إطلاله كويتية على الوثائق الفرنسية
في إطار توثيق المعلومات المنشورة عن الكويت في الصحافة الفرنسية، وبالذات في المرحلة السابقة على الاستقلال، وجدنا في ارشيف المكتبة الوطنية الفرنسية عددا من المقالات، أهمها مقالة منشورة في مجلة LE MOND ILLUSTRE الصادرة في 29ـ 3 ـ1902 وهى تتضمن اخبار رحلة قامت بها السفينة الحربية CATINAT.
تتضمن المقالة عددا من الصور النادرة، ولعلها من أقدم الصور المتوافرة عن الكويت.
عند ترجمتها تمهيدا لنشرها، سجلنا عددا من الملاحظات على المادة الواردة في المقالة، ورأينا، إكمالا للفائدة ان نضع المادة المترجمة بين يدي الباحث الاستاذ يعقوب الإبراهيم، فهو قد سبقنا في البحث في موضوع تاريخ العلاقات الكويتية ـ الفرنسية (العلاقات الكويتية الفرنسية منذ عام 1778ـ كتاب القبس 35).
ونال بحثه اهتمام عدد من الباحثين الفرنسيين باعتباره قد فتح امامهم بابا جديدا وممتعا، فنحن في المكتب الثقافي نعلم بأن الاستاذ JEAN FRANCOIS FAU من جامعة مونبيليه قد وضع المادة الواردة فيه بين يدي باحثي الدراسات العليا في مجال التاريخ، كما ان الاستاذ CALOT من جامعة ليون أبدى اهتماما بالموضوع.
والخطوة التي قام بها المكتب الثقافي هي بداية لعمل توثيقي نأمل ان يأخذ صورة كتاب عن الكويت قبل الاستقلال في الصحافة الفرنسية وفي الوثائق الفرنسية.
د. محمد الفيلي
المستشار الثقافي بمكتب الكويت في باريس
افذة على الوثائق الفرنسية الخاصة بتاريخ الكويت - 2
• صورة التقطها ضابط فرنسي لمجموعة من سكان الكويت عام 1902
بقلم: يعقوب يوسف الابراهيم
في الحلقة الثانية من «نافذة على الوثائق الفرنسية الخاصة بتاريخ الكويت» يستعرض الاستاذ الباحث يعقوب يوسف الإبراهيم تطورات الاحداث المتسارعة في الخليج والمنطقة المحيطة، ويشير الى حلم فرنسا بمد سكة حديدية من «سواسون» حتى البصرة عام 1889 لكن الدولة العثمانية رفضت المشروع. والصراع المحتدم بين الامبراطوريات الكبرى السائدة آنذاك للسيطرة وتقاسم النفوذ في الشرق الادنى والاوسط، ويعدد الانشطة العسكرية والسياسية لفرنسا في تلك الحقبة ويتوقف عند نتائج معركة الصريف والاشكاليات التي لازمت توقيع اتفاقية الحماية البريطانية مع الشيخ مبارك الصباح والمواجهات العسكرية مع الدولة العثمانية وكيف اصبحت الكويت تحت الحماية البريطانية.
عندما انسلخ القرن التاسع عشر من منتصفه وأقبلت نهايات العقد السادس منه، بلغ تصاعد حمى الإمبريالية الأوروبية درجة التصادم أحياناً، التي أحكمت خططها لتقاسم النفوذ في أقطار الشرق الأوسط والأدنى بينها، حينها استفردت بريطانيا بجنوب الجزيرة العربية والأقطار المطلة على خليجها العربي إضافةً إلى جنوب وأوسط بلاد فارس، بينما كانت فرنسا في عهد الإمبراطورية الثانية، حكم نابليون الثالث، تجدد اهتمامها الذي أصبح محسوساً لدى السلطات البريطانية في الهند خاصةً بعد معاناة بريطانيا في حرب البوير Boer War 1880-81 -1899-1902 في جنوب أفريقيا مما أدى إلى تدفق نشاط دول أوروبية أخرى. كان حلم فرنسا محاولة مد سكة حديد من سواسون Soissons حتى البصرة عام 1889، لكن الدولة العثمانية رفضت المشروع. أما روسيا فكــانت جــاهــزة للـتدخـل حـينمـا التـفت شاه إيران – ناصر الدين القاجاري (1848-1896) لها عام 1878 عند عصيان الجيش الإيراني ضده، مما حدا بقيصر روسيا – الإسكندر الثاني (1855 ــ 1881) لإنقاذه من جراء ذلك، فأرسل له قوة من فرسان القوزاق لحمايته الشخصية، وفي الوقت نفسه لحماية مصالح روسيا وتعزيز نفوذها في شمال البلاد. وكانت ألمانيا الأقرب إلى الإدارة العثمانية التي استعانت بخبراتها العسكرية في تنظيم جيوشها المتآكلة جراء الحروب الروسية والبلقانية. فساعدها اختراقها في إقناع العثمانيين في مد سكة حديد برلين – بغداد – البصرة، ومن ثم إلى الكويت.
ولكن المبادرة الأقوى كانت لبريطانيا حيث أحكمت اتفاقات الحماية لمصلحتها، فوقعت مع سلطان عمان ومشايخ الساحل المتصالح في 1873 ومن ثم مع شيخ البحرين عام 1880 وآخرها مع شيخ الكويت عام 1899. وقد وقفت إلى جانب الشيخ مبارك في حربه ضد أمير حائل نكاية بالعثمانيين والتي كان من نتائجها بروز نفوذ آل سعود واستعادة الملك عبد العزيز حكم آبائه وتأسيس الدولة السعودية الثالثة.
وما ان بزغ القرن العشرين حتى ابتدأت السفن الحربية والتجارية لكل من فرنسا وروسيا بارتياد مياه الخليج منافسةً لبريطانيا ولكن تلك المحاولات لم تثمر عن شيءٍ يذكر لإزاحة نفوذها. إلا انها تركت تبعات وآثارا سياسية وعسكرية واقتصادية، وهو ما أكده وزير خارجية بريطانيا اللورد لانسدون Lansdowne في مايو 1903 في مجلس اللوردات: «إن بريطانيا لن تسمح لأي قوة عسكرية بتأسيس قواعد لها في الخليج». وهي روح التحدي نفسها التي ظهرت بزيارة مندوب الملك في الهند اللورد كيرزن لأقطار الخليج في العام نفسه (1903).
التواجد الفرنسي
وعلى الرغم من كل ما سلف، لا بد لنا من أن نستعرض النشاط السياسي والعسكري لفرنسا في تلك الحقبة ما دام الموضوع هو ما يعنينا بالدرجة الأولى:
- افتتاح قنصلية في مسقط عام 1893 وتعيين القنصل أوتافي Otavi.
- وصول البارجة ترود Troude عام 1895 إلى مياه الخليج لتأييد سلطان مسقط ضد الحكومة الأبلظية في أواخر عام 1894.
- ابتداء رحلات بواخر شركة ميساجيري ماريتيم Messageries Maritimes عام 1896 إلى موانئ الخليج حتى البصرة.
- افتتاح قنصلية في بوشهر عام 1897 وتعيين القنصل فيران Ferrand.
- افتتاح قنصلية في لنجة عام 1899.
- زيارة البارجة دروم Drome وعلى متنها القنصل الفرنسي في بغداد روات Rouete في 20 أكتوبر 1900.
- استلام رئيس كتاب المابين (الجناح الخاص بالسلطان) مذكرة مباشرة من الخارجية الألمانية عبر السفير الألماني في اسطنبول تسلم شخصياً إلى السلطان عبد الحميد في 7 سبتمبر 1901 جاء فيها: «تعتزم الحكومة الفرنسية تجهيز وتسليح وإرسال ثلاث سفن حربية لاحتلال جزر في الخليج تحت سيادة الدولة العثمانية».
- كانت المقابلات بين الشيخ مبارك وقباطنة السفن الروسية تتم باللغة الفرنسية. وقد ذكر ذلك قبطان المدمرة أسكولد Askold عند زيارته في 9 نوفمبر 1902، وكان المترجم رجلاً أرمنياً يعمل وكيلاً لشركة بواخر في الكويت ويسكن في بيت الشيخ مبارك، مما يعني أن النفوذ الفرنسي متغلغلاً في أجواء العمل وأن اللغة الفرنسية ليست غريبة عن الحياة العامة في الكويت.
نتائج معركة الصريف
حينما وضعت الحرب أوزارها بعد معركة الصريف في 17 مارس 1901 ورجوع الشيخ مبارك إلى الكويت بعد اشاعة مقتله في 31 مارس، حلت حالة المكايلة وتقييم الأوضاع على أرض الواقع بين جميع أطراف النزاع اقليمية كانت أو عالمية بعد أول خسارة جسيمة تعرض لها الشيخ مبارك والتي غيرت الثوابت. فابتدأت القناعات بالتذبذب وربما بالشكوك من الجانب العثماني، والمتغيرات هي صنو السياسة و«بقاء الحال من المحال». فتعرضت حالة بقاء الأمرStatus quo وضمان استمرارها والإسراع بإجراء تغيير لما تمت عليه هذه الاتفاقية «غير المكتوبة» التي ابتدأت بعد صدور إرادة سنية في ديسمبر 1897 بتعيين الشيخ مبارك قائم مقام على الكويت ومنحه راتبا سنويا مقداره 150 كارة تمر أو ما يعادل 430 طنا. ثم عززت بتوقيع معاهدة الحماية مع بريطانيا في 22 يناير 1899. فبعث الصدر الأعظم برقية في 30 مارس 1901 إلى والي البصرة محسن باشا – وكان صديقاً للشيخ مبارك - فجاء رد الوالي مخففاً: «فالأمور لم تكن واضحة ولكن الشيخ مبارك مني بهزيمة وهناك أنباء وصلت عن مقتله». حينها صدرت الأوامر لإرسال قوة عسكرية بقيادة أميرلوا محمد فاضل باشا الداغستاني، فوصلت البصرة في بداية أبريل1901 جاهزة للتدخل. وبناء على ورود أنباء بأن الشيخ مبارك قد دخل في مفاوضات سرية مع البريطانيين وإعلان الحماية البريطانية على الكويت (لم تكن معلومات الاتفاقية السرية في 1899 قد وصلت إلى مسامع العثمانيين على الرغم من مرور سنتين من توقيعها!!) ويذكر أحد المؤرخين المعاصرين – عبد الله بن محمد البسام – في كتابه «تحفة المشتاق» ص 287 «دخل مبارك بن صباح شيخ بندر الكويت تحت حماية دولة الإنكليز في جمادى الآخرة 1320هـ».
فتقرر إرسال والي البصرة محسن باشا لجس نبض الأمور ميدانياً. فغادر البصرة براً ووصل إلى الكويت في 19 مايو ومعه ثمانون جنديا خيالا يشكلون نواة لحامية تركية في الكويت. فرفض الشيخ مبارك الطلب «لعدم الحاجة في الوقت الحاضر». فطلب منه الوالي أن يصحبه إلى البصرة لكتابة رسالة اعتذار إلى السلطان. وكانت أثناء تواجد الوالي في الكويت السفينة الحربية البريطانية سفينكس Sphinx لغرض المساندة التي وصلت بعد رجوع الشيخ مبارك من الصريف.
وعندما غادر الوالي صباح يوم 23 مايو بصحبة الشيخ مبارك بحراً، وصلت سفينة حربية أخرى هي «ماراثون» Marathon. لم يذهب الشيخ مبارك إلى البصرة بل توجه مع الوالي إلى محطة البرق في الفاو وأرسل برقية ولاء واعتذار إلى السلطان . وقابل القبطان فيليبس Philips قائد البارجة سفينكس الذي أبرق إلى قائد الأسطول برغبة الشيخ مبارك في تفعيل بنود الحماية. وقد تم ذلك في 29 مايو 1901. وكان الشيخ مبارك في انتظار مجيء المقيم السياسي البريطاني في بوشهر الكولونيل كمبول Kemball. كما طلب الإيعاز لسفن البريد بتسيير رحلات منتظمة إلى الكويت إشارة لاهتمام بريطانيا بدعمها. رفع طلب تفعيل الحماية إلى نائب الملكة في الهند الذي أرسل بدوره رسالة بتاريخ 8 يونيو يقول فيها: «إن الأوضاع في الكويت تغيرت نوعاً ما بسبب الأحداث الأخيرة (يقصد الصريف)». وكان المقيم السياسي كمبول قد أبرق إلى وزارة الخارجية في الهند بأن مقابلة الشيخ مبارك لقبطان البارجة سفينكس في 28 مايو تمت بناء على طلب الشيخ مبارك: «أن تعلن الكويت محمية بريطانية بالكامل».
افذة على الوثائق الفرنسية الخاصة بتاريخ الكويت - 2
• صورة التقطها ضابط فرنسي لمجموعة من سكان الكويت عام 1902
بقلم: يعقوب يوسف الابراهيم
في الحلقة الثانية من «نافذة على الوثائق الفرنسية الخاصة بتاريخ الكويت» يستعرض الاستاذ الباحث يعقوب يوسف الإبراهيم تطورات الاحداث المتسارعة في الخليج والمنطقة المحيطة، ويشير الى حلم فرنسا بمد سكة حديدية من «سواسون» حتى البصرة عام 1889 لكن الدولة العثمانية رفضت المشروع. والصراع المحتدم بين الامبراطوريات الكبرى السائدة آنذاك للسيطرة وتقاسم النفوذ في الشرق الادنى والاوسط، ويعدد الانشطة العسكرية والسياسية لفرنسا في تلك الحقبة ويتوقف عند نتائج معركة الصريف والاشكاليات التي لازمت توقيع اتفاقية الحماية البريطانية مع الشيخ مبارك الصباح والمواجهات العسكرية مع الدولة العثمانية وكيف اصبحت الكويت تحت الحماية البريطانية.
عندما انسلخ القرن التاسع عشر من منتصفه وأقبلت نهايات العقد السادس منه، بلغ تصاعد حمى الإمبريالية الأوروبية درجة التصادم أحياناً، التي أحكمت خططها لتقاسم النفوذ في أقطار الشرق الأوسط والأدنى بينها، حينها استفردت بريطانيا بجنوب الجزيرة العربية والأقطار المطلة على خليجها العربي إضافةً إلى جنوب وأوسط بلاد فارس، بينما كانت فرنسا في عهد الإمبراطورية الثانية، حكم نابليون الثالث، تجدد اهتمامها الذي أصبح محسوساً لدى السلطات البريطانية في الهند خاصةً بعد معاناة بريطانيا في حرب البوير Boer War 1880-81 -1899-1902 في جنوب أفريقيا مما أدى إلى تدفق نشاط دول أوروبية أخرى. كان حلم فرنسا محاولة مد سكة حديد من سواسون Soissons حتى البصرة عام 1889، لكن الدولة العثمانية رفضت المشروع. أما روسيا فكــانت جــاهــزة للـتدخـل حـينمـا التـفت شاه إيران – ناصر الدين القاجاري (1848-1896) لها عام 1878 عند عصيان الجيش الإيراني ضده، مما حدا بقيصر روسيا – الإسكندر الثاني (1855 ــ 1881) لإنقاذه من جراء ذلك، فأرسل له قوة من فرسان القوزاق لحمايته الشخصية، وفي الوقت نفسه لحماية مصالح روسيا وتعزيز نفوذها في شمال البلاد. وكانت ألمانيا الأقرب إلى الإدارة العثمانية التي استعانت بخبراتها العسكرية في تنظيم جيوشها المتآكلة جراء الحروب الروسية والبلقانية. فساعدها اختراقها في إقناع العثمانيين في مد سكة حديد برلين – بغداد – البصرة، ومن ثم إلى الكويت.
ولكن المبادرة الأقوى كانت لبريطانيا حيث أحكمت اتفاقات الحماية لمصلحتها، فوقعت مع سلطان عمان ومشايخ الساحل المتصالح في 1873 ومن ثم مع شيخ البحرين عام 1880 وآخرها مع شيخ الكويت عام 1899. وقد وقفت إلى جانبالشيخ مبارك في حربه ضد أمير حائل نكاية بالعثمانيين والتي كان من نتائجها بروز نفوذ آل سعود واستعادة الملك عبد العزيز حكم آبائه وتأسيس الدولة السعودية الثالثة.
وما ان بزغ القرن العشرين حتى ابتدأت السفن الحربية والتجارية لكل من فرنسا وروسيا بارتياد مياه الخليج منافسةً لبريطانيا ولكن تلك المحاولات لم تثمر عن شيءٍ يذكر لإزاحة نفوذها. إلا انها تركت تبعات وآثارا سياسية وعسكرية واقتصادية، وهو ما أكده وزير خارجية بريطانيا اللورد لانسدون Lansdowne في مايو 1903 في مجلس اللوردات: «إن بريطانيا لن تسمح لأي قوة عسكرية بتأسيس قواعد لها في الخليج». وهي روح التحدي نفسها التي ظهرت بزيارة مندوب الملك في الهند اللورد كيرزن لأقطار الخليج في العام نفسه (1903).
التواجد الفرنسي
وعلى الرغم من كل ما سلف، لا بد لنا من أن نستعرض النشاط السياسي والعسكري لفرنسا في تلك الحقبة ما دام الموضوع هو ما يعنينا بالدرجة الأولى:
- افتتاح قنصلية في مسقط عام 1893 وتعيين القنصل أوتافي Otavi.
- وصول البارجة ترود Troude عام 1895 إلى مياه الخليج لتأييد سلطان مسقط ضد الحكومة الأبلظية في أواخر عام 1894.
- ابتداء رحلات بواخر شركة ميساجيري ماريتيم Messageries Maritimes عام 1896 إلى موانئ الخليج حتى البصرة.
- افتتاح قنصلية في بوشهر عام 1897 وتعيين القنصل فيران Ferrand.
- افتتاح قنصلية في لنجة عام 1899.
- زيارة البارجة دروم Drome وعلى متنها القنصل الفرنسي في بغداد روات Rouete في 20 أكتوبر 1900.
- استلام رئيس كتاب المابين (الجناح الخاص بالسلطان) مذكرة مباشرة من الخارجية الألمانية عبر السفير الألماني في اسطنبول تسلم شخصياً إلى السلطان عبد الحميد في 7 سبتمبر 1901 جاء فيها: «تعتزم الحكومة الفرنسية تجهيز وتسليح وإرسال ثلاث سفن حربية لاحتلال جزر في الخليج تحت سيادة الدولة العثمانية».
- كانت المقابلات بين الشيخ مبارك وقباطنة السفن الروسية تتم باللغة الفرنسية. وقد ذكر ذلك قبطان المدمرة أسكولد Askold عند زيارته في 9 نوفمبر 1902، وكان المترجم رجلاً أرمنياً يعمل وكيلاً لشركة بواخر في الكويت ويسكن في بيت الشيخ مبارك، مما يعني أن النفوذ الفرنسي متغلغلاً في أجواء العمل وأن اللغة الفرنسية ليست غريبة عن الحياة العامة في الكويت.
نتائج معركة الصريف
حينما وضعت الحرب أوزارها بعد معركة الصريف في 17 مارس 1901 ورجوع الشيخ مبارك إلى الكويت بعد اشاعة مقتله في 31 مارس، حلت حالة المكايلة وتقييم الأوضاع على أرض الواقع بين جميع أطراف النزاع اقليمية كانت أو عالمية بعد أول خسارة جسيمة تعرض لها الشيخ مبارك والتي غيرت الثوابت. فابتدأت القناعات بالتذبذب وربما بالشكوك من الجانب العثماني، والمتغيرات هي صنو السياسة و«بقاء الحال من المحال». فتعرضت حالة بقاء الأمرStatus quo وضمان استمرارها والإسراع بإجراء تغيير لما تمت عليه هذه الاتفاقية «غير المكتوبة» التي ابتدأت بعد صدور إرادة سنية في ديسمبر 1897 بتعيين الشيخ مبارك قائم مقام على الكويت ومنحه راتبا سنويا مقداره 150 كارة تمر أو ما يعادل 430 طنا. ثم عززت بتوقيع معاهدة الحماية مع بريطانيا في 22 يناير 1899. فبعث الصدر الأعظم برقية في 30 مارس 1901 إلى والي البصرة محسن باشا – وكان صديقاً للشيخ مبارك - فجاء رد الوالي مخففاً: «فالأمور لم تكن واضحة ولكن الشيخ مبارك مني بهزيمة وهناك أنباء وصلت عن مقتله». حينها صدرت الأوامر لإرسال قوة عسكرية بقيادة أميرلوا محمد فاضل باشا الداغستاني، فوصلت البصرة في بداية أبريل1901 جاهزة للتدخل. وبناء على ورود أنباء بأن الشيخ مبارك قد دخل في مفاوضات سرية مع البريطانيين وإعلان الحماية البريطانية على الكويت (لم تكن معلومات الاتفاقية السرية في 1899 قد وصلت إلى مسامع العثمانيين على الرغم من مرور سنتين من توقيعها!!) ويذكر أحد المؤرخين المعاصرين – عبد الله بن محمد البسام – في كتابه «تحفة المشتاق» ص 287 «دخل مبارك بن صباح شيخ بندر الكويت تحت حماية دولة الإنكليز في جمادى الآخرة 1320هـ».
فتقرر إرسال والي البصرة محسن باشا لجس نبض الأمور ميدانياً. فغادر البصرة براً ووصل إلى الكويت في 19 مايو ومعه ثمانون جنديا خيالا يشكلون نواة لحامية تركية في الكويت. فرفض الشيخ مبارك الطلب «لعدم الحاجة في الوقت الحاضر». فطلب منه الوالي أن يصحبه إلى البصرة لكتابة رسالة اعتذار إلى السلطان. وكانت أثناء تواجد الوالي في الكويت السفينة الحربية البريطانية سفينكس Sphinx لغرض المساندة التي وصلت بعد رجوع الشيخ مبارك من الصريف.
وعندما غادر الوالي صباح يوم 23 مايو بصحبة الشيخ مبارك بحراً، وصلت سفينة حربية أخرى هي «ماراثون» Marathon. لم يذهب الشيخ مبارك إلى البصرة بل توجه مع الوالي إلى محطة البرق في الفاو وأرسل برقية ولاء واعتذار إلى السلطان . وقابل القبطان فيليبس Philips قائد البارجة سفينكس الذي أبرق إلى قائد الأسطول برغبة الشيخ مبارك في تفعيل بنود الحماية. وقد تم ذلك في 29 مايو 1901. وكان الشيخ مبارك في انتظار مجيء المقيم السياسي البريطاني في بوشهر الكولونيل كمبول Kemball. كما طلب الإيعاز لسفن البريد بتسيير رحلات منتظمة إلى الكويت إشارة لاهتمام بريطانيا بدعمها. رفع طلب تفعيل الحماية إلى نائب الملكة في الهند الذي أرسل بدوره رسالة بتاريخ 8 يونيو يقول فيها: «إن الأوضاع في الكويت تغيرت نوعاً ما بسبب الأحداث الأخيرة (يقصد الصريف)». وكان المقيم السياسي كمبول قد أبرق إلى وزارة الخارجية في الهند بأن مقابلة الشيخ مبارك لقبطان البارجة سفينكس في 28 مايو تمت بناء على طلب الشيخ مبارك: «أن تعلن الكويت محمية بريطانية بالكامل».
المحــن .. قصة من تاريخ الكويت عانت الكويت منذ نشأتها العديد من المحن
مرت على الكويت الكثير من المحن، وهذه المحن ما هي الا نكبات متعددة، يتعرض لها كل أنواع البشر، وتعاني منها اعظم المدن والدول، وحتى الحضارات لم تسلم من هذه المحن وتلك القلاقل، والكويت كغيرها من دول العالم المرتبطة مع بعضها البعض لا بد لها من تدخل في هذه الأزمات المتعددة والتي قد تصيب العالم برمته، ونذكر هنا الازمة الاقتصادية سنة 1930 ــ 1937 وقد تسمى ايضاً الضائقة المالية، وسنة ظهور اللؤلؤ الصناعي وكساد حرف الغوص، ناهيك عن الامراض الفتاكة والاوبئة مثل الجدري، والطاعون سنة 1831 الذي فتك بأغلب أهل الكويت، لولا مهنة الغوص لا نتهت البلاد بهذا المرض وقضي على شعبها، وكذلك مرت بالبلاد محن منها الطبعة في شهر سبتمبر 1872، حين تعرضت السفن الكويتية المتجهة إلى شرق افريقيا إلى كارثة بحرية كبيرة وغرق عدد كبير من السفن، والسبب حدوث اعصار وطوفان عظيم بين الهند وعُمان، اما سنة الرحمة فهو وباء اصاب الكويتيين وتعريفها العلمي (انفلونزا انكليزية)، ناهيك عن السنة الحمراء وهو غبار أحمر، وسنة الدبا، حشرات سوداء غزت الكويت اتلفت المزارع سنة 1890، ثم مسلسل الصراعات القبلية والغزوات والمعارك المتعددة، حيث لا غالب ولا مغلوب ولا عدو دائم، بل قد تصبح الصداقة الشعار بين المتقابلين: معركة الرقة البحرية، معركة الصريف سنة 1901، معركة حَمض سنة 1919، معركة الجهراء سنة 1920، معركة الصريف 1928، ثم التهديدات الخارجية من عام 1961، 1990 وهنا نرى التآزر والتلاحم والتكاتف والانصهار في بوتقة واحدة خلال المحن والمصائب العظيمة، فتجد جميع الكويتيين يدا واحدة وقلبا واحد ينبض بحب الكويت وعشقها والتفاني فيها، وقد تغنى الشعراء بحب الكويت، فليست الاسوار وحدها التي حفظت الكويت.. لقد كانت أجساد أهل الكويت وأرواحهم فداءً لهذا الوطن،
< الأزمة الاقتصادية عام 1930 ـــ 1937 انهيار الاقتصاد العالمي
< اكتشاف اللؤلؤ الصناعي ومشكلة التجارة بين نجد والكويت
< حول أهل الكويت سفن الغوص إلى سفن تجارية تنقل السلع والبضائع
< كوارث طبيعية: سنة الهدامة الأولى 1934 وسنة الرجيبة 1942- هدامة الثانية 1954- سنة الحمراء 1831- سنة الدبا 1890
< الأمراض الفتاكة: الطاعون 1831- الرحمة 1918
ساحة الصفاة
ساحة ترابية مكشوفة يرتادها الجميع للتبادل التجاري أشهر من نار على علم في كويت الماضي
كتب غنيمة الفهد :
• ساحة الصفاة في منتصف الخمسينات.. ويبدو مبنى البنك البريطاني في أعلى الصورة من اليمين والعديد من السيارات والمشاة
ساحة الصفاة اسم أشهر من علم، أنها عبارة عن ساحة ترابية مكشوفة يرتادها معظم سكان الكويت، فهي أول مجمع تجاري مكشوف تعرض فيه جميع البضائع المعروفة آنذاك التي تحتاجها اغلبية الشعب الكويتي.
لقد لعبت البيئة البرية دوراًمهماً في التاريخ الكويتي، سواء في نباتاتها، أو حيواناتها أو زواحفها، حيث استخدمت هذه الزواحف وتلك النباتات والكثير من الحيوانات لحاجة الإنسان اليومية، من علاج (أدوية) أو استخراج منتجات الألبان من تلك الحيوانات، وكذلك استخدام جلود وشعر تلك الحيوانات لملبس الإنسان وسكنه.
عاش أهل البادية في هذه الصحراء وتكيفوا معها، واستفادوا من خيراتها الوفيرة التي تجود بالخير الكثير دائماً والتي يعرفها سكان هذه الصحراء، ففي ارضها يوجد «الفقع» اللذيذ الذي يعشقه جميع سكان الأرض فهو «الفطر» اللذيذ. كل ما وضعته هذه البراري والصحارى من خير، كان البدوي يأتي إلى ساحة الصفاة وهو يحمل هذا الخير الذي وهبه الله لهذه الصحراء، يحمل تجارته من ابل وماعز وأصواف ووبر، هذه الاباعر وتلك الاغنام وخيراتهما ومنتجاتهما من لبن ودهن عداني، ناهيك عما غزلته زوجة هذا البدوي من أصواف وبيت شعر وبشت وسدو، ونباتات العرفج وكل شيء حمله هذا البدوي من الصحراء ليبيعه في ساحة الصفاة، وبالمقابل يشتري الشاي والقمح والارز والسكر ليحمله إلى أهله، انها المقايضة بعينها.. يبيع منتجات الصحراء ويشتري منتجات وبضائع المدينة.
تمازج واندماج، اخذ وعطاء، تفاهم وتبادل تجاري، تعارف وحب وانسجام بين أهل المدينة وأهالي الصحراء.
الاباعر والماعز تملأ ساحة الصفاة، لان البدوي يمتطي البعير الذي هو وسيلة السير والركوب للوصول إلى هذه الساحة الكبيرة. والساحة لها عدة مسميات منها «الباحة» و«البراحة» ويقال «البوطة» أي بهذا المكان.
- تبدأ ساحة الصفاة من مبنى الأمن العام وتأخذ في الاتساع
- الساحة في الكويت لها مسميات عدة منها.. «باحة» و«براحة».. ويقال لها ايضاً «البوطة»
- بضائع أهل الصحراء الفقع.. دهن عداني.. أعشاب.. ومنتجات الألبان
- يحمل بدوي الصحراء الوبر.. البشت.. وبيت الشعر لبيعها في ساحة الصفاة
- يشتري القمح والسكر والأرز والشاي إلى أهل بيته
- تمازج وتعارف وتبادل تجاري بين أهل المدينة وأهالي الصحراء
- المرأة البدوية بصناعتها اليدوية.. أثرت التجارة في ساحة الصفاة بواسطة زوجها
بقلم: غنيمة الفهد
عرفت ساحة الصفاة بهذا الاسم لأنها ساحة ترابية متسعة، تبدأ من ساحة الامن العام وقصر نايف وتأخذ في الاتساع، فهي واسعة جدا (وشرق) كما يقال باللهجة الكويتية، وهي ليست المكان المتواجدة فيه والمعروف الآن بساحة الصفاة، والحقيقة ان موقعها كما ذكرته في اول حديثي وليس المكان الحالي الان.
ساحة الصفاة قديمة وموجودة منذ الزمن الماضي المنصرم ولدينا بعض الصور الخاصة بها بداية من حقب الثلاثينات.
وتعتبر هذه الساحة المتنفس الحقيقي لاهل الكويت.. في احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية، وهي ايضا مرتع جميل للاطفال خصوصا في الأعياد، وفيها تقام الدوارف والقليللبة ويركب الاطفال الحمير المزركشة المحناة، وتستخدم ايضا هذه الساحة لاقامة العرضة في مناسبة الاعياد، الى جانب، كما ذكرت في الموضوع، انها محطة تجارية للقوافل البدوية القادمة من الصحراء بخيرات هذه الصحارى ومنتجات نسائها من صناعة يدوية كالسدو، او الاصواف او منتحات الالبان من يقط، جرثي ودهن عداني، وقد تقوم، في بعض الاحيان، نساء الصحراء بالبيع في هذه الساحة، حيث يبعن صناعاتهن المتواضعة وهن جالسات تحت «العمارية»، والعمارية عبارة عن «مظلة» لحماية رؤوسهن من اشعة الشمس الحارقة. ساحة الصفاة واسعة متسعة بدايتها من ساحة مبنى الامن العام حتى نهايته، وهي ساحة رملية غير مبلطة.
ولقد اشتهرت الديرة بوجود كم غير قليل من البرايح ومفردها «براحة» وهي ساحة بين البيوت، وفي هذه البرايح تقام حفلات الغناء ورقصة العرضة وهي ايضا ملعب للاطفال ومجلس للكبار.
ومن الجدير بالذكر ان نذكر بعضا من اسماء هذه البرايح ومنها: براحة مبارك، نسبة للشيخ مبارك الخليفة، وبراحة إمجيبل نسبة لاسرة إمجيبل، وبراحة السبعان وبراحة الرندي وبراحة العوازم وبراحة اطبيخ وبراحة اضبية وبراحة الفوادرة او براحة عباس وبراحة القناعات وبراحة الشيوخ وبراحة بن شرف وبراحة الماص وبراحة الدبوس وبراحة البحارنة وبراحة حمود الناصر. هذه هي اسماء البرايح في الاحياء الكويتية الشهيرة في حي جبلة وحي المرقاب وحي شرق، وكانت هذه البرايح والساحات المتنفس الحقيقي لاهل الكويت، ففيها الاستعراضات والاحتفالات والاهازيج الطفولية والالعاب الشبابية.. انها الماضي الجميل بكل ما تملكه هذه الكلمة من معنى.
ليحفظ الله الكويت وليبارك بالجيل الجديد الذي هو امتداد لجيل آبائه في قيمه واصله واخلاقياته وتراثه وتاريخه.
• ساحة الصفاة في فترة الخمسينات وقبل بناء عمارات جوهرة الخليج
• كل شيء حمله البدوي من الصحراء ليبيعه في ساحة الصفاة
• ساحة الصفاة في لقطة جوية في نهاية الاربعينات تقريبا وقبل استخدام خزانات المياه الكبيرة التي لا تظهر في الصورة .. ويبدو واضحاً في الصورة الشارع الجديد ومبنى البنك البريطاني ومبنى الأمن العام وطرف
مبنى سيارات فورد
ألعاب البنات
«البروي» تتجمع البنات وعليهن النجانق.. ولعبة البروي هي اعجاب البنت بأمها، والدتها تراها كل يوم وهي تقوم بأعباء المنزل من غسيل أوان وطبخ وغسيل ملابس ونشاطات مثل الخياطة على الماكينة والطبخ المستمر، لذا تقوم البنت بلعبة البروي مستخدمة نشاط والدتها في الكلمات السابقة إلى جانب تربية الأبناء وتغذيتهم وتنويمهم، تقوم البنت الصغيرة في لعبة البروي بدور الأم تماماً من طبخ وتنويم الطفل والخياطة ولديها «سحارة» وهي علبة من أخشاب تلعب بها وتضع الطفل والقرايظ في هذا الصندوق وتمارس دور الأم تماماً وأحياناً تتعب وتنام بجوار هذا الصندوق حتى تعاود النشاط في اليوم الآخر ولعبة البروي جماعية تحت سقيفة أو في الليوان. ألعاب بنات الحي
1- يا أم الغيث غيثينا
خلي المطر يجينا
خلي العشبة تنبت تنبت
خلي المطر يجينا
2- طق يا مطر طق بيتنا جديد
مرزامنا حديد
3- دق الها اعظيمك نط
ايجيب خط
من يقراها. أنا اقراها
سبع اسنين ما أنساه
4- طبق حنا .. طبق ماش
5- شدة يا الورد شدة من هي الورد
شدة
6- شكاب شكاب صحن كباب
شكاب التين على الترتيب
شكاب الورد على الياسمين تعبيرات شعبية نسائية
• عَنز البلد تحب التيس الغريب.
• اذا حلت الضرورة حلت المحرمات.
• كل ساقط له لاقط.
• الناس على دين ملوكهم.
• راعي النصيفة سالم.
• خذ ما تيسر وخل ما تعسر.
• ياكل ويمش ايده بالطوفة.
• اجرفه السيل ويقول ديمة.
• غنام ياكل وينام.
• كع كع اصلي واركع ك ع ك ع.
سوق الحريم
أجمل سوق لانه من التراث، نسوة يجلسن القرفصاء، وبيدهن وفي جعبتهن وصندوقهن، كل ما تريد المرأة من ديرم وحنة ووسم وثياب للصلاة وثياب تور وبخنق للصغار واكسسوارات جميلة. ناهيك عن شيلات سوداء واثواب للرقص فيها من الترتر والبريق ما يفوق الوصف وداريع زري ونعال زري. وقطع اكسسوار من الماو غير اصلي ولكنه مسلي. يضعن كل هذا في الصندوق المبيت.
صندوق المبيت: صندوق من الخشب فيه ديكور جميل يقوم النجار برص قطع ذهبية تعطيه رونقاً وجمالاً، انه دولاب المرأة القديمة تضع فيه كل احتياجاتها من ملابس واكسسوارات ومرايا ومكياج ديرم – مرود – كحل بجر وبعضا من النقود، انه مخزن ومكانه في غرفة النوم.
الفرق الشعبية
يا العايدوه .. يا العايدوه
عودي عليهم يا ليالي عودي، عودي على بو عبداللطيف يطول عمره، حنا بديرتنا ينصرنا الله
يا رب سلم شيخنا بو ناصر.
يا العايدوه
هذه فرق شعبية تقوم بضرب الدفوف في الأحياء الشعبية وهي تردد هذه العادة التي انقرضت مع الأيام، بفرق متعددة ابرزها فرقة سعادة البريكي وهي خالة عودة المهنا وفرقة عيدة بنت نصرة وفرقة خديجة الجيماز.
الحكمة في الأمثال الكويتية
• أبركت على ما سهل الله
• يدلك على الشيء أصله.
• كن نسيب ولا تكن ابن عم
• اتفوه عند الله سعة
• السلف تلف.
• الدين عمات عين