تنظيف الجسم من السموم
د. كيت باتون: حميات تنظيف الجسم من السموم.. ليس لها أساس علمي
د. خلود البارون
٠٣ أبريل ٢٠٢٥
0 تعليق
الهدف الرئيسي للعديد من برامج إزالة السموم (الديتوكس)، هو الإزالة السريعة لجميع أنواع المواد الضارة من الجسم، بهدف التمتع بصحة أفضل. ولكن الأبحاث تشير إلى أن هذه الادعاءات لا تدعمها الحقائق العملية ولا الدلائل الطبية، ويصعب تصديقها.
ووفقاً للدكتورة كيت باتون، دكتورة التغذية المُعتمدة في «كليفلاند كلينيك»، فإن هناك أموراً علينا معرفتها قبل البدء بتجربة هذه البرامج. وتشرح قائلة: «تُوصي حميات التخلص من السموم (الديتوكس) والتطهير (كلينسينغ) بتناول مشروبات مُخصصة، مثل ماء الديتوكس والشاي وعصائر الفاكهة والخضروات لأيام عدة قد تمتد إلى أسابيع». ويجرب البعض برامج إزالة السموم، اعتقاداً منهم بأنهم سيحصلون على الفوائد التالية:
1 - زيادة الطاقة.
2 - فقدان الوزن.
3 - علاج بعض الأمراض وتخفيف أعراضها.
4 - تخفيف الإمساك.
5 - تقليل الصداع وآلام العضلات والإرهاق.
إلا أن الحقيقة هي أن إعطاء جهازك الهضمي فترة من الراحة، عبر منع تناول الأطعمة الصلبة والصعبة الهضم لفترة من الزمن، أمر مفيد بحد ذاته، وسيحقق هذه الفوائد من دون الحاجة إلى تناول مشروبات الديتوكس الخاصة. فتوقف هضم الأغذية الصلبة سيمنح الجسم فرصة للتفرغ لعمليات الترميم، والتخلص من تراكمات الفضلات والسموم والتعافي، وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل في المستقبل. وفي مُعظم الأحيان، لا تكون المكونات المُقترح تناولها في حمية التخلص من السموم مُضرة، بل تساعد على ترطيب الجسم وتحسين عملية الإخراج. ويمكن القول إنها تساعد الجسم على القيام بمهمته الطبيعية. فجهازك الهضمي وكبدك وكليتاك وبشرتك مصممة لتفكيك السموم يومياً والتخلص منها عن طريق البول والبراز والعرق. وإذا حصلت على تغذية متوازنة من الأطعمة الكاملة، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، فسيساعدك ذلك على الحصول على النتائج، التي تبحث عنها دون الحاجة إلى البدء في تطهير خاص أو برامج إزالة السموم.
◄ الفرق بين «برامج التطهير».. والتخلّص من السموم
غالباً ما يُستخدم مصطلحا «التطهير» و«التخلص من السموم» بالتبادل. ولكن وفقاً للدكتورة باتون، هناك فرقاً طفيفاً بينهما، وهو: تركز عمليات التطهير التركيز بشكلٍ مباشر على الجهاز الهضمي، وبالتالي يمكن أن يطلق عليها حمية لتنظيف الجهاز الهضمي حرفياً وفعلياً. بينما تتخذ عمليات إزالة السموم نهجاً أوسع يمتد إلى الكبد والكلى وأعضاء أخرى.
◄ هل عمليات إزالة السموم مفيدة؟
لا توجد أبحاث علمية كثيرة تُثبت أن عمليات التطهير أو إزالة السموم تُقدم الفوائد الصحية المُدّعاة. ووفقاً لتقارير المركز الوطني الأمريكي للصحة التكميلية والتكاملية، فصحيحٌ أن بعض الدراسات البحثية الصغيرة أظهرت نتائج إيجابية لبرامج الديتوكس في فقدان الوزن ومقاومة الأنسولين وضغط الدم، لكن الأبحاث ليست قاطعة.
كما أن العديد من مراجعات الدراسات حول حميات إزالة السموم تُثير الشكوك أكثر مما تُقدم إثباتاً.
لذا، أكدت الدكتورة باتون ضرورة الحذر من اتباع هذه الحمية ومراجعة أو استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية قبل البدء في اتباعها.
ورجحت أنها لا تُحقق الادعاءات الصحية التي تدعيها.
◄ أبحاث قيمت برامج مختلفة
برامج التطهير والتخلص من السموم كثيرة، ولكن في ما يلي بعض الخيارات الأكثر شيوعاً، وما أشارت له الأبحاث التي قيمتها، وأيها يحتاج الحذر:
• إزالة السموم بالشاي الأخضر
يعتبر الشاي الأخضر من المشروبات الخارقة، فقد أشادت دراسات عدة بقدرة الشاي الأخضر على مكافحة السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من المشاكل الصحية. إلا أن هذه الفوائد تتحقق عبر الالتزام بشرب كؤوس عدة منه يومياً. وبالرغم من كل ذلك، فالدراسات تؤكد ضرورة عدم الإفراط في تناوله. فشربه بكميات كبيرة قد يُسبب مشاكل أيضاً. وتشرح د. باتون قائلة: شرب كمية زائدة من الشاي الأخضر، أو تناول جرعات عالية من مُكملات الشاي الأخضر، يرتبطان باضطرابات نظم القلب، واضطرابات النوم، والإمساك، وارتفاع ضغط الدم وطفح جلدي، وتلف في الكبد.
• العصائر المُنظّفة
تمحورت صناعة بأكملها حول فكرة تنظيف الجسم بسلسلة من العصائر التي تنتجها شركات عدة. وقد أظهرت دراسة واحدة على الأقل أنه نظراً لارتباط العصائر عادةً بانخفاض استهلاك السعرات الحرارية، فيُمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن بسرعة. ولكن من غير المُرجّح أن تدوم آثارها لفترة طويلة، فحتى لو سببت خسارة الوزن فكل الوزن سيعود عند العودة إلى تناول التغذية السابقة.
• ماء الديتوكس
يزعم البعض أن شرب الماء المُضاف إليه الليمون، أو خل التفاح، أو الفلفل الحار، أو غيرها من الإضافات سيُحدث فرقاً كبيراً، فيسبب بشرة أكثر صفاءً وفقدان الوزن، والقائمة تطول. وطبعاً، لا عيب في شرب الماء، فهو مهم لصحة الجسم بشكل عام، ولكن لا يوجد أي دليل على أن وضع إضافة في الماء سيقدم فوائد أكبر للجسم. ولكن إذا أضفت نكهةً إلى الماء، مثل ليمون أو برتقال أو ريحان، وساهمت في زيادة شرب الماء، فذلك أمر مفيد، لأنه سيزيد فرصة الوصول إلى تناول ليترين من الماء (الكمية المقترحة يومياً وفقاً للجمعيات الصحية الطبية). ولكن يجب الحذر أيضاً من شرب كميات كبيرة من الماء.
وتشرح د. باتون قائلة: الإفراط في شرب الماء قد يُفقد الجسم الأملاح التي يحتاجها. لذا، إذا كنت تشرب الكثير من الماء لدرجة أن بولك يبقى صافياً باستمرار، فهذا دليل على أنك تُفرط في شربه.
4 مخاوف من برامج الديتوكس
هناك احتمال أن تؤدي تجربة التطهير أو التخلص من السموم إلى مشكلة صحية بدلاً من حلها، وتشمل المخاوف بشأن برامج التخلص من السموم ما يلي:
1 - نقص العناصر الغذائية
لا تُعرف أنظمة التطهير والتخلص من السموم بتوازنها الجيد، مما يعني أنك قد لا تحصل على كمية كافية من البروتينات والعناصر الغذائية الأساسية والإلكتروليتات، التي يحتاجها الجسم ليكون في أفضل حالاته.
2 - استنزاف الطاقة
قد يؤدي تقييد النظام الغذائي والسعرات الحرارية أثناء عملية إزالة السموم إلى انخفاض الطاقة لممارسة الرياضة أو إنجاز المهام اليومية. كما قد تُؤثر هذه العملية سلباً على عملية الأيض ومستويات السكر في الدم.
3 - اضطرابات الجهاز الهضمي
برامج التطهير والتخلص من السموم لها تأثير مُليّن. والإسهال المفرط لن يسبب الانزعاج فقط، بل ومخاطر مضاعفات الجفاف.
4 - مخاوف تتعلق بسلامة المنتج
تشجع حميات الديتوكس على تناول منتجات معينة (تنتجها شركات خاصة)، تدعي أنها مشروبات الديتوكس، وهي الأفضل لتسريع التخلص من السموم الغذائية. ولا يعرف بالضبط مدى أمان هذه المنتجات. وقد اتخذت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إجراءات ضد شركات تبيع منتجات تحتوي على مكونات غير قانونية وربما ضارة.
https://www.alqabas.com/article/5944651 :إقرأ المزيد
د. كيت باتون: حميات تنظيف الجسم من السموم.. ليس لها أساس علمي
د. خلود البارون
٠٣ أبريل ٢٠٢٥
0 تعليق
الهدف الرئيسي للعديد من برامج إزالة السموم (الديتوكس)، هو الإزالة السريعة لجميع أنواع المواد الضارة من الجسم، بهدف التمتع بصحة أفضل. ولكن الأبحاث تشير إلى أن هذه الادعاءات لا تدعمها الحقائق العملية ولا الدلائل الطبية، ويصعب تصديقها.
ووفقاً للدكتورة كيت باتون، دكتورة التغذية المُعتمدة في «كليفلاند كلينيك»، فإن هناك أموراً علينا معرفتها قبل البدء بتجربة هذه البرامج. وتشرح قائلة: «تُوصي حميات التخلص من السموم (الديتوكس) والتطهير (كلينسينغ) بتناول مشروبات مُخصصة، مثل ماء الديتوكس والشاي وعصائر الفاكهة والخضروات لأيام عدة قد تمتد إلى أسابيع». ويجرب البعض برامج إزالة السموم، اعتقاداً منهم بأنهم سيحصلون على الفوائد التالية:
1 - زيادة الطاقة.
2 - فقدان الوزن.
3 - علاج بعض الأمراض وتخفيف أعراضها.
4 - تخفيف الإمساك.
5 - تقليل الصداع وآلام العضلات والإرهاق.
إلا أن الحقيقة هي أن إعطاء جهازك الهضمي فترة من الراحة، عبر منع تناول الأطعمة الصلبة والصعبة الهضم لفترة من الزمن، أمر مفيد بحد ذاته، وسيحقق هذه الفوائد من دون الحاجة إلى تناول مشروبات الديتوكس الخاصة. فتوقف هضم الأغذية الصلبة سيمنح الجسم فرصة للتفرغ لعمليات الترميم، والتخلص من تراكمات الفضلات والسموم والتعافي، وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل في المستقبل. وفي مُعظم الأحيان، لا تكون المكونات المُقترح تناولها في حمية التخلص من السموم مُضرة، بل تساعد على ترطيب الجسم وتحسين عملية الإخراج. ويمكن القول إنها تساعد الجسم على القيام بمهمته الطبيعية. فجهازك الهضمي وكبدك وكليتاك وبشرتك مصممة لتفكيك السموم يومياً والتخلص منها عن طريق البول والبراز والعرق. وإذا حصلت على تغذية متوازنة من الأطعمة الكاملة، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، فسيساعدك ذلك على الحصول على النتائج، التي تبحث عنها دون الحاجة إلى البدء في تطهير خاص أو برامج إزالة السموم.
◄ الفرق بين «برامج التطهير».. والتخلّص من السموم
غالباً ما يُستخدم مصطلحا «التطهير» و«التخلص من السموم» بالتبادل. ولكن وفقاً للدكتورة باتون، هناك فرقاً طفيفاً بينهما، وهو: تركز عمليات التطهير التركيز بشكلٍ مباشر على الجهاز الهضمي، وبالتالي يمكن أن يطلق عليها حمية لتنظيف الجهاز الهضمي حرفياً وفعلياً. بينما تتخذ عمليات إزالة السموم نهجاً أوسع يمتد إلى الكبد والكلى وأعضاء أخرى.
◄ هل عمليات إزالة السموم مفيدة؟
لا توجد أبحاث علمية كثيرة تُثبت أن عمليات التطهير أو إزالة السموم تُقدم الفوائد الصحية المُدّعاة. ووفقاً لتقارير المركز الوطني الأمريكي للصحة التكميلية والتكاملية، فصحيحٌ أن بعض الدراسات البحثية الصغيرة أظهرت نتائج إيجابية لبرامج الديتوكس في فقدان الوزن ومقاومة الأنسولين وضغط الدم، لكن الأبحاث ليست قاطعة.
كما أن العديد من مراجعات الدراسات حول حميات إزالة السموم تُثير الشكوك أكثر مما تُقدم إثباتاً.
لذا، أكدت الدكتورة باتون ضرورة الحذر من اتباع هذه الحمية ومراجعة أو استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية قبل البدء في اتباعها.
ورجحت أنها لا تُحقق الادعاءات الصحية التي تدعيها.
◄ أبحاث قيمت برامج مختلفة
برامج التطهير والتخلص من السموم كثيرة، ولكن في ما يلي بعض الخيارات الأكثر شيوعاً، وما أشارت له الأبحاث التي قيمتها، وأيها يحتاج الحذر:
• إزالة السموم بالشاي الأخضر
يعتبر الشاي الأخضر من المشروبات الخارقة، فقد أشادت دراسات عدة بقدرة الشاي الأخضر على مكافحة السرطان وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من المشاكل الصحية. إلا أن هذه الفوائد تتحقق عبر الالتزام بشرب كؤوس عدة منه يومياً. وبالرغم من كل ذلك، فالدراسات تؤكد ضرورة عدم الإفراط في تناوله. فشربه بكميات كبيرة قد يُسبب مشاكل أيضاً. وتشرح د. باتون قائلة: شرب كمية زائدة من الشاي الأخضر، أو تناول جرعات عالية من مُكملات الشاي الأخضر، يرتبطان باضطرابات نظم القلب، واضطرابات النوم، والإمساك، وارتفاع ضغط الدم وطفح جلدي، وتلف في الكبد.
• العصائر المُنظّفة
تمحورت صناعة بأكملها حول فكرة تنظيف الجسم بسلسلة من العصائر التي تنتجها شركات عدة. وقد أظهرت دراسة واحدة على الأقل أنه نظراً لارتباط العصائر عادةً بانخفاض استهلاك السعرات الحرارية، فيُمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن بسرعة. ولكن من غير المُرجّح أن تدوم آثارها لفترة طويلة، فحتى لو سببت خسارة الوزن فكل الوزن سيعود عند العودة إلى تناول التغذية السابقة.
• ماء الديتوكس
يزعم البعض أن شرب الماء المُضاف إليه الليمون، أو خل التفاح، أو الفلفل الحار، أو غيرها من الإضافات سيُحدث فرقاً كبيراً، فيسبب بشرة أكثر صفاءً وفقدان الوزن، والقائمة تطول. وطبعاً، لا عيب في شرب الماء، فهو مهم لصحة الجسم بشكل عام، ولكن لا يوجد أي دليل على أن وضع إضافة في الماء سيقدم فوائد أكبر للجسم. ولكن إذا أضفت نكهةً إلى الماء، مثل ليمون أو برتقال أو ريحان، وساهمت في زيادة شرب الماء، فذلك أمر مفيد، لأنه سيزيد فرصة الوصول إلى تناول ليترين من الماء (الكمية المقترحة يومياً وفقاً للجمعيات الصحية الطبية). ولكن يجب الحذر أيضاً من شرب كميات كبيرة من الماء.
وتشرح د. باتون قائلة: الإفراط في شرب الماء قد يُفقد الجسم الأملاح التي يحتاجها. لذا، إذا كنت تشرب الكثير من الماء لدرجة أن بولك يبقى صافياً باستمرار، فهذا دليل على أنك تُفرط في شربه.
4 مخاوف من برامج الديتوكس
هناك احتمال أن تؤدي تجربة التطهير أو التخلص من السموم إلى مشكلة صحية بدلاً من حلها، وتشمل المخاوف بشأن برامج التخلص من السموم ما يلي:
1 - نقص العناصر الغذائية
لا تُعرف أنظمة التطهير والتخلص من السموم بتوازنها الجيد، مما يعني أنك قد لا تحصل على كمية كافية من البروتينات والعناصر الغذائية الأساسية والإلكتروليتات، التي يحتاجها الجسم ليكون في أفضل حالاته.
2 - استنزاف الطاقة
قد يؤدي تقييد النظام الغذائي والسعرات الحرارية أثناء عملية إزالة السموم إلى انخفاض الطاقة لممارسة الرياضة أو إنجاز المهام اليومية. كما قد تُؤثر هذه العملية سلباً على عملية الأيض ومستويات السكر في الدم.
3 - اضطرابات الجهاز الهضمي
برامج التطهير والتخلص من السموم لها تأثير مُليّن. والإسهال المفرط لن يسبب الانزعاج فقط، بل ومخاطر مضاعفات الجفاف.
4 - مخاوف تتعلق بسلامة المنتج
تشجع حميات الديتوكس على تناول منتجات معينة (تنتجها شركات خاصة)، تدعي أنها مشروبات الديتوكس، وهي الأفضل لتسريع التخلص من السموم الغذائية. ولا يعرف بالضبط مدى أمان هذه المنتجات. وقد اتخذت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إجراءات ضد شركات تبيع منتجات تحتوي على مكونات غير قانونية وربما ضارة.
https://www.alqabas.com/article/5944651 :إقرأ المزيد