مع بضعة صحافيين الى إحدى البنايات. وبينما كنت أدخلها انفجرت أمامها قنبلة يدوية ثانية. اضطررنا للاحتماء ببناية مجاورة إلا أن سقوط القذائف استمر على هذه البناية أيضا. ثم حصلت بضعة انفجارات، كما اعتقد».
وأضاف «انها الفوضى العارمة. الناس يصرخون. الدماء تغطي الأرض. لم يعرف احد ما حصل. دخلت شقة كان فيها زميل هولندي مصاب على ما يبدو. وبعد دقائق نزلنا. وعلى السلالم رأيت زميلا فرنسيا من فرانس 2 مقتولا».
وخلص الى القول «نقل الصحافيون بعد ذلك الى فندق واحد. اتصلنا بعائلاتنا وبادارات التحرير في المؤسسات التي نعمل فيها».
من جهتها، اتهمت السلطات السورية «مجموعة إرهابية مسلحة» باطلاق قذائف هاون على الوفد الإعلامي الأجنبي.
جيل جاكييه في سطور
* جيل جاكييه واحد من كبار مراسلي «فرانس 2» منذ 1999.
* غطى وقائع الحرب في العراق وأفغانستان وكوسوفو والحرب بين الفلسطينيين وإسرائيل.
* أعد عددا كبيرا من التحقيقات لبرنامج «موفد خاص» الشهير في فرنسا.
* بدأ عمله في شبكة «فرانس 3» العامة في تحرير الأخبار الإقليمية في مكتب ليل (شمال فرنسا) في 1991، ثم انتقل الى تحرير الأخبار الوطنية في 1994.
* حصل في عام 2003 على جائزة «ألبير لوندر» التي تكافئ الصحافيين، مع برتران كوك أحد كبار مراسلي «فرانس 2» أيضا، عن تحقيق أعداه خلال الانتفاضة الثانية والعملية التي شنها الجيش الإسرائيلي في إبريل 2002.
* هو أول صحافي غربي يقتل في سوريا منذ اندلاع حركة الاحتجاج على النظام في 15 مارس.
* كانت مجموعة الصحافيين موجودة في حمص في إطار رحلة سمح لها النظام السوري الذي يحد من تحركات وسائل الاعلام الأجنبية على أراضيه.
13/01/2012
مقتل 4 منشقِّين في إدلب إطلاق نار لمنع متظاهرين من الوصول إلى المراقبين
دمشق - أ. ف. ب، د. ب. أ - ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على متظاهرين سلميين حاولوا الوصول الى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور (شمالي سوريا)، مطالبة الجامعة العربية بإدانة السلطات السورية.
ونقلت المنظمة عن شاهدين أصيبا في الحادث وفرا الى جنوب تركيا، قولهما إنه «حوالي الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي في 10 يناير 2012 تقدما (الشاهدان) من ساحة حزب البعث.. لمقابلة مراقبي جامعة الدول العربية المتواجدين هناك.. وعندما اقتربا من نقطة تفتيش في الطريق إلى الساحة، منعهما أفراد من الجيش من التقدم».
واضافت انه «بعد أن رفض المتظاهرون التفرق، تم اطلاق النار على الحشد، فاصيب تسعة متظاهرين، على الاقل».
وذكرت المنظمة ان مراقبي الجامعة العربية «كانوا في ساحة حزب البعث، لكنهم غادروا في سيارة بعد أن بدأ اطلاق النار، على حد قول الشاهدين».
وقالت المنظمة انه رغم عدة محاولات، لم تتمكن من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشاهدان.
وذكر شخص قال إن اسمه أبوأحمد، وهو أحد المتظاهرين المصابين في الهجوم لــ «هيومن رايتس ووتش»: «كنا حوالي 300 إلى 500 شخص، وكنت أسير في الصف الامامي.. عندما أصبحنا على مسافة 100 متر من نقطة التفتيش، هتفنا للجيش باننا لا نريد إلا مقابلة المراقبين. لكنهم اطلقوا النار علينا».
وقال شاهد آخر يدعى مصطفى «عندما بدأ المتظاهرون بالجري مبتعدين، طاردتهم قوات الجيش واستمرت في إطلاق النار عليهم»، مضيفا انه «كان وسط مجموعة من الأفراد وأصيب برصاصتين في ظهره وأخرى في ذراعه الأيسر.. كما أصيب خمسة أشخاص» آخرين، وفق بيان المنظمة.
مقتل 4 منشقين
من جهة ثانية، صرح ناشطون سوريون بأن القوات الحكومية قتلت أربعة جنود منشقين عن الجيش قرب الحدود مع تركيا.
وقال الناشط بلال عبدالله إن قوات الأمن تواصل قصف مناطق في محافظة إدلب، موضحا ان قوات النظام تطلق النار بصورة عشوائية على المنازل لإرهاب الناس، وان إطلاق النار أسفر عن جرح أعداد لا يمكن حصرها.
15 قتيلاً.. وتظاهرات جمعة «دعم جيش الثورة» ضمت عشرات الآلاف المجلس الوطني و«الجيش الحر» يتحدان لإسقاط الأسد
بقايا دبابة تابعة للجيش السوري في حمص احرقتها قذيفة صاروخية أطلقها عناصر من الجيش السوري الحر (رويترز)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ - اتفق المجلس الوطني السوري المعارض، و«الجيش السوري الحر» على «تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما لمساعدة الانتفاضة الشعبية» على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
سبق الاتفاق دعوة من جانب ناشطين سوريين في الداخل إلى تظاهرات شعبية في مدن عدة للتعبير عن التأييد لـ«الجيش الوطني الحر»، تصدت لها قوات الجيش والأمن أمس بالرصاص الحي، أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، كما عمدت إلى تسيير حملات اعتقالات واسعة طالت العشرات، أغلبهم من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية.
تزامن ذلك مع تقارير عن زيادة العنف ضد المتظاهرين من جانب قوات الأمن، على الرغم من الجهود الجارية من قبل جامعة الدول العربية، عبر بعثتها لتقصي الحقائق، لتحديد ما إذا كانت الحكومة السورية تلتزم باتفاق لوقف العنف.
خدمة أمثل للثورة
وقال المجلس في بيان مساء الخميس إن هدف التنسيق مع ما بات يعرف بـ«الجيش السوري الحر» هو «مواجهة» تصميم النظام على سحق المحتجين، و«تحقيق خدمة أمثل للثورة السورية». وتطالب المعارضة السورية في الخارج والانتفاضة الشعبية في الداخل بسقوط النظام الحالي في دمشق. ووفق البيان، فإن الاتفاق جاء أثناء لقاء بين برهان غليون، رئيس المجلس الوطني والعقيد رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر» ونائبه العقيد مالك الكردي.
وينص الاتفاق على إجراءات تنسيقية تشمل إنشاء مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف «التواصل المباشر»، وإقامة «حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين» الذين يؤيدون الثورة، و«التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية».
وشمل اتفاق الجانبين أيضا «وضع خطة مفصلة تتناول إعادة تنظيم وحدات الجيش الحر، واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود، وخاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه»، بالإضافة الى «انشاء قناة اتصال مباشرة بشأن الوضع السياسي والمواقف الإقليمية والدولية، حيث يتم وضع قيادة الجيش والضباط الأحرار في صورة الاوضاع المستجدة، لضمان التنسيق الفعال، بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية».
12 قتيلا وآلاف المتظاهرين
وأمس، تظاهر السوريون في «جمعة الجيش السوري الحر»، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين وعن معارضتهم للنظام على الرغم من القمع المستمر. وكان أبرز تلك التظاهرات تلك التي نظمها طلاب الجامعات في حي البرامكة في دمشق، حيث عمدت قوات الأمن الى تفريقهم بالقوة مستخدمة العصي الكهربائية والرصاص الحي، كما اعتدت على بعضهم بالضرب المبرح واعتقلت العشرات منهم. كذلك سقط قتيلان بين المتظاهرين في منطقة الفحامة (وسط العاصمة)، فيما خرجت تظاهرة ضخمة في ساحة الجامع الكبير في منطقة دوما في ريف دمشق، شارك فيها نحو 15 ألف شخص. وسبق هذه التظاهرة اشتباكات بين عناصر الأمن على الحواجز المنتشرة في المدينة، ومنشقين.
وسقط قتيل في حي الجبيلة في دير الزور، في وقت خرج في مدينة أريحا في محافظة ادلب (شمال غرب) 20 ألف متظاهر يطالبون باسقاط النظام، فيما قتل 4 متظاهرين في بلدة كفرنبل في ادلب، بينما أعلن في بانياس (شمال غرب) 3 عناصر انشقاقهم عن الجيش بعدما اشتبكوا مع دورية أمنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الأحياء الجنوبية، مما أدى الى اصابة عناصر الدورية بجراح. كذلك، لقي مدنيان حتفهما في حماة (وسط).
تهديدات ضد حمص
وفي حمص (وسط) قتل 3 مدنيين إثر سقوط قذيفة، وهزت عدة انفجارات حي كرم الزيتون، فيما أكد ناشطون تعرض أهالي حي باب هود لتهديد من قبل ضباط أمن وسط حشد عسكري ضخم على أطراف الحي. وقالوا إن الضابط تعهد بـ«سحق» الحي وإيقاف التظاهرات بأي شكل كان، مشيرين إلى استقدام أعداد كبيرة من الأمن والشبيحة على أطراف الحي، ووضع القناصة على الأسطح العالية.
مقتل 3 عسكرين سوريين
من جهة ثانية، ذكرت وكالة سانا أن 3 عسكريين، بينهم ضابط برتبة مقدم، «استشهدوا» وأصيب 3 آخرون بـ«نيران مجموعة إرهابية مسلّحة في ريف دمشق».
الأمن منع الصلاة في درعا
قبل التظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة تحت شعار مختلف، اقتحم مئات الجنود مدينة إنخل في محافظة درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية، وأقاموا عشرات الحواجز ونادوا بمكبرات الصوت بمنع صلاة الجمعة في الجامع العمري، وذلك في رابع خطوة من نوعها منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام.
المدفع لن يكسر سيفي
في إطار الدعوة للمشاركة في تظاهرات جمعة «الجيش الحر»، ذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على أحد المواقع الاجتماعية، التي يتم من خلالها اختيار أسماء الجمع وفق تصويت أسبوعي، أنه «لن يكسر المدفع سيفي، ولن يهزم الباطل حقي، سندعم جيشنا الحر بكل ما نملك، وسنستمر في ثورة الحرية والكرامة».
وجود المراقبين شجع التظاهر السلمي
دافع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن أداء المراقبين العرب. وقال في لقاء مع «بي بي سي» إن البعثة ساعدت على إنقاذ الأرواح، معربا عن اسفه للهجوم الذي شنه الرئيس السوري بشار الأسد على الجامعة في كلمة القاها يوم الثلاثاء الماضي. ولمح إلى أنه تبادل عبارات قوية مع الرئيس الأسد في محادثات خاصة بعيدا عن الإعلام.
14/01/2012
تشتبه بعملية «تضليل» بعد مقتل صحافيها في سوريا باريس تفتح تحقيقاً قضائياً بتهمة القتل العمد
باريس- أ ف ب - أثارت ملابسات مقتل الصحافي جيل جاكييه الاربعاء في سوريا شكوكا فرنسية في عملية «تضليل»، بينما طرحت المؤسسة التي كان يعمل فيها جاكييه تساؤلات حول عناصر «مريبة» وأحالت القضية على القضاء.
واعلن مصدر قضائي أن النيابة العامة لباريس فتحت تحقيقا أمس في مقتل جاكييه بتهمة القتل العمد، مضيفا أن تشريح جثة المراسل سيتم خلال ساعات في باريس.
وأوضحت شبكة «فرانس 2» أنها طلبت من نيابة باريس فتح تحقيق «يتيح كشف الحقيقة كاملة» حول ظروف مقتل مراسلها البالغ من العمر 43 عاما.
أمور مريبة
وقال رئيس الهيئة ريمي فليملان ان «زملاءنا كانوا على الارض، بعدما حصلوا على الإذن والتأشيرات الرسمية، وبعدما حظوا بحماية سرعان ما انسحبت لحظة القصف. ثمة أسئلة هنا نطرحها على أنفسنا».
وقال مدير الأخبار في الشبكة تييري تويلييه، إثر عودته من سوريا، بعدما واكب نقل جثة جاكييه ليل الخميس الجمعة، «هناك أمور مريبة» تحوط بملابسات الحادث، مضيفا «مثلا، لماذا اختفى العسكريون فجأة لحظة إطلاق النار، بينما من المفترض أن تحظى مجموعة الصحافيين بمواكبة عسكرية»؟ كما تساءل عن سبب وجود «تلفزيون سوري في المكان حتى قبل وصولهم»، مضيفا «ليس لدينا اجابات. لا أريد استباق الأمور. لكننا نحتاج الى هذه الاجابات، ونحتاج الى هذا التحقيق».
ولا تزال طبيعة النيران ومصدرها غير واضحة. وتحدث الشهود عن نيران ناتجة، اما من قذائف، واما من صواريخ، واما حتى من قنابل يدوية. والمعروف ان الجيش السوري الحر يستخدم قاذفات صواريخ اكثر من استخدامه قذائف هاون، بخلاف الجيش السوري النظامي.
عملية تضليل
وأفادت صحيفة لوفيغارو أن الرئاسة الفرنسية تشتبه بـ«عملية تضليل» قد تكون السلطات السورية متورطة فيها. واكدت الصحيفة ان «مصدرا قريبا» من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صرح لها «اننا نرجح التضليل»، مشددا على أنه ليس هناك «أدلة» حتى الآن.
وأوضح المصدر لفيغارو أن «المسؤولين السوريين وحدهم كانوا يعلمون أن مجموعة من الصحافيين كانت تزور حمص ذلك اليوم، وفي أي حي كانوا». وأضاف «يمكننا الاعتقاد أنه حادث مؤسف، لكنه يأتي مواتيا لنظام يحاول إبعاد الصحافيين الأجانب، وتشويه صورة التمرد».
وأعلنت السلطات السورية الخميس تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتل الصحافي. وأوردت سانا أن «اللجنة تضم قاضيا ورئيس فرع الأمن الجنائي في حمص وخبيري أسلحة وذخيرة اضافة الى مندوب عن القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي تسميه القناة». لكن ادارة هيئة التلفزيون الفرنسي نفت مشاركة ممثل لها في اللجنة.
14/01/2012
جمعة «دعم الجيش الحر»
* دمشق: إطلاق نار على متظاهرين خرجوا من مسجد خيرو ياسين في حي الغواصة، وتظاهرات في المزة وبرزة وكفرسوسة والقدم والقابون والعسالي. ومقتل مدني باطلاق نار على تظاهرة في منطقة الفحامة أمام مبنى اتحاد الفلاحين، تبعها حملة اعتقالات طالت 15 شاباً من المتظاهرين.
* ريف دمشق: تظاهرة ضخمة في ساحة الجامع الكبير في دوما، ضمت 15 ألف مشارك، سبقها اشتباكات بين عناصر الأمن على الحواجز المنتشرة في المدينة ومجموعات منشقة عن الجيش النظامي. كذلك خرجت تظاهرات في قدسيا ودوما وقارة والغوطة الغربية وكناكر وقطنا وجوبر والهامة وحمورية والضمير والمعضمية ويبرود وعرطوز البلد ووادي بردى وزملكا وداريا وعسال الورد والسبينة.
* حمص: تظاهرات في الخالدية والبياضة وباب الدريب وديربعلبة والشماس والدبلان والقصور والوعر وباب هود وجورة الشياح والملعب وسوق الخضرة وكرم الزيتون وباب السباع وبابا عمرو وتدمر وتير معلة والدار الكبيرة ومهين والقريتين وحسياء.
* حماة: اطلاق الرصاص على المتظاهرين في باب قبلي وتظاهرات في الحميدية وطريق حلب ومحاصرة مسجد الشهداء بالصابونية. وتظاهرات في حلفايا وطيبة الإمام واللطامنة وسلمية.
* دير الزور: اشتباكات عنيفة بين منشقين والجيش النظامي في حيي الجورة وشارع الوادي، واطلاق الرصاص على المتظاهرين في حيي الموظفين والعرفي، وتظاهرات في شارع التكايا وبور سعيد والصناعة وغسان عبود والجبيلة والحميدية. تظاهرات في البوكمال والميادين والعشارة والجرذي وهجين والشحيل وموحسن والعشارة.
* درعا: تظاهرات حاشدة في حي المحطة، وبصرى الشام والحراك وداعل وناحتة والجيزة وانخل والغارية الشرقية. وفي مدينة جاسم فتحت قوات الأمن النار لتفريق تظاهرات حاشدة، تبع ذلك حملة مداهمات واعتقالات.
* ادلب: تظاهرات ضمت الآلاف في ساحة الحرية ومعرة النعمان وخان شيخون وكفرنبل وسراقب وكفرومة وتفتناز ومعرة النعمان ومعرة مصرين وحزانو وسرمين.
* الحسكة: تظاهرات في القامشلي والدرباسية وعامودا.
* حلب: تظاهرات في السكن الجامعي والأعظمية والاكرمية والفردوس والمرجة. وفي مارع وعندان وحريتان ودار عزو وبيانون وكفر نوران والباب ورتيان وتل رفعت.
* اللاذقية: حصار المساجد وتفريق المتظاهرين بالنار.
«الإخوان» يعلقون: تنفيذ المرسوم يعني عودة 100 ألف مواطن إلى منازلهم الآن الأسد «يعفو» عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث
طفلان سوريان وسط أنقاض منزلهما في مضايا (ريف دمشق) التي تتعرض ومدينة الزبداني المجاورة لحملة عسكرية منذ يومين (رويترز)
دمشق، القاهرة - سناء أحمد، أ. ف. ب، رويترز - أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس (الأحد)، مرسوماً منح بموجبه عفوا عاما عن «الجرائم» المرتكبة على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المرسوم ينص على العفو عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي وقعت في سوريا من تاريخ 15 مارس 2011 حتى 15 يناير 2012.
يشمل قرار العفو المنشقين عن الجيش السوري، الذين يسلمون أنفسهم للسلطات قبل نهاية الشهر الجاري والمتظاهرين الذين عبّروا عن احتجاجهم بطرق سلمية، وأولئك الذين سلّموا أسلحة غير مرخّصة للجهات الحكومية.
ولم تذكر «سانا» المزيد من التفاصيل عن هذا العفو الذي يأتي في ظل استمرار عمليات القتل والقمع من قبل قوات الجيش والأمن السوري ضد المحتجين، المطالبين بإسقاط النظام، وأيضا في ظل مهمة بعثة المراقبين العرب لتطبيق مبادرة الجامعة العربية، التي تدعو لوقف العنف وسحب الجيش السوري ومعداته من المناطق السكنية، وإطلاق المعتقلين والسماح بدخول وسائل الإعلام الأجنبية.
ومن المقرر أن ترفع بعثة المراقبين تقريرا إلى الجامعة الخميس، حيث سيقرر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم، الذي يعقب اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوري السبت في القاهرة، ما إذا كانوا سيواصلون المهمة في سوريا أو يحيلون الملف إلى مجلس الأمن.
«حبر على ورق»
وقللت المعارضة من أهمية هذا المرسوم، وقالت إنه «سيبقى حبرا على ورق».
ومن جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان «ننظر إلى هذا العفو، وإلى المراسيم التي سبقته ـ ما لم يعد هؤلاء المواطنون إلى أهليهم ـ على أنه مادة للترويج الإعلامي، يحاول النظام من خلالها تعمية الرأي العام، وتسويق مشروعه الوهمي عن المصالحة والحوار والإصلاح».
وأضاف البيان «هذا هو العفو الثالث الذي يصدره بشار الأسد خلال الأشهر العشرة الماضية»، مضيفا أن «تنفيذ مراسيم العفو المشار إليها يقتضي أن يعود الليلة إلى أسرهم ما يقرب من مائة ألف مواطن.. على النظام أن يعيدهم إلى أهليهم، أو أن يكشف مصيرهم حتى تكتسب مراسيم العفو المذكورة جديتها ومصداقيتها».
خيارات أخرى
الى ذلك، أوضحت مصادر عربية مطلعة لـ القبس أن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيعقد مساء نفس يوم اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوري، أو في اليوم التالي، مشيرة إلى أن هناك مشاورات عربية مكثفة حول «الخطوة التالية»، في ظل مؤشرات على أن مهمة المراقبين «لم تكلل بنجاح يُذكر» حتى الآن، ما عدا ما يتعلق بالإفراج عن بعض المعتقلين.
وأضافت المصادر أن التقارير اليومية التي ترسل إلى الجامعة تعكس حالة من التشاؤم لدى المراقبين نتيجة تدهور الوضع الأمني، معتبرة أن تصريح الأمين العام للجامعة د. نبيل العربي حول تراجع الترحيب الرسمي بالبعثة وتعرّض الأخيرة لعراقيل، يعكس ما رصده المراقبون من «انتهاكات غير قابلة للشك» من قبل النظام ضد الشعب السوري.
وكان العربي صرّح بأن «مراجعة شاملة» لمهمة البعثة ستجرى خلال الاجتماع الوزاري السبت، مقرا بأن التقدم الذي تحقق «جزئي» فقط، لكنه قال أيضا إن مهمة البعثة «قد تستكمل، ولكن بصورة مختلفة».
وأضاف، في سياق رده على سؤال حول إمكانية تدويل الملف السوري: «بقاء المراقبين بالوضع الحالي لا يمكن أن يستقيم، ولابد من دعمهم بطريقة حقيقية وفعالة أو نبحث عن خيارات أخرى».
لا تدخُّل عسكرياً
من جهة ثانية، أوضحت المصادر العربية ذاتها أن هناك بعض المشاورات بشأن المقترح القطري بإرسال قوات عربية إلى سوريا، رغم أن هذا المقترح ربما لن يلقى قبولا، خصوصا فيما يتعلق بصعوبة تطبيقه، لاسيما أن موافقة دمشق نفسها «مستبعَدة».
لكن المصادر ألمحت الى أن «الفكرة» قد تكون من أدوات الضغط على النظام السوري، خاصة أن الحل العسكري ما زال لا يحظي بأي دعم عربي، وأنه في حال فشل الوزراء العرب في التوصّل الى صيغة مناسبة، فربما يرون أن الحل الأنسب هو رمي الكرة في الملعب الدولي، ورفع توصية لمجلس الأمن بإيجاد حل للأزمة السورية.
وكان مندوب إحدى الدول الأعضاء في الجامعة قال أمس (الأحد) إنه «ليست هناك مقترحات لإرسال قوات عربية إلى سوريا في الوقت الحالي.. لا يوجد توافق عربي أو غير عربي على التدخل عسكريا في الوقت الحالي».
العفو الثالث في عشرة أشهر
خلال الأشهر العشرة من عمر الانتفاضة ضد النظام في سوريا، أصدر الرئيس بشار الأسد ثلاثة مراسيم بالعفو. أما العفو الأول فكان في 31 مايو، شمل كل المعتقلين السياسيين، وبينهم أعضاء في «الإخوان المسلمين». وكان العفو الثاني في 21 يونيو، وكان عن كل الجرائم المرتكبة قبل 20 يونيو.
لكن مرسوم أمس (الثالث) خصص للجرائم التي ارتكبت على خلفية الأحداث، فقط. ومؤخرا تم الإفراج عن أكثر من 3500 شخص اعتقلوا على خلفية الأحداث «ولم تتلوّث أيديهم بدماء السوريين»، وفق السلطات.
«المتوارون» لا يستفيدون
ينص المرسوم، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، على ما يلي:
أ- عن كامل العقوبة بالنسبة للجرائم المنصوص عليها في المواد التالية من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949../285/286/287/291/294/307/308/327/328/.
ب- عن كامل العقوبة بالنسبة للجرائم الواردة في المرسوم التشريعي رقم 54 الصادر بتاريخ21-4-2011 المتضمن قانون التظاهر السلمي والمعاقب عليها في المواد من 335 إلى 339 من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949. ج- عن كامل العقوبة بالنسبة لجرائم حمل وحيازة الأسلحة والذخائر من قبل المواطنين السوريين من دون ترخيص المنصوص عليها في قانون العقوبات وفي المرسوم التشريعي رقم 51 لعام 2001 وتعديلاته، ويستفيد من أحكام هذه الفقرة كل من لديه سلاح غير مرخص إذا بادر إلى تسليمه للسلطات المختصة خلال مدة أقصاها 31-1-2012.
د- عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليها في المادتين 100و101 من قانون العقوبات العسكرية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 61 لعام 1950 وتعديلاته.
لا يستفيد المتوارون من أحكام هذا العفو العام إلا إذا سلموا أنفسهم خلال مدة أقصاها 31 يناير الجاري.
تمرد الرقة
تحدث ناشطون سوريون عن تمرد ثلاثين معتقلا في سجن الرقة لرفضهم الانتقال لسجن آخر قبل زيارة المراقبين العرب.
وبث الناشطون صورا لسجناء في السجن المركزي في حلب عند زيارة المراقبين العرب للسجن وهم يهتفون ضد النظام.
16/01/2012
دعا إسرائيل إلى إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان بان كي مون للأسد: القمع طريقه مسدود
بيروت ـــــ وكالات ـــــ حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الرئيس السوري بشار الأسد امس، على وقف العنف ضد الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ عشرة أشهر، وقال: إن «النظام القديم» القائم على الاسر الحاكمة وحكم الرجل الواحد في العالم العربي يوشك على النهاية.
وتابع بان كي مون، في خطاب في افتتاح مؤتمر في بيروت حول الاصلاح والانتقال نحو الديموقراطية، بحضور حشد من الشخصيات العربية والدولية: «اليوم أقول مرة اخرى للرئيس السوري بشار الاسد: اوقف العنف، توقف عن قتل ابناء شعبك، فطريق القمع مسدود».
واضاف ان «الذين يمارسون السلطة بالقوة أو بالإكراه إنما يعجلون بسقوطهم. فعاجلا أم آجلا، ستتخلى عنهم شعوبهم».
ومضى بان يقول: «منذ بداية الثورات.. من تونس إلى مصر وغيرهما.. ناشدت الزعماء الإصغاء إلى شعوبهم.. بعضهم انصت واستفاد. آخرون لم يفعلوا واليوم هم يتحملون مغبة ذلك».
وأضاف «يقول الناس لحكم الرجل الواحد وخلود الأسر الحاكمة واحتكار الثروة والسلطة، وإسكات الإعلام وحرمان الحريات الأساسية.. يقولون لكل هذا: كفى».
لكنه قال أيضا إن التحول إلى الديموقراطية في المنطقة سيكون صعبا وطويلا، ويتطلب إصلاحا حقيقيا، وحوارا يشمل كل الأطياف، ودورا ملائما للمرأة، وحلا لمشاكل ملايين الشبان الذين يسعون الى العمل».
وتابع بان: «في الوقت ذاته ما زالت النخب القديمة راسخة.. ما زالت مقاليد القهر في أيديهم.. توصلنا إلى لحظة يدرك فيها الجميع الحقيقة».
وقال، في إشارة فيما يبدو إلى أن إسلاميين ربما يهمشون الأقليات: «يجب ألا تسعى الأنظمة الجديدة الى رفع فئات دينية أو عرقية بعينها على حساب الآخرين».
وأقر بان بأن الأمم المتحدة في حاجة إلى «تحديث طريقتها» لمعالجة مشاكل المنطقة، وقال إن المنظمة تدعم التغيير في كل من ليبيا ومصر وتونس واليمن.
ومضى يقول: «نحن ملتزمون بقوة بمساعدة الدول العربية في عملية التحول بكل السبل».
إنهاء الاحتلال
الى ذلك، دعا الامين العام للامم المتحدة اسرائيل الى انهاء احتلالها للاراضي العربية والفلسطينية ووقف الاستيطان والعنف ضد المدنيين.
وقال بان: «يجب ان ينتهي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والفلسطينية. وكذلك العنف ضد المدنيين».
واكد الامين العام، بحضور حشد من الشخصيات العربية والدولية، ان «المستوطنات، جديدها وقديمها غير شرعي»، معتبرا انها «تتعارض مع قيام دولة فلسطينية تتوفر لها مقومات البقاء».
واضاف انه «طال انتظار حل الدولتين، والوضع الراهن سيفضي لا محالة الى نشوب صراع آخر في المستقبل».
ودعا الى ان «يقوم كل منا بواجبه من اجل الخروج من حالة الجمود الراهنة واحلال سلام دائم».
16/01/2012
صنداي تايمز: قوات النظام تقتل الأطفال وتعذبهم لسحق التمرد
لندن- يو بي أي- ذكرت صحيفة صنداي تايمز أمس أن القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد اتُهمت بقتل الأطفال وتعذيبهم، في محاولة لسحق التمرد الذي يهدد بدفع سوريا إلى حرب أهلية.
وقالت الصحيفة «إن جنوداً موالين للرئيس الأسد اقتحموا منزل رجل يشتبهون بأنه يأوي مقاتلين من المتمردين دون أن يعثروا عليه، لكنهم استهدفوا زوجته وأولاده بدلاً من ذلك».
وأشارت إلى «أن ضابطاً أمسك بأصغر طفل في العائلة، وكان صبياً عمره سبعة أشهر، من زاوية غرفة الجلوس حيث كانت عائلة الرجل المطلوب تجتمع».
ونقلت الصحيفة عن جندي من الفرقة المدرعة 11 في الجيش السوري زعم بأنه شهد جريمة القتل «أن الضابط وضع الطفل على الأرض ثم سحب سكينه العسكري وقطع رأسه».
قوات الأسد تغير على مخبز في حمص بيد.. وتطلق معتقلين باليد الأخرى بان كي مون: الوضع في سوريا «غير مقبول»
صورة بثتها سانا توضح موالين وهم يوقعون ما وصفته بأنه {أطول رسالة في العالم} كتبها ووقعها سوريون من أنحاء البلاد بعنوان {رسالة الوفاء للوطن وقائد الوطن} (رويترز)
دمشق- أ ف ب، رويترز- فيما بدأت بإطلاق سراح المئات من المعتقلين على مرأى من المراقبين العرب، قتلت قوات الأمن السورية 21 شخصا أمس، بينهم تسعة قضوا برصاص عناصر من المخابرات أطلقوا النار بشكل عشوائي في مدينة حمص (وسط)، وسبعة جنود منشقين قضوا في اشتباك مع الجيش النظامي في ريف ادلب (شمال غرب).
تزامن ذلك مع وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الوضع في سوريا بأنه «غير مقبول»، وذلك غداة حثه الرئيس السوري بشار الأسد على التوقف عن قمع شعبه، قائلا «توقف عن قتل شعبك».
وقال الأمين العام في مؤتمر صحافي في أبو ظبي إن «الوضع في سوريا بلغ نقطة غير مقبولة}، معربا عن أمله في أن يقوم مجلس الأمن بمعالجة الأزمة بطريقة جدية ومنسقة» لوقف إراقة الدماء في سوريا. وقال {أعرف أن هناك خلافات في الرأي بين الأعضاء، إلا أن عدد الضحايا بلغ حدا غير مقبول، ولا يمكننا أن نترك الوضع يتواصل على هذا النحو}.
ومن المقرر أن يقدم رئيس بعثة المراقبين العرب بعد غد تقريرا إلى اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوري والتابعة للجامعة العربية قبل اجتماع موسع مقرر لوزراء الخارجية العرب (السبت) لبحث الخطوة التالية «بعد المراقبين».
مذبحة مخبز
وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر من المخابرات وميليشيات الشبيحة اقتحموا حي عشيرة السكني في حمص المضطربة وراحوا يطلقون النار بشكل عشوائي على طابور من المواطنين كانوا يصطفون أمام مخبز «الخطيب»، ما أدى الى مقتل 9 مدنيين، بينهم امرأة، وجرح العشرات بينهم أطفال. وبعد ذلك عمدت العناصر الأمنية الى إحراق المخبز.
وفي ريف إدلب، «دارت اشتباكات عنيفة على الطريق بين بلدتي معراتة وارنبا بين الجيش ومجموعات منشقة اسفرت عن انشقاق عشرين عسكريا استشهد خمسة منهم وتمكن الآخرون من الفرار». فيما قتل 4 مدنيين كما اشار المرصد الى «اطلاق نار كثيف في قرية بليون بجبل الزاوية (ريف ادلب) التي تجمع فيها مئات المنشقين»، مشيرا الى ان «القوات السورية تستخدم القذائف المدفعية». واضاف المصدر ذاته ان «خمسة مواطنين اصيبوا بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن في مدينة اريحا» في المنطقة ذاتها.
وفي شمال البلاد، نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات في المدينة الجامعية في حلب «حيث بدأ التكبير من قبل الوحدة 11 بعد منتصف ليل الاحد الاثنين وردت عليها الوحدة 13» واسفرت الحملة، وفق المرصد، عن اعتقال تسعة طلاب لايزال مصيرهم مجهولا.
قصف الزبداني
تزامن ذلك مع استمرار الحملة العسكرية على مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، حيث يقال ان الجيش يبحث عن ضابط برتبة عالية جدا أعلن انشقاقه قبل أيام.
وقد سقط خمسة قتلى وأكثر من عشرة جرحى أمس نتيجة القصف المدفعي المتواصل على الزبداني المحاذية للحدود اللبنانية. وقال ناشط إن أصوات القصف تسمع من داخل الاراضي اللبنانية.
وأضاف الناشط أن القوات السورية كانت خففت من حدة القصف على الزبداني بالتزامن مع زيارة المراقبين الى المنطقة، واستأنفته بعد مغادرتهم.
تعليق إرسال مراقبين
يأتي هذا بينما أعلنت الجامعة العربية «تعليق» إرسال المزيد من المراقبين الى سوريا «لحين البت بالخطوة المقبلة» خلال الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب السبت.
وكانت قطر، التي تقود لجنة الجامعة العربية حول سوريا، اقترحت تدخل قوات عربية لوقف القتل، ومن المرجح أن تعارض الاقتراح عدة دول عربية، منها العراق ولبنان والجزائر. كما أن أمام الجامعة خيار إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي لم يتخذ خطوة حتى الآن نتيجة معارضة من روسيا والصين لأي قرار من الممكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات من المنظمة الدولية أو إجراء عسكري غربي.
تنفيذ مرسوم العفو
من جهة ثانية، بدأت السلطات السورية، مساء الأحد، بإطلاق المئات من المعتقلين الذين تم إيقافهم على خلفية الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام، بحضور بعض المراقبين، وذلك عملا بمرسوم العفو الذي أصدره الرئيس الأسد، في إطار تطبيق بنود البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية.
وقال أحد المراقبين إن «دفعات أخرى سيطلق سراحها بعد إنهاء الإجراءات الإدارية المتعلقة بهؤلاء الموقوفين، الذين يتوقع أن يصل عددهم الى حوالي 2000 معتقل».
وبدوره، قال قال كنان الشامي، وهو من اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، إن الوضع بدا وكأنه قد تم الإفراج عن مئات المحتجزين لكنهم لا يمثلون سوى النزر اليسير من 40 ألف شخص على الأقل، قال إنهم معتقلون من دون تهم منذ مارس الماضي، والكثير منهم محتجز في مبان سرية.
وأضاف الشامي أن من بين المفرج عنهم الممثل السوري جلال الطويل الذي أطلق عليه الرصاص واعتقل أثناء محاولة فراره إلى الأردن قبل اسبوعين. وكان قد تعرض للضرب في احتجاج بدمشق في وقت سابق.
17/01/2012
الحرس الثوري الإيراني: إخواننا السوريون سيحسمون الوضع خلال شهرين
طهران- د ب أ - أكد الحرس الثوري الإيراني أنه لم يتدخل حتى الآن في شؤون سوريا الداخلية، في إشارة إلى تقارير أميركية تحدثت عن تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني، بتزويد الحكومة السورية بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات. ونقلت قناة العربية عن مصدر في الحرس الثوري قوله إن إيران تعتبر ما يجري في سوريا شأناً داخلياً، لكنها ملتزمة في الوقت نفسه باتفاقية دفاعية معها، وأنها لن تترك سوريا لوحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي. وأضاف: «نحن نرى حتى الساعة أن الوضع في سورية جيد»، وقال: «على الأقل، فإن إخواننا السوريين يقولون إن الأمور جيدة، وهم يتوقعون الحسم في غضون شهرين».
دمشق- أ ف ب - أفرجت السلطات السورية أمس عن المعارض البارز، والناشط الحقوقي نجاتي طيارة المعتقل منذ 12 مايو 2011. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أنه «علم من محامي الناشط الحقوقي نجاتي طيارة أن السلطات السورية أفرجت عن طيارة قبل دقائق، وانه تحدث معه هاتفيا، ليتأكد من خبر الافراج عنه».
18/01/2012
دمشق: الطرح يعني إراقة دماء عربية على الأرض السورية «الوزاري العربي» يناقش إرسال قوات إلى سوريا
دمشق، القاهرة، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ- من المقرر أن يتناول اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر السبت المقبل في القاهرة، اقتراح قطر إرسال قوات عربية الى سوريا ومصير بعثة المراقبين العرب هناك، وهو الاقتراح الذي رفضته دمشق «جملة وتفصيلا»، معتبرة أن ذلك «يفتح الباب أمام التدخل الخارجي في شؤونها».
تزامن ذلك مع إعلان الأمم المتحدة عن البدء بتدريب المراقبين العرب الموفدين الى سوريا في القاهرة، فيما دعا الجيش السوري الحر مجلس الأمن الدولي الى إصدار قرار تحت الفصل السابع ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
فقد أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة «ارسال قوات عربية الى سوريا» سيكون على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم السبت. وهذا ما أكده أيضا نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بقوله «نحن الآن في مرحلة مشاورات وتبادل الأفكار والرؤى والاستماع الى مقترحات القادة حول الوضع السوري، وفي مقدمتها ما اقترحه سمو أمير قطر»، مضيفا «أعتقد ان اجتماع السبت سيكون بغاية الأهمية».
وأكد بن زايد «أهمية أن يبحث الاجتماع الوزاري الوضع السوري بشكل واضح وتقييم عمل لجنة المراقبين والاستماع إلى تقرير اللجنة وتقرير الأمين العام» للجامعة العربية، مضيفا «ليس هناك أي نية لزيادة المراقبين أو سحبهم في الوقت الحالي».
وسيبحث الاجتماع مستقبل بعثة المراقبة التي أرسلت الى سوريا الشهر الماضي للتحقق من التزام سوريا بخطة السلام العربية، التي وافقت عليها في الثاني من نوفمبر الماضي. وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي أعلن أنه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال الاجتماع الوزاري.
رفض سوري
وفي أول تعليق من دمشق على الموضوع، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله إن «سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية إليها، وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية».
ولفت المصدر الى أنه «سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة، لاسيما بعد أن باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم».
واضاف المصدر «ان سوريا التي في الوقت الذي تفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية، فانها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا».
كما دعا الجامعة الى «المساعدة في منع تسلل الارهابيين وتهريب الأسلحة الى الأراضي السورية تحقيقا للأمن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».
تدريب
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستبدأ بتدريب المراقبين العرب الموفدين الى سوريا في القاهرة بعد الاجتماع العربي الوزاري «بناء على طلب من الجامعة».
يذكر أن البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية والخاص بايفاد المراقبين العرب ينتهي غدا، ويمكن تجديده بموافقة الطرفين.
الفصل السابع
من جهته، دعا الجيش السوري الحر الجامعة العربية «إلى إحالة الملف السوري بأقصى سرعة ممكنة إلى مجلس الأمن الدولي، والمجتمع الدولي، ممثلا بمجلس الأمن، إلى التدخل الفوري عبر إصدار قرار ضد النظام تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك حرصا على السلم الأهلي باعتباره جزءا من السلم والأمن الدوليين في المنطقة».
وأوضح في بيان أن هذا الطلب يأتي «نظرا لإصرار نظام الأسد على عدم تنفيذ بنود مبادرة الجامعة، وفشل الجامعة في وقف شلال الدم على الأراضي السورية، وقيام بعض الأطراف الدولية بدعم هذا النظام بالمال والسلاح لقتل الشعب السوري».
وكان العقيد رياض الأسعد، قائد هذا الجيش، دعا في الخامس من الشهر الحالي، العرب لأن «يعلنوا أن مبادرتهم فشلت». وطلب «إحالة الموضوع الى الأمم المتحدة».
18/01/2012
مقتل 31 مدنياً.. وضابط وخمسة جنود
صورة مأخوذة من شريط فيديو يظهر جثة رجل قضى برصاص قوات الأمن في منطقة الخالدية في حمص (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب- أفاد مركز حقوقي بأن 31 شخصا قتلوا أمس في سوريا، هم 8 مدنيين قضوا في انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين في إدلب، و13 آخرون بنيران قوات الأمن وعناصر موالية لها، فيما ذكرت وكالة سانا أن ضابطا وخمسة من عناصره قضوا بقذيفة اطلقها مسلحون على حاجز للجيش النظامي في بلدة صحنايا في ريف دمشق. ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «ثمانية مواطنين على الأقل استشهدوا إثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق إدلب- حلب».
ولم يرد في بيان المرصد أي تفاصيل حول ملابسات الحادث أو عن مرتكبيه. وفي المنطقة نفسها، أضاف المرصد أن «ناشطا استشهد في مدينة خان شيخون (ريف إدلب) إثر اصابته برصاص قناصة عندما كان يقف امام احد المتاجر». وفي حمص (وسط) قتل سبعة مدنيين برصاص قوات الأمن. كما قتل عشرة بقصف مدفعي. وقال المرصد إن ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في قلب المدينة «وأطلقت النار بشكل عشوائي ما أدى الى استشهاد مواطن واصابة تسعة آخرين في حي الخالدية».
وتابع المرصد ان «مواطنا على الاقل استشهد في حي البياضة اثر اطلاق النار والقصف، كما قتل مواطن واصيب ثلاثة بجراح اثر اطلاق رصاص من حواجز امنية في حي كرم الزيتون، وقتلت سيدة برصاص قناصة في حي النازحين وسقط شهيد بحي بابا عمرو برصاص قناصة».
واضاف «كما استشهد مواطنان يتحدران من القصير (ريف حمص) برصاص الشبيحة في حمص»، مشيرا الى «استشهاد سائق سيارة اجرة من حي بابا عمرو كان قد اختطف قبل ايام من قبل الشبيحة، وفق الأهالي».
18/01/2012
خلف جدار الخوف هناك دولة على حافة الانهيار "الغارديان": الأزمة السورية مفتوحة على كل الاحتمالات
نشرت صحيفة الغارديان تحقيقا مطولا، أعده مراسلها من دمشق، تناول فيها الحياة هناك في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، وحياة نشطاء المعارضة المحفوفة بالمخاطر، ووجهات نظر المعارضة والموالين لنظام الرئيس بشار الأسد حول الأوضاع في بلادهم، ومخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية. يقول كاتب التقرير آيان بلاك إن كثيرا من نشطاء المعارضة يعيشون حياة التخفي، وهم متوارون وملاحقون من قبل أجهزة الأمن. واستعرض الأساليب الجديدة التي يبتكرونها في تنظيم الاحتجاجات.
هدوء مخادع
ويقول بلاك إن دمشق تبدو هادئة وطبيعية، لكن هذا المظهر مخادع رغم أن خطوط المواجهة بين النظام والمعارضة تتركز في مناطق أخرى مثل حمص وحماة وإدلب ودرعا. ويشير الى أن هناك شبه يقين بين نشطاء المعارضة بأن الثورة لن تحقق أهدافها قريبا، وخاصة بعد خطاب الأسد الأخير الذي كان بمنزلة إعلان حرب لحشد أنصاره، حيث تحيط الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس، ماهر، في العاصمة والمباني الحكومية تحميها السواتر والتحصينات والمقرات الأمنية تحميها الرشاشات الثقيلة. ويقول بلاك إن أنصار النظام يعلنون عن تأييدهم للإصلاح السياسي والتفاوض مع المعارضة «السلمية» ويحذرون من مخاطر إسقاط الأسد لأنه سيؤدي الى «فتح أبواب جهنم»، كما يرون. لكن بالنسبة لمسؤولي الأمن في سوريا فان حل الأزمة الحالية يمر عبر «الاستمرار في أعمال القتل حتى تتوقف الاحتجاجات والانتظار الى أن يطرأ تغير في الموقف الغربي»، وفق قول رجل أعمال مقرب من السلطة.
كما يطل التوتر الطائفي برأسه في المشهد السوري، حيث يشعر العلويون بالخوف، مثل المرأة العلوية التي تعيش في دمشق وتخشى أن تأخذ سيارة أجرة عند زيارة صديقة لها لأن «السائق السني قد يختطفها أو يبيعها للقتلة».
الدولة تنهار
وتناول المراسل وجها آخر للأزمة التي يواجهها النظام السوري والمتمثل في شلل بعض مفاصل الدولة، حيث «تنهار الدولة بشكل بطيء»، حسب قول أحد الخبراء، وتنقطع الكهرباء لساعات طويلة يوميا. وهناك نقص في امدادات وقود السيارات بسبب الكميات الكبيرة التي يستهلكها الجيش في عملياته. ويشعر مسؤولو الأمن بالقلق من ظاهرة دفع الرشى لاطلاق سراح معتقلين، ومن أن نصف الأسلحة التي بحوزة مسلحي المعارضة مصدرها ضباط الجيش.
حرب أهلية
وفي ختام تقريره يقول بلاك انه لا يمكن لأحد أن يتنبأ الى متى تستمر الانتفاضة السورية، حيث يشعر أنصار المعارضة- رغم إعرابهم عن تفاؤلهم- بأن موازين القوى ليست في مصلحتهم في المستقبل القريب، إذ لا توجد أي بوادر على إمكانية تدخل دولي على غرار ليبيا، ما يعني أن «الأوضاع وصلت الى طريق مسدود وجميع المؤشرات تقول إننا نسير نحو حرب أهلية مديدة لأن الأسد ما زال يتمتع بتأييد كبير»، وفق قول الناشط السياسي العلوي لؤي حسين.
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه تأكد لديها نبأ اعتقال القوات السورية للمهندس التلفزيوني سعيد الديركي (كردي الأصل)، الذي صوّر مقطع فيديو، يكذب به الإعلام السوري، عندما كان الرئيس الأسد يخطب في ساحة الأمويين يوم 11 من الشهر الجاري. وأوضحت أن الديركي صوّر الفيلم من شرفة أحد مكاتب مبنى الإذاعة والتلفزيون المطل على الساحة، ليكذب ما ذكره الإعلام السوري من أن «مليونية» متواجدة في ساحة الأمويين خلال خطاب الأسد. وأضافت ان المخابرات السورية تمكنت - تحت التهديد - من انتزاع الاعتراف من الديركي، وحملت الهيئة النظام السوري مسؤوليته، مطالبة بعثة المراقبين بالسعي للكشف عن مصيره.
19/01/2012
قصف متواصل في حمص وتعزيزات أمنية في درعا وإدلب الجيش السوري ينسحب من الزبداني في أول {هدنة} مع المنشقين
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ- أكدت مصادر من الزبداني في ريف دمشق، أن الجيش السوري انسحب من المدينة بعد حملة عسكرية ضخمة، انتهت بمفاوضات- هي الأولى من نوعها- مع عناصر الجيش السوري الحر وعدم تمكن القوات النظامية من اقتحامها بعد قصف مستمر منذ أيام على التوالي.
تزامن ذلك، مع استمرار العمليات العسكرية في عدد من المدن، في وقت أقر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بأن الأوضاع في سوريا «تتعقد»، فيما ينتظر أن تقدم بعثة المراقبين- التي تنتهي مهمتها اليوم- تقريرها الى اللجنة المكلفة الملف السوري، تقول فيه إن الحكومة السورية «لم تنفذ تعهداتها بوقف العنف والقمع، ولم تتقيد ببنود البروتوكول الموقع مع الجامعة». وسيقرر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم السبت مصير هذه البعثة والخطوة المقبلة بخصوص الأزمة السورية، وسيكون الاقتراح القطري (إرسال قوات حفظ سلام) على جدول الأعمال».
وفي هذا الخصوص، كشفت مصادر تابعة للجامعة عن إضافة بنود جديدة على بروتوكول المراقبين، ومنها «أن تعمل البعثة كهمزة وصل بين الحكومة السورية والمعارضة لتسهيل الحوار، وتوسيع هامش حرية العمل أمام المراقبين».
وأمس، قال القيادي المعارض كمال اللبواني إن قوات الجيش والأمن وافقت على وقف لإطلاق النار في الزبداني المحاذية للحدود اللبنانية، ينسحب بموجبه الجيش من المدينة ويغادر المتمردون الشوارع. وأكد أن القصف توقف وان أئمة المساجد يعلنون الاتفاق عبر مآذن المدينة.
ولم يصدر أي تعقيب من السلطات السورية، فيما ذكر بيان لعناصر مسلحة يرتدون زياً عسكرياً في شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، أنه وبعد انتهاء المهلة التي حددتها «كتائب حمزة بن عبدالمطلب» لانسحاب قوات الجيش، تم تعطيل أحد أبراج الاتصالات، وسط تهديد بضرب أهداف استراتيجية في المدينة.
من جهة ثانية، قتل شخصان وجرح آخرون برصاص الأمن في إدلب (شمال غرب) التي شهدت بعض مدنها وصول قافلة عسكرية تضم عشر آليات ومئات الجنود. كما وقعت اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة في كفرتخاريم إثر اصابة اربعة متظاهرين برصاص الأمن في البلدة، فيما أفادت الهيئة العامة للثوة بأن قوات الأمن أعدمت المواطن زكيرا أحمد زهرة رميا بالرصاص عند حاجز عسكري.
وفي حمص (وسط)، لا يزال عدد من الأحياء السكنية يتعرض لقصف متواصل ولإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة منذ 3 ايام، خصوصا في حيي دير بعلبة والبياضة، حيث سمع أيضا دوي انفجارات شديدة. وفي درعا، حيث يؤكد ناشطون أن الجيش والأمن يحاصرانها، وصلت تعزيزات أمنية جديدة دخلت وسط المدينة وسط اطلاق كثيف للنار مع تمشيط كامل للمناطق.
من جهتها، ذكرت وكالة سانا انه تم العثور على جثمان طبيب في حي البياضة في حمص «كانت اختطفته مجموعة ارهابية مسلحة قبل أيام»، مشيرة الى وجود «اثار للتنكيل والتعذيب وانه توفي خنقا». كما أشارت الى مقتل مهندسة في ريف حماة «متأثرة بجروحها التي أصيبت بها جراء تعرضها لطلق ناري في الرأس من قبل مجموعة إرهابية مسلحة الثلاثاء».
19/01/2012
كاميرون: الأسد طاغية بائس عقوبات أوروبية جديدة تشمل 22 شخصاً و8 مؤسسات
بروكسل، لندن - أ ف ب، رويترز - قررت دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على 22 شخصا في سوريا، وثماني منظمات أو مؤسسات سورية إضافية، بسبب تواصل أعمال القمع في البلاد على يد أجهزة النظام.
وستشمل الاجراءات الجديدة تجميد الودائع، ومنع السفر الى أوروبا، مما يوسع اللوائح السوداء الموجودة. وهي السلسلة الحادية عشرة من العقوبات الأوروبية ضد سوريا.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده يجب أن تلعب دورا قياديا في الجهود الدولية الرامية لتشديد العقوبات على سوريا، واصفا الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «طاغية بائس».
وقال إن هناك دلائل متزايدة على أن إيران تدعم الأسد، مضيفا أمام البرلمان «بريطانيا بحاجة إلى أن تقود الجهود الرامية للتأكد من تشديد العقوبات.. حظر السفر وتجميد الأرصدة.. على سوريا.. وفيما يتعلق بمن الذي يساعد الحكومة السورية فعليا على قمع شعبها.. هناك دلائل متزايدة على أن إيران وحزب الله تقدم دعما ضخما».
درعا وحمص وادلب والزبدانى تحت سيطرة الجيش السورى الحر
الخميس، 19 يناير 2012 - 18:12
صورة أرشيفية
كتب محمد طنطاوى
أكدت تنسيقيات الثورة السورية اليوم الخميس أن عدة مدن وبلدات أصبحت تحت السيطرة الكاملة لقوات الجيش السورى الحر، وأن درعا وحمص وإدلب والزبدانى، أصبحت تحت السيطرة الكاملة لعناصر الجيش المنشقين.
وأضافت التنسقيات فى بيانٍ لها، أن قوات الجيش الحر أجبرت قوى الأمن والجيش والشبيحة التابعين لنظام الرئيس بشار الأسد على الانسحاب فوراً نظراً للخسائر الفادحة "بشريا وعسكريا"، التى تكبدتها قوات الأسد.
من جانبه، قال الناشط السورى "محمد سعدون" عضو اتحاد تنسيقيات الثورة فى مدينة حمص، إن عناصر الجيش الحر باتوا يتجولون الآن فى شوارع حمص بحرية تامة، مضيفاً، أن النصر بات قريب جداً لتحرير باقى المدن والبلدات السورية الأخرى مثل حماه وحلب وريف دمشق.
إلى ذلك، انطلقت الدعوات على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، بسرعة دعم الجيش الحر بالمال والسلاح والدعاء.
وقالت "الهيئة الثورية لدعم أحرار الجيش فى الداخل"، فى بيان لها اليوم الخميس حصل اليوم السابع على نسخة منه، إنه بعد ساعات من إطلاق هذه الحملة على الفيس بوك، وصل مسئولى التبرعات ما يقرب من 28 ألف دولار.
وأهابت الهيئة الأمة العربية والإسلامية بمساعدة الجيش الحر ودعمه بشتى الصور والوسائل حتى يحققوا الهدف المرجو من جهادهم، بإسقاط نظام الأسد وتقديمه للمحاكمة مع رموز نظامه ال1ين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء – على حد قولها-.
كما طالبت الهيئة خطباء المساجد فى شتى المدن العربية والإسلامية الدعاء للشعب السورى، بالأمان والسلامة من بطش الأسرة الأسدية الحاكمة.
الجامعة تناقش مستقبل المراقبين غداً.. والسودان يطالب بدعمهم: مواصلة العمل أو الاستعانة بالأمم المتحدة
صورة من شريط فيديو بث على {يو تيوب} يظهر دبابة للجيش السوري في حي البياضة في حمص وقد اشتعلت فيها النيران. (أ ف ب)
دمشق، القاهرة، الخرطوم- أ ف ب، رويترز، د ب أ- تستمع الجامعة العربية غدا إلى «تقرير حاسم» قدمته بعثة المراقبين في سوريا أمس، ومن شأنه أن يحدد مستقبل عمل هذه البعثة والخطوة المقبلة تجاه الأزمة السورية المتواصلة منذ عشرة أشهر.
في الأثناء، قلل السودان من شأن انتقاد أداء المراقبين، قائلا «إنه يتحسن ويجب أن يحصل على مزيد من الدعم»، في وقت طالب ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني، جامعة الدول العربية بسحب بعثة مراقبيها، كما طالبوا بتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف.
اعتراف بصعوبات
وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري غدا في القاهرة لدراسة تقرير بعثة المراقبين، وتقديم توصياتها الى وزراء الخارجية الذين سيعقدون اجتماعا في اليوم التالي بخصوص الموضوع ذاته.
وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي «إننا الآن في مرحلة مفصلية، فالبعثة انهت مدة مهمتها، وهي شهر بالكامل وفق البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية، والتقرير الذي قدم سيكون محل تقييم، كما ستكون هناك متابعة حثيثة لأعمال البعثة وردود الفعل والتقارير التي نتسلمها يوميا والتي على ضوئها سندرس كل الاحتمالات، ومنها معرفة ما إذا كان بالإمكان إعادة الفريق الى هناك (سوريا) أو زيادة عدد أعضائه، وما إذا كان بالإمكان مواصلة المهمة أم لا بد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة». ونبه الى أن هناك حاليا بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل البعثة التي «تعرضت إلى عدد من الممارسات وصلت إلى درجة التعدي على بعض الأفراد واصابتهم بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها»، مضيفا «هذا أثر على عمل اللجنة وتحركها رغم البيان الذي صدر عن الخارجية السورية والذي أكد الالتزام بحماية اللجنة وتسهيل كل تحركاتها حتى وصل الأمر إلى تقديم الاعتذار».
الخطوة التالية
من جهة ثانية، قال وزير خارجية السودان علي أحمد كرتي إن بعثة المراقبين تقوم بمهمتها على نحو جيد، رغم أنها بدأت مهامها بعدد محدود من المراقبين.
وأكد في تصريح أنه «يوما يعد يوم تحقق البعثة المزيد والمزيد»، رافضا تأكيدات المنتقدين بأن المراقبين قدموا للرئيس بشار الأسد غطاء دبلوماسيا ومزيدا من الوقت لسحق خصومه.
ومن المقرر ان يبحث وزراء الخارجية العرب الأحد الخطوة التالية بخصوص سوريا، لكنهم منقسمون بشأن كيفية التعامل مع الأزمة، مثلما هو الحال في مجلس الأمن الدولي الذي فشل حتى الآن في تبني أي موقف موحد.
وقال كرتي إن وزراء الخارجية، يأملون في أن يكون تقرير المراقبين «إيجابيا»، مشددا على أنه «يجب تقديم مزيد من الدعم لهم، من خلال زيادة عددهم وإتاحة مزيد من التسهيلات لمهمتهم».
الشفافية والمصداقية
يأتي ذلك فيما طالب ائتلاف المنظمات المدنية العربية، الذي يضم 142 منظمة من سوريا ومصر والجزائر والسعودية والسودان ودول عربية أخرى، من الجامعة العربية «الاعتراف بالأخطاء التي قوضت كفاءة بعثتها والإفراج أمام الجميع عن تقرير المراقبين ومهمتهم وسحب البعثة، بسبب فشل النظام السوري في تطبيق بروتوكول المراقبين».
كما طالبوا مجلس الأمن الدولي «باتخاذ قرار بشأن التعامل مع العنف في سوريا». ومما جاء في بيان الائتلاف «أن بعثة المراقبة تفتقر للمصداقية والشفافية الأساسية، فهي تخضع لسلطة رئيس المخابرات العسكرية السودانية السابق، الذي كان مستشارا للرئيس السوداني في دارفور وقت ارتكاب المذبحة هناك».
وأضاف البيان «لم يستطع أحد أن يقوم بوظيفته كمراقب، بل على العكس قامت البعثة بمنح النظام السوري الشرعية».
20/01/2012
31 قتيلا .. وواشنطن تنصح «السوري الحر»: عسكرة الوضع تصب في مصلحة النظام
دمشق، واشنطن- أ ف ب ـ د ب أ ـ كونا ـ طالبت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا العالم بزيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد ونظامه، معلنة رفضها لأي وساطة خصوصا الإيرانية، وتمسكها بالمقاومة السلمية، فيما دعت واشنطن «الجيش السوري الحر» الى «تجنب عسكرة» الوضع القائم في سوريا حتى لا يعطي النظام «ذريعة» لممارسة المزيد من العنف ضد المحتجين المطالبين باسقاطه، منتقدة في الوقت نفسه استمرار تصعيد العمليات العسكرية التي يشنها الجيش وقوى الأمن في المدن والبلدات السورية. تزامن ذلك مع مقتل 31 شخصا، بينهم ضابط منشق في إدلب وآخر من الجيش النظامي واربعة نشطاء قضوا في كمين نصبته لهم قوات الأمن في ريف إدلب، ومدني قضى بانفجار سيارة مفخخة في حي الميدان في دمشق.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «إن عسكرة الأزمة في سوريا سيكون في مصلحة النظام، ويعطيه ذريعة لممارسة المزيد من العنف». وأضافت «رسالة واشنطن للجيش السوري الحر هي مواصلة رفض العنف، لأننا نريد رؤية كل المعارضة تعمل مع بعضها بعضا لوضع خريطة طريق واضحة لمرحلة انتقالية وتحول سلمي نحو الديموقراطية».
وتابعت بولاند إن «الأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات الأمنية السورية في حمص والزبداني ومناطق أخرى لا تتطابق مع وعود النظام السوري مع الجامعة الدول العربية»، مشيرة الى أن «وزارة الخارجية تسلمت تقارير تؤكد ارتكاب قوات سورية نظامية لاعتداءات وحشية ضد أهالي الزبداني، وكذلك عن قتال عنيف في حماة وحمص».
من جهة ثانية، قال مراقب الإخوان المسلمين حمد الشقفة إن على الجامعة العربية الضغط على مجلس الأمن لاتخاذ «إجراءات رادعة» مع الأسد، مضيفا «الشعب السوري مصمم. لن يعود أحد إلى منزله ما لم يرحل بشار.. هناك تصميم والشعب سيصل إلى هدفه بمشيئة الله». ومضى يقول «على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لا بد أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام». كما طالب بفرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة»، لكنه رفض أن يصل ذلك إلى حد التدخل العسكري.
وقال الشقفة إن الجماعة تؤيد الاحتجاجات السلمية وتريد من القوات المعارضة أن تقتصر في عملياتها على الدفاع عن المتظاهرين المسالمين.
وتابع «لا أنصح الجيش السوري الحر بشن أي هجمات.. غير ان الهجمات الدفاعية (هي المقبولة). لا نريد حربا ولا نريد مواجهة»، مؤكدا أن الجماعة ترفض وساطة إيران، وإن على طهران أن تنأى بنفسها عن السلطات السورية.
ومضى يقول «أرسلوا وسيطا تركيا لكننا رفضنا الحوار.. عرضوا علينا المشاركة في السلطة، لضمان بقاء الأسد، وبالنسبة لنا ليس مقبولا بقاء بشار في السلطة بعد كل هذه الجرائم».
20/01/2012
تحليل إخباري مطلوب أكثر من هدنة الزبداني
يطرح خبر «اتفاق هدنة» الذي عقد في الزبداني بين الجيش السوري النظامي، و«الجيش السوري الحر»، مع مواجهات ضارية استمرت أياما متواصلة، أسئلة ما إذا كان نظام الرئيس بشار الأسد بدأ يتراجع عن تمسكه بالحل الأمني، في إطار تكتيك جديد يلجأ إليه بعدما بدأت الأمور تفلت من بين يديه؟ أم أن الجيش نفسه بدأ يتصرف في مكان ما بمعزل عن القيادة السياسية العليا الممسكة بزمام أمور البلاد، من منطلق مراجعة المواقف؟ أم- وكما تقول المعارضة- أن المقاومة التي أبداها الأهالي والمواجهة العنيفة التي خاضها المنشقون أجبرت قوات النظام على الانسحاب؟
أكثر ما يلفت في نص اتفاقية الهدنة - وهي الأولى من نوعها منذ بدء حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام في مارس الماضي - اشتراطها انسحاب مخابرات الطيران والشبيحة من البلدة ومحيطها، بالاضافة الى انسحاب الجيش (قوات وآليات) مقابل وقف إطلاق النار من قبل الجيش الحر، وإزالة الحواجز التي أقامها داخل المدينة، بعدما فرض سيطرته بالكامل عليها، وإنهاء كل المظاهر المسلحة.
ومخابرات الطيران هي الأكثر شراسة بين الأجهزة الأمنية في سوريا. وممارساتهم معروفة لدى المواطنين بأنها الأكثر فظاظة. ويقال إن من يدخل أي مقر لهذا الجهاز يصبح في حكم المفقود تلقائيا. كذلك يروى الكثير عن قائد هذا الجهاز جميل حسن بأنه «شخصية أسطورية» في فن التعذيب والتنكيل والقسوة. وبالتالي فإن نجاح مثل هذا الشرط يدل على قوة موقع المعارضة في المنطقة.
توقيع الهدنة- بين وجهاء الزبداني والجيش الحر من جهة والقوات النظامية من جهة أخرى- مع موافقة دمشق على تمديد مهمة بعثة المراقبين العرب. ويمكن قراءتها أيضا على أنها استجابة لبنود البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية. كما تزامنت مع صدور عفو رئاسي عام عن المعتقلين في إطار الأحداث، ومع تجدد الحديث عن تدويل الأزمة السورية في ظل التقارير التي تقول إن دمشق لم تستجب للمبادرة العربية، وأن مهمة المراقبين فشلت في وقف أعمال العنف والقمع التي يمارسها نظام الأسد ضد المحتجين.
لا شك في أن المقاومة التي أبدها أهالي الزبداني والخسائر الكبيرة التي أوقعها المنشقون في صفوف الجيش النظامي وقوات الأمن، كان لها دور كبير في جعل المعارضة تسجل أول انتصار معنوي وسياسي في حراكها، بجعلها السلطة تبدو وكأنها تتراجع عن القوة في تعاطيها مع الأحداث، وتنصاع للمرة الأولى لمطالب المواطنين، ولو أن آلياتها العسكرية ظلت تنشط في مناطق أخرى.
فهل نتوقع خطوات مشابهة من القادة العسكريين، تساهم بدورها في توجيه الدفة التي يدير بها الأسد الأزمة في البلاد
ما يلفت الانتباه أيضا أن الحدث قد غير فجأة الخطاب السياسي والإعلامي على مستوى المعارضة، إذ سمح بمجرّد حدوثه أن يأتي أعضاء بارزون في الكيانات السياسيّة لهذه المعارضة، كي ينتقدوا كياناتهم بذاتها وأدائها، والقول إنها ليست على مستوى تضحيات الشعب السوري، وأنّها توجه جهودها نحو الاستجداء بالخارج، بدل الثقة والعمل مع شعبها. فهل يأتي الحدث أيضاً بمراجعة مماثلة كبيرة لدى الموالاة، أنّه لا يجوز أن يدفعوا هم وسوريا برمّتها ثمن بقاء سلطة فقدت عقلها وانفلتت من عقالها وقتلت شعبها ومزّقت أوصاله.
الساعات الآتية والأيّام القليلة المقبلة مفترق طرق، فعسى ألا يكون ما تحقق في الزبداني مجرد هدنة، وألا يمضي نظام الأسد في جر سوريا وأبنائها إلى جحيم التدويل أو الحرب الأهلية.
منى فرح
20/01/2012
الأكراد يعلِّقون عضويتهم في تكتلات المعارضة
دمشق- يو بي أي- علقت أحزاب «المجلس الوطني الكردي» السوري عضويتها في جميع أطر المعارضة السورية.
وقال عضو المكتب السياسي لحزب «يكيتي» الكردي المعارض في سوريا فؤاد عليكو إن أحزاب «المجلس الوطني الكردي» علقت عضويتها في «هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي» و«المجلس الوطني السوري» و«إعلان دمشق للتغيير الديموقراطي» على خلفية عدم التوصل حتى الآن إلى تفاهم مع الكتل المعارضة الثلاث بشأن الحصول على «اعتراف دستوري بوجود الشعب الكردي كقومية أصيلة في البلاد وإيجاد حل ديموقراطي للقضية الكردية في البلاد على قاعدة حق تقرير المصير». وعن فتح قنوات حوار مع السلطة قال عليكو «لا، فكل القنوات أغلقت مع السلطة»، موضحاً أن العفو الرئاسي الأخير الذي أصدره الرئيس بشار الأسد «قد شمل بعض الكوادر الكردية المعتقلين، ولكن لم يتم الإفراج عنهم إلى الآن، وهو متوقع قريبا بحسب ما أبلغنا به المحامون».
الجامعة تحسم مصير بعثتها في سوريا اليوم.. وتوجُّه عربي وسوري للتمديد غليون في القاهرة للضغط لإحالة الملف إلى مجلس الأمن
صورة من شريط فيديو بث على يوتيوب يظهر سيدة سورية وهي تعبر عن معارضتها لنظام الأسد بطريقة الرقص بين متظاهرين في ادلب (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، د ب أ، رويترز- استبقت المعارضة السورية اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة، وقدمت طلبا رسميا الى الجامعة العربية تطلب فيه إحالة ملف الأزمة السورية الى مجلس الامن الدولي، فيما لقي أكثر من 57 شخصا مصرعهم في أحداث عنف متفرقة في البلاد، بينهم 15 سجينا قضوا بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلهم في غرب البلاد، و12 شخصا، بينهم طفل، برصاص قوات الأمن والجيش في كل من حمص ودير الزور وادلب وريف دمشق،وعشرة عسكريين بينهم 4 ضباط وجندي منشق.
وتعكف المعارضة السورية على إعداد «تقرير مضاد» تريد من خلاله الكشف عن «أوجه الاختلافات» مع تقرير يفترض أن يكون رئيس بعثة المراقبين العرب التابعة للجامعة العربية محمد أحمد الدابي قد قدمه أمس، تمهيدا لمناقشته اليوم في القاهرة من قبل اللجنة الوزارية المكلفة الشأن السوري ووزراء الخارجية العرب، حيث يتوقع أن يجري التمديد للمراقبين شهرا آخر.
تقرير مضاد
وذكرت مصادر مقربة أن المعارضة ستقدم هذا التقرير إلى الجامعة العربية لكي تكشف لأعضائها ما حدث تحديدا أثناء فترة تواجد المراقبين في سوريا، نظرا لأنها تعتقد أن التقرير الذي سيقدمه رئيس البعثة لن يكشف كل شيء.
جاء ذلك فيما التقى رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون التقى أمس الأمين العام نبيل العربي، في القاهرة بحضور عدد من الأعضاء، وقدموا طلبا رسميا باسم المعارضة يطلب من الجامعة تحويل ملف الأزمة الى مجلس الأمن وكذلك نتائج بعثة المراقبين إلى مجلس الأمن {لأن المراقبين لمك ولن يعملوا في ظروف موضوعية}، بحسب غليون.
وتتعرض البعثة لانتقادات شديدة، وهي متهمة بـ«الانحياز» للنظام السوري.
ترجيح التمديد
وبدأت الجامعة منذ أمس سلسلة من المناقشات بشأن ما إذا كانت ستمدد مهمة بعثتها المثيرة للجدل وسط استمرار العنف، ووسط توقعات وترجيحات عديدة بأن الكثير من الدول العربية تحرص الآن على فكرة تمديد عمل البعثة لاعطاء فرصة أخرى للمبادرة العربية لإنهاء العنف في سوريا، وذلك رغم التشكيك في إمكانية أن يؤدي مثل هذا التمديد الى تحقيق نتائج مثمرة.
وفي هذا الشأن، نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مسؤولين، لم يكشف عنهم، قولهم إن دمشق تود أن يمضي المراقبون قدما في عملهم. وفي الوقت نفسه، قال مصدر دبلوماسي عربي إن الجامعة تتجه للإبقاء على مراقبيها في سوريا «في غياب توافق عربي أو عالمي بشأن كيفية حقن الدماء في هذا البلد».
واستدرك الدبلوماسي مضيفا «نعم. ليس من رضا كامل عن تعاون سوريا.. ولكن في غياب أي خطة دولية للتعامل مع الأزمة فان بقاء المراقبين هو الخيار الأفضل الآن».
استهداف مساجين
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «عدد الشهداء الذين قتلوا خلال انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقل مساجين على طريق ادلب قرية المسطومة ارتفع الى 15»، مشيرا الى اصابة 26 آخرين «بعضهم في حالة حرجة»، كما أصيب 6 من عناصر الشرطة المرافقة.
ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء «سانا» رواية أخرى تقول إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين اريحا وادلب في منطقة المسطومة، ما أدى الى مقتل 14 واصابة 26 من الموقوفين».
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي أن الاستهداف تم على مرحلتين «ما أدى الى وقوع هذا العدد من القتلى والجرحى»، موضحا أن «ستة من عناصر الشرطة المرافقين لسيارة نقل الموقوفين اصيبوا وجراح بعضهم خطرة». كما استهدفت المجموعة أيضا «سيارات الاسعاف التي قدمت لاسعاف المصابين».
اشتباكات عنيفة
وفي ادلب أيضا، أفاد ناشطون بمقتل تسعة أشخاص، بينهم طفل في الخامسة من عمره. وفي الوقت نفسه، أفاد المرصد عن وقوع «اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة في بلدة كفرنبل في جبل الزاوية استخدم خلالها الجيش الرشاشات الثقيلة»، مشيرا الى «مقتل تسعة من الجيش النظامي بينهم 4 ضباط بالإضافة الى جندي منشق.
وأضاف المرصد في بيان منفصل أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومجموعات منشقة بين بلدتي احسم والبارة بجبل الزاوية». كما عثر على جثامين ثلاثة عسكريين، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، على مفرق قرية بابولين.
ونفذت قوات الأمن والمخابرات حملة اعتقالات في حي اللاذقية وقرية ابلين في جبل الزاوية واعتقلت 7 مواطنين، 4 منهم من عائلة هرموش.
وفي ريف دمشق، جرت أيضا حملات دهم واعتقال في بلدتي جرمانا وحران العواميد، فيما أعلنت لجان التنسيق المحلية انشقاق 50 عسكريا تابعين لسرية المدفعية المتواجدة في منطقة كناكر التابعة أيضا لريف دمشق.
من جهة ثانية، ذكر موقع إلكتروني متخصص في إحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، ان عدد الذين قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن وجهات موالية للحكومة السورية بلغ 6522 قتيلاً حتى 17 يناير الجاري، بينهم 466 طفلا و305 امنساءرأة.
ووفق الموقع، الذي يُعرّف نفسه بـ«قاعدة بيانات شهداء الثورة» موثقين بالأسماء وصور الفيديو، ويقول إنه يجمع معلوماته من مصادر متعددة بعضها حقوقي، فإن جل الضحايا هم من المدنيين (5800 مدني مقابل 722 عسكرياً)، ويوضح أن جزءا كبيرا من العسكريين قضوا خلال حملات أمنية شنها الجيش السوري وقوات الأمن على جنود رفضوا إطلاق النار على المدنيين أو أعلنوا انضمامهم للجيش السوري الحر.
22/01/2012
مصدر إيراني يتوقع «خطف أجانب» في سوريا ولبنان
دبي- العربية. نت- أكد مصدر كبير داخل الحرس الثوري الإيراني، وهو مقرب من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أن الأوضاع الأمنية في سوريا ولبنان قد تؤدي إلى خطف رهائن أجانب. وكشف أنه تم إرسال القيادي البارز في فيلق القدس، الحاج محمد فرد، الى سوريا، وكُلف من قبل هذه القوات بالتنسيق المباشر مع زوج أخت الرئيس السوري، الجنرال آصف شوكت، وشقيقه ماهر الأسد، في كيفية التصدي لأي عمل جاد يؤدي الى سقوط النظام.وبرر المصدر هذه الخطوة بوجود اتفاق تعاون عسكري ينطوي على دفاع مشترك مع سوريا. وذكر أن سليماني كلف فرد بالعودة مجدداً الى سوريا التي وصلها الثلاثاء الماضي ومعه مساعده حاج كاظمي، وقال إن هذا يعني أن الأمور تتجه نحو أوضاع امنية خطيرة جداً، حسب تعبيره.
وكان فرد قد عمل في لبنان وسوريا لسنوات طويلة، وأيضاً في الداخل لمدة 20 عاماً مع اللواء صياد شيرازي قائد القوات البرية للجيش الذي اغتيل عام 1991. وقال المصدر «إن سيد حسين موسوي، المعروف باسم سيد أحمد، كلف من جديد هو الآخر بالعودة الى لبنان، حيث عمل فيها سابقاً خلال فترة خطف رهائن غربيين، ومعه ميزانية مالية كبيرة»، مشيراً الى قرب ذكرى اغتيال أكبر مسؤول أمني وعسكري في حزب الله، عماد مغنية، وذكر أن الوضع الامني في سوريا ولبنان مرشح ليكون في رأس عناوينه «خطف رهائن أجانب من جديد».
وشدد المصدر على أن التنسيق جارٍ مع حزب الله وحلفائه في ضوء مخاوف الحرس الثوري من أن تشن إسرائيل عملية عسكرية في لبنان انتقاماً من حزب الله بعد الكشف عن خلية في تايلند يقودها السويدي من أصل لبناني، حسين عتريس، كانت تخطط لتفجير مصالح إسرائيلية هناك.
من جهة ثانية، أن الحرس الثوري الإيراني يدرب في معسكراته حالياً عددا من منتسبي الحرس الجمهوري السوري على أساليب مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي تعمّ البلاد ضد نظام الرئيس بشار الأسد. الطائفة العلوية التي تنتمي إليها أسرة الأسد.
22/01/2012
إغلاق السفارة في دمشق «قريباً» واشنطن: الأسد يفقد السيطرة.. وسقوطه حتمي
واشنطن - أ. ف. ب، د. ب. أ - هدَّدت الولايات المتحدة بإمكانية إغلاق سفارتها في سوريا قريبا، وسحب جميع موظفيها من هناك، بسبب مخاوف أمنية.
وجاء هذا التهديد الأميركي مع إعلان البيت الأبيض أنه يعتقد أن الرئيس بشار الأسد لم يعد يسيطر بشكل كامل على البلاد، الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدا في اللهجة الأميركية ضد دمشق بعد عشرة أشهر من الاضطرابات.
وقال مسؤولون أميركيون إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن إغلاق السفارة في دمشق، وهي خطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوتر بين واشنطن ودمشق. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن أثارت مع حكومة الأسد مخاوف خطيرة بشأن أمن السفارة، لكنها لم تعالج بعد هذا القلق، وإن قرار الإغلاق ينتظر معرفة مدى اتخاذ دمشق خطوات ملموسة بشأن الحماية الأمنية لها. وتابعت الوزارة «ابلغنا الحكومة السورية انه اذا لم تتخذ خطوات عملية في الايام المقبلة، فقد لا يكون لدينا خيار آخر غير اغلاق بعثتنا».
ومن شأن إغلاق السفارة الأميركية - الذي يعد بمنزلة قطع العلاقات الدبلوماسية رسميا - أن يخفض بشكل حاد الاتصالات المباشرة بين دمشق وواشنطن، التي تقود حملة عقوبات دولية ضد سوريا، في وقت أوضحت فيه أنها غير مستعدة للقيام بعمل عسكري.
الأسد فاقد للسيطرة
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه «من الواضح أن نظامه (الأسد) لم يعد.. يسيطر سيطرة كاملة على البلاد، ولا يعمل سوى على دفع سوريا نحو نهاية خطيرة».
ورفض كارني الاقتراح القائل ان المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج على الأزمة السورية. وأضاف «.. بل إن المجتمع الدولي اتخذ، مع القيادة الأميركية، إجراءات للضغط على نظام الأسد وعزله، ولذلك تأثير واضح يظهر في فقدان هذا النظام لسيطرته على البلاد».
اختفاء أميركي في حلب
من جهة اخرى، أعلنت الولايات المتحدة انها تسعى للتأكد من معلومات حول اعتقال مواطن اميركي يدعى عبدالقادر الشعار في مدينة حلب، شمال سوريا في 8 يناير الجاري.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين «وردتنا المعلومات عن اعتقال المواطن الاميركي عبدالقادر الشعار في حلب»، مضيفة «أجرينا اتصالات بالسلطات السورية وطلبنا تأكيد هذا الاعتقال، وكذلك الاتصال القنصلي به، لكننا لم نتلق اي رد حتى الآن».
والشعار (22 عاما) ولد في نيويورك ثم انتقل مع والديه الى حلب عندما كان طفلا، ويدرس - حاليا - الطب في جامعة حلب.
«وجدنا مخارج قانونية لتجاوُز (الفيتو) الروسي»
سرميني لـ «الراي»: إذا لم تبادر «الجامعة» وطلبنا جاهز بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن
محمد سرميني ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| بيروت - من ريتا فرج |
كشف عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني عن رفع «كتاب جاهز» الى مجلس الأمن الدولي إذا لم تتخذ جامعة الدول العربية قراراً بتدويل الأزمة السورية مطالباً مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيجتمع في القاهرة (اليوم) بـ «الكفّ عن إعطاء المهل للنظام».
وأشار سرميني الى أن بعض الدول العربية «لا تريد لتقرير بعثة المراقبين العرب أن يكون واضحاً وصريحاً» آملاً في أن يشير التقرير الثاني الذي رفعه مصطفى الدابي الى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «الى الجرائم ضد الانسانية».
«الراي» اتصلت بـ سرميني وأجرت معه الحوار الآتي:
• تقدم المجلس الوطني السوري بطلب رسمي الى جامعة الدول العربي بإحالة الملف السوري على مجلس الأمن. هل تتوقع أن يناقش مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعه ( اليوم) الطلب؟
- نحن معنيون بتقديم طلب احالة الملف السوري على مجلس الأمن لأن الشعب السوري هو من يطلب ذلك، وسيكون لنا لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، كما نقوم بلقاءات مكثفة مع بعض المندوبين من أجل إيصال مطلبنا.
• إذا لم تأخذ الجامعة بطلب احالة الملف السوري على مجلس الأمن الدولي ما الخطوات التي سيقوم بها المجلس؟
- لدينا قرار من المكتب التنفيذي من أجل رفع كتاب جاهز الى مجلس الأمن الدولي في حال تعذّر على الجامعة العربية اتخاذ قرار بهذا الشأن، كما أن المكتب القانوني الخاص بالمجلس الوطني السوري قام بإعداد دراسة قانونية حول الخيارات المتاحة أمامنا إذا استمرت روسيا باستخدام حق النقض «الفيتو»، وقد استطعنا ايجاد مخارج قانونية. ثمة قانون في الأمم المتحدة يسمح برفع الطلب الى الجمعية العامة حتى لو رفضت احدى الدول الأعضاء وهو لا يحتاج بالضرورة الى اجماع.
• أشارت بعض التقارير الى أن أطرافاً عربية لا ترغب في أن تكون لهجة تقرير بعثة المراقبين العرب قاسية. ما معلوماتك حول هذه المسألة؟
- هناك دول عربية كالجزائر والسودان لا تريد لتقرير بعثة المراقبين العرب أن يكون واضحاً وصريحاً، وبعض الجهات العربية تعمل ضد مصلحة الشعب السوري ونحن نعتبرهم شركاء النظام في قتل الشعب السوري، ونأمل أن يشير تقرير بعثة المراقبين العرب الى الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها النظام بشكل يومي وأن هناك حرب إبادة جماعية.
• ماذا عن التقرير الذي سيكشف عنه المجلس الوطني السوري بعد انتهاء جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب وما هي الجهات التي شاركت في اعداده؟
- بعض المراقبين العرب شاركوا في اعداد التقرير بالاضافة الى الناشطين السوريين، وكل المعلومات الواردة في التقرير موثقة بالصوت والصورة وسيتم عرضه بشكل تفصيلي بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء الخارجية العرب.
• ما رأيك بالمقترح التي تقدمت به قطر بإرسال قوات ردع عربية لوقف العنف في سورية خصوصاً أنه يستدعي التنسيق مع مجلس الأمن الدولي؟
- هذا المقترح غير قابل للتطبيق من جامعة الدول العربية ولن يقبل النظام به، حتى إن بعثة المراقبين التي تمّ ارسالها لم تساهم في الحد من الجرائم التي ترتكب بشكل يومي ضد الشعب السوري، فمنذ وصول البعثة الى سورية سقط 700 شهيد، وهذا يعني أن بعثة المراقبين غير قادرة على حماية المدنيين، ونطالب الجامعة العربية باتخاذ قرارات تاريخية والكفّ عن إعطاء المزيد من المهل للنظام.
• هل يعني ذلك أن هناك تراجعاً في لهجة الجامعة العربية تجاه الأزمة السورية؟
- لا بد من شكر الجامعة العربية على جهودها ولكنها في الواقع لا تملك الآليات الكافية لحماية الشعب السوري وهذا يقتضي تحويل الملف السوري على مجلس الأمن الدولي من أجل توفير الآلية الدولية المناسبة لحماية المدنيين.
• المجتمع الدولي لم يحسم موقفه بشأن تدويل الأزمة السورية باستثناء بعض الدول بينها فرنسا. كيف تفسر ذلك؟ وهل تعتقد أن القضم التدريجي من خلال العقوبات الاقتصادية يمكن أن يؤدي الى انهيار النظام؟
- بصراحة لدينا مشكلة مع المجتمع الدولي. ومنذ ثلاثة أشهر طالبنا بتجميد عضوية سورية في الأمم المتحدة ولم يحدث شيء، وأعتقد أن النظام قادر على الاستمرار لفترة معينة رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من الاتحاد الاوروبي وغيره. نحن نطالب المجتمع الدولي بضغوط حقيقية. وهنا لا بد أن نطرح السؤال التالي لماذا المطالبة بتدويل الأزمة السورية؟ لانه حتى اللحظة لا يشعر النظام السوري بالقوة الضاغطة، وإذا اتُخذ قرار على مستوى الأمم المتحدة فالنظام يستجيب بشكل فوري، وهذا ما شاهدناه في لبنان حين اتُخذ قرار دولي بإنسحاب الجيش السوري من الاراضي اللبنانية، وحتى حين رفض النظام توقيع بروتوكول جامعة الدول العربية أُرسلت له رسالة واضحة بإما التوقيع أو إحالة الملف السوري على مجلس الأمن. ما أردت التأكيد عليه أن النظام لا يفهم إلاّ بلغة القوة التي تردعه، لكن الرهان الأساسي يبقى على قوة الشارع السوري الذي يستمد قوته من عاملين أساسيين: الحراك الميداني والجيش السوري الحر الدرع الواقية للشعب السوري.
كشف المراقب الجزائري المنسحب من بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، أنور مالك، أن المخابرات السورية زرعت كاميرات خاصة لتصوير المراقبين العرب داخل حماماتهم الخاصة لابتزازهم بالصور، كما أرسلت نساء إلى غرف المراقبين للإيقاع بهم وتصويرهم في أوضاع مخلة. وقال إنه على ثقة أن بعض المراقبين تورطوا في أخطاء. وجاء ذلك في حديث المراقب المنسحب على قناة "العربية" أمس.
وقال مالك إن المخابرات السورية أرسلت إليه صورا خاصة لابتزازه عبر بريده الإلكتروني، مطالبا بسحب بعثة المراقبين لأنهم يعملون في ظروف وأوضاع لا تمكنهم من تنفيذ البروتوكول الخاص بمهمتهم.
وأفاد أن المراقبين لم تتوفر لهم أية آليات للانتقال إلى مواقع الأحداث إلا عبر الأجهزة الأمنية السورية التي كانت تتلكأ في التعامل مع الكثير من طلبات الانتقال لعدة ساعات، فضلا عن اضطرار المراقبين إلى الاعتماد على هواتفهم الشخصية.
وذكر أن الأوضاع في سوريا ليست في حاجة إلى مراقبين محليين، بل إلى مراقبين دوليين أو لجنة تحقيق دولية، مؤكدا على أن سوريا لم تسحب المظاهر العسكرية من المدن، فضلا عن استمرار قصف وحصار المناطق السكنية.
وأوضح أن رئيس بعثة المراقبين العرب صار بعد وصوله بعدة أيام إلى سوريا يتحدث إلى المسؤولين السوريين كالحمل الوديع بدون أسباب واضحة.
وقال إنه لم يشاهد صحفيا في حمص إلا من القنوات التلفزيونية التابعة للنظام السوري، وإن المسؤولين رفضوا السماح للمراقبين حتى بمتابعة القنوات التلفزيونية العربية داخل غرفهم.
وإلى ذلك، أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني الحر أن مهمة البعثة فشلت في سوريا بسبب نقص عدد المراقبين وانعدام تدريبهم وعدم توفر آلية للتحقق من الخروقات.
وقال إن الأعمال التي يقوم بها الجيش السوري الحر ليست عنفا، وإنما دفاعا عن المواطنين ضد العنف الذي تمارسه الدولة.
وطالب بعدم التمديد لبعثة المراقبين، واعتبر أن الخطوة يمكن أن تكون بمثابة حبل نجاة للنظام.
السعودية تسحب مراقبيها من دمشق، وتطالب العالم بالضغط على النظام
22/1/2012 الآن- وكالات 8:12:46 PM
الأمير سعود الفيصل
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مساء اليوم في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب إن بلاده ستسحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب في سوريا.
وقال الفيصل إن السعودية 'ستسحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي التي تهدف اساسا لحقن الدماء الغالية علينا جميعا'.
ودعا الفيصل 'الاشقاء العرب الى الالتزام بكل جدية ومصداقية بما قرره مجلس الجامعة العربية حول فرض عقوبات تهدف للضغط على الحكومة السورية لتلتزم فعلا لا قولا بما تعهدت به وهي عقوبات الأصل فيها أنها مفعلة ومستمرة طالما لم نقرر مجتمعين إلغاءها'. وتابع 'أنا لا اعتقد إنه يمكن لأحد أن يفكر بإلغاء هذه العقوبات طالما لم يلتزم الحكم السوري بعناصر الحل العربي'.
كما طالب الفيصل 'المجتمع الدولي بان يتحمل مسؤوليته بما في ذلك الدول الإسلامية وروسيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة وأن يمارسوا كل ضغط ممكن في سبيل إقناع الحكومة السورية بالتنفيذ العاجل والشامل لخطة الحل العربية'. وكانت اللجنة الوزارية العربية وافقت اثر اجتماع استغرق اكثر من اربع ساعات بعد ظهر الاحد على التمديد لبعثة المراقبين العرب في سوريا لمدة شهر ورفعت توصية بذلك الى اجتماع وزراء الخارجية.
وترأس الاجتماع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وحضره وزراء خارجية مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان الى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وقال ديبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس ان الفيصل 'تغيب السبت عن اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي كان يحضرها عادة'. والتقي الفيصل على هامش الاجتماع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الموجود في القاهرة مع وفد من قيادات المجلس للتشاور حول الاوضاع في سوريا، بحسب احد المتحدثين باسم المجلس، محمد سرميني.
23/01/2012
حزب الله يحمي قاعدة إيرانية في مضايا
المعارضة تسحب سيطرتها على {دوما}.. وألف قتيل في «شهر المراقبين» 25 قتيلاً بينهم عميد .. و60 جثة في إدلب
دمشق- أ ف ب، د ب أ، رويترز- أكثر من 120 قتيلا سقطوا في سوريا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، بينهم ستة برصاص الأمن السوري في دوما (قرب العاصمة دمشق) التي سيطرت عليها المعارضة لساعات، و60 جثة، بينهم 10 نساء، عثر عليها في مشرحة مستشفى إدلب. وبذلك يصل عدد الذين قتلوا خلال فترة تواجد المراقبين العرب الى نحو ألف قتيل.
تزامن ذلك مع تصريحات تفيد بأن قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني في بلدة مضايا، التابعة للزبداني في ريف دمشق، تعرضت لهجوم، وأن قوات تابعة لحزب الله، دخلت المنطقة قادمة من لبنان، ساعدت في التصدي للهجوم.
فقد أوضح مسؤول في الحرس الثوري أن ممثل قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، الذي زار مؤخرا سوريا للتنسيق في شأن حماية نظام الرئيس بشار الأسد من السقوط، الحاج محمد فرد، اتصل فورا بحزب الله الذي سارع الى إرسال قوات خاصة دخلت عن طريق سرغايا إلى الزبداني وتدخلت لحماية القاعدة العسكرية الإيرانية هناك.
وكشف المصدر، نقلا عن سليماني الذي يتلقى أوامره من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أن روسيا تعهدت لإيران بتواجد حاملة طائراتها وسفنها في سوريا لحماية نظام الأسد. وذكر أن هناك احتمالا بتدخل إسرائيلي، قائلا «لدينا معطيات تشير إلى أن العدو الصهيوني يحضر لدخول سوريا عن طريق البقاع الغربي في لبنان، وهو يسعى لتشكيل تحالف جديد في المنطقة ضد الشيعة، خاصة في لبنان. لذا فإن الوضع معقد ونحن نصحنا السيد حسن نصرالله بفتح قناة حوار مع الإخوان المسلمين في سوريا».
دوما «محررة» لساعات
ميدانيا، قتل 6 مدنيين برصاص قوات الأمن السورية في دوما، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر من الجيش السوري الحر سيطرت على كل أحياء المدينة مساء السبت، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن السورية، وبعد ساعات طويلة تراجع المقاتلون إلى مخابئهم ولكن بعد أن دفعوا القوات الحكومية إلى خارج المدينة. وكانت المواجهات بدأت عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار من رشاشات ثقيلة على حشد من المشيعين في جنازة نظمها نشطاء داعون للديموقراطية مساء السبت، وتحولت الى تظاهرة احتجاج ضد النظام، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وأكثر من عشرين جريحا.
وأظهرت عدة مقاطع فيديو نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي تفاصيل الحادثة، وكيف أن مسلحين سوريين وعناصر من الجيش الحر سيطروا على أجزاء من دوما. وكيف أن المواجهات تخللتها التفجيرات وتبادل إطلاق النيران.
وقال المرصد السوري إن المقاتلين تقهقروا الى مخابئهم بعد أن أخرجوا القوات الحكومية من دوما «لأنهم فضلوا عدم الاحتفاظ بالارض خوفا من ان يتخذ الجيش من ذلك ذريعة لاقتحام المنطقة والتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين».
وقال نشطاء من دوما وبلدة حرستا المجاورة إن قوات الجيش تجمعت خارج الضاحية المتمردة.
ولم يشكل هذا القتال تهديدا مباشرا لدمشق نفسها، ولكن ربما ينظر إليه على أنه قريب جدا بحيث يجعل الحكومة لا تشعر بارتياح.
من جهة ثانية قتل 18 شخصا في حمص وواحد في دير الزور وآخر في درعا، فيما أكدت مصادر ان {مجموعات مسلحة} اغتالت العميد حسن إبراهيم و الملازم أول منهل خضور في حرستا}.
ألف قتيل في «شهر» المراقبين
من ناحية أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية إن 976 مدنيا قتلوا برصاص الأمن بعد شهر من وصول المراقبين العرب إلى سوريا، بينهم 54 طفلا و28 امرأة، ومعظم القتلى كانوا في حمص (347 قتيلا).
أما في إدلب، فقد أعلن مجلس قيادة الثورة في المحافظة الحداد ثلاثة أيام على قتلى ما وصفها بمجزرة السبت التي قتل فيها نحو مائة. وكان الأهالي هناك قد عثروا على ستين جثة داخل ثلاجات المستشفى الوطني، من بينها عشر نساء، وتظهر آثار التعذيب على كثير منها.
تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف دولي مشروع عربي يطالب الأسد بتفويض نائبه صلاحيات كاملة
كرسي سوريا شاغرا أثناء اجتماع اللجنة الوزارية الملكفة بالملف السوري (رويترز)
القاهرة ـــ سناء أحمد والوكالات
دعا مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية المستأنفة مساء امس الى تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية خلال شهرين، وتفويض رئيس الجمهورية نائبه الاول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوفاق الوطني لتمكينها من اداء واجباتها في المرحلة الانتقالية.
وشدد المجلس فى مشروع قرار قيام حكومة الوحدة الوطنية على اعادة الامن والاستقرار فى سوريا، واعادة تنظيم اجهزة الشرطة بحفظ النظام وتعزيزه من خلال تولي المهام الامنية ذات الطابع المدني، مشيرا الى تعهد الدول العربية بتمويل هذا الجهد بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.
وأوضح المشروع أهمية الاخذ بالاعتبار التقدم الجزئي الذي تم تحقيقه في تنفيذ بعض الالتزامات التي تعهدت بموجبها الحكومة السورية، ووقف جميع اعمال العنف من اي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين.
واكد كذلك اهمية قيام الحكومة السورية بالافراج عن المعتقلين واخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال امام منظمات الجامعة المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث.
وشدد على اهمية سحب الجيش السوري واي قوات مسلحة من مختلف التشكيلات الى ثكناتها ومواقعها الاصلية والسماح بالتظاهر السلمي بمختلف اشكاله.
حكومة خلال شهرين
واكد ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين بمشاركة الحكومة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها تكون مهمتها تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة، بموجب قانون ينص على اجراءاتها باشراف عربي ودولي. وحث على تفويض رئيس الجمهورية نائبه الاول صلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوفاق الوطني لتمكينها من اداء واجباتها في المرحلة الانتقالية، واعلان حكومة الوحدة الوطنية حال تشكيلها بان هدفها هو اقامة نظام سياسي ديموقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم. واشار الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هيئة مستقلة مفوضة للتحقيق فى الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون والبت فيها، وانصاف الضحايا، وقيام تلك الحكومة بالاعداد لاجراء انتخابات لجمعية تاسيسية على ان تكون شفافة ونزيهة برقابة عربية ودولية.
جمعية تاسيسية
واكد اهمية الاعداد لجمعية تأسيسية منتخبة خلال ثلاثة اشهر من قيام الحكومة، تتولى اعداد مشروع دستور جديد للبلاد يتم اقراره عبر استفتاء شعبي وكذلك اعداد قانون انتخابات على اساس الدستور على ان تنجز هذه المهام بحد اقصى ستة اشهر تنتهي بانتهائها صلاحيات الجمعية التأسيسية وبعد ذلك تجرى انتخابات رئاسية.
واشار مشروع القرار الى اجراء استفتاء على الدستور، وبعد اجرائه تجرى انتخابات عامة لتشكيل الحكومة بموجبه داعيا الدول الاخرى الى تقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من اداء مهامها.
استمرار المراقبين
واكد في الوقت ذاته الاستمرار في نشر بعثة مراقبي جامعة الدول العربية والتعاون مع الامين العام للامم المتحدة لدعمهم وتوفير ما يلزم لهم من الدعم الفنى والمالي.
ولفت الى قيام الامين العام لجامعة الدول العربية بتعيين مبعوث خاص له لمتابعة العملية السياسية، والطلب من رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية والامين العام للجامعة العربية ابلاغ مجلس الامن لدعم هذه الخطة وقرارات مجلس الجامعة.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد أعلن أن بلاده ستسحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب في سوريا «لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي، التي تهدف اساسا الى حقن الدماء الغالية علينا جميعا». ومن المتوقع أن تحذو حذو السعودية الكويت وبقية الدول الخليجية المشاركة في بعثة المراقبين.
ودعا الفيصل في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس «المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته بمن في ذلك اخواننا في الدول الاسلامية واصدقاؤنا في روسيا والصين واوروبا والولايات المتحدة الاميركية... ليمارسوا كل ضغط ممكن في سبيل اقناع الحكومة السورية بضرورة التنفيذ العاجل والشامل لخطة العمل العربية».
ومما قاله الفيصل «الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون شهود زور أو أن يستخدمنا أحد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الشقيق أو للتغطية والتستر عليها!».
والتقى الفيصل على هامش الاجتماع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون ووفدا من قيادات المجلس، للتشاور حول الأوضاع في سوريا.
الطرفان مسؤولان
الى ذلك، فرضت الجامعة العربية سرّية شديدة على تقرير الدابي ووزعت ست نسخ فقط على وزراء الدول الأعضاء.
وأكد دبلوماسي عربي أن تقرير الدابي حمّل «طرفي» الأزمة السورية مسؤولية استمرار العنف. وقال الدبلوماسي . أن «أهم التوصيات التي تناولها التقرير هي ضرورة استمرار عمل البعثة في أداء مهمتها مع تدعيمها إداريا ولوجستيا بمزيد من المراقبين والتجهيزات والمعدات التي تساعدها في عمليات الرصد».
24/01/2012
كشفت أن الجيش السوري «يتفكك» موسكو: الوضع في طريق مسدود
موسكو- يو بي أي- رحّبت روسيا، أمس، بنتائج أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية وقراراتهم، لكنها في الوقت نفسه اعتبرت أن الوضع في سوريا وصل إلى طريق مسدود.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الجامعة العربية لن تتراجع عن خطتها التي تقضي بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما السيناتور ميخائيل مارغيلوف أن القيادة السورية لا تزال تأمل بأن تنجح بإنهاء الأمر مع المعارضة، معتبراً أن «هذه الخطوات يمكن ان تؤدي فقط إلى حرب أهلية واسعة النطاق».
ولفت مارغيلوف الى انه «اعتمادا على الأخبار التي ترد، يجري بعض التفكك بصفوف الجيش السوري»، موضحا أن «المنشقين استولوا قبل أيام على مدينة دوما في ريف دمشق، وقبلها في الزبداني.. وجرت صدامات مسلحة.. وبعبارة أخرى، إن تصدي المعارضة يجري حسب سيناريو الحرب الأهلية».
22 قتيلاً بينهم 5 جنود في حمص
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ- لقي 22 شخصا حتفهم في سوريا أمس برصاص الأمن، بينهم 15 في ريف دمشق، و5 في حمص وقتيلان في إدلب، وقتيل واحد في كل من درعا ودير الزور. وقال المرصد لاسوري لحقوق الإنسان إن القتيل في درعا كان مجندا فارق الحياة بعد رفض الضابط المسؤول صرف العلاج اللازم له.
كما أعلن المرصد مقتل خمسة جنود من القوات النظامية وإصابة 13 آخرين إثر اشتباك مجموعات منشقة مع حاجز عسكري امني مشترك في قرية الزراعة التابعة لمدينة القصير. وقال المرصد إن المخابرات الجوية سلمت جثماني شخصين توفيا في مقرها تحت التعذيب الى عائلتيهما في دوما.
ارحل.. رغم الطلاء
من جهة ثانية، تنتشر نقاط التفتيش التابعة للجيش النظامي بكثافة في درعا، مهد التمرد المستمر في البلاد منذ عشرة أشهر، وتحاصر المدينة والملصقات التي تحمل صور الرئيس على الجدران وضباط الأمن يتولون القيام بدوريات الحراسة.
ولكن في الشوارع المكتظة بالمتسوقين والسيارات تضطرم نار الخوف والغضب تحت الرماد. فتهتف فتيات واقفات خارج المدرسة قائلات «حرية.. حرية» بينما يفشل الطلاء الأسود على الجدران في إخفاء النقوش تحته. والنقوش بكلمة «ارحل» لا حصر لها. وكانت درعا معقلا للتمرد الذي بدأ في مارس، عندما خرج المتظاهرون الغاضبون الى الشوارع بعدما اعتقلت الشرطة وعذبت مجموعة من المراهقين الذي كتبوا شعارات مناهضة للحكومة على جدران المدينة.
ويتعين على الزائرين الآن المرور عبر خمس نقاط تفتيش عسكرية على الأقل لدخول درعا. ويفتش الجنود سياراتهم ويفحصون بطاقات هوياتهم.
وقال بائع «اذهب ولا تثر مشاكل لي.. فيما قالت صحافية إنها تعرضت للتهديد لأنها أبدت تأييدها للأسد.
وعلى نواصي بعض الشوارع نقشت حديثا على الجدران عبارة (الله.. سوريا.. الاسد). لكن بالقرب من المسجد العمري، حيث اندلعت اشتباكات خلال الاحتجاجات وتحيط به اليوم إجراءات أمنية، أشار بعض السكان الى أن الكثير من سكان المدينة ما زالوا يشعرون باستثناء بالغ رغم صمتهم.
وهمس بائع «ماذا تريدني أن اقول؟ الأمور غير واضحة. نفضل أن نكتمها في قلوبنا».
سورية تندّد بفتح العرب وروسيا مرحلة... ما بعد الأسد
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| القاهرة - «الراي» |
رغم الرفض السوري السريع للمبادرة العربية الجديدة التي دعت الى نقل صلاحيات الرئيس بشار الاسد الى نائبه وتشكيل حكومة انتقالية من السلطة والمعارضة تشرف على مرحلة ما بعده، الا ان المبادرة، في ما يبدو، حققت اختراقا اساسيا بتلبيتها شرطا روسيا من خلال طرح صيغة على الطريقة اليمينة لحل الازمة، وهو ما تلقفته موسكو بترحيبها بالمبادرة.
واذ تأتي المبادرة التي اعلنت بعد اجتماعات للجنة الوزارية المعنية بسورية ومجلس وزراء الخارجية العرب امتدت حتى فجر امس، لتمهد لمرحلة ما بعد الاسد من خلال عملية سياسية تفصيلية ومحددة بجدول زمني، يبدأ بتشكيل حكومة انتقالية من السلطة والمعارضة خلال شهرين مهمتها الاشراف على انتخابات رئاسية وبرلمانية، فان ذلك ينتظر ان يتأكد عندما يتوجه رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى مجلس الامن حيث تمتلك روسيا حق النقض (الفيتو) في الايام القليلة المقبلة لطلب موافقته على المبادرة، بغرض اعطائها وزنا دوليا.
الا ان موسكو اعطت اشارة رئيسية حين قالت وزارة خارجيتها في بيان انها «ترى أهمية خيار الجامعة العربية في القاهرة، بمواصلة جهودها لتسوية سلمية في سورية من دون تدخل خارجي مع احترام سيادتها»، وأضافت أن «على الحكومة السورية والمعارضة إظهار استعدادهما لاتخاذ قرارات بتسريع العمليات الديموقراطية في البلاد».
وقالت إن من الضروري «منع نشوب نزاع مسلح واسع النطاق، وخصوصاً حرب أهلية مشحونة إثنياً ستكون لها عواقب مأسوية على مصير سورية والمنطقة برمّتها»، معتبرة ان الأمر الأكثر أهمية، هو إطلاق الحوار السياسي الحقيقي، الذي يجب أن يمكّن السوريين من التوصل إلى اتفاق للقيام بالخطوات الضرورية لإخراج بلادهم من الأزمة.
وكانت دمشق قد اعلنت رفضها المبادرة الجديدة، ونقلت وكالة الانباء الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول قوله انها تمثل «انتهاكا للسيادة وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية وخرقا فاضحا للأهداف التي أنشئت الجامعة العربية من أجلها وللمادة الثامنة من ميثاقها».
واوضح أن «سورية تدين هذا القرار الذي جاء في إطار الخطة التآمرية الموجهة ضدها من قبل أدوات تنفذ هذه المخططات التي باتت مكشوفة»، مضيفا في اشارة الى المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماعات العربية: «استمعنا إلى بيانات تحريضية تعكس ارتباط أصحابها بالمخطط الذي يستهدف أمن شعبنا من خلال طلب التدخل الأجنبي في الشؤون السورية».
الراي
24/01/2012
150 ألفاً يشيعون 12 من ضحايا «دوما»
شارك أكثر من 150 ألف شخص في تشييع 12 مدنيا قتلوا في دوما (قرب دمشق) فجر أمس وخلال الأيام القليلة الماضية.. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فان هذا التشييع هو «الأضخم منذ انطلاقة الثورة» ضد نظام الأسد (عن الانترنت)
بعد تزايد عدد المنشقين وتشكيل «كتيبة أسامة بن زيد» تعزيزات عسكرية في درعا.. واقتحام حماة
دمشق ــــ أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز ــــ أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى درعا (جنوب) بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة مع منشقين هناك، فيما اقتحمت مناطق في محافظة حماة (وسط) التي أصبحت تتصدى بشكل متزايد للقوات النظامية، في حين ارتفع عدد ضحايا الحملات الأمنية والمواجهات التي وقعت الأثنين إلى 36 قتيلا، وفق ما قالته لجان التنسيق المحلية. وذكرت مواقع الثورة السورية على الإنترنت أن تعزيزات عسكرية جديدة تضم آليات ثقيلة وعددا كبيرا من عناصر الجيش والأمن السوريين تمركزت منذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء عند مدخلي مدينة درعا الشرقي والغربي، ووقفت قوات أخرى على مداخل بلدة صيدا القريبة.
وتخضع مدينة درعا لسيطرة القوات النظامية، بيد أن الجنود المنشقين أصبحوا يشكلون تهديدا لتلك القوات مع تصاعد وتيرة الاشتباكات في المحافظة الواقعة في جنوب سوريا.
اشتباكات .. واقتحام حماة
وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة أمس في عدد من أحياء درعا عقب انشقاق عسكريين، وأشاروا إلى مقتل عدد من جنود القوات النظامية وجرح 18 مدنيا.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن منشقين شكلوا «كتيبة أسامة بن زيد» في منطقة غباغب بعد اشتباكات مع القوات النظامية شملت أيضا بلدات إنخل والحارة وبصر الحرير.
وأشارت إلى أن التعزيزات التي أُرسلت إلى محيط درعا وكذلك إلى بلدة صيدا تتهيأ لعمل عسكري محتمل، مؤكدة تدهور الوضع الإنساني في المحافظة.
وأكد ناشطون سوريون أن قوات عسكرية اقتحمت مناطق في محافظة حماة وسط إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة. وقال ناشطون في لجان التنسيق المحلية إن دبابات الجيش سيطرت على مداخل المدينة وسط انقطاع كامل لوسائل الاتصال.
وأضافوا أن الناس يحاولون الهروب من المناطق المستهدفة غير أن الجيش أقام نقاط تفتيش لمنع أي شخص من مغادرة المدينة.
وفي شمال إدلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سورية أطلقت الرصاص الحي لتفريق نحو 10 آلاف شخص في بلدة البارة في جبل الزاوية لدى مشاركتهم في تشييع قتيل سقط يوم الاثنين في سراقب. وكان القتيل من أبرز رموز الثورة السورية في المحافظة.
انتقادات للدابي
على صعيد متصل، انتقدت لجان التنسيق المحلية التصريحات التي أدلى بها رئيس فريق المراقبين العرب أحمد الدابي حول الوضع في البلاد.
وقالت اللجان في بيان إنها توقعت أن تخرج بعثة الجامعة العربية بتقرير «يساوي بين الضحية والجلاد»، لأن معظم أفراد هذه البعثة «يفتقدون الحد الأدنى من المهنية.. والكثير منهم جاء بموقف مسبق معاد للثورة السورية».
واتهمت اللجان الجامعة العربية بالخضوع «في ما يتعلق بالوضع في سوريا، لتجاذبات بين مصالح الأنظمة العربية والإقليمية». وطالبت المجتمع الدولي بـ «تولي مسؤولياته (...) تجاه الشعب السوري، بموجب ميثاق الامم المتحدة، والعمل بكل الوسائل المشروعة على حماية ارواح السوريين وضمان حقهم في اختيار نظام الحكم والدستور الذي يرتأونه (...) وفق الوسائل الديموقراطية المتعارف عليها». وكان الدابي أعلن الاثنين أن «العنف بدأ ينخفض تدريجيا»، وأن «المسؤولية تقع مناصفة على المعارضة والحكومة.. وكذلك عدد الضحايا».
دمشق تمدد لبعثة الجامعة شهرًا.. ومجلس التعاون يسحب مراقبيه المعلم: ليذهب العرب إلى القمر.. سوريا جبل لا تهزه ريح
مواطن سوري يعبر الطريق في ساحة البنك المركزي السوري في دمشق (أ ف ب)
دمشق، القاهرة - القبس، أ ف ب، رويترز
وافقت دمشق امس على التمديد لبعثة المراقبين العرب شهراً كاملا بعدما كادت الجامعة العربية تعلق مهمة هذه البعثة، فيما سحبت الجامعة مراقبي مجلس التعاون الخليجي عملا بطلب رسمي قدمته الأمانة العامة للمجلس «بسبب استمرار نزيف الدم، وقتل الأبرياء، وعدم تقيد نظام الأسد ببنود المبادرة العربية».
في الأثناء، أعلنت دمشق أنها لن تأخذ، من الآن فصاعدا، بالحلول والمبادرات العربية، متهمة الدول العربية بـ«انتهاك» سيادتها، وبـ«التآمر» لتدويل الأزمة السورية. وفي الوقت نفسه، نشطت الجامعة العربية على أكثر من صعيد، فتوجهت أولا الى الحكومة السورية تطلب منها عبر خطاب رسمي التجاوب مع قراراتها الأخيرة من أجل التوصل الى حل توافقي، بينما باشرت ترتيبات تقديم طلب رسمي، للحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لمبادرتها الأخيرة التي أصدرها مجلس وزراء الخارجية.
فاقد الشيء
فبعد 48 ساعة على مطالبة الجامعة العربية للرئيس السوري «تسليم الحكم لنائبه»، خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ليقول إن «سوريا جبل لا تهزه ريح».
وفي مؤتمر صحفي في دمشق علق المعلم على موضوع توجه الجامعة إلى مجلس الأمن، بالقول «ليذهب العرب إلى نيويورك، أو القمر»، مشيراً إلى أن «موقف سوريا حازم، ويتجه إلى مرحلة ديموقراطية أكثر انفتاحاً، ودستور جديد لا يوجد في أي دولة عربية». وتابع «إن فاقد الشيء لا يعطيه»، في إشارة الى أن «دولا عربية اغتالت دور الجامعة، واتجهت نحو مجلس الأمن»، مستبعدا وجود أي مبادرة عربية جديدة لحل الأزمة السورية.
وتابع: «استبدلوا مناقشة تقرير المراقبين، بتقديم تقرير سياسي، ينتهك السيادة السورية، ويعرفون أننا لن نقبل به ..»، معتبرا أن «سوريا لبت ما التزمت به في خطة العمل العربية والبروتوكول، وهو ما أكده تقرير المراقبين، لذلك التفوا عليه».
وأضاف: «هم يحاولون رسم مستقبل بعيد عن إرادة الشعب السوري، وكأننا دولة مسلوبة الإرادة، ونحن كنا عبر التاريخ المشعل الذي يعلمهم العروبة والإسلام، وسنعلمهم الديموقراطية والتعددية.. لم يعهدوا ممارسة الديموقراطية .. وأتحدى أن يكون في بلادهم مثل الدستور الذي سيطرح للاستفتاء قريبا في سوريا.. هذه الممارسة الديموقراطية ستجعل سوريا بلدا متجددا أقوى مما هي عليه»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «من واجب الحكومة السورية أن تتخذ ما تراه مناسبا لمعالجة هؤلاء المسلحين الذين يعيثون فسادا في بعض المناطق». وشدد على أن «الحكومة السورية ستتعامل بحزم مع المجموعات الإرهابية المسلحة».
وفيما يتعلق بموقف روسيا، قال المعلم: «روسيا لا يمكن أن توافق على التدخل الخارجي بشؤوننا الداخلية.. هذا خط أحمر.. لا يستطيع أحد أن يشكك بالعلاقة الروسية السورية، لأن جذورها تاريخية».
انسحاب الخليجيين
من جهة أخرى كلفت الجامعة العربية رئيس بعثتها الفريق مصطفى الدابي إعادة المراقبين التابعين لدول مجلس التعاون الخليجي، وعددهم 52 مراقبا، عملا بطلب رسمي تسلمته الأمانة العامة للجامعة العربية.
وكانت دول مجلس التعاون قررت «التجاوب» مع قرار السعودية سحب مراقبيها من سوريا، مع التزامها بكل قرارات مجلس التعاون «حفاظا على وحدة الصف العربي، رغم القناعة بضرورة ان يكون القرار الأخير أكثر قوة، وأن يكون عاملا للضغط على النظام السوري كي يوقف القتل». وتابع البيان {هذا القرار اتخذ بعد التأكد بأن أعمال القتل مستمرة، وأن نظام الأسد لم يلتزم بقرارات الجامعة»، داعيا «مجلس الأمن لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإجبار الحكومة السورية على تنفيذ التزاماتها».
التحرك دولياً
في غضون ذلك، طلبت الجامعة عقد لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطرح فيه مقترحاتها حول حل الأزمة السورية، وتطلب دعم مجلس الأمن لمبادرتها الجديدة. وقال الأمين العام المساعد، أحمد بن حلي، إن الأمين العام نبيل العربي، ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بعثا برسالة مشتركة الى بان كي مون، تتضمن عناصر الخطة العربية، وطلبا الدعم الدولي لها. وكذلك بعثا برسائل مماثلة الى كل من الحكومة السورية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، ورئيس مجلس الأمن، ومجلس التعاون الخليجي.
25/01/2012
تحليل إخباري المبادرة العربية تقف على قدميها
محرر الشؤون العربية
القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة، الأحد، يجعل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية تقف على قدميها، وتتخذ شكلها الواضح، باعتبارها مبادرة سياسية، وُضعت كي تحقن دماء السوريين، وتُخرج سوريا من أتون الخيار الأمني الذي أشعل نيرانه النظام الحاكم.
القرار العربي الأخير يحدد خطوات الحل المنشود وتدرجه، ويرسم آفاق انتقال سوريا من حال تكاد تكون تمرينا على حرب أهلية شاملة، إلى دولة تنتمي إلى العصر، وتقوم فيها سلطات شرعية منتخبة، تتحمل مسؤوليتها في صيانة حقوق المواطنين والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات.
مثل هذا الحل هو ما يرفضه نظام الرئيس بشار الأسد. وقد أعلن رفضه فور صدور القرار، من غير مواربة، ومن دون أن يتكبد عناء تقديم تبرير لكيف أنه يتمسك بـ«الدور العربي». وفي الوقت نفسه يرفض مندرجاته. ذلك أن دمشق قبلت بالمبادرة العربية على أن تختصر ببعثة المراقبين الذين تبين أنه ليس لمهمتهم فعالية تذكر.
والواقع، أن المبادرة العربية ستبقى تفتقد أي فعالية تتجاوز دور الرقابة، إذا ما بقيت في إطارها السابق، عائمة في صياغة لا تحدد مندرجات للتنفيذ. من هنا أهمية كون القرار الأخير مرشحا لأن يتطور إلى ما يستوجب جعل الملف السوري في عهدة مجلس الأمن، وهو ما كان واضحا في تلميح رئيس اللجنة العربية، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم عندما قال إنه يمكن لمجلس الأمن أن يفرض عقوبات على سوريا، في حال عدم تنفيذها للمبادرة العربية، بعد تبنيها من قبل المنظمة الدولية.
والتلميح في تصريح حمد، كان لا بد منه، لأن مجلس الجامعة كان يتوقع، إلى حد التأكد، رفض نظام البعث لقراره الذي يستنسخ المبادرة الخليجية التي تُرجمت بانتهاء نظام علي عبد الله صالح هناك، وضمنت له خروجا «مشرفا» من السلطة.
والتلميح هذا، يرتدي أهميته الاستثنائية، من تزامنه مع قرار الاتحاد الأوروبي حظر استيراد النفط الإيراني.. لكن الأوروبيين أثبتوا تكرارا ما لقراراتهم الجماعية من قوة التأثير العملي والمباشر. فهل يمكن أن نتلمس مثل هذا التأثير لقرار يصدره مجلس الأمن بعقوبات دولية على دمشق؟
حتى الآن، لايزال نظام الأسد يراهن على ما بين يديه من أوراق، جعلت من قرارات العقوبات الاقتصادية غير ذات تأثير يذكر، ما دام بإمكانه الالتفاف عليها بسهولة، بفضل بوابة الهروب المشرعة أمامه على طول الحدود العراقية (لتصدير النفط خصوصا عبر إيران)، في وقت تزداد وتيرة استغلال المواقف المُعلنة لمن تبقى لديه من حلفاء، رغم المفاجأة التي فجرتها موسكو بتراجعها عن المضي الى ما لا نهاية في دعم هذا النظام.
ولا شك في أن النظام السوري سيسعى لاستغلال مهلة الشهر- في حال وافق على التمديد للمراقبين-، لكن ليس بالضرورة أن الشهر سينقضي هذه المرة على ما انقضت عليه الأشهر السابقة.
26/01/2012
اتفقت وواشنطن على «التنسيق الوثيق» للضغط على الأسد ومع أنقرة على رفض التدخل العسكري روسيا مستعدة لبحث «مقترحات بناءة» لحل الأزمة السورية
صورة من فيديو بث على يو تيوب يظهر سوريين في إدلب يصلون على جثمان حسن سليمان الخالد الذي قضى برصاص قوات الأمن (أ ف ب)
دمشق، واشنطن، موسكو، بروكسل- أ ف ب، رويترز، يو بي أي- نشطت المساعي الدبلوماسية بشأن الأزمة السورية، فالأوروبيون ودول عربية يستعدون للتصويت في مجلس الأمن الدولي (الاثنين أو الثلاثاء المقبل) على مشروع قرار جديد، أُعدّ على أساس خطة الجامعة العربية، وتسعى بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى الحصول على دعم روسي «لتأييد هذا المشروع الذي يتضمن المطالب العربية، بأن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد»، بينما أبدت الأخيرة استعدادها لمناقشة ما وصفته بـ«مقترحات بناءة» بشأن سوريا «مادامت لا تنص على فرض عقوبات، أو استخدام القوة ضد دمشق». ويأتي ذلك بالتوازي مع التحرك العربي الذي بدأته الجامعة لحشد دعم «دولي» لخطتها الجديدة.
محادثات روسية- تركية
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب محادثات مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده وتركيا «تعارضان التدخل العسكري في سوريا، وتريان أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف هناك. عدا ذلك نحن منفتحون على أية مقترحات بناءة لإنهاء العنف».
وجاءت تصريحات لافروف، بينما أجرى مسؤولون روس وأميركيون محادثات في موسكو حول سوريا.
وبينما لن تطرح روسيا مسودة قرار جديد، قال لافروف إن بلاده تبقى منفتحة على تعديلات لمسودة سابقة تتهم فيها كلا من الحكومة السورية والمعارضة باستخدام القوة. لكنه أصر على أن بلاده لن تدعم فرض عقوبات اقتصادية أحادية، واصفا ذلك بأنه سيكون «بكل بساطة غير عادل وغير مجد».
وتابع أن أي قرار تدعمه روسيا «يتعين أولا ان ينص بوضوح على عدم إمكان استخدامه أو تأويله لتبرير أي تدخل عسكري خارجي كان في الأزمة السورية».
.. وروسية- أميركية
وكانت روسيا والصين قد عرقلتا من قبل محاولة غربية لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين رسميا حملة نظام الأسد ضد المعارضة. كما أثارت موسكو منذ ذلك الحين غضب الغرب بمواصلة بيع الاسلحة لسوريا، بل عقدت أخيرا صفقة جديدة لبيع طائرات مقاتلة صغيرة.
غير أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة- التي جرت مع المسؤولين الروس أمس في كل من مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي موسكو- الى حل وسط في نهاية المطاف.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المحادثات التي أجراها جيفري فيلتمان، نائب وزيرة الخارجية، والمنسق الخاص فريد هوف كانت «بناءة جدا، وركزت تحديدا على الأحداث الأخيرة في سوريا». وأضافت «اتفقنا والروس على مواصلة التنسيق الوثيق في الشأن السوري، خلال الأسابيع المقبلة».
ومن جانبه قال لافروف إن روسيا منفتحة على فكرة إجراء محادثات مباشرة بين المعارضة وحكومة الأسد. وأضاف «سنرحب بأي مقترح (بشأن مكان لانعقاد المحادثات) يناسب كل الاطراف. إذا لم ترد المعارضة التوجه الى دمشق، فيمكن ان يلتقوا في القاهرة.. في تركيا أو على أراضي الاتحاد الروسي».
مشروع دولي «عربي»
من جهة ثانية، دعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار قوي بشأن سوريا.
وأضافت أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط إن الرئيس الأسد يتجاهل التزاماته تجاه خطة الجامعة العربية، بما في ذلك فشله في إنهاء جميع أعمال العنف وفي حماية المدنيين.
ودعت «مجدداً الحكومة السورية إلى السماح بدخول لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان»، كما جددت دعوتها للمعارضة السورية بالامتناع عن ارتكاب أعمال العنف، ولكنها أقرت بـ«صعوبة ممارسة ضبط النفس». وأكدت أن على الرئيس الأسد التنحي.
وقال دبلوماسيون إن الأوروبيين ودولا عربية يريدون التصويت في مجلس الأمن مطلع الاسبوع المقبل على مشروع قرار جديد «يأخذ علما بالاجراءات التي فرضتها الجامعة العربية» ضد النظام السوري في نوفمبر الماضي، و«يشجع كل الدول على تبني اجراءات مماثلة، والتعاون بالكامل مع الجامعة العربية في تطبيق» عقوبات اقتصادية. وهو ما يمكن أن يؤدي الى تعطيل مشروع القرار من قبل روسيا.
وتبنت الجامعة العربية عقوبات اقتصادية قاسية ضد سوريا، تشمل خصوصا تجميد المبادلات التجارية مع الحكومة السورية، وتجميد حساباتها البنكية في الدول العربية.
26/01/2012
العمليات العسكرية مستمرة في حماة وحمص.. وهدم مبان على من فيها 14 قتيلاً.. ودمشق ثكنة عسكرية
دمشق - أ ف ب، د ب أ - سقط 14 قتيلا في سوريا أمس، بينهم طفل وأمرأة في عمليات قصف نفذها الجيش السوري على حماة وحمص، بعد يوم دام سقط فيه نحو 70 قتيلا نتيجة العمليات العسكرية المستمرة لم تتوان خلالها القوات الأمنية عن هدم منازل وأبنية على رؤوس من فيها، منهم ما 19 قضوا احتراقا نتيجة انهيار مبنيين سكنيين في حي باب تدمر في حمص، جراء القصف العنيف. وفي الوقت نفسه عززت السلطات إجراءاتها الأمنية في محافظة دمشق، حيث ازداد عدد الحواجز ونقاط التفتيش، بينما تقترب الحركة الاحتجاجية شيئا فشيئا من العاصمة.
جاء ذلك في الوقت الذي وافقت فيه دمشق على تمديد بعثة مراقبي الجامعة العربية شهرا آخر. وفي هذا الخصوص أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم التزام بلاده بالتعاون الكامل مع البعثة، وتقديم كل التسهيلات لها لانجاز مهمتها في ضوء التفويض الممنوح لها.
وقال المعلم خلال لقائه رئيس البعثة مصطفى الدابي «إن من واجب الحكومة السورية حماية مواطنيها، ووضع حد لجرائم المجموعات المسلحة واعمالها التخريبية التي تطال المدنيين، وعناصر الامن، والمؤسسات العامة والخاصة».
سبعة قتلى
وفي التفاصيل الميدانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «القوات العسكرية السورية شنت حملة واسعة في محافظة ريف دمشق، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين، كما قتل رجل برصاص قناصة، بالاضافة الى امرأة وطفل إثر سقوط قذيفة على منزلهما في مدينة القصير في حمص (وسط)، ومدني في حماة التي تشهد عملية عسكرية واسعة في عدد من أحيائها.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «الجيش السوري يقصف أحياء في حماة، مستخدما أسلحة ثقيلة من مدرعات بي ام بي، ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سي». وأكدت «أن هناك أنباء عن تهدم عدة أبنية وسقوط جرحى وشهداء»، مشيرة الى أن «الأهالي لم يتمكنوا من الوصول إليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر، وانتشار حوالى 4000 جندي داخل المدينة».
في محافظة ادلب (شمال غرب)، أشار المرصد الى أن «مدينة معرة النعمان شهدت اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والجيش النظامي السوري، مما أدى الى اعطاب ثلاثة ناقلات جند مدرعة، ومقتل وجرح 6 من الجيش النظامي».
وفي هذه المنطقة «اطلقت القوات السورية النار بشكل عشوائي في قرية احسم، واحرقت بعض متاجر المواطنين، وذلك في محاولة منها لإنهاء الاضراب في القرية» وفق المرصد.
الحسم الأمني
من جهتها، اعتبرت صحيفة الوطن السورية أن الوضع الميداني «يذهب إلى مزيد من التصعيد في حماة وإدلب، بينما يستمر الوضع متأزما في حمص». ونقلت عن مصدر لم تكشف هويته «أن الجهات المختصة قررت حسم الموقف كليا ونهائيا، لتريح المدينة من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعية».
دمشق ثكنة عسكرية
الى ذلك، عززت السلطات السورية إجراءاتها الأمنية في محافظة دمشق، وزادت عدد الحواجز ونقاط التفتيش، خوفا من الحركة الاحتجاجية التي تقترب شيئا فشيئا من العاصمة التي شهدت في ديسمبر الماضي عمليتين انتحاريتين ضد مقرين أمنيين، وأعلنت السلطات أخيرا مقتل ضابط على أيدي مسلحين. ودارت مواجهات مسلحة في دوما وقبلها الزبداني. وفي ضواحي دمشق الشرقية، في زملكا وسقبا وحمورية وكفر بطنا «التي حررت الاحد وباتت اعلام الاستقلال ترفرف في الساحات» وفق ما صرح معارض لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه.
ودمشق التي بقيت في مرحلة أولى بعيدة عن الاحتجاجات، باتت تشهد الآن تظاهرات احتجاجية، وإن كانت قصيرة وقليلة العدد، شملت أحياء سكنية مثل الميدان والمزة وكفر سوسة.
وانتشرت قوات الأمن والجيش بأعداد كبيرة. ويقول ناشطون «إن دمشق اشبه بثكنة عسكرية» ويؤكدون أنه يصعب التظاهر في العاصمة السورية.
وازدادت الحواجز مع التدقيق في الهويات، واقيمت سواتر ترابية قرب مقار قوات الأمن في ساحة العباسيين وحي القابون. وأغلقت شوارع قريبة من المقار الأمنية أمام حركة السير.
26/01/2012
شقيقة الأسد تملك أسطول نفط وزوجته نصف «هارودز» المعارضة: هدفنا الأساسي منع تهريب الأموال من سوريا
القاهرة - أ ش أ - عبّرت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، عن خيبة أملها من القائمة الجديدة لعقوبات الاتحاد الأوروبي بحق النظام السوري، معتبرة أن القائمة تضمنت عسكريين وتجاهلت أسماء مسؤولين ورجال أعمال معروفين، يهربون الأموال خارج سوريا من دون قيود. وأوضحت مارديني لـ«العربية.نت»، أن اللائحة ضمت أسماء عسكريين، و«هؤلاء ليسوا هدفنا في هذه المرحلة»، معتبرة أن الهدف الأساسي هو منع تهريب الأموال وغسلها التي تتم عبر مسؤولين ورجال أعمال يتحركون بحرية. وأشارت إلى أن العقوبات الأوروبية والأميركية يجب أن تستهدف المسؤولين السوريين وزوجاتهم وأبناءهم ورجال الأعمال الذين يساعدون النظام.
واتهمت الناشطة السورية مارديني شقيقة الرئيس السوري بشرى الأسد بامتلاك أكبر أسطول لنقل النفط في سوريا، في حين تمتلك زوجته أسماء نصف شركة هارودز في بريطانيا، كما أكدت أن وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السابقة ديالا الحاج عارف هي المسؤولة الحالية في الشركة القابضة التي احتلت مكان رامي مخلوف، وهي كلها أسماء كان يجب أن ترد في العقوبات وفق زعمها.
كما لفتت إلى أن أنباء تحدثت عن إجراء زوجة الرئيس السوري مفاوضات مع سماسرة عرب لبيع حصتها في شركة عالمية، تتعامل بإنتاج زيوت الخردة في أوروبا.
دمشق - رويترز - غادر مراقبون خليجيون سوريا أمس، فيما طلبت الجامعة العربية من الدول الأعضاء ترشيح مراقبين جدد، لتعويض انسحاب دول مجلس التعاون الخليجي من البعثة «بسبب استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء». كما سعت الجامعة إلى دعم الأمم المتحدة لخطة لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
لكن مراقبين عربا آخرين في دمشق تعهدوا بالمضي في بعثة المراقبة التابعة للجامعة، التي تقرر تمديد عملها حتى 23 فبراير، لتقييم التزام سوريا بخطة سلام عربية سابقة.
وقال مراقب عربي كبير - طلب عدم ذكر اسمه - «نحن هنا زهاء 170، وبعدما غادروا أصبحنا حوالي 120».
وغادر مراقبون من الكويت والامارات والبحرين العاصمة السورية، ويتوقع أن يغادر مراقبون من دول خليجية أخرى دمشق، قريبا.
وكتب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني رئيس لجنة الجامعة بشأن سوريا، خطابا مشتركا إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول خطة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا.
ويطلب الخطاب عقد اجتماع مشترك في مقر الأمم المتحدة لاطلاع مجلس الأمن على التطورات والحصول على دعم المجلس لهذه الخطة.
27/01/2012
30 قتيلا.. ومحادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين قرب دمشق عشية «جمعة حق الدفاع عن النفس» «القاعدة» يستعد لشن هجمات ضد النظام السوري
جنود سوريون وعناصر استخبارات في حي عين رما في وسط دمشق التي تحولت الى ثكنة عسكرية (رويترز)
دمشق- أ ف ب، رويترز، يو بي أي- قتل 30 شخصا في سوريا أمس، معظمهم في حمص، فيما استمرت عمليات الاقتحامات والقصف من قبل الجيش وقوات الأمن ضد مدن عدة، لا سيما في ريف دمشق، حيث باشر الجيش محادثات لوقف النار مع {مسلحين من المعارضة} سيطروا على بعض المناطق هناك، في مؤشر على اقتراب الاحتجاجات من العاصمة.
في الوقت نفسه، دعت المعارضة الى المشاركة اليوم في تظاهرات «جمعة حق الدفاع عن النفس». وكان 27 قتيلا سقطوا الأربعاء، ما دفع الأمم المتحدة الى الإقرار بأنها «لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا»، فيما حذر الداعية الإسلامي السلفي الشيخ عمر بكري محمد من أن تنظيم القاعدة يستعد لشن هجمات إرهابية ضد النظام السوري.
«الجهاد في سوريا»
وفي مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف»، قال الشيخ بكري، الذي أبعدته بريطانيا عن أراضيها قبل نحو سبع سنوات ويقيم حاليا في لبنان، إن جماعات مسلمة سلفية متشددة، بما في ذلك القاعدة وجماعة الغرباء التي يتزعمها «مستعدة لتقديم المساعدة إلى أشقائها المسلمين في سوريا من خلال شن حملة من الهجمات الانتحارية ضد الرئيس بشار الأسد».
وأضاف أن تنظيم القاعدة «يمكن أن يجعل حزب البعث يهرب بعد عمليتين أو ثلاث عمليات تضحية، والتي يسميها الآخرون تفجيرات انتحارية، وسيذهب إلى البرلمان عندما يجتمع الحزب داخله ويفجره، لأنه ذكي جداً ويستطيع صنع الكثير من الأسلحة من لا شيء، ويمكن أن يذهب إلى المطبخ ويصنع بيتزا مفخخة ويسلمها طازجة».
ووصف بكري موجة الثورات المؤيدة للديموقرطية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط العام الماضي بأنها «انتصار للتنظيم، حيث منح التقلب في العالم العربي وتفكيك الأنظمة الاستبدادية وأجهزة الاستخبارات التي لا ترحم الجماعات السلفية فسحة للتنفس، وتم الإفراج عن آلاف السجناء الإسلاميين في تونس ومصر وليبيا بعد انهيار الدكتاتوريات مما جعلهم يتحولون إلى أرضية خصبة للتجنيد».
وتابع «إن القاعدة لا يزال ينتظر سماع نداء السوريين قبل أن يتدخل»، منتقداً المعارضة السورية على «طلبها مساعدة بريطانيا وغيرها من الدول الغربية الكافرة». وأضاف الشيخ بكري «أنا أول من يوجه الدعوة للجهاد في سوريا وحتى الآن ليس هناك وجود لتنظيم القاعدة في هذا البلد، وإذا استمر السوريون في المطالبة بالحرية والديموقراطية، فيتعين عليهم السعي للحصول عليهما والتمتع بهما.. ولكن في حال طلبوا مساعدتنا فإن أشقاءهم المسلمين سيأتون ويرسلون لهم الأسود».
وقال «إن تنظيم القاعدة من المرجح أن يتدخل في سوريا في حال لم تتدخل القوات الغربية وفشلت في إقامة منطقة آمنة في البلاد للمساعدة في الإطاحة بالنظام بالوسائل السلمية».
30 قتيلا
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «منشقين نصبوا كمينا لقافلة تقل قوات أمنية عسكرية مشتركة على الطريق الدولي قرب بلدة خربة غزالة الواقعة في محافظة درعا (جنوب) حيث جرت اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل 4 جنود واصابة خمسة، بينهم ضابط برتبة ملازم اول».
وأكد بيان للمرصد أن «فتى استشهد واصيب ثلاثة بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن على تظاهرة طلابية في مدينة نوى التابعة لريف درعا. وفي حماة (وسط) قال المرصد «قتل خمسة مدنيين، بينهم سيدة أصيبت ها برصاص قناصة في حي الجراجمة.
في الوقت نفسه، استمرت العمليات العسكرية في حمص،حيث سقط المزيد من المباني نتيجة القصف المدفي المركز، ما أوقع أكثر من 20 قتيلا بينهم أطفال ونساء، معظمهم في في مدينة القصير في ريف حمص.
في الأثناء، نفذت قوات الأمن «حملة مداهمات واعتقالات في دوما (ريف دمشق) التي اقتحمتها قوات أمنية كبيرة عند الساعات الأولى من الصباح «وأسفرت الحملة عن اعتقال أكثر من 200 شخص حتى اللحظة»، وفق المرصد، الذي لفت الى أن هذه القوات كانت قد «انسحبت من المدينة قبل أيام إثر اشتباكات عنيفة مع مجموعات منشقة»، وأن «الحواجز الأمنية منتشرة بكثافة في شوارع المدينة».
حصيلة الضحايا
بدورها، أوضحت الهيئة العامة للثورة أن قوات الأمن والجيش بدأت في اقتحام دوما من عدة محاور، وقد ترافق ذلك مع إطلاق كثيف للنار ونصب عدد كبير من الحواجز ومنع الدخول والخروج من المدينة.
وجاء هذا الاقتحام بعد ساعات من قصف واشتباكات دارت بين الجيش الحر والأمن السوري في بلدة عربين المجاورة، وفق مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت. كما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن شددت منذ ساعات الصباح الأولى حصارها على أحياء في حماة، فيما يواصل الطيران الحربي التحليق فوق المدينة وريفها، وأكد المصدر ذاته وجود قوات تنفذ حملة اعتقالات عشوائية. وفي أحدث تقرير لها عن تطورات الأوضاع الإنسانية في سوريا، أقرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي بأن المنظمة الدولية لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا «لأن أجهزتنا تواجه صعوبات في المناطق المغلقة تماما خصوصا أحياء حمص».
27/01/2012
لنيل «مصادقة» مجلس الأمن على المبادرة العربية العربي وبن جاسم إلى نيويورك غداً
القاهرة - أ ف ب - يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم غدا الى نيويورك لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن، وطلب «مصادقته» على المبادرة العربية الجديدة التي «تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة الى نائبه الأول، للتعاون مع حكومة وحدة وطنية، تتشكل على ضوء حوار بناء بين السلطة الحالية، وكل أطياف المعارضة».
يأتي ذلك بينما يستعد مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار تتبناه دول غربية وعربية، يؤيد مبادرة الجامعة العربية.
ولم يتبين ما إذا كانت روسيا، التي أعلنت الأربعاء «انفتاحها على أي مبادرات بناءة، لإنهاء العنف في سوريا»، ما إذا كانت ستتعاون مع مجلس الأمن، أم ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشرع القرار. وقد كررت أمس «أن العقوبات خط أحمر». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كرر أن بلاده لن توافق على أي حل يقوم على فرض عقوبات، أو ينادي بتدخل عسكري.
في شأن متصل، حث العربي دمشق على وقف العمليات العسكرية ضد «المواطنين العزل».
وفي بيان صدر عن مكتبه «طالب العربي بالوقف الفوري لكل أعمال العنف، والتزام الحكومة السورية بالامتناع عن اي تصعيد أمني او عسكري ضد المواطنين العزل». كما أشاد بجهود المراقبين الباقين في سوريا الذين يؤدون عملهم «بمهنية وجدية في ظروف بالغة الصعوبة».
حلب تدخل الاحتجاجات.. ومجزرة طائفية في حمص لم توفر الأطفال 80 قتيلاً في جمعة «الدفاع عن النفس»
عنصران من الجيش السوري الحر على سطح أحد المباني يؤمنان الحماية لمتظاهرين في حمص (أ ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ- أكثر من 80 قتيلا وعشرات الجرحى هي حصيلة عمليات القتل والقمع التي ارتكبتها قوات كتائب الأسد أمس ضد المحتجين الذين خرجوا في مدن وبلدات عدة، في تظاهرات تلبية لدعوة من المعارضة بإحياء جمعة «الدفاع عن النفس»، ليضافوا الى 62 قتيلا سقطوا في أحداث مختلفة الخميس.
أغلب ضحايا الأمس سقطوا في حماة التي تتعرض لاقتحامات عسكرية واسعة منذ أيام، وحمص التي تعرضت لمجزرة طائفية استهدفت 14 من أفراد أسرة واحدة، و12 في حلب التي بقيت حتى الأمس بمنأى عن الحركة الاحتجاجية. كما شنت السلطات حملة اعتقالات عشوائية، هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات قبل عشرة أشهر، أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها، بينما أعلنت عن مصرع 12 من عناصرها الأمنية.
تزامن ذلك مع تقارير تؤكد أن الرئيس بشار الأسد أصدر تعليمات لضباط الفرقة الرابعة، والحرس الجمهوري بـ«سحق التظاهرات نهائيا في معظم المحافظات». وقال وزير الزراعة السوري السابق أسعد مصطفى لقناة العربية إنه تسلم نسخة من هذه التقارير.
عاشت حلب (شمال)، ثاني كبرى المدن السورية، والتي لم يسبق أن شهدت من قبل تحركات احتجاجية، تطورا لافتا وبارزا في سياق الأزمة السورية، وذلك من حيث مدلولاته السياسية وانعكاساته على تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. فقد خرجت تظاهرات حاشدة في المدينة لمناسبة «جمعة الدفاع عن النفس»، خاصة في حي المرجة، تصدت لها قوات الأمن بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما أدى الى سقوط أكثر من 12 قتيلاً وعشرات الجرحى.
الفرقة الرابعة داهمت حماة
وفي حماة (وسط) داهمت الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، مصحوبة بعدد كبير من قوات الأمن، حي الحميدية في وسط المدينة، بينما حاصرت عناصر من الشبيحة الحي الذي شهد قبل ذلك قصفاً عشوائياً للمنازل.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أن سبعة مدنيين قتلوا برصاص الأمن خلال مشاركتهم في تظاهرات جمعة «الدفاع عن النفس»، وأن 14 آخرين تم انتشال جثثهم من أماكن مختلفة، وكان أصحابها قد تعرضوا للاختطاف في وقت سابق على يد جماعات من النظام، بينما لقي نحو 23 شخصا - بينهم أطفال ونساء - مصرعهم نتيجة القصف العنيف الذي دمر عدة منازل على رؤوس من فيها. وقال ناشطون إن معظم مستشفيات المحافظة تعاني من نقص في أكياس الدم والمستلزمات الطبية الأخرى.
قتال طائفي في حمص
وفي حمص (وسط) اندلع القتال بعد يوم من قول سكان إن رجال ميليشيا من العلويين قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية، في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية منذ بدء الانتفاضة.
وقال نشطاء وسكان إن رجال ميليشيا موالين للأسد قتلوا 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات، كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص، أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت، في مبنى في حي كرم الزيتون المختلط.
وأضاف النشطون أن أعمال القتل وقعت بعد سقوط قذائف مورتر على المنطقة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا. وقال طبيب يعالج الاصابات التي أحدثها القصف «لدينا أيضا 70 جريحا».
وأظهرت لقطات فيديو على موقع يوتيوب جثث خمسة أطفال مصابين بجروح في الرأس والرقبة في منزل. وعرضت اللقطات أيضا جثث ثلاث نساء ورجل في منزل. ولم يرد تعقيب من السلطات السورية التي تقيد بشدة دخول وسائل الاعلام المستقلة الى البلاد. وكان 43 مدنيا لقوا حتفهم في حمص الخميس، بينهم 9 أطفال، نتيجة القصف.
وفي أحداث أخرى متفرقة، لقي نحو عشرة أشخاص مصرعهم بعدما استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق تظاهرات خرجت في أحياء عدة في دمشق وريفها، وكذلك في ادلب وريفها وفي مدن سورية أخرى.
سيارة مفخخة
من جهة ثانية، قتل 12 عنصرا من قوات الأمن النظامية في هجومين منفصلين استهدف اولهما بسيارة مفخخة حاجزا امنيا على مدخل مدينة ادلب، مما اسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الآخر بقذائف صاروخية حافلتين لقوات الامن في بلدة المزيريب في محافظة درعا (جنوب)، مسفرا عن مقتل ستة عناصر ايضا.
29/01/2012 قوات الأسد تواجه مقاومة قوية في ضواحي دمشق
عناصر من الجيش السوري الحر واخرى من مسلحي المعارضة يبسطون سيطرتهم على السقبا في ريف دمشق (رويترز)
سقبا (دمشق) - رويترز - عند مدخل بلدة سقبا (15 دقيقة عن دمشق) يرفرف العلم السوري القديم بألوانه الخضراء والبيضاء والسوداء، مما يوضح انها لم تعد تحت سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد.
وقال مقاتل ملثم «بلطجية الأسد ليسوا هنا. طردناهم قبل ثلاثة ايام»، مضيفا أن زملاءه في الجيش السوري الحر، هم القوات الوحيدة في البلدة التي يقطنها 95 الف شخص، وتقع بالقرب من ضواحي حرستا وحمورية وكفربطنا وعين ترما.
ويتمركز العشرات من المقاتلين الملثمين عند زاوية كل شارع، حاملين البنادق الآلية والقذائف الصاروخية، في دلالة قوية على التحدي لوجودهم على مسافة تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قلب العاصمة السورية.
وأصبحت شوارع سقبا مهجورة، ولم تفتح سوى بضعة محال تجارية ابوابها اليوم الجمعة، وهو يوم عطلة في سوريا، واليوم الرئيسي للتظاهرات المناهضة للأسد.
وقال العقيد اسامة الذي قدم نفسه على انه قائد الجيش الحر «نحن هنا لحماية المحتجين. الناس يجب ان تتظاهر بحرية، ولن نسمح لقوات الأسد باطلاق النار عليهم. سنصدهم عندما يصلون إلى هنا».
وقال رجل يحمل قذيفة صاروخية ان جميع المقاتلين من المنشقين على الجيش الذين اخذوا اسلحتهم معهم عندما انشقوا. ويواجه هؤلاء الاشخاص قوات الامن التي يقولون انها تستخدم قذائف المورتر ضد البلدة.
وقال مقاتل ملثم آخر، وهو يتحدث بفخر واضح «حاولوا احتلال المدينة. كان كابوسا عندما كانوا هنا..سرقوا منازلنا ومتاجرنا. ارهبونا وارهبوا نساءنا. اضطررنا لقتالهم».
وعندما دخل المقاتلون ميدان الشهداء الذي اعيد تسميته حديثا ترافقهم مجموعة صغيرة من الصحافيين الاجانب، استقبلهم الناس بحرارة وحملوهم على اكتافهم ولوحوا بالعلم القديم الذي يعود إلى حقبة ما قبل استيلاء حزب البعث الذي ينتمي اليه الأسد على السلطة قبل نحو 50 عاما.
ونظرت نساء من شرفات منازل عليها آثار الطلقات النارية على مئات الاشخاص الذين كانوا يهتفون في الميدان. وصفقت بعض النساء المنتقبات من فوق الاسطح، وانضم الاطفال إلى التظاهرة.
ورددت المتظاهرات هتافات تطالب باسقاط بشار. وقال أحد المتظاهرين «انا هنا لاقول يسقط بشار. لا نريده . انا لا أريده ...لانه يقتل الناس».
35 قتيلا.. وحملات الحسم الدموية تتواصل في المدن والأرياف الجامعة توقف عمل مراقبيها احتجاجاً على {نهج الأسد التصعيدي}
أطفال سوريون يشاركون في تظاهرة ضد الأسد في مدينة الحلة في حمص (رويترز)
في ريف دمشق
دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ - سقط أكثر من 35 قتيلا في سوريا أمس، منهم 15 مدنيا قضوا إما في مواجهات تركزت في ضواحي العاصمة، وإما نتيجة القصف العشوائي نتيجة تواصل حملات عسكرية «طاحنة» لحسم حركة الاحتجاجات المتأججة في جميع أنحاء البلاد، و12 عسكريا نظاميا، و17 جثة وجدت ملقاة في شوارع حماة، وكان أصحابها قد احتجزتهم قوات الأمن الأسبوع الماضي.
تزامن ذلك مع إعلان الجامعة العربية «وقف» عمل بعثة مراقبيها في سوريا بسبب «تصاعد العنف» الذي تمارسه أجهزة النظام الأمنية ضد المحتجين .
وأعلن الأمين العام للجامعة أنه قرر، بعد مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب «وقف عمل بعثة المراقبين بشكل فوري»، موضحا أن القرار اتخذ «بالنظر الى تدهور الأوضاع بشكل خطير في سوريا، والى استمرار استخدام العنف، وتبادل القصف واطلاق النار الذي يذهب ضحيته المواطنون الابرياء، وبعد ان لجأت الحكومة السورية الى تصعيد الخيار الامني (..) مما ادى الى ارتفاع عدد الضحايا».
ريف دمشق يشتعل
ميدانيا، واصلت قوات الأمن والجيش عملياتها العسكرية التي تقول إنها «ستحسم الاحتجاجات». وتركزت أمس على عدة مناطق عند أطراف العاصمة، لاسيما سقبا (15 كلم عن دمشق)، حيث يؤكد ناشطون أن المعارضة وعناصر الجيش السوري الحر قد أحكموا سيطرتهم عليها، كما حصل قبل ذلك في دوما والزبداني المجاورتين.
ووفق نشطاء وسكان وشهود عيان، فإن اللواء الرابع في الجيش السوري بقيادة ماهر الأسد (شقيق الرئيس بشار الأسد) يقود «العمليات الدموية» في ضواحي دمشق وريفها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوة عسكرية كبيرة اقتحمت بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية وجسرين ومشارف عربين (في ريف دمشق). وأضاف أن مئات الجنود تصاحبهم 6 دبابات و8 ناقلات جند مدرعة وعشرات السيارات العسكرية شاركت في اقتحامات ضواحي دمشق.
وأكد المرصد أن أهالي سقبا خصوصا، تصدوا لتلك القوات وأجبروها على الاندحار بعد اشتباكات عنيفة، أوقعت عددا من القتلى بينهم طفلان.
مقتل 8 مدنيين و7 عسكريين
بدورها، قالت الهيئة العامة للثورة إن بلدة مسرابا القريبة من سقبا تعرضت لأكثر من ثلاث ساعات لقصف مدفعي عنيف جدا من قبل قوات الجيش السوري، سقط ضحيته 8 شهداء وأكثر من 35 مصابا، بعضهم في حالة حرجة جدا. كما أن البلدة تعاني من حصار كامل وانقطاع شامل للكهرباء والماء وكل أنواع الاتصالات.
ومن جهتها، أفادت وكالة سانا بمقتل سبعة عسكريين من الجيش النظامي، بينهم ضابط في كمين، قالت إن مسلحين مجهولين نصبوه لحافلة كانت تقل جنودا على طريق بين عدرا ودوما (ريف دمشق).
درعا ودير الزور
من جهة ثانية، ذكر المرصد «استشهد مواطن في ريف درعا إثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية»، موضحاً أن «القتيل كان من الناشطين المطلوبين، وكان متوارياً عن الأنظار».
وفي محافظة دير الزور، قال مجلس ثوار المدينة إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في قصف نفذته دبابات الجيش النظامي على بلدتي القورية والطيانة. كما بث ناشطون صورا قالوا إنها لتفجير أنبوب نفط في البلدة، تسبب فيه قصف عشوائي على البلدة.
وحمّلت الهيئة العامة للثورة النظام السوري مسؤولية الدماء المسفوكة في القورية «وعلى رأسها الطفل هلال محمد هلال الذي قتلته قذائف الجيش السوري، وهو في داخل منزله، إضافة إلى العشرات من الجرحى والمصابين». لكن «سانا» حملت «مجموعة إرهابية مسلحة» مسؤولية تفجير أنبوب النفط بـ«عبوة ناسفة». وفي البوكمال المجاورة استخدمت قوات الأمن 3 سيارات إسعاف، وجابت شوارع وأحياء المدينة، وأطلقت النار على البيوت عند ساعات الفجر.
17 جثة في حماة
وفي حماة (وسط) تم العثور على جثث 17 رجلا كانت قوات الأمن احتجزتهم خلال هجوم عسكري على المدينة الأسبوع الماضي.
وأكد الناشط أبو الوليد أن أغلب أصحاب هذه الجثث أعدموا بطلقة في الرأس، وتركت السلاسل الحديدية التي كبلت بها سيقانهم كرسالة تخويف للناس للتوقف عن المقاومة. وأضاف أبو الوليد «أعمارهم مختلفة، أحدهم في الستينات وآخر في الأربعينات وكثيرون في العشرينات».
وقال ناشط آخر «إن الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء مختلفة، وكانت أياديهم مقيدة بأسلاك معدنية وارجلهم بالسلاسل».
انشقاقات جماعية
وفي حمص (وسط) دارت اشتباكات عنيفة في مدينة الرستن، استخدم فيها الجيش والأمن النظامي الأسلحة الرشاشة الثقيلة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منشقين. كما دارت اشتباكات مماثلة في منطقة الحولة المجاورة، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الجيش النظامي.
في الوقت نفسه، تعرض حي كرم الزيتون في حمص لقصف مدفعي مكثف، نفذته قوات الجيش أسفر عن مقتل مدني. كما تعرضت منطقة وادي العرب لقصف مماثل أسفر عن سقوط قتيل واحتراق أحد المحال التجارية.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن حركة انشقاقات واسعة، حيث أعلن ضابط برتبة عميد في ريف دمشق انشقاقه مع 300 من عناصره، وانضمامهم الى الجيش السوري الحر. كذلك أعلن عشرة جنود انشقاقهم في معرة النعمان في إدلب، وحصل انشقاق جماعي في الرستن.
«السوري الحر» يحبط محاولة لتهريب زوجة «الأسد» ووالدته وأبنائه من مطار دمشق
Sun, 01/29/2012 - 21:22
أكدت مصادر سورية مطلعة، مساء الأحد، أنه قوات الجيش السوري الحر، أحبطت محاولة تهريب أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، وأبنائها، ووالدته أنيسة مخلوف، وابن خاله رامي مخلوف، وأبنائه، إلى خارج سوريا عبر مطار دمشق.
وقالت المصادر لـ «المصري اليوم»، إن «موكب سيارات رسمية شوهدت متجهة إلى مطار دمشق»، قبل أن يعترضها أحد اللواءات المنشقين عن الجيش النظامي، والمنضم لـ«الجيش السوري الحر»، حيث جرى تبادل كثيف لإطلاق النار، وقصف بالهليكوبتر، قبل أن يتمكن أمن الرئيس من تهريب الموكب وإعادته إلى قصر الرئاسة.
وأوضح المصدر، أن المعارك الضارية التي اندلعت، صباح الأحد، بين قوات الجيش السوري الحر المنشق، والقوات النظامية، في محيط مطار دمشق، جرت أثناء مطاردة قوات المخابرات السورية للواء المنشق محمد خلوف، رئيس فرع فلسطين السابق في المخابرات السورية، والذي انشق في وقت سابق الأحد.
وأوضحت المصادر، أن اللواء خلوف كان يتنقل من مدينة إلى مدينة في ريف دمشق، هرباً من القوات الحكومية التي كانت تطارده، إلى أن وصل إلى منطقة الغوطة القريبة من مطار دمشق.
وأضاف المصدر، أن اللواء خلوف، والذي كانت «المصري اليوم»، تحتفظ باسمه، خوفاً على أمنه الشخصي، ومجموعته العسكرية المكونة من 300 جندي، والتي انشقت معه، فوجئوا بالموكب العسكري، فاعترضوه، يقينا منهم أنها محاولة للهروب.
وجرى إطلاق النار بين قوات الأمن القائمة على حراسة الموكب، وقوات خلوف، قبل أن تتدخل الطائرات الهليكوبتر بغطاء جوي لحماية الموكب، مما أدى إلى تكثيف عملية القصف، في محيط المطار، لاسيما في قرية رنكوس القريبة من منطقة الزبداني.
وقال عبدالحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، والمقيم منذ سنوات في باريس، بأن المعلومات الواردة إليه من سوريا، تفيد بأن عمليات القصف حول المطار، أدت إلى إيقاف حركة الملاحة الجوية.
وأضاف خدام أن المخابرات السورية قامت بقطع الطريق المؤدي من مدينة دمشق إلى المطار في وقت سابق.
وأكدت مصادر من المعارضة السورية أن المعارك مازالت تدور، مساء الأحد، في محيط مطار دمشق الدولي، وامتدت إلى ساحة العباسيين في العاصمة وفي شارع بغداد.
كانت سوريا قد شهدت، الأحد، أحداثا ساخنة مع تواتر أنباء عن «محاولة انقلاب عسكري»، وتزايد أعداد المنشقين عن الجيش، وهو ما أدى، بحسب مصادر، رفضت الإفصاح عن هويتها، لـ«المصري اليوم»، إلى محاولة تهريب أسرة الرئيس بشار الأسد.
كانت «المصري اليوم»، انفردت في وقت سابق، الأحد، بنشر أنباء عن اشتباكات مطار دمشق، دون أن تفصح عن اسم اللواء محمد خلوف، الذي اعترض موكب أسرة بشار الأسد، المتجهة إلى مطار دمشق خوفاً على أمنه الشخصي، بحسب طلب مصادر «المصري اليوم».
مقتل 26 مدنياً و9 منشقين و31 عسكرياً.. وإغلاق طريق المطار الدولي المعارك على أبواب دمشق.. وتطويق حلب بالدبابات
من ضحايا القصف العنيف على بلدة حمورية إحدى ضواحي دمشق (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ- اتخذ الوضع الأمني في سوريا أمس منحى خطرا، باقتراب المواجهات المسلحة بين قوات الأمن النظامية والجيش السوري الحر أكثر فأكثر من العاصمة دمشق، وتحديدا الى طريق المطار الدولي، وورود أنباء عن تطويق الجيش النظامي حلب بالدبابات والحواجز الأمنية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 26 مدنيا و9 منشقينفي ريف دمشق ودرعا وحمص وإدلب، فضلا عن 31 من عناصر الجيش النظامي.
ولا يزال مطار دمشق الدولي مفتوحاً أمام حركة الملاحة والمسافرين، لكن الاشتباكات بين الجيش الحر وميليشيات النظام كانت تدور في بلدة حتيتة التركمان، على الطريق إلى المطار، ما دفع قوات الأمن السورية الى إغلاق الطريق لفترة. وتسود حالة ترقب شديدة ضمن محيط المطار.
معارك «استعادة السيطرة»
وتقترب عمليات قوات المعارضة بالتدريج من العاصمة التي تعرف ضواحيها باسم الغوطة، وتضم غالبية سكان دمشق. فبعد أن حول العاصمة وأحياءها الى «ثكنة» يشن الجيش النظامي «هجمات شرسة لم يسبق لها مثيل"» لاستعادة سيطرته على ثلاث ضواح فرض الجيش السوري الحر سيطرته عليها مؤخرا، كما تحاول القوات الحكومية منع المنشقين من تكوين معقل قرب مركز الحكومة.
وقال نشطاء إن نحو ألفي جندي على متن حافلات وحاملات جند مدرعة، إلى جانب 50 دبابة على الأقل وعربة مدرعة انتقلوا فجرا إلى الغوطة الشرقية على أطراف دمشق لتعزيز القوات المحيطة بضواحي سقبا وحمورية وكفر بطنا. وأضافوا أن الجيش تحرك إلى وسط كفر بطنا، وان أربع دبابات ترابط في الساحة المركزية، وان معارك عنيفة دارت أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين.
وقال رائد منشق، وهو ناشط في سقبا إن «المساجد التي تحولت إلى مستشفيات ميدانية في حاجة إلى الدم. قطعوا الكهرباء. محطات الوقود خالية والجيش يمنع الناس من مغادرة المنطقة للحصول على الوقود للمولدات أو للتدفئة».
وأكد الرائد ان الاشتباكات بين الطرفين «يجري بعضها على مسافة ثمانية كلم فقط من العاصمة»، مؤكدا حركة انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش النظامي خصوصا في بلدات جسرين وعين ترما وحمورية وسقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان. وذكر أن معظم الجنود المنشقين التحقوا بالجيش السوري الحر.
ومن ناحية أخرى، قال نشطاء إنهم ينتشلون جثثا للسنة في حي بحمص واتهموا ميليشيات موالية للأسد بقتلهم.
مقتل 31 عسكريا
بدوره، أكد مصدر عسكري سوري مقتل 40 من الجيش النظامي، {منهم 5 جنود وضابطان برتبة ملازم، سقطوا عندما استهدفت مجموعة مسلحة مبيتا يضم عناصر من الوحدة الهندسية في الجيش السوري قرب صحنايا» في ريف دمشق.
وأضاف المصدر «ان 26 جنود آخرين قتلوا أيضا جراء انفجار عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية كانت تقلهم في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب» (شمال غرب)، فيما ذكرت «سانا» أن جنازات اقيمت لتشييع جثامين 28 فردا من الجيش وقوات الأمن قتلوا السبت في حمص وحماة ودرعا ودير الزور ودمشق.
تطويق حلب
ومن حلب (العاصمة التجارية والصناعية لسوريا وثاني كبرى مدنها) وردت أنباء عن ان العشرات من دبابات الجيش النظامي تطوق المدينة، فيما انتشرت الحواجز الأمنية في الشوارع وعند مداخل الأحياء السكنية.
ونقل ناشطون وسكان وشهود عيان عن أن أهالي حلب، وخصوصا في المناطق الشرقية، استيقظوا أمس على أصوات ناقلات الدبابات التي تمركزت على أطراف المدينة وعلى طول حدودها، وتوقفت قوات دعم كبيرة في بلدة دارة عزة القريبة.
وأفادت مصادر المعارضة بأن الحملات الأمنية استمرت في الريف الشمالي في حلب، وأقامت الحواجز في العديد من المناطق، وقطعت أوصال الريف واعتقلت العشرات، وذلك بهدف محاصرة المدينة.
وخضعت المناطق الشرقية من حلب لرقابة أمنية شديدة، وتم نشر حواجز تفصل هذه المناطق عن باقي المدينة، كما تقول مصادر المعارضة، خاصة في حي المرجة، الذي تعرض الجمعة الماضية لمجزرة راح ضحيتها 12 قتيلا.
مجزرة في رنكوس
وفي وقت سابق، قال نشطاء إن القوات الحكومية قتلت 33 شخصاً على الأقل في رنكوس الواقعة قرب الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، في هجوم استهدف ملاحقة جنود منشقين عن الجيش.
وأضافوا أن رنكوس، وهي بلدة جبلية، تتعرض لقصف بالدبابات منذ يوم الأربعاء الماضي عندما حاصرها عدة آلاف من قوات الجيش بقيادة الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال «تمكنا من الاتصال بأشخاص هناك قالوا إن القصف دمر 10 مبانٍ على الأقل»، وأضاف أن عشرات الجنود انشقوا وتوجهوا للمساعدة في الدفاع عن رنكوس.
وهذا هو ثاني هجوم كبير على رنكوس منذ نوفمبر الماضي، حينما داهمتها قوات الجيش بعد احتجاج شهدته البلدة للمطالبة برحيل الأسد.
30/01/2012
روسيا: القرار أمر لا يُغتفر.. ولو كنت مكانهم لزدت عدد المراقبين دمشق تدين سحب المراقبين.. وتتهم الجامعة بـ «استدعاء التدويل»
دمشق، القاهرة، موسكو- أ ف ب، رويترز- دانت دمشق قرار الجامعة العربية تعليق عمل بعثة المراقبين في سوريا، قائلة إن «الهدف من هذا القرار زيادة الضغط الدولي والتمهيد للتدخل الأجنبي في البلاد». كذلك دانت موسكو القرار، معلنة «لو كنت مكانهم لكنت عملت على زيادة عدد المراقبين».
من جهته، أعرب الأمين العام للجامعة نبيل العربي عن أمله في أن يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الجديد الذي يتهيأ مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه، اليوم أو غدا أبعد تقدير، لدعم المبادة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، تتضمن تنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، فيما تعتزم المعارضة السورية تكثيف ضغوطها على المجموعة العربية، والروس، لحمل الأمم المتحدة على التدخل.
وكانت الجامعة العربية اتخذت قرار «وقف مهمة المراقبين بشكل فوري» السبت بسبب استمرار نظام الأسد في نهج التصعيد الأمني ومواصلة عمليات القمع والقتل التي يتزايد عدد ضحاياها من المواطنين الأبرياء بشكل يومي. ورغم القرار خرج وزير الداخلية السوري محمد الشعار ليؤكد أن قوات الأمن «عازمة على تطهير البلاد من المارقين والخارجين على القانون»، واستعادة الأمن، وفق وصفه.
وكان العربي توجه أمس الى نيويورك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، لإبلاغ الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بالمبادرة العربية وطلب دعمه لها. كذلك وصل رئيس المجلس الوطني برهان غليون لمواكبة الاتصالات الجارية في هذا الخصوص.
دمشق تأسف وتستغرب
وفي خبر عاجل، قال التلفزيون السوري إن الحكومة السورية ما زالت ملتزمة بنجاح بعثة المراقبين وبحمايتهم. ونقل عن مصدر مسؤول قوله إن «دمشق تأسف وتستغرب قرار العربي وقف عمل بعثة المراقبين بعد أن وافقت على تمديد عملها شهرا آخر».
وأضاف «كان من الواضح أن تقرير المراقبين لم يرض بعض الدول في الجامعة نظرا لما تضمنه من اعتراف وتوثيق بوجود مجموعات مسلحة تستهدف المدنيين والعسكريين وقوات حفظ النظام والمؤسسات العامة والخاصة وتفجير خطوط الغاز والنفط».
واعتبر المصدر أن قرار العربي جاء «تمهيدا لاجتماع مجلس الأمن بناء على طلب قطر والأمانة العامة للجامعة للتأثير السلبي وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجري هناك، بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وتشجيع الجماعات المسلحة لزيادة العنف الذي تمارسه ضد المواطنين».
ورأى هذا المصدر أن القرار «يتماهى مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مراقبيها في البعثة، كرد فعل على تقرير بعثة المراقبين العرب وليس بسبب ما ادعاه الأمين العام من استمرار استخدام العنف وتبادل القصف واطلاق النار».
روسيا: أمر لا يغتفر
وأعربت روسيا بدورها عن خيبة أملها وقلقها إزاء وقف عمل المراقبين. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف «نود ان نعرف السبب الذي يجعلهم يتعاملون مع مهمة مفيدة بهذه الطريقة»، مضيفا «لو كنت مكانهم لكنت أؤيد زيادة عدد المراقبين».
وتابع «إننا مندهشون لأنه وبعد اتخاذ قرار بتمديد بعثة المراقبين لشهر آخر سحبت دول الخليج عناصرها من البعثة»، في إشارة الى أنه لا يدعم البلدان الغربية التي قالت إن البعثة لا طائل منها وإنه من المستحيل إجراء حوار مع نظام الأسد.
وقال «أعتقد أن هذه تصريحات غير مسؤولة إطلاقا، إذ ان السعي لإجهاض فرصة لتهدئة الوضع أمر لا يغتفر».
ومما قاله لافروف أيضا إن بلاده تريد قراءة تقرير المراقبين العرب قبل لقاء العربي وبن جاسم في نيويورك. وأضاف «بالطبع سنستمع لهم، غير اننا اوضحنا انه يتعين علينا الاطلاع على التقرير بأنفسنا الذي يتم التقدم بالمبادرة على اساسه».
مجلس الأمن يصوت اليوم على تنحي الرئيس السوري.. و«التعاون الإسلامي» مع قرارات جريئة المعارضة ترفض اقتراحا روسيا : الحوار بعد رحيل الأسد
صورة من شريط فيديو يقول إن معارضن في حلفايا (محافظة حماة) يرفعان علم سوريا قبل حزب البعث خلال تظاهرة ضد الأسد (أ ف ب)
دمشق، موسكو، نيويورك، طهران، الرياض- أ ف ب، رويترز- أعلنت موسكو أن دمشق موافقة على إجراء محاثات غير رسمية مع المعارضة السورية بوساطة روسية، الأمر الذي نفته المعارضة، مؤكدة أنها لم تتلق أي دعوة من موسكو وسترفضها.
يأتي ذلك، عشية التصويت، المرتقب اليوم، في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار عربي أوروبي بشأن الأزمة السورية يقضي بمطالبة الرئيس بشار الأسد بالتنحي.
ومن المقرر أيضا أن يطلع اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن على أحدث التطورات لحشد التأييد للمبادرة العربية لإنهاء العنف في سوريا، التي تلقى دعما خاصا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد وصل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الى نيويورك لتقديم الدعم اللازم أمام مجلس الأمن اليوم وابدت باري ستفائلا بوجود تقدم.
روسيا تتوسط لمحاثات
ومنذ بدء الحديث عن مسودة المشروع هذا، وروسيا تسعى لتجنب تصويت فوري عليه. وبعد أن قالت إنها تريد الإطلاع على تفاصيل المبادرة العربية التي أصدرها مجلس وزراء الخارجية في اجتماعهم الأخير، خرجت أمس بتأكيد أن حكومة الأسد مستعدة وموافقة على إجراء محاثات مع المعارضة لإنهاء الأزمة. وقالت وزارة الخارجية في بيان «اقترحنا على السلطات السورية وعلى المعارضة ارسال ممثليهم الى موسكو لاجراء اتصالات غير رسمية (...) تلقينا جوابا ايجابيا من قبل السلطات السورية».
وأضافت «تلقينا ردا ايجابيا من السلطات السورية (...) ونأمل ان يعطي المعارضون موافقتهم في الايام المقبلة».
وتابعت الوزارة «نحن مقتنعون بان اقامة مثل هذه الاتصالات بسرعة في موسكو تشكل ضرورة قصوى لوقف اعمال العنف في سوريا وتجنب سفك الدماء والمواجهة في المجتمع».
وسارع رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون للتأكيد أن المعارضة لم تتلق أي دعوة من موسكو. واستدرك قائلا أن المعارضة لن تجري أي مفاوضات مع النظام قبل رحيل الأسد. وأضاف «تنحي الاسد شرط لبدء اي مفاوضات للانتقال الى حكومة ديموقراطية».
قرارات جريئة
تزامن ذلك، مع مطالبة منظمة التعاون الإسلامي الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات جريئة ضد النظام السوري لوقف العنف ضد المحتجين، فيما طالبت طهران حليفها الوثيق (الأسد) باجراء انتخابات حرة والسماح لأحزاب سياسية متعددة بالعمل.
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، «اجدد دعوة المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الامن الى تحمل مسؤوليته في حماية المدنيين واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحقن الدماء في سوريا وايجاد حل يضمن الامن والاستقرار ويجنبها مخاطر التدخل الخارجي».
وعبر عن «استيائه الكبير لتفاقم الأزمة في سوريا وتواصل سقوط العشرات من الضحايا يوميا من المدنيين الابرياء، فهذا الامر غير مقبول ولا يمكن الاستمرار في السكوت عنه».
واضاف أوغلي ان «المنظمة تؤكد دعمها للاجراءات التنفيذية للمبادرة العربية التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب في جلسته الأخيرة، وتوجه المجموعة العربية الى مجلس الامن للحصول على دعمه».
إيران أيضا تضغط
ومن طهران، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه «يتعين عليهم (الحكومة السورية) إجراء انتخابات حرة. يجب ان يكون لديهم الدستور المناسب ويجب ان يسمحوا لاحزاب سياسية مختلفة بممارسة انشطتها بحرية في البلاد. وهذا ما وعد به الأسد».
وأضاف صالحي «نعتقد انه يجب اعطاء سوريا خيار الوقت حتى تتمكن بحلول (ذلك) الوقت من عمل الاصلاحات».
وأيدت إيران بقوة في باديء الأمر موقف الأسد المتشدد ضد الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ عشرة أشهر والتي تطالب بوضع نهاية لحكمه. لكنها خففت بعد ذلك لهجتها مع استمرار الانتفاضة وتصاعد الضغوط الدولية رغم انها تنتقد ما تصفه بالتدخل الخارجي في الشؤون السورية.
لكن صالحي حذر من أي سيناريو يؤدي إلى حدوث فراغ في السلطة في سوريا التي لها حدود مع لبنان والعراق وتركيا والأردن وإسرائيل. وقال «يجب ان نتجنب الأسوأ ونعطي فرصة كافية للحكومة السورية للمضي قدما في اصلاحاتها».
وقال صالحي «لا نستطيع أن ننكر أن بعض الاشخاص في سوريا جزء من الشعب يبحث عن حقوقه المشروعة مثل اي شعب اخر في اي دولة اخرى». وتابع «ولكن لا نستطيع ايضا ان ننكر التدخلات الخارجية في سوريا»، مشيرا الى تقارير عن تهريب أسلحة إلى سوريا من دول مجاورة.
\\\
31/01/2012
«السوري الحر» يتحدث عن «انسحاب تكتيكي» فقط.. ومفاجآت الجيش يستعيد السيطرة على ضواحي دمشق الشرقية
دمشق- رويترز، ـ أ ف ب، د ب أ- اندلعت أمس معارك في الشوارع قرب العاصمة السورية دمشق، في الوقت الذي تسعى فيه قوات الجيش والأمن لتعزيز قبضتها على ضواح كان المسلحون قد سيطروا عليها على بعد كيلومترات معدودة من مقر سلطة الرئيس بشار الأسد، ما أدى الى حركة نزوح جماعي من الريف. وفي الوقت نفسه، افيد عن سقوء 56 قتيلا أغلبهم من العسكريين، بينما اغتيل طبيب واستهدف هجوم خطا لنقل الغاز في حمص.
وقال نشطاء إن القوات السورية انتزعت السيطرة على الضواحي الشرقية من دمشق من المعارضين في ساعة متأخرة من ليل الأحد الاثنين، أي بعد يومين من القتال المتواصل. وحمورية وهي واحدة من عدة أحياء استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لإجبار مسلحي المعارضة على التقهقر بعد ان تقدموا لمسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات.
انسحاب تكتيكي
لكن ناشطا، عرّف عن نفسه باسم «كمال»، تحدث عبر الهاتف من منطقة الغوطة الشرقية (عند أطراف دمشق) وقال إن «جيش سوريا الحر قام بانسحاب تكتيكي فقط، لأن قوات النظام تقدمت عبر حي سقبا، الذي سيطرت عليه المعارضة قبل أيام معدودة، واجتاحت الضواحي بعشرات الدبابات والعربات المدرعة واحتلتها وبدأت في عمليات اعتقال من منزل لمنزل».
وأكد، على ما يبدو، متحدث باسم الجيش السوري الحر هذه الرواية. وقال ماهر النعيمي من تركيا إن «الدبابات دخلت، ولكنها لا تعرف أين عناصر الجيش السوري الحر. مازلنا نعمل قرب دمشق»، مؤكدا في الوقت نفسه أن حركة الانشقاقات داخل الجيش النظامي تكثفت.
بدوره، قال قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد إن نظام الأسد بدأ يدفع بقوات الحرس الجمهوري بسبب كثرة الانشقاقات بين صفوف جيشه، مؤكدا أن الروح المعنوية «لكتائب بشار الأسد» بدأت تنهار والنظام بدأ يفقد أعصابه، وهو ما دفعه إلى القيام بالقصف العشوائي والجيش الحر سيفاجئه خلال ايام.
حرب شوارع
ووصف الناشط «كمال» ما يجري في ضواحي العاصمة على أنه «قتال الشوارع»، وقال «المعارك لا تهدأ.. والدبابات تتحرك عبر شارع رئيسي في وسط الحي.. وصوت إطلاق النيران يتردد في كل مكان». وذكر أن 15 مسلحا على الأقل قتلوا أثناء انسحابهم من سقبا وكفر بطنا.
وقال ناشط آخر، «إنها حرب مدن. هناك جثث في الشارع»، فيما تحدث سكان في وسط دمشق عن رؤية جنود ورجال شرطة منتشرين حول الميادين الرئيسية .
نزوح جماعي
إلى ذلك، أفاد مواطنون سوريون، بأن المناطق الشرقية في ريف دمشق تشهد نزوحاً جماعياً جراء القصف العنيف. وأن عائلات في دوما ورنكوس ومسرابا وعربين وعين ترما نزحت إلى العاصمة.
من جهة ثانية، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة من عناصر الامن وثلاثة مدنيين قتلوا الاثنين في مدينة الحراك في محافظة درعا، في هجوم استهدف حافلة للامن واطلاق نار عشوائي من قوات عسكرية.
وقال المرصد (الاثنين) الى مدينة الحراك لتنفيذ حملة اعتقالات، فاستهدفت من قبل مجموعة منشقة وقتل جميع افرادها».
واضاف ان «دباباتين ترافقهما قوات عسكرية دخلت بعدها واطلقت النار بشكل عشوائي مما ادى الى استشهاد ثلاثة مدنيين» واصابة مسجد.
كما «تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في بلدتي خربة غزالة ومحيطها وصيدا، حيث استشهد مواطن نتيجة اطلاق الرصاص العشوائي» وفي قرية نصيب الحدودية.
اغتيال طبيب وتفجير أنبوب نفط
من جهة أخرى، أعلنت «سانا» أن «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الدكتور مصطفى محمد سفر الموظف في مشفى بيسان للصحة المدرسية في حمص».
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن الطبيب سفر «اغتيل برصاص مجهولين أمام منزله في حي الشماس ثم سرقوا سيارته ولاذوا بالفرار».
وتحدث عن اصابة «أحد عشر مواطنا بجروح اربعة منهم بحالة خطرة، وذلك اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية التي اقتحمت حي القصور» حيث «لا تزال اصوات اطلاق الرصاص تسمع بشكل كثيف».
كذلك أعلنت «سانا» أن «مجموعة ارهابية مسلحة» استهدف خط أنابيب للغاز بين مدينتي حمص وبانياس.
تقرير / قدّرت عدد المنشقين بما بين 5 و9 آلاف فضلا عن المدنيين الذين التحقوا بهم
مذكرة أميركية: لا حظوظ لقوات الأسد في هزيمة «الجيش السوري الحر»
دبابة سورية على تلة مشرفة على بلدة رنكوس في ريف دمشق (رويترز) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
اعتبرت مذكرة داخلية تم تداولها بين المسؤولين الاميركيين المعنيين بالشأن السوري ان «حظوظ القوات النظامية الموالية (للرئيس بشار) الاسد، بالحاق الهزيمة بالجيش السوري الحر، هي قليلة جدا او معدومة».
وصنفت المذكرة نشاط المنشقين عن الجيش السوري على انه «تمرد مسلح»، والمواجهة بين الطرفين على انها مواجهة بين «وحدات جيش نظامي وميليشيات مسلحة»، وهي تشبه «ما واجهته القوات الاميركية في مناطق الانبار والرمادي في العراق، قبل ان تنجح في القضاء على التمرد».
الا ان الوثيقة اعتبرت انه بعكس الجيش الاميركي الذي نجح في نهاية المطاف في الحاق الهزيمة بالمتمردين المسلحين، لن ينجح الجيش الموالي للأسد بالقضاء على «الجيش السوري الحر» لعدد من الاسباب، يتصدرها «عدوانية السكان للقوات النظامية ومساندتها للمنشقين».
وتقول المذكرة انه «لم يسنح للقوات الاميركية قلب الموازين في القضاء على التمرد المسلح في العراق الا بعد استمالة السكان المحليين، الذين بدأوا يرفضون تقديم اي تسهيلات او ايواء الارهابيين، قبل ان يشارك افراد من هؤلاء السكان في القتال الى الجانب الاميركي في ما صار يعرف في ما بعد بقوات الصحوة».
وتقدر المذكرة عدد افراد المنشقين السوريين من ضباط وجنود بما يتراوح بين خمسة وتسعة آلاف، ويعتقد واضعو المذكرة ان عددا من الشبان من المدنيين التحقوا بافراد «الجيش السوري الحر»، وهذا «امر سهل نسبيا نظرا الى ان كل مواطن ذكر سوري بين الاعمار 18 و29 سبق ان خدم في الجيش خدمة اجبارية، وتم اخضاعه للتدريبات القتالية الاساسية».
وتتابع المذكرة انه «بامكان معظم الذكور السوريين ممن اتموا خدمتهم العسكرية ان يسردوا كيفية تشكيل الوية الجيش واماكن توزيعها وطريقة عملها»، وان «عددا كبيرا من السوريين يعرفون شخصيا، او سبق ان عملوا مع ضباط الجيش الموالين للأسد الذين يصدرون الاوامر اليوم بقصف المدن او قتل المدنيين».
وتضيف المذكرة ان الحصول على السلاح ممكن في السوق السوداء، ولكن «امكانات الجيش السوري الحر المالية واللوجيستية مازالت محدودة، اذ غالبا ما يعتمد افراده على غزو مخازن الاسلحة والاستيلاء عليها... وفي احيان كثيرة، يستولي الثوار على اسلحة الجيش النظامي عن طريق مسانديهم داخل الجيش ممن لم ينشقوا بعد».
ورغم محدودية الامكانات، تعتبر المذكرة ان «الجيش السوري الحر الحق خسائر لم يتوقعها كثيرون بالجيش النظامي، واظهر مقدرة لافتة على تدمير آليات الجيش الثقيلة مثل الدبابات وناقلات الجند المدرعة وغير المدرعة».
المذكرة توقعت ان تزداد الانشقاقات بوتيرة اكبر بكثير من السابق، وان «تزداد القوة النوعية لعمليات المنشقين، الذين بدأوا يظهرون مقدرة على السيطرة على بعض القرى الصغيرة في درعا وادلب وحماة وحمص ودير الزور وضواحي دمشق».
كما توقعت ان ينجح «الجيش السوري الحر» في وقت لاحق في السيطرة على اراض بالكامل والحفاظ عليها بطريقة تدفع الجيش النظامي الى التخلي عن محاولة استرجاعها نظرا لانخفاض معنويات النظاميين، وانسداد الافق امام جدوى استعادة للقرى، اذ لا يمكن الطلب من اي جيش ان يستعيد كل ارض يخسرها اكثر من مرة، فقط ليخسرها فور الانسحاب منها».
وقالت ان الوقت لمصلحة «الجيش السوري الحر»، وانه «مع مرور الزمن وزيادة عدد المنشقين والامكانات قد يتمتع هذا الجيش بامكانية حسم الامور لمصلحته والحاق الهزيمة بالقوات الموالية للأسد».
يوم غضب وحداد في سوريا.. ورنكوس تصرخ: ليغثنا العالم.. نحن نموت "الجيش الحر" يخوض "حرب عصابات" ويسيطر على تلبيسة
الأسد يعود جرحى الجيش السوري في مستشفى يوسف العظمة العسكري في دمشق (رويترز)
دمشق- أ ف ب، د ب أ- عاشت سوريا يوم حداد وغضب أمس، بعد مقتل مئات الأشخاص في تصعيد للقمع، أغلبهم في مواجهات عنيفة افتعلها الجيش وقوات الأمن السورية لاستعادة ضواح وبلدات في ريف دمشق، ما اضطر الجيش السوري الحر لإعلان «انسحاب تكتيكي» منها، بينما واصل الجيش النظامي عمليات الاقتحام وباشر في تفجير المنازل التي قال إن «إرهابيين» اتخذوها مقار لهم.
وفيما كانت المدرعات وناقلات جند مدرعة تقتحم الغوطة الشرقية وعربين وزملكا (في ريف دمشق) كانت المدفعيات تقصف مناطق عدة في محافظة إدلب وحمص مما اسفر عن سقوط 30 قتيلاً ، وتستهدف خصوصا مشفيَيْ الشفاء والحسن، وكذلك مناطق في محافظة حمص، بينما أعلن «الجيش الحر» سيطرته «الكاملة» على سبعة حواجز رئيسية كبيرة لقوات الأمن في مناطق متفرقة من حمص وسط اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي السوري والجيش الحر.
وقال بيان موقع باسم «كتيبة خالد بن الوليد» إن الثوار والمنشقين سيطروا على حاجز «حي السبيل» في البياضة وتدميره بشكل كامل، إضافة الى حاجز «باب الدريب» الذي توجد فيه ثكنة عسكرية كبيرة، ومصادرة كل الأسلحة والذخائر، إضافة الى مركز طبي ومستوصف ومدرسة وقال قائد الجيش الحر رياض الأسعد أن عناصره يقودون حرب عصابات .
تزامن ذلك مع احصائية جديدة بالضحايا أعدتها الهيئة العامة للثورة السورية، تؤكد مقتل ما يزيد على 7500 شخص منذ بدء الاحتجاجات في مارس الماضي.
وقتل مائة شخص أمس الأول (الاثنين) في اعمال عنف، بينهم 55 مدنيا و41 من العسكريين المنشقين، أغلبهم في حمص (وسط) مركز الاحتجاجات، وأكد المنشقون عن الجيش النظامي انهم لجأوا الى السلاح للدفاع عن المدنيين.
عمليات انتقام
في الأثناء، كانت قوات الأمن السورية تقوم «بتفجير منازل» في بلدة رنكوس (40 كلم شمال دمشق) والمحاصرة منذ سبعة أيام.
وقال المتحدث باسم تنسيقية رنكوس، أبو عمر، «هذا الصباح (أمس)، بدأوا بتفجير البيوت بعد تفخيخها بالمتفجرات، بينما كان السكان يهرعون للخروج منها».
وأضاف «إنهم يحرقون بعضها ويستخدمون الديزل لذلك، واحيانا ينهبونها قبل تفجيرها. إنها عمليات انتقام».
واشار الى ان التنسيقية استقت معلوماتها من سكان نجحوا في الفرار من البلدة عبر البساتين المحيطة، او من سكان في بلدات مجاورة مثل صيدنايا وتلفيتا وعكوبر وحفير، «حيث في الامكان مشاهدة اعمدة ضخمة من الدخان ترتفع من رنكوس».
وأوضح ابو عمر ان «الطريق الاساسي الى البلدة مقطوع، وان الكثير من المواد الاساسية مقطوعة من البلدة، مثل حليب الاطفال، ولا كهرباء ولا ماء»، مضيفا «ليغثنا العالم. نحن نموت».
المساجد والكنائس
وكان المجلس الوطني السوري ناشد في بيان الاثنين وسائل الاعلام الدولية التحرك في اتجاه رنكوس، متخوفا من «مجزرة كبيرة» و«عملية تصفية يقوم بها النظام» بعد ان سيطر على البلدة واعتقل العديد من شبانها.
وأعلن المجلس الوطني السوري، بالتنسيق مع قوى «الحراك الثوري»، يوم أمس (الثلاثاء) «يوم حداد وغضب عام على ضحايا مجازر نظام الطغمة الأسدية».
ودعا المجلس في بيان «المساجد إلى رفع أصوات التكبير والتهليل، والكنائس إلى قرع الأجراس».
واكد المجلس ان الشعب السوري «لن يتراجع عن طريق الثورة مهما عظمت التضحيات، وسيكون النصر حليفه عما قريب». وقال المجلس «صعد النظام السوري من جرائمه بحق المدنيين مستغلا الغطاء الذي توفره له بعض الأطراف الإقليمية والدولية، وتلكؤ المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين الحماية اللازمة للسوريين بكل الوسائل المتاحة».
جنود إسرائيليون خلال تدريبات عسكرية داخل {نموذج عن قرية سورية} بناها الجيش الإسرائيلي في منطقة قرب إيلات (رويترز)
02/02/2012
مقتل 24 مدنياً و21 عسكرياً.. والجيش الحر يؤكد نصف سوريا خارج سيطرة الأسد
دمشق ـــــ أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز ـــــ واصلت قوات الأمن والجيش السوري أمس حملاتها الأمنية ضد مناطق الاحتجاجات، كما تجددت الاشتباكات بينها ومنشقين عنها، لا سيما في ريف دمشق وحمص، مما أسفر عن مقتل أكثر من 45 شخصا (مدنيون وعسكريون).
وكان قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسد، أكد في حوار ليل الثلاثاء، أن «نصف سوريا بات خارج سيطرة الأسد» الرئيس السوري.
وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في وادي بردى التابعة لريف دمشق، أسفرت عن مقتل 14 مدنيا، بينهم أطفال ونساء، وستة من الجنود المنشقين عن الجيش».
وأكد المرصد أن تلك «الاشتباكات أسفرت ايضا عن انشقاق نحو 30 عسكريا مع مدرعة»، مضيفا أن «الرشاشات الثقيلة تستخدم في قصف عين الفيجة ودير قانون».
وفي حمص، أفاد المرصد أن ثمانية مدنيين لقوا حتفهم جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص بشكل عشوائي في أحياء سكنية عدة.
وأضاف المرصد: «سبق ذلك اشتباكات عنيفة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه في حي بستان الديوان في حمص، قتل خلالها ما لا يقل عن 15 من القوات النظامية».
كذلك قتل مدنيان في إدلب برصاص الأمن، فيما أعلن 20 عسكريا في بلدة الرامي، التابعة لإدلب، انشقاقهم وانضمامهم الى الجيش السوري الحر.
وفي درعا، اقتحمت قوات عسكرية أمنية مشتركة تضم عشرات الآليات بلدة خربة غزالة، في عملية هي الأكبر من نوعها منذ انطلاق الاحتجاجات، وترافق الاقتحام مع إطلاق رصاص كثيف، وبدأت القوات حملة مداهمات واعتقالات وإحراق للدراجات النارية.
الى ذلك، أعلن قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد رياض الاسعد، ان «%50 من الأراضي السورية لم تعد تحت سيطرة» نظام الرئيس بشار الأسد، من دون ان يعني ذلك وجود امكانية للجيش الحر بالسيطرة الكاملة على اي منطقة. ووصف العمليات التي يقوم بها المنشقون بأنها «حرب عصابات» تعتمد على توجيه ضربات الى قوات النظام والانسحاب.
وأوضح ان الجيش الحر «لا يمكنه السيطرة بشكل كامل على اي منطقة، خوفا من حصول تدمير كبير في حال رد النظام بأسلحته الثقيلة، وبالتالي إلحاق مزيد من الضرر بالمدنيين».
وتحدث عن «عمليات نوعية يومية» للجيش الحر تستهدف خصوصا «حواجز لقوات النظام يتم الاستيلاء عليها وتدمير عربات فيها قبل الانسحاب»، موضحا ان «جنودا منشقين من خارج الحواجز ينفذون هذه العمليات، واحيانا بالتنسيق مع عناصر الحاجز».
وكان قيادي في الجيش الحر، رفض الكشف عن هويته، صرح أن بعض عناصر الحواجز عندما يقررون الانشقاق عن الجيش النظامي يستغلون وجودهم داخل آليات عسكرية ويبتعدون بها عن نقطتهم العسكرية قبل الفرار منها، مما يؤدي غالبا الى اندلاع اشتباك بين الطرفين.
03/02/2012 لمناسبة الذكرى الـ30 للمجزرة.. وقوات الأمن تعد لاقتحام الزبداني اليوم جمعة «عذراً حماة.. سامحينا»
دمشق ـــــ د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز- أغلقت القوات السورية الساحات العامة في حماة أمس بعد أن سكب سكان الطلاء الأحمر على الأرض في رمز للدماء لإحياء الذكرى الثلاثين للمذبحة التي ارتكبتها قوى الجيش خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء المدينة وريفها.
تزامن ذلك مع حشد الجيش السوري وقوى الأمن عشرات الدبابات والآليات المدرعة على ابواب الزبداني، في تحرك يمهد لاقتحامها على ما يبدو.
وعمّ الإضراب العام حماة، فيما نظمت المعارضة تظاهرات في سائر انحاء البلاد، ودعت السوريين للتظاهر اليوم أيضا تحت شعار «عذرا حماة.. سامحينا».
اقتحامات في درعا
وكثفت القوات السورية عملياتها على الأرض في الأيام الأخيرة، و«اقتحمت دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة الجيزة (ريف درعا) أمس، وبدأت باطلاق نار من رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار أيضا الى أن «قوات الأمن أحرقت عشرات الدراجات النارية».
وأكدت لجان التنسيق المحلية بدورها وقوع «العديد من الجرحى في سقوط قذائف على بلدة الجيزة أثناء اقتحامها»، من دون ان تذكر عددهم. وأضافت أن «مدرعات للجيش انتشرت داخل البلدة، حيث كانت هناك محاولة اقتحام البلدة من أربعة محاور واطلاق نار من مضادات طيران وسط قطع للكهرباء والاتصالات».
كما اكد المرصد ان «منازل بلدة المسيفرة تتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة». ولفت الى «نقل المعتقلين في جاسم الى قبو المشفى الوطني، حيث يتعرضون للتعذيب».
وفي هذه المحافظة أيضا، «اقتحمت قوات عسكرية بلدة الطيبة وبدأت اطلاق رصاص عشوائي، في حين تحاصر قوات عسكرية بلدة النعيمة، بعد ان نصبت الحواجز على مداخلها»، بحسب المرصد.
.. وفي ريف دمشق
كذلك وقعت انفجارات شديدة هزّت قرية تلفيتا (شرق دمشق)، التي تشهد منذ أيام عمليات عسكرية واسعة، ووصلت «تعزيزات عسكرية إضافية إليها».
وأفاد المرصد أن «القوات الامنية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدات عين ترما وعربين وزملكا وزبدين ودير العصافير وشارع الجلاء بمدينة دوما». وكذلك في بلدة القورية، شرق البلاد.