كلمات ذابت مع الأيام
• ررخ: سقط من الاعياء
• رك: صندوق فاكهة
• رطب عنب.
• روشنة: ديكور جميل في مباني الكويت القديمة.
• رفي: رقع الثوب.
• ربعة: زاوية المنزل.
• راهم: وافق.
• ريت: اتجاه مستقيم.
• ساس: حائط وظل الحائط.
• سحن: سحق.
• سرو: دود.
«الكويت تاريخ وحضارة وتراث»
623 م معركة كاظمة ذات السلاسل.
2800 ق م. حضارة فيلكا ايكاروس.
1650 م اقامة اول حصن كون بن عريعر.
1711م وصول آل الصباح الى الكويت.
1713م تأسست مدينة الكويت تحت اسم القرين.
ألف صلاة وسلام عليك يا حبيب الله محمد اليباب والتلولش (الزغاريط) من سمات العرس الكويتي
كتب غنيمة الفهد :
• عقد القران
العرس فرحة وبهجة (يباب) زغاريط وأغان تشدو في هذا اليوم البهيج. دفوف عديد جمع (عدة) فرق شعبية تقوم باحياء هذا العرس بكل تقاليده واهازيجه وتراثه.
وتبدأ الفرحة بوصول العروسة إلى باحة الاحتفال، وهنا تصدح الدفوف والحناجر، عليك السعيد سعيد ومبارك ولا اله الا الله يا مفاولت الجبين ويا مصلي الخمسين عليك بالقبلاني يا شمعة الصبياني يا عطايا الراحمين لا اله الا الله ثم تبدأ المدائح الدينية في هذه المناسبة السعيدة ومثال على ذلك صلى عليك الله يا العدناني
يا مصطفى يا صفوة الرحماني
قوموا لا منه على كرسي الرضا
حتى تراها الحور والولداني
يا حسنها من ليلة جليت بها
بمحمد هو سيد الاكواني
في حلة ذهبية قد أقبلت
صفرا ومشرقة على السلطاني
في حلة حمراء لما انجلت
الله فضلها على النسواني
قد خمروها بالسواد وقد سبت
كل الورى يا معشر الاخواني
لما مشت من بينهم وتبخرت
قالت عطاني الله عظيم الشاني
يا امنه قومي اسبلي سيف الرضا
قالت اريد وعدا يكون اماني
نزلت ملائكة السماء لعرسها
ونقطوها الدر والمرجاني
لما مشت خدامها جدامها
بمباخر الفضة وعود الباني
ولبسوها التاج فوق جبينها
مرصع بالدر والمرجاني
رضوان ربي دائما على النبي
وهي معه في جنة الرضواني
صلى الهي على النبي وآله
ما اشرقت شمس على الأكواني
امنية في امانيها
مليحة في معانيها
تجلت وانجلت حقاً
سألت الله يهنيها
جبين كا البدر يا ضي
وريقا يشفي امراضي
لها رب السماء راضي
واحسن في معانيها
لها حاجب كما الاقلاسي
وتتمايل كعود الياس
فما من مثلها بالناس
ابا المختار حظي فيها
لها عين غزالة
وفوق الخد لها خالة
خلقها جل جلاله
وأحسن في معانيها
لها فم كما المحبس
وجنب ناعم أملس
نطق لها جمل اخرس
وظل حاير فيها
ضفاير شعرها خلت
على اكتافها دلت
وجات الحور وتملت
وحور العين تجليها
فلما تمت الجلوه
وراحوا فيها بالخلوه
وكانت ليلة حلوة
ابا المختار حظي فيها
تجلت يوم الاثنين
وحملت بالنبي الزين
هب السعد هبايب الأرياح
يا شارى العقال والصلاح
عليك سعيد ومبارك
ولا إله إلا الله
يا مفاولت الجبين ويا مصلي الخمسين
عليك بالقبلاني، يا شمعة الصبياني يا عطار الراحمين
لا إله إلا الله
•• صفحة اسبوعية متخصصة في التراث والتاريخ، إعداد وبحث الكاتبة والباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد ••
جمال الواجهة وقوة البناء من سمات الفن المعماري في الكويت
كتب غنيمة الفهد :
• دائرة الأمن العام تأسست عام 1938
رغم بساطة الحياة ورغم العيشة الضنكة وكذلك نضيف شظف الحياة وقلة الماء.
الا ان هناك فنا معماريا عظيما وثابتا وجميلا ومتناسقا، هذه المباني الجميلة لها قرن من الزمان او اكثر. واذا نظرنا الى مبنى دائرة الامن العام لوجدنا جمال الاقواس في هذا المبنى الى جانب المبنى الواضح في الصورة والذي تأسس عام 1938 ومهمته حراسة الحدود وحماية شؤون البلاد.
ويوجد هذا المبنى في ساحة الصفاة السابقة، المبنى جميل يميزه قوس من الديكور في اعلى السقف، سقف المبنى وبه بلكونات واضحة وخلفها الابواب وهو مبنى مربع جميل قوي لا يزال الى يومنا هذا.
اما اجمل مبنى ولا يزال صرحا عظيما الى يومنا هذا فهو قصر السيف الذي بني عام 1906 ولقد قام الشيخ سالم المبارك بتجديده عام 1917 وكتب على بابه الحكمة التي لا تزال الى يومنا هذا «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك» ثم جدد في عهد الشيخ عبدالله السالم سنة 1961.
أمامبنى ادارة الجمارك فلقد تأسس في مايو 1899.
ونجد ايضا المستشفى الاميري الذي افتتحه الشيخ احمد الجابر سنة 1949 وهو مبنى جميل لاحظ الاقواس الجميلة والديكور الجميل وكذلك مبنى القنصلية البريطانية انشئ عام 1904، وتسمى سالفا دار الاعتماد البريطاني اغلب ما يميز الفن المعماري القديم القوة في البناء الاقواس الجميلة وجمال المبنى والديكورات التي تزين السقف ويعتبر اغلب الفن المعماري متشابه ومتناسق في شكله واجمل المباني هو دائرة المعارف وقصر الشيخ خزعل.
ومن الجدير بالذكر ان مستشفى الإرسالية الأميركية أول بناء في الكويت مبني من الخرسانة المسلحة ويستعمل فيه الأسمنت الذي كان يستورد من الخارج وقد قدرت تكاليف البناء ستة آلاف دولار. وافتتح المستشفى عام 1913 ويتميز هذا المبنى بجمال العمران فيه من أقواس جميلة وديكور من الجبس في أعلى المبنى ولقد كان تحفة معمارية ولايزال من المباني الجميلة.
ومن المباني الجميلة التي لاتزال إلى يومنا هذا هو بيت البدر إلى جانب بيت السدو وتمتاز هذه المنازل بالجمال داخل المنزل من فناء واسع رحب إلى جانب الليوان الذي يعتبر من أجمل الديكورات في ذلك الحين ناهيك عن جمال مدخل المنزل – الذي هو الدهليز الذي يسميه أهل الكويت في لهجتهم «الدهريز» أما لحجة (ل ح ج ة) السطح لديها من الفن في المعمار ما يفوق الوصف يضاف إلى ذلك الباقدير، والغرفة العلوية اضافا جمالاً على جمال في الفن المعماري.
• الجمارك • قصر السيف العامر • دائرة الأمن بنيت عام 1938 • عطوا المقرم إعشى باجر يجيكم يمشي • قصر الشيخ خزعل • بيت البدر رمز للتراث المعماري الكويتي القديم • القنصلية البريطانية
• الشارع الجديد سمي بذلك كونه أول شارع على الطراز الحديث
بقلم: غنيمة الفهد
جميعنا يعلم ان الكويت في السابق بنيت بيوتها من طين، وصخر البحر حتى القصور مثل قصر بيان في منطقة الجابرية بالقرب من حولي، هو في الواقع قصر كبير بني من طين احمر.
وجميع البيوتات الكويتية يتم بناؤها على نمط واحد، هو عبارة عن دهليز على يمناه الديوانية ثم الفناء (حوض المنزل) تتوسطه بركة او جليب، ثم الليوان دار ما دار المنزل وبداخل هذا الليوان غرف المنزل.
الاسقف لا شك أنها من منقور، وجندل وباسجيل، وجميع هذه المواد تستورد من الهند عن طريق السفرات في مراكبهم يذهبون بالتمور ويحضرون هذه المواد للبناء.
وبعدها بدأ يلعب «الاسمنت» دوراً مهما في المباني التي اعتبرها الكويتيون شيئا جديد، فتركوا الطين وصخر البحر منذ بدأ التطور العمراني الجميل وافتتاح شوارع جديدة مثل الشارع الجديد وهو بالفعل شارع عبدالله السالم ويمتد من بوابة الشامية حتى ساحل البحر، وسمي بالشارع الجديد كونه اول شارع على الطراز الجديد.
ولقد لعب المنقور دورا كبيرا في تغطية اسقف الغرف بعد وضع الجندل والباسجيل وله عدة استعمالات اخرى لفرش الغرف والدواوين والمجالس.
اما اول مبنى بني من الاسمنت الخالص وكان موضوع استغراب وفي الوقت نفسه بهجة وفرحة.
كان المستشفى الاميركي وهو مستشفى الارسالية الاميركية وترجع فكرة تأسيس المستشفى الاميركي الى عهد الشيخ مبارك الكبير (1896 ــ1915م) وقد جرى تسليم الارض الى الطبيب مليري، وهو طبيب انكليزي، وتم افتتاح هذا المستشفى عام 1913، وهو اول بناء في الكويت مبني من الخرسانة المسلحة واستعمل فيه الاسمنت الذي كان يستورد من الخارج، وقد قدرت تكاليف البناء بستة الاف دولار اي ما يعادل الان 1820 دينارا. ونعود الى اجمل المباني التي تم بناؤها في المدينة مدينة الكويت مبنى دائرة المعارف بالخمسينات في شارع فهد سالم، والتي تأسست بتاريخ 5 يناير عام 1937.
اما اجمل المباني، فهو مبنى دائرة الامن العام واجهة وشكلا وقوة ولا يزال الى يومنا هذا صرحا شامخاً يتحدى الزمن، تأسست مديرية الامن عام 1938 وتقوم على حراسة الحدود وحماية شؤون البلاد ومن المباني الجميلة ايضا والتراثية والتي حولها المجلس الوطني تحفة للتراث هو بيت البدر، بيت السدو، مبان راقية في تصاميمها وديكوراتها وابوابها اهتم قدماء الكويتيين بالابواب الخشبية التي كانت تستورد من الهند فكان باب بو خوخة هو الباب الكبير الذي له فتحة صغيرة تسمح بدخول اهل البيت الى الدهليز، لقد لعب الاستاذية دوراً مهما في البناء والتعمير، ويستعمل الاستاذ كيسا من القماش يسمى شمتة يضع فيها ادوات البناء الجدوم والخيط والبلد بكسر الباء والصخين والهيب وأجره الاستاذ درجة اولى 20 روبية والاستاذ درجة ثانية 15 روبية والاستاذ درجة ثالثة 12 روبية، اما العامل او البناء والجمع بناني فهو 4 روبيات يومياً.
هذه هي حياة اهل الكويت تعاون وعطاء ان اهل الكويت هم الذين بنوا كويت الماضي باصرارهم وكفاحهم، بنوا منازلهم الطينية وابدعوا في البناء، فكانت النهضة وكان العطاء.. إلهي احم بلدنا من شرور الاشرار آمين يا رب العالمين.
لعبت الكتاتيب في مختلف أنحاء الكويت دورا أساسيا في نشر التعليم
كتب غنيمة الفهد :
• صورة تبين المطوع وتلاميذه ويبدو اللوح معلقا على الحائط ومكتوبا عليه الحروف الهجائية
التعليم قديما توارثه الآباء عن الأجداد
الملا محمد الفارسي في محلة القناعات والملا حمادة في حي آل سعود.
الملا قاسم والملا عابدين والملا راشد الصقعبي (بن شرهان) والملا عبدالوهاب الحنيان
والملا محمد بن عثم والملا زكريا الانصاري
ولي الأمر يقدم ابنه الى الملا ويقول له: «لك اللحم ولنا العظم»
«البشتختة» صندوق من الخشب يحفظ فيها الطالب أدواته التعليمية.. أما «المشتختة» فهي التي توضع فيها اسطوانة الغناء
رسوم المطوع الدخالة.. الخميسية.. النافلة.. العيدية.. ثم رسم الختمة إلى جانب الفطرة
وسائل العقاب عند المطوع العصا.. الجحيشه.. والصنقل
الملا عبدالله العوضي في محلة النصف والملا محمد البغدادي في محلة العنجري والملا عمر قرب مسجد الفهد والملا فرج الهارون جنوب مسجد السوق والملا خلف دحيان في محلة بالمدرسة المباركية
نعم أنهم يذهبون يومياً إلى الكتاتيب (المطوع) لتلقي العلم والمعرفة على أيدي هؤلاء المدرسين الأوائل تحت مسمى مطوع أو ملا، الصبية يجلسون على الأرض وأمام كل منهم صندوق من الخشب يسمى «بشتختة» يحفظ فيها طالب العمل أدواته عند الملا.
لقد انتشرت الكتاتيب في مختلف انحاء الكويت للبنين والبنات على حد سواء. أما المواد التي يتلقاها طالب العلم من المطوع فهي مبادئ تعليم بسيطة، ولكنه هادف وغني في ذلك الوقت. وتشمل هذه المواد مبادئ القراءة والكتابة والحساب وما تيسر من القرآن مثل سورة الفاتحة وحفظ «رب يسر ولا تعسر، رب اتمم علينا بالخير»، ثم حفظ جزء عم.
وكان الملا راشد الصقعبي، الذي يسمى بابن شرهان، فتح كتاباً للتعليم في محله المرزوق يساعده ابنه الملا سعد. ويعتبر هؤلاء المطاوعة الرواد الأوائل. وأبرز هؤلاء المطاوعة محمد بن عثم في محله الجوعان، والشيخ اسحاق في محله عبدالرزاق، والملا زكريا الانصاري في سكة ابن دعيج، والملا خلف دحيان في محله المدرسة المباركية، والملا عبدالله العوضي في محله النصف والملا محمد البغدادي في محله العنجري والملا عمر قرب مسجد الفهد.
ويتعلم الطفل في هذه الكتاتيب، الكتابة على اللوح حيث يكتب حروف الهجاء بالحبر الأسود ويحفظها عن ظهر قلب ثم تمسح الألواح ليكتب عليها الدروس الأخرى. وتعتبر البشتختة (صندوق من الخشب) تحفظ فيها أدوات الطالب. وسورة الفاتحة وجزء عم، أهم مادة يحفظها الطالب عن ظهر قلب، ثم جملة «رب يسر ولا تعسر، رب اتمم علينا بالخير»، إلى جانب تعليمهم مبادئ الكتابة وتحسين الخط بالدواة والقلم. والرسوم التي يحصل عليها المطوع متعددة وهي: (الدخلة) (الدخالة) أي دخول الطالب إلى الكتاتيب، ثم الخميسية تدفع كل صباح كل خميس، ثم النافلة وهي عبارة عن (هريس) قمح ولحم في يومي الاثنين والخميس توزع في الحواري والأزقة وهي (نقصة) ومناسبة دينية كما أنها بمنزلة (صدقة) يتصدق بها قدماء أهل الكويت، وهذه العادة ذابت مع الأيام. وكذلك هناك رسوم العيدية أي في العيد إلى جانب الفطرة ثم رسوم الانتهاء من حفظ جزء من القرآن (الختمة) وهذه أقوى الرسوم وتمسى (رسوم الختمة)، وللمطوع عقاب صارم لمن لم يحفظ الدرس أو يتغيب عن الحضور منها: العصا، و«العصا لمن عصا»، و«الفلقة» والجحيشه، وربطه بالصنقل وهي سلسلة من الحديد توضع في ساق الطفل وفيها مفتاح. لقد أوجد هذا العلم البسيط وعياً فكرياً ساهم في وقت مبكر بتنوير طلاب العلم بالنور والمعرفة، وبدأ التفكير بوجوب انشاء التعليم الحديث وكان الجميع يسعون إلى تطوير علم المطوع إلى علم أوسع وأكبر. وذلك سأستكمله في الأسابيع المقبلة.
بقلم: غنيمة الفهد
رغم شظف العيش، وقلة موارد الحياة من ماء وزرع وما شابه ذلك، ورغم قسوة الطبيعة وشحها المستمر بصحرائها القاحلة، ومناخها القاسي، فان شعب الكويت أبى أن يطأطئ الرأس لهذه الظواهر السلبية المستمرة والمعاناة اليومية بسبب هذه الظروف الصعبة التي مر بها سابقاً ويوميا. نعم لن يخضع لهذه الظواهر السلبية وحاول بكل ما أوتي من قوة وعزم، مقرونا بالكفاح المستمر، أن يحيل هذه الظواهر الى ظواهر ايجابية، وحاول مرة تلو الاخرى حتى أخضع بمحاولاته تلك البيئة لمصلحته وسخرها لطاعته، وبقي شيء صمم أن يحصل عليه ولو بالقوة، وان يتعلمه ويبحث بين طياته هذا الشيء هو، العلم والمعرفة، وصرخ بأعلى صوته باحثا عن هذه الجواهر التي ستفتح له ابواب المعرفة، مرددا بصوت عالٍ، العلم نور والحياة معرفة، فبدأ بأنامله وأظافره يشق طرق الحياة بداية ونهاية، فالبداية كانت بسيطة ومحدودة، ولكنها هادفة لمستقبل أفضل وحياة تعليمية قوية راقية، لتضيء له مستقبلا باسما، وحياة رفاهية، بعلم غزير دافق. بدأ الطريق الشاق باتجاه العلم نحو الرواد الأوائل، حيث انتشرت الكتاتيب في مختلف أنحاء الكويت، ولعب هؤلاء الكتاب في الكويت، الى عهد ليس ببعيد، دورا أساسيا في نشر التعليم البدائي، إذ كانوا أداة لتعليم النشء مبادئ القراءة والكتابة والحساب وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم.
وعلى الرغم من ان التعليم في كتاتيب الكويت مهمته اقتصرت على تعليم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، فان هذه الفترة، كبداية في طريق النور والأمل والعلم، قد أفادت مرحلة البناء والعمل، وتأسيس دولة سباقة، فكان هذا العلم البسيط السابق كما أوضحته في هذه المقالة، قد أثرى وعاد بالخير واليمن على شعب يشق طريقه نحو حياة مستقبلية افضل، وحياة رائعة ايضا بانجازاتها وعطائها واستمراريتها، فقد استطاعت هذه الحقبة الزمنية وبهذا العلم البسيط، ان تلبي حاجة تلك الامارة الصغيرة، التي تقع على شواطئ الخليج العربي في تخريج كتبة يعملون لدى التجار لضبط حساباتهم لدى الطواويش وكبار التجار (السفارة) الذين يجوبون البحار متجهين الى الصين وجنوب شرق آسيا مثل الهند وسيلان لجلب الأخشاب والباسجيل والبخور، وكان تسجيل ارقام وحسابات هذه التجارة هدفه معرفة الربح والمواد، واعداد هذه المواد في دفاتر تسجل للغوص والسفر، كما أنها ساهمت في ايجاد وعي فكري ساهم في وقت مبكر في تحفيز همة المواطنين الى وجوب تطوير هذا العلم البسيط وانشاء التعليم الحديث المقرون بانشاء المدارس، ونظمها وموادها ودراسة هذه المواد القوية من لغة وما شابه ذلك.
المدرسة المباركية أول مدرسة نظامية بعد الكتاتيب فكرة إنشائها تعود إلى الشيخ مبارك 1896 – 1915
كتب غنيمة الفهد :
اذا ذكر هذان الاسمان الشيخ يوسف بن عيسى والسيد ياسين الطبطبائي فإنه يرجع لهما الفضل في فتح اول مدرسة نظامية للفتيان وطالبي العلم.
وفي الواقع ان فكرة انشاء المدرسة المباركية تعود الى المرحوم الشيخ مبارك الصباح 1896 ـ1915. وهذا نوضح لكم كيف جاءت الفكرة وكيف تحول هذا الحلم وتلك الافكار الى حقائق ثابتة مؤكدة.
في احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في ديوانيته الشيخ يوسف بن عيسى القناعي تحدث السيد ياسين الطبطبائي الى وجوب تعلم كل ما يتعلق بمولد النبي من حقائق واعمال جليلة، وعلينا الاقتداء بسنته.
فكرة العلم فكر فيها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وهنا بدأ غرس البذرة بوجوب مدرسة نظامية وبدأت فكرة المدرسة المباركية نسبة الى الشيخ مبارك الصباح وفكرته العلمية بإنشاء اول مدرسة نظامية للبنين. وهنا يحدثنا الشيخ يوسف القناعي بقوله طابت لي الفكرة بانشاء مدرسة نظامية لتعليم الفتية فبدأت بالتبرع لهذا المشروع بملبغ 50 روبية ليست ملكي انذاك ثم بدأت بجمع التبرعات فحصلت من هذا التبرع على 12500 روبية. ونجد ان هناك من تبرع بالارض التي ستبنى عليها المدرسة، حيث تبرع اولاد خالد الخضير ببيت كبير للمدرسة وقد شارك بعض ابناء الكويت من يعملون في التجارة في هذا المشروع حتى وصل المبلغ 77500 روبية. وبدأ البناء وتأسست هذه المدرسة في فترة زمنية وجيزة لا تتعدى تسعة اشهر وتم افتتاح المدرسة المباركية في 22-12-1911، وقد تولى ادارة هذه المدرسة كل من:
1- الشيخ يوسف بن عيسى.
2- يوسف بن حمود.
3- وعبدالعزيز الرشيد.
اما المجلس فكان من كبار التجار وهم:
1- احمد الخضير الخالد.
2- شملان بن علي بن سيف.
3- احمد الحميضي.
وبدأت الدراسة لليوم المدرسي بـ 5 حصص 3 صباحا واثنتين بعد الظهر. ومدة الدرس ساعة والعطلة في شهر مارس عطلة الربيع، للذهاب الى البر للراحة والاستجمام. هذه هي قصة نشأة المدرسة المباركية اول مدرسة نظامية بعد الكتاتيب فكانت النواة الاولى ثم بدأت تكثر المدارس مثل الاحمدية وغيرها. وبدأ التفكير في افتتاح مدرسة نظامية للفتيات عام 1938.
لا شك ان تأسيس المدرسة المباركية ثمرة لجهد ابناء الكويت بتكاتفهم وتعاضدهم وتآزرهم، ووقوفهم صفاً واحداً حتى تم ادخال هذا النمط من التعليم الحديث.
ومن الجدير بالذكر ان فكرة انشاء المدرسة المباركية التي تعتبر مظهراً من اروع مظاهر التكافل الاجتماعي في الكويت، هذه الفكرة تعود الى الشيخ مبارك الصباح، حيث تعود الفكرة الى عام 1910، وهنا بدأت الفكرة بتحرك سريع من الشيخيوسف بن عيسى القناعي. فقد بدأ يجمع التبرعات، فتبرع الشيخ قاسم الابراهيم بمبلغ قدره 30 الف روبية. وتبرع الشيخ عبدالرحمن الابراهيم بمبلغ قدره 20 الف روبية، وكانا يقيمان في الهند لمزاولة التجارة، وهلال المطيري 5000 روبية، حمد خالد الخضير 5000 روبية وابراهيم جاسم المضف 5000 روبية، شملان علي بن سيف 5000 روبية.
أما حمد خالد الخضير، فقد تبرع ببيت كان يملكه لبناء المدرسة، وقد تكلف بناء المدرسة 16000 روبية، وبلغ عدد الطلاب 341 طالباً وذلك عام 1915 وأصبح الشيخ يوسف بن عيسى اول مدير لها.
وكانت المواد التي تدرس في المدرسة المباركية، هي:
1- القرآن الكريم.
2- اللغة العربية.
3- الحساب.
4- التفسير.
5- الفقه.
وفي عام 1936 فكر جماعة من التجار في ارساء قواعد التعليم على اسس حديثة. وجاء عهد الشيخ احمد الجابر الذي طلب فرض ضريبة خاصة تقتطع من واردات الجمارك، تقدر بنصف في المائة. وهنا تجلس اول مجلس للمعارف في الكويت، ليتولى الشؤون الادارية والمالية المتعلقة بالتعليم.
ونجد هنا ان المدرسة المباركية قد تحولت الى مدرسة حكومية، حيث انشئت عام 1958 على طراز نموذجي، ومن هذا المنطلق، بات علينا ان نذكر الرواد الاوائل والذين كانت لهم اليد الطولى في تأسيس المدرسة المباركية، وهم:
الشيخ محمد الشنقيطي مدير مدرسة النجاة. الشيخ عبدالعزيز الثعالبي الزعيم التونسي والشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة (المنار) علماء أفاضل زاروا الكويت
كتب غنيمة الفهد :
الجهة الشرقية في مبنى المباركية القديم، بعد ان أضافت المعارف الطابق الأعلى لها قبل سنة 1946م.