سويرة راحت البر .. تييب العيش الاحمر وتحطه بالصواني على ييت خوالي ، خوالي يادلالي ....

أحمد العبدالهادي: رئيس بحارة السفينة الداو وجاسم الوزان، حسن المحميد، غانم بن مفتاح، رشدان بن حمدان، ياقوت المانع، موسى بن عمران، علي بن مذكور، فهد صالح الطراروة، علي نعماني، سليمان بن قصار، اسكندر خليفة بن عمران، عبدالله إبراهيم البلوشي.
• أما النهامة: وهم مطربو السفينة سالم المرطة، سعد العبكل، سعد بن شريدة، عبدالعزيز الدويش، خليفة الفياض، غضبان بن غضبان، سلطان الحربي، محمد القشطي، فرج بن هندي، عبدالله بن يحيى، بوزايد العميري، فيروز الهندي، راشد الجيماز، يعقوب كحيل، فرحان بوهيلة، صالح كحيل، بن أحمد شريدة بن سالم، سليمان الغرير.
• أما المكبس: عازف العود، فيعتبر المطرب عبدالله الفضالة وقد التحق بوظيفة «مكبس» والمَكبْس مطرب السفينة لخلق جو من الرفاهية على السفينة في الموانئ المختلفة أثناء فترات الراحة. ومن المطربين أيضاً يوسف البكر (المكبس) في بغلة البدري مع النوخذة عبدالعزيز القطامي هذه هي حياة البحر. مشاق ومخاطر ومكسب وحب وتعاون ومشاركة وفرح وغناء وأهازيج خاصة قيلت في البحر منها توب توب يا بحر، اربع والخامس دخل، ما تخاف الله يا بحر.
 
البحر هبة أهل الكويت



بقلم: غنيمة الفهد
لقد لعب البحر دورا مهما في وجود كلمات واغلب هذه الكلمات ذابت مع الايام، لكساد حرفة الغوص في البحر لم يسلم شيء إلاَّ وله مسمى، لذا قيل الهوا نسناس وهي ريح عذبة باردة، وكذلك يقال للريح المناسبة لوجهة سير السفينة «وَلمْ» ومهيال ريح شديدة تهب فجأة من جهة غير متوقعة، اما اخطر الرياح فهي طُوفان وهي من اشد الرياح التي تفاجئهم في اسفارهم، ويبقون هنا تحت رحمة الامواج والرياح، وهو ما يسمى بلغة أهل البحر التدبيرة وقد يؤدي الطوفان الى غرق السفينة وفقدان الكثير من بحارتها. اما كلمة بطين: ويعني اللسان، لسان من البر داخل البحر. اما الحد: فرمال ممتدة ينحسر عنها الماء احيانا. اما حردوب: فهي الارض غير المستوية في قاع البحر وتكثر فيها الارتفاعات والانخفاضات.اما حداب: فهي ارض مستوية التي لا كهوف لها فيها ولا شقوق ويغطيها رمل خفيف.
اما النقعة: فإما ان تكون طبيعية، لها فتحة هي مدخل النقعة ويكون الماء بداخلها عميقا، وإما صناعية فتبنى حوائطها من الصخور وتستعمل لحماية السفن الصغيرة والمتوسطة من شدة الامواج والرياح، واشهر هذه النقع: نقعة الصقر، نقعة الخرافي، نقعة النصف، نقعة العثمان، وهي كثيرة لا يسعني ذكرها لضيق المساحة.
واما ما قيل في نكبة الغوص ما صدحت به حنجرة الشاعر المميز زيد الحرب وهو من اشهر شعراء الكويت، وهو ايضا من رجال البحر، وقد توفي زيد الحرب عام 1972، مخاطبا الشيخ جابر العلي:
يابو علي بنخاك يا طيب الغال
حتيك مقر الجود مجده وطيبه
جيتك انا يا شيخ اشرح لك الحال
من حيث مثلك من عنى له يثيبه
تهنا وضعنا بين سارق ونشال
وحتى المؤجر حقنا بيغدي به
منا وفينا صايب القلب سلال
ماجه بلانا من جنود غريبه
وشوفتك يا شيخ في بعض الانذال
شوك دفن بالطين يابس عسيبه
هم يلعبون اليوم في خزنة المال
ويطالبون الشعب بلقمة غبية
حنا هل الديرة وحنا لها عيال
وحنا ذراها في الليالي العصيبة
وحنا عليها نكد بسنين الامحال
لي غار عنها الجن واخلا جليبه
ناس تكد الماي وناس بهيال
وناس عن اعشيرج تقدح بهيبه
هذا ترى حداق وهذاك جمال
وهذاك زاروع يعايل شريبه
وراعي الحظور يباري اليم ليال
يخاف من لخمةٍ ذنبها يصيبه
والقيظ كله نجابل الغوص بجبال
ماي جنة الزرنيخ وزاده نهيبه
والغيص يشكي الضيم من بحر الاهوال
والسيب واقف دوم مثل النصيبه
ويركض على المجداف لي صاح يا مال
ونوم الملا بالليل ما نتهني به
ورحنا السفر والموج ياجنة الجبال
في غبة فيها المنايا قريبه
لاحولنا ديرة ولا حولنا جال
ولا من ذرا بالضيق نبتلي به
الاسواد الليل من دونهم حال
وبحر كسيف دوم تطبخ غبيبه
صور الشاعر زيد الحرب في هذه القصيدة مهن قدماء أهل الكويت وكفاحهم في هذه الحياة، وآن الأوان ان نكافئ المخلصين منهم بعد ظهور النفط.
ولقد لعبت الصخور ايضا دورا مهما في خوف البحارة على ظهر السفينة لما لها من مخاطر، فقد تشق السفينة وتبقرها ان داست او قعت عليها.
انواع الصخور
 
• بْقَرة: وهي قطع من الصخور تغرس في الارض الطينية وسميت بهذا الاسم لانها تبقر السفينة وتشقها، وتثقبها.
• بيمة: توجد في القاع الذي به المحار ووجودها دليل على وفرة المحار، وهي صخرة كروية ملتصقة بالارض الصحراوية، لونها اصفر سطحها مليء بالمرتفعات الزخرفية.
• بَاذُر: نتوءات صغيرة حادة كالامواس تقض مضجع القاص وتدمي اقدامهم ان داسوا عليها.
وقد لعب النواخذة دورا مهما في رئاسة السفن البحرية ونذكر منهم: عائلة الشاهين، منهم خليفة الشاهين الغانم، عائلة العسعوسي نذكر منهم النوخذة عبدالرحمن العسعوسي، عائلة القطامي، نذكر منهم النوخذة عيسى القطامي. عائلة العصفور، نذكر منهم النوخذة محمد عيسى العصفور، عائلة العيسى، نذكر منهم ناصر عبداللطيف العيسى. عائلة العثمان، نذكر منهم سليمان غانم العثمان.
الى جانب النوخذة العماني، علي ناصر النجدي، بن نخي الغانم، بيت صادق، عائلة العثمان نذكر منهم عبدالعزيز العثمان، عائلة الخرافي، عائلة الصقر، وعائلة المشعل، المبارك، المهيني، بشارة، الفلاح، العمر، الدرباس، البكر، العبجل، العبدالجادر، الغيث السميط، صرخوه، بورحمة فهد بن موسى الفهد بن سلامة الطراح، الطعان، الهلال، السمكة، بن شايع، بهمن فهد البلوشي، راشد بن راشد، عامر بن سيف عثمان بن نصرالله، تيفوني، حجي الفودري، حمد الجيران
 
الاسوار .. قصة من تاريخ الكويت كتب غنيمة الفهد :





تأسست الكويت تقريبا عام 1032 هـ، 1613م، ويعتبر عام 1688 بدء تأسيس الدولة.
وكلمة كويت «تصغير لكلمة كوت» وللكوت عدة مسميات:
1 ــ البيت المربع المبني على هيئة قلعة.
2 ــ أو بمنزلة حصن بجانب الماء
3 ــ أو كوت واكوات تعني القلبان المائية.
يعود حصن الكوت، او البيت المربع الى قبيلة بني خالد التي حكمت قرنين من الزمان اعتمدت على صيد الاسماك، وركوب البحر.
عرفت الكويت في السابق في الازمان الغابرة، بل واطلق عليها اسم القرين، وهو تصغير لكلمة القرن ويعني «التل» او الأرض العالية.
 
موقع دولة الكويت
على الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي يحدها شرقا الخليج العربي، جنوبا المملكة العربية السعودية، شمالا وغربا الجمهورية العراقية.
مساحة الكويت 17818كلم مربع.
المناخ: صحراوي قاري (حار جاف صيفا، دافئ شتاء، ممطر في بعض الأحيان).
الأسوار الثلاثة
السور الأول: بني السور الأول في عهد الشيخ عبدالله بن صباح ثاني حكام الكويت 1756، شرقا نقعة بن نصف، غربا نقعة سعود.
البوابات الملحقة بالسور: 4 بوابات
1 ــ بوابة الخليفة لقربها من مسجد وفريج الخليفة.
2 ــ بوابة سعود تقع بالقرب من فريج سعود.
3 ــ بوابة الفداع لقربها من منزل سليمان الفداع.
4 ــ بوابة السوق تقع خلف السوق الداخلي من الجنوب.
أسماء الدروازة ــ البوابات
1 ــ دروازة العبدالرزاق.
2 ــ دروازة البدر.
3 ــ دروازة بن بطي.
4 ــ دروازة الفداع.
5 ــ دروازة امديرس.
السور الثاني:
تم بناؤه عام 1814، وسبب بنائه محاولة بندر السعدون شيخ قبيلة المنتفق، وهو من القبائل العراقية، غزو الكويت ولكن بتكاتف أهل الكويت اصلحوا ما هدم من السور وقاموا بردع الصدع وهم يرددون:
قل لبندر قل له
لا يغره ماله
الاطواب جرت له
والسور يبنى له.
 
السور الثالث:
في عهد الشيخ سالم المبارك الذي صمم على احاطة الكويت بسور منيع، وذلك بعد معركة حمض التي وقعت في جنوب الكويت عام 1919 وفي شهر رمضان 1920م، 1338هـ.
اشترك الكويتيون كبيرهم وصغيرهم في بناء السور الثالث واستغرق البناء شهرا واحدا، طوله خمسة اميال من الشرق الى الغرب وبني من الطين الخالص له خمسة ابواب:
1 ــ دروازة الجهراء.
2 ــ دروازة نايف.
3 ــ دروازة البريعصي.
4 ــ المقصب.
5 ــ بنيد القار.
 
< كلمة طغى الماء تاريخ تأسيس إمارة الكويت
< بنو خالد وبيتهم والكوت الذي تحول إلى الكويت
< موقعة كاظمة ذات السلاسل حدثت على أرض الكويت بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد زمن كسرى إمبراطور الفرس 633م
< العتوب الثلاثة، آل الصباح آل خليفة، الجلاهمة
< لعب الفريج دوراً مهماً في التكاتف والتعاضد
الأطماع الألمانية والروسية في الكويت ومد خط سكك حديد
السور الأول الجهة الشرقية نقعة بن نصف
الجهة الغربية جناح نقعة سعود
مسمى الكويت في القرن السابع عشر القرين
سميت أم قصر نسبة إلى قصر أحمد بن رزق الأسعد الأصبيحي الخالدي
الشيخ بندر سعدون من زعماء المنتفق وهي من القبائل العراقية حاولت غزو الكويت فبني السور الثاني
 
• بوابة الجهراء سنة 1959 بعد هدم السور بعامين ويظهر في الصورة خزان للمياه ومحطة بنزين • الدخول من البوابة بعد فتحها
• بوابة الشامية (نايف) قبل عام 1957م
 
الاسوار .. قصة من تاريخ الكويت كتب غنيمة الفهد :





تأسست الكويت تقريبا عام 1032 هـ، 1613م، ويعتبر عام 1688 بدء تأسيس الدولة.
وكلمة كويت «تصغير لكلمة كوت» وللكوت عدة مسميات:
1 ــ البيت المربع المبني على هيئة قلعة.
2 ــ أو بمنزلة حصن بجانب الماء
3 ــ أو كوت واكوات تعني القلبان المائية.
يعود حصن الكوت، او البيت المربع الى قبيلة بني خالد التي حكمت قرنين من الزمان اعتمدت على صيد الاسماك، وركوب البحر.
عرفت الكويت في السابق في الازمان الغابرة، بل واطلق عليها اسم القرين، وهو تصغير لكلمة القرن ويعني «التل» او الأرض العالية.
 
موقع دولة الكويت
على الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي يحدها شرقا الخليج العربي، جنوبا المملكة العربية السعودية، شمالا وغربا الجمهورية العراقية.
مساحة الكويت 17818كلم مربع.
المناخ: صحراوي قاري (حار جاف صيفا، دافئ شتاء، ممطر في بعض الأحيان).
الأسوار الثلاثة
السور الأول: بني السور الأول في عهد الشيخ عبدالله بن صباح ثاني حكام الكويت 1756، شرقا نقعة بن نصف، غربا نقعة سعود.
البوابات الملحقة بالسور: 4 بوابات
1 ــ بوابة الخليفة لقربها من مسجد وفريج الخليفة.
2 ــ بوابة سعود تقع بالقرب من فريج سعود.
3 ــ بوابة الفداع لقربها من منزل سليمان الفداع.
4 ــ بوابة السوق تقع خلف السوق الداخلي من الجنوب.
أسماء الدروازة ــ البوابات
1 ــ دروازة العبدالرزاق.
2 ــ دروازة البدر.
3 ــ دروازة بن بطي.
4 ــ دروازة الفداع.
5 ــ دروازة امديرس.
السور الثاني:
تم بناؤه عام 1814، وسبب بنائه محاولة بندر السعدون شيخ قبيلة المنتفق، وهو من القبائل العراقية، غزو الكويت ولكن بتكاتف أهل الكويت اصلحوا ما هدم من السور وقاموا بردع الصدع وهم يرددون:
قل لبندر قل له
لا يغره ماله
الاطواب جرت له
والسور يبنى له.
 
السور الثالث:
في عهد الشيخ سالم المبارك الذي صمم على احاطة الكويت بسور منيع، وذلك بعد معركة حمض التي وقعت في جنوب الكويت عام 1919 وفي شهر رمضان 1920م، 1338هـ.
اشترك الكويتيون كبيرهم وصغيرهم في بناء السور الثالث واستغرق البناء شهرا واحدا، طوله خمسة اميال من الشرق الى الغرب وبني من الطين الخالص له خمسة ابواب:
1 ــ دروازة الجهراء.
2 ــ دروازة نايف.
3 ــ دروازة البريعصي.
4 ــ المقصب.
5 ــ بنيد القار.
 
< كلمة طغى الماء تاريخ تأسيس إمارة الكويت
< بنو خالد وبيتهم والكوت الذي تحول إلى الكويت
< موقعة كاظمة ذات السلاسل حدثت على أرض الكويت بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد زمن كسرى إمبراطور الفرس 633م
< العتوب الثلاثة، آل الصباح آل خليفة، الجلاهمة
< لعب الفريج دوراً مهماً في التكاتف والتعاضد
الأطماع الألمانية والروسية في الكويت ومد خط سكك حديد
السور الأول الجهة الشرقية نقعة بن نصف
الجهة الغربية جناح نقعة سعود
مسمى الكويت في القرن السابع عشر القرين
سميت أم قصر نسبة إلى قصر أحمد بن رزق الأسعد الأصبيحي الخالدي
الشيخ بندر سعدون من زعماء المنتفق وهي من القبائل العراقية حاولت غزو الكويت فبني السور الثاني
 
• بوابة الجهراء سنة 1959 بعد هدم السور بعامين ويظهر في الصورة خزان للمياه ومحطة بنزين • الدخول من البوابة بعد فتحها
• بوابة الشامية (نايف) قبل عام 1957م
 
مسلسل الصراع السياسي (2) : صراع القبائل الطمع والأطماع والسلب والنهب صفات القبائل آنذاك في الماضي التليد كتب غنيمة الفهد :




سأوضح للجميع بهذه الصفحة جميع الصراعات الخارجية التي عانت منها امارة الكويت في ظل آل الصباح ابتداء من معركة الرقة والى النهاية.
وقعة النصار في الفاو من عرب خزعل المرداو غزوا نخيل الدبوس وقتل في هذه المعركة احمد بن عبدالله الدبوس، عبدالعزيز بن فارس الدبوس. معارك صغيرة وحاسمة، ولكنها مقلقة ومزعجة لأهل الكويت.
وتظل الصراعات الخارجية سواء من القبائل الفردية او الجيران او غيرها، تهز الكويت بين الفينة والفينة وبين الحين والحين. تحدث معارك ومواقع مؤقتة ينتصر من خلالها الخير على الشر. الفر والكر، سلب الغنائم سمة هذه الغزوات والمواقع. قد يذكرها التاريخ او لا يذكرها، المهم انها حدثت واحدثت جلبة وضوضاء وفيها قاتل ومقتول وفيها منتصر ومهزوم.
وايضا هناك سرقات علنية وفي وضح النهار من غنائم وإبل وماشية. فهذه وقعة النصار في «الفاو». وهم فلاليح وقوم من عرب خزعل من جماعة المرداو، حاولوا الاستيلاء على نخيل آل الدبوس، ولكنهم فشلوا امام فزعة الكويتيين، ولكن قتل في هذه المعركة احمد عبدالله الدبوس وعبدالعزيز فارس الدبوس. اما غزوة ابراهيم بن عفيصان للكويت 1793 (1208هـ) فجاءت بخليط من ابناء البادية من العراض، وسدير والخرج.
علم اهل الكويت بها ودارت معركة كبيرة اسفرت عن انسحاب الى خارج حدود الكويت. ومن الجدير بالذكر، ان ابراهيم بن عفيصان احد القادة الوهابيين، اثناء انسحاب بن عفيصان تمكن من الاستيلاء على حلال اهل البادية الذين هم داخل حدود الكويت. وهرب بها الى مكانه الخاص به.
اما غزوة مناع ابو رجلين الزعبي امير الاحساء فقصد من غزوه اطراف الكويت أخذ الحلال من المواشي وما غير ذلك. فعلم اهل الكويت بذلك فأغاروا عليه ودارت معركة، هرب خلالها واستطاع اهل الكويت الانتصار عليه وفر مهزوما. وذلك 1797م ـــ 1212هـ.
اما غزوة بندر السعدون 1844 ـــ 1260هـ فانهار جزء من سور الكويت وتصدع بعض منه، لذا رأت نفس بندر بن محمد الثامر السعدون وهو من قبيلة المنتفق العراقية الهجوم بغتة، ظانا ان تصدع السور سوف يفتح له ثغرة الدخول الى قلب الكويت، فسار من دياره في العراق متجها الى الكويت، وهنا وقف الكويتيون معا وقفة رجل باسل كعادتهم دائما في الملمات والصعاب هبوا ووقفوا يشدون ازرهم، وذلك باصلاح الاجزاء المنهارة لسور مدينتهم، واحكموا الامر سريعا واصلحوا ما افسده الدهر، ونصبوا المدافع على سور المدينة بانتظار بندر السعدون وجماعته لتلقينه درسا لن ينساه ودهش بندر السعدون (عراقي المنشأ) وشهد بنفسه على غير ما كان يتوقعه ورأى بأم عينيه المدافع والبنادق فادرك حقيقة الامر وكان هذا اثناء حكم الشيخ جابر الاول بن صباح وقد تم ارسال الرسل الى بندر السعدون وقيلت له هذه العبارة ان هجمت على الكويت فان قبوركم ستكون تحت اسوارها وليس بيننا وبينك وبين شيخنا اي مشكلة ولكن اذا انت تريد مساعدة فان شيخنا سيعطيك الطعام. انصاع السعدون للامر، وغادر يجر اذيال الخيبة والندامة، اما موقعة طينة فحدثت في 15 رمضان سنة 1860م ــ 1277 هـ في عهد الشيخ صباح الثاني بن جابر وهي اتفاق ثلاثي بين قبائل العجمان، المنتفق، والظفير، في محاربة اهل نجد، وقاموا بالغارات على نجد ثم الزبير والبصرة وعلى بساتين النخيل، قرر الامير عبدالله بن فيصل آل سعود ملاقاتهم، مع اهل الرياض والخرج والخرمة وقبائل سبيع والسهول وجماعة من مطير وبني هاجر، ودارت معركة شرسة بينهم وبين قبيلة العجمان الذين التجأوا الى البحر وهو في حالة جزر وعندما جاء المد غرق حوالي 1500 لم ينج الا اميرهم وزوجته وسميت هذه المعركة بموقعة طينة.
معارك ومواقع متعددة ــ فروسية سلب ونهب
ان هذه المواقع هي في الواقع معارك صغيرة باعداد لا تتعدى الف مقاتل تعتمد من خلال ذلك على الكر والفر وسلاحها هو البنادق مرتجلة الخيل، وتستخدم اسلوب السلب والنهب، نهب الحلال من ابل وماشية وهناك مهنة ضرورية اثناء القتال الا وهي مهنة حامل البيرق واشهر من حمل البيرق هو عبدالله بن محمد المزين وهذه معركة وغزوة صغيرة اضرب لكم من خلالها مثالا عن السلب والنهب وهي غزوة ماجد الدويش احد رؤساء قبيلة مطير اقترب من حدود الكويت واقام فيها وكالعادة قام الشيخ محمد الصباح بتقديم التمر والارز باسم الضيافة حدثت هذه الغزوة 1892 وكانت قبيلتا العوازم وعريب دار نازلتين في (ملح) وكان الشيخ دعيج الصباح ضاربا خيامه بالقرب منهم فهجم عليهم ماجد الدويش واستولى على مواشيهم، وعندما علم الشيخ محمد الصباح لهذا الخبر امر بتجهيز الرجال واوعز لأخيه مبارك الصباح بقيادتهم وتأديب ماجد الدويش فتعاون العوازم مع فرسان عنزة فدارت رحى معركة حامية الوطيس لمدة اربع ساعات اسفرت عن هزيمة ماجد الدويش واتباعه وقد تم استرجاع ما استولى عليه ماجد الدويش من ماشية ومال.
هذه هي غزوات القدماء من الفرسان من اجل السلب والنهب معارك سريعة وغزوات خاطفة ينهزم فيها المهاجم في بعض من الاحيان. وهنا ايضا نوضح هذه الاعتداءات وتلك الغزوات فهذا اعتداء آل سعيد على الكويت سنة 1893، وهي من قبيلة الظفير على بعض القبائل التابعة للكويت واستولت على حلالهم من مواش واموال، فلما علم الشيخ محمد ام اخاه مبارك الصباح بالاغارة على طائفة السعيد الذي سيطر على الوضع وامطرهم بوابل من الرصاص، فروا هاربين تاركين ما سلبوه وقد تم استرجاعه.
موقعة الرخيمة عام 1901، بين قبائل شمر والشيخ مبارك، كانت هذه القبائل تهاجم بين الفينة والفينة القوافل التجارية، اشتاط غضبا الشيخ مبارك، فسير جيشا بقيادة اخيه حمود الصباح وكانت مواجهة قوية وساخنة بين جيش مبارك وقبيلة شمر فهجم جيش مبارك واستولى على كثير من اموالهم والالوف من الغنم والابل، وادبهم شر تأديب، وموقع الرخيمة يقع غرب شمال الروضتين، اما موقعة تل اللحم فكانت بين عبدالعزيز بن رشيد الذي هجم على سعدون باشا منصور شيخ المنتفق وهزمهم بن رشيد واستولى على اموالهم فاستنجد سعدون باشا بالشيخ مبارك، حيث تتبعه في السماوه ثم الخميسية حتى عين الضمد فاشتبكوا معه وهزموه وفر هاربا وعاد جيش مبارك ظافراً.
هذه حياة القدماء كر وفر وسلب ونهب وفروسية وقوة وهي كما جاء في قوله تعالى «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
 
< ماجد الدويش يغزو الكويت 1892 ـــ 1310هـ.
< اعتداء آل سعيد على الكويت 1893 ـــ 1311هـ.
< تعدي قبيلة بني هاجر على السفن الكويتية 1894
< غزوة إبراهيم بن عفيصان للكويت 1793
< غزوة مناع أبورجلين الزعبي 1797
< غزوة بندر السعدون 1844
< وقعة طينة 1860 من 15 رمضان 1277هـ.
< موقعة الرخيمة 1901 ـــ 1318هـ < موقعة طينة وغرق قبيلة عجمان في البحر


القبس
 
فتح نافذة على الوثائق الفرنسية الخاصة بتاريخ الكويت (1) أول صورة لمبارك الصباح في الصحافة الفرنسية

• مبارك الصباح في أول صورة تنشر له في الصحافة الأوروبية عام 1902
بقلم: يعقوب يوسف الإبراهيم
«العربية السعيدة» ARABIA FELIX هي التسمية اللاتينية لبلاد جزيرة العرب وممالك اليمن في الايام الغابرة. وهي اليوم عنوان دراسة مصورة عن تاريخ التصوير الشمسي لبلدان خليج جزيرة العرب. احتوت المطبوعة على 250 صورة فوتوغرافية تمتد الى فترة قرنين من الزمان بدأت منذ عام 1804 . اشرفت على هذا المشروع د. منيرة الخمير – الاستاذة الجامعية التونسية الاصل التي تدرس علم التاريخ في احدى الجامعات الفرنسية المرموقة بمبادرة من مؤسسة «ثقافة فرنسا» Culturesfrance وبالتعاون مع منشورات «بلاس دي فيكتوار» Place des Victories . ظهر الكتاب بحجم كبير وطباعة راقية في 165 صفحة. وقد تولى احد المتخصصين بهذه المادة (باسكال غيل) Pascal Gueyle البحث عن صور الموضوع وكتابة شروحها باللغات العربية والفرنسية والانكليزية. فجاء هذا العمل التاريخي ليسد نقصاً طالما عانت منه المكتبات والباحثون والمهتمون بهذا الشأن وهو جهد يشكر عليه. حدث كل هذا على الرغم من الزخم المتنامي للاصدارات التي تجتاح عالمنا المتأجج. لذا تحتم وجوب ضرورة ملحة لجانب التعقل في اخماد مسار التصادم وابراز مجال التعاون، وهما واجب مطلوب وعمل مرغوب.
قبيل هذا العمل ظهر كتاب بالالمانية يبحث عن اساس تاريخ البصريات الذي هو اساس صناعة التصوير الشمسي ومدى مساهمة علماء العرب والاسلام في تحقيق ذلك وعلى رأسهم ابن الهيثم المولود في بغداد عام 965 والمتوفى في القاهرة عام 1039 . اطلق على الكتاب مسمى «فلورنسا وبغداد وتاريخ البصر» للمؤرخ وعالم البصريات الالماني هانز بلتنغ الذي يقول في المقدمة: «اعتقد انني من عنوان الكتاب ذكرت قصة نشأة التصوير التي ترتب عليها تطوير الفن وعالم الرسم». وقد شاءت الظروف ان يكون الكتاب الاول مكملاً لما بدأه الثاني. ما اسلفناه هو جزء ضئيل من المشهد الثقافي الحالي في اوروبا، وتحديداً فرنسا والمانيا، والذي يعج بالكثير المتجدد يومياً.
حينما نتجه بالابصار نحونا، نجد العكس. يتبادر الى الذهن سؤال ملح: «اين نحن من هذه التظاهرة الحضارية، وما هو دور الكويت في مثل ذلك؟» ولكنني لن استغرب اذا سمعت اصوات المسفهين تصف بتلقيائية وعبثية ما وصلت اليه الحال: «انت وين والدنيا وين.. يقول تظاهرة حضارية!! شوف طق العكل وانحطاط الحوار وتدنيه.. حقيقة ما عنده سالفة». وربما كان لهم بعض الحق فيما يقولون وعلى الرغم من ذلك فهي ليست نهاية العالم وهناك الكثيرون ممن لا يصطفون خلفهم و«لو خليت لخربت». مقولة خالدة طالما سمعناها من افواه من عرف الحياة.
ولعلها هي طوق النجاة ومبعث الأمل في هذا البحر المتلاطم من الضياع وفقدان البوصلة. ولكننا هنا لا يمكننا التخاذل والانسحاب بـ «رمي الفوطة والخروج من حلبة الصراع»، علامة للخيبة. بل الركون إلى مواجهة عقلانية مهما كان مردودها والعمل لما يمكن تحقيقه بغض النظر عن حجمه كلٌ بطاقته، وهو إن اجتمع لكثير، وما البحار إلا من ينابيع، كما هي «النار من مستصغر الشرر».
ولكي نضع الأمور في نصابها علينا تحديد موقع الخطأ لمعرفة مكمن الخلل. وهذا يبدأ «بمبدأ التدبّر»، والتدبّر أو التدبير، إذا شُخص هو نصف الحل. وعدم الالتفات له هو الطامة الكبرى والفوضى العارمة. ومن يحسن فهم هذا الأمر البسيط تهن عليه الأمور المعقّدة. ونحن أمة لا ينقصها المال أو ضعف الحال ولدينا أساس يمكن البناء عليه، فلماذا التردّد إذاً؟ وأنا أتكلم هنا عن العوامل المشتركة التي تجمع الشعوب وتبني الجسور والتي يجب أن تهيأ وتستنهض ليباشر في تفعيلها. وعليّ أن أستأذن طلباً للفسحة لكي أوضح ما بدأت به واضعاً تجربتي الشخصية البسيطة:
 
الكويت وفرنسا و«القبس»
كانت فكرة الكتابة بالفرنسية والعربية عن تاريخ العلاقات بين الكويت وفرنسا والتي تمتد جذورها إلى ما قبل الثورة الفرنسية 1789م عملاً غير مسبوق. لكنها تحتاج إلى مدخل مناسب وتوقيت جيد لتعطي النتيجة المرجوة. فكانت زيارة صاحب السمو أمير البلاد الأولى لفرنسا بعد تسنمه مسند الإمارة في نوفمبر 2006 خير سبب. أتممت العمل وقامت «القبس» مشكورة بطباعته، احتفاء بالمناسبة، وتوزيع ما يقرب من خمسين ألف نسخة منه كحلقة في سلسلة إصدارات كتاب الشهر وكان العمل تطوعياً بالكامل هدفه سد النقص وإكمالاً لما تحتاجه تلك المناسبات للتعريف وعدم إلقاء اللوم على جهة بالتقاعس أو الأخذ بجريرة زيد أو عمرو، بل إن المراد والهدف الالتفات إلى مثل هذه الأمور حتى لا تتكرر، فنفقد المبادرة بإعطاء الكويت دورها واستحقاقها. ولم يكن الهم سماع ارتياح وإطراء من الجانب الرسمي الكويتي، فنحن أهل بيت ولا حاجة إلى التربيت على الظهر أو نيشان «يعطيك العافية» من درجة ما؟ فهي أمور لا تعنيني وليست ضمن اهتمامي «جاء الركب أو غدا».
بل كان جل همي منصبا لمعرفة رد فعل الطرف الفرنسي، وكان هو المقصود. ولم يطل الانتظار فجاءت الأمور مبشرة بحسن التقبل ثم الدهشة والإعجاب في الكشف عن أمور غير معروفة على الرغم من حدوثها، وغير مسبوقة على الرغم من تسجيلها، عبر قرون من التعارف والتعاون، كانت مغيبة ومجهولة من قبل المسؤولين والأكاديميين الفرنسيين. وقد اتضح ذلك من خلال اتصال إحدى الجامعات العريقة لأخذ الإذن والموافقة على إدراج البحث في المقررات الدراسية والاستعانة ببعض المراجع والمصادر التي تضمنها. ومن الجانب الرسمي كان اهتمام وزارة الخارجية الفرنسية ممثلة بسفارتها في الكويت حيث زارت السفيرة مدام بروزيه Breuzé جريدة القبس وشكرت السيد رئيس التحرير على المجهود في إبراز ما يقرب البلدين، إضافةً إلى اتصالات الملحقية الثقافية في السفارة الفرنسية بالكويت وجملة من المهتمين بأمور التاريخ وشؤون التوثيق وشارك بعض الأخوة من كتاب الأعمدة في الصحف الكويتية بالإشادة كما أن عددا لا يستهان به من المواطنين ممن يكثرون التردد على فرنسا للعمل أو الاستجمام قد طلبوا نسخا من الكتاب لإهدائه إلى معارفهم هناك، وما يسهل قراءته كونه قد كتب بالفرنسية إضافة إلى اللغة الأم.
 
تجربة ودور للمكتب الثقافي
كل ذلك أعطى علامة واضحة تدفع إلى الرضا وإشارة إلى أن خدمة الوطن ليست شعارات ترفع عند الحاجة أو هتافا لا يغني ولا يذر، وألا تقف المسيرة عند حد بل تستمر لإيجاد أرضية مشتركة ومشاريع ثقافية مستقبلية.
أسمع أصواتا تقول: «وماذا عن السفارة الكويتية في باريس؟» وجوابي على ذلك في غاية البساطة: «لم أسمع شيئاً». وقد علمت بأن «القبس» قد أرسلت محتويات صندوقين من الكتاب هدية منها إلى السفارة للاستفادة ونقل الفائدة.
هناك ما يبعث الأمل - وأحسب أن الأمور قد تغيرت - فما أن انتدب الدكتور محمد الفيلي وحل في منصب المستشار الثقافي في باريس حتى اتصل شاكراً مشجعاً وطالباً الموافقة على استخدام مادة البحث الذي تسلمه من السيدة حرمه الدكتورة دشتي. وقد وجد فيه وهو «الأكاديمي الفرانكوفوني» فائدة جمة لتطعيم الموقع الإلكتروني للمكتب الثقافي المزمع البدء فيه. فوافقت وبدون تردد وأبديت استعدادي لتقديم كل ما عندي والذي هو أساساً لخدمة الكويت ورداً لجميلها من دون تفضل أو مقابل أو منة. واستمر الاتصال وتبادل الأفكار الذي نتجت عنه مادة هذا المقال والبحث الذي يليه لما حوته من أحداث غير معروفة تفاصيلها، ظلت نائمة تنتظر من يوقظها من رقادها ليهتم بها وينقلها إلى دائرة الضوء.
 
دبلوماسيتنا ودبلوماسيتهم
ومن جميل المصادفات أن أقرأ في «القبس» في 12 أبريل 2008 عن ندوة عقدت في مقر إقامة السفير الكويتي في باريس ودعوته عدداً من كبار موظفي وزارة الخارجية الفرنسية وسفيري الولايات المتحدة وبريطانيا وجمعا من سفراء مجلس التعاون والعرب وصحافيين من فرنسيين وعرب. وفي سياق كلمة ألقاها بهذه المناسبة قال: «إن فرنسا دولة مؤثرة وشراكة الكويت معها تاريخية». ولا أدري إن كانت هذه إشارة إلى ما سبق الكلام عنه؟ وهي وإن جاءت متأخرة بعض الشيء، كالمثل القائل «إن تصل متأخراً أحسن من ألا تصل إطلاقاً». فعسى أن تكون المياه قد تحركت بعد طول ركود، وهذا ما نأمله! الموضوع نقلته برمته «كونا» التي لم تذكر أكثر من ذلك. وعسى أن تكون معلومة «الشراكة التاريخية للكويت مع فرنسا» معلومة لديها.
لا أريد أن أستفيض هنا في الكلام عن متطلبات المهمة للدبلوماسي، فهذا ليس هدف الموضوع أو شأنه. ولكن ما دفعني إلى كتابة هذه الخواطر والإبحار في قضايا مؤرقة وجدت سندها في مقولة الإمام الشافعي رضي الله عنه «حسبي بعلمي إن نفع». فارتأيت أن أوضح أن في التاريخ لعمل الدبلوماسي عدة وأداة لا يستغنى عنهما لهما سحرهما كإجادته للغة البلد المضيف ليصبحا مدخله للمعلومات ومفتاحه للاتصالات. لننظر ما نصح به أحد أعمدة العمل الدبلوماسي الحديث نيكولاس ميكافللي في كتابه الأمير: «إن اختيار وزراء الأمير وممثله ليس أمراً قليل الأهمية، فهم إما عناصر جيدة أو أنهم ليسوا على مستوى فطنة تدبر الأمير».
من هنا يأتي حرص الدبلوماسي على إبراز دور علاقة بلده مع مضيفيه كلما سنحت الفرصة أو حلت مناسبة أو ظهرت معلومة غير مسبوقة لتعطيه منزلة القرب والحميمية. ولنأخذ مثالاً حياً لذلك وهو ما تميز به التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي الذي يهتبل كل ما تيسر له في إحكام ربط وثائق العلاقة الثنائية لذا ترى اهتمامهم بالأكاديميين واضحاً ومهماً خاصةً حينما يتعلق الأمر بأمور الحياة والتاريخ ومعرفة السير، فينحصر فيها حديث حفلاتهم وعلى الدوام وإظهارها محاضرةً أو مطبوعةً أو مسموعةً لكي تترسخ إذا ما خانت الذاكرة لجعلها هدفاً في تقوية علائق الحاضر واستشرافات المستقبل قدماً كمشي المصافح للمصالح. فحياة الأمم لا تدوم إلا في اتصال ماضيها بمستقلها.
«ولا ادري هنا ان يكون ما اسلفت كلاما مجردا، وحديثا مرسلا، بل فضلت ان اضمنه واسنده بواقع معاش والاستناد الى القول من مصادره وبتفاصيله، فوجدت ما هو ادق واصدق في تجربة شخصية الدبلوماسي البريطاني المخضرم السير تيرنس كلارك وظهوره أخيرا في مقابلة تلفزيونية بثتها احدى الفضائيات. وكان يتحدث بلغة عربية طلقة وبسرور بالغ وتودد عن ايام سفارته في بغداد بين عامي 1985-1989 ابان تأزم وسوء العلاقة البريطانية ــ العراقية، والوجوم والشكوك اللذين سادا خلال مدة خدمته آنذاك. بيد انها لم تقف حائلا او عقبة امامه في كسر واجتياز الحاجز النفسي الذي تمترس خلفه النظام، مما ادى الى منع التقائه بأهل البلد ويقول عن ذلك «ان مهمة الدبلوماسي الناجح لا تقوم فقط على التعامل مع القنوات الرسمية ومقابلة المسؤولين، بل تتعداها الى الاتصال بمختلف اطياف المجتمع من مثقفين وفنانين ورجال اعمال.. إلخ. وعموم الناس اينما وجدوا حيثما كانت الظروف.
وكيف كان يتجول في الاحياء القديمة، ليتعرف على الدور التي سكنتها البعثات الدبلوماسية والتجار البريطانيون في القرنين الثامن والتاسع عشر في بغداد، وكيف يتحول الحديث مع أناس عاديين من التحفظ والخوف الشديد من قبلهم نتيجة النظام القمعي، الذي يمنع الاتصال بالاجانب، خصوصا الانكليز منهم، الى حديث ودي حميم تنفرج فيه الاسارير وتنطلق منه الروايات والذكريات عن «ابو ناجي ـ كنية الانكليز ـ وأيامهم هناك».
 
أول صور للكويت
لا بد لنا بعد هذا الاستطراد الرجوع الى لب الموضوع وبيت القصيد، وهو المادة التي نهديها لمن تعرضنا للكلام عنهم.
ان ما يستوقف الباحث عند ولوجه لما نحن فيه هو امران:
اولهما تاريخ بدايات اهتمام الصحافة الاوروبية بالكويت. وثانيهما انهم اول من دخلها من المصورين. والكل يعرف ان هذه الاهتمامات كانت منذ منتصف القرن التاسع عشر.
لندع الاول برهة، ونأت الى تاريخ الصور. ففي كتاب «الكويت واوائل الصور لها» تأليف وليم فيسي (1998) الذي ذكر «ان اول الصورالتقطها طاقم البارجة الروسية فارياج VARYAG في ديسمبر 1901» وهو غير صحيح. فأول صورة التقطها احد ضباط سفينة الامدادات البحرية الفرنسية دروم DROME في 14 أكتوبر 1900 وتعتبر الاقدم واقعا.
أما اول صور ظهرت للشيخ مبارك والامام عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بالاضافة الى مواقع واشخاص في الكويت، في الصحافة الاوروبية هي ما نشرت مقتطفا منه مجلة لوموند المصورة Le Modne Illustre الفرنسية في عددها رقم 23408 الصادر في باريس بتاريخ 29 مارس 1902. وهي صور التقطها طاقم البارجة الفرنسية كاتينا Catinat التي زارت الكويت في 20 فبراير 1902. وقد كتب قبطانها كيسيل KIESEL تقريرا مفصلا عن حادثة مهمة وقعت في الكويت في اول ديسمبر 1901. فأثارت اهتماما غير عادي للصحافة الاوروبية حتى اطلق عليها مسمى «ازمة الكويت».
وهو ما اردت هنا الكتابة بالتفصيل عنه للتعريف وازالة الغموض عن مجمل ظروفه لاهميته التاريخية اولا، ولجهل الاغلبية عنه بسبب عدم التطرق لتلك الحادثة التي اطلق عليها «حادثة العلم او حادثة بومون». وهي السبب الرئيسي الذي حدا بالحكومة الفرنسية حينها الى ارسال بارجة حربية والايعاز الى قائدها بمقابلة الشيخ مبارك وكتابة تقرير مفصل عن البلاد واهلها وكل ما يتعلق بها على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي. وهذا التقرير موزع حاليا في ارشيف وزارة الخارجية الفرنسية في باريس في ملف مسقط 17، مجلد 24-29: Ministere des Affaires etrangeres – Macate 17, Fos. 24-29 ونشرته مجلة لوموند المصورة كما اسلفناه فكان سبقا صحفيا عالميا حينها. وقد اثمرت جهود الدكتور محمد الفيلي في العثور على اصل الموضوع في المكتبة الوطنية الفرنسية وقام بترجمة ما جاء فيه مع تعليق مناسب.
(يتبع)
 
عودة
أعلى