«نطالب مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته لوقف نزيف الدم اليومي السوري»
قضماني لـ «الراي»: عدم اشتراط لافروف بقاء الأسد قد يعبّر عن إمكان التوصّل إلى صيغة توافقية
بسمة قضماني ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| بيروت - من ريتا فرج |
أكدت الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني وجود «شبه توافق دولي» على إنهاء النظام السوري، مشيرة الى أن إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «لا تشترط بقاء (الرئيس بشار) الأسد في أي تسوية في مجلس الأمن» قد يؤدي الى احتمال التوصل لـ «صيغة توافقية».
وطالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف نزيف الدم اليومي في سورية وإيجاد البديل العملي «بغية تأمين الحماية الدولية للشعب السوري».
وعن جلسة مجلس الأمن حول معالجة الأزمة السورية، اكدت خلال حوار مع «الراي»: «يعبّر هذا الاجتماع عن شبه التوافق الدولي على ضرورة إنهاء النظام السوري والانتقال الى مرحلة جديدة تبدأ بتنحي (الرئيس) بشار الأسد. وأعتقد أن غالبية الدول ترى أن وجود النظام السوري بات مسألة وقت، ونحن نطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف نزيف الدم اليومي في سورية. وبما أن التدخل العسكري لحماية المدنيين السوريين غير متاح حتى اليوم فلا بد لمجلس الأمن الدولي من إيجاد بديل عملي بغية تأمين الحماية الدولية للشعب السوري».
وفي ما يتعلق بالاجراءات التي يمكن لمجلس الأمن اتخاذها في ظل «الفيتو» الروسي، اوضحت: «المطلوب اتخاذ موقف دولي لرفع الغطاء عن النظام السوري، وليس من الممكن الاستمرار في حال المراوحة في معالجة الأزمة السورية وخصوصا أن مجلس الأمن لم يتخذ أي قرار إدانة منذ 11 شهرا تقريبا. وأعتقد أن المجتمع الدولي أمام فرصة تاريخية، وحتى الدول التي يعتمد عليها النظام في إجرامه ليس بإمكانها الاستمرار في حمايته».
وتابعت: «ثمة نقاشات ومفاوضات صعبة ونتمنى أن تخرج بنتيجة تصبّ في مصلحة الشعب السوري».
وعن تصريحات وزير الخارجية الروسي بأن بلاده لا تشترط بقاء الأسد في أي تسوية، اكدت: «هذا تطور إيجابي ونأمل أن يُستتبع بخطوات عملية من القيادة الروسية، اذ لا يجوز الاستمرار في دعم النظام على حساب تطلعات الشعب السوري. وأعتقد أن إعلانا من هذا النوع من موسكو قد يعبّر عن إمكانية التوصل الى صيغة توافقية».
وبالنسبة لاحتمال الفشل في إقناع الروس بمشروع القرار الغربي - العربي لحل الأزمة السورية، رأت: «إذا لم يتمكن مجلس الأمن من تمرير مشروع القرار الغربي - العربي، فهذا يؤشر الى هزيمة مجلس الأمن والأمم المتحدة، وخصوصا أن الجامعة العربية لا يمكنها وحدها إدارة الأزمة السورية، ولهذا أصررنا في المجلس الوطني السوري على إحالة الملف السوري على مجلس الأمن».
واضافت: «إذا كانت هناك استحالة في مجلس الأمن، فعلى الدول الداعمة للقضية السورية درس الاحتمالات الأخرى. ونحن نطالب فورا بدخول منظمات الاغاثة الدولية الى سورية لأن الوضع في الداخل السوري خطير جدا ومأسوي للغاية، وبالتالي من الضروري إيجاد الوسائل اللازمة لحماية المدنيين».
وفي ما يتعلق بطلب قطر تأجيل الاجتماع الوزاري العربي المقرر الأحد المقبل في القاهرة ونقله إلى الدوحة، اوضحت: «رغم أن هذه المسألة ثانوية، لكنني أعتقد أن قطر تحاول الابتعاد عن تأثير دول الممانعة في جامعة الدول العربية. ونقل الاجتماع الوزاري العربي الى الدوحة سيرجّح صوت دول مجلس التعاون الخليجي والدول الداعمة للشعب السوري».
الراي
04/02/2012
الجيش السوري حاصر المدن لمنع خروج تظاهرات مليونية.. ومنع دون الـ50 من الصلاة 30 قتيلاً.. ومنشقون في حلب يشكّلون «لواء أحرار»
عنصر من الجيش السوري الحر أمام دبابة مدمرة للجيش النظامي في حمص (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، د ب أ، رويترز - سقط 30 قتيلا في سوريا أمس برصاص الجيش وقوات الأمن، وذلك في احتجاجات أطلقت عليها المعارضة «جمعة عذرا حماة سامحينا»، لتزامنها مع الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة، بينما واصل الجيش السوري تصعيده في مناطق عدة من البلاد، خصوصا في ريف دمشق التي شهدت بلداتها ومدنها وصول مزيد من تعزيزات الجيش وعمليات قصف وإطلاق للنيران. وبدورها، أعلنت السلطات السورية مقتل ثمانية من عناصر امنها، وإصابة خمسة آخرين أثناء اشتباك في بلدة الجيزة في ريف درعا. كما أعلنت عن اعتقال 18 شخصا، قالت إنهم «مطلوبون» لدى الدولة.
محاصرة المساجد
وكانت المعارضة السورية دعت من على صفحات مواقعها الالكترونية السوريين الى تنظيم «تظاهرات مليونية» لمناسبة الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة. وناشد النشطاء السوريين بالمشاركة في التظاهرات، تكريما للضحايا الذين قتلوا في المدينة، بأوامر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في عام 1982، وقدر عددهم بعشرات الآلاف.
ووفق الهيئة العامة للثورة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الجيش وقوات الأمن كانت قد جهزت كل قوتها لمنع هذه التظاهرات. فسارعت منذ ليل الخميس الجمعة الى إغلاق المناطق الساخنة، خصوصا حمص وريف دمشق ودرعا، وحشدت الدبابات والآليات المدرعة، وحاصرت المساجد، وأصدرت أوامر وتعليمات بمنع كل من هو دون سن الخمسين عاما من الخروج للصلاة في المساجد.
وقالت الهيئة إن خمسة قتلوا برصاص الأمن في ريف دمشق، وأربعة في درعا، وثلاثة في حلب، واثنين في حماة، وستة في إدلب، وواحدا في الرقة، بينما أودت عبوة ناسفة بحياة اثنين من الضباط المنشقين في ادلب. كما أفادت الهيئة بسماع دوي انفجارين في حي الحجر السود ونهر عيشة في دمشق، بينما أعلن النقيب المنشق مأمون كلزي تشكيل «لواء أحرار حلب» التابع للجيش السوري الحر. وسيشمل عمل اللواء محافظة حلب وريفها. وأوضحت أن الأمن يشن حملة مداهمات واعتقالات عشوائية منذ ساعات الصباح الأولى في بلدة جاسم في درعا،
تظاهرات رغم الحصار
ورغم كل هذه الإجراءات الأمنية، خرجت تظاهرات حاشدة في أنحاء مختلفة من سوريا، لا سيما في حي القدم في وسط دمشق، حيث ردد المتظاهرون شعارات تندد بمواقف روسيا والصين في مجلس الأمن وبدعمهما لنظام الرئيس بشار الأسد. وكذلك في ريف دمشق، حوصرت مساجد حرستا والمعضمية والقابون، مما منع التظاهر، بينما خرجت تظاهرات في يبرود والقدم كما سمع اطلاق نار في دوما، وسقط قتيل واحد في سقبا، وسمع انفجار في نهر عيشة.
وكانت التظاهرات لافتة أيضا في حلب وريفها وبعض أحيائها، مثل عفرين وكوباني. وفي مدينة جاسم في درعا طالب المتظاهرون بإسقاط النظام. وكذلك في الحسكة (القامشلي وعامودا ورأس العين)، وفي ادلب (خان شيخون وسرمين وكفروما، والرقة)، وفي حمص (تلبيسة وجب الجندلي وتير معلة والغنطو والحولة والدار الكبيرة)، وفي درعا (انخل وداعل وطفس والطيبة والجيزة)، وفي دير الزور (حي العرضي والبوكمال).
غزالة توعّد المتظاهرين
نقلت الناشطة السورية سهير جمال الأتاسي، ضمن لقاء بثته «العربية»، الحوار الذي دار بينها وبين العميد السوري رستم غزالة إبان انطلاق الثورة السورية، وذلك في أول ظهور إعلامي لها بعد خروجها من سوريا.
وكشفت الأتاسي أن غزالة هدّد قائلاً: «إذا كنتم تريدون الحرية، فإن ما يحدث في ليبيا (إبان الثورة) أقل كثيراً مما سيحدث في سوريا»، مشيرة إلى أن «هذا التهديد للمتظاهرين كان صريحاً حتى قبيل إعلان الرواية الرسمية عن وجود ما يسمى بعصابات مسلحة». وأكدت وجود حوارات تجري في الفترة الماضية بين عناصر علوية رفيعة المستوى في الجيش السوري للانشقاق، لكنهم يطلبون توفير الحماية لهم ولعائلاتهم.
إعدام ميداني
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن قوات الأمن قامت الأربعاء الماضي، بإعدام ناشط في ريف دمشق، وألقت جثمانه أمام طفليه وزوجته.
وذكر المرصد في بيان أن قوات الأمن السورية في بلدة معضمية الشام (ريف دمشق) اقتحمت منزل الناشط ناصر محمد سعيد الصغير (30 عاما)، فلاذ بالفرار إلى سطح المنزل خوفا من الاعتقال.
وأضاف أن الأمن هدد «باعتقال طفليه إن لم يسلم نفسه، فصعدوا إلى سطح المنزل وأطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلا، ورموا جثمانه من على سطح المنزل أمام زوجته وطفليه».
وأشار المرصد إلى أن السلطات السورية أفرجت عن الناشط قبل خمسة أيام، بعدما اعتقلته أربعة أشهر، لافتا إلى أن والده معتقل منذ سبعة أشهر.
04/02/2012
التصويت خلال ساعات أو أيام.. وروسيا قد لا تعترض مجلس الأمن يناقش مسودة رابعة
نيويورك، موسكو- رويترز، أ ف ب- قال مبعوثون الى الأمم المتحدة أمس إن موسكو ربما توافق على عدم الاعتراض على أحدث نسخة من مشروع قرار أوروبي عربي يؤيد خطة الجامعة العربية التي تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن سلطاته، وذلك عندما يصوت مجلس الأمن التابع للامم المتحدة على مشروع القرار.
وأوضح دبلوماسي في مجلس الأمن، مشترطا عدم الكشف عن هويته «أعتقد أن موسكو ستوافق عليه.. لسنا متأكدين من ذلك بنسبة 100 في المائة، لكنني اعتقد أنهم (الروس) حصلوا على الضمانات التي طلبوها».
وكان أعضاء مجلس الأمن ناقشوا أمس مسودة رابعة لمشروع القرار حول سوريا، وقال دبلوماسيون إنه ربما يطرح للتصويت، نظرا إلى كون المسودة وزعت على الأعضاء باللون الأزرق، وهي مرحلة إجرائية متبعة في الأمم المتحدة، وتعني إمكان طرح المشروع للتصويت بعد 24 ساعة على الأقل.
غير أن أنباء عن اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي خلال بضعة أيام في ميونخ (ألمانيا)، على هامش المؤتمر السنوي للأمن، قد توحي بتأجيل التصويت بانتظار نتائج هذا الاجتماع.
وقال دبلوماسيون إن المغرب وزع نسخة معدلة للمرة الرابعة، لتخفيف الخلافات مع الروس، بعد ان صرح السفير الروسي فيتالي تشوركين في جلسة مغلقة للمجلس الخميس، بأن موسكو ستعترض على مشروع القرار اذا طرح للتصويت الجمعة، متضمنا عبارة تقول ان المجلس «يدعم بالكامل» خطة الجامعة العربية التي تطالب الرئيس الأسد بالتنحي.
وظلت تلك العبارة في النص. لكن عدة دبلوماسيين قالوا إن تهديدات تشوركين باستخدام حق الاعتراض (الفيتو) تتعلق بالتوقيت اكثر منها بجوهر القرار، وتوقعوا بأن يمتنع الروس على الارجح عن التصويت أو يصوتوا لمصلحة القرار.
وقال دبلوماسي اشترط عدم الكشف عن اسمه «انه (تشوركين) وجه التهديد، لكنني لا أعتقد أنه سيتعين عليه بالضرورة المضي فيه قدما.. أدخلنا بعض العبارات الجديدة التي طلبها الروس».
تفاؤل أميركي حذر
ورفض مسؤول أميركي كبير التكهن بالنتيجة النهائية. لكنه قال إن غالبية أعضاء المجلس ستصوت لمصلحته. وأضاف «يحدونا تفاؤل حذر بأننا سنحصل على تأييد قوي جدا لهذا القرار».
وقال مبعوثون في الامم المتحدة انه إذا صوتت موسكو لمصلحة القرار، فإنه من المرجح ان يتم اقراره بالاجماع، حيث من المتوقع ان تحذو الصين وجنوب افريقيا والهند وباكستان حذو موسكو. وإذا امتنعت موسكو عن التصويت، فسيتيح ذلك صدور القرار رغم انه سيسجل مستوى معين من الرفض.
{الإخوان} يطالبون بتحقيق دولي والمجلس الوطني يحذِّر من مجازر حول دمشق حمص أدمى مجازر كتائب الأسد : 300 قتيل و1300 جريح
عشرات الآلاف شيعوا شهداء مجزرة حمص وخرجت جنازات رمزية في حماة وإدلب وريف دمشق رغم الحصار العسكري والإجراءات الأمنية المشددة (رويترز)
دمشق- رويترز، أ ف ب، د ب أ- نزل مئات الآلاف من السوريين الى الشوارع أمس تضامنا مع ضحايا مجزرة حمص، الذين وصل عددهم- حتى لحظة إعداد هذا التقرير- الى أكثر من 260 قتيلا، بينهم كثير من الأطفال والنساء والعجائز، وهو «أدمى هجوم» تنفذه قوات كتائب بشار الأسد حتى الآن، منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في مارس الماضي. وتوقيت مجزرة حمص تزامن مع ذكرى مرور 30 عاما على مجزرة حماة التي ارتكبها جيش الرئيس الراحل حافظ الأسد (والد بشار)، وحصدت يومها بين 35 و40 ألف قتيل من أهالي المدينة وريفها.
ورغم هول المجزرة وجسامتها، نفت حكومة الأسد أن يكون الجيش السوري قصف حمص، أو أي حي سكني! وزعم مصدر مسؤول أن صور الضحايا التي ظهرت عبر شاشات العالم «تعود لمواطنين اختطفهم مسلحون وقتلوهم»! وقال «إن كل ذلك مرتبط بجلسة مجلس الأمن للتأثير في مواقف بعض الدول قبيل التصويت على مشروع قرار حول سوريا»!
ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى مع وجود أكثر من 1300 جريح، حالة كثيرين منهم في خطر حقيقي، خصوصا وأن المدينة تعاني نقصا حادا في الامكانات والكوادر الطبية ووسائل الاسعاف، نتيجة الحصار المحكم منذ أشهر، وانقطاع التيار الكهربائي والمياه والمازوت الذي يعتمد عليه السوريون للتدفئة.
ولاقت المجزرة استياء شعبيا وعربيا ودوليا عارما. فقد طلبت جماعة الإخوان المسلمين بفتح تحقيق دولي وإحالة مرتكبي المجزرة الى محكمة الجنايات في لاهاي. وفي الوقت نفسه، نفذت الجاليات السورية في مختلف أنحاء العالم تظاهرات احتجاجية، وهاجم سوريون غاضبون عددا من السفارات في عواصم عربية وغربية وطالبوا بطرد السفراء.
قصف العائلات وهم نيام
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، كانت أصوات انفجارات تدوي في كل أنحاء حمص وضواحيها، فضلاً عن أصوات طلقات الرصاص، لا سيما القناصة الذين انتشروا على أسطح المنازل والأبنية السكنية. كما كانت التعزيزات العسكرية تتدفق على المدينة من جانب قوات الجيش والأمن النظامية، وسط مخاوف من جانب النظام من حدوث عمليات انتقامية من جانب الأهالي رداً على المجزرة.
ووصف شهود وناشطون الدخول إلى حمص بأنه «أشبه بعملية انتحار»، لأن القناصة يطلقون النار على أي شيء يتحرك، بينما الأهالي يحاولون بـ«وسائلهم الذاتية» انتشال الجثث والجرحى من تحت أنقاض المنازل التي سوي كثير منها بالأرض.
البداية في الخالدية
وقال مقيمون وناشطون إن القوات السورية بدأت المجزرة في حي الخالدية بقصف مكثف ومركز، باستخدام المدفعية وقذائف المورتر. وأضافوا أن 36 منزلا على الأقل هدمت تماما في الساعة الأولى من بدء القصف، «وكانت جميع العائلات في داخلها، ومعظمهم نيام». وقد أدى القصف الى تدمير عشرات المباني السكنية، بالإضافة الى المشفى الميداني الرئيسي في الحي.
وبينما كانت المساجد «تستغيث وتكبر»، وتطلب متبرعين للدماء ومتطوعين لأعمال الإسعاق وانتشال الجرحى والجثث، تحدث شهود عيان عن منع الجيش السوري نقل الجرحى إلى المستشفيات. وقال وليد، وهو من سكان الخالدية «كنا جالسين في بيتنا، عندما بدأنا نسمع القصف. شعرنا بأن القصف يسقط فوق رؤوسنا». وأوضح عضو الهيئة العامة للثورة، هادي العبدالله، أن «القصف كان عنيفا جدا، وأدى الى تسوية عدد من المباني بالأرض، بينما دمر عدد من المباني تدميرا جزئيا، لكن القوات النظامية لم تتمكن من الدخول الى أي منطقة من المناطق الخارجة عن سيطرتها، إلا أنها تحاصرها بأعداد كبيرة من الدبابات». ولم يعرف على الفور ما الذي دفع القوات السورية إلى شن مثل هذا القصف العنيف. لكن نشطاء قالوا إن أعمال العنف نجمت عن موجة كبيرة من الانشقاقات داخل الجيش السوري في حمص، وهي من أهم معاقل الاحتجاجات والمعارضين المسلحين الذين توعد الأسد بسحقهم.
ومن جهته، اعتبر العبدالله أن ما جرى ليلا هو محاولة من السلطات «لكسب مزيد من الوقت، وبث حالة من الرعب في قلوب السوريين عامة، لعلهم يتراجعون عن تظاهراتهم السلمية»، في حين رأى ناشط سوري آخر إن قوات كتائب الأسد قصفت الخالدية، وهي من أشد المناطق المعارضة لنظام الأسد، لتخويف مناطق التمرد الأخرى. وأضاف «يبدو أنهم لم يفهموا الأمر. حتى لو قتلوا عشرة ملايين منا، فالناس لن يتوقفوا حتى يسقطوه».
وفي حين أشارت احصائيات المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن شهود، الى «إن عدد القتلى يتراوح الآن بين 217 و260 شخصا على الأقل، منهم 138 قتلوا في منطقة الخالدية وحدها، بينهم كثير من الأطفال والنساء والعجائز، و79 آخرون سقطوا في أحياء الانشاءات وباب الدريب وباب السباع وبابا عمرو والبياضة ومدخل جورة الشياح في حمص»، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن 230 قتيلا بينما أكد المجلس الوطني أن عددهم أكثر من 337 قتيلا.
مخاوف من مذابح
بدوره، قدر المجلس الوطني السوري عدد الضحايا بأكثر من 260 مدنيا، ووصف الهجوم بأنه «أحد أكبر المذابح المروعة» منذ بداية الانتفاضة. وأضاف أنه يعتقد أن قوات الأسد تستعد لشن هجمات مماثلة حول دمشق، وفي بلدة جسر الشغور في إدلب (شمال غرب البلاد).
لقطات من المجزرة
• مجزرة حمص «أدمى هجوم» تنفذه كتائب الأسد منذ انطلاقة الانتفاضة.
• أظهر شريط مصور على الانترنت ثماني جثث على الأقل ملقاة في غرفة، وقد تهشم النصف العلوي من رأس إحدى الجثث. وقال صوت في الشريط إن القصف كان مستمرا خلال تصوير اللقطات. وأظهرت صور تلفزيونية مشاهد تظهر جثث قتلى داخل منازلهم قضوا في الغارات.
• تراوحت حصيلة الضحايا بين 230، و260، و337 وفق الهيئة العامة للثورة، والمرصد السوري، والمجلس الوطني.
• استخدم السكان أدوات بدائية لإنقاذ الناس، ويخشون أن يكون كثيرون قد دفنوا تحت الأنقاض. لا توجد سيارات إسعاف أو أي شيء. إننا ننقل الناس بأيدينا.. وقد أخرجنا 100 جثة حتى الآن يتم وضعها في المسجدين».
• أدى القصف الى تدمير المشفى الميداني الرئيسي في حي الخالدية.، فاضطر الأهالي والمسعفون لنقل الكثير من الجرحى الى المساجد والمنازل التي لم تتضرر.
• مخاوف حقيقية من حدوث تلوث في المياه نتيجة القصف.
• انتشار القناصة يجعل الدخول الى حمص أشبه بعملية انتحارية.
• أكثر من 350 قذيفة هاون سقطت على حي الخالدية وحده.
• مبنى يضم 18 شقة دمر تماما، ولحقت أضرار جسيمة باثنين آخرين. وكذلك 36 منزلا سويت بالأرض وعشرات المباني والمنازل اصيبت بأضرارا جسيمة، وكانت معظم العائلات بداخلها، ومعظمهم نيام.
هستيرية الدولة!
وصف مصدر إعلامي سوري مسؤول في تصريحات بثتها وكالة الانباء السورية (سانا) مجزرة حمص بـ«الكذب المفضوح»! وقال إن ما تناقلته وكالات الأنباء من أخبار وصور وشرائط مصورة «يندرج في إطار حملة هستيرية، تشنها قنوات التحريض الشريكة مع المجموعات الارهابية المسلحة، للتجييش والتأجيج لسفك مزيد من الدماء السورية، والتأثير في مواقف بعض الدول في مجلس الأمن» الدولي.
وتابع المسؤول أن «الجثث التي عرضتها قنوات التحريض هي لشهداء من مواطنين اختطفتهم المجموعات الارهابية المسلحة، وقتلتهم وصورتهم على انهم جثث لضحايا القصف المزعوم».
21 قتيلاً برصاص الأمن على مشيعين
دمشق- أ ف ب- قتل 21 مدنيا وجرح آخرون أمس برصاص قوى الامن السورية، من بينهم 15 قتيلا في ريف دمشق، وستة في محافظة ادلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «قتل 12 شخصا، واصيب نحو ثلاثين بجروح برصاص قوات الامن التي اطلقت النار عشوائيا على مشيعين في داريا» جنوب دمشق. واضاف ان «بعض عمليات التشييع لم تتم، وعادت الجثامين الى منازل اهلها». وذكر ان قتيلين سقطا في بلدة الضمير، وطفلة في المعضمية، بريف دمشق، اضافة الى ستة قتلى في محافطة ادلب «خلال اطلاق نار عشوائي».
في الوقت نفسه، ذكر المرصد ان القوات النظامية تحاول منذ مساء الجمعة السيطرة على الزبداني في ريف دمشق من اربعة محاور، مؤكدا ان عناصر الجيش السوري الحر «سيطروا على مركز امن الدولة في المنطقة». كما قتل 5 مدنيين كانوا يشاركون في جنازة لتشييع اثنين من ضحايا تظاهرات الجمعة.
الجيش الحر يأسر 19 جندياً
أظهر شريط فيديو مقابلة مع 19 جندياً سورياً، أسرتهم كتيبة الفاروق- من الجيش السوري الحر- عند حاجز مستوصف الخالدية في حمص.
ودار حوار في المقطع بين متحدث من الجيش الحر- لم تظهر صورته، وبين الجنود الذين كانوا يجلسون ويجيبون عن الأسئلة الموجهة إليهم، مبرزين بطاقات الهوية الخاصة بهم.
وتحدث بعض الجنود المأسورين عن «تمييز في التعامل لمصلحة العناصر العلوية».
عقيد طيار ركن وضابطان يُعلنون انشقاقهم
أعلن كل من العقيد طيار ركن في الجيش السوري، قاسم سعد الدين، والنقيب المهندس فاتح عبيد، والملازم حسين عثمان العبيد، انشقاقهم عن الجيش النظامي، وانضمامهم إلى صفوف الجيش السوري الحر. وقالوا في فيديو بُث على يوتيوب، إن انشقاقهم بسبب المجازر التي يرتكبها النظام. وحث سعد الدين عموم صفوف الضباط في الجيش السوري إلى الانشقاق والانضمام للجيش السوري الحر، للدفاع عن حقوق الشعب السوري.
05/02/2012
خيبة وحزن في مجلس الأمن.. وكلينتون تعلن: حان وقت الحزم روسيا والصين تجهضان قراراً حول سوريا
- لافروف ومدير الاستخبارات الخارجية إلى دمشق الثلاثاء
نيويورك ـــــ أ.ف.ب، رويترز ـــــ استخدمت روسيا والصين حق الفيتو أمس، في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا. وصوتت الدول الأخرى الـ13 في مجلس الأمن لمصلحة مشروع القرار الذي طرحه الأوروبيون والعرب، والذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية ويدين الانتهاكات، وذلك بعد تعديلات عدة في محاولة لتخفيف حدة الخلافات حوله مع روسيا. غير أن الأخيرة والصين كررتا الفيتو المزدوج النادر الذي سبق أن استخدمه البلدان ضد قرار بشأن سوريا في الخامس من أكتوبر الماضي.
خيبة وأسف
وقال السفير المغربي محمد لوليشكي، الذي لعبت بلاده دورا أساسيا في صياغة القرار «أود التعبير عن خيبتنا وأسفنا الكبيرين» للفيتو الروسي والصيني. وندد السفير الفرنسي جيرار آرو أمام المجلس بـ «الفيتو المزدوج»، معتبرا انه «يوم حزين لهذا المجلس، للسوريين ولأصدقاء الديموقراطية». وذكّر بـ «مجازر» حماة عام 1982 في عهد الرئيس السوري الأب حافظ الاسد، وبمقتل أكثر من 300 مدني في حمص فجر أمس، وقال «الفظاعة وراثية في دمشق». ووصفت البعثة البريطانية لدى الامم المتحدة فيتو روسيا والصين بانه «معيب».
محاولات يائسة
وكان دبلوماسيون غربيون قد أعلنوا قبل جلسة التصويت أن الغرب مصمم على التصويت لمصلحة المشروع، وذلك بعد سلسلة اجراءات ولقاءات ونشاطات على أكثر من صعيد في محاولة للتخفيف من حدة الاعتراضات الروسية.
وفي هذا الصدد، أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات، وصفت بـ «الحادة»، مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف في ميونخ، على هامش أعمال مؤتمر الأمن هناك. وتركزت المحادثات حول اعتراضات روسيا على مسودة قرار مجلس الأمن حول سوريا.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن كلينتون كانت حتى لحظة التصويت «لا تزال تأمل في أن تصوت موسكو بنعم على القرار»، خصوصا أن التصويت جاء عقب مجزرة حمص، خصوصا أيضا أن المبعوث الروسي قال إن الاتفاق «ممكن».
ولكن كلينتون صرحت بعد ذلك بإنه لم يكن ممكنا العمل بشكل بناء مع روسيا قبل التصويت الذي أجراه مجلس الأمن. وأبلغت كلينتون الصحافيين في مؤتمر في ميونخ «الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن بحزم حيال الأسد} مدينة باقصى العبارات الفيتو المزدوج.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد حثّ مجلس الأمن ــــ قبل التصويت ــــ على الوقوف في وجه ما وصفه بـ «الوحشية المستمرة للرئيس الأسد». وأضاف ان الهجوم على حمص «يصعب وصفه»، وجدد دعوته للأسد بالتنحي عن السلطة.
فضيحة
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف «إنه من الممكن التوصل الى اجماع حول قرار في مجلس الامن الدولي يدين اعمال العنف في سوريا اذا تبنى الغربيون موقفا بناء».
وكان لافروف قد أكد معارضة بلاده لمشروع قرار دولي يدين سوريا، وقال «إذا كان الغرب يريد فضيحة أخرى في مجلس الأمن فلن نستطيع إيقافهم». وأضاف «مشروع القرار لا يناسبنا أبدا، وآمل ألا يطرح للتصويت».
وقال لافروف إنه اقترح تعديلات على مشروع القرار، وأضاف أنه «يأمل ألا يطغى التحيز على صوت العقل».
لافروف إلى سوريا
في غضون ذلك، أعلن لافروف أنه سيتوجه ومدير الاستخبارات الخارجية إلى دمشق الثلاثاء للقاء الرئيس الأسد. وقال لافروف «بطلب من الرئيس الروسي سأتوجه إلى دمشق للقاء الأسد برفقة ميخائيل فرادكوف رئيس اجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية».
وأضافت وكالات الأنباء الروسية أن «لافروف سيسعى خلال زيارته إلى دمشق إلى ايجاد حل سياسي للنزاع».
05/02/2012
الأسد يتناول العشاء في مطعم ويقضي وقته يطالع «الآي باد»
دمشق- رويترز- في الوقت الذي كانت فيه قواته تشتبك في الضواحي مع من يسميهم «متمردين» استولوا الأسبوع الماضي على بلدات تقع على أبواب دمشق، ودوي الرصاص والانفجارات يسمع في وسط العاصمة التي أقام «مسلحون ملثمون» نقاط تفتيش ع لى مشارفها، كان الرئيس السوري بشار الأسد يتناول الطعام خارج المنزل.
فمع هذا كله، بدا الرئيس السوري (46 عاما) في ذلك الوقت رابط الجأش، وظهر في هيئته الأنيقة المعتادة أمام أنصاره في مطعم يقع في وسط دمشق، حيث قال شهود إنه أمضى ليل عطلة نهاية الأسبوع.
وقال سياسي من لبنان، اعتاد زيارة سوريا وقابل الأسد عدة مرات منذ بدء الانتفاضة، إن الأسد «لم يغير من نمط حياته». وأضاف متحدثا بصورة شخصية- حول تحركات الرئيس يوم 28 يناير الماضي عندما دفع ظهور قوات ترفع أعلام الجيش السوري الحر على حافة العاصمة بعض المراقبين الذين أثارهم الموقف لتقدير الفترة المتبقية للأسد باسابيع وحسب؛ «قضى المساء في مطعم».
وسرعان ما عادت ذكريات الزعيم الليبي معمر القذافي إلى الأذهان. لكن الأمر كان يتعلق بالمزيد في إظهاره للامبالاة عن الجنون أو اليأس. ورسم آخرون أيضا صورة لرأس الدولة السورية، قائلين إنه مطلع بشكل تام على الأحداث على الأرض - وليس مجرد دمية في يد المتشددين كما صوره بعضهم - وبأنه «مسترخ وهادئ»، ومصمم على إنهاء هذا التحدي، ويقدم بعض الإصلاحات بشروطه وحده.
«مسترخ وهادئ»
وقال اللبناني، الذي يعرف الأسد: «لا، لا، لا، أبدا، هو لن يستقيل حتى ولو استمرت الحرب عشرين سنة»، مضيفا «هو على تواصل دائم مع الأحداث على الأرض».
ونقل دبلوماسي غربي عن زائر آخر للقصر الرئاسي قوله إن الأسد «مسترخ وهادئ»، ومشغول بمطالعة جهاز آي باد الخاص به، ويسأل عن احتمالات شن إسرائيل هجوما على إيران، وواثق فيما يبدو من أن بإمكانه البقاء بعد منتقديه الأجانب، مثلما فعل والده على مدار 30 عاما.
وأبرزت الزيارة التي قام بها مجموعة من الصحافيين الأجانب إلى ضواحي دمشق الشرقية في الأسبوع الماضي مدى تآكل سلطة الأسد، منذ بدء الاحتجاجات على الرغم من اطلاق النار على آلاف المتظاهرين، والاعتقالات الجماعية والتعذيب والقتل في السجن والحرب المفتوحة على وحدات متمردة من الجيش.
متمسك بالحكم
ومنذ أن خلف بشار والده هناك تكهنات مستمرة بشأن ميزان القوى داخل العائلة الحاكمة الملفوفة بالسرية، والحاشية المحيطة بها، وبشأن ما اذا كان لبشار ميول ليبرالية يكبحها من هم على غرار شقيقه الأصغر المهاب الجانب، ماهر.
لكن دبلوماسيين ومسؤولين وغيرهم من المراقبين يتفقون بشكل عام على أن الرئيس يمثل بذاته قوة، وانه متمسك بالبقاء في السلطة بشروطه. ويمكن رؤية ما يعنيه هذا التمسك، فيما يجري في حمص. فالمدينة تعاني بشدة تحت وطأة القتال بين قوات الاسد والمتمردين، إلى جانب اشتباكات بين الاغلبية السنية والاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد نفسه.
وتروي كتابات متناثرة على الجدران القصة كاملة، فقد كتبت على جدار عبارة «يسقط الأسد» بينما كتب على الجدار المقابل «الله وسوريا وبشار وبس». ويقابل التحدي في حمص شعور واسع بالتوجس في دمشق، حيث الفنادق والمتاجر الفاخرة شبه خاوية، بينما قال تجار ان النشاط يقترب من التوقف.
وقال سياسي لبناني يؤيد حكم الأسد بشكل كبير «بالتأكيد سوريا تتجه نحو حرب اهلية طائفية مذهبية، هذا اذا لم تكن قد اندلعت بالفعل... العلويون يعتبرونها معركة وجود اذا خسروها يكونوا قد خسروا أنفسهم».
05/02/2012
معارضون يهاجمون سفارات بلدهم تونس تطرد السفير السوري وتسحب اعترافها بنظام الاسد
عواصم- أ ف ب- تظاهر آلاف السوريين أمام سفارات بلدهم في عدد من عواصم العالم العربي والغربي، واقتحموا وخربوا عددا منها، احتجاجا على قصف الجيش السوري لحمص.
وكان التحرك الأبرز في تونس والكويت. ففي تونس انضم آلاف التونسيين الى المعارضين السوريين، وطالبوا «كل صاحب ضمير حي.. ليهبوا لنصرة السوريين»، في وقت أعلنت الرئاسة التونسية أن تونس تستعد لطرد السفير السوري «وستشرع في الإجراءات العملية والترتيبية لذلك، وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق».
وفي جدة (غرب السعودية) تجمع عشرات السوريين المقيمين أمام قنصلية بلادهم، منددين بـ«المجرزة»، وأطلق بعضهم هتافات مثل «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، قبل أن ينفض التجمع مع وصول دوريات الشرطة.
وفي القاهرة، اقتحم عشرات المعارضين لنظام الأسد السفارة في حي غاردن سيتي، وخربوا المبنى، وأضرموا النار في الطابق الأرضي منه، بعدما انتزعوا سياج المدخل، ودمروا قطع أثاث وأجهزة كمبيوتر.
وفي لندن، تجمع المئات أمام مقر السفارة في ساحة بلغريف، أوقفت الشرطة خمسة منهم على خلفية أعمال تخريب. وفي اثينا نجح العشرات في اقتحام مبنى السفارة، وكتبوا على الجدران عبارات معادية للنظام. وكانت الشرطة الالمانية اعلنت ان حوالى عشرين شخصا اقتحموا الجمعة مقر السفارة في برلين، وألحقوا بعض الاضرار المادية، قبل ان يتم اجلاؤهم من جانب الشرطة. وكذلك حصل في الولايات المتحدة.
واشنطن تدعو لتوحيد المعارضة وباريس تشكّل «مجموعة تشاور}.. والأمم المتحدة تنسق مع الجامعة العربية جهود عربية وغربية لـ{انتقال سياسي} في سوريا
نيويورك ــــــ أ.ف.ب، رويترز ــــــ أعلنت دول عربية وغربية عزمها مواصلة جهودها داخل مجلس الأمن الدولي وخارجه، للوصول لقرار دولي يتعلق بوضع حل للأزمة في سوريا، وذلك بعد إحباط «الفيتو» الروسي الصيني السبت لمشروع قرار عربي أوروبي يدعم خطة الجامعة العربية في هذا الشأن.
وكان هذا الفيتو المزدوج أثار استياء واستنكارا دوليين واسعين، فيما واصلت كل من موسكو وبكين تبريراتهما لقرارهما. فقالت الأولى إن «الغرب لم يبذل جهودا كافية للتوافق»، وان «نص مسودة مشروع القرار الذي طرح للتصويت لم يكن متوازنا»، طالبة في الوقت نفسه «عدم ممارسة المزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وبدورها، بررت بكين استخدامها حق النقض بالقول «اردنا تجنيب البلد (سوريا) والمنطقة سفك الدماء والمزيد من الخسائر والاضطرابات»، وأضافت «ان مشروع القرار كان يتطلب المزيد من التشاور.. ويجب إعطاء مزيد من الوقت والصبر للحل السياسي».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أبرز من عبّر عن الاستياء والاستنكار من الفيتو المزدوج، إذ اعتبره «يقوض» الأمم المتحدة والأسرة الدولية. ووصف الفيتو بأنه «خيبة أمل كبرى للشعب السوري وللشرق الأوسط ولجميع مناصري الديموقراطية وحقوق الإنسان». وأكد استعداد المنظمة الدولية «للعمل بتعاون وثيق مع جامعة الدول العربية وأطراف أخرى، من أجل التوصل الى عملية انتقال سياسية يقودها السوريون بأنفسهم».
رخصة للقتل
بدوره، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الدول العربية «لن توقف مساعيها لحل الأزمة السورية»، مضيفا أن الفيتو الروسي والصيني «لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات الجامعة».
وكانت قطر اعتبرت، على لسان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، خالد العطية، أن «عجز مجلس الأمن الدولي على تمرير قرار لإنهاء العنف في سوريا يعطي حكومة الأسد رخصة لقتل المتظاهرين». وهو الموقف نفسه الذي أعلنه المجلس الوطني السوري بقوله «الفيتو المزدوج رخصة للقتل من دون محاسبة».
بالمقابل، ظهرت تلميحات غربية قوية تؤكد عزم الدول الأوروبية والولايات المتحدة التحرك، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاستصدار قرار داعم للقرار العربي الأوروبي، وذلك مثلما حدث قبل أسبوع، حيث صدر عن الجمعية العامة قرار يتعلق بالوضع في سوريا، وحظي بدعم جميع الأطراف.
فقد دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أسمتهم بـ «أصدقاء سوريا الديموقراطية» للاتحاد ضد نظام حكم الأسد. وهي كانت حذرت من حرب أهلية بعدما أعلنت أن الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن بـ«حزم» حيال سوريا.. وإذا مورس ضغط دولي جدي على نظام الأسد فمن الممكن الوصول لعملية انتقالية مماثلة لما جرى في اليمن.. وعلينا أن نتحرك بسرعة، لأن كل يوم إضافي يزيد من مخاطر نشوب حرب أهلية».
كذلك، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن بلاده تعتزم إقامة ما أسماه «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.
وكان الفيتو الروسي الصيني المزدوج قد أثار استياء العديد من الدول، التي اتهم بعضها موسكو وبكين بالتآمر على الشعب السوري. فقالت باريس «إنه يشجع النظام السوري على مواصلة سياساته القمعية.. ويشل المجتمع الدولي.. ويعني الاصطفاف إلى جانب نظام يذبح شعبه». واتهمت روما البلدين بـ«التخلي» عن الشعب السوري.
06/02/2012
قتلى الثورة السورية يقترب من 8 آلاف 21 قتيلاًً.. ودعوة لعصيان شامل
دمشق ــــــ أ.ف.ب، رويترز ــــــ قتل 31 شخصا في سوريا أمس، من بينهم 21 جنديا سقطوا خلال اشتباكات جرت مع منشقين، الى جانب 10 مدنيين سقطوا برصاص الأمن في مدن سورية عدة، في وقت دعت لجان التنسيق المحلية إلى «عصيان الكرامة»، وأعلنت ارتفاع عدد قتلى الثورة السورية منذ منتصف مارس الماضي إلى أكثر من سبعة آلاف و339 قتيلا، فيما خرجت تظاهرات منددة وأخرى مرحبة بالفيتو الروسي ـــ الصيني في مجلس الأمن.
وأوضحت اللجان الشعبية أن برنامج العصيان سيكون على ثلاث مراحل: مدني بإضراب حداد لمدة يومين، يتبعه اقتصادي وتشكيل جمعيات شراء، ومن ثم تحضير لعصيان في دمشق وحلب.
مقتل 21 جندياً
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت ـــ الأحد في قرية احسم في جبل الزاوية في ريف ادلب، بين الجيش ومجموعات منشقة، أسفرت عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين، بينهم ضابط برتبة عميد، وتم اعطاب أربع آليات». وأضاف: أن خمسة جنود آخرين قتلوا «إثر إعطاب آلية لهم في فليون»، وقتل جندي آخر «إثر استهداف سيارة عسكرية في ابديتا في جبل الزاوية»، بينما «قتل جنديان قرب سراقب اثر اشتباك».
مخاوف في حمص
وفي ادلب ايضا، قتلت طفلة في قرية المسطومة، التي تشهد «اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش النظامي». وقتل «مواطن في قرية معرشورين إثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع آخرين»، ومواطن آخر من قرية بسامس وجد مقتولا بعدما كان قد اعتقل قبل أيام. وفي ريف درعا دارت اشتباكات أسفرت عن مقتل 4 جنود.
وفي ريف دمشق، استشهد طفل إثر اصابته باطلاق رصاص خلال تفريق قوات الأمن تظاهرة في مدينة داريا. أما في الرستن في محافظة حمص، فقتل ثلاثة مواطنين في قصف مدفعي، جاء ردا على هجوم تعرضت له كل الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، مما أدى الى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي.
والقصف على الرستن مستمر منذ أيام رغم انسحاب الجيش النظامي، ويتخوف الأطباء من ارتفاع عدد القتلى بسبب الاعداد الكبيرة للجرحى، الذين سقطوا في الايام الماضية (...) وبسبب النقص في المواد الطبية. ويتخوف الناشطون من عملية جديدة على أحياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة ـــ السبت)، لا سيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر. في هذه الاثناء، كان الجيش السوري يحاول اقتحام بلدة مضايا في ريف دمشق بعشرات الدبابات ومئات الجنود، وسط قصف عنيف يستهدف البلدة. ودفع الجيش بنحو 500 عنصر مع آلياتهم إلى الجهة الشمالية للبلدة، إضافة إلى التعزيزات الموجودة أصلاً على هذه الجبهة، التي تقدر بنحو أكثر من مائة عربة تابعة للفرقة الرابعة، وسط نزوح كثيف للأهالي. وبحسب الهيئة العامة للثورة فإن معظم الجنود الموجودين داخل الدبابات مقيدون ولا يستطيعون الخروج منها.
06/02/2012
منظمة العفو: الفيتو «خيانة للإنسانية»
لندن - أ. ف. ب - اعتبرت منظمة العفو الدولية أن الفيتو المزدوج الذي لجأت إليه روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي «خيانة غير إنسانية، وصادمة حيال الشعب السوري». وأضافت المنظمة «من المذهل أن تعرقلا تبني قرار ليس قاسيا الى هذه الدرجة. بعد ليلة شاهد فيها العالم أجمع معاناة سكان حمص، فإن سلوك هذين العضوين يثير الصدمة». وأكدت أنها ستواصل الطلب من أعضاء مجلس الأمن إثارة الوضع في سوريا أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر على الأسلحة، وتجميد أرصدة الرئيس بشار الأسد ومسؤولين سوريين آخرين.
تركيا تتعهد بدعم أي عمل عسكري للناتو ضد سوريا
دمشق ـ وكالات الأنباء- أنقرة ـ من سيد عبد المجيد ـ جدة ـ نصر زعلوك
717
واصلت القوات العسكرية السورية أمس انتهاكاتها الوحشية ضد المواطنين المدنيين العزل في حمص مما أدي الي مقتل05 شخصا علي الاقل.
وقالت كاثرين التلي عضو المجلس الوطني السوري المعارض لرويترز ان عدد القتلي الذي أعلن عنه عدد من الناشطين من حمص منذ بدء القصف الساعة السادسة صباحا هو50 معظمهم مدنيون. وأضافت ان النظام السوري يتصرف وكأنه محصن ضد التدخل الدولي وان له مطلق الحرية في استخدام العنف ضد المواطنين.
ومن جانبهم, أعلن منشقون عن الجيش السوري أمس تشكيل مجلس عسكري أعليلتحرير البلاد من حكم الرئيس بشار الأسد. وقال المجلس الذي أطلق عليه اسم المجلس العسكري الثوري الاعلي ليحل محل الجيش السوري الحر في بيان إن قائده هو العميد الركن مصطفي أحمد الشيخ وهو أكبر ضابط ينشق عن الجيش والذي فر إلي تركيا. والمتحدث باسم المجلس هو الرائد ماهر الرحمون النعيمي الذي كان متحدثا باسم الجيش السوري الحر كما ورد في البيان الذي أرسلت نسخة منه إلي رويترز.
وأضاف البيان بعد التشاور مع الضباط المنشقين علي امتداد ساحات الوطن إنه تم الاتفاق علي تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلي لتحرير سوريا تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة وتلبية لنداء الحرية ووفاء لدماء الشهداء.
ومن جانبها, اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الفيتو الروسي الذي حال دون مرور خطة جامعة الدول العربية بشأن سوريا في مجلس الأمن, شجع دمشق علي تكثيف حملاتها الأمنية في ضواحي العاصمة وشمال البلاد. كما دفع زعماء المعارضة في سوريا للتعهد بأنه لا سبيل سوي استخدام القوة من أجل الإطاحة بالأسد من السلطة.
وحول السيناريو المقبل, قالت صحيفة راديكال التركية أمس إن أنقرة ستقدم الدعم اللوجستي لعملية عسكرية تتولاها قوات حلف الناتو ضد سوريا انطلاقا من قاعدة اينجرليك ومنطقة البحر المتوسط. ويأتي هذا التطور بعد تصاعد الاحداث الدامية التي تشهدها مدينة حمص, و ذلك علي الرغم من أن مصادر اكدت قبل ذلك أن تركيا لن تكون الدولة الاولي التي ستوجه ضربة عسكرية ضد دمشق.
واضافت الصحيفة أن المسئولين الاتراك يتشككون في إمكانية تحقيق المعارضة السورية المسلحة نتائج إيجابية في صراعها مع الجيش السوري النظامي الذي يجد دعما من قبل روسيا والصين وايران.
من جانب آخر أكدت مصادر دبلوماسية أن عدم تشكيل منطقة حدودية عازلة من شأنه أيضا تقوية نظام الاسد وسيكبد قوات الجيش السوري الحر والمدنيين خسائر كبيرة في الفترة المقبلة ونزوح الاف السوريين من جديد الي تركيا.
و في جدة, كشف الناطق الرسمي باسم منظمة التعاون الإسلامي السفير طارق بخيت عن اتصالات دولية تجريها المنظمة بشأن التطورات الجارية. وأكد بخيت في مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة بجدة بأن المنظمة سوف تعلن عن نتائج هذه الاتصالات لاحقا. وجدد بخيت دعم المنظمة للمبادرة العربية حول سوريا, مؤكدا أن اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد حول سوريا في نوفمبر الماضي بمقر المنظمة رأي ضرورة عدم تعدد المبادرات في هذا الصدد, إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يمكن استبعاد المنظمة من أي دور دولي يتم من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية, وذلك في إشارة إلي الجهود التي أعلنت عنها باريس حول تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا.
وكرر بخيت موقف المنظمة بضرورة بدء سوريا بعملية إصلاح داخلي من خلال حوار وطني جاد, ووقف أعمال العنف, وسفك الدماء.
ومن جهة ثانية, قال رضوان الشيخ المتحدث الرسمي للشئون الثقافية في المنظمة, إن الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان, التابعة للمنظمة, سوف تبحث جميع القضايا الحقوقية, من دون أن يستبعد طرح قضايا انتهاك حقوق الإنسان في سوريا علي مائدة البحث لدي الهيئة, التي سوف تعقد أولي جلساتها في العاصمة الإندونيسية, جاكرتا في20 الشهر الجاري.
07/02/2012
يلتقي الأسد اليوم.. و«الوزاري الخليجي» يبحث الأزمة السورية السبت و«العربي» الأحد لافروف: المعارضة السورية تعمل بتعليمات خارجية
دمشق، الرياض، واشنطن، موسكو- رويترز، أ ف ب- تواصلت ردود الفعل المستنكرة للفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن الدولي الأحد، وصعدت دول عربية وغربية عدة من إجراءاتها وخطواتها للتصدي للفشل في التصويت على مشروع قرار، كان من شأنه أن يدعم خطة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا.
وعشية توجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى دمشق، حيث من الرتقب أن يسلم الأسد رسالة من نظيره الروسي ميدفيديف، دعت الرياض الى اتخاذ «إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم» في سوريا. وشدد بيان صادر عن مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن «اخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب ألا يحول دون اتخاذ اجراءات حاسمة، لحماية ارواح الابرياء، ووقف نزيف الدم وأعمال العنف التي يهدد استمرارها بكارثة انسانية وتنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري، واستقرار المنطقة».
وفي الوقت نفسه، يستعد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي لعقد اجتماع خاص، لبحث الوضع في سوريا يوم السبت المقبل في الرياض، فيما يعقد المجلس الوزاري الخاص بالجامعة العربية اجتماعا مشابها في اليوم التالي (الأحد) في القاهرة.
واشنطن مع الحل السياسي
وفي الشأن ذاته، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيادة الضغوط على الأسد «حتى يتنحى ويفسح المجال لاطلاق عملية انتقال ديموقراطي». لكنه قال أيضا في مقابلة مع برنامج «توداي» في تلفزيون «ان بي سي» إنه يمكن حل الأزمة السورية من دون تدخل عسكري من الخارج. وأضاف «أعتقد أنه من المهم جدا لنا محاولة حل هذا الأمر من دون اللجوء الى تدخل عسكري من الخارج.. واعتقد أن هذا ممكن».
فرنسا تتحدث الى روسيا
ومن باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- على هامش مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل- «سأتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف بعد ظهر اليوم (أمس). وبإذن من المستشارة سأحدثه باسمينا». وتابع «ان المانيا وفرنسا لن تخذلا الشعب السوري. ان ما يحصل فضيحة. ونحن لسنا مستعدين لقبول التردد في اتخاذ قرار او عرقلة عمل المجتمع الدولي».
وقالت ميركل إنها «مذهولة» لعدم صدور القرار، وأيدت دعوات ساركوزي لتشكيل مجموعة اتصال بخصوص سوريا، مضيفة «علي أن أقول هنا .. يجب أن تسأل روسيا نفسها هل نحن بالفعل في موقف تاريخي ينبغي فيه وضع السياسة بمعزل عن الجامعة العربية. لا يمكن أن أتخيل أن ينجح هذا».
وقال ساركوزي إن فرنسا وألمانيا لن تقبلا بالوضع الراهن، وستعملا مع الجامعة العربية لزيادة الضغط على الأسد، «من المفاجئ للغاية أن ينأى الروس الذين كانوا دائما قريبين من موقف جامعة الدول العربية بأنفسهم عنه اليوم».
لافروف يحمل رسالة
هذا ومن المقرر أن يصل لافروف اليوم الى دمشق يرافقه مدير الاستخبارات الروسية الخارجية، وسيسلم الأسد رسالة من ميدفيديف.، لم يكشف محتواها واكتفى بالقول «جوهر المهمة يكون معروفاً فقط للمرسل إليه».
وندد لافروف برد فعل الغرب على الفيتو الروسي والصيني. وقال إن «تعليق البعض مشين وشبه هستيري». كما اتهم المعارضة السورية بأنها «تتلقى تعليمات خارجية من لاعبين يستهدفون تغيير النظام، بعدم القبول بحل وسط معه»، مشددا في الوقت نفسه على مواصلة سعي روسيا إلى إقناع دمشق بتسريع الإصلاحات.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله بعد لقائه نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو، «أقنعنا دمشق عدة مرات بتسريع الإصلاحات، ونواصل القيام بهذا حتى الوقت الحاضر. ولكن ليس بوسعنا الموافقة على وجود من يسعى إلى أهداف أخرى. ويحاولون استغلال هذا الحراك لتغيير النظام».
ودعا لافروف الى تقييم الوضع في سوريا لا على أساس التصريحات «اللاذعة» التي تتناقلها وسائل الإعلام، وإنما على أساس التحليل الواقعي للوضع. وقال «الوضع خطير جدا، والمواقف منه متباينة، بما في ذلك، النقاد الذين يقدمهم التلفزيون، وبودي ان يقيموا الوضع لا على أساس التصريحات اللاذعة، وإنما على أساس التحليل الواقعي للوضع الراهن».
07/02/2012
50 قتيلاً .. والجيش يحوِّل إلى جامعات لثكنات عسكرية ومرابط لراجمات الصواريخ حمص «أرض محروقة».. و200 دبابة تحاصر الزبداني
صورة في شريط فيديو بث على يوتيوب تظهر رجلا سوريا يحمل جثة طفلة قضت في القصف على حي بابا عمر وفي حمص (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز- أعلن أمس إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى «لتحرير» سوريا من حكم الرئيس بشار الاسد، وذلك بعد ساعات قليلة من شن كتائب الأسد أعنف هجوم بالطيران والمدفعية الثقيلة لإخضاع مدينة حمص وضواحيها، لم يستثن حتى المستشفيات الميدانية، فيما كانت مئات المدرعات تقتحم مدينة الزبداني في ريف دمشق وسط قصف عشوائي كثيف وصل الى مضايا المجاورة، حيث افيد عن سقوط مبنيين سكنيين على رؤوس من فيها. وقد امتدت العمليات العسكرية أيضا الى حماة وادلب، حيث أفيد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ويبدو أن سياسة «الأرض المحروقة» هي الورقة الأخيرة لنظام الأسد الذي. فرغم استغلاله فشل مجلس الأمن الدولي في التصويت على مشروع قرار يدينه كـ«تفويض مجاني مفتوح للقتل»، يبدو أن إطلاق العنان لقواته للمضي قدما في تنفيذ المجزرة تلو الأخرى، يكشف أيضا عجز هذا النظام الذي يتهاوى أكثر فأكثر في مستنقع العنف، ويؤكد تفاقم أزمته.
وسارعت الجامعة العربية الى دق الانذار، وحذر الأمين العام نبيل العربي من الانزلاق بالبلاد الى حرب أهلية. وقال «إن التصعيد الخطير للعمليات العسكرية من قبل النظام السوري في حمص وحلب وريف دمشق وغيرها، ينذر بأفدح العواقب على أمن المواطنين السوريين، ويدفع بالأوضاع الى الانحدار نحو حرب أهلية».
وطالب العربي «بوقف فوري لجميع أعمال العنف أيا كان مصدرها، وتحذر من مخاطرها على مجمل الجهود العربية والدولية المبذولة لحل الأزمة»، مشيرا الى أن استخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة واستمرارها بشن العمليات العسكرية والمذابح «انتهاك واضح لالتزامات حكومة دمشق طبقا لأحكام القانون الدولي الانساني والميثاق العربي لحقوق الإنسان».
50 قتيلاً في حمص
وكانت كتائب الأسد بدأت فجر أمس بقصف عنيف على حمص- هو الأكثر قسوة منذ بدء الاحتجاجات في مارس الماضي- واستهدف أحياء بابا عمرو، والخالدية، والبياضة، وباب السباع وباب دريب، وأدى الى مقتل أكثر من 50 مدنيا، واصابة أكثر من 150 آخرين.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، نظرا إلى خطورة حالة بعض الجرحى، خصوصا ان المدينة تعاني من نقص حاد في الطاقم الطبي، وفي معدات الاسعاف والأدوية، بينما أفاد ناشطون وشهود أن القصف لم يستثن حتى المستشفيات الميدانية، وقالوا إن مباني عديدة إما دمرت بالكامل أو احترقت. وأعلنت الهيئة العامة للثورة بدورها أن الجيش أغلق حمص وعزلها كليا، بعدما استخدم المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي، في استمرار للضغط على المدينة التي تتعرض لهجوم مستمر منذ أيام.
وقال الناشط عمر شاكر الموجود في بابا عمرو إن «قوات الامن أخلت المدينة الجامعية في حمص الأحد من الطلاب وحولتها الى ثكنة عسكرية، ونصبت فيها راجمات الصواريخ التي انطلق منها القصف على المنازل والأحياء».
المدينة المنكوبة
وناشد المجلس الوطني السوري أبناء الجالية السورية في العالم تطويق السفارات السورية والاعتصام امامها، معتبرا ان سياسة «التريث» لم تعد تجدي. واعتبر أن «ما يحدث في حمص منذ أيام من عمليات إبادة جماعية بأسلحة فتاكة تهدم المنازل على رؤوس أصحابها وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، أصبح جريمة إبادة لا يمكن للعالم السكوت عنها». وكان المجلس أكد تلقيه «معلومات ذات مصداقية حول تخطيط النظام السوري لهجوم عسكري واسع النطاق ضد درعا وحمص، وتحديدا حي بابا عمرو في غضون ساعات من الآن».
وكان المجلس الوطني السوري أصدر بيانا تحدث فيه عن تلقيه «معلومات ذات صدقية حول تخطيط النظام السوري لهجوم عسكري واسع النطاق ضد مدن عدة، في مقدمتها حمص ودرعا (معقل المعارضة ومهدها)، وتحديدا حي بابا عمرو في حمص، في غضون ساعات من الآن». وقال إن «النظام المجرم حشد دباباته ومدفعيته وقواته حول المدينة». ودعا المجلس «كل الأطراف الدولية والمنظمات والهيئات ووسائل الاعلام الى التحرك العاجل لمنع وقوع مجزرة جديدة في المدينة المنكوبة، والأخذ على يد النظام وحماية المدنيين السوريين من حرب ابادة يتعرضون لها، في ظل صمت وتواطؤ بعض الجهات التي حالت دون ادانة النظام ومحاسبته».
اقتحام الزبداني
وكانت الحال في الزبداني مماثلة لما جرى في حمص، حيث اشتد القصف على المدينة، مما أصاب أكثر من 30 منزلا، وسقوط خمسة قتلى وعشرين جريحا.
وقال المرصد السوري ولجان التنسيق المحلية إن «أكثر من 200 آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات ومدرعات وناقلات جند مدرعة تحاصر الزبداني ومضايا المجاورة من أربعة محاور»، بينما اقتحمت قوات عسكرية أمنية مشتركة بلدة داريا (المجاورة أيضا)، وسقط جرحى اثر اطلاق الرصاص العشوائي.
لقطات
أفاد شهود عيان بسقوط قذيفة كل ثانية على حي بابا عمرو كما دمرت سبع أبنية على رؤوس ساكنيها في حي الإنشاءات.
قال الناشط عمر حمصي إن «ما لا يقل عن 20 قذيفة هاون سقطت على ثلاثة مستشفيات ميدانية كان الثوار قد أقاموها في بعض المنازل لعلاج المصابين». وأضاف مستنجدا: «إننا نواجه حربا فعلية».
قال ناشط آخر «هذا أعنف قصف تتعرض له المدينة منذ انطلاقة الاحتجاجات».
وزع ناشطون أشرطة فيديو على الانترنت ظهرت فيها صور لجثث ملقاة أرضا مع ارتفاع عويل وصراخ وبكاء، واشاروا الى ان هؤلاء قتلوا في «مجزرة المشفى الميداني».
ظهر في شريط آخر رجل بالرداء الأخضر الخاص بالاطباء عرف عنه انه الطبيب محمد المحمد، وهو يصرخ بصوت يختنق غضبا «ليشاهد العرب والمسلمون، هذه نتيجة التخاذل العربي».
قال الناشط عمر شاكر الموجود في باب عمرو إن «المدينة الجامعية في حمص التي ينطلق منها القصف والتي اخليت الاحد من الطلاب تحولت الى ثكنة عسكرية».
07/02/2012
«الجيش السوري الحر» ينأى بنفسه «مجلس عسكري لتحرير سوريا»
اسطنبول، بيروت- أ ف ب - نأى الجيش السوري الحر في بيان صدر عنه أمس عن المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى الذي اعلن انشاؤه اليوم، بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ، معتبرا ان توقيت اعلانه يصب في «خدمة النظام» السوري.
وجاء في البيان ان مصطفى احمد الشيخ «لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر»، وان «أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم»، وان العميد «لا يمثل إلا نفسه».
وكان أعلن إنشاء المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى برئاسة الشيخ، ليكون بمنزلة «هيكل تنظيمي» للمنشقين، وبهدف «تحرير سوريا».
25 قتيلاً.. المعارضة تدعو رجال الأعمال السوريين والعرب إلى تمويل «المقاومة» و«حماية المدنيين» الأسد يتوعد : القصف مستمر حتى استعادة حمص
عناصر من الجيش السوري الحر خلال تدريبات في ادلب (أ ب)
دمشق ــــــ أ.ف.ب، رويترز ــــــ استمر القصف العنيف على مدينة حمص وضواحيها أمس، غداة مقتل نحو مائة شخص (الاثنين)، بحسب ما أفادت به تنسيقيات الثورة والمرصد السوري لحقوق الإنسان. ومعه استمر نظام الرئيس بشار الأسد بالتهديد وبالوعيد، وأكد أن العمليات العسكرية «مستمرة» لملاحقة من أسماهم بـ«الإرهابيين»، وحتى استعادة حمص، فيما دعا نداء مزدوج (المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر) رجال الأعمال السوريين والعرب الى تمويل عمليات «الدفاع عن النفس» وحماية المدنيين. ففي بيان بثته وكالة سانا، قالت وزارة الداخلية السورية: «نؤكد أن عملية ملاحقة المجموعات الإرهابية ستتواصل حتى استعادة الأمن والنظام في جميع أحياء حمص وريفها، والقضاء على كل من يحمل السلاح ويروع المواطنين ويهددهم في أمنهم وأمانهم».
واشارت الوكالة الى «مقتل واعتقال عشرات الإرهابيين واستسلام عدد آخر منهم». واشارت الداخلية الى ان «الفرصة مازالت متاحة أمام عناصر هذه المجموعات لتسليم أنفسهم»، بحسب الوكالة. ويأتي ذلك غداة مقتل 98 شخصا في أعمال العنف في سوريا، معظمهم في حمص (وسط)، التي تتعرض منذ أيام لقصف عنيف وشبه متواصل.
وبحسب نشطاء وشهود، فان القصف تركز مرة أخرى على حيي بابا عمرو والخالدية.
وفي حين يقول ناشطون إن استهداف حمص أساسه «إخضاع المدينة كونها مركز المعارضة وعناصر الجيش السوري الحر»، رأى المجلس الوطني السوري أن نظام الأسد يريد من الهجوم على حمص «أن يظهر لموسكو أنه يسيطر على البلاد، وأنه قادر على البقاء حتى تنتهي فترة رئاسته في عام 2014».
25 قتيلاً في حمص وريف دمشق
وبدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 19 شخصا قتلوا في حمص أمس، بينهم 4 جنود وامرأة، اثر اطلاق نار وقصف ومحاولة اقتحام تعرض لها حي الخالدية وحي بابا عمرو. كما قتل طفل برصاص الأمن اثناء اقتحام عسكري لمدينة الحولة في ريف حمص.
وقال ابو رامي، المقيم في حمص، في اتصال هاتفي: «الحالة الانسانية سيئة جدا، ولا احد يمكنه التنقل، والقناصة منتشرون في كل مكان».
وقال هادي العبد الله، عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إن «بعض الجثث مقطعة وهناك اشلاء».
وفي ريف دمشق، قتل خمسة مواطنين «إثر القصف الذي تتعرض له الزبداني المحاصرة منذ أكثر من أسبوع».
قصف على درعا وإدلب
وفي انخل في ريف درعا (جنوب)، أشار المرصد الى اصابة 16 مواطنا بجروح في اطلاق نار من قوات الأمن، بهدف تفريق تظاهرة طلابية، فيما تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف بالرشاشات الثقيلة والدبابات، بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع سبعين عسكريا انشقوا مع عتادهم فيها.
كما افادت لجان التنسيق عن قصف تتعرض له بلدة كفرتخاريم في محافظة ادلب (شمال غرب)، و«اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة».
نداء للتمويل
في غضون ذلك، وجه المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر نداء مشتركا الى رجال الأعمال السوريين والعرب، جاء فيه: «نوجه دعوة حارة الى رجال الاعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية في اطار الجيش السوري الحر، وتأمين الامكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية».
واوضح النداء ان «الامكانات المتوافرة لا تكفي لصد الهجمة التي تلقى دعما وتمويلا من قوى اقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام».
08/02/2012
طهران تنفي تدخُّلها في سوريا.. وتقارير تؤكد: 15 ألفاً من فيلق القدس يدعمون الأسد على الأرض
طهران - أ. ف. ب - أكدت ايران أمس أن أي تدخل خارجي في سوريا «سيزعزع استقرار» هذا البلد، نافية في الوقت نفسه اتهامات بأنها كانت «شريكا في مذبحة» المدنيين عن طريق تزويد النظام السوري الحليف لها بالاسلحة. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست «نحن لا نتدخل اطلاقا في الشؤون الداخلية السورية».
وجاءت تصريحاته ردا على اتهام «الاخوان المسلمين» (الإثنين) روسيا والصين وايران بانهم «شركاء مباشرون» في المذبحة التي نفذت في حمص الأحد.
وجاءت - أيضا - متزامنة مع تقارير صحفية تركية - إسرائيلية، تتحدث عن أن الحرس الثوري الإيراني أرسل أخيراً 15 ألفاً من قوات النخبة في فيلق القدس مدججة بالسلاح إلى سوريا، لدعم الرئيس بشار الأسد على قمع الاحتجاجات. وان قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني انتقل شخصيا إلى دمشق، للمساهمة الفعلية في إدارة القمع الدموي للاحتجاجات هناك.
70 قتيلاً غداة وعود الأسد بوقف العنف بينهم 18 من الخدج وثلاث عائلات ذبحوا على يد الشبيحة تدمير منهجي لحمص.. والسويداء تنضم للاحتجاجات
عناصر أمن وشبيحة يحاصرون أول تظاهرة احتجاج في السويداء خاص القبس
دمشق- أ ف ب، رويترز - بعد ساعات قليلة على وعود أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد بوقف أعمال العنف، قتل نحو 70 مدنيا، وأصيب المئات في حمص أمس، جراء الهجمات العنيفة التي تشنها قوات كتائب الأسد على هذه المدينة بشكل متواصل منذ ستة أيام، في ظل تعزيزات عسكرية واسعة النطاق، وانتشار كثيف للأمن والعسكر والقناصة على أسطح المنازل. ومن بين القتلى 18 من الخدج توفوا بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، و20 شخصا أعدموا على أيدي عناصر من ميليشيا الشبيحة، بعدما داهموا منازلهم على أطراف حمص. وفي الوقت نفسه استمرت العمليات العسكرية في مدن أخرى لاسيما في ادلب وريف دمشق، حيث سقط قتلى وجرحى.
ووصف مراسلون صحافيون ما يجري في حمص بأنه بمنزلة حرب حقيقية، بينما قال سكان وناشطون إن القصف الذي بدأ مع ساعات الفجر «كان الأعنف على الإطلاق» منذ بدء الحملة المركزة على مدينتهم. وكانت السلطات توعدت بأن القصف «سيستمر حتى اخضاع جميع الأحياء المناوئة للنظام».
المحظوظون فقط ينجون
وقال مراسل «بي بي سي» إن أنباء غير مؤكدة تفيد بأن قوات من المشاة موالية للنظام «تتحرك مقتربة من المواقع التي تسيطر عليها المعارضة» في حمص، بينما تؤكد مصادر الأخيرة أن الجيش وقوات الأمن لم يعودا يسيطران على المدينة.
ونقل المراسل عن أحد سكان حي بابا عمرو قوله «إن القصف بالصواريخ والمدافع تميز بالعشوائية، وإذا لم يتدخل الغرب لدعم جيش سوريا الحر، فإن قوات الحكومة ستسحق المعارضة». أضاف «إن كل بيت في بابا عمرو مستهدف، ولن تنجو إلا إذا كنت محظوظا».
وقال ساكن آخر «إن حي بابا عمرو قد دمر بالكامل»، بينما أكد الناشط عمر شاكر «ان البنية التحتية للحي أصبحت تحت الصفر، بعد استهداف خزانات المياه وأعمدة الكهرباء (...) كما تضرر ربع المنازل».
وبدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بين الضحايا 18 طفلا خدج توفوا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى الوليد القريب من حي بابا عمرو»، وقد أدى هذا إلى توقف الحضانات التي كانوا بها عن العمل.
ومن بين القتلى أيضا 20 شخصا «هم أفراد ثلاث عائلات أعدموا في عقر دارهم على أيدي الشبيحة الذين داهموا منازلهم تحت جنح الظلام في حيي كرم الزيتون والسبيل المتاخمين للأحياء المعارضة». وأوضح المرصد أن إحدى هذه العائلات مكونة من خمسة أشخاص، بينهم فتاة (15 عاما) وطفلان (5 و7 سنوات)، مضيفا أن «العائلة الثانية مكونة من سبعة أشخاص، بينما تتكون الثالثة من ثمانية أفراد، وقد سقطوا برصاص الشبيحة».
إلا أن المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة هادي العبد الله أوضح أن أفراد هذه العائلات «ذبحوا بالسكاكين وطعنوا بأدوات حادة على أيدي الشبيحة»، مضيفا أن الأشخاص ينتمون الى عائلات غنطاوي وتركاوي وزامل.
الرواية الرسمية
في المقابل، أورد الإعلام الرسمي رواية مختلفة لأحداث حمص. وبث التلفزيون السوري صورا حية من بابا عمرو تسمع فيها أصوات اطلاق نار، وتظهر آثار فجوات في بعض المباني نسبها الى «مجموعات إرهابية مسلحة».
وذكر التلفزيون السوري أن «مجموعة ارهابية مسلحة» فجرت سيارة في حي البياضة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين وعناصر من القوى الأمنية. وذكر التلفزيون في شريط إخباري آخر أن «مجموعة ارهابية مسلحة تستهدف مصفاة حمص بعدد من قذائف الهاون ما أدى الى اشتعال النيران في خزاني وقود». واعلن في شريط عاجل ثالث أن «مجموعات ارهابية مسلحة تستهدف مصفاة حمص بعدد من قذائف الهاون، ما أدى الى اشتعال النيران في خزاني وقود».
السويداء تنضم للحراك
الى ذلك، وفي تطور لافت، خرجت مساء الثلاثاء تظاهرة حاشدة في مدينة شهبا في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، بمشاركة ناشطين من كل مدن وقرى المحافظة، وسط انتشار أمني كثيف استمرت طوال يوم أمس.
وأطلق المتظاهرون شعارات تضامن مع حمص والمدن المحاصرة، وهتفوا للحرية وطالبوا باسقاط النظام ومحاكمته. كما رفعوا علم الاستقلال للجمهورية العربية السورية على نصب تذكاري للزعيم سلطان الأطرش، وعلى الفور هاجمت قوى الأمن والشبيحة المتظاهرين بالعصي والهراوات والحجارة، وتم إطلاق النار لترهيب المتظاهرين. غير أن التظاهرة ازدادت قوة وتحديا وحماسة، خصوصا بعد سقوط عدد من الجرحى الذين التجأوا برفقة المتظاهرين الى عدة منازل في المدينة.
09/02/2012
«شكوك» غربية من «وعود» الأسد.. وتركيا تعدّ لمؤتمر دولي «قريباً» موسكو متمسكة بنظام دمشق: التدخل الخارجي «تهور» لن نسمح به
دمشق، موسكو، واشنطن، باريس- أ ف ب، رويترز - أبدت الولايات المتحدة ودول غربية عدة وتركيا «شكوكا» في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري بشار الأسد عقب لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (الثلاثاء)، وبمهمة روسيا في هذا البلد، بينما كررت الأخيرة تمسكها بالأسد ومعارضتها لأي ضغط «عربي أو غربي» على الرئيس السوري، كي يتنحى عن السلطة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الثلاثاء «تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره (في هذه التعهدات) عندما نرى أن الأسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر، بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف» في سوريا.
باريس لا تصدق
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه لا يصدق «على الاطلاق» تعهدات دمشق، واعتبرها مجرد «محاولة للتلاعب». وقال «مرات لا تحصى ذهب مسؤولون الى دمشق للقاء بشار الأسد، وهو يعطيهم تطمينات جيدة ... لا اثق على الاطلاق بتعهدات النظام السوري الذي فقد صدقيته».
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، فقال إن «ثقته قليلة جدا» بنتائج الزيارة التي قام بها لافروف. وأضاف أمام مجلس العموم «اعتقد ان ثقتنا قليلة جدا بهذا الموضوع»، وعلى الكرملين أن «يراجع ضميره ويدرك ما فعل»، بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن السبت الماضي.
مصير الأسد بيد السوريين
وبينما يكشف التزام موسكو بمعارضتها للضغط الغربي والعربي على الرئيس السوري كي يتخلى عن السلطة، أعلن وزير الخارجية الروسي غداة زيارته لدمشق أن مصير الأسد يجب أن يقرره «السوريون أنفسهم» في مفاوضات بين السلطة والمعارضة، وأن نتيجة أي محادثات بشأن إنهاء إراقة الدماء في هذا البلد يجب ألا تحدد مسبقا.
وتشير تصريحات لافروف التي جاءت في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو، مع نظيرته الباكستانية، الى أن روسيا التي استخدمت الفيتو السبت الماضي لم تغير موقفها بشأن سوريا. وانتقد في الوقت نفسه استدعاء السفراء من سوريا، بالقول «لا اعتقد ان ذلك يوجد ظروفا ملائمة لتطبيق المبادرة العربية»، في إشارة الى سحب السفراء الخليجيين والأميركي، واستدعاء عدد من الدول الأوروبية لسفرائها. وكرر لافروف أن روسيا، وبعد محادثات الثلاثاء، مستعدة للعمل من اجل وضع حد للازمة، بموجب المبادرة العربية، وان الأسد مستعد للتحاور مع جميع القوى السياسية، «وقد كلف نائبه فاروق الشرع بهذه المهمة». لكنه لم يحدد ما إذا كان يشير الى المبادرة التي طالبت الأسد بالتنحي، أو الى مبادرة في نوفمبر دعت الى ارسال بعثة مراقبين عرب. كما انه لم يعط اي اشارة حول موقف روسيا من المصير السياسي للاسد.
مدفيديف وبوتين يحذران
في الوقت نفسه، أبلغ الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان أنه ينبغي مواصلة البحث عن سبيل لإنهاء إراقة الدماء في سوريا، بما في ذلك في مجلس الأمن الدولي، لكن التدخل الأجنبي ليس مطروحا. وهو الموقف الذي كرره رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بدعوته الأسرة الدولية الى عدم التصرف «بتهور». وحذر من التدخل الخارجي في سوريا، قائلا «علينا ان نترك السوريين يقررون مصيرهم.. مهمتنا هي المساعدة من بعيد».
مؤتمر دولي
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو أن بلاده تعمل على تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة أطراف إقليمية ودولية حول الأزمة السورية «في أقرب وقت ممكن»، موضحا أن
المؤتمر قد ينعقد في تركيا أو بلد آخر، لكن يجب ان يكون «في المنطقة»، و«في أقرب فرصة». واضاف أن تركيا تلتزم سياسة دبلوماسية نشطة من اجل تحديد «خريطة طريق جديدة» لسوريا.
09/02/2012
أطباء بلا حدود: النظام يضطهد الجرحى والأطباء
باريس- أ ف ب- ذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس أن النظام السوري يمارس «قمعا دون رحمة» ضد الجرحى الذين يصابون خلال تظاهرات الاحتجاج والعاملين في المجال الطبي الذين يحاولون إسعافهم، مستندة الى شهادات جرحى واطباء.
ولأطباء بلا حدود طواقم طبية في هذا البلد، وتقول المنظمة إنها «عاجزة عن التدخل مباشرة» لعدم حصولها على تراخيص.
وقالت «معظم الجرحى لا ينقلون الى المستشفيات العامة خشية اعتقالهم او تعذيبهم، ويعالج الأطباء الجرحى في شقة أو مزرعة»، كما أن الأطباء لم يعودوا يتجرأون على طلب الدم من بنك الدم المركزي الموضوع تحت وصاية وزارة الدفاع التي اصبحت توزع حصريا أكياس الدم»، مضيفة «بات الطب يستخدم سلاحا للاضطهاد».
وقال طبيب إن «الأجهزة الامنية تهاجم المستشفيات الميدانية وتدمرها.. وتدخل المنازل بحثا عن أدوية أو أي معدات طبية».
09/02/2012
تحليل إخباري سوريا تثير شبح «حرب بالوكالة» بين أميركا وروسيا
واشنطن - رويترز - بينما تبحث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أسوأ السيناريوهات المحتملة في سوريا، يبرز أحد هذه السيناريوهات: حرب أهلية تتطور الى صراع بالوكالة بين العرب والغرب من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى.
ويؤكد مسؤولون أميركيون أنهم لا يريدون القيام بدور عسكري في سوريا. ولكن بعد أن فشلت جهود دولية، يقول محللون إن مخاطر أن ينقسم المجتمع الدولي الى فريقين، بسبب حرب مثيرة للانقسامات تتزايد.
والعوامل القابلة للانفجار موجودة بالفعل: فقد تعهد مقاتلو المعارضة بتحرير البلاد من حكم الأسد، وطالبوا بتقديم دعم مسلح، بينما تصعّد قوات الأمن السورية من أعمال العنف، متعهدة بتنفيذ تهديد الرئيس بضرب المعارضين «بيد من حديد».
وقال أندرو تابلر خبير الشؤون السورية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «أعتقد أننا سنرى دولا مختلفة في المنطقة تراهن على الجيش السوري الحر. الأسلحة تدخل من لبنان بالفعل. وسنرى الآن المزيد يدخل من الأردن وتركيا والعراق او من روسيا. الجميع سيبدأون العمل في هذا المناخ».
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يركزون على حشد الدعم للمعارضة السورية المحاصرة، وربما توفير الإغاثة الانسانية للاجئين، بينما يشتد القتال.
من ناحية أخرى تقول روسيا وايران إنهما تحثان دمشق على إجراء إصلاحات. لكنهما ترفضان ما وصفتاه بمحاولة يشرف عليها الغرب للإطاحة بحكومة واحدة من أوثق حلفائهما.
وخلال الحرب الباردة خاضت واشنطن وموسكو حروبا بالوكالة في أميركا اللاتينية وافريقيا وأفغانستان وغيرها، فكانتا تسلحان الحكومات المتحالفة او المتمردين الذين يقاتلونها.
وأحجم الرئيس باراك أوباما عن الانخراط بعمق في سوريا، وقال هذا الأسبوع «من المهم جدا أن نحاول حل هذا من دون اللجوء إلى تدخل عسكري خارجي». لكن دمشق تقول إنها تقاتل تمردا يقوده إسلاميون متشددون يموله ويوجهه أعداؤها من دول الجوار.
وطرحت تركيا فكرة إنشاء «ممرات انسانية» وفرضت قوى غربية عدة عقوبات اقتصادية. ولم تظهر روسيا أي مؤشرات على التخلي عن حليفتها. كما تقف إيران بجانب سوريا.
وتبدو خطط واشنطن بشأن سوريا محدودة حتى الآن. لكن كثيرا من المحللين يرون أن اتساع نطاق أعمال العنف قد يجبر واشنطن وحلفاءها في النهاية على بحث اتخاذ خطوات إضافية، ربما تكون محفوفة بمخاطر سياسية، حتى اذا لم تشارك قوات أجنبية مشاركة مباشرة.
وقال شادي حامد خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز بروكنغز الدوحة إن هذا تفكير ينطوي على مسحة من التمني. وأضاف «لا أتوقع أن يستسلم النظام السوري. أعتقد أنه سيخوض المعركة حتى آخر قطرة دم، وهذا لا يشعرني بالتفاؤل بشأن حل سياسي».
ولا يرى كل المحللين أن نشوب صراع بالوكالة احتمال مرجح، ويشيرون الى المخاطر السياسية التي ينطوي عليها، بالنسبة إلى أوباما والجماهير الأميركية التي سئمت الصراعين الطويلين في كل من العراق وأفغانستان.
وقد تجد المخاوف الأميركية صدى في موسكو، إذ قد لا يترجم إحباطها أهداف الولايات المتحدة في الأمم المتحدة الى دعم مستدام لحكومة الأسد. ويقول انتوني كوردزمان، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، «هناك مصالح روسية معرضة للخطر، لكنها ليست مصالح روسية حيوية.. ومؤكد أن روسيا ستحاول البحث عن حل يظهر أنها تتمتع بنفوذ يكفي لأن تكون عنصرا حاسما. لكنها تريد أيضا أن يتحقق استقرار واسع النطاق».
09/02/2012
ساعد الكثير من وسائل الإعلام الخارجي مقتل «الصحافي المجهول» في مجزرة حمص
بيروت - أ. ف. ب - قتل الناشط الصحافي عمر السوري، الذي كان يتعاون مع وكالة «فرانس برس» فجر السبت الماضي في القصف الذي استهدف حمص. وقال صديق له إن مظهر طيارة، وهو الاسم الحقيقي للصحافي الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما، غادر منزله ليلا في حي الانشاءات، متوجها الى حي الخالدية الذي قصفته القوات الحكومية.
وأضاف «كان يسعف الجرحى عندما أصيب بانفجار قذيفة. أصيب في رأسه وصدره وساقه، ومات بعد ذلك بثلاث ساعات في المستشفى».
وكان عمر السوري يتعاون مع عدد من وسائل الإعلام، بينها قسم الفيديو في «فرانس برس»، وصحيفتي الغارديان البريطانية وداي فيلت الألمانية. كما أعطى رسائل إخبارية مباشرة لقناة الجزيرة ومحطة سي إن إن.
وقال صديقه «منذ ابريل، قال لي بعد بداية التظاهرات، أن علينا فعل شيء. عندها بدأ يتظاهر، ومن ثم يساعد بضعة صحافيين أجانب. لقد شق طريقه، واشترى كاميرا. لقد قتل وهو يفعل ما كان على قناعة بأنه من أجل مصلحة وطنه».
وكانت أشرطة الفيديو التي أرسلها عمر، والتي صورت الدبابات في حمص من بين الشهادات القليلة على القمع الذي استهدف هذه المدينة.
المراقبون سيعودون بمشاركة دولية.. والأمم المتحدة تدين «الوحشية المروعة»: ما يحدث في حمص ينذر بأن الآتي أعظم
صورة مأخوذة من شريط فيديو تظهر تصاعد دخان القصف على الزبداني في ريف دمشق.(حمص). (أ ف ب)
دمشق، نيويورك، الدوحة- أ ف ب، رويترز، د ب أ - واصلت القوات السورية هجمات عنيفة على عدة معاقل للمعارضة، خصوصا في حمص التي تغرق في الدم والركام نتيجة القصف المتواصل منذ أسبوع، والذي أوقع أمس أكثر من 30 قتيلا، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن الجامعة العربية طلبت منها التعاون في مهمة المراقبين الجديدة.
يأتي ذلك عشية انعقاد المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الأحد في القاهرة، وتصريح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بأن «المجلس يسعى لحماية السوريين عبر مجلس الأمن أو خارجه». وعشية هذا الاجتماع، انعقد المجلس الوطني السوري في الدوحة برئاسة برهان غليون، وتشاور حول فكرة الاقتراح الفرنسي «إنشاء مجموعة أصدقاء سوريا»، والمبادرة التركية الجديدة «عقد مؤتمر دولي إقليمي»، التي لاقت ترحيب واشنطن وباريس.
جثث متفحمة وأشلاء
ميدانياً، دعت المعارضة السوريين الى التظاهر اليوم تحت شعار {جمعة روسيا تقتل أطفالنا}، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «30 مدنيا على الأقل قتلوا في قصف بالصواريخ والمورتر على حمص، تركز على أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية والبياضة وجوزة الشياح»، مشيرا الى أن «بعض جثث الشهداء متفحمة بالكامل»، وأن «الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود عائلتين في بابا عمرو تحت الأنقاض».
ووفق المرصد، فإن عمليات القصف المستمرة على المدينة منذ فجر السبت الماضي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 400 مدني. وقال الناشط عمر شاكر من بابا عمرو إن «الصواريخ تمطر علينا من دون توقف.. والناس يحتمون في الطوابق الأرضية لعدم وجود ملاجئ (...) وهناك بيوت أصيبت فيها جثث متفحمة وأشلاء».
وقال الناشط عمر الحمصي إن أكثر من ألف جندي مدعومون بعشرات الدبابات يربضون الآن على مشارف حمص، موضحا أن هذه الاستعدادات تؤكد تأهب النظام لارتكاب مذبحة كبرى في المناطق التي يتواجد بها ناشطون ومنشقون.
«الوحشية المروعة»
وتحث المعارضة السورية الدول العربية والغربية للتدخل الفوري لوقف هجمات النظام على المناطق السكنية.
وفي هذا الخصوص، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضراوة هجوم القوات السورية ضد المحتجين، وقال «أخشى أن الوحشية المروعة التي نشهدها في حمص وغيرها من المدن السورية، حيث تقصف الأحياء المدنية بالأسلحة الثقيلة، هي نذير سوء، بأن الآتي أعظم، وتجعلنا نعتقد وللأسف أن الوضع سيتأزم أكثر».
وفي انتقاد ضمني لحكومة الأسد قال «هذا العنف غير مقبول للبشرية... سمعنا الكثير من الوعود المنتهكة حتى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية». وتابع «إن التوصل إلى موقف مشترك أمر عاجل أكثر من أي وقت مضى».
المراقبون سيعودون
من جهة ثانية، أعلن بان كي مون أن الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين التابعة لها الى سوريا. وقال: «الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أبلغني ذلك هاتفيا الثلاثاء، وطلب تعاون المنظمة الدولية في هذه المهمة الجديدة»، مضيفا «المنظمة الدولية مستعدة لتقديم المساعدة، لكن شيئا لم يتقرر بعد».
وتابع «في الأيام المقبلة سنجري مزيدا من المشاورات مع مجلس الأمن قبل وضع التفاصيل. ونحن على اهبة الاستعداد للمساعدة، بأي طريقة تساهم في تحسين الأوضاع على الأرض، وفي الوضع عموما». ولم يوضح بان ما هي المساعدة التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة.
وأعلنت باريس تأييدها لعودة المراقبين. وقالت إن «الخطوة تصب في الاتجاه الصحيح شرط أن يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل». وكان دبلوماسيون في مجلس الأمن تحدثوا سابقا عن تدريب المراقبين. وقالوا «ما نريده هو بعثة تستطيع حقا أن تكون فعالة لا أن تكتفي بالوقوف موقف المتفرج، ومشاهدة الناس وهم يتعرضون للقتل».
وكان العربي اقترح بعثة مراقبة مشتركة من الأمم المتحدة والجامعة العربية تضم مبعوثا خاصا مشتركا لسوريا. وقال في تصريح (الاثنين) إنه «إذا أردنا إرسال بعثة أخرى، ونحن نفكر في ذلك، يجب أن تكون أكبر من حيث العدد والمعدات، ويجب أن يكون التفويض مختلفا.. كما أننا سنحتاج إلى دعم دولي، وليس عربيا فقط هذه المرة».
مقتل 10 جنود
وفي تطورات أمنية أخرى، تعرضت مدينة القورية (ريف دير الزور) لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة «ما أدى الى اصابة العشرات بجراح بينهم نساء وأطفال»، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار أيضا إلى «وصول تعزيزات عسكرية الى المدينة». من جهة ثانية، ذكر ناشط حقوقي ان 7 من عناصر الأمن قتلوا وجرح عشرات آخرون في كمين نصبه منشقون بالقرب من درعا، بينما قال مصدر رسمي إن مجموعة «إرهابية مسلحة» استهدفت سيارة عسكرية لنقل الطعام على الطريق بين القورية ودير الزور، ما أسفر عن مقتل جنديين اثنين وضابط، وأن 5 من «أخطر الارهابيين» قتلوا في الزبداني بريف دمشق.
10/02/2012
سوريا تتحول إلى تابوت كبير
صورة مأخوذة من شريط فيديو تظهر جثتي رجل وفتاة قتلا في القصف على الرستن (حمص) (أ ف ب)
دمشق ـــــ جفرا بهاء (العربية. نت) ـــــ نهار دمشق وليلها غريبان عن بعضهما، لا رابط بينهما سوى وحدة المكان، فشوارع العاصمة في النهار تئن تحت أقدام المؤيدين وسياراتهم، بينما تستقبل الليل بصرخة «الله أكبر» على وقع أزيز الرصاص الذي يصل إلى القلوب قبل البيوت.
دمشق تؤمن أن الكلام الساخط وحده لا يكفي، وهو ليس سوى غبار صيف يعمي العيون. لكن النظام مطبق كما الوحش الجريح الذي يصارع آخر سكرات الحياة، محاولاً الفتك بكل ما حوله محولاً الاحتقان الذي في الصدور الى نار. وإن كانت دمشق تاريخياً أثبتت مهارة وحنكة في التحايل على الظلم، وحافظت في جميع الظروف على هدوء ظاهري، فإن هذا الهدوء لا يجعل الطمأنينة تستقر في قلب النظام الحاكم اليوم، إذ إن الحركة شبه الطبيعية لا يمكن أن تنبئ عن الواقع الحقيقي للمدينة.
ومن يرى دمشق اليوم يفهم ماذا يعني أن تتشح بالسواد كالأم الثكلى، ويدرك ما معنى أن يستفزها النظام السوري بإشاعة الخوف والرعب، من خلال نشر الحواجز العسكرية وظهور الشبيحة، الذين باتوا مظهراً موجوداً في كل مكان عام أو خاص، حزن وغضب سكانها ينبعثان من أفئدتهم ليلتحموا بمدينتهم ليلاً خارجين كل ليلة هاتفين لنصرة إخوتهم.
ريف دمشق «الابنة المدللة» تُقتحم يومياً تحت سمع سكان دمشق، وما لم يعتده هؤلاء هو سماع أصوات الرصاص، والجديد هذه الأيام أن الأمر لم يعد حكراً على ما يأتي من الريف المحيط بالمدينة، بل تعداه لينطلق في أكثر الشوارع تأييداً للنظام عادة في النهار، وكأن دموع دمشق باتت تجري من دون توقف، بعد أن صارت عيونها ساحة للصمت.
حالة من الجمود تسيطر على دمشق، أروقة المؤسسات الرسمية تحولت إلى ما يشبه الفوضى، المعاملات الرسمية تدخل الأدراج لتقبع فيها إلى ما شاء الله، المقاهي باتت مقصد الشبيحة وعناصر من الجيش بلباسهم الرسمي، يجلسون هناك مستفزين مشاعر كل من يدخل، مفجرين بذلك براكين من الغضب المكبوت وسط أخبار القتل والوحشية، لتتحول أحاديث هؤلاء إلى الهمس، وليصبح الهواء العقيم هو المسيطر على الجو، ولتزحم النقاشات والكلمات الغاضبة فاضة بذلك بكارة الصمت رافضة الموت.
ومع تحول الوطن إلى تابوت كبير يدرك سكان العاصمة أن دورهم آت لا محالة، وما الهدوء المخيم نسبيا إلا أكذوبة.
المعارضة والنظام يتبادلان الاتهامات.. وحمص تتوجس اجتياحاً اليوم 60 قتيلا بينهم 30 في تفجيرين في حلب
موقع التفجير الذي استهدف مبنى فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب (رويترز)
دمشق- رويترز، أ ف ب - قتل 30 شخصا في انفجارين في مبنيين للجيش وقوات الأمن في حلب (شمال سوريا) أمس، كما قتل 25 شخصا في أعمال عنف في عدد من المناطق، أغلبهم في حمص، حيث اجتاحت الدبابات حي الانشاءات، في وقت خرجت تظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد تحت شعار «جمعة روسيا تقتل أطفالنا»، عقب يوم دموي استثنائي سقط فيه أكثر من 130 قتيلا الأغلبية العظمى منهم في حمص.
ويعتبر التفجيران اللذان وقعا في حلب أسوأ أعمال عنف في هذه المدينة التي تعتبر المركز التجاري لسوريا، وثاني أكبر مدنها بعد دمشق، والتي ظلت هادئة نسبيا خلال الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ 11 شهرا، لكنها شهدت في الأسابيع الماضية تصاعدا في الاحتجاجات.
وأظهرت لقطات حية عرضها التلفزيون السوري جثثا تغطيها الدماء، وأخرى متفحمة وأشلاء متناثرة على الطرقات أمام المبنيين المستهدفين، مشيرا إلى أن من بين القتلى طفلا واحدا على الأقل.
وذكرت وكالة سانا أن «تفجيرين إرهابيين استهدفا فرع الأمن العسكري في منطقة العرقوب (شرق حلب)، ومقر كتيبة قوات حفظ النظام، وسط أنباء عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين والعسكريين». ونقلت عن وزارة الصحة قولها إن «عدد الشهداء والجرحى الذين وصلوا إلى المشافي الوطنية جراء التفجيرين الارهابيين بلغ حتى الآن 30 شهيدا و175 جريحا». وقالت قناة «دنيا» إن11 من المدنيين وأفراد قوات الأمن قتلوا في انفجار المبنى الأمني التابع للجيش، وقتل 6 في قاعدة لقوات الامن.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها صراحة عن الانفجارين اللذين وقعا في وقت زادت فيه شراسة قوات كتائب الأسد من شراسة حملتها للقضاء على الانتفاضة الشعبية. لكن السلطات السورية تبادلت وأطياف المعارضة الاتهامات بشأن الانفجارين.
فقد ألقى التلفزيون السوري باللوم على «جماعات إرهابية مسلحة»، بينما اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان النظام السوري «بافتعال التفجيرات في حلب، وفي يوم الجمعة تحديدا، على غرار تفجيرات الميدان في دمشق»، التي شهدتها العاصمة يوم السادس من يناير الماضي.
في الوقت نفسه، أعلن العقيد السوري المنشق عارف حمود في اتصال مع قناة فرانس 24 الإخبارية، مسؤولية الجيش السوري الحر، غير أن محطة العربية نقلت عن المقدم خالد الحمود، الضابط في «الجيش الحر» نفيه أي صلة للجيش الحر بتفجيرات حلب.
اقتحام حي الانشاءات
في الأثناء، احتشدت الدبابات وآلاف الجنود خارج أحياء المعارضة في حمص، بينما استمر القصف بشكل عشوائي المتواصل منذ أسبوع، والذي أدى حتى اللآن إلى مقتل المئات وأدانته قوى عالمية.
ويخشى السكان والناشطون من هجوم وشيك لاقتحام مناطق سكنية تسيطر عليها المعارضة، وقد أصبحت المدينة رمزا للحركة المناهضة لحكم الأسد. وبينما يستعد مقاتلون لصد الهجوم، يقول سكان «ليس هناك شارع واحد ليس فيه مبنيان أو أكثر تعرضت لأضرار شديدة من جراء القصف.. إننا نسمع من الثوار أن هجوما كبيرا قد يحدث السبت» اليوم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل «11 مدنيا على الأقل في حمص، بينهم طفل وطفلة في حي بابا عمرو». وأضاف أن «دبابات دخلت حي الانشاءات وتقوم بالتنكيل بالأهالي». كما تحدث عن «انتشار مكثف للدبابات والمصفحات وسط اطلاق نار كثيف وعشوائي، مشيرا الى أن القوات الأمنية استقرت في مبان هجرها أهلها.
14 قتيلاً
في حصيلة للضحايا نتيجة اعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد، قتل أمس 14 شخصا، بينهم 6 في مدينة حمص (طفلان و4 بالغين)، و5 في اشتباكات في الضمير (ريف دمشق) بين قوات نظامية اقتحمت المدينة، ومجموعة منشقة، وفتى في ريف درعا (جنوب)، وآخر برصاص قوات اقتحمت شوارع بلدة بصر الحرير. كما دارت اشتباكات في مدينة انخل في درعا بين مجموعة منشقة والقوات النظامية، اسفرت عن مقتل عنصر من القوات النظامية على الاقل. وفي حلب، اغتال مجهولون الناشط الكردي المعارض الطبيب شيرزاد رشيد (25 عاما).
السعودية تضغط لتبني قرار في الجمعية العامة.. وروسيا تلمّح برفضه مسبقاً سوريا.. محور مواجهة دبلوماسية جديدة في الأمم المتحدة
دمشق، الرياض، القاهرة، واشنطن ـــــ كونا، رويترز، أ.ف.ب ـــــ تتبلور في الوقت الراهن ملامح مواجهة دبلوماسية جديدة في الأمم المتحدة، بعدما وزعت السعودية مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية لسوريا بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، سارعت موسكو للتلميح بأنها سترفضه. وتزامن ذلك مع مواصلة الولايات المتحدة مساعيها لعقد مؤتمر دولي تحت اسم «أصدقاء سوريا»، فيما تستعد الجامعة العربية لعقد اجتماع مهم اليوم في القاهرة، يعتبره المراقبون «حاسما» لسيناريو التعامل مع الأزمة السورية، لا سيما مصير بعثة المراقبين هناك، يليه اجتماع موسع لمجلس الجامعة بكامل هيئته، على أن يسبق الاجتماعين اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي.
وسيبحث الوزاري العربي، اقتراح تشكيل بعثة مشتركة من المراقبين بين الجامعة العربية والأمم المتحدة، لتقوم بدور في اطار مهام وصلاحيات جديدة من اجل التحقق من التزام الحكومة السورية بتطبيق المبادرة العربية.
مشروع سعودي
ووزعت الرياض مشروع قرار يدعم المبادرة العربية بشأن سوريا بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذلك ردا على الفيتو الروسي ـــ الصيني ضد نص مماثل في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن تناقش الجمعية العامة الوضع في سوريا غدا، عندما تلقي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، كلمة أمامها، في حين لا يتوقع التصويت على مشروع القرار بحلول ذلك الوقت، ولكن قد يتم التصويت عليه في وقت لاحق الأسبوع الجاري.
وقد سارعت روسيا للتلميح بمعارضتها المسبقة. وقال نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن بلاده سترفض مشروع القرار، معتبرا أنه «غير متوازن». وكتب غاتيلوف في صفحته على «تويتر»، «لا يمكننا أن ندعم نقل المسألة السورية إلى الجمعية بالمضمون غير المتوازن نفسه لمشروع القرار السابق».= يشار هنا إلى أنه لا يوجد فيتو في الجمعية العامة، وليس لقراراتها قوة قانونية على عكس قرارات مجلس الأمن، ولكن إجازة مسودة القرار ستزيد من الضغط على الأسد وحكومته، وكذلك على الدول التي تؤيده في مجلس الأمن.
ومشروع القرار السعودي يتبع الى حد كبير مشروع القرار ،الذي تم الاعتراض عليه. ورغم دعوة المشروع إلى وقف أعمال العنف من جانب كل الأطراف، فإنه ينحي باللائمة بشكل أساسي على السلطات السورية التي يدينها بقوة «بشأن الانتهاكات المستمرة الواسعة الانتشار والمنظمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية».
مبعوث خاص
ويحث مشروع القرار على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وفي إضافة لنص مجلس الأمن، يدعو النص السعودي الأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث خاص لسوريا، وهو اقتراح طرحه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على بان كي مون في وقت سابق الأسبوع الماضي.
ويتوقع أن تسمي الجامعة العربية موفدها الى سوريا في اجتماع وزراء الخارجية اليوم. وعلق دبلوماسي غربي «سيكون ذلك لمصلحة انشاء مجموعة اصدقاء سوريا». وكانت فرنسا والولايات المتحدة اقترحتا انشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، بعد فشل مجلس الامن. وأيدتها تركيا.
محاكمة مسؤولين سوريين
وظهرت مسودة مشروع القرار السعودي، في الوقت الذي كرر فيه مستشاران للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحذيرا من أن الهجمات على المدنيين في سوريا قد تكون بمنزلة جرائم ضد الإنسانية.
من جهة ثانية، أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، في مؤتمر صحفي، أن العمل يتواصل لعقد مؤتمر تحت اسم «أصدقاء سوريا الديموقراطية»، أو «أصدقاء الشعب السوري»، موضحة «لا نزال نعمل على التسمية، وسنرى كيف تجري الأمور خلال الأيام المقبلة».
وأضافت: «هدف الجميع دعم المبادرة العربية التي تتحدث بشكل واضح جدا عن مرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا».
وكان جيفري فيلتمان قد زار المغرب وباريس والبحرين لتنسيق الإعداد لهذا المؤتمر، الذي سيعقد قريبا لبحث الوضع في سوريا.
ولفتت نولاند إلى أن العقوبات أثرت على العملة السورية، كما أن النظام «يجد صعوبة متزايدة في التجارة حول العالم».
12/02/2012
كتائب الأسد تعيث فسادا في حمص بعدما زرعت الموت اشتباكات في دمشق وتوتر في حلب
صورة من شريط فيديو يظهر طفلا يهرب من القصف في حي بابا عمرو في حمص
دمشق - أ ف ب، رويترز - يشتد التوتر في مدينة حلب غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها الجمعة. وفي الوقت الذي تكثف فيه القوات السورية تعزيزاتها في أحياء هذه المدينة، التي تشهد تظاهرات مناهضة للنظام، تابعت هذه القوات عملياتها العسكرية في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد، ومناطق أخرى، حيث سقط المزيد من القتلى والجرحى، فيما وقعت اشتباكات بين منشقين عن الجيش والقوات النظامية في العاصمة دمشق، التي شهدت أيضاً اغتيال عميد في الجيش.
فقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «ناشطاً استشهد بعد منتصف ليل الجمعة السبت، إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في حي القابون الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة». وفي العاصمة أيضاً، أفادت وكالة الأنباء الرسمية من جهتها أن «مجموعة إرهابية مسلحة» اغتالت العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مستشفى حاميش العسكري في حي ركن الدين في دمشق.
توتر في حلب
وفي تطور لافت آخر، كثفت قوات الأمن تعزيزاتها في الأحياء التي تشهد حركة احتجاجات في حلب بعد أن هزها انفجاران عنيفان «أسفرا عن مقتل 30 شخصاً وجرح 235 آخرين، بحسب وزارة الصحة».
وأكد المرصد إطلاق نار في عدد من أحياء المدينة مساء. فيما أكد الناشط محمد من حلب أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية، خصوصاً في أحياء المرجة والفردوس والصاخور وصلاح الدين. وأضاف أن «ثلاث مدرعات دخلت للمرة الأولى حي الصاخور حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان». وأشار إلى تدهور الحالة في هذه المناطق التي تشهد تقنيناً للكهرباء ونقصاً في المحروقات.
الأموات يسرقون في حمص
وبالتزامن مع ذلك، يستمر القصف العنيف على حمص. وقال المرصد إن 20 مدنيا، بينهم أطفال ونساء قتلوا إثر القصف وإطلاق النار من رشاشات ثقيلة والقصف الذي يتعرض إليه أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية.
وذكر هادي عبدالله عضو الهيئة العامة للثورة إن «القصف يتوقف لمدة ربع ساعة فقط قبل أن يعود من جديد». وأضاف «هناك منازل تضررت بشكل جزئي، إذ أحدث القصف فوهات في جدران المنازل».
وأشار الناشط إلى تردي الحالة الإنسانية في هذا الحي، «حيث لا يتمكن سكانه من الخروج إلى الأحياء المجاورة للحصول على المواد الغذائية والطبية، في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات».
وفي حي الإنشاءات، أكد عبدالله أن قوات مشتركة أمنية وعسكرية اقتحمت الحي، معززة بعدد من الشاحنات الصغيرة، وقامت بإطلاق النار تمهيداً لدخول المنازل ونهب محتوياتها.
وعمدت هذه القوات إلى سرقة المنازل الخالية من سكانها في هذا الحي، الذي يسكنه ميسورون، حيث شوهدوا وهم يحملون أجهزة الكمبيوتر والتلفزيونات والأجهزة الكهربائية المنزلية، بحسب الناشط.
ولفت الناشط إلى أن هذه القوات قامت كذلك بسرقة الأغطية، وأشار إلى أنها وسيلة التدفئة الوحيدة حالياً، خلال الطقس البارد في غياب الوسائل الأخرى، نظراً إلى انقطاع الكهرباء ونقص المحروقات.
مزيد من الانشقاقات
من جهة ثانية، ذكر المرصد أن ثلاثة مواطنين استشهدوا، إثر استمرار القصف على الزبداني (ريف دمشق)، التي تحاول القوات السورية اقتحامها. وأضاف «كما تدور اشتباكات عنيفة في دوما المجاورة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه، أسفرت عن مقتل جنديين اثنين، وانشقاق ضابط وثمانية جنود مع دبابة».
وأفاد المرصد أيضاً بأن «قوات عسكرية أمنية مشتركة اقتحمت الجامع الكبير في دوما، بعد صلاة الظهر، وبدأت حملة اعتقالات داخل الجامع، وأصيب بعض المصلين بجروح، بعد أن جرت اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل المدينة».
وفي جنوب البلاد «قتل ثلاثة عناصر أمن وجرح اثنان إثر تفجير عبوة ناسفة بسيارتهم من قبل مجموعة منشقة على طريق السد في درعا». وفي ريف درعا، أضاف المرصد «استشهد خمسة مواطنين خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية في بلدة المسيفرة، ترافقت مع حملة مداهمات واعتقالات وإحراق للدراجات النارية ومصادرة الحواسيب وتنكيل بالأهالي».
وفي ريف إدلب، ارتفعت حصيلة قتلى الانفجار الذي قامت به مجموعة منشقة واستهدف آليات عسكرية إلى عشرة عسكريين بعد أن كانوا ثمانية.
12/02/2012
مؤشرات مواجهة إيرانية ــــ غربية في سوريا
إنَّ ما يُعقّ.د الوضع في سوريا هو «حرب المعلومات»، فقبل أيام نقلت بمزيد من الاهتمام تقارير عن دخول قوات أجنبية خاصة إلى حمص، وبالتحديد بريطانية وقطرية. من جانبها، تتعامل روسيا بجد مع هذه التقارير، وتعتزم الدبلوماسية الروسية التحقيق لمعرفة صحتها.
وعلى الرغم من أن التأثيرات السلبية لعمليات التضليل من كلا الجانبين، فإن من الصعب التصديق بالكامل لأي طرف في الصراع.
لكن بما لا يقبل الشك، إنَّ الوضع في حمص متوتر إلى أقصى حد. كما أن المسلحين المعارضين يستخدمون تكتيكات حرب الشوارع ويتحركون في مجموعات صغيرة بنشاط في جميع أنحاء المدينة، والقوات الحكومية لم يتسن لها بعد سحق المقاومة.
ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فإن القوات الخاصة البريطانية والقطرية التي تدعم المتمردين لا تشارك مباشرة في الأعمال القتالية. فمن الممكن أنها مشكّلة من خبراء عسكريين يقدمون المشورة للمسلحين، وإقامة التفاعل بين وحداتهم، والعلاقة بينهما، وسينظمون على الأرجح توريد الأسلحة لهم.
باختصار، لا شيء جديدا يحدث له أهمية استراتيجية، والتدخل الأجنبي ليس على نطاق واسع ولا احد على أي صورة سيكون في المرحلة المقبلة، لا سيما بعد المناورات العسكرية الغربية الجارية في البحر الأبيض المتوسط.
التدخل الإيراني
بموازاة ذلك، ما يثير الاهتمام أيضا، تلك المعلومات التي تتحدث عن وصول 15 ألفاً من عناصر النخبة في فيلق القدس التابع لحرس الثورة الايراني لمساعدة القوات السورية في قمع العصابات.
لقد اعتمدت «انترفاكس» على الطبعة الصينية من صحيفة «الشعب»، غير ان طهران ودمشق لم تؤكدا مثل هذا الخبر، رغم أن التصريحات السياسية القديمة منها والحديثة، تشير إلى أن البلدين منسجمان دفاعيا إلى حد التوأمة.
وبناء على ذلك، يعتبر وجود قوات إيرانية في سوريا أمرا طبيعيا، وتعبيرا عن مخاوف جدية من غزو غربي محتمل لسوريا، ودخول العراق على خط التأييد للأسد، قد يظهر جبهة جديدة معادية للناتو في المنطقة تضم: ايران والعراق وسوريا وحزب الله اللبناني.
بداية المواجهة
من جانب آخر، يعتقد خصوم طهران، أن إيران تسعى لتأكيد هيمنتها على الخليج والمنطقة وليس بالضرورة تحركاتها ضد الولايات المتحدة واسرائيل.
ومهما يكن الأمر، فإن وصول وحدات بريطانية وقطرية خاصة، ومقاتلين ايرانيين الى سوريا، يعني بداية مواجهة عسكرية حقيقية بين ايران والغرب.
عن: topwar.ru الروسية
12/02/2012
جهاديون وأسلحة من العراق إلى سوريا
بغداد ـــــ أ.ف.ب ـــــ أكد المسؤول في وزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي، أمس، أن «جهاديين عراقيين» توجهوا من العراق الى سوريا، وأن الأسلحة تهرب إليها عبر الحدود.
واوضح الاسدي ان «السلاح يهرب من بغداد الى نينوى» في الشمال، مضيفا ان «السلاح في الموصل (شمال) اصبح غاليا لأنه يرسل الى الجانب الآخر، واسعار الكلاشينكوف ارتفعت من 100 و200 دولار الى 1000 و1500 دولار». تزامن ذلك مع خبر مفاده أن علماء دين وزعماء عشائر في الرمادي (غرب بغداد) نظموا أمس تجمعا مناهضا للنظام السوري، اعلن خلاله مئات المشاركين عن تأييدهم للجيش السوري الحر، والتزامهم العمل على «نصرة إخواننا» السوريين.
نشر سفير الولايات المتحدة لدى سوريا، روبرت فورد، على موقع فيسبوك صورا التقطتها الأقمار الصناعية، قال إنها دليل على هجمات الحكومة على الأحياء السكنية، وخصوصا حمص، وهي مؤرخة بتاريخ 6 فبراير الجاريوقال فورد، في ملاحظة مصاحبة لإحدى الصور: «أسمع عن الروايات المدمرة لمواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات، حيث قطعت الكهرباء، وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم أدلة على استخدام النظام للمورتر والمدفعية ضد الأحياء السكنية، نصبح كلنا أكثر قلقا بشأن النتيجة المفجعة للمدنيين السوريين». وفي ملاحظة أخرى، قال: «بوسعي أن أقول من دون مبالغة ان السادس من فبراير كان أكثر الأيام إرهاقا من الناحية النفسية خلال عملي كمسؤول في الخدمة الخارجية. لقد غادرت دمشق بحزن وأسف بالغين، وتمنيت لو لم يكن رحيلنا ضروريا، ولكن سفارتنا الى جانب العديد من البعثات الدبلوماسية في المنطقة لم تكن محمية بشكل كاف في ضوء المخاوف الامنية الجديدة في العاصمة». واضاف: انه سيواصل العمل على دعم حدوث تحول سلمي، «فالعام الذي قضيته في سوريا يوضح لي أن مثل هذا التحول ممكن، ولكن ليس في الوقت الذي يبادر فيه جانب واحد بشكل مستمر بمهاجمة الناس الذين يحتمون في منازلهم».
12/02/2012
تحليل إخباري ما سر المحطة الروسية على جبل قاسيون؟
في الأشهر الأخيرة، وصل العديد من الخبراء الروس الى سوريا، تحت مسميات مختلفة، وهم في الواقع مستشارون عسكريون ورجال مخابرات، انتشروا في جميع مراكز ومواقع الجيش السوري والأجهزة الأمنية وبعض الوزارات في دمشق. وهدفهم هو التأثير على تطور الأزمة الناجمة عن القمع الدموي للتمرد، الذي يهدد سلطة الرئيس بشار الأسد، الذي لا يفعل شيئا من دون موافقة روسيا، كما قال رجل أعمال فرنسي من أصل سوري، على اتصال مع النسق الأعلى لقيادة المخابرات السورية.
وفقا له فقد «وضعت موسكو الشرط الرئيسي للحصول على دعم منها: عدم تكرار سفك الدماء، على غرار المذبحة التي حدثت في مدينة حماة» في عام 1982.
وصول رئيس المخابرات الروسية إلى دمشق مؤخرا، ضمن وفد رفيع جاء للاشراف على فتح محطة الاعتراض، التي شيدها الاتحاد السوفيتي في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد على جبل قاسيون، وأغلقت قبل سنوات كأحد شروط مفاوضات السلام مع إسرائيل.
افتتاح هذه المحطة، كان أحد شروط فتح الحوار الموسع، وزيارة الوفد الروسي المهم إلى دمشق مؤخرا، برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف، ورئيس المخابرات ميخائيل فرادكوف.
الثنائي الروسي الرهيب حاولا إقناع بشار الأسد بالقيام في أقرب وقت ممكن بـ«الاصلاحات الديموقراطية اللازمة»، رغم أن معارضيه يرفعون شعار رحيله في المقام الأول قبل بدء أي حوار وإصلاحات.
ان المحللين الأكثر تفاؤلا يعتقدون أن روسيا قد تحاول «تصفية السيطرة على نظام الأسد»، لنقل سيطرتها على نظام سوري جديد من دون الأسد، بشرط ان يبنى على أساس أشخاص مؤمنين بالأسد.
وقد لعبت السفارة الروسية في دمشق دورا محوريا لعقد صفقة سريعة مع معارضين سوريين في الداخل للانضمام إلى النظام الجديد.
في موازاة ذلك، قامت روسيا بتزويد دمشق ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات، وكذلك وقعت عقدا بقيمة 550 مليون دولار لتوريدها 36 طائرة من طراز ياك 130 وصواريخ ياخونت المضادة للسفن.
وهكذا، فالمسؤولون الروس يعتقدون ان بإمكانهم إدارة الفترة الانتقالية وتطوير مشروع إعادة تنظيم حزب البعث الحاكم، ونقل السلطة والمال منه إلى الدولة، والانتقال الى التعددية الحزبية وحل القضايا المتعلقة بلبنان.
ولم تستبعد المصادر الخاصة، أن تقود روسيا انقلابا لـ«جنرال علوي»، لإحالة الرئيس على التقاعد، لو أصر بشار الأسد على البقاء وفق السياسة القديمة والنظام الاستبدادي لأبيه.
قررت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري الاحد في القاهرة انهاء عمل بعثة المراقبين العرب الحالية ودعوة مجلس الامن الى اصدار قرار بتشكيل 'قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة'، للاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار في سوريا التي تشهد احتجاجات دامية منذ 11 شهرا.
وقالت الجامعة في بيانها الختامي انها قررت 'دعوة مجلس الامن لاصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة للاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار' في سوريا.
كما جاء في البيان الختامي ان الجامعة قررت 'فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كافة اشكال الدعم السياسي والمادي لها ودعوتها لتوحيد صفوفها والدخول في حوار جاد يحفظ لها تماسكها وفعاليتها قبل انعقاد مؤتمر تونس'.
وجاء ايضا في البيان ان الجامعة قررت 'انهاء مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية المشكلة بموجب البروتوكول الموقع عليه بين الحكومة السورية والامانة العامة للجامعة بتاريخ التاسع عشر من ديسمبر 2011'.
وقررت الجامعة 'وقف جميع اشكال التعاون الدبلوماسي مع ممثلي النظام السوري في الدول والهيئات الدولية ودعوة كافة الدول الحريصة على ارواح الشعب السوري الى مواكبة الاجراءات العربية في هذا الشأن'.
واكدت كذلك على 'سريان اجراءات المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام السوري ماعدا تلك التي لها مساس مباشر بالمواطنين السوريين بموجب القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة حيال هذه المسألة'.
ورحبت الجامعة في بيانها 'بدعوة الجمهورية التونسية لاستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر انعقاده بتاريخ الرابع والعشرين من فبراير الحالي والحرص على اهمية مشاركة الدول العربية في هذا المؤتمر'.
واكدت الجامعة ايضا على التزامها 'بالتنفيذ الكامل لكافة قرارات مجلس الجامعة بشأن خطة خارطة الحل السلمي للازمة السورية وحث الحكومة السورية على الوفاء باستحقاقاتها والتجاوب الجدي السريع مع الجهود العربية لايجاد مخرج سلمي للازمة في سوريا، الامر الذي يجنبها مغبة التدخل العسكري كما اكد المجلس على ذلك مرارا'.
وذكر تلفزيون العربية ان سوريا رفضت يوم الاحد قرارات الجامعة العربية التي تتضمن الدعوة الى تشكيل قوة عربية دولية مشتركة لحفظ السلام وتقديم الدعم المادي والسياسي للمعارضة السورية وتشديد تطبيق العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق.
وقالت المحطة التلفزيونية في نبأ عاجل على الشاشة ان سوريا ترفض قرارات الجامعة العربية جملة وتفصيلا. ولم تذكر مزيدا من التفاصيل
13/02/2012
اقتحام الزبداني وحماة.. والمعتقلون {دروع بشرية} في حمص دمشق: لن نسحب الآليات العسكرية
دبابات الجيش السوري تحاصر حمص (رويترز)
دمشق ــــــ رويترز، أ.ف.ب - لقي 25 مدنيا سوريا مصرعهم أمس، معظمهم في قصف متقطع وإطلاق نار استهدف أحياء بابا عمرو وباب هود ومدينة الرستن في حمص، في وقت أشارت إحصائية جديدة للجان التنسيق المحلية الى أن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة لسحق المناهضين لنظام الرئيس بشار الاسد خلال الأسبوع الماضي بلغ نحو 690 قتيلاً، معظمهم في حمص. وتزامن ذلك مع إعادة اقتحام بلدة الزبداني في ريف دمشق (منتصف ليل أمس)، رغم اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين السلطات الأمنية والمعارضة السورية. وقد سقط في عملية اعادة الاقتحام هذه خمسة قتلى وعشرات الجرحى. كما شهدت حماة انتشارا كثيفا للجيش.
وكان لافتا أمس أن القوات السورية خففت من هجماتها على حمص، بعد أسبوع كامل من القصف المتواصل على هذه المدينة، أسفر عن مقتل المئات وسبب أزمة إنسانية حادة. وقد شجع الهدوء النسبي الأهالي على الخروج من منازلهم بعد طول حصار استمرّ أسبوعا، بينما تجمع آلاف المحتجين في الشوارع منذ منتصف ليل أمس هاتفين ضد النظام.
من جهة ثانية، اتهم ناشط، يدعى عمر، القوات السورية باستخدام معتقلين كدروع بشرية في حمص. وقال إن الجنود يضعون المعتقلين المدنيين في الدبابات لمنع عناصر «الجيش السوري الحر» من مهاجمتهم في المدينة المحاصرة. وجرت عمليات إعادة تأهيل جزئية لإمدادات الكهرباء والهواتف، بعدما كانت المدينة منقطعة عن العالم الخارجي.
في الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إن دمشق لديها مطالب خاصة إذا فتح باب التفاوض على بعثة المراقبين، معتبرا سحب الآليات العسكرية «عيبا أساسيا ضمن عيوب كبيرة موجودة في البروتوكول العربي». وأضاف «لن نساوم على أمننا وأمن المدنيين».
واوضح مقدسي، خلال لقائه مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب، الى جانب نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي قال إن من يراهن على سقوط سوريا فانما يراهن على الفشل.
13/02/2012
بريطانيا توثق «جرائم الحرب» في سوريا
لندن ـــــ يو.بي.أي ـــــ أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن حكومة بلاده ستطلق مبادرة جديدة لجمع أدلة عن جرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام السوري، واستخدام كل الوسائل السلمية الممكنة لتكثيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية ضده.
وكتب هيغ في مقال نشرته صحيفة «صنداي تلغراف» أمس، يقول «من أجل مساعدة المتضررين في سوريا والساعين إلى تطوير بديل لنظام بلادهم بالطرق السلمية، علينا أولاً أن ننهي أي وهم لنظام الأسد بأنه يمكن أن يعمل في إطار من الحصانة، وليس هناك شك في أنه ارتكب القتل الجماعي، حيث سقط نحو 6000 شخص جراء إصراره الوحشي على التمسك بالسلطة، لكن الذين ارتكبوا هذه الجرائم عليهم أن يدركوا أنهم سيواجهون العدالة الدولية في نهاية المطاف».
وأوضح «سنرسل خبراء إلى المنطقة في الأيام والأسابيع المقبلة للمساعدة في جمع الأدلة والوثائق وسنساعد على ضمان توثيق الفظائع التي ارتُكبت في سوريا بمعايير الأدلة الدولية، لتكون مناسبة للمحاكم المحلية والدولية. وقد أرسلت خبراء إلى مخيمات اللاجئين في المنطقة، وسنطلب من الدول الأخرى اتخاذ إجراءات مماثلة. وأوعزت للسفيرينا في لبنان وتركيا بتزويدنا بتقارير منتظمة».
13/02/2012
طهران تدعم الأسد بمليار دولار للتغلب على العقوبات
تل أبيب ـــــ يو.بي.أي ـــــ كشفت وثيقة سورية سرية أن طهران خصصت مليار دولار لاستيراد سلع سورية لمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على التغلب على العقوبات النفطية والمصرفية التي فرضت عليه.
وجاء في الوثيقة التابعة لوزارة شؤون رئاسة الجمهورية السورية، ونشرتها صحيفة «هآرتس» أمس، أن «الجانب الإيراني خصص مليار دولار لاستيراد سلع وبضائع من المنتجات السورية. وكذلك يمكن للجانب الإيراني تصدير المواد والتجهيزات والمواد الأولية التي تحتاجها السوق السورية». وذكرت الصحيفة أن هذه الوثيقة تسربت بعد عملية القرصنة التي تعرض لها البريد الإلكتروني لمكتب الأسد مؤخرا.
وحسب «هآرتس»، فإن الوثيقة موقعة من وزير شؤون الرئاسة منصور عزام، بتاريخ ديسمبر الماضي، وتلخص محادثات بين وفدين إيرانيين رفيعي المستوى ومسؤولين سوريين، حول تجاوز العقوبات الغربية والعربية بطريقة «التعلم من الخبرة الإيرانية». وتقول الوثيقة إن عزام بعث إلى الأسد ومسؤولين سوريين آخرين «مذكرة بشأن زيارة الوفد الإيراني إلى سوريا»، ضم 10 مسؤولين من مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والبنك المركزي الإيراني وعدد من الوزارات. وأن الوفد، التقى رئيس الحكومة السورية عادل سفر ومحافظ البنك المركزي السوري ووزراء المالية والتجارة والنفط السوريين، وأعلن عن تخصيص مبلغ مليار دولار لشراء منتجات سورية أساسية، مقابل الموافقة على أن تنتج إيران أسمدة ومواد خام لصناعة البتروكيميائيات التي تحتاجها سوريا، وتقسيط تسديد أثمانها لفترة طويلة. كما وعد الوفد بشراء 150 ألف برميل نفط خام يوميا ولمدة عام. وبحث البلدان أيضا سبل تجاوز العقوبات المفروضة على قطاع الطيران، وتم طرح اقتراح ببلورة خطة لإقامة محطة مركزية للطائرات السورية في إيران بدلا من الإمارات. والجانب الإيراني اقترح تحسين طائرات تابعة لشركة الطيران السورية. بالإضافة الى فتح خط طيران من إيران إلى سوريا يمر في العراق بدلا من تركيا، وممر بري عن طريق العراق. كما قرر الجانبان إقامة بنك مشترك وتحويل أموال عن طريق روسيا والصين.
13/02/2012
دمشق: أي قرار يُتخذ بغيابنا لا يعنينا.. ومرفوض «جملة وتفصيلاً» الجامعة تدعو لتدخل أممي في سوريا.. ودعم كامل للمعارضة
تسلم الرئيس السوري بشار الأسد أمس نسخة من مشروع الدستور الجديد للاطلاع عليه وتحويله الى مجلس الشعب قبل طرحه للاستفتاء العام. وقال الأسد إنه حالما يتم اقرار دستور الجمهورية تكون سوريا قد قطعت الشوط الأهم «وهو وضع البنية القانونية والدستورية عبر ما تم اقراره من اصلاحات وقوانين إضافة الى الدستور الجديد للانتقال بالبلاد الى حقبة جديدة».
القاهرة - القبس
قرر مجلس جامعة الدول العربية دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار «بتشكيل وإرسال قوة حفظ سلام عربية أممية» الى سوريا، وتوفير «كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي» للمعارضة السورية، وتشديد العقوبات الاقتصادية على نظامها، بالإضافة الى وقف كل أشكال التعامل الدبلوماسي مع النظام السوري وممثليه في الدول والهيئات والمؤتمرات الدولية، وإنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة غير العادية لجلسة مجلس الجامعة عقدت أمس في أحد فنادق القاهرة، برئاسة رئيس وزراء قطر، الشيخ حمد بن جاسم، خصصت للبحث في سبل وقف الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ 11 شهرا، وتحديد الخطوة التالية بعد فشل مجلس الأمن الدولي في التصويت على مشروع قرار يستند إلى مبادرة عربية.
وسارعت دمشق لإعلان رفضها لهذه القرارات «جملة وتفصيلا»، واعتبرت أنها «غير معنية» بأي قرار يصدر عن الجامعة بغيابها.ورأت في القرارات عملاً عدائياً مباشراً يسعى إلى استهداف أمنها واستقرارها.
وقال السفير السوري لدى الجامعة يوسف أحمد، إن «الجمهورية العربية السورية قد أكدت منذ البداية أنها غير معنية بأي قرار يصدر عن جامعة الدول العربية في غيابها».
وكان لافتا تسجيل لبنان تحفظه على كامل البنود الواردة في قرار مجلس الجامعة بعدما كان ينأى بنفسه. كما تحفظ وفد الجزائر على الفقرة الخامسة، التي تنص على دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية ـ أممية، والفقرة السادسة حول تقديم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة.
سبق الجلسة «المغلقة» اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، وآخر للجنة الوزارية المكلفة بالملف السوري.
الخطيب بديلاً للدابي
بداية، تم قبول استقالة رئيس بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا الفريق أول الركن محمد الدابي. و «سوداني الجنسية»، ثم بدأ وزراء الخارجية مناقشة اقتراح قدّمه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بخصوص إرسال بعثة مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة لحفظ الأمن في سوريا. وقد اقترح العربي في هذا الخصوص «تعيين وزير خارجية الأردن الأسبق عبد الإله الخطيب مبعوثا خاصا له إلى سوريا».
قوة أممية
وبدا لافتا أن المناقشات التي استبقت الاجتماعات المغلقة لم تسفر كثيرا عن تقارب وجهات النظر بين الدول الأعضاء. فقد رفض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إعطاء مهلة جديدة لنظام الأسد «قد يستغلها في المزيد من القتل»، في إشارة الى اقتراح الأمين العام د. نبيل العربي توسيع مهمة المراقبين العرب لتشمل مراقبين أممين.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ القبس إن اقتراح العربي ووجه بصعوبة ورفض من قبل بعض الدول العربية «لأنه سيتطلب الدخول في مفاوضات جديدة مع النظام السوري لتوقيع بروتوكول جديد أو الحصول على موافقة من مجلس الأمن بشأنه، وهو ما سيخضع للتوازنات الدولية، خصوصا أن هناك مقترحات بأن يتم التوسّع في مهمة المراقبين لتكون قوات حفظ سلام دولية، وأن ذلك يتطلب رفع الأمر لمجلس الأمن، واتخاذ قرار بشأنه تحت البند السابع لإلزام دمشق بقبوله وعدم الدخول معها في مفوضات بشأنه.
وأشارت المصادر الى أن إشارة الفيصل بتقديم «كل أشكال الدعم» للمعارضة يعني نقطة تحوّل ملحوظة وعلنية من دول الخليج حول دعم المعارضة السورية بكل أنواع الدعم، سواء كان معنويا أو ماديا أو حتى بالسلاح.
وأوضحت المصادر أن «الأخذ» بالمقترح الخليجي «طرد جماعي للسفراء السوريين من الدول العربية»، وتطبيقه «سيترك لكل دولة تحدده حسبما يتفق مع رؤيتها الخاصة».
العودة إلى مجلس الأمن
سبق الجلسة المغلقة كلمة للأمين العام قال فيها «الاحتقان ونزيف الدم لم يتوقف حتى الآن، بل اتسعت دائرة أعمال العنف وازدادت حدة وتصعيداً في الأيام الأخيرة، الأمر الذي يُنذر بانزلاق الأوضاع نحو ما يشبه الحرب الأهلية». وأضاف «وأمام هذا الوضع، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً ـ حتى هذه اللحظة عن التعامل بفاعلية مع الأوضاع، وهذا الأمر يُحمل الجامعة مسؤولية خاصة للبحث عن الأسلوب الأمثل لتوفير الحماية للمدنيين السوريين. والجامعة لم تأل جهداً، واتخذت عدة قرارات ومن أهمها إيفاد فريق المراقبين، إلا أن المهمة اصطدمت بالتعهّدات السورية التي لم تنفذ».
وتابع «في هذه المرحلة الحاسمة، علينا حشد جميع وسائل الضغط الدولية على النظام السوري. ووضع إجراءات فورية لنجدة الشعب السوري ومحاولة وقف نزيف الدم.. لكن أولا علينا العودة إلى مجلس الأمن، وهذا يتطلب منا التشاور والتنسيق مع مختلف الأطراف وبوجه خاص مع روسيا والصين. وفي هذا الإطار أقترح إنشاء قوة مراقبين عربية أممية تشرف على وقف جميع أعمال العنف وتوفير الحماية للمدنيين وتنسيق مهمات الإغاثة الإنسانية. وأقترح تعيين ممثل خاص في سوريا».
بدوره أشار الشيخ حمد إلى أن تونس ستستضيف «مؤتمر أصدقاء سوريا» في الرابع والعشرين من فبراير الجاري.
كل الدعم للمعارضة
من جانبه ، وفي هجوم لافت على الأسد قال الفيصل {ألا يحق لنا أن نتساءل إلى متى نبقى متفرجين تجاه ما يحدث للشعب السوري الشقيق؟ وإلى متى نظل نمنح النظام السوري المهلة تلو المهلة لكي يرتكب المزيد من المذابح ضد شعبه؟»، داعيا لاتخاذ «إجراءات حاسمة بعدما فشلت أنصاف الحلول»، كما طالب بـ«تقديم كل أشكال الدعم» للمعارضة السورية.
وأضاف كما يتعين على الجامعة النظر مجددا في مبادراتها، على نحو يتفق مع المستجدات.
البيان الختامي
إنهاء مهمة بعثة المراقبين.
دعوة مجلس الأمن الى إصدار قرار بتشكيل «قوة حفظ سلام عربية أممية للمراقبة».
توفير كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للمعارضة.
فتح قنوات اتصال مع المعارضة، ودعوتها لتوحيد صفوفها.
سريان المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية، ما عدا تلك التي تمس مباشرة المواطن السوري.
وقف كل أشكال التعاون الدبلوماسي.
تونس تستضيف مؤتمر «أصدقاء سوريا» في 24 فبراير.
استخدام العنف المفرط ضد المدنيين يقع تحت طائلة القانون الجنائي الدولي ويستوجب معاقبة مرتكبيه.
الطلب من المجموعة العربية في الأمم المتحدة تقديم مشروع قرار للجمعية العامة يتضمن المبادرة العربية.
جوناثان ليتل– لوموند
كان الانتقال من لبنان إلى حمص يتم من قرية إلى قرية، ومن شارع إلى آخر، بسبب التهديدات المتكررة التي تتسبب فيها حواجز الجيش السوري المنتشرة في كل مكان.
لقد تمكنت، برفقة المصور ماني من دخول حمص في يناير الماضي. يتقن المصور ماني اللغة العربية، ويعرف سوريا جيدا، فقد سبق لزميلي أن أعد تحقيقا صحفيا لجريدة لوموند عن هذا البلد في أكتوبر الماضي.
قال الشخص الذي قام بتمريرنا من لبنان إلى حمص ان الجميع يسمونه «الغضب»، كانت لحيته كثيفة جدا، لكن الابتسامة تعلو وجهه. يقيم الغضب في طرابلس (شمال لبنان)، وكان برفقته رجلان، بدا لي أنهما مهربان، على عكس صديقنا.
يقول «الغضب» إنه كان ينوي الزواج حين بدأت الأحداث في سوريا، لكنه أعطى الأولوية للثورة. وها هو منذ تشكلت طلائع الجيش السوري الحر، في يوليو الماضي، وهو يساهم في في نقل الجرحى من سوريا ووالمواد الطبية والصحافيين وأشياء أخرى إليها. في ذلك الصباح، كانت الأمطار تتساقط على طرابلس. ركبت أنا وماني و«الغضب». في سيارة من نوع ميني فان، يقودها لبناني. وكان الأخير ليتجنب مراكز المراقبة التابعة للجيش اللبناني، يختار طرقات فرعية وجانبية. كانت سوريا قريبة جدا وعند نقطة معينة وجدنا أشخاصا بانتظارنا برفقة دراجات نارية. وكان هؤلاء مجرد مزارعين أخذونا عبر طرق وعرة بين المباني والحقول. وعلى طول الطريق، رأينا أطفالا بثياب رثة، وخلايا نحل، وبعض الأحصنة.
كنا في بيت مزارع، نحتسي القهوة، عندما وصلت مكالمة عبر الراديو لأحدهم، تنصحنا بالانتقال إلى بيت آخر، وفي هذا الوقت وصلتني رسالة هاتفية من وزارة السياحة السورية باللغة الانكليزية، تقول «سوريا ترحب بكم». لقد وصلنا فعلا للجهة الثانية.
عكس المدن البعيدة، تبدو هذه القرية هادئة. يقول مضيفنا «هنا لا توجد تظاهرات، لا نريد لفت انتباه المخابرات والتأثير على وتيرة حركتنا».
عاد «الغضب» مع شاحنة صغيرة، ركبنا في المقدمة، وانطلقنا بين الحقول والطرق الفرعية بسرعة، إلى أن رأينا ضابطا من الجيش السوري الحر في سيارة، ثم واجهنا حاجزا أمنيا على جسر يسيطر عليه مسلحون، يقومون بمراقبة المكان والشاحنات والمهربين القادمين من لبنان.
كان علم الثورة السورية يرفرف وكان هاتف «الغضب» يرن من دون توقف، فالجيش الحر يملك مراقبين في كل مكان لإخطاره، في حال وجود أي حركة للقوات النظامية.
في اليوم التالي وصل خبر استشهاد صديق. قال «الغضب»: اعتقلوه، وقتلوه على الفور لأنه أعلن انشقاقه.
في حمص، أكد لي ناشط مدني بأن الجيش الحر سيحرر حمص قبل القصير، لن يتخلى النظام أبدا عن القصير، لأنه إذا خسر هذه المدينة يكون قد خسر الحدود «لا يبدو الجيش السوري مسيطرا على المدينة، ما عدا تلك الحواجز الأمنية في محيط المدينة وبضع دبابات تم إخفاؤها بسبب الاتفاق مع الجامعة العربية، إنه لا يسيطر إلا على مباني البلدية والمستشفى في وسط المدينة.
مررت عدة مرات أمام البلدية، إنه مبنى كبير يتكون من أربعة طوابق بنيت وفق النمط المعماري السوفيتي. كان الزجاج مكسورا، بينما كانت أكياس الرمل تملأ السطح، حيث يتمركز القناصة.
كان القناصة يصوبون أسلحتهم باتجاه كل ما يتحرك في الشارع، لكن بعد هجوم الجيش الحر على البناية، اتفقوا مع قيادة الجيش النظامي على التهدئة.
في القصير يتجول أعضاء الجيش الحر بحرية، وأحيانا تراهم في شاحنات صغيرة مسلحين برشاشة ثقيلة، بينما كتب على باب الشاحنة «كتيبة الفاروق» الوحدة المسؤولة عن المنطقة.
كل مساء، وحين يتجمع المدنيون للتظاهر، يتموقع جنود الجيش الحر مجهزين بأسلحتهم على مفترقات الطرق. قال لي أحد الضباط وقد التقيته برفقة 15 من رجاله في مزرعة خارج المدينة «نحن نادرا ما نتدخل، الحواجز العسكرية لا تزعجنا، نحن نهاجم حين يحاول الجيش النظامي القيام بعملية ما».
انتقلت من القصير إلى حمص (مسافة لا تزيد عن 30 كيلومترا) بالطريقة نفسها، كنت أمر من منزل الى آخر، ومن سيارة الى أخرى ومن يد الى يد.
يساعد الجيش الحر وتنسيقيات الثورة مجموعة كبيرة من المدنيين. في كل مرة كانت تسبق سيارتنا دراجة نارية للتحقق من سلامة الطريق. وحين نتحرك كان دائما هناك أناس أمامنا وحولنا ووراءنا. أما الهواتف النقالة، فلا يتوقف رنينها للإبلاغ عن آخر التعليمات.
كل هذا يتم في تحد لعمل الشرطة ورجال أمن حزب البعث والمخابرات، فهذه الأجهزة تسيطر على المدينة منذ عقود.
ما فاجأني أيضا هو الذكاء السياسي عند السوريين العاديين، الذين يشاركون في الثورة. أبو عبدو، أحد السائقين الذين نقلونا، سألني: هل رأيت سلفيين هنا، مثلما يقول بشار الأسد؟ أجابه ماني: الأمر يعتمد على معنى السلفي الذي تقصده؟ وقال أبو عبدو: بالضبط هذه الكلمة تعني شيئين: السورييو المسلمون يتبعون الإسلام المعتدل، وعليه يتبعون سلفا تقيا، هذا هو معنى الكلمة الأصل وأما المعنى الثاني فيدل على جماعة تكفيرية وجهادية وإرهابية، إنها صنيع الولايات المتحدة والإسرائيليين ولا علاقة لها بنا أبدا.
ويضيف: اليوم، وعكس حماة عام 1982، الشعب هو من ينتفض، وأما الإخوان المسلمون والشيوعيون والسلف والحركات السياسية الأخرى، فجميعهم يركضون من أجل أن يصعدوا على ظهر هذا الشعب، لكن الشارع السوري يرفض تسييس الحركة، بينما يقبل المساعدات من حيثما جاءت، شريطة ألا تكون مقابل شروط.
عاش السوريون عقةودا طويلة في شيء يشبع حظيرة دجاج، حيث يحق للفرد الأكل والنوم والتبييض فقط، لا مكان هناك للفكر. باختصار سوريا الأسد هي نموذج كوريا الشمالية في الشرق الأوسط.
16/02/2012
مداهمات في دمشق.. واشتباكات في حلب.. وإنذارات بإخلاء بابا عمرو
دمشق ــــــ أ.ف.ب، رويترز، أ ش أ - * اقتحمت قوات كتائب الأسد الخاصة أمس أحياء في دمشق مدعومة بالمدرعات، بينما حذر الجيش السوري أهالي حمص المحاصرة منذ 12 يوما بوجوب الإخلاء خلال 24 ساعة في مؤشر على اجتياح وشيك، في وقت اشتبكت قوات الأمن مع الجيش السوري الحر في حلب. وبلغت حصيلة أعمال العنف حتى لحظة إعداد هذا التقرير 30 قتيلا- مدنيا وعسكريا- وعشرات الجرحى.
ففي انتشار غير مسبوق، اقتحمت قوات من الفرقة المدرعة الرابعة والحرس الجمهوري، مدعومة بحاملات جند مدرعة، جزءا من دمشق، وأطلقت نيران رشاشاتها الآلية بشكل عشوائي، ثم نصبت المتاريس في الشوارع الرئيسية، لا سيما في حي برزة السكني، حيث داهمت المنازل واعتقلت أشخاصا كثر.
وأكد ناشطون إن هذه أول مرة، منذ بدء الانتفاضة، ينتشر فيها الجيش السوري وسط العاصمة، فيما قال سكان إن القوات كانت تبحث عن نشطاء معارضين وأعضاء في الجيش السوري الحر يتولون حماية المحتجين، الذين دأبوا على الخروج في تظاهرات مناهضة للنظام.
وقال مازن، طالب جامعي من حي برزة، «دمروا واجهات المحال، وأعادوا تلاميذ كانوا ذاهبين الى المدرسة. وتركزت المداهمات أيضا على حي ظهر المسطاح، وحارة البستان». وذكر أن ما لا يقل عن ألف جندي انتشروا في حي برزة، بعد أن اغلقوا مداخله بحاملات الجند المدرعة وعربات الجيب العسكرية وشاحنات صغيرة ثُبتت عليها رشاشات آلية ثقيلة.
20 قتيلاً في حلب
في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عشرين شخصا، بينهم تسعة مدنيين، خلال اشتباكات بين الجيش ومنشقين في ريف حلب.
وقال المرصد إن «الاشتباكات بدأت مساء الثلاثاء، واستمرت بين الجيش ومجموعة منشقة لليوم الثاني على التوالي في بلدة الأتارب» في ريف حلب. وأضاف أنه «بالإضافة الى المدنيين التسعة الذين سقطوا قتلى خلال الـ24 الماضية، قتل أربعة منشقين وسبعة جنود، بينهم ضابطان برتبة عقيد وملازم أول».
من جهة ثانية، قال ناشطون إن القوات السورية شنت هجوما على حماة، وأطلقت نيران المدرعات ومدافع محمولة مضادة للطائرات على أحياء سكنية، خصوصا الحميدية والأربعين ومشاع الأربعين، حيث قطعت الاتصالات الأرضية والخليوية وخدمة الانترنت. وأن الدبابات تمركزت قرب قلعة حماة، وقصفت أحياء فرايا وعليليات والباشورة والحميدية، بينما تقدمت القوات من محيط المطار. ولم يتسن الحصول على تقارير عن الخسائر البشرية بسبب مشاكل الاتصالات.
وفي ريف إدلب، «قتل ثلاثة مواطنين في جسر الشغور إثر انفجار عبوة ناسفة، وخمس جنود في اشتباكات. وفي ريف درعا (جنوب)، قتلت طالبة برصاص القوات العسكرية في حملة مداهمات واعتقالات، شملت أيضا دير الزور، وفي منطقة وادي بلدة سحم في الجولان تعرض نحو ثلاثين منشقا لحصار وقصف مباشر، أدى لسقوط جرحى في صفوفهم. وفي حرستا في ريف دمشق توفي شاب متأثرا بجروح أصيب بها الثلاثاء إثر انفجار قنبلة داخل سيارته.
إخلاء حمص
وفي حمص، واصل الجيش السوري قصفه للأحياء السكنية لليوم الثالث عشر على التوالي، وسط إنذارات لأهالي بابا عمرو «بوجوب الإخلاء تحت طائلة المسؤولية» في غضون 48 ساعة، في إشارة مباشرة إلى استعداده لاقتحام الحي. وبحسب موقع «دامس بوست» الحكومي، فإن الجيش «وبعد استعادته السلطة على ريف دمشق ومعظم ريف حمص، يمضي في استكمال خطة يسميها الضباط الأمنيون الكبار في النظام (تنظيف) المدن والبلدات من المسلحين، ستكون حلقتها الثالثة، الثقيلة الوطأة بدورها.
16/02/2012
يعمل بأوامر: «اقتل.. أو تُقتَل!» «قاتل مأجور» لتصفية المحتجين
بعبارة «اقتل أو تُقتل»، تحدث «قاتل مأجور» للنظام السوري لـ CNN عن كيفية تحويل السلطات له إلى «وحش» لاغتيال المحتجين العزل، مقابل وعود.
وافق «القاتل»، الذي عرف نفسه باسم «ساعر»، على أن تصوره الشبكة، أثناء تضميد جراحه وهو قيد الاحتجاز لدى عناصر معارضة للنظام، شريطة إخفاء ملامحه، حتى لا يتسنى للحكومة التعرف عليه، بهدف إيصال رسالة لأصدقائه، مفادها بأنه حي يرزق وبأنه شخص مختلف. (الفيديو متاح على موقع السي ان ان بالعربية). وقال «ساعر» إنه أصيب عندما تعرضت حافلة كان يستقلها لهجوم، وتحدث عن كيفية تحويل النظام له، ولأمثاله، إلى وحوش على استعداد حتى لقتل آبائهم، نظير ثروة موعودة وتحت مزاعم المساعدة في التصدي للإرهابيين.
وقال: إنه عمل انطلاقاً من سجن تابع لوزارة الداخلية: «قدموا لنا بنادق مزودة بمناظير مكبرة، تستطيع أن ترى بها الشخص كأنك تنظر إلى نفسك بالمرآة»، كما زعم بأنه قتل نحو 70 شخصاً بإطلاق النار على المحتجين العزل، وقام بنحر عنق أحدهم.
وأضاف، وهو يروي لأحد محتجزيه يدعى «منير»، واقعة تهديده من قبل ضابط برتبة رائد بالقتل ما لم يبادر بقتل معتقل احتجز بواسطة اثنين من عناصر الأمن: {لقد أطلق الضابط الرصاص في الهواء ثم وجه بندقيته لرأسي قائلاً سأعد حتى عشرة»، وسارع عندها «ساعر» بذبح السجين، على حد زعمه.
16/02/2012
تعيد إحياء «الممرات الإنسانية».. ولافروف يكرر: عزل الأسد خطأ فرنسا تسعى مجدداً إلى مجلس الأمن
نيويورك، موسكو، باريس- أ ف ب، كونا - تتوجه الأنظار اليوم الى الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن تصوت الجمعية العامة على مشروع قرار عربي يدين العنف في سوريا، ويدعم المشروع بشكل كامل مبادرة الجامعة العربية، ويطالب بمحاسبة المسؤولين عن العنف وبحماية المدنيين، وإعادة العسكر الى الثكنات، تمهيدا لإجراء عملية سياسية انتقالية.
والنص المقدم (وهو شبيه جدا بالنص الذي فشل مجلس الأمن بإقراره بسبب الفيتو الروسي والصيني) يتوقع أن يحصل على أغلبية أصوات الجمعية العامة، التي على الرغم من أن قراراتها غير ملزمة، فإنها قد تساعد في تصويت جديد في مجلس الأمن، وفي إجراءات ضغط أخرى على الرئيس بشار الأسد.
فقد كشف وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن بلاده بدأت التفاوض مع روسيا على قرار جديد، سيقدم لمجلس الأمن، كما أنها تريد بحث إقامة ممرات إنسانية في هذا البلد، سبق وأن اقترحتها من قبل، «للسماح للمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى المناطق التي تجري فيها مذابح مخزية».
وكانت فرنسا قد أعلنت (الثلاثاء) إنشاء صندوق للطوارئ لوكالات المعونة التي تسعى لمساعدة الشعب السوري، وستقترح إنشاء صندوق مماثل على المستوى الدولي الأسبوع المقبل، عندما تجتمع دول «أصدقاء سوريا» في تونس.
هذا، ومن المقرر أن يلتقي جوبيه نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا اليوم. وأمس كرر لافروف أن «محاولة عزل الأسد خطأ»، وأن الطريق «الصح» هو الحوار السياسي، الداخلي والدولي، في إشارة الى رفض روسيا استبعاد الحكومة السورية عن أي حل.
تعديلات روسية
وليل الثلاثاء، قدمت روسيا تعديلات تهدف إلى إضعاف مشروع قرار الجمعية العامة. وذكر مصدر دبلوماسي أن الروس يريدون من الأمم المتحدة مراعاة الجدول الزمني في تنفيذ قرارات الجامعة العربية. ومن التعديلات التي اقترحتها تقديم الدعم للتوجه نحو التحول الى الديموقراطية لتعددية النظم السياسية في الشرق الأوسط برمته، ووقف تدخل الجمعية العامة في الشؤون الداخلية للدول المستقلة، سواء عن طريق تجميد العلاقات الدولية او عن طريق التهديدات باستعمال القوة، وبينت رغبتها في أن تستدعي الجمعية جميع فئات المعارضة السورية، وأن تنأى بنفسها عن الجماعات المسلحة.
16/02/2012
تعيد إحياء «الممرات الإنسانية».. ولافروف يكرر: عزل الأسد خطأ فرنسا تسعى مجدداً إلى مجلس الأمن
نيويورك، موسكو، باريس- أ ف ب، كونا - تتوجه الأنظار اليوم الى الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن تصوت الجمعية العامة على مشروع قرار عربي يدين العنف في سوريا، ويدعم المشروع بشكل كامل مبادرة الجامعة العربية، ويطالب بمحاسبة المسؤولين عن العنف وبحماية المدنيين، وإعادة العسكر الى الثكنات، تمهيدا لإجراء عملية سياسية انتقالية.
والنص المقدم (وهو شبيه جدا بالنص الذي فشل مجلس الأمن بإقراره بسبب الفيتو الروسي والصيني) يتوقع أن يحصل على أغلبية أصوات الجمعية العامة، التي على الرغم من أن قراراتها غير ملزمة، فإنها قد تساعد في تصويت جديد في مجلس الأمن، وفي إجراءات ضغط أخرى على الرئيس بشار الأسد.
فقد كشف وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن بلاده بدأت التفاوض مع روسيا على قرار جديد، سيقدم لمجلس الأمن، كما أنها تريد بحث إقامة ممرات إنسانية في هذا البلد، سبق وأن اقترحتها من قبل، «للسماح للمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى المناطق التي تجري فيها مذابح مخزية».
وكانت فرنسا قد أعلنت (الثلاثاء) إنشاء صندوق للطوارئ لوكالات المعونة التي تسعى لمساعدة الشعب السوري، وستقترح إنشاء صندوق مماثل على المستوى الدولي الأسبوع المقبل، عندما تجتمع دول «أصدقاء سوريا» في تونس.
هذا، ومن المقرر أن يلتقي جوبيه نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا اليوم. وأمس كرر لافروف أن «محاولة عزل الأسد خطأ»، وأن الطريق «الصح» هو الحوار السياسي، الداخلي والدولي، في إشارة الى رفض روسيا استبعاد الحكومة السورية عن أي حل.
تعديلات روسية
وليل الثلاثاء، قدمت روسيا تعديلات تهدف إلى إضعاف مشروع قرار الجمعية العامة. وذكر مصدر دبلوماسي أن الروس يريدون من الأمم المتحدة مراعاة الجدول الزمني في تنفيذ قرارات الجامعة العربية. ومن التعديلات التي اقترحتها تقديم الدعم للتوجه نحو التحول الى الديموقراطية لتعددية النظم السياسية في الشرق الأوسط برمته، ووقف تدخل الجمعية العامة في الشؤون الداخلية للدول المستقلة، سواء عن طريق تجميد العلاقات الدولية او عن طريق التهديدات باستعمال القوة، وبينت رغبتها في أن تستدعي الجمعية جميع فئات المعارضة السورية، وأن تنأى بنفسها عن الجماعات المسلحة.
14/02/2012
بريطانيا تمدُّ المعارضة بأجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة
لندن ـــــ يو.بي.أي ــــ أفادت صحيفة صن أمس، أن بريطانيا تضع خططاً لإرسال دروع وأجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف تعمل بالأقمار الصناعية للمتمردين السوريين، فيما تعمل دول عربية على تزويدهم بأسلحة متطورة.
وأضافت أن المعدات «ستُستخدم للمساعدة في تنسيق الهجمات ضد قوات النظام السوري، ومن بينها تكنولوجيا للاتصالات، لتمكين المتمردين أيضاً من حشد ضغوط دولية أكبر ضد هذا النظام، من خلال الكشف عن الفظائع التي يرتكبها».
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر دبلوماسية أكدت أن ايران أرسلت فرقاً من الجواسيس وضباط الجيش إلى سوريا للمساعدة في دعم نظام الرئيس الأسد، فيما كثّفت دول عربية خططها لتسليح المتمردين السوريين بأسلحة متطورة.
وكانت تقارير صحفية ذكرت الشهر الماضي أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططاً سرية لإقامة منطقة محظورة الطيران في سوريا، تشرف عليها منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقالت إن مسؤولاً أمنياً بريطانياً أكد أن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6)، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، موجودون على الأرض في سوريا لتقييم الوضع، فيما تجري القوات الخاصة البريطانية اتصالات بالجنود السوريين المنشقين، لمعرفة احتياجاتهم من الأسلحة وأجهزة الاتصالات، في حال قررت الحكومة البريطانية تقديم الدعم لهم.
14/02/2012
جرائم ضد الإنسانية تتواصل بتواطؤ مسؤولين «على أعلى مستوى» الأمم المتحدة: 6 آلاف قتيل و10 آلاف جريح في سوريا
أطفال من درعا يرفعون يافطات ورقية تقول {امنحونا الامان} و{أعيدوا لنا الطفولة} (رويترز)
دمشق، نيويورك، لندن، موسكو - أ. ف. ب، رويترز - قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن القوات السورية ارتكبت - على الأرجح - جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية في سوريا. وأعلنت أن أكثر من 6 آلاف شخص لقوا حتفهم بحلول ديسمبر الماضي وأصيب 10 آلاف جريح، بينما جرى اعتقال نحو 18 ألف شخص، مشيرة الى أن مكتب المفوضية في جنيف «توقف عن إحصاء الضحايا، لصعوبة التواجد على الأرض» في المناطق المضطربة في سوريا، وأن أكثر من 300 شخص قُتلوا في حمص وحدها خلال الأيام العشرة الماضية.
وعرضت بيلاي أمس الوضع في سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بطلب من رئيس الجمعية القطري ناصر عبدالعزيز الناصر. وقالت «إن طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات، تدل على ان جرائم ضد الانسانية قد ارتكبت منذ مارس 2011»، مضيفة ان «معلومات مستقلة وموثوقة تفيد بأن هذه التجاوزات جزء من حملة واسعة ومنظمة أتت بموافقة السلطات على أعلى المستويات أو بتواطؤ منها».
ولفتت الى أن «الفيتو» الروسي - الصيني في مجلس الأمن الأخير «شجع الحكومة السورية على تصعيد هجومها على المعارضة وشن هجوم شامل، ومن دون تمييز بهدف سحق المعارضة باستخدام قوة هائلة».
ورد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على تقرير بيلاي باتهام وجهه الى «بعض الدول العربية، وجهات أخرى بشن حرب إعلامية ودبلوماسية» ضد بلاده «بهدف تقويض الحكم فيها وليس الإصلاح». وسجل اعتراضه «على قانونية الجلسة»، قائلا «بيلاي تعتمد في اتهاماتها على تقارير، وليس على حقائق».
ترحيب بالاقتراحات العربية
وجاءت جلسة الجمعية العامة عقب دعوة جامعة الدول العربية لتشكيل قوة لحفظ السلام عربية أممية الى سوريا. وقد لاقت الاقتراحات العربية - التي صدرت عن الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب (الأحد) - ترحيبا إقليميا ودوليا، لا سيما من أوروبا، وأيضا من المعارضة السورية، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن «الكرة في ملعب مجلس الأمن الدولي، لكونه المخول بالبت في مثل هذه الأمور». وفي هذا الخصوص، أكد الأمين العام للجامعة نبيل العربي «ضماناته»، لتجاوب معظم دول مجلس الأمن مع الطلب العربي.
وحدها الصين، تجنبت إظهار تأييد واضح للفكرة. واكتفت بتأكيد دعمها لجهود الوساطة التي تبذلها الجامعة، والقول «على الأمم المتحدة تقديم مساعدة بناءة تقوم على ميثاق وأعراف العلاقات الدولية»، بينما أعلنت موسكو ضرورة «وقف العنف أولا» قبل نشر قوة سلام، في إشارة الى موافقة ضمنية.
افتراءات ومغالطات
من جهتها، أكدت دمشق تصميمها على «تحقيق الأمن والسلام» رغم القرارات العربية الأخيرة!
ونقلت وكالة سانا عن مصدر مسؤول لم تسمه أن «هذا القرار وغيره لن يثني الحكومة السورية عن متابعة مسؤولياتها، في حماية مواطنيها وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها».
ولفت المسؤول الى «افتراءات ومغالطات» تضمنها القرار، معتبرا انه يكشف عن «مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية من خلال اجهاض دور الجامعة، بهدف تدويل الوضع واستجرار التدخل الخارجي». وأشار الى أن الجامعة «ألغت مهمة بعثة المراقبين لعدم انسجام تقريرهم مع هذا المخطط التآمري». وعبر المصدر عن خيبة أمل الشعب السوري لعدم «إصدار إدانة واضحة لعمليات الإرهاب التي حدثت في دمشق وحلب وغيرهما، وذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين».
من ناحيته، أعلن الاتحاد الأوروبي «ندعم بقوة أي مبادرة» ترمي الى وضع حد فوري للقمع الدامي في سوريا، «بما في ذلك تواجد عربي أكبر على الأرض هناك، بالتعاون مع الأمم المتحدة، إذا كان ذلك يوقف أعمال العنف».
وقال وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، إن أي قوة لحفظ السلام «يجب ألا تكون غربية فقط، بل يجب أن تتشكل من دول أخرى، وخصوصا عربية..
وقف العنف أولا
ومن موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «تدرس المبادرة، وننتظر من الدول العربية توضيح بعض النقاط»، مشددا على أن «وقف العنف يجب أن يسبق التشكيل المحتمل لقوة حفظ السلام التي يجب أيضا أن تنال موافقة الطرف الذي يستقبلها» (الحكومة السورية). وتابع «بعبارة أخرى نحتاج الى ما يشبه وقفا لاطلاق النار».
وأوضح لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، «سيكون الأمر صعبا، لأن المجموعات المسلحة التي تحارب النظام السوري لا تنصاع لأي أوامر، ولا تسيطر عليها أي جهة»، مكررا أن الضغط الدولي «يجب أن ينصب على المعارضة السورية، كما ينصب على الحكومة».
وبدوره، أكد الوزير الإماراتي استعداد بلاده لاستئناف الاتصالات مع القيادة السورية، في حال توقف العنف، مضيفا «روسيا عنصر استقرار أساسي في المنطقة». وشدد على أن الجامعة «جادة في دعم المعارضة السورية».
هجوم كبير على درعا وقصف حمص وحماة.. والمعارضة تحصي 8 آلاف قتيل الأمم المتحدة: وقف جرائم القتل أكثر أهمية من الدستور
دمشق، فيينا - رويترز، أ. ف. ب - عقب دعوته الشعب السوري للاستفتاء على مشروع دستور جديد لسوريا، قال «إنه يؤسس لجمهورية دستورية يحكمها الشعب»، شنت كتائب الرئيس بشار الأسد هجوما كاسحا على درعا (مهد الانتفاضة) وشددت حصارها الدامي على حماة، وفي الوقت نفسه واصلت قصفها لحمص لليوم الرابع عشر على التوالي. ووقع أمس أكثر من 25 قتيلا بين مدنيين وعسكريين، وكان أكثر من 52 شخصاً قتلوا الأربعاء، بينما كان الرئيس الأسد يتحدث عن سوريا المستقبل، ليتجاوز بذلك عدد قتلى الثورة السورية منذ انطلاقتها منتصف مارس ثمانية آلاف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن وضع حد لسفك الدماء في سوريا ومساعدة المدنيين «أكثر إلحاحا من إجراء الاستفتاء» على الدستور. ودعا السلطات السورية الى الكف عن العنف ضد المدنيين، قائلا «هناك جرائم ضد الانسانية ترتكب في البلاد».
وتابع «الدستور أحد العناصر التي ينبغي أن تدرج» في تسوية سياسية للأزمة، «لكن الأمر الأكثر أهمية في الوقت الراهن هو أن توقف السلطات السورية قتل شعبها. يجب أن يتوقف العنف من جميع الأطراف، سواء من القوات الحكومية أو المعارضة».
وقال بان كي مون للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر في فيينا «نرى أحياء تقصف بصورة عشوائية ومستشفيات تستخدم كمراكز تعذيب، وأطفالا لا تزيد أعمارهم على عشرة أعوام يُقتلون ويُعتدى عليهم! نرى تقريبا جرائم محددة ضد الإنسانية. هناك ألوف قتلوا، وفرّ نحو 25 ألفاً من سوريا، ونزح حوالي 70 الفاً داخل البلاد، والأرقام ترتفع بصورة يومية».
وتابع: من «المؤسف أن مجلس الأمن لم يتمكن بعد من الاتفاق على قرار.. كلما طال جدالنا زاد عدد من يموتون».
المعارضة تقاطع الاستفتاء
بدورها، رفضت المعارضة السورية الاشتراك في الاستفتاء المقرر يوم 26 الجاري، ودعت السوريين للمقاطعة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن «النظام الحالي فاقد، منذ نشأته، للشرعية الدستورية والاجتماعية.. ويجب إسقاطه برموزه ومرتكزاته قاطبة».
وفيما أعلن رئيس هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي عدم مشاركة أحزاب الهيئة «بسبب عدم اشتراك المعارضة في اعداد الدستور المزمع الاستفتاء عليه»، لم تعلن قوى المعارضة في الخارج، لكن أغلبها أعلنت دعمها لمبادرة الجامعة العربية، التي تدعو الأسد الى التنحي والتمهيد لمرحلة انتقالية.
اشتباكات دامية في درعا
ميدانيا، وفيما كان القصف يتواصل على حمص، أعلنت الهيئة العامة للثورة أن 20 شخصاً قتلوا في اشتباكات اندلعت في درعا البلد بين الجيش وعناصر من الجيش الحر.
وقال سكان وناشطون إن قوات مدرعة هاجمت درعا لمحاولة القضاء على جنود منشقين في المدينة التي «بدأت تستعيد دورها في الانتفاضة، حيث تم استئناف التظاهرات، والجيش السوري الحر الذي يضم جنودا منشقين يوفر الأمن للاحتجاجات في بعض أجزاء المدينة».
من جهة ثانية، قال نشطاء إن 14 شخصا - على الاقل - قتلوا، نتيجة قصف كثيف استهدف حماة وتركز على بلدة كفر نبودة (ريف حماة). وأظهرت لقطات بثت بموقع يوتيوب ثماني جثث - على الاقل - واغلبها من دون سيقان ممددة على ارضية، ما بدا انه مستشفى.
وبالتزامن، اقتحمت قوات عسكرية أمنية مشتركة حي «الاربعين» في حماة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات واسعة.
اغتيال شخصية دينية
إلى ذلك، اغتال مجهولون الشيخ د. محمد أحمد عوف صادق إمام جامع «أنس بن مالك» في حي الميدان في دمشق. ونقلت وكالة سانا عن مصدر رسمي أن «مجموعة إرهابية مسلحة ترصدت مساء الأربعاء الشيخ صادق في منطقة قدم عسالي في دمشق، واطلقت نيران أسلحتها الرشاشة عليه، مما أدى إلى استشهاده».
وتعد هذه الحادثة هي الأولى التي تستهدف شخصيات دينية في إطار عمليات الاغتيال، التي طالت الكثير من الكفاءات العلمية في سوريا، وكان آخرها اغتيال العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مستشفى حاميش في دمشق الأسبوع الماضي.
17/02/2012
العرب يرفضون التعديلات الروسية تصويت أممي على قرار يدين سوريا
نيويورك، فيينا- أ ف ب- تصوت الجمعية العامة الأممية خلال ساعات على مشروع قرار يؤيد خطة لنقل السلطة في سوريا، ويدين الحملات الأمنية هناك.
ويدعو مشروع القرار- الذي صاغته السعودية ووزعته مصر نيابة عن الوفود العربية- لتأييد خطة عربية تقضي بتنحي الرئيس بشار الأسد وتسليم صلاحياته لنائبه كخطوة أولى لحل الأزمة، ويدين الحملات ضد المحتجين. وقال دبلوماسيون إن الوفود العربية رفضت تعديلات طلبتها روسيا التي لا تريد الإشارة إلى تنحي الأسد، وتريد ربط عودة الجيش إلى ثكناته بـ«إنهاء هجمات الجماعات المسلحة». كما تريد روسيا من المعارضة «أن تنأى بنفسها عن الجماعات المسلحة»، التي تحمّلها جزءا من مسؤولية العنف.
وتعتبر موسكو أن «مشروع القرار بشكله الحالي» الذي طرح على التصويت «غير متوازن، ولا ياخذ بالاعتبار موقفنا» من دون اعطاء تفاصيل أخرى.
ويأتي مشروع القرار– الذي حتى إن أُجيز فإنه يبقى رمزيا بالأساس- بعد أن أحبطت روسيا والصين مشروع قرار مماثلا في مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وقد طلبت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش من الجمعية العامة اعتماد قرار قوي شديد اللهجة ضد النظام السوري.
جوبيه ولافروف
ويأتي التحرك العربي الجديد في وقت التقى فيه وزيرا خارجية فرنسا وروسيا، آلان جوبيه وسيرغي لافروف، في فيينا، وبحثا الوضع في سوريا، والمقترح الفرنسي لإنشاء ممرات آمنة. وتقول فرنسا إنها تتفاوض مع روسيا لتمرير مشروع قرار جديد في مجلس الأمن، إلا أن أيا من الطرفين لم يدل. بأي تعليق عن المحادثات الثنائية التي استمرت قرابة ساعة ونصف الساعة. وقبل اللقاء قال جوبيه إنه سيبلّغ لافروف أن روسيا مخطئة بـ«عزل» نفسها، بمواقفها من سوريا.
لكن لافروف أبدى من جهته أسفه لما اعتبره تجاهلا لمقترحات روسيا في الأمم المتحدة، وجدد الدعوة لـ«وقف أعمال القتل من الطرفين»، ودعا لحوار «يرفضه بعض المعارضين السوريين». كما جدد موقف بلاده المعارض لمطلب تنحي . واتهم لافروف «أطرافا خارجية» بإدامة «معاناة» سوريا، وشكك في أهلية المعارضة في إدارة سوريا.
وردا على سؤال صحافي عما إذا كان يؤيد رغبة فرنسا بإقامة ممرات إنسانية في سوريا، قال لافروف «لم أر هذا الاقتراح بعد، وبالتالي لا أريد التعليق عليه».
63 قتيلا برصاص الجيش السوري امس في درعا وحمص وحماه
16/2/2012 الآن - وكالات 7:46:50 PM
وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة (193 دولة) الخميس بأغلبية الأعضاء على قرار غير ملزم يدعم خطة الجامعة العربية الداعية للرئيس السوري بشار الاسد إلى التنحي.
فقد أيد الفرار 137 عضوا، واعتراض 12 وامتنع 17 عن التصويت، رغم ان ثلاثة.
الدول التي صوتت ضد القرار، هي روسيا والصين وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وبوليفيا والاكوادور وروسيا البيضاء وزيمبابوي وكوبا، بالإضافة إلى سوريا.
وكانت الصين وروسيا وإيران من بين الدول التي عارضت مشروع القرار الذي طرحته مصر وعدد من الدول العربية لإدانة 'انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة في سوريا.
ويطالب القرار الحكومة السورية بوقف هجماتها على المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان انتقال ديمقراطي في البلاد، ويوصي بتعيين موفد خاص للأمم المتحدة الى سوريا.
تبنت 54 دولة مشروع القرار العربي المقدم في الأمم المتحدة حول سوريا، حيث من المرجح أن تصوت الدول الأعضاء في الجمعية العامة اليوم على المشروع العربي، فيما طالبت روسيا تعديلات على مشروع القرار.
وأعلن دبلوماسيون أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت على مشروع قرار يدين القمع في سوريا بعد أيام من فشل تمرير مشروع مماثل في مجلس الأمن الدولي.
ويطالب مشروع القرار الحكومة السورية بإنهاء هجماتها على المدنيين، ويدعم جهود الجامعة العربية لتأمين انتقال ديمقراطي للسلطة في سوريا، ويوصي بتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة إلى سوريا.
وتتجه الأنظار إلى أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستشهد جولة جديدة من الجهود الرامية إلى تأمين غطاء دولي لخطة الجامعة العربية لإنهاء الأزمة السورية.
وأبرز ما في مشروع القرار هو 'تفويض الأسد نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية'.
وتفترض الخطة أيضا أن يمهد نائب الرئيس المنتظر سبل الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بإشراف عربي ودولي.
كما سيطالب القرار الحكومة السورية بإنهاء المظاهر العسكرية، ووقف كافة أشكال العنف ضد المدنيين، لكن اللافت أن مشروع القرار لا يشير إلى دعوة الجامعة العربية التي أطلقتها الأحد الماضي لإرسال قوات حفظ سلام من الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا.
ويستهدف التصويت في عمومية الأمم المتحدة حشد أكبر عدد من الدول لدعم الخطة العربية، كما وصفها وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه، قائلاً: 'من جانبنا نحن نتفاوض من جديد على قرار لمجلس الأمن، لنرى ما إذا كان يمكن إقناع الروس بالتراجع عن موقفهم، وأخيرا، سيكون لدينا تصويت في الجمعية العامة، وإن كان بصورة رمزية، ولكن إذا كان هناك 130 أو 140 صوتاً لدول في العالم تطلب وقف القتل وتطبيق خطة الجامعة العربية، أعتقد أن هذا الأمر سيكون إشارة قوية'.
وفيما بدا جليا رهان النظام السوري على الدعم القادم من روسيا والصين، ينتظر العالم أن يتمكن الحشد الدولي ضد دمشق من تحقيق أهدافه، وأن تتبلور ملامحه العريضة تحت قبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحت الإدانة الدولية للحرب الدائرة على الشعب السوري
01:57:46
صعّد الجيش السوري من عملياته في مدينة درعا، بعد اقتحامه المدينة منذ ساعات الفجر امس. وأعلنت الهيئة العامة للثورة واللجان التنسيقية أن 63 شخصاً قتلوا في اشتباكات اندلعت في درعا البلد بين الجيش وعناصر من الجيش الحر.
وفي حماة أفادت هيئة الثورة باقتحام قوات الأمن حي الأربعين قبل أن تقوم بحملة اعتقالات ومداهمات.
وقال سكان إن قوات مدرعة سورية هاجمت درعا، الواقعة قرب الحدود مع الأردن، اليوم الخميس، لمحاولة القضاء على جنود منشقين في المدينة التي بدأت فيها الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار الماضي.
وأضافوا أن أصوات انفجارات ونيران الرشاشات ترددت في أحياء البلد والمحطة والسد مع مهاجمة القوات الحكومية الجنود المنشقين الذين ردوا بإطلاق النار على نقاط تفتيش للجيش ومبان توجد بها قوات أمنية وميليشيا موالية للحكومة.
وقال حسام عز الدين، عضو منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان، لـ'رويترز' من درعا، إن قصف الجيش بدأ وقت الفجر تقريبا وبعد ذلك حدث تبادل لإطلاق النار.
وأضاف: 'درعا تستعيد دورها في الانتفاضة، حيث تم استئناف المظاهرات، والجيش
السوري الحر الذي يضم جنودا منشقين يوفر الأمن للاحتجاجات في بعض أجزاء المدينة'.
عملية عسكرية متواصلة على حمصوفي حمص، واصل الجيش قصفه المدفعي حي بابا عمرو ما أدى إلى انهيار عدد من المنازل.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري في حمص لليوم الثالث عشر على التوالي، أسفرت مقتل أكثر من 678 شخصاً بينهم عوائل وأطفال في ثلاث مجازر شهدتها أحياء بابا عمرو والخالدية وحي السبيل، فيما تعيش المدينة أوضاعاً كارثية.
وأوضحت الهيئة أن القصف المتواصل على المدينة ومحيطها خلّف مقتل 670 شخصاً معظمهم في بابا عمرو منذ 4 فبراير/شباط الجاري وحتى الثلاثاء الماضي، فيما سقط أربعة قتلى أمس واثنان آخران صباح اليوم الخميس جراء القصف.
وأضافت الهيئة أن من بين الضحايا 68 طفلاً توفي بعضهم جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المشافي، كما لقيت أكثر 43 امرأة حتفها جراء القصف.
وأكد شهود عيان أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استعملت المروحيات، وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في قصفها الأحياء، ما أدى إلى تهدم عشرات المباني بالكامل.
وبحسب نشطاء، فإن مدينة حمص تشهد أوضاعاً كارثية جراء الحصار الخانق من قبل قوات الجيش السوري، ما خلّف نقصا حادا في المواد الطبية والغذائية وقطع الاتصالات، مشيرين إلى توقف الحياة بشكل كامل مع استمرار القصف.
17/02/2012
حمص تتحدّى الحصار بالحمام الزاجل
بيروت ــــ أ.ف.ب ــــ يلجأ الناشطون في حمص الى وسائل عفا عليها الزمن للتواصل، في ظل انقطاع وسائل الاتصال الحديثة عن مدينتهم، مستخدمين الحمام الزاجل بين مختلف احياء هذه المدينة التي قطع اوصالها القصف.
وتظهر مقاطع بثها ناشطون على الانترنت اخيرا شابا يعتلي سطح منزل، ويطلق حمامة قائلا «الله معك، ان شاء الله (تصلين) الى حي بابا عمرو».
وقد ربط هذا الناشط المقيم في حي باب السباع، ورقة في ساق الحمامة كتب عليها «نرجو اعلامنا بما تحتاجون من اغاثات وادوية وطعام»، آملا في ان تصل الى بابا عمرو. وتضيف الرسالة «ان شاء الله سوف نوصلها (المساعدات) اليكم في بابا عمرو».
ويؤكد ناشطون ان حمص تحولت إلى «سجن كبير». وفي ظل هذا الحصار تردهم انباء عن الوضع الانساني المزري في عدد من الاحياء، حيث يضطر الأهالي الى ترطيب الخبز اليابس بالماء لإطعام اولادهم.
كما يقوم الناشطون بارسال اسماء «الشهداء»، ليصار الى نشرها عبر الاعلام.
17/02/2012
«بابا عمرو» المحرر.. دولة داخل دولة
لوموند- جوناتان ليتل *
قال لي أحد عناصر الجيش السوري الحر، الذي يراقب حي بابا عمرو في حمص باهتمام شديد، إن «بابا عمرو دولة داخل دولة».
هذا الجندي الوسيم، صاحب العينين اللامعتين، ويكتفي بالتعريف عن نفسه برمز «ب»، متدين وملتزم بالصلاة والصوم منذ التحاقه بالجيش الحر في ديسمبر 2011. وهو في الأصل مدني من حلب، صدمته المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد، فقرر حمل السلاح.
يقول «ب» إن قناعته تأكدت قبل تاريخ 4 فبراير، وهو اليوم الذي ارتكب فيه الجيش السوري- الذي يسميه المعارضون بـ«الجيش الأسدي»- مجزرته في حمص.
بابا عمرو حي شعبي، لا مكان للطبقة البرجوازية في هذا المكان، فأقدام هؤلاء لا تطأ هذه الأرض حتى في الأيام العادية. أغلبية الأبنية تتكون من 4 أو 5 طوابق، وكثير منها غير مكتمل التجهيز. إنها بنايات مكتظة، وتصطف الواحدة تلو الأخرى على جانبي الشوارع الضيقة. وفي زوايا هذه الشوارع كان هناك عدد من باعة الفول، وكثير من الأولاد يرتدون أوشحة وقبعات تحمل الألوان الأسود والأبيض والأخضر، نسجتها أمهاتهم، أو قبعات زرقاء وبرتقالية، وهي ألوان الثورة وفريق الكرامة (فريق حمص لكرة القدم).
صناديق الموتى
أمام مسجد جيلاني، كانت صناديق الموتى الفارغة مكدسة الواحد على الآخر- استعدادا لنقل أي جثمان شهيد يسقط- وقبران حفرا للحالات الطارئة. الجو بارد جدا، والرطوبة لا تطاق. كانت السماء رمادية، والضباب يخيم على المكان، وما كنت أرى سوى المآذن وجزءا من واجهة البنايات، لا صوت يعلو هنا سوى صوت المآذن، أو أزيز الرصاص يلعلع.
هنا، يتعلق الأمر بجبهة حقيقية، فآثار القصف واضحة على كل المعالم. في الغرب، والحي شبه مقفر من المدنيين، جدران الشقق والحدائق ،كانت كلها مثقوبة، حتى يتمكن المقاتلون من الانتقال بسهولة، وأما مقر القيادة الذي يديره الضابط حسن، فيقع على طريق واسع نوعا ما. غالبا ما يتناول هؤلاء الجنود الشاي على حافة الطريق، رغم خطورة الوضع الأمني.
استيقظنا ذات صباح على وقع طلقات نارية، وفجأة دخل جنود إلى الشقة وايقظوا البقية، ثم تزودوا بالسلاح في غرفة أخرى تستخدم كمخزن. تبعناهم إلى مقر القيادة، ومن ثم إلى شارع تقع فيه بنايات كثيرة، حيث صعدنا إلى إحداها.
شرح لي أحدهم الوضع، قائلا «القناص في البناية التي توجد في الجهة المقابلة أصاب 4 مدنيين حتى الآن، والجيش الحر يحاول السيطرة عليه». استمرت العملية 4 ساعات، وكنا ننتقل خلال هذه الفترة من شقة إلى أخرى لمراقبة الوضع.
الجيش النظامي يتموقع على بعد 200 أو 400 متر فقط، ونحن نرى متاريسه الرملية بوضوح، ونسمع صوت الطلقة لحظة إطلاقها، وكذلك قذائف الآر. بي. جي.
لأجل الأهل
ويقول المقاتلون إن حماية المدنيين هدف مهمتهم. ويقول الملازم الأول عبد الرزاق طلاس أحد قادة كتيبة الفاروق، الذي يعد أول ضابط سوري انشق عن الجيش السوري في يونيو الماضي «من حيث المبدأ، على الجيش أن يكون محايدا، نحن هنا لحماية الشعب والأمة، لكن الجيش النظامي يفعل العكس».
وأما «ب»، المتطوع القادم من حلب، والذي يردد على مسامع زملائه كل ليلة مقاطع من القصائد العربية الكلاسيكية، فأكثر عاطفية من قائده، إذ يقول «نحن نقاتل من أجل ديننا ونسائنا وأرضنا، وهم يقاتلون فقط من أجل أنفسهم».
غالبية المنشقين شاركوا في عمليات قمع قبل فرارهم، وقلة منهم مستعدون للاعتراف بقتل مدنيين. يقول الجميع إنهم كانوا يطلقون النار في الهواء، لكن اشمئزازهم مما أُجبروا على فعله وشعورهم بالذنب واضح تماما. وشهادة هذا العسكري السابق الذي التقينا به، فتنطبق على الجميع، إذ يعترف «أخذونا لقتل عصابات مسلحة، قالوا لنا الذخيرة لا قيمة لها، أطلقوا النار، واقتلوا ما استطعتم».
فخلال لقاءات جمعتنا بضباط الجيش السوري الحر، كانت تردهم معلومات واضحة ومفصلة من قبل ضباط عن انشقاقات متتالية وواسعة من داخل الجيش النظامي، كما كانوا يتلقون أيضا المال أو أسلحة وذخيرة.
شرح لي الملازم الأول طلاس كيف حاول أن ينسق مع ضباط ذخيرة آخرين في فرقتين وكتيبة في مايو الماضي «كنا على أهبة الاستعداد، لكن الآخرين تراجعوا خوفا، لهذا السبب يطالب الجميع بإقامة منطقة حظر جوي». وهذا مطلب فاجأ الغرب، لأن بشار الأسد وعكس القذافي، لم يستعمل بعد طيرانه ضد المدنيين، وفي هذه النقطة يقول طلاس «إذا ما حصلنا على منطقة حظر جوي، سينشق نصف الجيش وينتهي النظام». ويقول الضابط أبوعمار «إنه جيش لصوص، لا يلتحق إلا الفقراء، إنه جيش يفتقد الكفاءة، ولا وظيفة له سوى دعم الطائفة العلوية».
في الجيش الحر توجد أقلية من العلويين، وقد التقيت أحدهم ويدعى فاضل. سألته عن الأوضاع فأجاب «حين رأيت الجيش يقتل المدنيين، قلت في نفسي لست معهم أنا مع الشعب، ليس لأني علوي، سأكون مع العلويين، لا، إذا كانوا يسيئون للغير، سأحاول فعل الأحسن».
كثيرون ينتقدون لجوء الجيش الحر لاختيار أسماء مذهبية. ويتساءل «م» عن جدواها. وفي خضم هذه الثورة، توجد أيضا محاولة أخرى لصبغها بطابع الجهاد، وهذا من دون شك أكبر خطر يواجه الجيش السوري الحر، لأن هذه النقطة تشكل محور لعبة الأسد.
هذه الحجة لم تؤثر في ضباط الجيش الحر، لكن طلاس يقول «إذا ما استمرت الأوضاع وتخلى عنا العالم سنضطر لإعلان الجهاد». وهذا الضابط السوري الشاب لا يعرف العالم الخارجي، ولا يدرك منطقه ولا القيود التي عليه أن يلتزم بها، لذلك تراه يدعو قوات الناتو إلى التدخل.
الآلاف يتظاهرون في جمعة «المقاومة الشعبية» رغم الحصار والعمليات العسكرية قتلى في دمشق.. وتظاهرات قرب محيط مقر رئاسة الوزراء
تظاهرة نظمها سوريون ومصريون أمام السفارة السورية في القاهرة ضد ممارسات نظام الأسد بحق المدنيين، ونظمت تظاهرات مماثلة في كل من لبنان والعراق وغزة (رويترز)
دمشق - أ ف ب، رويترز، يو بي أي- سقط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في دمشق أمس برصاص أطلقته قوات الأمن السورية على تظاهرة حاشدة خرجت في حي المزة، تلبية لدعوة المعارضة بإحياء «جمعة المقاومة الشعبية بداية المرحلة»، مما يضفي على حركة الاحتجاجات المستمرة منذ مارس الماضي، والمطالبة بالديموقراطية وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بعدا جديدا ومهما على صعيد تطور الانتفاضة السورية.
وبينما كانت هذه القوات تتصدى بالنيران الحية لتظاهرات مماثلة خرجت في عموم أنحاء من سوريا، رغم الانتشار الأمني الكثيف والتهديدات. وتحصد أكثر من 26 قتيلا وعشرات الجرحى، معظمهم سقطوا نتيجة تواصل العمليات العسكرية والقصف على مدن وبلدات عدة - خصوصا درعا وحمص-، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن خطوات الإصلاح تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار الى البلاد، وذلك عقب استقباله الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية أطلقت النار على تظاهرات خرجت في أحياء متفرقة من منطقة المزة (وسط دمشق)، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين- عرف منهم الشاب حسام الأصفر، وإصابة العشرات، بعضهم جراحهم حرجة.
وكانت أبرز التظاهرات تلك التي خرجت بعد صلاة الجمعة في أحياء المزة والفاروق والشيخ سعد، تصدت لها قوات الأمن وعناصر الشبيحة بالنيران الحية والغازات المسيلة للدموع والقنابل الدخانية. كما خرجت تظاهرات مماثلة في حي الإخلاص (الملاصق لمقر رئاسة مجلس الوزراء)، وعلى أتوستراد المزة.
واضاف اتحاد تنسيقيات الثورة أن «قوات الأمن تلاحق المتظاهرين بين الحارات لاعتقال أكبر عدد منهم، وقد كثفت انتشارها الأمني وحواجزها العسكرية، خصوصا في أحياء المصطفى والإخلاص والفاروق، وفي محيط المساجد، خصوصا جامع المهايني (جامع المزة الكبير)، ومحيط مشفى الرازي والمزة القديمة».
كذلك خرجت تظاهرات تندد بهمجية النظام، وتطالب باسقاط الأسد من جامع برزة الكبير وجامع السلام، وفي برزة وعسال الورد وكفرسوسة، بينما شهد حي القابون انتشارا أمنيا كثيفا، بعدما اجتاحته المدرعات والآليات العسكرية.
وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في دوما وكفربطنا وعرطوز، بينما شيعت بلدة يبرود مواطنا قتل بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.
مجزرة في درعا
وفي درعا (جنوب) خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة داعل «ضمت أكثر من عشرة آلاف متظاهر» للمطالبة باسقاط النظام. كما خرجت تظاهرات في بلدات الحراك وخربة غزالة والكرك وجاسم ونمر والحارة وإنخل وسط اطلاق نار أدى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
وكان المرصد السوري أبدى تخوفه من أن تكون قوات الأمن قد ارتكبت (الاربعاء) «مجزرة لم تتضح معالمها» في بلدة درعا، مطالبا بالكشف الفوري عن مصير عشرات المواطنين المحاصرين في هذه البلدة.
وقال المرصد «إن القوات السورية لاحقت بعض الأهالي الذين فروا الى وادي سحم الجولان (ريف درعا) خوفا من آليات عسكرية ثقيلة اقتحمت البلدة ناشرة الرعب والذعر بين أهاليها».
واضاف البيان «ان القوات حاصرتهم في تلك المنطقة، حيث كانت تتوارى عشرات العناصر المنشقة قبل انسحابها خوفا على حياة الأهالي، لتقوم القوات النظامية بارتكاب مجزرة بحقهم لم تتضح معالمها بعد».
ونقل المرصد عن شهود من البلدة أن «الأمن أطلق قنابل دخانية غير معروفة، يعتقد بأنها سامة، فقام السكان بخلع ملابسهم لحماية أنفسهم من الاختناق، وأطلقت النار عليهم ورمتهم في سيارات تابعة لها.. ومصيرهم لا يزال مجهولا». كما لفت الى ان «12 من عناصر الامن اعدموا ميدانيا لرفضهم اطلاق النار».
حمص ترزح تحت البؤس
وفي ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرات في معرة النعمان وبنش، بينما تعرضت حمص لأعنف قصف من 14 يوما، أسفر عن سقوط 5 شهداء في حي بابا عمرو، و4 في حي الخالدية.
وأكد سكان وناشطون وأطباء أن الأزمة الإنسانية تتفاقم في حمص، حيث تعزل الآلة العسكرية الآلاف عن العالم الخارجي، فكل وسائل الاتصالات مقطوعة تماما، وكذلك الكهرباء والماء، بينما يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية. ووصف أحد العاملين في مجال الإغاثة الوضع بأنه صورة مجردة للبؤس، ولكل ما قد يهين الكرامة البشرية.
18/02/2012
بان كي مون: مستعدون لتحمل المسؤولية إدانة أممية قوية للقمع تثبت عزلة الأسد وروسيا والصين
نيويورك - أ ف ب، رويترز، د ب أ - زادت الجمعية العامة للأمم المتحدة الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد يوم الخميس بالموافقة بأغلبية ساحقة على قرار يدعم خطة للجامعة العربية تدعوه الى التنحي. دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار صدر (مساء الخميس) بأغلبية 137 دولة انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان، وأيدت بهذه الخطوة قرارات الجامعة العربية الخاصة بالأزمة السورية، والداعية لتنحي الرئيس بشار الأسد. يأتي ذلك بينما تعمل فرنسا على مشروع قرار في مجلس الأمن يضمن إقامة ممرات إنسانية في سوريا، وفي وقت أعلنت روسيا استعدادها للبحث عن «معادلة مقبولة» للأزمة السورية في إطار الأمم المتحدة.
وقد اعتبر عدد من الدبلوماسيين والمحللين أن القرار بأغلبية ساحقة «يرسل بثلاث رسائل قوية الى كل من: الشعب السوري بأن المجتمع الدولي لن يخذله، والى نظام الأسد بأنه معزول والمجتمع الدولي لن يستريح حتى يحاسبه، والى كل من روسيا والصين بأنهما لم تكونا يوما معزولتين مثلما أصبحتا بعد الفيتو المزدوج الذي مارستاه مرتين، لمنع اتخاذ قرار ضد نظام الأسد.
حصل القرار- وهو مشابه لمشروع قرار أحبطه فيتو روسي صيني في مجلس الأمن في الرابع من فبراير الجاري- على تأييد 137 من اصل 193 عضوا، وعارض 12 عضوا- بينها روسيا والصين وكوبا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا-، وامتنع 17، رغم أن ثلاثة وفود قالت إن تصويتها لم يظهر على اللوحة الالكترونية لإحصاء الأصوات.
ويطالب القرار الحكومة السورية بوضع حد لهجماتها على السكان المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان انتقال ديموقراطي في سوريا، ويوصي بتعيين موفد خاص للامم المتحدة الى سوريا. ولهذا القرار بعد رمزي، خصوصا كون الجمعية العامة هيئة استشارية لا يتمتع اي عضو فيها بحق الفيتو.
صوت واحد
وعلى إثر صدور القرار، دعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون «السلطات السورية للإصغاء الى نداء المجتمع الدولي، والى صوت الشعب السوري». وقال «من الضروري أن يتحدث العالم بصوت واحد لإنهاء إهراق الدماء، ولمضاعفة الجهود لمعالجة هذه الأزمة سلميا (...) هذا ما قامت به الجمعية العامة اليوم».
وأبدى الأمين العام «استعداده لتحمل مسؤولياته، الأمر الذي يطلبه القرار»، مؤكدا انه «سيعمل في شكل وثيق مع الجامعة العربية» في محاولة لحل هذه الأزمة.
قرار الجمعية العامة
مطالبة الحكومة السورية بوضع حد لهجماتها على السكان المدنيين، وللانتهاكات العامة والمنهجية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
إدانة «كل أعمال العنف مهما كان مصدرها»، سواء النظام أو المعارضة المسلحة.
«محاسبة» المسؤولين عن جرائم مفترضة ضد الإنسانية «على أفعالهم».
مطالبة كل الأطراف، بمن فيهم المجموعات المسلحة، أن يضعوا حدا فوريا لكل أعمال العنف أو الانتقام.
تأييد «من دون تحفظ» لخطة الجامعة العربية التي تلحظ انتقالا نحو «نظام سياسي ديموقراطي وتعددي» في سوريا.
تعيين موفد خاص إلى سوريا.
توفير «مساعدة تقنية ومادية» للجهود التي تبذلها الجامعة العربية لتسوية الأزمة.
الخليجي: قرار تاريخي
الرياض- أ ش أ- أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصف الموافقة الدولية بأنها «قرار تاريخي» يؤكد رفض المجتمع الدولي للانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب السوري الشقيق، وكشف عزلة النظام السوري دوليا. وقال الزياني إن موافقة 137 دولة تمثل دعما كبيرا للجهود المخلصة التي بذلتها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، يوقف نزيف الدم وينهي العنف ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، مضيفا أنها «رسالة بالغة الدلالة تؤكد دعم المجتمع الدولي للشعب السوري ومطالبه المشروعة، وإدانته للعنف وللانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وسفك للدماء».
روسيا: «أصدقاء سوريا» مجموعة هواة
موسكو- يو بي أي- وصف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بغدانوف، أمس، «مجموعة أصدقاء سوريا» بأنها مجموعة «هواة» هدفهم التدخل في سوريا بما في ذلك عسكرياً في انتهاك للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.
وقال بغدانوف خلال مؤتمر الشرق الأوسط التابع لمنتدى فالداي الدولي للحوار في سوتشي الروسية، «للأسف، مررنا بهذه الحالة قبل ذلك في ليبيا، وتجربتنا لا يمكن اعتبارها إيجابية». وأضاف «برأيي، إن تشكيل هذا النوع من مجموعات «الهواة» الذين هدفهم التدخل، بما في ذلك عسكرياً، في أراضي دولة ذات سيادة، يتعارض مع معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». وتابع إن الاقتراح الروسي بإجراء مفاوضات بين ممثلي السلطات السورية والمعارضة في موسكو يبقى مطروحاً رغم «رد الفعل الأولي السلبي لممثلي بعض مجموعات المعارضة، وعلى الأخص المجلس الوطني السوري».
حربيتان إيرانيتان إلى سواحل طرطوس.. وطائرات أميركية بلا طيار تراقب الأحداث حراك دمشق ضد الأسد يلامس جدران القصر الجمهوري
جثة الشهيد حسين الأصفر الذي سقط مع 4 اخرين برصاص قوات الأمن في حي المزة في دمشق الجمعة (أ ف ب)
دمشق، طهران، واشنطن- القبس، أ ف ب، رويترز
تطورات بارزة طرأت على المشهد السوري الميداني أمس: فقد شهدت العاصمة دمشق، ولليوم الثاني على التوالي، حراكا غير مسبوق تمثل بتجمعات حاشدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وصلت الى محيط القصر الجمهوري، فيما كانت البحرية الإيرانية تؤكد وصول سفينتين حربيتين الى ميناء طرطوس. وتزامن ذلك مع تقرير لوزارة الدفاع الأميركية يقول إن عددا من الطائرات الأميركية من دون طيار تحلق فوق سوريا لرصد هجمات الجيش السوري ضد المعارضة والمدنيين.
وفي هذا الخصوص علمت القبس من مصادر مقربة أن الفرقة 115 التابعة لسلاح الجو الاميركي وصلت إلى قاعدة قطر استعدادا لمهمة في المنطقة لم يكشف مضامينها بعد.
وفي تجاهل تام لإدانة الأمم المتحدة لقمع الانتفاضة الشعبية، وسعت كتائب الأسد عملياتها العسكرية على حمص (وسط) ودرعا (جنوب). ووسط التهديدات المتواصلة من قبل كتائب الأسد باجتياح أحياء في حمص- خصوصا بابا عمرو والخالدية- حذر رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون من نية النظام «ارتكاب جريمة كبرى في حمص». وأوضح في تصريح لقناة «الجزيرة» أن النظام «وزع كمامات واقية من الغازات السامة على جنوده في المدينة»، موضحا ان «ذلك يعد دليلا على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين في هذه المدينة».
من جهة ثانية، في انشقاق جماعي هو الأكبر وفق المعارضة، أدى أكثر من 2500 جندي قسم اليمين، وتعهدوا ببذل دمائهم وأرواحهم في سبيل إسقاط نظام الأسد، وحماية المتظاهرين المدنيين.
عصيان دمشق
وكانت القبس ذكرت في عددها أمس ان أحياء عدة من دمشق شاركت بالآلاف في تظاهرات «جمعة المقاومة الشعبية»، وتصدت لهم قوات الأمن بالرصاص الحي ما أوقع خمسة قتلى. وهذا يشكل نقلة نوعية في الحراك الشعبي ضد نظام الأسد، لا سيما أن حشود المحتشدين تجمعت في حي المزة الذي يطل عليه القصر الجمهوري ومقر رئاسة الوزراء، وعدد كبير من الهيئات الحكومية والسفارات، وحي «الحميدية» الذي يقع بالقرب من الجامع الأموي، وفي أحياء القدم والحجر الأسود وكفر سوسة وبرزة.
ومن شأن هذه التطورات أن تزيد من تفاقم مخاوف النظام السوري، وهذا ما يجعل قوات الأمن تتصدى بكل قوتها لأي تجمع في العاصمة. فقد بثت لقطات فيديو تظهر جموعا- قدرت بالآلاف- في وسط حي المزة وهم يشاركون في تشييع جنازة ثلاثة من القتلى الخمسة الذين سقطوا الجمعة برصاص الأمن. وقد سارعت قوات الأمن لتفريق هذه الجموع باستخدام الرصاص الحي وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية، ما أدى الى مقتل 3 مواطنين وإصابة عدد كبير بجراح بينهم امرأة، كما أصيب كثيرون بحالات اختناق وإغماءات.
وعلى ضوء هذه التطورات، دعت المعارضة السورية سكان دمشق الى «العصيان» اليوم. وكتب ناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على فيسبوك «19 فبراير عصيان دمشق». وأضافوا في دعوتهم «دماء الشهداء تناديكم».
الحربية الإيرانية
في الأثناء، قال القائد الأعلى للبحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري إن سيفنتين حربيتين وصلتا إلى ميناء طرطوس السوري، بعد عبورهما قناة السويس. وأكدت مصادر في هيئة قناة السويس المصرية ان سفينة الإمداد «خارك» والمدمرة «الشهيد قندي» التابعتين للقوة البحرية في الجيش الإيراني عبرتا مساء الخميس القناة ضمن قافلة الشمال إلى البحر المتوسط وسط إجراءات تأمينية مشددة، من بينها إيقاف الصيد وتعطيل حركة المعديات وكوبري السلام في طريقهما الى سوريا، وذلك بعد الحصول على موافقة السلطات المصرية.
ولم يعط الأميرال الإيراني تفاصيل عن عدد وطبيعة أو مهمة السفن، مكتفيا بالقول إن هذه العملية تهدف خصوصا الى «إظهار قوة جمهورية إيران الإسلامية».
وكانت ايران قد اتفقت مع سوريا العام الماضي على التعاون في مجال التدريب البحري، كما سبق أن عبرت سفينتان إيرانيتان (خارك والوند) قناة السويس في 17 فبراير 2011 في أول عبور لبوارج إيرانية من القناة منذ الثورة الإيرانية.
وسارعت مسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، طلبت عدم كشف هويتها، للقول «سنتابع عن كثب تنقل السفينتين للتحقق من انهما لن تقتربا من سواحلنا»، رافضة إعطاء مزيد من التفاصيل.
مراقبة أميركية
من جهة ثانية، نقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية عن مسؤولين أميركيين في مجال الدفاع، طلبوا التكتم على هوياتهم، قولهم إن «عددا كبيرا» من الطائرات الأميركية بلا طيار وأجهزة الاستخبارات الأميركية تحلق فوق سوريا لمتابعة الهجمات التي تشنها قوات النظام على المعارضة والمدنيين.
وتأمل الحكومة الاميركية في استخدام هذه المراقبة الجوية واعتراض اتصالات الحكومة السورية وعسكرييها لدعم حجتها في شأن رد دولي على سوريا، كما اضافت الشبكة. وأوضحت أن مناقشات أجريت في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون حول احتمال القيام بمهمات إنسانية في سوريا.
حي المزة.. مربع أمني
يعتبر حي المزة في وسط دمشق من الأحياء الأمنية بامتياز، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر فيه فروع مقار المخابرات الجوية حيث يجري احتجاز المتظاهرين وتعذيبهم، وكذلك فروع المخابرات العسكرية التي يتم فيها سجن وتعذيب العناصر العسكرية التي ترفض الانصياع لقرار إطلاق النار على المتظاهرين.
وتوجد في الحي أيضا الكثير من المقار الدبلوماسية، والمباني الحكومية والسفارات، وكذلك بعض مقار الصحف المحلية، مما يجعل امتداد التظاهرات إليه نقلة نوعية.
تسلسل أحداث المزة
دعت مساجد المزة في الساعة السابعة والنصف صباحا لتشييع الشهداء .
قطع التيار الكهربائي عن الحي الذي يقطنه قرابة الـ 400 ألف نسمة·
النداء الأول جاء من مسجد المصطفى·
النعوش توجهت من شارع الشيخ سعد باتجاه الجامع الكبير·
الصلاة على الشهداء في جامع المسجد الكبير·
إطلاق نار كثيف قرب مقبرة المزة من خلف الفرن الآلي·
عودة التيار الكهربائي·
استشهاد شابين وإصابة امرأة بالرأس·
إطلاق قنابل صوتية ودخانية وانفجارات متكررة·
حملة اعتقالات واسعة.
سقوط شهيد ثالث.
نشطاء إيرانيون يتضامنون مع المعارضة
بعث 160 من النشطاء السياسيين الإيرانيين رسالة الى المجلس الوطني السوري عبروا فيها عن تقديرهم لحراك المعارضة السورية وتضامنهم مع المحتجين . كما عبروا عن {سرورهم لقدرة المناضلين السوريين على التفريق بين الشعب الإيراني ونظام طهران}.
19/02/2012
علويون لـ«إندبندنت»: القضية حياتي مقابل حياتك
لندن ــــــ أ.ش.أ ــــــ ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أمس، أن عددا من المنتمين إلى الأقلية العلوية في سوريا يفرّون من منازلهم والاختباء خشية من عمليات انتقام، في ظل سقوط كثير من المدن السورية تحت سيطرة المعارضة.
وحذّرت الصحيفة من مغبة ما وصفته بـ«تصدعات طائفية»، ونقلت عن إحدى المنتميات للطائفة العلوية، تدعى وفاء أحمد، على سؤال يتعلق بالمجزرة الذي يرتكبها النظام في حمص، قولها وهي في حالة من البكاء والذعر: «إنها قضية وجود.. حياتي مقابل حياتك.. لذلك فإنني على اتم استعداد على أن يتم تسليحي وأن أقتل، اذا ما سيضع هذا الخيار حدّاً لما يحدث حاليا».
19/02/2012
الثورة السورية.. المقاومة بالفرح والغناء أيضا
جوناثان ليتل (لوموند)
تتميز الحياة اليومية في سوريا منذ 11 شهرا بتنظيم التظاهرات، أهمها وأكبرها تلك التي تنظم أيام الجُمع. تبدأ مباشرة بعد صلاة الظهر: تكبير المساجد، المتظاهرون يتوافدون من الأحياء المجاورة، يتجمعون في نقطة محددة، يتكون الموكب ويبدأ المسير، البعض يرفع شعارات تندد بالنظام، وآخرون صور الشهداء. وعند مفترق الطرق يرابط جنود الجيش السوري الحر لتأمين الحماية.
صعدت إلى سطح أحد المنازل، مع نشطاء كانوا يقومون بتصوير التظاهرات، لأتمكن من تقدير العدد: «حوالي 3 آلاف شخص»،
قال لي رجل عجوز، وأضاف «لو انهم لا يطلقون النار، لخرجت كل حمص الى الشارع».
متحف للرعب
وسط التظاهرة، شكّل عدد من الشباب حلقة، تأبّط كل واحد منهم ذراع الآخر، وبدأوا في الرقص على إيقاع الطبول والأغاني الثورية. وفي الجانب الآخر، وقفت مجموعة من النسوة يرتدين خمارات امتزج فيها الأبيض والوردي والأسود، وكانت غالبيتهن يحملن رضعا وبالونات ويزغردن طوال الوقت، ويرددن شعارات مناهضة للنظام. على الشرفات رُفعت اليافطات. إنه جو مجنون يجمع بين الفرحة الممزوجة بالخوف والتشاؤم.
حين انتهت التظاهرة، تجمّع العشرات من الشباب حولي، كانوا يحاولون إطلاعي على الوضع. كان كل واحد منهم يظهر لي آثار الضرب وحروق الكهرباء وآثار الرصاص أو شظايا الصواريخ. شقيق أحدهم قتل برصاص قناص، ووالدة آخر لقيت حتفها في انفجار. كان الجميع يريدون أن يحكوا كل شيء، فجأة شعروا بالاضطراب، بعد أن بدأت هواتفهم النقالة ترن «انظر.. انظر..» إنها جثة تحمل اثار تعذيب، وأخرى جمجمتها مهشمة.. حيثما اتجهت الأمر نفسه.
في مستشفى الطوارئ في الخالدية شاهدت فيديو على هاتف إحدى الممرضات، وفيه يظهر جريح ممدد على الأرض وطبيب يحاول إسعافه. كان سائق تاكسي أصيب برصاصة في وجهه سببت له نزيفا حادا. كان دماغه على الأرض.
انتقلت الممرضة إلى فيديو ثان، وثالث.. كل هاتف في حمص هو متحف للرعب.
في زوايا الساحة الرئيسية لمدينة حمص توجد لوحة خشبية طليت بالأبيض والأسود، وعلقت عليها صور شهداء حقبة الاستعمار الفرنسي. وفي 3 فبراير الجاري شهدت هذه الساحة نفسها مجزرة راح ضحيتها 150 شخصا بفعل قصف دبابات جيش بشار الأسد.
الشعارات توحد المحتجين: «المجلس الوطني السوري يجمعنا والعصابات تفرقنا»، و«لم نثر ضد العلويين ولا المسيحيين، واحد واحد، الشعب السوري واحد»، و«إدلب، نحن معك، تلبيسة نحن معك، الرستن نحن معك حتى الموت».
كان الطفل محمود (10 سنوات) يغني وسط المتظاهرين ـــ محمولا على كتف رجل ـــ أغنية الشاعر الراحل إبراهيم قاشوش «إرحل با بشار».
التظاهرات ليست متنفسا فقط، أو مكانا يروح فيه الناس عن أنفسهم، بل وتمنح المشاركين طاقة وشجاعة استثنائيتين تساعدهم على الصمود والاستمرار رغم كل الصعاب والمخاطر والأحزان. التظاهر يولّد طاقة، يمتصها كل مشارك فيها، ولهذا نرى بعضهم يغني أو يرقص.
الثورة السورية فريدة من نوعها ونادرة، وأحد أسرار صمودها شجاعة الثوار وروح الفرح والغناء والرقص.
صوتي.. سلاحي
في أحد أحياء حمص القديمة، تطرق إمام المسجد في خطبة جمعة 27 يناير الماضي، الى سيرة الصحابة، وعلى الخصوص أبو بكر الصديق، ليحض على التضامن والاتحاد. تحدث عن شهداء الحي، وقال: «الله أكبر، كل دم سال هو دمنا، كل الأرواح التي قتلت هي أرواح أبنائنا، ونقول لمن يضطهدنا ويفرّط بأرواحنا إن النصر حليفنا مهما فعلتم».
تمنع المخابرات وأجهزة الأمن التابعة للدولة أيا كان من زيارة الأحياء العلوية والمسيحية، لذلك وللأسف لم تسنح لي الفرصة للحكم على الأوضاع هناك.
تقف وراء المقاومة المدنية طبقة من النشطاء. ففي حي البياضة، وهو حي فقير جدا، اصطحبني الناشط أبو عمر ليريني آثار القصف والدمار وأين يتمركز القناصة، وكيف يضطر الأهالي لقطع أشجار الزيتون للتدفئة.
هناك التقيت فتى وسيما في الـ17 من عمره، كان يرتدي لباسا رياضيا أزرقا، قال لزميلي المصور ماني: «اعتقلوا أبي وأخي وقتلوا والدتي، حاولوا اعتقالي، سيقتلونني حتما، كل هذا لأني أخرج وأقول: أنا لا أحب بشار الأسد».
هذا المراهق هو من يحرك التظاهرات المحلية، يقول: «سلاحي الوحيد هو صوتي». يغني هذا الشاب للثورة وأما رفيقه فيحمل طبلا، فيما كان الأطفال يرددون لازمة الأغنية.
يغني هؤلاء ليلا ونهارا، لكن الخطر يحدق بهم. ففي تلك الليلة حضرنا تظاهرة في المدينة القديمة، حيث أصيب قائدها ابو أنس، على مستوى الصدر، بقذيفة انطلقت من سيارة مدرعة، لكن لحسن حظه نجا بأعجوبة.
الشاب أبو بلال، الذي قادنا إلى تلك التظاهرة، كان ينوي تقديم مداخلة عبر قناة «الجزيرة»، لكن تطور الأوضاع حال دون ذلك. إنه ناشط في مجال الإعلام، وواحد من أولئك الذين يحملون على عاتقهم مهمة نقل الوقائع الى الرأي العام.
أقمنا عدة أيام مع أبو بلال وأصدقائه في بيت سرّي، على بعد بضعة مئات الأمتار من قلعة حمص، حيث تعسكر قوات النظام لتطلق رشاشاتها باستمرار. كنا في كل صباح ننتقل في سيارة مع عضوين أو ثلاثة من هذا الفريق، الذين يتحدّون القناصة ويذهبون لتصوير الجنائز والجرحى والقتلى. ويعدّ عمر تلاوي من باب السباع أشهرهم، إنه يظهر على هذه الفيديوهات مكشوف الوجه، يلف رقبته بوشاح يحمل ألوان الثورة، حين تسقط ضحية، ليروي ظروف القتل وتاريخه ومكانه.
في المساء، يجلس عمر وأبو بلال وآخرون وراء حواسيبهم المحمولة، يرتبطون بشبكة الانترنت، ويقومون ببث ما صوروا على «اليوتيوب»، ويتواصلون مع القنوات الفضائية وأغلبها عربية، فوسائل الإعلام الغربية نادرا ما تعتمد على هذه المصادر، فهي تعتبر هذه الأفلام غير موثقة لعدم وجود مراسلين لها في أرض الميدان. رغم أن هذه الصور والأفلام ــ وبعضها يهزّ الأبدان بسبب ما تحتويه من صور ومشاهد فظيعة ــ يمثل عملا إعلاميا لا يقدر بثمن، ذلك أن من يصورونها يخاطرون بحياتهم. وقد قال لي الناشط أبو سليمان: «آباؤنا عانوا من الضغط، ونحن كسرنا جدار الخوف.. إما ننتصر أو نموت».
حمص تنزف بلا دواء.. حماة ودرعا معزولتان.. وريف العاصمة منطقة منكوبة دمشق تتحدى {القبضة الحديدية}.. وتتابع هتافاتها بإسقاط النظام
مواطن سوري من المعارضة يخط على أحد جدران حي باب شرقي (وسط دمشق) شعار {يسقط بشار} (رويترز)
دمشق- رويترز، أ ف ب، د ب أ- عشية الاستفتاء المزمع عقده في الـ26 من فبراير الجاري على دستور جديد للبلاد، يواصل نظام الرئيس السوري بشار الأسد تشديد قبضته الأمنية وعملياته العسكرية ضد المدن والبلدات التي تشهد احتجاجات ضده. ففي دمشق، عززت قوات الأمن والجيش والاستخبارات وميليشيا الشبيحة قبضتها الحديدية لليوم الرابع على التوالي، لكنها لم تحل دون خروج تظاهرة طلابية في المزة والهتاف بالصوت العالي بسقوط النظام. وفي حين بقيت حماة ودرعا معزولتين عن العالم الخارجي، ارتفعت أصوات تدعو الى إجلاء النساء والأطفال من بعض أحياء حمص بسبب تدهور الوضع المعيشي والإنساني هناك نتيجة القصف والحصار المتواصلين منذ أكثر من أسبوعين.
حمص كارثة إنسانية
فبعد 16 يوما من القصف المتواصل، تبدو حمص جرحا نازفا لا يندمل. وقد ارتفعت أصوات تدعو الى إجلاء النساء والأطفال بسبب تدهور الوضع المعيشي والانساني، فالسكان يعيشون وسط برد قارس وظروف مزرية، وكأنهم «ينتظرون الموت»، بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء والماء والكهرباء، بينما كتائب الأسد لا تظهر أي نية للتراجع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون والرفاعي تعرضت لقصف عنيف أوقع 14 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، فيما أكد ناشطون وشهود أن تعزيزات عسكرية في ثلاثة طوابير تحتوي على مدرعات تتوجه الى حمص، في إشارة واضحة على أن قوات النظام تستعد لاقتحام الأحياء السكنية التي تسيطر عليها المعارضة قبيل الاستفتاء المزمع عقده في الـ26 من فبراير الجاري على دستور جديد للبلاد.
حماة معزولة
وفي مدينة حماة، أقامت قوات الأمن والجيش والميليشيات التابعة للنظام عشرات من حواجز الطرق التي تعزل أحياء المدينة بعضها عن بعض. وذكر بيان للمعارضة ان «حماة معزولة عن العالم الخارجي. لا توجد خطوط هاتف أرضية أو شبكات للهواتف المحمولة ولا انترنت. وعمليات الاعتقال تجري من منزل لمنزل، وأحيانا بشكل متكرر في الحي نفسه».
وفي ريف حماة، توفي مواطن (35 عاما) متأثرا بجروح «أصيب بها خلال اقتحام القوات السورية للبلدة قبل أيام»، فيما تحدثت وكالة الأنباء (سانا) من جهتها عن مقتل ضابط برتبة مقدم وآخر برتبة رقيب واصابة عريف في الجيش بريف حماة.
في الوقت نفسه، صعدت القوات الحكومية من حملة الاعتقالات في مدينة درعا وسط إطلاق نار كثيف. كما شنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات طالت العشرات، وتم، بحسب المرصد، «إحراق منازل ومحال تجارية ودراجات نارية».
دمشق تتحدى
وفي العاصمة، أفيد عن تعزيز الوجود الأمني في بعض النقاط التي شهدت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غير مسبوقة، لا سيما في حي المزة بما فيها محيط السفارة الإيرانية ومستشفى الرازي.
وأفادت تنسيقيات دمشق وريفها عن «حملة مداهمات واعتقالات في المزة». وعن قطع الطرق المؤدية من العاصمة الى ريفها والعكس.
رغم ذلك، أفاد ناشطون من المزة بأن تظاهرة طلابية من خمسين شابا خرجت صباحا من جانب الجامع الشافعي وسارت باتجاه جسر الجوزة رافعين علم الاستقلال وهاتفين لإسقاط النظام، في تحد واضح للنظام وأجهزته الأمنية والاستخباراتية. كما سارت عدة تظاهرات «طيارة» في أحياء أخرى من دمشق.
في ريف دمشق، أفاد المرصد السوري عن «تعزيزات أمنية تضم حافلات وسيارات صغيرة» توجهت الى الزبداني ومضايا ورنكوس، ،وأيضا الى دوما حيث لقي مواطن حتفه برصاص قوات الأمن. وقد أعلن مجلس قيادة الثورة ريف دمشق «مناطق منكوبة».
21/02/2012
المعتقلة الأولى أكدت صحة الأنباء الجيش الحر يقبض على أول «شبيح» ترصده عدسات الثورة
الناشطة مروة الغميان والشبيح شادر الحلبي
أعلن عناصر من الجيش الحر في ريف دمشق القبض على «الشبيح» الذي ظهر في أول مقطع فيديو خلال الثورة، فيما أكدت الناشطة مروة الغميان التي أظهر مقطع الفيديو الاعتداء عليها بالضرب واعتقالها من قبل عنصر الأمن صحة الخبر، معربة عن سعادتها وامتنانها للجيش الحر. وأظهر مقطع فيديو، نشر على الانترنت، شخصا قال إنه رقيب أول في فرع المخابرات العامة مبرزاً هويته العسكرية.
واعترف شادي الجلبي بتكليفه من قبل المقدم محمد العبدالله، فرع المخابرات، بقمع تظاهرة خرجت أمام الجامع الأموي في 15 مارس الماضي، موعد انطلاق الثورة السورية واعتقال الناشطة مروة الغميان. وأضاف أنه كُلف بقمع المتظاهرين في مناطق دوما وحرستا والزبداني ومضايا (في ريف دمشق)، وقنص ما لا يقل عن 7 أشخاص.
ومن جهتها، أكدت الناشطة مروة الغميان، التي ظهرت في شريط الفيديو، صحة أنباء اعتقال «الشبيح»، وأوضحت أن الشخص الذي اعتقلته عناصر الجيش الحر في داريا هو ذاته الذي اعتدى عليها بالضرب والإهانات أثناء اعتقالها. وكتبت الغميان في صفحتها على الفيسبوك «لم أصدق عيني ولم أستطع قراءة الخبر مرة أخرى، لكنني سعيدة جدا لأن ذلك يعني بدء مرحلة المحاسبة لمرتكبي الجرائم».
21/02/2012
رئيس الأركان الأميركي: القاعدة ضالعة في أحداث سوريا والتدخل صعب للغاية
واشنطن-أ ف ب، يو بي أي- أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أمس، أن أي تدخل محتمل في سوريا سيكون «بالغ الصعوبة»، وكشف في الوقت نفسه عن مخاوف تعتري الولايات المتحدة إزاء تزويد المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بدعم عسكري وأسلحة، بسبب ما وصفه بـ«غموض» الوضع في سوريا وعدم وضوح هوية هذه المعارضة.
جاءت تصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي في أعقاب تقديم ما يزيد على 50 سياسيا، غالبيتهم من تيار المحافظين، خطاباً مفتوحاً إلى الرئيس باراك أوباما، يحثونه فيه على اتخاذ «إجراء فوري» ضد النظام السوري، ومن بينها «مساعدات للدفاع عن النفس»، كتزويد العناصر المنشقة عن الجيش النظامي بالأسلحة.
وكان السيناتور جوزيف ليبرمان، قد طلب من إدارة أوباما، الأسبوع الماضي، تقديم المساعدة المباشرة للشعب السوري، في نضاله للإطاحة بنظام الأسد، قائلا «لقد حان الوقت لمحاولة مساعدة الشجعان المناضلين من أجل الحرية في سوريا لخوض معركة نزيهة».
وقال الجنرال ديمبسي في تصريح لشبكة «سي ان ان» «أتحدى أي شخص يحدد لي هوية المعارضة في سوريا وحركتها في المرحلة الحالية. فأنا أعتقد أن الطريق المتبعة حاليا والتي تقضي بالعمل لايجاد توافق دولي (ضد سوريا) هي الطريق الصحيح، وليس اتخاذ قرار بالتدخل من طرف واحد».
وتابع «هناك معلومات تفيد بان تنظيم القاعدة متورط ويسعى الى دعم المعارضة. ما أريد قوله إن هناك عددا من اللاعبين كل منهم يحاول تعزيز موقفه من القضية».
وأوضح الجنرال الأميركي «سيكون خطأ كبيرا الاعتقاد بأن سوريا هي ليبيا أخرى». وحذر من أن الجيش السوري «متمكن للغاية» بشبكة دفاع جوي متقدمة ومتكاملة «وأسلحة كيماوية وبيولوجية».
وكانت شبكة «ان بي سي» التلفزيونية ذكرت السبت أن طائرات أميركية حربية من دون طيار تابعة للاستخبارات تقوم بطلعات استطلاعية في الأجواء السورية.
21/02/2012
في خصوصية بشار الأسد
بقلم الطاهر بن جلون
عن طريق عملية سطو، دخلت إلى رأس الرئيس السوري، إنه قلعة حصينة لا يدخلها أحد. قبل أن اقترب منه، كان علي أن أمر بسبعة حواجز.
حول هذا الرأس، إجراءات أمنية مشددة.. فيما يعتريه خوف وانعدام ثقة
مثل والده حافظ، يحافظ بشار الأسد على إبقاء مسافة بينه وبين الآخرين. ويُروى أن الأب أطلق النار ذات مرة على سبعة من حراسه لأنهم أهملوا تفتيش شخص كان على موعد معه. وفي التفاصيل أن حافظ كان يحب لعب الشطرنج مع أحد أصدقاء الطفولة، وكان هذا الصديق يأتي كل مساء، وقبل أن يدخل قاعة اللعب، كان الجنود يفتشونه سبع مرات. وفي أحد الأيام، وبسبب تعود الحراس على هذا الصديق، تركوه يمر من دون تفتيش. وحين سمع الرئيس بالخبر، أمر بإعدام الحرس «الذين قصّروا في أداء واجبهم».
خارج نطاق التغطية
بشار يعرف جيدا هذه القصة، وهي واحدة من قصص كثيرة مماثلة. بشار خارج نطاق التغطية، وهناك أسباب لذلك، فحين نقتل.. قد نُقتل، لذلك نتخذ الإجراءات اللازمة حتى لو اضطررنا للمبالغة.
رأس بشار ليس كبيرا جدا، دماغه هادئ. لا مكان للاكتئاب فيه ولا للعصبية. لا أعرف من أين يأتي بالهدوء، هل يتعلق الأمر بالوراثة أم أن الرجل تابع دروسا مسائية تعلم فيها كيف يقتل من دون أن يسبب له ذلك أي قلق أو انزعاج؟!
مددت أذني، لأن الصغير يفكر ولا يتردد في عرض أفكار جريئة.. لقد تعلمت كل شيء من والدي المرحوم، إنه رجل دولة كبير، حساس، مثقف واستراتيجي. أتذكر أن هنري كيسنجر كان معجبا به كثيرا، وقد قال لي إنه هو أيضا كان يحب وزير الخارجية الأميركي، وكان معجبا بذكائه السياسي وواقعيته. كان الاثنان متفقين. وقد روى لي والدي كيف تمكن كيسنجر من إقصاء سلفادور اللندي واستبداله ببينوشيه.
هذه الأيام أنا أتصل بوالدي. إنه رائع. يملي علي ما يجب أن أفعل. يشجعني، ويوجهني إلى الطريق التي ينبغي أن أتبعها. قال لي مؤخرا: في حال ساءت الأمور أكثر، عليك العودة إلى لبنان، لأني لا أنا ولا هو قبلنا الطريقة التي طُرد بها جيشنا من هذا البلد عام 2005، حتى أن موت رفيق الحريري وبعض ناكري الجميل الآخرين، لم يمح العار الذي ألحقه بنا اللبنانيون.
في الوقت الراهن، لا بأس أنا صامد، لا وجود لأي ذعر. أولا أنا لست صدام ولا القذافي ولن تروني محل سخرية الجنود الأميركيين، وهم يبحثون عن القمل في رأسي أو مقتولا من قبل متعصبين. وقد جرى ما جرى للقذافي وصدام، لأن مستوى ذكائهما لم يكن جيدا. أنا من عائلة الأسد، إنها العائلة الموحدة والمتضامنة والقوية، ولها سلطة وتقاليد. أنا لا أفعل شيئا، فقط أقاوم مؤامرة دولية، ولدي البراهين على ذلك. ليس لي رغبة إطلاقا في رؤية بلدي يتحول إلى جمهورية إسلامية يديرها أميّون أو إلى معقل لهذا اليسار الأحمق الذي لم يجد غير الصالونات الأوروبية ملاذا.
إقصاء الربيع
لقد علمني والدي أن يكون القلب من البرونز في السياسة. وأما قلبي فقد عودته على الصمود. لا مشاعر ولا نقاط ضعف، لأن الأمر يتعلق برأسي وحياة عائلتي.
هؤلاء الهمجيون، الذين أغرقوا سوريا في النار والدم، لم ينالوا سوى ما يستحقون. يتحدثون عن ربيع عربي؟! ما هذه القصة؟ أين ترون الربيع؟
لقد أصدرت أمرا يقضي بتعليق هذا الموسم- أي الربيع- إلى غاية النصر. لماذا يكون الربيع مرادفا لموتي؟ ليس فقط لن أموت وإنما سأقتل الجميع قبل ذلك. علينا ألا نتردد. سوريا بلد علماني، مثلها مثل فرنسا التي خدعتني بغتة وبدأت في إعطائي دروسا في الأخلاق. أما أوباما البائس الذي أدانني ويتحدث عن فظاعات ارتكبت، ما دخله؟ ألم يرَ ماذا فعل جيشه في العراق وأفغانستان؟
علام يلومونني؟ على أني أمرت الجيش بإطلاق النار على المتظاهرين؟ إن لم أقم بذلك فسأخسر مكاني، ولن يحترمني أحد. انظروا كيف وجد صديقي حسني مبارك نفسه بين عشية وضحاها مطرودا من قصره. كان ينقصه الإصرار والإرادة، لقد خانه الجيش. المسكين محروم ومريض ومكتئب، إنهم ينقلونه على نقالة ليحاكم. الشعوب ناكرة للجميل، ينسون بسرعة ما فعل الرؤساء من أجلهم. جيشي مكون في الغالبية من رجال أوفياء، وأما أولئك الذي فروا فقد دفعوا الثمن غاليا. ليس لدي أية مخاوف، أنا أدافع عن نفسي وأقول أيضا بأنه دفاع شرعي.
لقد اتخذت إجراءات لإبعاد زوجتي أسماء وأطفالي الثلاثة- حافظ وزين وكريم، هذا طبيعي لقد تصرفت كزوج جيد وأب. فأنا أرى كيف يدفع الآباء عديمي المسؤولية أولادهم للتظاهر، رغم أنهم يدركون بأن رصاصات طائشة قد ترديهم قتلى. لقد قيل لي إن أطفالا قتلوا، لا أصدق هذا، وأحمّل آباءهم مسؤولية ما حصل، لأن لا شيء أسوأ من أن تفقد أحد أطفالك، فانا أتذكر حزن والدي، حين قتل أخي الأكبر باسل في حادث سيارة. لقد بكى، لقد رأيت والدي، هذا الرجل الاستثنائي الذي حوّل سوريا إلى دولة كبيرة وقضّ مضجع الجار الإسرائيلي، يبكي بعدما فقد أحب أولاده.
لن أذهب لأي مكان
الأمم المتحدة حاولت تلطيخ سمعتي، لقد طلبت مني التنحي. إنه تدخل صارخ في شؤوننا الداخلية، وعلى جمعية الأشباح أن تتركني بسلام. أن أرحل؟ لأذهب إلى أين؟ هل يعتقدون بأني بن علي؟ لن استقل أبدا طائرة لطلب اللجوء السياسي في أي مكان.
الحمد لله أن الصين وروسيا اعترضتا على قرار الأمم المتحدة، وصديقي أحمدي نجاد إلى جانبي أيضا، إنه غالبا ما يكلمني ويحثني على عدم الاستسلام، هناك قضاء والثوار هم إرهابيون وعملاء تدفع لهم أوروبا وبعض الدول العربية التي لها حسابات للتسوية معي، وما عليكم سوى متابعة برامج «الجزيرة» لتفهموا بان المؤامرة موجودة.
يحدثونني عن عمليات تعذيب، من الطبيعي اللجوء إلى التعذيب لتفادي المجازر. أنا أحكم البلد وأود أن أتوجه إلى أولئك الذصين يريدون إقامة نظام جديد: عليكم أن تشكروني وتساعدوني على حماية سوريا من الخطر الإسلامي. أعرف أن الإسلاميين سيفعلون الكثير ضد العلويين والأقليات المسيحية والأرمنية، لذلك على الفاتيكان أن يأتي لنجدتي عوض إدانتي.
لحسن الحظ إنها كلمات فقط، وأما الأمر الثاني فهو ما يفعله الأوروبيون بعد أن جمدوا أملاكي عندهم في محاولة لخنق الشعب السوري. إنه أمر تافه وغير شريف. يريدون رأسي لأن سوريا كانت دوما عدو الصهاينة، ولم تنحن أبدا لإسرائيل. لقد قال لي والدي، غداة مجزرة حماة، وكنت يومها في السابعة عشرة من عمري، «أنت ترى يا ولدي، لو لم أتصرف بهذا الحزم، لما كنا هنا هذا المساء. كان محقا، وأنا أيضا لو لم أقصف حمص لا أعرف أين سأقضي الليلة، في المشرحة بالطبع. لذلك عليّ أن أتوقف عن قول أي شيء.
لقد قتل 20 ألفا في حماة ولم يتحرك أحد في تلك الفترة، فلم الضجة اليوم ولم يقتل سوى 8000 شخص ما بين درعا وحمص وحماة؟
هل تدرون لماذا ارتبطت بي زوجتي العزيزة أسماء؟ لقد فعلت ذلك من أجل القيم التي أؤمن بها وأجسدها، لقد صرحت لمجلة «باري ماتش» في عددها الصادر بتاريخ 10 ديسمبر 2010 بأن هذه القيم، تُقرأ على وجهي، وأنا فخور بذلك. وهل تعرفون لماذا درست طب العيون؟ لأني أعاني حساسية من رؤية الدم.
حين غادرت هذا الرأس، تعثرت بأسلاك كهربائية. فبشار موصول بوحدة تعذيب مركزية. إنه هو من يضغط على الدواسة لتفرغ الشحنات الكهربائية في المناطق الحساسة لأولئك الذين يتعرضون للتعذيب. يبدو أن الأمر يسليه ويعزز إصراره على التخلص من الذين يعتبرهم يسيئون لسوريا!
مئات القتلى والجرحى في سوريا.. وحراك دمشق يلامس مقار أجهزة المخابرات الصليب الأحمر يدعو لهدنة انسانية ساعتين يومياً
دمشق ــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ ــــ تسارعت وتصاعدت، أمس، وتيرة الأحداث في سوريا، لا سيما في حمص، حيث تشن قوات الأمن والجيش أعنف هجماتها منذ انطلاقة الثورة السورية، مما أوقع 50 قتيلا على الأقل وأكثر من 300 جريح، بينهم أطفال. وقد أعرب الصليب الأحمر الدولي عن قلقه العميق حيال الوضع الإنساني في سوريا، ودعا الحكومة السورية والمعارضة الى هدنة فورية لمدة ساعتين يوميا على الأقل للسماح بإيصال المساعدات الانسانية.
وأيضا في العاصمة دمشق، التي يشكل استمرار الحراك المناهض للنظام، رغم كل الإجراءات الامنية والاستخباراتية،ـ «الضربة القاضية» لعرش الرئيس بشار الأسد، فيما أسفرت عملية عسكرية نفذتها القوات السورية في قرية ابديتا في ادلب عن مقتل 40 شخصا واصابة عشرات.
فلليوم الثامن عشر على التوالي، تتعرض حمص لقصف عنيف من الدبابات والمدفعيات الثقيلة، يترافق مع حشد تعزيزات عسكرية جديدة تشدد الخناق والموت على الأهالي المحاصرين من دون غذاء ولا ماء ولا دواء.
وفي حصيلة المرصد السوري لحقوق الإنسان ـــ حتى لحظة إعداد هذا التقرير ـــ فان ما لا يقل عن 16 مدنيا قتلوا إثر القصف، الذي تعرض له حي بابا عمرو، «وبينهم ثلاثة أطفال وسيدة». وأعلن مراقبون وشهود وناشطون الحي {منطقة منكوبة}. فقد أفاد المرصد ان «قصفا عنيفا» استهدف «أحياء بابا عمرو والخالدية وكرم الزيتون منذ ساعات الفجر الاولى». وأكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية، هادي العبدالله أن «تسريبات من ضباط ما زالوا في الجيش، وهم موثوقون بالنسبة إلينا، تشير الى أحد احتمالين: إما حصول اقتحام دموي لبابا عمرو، وإما تكرار ما جرى مع قبل أسبوعين»، في إشارة الى المذبحة التي أراح ضحيتها 300 قتيل.
ووصف الناشط عمر شاكر مدينة حمص بأنها «مصراتة» سوريا، متحدثا عن «حصار خانق هدفه معاقبة السكان»، ووضع إنساني وطبي مأساوي، مضيفا «الناس هنا يتخوفون من اقتحام قريب»، غير انه رجح ان تتجنب القوات النظامية اجتياح احياء مثل بابا عمرو «حيث الشوارع الضيقة والازقة تشجع على الانشقاق».
وفي ريف حمص، قتل خمسة مدنيين إثر اطلاق النار الذي تتعرض له مدينة القصير.
قتلى في حلب
وفي محافظة حلب، خرجت تظاهرة شارك فيها أكثر من 1500 طالب من كلية العلوم، هي الأضخم في المحافظة، ورفعوا علم الاستقلال وهتفوا ضد النظام. وبعد أن تصدت لهم قوات الأمن بالذخيرة الحية عادوا ونظموا تظاهرة أخرى جمعت 2500 طالب.
وكان مواطنان قتلا في بلدة الأتارب والقرى المجاورة لها» في ريف حلب برصاص الأمن. كما تم اغتيال رجل أعمال في حلب الجديدة. وفي حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان محمود رمضان اغتيل على أيدي مجهولين، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة» اغتالت الرجل «في اطار استهدافها للكفاءات والكوادر الوطنية والعلمية والاقتصادية والفنية».
ومحمود رمضان هو شقيق عضو المجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان، الذي نفى أن يكون شقيقه مواليا للنظام.
حراك دمشق
في الأثناء، تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في دمشق، والمستمرة منذ أيام. فقد تحدى المحتجون كل الإجراءات الأمنية والاستخباراتية المشددة، ونجحوا في إغلاق الطرق المؤدية الى ساحة البرامكة، التي تبعد أمتارا قليلة فقط عن قيادة شرطة العاصمة، وأقاموا تظاهرات مناهضة للنظام قرب فرع المخابرات الجوية في ساحة حي الحجر الأسود.
وتقع في ساحة البرامكة احدى مديريات الشرطة السورية، ومركز وكالة «سانا». اما حي الحجر الأسود، عند المدخل الجنوبي لدمشق، فهو موطن عشرات الآلاف من اللاجئين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. ويعيش أيضا لاجئون فلسطينيون في هذه المنطقة.
ونظمت تظاهرات مماثلة خلال الليل، شارك فيها المئات، وهم يحملون لافتات تعبّر عن معارضتهم للنظام، ويهتفون «بإسقاط النظام ونصرة المزة والمدن المحاصرة»، وتصدت لها قوات الأمن بالذخيرة الحية، أسفرت عن إصابة أربعة شبان على الأقل بجراح «نقلوا الى منازل للعلاج».
22/02/2012
شكّكت في الوثيقة الختامية وانتقدت عدم دعوة الحكومة السورية.. وطالبت بمبعوث أممي موسكو تقاطع «أصدقاء سوريا»: يعيد سيناريو ليبيا
صورة من شريط فيديو يظهر مواطنا سوريا أصيب بجراح في القصف على بابا عمرو وبين أحضانه طفله الذي قضى بالقذيفة نفسها (أ ف ب)
موسكو ـــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ ـــــ وصلت محاولات المعارضة السورية و«أصدقاء سوريا» للتقارب مع روسيا إلى طريق مسدود، بعد أن أعلنت موسكو، أمس، مقاطعتها لمؤتمر أصدقاء سوريا، المقرر عقده الجمعة في تونس، «لأن الوثيقة الختامية معدّة مسبقاً.. ولأن المعارضة السورية مدعوة، بينما الحكومة السورية لا»، مطالبة في الوقت نفسه بتعيين مبعوث دولي خاص في سوريا.
وفي حين قالت بكين إنها دور الاجتماع وآلياته، وما إلى ذلك»، من دون أن تحسم قرارها حول احتمال المشاركة فيه أم لا، تعهدت واشنطن باتخاذ كل ما يمكنها من إجراءات دبلوماسية لإقناع روسيا والصين بتغيير موقفهما تجاه الأزمة السورية، فيما تتجه أوروبا إلى فرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع المقبل.
سيناريو ليبيا
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش: «لم يتم إبلاغنا لا بتشكيلة المشاركين ولا بجدول الأعمال. والأهم أن الهدف الحقيقي لهذه المبادرة ليس واضحا.. ونظرا الى هذه الظروف، لا نرى إمكانية للمشاركة في مؤتمر تونس».
وأضاف لوكاشيفيتش أنه يبدو لموسكو «أن الأمر يتعلق بتشكيل تحالف دولي (...) لدعم طرف في نزاع داخلي ضد آخر.. فقد دعيت الى تونس جماعات مختلفة من المعارضة، فيما لم يتلق ممثلو الحكومة السورية أي دعوة، مما يعني أن مصالح قسم كبير من الشعب السوري يدعم السلطات لن تكون ممثلة».
وتابع لوكاشيفيتش: «لذا هناك شكوك في أن يسهم هذا اللقاء في بدء حوار وطني شامل من أجل إيجاد سبل للخروج من الأزمة الداخلية..».
كما أرجع لوكاشيفيتش رفض بلاده المشاركة في المؤتمر إلى انطباع تولد لديها، بأن الحديث يجري عن تشكيل نوع من ائتلاف دولي على غرار «مجموعة الاتصال حول ليبيا»، وذلك بغية دعم أحد الطرفين ضد الآخر في نزاع داخلي.
تشكيك
وأضاف الدبلوماسي الروسي إلى الأسباب التي حدت ببلاده عدم المشاركة في مثل هذا المؤتمر، أن «هناك اسئلة جدية أيضا في ما يخص الوثيقة الختامية التي ستصدر عن هذا الاجتماع، وتشير المعلومات الواردة الى أن مجموعة مصغرة من الدول المشاركة بدأت بوضع هذه الوثيقة من دون إطلاع غيرها من المدعوين، الذين سيطلب منهم التوقيع على الوثيقة فحسب».
وتستضيف تونس الجمعة «مؤتمر أصدقاء سوريا»، الذي اقترحت باريس وواشنطن عقده. وسيسعى هذا المؤتمر للتوصل الى «توافق ورسالة موحدة» لأعضاء المجموعة الدولية، الذين سيشاركون فيه، كما ذكرت وزارة الخارجية التونسية.
وكرر لوكاشيفيتش دعوة روسيا الى «السعي من اجل وقف اعمال العنف من اي جهة اتت» في سوريا.
وتقترح موسكو أيضا إرسال موفد خاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سوريا، «لإجراء محادثات مع الحكومة السورية وجميع الأطراف الآخرين» للنزاع، من أجل «تأمين ايصال مساعدات انسانية بصورة آمنة» الى الشعب السوري.
عقوبات جديدة
أوروبياً، قال وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيله، إن الاتحاد الأوروبي سيفرض على الأرجح الاسبوع المقبل عقوبات جديدة على حكومة الأسد.
ورفض فسترفيله أن يذكر على وجه التحديد تلك العقوبات، أو إذا كانت أوروبا ستتبنى إجراءات لوضع البنك المركزي السوري على القائمة السوداء. لكن مسؤولا في مجموعة العشرين في الاجتماع، قال إن الاتحاد في الطريق إلى الاتفاق على إجراءات لتقييد قدرة البنك المركزي السوري على العمل.
دبابة للجيش السوري في وسط حي إربن في دمشق (رويترز)
22/02/2012
جرحى بابا عمرو يموتون أمام أقاربهم العاجزين عن إنقاذهم
• يقول سكان إن كل 4 أو 5 عائلات في حي بابا عمرو يتكدسون في منزل واحد، حيث يعتمدون على مياه الأمطار التي يجمعونها في الصراع من أجل البقاء.
• قال أحدهم: نراقب الجرحى وهم يموتون. كل ما نفعله هو استخدام قطعة من الملابس لتغطية جراحهم.. كل يوم يموت أصدقاء وأقارب أمام أعيننا.. وليس بامكاننا فعل اي شيء.
• الموت جوعا خطر حقيقي. فمعظم أبناء الحي مزارعون، والحصار العسكري يحول دون تمكنهم من حصاد محاصيلهم.
• يواجه من ينجون من القصف نقصا في الغذاء والمياه. ويقولون إن القناصة تستهدف خزانات المياه، وكل من يحاول مغادرة المنزل أو الملجأ.
• قال أحد السكان: ننام بالتناوب، البعض خلال النهار وآخرون أثناء الليل لعدم توافر مساحة للجميع.
• نساء وضعن حديثا غير قادرات على إرضاع أطفالهن، بعد أن جفت أثداؤهن من الصدمة، فتطوعت أخريات للقيام بالمهمة.
• المستشفيات الميدانية القليلة تحولت إلى أطلال، ولم يبق سوى طبيبين أو ثلاثة، بينما الآخرون قتلوا أو اعتقلوا.
• بعد نفاد الإمدادات، يعيش السكان على الباذنجان المخلل والزيتون والخبز الجاف، بينما أصبحت الخضراوت واللحوم ضربا من الترف.
• قال أحدهم، أطلق على نفسه اسم ماركس: نشعر ان المعارضة خذلتنا... الجميع يخدعوننا ويستغلوننا لمصالحهم الخاصة، ونحن الذين ندفع الثمن.
• قدر سقوط أكثر من 200 قذيفة على بابا عمرو وحده.
• شوهدت قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 آلية بين دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة على طريق دمشق حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص.
القبس
حملات دهم في دمشق وتعزيزات في ريفها
55 قتيلاً في إدلب ... ومجزرة في بابا عمرو
جريح يحضن طفله الشهيد في بابا عمرو أمس (أ ف ب) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
دمشق - وكالات - ازداد القصف على حمص وتحديدا على حي بابا عمرو شراسة امس مخلفا عشرات القتلى والجرحى ودمارا في المنازل، وسط انباء عن تعزيزات عسكرية كبيرة تم الدفع بها الى المدينة، تزامنا مع مجزرة راح ضحيتها 55 شخصاً في محافظة إدلب، وحملات دهم قامت بها قوات الامن داخل دمشق وفي عدد من مدن ريف العاصمة.
واحصى ناشطون معارضون سقوط 100 قتيل حتى مساء أمس غالبيتهم في حي بابا عمرو وفي بلدتي ابديتا وابلين بأدلب.
وجاء القصف العنيف على حمص الذي شمل ايضا احياء كرم الزيتون والانشاءات والخالدية، غداة دفع الجيش السوري بتعزيزات عسكرية ضخمة الى المدينة، حيث افاد مرصد حقوق الانسان عن مشاهدة 56 الية بين دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة على طريق دمشق - حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص.
واكد خبر التعزيزات عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله الذي قال ان «التعزيزات الكبيرة تجعلنا نفكر باحتمال حصول اقتحام لحي بابا عمرو»، مضيفا ان «تسريبات من ضباط ما زالوا في الجيش وهم موثوقون بالنسبة الينا تشير الى احد احتمالين: اما حصول اقتحام دموي لبابا عمرو، واما تكرار ما جرى مع بابا عمرو من قصف عنيف مع غيره من الاحياء مثل كرم الزيتون والرفاعي وباب السباع والخالدية والبياضة وغيرها».
وتعاني حمص، بحسب ناشطين وشهود يتحدثون مع وسائل الاعلام، من ظروف معيشية وانسانية مزرية ونقص في المواد الغذائية والطبية.
وفي تطور مفاجئ، ذكرت لجان التنسيق المحلية ان 55 قتيلا سقطوا في بلدتي ابديتا وابلين في منطقة جبل الزاوية في إدلب برصاص عناصر الأمن.
وفي دمشق، اطلقت قوات الامن الرصاص ليل الاثنين - الثلاثاء لتفريق تظاهرة في حي الحجر الاسود.
وكانت تظاهرة اخرى سارت في الوقت نفسه في ساحة التحرير امام فرع قيادة المنطقة الجنوبية للمخابرات الجوية هتفت لاسقاط النظام ونصرة المزة والمدن المحاصرة، بحسب ما افاد الناطق باسم تنسيقية دمشق محمد الشامي.
وتحدث الشامي عن استمرار «حملة العصيان المدني في دمشق» التي دعي اليها الاحد الماضي تضامنا مع حمص واثر احداث المزة.
وقال: «في اطار حملة العصيان المدني نصرة لحمص والمدن السورية المنكوبة، قام أحرار دمشق باغلاق كل الطرق المؤدية الى ساحة البرامكة في وسط العاصمة (...) وأغلقت الطرق بالمواد المشتعلة».
واضاف في بريد الكتروني ان هذا التحرك «استدعى استنفارا أمنيا شديدا (...) وامتلأ المكان بعد دقائق بسيارات الأمن المدججة بالسلاح الكامل»، ما ادى الى تفرق المحتجين.
واعتبر الشامي ان هذا التحرك يشكل «رسالة جريئة الى النظام واجهزة أمنه القمعية بان شباب دمشق لن يركعوا ولن يرهبهم كل بطش النظام وطغيانه، وأنهم ماضون في ثورتهم».
وذكرت لجان التنسيق ان أكثر من 200 دبابة ومدرعة وسيارة وحافلة امن طوقت الحارة الغربية من الزبداني في ريف دمشق استعداداً لشن حملة مداهمات، مشيرة الى انتشار كثيف لقوات النظام في منطقة المحطة وشارع السيلان.
وفي دوما، دار اشتباك بين قوات النظام والجيش الحر على حاجز مفرق مسرابا.
وافيد عن حملة دهم واعتقال واسعة تشهدها المدينة مع سماع أصوات اطلاق النار من بعض الاحياء.
«الصليب الأحمر» يدعو
لهدنة ساعتين يومياً
جنيف - رويترز - دعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السلطات والمعارضة في سورية الى الاتفاق فورا على وقف اطلاق النار ساعتين على الاقل يوميا للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين في المناطق الاشد تضررا مثل حمص.
وقال رئيس اللجنة جاكوب كلنبرغر في بيان: «كنا على اتصال مع السلطات السورية وأفراد من المعارضة على مدى الايام الاخيرة لطلب هذا الوقف للقتال». ودعا الى صدور «قرار فوري لتنفيذ وقف مؤقت للقتال لاغراض انسانية».
وتابع: «ينبغي أن يستمر ساعتين يوميا على الاقل حتي يتاح وقت كاف أمام موظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومتطوعي الهلال الاحمر العربي السوري لتقديم المساعدات واجلاء الجرحى والمرضى».
الراي
المعارضة تطالب بممرات إنسانية وترى في التدخل العسكري «حلاً» صحافيان غربيان بين 60 قتيلاً في حمص
حرائق جراء القصف على حي بابا عمرو (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ- واصلت قوات الأمن والجيش السوري حملتها الشرسة ضد المناطق التي تنشط فيها الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وسقط أمس عشرات القتلى والجرحى، منهم 60 قتيلا وعشرات الجرحى في حمص، من بينهم صحافيون أجانب، ليضافوا الى 110 قتلى ومئات الجرحى، سقطوا الثلاثاء، معظمهم في حمص وإدلب. كما واصلت هذه القوات تضييق الخناق أكثر وأكثر على العاصمة دمشق، التي يبدو أن الحراك فيها لن يستكين بعد اليوم، رغم الاجراءات الأمنية والاستخباراتية وحالات الترهيب والتعنيف التي تمارسها كتائب الأسد بحق المواطنين هناك منذ خمسة أيام.
ورغم كل الضغوط والدعوات العربية والدولية، ورغم نداء المنظمة الدولية للصليب الأحمر بـ«هدنة إنسانية لساعتين»، يستمر نظام الأسد بشن حملات القتل والقمع ضد المحتجين على حكمه من دون هوادة، ما دفع بأطراف متعددة الى رفع الصوت والتلميح بضرورة البحث عن حلول خارج إطار الدبلوماسية، في إشارة الى إبقاء باب تسليح المعارضة مفتوحا، وكذلك التدخل العسكري الخارجي. وهذا ما أعلن عنه المجلس الوطني السوري المعارض بالقول «إن التدخل العسكري هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عام، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 7500 شخص، وإصابة الآلاف وتعرض ضعف هذا العدد للاعتقال، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان (5542 مدنيا و2029 عنصرا من الأمن والجيش، بينهم اكثر من 400 منشق).
ممرات آمنة
ففي مؤتمر صحفي من باريس، قالت بسمة قضماني، عضو المجلس الوطني، «نحن نقترب حقا من اعتبار أن التدخل العسكري هو الحل الوحيد. هناك شران.. إما التدخل العسكري أو حرب أهلية طويلة»!
وتابعت قضماني ان المجلس يقترح أيضا أن تساعد روسيا- التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد اتخاذ إجراء إزاء الحكومة السورية في مجلس الأمن الدولي- في إقناع دمشق بضمان المرور الآمن لقوافل إنسانية لتوصيل مساعدات للمدنيين.
وأضافت «حتى لا نضفي طابعا عسكريا فإن الفكرة هي أن نطلب من روسيا ممارسة الضغط على النظام لعدم استهداف الممرات الإنسانية»، موضحة أن المعارضة اقترحت إقامة ممرات من لبنان إلى حمص، ومن تركيا إلى إدلب ومن الأردن إلى درعا.
60 قتيلا في حمص
ميدانيا، قتل 60 شخصا على الأقل، بينهم صحافيان غربيان في القصف المتواصل على حمص منذ تسعة عشر يوما. ولقي الصحافيان- وهما أميركية وفرنسي- مصرعهما عندما طال القصف منزلا في حي بابا عمرو حوله ناشطون مناهضون للنظام السوري الى مركز إعلامي. كما أصيب ثلاثة أو أربعة صحافيين أجانب آخرين بجروح.
وقال الناشط عمر شاكر «القصف العشوائي مستمر، وسنحاول إخراج الجثث، لكن ذلك صعب جدا».
في باريس، أعلن وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران أن الصحافيين اللذين قتلا في حمص هما الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك «بينما كانا يؤديان عملهما. هذا شيء محزن جدا».
وكانت كولفن، وهي في الخمسين من عمرها، تعمل لصحيفة «صاندي تايمز» البريطانية. اما أوشليك (28 سنة) فكان يعمل مصورا لوكالة «اي بي 3 برس» التي تتخذ من باريس مقرا.
وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ان الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي تعمل لديها هي بين الصحافيين المصابين، فيما أكد الناشط عمر الحمصي أن صحافيا بريطانيا يدعى بول كونري أصيب بعدة شظايا في أنحاء متفرقة من جسده.
وأشار الحمصي إلى أن المعارضة السورية كانت قد تمكنت من تهريب مجموعة الصحافيين الأجانب إلى حي بابا عمرو قبل يومين كي يتمكنوا من كتابة تقارير صحفية مستقلة.
تضييق الخناق على دمشق
وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن ضيقت الخناق على المناطق، واعتقلت العشرات وأثارت حالة من الفزع بين السكان.
وأضافوا أن قوات الأمن والمخابرات دخلت منطقة كفر سوسة، وانتشرت في الشوارع، واقتحمت المنازل وأثارت حالة من الذعر والخوف بين السكان، واعتقلت أكثر من 30 شخصا. وأوضحوا أن الحملة- التي طالت أيضا حيي الفاروق والمزة - جاءت بعد تظاهرات مسائية شهدتها المنطقة التي تقع فيها السفارة الإيرانية وعدد من المباني الأمنية والحكومية.
إعدام المعتقلين
وفي إدلب، تواصل قصف مناطق جبل الزاوية ومعرة النعمان، حيث قتل نحو عشرة أشخاص أضيفوا الى أكثر من 50 شخصا قتلوا في مذبحة مساء الثلاثاء. واكد ناشطون أن أكثر من 250 شخصا تم اعتقالهم، بينهم طفل في الخامسة من عمره اعتقل بعد إصابة والدته بجروح خطرة. وأنه منذ عشرة أيام لم يخرج أي ناشط من المعتقل حيث يتم إعدامهم ميدانيا.
أما في بصرى الحرير في درعا التي تتعرض لحملة عسكرية قاسية وحصار شامل منذ أسبوع، فقد اقتحمت 200 حافلة من الأمن والشبيحة المدينة وشنت حملة مداهمات تضرر منها عدد من منازل الأهالي.
23/02/2012
ينطلق غداً في تونس بتمويل وتنظيم قطريين «أصدقاء سوريا» رسالة للأسد: وقف القتل أو العزلة التامة
تونس- أ ف ب - يجتمع ممثلو أكثر من خمسين دولة، مع غياب بارز لروسيا، في تونس غدا «لتوجيه رسالة واضحة» الى النظام السوري المدعو الى «وقف المجازر»، ولحض المعارضة على توحيد صفوفها، تمهيدا لاحتمال الاعتراف بها لاحقا.
يشارك في «مؤتمر أصدقاء سوريا» وزراء خارجية دول الجامعة العربية، التي بادرت الى طرح خطة لانتقال ديموقراطي للسلطة في سوريا، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كما دعي المجلس الوطني السوري وغيره من فصائل المعارضة السورية الى هذا الاجتماع الدولي.
في المقابل، أعلنت روسيا، الداعم الرئيسي لنظام الرئيس بشار الأسد، عدم مشاركتها في المؤتمر. أما الصين، فلم تبت بعد مسألة مشاركتها، موضحة انها تدرس «جدوى» هذا المؤتمر.
«سابقة غير معهودة»
وفي هذا الشأن، قال دبلوماسي عربي مقيم في تونس إن المؤتمر الذي سينعقد في قمرت (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية)، «تُنظمه وتُموّله دولة قطر»، بينما تكتفي تونس بتسهيل الإجراءات التنظيمية.
وأوضح الدبلوماسي أن السفارة القطرية في تونس تكفلت بدفع كل مصاريف المؤتمر، وأفراد طاقمها هم الذين يسهرون على تنظيمه، بينما يكتفي الجانب التونسي بتسهيل الإجراءات، وتأمين الحماية الأمنية للضيوف، بالإضافة إلى توزيع الدعوات للمشاركة في هذا المؤتمر المثير للجدل، واصفا الأمر بأنه «سابقة غير معهودة»، باعتبار أن العادة جرت أن تتولى الدولة المضيفة عملية التنظيم، بالتنسيق مع الأطراف المشاركة.
رسالة للأسد
وأعلن رفيق عبد السلام وزير خارجية تونس أن المطلوب هو «توجيه رسالة الى الأسد ليكف عن قتل شعبه»، والى «اظهار التضامن الدولي مع الشعب السوري»، مكررا التأكيد على أن الأمر لا يتعلق بالاعداد لتدخل خارجي في سوريا، وهو الخيار الذي يلقى رفضا واسعا حتى الآن.
واعربت لندن عن أملها في أن يكون للاجتماع «دور كبير في زيادة الضغوط الدبلوماسية على الحكومة السورية». وأشارت روما الى «زيادة الضغوط الاقتصادية على الدوائر القريبة من الأسد»، بينما قالت واشنطن إن الاجتماع سيبعث أيضا «رسالة واضحة» الى روسيا والصين اللتين «اتخذتا للأسف حتى الآن الخيارات السيئة».
دعم للجامعة العربية
وتنوي الدول الغربية تكرار دعمها لخطة الجامعة العربية التي تنص خصوصا على مراحل انتقال ديموقراطي في سوريا، وتعيين مبعوث خاص للامم المتحدة لهذا البلد. كما ستشدد على ضرورة قيام المعارضة السورية المشتتة حاليا، بالتجمع وتوحيد صفوفها. ويمكن ايضا أن يناقش المؤتمر مسألة تقديم الدعم السياسي والمادي للمعارضة، وايصال المساعدات الانسانية الى ضحايا القمع.
23/02/2012
إدانة دولية واسعة لمقتل الصحافيين الغربيين دمشق تتهرب من المسؤولية: «لم نعلم بوجودهما»!
ريمي أوشليك
- باريس: إثبات كاف لتنحي الأسد - واشنطن: نموذج جديد على وحشية النظام - لندن: يذكرنا بما يعيشه السوريون
عواصم- وكالات- لقيت حادثة مقتل الصحافيين الأجنبيين (أميركية وفرنسي) في القصف الهمجي على حمص أمس، ردود فعل دولية من أعلى المستويات، في الوقت الذي نأت فيه السلطات السورية بنفسها عن المسؤولية في مقتلهما بالقول «إنها لم تكن تعلم بوجودهما».
وجاء أعنف رد فعل من باريس التي استدعت السفيرة السورية لديها. فقد قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «إن مقتل الصحافيين وما تتعرض له حمص منذ ثلاثة أسابيع وغيرها من المدن والأحياء السكنية في سوريا يثبت أن على هذا النظام التنحي».
وأضاف ساركوزي «سأقدم بالطبع التعازي الى أسر ماري كولفين وريمي اوشليك، لكن أود القول إن مقتلهما بهذه الطريقة يدل على أهمية العمل الصحفي وكم هذه المهنة صعبة وخطرة». أما وزير خارجيته ألان جوبيه فطالب السلطات السورية بضمان ممر آمن لإسعاف الضحايا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن موت كولفين واوشليك «يذكرنا بالمخاطر التي يتعرض لها الصحافيون لنقل الأحداث المروعة التي تقع في سوريا، وبالتالي يوضح لنا حجم المأساة التي يعيشها السوريون بسبب نظامهم». وقال وزير خارجيته وليام هيغ إن كولفين «جسدت القيم العليا للصحافة طوال مسيرتها المتميزة كمراسلة». وحمل هيغ الحكومات في جميع أنحاء العالم «مسؤولية التصرف بناء على هذه الحقيقة ومضاعفة الجهود لوقف الحملة الإرهابية الجديرة بالإزدراء لنظام الاسد». واعتبرت الولايات المتحدة أن مقتل الصحافيين يشكل «نموذجا جديدا على وحشية نظام الأسد».
وأدانت روسيا بدورها الحادث. وقال بيان لوزارة الخارجية إن «موسكو تدين الحادث بقوة وقلقة جدا»، معتبرة أن هذا «الحدث المأساوي يؤكد مرة جديدة ضرورة قيام كل أطراف النزاع السوري بوقف العنف».
من جهتها، أكدت السلطات السورية أنها لم تكن تعلم بوجود الصحافيين الغربيين (كولفين واوشليك) في حمص. وقال وزير الإعلام عدنان محمود «ليس لدينا أي علم بدخولهما أو وجودهما على الأراضي السورية. وطلبنا من السلطات المختصة في حمص البحث عن مكان وجودهما ومتابعة الموضوع».
وأضاف محمود أن «الوزارة تطلب من جميع الإعلاميين الأجانب الذين دخلوا الى سوريا بطريقة غير شرعية مراجعة أقرب مركز للهجرة والجوازات لتسوية أوضاعهم وفق القوانين المرعية».
وماري كولفن (أ ف ب)
23/02/2012
آخر ما شاهدته كولفين: يتركون الأطفال لتفيض أرواحهم
لندن- أ ش أ - قالت كل من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وشبكة «سي إن إن» الأميركية إن مقتل الصحافية ماري كولفين جاء بعد ساعات من إدلائها بحديثين لكل من الشبكتين مساء الثلاثاء، بشأن آخر التطورات على الساحة السورية، وانتقدت بشدة الممارسات القمعية التي يمارسها النظام السوري في حق المحتجين.
وفي حديثها مع «بي بي سي»، قالت كولفين إن ممارسات نظام بشار الأسد لا تستثني حتى الأطفال، من بينهم طفل رضيع اخترقت شظية صدره، وتركه الأطباء حتى فاضت روحه، وهو ما وصفته بالأمر المتكرر.
أما في حديثها مع «سي إن إن»، فقد وصفت كولفين المذابح التي يرتكبها النظام السوري في حمص، قائلة «إن الجيش النظامي يقصف المدينة بلا رحمة، والناس يموتون في داخلها جوعا، وهناك أعدادا كبيرة من القناصة يقفون في أعلى المباني.. وإن تمكنت من اكتشاف وجود القناص، فلن تتمكن من تحديد المكان الذي ستسقط فيه القذيفة.
وكان آخر نشاط لكولفين على فيسبوك رسالة قالت فيها «الحديث عن إمكانية نجاتي من هنا قد يكون أمرا مبالغا فيه.. الوضع في بابا عمرو مقزز..إنني لا أفهم لماذا يقف المجتمع الدولي هكذا..إنني أشعر الآن بأنني بلا مساعدة، إلا أنني سأحاول بأي وسيلة جلب المعلومات».
.. وكلمات مصور بابا عمرو: نعيش إبادة جماعيةخسر حي بابا عمرو أبرز ناشطيه، وهو رامي السيد، كان يصوّر كل الفيديوهات التي تصل من الحي في الشهور الماضية، كما كان يؤمّن البث المباشر للقنوات الفضائية، لتوثيق ثورة الشعب السوري صوتا وصورة. وسقط رامي صريعا بنيران القوات السورية. وكان آخر ما قاله رامي، وفق زملائه، «إن ما يجري في بابا عمرو إبادة جماعية»، مضيفا أنه يرفض قول المتعاطفين جملة «قلوبنا معكم»، وإن المطلوب هو خروج الناس أمام السفارات لنصرة الشعب السوري.
كان المصور الفرنسي ريمي اوشليك، الذي قتل في حمص الأربعاء، محترفا وموهوبا الى حد كبير، شغوفا بمهنته التي أراد أن يؤديها «أقرب ما يكون من الحدث». بعد عودته من مهمته الصحافية الأولى في هايتي قال «يكون المرء في العشرينات، ولا يرغب في الموت على الاطلاق، قد يفعل كل شيء ليكون بعيدا جدا». لكن بعد زوال الخطر «ها نحن مسكونون برغبة واحدة لا تفارقنا، العودة الى هناك تكرارا». عمل اوشليك في جميع دول الربيع العربي، وشهد ثورات تونس ومصر والانتفاضة، ثم الحرب في ليبيا. ونشرت صوره المروعة والمفعمة بالانسانية في مجلات وصحف عالمية، ومنها هذه الصورة في طرابلس الغرب. التي تظهر ثوارا ليبيين يعتقلون احد مرتزقة القذافي
24/02/2012
الصحافيون استهدفوا بـ11 قذيفة الفرنسية المصابة مهددة بنزيف حتى الموت
اديت بوفيه
تواجه الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي أصيبت الأربعاء في القصف على حي بابا عمرو في حمص، مع خمسة صحافيين آخرين، خطر النزيف حتى الموت. وطالبت أمس باجالائها. وقالت بوفييه (31 عاما)، وهي صحافية حرة، كانت تعد تقريرا لصحيفة لو فيغارو، أمس في شريط فيديو بثه ناشطون أنها مصابة بجروح بالغة في ردفها وفخذها، وبحاجة لعملية في اسرع وقت. وهي تتلقى العلاج في مستشفى ميداني سيئ التجهيز في حي بابا عمرو المحاصر .
قال جون ويذرو، رئيس تحرير صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن الصحافية الأميركية ماري كولفن والصحافي الفرنسي ريمي أوشليك الذين قتلا في حمص، وكذلك زملاءهما الغربيين والعرب استهدفوا عن عمد.
وكان ناشطون قالوا أن المركز استهدف عمدا، لانه قصف باحدى عشرة قذيفة سقطت عليه وفي محيطه. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «طائرات استطلاع حلقت باستمرار فوق حمص، قبل قصف المنزل.
24/02/2012
لجنة تحقيق دولية: جرائم الجيش الحر "أقل" القوات السورية ارتكبت انتهاكات ممنهجة بأوامر حكومية
جنيف- أ ف ب- أكد تقرير جديد للأمم المتحدة أن مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان تملك لائحة سرية باسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار يشتبه في ضلوعهم بـ«جرائم ضد الإنسانية» في سوريا.
وقال المحققون في لجنة التحقيق الدولية إنهم أودعوا «لدى المفوضية العليا لحقوق الإنسان مغلفا مختوما يتضمن اسماء هؤلاء الأشخاص».
وأضافوا أنهم خلصوا أيضا الى قيام مجموعات من الجيش السوري الحر «بتجاوزات لحقوق الانسان». وأكدوا «لكنها تجاوزات لا تقارن في حجمها وتنظيمها بتلك التي قامت بها الدولة».
وتابعوا ان «قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا، وقصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين مصابين في المستشفيات بناء على أوامر من أعلى المستويات في الجيش والحكومة. ومعظم الجرائم ضد الانسانية والانتهاكات الخطرة لحقوق الانسان جرت خلال عمليات معقدة شارك فيها مجمل الجهاز الأمني لذلك تطلبت توجيهات من مستوى عال». واعلنت اللجنة أن الحكومة السورية «اخفقت في حماية شعبها».
وكانت اللجنة توصلت في تقريرها الأول في نوفمبر، الى أن قوات الأمن السورية ارتكبت «جرائم ضد الانسانية خلال القمع الوحشي» للمتظاهرين ضد النظام.
مستشفيات مراكز للتعذيب
ومنذ ذلك الحين، تثبت الادلة التي جمعتها لجنة التحقيق التي سيبحث مجلس حقوق الانسان تقريرها الأول في 12 مارس، ان شيئا لم يتغير.
ونددت لجنة التحقيق «باستمرار اعتقال الاطفال بطريقة تعسفية وتعذيبهم خلال توقيفهم». وأعربت عن قلقها من الوضع في حمص، مشيرة الى أنها وجدت عناصر أدلة تؤكد أن أجنحة من المستشفى العسكري ومستشفى اللاذقية أصبحت مراكز للتعذيب.
وقدم التقرير لائحة بأسماء 38 مركز اعتقال في 12 مدينة حيث وثقت اللجنة حالات تعذيب.
وندد التقرير ايضا بالوضع الانساني الذي يزداد سوءا جراء تهجير حوالي سبعين الف شخص منذ بداية حركة الاحتجاج.
وبلغت حصيلة اعمال العنف في سوريا حتى الان 8500 قتيل اكثريتهم من المدنيين، كما يقول ناشطون.
24/02/2012
في الثورة السورية.. ممنوع أن تكون طبيباً
جوناثان ليتل (لوموند)
في سوريا الثورة، ليس فقط الكلام والتظاهر والاحتجاج هو الممنوع، بل والعلاج أيضا. فمنذ بداية الاحتجاجات، والنظام يشن حربا بلا هوادة على كل شخص أو مؤسسة يشتبه في تقديمها العلاج لضحايا القمع.
أحد الصيادلة في حي بابا عمرو في حمص قال لي: من الخطر جدا أن تكون طبيباً أو صيدلانياً
غالبية العاملين في قطاع الصحة في حمص إما انهم سجنوا، مثل هذه الممرضة، التي أوقفت غداة زيارة نظمتها لنا إلى مركزها السرّي الذي تقدم فيه الإسعافات الأولية: كان السجاد مغطى بأغطية بلاستيكية لحمايته من الدماء. وإما قتلوا، مثل عبدالرحيم أمير، الطبيب الذي لقي حتفه في نوفمبر الماضي على يد عناصر الأمن العسكري لأنه كان يحاول نجدة مدنيين جرحى في الرستن. وإما تعرضوا للتعذيب. ففي بابا عمرو وصف لي ممرض يعمل في المستشفى الوطني ما تعرض له عندما اعتقل في سبتمبر الماضي «عصبوا عيني وجلدوني ثم صعقوني بالكهرباء، وتركوني واقفا على أطراف أصابعي طيلة 4 الى 5 ساعات متواصلة».
إحدى ممرضات الهلال الأحمر روت كيف انهال عليها الجنود بعبارات التأنيب والسخط حين عثروا عليها داخل سيارة إسعاف عند حاجز أمني: قالوا لي نحن نطلق عليهم الرصاص وأنتم تذهبون لنجدتهم؟!
كانت العيادة فارغة، وكثير من المصابين، وحتى المرضى العاديين، يموتون بسبب نقص الامدادات والأدوات الطبية اللازمة، خصوصا مستلزمات الجراحة.
شهود على التعذيب
يحاول أبو حمزة، وهو جراح مشهور، علاج الجرحى الذين يصلون يوميا إلى وحدة الإسعافات الأولية في حي البياضة. هذا الجراح فقد الأمل تماما بسبب قلة الوسائل، فمركزه لا يتوافر لا على مواد مخدرة ولا الأشعة، إنه لا يستطيع إجراء أي عملية جراحية ويكتفي بوضع الضمادات والأمصال، لذلك يرغب في التخلي عن الطب لحمل السلاح «لا دور لي هنا أبدا».
في بداية الأحداث، كان أبو حمزة يعمل في المستشفى العسكري في حمص، حيث كان شاهدا على التعذيب الذي تعرض له الجرحى من قبل قوات الامن وبعض الأطباء والممرضين الموالين. لا يزال يحتفظ بأسمائهم. وقد حاول طبيب مسؤول ينتمي الى الطائفة العلوية منع هذه الممارسات، من دون جدوى.
يقول أبو حمزة «في أحد الأيام، عالجت رجلا في قسم الطوارئ، وفي اليوم التالي رأيته في قسم الأشعة يشكو من إصابة في الرأس لم يكن يعانيها من قبل، وهكذا اكتشفت بأنه تعرض للضرب خلال الليل. وعلى هذه الشاكلة توفي شخصان آخران بعد يومين، مع أن جراحهما كانت بسيطة جدا.
لقد نجح أبو حمزة في استقدام قلم يحمل كاميرا من بيروت، وصور- خلسة- أربعة أفلام قصيرة من داخل غرفة العمليات. في أحد الأفلام يظهر خمسة مرضى عراة، أو شبه عراة، لا يسترهم إلا شرشف خفيف، فيما ربطت أرجلهم إلى الأسرّة وعصبت عيونهم.
كان الطبيب يحاول اكتشاف ما جرى لهم: على صدر اثنين منهما اثار ضرب وجلدات سوط، وأما على الخزانة فوضعت بعض آلات التعذيب: سوطان وأشرطة من الكاوتشو، وخيط كهربائي مع وصلة لتثبيته على الأصابع أو العضو الذكري.
يقول أبو حمزة: كانوا يتوسلون لشرب قطرة من الماء. بسرعة بدأت بالقسطرة وغيرت أكياس البول، لكن اثنين منهما دخلا في حالة غيبوبة بسبب إصابة في الكلى. وحين غيرت ضمادة أحد المرضى لاحظت وجود غرغرينا، أخطرت قسم العظام، لكن لم يهتم أحد للأمر، وسمعت بعد ثلاثة أيام أنهم قطعوا رجله إلى الركبة.
لقد أبعد أبو حمزة، الذي استقال مؤخرا للالتحاق بالمعارضة بسرعة، لكن السلوكيات والممارسات التي يصفها ويتحدث عنها ما تنفك تزداد وتيرتها مع تصاعد الاحتجاجات.
العلاج بالضرب
ففي بابا عمرو التقيت «ر» وهو جريح بترت رجله وخرج من المستشفى العسكري قبل أسبوع. لقد سقطت قذيفة في نهاية ديسمبر على الحي الذي يسكنه هذا الرجل، ما خلّف مقتل 5 من جيرانه وأفراد عائلته.
حاول المستشفى الخاص الذي قصده «ر» في البداية تحويله إلى مستشفى آخر مع ابن أخيه البالغ 28 عاما، الذي كانت ذراعه اليسرى بالكاد ملتصقة بجسمه، لكن قوات الأمن أوقفت سيارة الإسعاف التي كانت تنقلهما وأوقفا ثم نقلا إلى المستشفى العسكري عبر سيارة مدرعة.
لم يتم علاج الاثنين في المستشفى العسكري بل ربطا إلى سريريهما وعصبت أعينهما وعذبا طيلة ثماني ساعات.
يقول «ر»: كانوا يضربونني بأطباق الأكل على رأسي وجسمي، لقد ربطوا حبلا في رجلي المصابة وسحبوا في الاتجاه المعاكس، ولكن لا أتذكر شيئا بعد ذلك».
لم يكن الرجال الذين يعذبون «ر» يبحثون عن معلومات، وكانوا يكتفون بشتم الضحايا فقط: «آه تريد الحرية هذه هي إذن الحرية». لقد قتل ابن أخ «ر» بعد أن خضع لعملية جراحية، سجن بعدها، من دون أن يتلقى العلاج المناسب، وأما هو فقد أصيبت رجله بغرغرينا، ما دفع طبيبا عسكريا إلى بترها.
«هذه الممارسات ليست فعلا معزولا ولا مبادرات فردية يقوم بها ساديون، بل منظمة وبمنزلة تسوية حسابات داخلية مع الثورة»، هذا ما يقوله أبو سليم، طبيب عسكري خدم سنتين مع المخابرات والأمن العسكري قبل أن يلتحق بالثورة، والآن يدير عيادة ميدانية في حمص.
أربع مهمات
سألته ما مهمة الطبيب داخل جهاز المخابرات؟ فأجاب «أولا إبقاء المعتقل على قيد الحياة أثناء التعذيب، ليتم استجوابه أطول فترة ممكنة. وثانيا نقوم بإسعاف الشخص الذي يغيب عن الوعي أثناء التعذيب حتى يتم الاستمرار في استجوابه. وثالثا الإشراف على استعمال المؤثرات العقلية التي تستخدم أثناء الاستجواب، نحن نستعمل عقار كلوغبرومازين، الذي يوصف عادة لمن يعانون انفصام الشخصية والفاليوم والكحول 90 درجة. وعلى سبيل المثال نقوم بسكب ليتر منه في الأنف أو بحقنه تحت الجلد. ورابعا إذا لم يستطع الشخص مقاومة التعذيب، وأشرف على الموت، يمكن للطبيب أن يطلب علاجه وإبقاءه في المستشفى. لكن ليس هو من يتخذ القرار، انه يكتفي فقط بكتابة التقرير ومسؤول عملية الاستنطاق والاستجواب هو من يوافق على نقله.
قبل الثورة كان الجميع تقريبا يحولون لكن اليوم يحول فقط السجناء المهمون، فيما يواجه الباقون مصيرهم.. أي الموت».
ترجمة سليمة لبّال
24/02/2012
عشرات القتلى بينهم 13 أعدموا في حماة.. وحمص تطلق "الاستغاثة الأخيرة": إن لم نمت من القصف سنموت من الجوع والعطش
دمشق ــــ رويترز، أ.ف.ب ــــ «نحن نطلق نداء أخيرا للاستغاثة، الناس هنا إن لم يموتوا من القصف سيموتون من الجوع والعطش»!
هذا لسان حال أهالي حمص اليوم، بحسب ما جاء في «نداء استغاثة» طلبا للمساعة أطلقه ناشطون من المدينة، أمس، بينما يسعى المجتمع الدولي الى إيصال مساعدات إنسانية عاجلة الى المناطق المضطربة في سوريا، خصوصا حمص. فهناك عشرات الجثث تحت أنقاض مئات من المباني يتعذر انتشالها بفعل القصف المدفعي والصاروخي المتواصل منذ عشرين يوما، أسفر حتى اللحظة عن مقتل المئات، منهم أكثر من 80 سقطوا الأربعاء. ويعاني الأهالي من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية ومن انقطاع الماء والكهرباء وكل وسائل الاتصالات.
ورغم الغضب الدولي العارم، وتكرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر لندائها الملح بهدنة إنسانية «ولو لساعتين»، تواصل كتائب الأسد قصفها للأحياء السكنية، التي تسيطر عليها المعارضة لسحق المقاومة وإرغام المحتجين على الاستسلام.
ارحمنا يا الله
وأمطرت قوات الأمن والجيش السوري، التي تستخدم المدفعية والصواريخ ونيران القناصة ودبابات «تي ـ 72» السوفيتية الصنع، بالصواريخ وقذائف المورتر حيي الإنشاءات وبابا عمرو، حيث يتحصن، فيما يبدو، مقاتلون من الجيش السوري الحر، وتريد السلطات إرغامهم على الاستسلام بشتى وسائل القمع، حتى لو تطلب ذلك سحقهم. وفي حي الخالدية دعت المساجد السكان إلى الاحتماء، بينما كانت قذائف المورتر تسقط على المنطقة.
وقال عبد الله الهادي من المدينة «الانفجارات تهزّ حمص كلها. ارحمنا يا الله»! واوضح الناشط عمر شاكر عبر سكايب: «نحن نطلق نداء أخيرا للاستغاثة، الناس هنا ان لم يموتوا من القصف سيموتون من الجوع والعطش».
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله: «كلما توالت الادانات الدولية اشتد القصف علينا. ولا نستطيع الاتصال بالأطباء لمعرفة حجم الاصابات.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن المرصد يستقي معلوماته من خارج الأحياء التي تتعرض للقصف. وأكد ناشطون ان الاتصالات مقطوعة بشكل شبه كامل، مما يجعل من الصعب معرفة مكان وجود جثتي الصحافيين الغربيين، الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك، جراء القصف الذي طال منزلا يستخدم كمركز إعلامي في بابا عمرو الأربعاء. وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود»: انها تحاول الاتصال بحمص، لكن «القصف عنيف الى درجة ان احدا لا يمكنه ان يصعد الى السطح لاستخدام هاتفه عبر الاقمار الصناعية».
إبادة جماعية
ويخشى سكان حمص أن تلقى مدينتهم من قوات الرئيس بشار الأسد المعاملة نفسها، التي لقيتها مدينة حماة قبل 30 عاما في عهد والده حافظ الأسد، حينما قتل أكثر من عشرة آلاف شخص.
كما يبدي الناشطون، منذ أيام، تخوفهم من اقتحام كتائب الأسد لحي بابا عمرو. ويقولون: «نتخوف من إبادة جماعية، وهذه ليست عبارة نطلقها اعتباطيا.. النظام يريد أن يحسم الوضع، لكنه يخاف من مقاومة عنيفة داخل الحي، ويخشى حرب الشوارع».
حلب تتحرّك من جديد
من جهة ثانية، تواصل القصف على حمص وإدلب، وكذلك درعا وريف دمشق، حيث أفيد عن سقوط 14 قتيلا.
وفي حلب، قتل طفل في اطلاق نار من قوات الأمن، وتحول تشييعه الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام.
وتحركت مجددا جامعة حلب ونظمت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، «تظاهرة حاشدة تضم نحو 2000 طالب من أمام كلية العلوم التي تنتفض بشكل كبير على النظام» منذ أيام.
وتصدت قوات الأمن للتظاهرة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقها، مما أدى الى «اصابة عشرات الطلاب والطالبات بحالات اختناق». واعتقلت قوات حفظ النظام 12 طالبا خلال تفريق التظاهرة، بحسب المرصد.
مجزرة في حماة
وفي حماة أعدمت قوات الأمن السورية في حماة 13 رجلا وصبيا من أسرة واحدة، رميا بالرصاص، بعد أن أمرتهم بالوقوف صفا واحدا، أمس، بعد مداهمة قرية كفر الطون.
وقال ناشطون وسكان إن الضحايا من فرعين من عائلة الأسعد. ولم يتضح على الفور الدافع وراء القتل. وزعيم الجيش السوري الحر ومقره تركيا يدعى رياض الأسعد، وهو من محافظة إدلب. كما قال ناشطون إن 3 أشخاص قتلوا في قصف قرية سوبين القريبة، وعثر على جثث خمسة عمال سوريين اختفوا منذ يومين، و8 من عناصر النظام في اشتباكات.
25/02/2012
المعارضة تتلقى أسلحة من الخارج
صرح مصدر في المعارضة السورية، أمس، أن دولا غربية ودولا أخرى تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج.
وقال المصدر إن معارضين في الخارج يهربون بالفعل أسلحة خفيفة، وأجهزة اتصالات، ونظارات للرؤية الليلة للمعارضين داخل سوريا. وأضاف أن مؤيدي المعارضة يحاولون أيضا إيجاد سبل لتزويد الجيش السوري الحر، بأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات.
وقال المصدر «ندخل اسلحة دفاعية واخرى هجومية... انها تأتي من كل مكان، بما في ذلك دول غربية، وليس من الصعب مرور اي شيء عبر الحدود. ليس هناك قرار من اي دولة لتسليح الثوار، لكن دولا تسمح لسوريين بشراء السلاح، وارساله إلى داخل البلاد».
وتابع أنه تجري اتصالات أيضا، لإيجاد وسيلة لإدخال ضباط سوريين متقاعدين إلى البلاد، لتقديم المشورة في محاولة لتنسيق العمل بين مقاتلي المعارضة في الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام ضد الرئيس السوري بشار الاسد، لتدريب المتطوعين المدنيين على كيفية استخدام السلاح الذي يتم تهريبه.
ويتطابق هذا مع ما قاله مصدر في الاستخبارات السرية الروسية، بأن المجموعات المسلحة في المعارضة السورية، تتلقى بـ«شكل غير رسمي» أسلحة وذخائر من الخارج، مسمياً كلاً من لبنان وتركيا والعراق.
25/02/2012
عشرات الآلاف أحيوا جمعة «لأجلك بابا عمرو».. وحي المزة هتف: «يا بشار إسرائيل معك إلى الأبد»
0 قتيلاً.. بينهم 18 مزارعاً أعدموا في حماة
مئات العائلات في حي بابا عمرو في حمص انتهى بها المطاف في ملاجئ تفتقر لمعايير السلامة والصحة (رويترز)
دمشق، جنيف - أ ف ب، رويترز - في تحد شجاع واستثنائي، لآلة القتل والقمع النظامية التي لا تهدأ خرج عشرات الآلاف من السوريين، أمس، في تظاهرات احتجاجية ضد النظام، وتضامنا مع «حمص المنكوبة». واستخدمت كتائب الأسد الأسلحة الرشاشة وقنابل الغاز والدخان لتفريق هذه التظاهرات التي عمت مناطق عدة من سوريا، أبرزها دمشق العاصمة، وحلب كبرى المدن السورية التي كان يعول عليها النظام، ويراهن على بقائها في منأى عن الحراك الاحتجاجي المناهض له.
وقتلت قوات الأمن والجيش السوري .. شخصا في صفوف المتظاهرين، بينما أعدمت 18 مزارعا رميا بالرصاص في حماة، عقب إعدام 13 من عائلة واحدة في المدينة نفسها مساء الخميس. ويأتي ذلك، بينما لايزال المجتمع الدولي، وفي المقدمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يسعى جاهدا لتحقيق «هدنة إنسانية» تسمح بإيصال مساعدات غذائية وطبية للمناطق المنكوبة، خصوصا حمص، التي تتعرض منذ 21 يوما لقصف مدفعي وصاروخي متواصل، أسفر أمس عن سقوط 20 قتيلا مدنيا، انضموا الى عدة مئات من القتلى والجرحى سقطوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
مذبحة في حماة
وأظهر فيديو بثه نشطاء على الانترنت أناسا يلفون جثثا مخضبة بالدماء لأطفال، وما لا يقل عن 4 بالغين في أغطية. وقال نشطاء إن 7 من القتلى من أسرة واحدة، وهم اب وأم وأطفالهما الخمسة أحدهم عمره عشرة أشهر. وأضافوا أن الضحايا من عائلات تعمل بالزراعة في قرية حلفايا في حماة. وقال النشطاء إن قوات الأمن أوقفتهم في صف وأعدمتهم رميا بالرصاص.
وبدا على عدة جثث ظهرت في الفيديو أثر الاصابة بالرصاص في الرأس.
28 قتيلا بين المتظاهرين
من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المشاركين في جمعة «سننتفض لأجلك بابا عمرو» قدر بين العشرات ومئات الآلاف، وأن هذه التظاهرات عمت مناطق عدة في سوريا. ففي حلب (شمال) خرجت تظاهرات في أحياء الفردوس والسكري والمرجة والكلاسة، تصدت لها قوات الأمن بالرصاص الحي، والغازات المسيلة للدموع، في ظل انتشار القناصة على اسطح المباني، ما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين.
وفي ريف حلب «انطلقت تظاهرة حاشدة في جرابلس الواقعة على الحدود السورية التركية، كما خرجت تظاهرات في بلدات ارشاف وحيان وابين سمعان». كما خرجت تظاهرات حاشدة تضم الآلاف خرجت في مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها في ريف حلب.
وفي العاصمة دمشق، اشار اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها الى «تزايد عدد التظاهرات عن الجمعة السابقة، وان كانت كل تظاهرة لا تتجاوز المئات، بسبب الانتشار الامني الكثيف». وقال إن التظاهرات خرجت في حي الميدان والمزة والحجر الاسود وكفرسوسة خلف مبنى رئاسة الوزراء، وخرجت تظاهرة في العسالي قطع المشاركون فيها الطريق الرئيسي الذي يصل درعا بدمشق.
وأظهر تسجيل بث على الانترنت متظاهرين في حي الميدان، حيث افيد عن وقوع انفجار، يرفعون لافتات منها «يا بشار اسرائيل معك للموت». كذلك سقط نحو عشرين قتيلا بين المتظاهرين الذين خرجوا في بلدات وأحياء كثيرة في ريف دمشق، ومحافظة درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية. وأيضا في محافظة ادلب (شمال غرب)، التي تشهد عملية عسكرية نوعية هدفها تصفية عناصر الجيش السوري الحر، وفي محافظة دير الزور (شرق)، بينما حال الانتشار الامني الكثيف دون خروج تظاهرات في اللاذقية وبانياس على الساحل السوري.
صورة من شريط فيديو مؤرخ بتاريخ 23 فبراير يظهر حجم الدمار في حمص (أ ف ب)
جوناتان ليتل (لوموند)
كان الجثمان، حين وصلت، لايزال في صندوق وُضع في زاوية المسجد، بينما وضعت عليه، من جهة الرأس، باقة من الزهور البلاستيكية. كان أحد الأطفال يجلس على ركبتيه، والدموع تنهمر على وجهه، بينما يداعب أحدهم- بدا أنه شقيقه، شعره بحنان بالغ.
لقد قتل طه (10 سنوات) برصاصة قناص تابع للقوات الحكومية، يوم 29 يناير الماضي، لكن عناصر المخابرات رفضوا تسليم جثته لوالده، إن لم يوقع على شهادة، يؤكد فيها أن طفله قتل على يد إرهابيي الجيش السوري الحر!
هذا ما رواه لي والد طه، وعيناه منتفختان من شدة البكاء والنحيب، مضيفا «لم تكن عملية القتل حادثا ولا صدفة، فالقناص يستهدف الشارع الذي نسكن فيه ليل نهار، ويحاصر مداخل المنازل ونوافذها، ويطلق النار على أي شيء يتحرك حتى لو كانت قطة».
رجل آخر أراني هاتفه، وعليه صورة جثمان أخيه الذي قتل، وهو يحاول حماية ابنه (11 سنة)، قبل أن يشرح لي كيف حفر الجدران بين بيته ومنازل الجيران حتى يتفادى التفجير، ولكنه مات.
التصويب على الرقبة
قبل مراسم جنازة طه، وتحديدا يوم 26 يناير، اصطحبني أبو بلال وأبو عدنان وعمر تلاوي إلى حي كرم الزيتون. كان سائقنا يقود بسرعة مخيفة ليتجنب القناصة، وفي تلك الأثناء بدأ إطلاق النار، فانحرفنا نحو طريق فرعية أخرى، بينما كان الناس يركضون، وآخرون ينتظرونهم في حافة الشارع.
وصلنا إلى مركز صحي مؤقت، حيث كانت مجموعة من الرجال يحيطون بشاب (27 عاما) أصيبت ذراعه بطلق ناري. كان هذا المصاب يتلوى ويتقيأ الدم، ثم يرتاح قليلا، ويعاود التقيؤ. من كان يعالج هذا الشاب ليس طبيبا، لذا لم يستطع فعل شيء، لقد لفوا رأسه ونقلوه بسيارة تاكسي إلى عيادة أخرى.
يروي أحد الشهود «لقد أصيب هذا الشاب قرب مسجد سيد بن عمر، غير بعيد من هنا، بينما كان يحمل مجموعة من الأدوية لوالديه. وبعد ساعة قتل رجل آخر برصاصة اخترقت رقبته حين كان يهم بالخروج من المسجد».
لم يكد هذا الشاهد ينهي كلامه حتى وصل رجل مسن مصابا برصاصة في الصدر، وسيدة محجبة أصيبت برصاصة في الفك. إنه القناص نفسه الذي أصاب الجميع، ذلك أنه يوجه طلقاته دوما نحو الرقبة.
إنها الفوضى
النشطاء يصورون كل هذه القصص. أحدهم، ويدعى عمر، كان يعلق على كل ما تلتقطه كاميرته. في تلك الأثناء وصل مصاب آخر، ثم طفل رضيع مصاب ايضا.. إنها الفوضى، الفوضى ولا شيء غيرها.
لقد أعيد المصابان اللذان تم تحويلهما إلى عيادة قريبة، إلى المركز جثتين هامدتين، بينما كان آخرون يسعفون ثلاثة جرحى أصيبوا بسبب سقوط قذيفة بالقرب منهم، وفي الوقت ذاته كان رابع على الطاولة يحتضر، ومات بعد بضع دقائق.
في الشارع، كانت الجموع تغلي، هل يتعلق الأمر بهجوم أم بقذيفة؟ لا ندري، لكننا بدأنا بالركض. حين وصلت إلى مكان التجمع وجدت المصور ماني واقفا قبالة حائط، وقد منعه بعض الرجال من التقاط الصور، إنهم الشبيحة الذين وظفهم النظام منذ بداية الأحداث من أجل تنفيذ بعض المهمات الدنيئة. لقد كانت حواجزهم الأمنية تحيط بالأحياء العلوية في حمص، وتطلق النار باستمرار على الشوارع السنية المجاورة، ما تسبب في سقوط كثير من القتلى. ويتحدث الشهود أيضا عن حوادث اغتصاب وأعمال وحشية.
حين نجحنا في مغادرة هذا الحي، بعد أن مررنا بشوارع طويلة يتركز فيها القناصة، لمحت فجأة أحد الشبيحة، وهو عار تماما وينزف دما، بينما كانت يداه مربوطتين ورأسه مهشما، في أحد السيارات التابعة للجيش السوري الحر، بينما كان الناس على حافتي الطريق يكبرون.
الجميع مستهدف
بعد ثلاثة أيام، كنا في البياضة، وهو حي يعد من معاقل المعارضة في شمال حمص. هذه المرة لم يكن علينا مغادرة البناية التي أقمنا فيها، لأنها تحتوي على مركز للإسعافات الأولية في الطابق الأرضي.
وصل أول الجرحى، وقد أصيب برصاصة في بطنه بينما كان يحمي أطفاله من القناصة الذين نصبوا كمينا على سطح مركز البريد (وسط الحي). قيل لنا إن رجلا قتل في المكان نفسه. بعد ساعتين أُحضر طفل في العاشرة، وقد أصيب برصاصة في الصدر أردته قتيلا على الفور.
يستهدف القناصة الجميع، بما فيهم النساء والأطفال والمسعفين، ولا سبب لذلك سوى معاقبة سكان الأحياء المنتفضة، إنهم جميعهم مذنبون في عيون القناصة، لأنهم رفضوا الصمت، و«طاعة السيد».
أردت حضور جنازة الطفل طه، لكنها لم تتم إلا بعد مغادرتي، لأن رجال المخابرات، كانوا يحتفظون بالجثة في المشرحة حتى يوقع الأب على شهادة تؤكد أن الإرهابيين (الجيش الحر) قتلوا طفله.
مجازر طائفية
وهناك ما هو أسوأ، فيوم مجزرة كرم الزيتون، تلقى العسكريون خبر مقتل عائلة بأكملها في منزل يقع في حي النازحين. كانت العائلة تتألف من 5 أطفال، قطعت رؤوسهم جميعا، إنها عائلة سنية تسكن على أطراف الحي العلوي، وتشير الشهادات التي استقاها ماني إلى أن العملية تمت لأسباب طائفية.
وقعت مجزرة اخرى في الوقت ذاته استهدفت عائلة تتكون من 6 أشخاص، بينهم 4 أطفال، قتلوا جميعهم برصاصة في الرأس، لن يتم تسلم جثثهم، ولا دفنهم قبل ثلاثة أيام، بسبب المعارك العنيفة التي كانت المدينة القديمة مسرحها.
رد الجيش السوري على مجزرة حي النازحين، حيث استهدف عناصره حواجز أمنية وبناية تابعة للأمن العسكري. يفعل ضباط الجيش الحر وجنوده المستحيل لتفادي أي انحراف طائفي للثورة. وقد قال لي مهند، وهو أحد قادة المجلس العسكري لبابا عمرو «نحن نعي أن النظام يلعب ورقة المواجهة الطائفية، فإذا ما استمر النزاع، من الممكن أن تتحول الأمور إلى صراع طائفي، لأن الطائفة العلوية، تدعم النظام. ولكن إذا ما سقط النظام، ستحدث عمليات انتقامية، لكن من يقتل سيحاكم، وهذا كل شيء، لأن الطائفة العلوية جزء من المجتمع السوري، مثلنا تماما».
لا أحد ينفي أن المدنيين العلويين كانوا ضحايا عمليات اختطاف، وغالبا ما يتعرضون للقتل، أو يفرج عنهم مقابل فدية، لكن الجنود الذين تحدثت إليهم يرفضون تماما تحمل مسؤولية ما ترتكبه بعض المجموعات الصغيرة الخارجة عن نطاق الرقابة، وعلى الخصوص العائلات البدوية التي تنزع للثأر دوما.
رغم كل محاولات الوساطة، لا يستطيع الجيش الحر، ولا المقاتلون منع البدو من الانتقام من العلويين الأبرياء، خاصة حين يتعرض أولادهم ونساؤهم للقتل أو الاغتصاب. والنظام يغذي هذه الانحرافات ليتمكن من وصف أعدائه بالإرهابيين. ولكنني اعتقد أن هناك تباينا بين فكرتي أن النظام يعتمد سياسة ممنهجة، تهدف إلى إثارة المواجهة الإثنية والقتل الطائفي، وبين عدم قدرة السلطات على مراقبة العناصر الأكثر تطرفا من جانبها.
ذكريات سيئة
في حي البياضة، التقيت بمخرج من دمشق، يعترف بوجود مواجهة طائفية، ويقول «يتحدث الجانبان عن تطهير عرقي، خصوصا في حمص، لكن هذا الأمر لا يحدث إلا في هذه المدينة. أنا علماني، يجب علي أن أكون هنا، وإذا لم أكن هنا ستندلع حرب طائفية، إذا ما تطورت الأمور بالاتجاه الجيد في مناطق أخرى، يمكننا استيعاب حمص».
هذا رهان يصعب تحقيقه الآن. فمنذ مغادرتي في الثاني من فبراير، تتعرض حمص يوميا لقصف مكثف، ويسقط مئات القتلى والجرحى.
الاتصالات مقطوعة، ولا وجود للخبز، ومراكز الصحة مكتظة بالجرحى، بينما يقف الغرب والجامعة العربية عاجزين أمام الفيتو الروسي والصيني، إنهم يتحدثون عن قبعات زرق وعن ممرات إنسانية، ولكن هذا يعيد لي ذكريات سيئة للغاية حدثت في البوسنة (وقعت بين 1993 و1995)، حين قتل 80 ألف شخص أمام أعين الصحافيين والمنظمات الإنسانية والقبعات الزرق الذين كانوا ممنوعين من إطلاق الرصاص، إلا على الكلاب الغاضبة.
سيكون من الأشرف لنا أن نترك السوريين لمصيرهم، إن لم يكن بوسعنا اقتراح الأفضل.
ترجمة سليمة لبال
لآلاف تظاهروا وسط حلب... واقتحام أعزاز ودفعة جديدة من القتلى في حمص وحماة
قذيفة تنفجر في بابا عمرو امس (ا ف ب) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
دمشق - وكالات - ظلت حمص وحماة، أمس، المحطتين الاكثر دموية ليوميات الثورة السورية امس، وان كانت حلب ومنطقتها قد شهدتا سلسلة احداث لافتة ابرزها تظاهرة في وسط المدينة شارك فيها الالاف لتشييع احد القتلى الذين سقطوا اول من امس.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان الآلاف شيعوا أحمد الأبيض وان الحشود وصلت إلى دوار الكرة الأرضية وسط حلب. وعملت قوات الامن على تفريق المشيعين.
وفي الوقت نفسه، اقتحمت قوات الجيش والامن وسط بلدة اعزاز القريبة وسط اطلاق نار كثيف بالأسلحة الثقيلة، وتحدث ناشطون عن سقوط خمسة قتلى.
واشار المرصد السوري لحقوق الانسان ايضا الى وفاة شخصين في مدينة حلب متأثرين بجروح اصيبا بها اول من أمس بنيران الامن.
وكان المرصد اشار في بيان سابق الى وصول قافلة تضم 25 سيارة تحمل عناصر مدججين بالسلاح، الى اعزاز التي شهدت في الايام الماضية تحركات مناهضة للنظام.
وفي بلدة معرزاف في محافظة حماة، سقط ثلاثة قتلى وتضرر العديد من المنازل في قصف عشوائي. والقتلى هم رضوان الحاج، ومنهل رمضان الحسن ومحمد عيد الجاسم.
وسقط ثلاثة قتلى آخرون في بلدة المجدل القريبة هم نايف اللواص وابنتاه في قصف عشوائي عليها.
وافادت لجان التنسيق عن وفاة الشاب أحمد شريف دخل الله في بلدة كفرنبوذة بحماة متأثرا بتعذيب تعرض له حين اعتقل أواخر الشهر الماضي وسلم لعائلته في حالة ميئوس منها في 17 فبراير الجاري.
واستمر قصف القوات النظامية على بابا عمرو في حمص ما أدى إلى وقوع اصابات. وسمعت اصوات انفجارات متقطعة في احياء اخرى بالمدينة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الامن والجيش السوري الحر في الحي الشمالي لبدة طفس في درعا.
طبيب فرنسي: حمص ستتحول إلى بيروت ... أو برلين الحرب العالمية الثانية
سيارات اسعاف تنقل جرحى من بابا عمرو (ا ف ب) ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
باريس - ا ف ب - تحدث الطبيب الجراح الفرنسي البروفسور جاك بيريس الذي عاد الجمعة من مهمة استمرت 19 يوما في سورية، عن «المجزرة» في حمص التي تواجه «الوحشية» و«الالام غير المجدية»، معربا لدى وصوله الى مطار رواسي شارل ديغول الباريسي، عن ارتياحه للعودة الى بلاده و«ترك المجزرة».
وقال البروفسور الذي شارك في تأسيس منظمة اطباء بلا حدود انه «تأثر بعمليات القصف وبؤس الناس وبشجاعتهم ايضا» على رغم الظروف الحياتية البالغة الصعوبة.
واضاف: «لقد عاينت الالام غير المجدية، والوحشية والرياء، وآلام الاطفال والعائلات، امر لا يحتمل، شيء معيب، الناس يموتون و(المجموعة الدولية) لا تحرك ساكنا».
وتابع لوكالة «فرانس برس»: «عملنا نحن الاطباء هو القيام بمهمات مماثلة، والاهتمام بالناس، نذهب الى حيث لا يذهب الاخرون». واضاف: «ارغب كثيرا في العودة الى هناك، لا اعرف هل سيكون ذلك ممكنا، خصوصا اني سأكون في المرة المقبلة عرضة للخطر. وفي هذه المدينة كانت عمليات القصف تبدأ في الساعة 6،30... وتستمر طوال النهار».
وتابع: «تقفر الشوارع، وعندما كان الناس يضطرون لمغادرة منازلهم لشراء الطحين وصنع الخبز، كانوا يتبادلون ارسال الاشارات حتى يكونوا على يقين انهم قادرون على المرور من دون عقبات».
وكشف ان المدينة تعرضت «لاضرار فادحة. انها ليست شبيهة ببرلين خلال الحرب العالمية الثانية، وليست شبيهة ببيروت ايضا، لكنها ستتحول» الى احدى هاتين المدينتين، مشيرا الى النقص الحاد في الماء والكهرباء.
الصليب الأحمر يجلي جرحى من بابا عمرو
والمفاوضات مستمرة لنقل المزيد
جنيف - رويترز - اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس ان المفاوضات استؤنفت مع كل من السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بهدف مواصلة اجلاء المحاصرين في حي بابا عمرو في حمص والذين يحتاجون الى علاج، بعدما أجليت الجمعة اول مجموعة من النساء والاطفال الجرحى والمرضى من الحي.
وقال الناطق باسم اللجنة هشام حسن لوكالة «رويترز»: «استؤنفت المفاوضات مع السلطات السورية والمعارضة لمواصلة اجلاء كل الناس الذين يحتاجون الى المساعدة»، مضيفا: «نأمل القيام بمزيد من عمليات الانقاذ... نأمل أن تتمكن أيضا اللجنة الدولية للصليب الاحمر من دخول بابا عمرو».
واعلنت كبيرة الناطقين في اللجنة كارلا حداد انه تم اجلاء 20 امرأة وطفلا مصابين اخرين ونقلوا الى «منطقة امنة». كما تم اجلاء سبع نساء واطفال اخرين بشكل مبدئي ونقلوا الى مستشفى في حمص. واضافت: «انها خطوة أولى للامام. الاولوية الان لاجلاء المصابين بجروح خطيرة او المرضى».
ولكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر قالت ان المراسلين الاجانب المحاصرين في بابا عمرو ومن بينهم اثنان اصابتهما خطيرة رفضوا مغادرة الحي المحاصر دون وجود للجنة الصليب الاحمر ووجود لديبلوماسيين اجانب والتزام بوقف كامل لاطلاق النار من اجل اسباب انسانية.
ويحتاج اثنان من المراسلين وهما اديث بوفير وبول كونروي الى رعاية طبية عاجلة. ومازالت جثتا ماري كولفين وريمي اوشليك موجودتين في بابا عمرو.
ونقلت الوكالة السورية للانباء «سانا» عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله ان جماعات المعارضة عرقلت محاولات اخراج الصحافيين من المنطقة.
وفي بيروت أفيد ان 30 جريحا سوريا عبروا لبنان امس ونقلهم الصليب الاحمر اللبناني إلى مستشفيات الشمال.
المعارضة قاطعت.. والصليب الأحمر يستأنف مفاوضات صعبة لإجلاء جرحى من حمص سوريا: استفتاء على الدستور على وقع القصف والاشتباكات
صورة من شريط فيديو يظهر مواطنين سوريين في حي جوبار في دمشق يحرقون الإطارات احتجاجا على عملية الاستفتاء على مشروع للدستور الجديد (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ - نظم النظام السوري، أمس، استفتاء على دستور جديد سيبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة حتى عام 2028، وذلك على وقع الرصاص وانفجارات وقذائف وصواريخ هزت عدة مدن سورية، وأسفرت عن سقوط أكثر من 35 قتيلا وعشرات الجرحى.
جاء ذلك، بعد يوم سقط فيه أكثر من 120 قتيلا، أغلبهم في حماة وحمص، وفي وقت تستأنف فيه المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع السلطات السورية والمعارضين السوريين (وتشارك فيها جمعية الهلال الأحمر السوري)، لإجلاء الأطفال والجرحى من حي بابا عمرو في حمص.
وكانت هذه المفاوضات التي استمرت 12 ساعة السبت، قد فشلت في تحقيق أي تقدم، ولم تسفر عن إجلاء أي من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للعلاج خصوصا، بمن فيهم صحافية فرنسية وآخر بريطاني، الى جانب نقل جثماني صحافيين آخرين.
الاستفتاء على الدستور
وفي حين تصف المعارضة السورية عملية الاستفتاء على الدستور بأنها «مساع زائفة»، تتم وسط عنف دموي، تصر السلطات على أنها تدخل ضمن مبادرات «إصلاح» تبناها نظام الأسد لتهدئة «الاضطرابات» المستمرة في البلاد منذ أكثر من 11 شهرا.
وقد قاطعت المعارضة، والمناطق التي تسيطر عليها، هذا الاستفتاء، معتبرة أنه لا شرعية له، بينما ذكر التلفزيون الرسمي ان «عمليات الاستفتاء تتواصل بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن». وقالت وكالة سانا إن الإقبال في دمشق كان كبيرا.
يذكر أن الدستور الجديد، الذي سيحل محل دستور 1971، في حال إقراره، يلغي الدور القيادي لحزب البعث الحاكم منذ خمسين عاما، ويحدد مدة ولاية رئيس الجمهورية بسبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ولكن هذا لا ينطبق على الرئيس الحالي بشار الأسد، إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.
الطيران الحربي فوق حمص
ويأتي الاستفتاء في وقت تستمر الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق ضد نظام الأسد، والتي تُواجه بحملة قمع دموية تسببت بمقتل أكثر من 8000 شخص حتى الآن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ففي حمص (وسط) تجدد القصف براجمات الصواريخ، والمستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، خصوصا بابا عمرو والحميدية. وأفادت لجان التنسيق أن الطيران الحربي يحلق فوق المدينة، وأن «لا منزل في حمص إلا وفيه قتيل أو جريح أو مفقود أو معتقل، فكيف يذهب أفراده الى الاستفتاء»؟
وتابعت اللجان أن معظم أحياء حمص، الهادئة نسبيا، في القصور والخالدية والقرابيص وجورة الشياح والبياضة، واقعة نسبيا تحت سيطرة الجيش الحر. وأنه «لا يوجد اي انسان في الشارع، وكل شيء مقفل، ولا يوجد فيها مركز اقتراع واحد. فكيف بالحري الاحياء التي تشهد قصفا»؟
وأظهر شريط فيديو وزعه ناشطون التقط في بابا عمرو، انفجارات تتعالى منها سحب دخان أسود. ويقول صوت مسجل «هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ».
وقال إن «أحياء مثل جوبر والسلطانية وكرم الزيتون والانشاءات القريبة من بابا عمرو تتعرض لتضييق باطلاق النار على المنازل، واقتحامات لمنازل يتم طرد الاهالي منها وسلبها واحراقها، بينما رصاص القناصة يضرب هنا وهناك على كل ما يتحرك».
وقال الناشط ابو بكر إن «البيوت مدمرة (...) وكأننا نشاهد نشرة اخبار عن فلسطين أو هيروشيما بعد ان تدمرت. لا كهرباء لا ماء ولا اتصالات ولا هواء نظيفا».
وقتل، أمس، 9 مدنيين إثر اطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان. كما قتل 3 مواطنين آخرين في اطلاق نار وقذائف على أحياء أخرى، بينما سقط 4 من قوات الأمن، بينهم ضابط، اثر اشتباكات في الحميدية.
وفي درعا (جنوب) قتل 3 من عناصر الامن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات. كما قتل جنديان في مدينة داعل في اشتباكات مستمرة، وقضى مدني برصاص قوات الأمن في بلدة علما، وآخر في مدينة نوى، وثالث في قرية أم ولد خلال اقتحام القوات السورية للقرية.
كما سجل المرصد مقتل مواطن «برصاص قناصة في مدينة اعزاز في محافظة حلب»(شمال).
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن مقتل «مواطن (45 عاما) اثر اصابته باطلاق رصاص من حاجز امني في مدينة معرة النعمان». كما تجدد القصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري النظامي على كل من بلدة آفس ومدينة سراقب وخان شيخون.
الوضع في حماة
وبالتزامن، هزت انفجارات عدة معظم أنحاء حماة (وسط) مع إطلاق نار من حواجز الأمن والجيش السوري المنتشرة في المدينة. وتسبب القصف في مقتل 8 أشخاص، وهدم عدد من المنازل في بلدة حلفايا خصوصا، ما اضطر سكانها للانتقال إلى أحياء مجاورة، بعدما باتت بلدتهم منكوبة وبحاجة لتدخل المنظمات الإنسانية لإغاثتها.
من جهة أخرى، سمع دوي انفجارات عدة في مدينة الزور (شرق) التي شهدت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الاحد.