أحمد عبدالسلام: ركبت البحر مع الوالد وأول سفرة لي على «فتح الخير» كانت عام 1937 وسافرنا على السفينة «نايف» سنة 1939 وحمولتها كانت 2500 مَن
السبت 20 سبتمبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
البوم فتح الخير
محمد عبدالسلام
د. سلطان الخلف
عدنان عبدالسلام
د. سلطان الخلف ومحمد عبدالسلام وعدنان عبدالسلام والزميل منصور الهاجري (محمد الخلوصي)
سفن الغوص في الكويت قديما
عاملان أثناء صناعة إحدى السفن
أطفال يلعبون الدرباحة
قلاليف يصنعون سفينة
المكتب الرئيسي لشركة النفط
هويه الجد عبدالسلام شعيب الصادرة من ميناء مومباي عام 1942
عقد بيع بيت للجد عبدالسلام شعيب من شعيب بن يوسف
نموذج من مخطوطة قديمة لدى العائلة
القلاليف صنعوا بوم سفار بكلفة 20 ألف روبية وغرق بسبب عيوب في الصناعة
تعلمت على يد ملا بلال قراءة القرآن واللغة العربية والتحقت بالمدرسة الشرقية وقضيت بها سنة ونصف السنة
أمضيت في المدرسة 3 سنوات ثم توجهت مع الوالد إلى البحر عام 1937
الوالد أخذني معه على سفينة سليمان بن عيسى وكان «سكوني» والنوخذة علمنا القياس
كنا أطفالاً نلعب البلبول والدوامة والجيسن والصفروك والهول على ساحل البحر بالقرب من ماكينة السري
ولدت في فريج بن خميس موضع مكتبة البابطين حالياً وكانت السكيك ضيقة جداً لا يستطيع الحمار المرور بها
بيت العائلة كان مبنياً من الصخر وعلى السطح غرفة بها «باقدير»
في أيام البوارج كان يهب علينا غبار بسيط وفي إحدى السنوات كان لونه أحمر
سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم
شاهدت القلاليف يضعون السفن داخل العمارة أو على ساحل البحر
بعدما تركت العمل في البحر اشتغلت في «نفط الكويت» والراتب كان 114 روبية
عملت ميكانيكياً في كراج وزارة الصحة
اشتغلت كاتباً في ديوان الموظفين واستمررت هناك حتى التقاعد عام 1973
تعلمت القيادة عام 1952 واشتريت سيارة بـ 9 آلاف روبية وعملت في نقل الركاب والأجرة انتي
سافرنا إلى زنجبار ودار السلام وإحدى السفرات إلى أفريقيا استغرقت عاماً كاملاً
الكويتيون رجال البحر ذوو السواعد السمراء الذين قهروا الأمواج بسفنهم الشراعية لهم عند الأبناء والأحفاد كل تقدير واحترام، يمجدهم التاريخ ويسجلهم للأجيال القادمة، ومن بعدهم أولئك الرجال الذين بنوا الكويت وأسسوها على الخير والتقوى، وستبقى ذكراهم باقية في سجل الكويت التاريخي، وبنوا السفن الخشبية الشراعية وعبروا بها البحار والمحيطات.
ضيفنا واحد من ذلك الرعيل وجيل البحارة الذين ساهموا في بناء الكويت الحاضر، ولولا أولئك الرجال لما وصلت الكويت الى ما هي عليه الآن، ولما تطورت علاقاتها مع الدول والبلدان التي سافروا اليها مثل الهند وسيلان وعدن وشرق وغرب أفريقيا. ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام يقص علينا القصص البحرية وركوب السفن الشراعية منذ نعومة أظافره مع المرحوم والده بعدما ترك الدراسة، وسافر بالسفن الشراعية وشاهد أهوال البحر والظلام والأمطار والطوفان. يحكي لنا قصة ما أصابهم عندما انكسر الدقل ونزلوا الشراء في احدى السفرات، وكيف سارت السفينة وقصة الماء في خزانات السفينة وماء الناريل (جوز الهند) عندما قال لهم النوخذة حافظوا على الماء وقصة نقل الأخشاب، والمدن التي مر بها، وعايشوا أهوال البحر.
عمل ضيفنا في وزارة الصحة بوظيفة ميكانيكي وعمل في لنجات التكات وديوان الخدمة المدنية كما عمل سائق سيارة تاكسي، ومارس الأعمال والمهن المتعبة بكل قوة وشجاعة. نتعرف من خلال السطور التالية على مزيد من التفاصيل عن حياة احمد عبدالعزيز عبدالسلام وذكرياته، وما علق بذاكرته من صور أيام أول. أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
يتحدث ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام عن بداياته ومولده قائلا: ولدت في دولة الكويت في الشرق بفريج خميس حاليا مكتبة البابطين شارع الميدان في هذا المكان ولدت في بيت الوالد وأذكر من جيراننا بيت أبناء عائلة الشايع ـ بيتنا بجوار بيت محمد وسليمان الفيلكاوي كانت السكيك ضيقة جدا لا يستطيع أن يطوف بها الحمار لضيقها.
الكويت القديمة، جدا كانت بيوتنا مرتفعة عن سطح البحر وأذكر من خلفنا العشيش وأذكر أن جاسم اليعقوب اشترى العشيش وكانت البيوت من الطين وبعضها من صخور البحر وأذكر أن بيت العائلة كان مبنيا من الصخر، وكانت عندنا غرفة فوق السطح «لها باقدير» يدخل منه الهواء إلى داخل الغرفة وأيام البوارح يهب علينا غبار بسيط وأذكر أنه في إحدى السنوات هبت علينا رياح وكان الغبار لونه أحمر.
وأذكر عندما كنا شبابا كان أصدقائي أبناء بيت شايع يوسف ويوسف ملا عيسى وآخرون وشاهدت أحمد الهندي الأب الكبير يلبس عقال شطفه.
وبفريج بن خميس أولاد كثيرون وأذكر أحمد الصالح الممثل جاسم الصالح رحمه الله، وهناك أولاد كبار وكنا نعمل (دعن) عريش من جريد النخيل وعلى ساحل البحر الرمل بارد وظل وأذكر ان سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم مثل سفن عائلة بن خميس وكنت أشاهد الغاصة بعد عودتهم من العوص ويعطونا هدية العوعو «نجم البحر» ونحن أطفال نلعب به وقرقمانة من حيوانات البحر.
وكنا نلعب چعاب مع الجيس ومن الألعاب الهول فنلعب فريقان متقابلان ونلعب عند ساحل البحر بالقرب من ماكينة الري ونركض إلى بيت بوقماز، وأذكر من الأصدقاء مشعان وجراح الرومي وأولاد بن شايع ويوسف الجيران وأولاد عائلة الرومي وعلي بن حمد هذا فريقنا ونعمل معياله (قطعة قماش) نربط بها صخرة صغيرة ونرميها على بعض وكل فريق يرمي على الفريق الآخر وإذا كانت الضربة بالرأس نعالج الجرح بالنورة البيضاء ويغسل الرأس بماء البحر فيشفى الجرح، والسبب كلام بين الطرفين من الشباب فيحصل تصادم بين الطرفين.
وكنا نلعب البلبول والدوامة والجيس والصفروك ولعبة اسمها «داز من داز»، ونتفق على اللعبة لمن يكون الفوز مثلا عبدالله الشرف يعطينا لعبة جديدة وهي «داز من داز» وهي ان الواحد يرمي الجيس لمسافة بسيطة والجيس قطعة من الحديد واللعبة عن حق مثلا نصف روبية الذي يرمي ويصيب النقود يأخذها له وإذا لم يصبها يدفع مثلها للطرف الثاني، وأما لعبة المقصوي فتتكون من المطاعة وهي عصا طولها متر وعصا قصيرة طولها بحدود عشرين سنتيمترا وقبل بداية اللعبة واحد من الشباب يمسك بالمطاعة ويذرع الأرض (يقيسها) بالطول لعشرين خطوة أو مسافة أكثر، طبعا الاختيار قبل قياس الأرض الفريق الأول يقولون لنا الله الفريق الثاني يرد عليهم ويبدأ اللعب.
العصا الصغيرة تثبت بالأرض واللاعب يمسك بالعصا الغليظة الطويلة ويضرب العصا الصغيرة من طرفها العلوي فيرتفع الطرف الثاني من اللاعبين يحاول كل لاعب ان يمسك بالقطعة الصغيرة حتى لا تسقط على الأرض فإذا أمسكها يتغير اللعب للفريق الثاني.
ويصير اللعب بالنقاط او يتحايا مثلا لك الاولوية - وكنت اذهب الى البحر مع الاصدقاء وكنت اشاهد القلاليف وهم يوشرون السفن بمعنى يصنعون السفن الجديدة، بعض القلاليف كانوا يشتغلون داخل العمارة والبعض على ساحل البحر فكنا نشاهدهم وهم يشتغلون ويصنعون السفن الصغيرة والكبيرة والسفن كانت لها اماكن، ولا توجد سيارات تضايقهم، كانت السيارة الوحيدة التي تمر بالشارع سيارة المرحوم الشيخ احمد الجابر امير دولة الكويت، رحمه الله، والطريق على حد ما كينة الكهربا ء والسفن الجديدة تصنع على ساحل البحر قريبة من المياه وذلك لسهولة تنزيلها بالماء.
وكل قلاف كانت له قطعة يصنع فيها والاستاذ حمد مع ولده فردان يصنعان في داخل العمارة ومعه سلمان وصناعة السفن كانت يدوية، واذكر مركب الغانم الذي صنعه احمد الاستاذ يوم تنزيله بالبحر وذلك تقريبا بالثلاثينيات من القرن الماضي.
أذكر أن رجالا ونساء حضروا تنزيل ذلك المركب الخاص بالغانم، ومركب الشيخ احمد الجابر كان من احسن المراكب التي صنعت في الكويت.
كانت جميع السفن الشراعية تصنع على ساحل البحر، والصناع هم القلاليف ومنهم الاستاذ ومنهم القلاف والاستاذ هو الذي يشرف على القلاليف وعملهم من شروق الشمس الى قبل اذان المغرب، سفن صغيرة وكبيرة والتكلفة حسب الحجم، وأذكر عبداللطيف الخميس صنع له (بوم سفار) وتكلفته كانت عشرين ألف روبية ولكن صار فيها عيوب وبعد ذلك غرقت السفينة بسبب فتحات بين الالواح لم يضبط سدها بالفتيل حيث كانوا يضعون لها مادة الدامر ويضعونها بين الالواح، يقال كلفان او يكلفت السفينة بالفتيل، والصل مادة يدهن بها السفينة من الخارج بعد تنظيفها من الاملاح، ويدهنون السفينة من الداخل بالصل ايضا لكي ينشف الخشب، الشونة تتكون من الودج (الشحوم والنورة تطبخ وتخلط وتدهن بها السفينة والبحار كان يستخدم يده بالدهان). الدراسة والتعليم
عن مسيرته القصيرة في ميدان العلم والدراسة يقول عبدالسلام: اول مدرسة في منطقة الشرق التحقت بها وهي المدرسة الشرقية، ومقرها كان بيت صالح فرس وقبلها عند ملا بلال حيث كنت أقرأ القرآن الكريم وأدرس عربي والمدرسة خلف بيت الوالد ولمدة سنتين وبعدها الشرقية في بيت عائلة فرس مؤجر لدائرة المعارف، وكنا نجلس على المنفور (البارية ولا توجد طاولات) بداية الدراسة واذكر من المدرسين محمد العدساني وخالد النصر الله ومدرس الدين ملا محمد.
امضيت في المدرسة الشرقية ببيت عائلة فرس تقريبا سنة ونصف السنة، وبعد ذلك نقلنا الى ديوانية المضف وهو ثاني مقر للمدرسة الشرقية وزاد عدد الطلبة، وكانت فيها ألعاب واذكر يوم زيارة «رئيس الخليج» اعطونا ملابس خاصة وذهبنا التى قصر السيف وكان خالد النصر يمشي امامنا ومشينا من المدرسة الشرقية الى قصر السيف لتحية «رئيس الخليج».
وأذكر أولاد المضف جميعا كانوا معنا بالمدرسة، وثالث مقر للمدرسة الشرقية تم بناؤه مقابل ساحل البحر.. ولايزال المبنى موجودا.
وكنا نتعلم اللغة العربية والدين والحساب، وكانت البداية الجلوس على الأرض، وفي ثاني مبنى بدأ استخدام المقاعد ونفس المدرسين، واذكر ملا عيسى المطر وملا حمود الإبراهيم وملا علي حمادة، والمناهج كانت بسيطة وخفيفة، ومن الصف الأول ابتدائي أعطونا جميع الدفاتر والكتب والأقلام، واذكر كان عندي صندوق صغير لحفظ الكتب نسميه «بشتختة» ويستورد من الهند والاسم قديم، وكنت أذهب مع أبناء الفريج وأبناء البيوت والعائلات المحيطة بالمدرسة واذكر ان عدد الطلبة لم يصل الى مائة طالب فقط.
أمضيت 3 سنوات في المدرسة وتعلمت القراءة والكتابة والوالد أخذني معه الى البحر وكان بحارا مع النوخذة سليمان بن عيسى وذلك عام 1937م. العمل في البحر
عام 1937 تركت الدراسة والوالد أخذني معه للسفر في سفينة سليمان بن عيسى لكي أتعلم فنون البحر والعمل به، والوالد كان راعي سكان نقول عليه «سكوني» وكان معي صالح المقرون وهو بنفس العمر ومعي ايضا خالد العتال، كنا ثلاثة أولاد صغار والنوخذة سليمان بن عيسى ينادينا نحن الثلاثة ويعلمنا القياس ونزول وصعود الشمس ووقفة الشمس وكم عقدة سارت السفينة وكم باقي ننظر بالكمال وهي آلة للقياس، وتعلمت على النايلة والفركار وعلى الكتاب ونتعلم وعلينا ان نحفظ يوميا، كنا نتعلم مع وقفة الشمس ظهرا للطول والعرض ويعرف عدد الأميال من السكروب وهو جهاز القياس، ونجلس على الكاتلي مع النوخذة، والوالد أحيانا يعصب علينا إذا غفلنا.
ذهبت مع سليمان العيسى ثلاث سنوات، وأول سفرة بالسفينة (فتح الخير) وكان نوخذة فيها قبل النوخذة عيسى بشارة وذلك عام1937، وثاني سنة ركبت مع سليمان بن عيسى في البوم الجديد الذي صنعه ثنيان الغانم وشادر واسماه نايف، وسليمان بن عيسى صار فيه نوخذة، وكنت معهم في تلك السفينة، وصار عيسى بشارة نوخذة في فتح الخير ووالده ايضا نوخذة اسمه يعقوب بشارة وفي السفينة نايف صار مع احمد وابراهيم ومحمد سلطان الخلف كانوا بحارة وكنت معهم.
ابراهيم سكوني وأخي عبدالسلام سكوني واحمد سلطان مجدمي السفينة «نايف» عام 1939 وحمولتها ألفان وخمسمائة (مَن) من السفن الكبيرة، وكان الوالد معنا بنفس السفينة نايف.
ومن البحارة اذكر البحار سويد وفرج بن صالح واحمد وكنا بذلك الوقت ننام بأي مكان من السفينة ولا يوجد مكان مخصص لأي بحار، أما الأكل فكنت آكل مع البحارة في السفينة «نايف» والعيش يوضع في وعاء من الخشب يسمى منكب «باللهجة الكويتية منجب» والجميع يأكل ونحن صغار نعتبر شبابا واذكر الطباخ بالسفينة احد الكويتيين وآخر سفرة الثالثة عام 1944 مع النوخذة صقر القضيبي. السفرة الثالثة
وعن سفره الى البحر للمرة الثالثة يقول عبدالسلام: السفينة (البوم رشيد) سفينة جديدة ملك عائلة القضيبي، وذلك بعد فترة راحة عبر البحر، واشتغلت في الشركة وكان النوخذة في السفينة رشيد صقر غانم القضيبي واخوه محمد صقر نوخذة للبحر ومحمد نوخذة للبر وهو المسؤول عن كل ما يخص اعمال البحر من حمولة واوراق ودوائر في الدول التي تنزل بها ونوخذة البحر القيادة.
أذكر في تلك السنة نقلنا عشرين خيلا من البصرة الى بومباي للسباق هناك. خرجنا من شط العرب محملين بالتمور والخيول وهي واقفة بالسفينة ومعها عمال متخصصون لرعايتها.. المهم حصلنا على عقبات ولم نستطيع تجاوز تلك العقبات، كلما حاول النوخذة الاستمرار الهواء الشديد يرجعنا الى مكاننا الذي خرجنا منه، شدة الرياح هواء كوس شديد نرجع الى شط العرب وآخر محاولة خرجنا الى نوى بومباي، اصابنا هواء شديد عظيم وطوفان والسفينة صارت لا شيء امام العواصف الشديدة.
الدقل، السارية انكسرت، فالبحارة بدأوا يفككون الحبال، وأذكر صاحب السكان اسمه محمد البحريني، وكنت جالسا بجانبه، وسألته: ماذا تستطيع ان تفعل؟ فقال: حاليا لا أستطيع عمل شيء، احاول ان اعرض السفينة لكي يسقط الدقل السارية الى البحر، والبحارة كانوا متمكنين من انفسهم، يحاول السكوني الى ان انقطع الحبل وسقط الدقل بالبحر، واذكر المرحوم عبداللطيف ولد عمي وكان العشاء مموش، ولد عمي نقل القدر ووضع العيش على ارضية السفينة وصب عليه الدقوس والبحارة كل واحد اخذ ما استطاع ان يأكله وكنا مجموعة من البحارة وتقريبا كنا اقارب وابناء منطقة.
واذكر ان جاسم القضيبي كان راكبا معنا ما عندنا دقل عود سوى الدقل القلمي، النوخذه قال خذوا الدستور وطاح الهوى ونحن بالبحر، وشاهدنا سفينة فيها احد النواخذة ورفعنا له علما يقال «نوف».
ولكنه لم يرجع لنا، المهم دخلنا بحر مدينة بومباي والمياه سحبتنا الى داخل الجمرك خور بومباي عند جزيرة الملح وكان النوخذة حسين العسعوسي واخوه كل واحد نزل الماشوه وحضروا عندنا سفينتين المهلب والمثنى، وسحبونا الى الداخل وكنا تعبانين جدا من تلك الليل والبوم وصلنا بومباي وبحارة المهلب والمثنى هم الذين نظفوا السفينة وربطوها، كنا مع صقر القضيبي واخيه جاسم وبعد الاستراحة حضر عندنا تنك ساحبة السفن وسحبنا الى القودي الميناء ونزلوا الخيول مع السايس واصيبت احد الخيول بضربة، وعولجت تلك الخيل، القودي هو الخيل، ونزلنا التمور عند التاجر في مدينة بومباي والتاجر المرحوم ثنيان الغانم النوخذة اخبرنا بأننا سوف نسافر الى كلكوت بواسطة دقل واحد.
اذكر قبل ان انسى اننا حصلنا على اكرامية من اصحاب الخيوب لسلامة وصولها خمسة دنانير لكل بحار.
أقول لشعيب ماذا ستفعل بالخمسة دنانير؟ فقال أذهب معك الى مطعم يا سيدي ناكل برياني ـ صاحب المطعم كان رجلا من الحجاز.
المهم بعد ذلك سافرنا الى كلكون وحملنا الأخشاب للكويت وصار عندنا غلاق، وشاهدت سفينة بغلة انقطعت نصفين ووزعوا بحارتها على السفن الكويتية، وكانت من السفن البحرينية القديمة، المهم بعدما حملنا حمولة الأخشاب احضروا لنا الدقل الجديد وسبقنا الدقل الجديد وسافرنا الى مدينة قوه نأخذ ماء حلو وبحارتنا كانوا خمسة وأربعين رجلا وكنا محملين معنا ناربل (جوز الهند)، وكان داخل السفينة ست توانك ماء امتلأت من قوه، وأثناء سفرنا أصابنا ركود في الهواء، لم نجد هواء نهائيا، وكنا بوسط البحر والنوخذة صقر القضيبي قال انتبهوا وحافظوا على الماء فقط للطبخ، وكل اثنين من البحارة يشتركون في ناربلة واحدة يشربان ماءها.
وبدأنا بشرب ماء الناربل، بعد ذلك دار علينا الهواء (ونتخنا) راس الحد وظهر لنا جبل داود ومن بعده مدينة مسقط وابراهيم السلطان يصعد الدقل ليشاهد مدينة مسقط من بعيد ويبلغ النوخذة وصلنا الكويت ونزلنا الحمولة من الأخشاب ونزلناها في عمارة القضيبي بالشرق لأن الأخشاب كانت ملكا لهم، وبعدما انتهينا باشرنا بتنظيف السفينة ووضعنا لها العريش.
مصنع كابريل
يحكي ضيفنا عن جانب من سفراته إلى أفريقيا قائلاً: من السوالف والمواضيع ان بعض السفن الكويتية كانت تحمل بضائع الى افريقيا واذكر عندما كنت مع النوخذة سليمان العيسى حملنا كابريل والمصنع كان في مدينة منقرور ونقلنا الى افريقيا وكانت السفرة عاما كاملا، اذكر سافرنا الى زنجبار ولامور ودار السلام، هذه الدول كانت تحتاج الى الكابريل لأسقف المنازل من الهند، وسافرت الى عدن وكانت مدينة جميلة جدا ونزلت السوق وتجولت فيها، عادة البحار يشتري مواد وأغراضا لوالدته واخواته، ومما أذكر ان أصدقاء الوالد في منقرور ادخلوني المدرسة هناك لقراءة القرآن الكريم وذلك أول سنة اركب السفينة مع الوالد، ولم اشتر أي شيء لأني كنت مع الوالد وهو الذي يشتري ويتصرف، وآخر سفرة كانت مع النوخذة صقر القضيبي.
العمل في شركة النفط
يتحدث ضيفنا عن عمله في شركة النفط بعد انقضاء أيام البحر فيقول:
بعدما تركت البحر التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت وذلك مع المقاول سيد حميد والغانم وسجلت عند العم عبدالرحمن العتيقي، وباشرت العمل، والعمل كان يدويا دون آلات وأجهزة، وبعدما انتهى العمل في الشركة اشتغلت بالشركة والراتب كان 114 روبية، وكان معي من أبناء المنطقة أبناء الشايع وأبناء العيسى وعبداللطيف عبدالسلام والمكاتب كانت في الشويخ، وكنت بحارا على التكات وكل عشرة بحارة في تك واحد (التك سفينة ساحبة وناقلة للبضائع) ولمدة عشر سنوات وكل سنة زيادة وبعد ذلك تركت العمل.
راشد الخلف: ذهبت إلى غوص العدان بالشوعي مع أخوالي.. وبدأت تباباً في سن الـ 12 ثم رضيفاً وبعد التقاعد عملت «طواشاً»
السبت 6 سبتمبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
راشد الخلف متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
شهادة جنسية راشد الخلف
وثيقة مرسلة من الشيخ مبارك الصباح عام 1913 إلى القبطان شكسبير في الهند وتشتمل على اسم سلطان محمد الخلف الذي كان يعمل «سكوني»
محمد سلطان الخلف
أحمد سلطان الخلف
إبراهيم سلطان الخلف
مراد راشد الخلف
أحمد راشد الخلف
محمد راشد الخلف
د.سلطان الخلف
جنسية الوالد مراد الخلف
مجموعة من اصدقاء راشد الخلف في احدى رحلاتهم إلى القصر الاحمر بالجهراء عام 1960
سفينة شراعية للسفر
مخطط لسفينة شراعية رسمه أحمد سلطان الخلف عام 1982
والدي عمل «سكوني» و«مجدمي» على سفن الغوص وجدي اشتغل على سفينة من نوع «البغلة»
الكويتيون كانوا يستخدمون «الكنديري» للإضاءة ثم «سراج الكاز» وكانت لمبته تنظف يومياً من الدخان
في مرحلة الشباب كنت أصطاد السمك مع أصدقائي بالمشخال وكنا نصطاد الميد بالسم
كنت أرافق جدي إلى قهوة البوناشي بالسوق الداخلي وبها حفرة خلف مدرسة المباركية
أول عمل لي كان «خراز» لدى رجل سعودي يعمل في السوق والراتب 15 روبية
عملت في مجال البناء وكنا نبني المساجد وبيوت الأئمة والمؤذنين وأجرتي كانت 5 روبيات في اليوم وشاركت في توسعة المستشفى الأميري
كنا ننام على ساحل البحر في موسم الغوص وأحد البحارة نجا من ذئب بأعجوبة
العائلة كان لديها تنور للخبز يومياً والعجين يوضع في طشت من الخشب
الرعيل الأول من الكويتيين الذين قامت على أكتافهم الكويت القديمة ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم.
ضيفنا هذا الأسبوع راشد مراد الخلف أحد أحفاد الرعيل الأول والذي مارس الأعمال البحرية أسوة بأجداده وآبائه، ولد بالحي الشرقي بفريج هلال وتعلم في مدرسة عبدالوهاب العمران، تعلم قراءة القرآن الكريم والحساب واللغة العربية. وبعدما انتهى من الدراسة مارس الأعمال البسيطة التي كانت موجودة بذلك الوقت.
في بداية عمله تعلم صناعة الأحذية والنعال النجدية التي كانت موجودة بذلك الوقت ويلبسها الخاصة والعامة وخاصة أيام الأعياد والمناسبات. بعد ذلك اشتغل في البناء، ومصنع الطابوق وشارك في بناء المستشفى الأميري.
ذهب أبو عبداللطيف الى الغوص في العدان مع أخواله وبدأ «تبابا» وبعد ذلك «رضيفا» وحصل على القماش (اللؤلؤ) السحتيت.. عمل في كثير من المهن التي كانت سائدة في ذلك الوقت، عمل «طواشا» يبيع ويشتري اللؤلؤ وسافر الى البحرين وقطر لبيع اللؤلؤ. أبو عبداللطيف أحد أحفاد الرجال السندباد الذين عملوا في البحر وهو من عائلة بحرية معظم رجالها كانوا يعملون بالبحر بين بحارة ومجادمة وسكونيه.
نتعرف على مزيد من التفاصيل حول حياته وذكرياته من خلال السطور التالية: أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا راشد مراد الخلف عن البدايات والمولد، حيث يقول:
ولدت في فريج هلال المطيري بمنطقة الشرق، وكان رحمه الله له ديوان مقابل ساحل البحر وعنده نخيل بالبصرة، وله مخازن تمور، وأيام الزكاة كان يحضر عنده أعداد كبيرة من أهل البادية وينوخون جمالهم في براحة هلال المطيري مقابل ديوانه، ويعطيهم تمور، وأذكر أن بعض السفن كانت تصل الى الكويت محملة بالتمور وتخزن بالمخازن سنويا هكذا مثل هذه الايام.
وأذكر أن التمور عندما توضع بعضها فوق بعض ينزل منها الدبس، وينزل بالحفرة ويجمع هذه مشاهداتي عندما كنت صغيرا.
ويضيف الخلف: أذكر من أبناء الفريج والذين كنت معهم: أحمد القريع وصالح الشرهان ومحمد الشرهان وجمعة الشراح وجاسم محمد شهاب وسيف الشهاب ومحمد ويوسف وإبراهيم أبناء القزران واخواني عبدالله وخليفة ويوسف وخالد الخلف والدي كان يعمل بحارا في سفن المرزوق. حياة الوالد
أما ما يذكره عن حياة والده فيقول عنه:
كان والدي يعمل بالبحر في سفن عائلة المرزوق، وكان عمله «سكوني» (مسؤول عن دفة السفينة) وأمضى عدة سنوات بالعمل معهم، وكذلك مجدمي وكان مشهورا بعمله وكان جدي راشد يعمل في سفينة بن حجي نوع البغلة ولكن لم أدركه، كنت أذهب مع الوالد الى سفن المرزوق وأثناء ذهابنا عن طريق البحر كنت أشاهد المرحوم الشيخ صباح الناصر جالسا تحت المسقف، فالوالد يذهب للسلام عليه، وشاهدت ماكينة الثلج على ساحل البحر، وشاهدت العماير ومفردها عمارة، وهي عبارة عن مخازن لقطع غيار السفن الشراعية، ونبدأ بذكرها من الشرق، عمارة الحاج أحمد الاستاذ وعند المستشفى الأميري بيوت المسباح وبيوت خرماة وبيوت الروضان وديوانهم موجود، والمدرسة الشرقية الأصل بيوت المناعي وبعدهم المضف والمضحي.
وعمارة هلال المطيري وعمارة ناصر النجدي وهو نوخذة للسفن الشراعية وعمارة محمود العصفور وهو أيضا صاحب سفن شراعية ونوخذة، وكذلك النصف من التجار وراشد النصف يملك سفينة لنقل المياه، وأذكر عمارة العسعوسي، وحاليا ديوانهم موجود، وأذكر بيت ديكسن وكان يركب الخيل مع زوجته وكان يسلم على جدي سلطان الخلف، وكنت مرافقا لجدي وأذهب معه الى الديوانيات، وكان جدي كفيف البصر. وأما النقع فأذكر نقعة بن خميس وماكينة الكهرباء وتعرف بماكينة (السري) وموقعها فريج بن خميس بعيدة عن ماكينة الثلج، وأذكر المدرسة الجعفرية، وأذكر تلك الماكينة والذي يشغلها رجل هندي وأذكر بيت العائلة ما عندنا كهرباء عندنا «كنديري للإضاءة» ومن بعده استخدم الكويتيون السراج الذي يعمل بالكاز (الكيروسين) ويوميا تنظيف اللمبة عن الدخان ويُملأ بالكاز، ومن بعده وعمارة السملان حاليا موجودة ديوان الأستاذ سيف مرزوق الشملان. صيد الأسماك
يتطرق الخلف الى هواياته أيام الشباب قائلا: عندما كنت في مرحلة الشباب مع أبناء المنطقة كنا نذهب الى البحر لصيد السمك بطريقة بدائية حيث نأخذ مشخال ونغطيه بقطعة قماش وبالوسط ثقب ونضع بالداخل عجينا ونضع له چيبال وهو عبارة عن قطعة خشب صغيرة نربطها بحبل من طرف ونربط المشخال بطرف الحبل الثاني وكل واحد يعرف قطعته ونضعه وقت الطفحة بالبحر، فالسمك يدخل من ثقب القماش وبداخله سمك الميد وأيضا لدينا طريقة ثانية لصيد السمك الميد نشتري مادة السم حبوب وندقها بالهان حتى تصير ناعمة ونخلطه مع مادة الصل وننثره في البحر مقابل غولة سور الكويت ويموت الميد ونجمعه بكميات ونضعه بملابسنا.
الحقيقة طرق صيد السمك كانت جميلة وبدائية بنفس الوقت، ولكن الشباب كانوا يعملون ويمضون هواياتهم بالبحر بدلا من اللعب بالسكة، وإذا جمعنا السمك نجتمع نحن الشباب ونعطي الحاج أحمد جزءا بسيطا من الميد واذكر ان الحاج أحمد الأستاذ يجلس على دكة العمارة ويلبس عقال شطفه، والباقي نعطيه الوالدة وتشويه على التاوه للغداء وعندنا تنور والذي يمر بالفريج يشم رائحة المشوي. الدراسة والتعليم
بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن تجربته في ميدان التعليم والدراسة قائلا: كان عندنا بالشرق مدرسة ملا عبدالوهاب العمران لتعليم الأولاد ومدرسة المطوعة شيخة شعبان والمطوعة سارة خميس الفزيع لتعليم البنات واحدة من اخواتي تعلمت عندهن والمدرسة في البيت والتعليم القرآن الكريم، ومدرسة عبدالوهاب العمران موقعها في سكة شاهين الشملان واذكر سالم الطويل وخميس بن فزيع وبيت المكيمي وعيال بن حاي أولادهم معنا في مدرسة عبدالوهاب العمران، وأما المطوعات فمدرستهن بجوار بيت جدي سلطان محمد الخلف والبنات يذهبن مشيا على الأقدام ويتعلمن القرآن الكريم وكذلك نحن الشباب كنا ندرس القرآن الكريم وشيئا من الحساب وأكملت قراءة القرآن الكريم ومن الشباب الذين كانوا معي في المدرسة أحمد الخميس الفزيع واذكر محمد الشرهان، وكنت احمل معي اللوح الخشبي والقلم من الحجر والطباشير والمطوع يعطينا ويحسبه علينا من ضمن المبلغ الذي يدفعه الولد.
قرآن وحساب وكتابة والجمع والطرح والقسمة. أول عمل
أما أول مصدر للدخل والعمل فيقول عنه الخلف: أول عمل اشتغلته وكسبت منه راتبا كان عمل «خراز»، عمي عثمان حضر عند الوالد وقال له: أريد أن آخذ راشد وأعلمه الخرازة عند رجل سعودي يعمل خرازا في السوق.
بداية الوالد تردد وكان عمي عثمان عنده دكان بقالة في المرقاب وله معرفة جيدة مع ذلك الخراز الذي كان بجواره، المهم ذهبت مع عمي عثمان إلى ذلك الخراز واتفقنا معه على العمل لديه مقابل راتب شهري خمس عشرة روبية، وباشرت العمل بالجلد وتنظيفه وعليه حشرات تسمى (القراد)، واستمررت في العمل وتعلمت قص الجلد وعمل الخرازة وصناعة النعال والقربة من الجلد والحزام وما يستخدم على ظهور الجمال.
وتعلمت الصناعة لمدة سنتين وكنا نعرض البضاعة للبيع في ساحة الصرافين وخاصة ايام العيد وسوق الخراريز.
وبعد ذلك فتحت محلا خاصا بي بالقرب من البيت أيام العيد وتركت العمل عند الخراز.
تعلمت صناعة النعال النجدية بجميع الألوان وقطعها وصناعة قرب الماء والدهن من جلود الأغنام، وأذكر عدة الخراز التي يستخدمها (الهاون ومخراز ومقص) وأشتري الجلد من السوق وهو ملون وله نقشات والنعال النجدية يلبسها بالعيد مع الدشداشة اللاس والغترة بالجويت الأزرق والبزمات من الذهب الخالص، أذكر أنه كان الكثير من الكويتيين يلبسون الغترة دون عقال نقول ينسف الغترة.
كان الكويتي يهتم بملابسه نعال نجدية وغترة وبشت، ويذهب إلى ساحة الصفاة أيام العيد في القهاوي. الحداق والغوص
عائلة ضيفنا كان لها باع في ارتياد البحر والعمل فيه وعن ذلك يقول: عائلة الخلف كانوا يملكون سفينة شوعي ويذهبون إلى الغوص في العدان وإذا انتهى الموسم تفرغوا لصيد الأسماك (الحداق) وأيام النقارير وكان خالي إبراهيم وخالي أحمد الخلف يتعاونون مع أصدقائهم ويحدقون بالخيط وصيدهم يعطونه لخالد القبندي يبيعه لهم بسوق المسك، وقديما لا توجد ثلاجات فالسمك المتبقي إلى المغرب يترك سبيلا للمحتاجين ومن جميع أنواع السمك وكل واحد يأخذ على قدر حاجته.
فالعائلة كانوا يوميا يصطادون السمك ويبيعونه وموسم الغوص يذهبون بالشوعي إلى غوص العدان فكنت أذهب معهم تباب وكان عمري اثنتي عشرة سنة وكنت أقدم خدمات للأكل وغسل الملابس وأذكر أماكن الغوص في العدان هي جليعة الاحرار وجليعة العبيد والزور والسفانية والخيران والمناطق المجاورة لها والمجموعة في الشوعي يطلق عليهم المترابعة وتعلمت على الغوص،
وأول سنة ذهبت للغوص كنت أدوخ من البحر وبعدما يفلقون المحار يلقونه على سطح السفينة فبدوري آخذ المغلاقة وأبحث بالمحار وربما احصل على قماش صغير جدا يسمى سحتيت مجموعة، هذا في موسم واحد، الليل ظلام والهواء ساخن اما بالليل في غوص العدان فإن النوم على الساحل الرملي لأن السفن صغيرة وبعد صلاة الفجر ندخل البحر للغوص وأبحث عن المحار، وكنت أسمع صوت الذئاب وسمعت ان واحدا من البحارة كان نائما والذئب حضر تحت رأسه لكي يخنقه ولكن استيقظ الرجل من النوم وهرب الذئب وبعض البحارة ينامون بالسفينة ولكن قريبة من الساحل.
وغوص العدان كنا نمضي اربعة شهور وأذكر ان بعض سفن الغوص من سلطنة عمان والبحرين كانوا يغوصون بساحل العدان مع الكويتيين لأن لؤلؤ الكويت يكون صافيا، وبعد التقاعد عملت «طواش» لشراء اللؤلؤ (القماش) وبيعه، عندي عدة لوزن اللؤلؤ وتصفية أحجامه.
وأول سفرة حصلت على لؤلؤ ودويل ومن الأنواع قماش وتمبول طويل راس ورويس وذيل، وأذكر ان الغاصة اذا حصلوا على لؤلؤ يرفعون العلم لكي يعرف الطواش الموجود بالبحر فيذهب للسفينة ويبدأ يساوم النوخذة على شراء ما حصله من لؤلؤ.
ومن الطواويش الكبار شملان بن علي والرضوان والذي يشتري من النوخذة بالإضافة لسعر اللؤلؤ يعطيه خروفا هدية ومما أذكر ان هيرات الغوص في العدان غير غميقة وقد استخدمنا منورا من الزجاج يضعه الغيص على سطح البحر ويشاهد قاع البحر فإذا شاف المحار نزل عليه وغاص له رواسي، والمرة الثانية صرت رضيف اسوب على الغيص، وآخر عمل بحياتي اشتغلت «طواش» أشتري وأبيع اللؤلؤ لعدة سنوات.
أحيانا أشتري المحار وبيدي أفلقه وأحيانا اشتري اللؤلؤ من الذين يبيعونه بعد فلق المحار. العمل في البناء
ترك ضيفنا الغوص وتحول الى ميدان البناء وعن ذلك يقول: بعدما تركت الغوص اشتغلت بالأدوات الصحية مع عبدالله بوناشي وكان المعلم الكبير خليفة البحوه لأني كنت أعمل معه مقاولا ونحن فنيون، نمدد البايبات الحديد والتوانكي الحديد واشتغلت بنّاء مع الاستاذ عبدالله ناصر البناي بالأوقاف نبني المساجد وبيوت للأئمة والمؤذنين وبعد سنوات مع خليفة البحوه في وزارة الأشغال العامة ومع عبدالله الفرحان وكنت أحصل على خمس روبيات في اليوم مع عبدالله الناصر منذ الفجر حتى المساء ولنا وجبتان الريوق الساعة العاشرة صباحا، الريوق لبن خفيف وتمر وخبزتان اما الغداء فعيش ابيض ومرق لحم وكل صينية عليها 5 عمال، وأذكر الطباخ في الأوقاف ابو دبور ومع خليفة البحوه ابو بشير ولمدة 4 سنوات وشاركت في بناء المستشفى الأميري التوسعة واشتغل معنا عراقيان واحد يسمى الأسطى والعراقي علمني الشغل بالأدوات الصحية.
واشتغلت بالمصح الصدري، واذكر علي المناعي كاتب بطاقات الدوام وكذلك اشتغلت بصناعة الطابوق الاسمنتي واشتغلت بأعمال كثيرة ولم أمانع القيام بأي عمل واشتغل معنا أبوجواد - لبناني الجنسية - وعينت على الماكينة لنقل الطابوق والاسمنت، وكنت آخذ 10 روبيات في اليوم الواحد، وعينت ملاحظ بناء وتركت البناء واستمررت في «الصحية» مقاولات ومعي عمال وكان العمل على حسابي الخاص «مقاول صحي»، وتعلمت تركيب الماكينات الكهربائية. بيع اللؤلؤ
بعدما تم إنشاء شبرة في سوق الحمام والغنم لبيع اللؤلؤ والمحار اشتغلت في البيع والشراء من الباعة فكنت أشتري اللؤلؤ، وكنا ثلاثة يوسف الكندري وأنا ومعي مواطن آخر، كنت أشتري من السوق وأسافر الى البحرين لبيع ماقمت بشرائه، وأحيانا بعض الاخوة من عمان وقطر يحضرون الى سوق الكويت ويبيعون اللؤلؤ واشتري منهم وابيع واستمررت بالعمل في شراء وبيع اللؤلؤ الطبيعي. أبيع في البحرين، وعندهم ماكينة لفحص اللؤلؤ الأصلي من المقلد، واذكر انني حصلت على تمبول غير أصلي وحصلت على شهادة من وزارة التجارة في البحرين وأرجعت اللؤلؤ لصاحبه.
واذكر في إحدى السنوات ان مواطنا من فيلكا حضر الى السوق ومعه حصباه وقال ان زوجته وهي تنظف السمك حصلت على هذه الحصباه، وانتشر الخبر بين الناس، وقال لأهل فيلكا حصلت على حصباه وإذا بعتها أقيم لكم حفل عشاء، المهم حضر مواطن وشافها وقال هذه تيلة فرنساوية وعندي مثلها اربع واحضرها، وعملنا مقارنة بينها وبين الاربع ونفس الحجم واللون وتبين انها تيلة فرنساوية ونحن عندنا مكبرة ونفحص اللؤلؤ.
أقول ان الحياة كانت قديما أفضل من الحالية، القلوب صافية، الله يعز الكويت ويحفظها من كل سوء ومكروه. بيت الخلف
يتحدث ضيفنا عن عائلته فيقول: أفراد عائلة الخلف قديما كانوا يسكنون بعضهم مع بعض في بيت واحد وبعد سنوات الوالد حصل على فضيلة من عمله بالسفن الشراعية فاشترى بيت العمران وعزل عن العائلة في سكن بيت القطامي قرب بيت هلال المطيري وبعد وفاة سلطان محمد خلف تقسم البيت.
كنت أرافق جدي سلطان الى قهوة البوناشي وموقعها السوق الداخلي، وفيها حفرة خلف مدرسة المباركية، وندخل لها من سوق اليهود والكاركة ملك خليل القطان، وكان رواد الديوانية من النواخذة ونذهب الى محل عيد النصار والقهوة فيها مرابط للخيول، ولكل تاجر مربط، فكنت أشاهد تلك المناظر وأنا مرافق للوالد وقبل آذان الظهر نرجع الى البيت الكبير «بيت الخلف». واذكر عبدالوهاب الهندي وله محل لبيع المسامير وكان بعد والده يطهر ويختن الأطفال.
نصل الى البيت بالشرق «البيت الكبير للعائلة» طريقنا من المطبة الى حسينية معرفي القديمة
ومما أذكر ان والدي مراد الخلف كان ذاهبا الى البحر للسباحة وعبر شارع الخليج فصدمته سيارة وكسرت رجله مع ان السيارات كانت قليلة في ذلك الوقت، وأذكر ان بيت عائلة الخلف من البيوت الكبيرة وجميع أفراد العائلة يسكنون فيه مثل الجد والجدة وأبنائهم وبناتهم والكنات وجميع أفراد العائلة وفي ذلك الوقت جدي العود صار كفيفا.
وأذكر ان بيت العائلة الخلف فيه تنور للخبز، فكانت الأم العودة هي التي تخبز، والعصر يجيمون التنور أي يشبون النار داخل التنور ويجهزون العجينة في المعجانة مخمرة جاهزة والطشت من الخشب، والخبز يوميا، وكان من جيراننا بيت احمد شعبان ووالدته المطوعة شيخة وسارة بنت خميس الفريع تساعدها في التعليم للبنات.
وأذكر من الجيران بيت المذكور مجاور بيت بن حاي وكانوا يعملون بالغوص والحداق وبيت المرحوم احمد الهندي ومن بعده ابنه عبدالوهاب وفي المطبة يوجد دكان مبارك الهدهود ودكان حمد بن علبة ودكان هاشم العوضي ومن أهم ما يوجد في المطبة جاخور للأغنام للشاوي ابو رجا شاوي المطبة واذكر بيوت العطار ومقبرة المطبة هدمت وصارت ملعبا تابعا للمدرسة تقابلها بيوت الحقان التي ثمنت وصارت مدرسة النجاح، وبيت المجيبل نواخذة غوص، وأذكر حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه السيول، ومما أذكر ان احدى السنوات نزلت أمطار غزيرة هدمت البيوت والحفر امتلأت، وذلك عام 1934 والبيوت مبنية من الطين وبيت الخلف الكبير كان الطين ينزل من جوانب الحوائط وبيتنا كان نازلا، والشوارع امتلأت بالمياه، وأذكر بيت والد عوض الدوخي بجانب جاخور ابو رجا وأذكر يوسف دوخي والطنبورة كانت في الميدان، وكنت أذهب مع بعض الأصدقاء ونسمع غناء الطنبورة ورقص النساء، وكانت الطنبورة بالقرب من ماكينة بودي لطحن القمح.
وأذكر احمد العمران واحمد بن فريع ومحمد سالم الطويل ومحمد الشرهان. الزكاة
يقول راشد الخلف: في إحدى السنوات تم توزيع الزكاة من احد المحسنين على الكويتيين وكان مقر توزيع الزكاة في الحوطة الكبيرة في القبلة التي فيما بعد صارت الملعب القبلي، فذهبت مع الوالدة وكانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين وحصلت على نصف روبية، وكذلك الوالدة، وبالمناسبة تحولت تلك الحوطة الى ملعب تابع لدائرة المعارف (وزارة التربية حاليا)، وكانت تقام العروض الرياضية على ذلك الملعب وبالقرب من ذلك الملعب كان يوجد سوق لبيع الأغنام. كانت الكويت جميلة وحلوة والناس طيبين جدا، وكنا صغارا نلعب ونذهب الى البحر ونقوم بصيد الطيور وصيد السمك الميد.
صالح الفجري: ولدت في بيت من الطين في منطقة المرقاب وبعض الشباب كانوا يحفرون حفرة في سور الكويت ليخرجوا منهاالسبت 30 أغسطس 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
صالح الفجري خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)
صالح الفجري في شبابه
المرحوم محمد فجري الفجري
صالح الفجري مع مجموعة من أبناء العائلة
صالح الفجري مع دراجته في المرقاب أيام الطفولة
مجموعة شباب الفريج أثناء احد الاحتفالات الوطنية
الفجري في مقتبل الشباب مع بعض أفراد العائلة
صالح الفجري مع مجموعة من شباب المنطقة في الشامية
الفجري مع شباب العائلة في بيت الدسمة
..وعندما كان في فرقة كشافة صلاح الدين
بداية عملي كان راتبي 30 ديناراً وخطبت أخت زوجة عمي والمهر 600 دينار ومن دون أي احتفال
الجص الأبيض كان يصنع في المجاص وبعدها ينقله الحمارة على الحمير لبيعه للمواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت
كنا صغاراً نخرج من باب الدروازة في سور الكويت وبيوتنا تحولت مع بيوت الجيران إلى مجمع الوزارات حالياً
كانت بداية تعليمي عند المطوع وتعلمت قراءة القرآن الكريم
كنت من أوائل الملتحقين بمدرسة المرقاب وكان الدوام على فترتين وأذهب مشياً مع بعض أبناء الفريج
الوالد اشترى مجموعة من الحمير وكان يعمل في نقل الرمل والصخر والمياه وكانت عنده مجموعة من العمال يشتغلون معه
أول سيارة اشتريتها كانت من نوع «فورد» مستعملة وبعد حصولي على الرخصة العامة اشتريت سيارة تاكسي وبدأت العمل عليها في نقل الركاب
شاركت في عدة رياضات وألعاب منها كرة القدم والسباحة وألعاب القوى والجري
كنت أسبح في حمام السباحة الخاص بمدرسة الصدّيق أيام الصيف وأذكر أنني شاهدت العملة الكويتية القديمة بقاع حمام السباحة فغصت وأخرجتها
عندما كنت بالمرقاب مع أبناء الفريج كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة والقافود والهول
تركت الدراسة بعد وفاة والدي وحياتي تغيرت وعشت في بيت جدتي
في عام 1964 تقدمت بطلب للحصول على رخصة قيادة خاصة ثم عامة
كنت أذهب مع الوالد إلى بركة الماء لنقل المياه بالقربة على ظهر الحمير ويبيع الماء للبيوت
لايزال الكثيرون يتغنون بأيام كويت الماضي وكيف كانت الحياة جميلة فيها رغم شظف العيش. كان هناك ترابط وتآلف بين الكويتيين، فكانت البيوت متجاورة والقلوب متحابة. ولد ضيفنا صالح الفجري في بيت من الطين في منطقة المرقاب والذي تحول بعد ذلك مع بيوت الجيران إلى مجمع الوزارات حاليا.
عمل براتب ثلاثين دينارا، ويحدثنا عن مصانع الجص الأبيض، حيث كان يصنع في المجاص وبعدها ينقله الحمارة على الحمير لبيعه على المواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت.
يتكلم عن أيام طفولته ودراسته وكيف كان يلعب مع أقرانه من ابناء الفريج فيقول« كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة والقافود والهول».
يذكر أيضا أنهم كانوا يخرجون من باب الدروازة في سور الكويت وبعض الشباب كانوا يحفرون فيه أو تحته فتحة ويخرجون منها لأن البوابة بعيدة عنهم.
عن تعليمه يقول إن بداية تعليمه كانت عند المطوع حيث تعلم قراءة القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المرقاب وكان من أوائل الملتحقين بها وكان الدوام على فترتين، حيث كان يذهب مشيا مع بعض أبناء الفريج.
كل هذا وغيره من التفاصيل نتعرف عليه من خلال السطور التالية:
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا السيد صالح محمد الفجري عن الميلاد والطفولة قائلا: ولدت في منطقة المرقاب وبيوتنا والجيران تحولت الى مجمع الوزارات حاليا وعشت وترعرعت في المرقاب وكنت العب مع الأولاد الذين كانوا بنفس العمر، كانت المرقاب منطقة مزدحمة بالسكان وبيوتها من الطين وشوارعها ضيقة وفيها براحة الفريج واذكر من الجيران عائلة الجيعان والحمضان، وعندما بلغت السابعة من العمر باع الوالد البيت وخرجنا من المرقاب وسكنا في بيت، حاليا مبنى التأمينات، الوالد مع أخيه غلاب وأما الأخ الثالث فسافر الى قطر وفي الفريج الجديد تعرفت على أصدقاء جدد ومنهم أحمد ويعقوب بوغيث وأولاد الصفران والمسعود منهم أحمد واذكر الريش واذكر مجموعة من العمانيين كانوا يقيمون حفلات بالساحات ليلة الجمعة، وكنت اذهب مع الشباب لمشاهدة تلك الحفلات الليلية.
اذكر المجاص وهو مكان لصنع الجص الأبيض وينقله الحمارة على الحمير لبيعه على المواطنين لاستخدامه في مسح جدران الغرف في البيوت والمجاص يقع خلف سور الكويت وقبله آخر أمام السور من الداخل، ونخرج من باب الدروازة وبعض الشباب يحفرون بالسور فتحة ويخرجون منها لأن البوابة بعيدة عنهم أو يحفرون تحت السور ويزحفون من تحته للجهة الثانية وتوجد مزارع في العديلية ومن جهة المرقاب يوجد المجاص، واذكر البيت القديم وحفرة الفريج ولنا صداقة معهم والوالد - رحمه الله - صداقته مع والدهم وكانوا يعرفون جدنا باسم سخي الفجري ومنطقة المرقاب فيها مساجد مثل مسجد الحمد ومسجد الفضالة ومسجد العبدالوهاب ومسجد القصمة ومساجد كثيرة لا تحضرني أسماؤها، أرجو السماح.
اذكر جدتي وأما الوالدة فقد توفيت ونحن في المرقاب وقد توفيت قبلها بنت عم الوالد، والدة علي ومرزوق الفجري، والدتي قبل الزواج من الوالد كانت متزوجة من ابراهيم الحوطي، ولها منه أخي محمد وتوفي زوجها وتزوجها الوالد وولدتني وأختي عائشة - رحمها الله، وسالم أخي وتوفي بعد الوالدة وزوجة أخي مرزوق تصير جدتي عمتها أخت والدها ومحمد الصراف، من عنزة، عنده 3 بنات وولدان ابراهيم وجاسم محمد الصراف وشريفة بنت محمد الصراف، حصة السبيعي زوجة جاسم الصراف، جدي تزوج اثنتين: بنت عمه من السعودية وبنت حسن يسمى النهم المطيري، ودغش المطيري وفجري المطيري اعمى رجل دين واشتغل عند عائلة العبدالرزاق، وبعد الزواج أنجب محمد وابراهيم وغلاب، والدي تزوج بنت نهم، صار خلاف مع عمي وسافر الى دولة قطر واستقر هناك.
في تلك الفترة عشت حياتي في المرقاب ومرت علينا سنوات من العمر والوالد صار كبيرا وفقد بصره وكنت اذهب معه الى سوق الغنم يبيع ويشتري وكان يجلس في دكانه في منطقة الدسمة ويجلس عنده صديقه العزيز أبوعبداللطيف وهكذا الحياة. الدراسة والتعليم
وعن مشواره في الدراسة وكيف سارت الأمور يقول الفجري:
ولدت وترعرعت في منطقة المرقاب وكانت بداية تعليمي عند المطوع وتعلمت قراءة القرآن الكريم ومن ثم التحقت بمدرسة المرقاب وكنت من أوائل الذين التحقوا بها وكان الدوام على فترتين، فترة صباحية حتى الظهر وفترة مسائية من العصر حتى أذان المغرب.
وكنت أذهب مشيا مع بعض أبناء الفريج، وكان الناظر كويتيا، والمعلمون كانوا كويتيين ووافدين، وأذكر صباح كل يوم يقدمون للطلبة شوربة العدس وفيها قطع من البطاط والبصل وبعد العصر يعطوننا تفاحا أو حليبا مع البسكوت. وبعد سنوات انتقلنا إلى منطقة الدسمة بعد تثمين بيتنا، فالتحقت بمدرسة الرشيد، وبعد النجاح انتقلت إلى مدرسة فلسطين في الدسمة وأذكر أن مجموعة من الطلبة كانوا من سكان القادسية يدرسون في فلسطين المتوسطة وأذكر أحمد وعلي المسعود معنا في المدرسة وأذكر خالهم سالم الفهد.
أنهيت الدراسة في مدرسة فلسطين وكنت ألعب كرة القدم مع الزملاء وأحيانا بالفريج.
أذكر أنن كنت أمارس السباحة في حمام مدرسة الصدّيق أيام الصيف، وأذكر أنني شاهدت العملة الكويتية القديمة بقاع حمام السباحة فغصت وأخرجتها من الحمام وكنت أصعد على سلم الحمام العالي وانزل للحمام وكنت أمارس رياضة السباحة بشجاعة وبدون خوف، والحمام كان مزدحما بالطلبة في العطلة الصيفية، كما أنني كنت أشارك في ألعاب القوى أثناء الدراسة وأعطونا أحذية للسباق تعرف باسم سبايك في قاع الحذاء مسامير لكي يلا يسقط اللاعب وكانت تحميه أثناء الجري، وكان معنا الاستاذ علي المسعود وكنت أجري مسافات طويلة وأحرز مرتبة متقدمة، تقريبا الثالث أثناء السباق على ملاعب الصديق أو ثانوية الشويخ وحصلت على هدايا وميداليات.
الرياضة والألعاب التي شاركت فيها كرة القدم والسباحة ومن ألعاب القوى الجري، عندما كنت بالمرقاب مع ابناء الفريج كنت أمارس الألعاب الشعبية مثل المقصي والدوامة والتيلة والصفروك والدرباحة وهي طوق من الحديد، والقافود من جريد النخل نزينه بخيط ونربط به قطعا صغيرة من القماش الملون ونلعب بالشارع... والهول وهو الجري السريع وتتكون من فريقين. من هذه الألعاب اكتسبت قوة وشاركت بالألعاب داخل المدرسة.
بعد مدرسة فلسطين تركت الدراسة بسبب وفاة الوالد وتم بيع البيت للورثة وذهبت للسكن عند عمي وما ورثته عند دائرة الأيتام تشرف عليه، وجدتي فاطمة محمد الصراف والدة أمي كانت موجودة.
عرفوا بالصراف لأن والدها كان يعمل صرافا بالسوق وأما اسمه محمد العنزي، وزوج جدتي اسمه فرهود حمد الصبيحي من بني خالد، عشت حياتي عند جدتي لأمي مع أخي محمد الحوطي أخي من أمي، كل أمور الحياة عند جدتي وذلك بعد وفاة والدي كانت البيوت قديمة مبنية من الطين والناس كل على قدر حياته ومعيشته، وأبناء أخت جدتي هم أولاد راشد الملا العنزي، اسمها عائشة ويوسف أولاد اختها، وأما اختها الثانية فزوجها هارون الهارون أعني أخت جدتي.
المهم تركت الدراسة بعد وفاة والدي وحياتي تغيرت وعشت في بيت جدتي. العمل
يتناول الفجري ما حدث له بعد ان ترك الدراسة والخراطة: بعدما تركت الدراسة أمضت أيامي الأولى مع عمي غلاب، وبعد ذلك عملت بوزارة الكهرباء والماء كاتبا في قسم الإنشاءات بالوزارة وبعد سنوات نُقلت الى قسم التحصيل وعينت على منطقة الشامية أحصل أموال الكهرباء من البيوت وقارئ عدادات ولم يكن الأمر صعبا، وكان المواطنون متجاوبين مع المحصل والقارئ وبعد سنوات نقلت الى مكتب الخالدية وباشرت العمل في تحصيل المبالغ من منطقتي الصليبخات والشويخ الصناعية، أقرأ العدادات مع سليمان الياقوت وناصر المزيد وكان الموظفون يباشرون العمل منذ الصباح حتى نهاية الدوام، وعام 1961 أثناء أزمة عبدالكريم قاسم شاركت في الحراسة الليلية مع رجال من أهل المنطقة الدوام صباحا وحراسة في الليل وحملنا البنادق. العمل قبل النفط
وعن العمل في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في الكويت يقول ضيفنا: الوالد - رحمه الله - اشترى مجموعة من الحمير وكان يعمل في نقل الرمل والصخر ونقل المياه وكان عنده مجموعة وعنده عمال يعملون معه على الحمير وذلك عندما كنا في المرقاب واذكر كنت اذهب معه الى بركة الماء لنقل المياه بالقربة على ظهر الحمير ويبيع الماء على البيوت، واذكر ان الحمار كان يعرف الطريق فعندنا كنت اركب على الحمار كان يسير بطريقه الى البيت ويدفع الباب برأسه، وقال انه كان يكسر الصخر بالبحر وينقله على ظهر الحمير ويبيعه على البنائين وله صديق عزيز عليه أكثر من أخ وبعد وفاة الوالد بالشهر السابع توفي صديقه بعده بشهرين وقبراهما كانا متقاربين في المقبرة - سبحان الله - واذكر من الحوادث عندما كنت اعمل قارئ عدادات رأيت ان بعض أصحاب البيوت كانوا يعملون على تغيير العدادات للقراءة وبالصدفة إحدى المرات ان إحدى السيدات فتحت الباب ودخلت لقراءة العداد ووجدت شريط فيلم موضوعا بالعدادات وقد توقف عن العمل. قيادة السيارة
يحكي ضيفنا حكايته مع القيادة والحصول على رخصة، حيث يقول:
كان أخي مرزوق رحمه الله يملك سيارة وكنت أسوقها وكان أخي يطلب مني أن أقوم بتوصيل رجل من أصدقاء الوالد كان يجلس عنده اسمه ابن عامر، فكنت آخذ السيارة وأوصل صديق الوالد.
وما كنت أحمل إجازة حتى تعلمت قيادة السيارة، وفي عام 1964 تقدمت بطلب للحصول على الاجازة وتقدمت للاختبار وكان في منطقة المنصورية قبل أن توزع كقسائم.
البداية الاختبار أثناء الرجوع للخلف السيارة بمحاذاة الحائط ولم أستطع أن أكمل الرجوع للخلف، الرجل الفاحص قال تحرك للامام فسمعت كلامه وتقدمت للأمام ونجحت من أول مرة للاختبار وحصلت على إجازة خاصة ومن ثم تقدمت للاختبار للحصول على الاجازة العامة بسيارة لوري كبيرة، وكان الاختبار بمنطقة المنصورية، الفاحص قال قف، فتوقفت فجأة، ولكن كان الفاحص يريد أن يختبر قدرتي، فرسبت وتقدمت مرة ثانية ونجحت وحصلت على الاجازة العامة أيضا، الفاحص قال قف فقلت له: لا، لا هنا ممنوع.
بعد حصولي على الاجازة العامة اشتريت سيارة تاكسي وبدأت العمل بنقل الركاب وأول سيارة كانت فورد مستعملة، وأيضا كنت أوصل الوالد الى أبوعبداللطيف ووالدي كان كفيف البصر آخر حياته وسافر الى إيران أجرى عملية وعاد له النظر، ولكن بعد سنوات صار كفيفا مرة ثانية، ومن الطرائف كنت مع الوالد ودخلنا ديوانية أبوعبداللطيف والوالد كفيف وكنت أمامه عند الباب دفعني رجل طويل أبيض، الوالد قال لماذا رجعت للخلف، فقلت له دفعني الرجل، فتشاجر الوالد معه ودخلنا الديوانية، أبوعبداللطيف كان جالسا بالداخل وعنده مسجله.
الوالد أثناء كلامه تم تسجيله وبعدما جلس شغلوا المسجل وسمع كلامه وقال من هذا الذي يتكلم فقالوا أنت، فضحكوا وكان الوهيب هو الذي سجل للوالد، وفي إحدى السنوات حضر عندي ولده مع أمه وأخي علي يعرفه معرفة تامة وكان يريد أن يخطب مني.
نعود لسيارة التاكسي ونكمل الحديث عن التاكسي ومشاكله والركاب واشتغلت به بنقل الركاب، واشتريت بيتا بخيطان شراكة مع أخي علي وأبناء أخي الأيتام وكنت أشتغل بالكهرباء وأشتغل على سيارة التاكسي، الحياة تعب، لكن العيشة تتطلب مني ذلك، والتاكسي فيه مشاكل مثل: في يوم من الايام نقلت ركابا من موقف التاكسي الى حولي والنقرة وكلما حاولت نقل ركاب يتقدم سائق تاكسي قبلي ويأخذ الركاب مني.
أذكر عندما كنت في حولي (عند دوار صادق حاليا) كان ذلك السائق يسير بقربي صدمته بالجانب عند الباب توقفنا ذهبنا الى مخفر حولي واستقبلني شرطي اسمه محسن، وقال ما الذي حصل فقلت له حادث بسيط فقال تسامحوا فتمت المسامحة واتفقنا.
كان أخي مرزوق عنده سيارة موديل 1952 نساف وينقل الرمل من ساحل السالمية بذلك الوقت كنت معه والفورد أول صعدته من الساحل الى الأرض اليابسة يحن بصوت عال، وفي أحد الأيام كان أخي مرزوق يسير بوسط السالمية حامل الرمل وكنت جالسا بجانبه فضربت عامود التغيير فانكسر الجير وتوقفت السيارة فضربني أخي مرزوق بكف على الوجه. بالخمسينيات أخذ مسعود رمل البحر للبناء ولكن بعد سنوات تم منع نقل الرمل من الساحل وفي منتصف الستينيات كان العمل جدا ممتاز وكنت اشتغل بالكهرباء وبعد العصر بالتاكسي. الزواج والحياة الاجتماعية
يحكي ضيفنا قصة من كتاب الحياة حيث الزواج والإنجاب فيقول: بداية عملي كان الراتب ثلاثين دينارا وكنت أوزعها فاعطي لعمي عشرة دنانير وكنت اعيش مع عمي وزوجته فخطبت اختها وتمت الموافقة وتزوجت وكذلك ولد عمي كان متزوج اختها الثانية فصارت الخطبة عن طريقهما والمهر ستمائة دينار ومن دون أي احتفال، وكنا نسكن بالشامية وعندي سيارة خاصة لأني تركت التاكسي واشتريت بيتا في خيطان شراكة مع اخي علي وتم تثمينه وبعد ذلك اشتريت قسيمة بثلاثة آلاف دينار وكانت البداية في دخولي سوق العقار وفتحت مكتبا عام 1984 في جليب الشيوخ وكنت اتعاون مع سعود وناصر الفريج وكان ولد عمي يتعاون معي.
بعد عشر سنوات كان عندي طلب بيت لأخي مرزوق وإحدى الشخصيات ساعدتني وأعطتني بيتا في منطقة الروضة لأولاد أخي، رحمه الله.
وتزوجت الزوجة الثانية والله رزقني منها بناتا وولدا واحدا وجميعهن مع الولد خريجوا جامعات ومتزوجات وعندهن اولاد وبنات.
ويعلمون بالتربية والولد تزوج والحمد لله رب العالمين.
الحياة حلوة والله يحفظ الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه تحت راية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.
نحن في الكويت بخير ونعمة وعسى الله أن يحفظ الكويت من كل شر.
عبد الكريم عبدالرضا: كنت أول كويتي ينضم للنادي الأهلي المصري بداية الستينيات وعرض عليَّ أن أمثل مصر في دورة مدرسية بالكويت
السبت 21 يونيو 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
المربي الفاضل الأستاذ عبدالكريم عبدالرضا
أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم مصافحا عبدالكريم عبد الرضا في إحدى المناسبات
الشيخ عبدالله الجابر يسلم عبدالكريم عبدالرضا جائزة سباق 1500م عام 1958 بمدرسة الصديق المتوسطة
وزير التربية اللبناني وسفيرنا في بيروت محمد العدساني والمدرب عبد الكريم عبد الرضا خلال معسكر تدريبي للمشاركة في البطولة المدرسية عام 1973
عبد الكريم عبد الرضا متحدثا خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (أنور الكندري)
مدرب منتخب ألعاب القوى عبدالكريم عبدالرضا والصحافي منصور الميل واللاعب عبداللطيف عباس في طهران عام 1974
الوفد الرياضي المدرسي لوزارة التربية في لقاء ودي في الجمهورية السورية عام 1959
تكريم بعض موجهي التربية البدنية
فريق كرة القدم لمعهد حلوان بجمهورية مصر العربية عام 1963 وبين اللاعبين خالد الحربان
فريق كرة القدم لمدرسة الصديق المتوسطة عام 1956
في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الرياضي المدرسي العربي بالرباط عام 2006
الوفد الكويتي للدورة العربية الرياضية في القاهرة عام 1965
«النجاح» أول مدرسة التحقت بها عام 1950 حيث كانت أقرب مدرسة لنا وكنت أذهب لها مشياً على الأقدام من الشرق
في الماضي الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور رغم أنهم كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
برز الرياضيون في الكويت في أجيال متعاقبة، منذ أن بدأت رياضة كرة القدم بداية الثلاثينيات. كان الكويتيون مهتمين بكرة القدم، فقد أسسوا الفرق واستغلوا الساحات الرملية كملاعب وصولا الى الأندية القديمة والتي برزت بداية الأربعينيات ومن ثم البعثات للطلبة الى جمهورية مصر العربية.
كانت البداية وأول خريج هو المرحوم عيسى الحمد من معهد حلوان وهو المعهد الذي تخرج فيه ضيفنا، وقد سبقته مجموعة من الرياضيين الكويتيين، ومع تأسيس الأندية الحديثة عام 1960 - 1961 انتشرت لعبة كرة القدم والألعاب الأخرى، واهتمت الدولة بالأندية، وزاد عدد اللاعبين الكبار الذين شاركوا في الاتحادات الرياضية عربيا وعالميا.
عبدالكريم عبدالرضا ضيف هذا الأسبوع يحدثنا عن الرياضة المدرسية منذ أن كان طالبا في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كان لاعب كرة قدم مع فريق أبناء المنطقة والفرق الأخرى والملاعب القديمة التي يذكرها لنا، شارك مع مدرسة الصديق ومدرسة ثانوية الشويخ.
وبعد أن سافر الى القاهرة والتحق بمعهد حلوان انضم الى النادي الاهلي المصري ولمدة أربع سنوات بفريق ألعاب القوى، حيث كان لاعبا لمسافات طويلة ومتوسطة في الجري.
يحدثنا عن الرياضة المدرسية والرياضة في الأندية وتقدمها على المستوى العربي والعالمي، ولماذا هبطت الرياضة وتأخرت.
عبدالكريم عبدالرضا المدرس والموجه في مدارس وزارة التربية والقائد الكشفي مع الفرق الكشفية والمشارك في معسكر الفنيطيس السنوي ماذا يقول عن الرياضة عامة في دولة الكويت قديما وحديثا منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية ومدرسا وموجها..
التفاصيل في السطور التالية:
يبدأ المربي الفاضل الاستاذ عبدالكريم عبدالرضا حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده وبداياته الاولى قائلا: ولدت في منطقة الشرق وبالتحديد في المطبة، وممن أذكرهم من جيراننا بيت المرحوم عبدالقادر السري وبيت عبدالعزيز الهندي وأبناء وبنات بن سري أخواتنا واخواننا بالرضاعة والمرحوم عبدالمجيد عبدالعزيز الهندي أخونا من الرضاعة، هكذا كان الكويتيون تجد الرضاعة المنزلية منتشرة فيما بينهم، عكس ما نراه ونشاهده في هذه السنوات، حيث انقطعت رضاعة الاطفال بين العائلات، والجار لا يعرف جاره، أمضيت سنوات قليلة في المطبة وانتقلت للسكن عند جدتي بالشرق مقابل مبنى السينما الحمراء سابقا، وأذكر أنه كانت توجد مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين ويزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء ويوجد بالمنطقة مطاين مفردها مطينة مكان يؤخذ منه الطين لبناء البيوت قديما.
مكان السينما الحمراء يتجمع الماء أثناء المطر ونشاهد الحمارة وهم ينقلون الطين على ظهور الحمير، كذلك كنت أذهب الى البحر للسباحة، وأما الحداق فكان مقابل المستشفى الأميري، وصار لي حادث وكان أحد الأصدقاء قال أنت صائد سمكا كثيرا ولم يقل ما شاء الله، فالميدار دخل بإصبعي وذهبت الى الأميري وعالجوني. أيضا كنت مع الأصدقاء نذهب الى الأسكلة مقابل قصر دسمان.
ومن الهوايات كنت ألعب كرة القدم (بالفريج) وكانت الكرة نسميها أم سر وهي تختلف عن الكرة الحالية وكانت الكرة مصنوعة بالهند ونصنع مادة شمعية على الخيوط وأحيانا نضع الكرة في الدهن وتصير ثقيلة وكل فريج يوجد فيه فريق كرة القدم، كان فريقنا اسمه الطائف كان ملعبنا حاليا مجمع دسمان، وأذكر أن حمد الملا وعبدالرزاق مدوة وخالد الحربان والمسبحي يلعبون معنا بالفريق. أيضا كان يوجد فريق الريحان وفيه أحمد الصالح وجاسم الصالح وراشد بوبلهه، وكانوا مجموعة وتقام المباريات معهم، وكان كل لاعب يدفع روبية واحدة.
واستأجرنا دكانا وكنا نجتمع فيه ونلعب البلياردو وكنت كابتن الفريق أيضا واذهب الى القبلة واحضر محمد الملا وعبدالرزاق مدوه بالسيارة وكان خالي ضابطا بالجيش وكنت آخذ سيارته وهو نائم واستخدمها في نقل اللاعبين وبعد فترة عرف خالي بالموضوع ومنعني من استخدام سيارته، فصارت مجموعة من اللاعبين، يحضرون بأنفسهم، واذكر عباس حياة، هذا النشاط انعكس على المدارس. الدراسة والتعليم
عن مشواره في مضمار التعليم وكيف كان مساره بالدراسة يقول عبدالرضا: أول مدرسة التحقت بها عام 1950 ،مدرسة النجاح أقرب مدرسة لنا، اذهب لها مشيا على الأقدام من الشرق، كان مدرس التربية البدنية الاستاذ عبدالرزاق أردني الجنسية، أيضا كان يدرسنا مادة التاريخ، وكان يلعب مع فريق المعارف ويطلق عليه عبدالرزاق الفريرة، لأنه سريع بالركض واذكر الناظر عبداللطيف العمر ومن بعده عبدالله حسين وثالث ناظر احمد اللباد وسكرتير المدرسة محمد السداح، ومن المدرسين المرحوم عبدالصمد التركي،وأيوب حسين وخليفة القطان ومحمد علي تربية فنية، واذكر العون وطه زمزم مصري الجنسية وعبدالوهاب الزواوي، كان المدرس يعطي من نفسه الكثير ويعمل بإخلاص وبضمير، 4 سنوات بالمرحلة الابتدائية وكنت العب كرة القدم، واذكر المقبرة القديمة وكنا نلعب على أرضها وبيت العصفور، البداية نلعب مع بعض وفرق، وبعد 6 سنوات نقلونا الى الصديق بعدما تم بناء ثلاث مدارس نموذجية منها الصديق وصلاح الدين والشامية، وقبل ذلك توجد مدرستان هما عمر بن الخطاب في القبلة وحولي المتوسطة في حولي ،وكان في تلك المدارس لاعبون على مستوى عال، وكان التعليم عاى مستوى عال أيضا وليس هناك من مراجع لنا فكنا نعتمد على شرح المدرس لأن المدرسين مهتمون والطالب ينتبه لشرح المدرس، والوالدان أميان.
انتقلت الى مدرسة الصديق المتوسطة وكان الناظر المرحوم الأستاذ حمد عيسى الرجيب والوكيل عبدالله جاسم واحضروا مجموعة من المدرسين الرياضيين مثل الطرابيشي وعبده فرج وصلاح الليثي ومنير الدقاق ومن المدرسين الكويتيين الرياضيين المرحوم أحمد مهنا ويوسف العلي الذي كان مدرسا في الشامية، واذكر الأستاذ الجسار كان يعمل مدرسا للغة العربية متطوعا بالدوام المسائي. النشاط الرياضي
عن بدايات اهتمامه بالرياضة وانخراطه في أنشطتها يقول ضيفنا: من مدرسة الصديق بدأ وظهر نشاطي الرياضي وبدأت العب كرة القدم بالإضافة لألعاب القوى (الجري) وكان في مدرسة الصديق 3 مدرسين تربية بدنية عبدالإله بركات وعبده فرج واحمد مهنا.
شاركت في فريق خاص، واحمد مهنا كان يشرف على الفريق ومن بعده مصطفى، وبجانب الرياضة كنت مهتما بدراستي، واذكر من الطلبة بدر عبداللطيف وهو فنان ورسام وعبدالكريم الصفار والمرحوم عبدالخضر عوض، وكان اللاعبون في الأندية القديمة وخالد الحربان ورضا العلي وراشد مبارك وحسن ثويني، واسحاق نواف ومحمد عيسى (لواء متقاعد) والعون كان حارس مرمى الفريق وعلي موسى، ومن الفرق الثانية أحمد السيافي لاعب كرة السلة، واذكر عبدالله الدمخي وكانت في المدارس جميع الألعاب، ومحمود عبدالعال كان مدرب الجمباز في الصديق، ومن الألعاب التي كانت في المدارس السلة والطائرة وكرة القدم وألعاب القوى، وعندما كنت في سنة ثالثة متوسط في الصديق حضر مدرس مصري يعلمنا كرة اليد وكان ذلك عام 1958م ولأول مرة في تاريخ الكويت وانطلقت اللعبة من مدرسة الصديق والمدرس اسمه تمام ولعبت كرة يد كهاو وليس بالفريق، لأنني كنت مشغولا بألعاب القوى واستمررت بها وكذلك كرة القدم وسافرت عام 1959 الى سورية للمشاركة، ومعنا المرحوم نوري ثويني لاعب طائرة ويعقوب يوسف مطوع لاعب سلة.
تم اختياري لأن أكون في فريق ألعاب القوى من قبل الأستاد عبدالإله بركات وتعلمت رمي الرمح ودفع الجلة، لعبت 200 متر و400 و800 متر و1500 متر.
جسمي طويل ولياقتي البدنية عالية وكنت ألعب كرة القدم، لهذه الأمور تم اختياري لألعاب القوى وكنت أمشي مسافات طويلة من البيت الى الصديق مسافة، وباشرت اللعب ألعاب القوى، وأذكر كنت ألعب كرة القدم في الوقت نفسه مع ألعاب القوى وكان مسموح للاعب بأن يزاول أكثر من لعبة وكان علي ناصر بهبهاني يلعب جميع الألعاب، كذلك فيصل مطر أيضا كان يزاول أكثر من لعبة، الدولة يلعب سلة وقدم وعبدالله الدمخي يلعب تنس وطائرة وسلة، والرياضة لم تشغلنا عن الدراسة، الطالب كان أمامه الدراسة واللعب ولا يشغله شيء آخر من الألعاب.
حاليا ألعاب وحلات وأندية، فالواحد مشغول في أكثر من جهة مع الدراسة، الألعاب الرياضية لا تشغل الطالب عن الدراسة، لأن لكل واحد منهما وقته المخصص والمدرس كان مهتما بالطالب، وفي المدارس قديما جماعات مثل جماعة العلوم، جماعة الرياضيات، جماعة اللغة العربية، فالطالب ينضم اليها وخاصة بعد العصر دراسة واستفادة وجمعية التربية الفنية.
وفي كل مدرسة حظيرة دجاج وطيور، وأذكر كنا نقيم مباريات بين المدارس وعددها بذلك الوقت تقريبا ست مدارس يقام بينها دوري في الالعاب وأذكر منها المتنبي والصديق وحولي وعمر بن الخطاب والشامية وتقام مباريات كرة القدم على ملعب مدرسة الصديق، وهو من الملاعب الكبيرة بعد ثانوية الشويخ وفيه مدرج كبير وعمال للتنظيف، وأيضا كنا نقيم المباريات على ملعب ثانوية الشويخ، وفي المتنبي ملعب وأذكر الملعب الشرقي الذي كانت تقام عليه مباريات الاندية وملعب أبوالحصم في الشرق ولعبنا عليه مع منتخب التلاميذ وكان المدرب إنجليزيا واللاعبون من جميع المدارس، وكنت لاعبا معهم وكانت المباريات ضد الفريق الانجليزي من البحرية، وقد فزنا عليهم، ومنتخب المدارس لعبنا ضد نادي الكويت في بداية تأسيسه وفريق الكلية الصناعية والاندية وفريق مدرسة حولي كان يلعب معهم يعقوب الخرس لاعب نادي الكويت وضاحي وسالم فرج وحارس المرمى جاسم وكانوا مشهورين، ومن لاعبي المتنبي: سليمان الدهيمة وعبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب ومحمد عيسى أيضا كنا بالشارع نلعب مع بعض وإبراهيم العماني وعبدالعزيز العوضي والمضف حارس مرمى وصار في النادي البحري.
في مدرسة الشامية كان يلعب في الفريق: جاسم الحميضي وزكريا وأحمد البصري وآخرون ومن لاعبي مدرسة عمر بن الخطاب المرحوم بدر الشطي وناصر الفرحان أخو عبدالمحسن اخو (دحسن) وكان يدربهم صلاح الليثي وفي الصديق كان يدربنا عبدالاله بركات، اما عن الاندية القديمة فكان خالي أول من أسس ناديا لحمل الاثقال واسمه نادي الشباب بشارع أحمد الجابر، ولعبت سلاح الشيش والمصارعة، وكان نادي الخليج قبل دوار دسمان عند محطة البنزين، وكان خالد النصرالله رئيس النادي وكنت ألعب مع النادي درجة ثانية. هذا النشاط الرياضي يقابله التعليم والدراسة. ثانوية الشويخ
بعد المرحلة المتوسطة توجه عبدالرضا شأنه شأن الكثيرين من أقرانه في هذه الفترة الى ثانوية الشويخ وعن ذلك يقول:
أكملت دراستي في الصديق وانتقلت الى ثانوية الشويخ أولى وثانية ثانوي، وبعد النجاح اخترت أن أكمل دراستي بالخارج فتم اختياري مع مجموعة من الطلبة، وأذكر أنني في ثانوية الشويخ كنت ألعب كرة قدم وكرة يد، وسافرت الى مدينة حلوان ومعي: خالد الحربان وعبدالكريم عبدالرضا وعبدالله جمال وحسين مكي ومحمد الزامل وعلي سبتي وسعد المياس وحسن كرم وخالد الدولة وقد سبقنا يوسف العبيد والمرحوم أحمد السرهيد، وصلنا الى حلوان جميعنا وقبلنا دفعة تخرجوا في حلوان وكان منهم د.عبدالحميد مطر وعلي بوقمباز، وأول كويتي تخرج في معهد حلوان هو المرحوم الاستاذ عيسى الحمد أواخر الأربعينيات وعرف بأبو الرياضة ومؤسس اتحاد كرة القدم ومؤسس اللجنة الأولمبية، عيسى الحمد له دور كبير في الرياضة الكويتية، كان أحمد مهنا خريج معهد الكويت نحن العشرة تخرجنا وعينا مدرسين والبعض منا التحقوا بالمعهد العالي للتربية البدنية بالهرم، والتحقت بالمعهد العالي. النادي الأهلي المصري
من المراحل الفارقة في حياة الرياضي عبدالكريم عبدالرضا التحاقه بنادي الأهلي في مصر، وعن ذلك يقول: عندما كنت في معهد حلوان التحقت بالنادي الأهلي الرياضي، وكنت ألعب ألعاب قوى ولمدة أربع سنوات وكنت أمثلهم، وأنا أول كويتي ينضم للنادي الأهلي المصري، وعندما كنت طالبا في معهد حلوان أقيمت في الكويت الدورة المدرسية وعرض عليه أن أشارك فيها ممثلا عن مصر، أما بالنسبة لقبولي وزملائي في معهد حلوان فكان المرحوم عيسي الحمد وكيلا مساعدا في التربية وهو الذي مهد لنا الدخول للكلية، وأذكر أن أحد المسؤولين في التربية وقف ضدي وعدم ارسالي للخارج إلا ان عيسى الحمد قال له لا يجوز منعه من البعثة فسافرت مع زملائي. عيسى الحمد شخصية رياضية ورجل مبدع وهو أبو الرياضة في الكويت على مستوى الأندية أو المدارس ويعرف جميع الرياضيين وقدم خدمات كثيرة وجليلة للكويت، وهو المدرس والموجه والوكيل والسفير، خمس سنوات في معهد حلوان ومثلها كنت ألعب في النادي الأهلي المصري.
بعد ذلك التحقت بالمعهد العالي للتربية الرياضية وبعد سنة ثانية تركت الدراسة ورجعت إلى الكويت مكتفيا بشهادة الدبلوم من معهد حلوان للتربية البدنية وبعد سنوات من العمل سافرت إلى أميركا وأكملت دراستي هناك.
بعض الزملاء أكملوا دراستهم في المعهد العالي مثل جاسم الجيماز ويوسف خريبط ومحمد الزامل وعلي موسى وفيصل مطر خريج عام 1966 من المعهد العالي ويوسف عبيد وفهد بوقماز ورضا العلي والمرحوم علي عسكر، أحمد السرهيد بعد معهد حلوان اشتغل وبعد سنوات حصل عى بعثة وسافر وأكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه من أميركا. التعيين مدرساً
أما عن تعيينه في الميدان التربوي فيقول عبدالرضا: بعد التخرج عينت مدرسا للتربية البدنية في مدرسة الفيحاء المتوسطة وكان الناظر عبدالكريم عبدالمعطي، عام دراسي واحد ثم انتقلت إلى ثانوية كيفان، ومن الحوادث ان طالبا ضرب مدرسا وقام الناظر بطرد الطالب وفي اليوم الثاني حضر خالد المسعود الفهيد وزير التربية آنذاك الى المدرسة ومعه الطالب وولي أمره، الوزير وولي الأمر دخلا المدرسة ومنع الناظر الطالب من الدخول وقال إذا الطالب دخل المدرسة أخرج منها، هذه حماية للمدرسة، واتفق الناظر مع الوزير على نقل الطالب من مدرسة الفيحاء، كانت الهيئة المدرسية تعمل بجد واجتهاد واخلاص إذ انهم كانوا يحضرون بعد العصر من دون مقابل مادي. العروض الرياضية
يتطرق ضيفنا إلى موضوع العروض الرياضية، فيقول: حاليا لا توجد عروض رياضية مثلما كان قديما، حيث كان هناك مدرسون متخصصون في العروض، ثانيا التكنولوجيا والطلبة ضعاف ولا تستطيع أن تشد على الطالب وولي الأمر لا يقبل بذلك حاليا، وصارت لي قصة مع طالب عندما كنت مدرسا في الفيحاء وكنت حكما وصار فاول فقال الطالب موجها كلامه لي وقال: العمي يا حكم، سكت لكن الكلمة أثرت فيني فأخذت عصا وضربته، اليوم الثاني عندما كنت في المكتب دخل علي رجل كبير بالعمر وسأل عني فقلت له أنا قال الرجل عسى ولدي ما غلط عليك، وقال: ولدي بالليل يشتكي من الم بجسمه، هذا لو حصل في هذه الأيام يمكن يشتكون علي، وقال: لك اللحم ولنا العظم وأخذت ولي الأمر وذهبت معه إلى الفصل وكان اصغر طالب بالفصل عمره ست عشرة سنة، وكان مدرس الانجليزي بالفصل قال هؤلاء عليهم أن يذهبوا للعمل فهم كبار بالسن، ولي الأمر صار معي ضد ولده، الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور ويقفون معه، مع العلم أن أولياء الأمور كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام، بعد سنة نقلت إلى ثانوية كيفان مدرسا ونقل المدرس الأول ونقلني معه إلى ثانوية أحمد البشر الرومي، وكان الناظر حسن زغلول، وبعد الظهر كنت أدرب بعض الطلبة والتدريب مستمر، حيث كنت أدخل المدرسة صباحا وأخرج منها مساء، وصرت قائدا للكشافة وشاركت في المعسكرات التي كانت تقام في الفنيطيس في مدرسة الفيحاء وثانوية أحمد البشر الرومي، وشاركت في 3 مخيمات وأذكر جاسم الجيماز ويوسف خريبط وفيصل مطر وعلي حسن العلي وآخرين ومنصور الهاجري. الأندية الرياضية الكويتية
يتناول عبدالرضا تاريخ أندية الكويت ويتعرض للحديث عنها بقوله: بدأت الأندية الرياضية بالنادي الأهلي وكان في الحي القبلي ونادي الجزيرة ونادي الخليج بالشرق والعروبة بالشرق عند مسجد الرومي ونادي النهضة في القبلة يعتبر نادي كاظمة حاليا، ولكن عام 1959 الحكومة حلت الأندية القديمة جميعها، لكن عام 1960 - 1961 ضموا نادي الخليج والعروبة حاليا النادي العربي الرياضي ومقره أولا بيت ذوي الدخل المحدود، والملعب حاليا ثانوية بيبي السالم وضموا نادي الجزيرة حاليا (نادي القادسية) ونادي الأهلي حاليا نادي الكويت والنهضة نادي كاظمة انضممت للنادي العربي وعندنا ملعب السدر الاربع بالشرق، وعقد أول اجتماع للجمعية العمومية بالنادي العربي ومازلت أحتفظ ببطاقة الدعوة منذ عام 1960م وأذكر جاسم المحري صار رئيس نادي الكويت وكان قبل ذلك أحد اللاعبين في النادي.
انتشرت الرياضة بعد ذلك وظهرت أندية جديدة من الجهراء إلى الفحيحيل إلى الأحمدي وفي جميع مناطق الكويت، وارتفع مستوى الرياضة عندنا وتقدمت الكويت في الأوساط الرياضية العربية والعالمية، ولكن هبطت الرياضة بعد ذلك للأسباب الآتية: يعتمد على القياديين في أي ناد وهو مجلس الإدارة، وبعض غير الرياضيين الذين يحبون الرياضة صاروا ينافسون الرياضيين وانضموا للقيادة، وهذا صراع موجود في جميع دول العالم بالنسبة للأندية.
الرياضة في التعليم أفضل وأحسن، المدرس يمكنه أن يؤسس الرياضي منذ حداثة عمره ويستطيع المدرس أن يشكل الطالب حسبما يراه ويحسن سلوكه ويغرس أخلاقيات الرياضة فيه، أما اللاعب في النادي فيختلف، هذا طالب وذاك لاعب تختلف بينهما العلاقة.
كانت الأندية تأخذ اللاعب من المدرسة متدربا جاهزا لا يتعب المدرب عليه، لأنه تعلم وتدرب في المدرسة مع أستاذه الذي يشرف عليه، هذا حاليا غير موجود والسبب كان قديما عدد اللاعبين قليلين، أولياء الأمور لا يقبلون بأن ولدهم يذهب للنادي وكان المدرب من الكويتيين.
ولي الأمر يطمئن على ولده في المدرسة لأنه في يد أمينة ويعرف أن ولده في المدرسة لا يخرج بعيدا، حاليا ولي الأمر يطمئن على أن ابنه في النادي.
كلمة أخيرة أوجهها بالنسبة للرياضة: المفروض على الأندية أن تختار المتخصصين مثلا لا أسند الإشراف لأي واحد، مصلحة الكويت فوق كل شيء، أتمنى أن يكون هناك معيار للاختيارات، والمفروض أن يضعوا شروطا للاتحادات وللأندية، وأن يكون في النادي مفكرون يطورونه.
الأولاد قدرات لكل واحد قدرته على الأداء أثناء اللعب وهناك ولد يدرب مدة شهرين يتبين انه لاعب ممتاز والبعض لمدة سنة ولكن لا يصلح.
شكرا للأستاذ عبدالكريم عبدالرضا المربي الفاضل والرياضي القدير.
شكرا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالشخصيات الكويتية وتسجيل ما يمكن تسجيله للأجيال القادمة.
الله يوفقك أستاذ منصور الهاجري وشكرا لك ولجريدة «الأنباء» والعاملين فيها.
عزيـزة البسـام: كنت صاحبة اقتراح إنشاء أول مكتبة نسائية في الكويت عام 1966 وأول أمينة لها
السبت 23 أغسطس 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
عزيزة البسام خلال اللقاء
عزيزة البسام أثناء اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (اسامة ابوعطية)
كتاب افتتاح مكتبة عامة في عام 1957
حوار صحافي قديم مع عزيزة البسام
شهادة تقدير للبسام
مجموعة من الصور القديمة واللقاءات الصحافية مع عزيزة البسام
ختمت القرآن مع والدي 30 مرة وقرأت كتب طه حسين في المرحلة المتوسطة
كنت من أوائل الدفعات اللاتي اشتغلن في المكتبات وعددنا 7 موظفات أمينات مكتبات مدرسية وعينت في مدرسة السالمية المتوسطة
التحقت بمدرسة السالمية للبنات المشتركة وكانت المدرسات من الفلسطينيات والمصريات يعلمننا بإخلاص
أبي كان يحفظ الشعر ويرويه وكان حريصاً على أن نقرأ المعلقات السبع وشعر شوقي وحافظ إبراهيم ويكافئنا على الحفظ
المرحوم عبدالرحمن السميط كان مثالاً للعطاء وتقديم المساعدات للمحتاجين .. فلماذا لا نفعل مثله ونكمل رسالته؟!
أقترح تكوين جمعية تحافظ على الكتاب حتى يستفيد منه الآخرون وحملة إنسانية لتزويد الجمعيات بالكتب
مديرة مكتبة «كندي» زارتنا في «الدسمة» وقالت إن هذه المكتبة الوحيدة في العالم المخصصة للنساء
المطاعم يحضر بها أكثر من الذين يحضرون للمكتبات للأسف
والدي كان يحضر لنا مجلة ميكي وقصص الأطفال وكان تاجر أغذية وأثناء عودته من السوق يشتري لنا المجلات والقصص
نقلت إلى ثانوية المرقاب وكنت أستخدم باص «المعارف» من السالمية وأتمنى العودة إلى النقل الجماعي للطالبات حيث التعارف والتعاون بجانب روح التواضع
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
المرأة نصف المجتمع، وقد ظلت المرأة الكويتية تطالب بحقوقها ومساواتها مع الرجل حتى حصلت على حقوقها السياسية والاجتماعية وما يتبعها من حقوق. الجيل الماضي من النساء أسسن الجمعيات النسائية وتعلمن بالجامعات وعملن مدرسات وطبيبات ومحاميات. الأستاذة عزيزة البسام من نساء الكويت اللاتي حصلن على حقوقهن في العمل، فهي أول كويتية تعمل أمينة لأول مكتبة نسائية في الكويت وكان مقرها بالدسمة.
بدأت عملها وباشرت في تأسيس أول مكتبة نسائية بعد ان تقدمت باقتراح لمدير المكتبات المرحوم محمد محمد صالح التركيت، فأصبحت أول امينة مكتبة نسائية وأشرفت على التأسيس. وبعد سنوات من العمل الدؤوب في المكتبة استطاعت ان تنشر الوعي الثقافي في المكتبة النسائية، وجمعت روادا لتلك المكتبة، كما اشرفت على افتتاح ثاني مكتبة نسائية في منطقة الرميثية.
كانت من ضمن أول دفعة تخرجت من بنات الكويت، وكان عددهن سبع بنات، تم تعيينهن في إدارة المكتبات، ولأنها صاحبة الاقتراح فقد عينت أمينة مكتبة الدسمة للسيدات. عندما كانت طالبة في المرحلة المتوسطة والثانوية كانت تشارك في الأنشطة المدرسية، مثل النشاط الإذاعي ومجلة الحائط، وكانت تقرأ الكثير من عيون الكتب ودواوين الشعر. في هذه السطور التالية المزيد من التفاصيل:
تبدأ ضيفتنا الرائدة عزيزة محمد سليمان البسام حديثها عن الماضي وحكاياته وذكرياته قائلة: ولدت في الكويت، الإنسان عنده أحلام كبيرة منذ طفولته وطفولتي ما بين المدرسة والبيت والفريج، عشت في ظل رجل يقرأ ويكتب، قرأت وأنا في المرحلة المتوسطة كتب طه حسين، والقرآن الكريم ختمت قراءته مع والدي رحمه الله ثلاثين مرة، ومن الكتب التي كان الوالد يعطيها لي لأقرأها «كليلة ودمنة» لابن المقفع، وكان والدي يحفظ ويروي الشعر، وكان حريصا على ان نقرأ المعلقات السبع وشعر احمد شوقي وحافظ ابراهيم، وكنا نحفظ والوالد يعطينا جائزة، والمقصر في الحفظ كان يعاقبه. وكان الوالد يروي شعر الشعراء، وقد اعطانا مخزونا جيدا، وأذكر ان مدرسة اللغة العربية كانت تعطيني شهادة.. مراتع شبابنا الدمنة القديمة، منطقة السالمية، كان بيت الوالد هناك وعشنا فيه مع الوالدين واخواني واخواتي. الدراسة والتعليم
وعن مشوارها في مضمار التعليم وكيف سارت الأمور، تقول البسام: التحقت بمدرسة السالمية للبنات المشتركة (الابتدائية والمتوسطة)، وظهر نشاطي في المرحلة المتوسطة، وكانت المدرسات من الفلسطينيات والمصريات يعلمننا بإخلاص وكن يبذلن الجهد الكبير من أجل مصلحة الطالبات، وكان النشاط متعددا. واذكر في مادة الاقتصاد المنزلي كنت قد شاركت بلوحة «كنبة» وزارنا المرحوم الشيخ عبدالله الجابر وسأل عن صانعة اللوحة، والحمد لله قابلته.
وأول هواية كانت القراءة، وكان الوالد- رحمه الله- قارئا جيدا فشجعني واخواني واخواتي على القراءة، وكان يحضر لنا مجلة ميكي وقصص الأطفال، وكان تاجر أغذية، وأثناء عودته من السوق يشتري لنا المجلات والقصص، وكنت شريكة مع اخواني واخواتي في القراءة.. قرأت الشعر والمقالات وشاركت في مجلة الحائط في المدرسة مع زميلاتي وكتبت «يوميات طالبة»، وعندنا الاستاذة صبيحة الكيالي، وكنا في الزمن الجميل والتعليم الراقي، وكانت المدرسة تعزز فينا قوة الوطنية وحب الوطن والإيمان، علم الوطن، أكرم من ان يستخدم ربطة رأس أو علاقة.
العلم دائما يكون مرفوعا ولا يسحب على الأرض، مدرسات كثيرات ومن الناظرات فتحية عوايص فلسطينية، ما دخل علينا مدرسات عربيات غيرهن الا بعد سنوات، وأذكر ان مدرسات الابتدائي والمرحلة المتوسطة فلسطينيات وغيرهن في المرحلة الثانوية منذ أولى ثانوي والبعثة المصرية عام 1942 يذكروني بأني شاطرة وممتازة.
وشاركت في مجلة الحائط وكان هناك تنافس بين الطالبات في الخطابة والاذاعة، وشاركت في جميع أنواع الرياضة، وكانت الأنشطة كثيرة، وبرزت مجموعة من الطالبات في الرياضة وبعضهن اصبحن مدرسات تربية بدنية، وكنت أجمع بعض الأقوال وأقدمها للاذاعة وغيري يذيعها في طابور الصباح، وكان العمل جماعيا، فنحن شركاء ولسنا فرقاء، ونؤدي العمل كوحدة واحدة. المرحلتان المتوسطة والثانوية
وعن مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي تقول: في هاتين المرحلتين من الطبيعي ان الدراسة تختلف عن المرحلة الابتدائية حيث كنت في مدرسة السالمية المشتركة والناظرة فتحية، وشاركت في الأنشطة الأدبية والرياضية بالمدرسة حتى أكملت رابعة متوسط.
بعد المتوسطة نقلت الى ثانوية المرقاب وكنت استخدم باص «المعارف» من السالمية الى المرقاب مع بعض الطالبات، ثانوية المرقاب كانت تمثل بوكيه الورد فيه الروائح الجميلة ومن كل غصن وردة، فيها التعايش جميل وعندما أرى احدى الطالبات أقول أهلا بالمرقاب، في ذاك الوقت لا توجد سيارات عند الطالبات فالباص الأصفر لجميع الطلاب في الذهاب والإياب. وكانت بداية الطالبات في الفصل ثم في الباص والذي كان ينقل الطالبات من مكان الى مكان الى المدرسة.
هذه سمة المجتمع المترابط الجميل الذي كنا نعيشه، حاليا كل واحد عنده سيارة ولا يلتفت الى أحد من إخوانه والأمهات يوصلن بناتهن والازدحام عند أبواب المدارس كل ولية أمر تريد أن تأخذ ابنتها قبل الثانية ولا توجد باصات للنقل الجماعي، أتمنى العودة الى النقل الجماعي للطالبات، النقل فيه التعارف والتعاون بجانب روح التواضع، كانت معرفة الأمهات لبعضهن البعض عن طريق المدرسة.
أول السلم الحياة في التعايش في المدرسة، نجحت من ثانية ثانوي وتوقفت عن الدراسة وبعد ذلك التحقت بمعهد المعلمات في المدرسة الشرقية، كانت ثانوية المرقاب تضم معهد المعلمات عام 1964، انتقل المعهد للشرقية في تلك الفترة وتحصلت على فرصة للعمل.
التحقت بالعمل وكنت من أوائل الدفعات اللاتي اشتغلن في المكتبات وعددنا 7 موظفات أمينات مكتبات مدرسية وعينت في مدرسة السالمية المتوسطة واذكر من كن معي من الزميلات ومنهن: نورة المالك، حصة البرجس، ونسيت أسماء الأخريات وقد أخبرني المرحوم محمد محمد صالح التركيت مدير المكتبات في ذلك الوقت بأن عدد المعينات 7 أمينات مكتبة.
عينت في مدرسة السالمية لمدة 6 أشهر فقط وكان فيها عدد من الكتب وكانت المكتبة بالنسبة للمدرسة كأنها مخزن ما تؤدي رسالتها.
بدأت القراءة عن تأسيس المكتبات وبدأت بالتدريس والالتحاق بالدورات وباشرت الفرز للكتب.. وبعد 6 أشهر تركت المكتبة المدرسية. مكتبة الدسمة للسيدات
أثناء عملي بالمكتبة المدرسية أخذت مجموعة من الطالبات الى المكتبة العامة وكان المسؤول محمد صالح التركيت والمساعد له ملا يوسف التركيت وسهيل الزنكي، وأثناء وجودي بالمكتبة تقدمت باقتراح للمرحوم محمد صالح التركيت وقلت «يا أستاذ محمد لماذا لا تفتحون مكتبة عامة للسيدات؟»، فقال: «ممكن ان يصير» وهذا الاقتراح كان مني في تلك الأيام كان بداية تأسيس جمعية الدسمة التعاونية وكانت عادة وزارة الأشغال ان تبني في المناطق عدة مبان مثل مبنى للبلدية ومبنى للمستوصف ومكتب البريد ..، قال المرحوم محمد صالح التركيت لنبدأ في تأسيس مكتبة للسيدات، وبعد أيام حضر عندي صالح محمد صالح التركيت وأخبرني بأن والده وافق على تأسيس المكتبة وانني سأنتقل اليها، ومقرها منطقة الدسمة وذلك عام 1966 وكانت اول مكتبة للنساء وتأسست في عام تأسيس جامعة الكويت وكان رواد تلك المكتبة من بنات الكويت وبعض الدارسات بالمدارس المسائية وبدأت المكتبة بالكتب والأثاث، والمرحوم محمد صالح التركيت احضر مجموعة كبيرة من الموظفين واشتغلنا لمدة 6 أشهر في فهرسة الكتب والترتيب على حسب تقسيم (ديوي) من الصفر إلى 99 صباحا ومساء نحن نعمل فيها، بالنسبة لي اعتبرها دورة تدريبية لأني كنت اشتغل مع موجهين مصريين ومتخصصين فاستفدت كثيرا منهم، وبدأنا نستقبل رائدات المكتبة من الابتدائي الى الجامعة وأذكر عادلة التركيت أول من دخل المكتبة بداية افتتاحها.
وكانت تدرس المكتبات في القاهرة، ومن الرواد ايضا أعتز بمجموعة مازالوا يحملون لي الجميل وهذا تكريم، منهم عزيزة البسام رائدة المكتبات من نساء الكويت، عندما كان ضيوف يزورون الكويت كانوا يزورون المكتبة، كانت المكتبة النسائية محاطة بمجموعة من الإدارات والمؤسسات مثل رابطة الأدباء واستوديو الدسمة وجمعية الفنانين وساحة الجمعية وأذكر أن فرقة التلفزيون كانوا يتدربون فيها وتلك المكتبة عايشت الحركات المكتبية والأدبية.
وأذكر من الزيارات ان مديرة مكتبة كندي زارتنا في المكتبة وقالت ان هذه المكتبة الوحيدة في العالم مخصصة للنساء.
الزيارة تلك لم تكن الأولى وأذكر أن مسؤول المكتبات في الأردن كتب وذكر في كتابه عن مكتبة الدسمة، واعتقد ان المكتبة النسائية لها بصمة في تاريخ المكتبات وحاليا اجمع أوراقي واكتب لأصدر كتابا عن المكتبة ليس حبا للشهرة ولكن توثيقا للبحث والباحث وياليت مركز البحوث يقوم على العمل، للبحث استمررت في المكتبة خطوة خطوة الى ان وصلت المكتبة إلى القمة وبعض رواد المكتبة حصلوا على الدكتوراه ومنهم الدكتورة ليلى السبعان.
ومكتبة جورج تاون في أمريكا كان المسؤولون هناك يرسلون لنا يستفسرون عن بعض الأمور فكنت أزودهم ببعض المطبوعات بواسطة البريد، دخول المرأة الجامعة والحركة النسائية مع الجمعيات النسائية من هنا بدأت الأضواء تسلط على المرأة الكويتية.
كان المدير العام المرحوم محمد صالح التركيت هو الرجل المساند للمكتبة النسائية وعندي نبذة كتبها رحمه الله عن المكتبة النسائية. وأذكر من الرواد للمكتبة الأديبة ليلى العثمان وليلى محمد صالح ومنى طالب وليلى السبعان ود.نوال الإبراهيم وطيبة الإبراهيم وطيبة الشذر ومجموعات كبيرة من الرواد.
في بعض الأحيان بعض الأدباء قبل دخولهم للرابطة يدخلون عندي في الإدارة للزيارة وتشرفت بزيارة كبار الادباء ومنهم المرحوم عبدالرزاق البصير ود.سليمان الشطي وخالد سعود الزيد وكانوا يتواجدون في مكتبي الخاص ولا ننسى أننا في مجتمع متفتح كانوا يشرفوننا. مصادر الكتب
أما عن المصادر التي كانت تحصل منها على الكتب لمكتبتها، فتقول البسام: يوجد في وزارة التربية قسم التزويد وكانوا يزودوننا بكتب ما يعرض في المعارض فكانوا يعتمدون على معرض القاهرة للكتاب لعدم وجود معرض في الكويت وعلى ما ينشر فكانوا يزودون المكتبات المدرسية والمكتبات العامة وتزويد المكتبات العامة يختلف عن تزويد المكتبات المدرسية فالمجموعات التي تزود بها المدارس مرادفة للمناهج مثل القواميس والمراجع وقصص الأطفال والقصص الدينية، أما المكتبات العامة فتزود بفروع مجاميع انواع الثقافة والمراجع والقواميس وكانت عندنا صالة كبيرة لمن يريد البحث.
وكانت الجهات المختصة تزودنا بالكتب سنويا، وعندنا قسم للأطفال ويوم في الاسبوع ساعة القصة.. المكتبة النسائية في الدسمة تقسم إلى ثلاثة أقسام قسم للقراءة والمطالعة وقسم للباحثين وقسم للأطفال، يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
فإذا أنشأنا الطفل من صغره على حب القراءة والكتب صارت عنده رغبة في القراءة، ايضا كنا نعرض للأطفال أفلاما سينمائية. وأذكر هنا للتاريخ ان وزارة الشؤون الاجتماعية كانت من أنشط الجهات حيث كانت تقوم بإرسال الأطفال الى الحدائق للقراءة في المكتبة مع المشرفات، فكنت أشركهم في المسابقات، وأحيانا كنت ازورهم في الحدائق لأنقل لهم النشاط، وكان بعض الأمهات يحضرن الى المكتبة للقراءة والبحث ومعهن أطفالهن يقرأون في قسم الأطفال من هنا تبدأ صداقة الطفل مع الكتاب.
حاليا التكنولوجيا ابعدت الأطفال عن الكتاب وتفرغوا للاجهزة الحديثة. اتمنى على الأمهات والآباء أن يعودوا أطفالهم على قراءة الكتاب مع الأجهزة الحديثة التي يستخدمونها.
الكتاب مثل الذهب إذا احتفظ الإنسان به، ولكن الكتاب صار عند بعض الناس مثل العدو، واصبحوا يتخلصون منه بأي طريقة. قبل أن يتخلص أي إنسان من الكتاب عليه أن يسأل عن الجهات التي من الممكن ان تستفيد من الكتاب، عندي ملاحظة وهي أن البعض يقول لنتخلص من كل كتاب كتبه عراقي، وهذا من أثر الاحتلال الصدامي للكويت، يا اخوان الفكر ليس له جنس ولا جنسية ولا مذهب، بل يعبر الحدود.
والظاهرة الثانية وجدت ان بعض العائلات اذا عرفوا ان ولدهم او بنتهم عندهما مكتبة، حاولوا ان يتخلصوا منها بعد وفاتهما. وهناك بسوق الجمعة توجد مجموعة من الكتب معروضة للبيع. وأقول من خلال جريدة «الأنباء»: يا اخوان، اقترح تكوين جمعية تحافظ على الكتاب ولندع الآخرين ليستفيدوا من هذا الكتاب، لنعمل حملة انسانية لتزويد الجمعيات بالكتاب.
منذ فترة جمعت نحو مائة وخمسين كتابا وارسلتها الى اليمن لكي يستفيدوا منها هناك من مطبوعات رابطة الاجتماعيين. وعندما كنت أمينة مكتبة الدسمة.. كان الحضور ممتاز من النساء والفتيات، كانت القراءة جميلة، واتذكر واحدة من رواد المكتبة تزوجت وهي في مرحلة الشباب لكنها استمرت في الحضور الى المكتبة يوميا للقراءة والاستعارة، هذه السيدة اعفيتها من دفع تأمين الكتاب لتشجيعها، واستمرت في القراءة، شعرت بأنها قرأت كتبا ذات قيمة أدبية كبيرة، وتلك السيدة من سكان الدسمة.
وتضيف البسام: خدمت في العمل في المكتبة النسائية اثنين واربعين سنة تقاعدت بعدها عن العمل، ومازلت أقرأ وأتابع الصحف اليومية نحو أربع صحف يوميا، مع الأسف بعضها لا يفيدني، ولكن كانت الصحف موجودة داخل المكتبة يوميا، وكذلك المجلات الأسبوعية والشهرية، وكانت لها رواد وقراء واستفادوا كثيرا منها وكان من الممنوع القطع من المجلات والصحف. مع الوالد والمكتبة
تستحضر ضيفتنا ذكرياتها مع المكتبة والوالد واهتمامه بالأدب والشعر حيث تقول: لم أكتب الشعر ولكن قرأت الكثير وكان الوالد ايضا يقرأ الكثير من الكتب وكان رجلا مثقفا، نحن عشنا وتربينا على الهيبة واحترام الآخرين، حصلنا على دورات بالخارج عن المكتبات وعلمها، وكان ذلك في القاهرة ولندن وانا عضو في جمعية المكتبات في القاهرة وحصلنا على دورات في تونس والعراق وحضرت ندوات للنقاش، وكان ديوان الموظفين عندنا في الكويت نشيطا في إقامة الدورات والتدريب وكنت مدربة في المكتبة وأحاول ان أفيدهم بما عندي وانا الوحيدة من عائلتي تخصص مكتبات وهو من أجمل المجالات، لأن المكتبة فيها علم مثل النهر الجاري، وأذكر عادلة التركيت وكانت حاصلة على الدكتوراه في علم المكتبات وبعدها سعاد العيبان وعزيزة البسام أول كويتية أمينة مكتبة لأول مكتبة نسائية، واستمررت بالعمل فيها حتى الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت يوم الخميس 2/8/1990 الذي نهب المكتبة مع ما نهب من الكويت ودمر كل شيء، وبعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي تسلمت مكتبة الرميثية النسائية بعد تحويلها من مكتبة عامة، واعتبر أول سيدة أمينة مكتبة في الرميثية، وتلك ثاني مكتبة نسائية في الكويت، العراقيون والجيش العراقي نهبوا بعض المبالغ التي كانت موجودة في الأدراج ولكن العراقيين نهبوا جمعية الفنانين والاستديو، وبعد تسلم المكتبة بدأت اعمل وأصلح وكنت اعتمد على بعض الصحف مثل «الأنباء»، واستمررت في العمل حتى عام 1999، ففكرت اما ان استمر أو أترك العمل لكن مدير المكتبات احمد جمعة العمران أشار علي ان أتسلم مكتبة الشامية العامة رجال ونساء، وحاليا تحولت الى اسم مكتبة عبدالله زكريا الأنصاري.
ومكتبته المنزلية تضم 25 ألف كتاب، هذا رجل يجب ان ان يكرم ويخصص له جناح كامل في المكتبة الوطنية تضم مكتبته وجميع أعماله الفنية، وأطالب الأخ حسين الأنصاري مدير المكتبة الوطنية ان يهتم بهذه المكتبات وان يخصص لكل مكتبة ركنا ويسمى مكتبة رواد الثقافة في الكويت ويعلقون على مدخل المكتبة لوحة كبيرة ويكتبون أسماء أصحاب المكتبات حتى تعرف الأجيال القادمة من أبناء وبنات الكويت كيف أن جيل الآباء والأجداد من الأدباء كونوا واهتموا بهذه المكتبات وتصنيف الكتب بتصنيف «ريوي».
مثلا مكتبة عبدالله زكريا الأنصاري فيها كتب مثل كتاب بالفلك وآخر بالشعر والتاريخ، أضع كل كتاب في قسمه المخصص للمادة وهكذا لو نفذته المكتبة الوطنية ـ مثلا على سبيل المثال مكتبة الشاعر احمد العدواني، د.دلال الزبن مرتبينها ترتيبا ممتازا جدا.
اول شيء ان المسؤولين في المكتبة الوطنية يخصصون مكانا خاصا ويدعون الورثة للتبرع بمكتباتهم وأؤيد التبرع للمكتبة، أقول ان الكتب القديمة ثروة لا تعوض، مثلا الكتاب المطبوع عام 1920 يختلف عن الكتاب المطبوع بالخمسينيات، أو عن المطبوع حاليا في هذه السنوات، فطباعة الكتاب اختلفت بمرور الزمن.
حاليا عندي مكتبتي الخاصة وفيها مجموعة من الكتب وكذلك احتفظ بمكتبة الوالد وكان، رحمه الله، من القراء للكتب، كان يجمع ما بين غذاء البطون وغذاء العقول، وكانت بدايته يعمل بتجارة المواد الغذائية ومن الطرائف انه عندما زار مكة المكرمة ورأى الأغنام تأكل الورق قال: «لو ان هذه الأغنام تفقه ما أكلت لصارت أفقه الناس».
الجيل الحالي جيل رائع ومتفتح وعنده فرص كبيرة وكثيرة لم نحصل عليها.. هذا جيل الفضاء ولكن بحاجة لاحتضان، وعندهم طاقة بشرية بحاجة الى رعاية واهتمام وتشجيع وتوظيف هواياتهم، السابقون من الأدباء والشعراء كانوا يعيشون تحت ظروف وعادات وتقاليد فكان بعضهم يتعرض من أهله لظلم بأن تحرق أشعاره أو مؤلفاته وهذا عدم ثقافة من الأهل، مثلا في الثقافة الأوروبية أعدموا من قال بكروية الأرض وأنها تدور وعندهم قصص أُحرقت.
عندنا في العالم العربي كان من يكتب الشعر يطلقون عليه انه مجنون مثل مجنون ليلى، لكيلا يؤاخذ بما يقول او ان تحرق أشعاره.
وفي العصر الحديث نجد الشاعر فهد العسكر، فحسبما ذكر في المؤلفات عن حياته وغيره من الأدباء والشعراء.
البعض يوصي أولاده بأن هذه القصائد أو القصة لا تنشر إلا بعد الوفاة والبعض يحرقها قبل وفاته لكيلا تنشر حتى لا يحمل أولاده التبعية والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
إلى متى بعض الشعراء والادباء يوصون بعدم النشر لكن هؤلاء ربما يخرج لهم حفيد ويطبع ما أوصى به جده بعدم النشر، بالعالم كله تجد نفس العادات والتقاليد. المكتبات النسائية
تتحدث البسام عن المكتبات النسائية قائلة: من المكتبات أذكر مكتبة الدسمة النسائية وبعد سنوات اسست مكتبة الرميثية النسائية ومن ثم نقلت الى مكتبة الشامية وكانت مكتبة عامة للنساء والرجال ويعمل معي بعض الشباب واستمررت بالعمل حتى عام 2006 ثم تركت عملي للتقاعد. زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكل غيرنا، وحاليا موجود قسم لدراسة المكتبات لمدة أربع سنوات للحصول على بكالوريوس مكتبات.
اتمنى وأملك أماني لوطني ان يكون هناك اصلاح كامل واستثمار الشباب لمواردهم، والاهتمام بالتعليم.
نعيش في مثلث أضلاعه البيت والمدرسة والمجتمع من الممكن تحويله إلى مربع ونزيد فيصير الاعلام هو الضلع الرابع، نحن بالبيه مهمتنا عظيمة فالشاعر يقول: الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
نابليون قال ان الأم التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بشمالها. الأمهات القديمات كن اميات ولكن انجبن رجالا بنوا الكويت، ولم يأخذ واحد أي شيء، فكان الواحد منهم يعين عضوا في اللجان دون مقابل ما يطلب أي مبلغ ولكن وجاهة.
كنت في مجموعة لجان قبل الاحتلال الصدامي ولم اتقاض أي مبلغ ولكن بعد تحرير دولة الكويت من براثن الاحتلال الصدامي كنت في إحدى اللجان وكان أحدهم يسأل من يرأس اللجنة؟ فقالوا له الوكيل الفلاني فاتضح ان الوكيل له مكافأة وللأعضاء مكافأة، نحن عشنا خذ والحالي هات، لا نريد ان ننهب بلدنا.
مواطن قبل الاحتلال نال شيكا به مبلغ اعاده الى الجهة الحكومية وكتب خلفه أنا موظف أتقاضى راتبا ولا استحق أن آخذ مكافأة. هذا الجيل انتهى.
في فمي ماء ... وهل ينطق من في فيه ماء؟!
حاليا من ابناء الأسرة عندنا مجموعة كبيرة من القراء والكتاب والادباء طبقة مثقفة والحمد لله.
حاليا المكتبات العامة خالية من روادها اقول ان المكتبات العامة والجمعيات الخيرية لا داعي أن تكون جزءا من دوام الدولة.
النوادي الرياضية مفتوحة طوال النهار لأن فيها مكاسب، والمكتبات تفتح مع بداية دوام الوزارات وتقفل معها.
الهدف من المكتبات ان أكيف نفسي متى اذهب لها وليس المسؤول يكيف متى أذهب الى المكتبة للقراءة والاطلاع.
الذين يحضرون إلى المطاعم أكثر من الذين يحضرون إلى المكتبات مع الأسف، يجب إعادة النظر في دوام المكتبات، عندي أرشيف كبير عن المكتبات وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يخرج للوجود، من الدكان الصغير الذي تبرعت به السيدة بنت الصقر مع الجمعية الخيرية.
وزير الإعلام.. شكراً المحرر
إلى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود: شكرا لك من القلب على الجهود التي تبذلها من أجل الوطن، من أجل الكويت وشعب الكويت، إن شاء الله في ميزان حسناتك، كل ما تبذله من جهد وإخلاصك في العمل يسجله لك التاريخ للأجيال القادمة.
دورات تدريبية
تتكلم البسام علن الدورات التدريبية التي عقدتها في مكتبتها النسائية في الدسمة قائلة: كثير من الدورات التدريبية أقمناها في المكتبة النسائية في الدسمة وأقل دورة لا تقل عن خمس وثلاثين متدربة، وكانت الموظفات اللاتي يتوظفن غير متخصصات مكتبات، فمثلا المعينات في مكتبات المدارس غير متخصصات مكتبات فنعمل لهن دورات.
حاليا المكتبات المدرسية يعزف الطالب عن دخولها وهذا يتطلب من المدرس ان يحث الطلبة وان توضع في الجدول المدرسي حصة تخصص للمكتبة بحيث يكون لكل صف حصة واحدة في الاسبوع ولا مانع ان يكون فصلان في وقت واحد للتخفيف من الازدحام في الجدول المدرسي فنشجع الطالب على الرغبة في الدخول للمكتبة، للأسف حاليا الطالب يحصل على البحث جاهزا من بعض الجهات التي تجهز البحث، نشاهد لوحات الاعلانات على الأعمدة الكهربائية وفي الصحف لدينا بحوث عن المادة الفلانية والفلانية، فالطالب يجد كل شيء، ولم يمنع هذا او يتصدى له أي مسؤول وهذا تدمير للعقول، يجب ان يبحث الطالب ويعمل ويدخل للمكتبة حتى طالب الجامعة يجد كل شيء جاهزا.
رابطة الاجتماعيين
تحدثت ضيفتنا عن تاريخ رابطة الاجتماعيين ونشاطها، حيث تقول: تأسست منذ اكثر من 40 سنة وكان رئيس المجلس المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي ومنذ ذلك الوقت تقيم الجمعية الندوات والمحاضرات فأنا عضو في الجمعية، فلما عرفت عن الكتب أخذت منها المجموعة وأرسلتها الى اليمن لكي يستفيدوا منها، كانت المواسم الثقافية في الجمعية يحاضر فيها المرحوم أحمد زكي رئيس تحرير مجلة العربي، المهم ان تلك الدفعة كانت مريحة لنفسي وأحلى هدية تعطيني إياها هدية الكتاب.
الله سبحانه وتعالى ساعدنا وأعطانا الكثير من الثقافة والعلم وعندنا المكتبات وكتبها وأجهزة إلكترونية، في أفريقيا إلى الآن يكتبون ويقرأون على ألواح الخشب، وخير مثل على العطاء وتقديم المساعدات المرحوم د.عبدالرحمن السميط لماذا لا نكمل رسالته ونمد المحتاجين بما نستطيع وما يحتاجون له من أدوات وكتب ومصاحف؟
أقول في نهاية: كل عام دراسي تتكون لجان تجمع الكتب المدرسية من الطلبة وترسلها إلى الفقراء والمحتاجين في الدول الفقيرة لكي يستفيد منها الطالب والمتعلم هناك. وذلك بدلا من رميها في الحاويات أو تحويلها وإعادتها إلى ورق، الوزارة أو إدارة المدرسة تخصص مدرسا أو مدرسة للإشراف على جمع هذه الكتب وجمعيات النفع العام تجمعها وترسلها الى الدول المحتاجة.
هناك طلاب ومجاميع محتاجون لهذه الكتب، عندي صديقة مهاجرة الى كندا أخذت معها كتب مناهج الإسلامية واللغة العربية لتعليم أحفادها في كندا، هذه خطوة جيدة لماذا نرمي الكتب؟ لنعمل «حملة أصدقاء الكتاب» لجمع الكتب المدرسية.
شيخة العصفور: رجال الفريج كانوا يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء.. واستخدام الأسمنت في الكويت بدأ مع نهاية الثلاثينيات
السبت 14 يونيو 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
شيخة العصفور مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
المستشفى الأميركاني كان من العلامات البارزة
السفن الشراعية كانت أحد أهم مصادر كسب الرزق
الدزة من مظاهر الزواج التقليدية
ولدت في منطقة شرق ثم انتقلت للسكن ببيت جدي راشد الرمح في القبلة بسن الرابعة
بعض الرجال كانوا يشتغلون بنقل المياه على الحمير
أكملت قراءة القرآن الكريم وحفظت بعض السور القرآنية
شاركت وتعلمت الطبخ مع جدتي ووالدتي محمر سمك ومطبق ومكبوس اللحم
كنت أذهب إلى البحر مع عائلتي وخاصة نقعة اليسرة بالقبلة لغسل الملابس وننشرها على الصخور حتى تجف
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونهذا الأسبوع نتعرف على رؤية مختلفة بعض الشيء لكويت الماضي.
السيدة شيخة العصفور شاهدة على زمن جميل لا نزال تتوق أنفسنا إليه ونحنُّ إلى لحظاته الجميلة وذكرياته العطرة وعلاقاته الاجتماعية التي يرى الجميع أنها كانت أقوى وأفضل بين الناس.
تتحدث عن ذكرياتها عن مرحلة الطفولة وكيف كانت البيوت قديما قبل استخدام الأسمنت الذي بدأ في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي.
تتناول الزواج وكيف كان يتم ودور الخطابة والدزة والزفة والطريقة التي كانت بها تسير الأمور.
تتطرق العصفور للأنشطة النسائية في كويت الماضي وكيف كانت النساء تذهب إلى البحر لغسيل الملابس ونشرها على الصخور حتى تجف، وكذلك عملية الطبخ وأشهر الأكلات.
تذكر أيضا ما مرت به من تجربة تعليمية خلصت منها إلى تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره.
كل هذه الأمور فضلا عن غيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال السطور التالية:
في بداية اللقاء تقول ضيفتنا شيخة محمد العصفور: ولدت في الكويت في منطقة الشرق في بيت العائلة ورجالنا من النواخذة منهم: والدي محمد وعبدالله وأحمد أبوخليفة وكان طبيبا شعبيا، ولما بلغت من العمر 4 سنوات انتقلت للسكن عند خوالي بالقبلة بفريج العثمان عائلة الرمح من سكان القبلة، أما جدي لأمي فهو محمد راشد الرمح والبيوت متلاصقة وهم من رجالات البحر، منهم: عبدالكريم وخليفة وعلي نسيب البديوي وراشد 4 إخوان.
كانت القبلة نظيفة والعائلات يعرفون بعضهم البعض ومتعاونين ويساعدون بعضهم في جميع الأمور.
أذكر من جبلة جاخور للحميضي وفي براحة حمود الناصر البدر يوجد دكان واحد للمرحوم عبدالله خريبط وحمود الظفيري وعباس خورشيد 3 دكاكين بالبراحة، ودكان عبدالله المحري والخامس عبدالله النجدي وأذكر دكان عيسى الشرف، كان رحمه الله - إمام مسجد ويقرأ على المرضى ويغسل الموتى رجل دين له سمعة طيبة، رجل كبير بالعمر ومحترم عند رجالات وأبناء الفريج ويعالج ضربة الفريالة، وأذكر احمد الغانم كان يجبر الكسور وكذلك المرحوم مساعد المزيد أبوعلي يعتبر طبيبا شعبيا.
كنت أذهب إلى البحر مع العائلة، كنا نذهب إلى اليسرة وبالأصل تعرف بنقعة أحمد حمد الصقر أبوعبدالمحسن، ويغسلون الملابس وينشرونها على صخور البحر حتى تنشف، وبجوار اليسرة نقعة للخرافي فيها سفنهم، أذكر المستشفى الأميركاني وفيه د.وسمية، ويقال خاتون وسمية، وجميلة كانت تعطي الإبر للنساء.
وأذكر سيدة تقف عند النساء هي التي تدخل المرضى على الدكتورة وسمية وتعطي الأرقام وأذكر امرأة كويتية من الخادمات.
مستشفى الأميركاني على اليسار والساير على اليمين، والنقعة البحرية من البحر وأحمد الصقر له نقعة وبيت وديوان حامد النقيب اشتراه منه عبداللطيف العثمان.
وأذكر نقعة الماي أو يقال نقعة ثنيان الغانم وبعدها نقعة الصقر وبعد ذلك نقعة المرزوق، وبعد ذلك المدرسة الأحمدية والفرضة ونقعة الغنيم والجمارك وقصر السيف، وتوجد دكاكين مقابل الجمارك لتخزين العيش والسكر والمواد الغذائية، والفرضة تستقبل المواد المستوردة من الدول المجاورة والسفن الشراعية تقف بساحل الفرضة، والعنب يوضع بالرك قفص مصنوع من جريد النخيل على شكل هرمي مقلوب والرمان والرطب والخلال، وبعد قصر السيف مسجد الخليفة ومن بعده مستوصف، وكان يديره د.الجديدي، والمدرسة الجعفرية ومسقف صباح الناصر.
على ساحل البحر ماكينة ثلج الغانم وماكينة الكهرباء وحدود منطقة الشرق تبدأ من مسجد الخليفة ومنطقة الوسطى والعسعوسي والنصف وفريج هلال ومقبرة هلال المطيري وأمامها المدرسة الشرقية وخلفها المرحوم ناصر وعبدالله وإبراهيم النجدي، وبيت هلال له بابان شمالي وجنوبي، وبعد ذلك عائلة بورسلي ومسجد سعد الناهض، وبعد ذلك بيت الشيخ علي الخليفة وبيت أحمد الغانم وبيت حمود الجابر الصباح.
قديما لا يوجد المستشفى الأميري، كان بيوتا وآخر الشرق قصر دسمان، أما بالشارع الثاني بيت الملا مقابل مقبرة هلال، ومن بعد ذلك بيت سعد أحمد الناهض وبيت عبدالله المهنا وبيت خالد النجدي واخوانه وبيت عبدالوهاب القطامي بوبدر، وكذلك بيت السيب وبيت سعد الطويل واخوانه ومبارك الهدهود قرب مسجد المطبة وهناك مجموعة دكاكين، دكان مبارك الهدهود ودكان الملا وأحمد مدوه، وزوجي أبوراشد يصلي بالمسجد ويؤذن، وبيوت الشايع والرقم، وبيوت الرزوقي والعماني والرومي وملا حسين العبدالله والبشارة واليماني.
بعض النواخذة من شرق القطامي والغضيبي نواخذة سفر وعمي عبدالله وعمي أحمد نواخذة محمود العصفور ومحمد وعبدالله ملاك سفن للسفر الشراعي. القبلة والبحر
تتحدث العصفور بعد ذلك عن حياتها في منطقة القبلة عند أخوالها، حيث تقول:
حياتي في القبلة عند خوالي بيت الخشتي وخليفوه واللوغاني ويوسف ثنيان وحمد صالح الحميضي والمزيد حمود واخوانه وعبدالله المديرس والشيخ يوسف الحمود والمعتوق وعائلة العثمان النواخذة وملاك سفن شراعية وبيوتهم مقابل ساحل البحر وبيتنا خلف بيوتهم وقد اشتروه من خوالي، وأذكر عائلة المطر النواخذة وعائلة المشري وأولاد إسماعيل صالح ومحمد عبدالله جمعيهم نواخذة سفن السفر وعائلة الشطي محمد وسالم الشطي وبيوت سالمين وعبدالرحيم وحاجية صاحب دكان، وملا محمد صاحب مدرسة، وهو رجل دين ورجل طيب، وأذكر الشيخ أحمد الخميس وهو إمام وخطيب وقاض، والرجال يحفظون القرآن الكريم ومنهم من يتعلم فقط القراءة. الحياة الاجتماعية
تتطرق ضيفتنا الى الجانب الاجتماعي من حياتها وذكرياتها فتتحدث في البداية عن الخطبة والزواج قائلة: الخطابة أو أم المعرس بنت العم والخوال، كانت العلاقة جيدة جدا بين العائلات، الخطابة يتم اختيارها من قبل أم المعرس وعندها علم بالعائلات وخاصة بالفريج (الحي).
تذهب الخطابة الى اصحاب البيت الذين تعرفهم وتعرف أن عندهم بناتا للزواج، الخطابة تذهب الى ذلك البيت وتطرق الباب، وتقول لمن يفتح الباب: اعطوني ماء، ولأن البيوت صغيرة تستطيع أن ترى من بداخل البيت.
كان عمر العروس نحو 15 عاما أو أكثر بقليل، وإذا رأت الخطابة البنت أخبرت أهل المعرس ووالدته تشرح الموضوع لوالد المعرس، والخطوة الثانية ان والدة المعرس تبلغ الخطابة بالموافقة، واسألوا عنا ونحن نسأل عنكم خلال شهر تتم الموافقة والتعارف بين العائلتين، لأن أم الولد تذهب الى بيت أهل البنت وتشرح لهم عن أهلها وعماتها وخالاتها ويبلغ الرجال بالموضوع والد المعرس ويحدد موعد لزيارة الرجال لأهل العروس ويتقابل الرجال، والسؤال يركز على العم والعمة، ثم يحدد موعد «الدزة» والمهر، وتقول الخطابة لأهل العروس ستحضر أم المعرس معها نساء من عائلتها يوم الجمعة ومعهم «الدزّة»، وتتكون من ملابس ومبلغ من المال، الملابس توضع في بقشة (قطعة قماش وبداخلها ملابس العروس «الدزّة») ومشيا على الأقدام من بيت أهل المعرس الى بيت أهل العروس والخطابة تحمل الدزّة على رأسها الى بيت أهل العروس، والدتها مستعدة لاستقبال أهل المعرس، فقد دعت اخوانها وبنات عمها وخالتها ونساء وبنات العائلة وفرشوا أرض البيت وجهزوا الشاي والقهوة العربية والقهوة الحلوة والماء.
وتتكون الدزّة من: 1 - نفنوفين، 2 - ثوبين جرجَيس، 3 - عباءتين شال بطانيتين (كنبلين)، 4 - چادرين (لحاف)، فوطتين وملابس داخلية مع النقود.
الأقمشة من نوع الستان والمشجر والشال والموجودون يشاهدون الدزّة ويرددون مبروك مبروك، أم العروس تتسلم النقود وإذا خرجت النساء حضر الأب والد العروس وشاهد الدزّة «وما بعد العود قعود» خرج النساء وبدأت الاستعدادات لليلة الزفاف وحددوا ليلة الملجة، ويكتب عقد الزواج في المسجد، وبدأت الخياطات كل واحدة تاخذ صاحباتها الخياطة على اليد أو بالماكينة.
وزفة المعرس من المسجد الى بيت العروس، البعض يزفون المعرس وأمامهم تمشي فرقة عرضة بحرية، حتى بيت العروس، بمعنى ان المعرس يبقى أسبوعا في بيت العروس.
3 وجبات في اليوم لمدة أسبوع، وبعد 3 أيام أهل المعرس يزورون أهل العروس ويكون التحوال ليلة الثامن من الزواج.
أهل العروس مع المعرس ينقلون غرفة النوم وينتقل المعرس الى بيت والده وتتحول العروس من بيت ذويها الى بيت زوجها ويسمون تلك الليلة بالتحوال، ومن الأثاث في الغرفة سلتان واحدة للرجل والثانية للمرأة والصندوق المبيت لحفظ الذهب للمرأة، ونساء البيت جميعهن وبعد 3 أيام أهل العروس يذهبون الى بيت زوج بنتهن ويسمى «الثويلث» والعروس تلبس الذهب وإذا لا يوجد عندها ذهب أهلها ووالدتها وجدتها يذهبون الى إحدى عائلات التجار والتي ترتبط معهن بصداقة ويطلبون منهم ذهبا ولا يمانعون من اعطائهم ويعدون عليهم الذهب قطعة قطعة.
والثقة بين العائلتين أصحاب الزواج أهل المعرس والعروس وعائلة التجار.
العروس تلبس الذهب في تلك الليلة وتتقدم أمام أهلها في بيت زوجها وتجلس معهم.
واذكر كان عمري 10 سنوات أعطوني ذهبا وضعته في جيبي وذهبت الى عائلة التجار وأوصلت لهم الذهب، لعائلة الناهض.
ومن العائلات التي لا تمانع في إعطاء الذهب لعائلة أخرى عائلة القطامي وعائلة الروضان وعائلة عثمان الراشد والحميضي والصبيح، أمان وثقة وتعاون بين العائلات.
أول أسبوع في بيت زوجها ترتاح من العمل وبعد ذلك تتسلمها الخالة أم الزوج.. إذا كان في البيت أكثر من كنة وبنات الخالة، يوزع العمل المنزلي لكل واحد يوم مخصص لها من الفجر حتى النوم بالليل.
تحلب الأغنام وتخبز وتجهز الريوق وتستعد وتطبخ الغداء وتنظف البيت حتى النوم، وتشرف على تربية الأبناء، هكذا كان البيت الكويتي، والعروس بعد أول أسبوع تزور أهلها يوم الجمعة، وفي ذلك الوقت تعطى العروس طاستين في كل واحدة حلويات واحدة لأم المعرس والثانية لها مع زوجها.
الخالات (أم الزوج) صنفان: واحدة طيبة بنت حلال مثلما يقولون، وأما الثانية قشرة أي بمعنى انها شديدة، فالكنة تزعل منها ولا تتفق معها لشدتها في التعامل وبعض الخالات تعطي الكنة مقدار العيش لليوم وتنصحها وتوجهها للأفضل، والسمع والطاعة من الكنة وعندك الكركم والفلفل واللحم، الصلاة والصيام والعطاء، أيام التراويح والقيام في شهر رمضان، الأمهات والجدات يجهزن القهوة الحلوة والقهوة المرة والماي للمساجد، بالنسبة لنا نزور مسجد البدر والإمام والخطيب المرحوم أحمد الخميس الخلف، والزوارة عند بعض العائلات كل 15 يوما وخاصة مع وجود الأطفال.
ومثلما ذكرت الكنة تعمل حسب تعليمات الخالة أم الزوج وإذا كان الزوج مسافرا مع السفن الشراعية الزوجة تبقى في بيتها لا تذهب الى بيت أهلها، تباشر عملها عند أهل بيت زوجها مع خالتها وعمها والد زوجها، وربما يحصل شيء بسيط خلاف قليل ولا يرقى للزعل أيام طويلة. بدء استخدام الاسمنت
وتكمل العصفور: الرجال يعملون في تنظيف السفن الخشبية والبناء ونقل المياه على الحمير.
العماير فيها يباع قطع غيار للسفن مثل الأخشاب والحبال والصل والشحم والنوره لدهان السفن الباريه والجندل.
وبعد سنوات نزل الاسمنت الى الكويت نهاية الثلاثينيات واستخدم في بناء بيوت في أنقرة الطواري وحولي، ونقرة الحداد من أولى المناطق، وعندما كنت صغيرة بدأت البيوت تنتشر في المرقاب، قبل ذلك كانت بيوتها محدودة، واذكر ان جارتنا بنت عبدالعزيز الدخان أخذتني معاها الى بيت عبدالعزيز الوزان في المرقاب لها ولد منه وهي مطلقته، وقالت هذا مسجد الحمود ذهبنا مشيا على الأقدام حيث لا توجد سيارات، كنت مرافقة لها وبعد ذلك تعددت البيوت من المسيل.
وكانت البداية سوق صباح ودعيج أولاد صباح حمود ومحمد ولهم قيصرية وعلى اليسار للخليفة جاخور للأغنام ومبنى الصفاة والليوان الكبير حيث يجلس الشيخ علي الخليفة، واذكر مبنى الشرطة بساحة الصفاة وخلفها الصيهد وسكن المنطقة عوائل الغربللي وحاليا الصالحية ولكن قديما الصيهد باب البدن وهو بوابة الشامية ويجلس عنده علي محمد المالك ومن بعده عبدالله وإذا كانت بوابة الدروازة مغلقة يقولون الناس له:
جيناك يا راعي الحاجه
محمد الشيخ راعي الدروازه
وبعد ذلك كسرة حاليا بناية ثنيان ومن بعدها حوطة الرمح، وأرض كبيرة قالوا لوالدتي تعالي يا سبيكة، نكتب اسمه معنا عمي عبدالكريم وعمي خليفة، المقبرة والمثني يمين ويسار وبعد ذلك باعوها لحمود العنجري. الأخلاق بين الأمس واليوم
تتحدث العصفور عن التمسك بالأخلاق الحميدة لدى الكويتيين في الماضي والحاضر حيث تقول: قديما الناس كانوا صادقين في كلامهم ووعودهم، حريصين جدا على الوعد والصداقة.
اذكر أيضا من الجيران في الجبلة (القبلة) عبدالله المديرس وابراهيم المهنا وبيت السيد وحسين المانع والمزيد ومنهم المرحوم مساعد المزيد صاحب الدكان والعويش وعبدالسلام عبدالجليل وعبدالعزيز الحميضي وحمد الصالح والخشتي وخليفوه، عائلة العثمان بيوتهم مقابل البحر والمزيد وابراهيم وجاسم المبارك نوخذة السفن الشراعية ومن النواخذة المطر، أولاد عبداللطيف العثمان أحمد وصالح وداود وأولاد عبدالعزيز. البيت الكويتي القديم
وعن المباني والبيوت الكويتية القديمة تقول ضيفتنا: البيت الكويتي قديما بناء عربي بأحجام مختلفة، البيت الكبير ويتكون من مجموعة من غرف النوم وأمامها الليوان ويجلسون فيه بعيدا عن الحر والمطر.
وله حوش صغير ومطبخ وحمامات وأغنام وحمام ودجاج وبيوت التجار يتبعها حوش الديوانية، فالبيت الكبير يتكون من 3 أحواش، أحيانا توجد بوسط الحوش بركة الماء للشرب وماء الجليب للغسيل، والحجم الثاني من البيوت وسط ويتكون من حوش الحرم وحوش صغير للخدمات المنزلية، بعض البيوت تطل على البراحة وبعضها داخل سكة (سِدْ) غير نافذة لان التخطيط كان بدائيا لا يستند على خرائط فبعض البيوت غرفة واحدة وحمام وجليب.. وهكذا كانت بيوت الكويتيين في المدينة، وفي القرى البيوت مبنية من الطين وبيوت بعض التجار مبنية من الصخور البحرية.
ومما اذكر من الشخصيات الكويتية المرحوم صقر السجاري أبوعبدالمحسن مسؤول الماء جار المرحوم عبدالعزيز الزاحم والسديراوي من البيوت الكبيرة والطبخ ثلاث وجبات مطبخ واحد وقدر واحد لجميع افراد العائلة.
وغداء الرجال فقط مع بعض واذا انتهوا من الأكل تقدمت النساء للغداء، كان لا يوجد اختلاط.
بعض البيوت الأم والولد ومعه خالته التي بدون اولاد وبنات، قديما ابن الاخت ما يترك خالته، العائلات الكبيرة عندهم خدم ومملوكين، البيوت كانت متلاصقة، مثلا عائلة الرمح عائلتي، 4 بيوت متلاصقة بيت عمي خليفة وعمي عبدالكريم وعمي علي ووالدي راشد.
مثلما قلت الطبخ للجميع كذلك الغداء او الوجبات الاخرى جميع الرجال مع بعض وجميع النساء مع بعض، لا يوجد من يأكل بمفرده، والغداء بعد صلاة الظهر مباشرة، الموجود ينتظر المتأخر، هذا بالنسبة للبيوت الكبيرة، اما البيوت والعائلات الصغيرة قبل أذان الظهر.
وبعد صلاة الظهر يأكلون الغداء، ومن العائلات في القبلة عائلة الشطي وميعان وبيت عيسى الشوف وبيت ابوحمرة، والمسجد إمامه كان الشيخ يوسف بن حمود، وهكذا كانت العائلات تعيش.
أذكر ايام الهيالة صيد سمك الزبيدي ايام القيد، وهذه الأيام انتهى القيد، كان الكيلو بروبية تعادل ست عشر آنة وفيها اربع بيزات، كان الزبيدي يباع بالأوقية، الوزن القديم، وكان الرز (العيش كلكتا) وعنبر يباع في البصرة، والكويتيون يشترون الفلفل والبزار (البهارات) حاليا والينسون والدارسين وعرق الهيل والقهوة كلها تستورد من الهند توضع وتحفظ في الصندوق المشربك، الأولاد يحصلون على الصوغة وهي الهدية من الحلوى من مسقط والهند من النيبار واطفال الفريج يحصلون على الصوغة الهدية من البحارة رجال الفريج، قديما فقط الباجلة والشاي الاحمر والقند السكر قوالب.
تتحدث العصفور عن جانب من انشطة النساء في الاسرة الكويتية وهو الطهو وعن ذلك تقول: الطبخ وطريقته وكيفية الطبخ تختلف من بيت الى بيت كل حسب طريقته، مثلا عندنا الزبيدي نضع الدهن ونحمس الحشو المكون من البصل ـ بعد تنظيف الزبيدي وتجهيزه.
ونضع الماء على النار، ونضع الحشو داخل الزبيدية ونخيطها وكان عندنا عيش (ارز) داودخان من الهند وعيش سدري ونستعمل عيش داودخان ونضع الزبيدية بقاع القدر ونضع فوقها العيش (الرز) على نار من الاخشاب الصغيرة او قصاقيص السعف حتى ينشف ونستخدم الدهن السمن ونصب على العيش ونضع غوري الشاي بجانب نار القدر والدقوس نضع الطماط فوق العيش وهو على النار ونضعه بعد ذلك في وعاء ونعجنه مع قليل من الماء فيصبح دقوسا اما الاجار فيصنع في البيوت او يستورد من الهند، وقت الغداء السفرة جاهزة نرفع القدر عن النار ونرفع الغطاء ونبدأ برفع الحشو ونضعه في إناء ونبدأ بالملاس نضع العيش في الصحون.
بعد أن نضع العيش في الصحون نقلب القدر في صينية ثانية، فتسقط الزبيدية ونفك الخيط منها ونضعها فوق العيش (الرز) ونضع الدهن فوقها ونجهز الدقوس والاجار، والخالة هي التي تضع الأكل وتنشف يديها بالشملة، لا توجد فوطة أو منشفة بذلك الوقت.
من الأكلات المشهورة محمر سمك ودبس أو محمر شكر ومحمر تمر، نضع الدبس بالقدر ويحرك ونضع عليه العيش ونحركه ويتغير لونه فيصير بنيا ونضعه في الصحون وعليه السمك، والبعض يشوون سمك النقرور والصبور في التنور، بعض البيوت فيها تنور للخبز او للشوي وحاليا بالفرن، أما مكبوس اللحم فأولا يطبخون اللحم حتى ينضج، بعض الناس تخرج اللحم من ماء القدر ويوضع بالدهن في المقلاة، والبعض يضع عليه العيش وهو في القدر مكبوس لحم.
وأذكر مرق مصقعة، مرق جامد، لحم بطاط قرع طماط بصل لومي أسود، وقفشة متوسطة الحجم واحدة ولبن وفي كل بيت ماعز واحدة يصنع من حليبها اللبن ويوضع في «الصميل» اذا زاد سمك الزبيدي بعض العائلات ينظفونه ويغلونه بالماء ويملح وينشر على الحبال حتى ينشف ويحفظ للأيام، ومثل هذه الأيام يوجد الخلال، البلح والتمر والعثق يعلق بسقف العريش وكل واحد يأكل منه.
كنت أخيط القحفيات للرجال وتعلمت من بنات الجيران ونبيع للغير، أشتري الخيوط ثلاث بكرات صغيرة ببيزة وأردي تعمل «قحفية» طاقية ونصنع بالطلب ونبيع على محمد مسلم أو على المعاريس نصنع اليرودلي والتيل تصنعه شريفة بنت الحمود والزري الأصلي. الدراسة والتعليم
نالت السيدة شيخة العصفور قسطا التعليم يكفي لقراءة القرآن الكريم وعن ذلك تقول: التحقت بالمدرسة، وكنت آخذ معي غرشة ماء مصنوعة من الفخار، كانت معلمتنا المرحومة مريم العمر.
تعلمت جيدا وحاليا متمكنة من قراءة الجريدة، ختمت القرآن الكريم، والمرحوم هشام ولدي قرأت عنده القرآن الكريم.
كما حفظت بعض السور وجزءا من سورة البقرة.
المدرسة كانت من الصباح إلى صلاة الظهر ومن بعد صلاة العصر حتى المغرب، وأذكر من المطوعات أمينة الجهرة، بالنسبة لتعليمي قراءة القرآن الكريم ولم احفظ ولا أعرف القراءة بالكتب الأخرى.
إبراهيم الخياط: في أحد أيام طفولتي ضربتني فريالة من الأسماك السامة فتم نقلي إلى طبيب سوري ليعالجني
السبت 4 يونيو 2011 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
ابراهيم محمد علي الخياط
اعلان عن افلام سينما حولي والفحيحيل الصيفيتين يعود لعام 1963
ابراهيم الخياط عام 1970
شهادة تقدير من إدارة مدارس التربية الخاصة لإبراهيم الخياط
ابراهيم الخياط متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (محمد ماهر)
ابراهيم الخياط عام 1963
.. وعام 1975 اثناء عمله بالتدريس
شهادة تقدير للخياط لانتظامه في دورة «مدخل إلى التربية الخاصة»
ابراهيم الخياط وعمره 5 شهور
شهادة تقدير للخياط من وزارة التربية بمناسبة اليوم العالمي للمعلم
في مدرسة النجاح كان مدرس «الإسلامية» يحلق لأي طالب شعره طويل على الصفر
بعد 7 سنوات من العمل بـ «التربية» أكملت دراستي في جامعة الكويت وبعدها منعني شرط السن من الحصول على الماجستير
بينما كنت أدرس في أحد فصول التعليم المسائي أقام أحد الطلاب صلاة العشاء وصلى الجميع صفاً واحداً وكان هناك طالب يمنييحضر ومعه بقشة أقمشة
كنت أصطاد سمك الزوري بالمشخال للحصول على ما أحتاج إليه من ييم للحداق
أول مدرسة عينت فيها كانت الخباب بن الأرت بالجابرية وقد درّست فيها المدير الحالي لمركز المعلومات بجامعة الكويت
كنت أركب الباص بوعرام من القادسية إلى سينما الحمراء يومياً لمشاهدة الأفلام.. وعملت في بيع التذاكر أثناء الدراسة
أول فيلم شاهدته في السينما الشرقية كان «عنتر بن شداد» من بطولة سراج منير وكوكا
العقاب الشديد في المدرسة جعلني أتعلم الخط جيداً حتى صرت خطاطاً
في أيام الدراسة الابتدائية كنا نشاهد الساحر الهندي يعزف للحية «ماصول»حتى ترقص
عملت في مدرسة الصم وفي أحد الأيام تم القبض على أحد الطلبة لأن تجارالمخدرات استغلوه في الترويج
في أيام رمضان كنا نذهب صغاراً إلى ساحل السيف عند الطوب لسماع رمي المدفع وليلة العيد نشاهد رفع العلم على البنديرة
إعداد: منصور الهاجري ضيفنا هذا الاسبوع رجل تربية وتعليم بدأ حياته منذ الطفولة في منطقة المطبة فالتحق بمدرسة النجاح الابتدائية ومن ذلك الفريج كان يذهب الى البحر للسباحة وصيد السمك مع ابناء الفريج وكان صديقا لأخواله، فكان يذهب معهم الى سينما الشرق ويشاهد الافلام العربية والاجنبية فصار عنده هواية مشاهدة الافلام واستمرت معه هذه الهواية حتى يومنا هذا، يحدثنا عن تعليمه ثم عن عمله في التعليم كمدرس وخاصة في مدارس الصم والبكم وهذه المدارس وطلبتها، وكذلك عن عمله في دور السينما منذ ان كان طالبا في المرحلة المتوسطة، ماذا كان يعمل في البداية، والى اين وصل. اما التعليم فقد تكشفت موهبته في رسم الخط، ولايزال يعمل خطاطا في احد الاندية البحرية وله مدرسة خاصة به في تعليم الخط. ضيفنا ابراهيم الخياط يقول ان والده كان يعمل خياطا في السوق الداخلي سوق التجار وكان يخيط الدشاديش وبعد ذلك باشر خياطة البنطلونات، عمل بالسينما لحجز التذاكر واستمر في عمله حتى صار مديرا متنقلا من سينما لأخرى، كل ذلك وغيره نعرفه من خلال تفاصيل هذا اللقاء: يستهل ضيفنا ابراهيم محمد علي الخياط كلامه عن الماضي وذكرياته بالحديث عن بداياته الأولى فيقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي منطقة المطبة شارع الميدان خلف الطنبورة وكانت الحفلات تقام ليلة كل جمعة وبيوت المعرفي من الميدان الى البحر واذكر كان اهلي يقولون لا تنظرون لهم عندهم «ذيران» واذكر من الجيران يوسف كمال وبيت الطبطبائي وعائلة شهاب منهم الدكتور ناصر شهاب والحسين شهاب مدرس تربية بدنية.
كانت طفولتي في بيت جدي لأمي وكنت العب مع ابناء معرفي ومنهم المرحوم د.عباس معرفي وامير معرفي والاستاذ امين ابوالقاسم معرفي كان يعمل مدرسا اذكر ايضا عبداللطيف معرفي كنت اذهب مع الاصدقاء الى البحر للسباحة والحداق، اذكر كنا ننام فوق السطح بالليل بعد الفجر وكنا نسمع صوت المطرقة عند القلاليف وهم يصنعون السفن وعمارة محمد جواد معرفي ومكتوب عليها انشئت العمارة عام 1954 (حاليا وزارة التخطيط).
كنا نجلس تحت سقف المرحوم الشيخ صباح الناصر بعدما نرجع من البحر، ايضا كنت مع الاصدقاء نذهب الى ساحة كبيرة كانت ملعبا للكبار وكنت اصيد الطيور في تلك الساحة ايام الربيع وكنت ادخل الحظرة بعدما يخرج صاحبها منها محملا بالأسماك فكنا نحن الشباب نلتقط ما تبقى من الأسماك الصغيرة ونشوي السمك بالفريج، واذكر ان صاحب الحظرة كان ينقل السمك على ظهر الحمار، كما اذكر في احد الايام ضربتني فريالة من الاسماك السامة ونقلت الى الطبيب السوري وعالجني من ضربة الفريالة بالقرب من بيت ديكسن وكنت امارس صيد سمك الزوري بالمشخال حيث اغطيه بالقماش واضع بداخله عجينا وأضعه بقاع البحر فيدخل السمك الصغير الزوري وآخذ ما احتاج إليه للحداق (ييم) وأوزع الباقي على الاطفال وحتى الآن امارس هذه الهواية.
وفي ايام رمضان نذهب الى ساحل السيف عند الطوب نسمع رمي مدفع الافطار كذلك ليلة العيد نسهر حتى نسمع صوت المدفع ويعلن عيد ويرفع العلم على البنديرة وديوانية معرفي على ساحل البحر وكنت اسبح هناك.
كذلك اذكر الاسواق القديمة وبحكم ان الوالد كان يعمل بالسوق كنت اذهب معه ومعنا اخي د.رضا الخياط مدير تطوير التعليم بوزارة التربية وبحكم الذهاب مع الوالد كنت اتجول في الاسواق المحيطة بسوق التجار مثل سوق الغربللي وسوق السمك وسوق التمر وسوق الحلوى، وجدي لأمي المرحوم اسماعيل حسين اصلاح محله آخر سوق الحلوى جهة سوق الغربللي وكان يبيع السجائر جملة ومفردا.
واذكر عبدالله الحلواجي وآخر سوق الحلوى محل اشكناني لبيع الحلويات وسوق الباجة وكذلك محل اليوسفي مقابل محل جدي اسماعيل والعب مع بعض ابناء اصحاب المحلات واذكر سوق الحمام خلف سوق الحريم في الدهلة واذكر المقبرة التي تحولت الى حديقة البلدية ولاتزال موجودة واذا اذن الظهر ارجع الى دكان جدي قرب سوق الحلوى.
الوالد كان خياط بدل، وفي عام 1960 بدأ يخيط ملابس الطلبة في المدارس.
ومما اذكر عندما كنت طالبا واثناء قياس خياط ملابس الطلبة تعرف علي الخياط فقال لي نحن من طرف الوالد، ونعمل معه، والاستاذ سألني: ماذا يقول لك الخياط الهندي، فقلت: يقول نحن من طرف والدك، وكان يحدثني بالاوردو، واسم دكان الوالد «خياط الايام السعيدة»، والدي توفي منتصف الستينيات، واذكر حسن مشهدي وعلي مقدس اصحاب محلات، واذكر بعض الايرانيين خياطين الوالد استفاد كثيرا من عمله كخياط وعرف الخياط لنا لقبا. الدراسة والتعليم
يتحول ضيفنا بعد ذلك للحديث عن مشواره في التعليم فيقول: اول مدرسة التحقت بها مدرسة النجاح التي كانت في المطبة، وكان ناظر النجاح الاستاذ محمود والوكيل الاستاذ زهدي يدرسنا علوم ومدرس اسمه عبدالسلام ويدرسنا اسلامية ويشرف على طابور الصباح، وأي طالب شعره طويل يحلق شعر رأسه صفر، واذكر في مدرسة النجاح الساحر الهندي الذي يقدم لنا بعض الحركات مثل لعبة الحية يعزف لها ما صول وترقص، ومن المدرسين كذلك منير الدقاق مدرس الالعاب وبعدما عينت مدرسا وفي الثمانينيات قابلته وعرفته بنفسي وعرف اني مدرس، فاختارني مدرسا في الاندية الصيفية وشعره احمر وكان حكما ومدربا ومدرس تربية بدنية.
بعد ذلك انتقل الوالد للسكن في القادسية، فالتحقت بمدرسة سيف الدولة، وفي تلك المرحلة كنت اقلد احد المدرسين في الخط واي طالب يخطئ يعاقبه، حتى ان الوالدة حضرت الى المدرسة وأنبت المدرس لأنه ضربني لعدم قدرتي على تقليده في الخط.
وبحضور ناظر المدرسة وبناء على ما حصل، تعمد المدرس رسوبي واعدت السنة الدراسية، وبسبب العقاب الشديد تعلمت الخط وحاليا اعمل خطاطا، اذكر كنت اذهب لمشاهدة اعمال الخطاطين في السوق.
بعد ذلك انتقلت الى القادسية المتوسطة ثم التحقت بثانوية الدعية واكملت الدراسة فيها ومن ثم التحقت بالمعلمين وتخرجت مدرسا وعينت في مدرسة، وكان معي امين معرفي عين مدرسا، وسبق ان عملت في التربية لمدة سنة وبعد ذلك رجعت الى الدراسة حتى تخرجت والفضل يعود للاستاذ ابراهيم الفارس مدير ادارة البعثات، وقد شجعني على العودة الى الدراسة وهو الذي ساعدني والتحقت بمعهد المعلمين، وكنت اخط اللوحات للادارة لجميع الاوراق. أول مدرسة عينت فيها
عن اول مدرسة تم تعيينه فيها، يقول الخياط: عينت في مدرسة خباب بن الارت في الجابرية وكان الناظر عيسى السلمان وقد علمت ابنة د.عبدالله السلمان حاليا مدير مركز المعلومات في جامعة الكويت، وكنت ادرسها اللغة العربية ولمدة سبع سنوات وكان الطلبة يطلقون علي المدرس العصبي لأنني كنت اعاقب كل طالب لا يحصل على درجة عالية، وكل طالب مطلوب منه درجة 90% حتى لا يعاقب بالضرب، وفي احدى المرات صادف ان مواطنا عسكريا برتبة عريف قلت له ان الذين معك سبقوك برتب عالية لو اكملت دراستك لكنت مثلهم. جامعة الكويت
بعد سبع سنوات من العمل التحقت بجامعة الكويت بعد حصولي على اجازة دراسية براتب واكملت اربع سنوات دراسة تخصص لغة عربية جيد جدا مرتفع، ورجعت الى التدريس وقدمت للتربية لدراسة الماجستير فقيل لي ان عمرك تجاوز السن القانونية لدراسة الماجستير وحصولك على اجازة، قلت لمدير الموارد البشرية ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اطلبوا العلم من المهد الى اللحد»، في وزارة التربية حددتم العمر هذا قتل للطموح عند الانسان.
ولم احصل على اجازة للماجستير، فعينت في مدرسة صباح السالم المتوسطة مدرس لغة عربية واذكر الناظر الاستاذ علي آرتي وبعد سنة نقلت الى مدرسة سعد بن ابي وقاص في منطقة صباح السالم وامضيت فترة حتى عام 1995 والناظر احمد دشتي وهو رجل طيب وصاحب حق ولم يفرق بين المدرسين.
واصبت بضعف بالسمع فحولت الى اداري لمدة سنة وثالث مقابلة قلت للمسؤولين ترتيبي الثاني على دفعة القيادة التربوية على اساس ان تؤهلني مدرسا اول.. فتركت التدريس الى العمل اداريا وعينت لمدة اسبوعين في منطقة حولي التعليمية وبعدها نقلت الى ثانوية عبدالله المبارك، وكانت في العدان وكتبت جميع اللوحات الداخلية للمدرسة والآيات القرآنية وكتبت اسماء الفصول وبعد سنة استخدمت سماعات طبية فكانت مزعجة وكانت تعمل لي دوخة. مدرسة الصم
تحول الخياط بعد ذلك للعمل في مدرسة الصم وعن ذلك يقول: انتقلت الى مدرسة الصم والناظر محمد علي رمضان فاستمررت معهم وكان النظار ينظرون لي على اني خطاط اكثر من اني مدرس.
وهنا اقول انهم في «التربية» يهتمون بالشكليات اكثر من الاهتمام بالتعليم واذكر ان ناظرا طلب مني ان اساعد طالبا للنجاح فقلت له لا استطيع ان انجحه لانه لا يستاهل النجاح وهو بحاجة الى اثنتي عشرة علامة.
فقال: اقول لك انا مسؤولك المباشر فرديت على الناظر لا استطيع ان اساعده على النجاح وقلت له انت تحمل المسؤولية على النجاح فصار الناظر ضدي، واحد النظار ايضا قال وكان آخر العام واخر امتحان رياضيات قال الناظر ساعدوهم على النجاح اثناء الامتحان فرفضت وبعض النظار يساعدون الطلاب على النجاح.
واذكر كنت في سنة ثانية ثانوية وعندي دور ثان في مادة الاحياء وبحاجة لعلامتين للنجاح وقلت للاستاذ نجحني وساعدني فقال ان الناظر يبحث عن كيفية لمساعدتكم للنجاح، وطوال العطلة الصيفية كنت ادرس حتى نجحت.. ما كنت اعطي الطالب درجات للنجاج الا عن حق يستحقه.
استمررت بالعمل في مدرسة الصم، وعندهم مشاكل كثيرة اكثر من التعليم العام، واذكر ان طالبا من الصم كان دائما ينام في الفصل وابلغت الناظر فقال ان هؤلاء يسهرون.
وفي يوم من ايام الدراسة دخل علي اثنين ومعهم الاخصائي الاجتماعي.. استأذنوا مني وكان احدهم يريد الطالب (فلان) فناديت عليه واخذه الاخصائي.
وتبين ان ذلك الطالب الاصم مروج مخدرات استغل من قبل تجار المخدرات لانه اصم وهو مدمن وحكم عليه، فعلى اولياء الامور ان ينتبهوا لابنائهم.
وقال احد الاداريين يا استاذ انت متنبه للطلبة وايضا من مشاكل الصم، حدث موقف من اول يومين دوام ولا اعرف الاشارات وكنت احتياطيا وحضر طالب يستأذن للذهاب الى الحمام، ولم اعرف ماذا يريد فتح الباب وهرب الى الحمام، كذلك اشتغلت في الاندية الصيفية للصم وحمام سباحة للصم.
عندما اشتغلت معهم اذكر ان طالبا دخل على الناظر وهو يكتب واذا بالطالب يضرب الناظر من دون سبب.
وهرب الى النادي الصيفي واذكر مع انتشار الهواتف النقالة كان الأصم يستخدم التلفون مع أصدقائه ومكالمات خارجية خاصة الرسائل الهاتفية.
كلمة حق في الإداريين أقول انهم منتبهون عليهم ومهتمون فيهم ويقدمون لهم الهدايا ويساعدونهم نقديا ولهم رواتب لكل طالب 25 دينارا.
ويقدمون لهم الأكل والسكن لمن يحتاج ولمدة 7 سنوات في المعاهد الخاصة، أكملت 31 سنة في العمل قدمت للتقاعد تعلمت لغة الإشارة للصم.
مهنة التدريس تريد مدرسا فاهمها ويحبها، عملت في الابتدائي واشتغلت مدرسا بالتعليم المسائي ـ وكنت أتعامل مع رجال كبار ـ ومن المواقف يقول الطالب أريد النجاح لأنه إذا حصلت على رابعة متوسط احصل على درجة، وكنت اقول لهم الحضور أولا.
ومن المواقف في التعليم المسائي يوما ما كنت اكتب على السبورة وإذا بطالب يمني يدخل ومعه بقشة الأقمشة، سمعت طالبا يقيم الصلاة أثناء التدريس وقفوا للصلاة صفا واحدا وأدوا صلاة العشاء والطالب اليمني كان يضع الملابس خلف الباب، وصادف احدى المرات في البنك كنت واقفا وإذا برجل يسلم عليّ وقال عرفتني، انا حاليا مدير في البنك وانت أستاذي علمتني في مدرسة الخليل بن احمد، هذا ما يحصل عليه المدرس في حياته معرفة الطلبة له.
ايضا، أوقفني ضابط لأني كنت حاملا لوحة بداخل دبة السيارة نصفها خارج السيارة وأوقفني وقال انا اعرف لماذا انت حامل هذا اللوح من الخشب يا أستاذ انت خطاط.
حاليا اعطي دروسا لمن يريد تعلم الخط خاصة مدارس البنات وأصبحت متخصصا في تعليم المدرسات، اقول ان إقبال المدرسات على تعلم الخط اكبر من حضور الرجال والمكافآت من نظار وناظرات المدارس، واهتم بالدرع التي حصلت عليها أفضل من المال لأنه يصرف ولكن الدرع احتفظ بها وتبقى زمنا طويلا للذكرى. الدروع أحسن من الفلوس
بعد أداء عملي في المدارس خاصة دورات الخط البعض يعطيني ويدفع نقدا وانا امتنع عن أخذ المبلغ وأفضل اعطائي درعا أو كأسا وهذا أفضل لي في المستقبل ويبين لأحفادي وأولادي الأعمال التي كنت أقدمها، أما المال فهو زائل ولا يبقى ولا يبين لمن بعدي ماذا قدمت فكنت أفضل الدروع والكؤوس، والمدرسون والمدرسات يطلبون رقم تلفوني فأكتبه على السبورة وبعد شهرين أو أكثر يصلني اتصال من احدى المدارس تطلب تعليم تحسين الخطوط والوقت حسب طلب المدارس أحيانا أسبوع أو أقل (لمدة 3 أيام مثلا) كل يوم ساعة والحضور يستفيدون.
حاليا أعمل في منطقة الأحمدي التعليمية وايضا في النادي البحري فبعض الشباب يطلبون مني أعمل لهم دورة في تحسين الخط، وقلت لهم بلغوا الإدارة فهم يكلفوني بالعمل في النادي البحري منذ عام 1977 كنت أخط لهم للأنشطة الصيفية وعضو في النادي
وما أزال أعمل خطاطا وعضوا في النادي وأخط وأكتب الإعلانات للأنشطة مثل الغوص والحداق وأعمل لهم بوسترات وأكتب على الاقمشة والبلاستيك وقبل فترة قصيرة كتبت لوحة إرشادات وليالي رمضان مسابقات شعبية، أكتب لوحات وعندي غرفة خاصة في النادي البحري وجميع الأدوات ايام الاحتلال العراقي نقلتها من النادي البحري واحتفظت بها في البيت وبعد التحرير اعدتها للنادي وحاليا احتفظ بالبوسترات القديمة منذ ثلاثين سنة وعند زيارة الوفود يطلبونها مني ولكن أشعر بالخوف عليها لأني احتفظ بها للمستقبل.
ايضا جميع الألعاب الشعبية اعمل لها لوحات وبوسترات وأحصل على مكافآت.. ولكن البداية حصلت على عضوية النادي وحصلت على ثلاثين دينارا في الشهر.. واشارك بالسباحة في النادي وقد تعلمت السباحة منذ الطفولة عندما كانت الوالدة تذهب إلى البحر حاملة بقشة الملابس تغسلها على ساحل البحر فكنت أذهب معها وتعلمت السباحة ـ وكنت أشاهدها تضرب الملابس بالمضرابة وتنشر الملابس على الصخر منذ ذلك الوقت، وكنت اسبح وأيضا استمر بالسباحة حتى عودة الوالدة الى البيت ومعي بعض الاصدقاء من الشباب. السينما في حياتي
منذ افتتاح السينما الشرقية وحب مشاهدة الافلام في دمي وأول الأفلام شاهدت عنتر بن شداد أيام كان يمثل سراج منير وايضا في البيوت كان بعض العائلات يعرضون الأفلام في بيوتهم ونحن صغار نذهب لمشاهدة الأفلام.
سراج منير وكوكا في فيلم مغامرات عنتر، واذكر مع افتتاح السينما الشرقية كنت أذهب مع خوالي.
البداية السينما البيتية وبعد السينما الشرقية وكنت مولعا بمشاهدة الأفلام (اسود وأبيض) وكانت البداية مع الأفلام المنزلية، ثانيا: السينما الشرقية مع خوالي، وشاهدت فيلم الفارس الأسود بدور كوكا، وأفلام إسماعيل ياسين، وكان خالي حمزة وعباس اصلاح وجعفر وخليل إصلاح.
خالي جعفر كان أكبر مني بست سنوات، أحببت السينما حبي لنفسي. عام 1959 زاد حبي لها وبعدما سكنا القادسية بدأت أذهب بنفسي إلى السينما ماشيا واذا عندي فلوس أركب الباص الأصفر نسميه بوعرام.
كنت مولعا بالأفلام العربية فصرت أجمع صور الممثلين والممثلات واحتفظ بها وصور الافلام ايضا، كنت أذهب إلى السينما لمشاهدة الافلام الهندية وأشهرها (فيلم بادل) وعرض في الشرقية وفيلم شرابي الهندي وفيلم نرجس، من أجل أبنائي وعرض عدة مرات.
وشاهدت محمود المليجي وفريد شوقي وعندما نشاهد الجزء الذي يختفي خلف الباب نقول خلف الباب يصرخ وأدركت سينما حولي الصيفي وشاهدت ما عرض فيها من أفلام أسود وأبيض.
ومما اتذكر انني في يوم واحد دخلت أربع مرات إلى السينما.
مثلا الفردوس صباحا والظهر الحمراء وبالليل الاندلس وآخر الليل من التاسعة الى الثانية عشرة سينما حولي.
اروح البيت والوالدة تضربني لاني تأخرت، ومن المواقف يحدد في سينما الحمراء يوم للنساء والفردوس ايضا للنساء يوم الاثنين افلام عربية ونحن الشباب ممنوع الدخول فكنت اكلم احدى النساء الكبيرات باعتبار اني ولدها وتشفق علي وتدخلني معها واثناءعرض الفيلم تعطيني السندويشات والبيبسي حتى نهاية الفيلم وهذا يدل على اني مولع بالافلام وهذا لم يمنعني من مواصلة تعليمي. مدير سينما الحمراء
لضيفنا حكاية اخرى مع السينما يقول في تفاصيلها: مدير سينما الحمراء عبدالهادي السعدون قابلني في يوم من الايام وسألني انت كويتي او غير كويتي؟ فقلت له انا كويتي، فقال سمعت انك كنت تبيع تذاكر وتركت العمل وحاليا رجعت وانت تعمل مدرسا، ما قصتك مع السينما؟
فقلت له عندي تراث السينما احتفظ به في البيت وعندي اوراق احتفظ بها منذ الستينيات فقال قدم كتاب طلب لتعيينك مديرا للسينما فرددت عليه ما عندي واسطة فقال ابحث لك عن واسطة وحصلت على مساعدة من حسين الحشاش نائب مدير سينما الفردوس وكان يقول حرام انت مدرس وتشتغل ببيع تذاكر. ناظر المدرسة عرف بعدما عينت مدير سينما المرحوم عيسى السلمان وقال لي سمعت انك تشتغل بالسينما وانت مدرس اسلامية ولغة عربية؟ فقلت له لو كان راتبهم يعادل راتب التدريس لتركت التعليم ولكن الراتب قليل في السينما، فقال ما يصير ولكن لم استمع لكلامه.
عدنان الحنيف اصدر قرارا بتعييني مديرا للسينما وبواسطة من عدنان بهبهاني واول سينما عينت فيها مساعد مدير سينما السالمية وبعدما تم افتتاح سينما جليب الشيوخ نقلت مديرا لها، ويوسف الشاهين نقلني الى سينما الفردوس مديرا لها وقال لي جرب الافلام واكتب ملاحظاتك عن كل فيلم.
وكنت افحص الافلام من الساعة الثانية عشرة ليلا حتى الفجر ومع الشروق ومعي رجل هندي ويحصل على اضافي وامضيت ست شهور في سينما الجليب ومن الفردوس نقلت مديرا لسينما الاندلس في حولي، وخصصت لي غرفة لتجربة الافلام، ولجميع السينمات، وكنت اراقب الممنوعات منها السياسية والجنسية والفساد في المجتمعات.
أمضيت العمل في السينما حتى حصولي على اجازة دراسية، وقدمت اجازة وناداني يوسف الشاهين وحاول اقناعي بالاستمرار بالعمل لكن لم أستطع الرجوع وتركت السينما عام 1982.
قديما كان مدير السينما هو الآمر الناهي فيها الآن تغير الوضع ولم يعد كالسابق.
ومن المشاكل انه عندما كنت في سينما الفردوس ضبطت الذين يبيعون التذاكر في السوق السوداء، مثلا نفتح الشباك صباحا وخاصة أيام الأعياد وأيام الجمعة لبيع التذاكر ليوم السبت وخاصة إذا كان الفيلم هنديا وله جمهور فالبعض يشتري عشرين او ثلاثين تذكرة فالذي يحضر متأخرا لا يحصل على تذاكر والذي اشترى يبيع عليهم التذكرة بسعر مرتفع بالسوق، وممنوع البيع بعدد خمسين تذكرة، وحتى أتمكن من الإمساك بالبائع كنت ألبس بنطلونا وقميصا، هذه من المشاكل.
ومن المشاكل ان يدخل واحد مع صديقته يحجز لوج ويجلس معها وإذا تم ضبطهما نخرجهما من السينما. جليب الشيوخ
تم عرض فيلم «شعبان تحت الصفر» وهو فيلم مصري بطولة عادل إمام وذلك عندما كنت مديرا لسينما الجليب وكان العدد كبيرا من جمهور المشاهدين.
كذلك فيلم «أمسية في باريس» شامي كابور بطل الفيلم ونرجس انديا، وفيلم جنكلي بطولة شامي كابور، مثل فيلم كان باشان حاليا. حاليا أشاهد الفضائيات التي تعرض أفلاما عربية وأجنبية وهندية وخاصة الأسود والأبيض وأذكر الأفلام الشهيرة التي عرضت في الفردوس، مثل: «القائد» بطولة كومار، و«أمسية في باريس» بطولة شامي كابور، وتعرفت على مجموعة من المحبين للأفلام وبدأت أتعاون معهم، هوايتي السينما وأتابع الأفلام التي تعرض وكنت أتعاون معهم ولا أزال. أتابع الفضائيات التي تعرض الأفلام الأبيض والأسود، ويعجبني قراءة أسماء الممثلين القدماء والسيارات القديمة وشوارع القاهرة القديمة، والممثلات والممثلين سراج منير، كوكا وتحية كاريوكا ونعيمة عاكف ومحمود المليجي وفريد الأطرش وأفلام شكري سرحان وزكي رستم عندما يمثّل ويؤدي دوره ويقال لا يعرف القراءة والكتابة، حسين رياض في دور الأب ما تقول تمثيل كأنه الأب الأصلي للولد، حاليا بعض الممثلين أثناء العمل ينظر الى الكاميرا، شوف محمود المليجي في فيلم أبوالليل، شوف فريد شوقي في أفلامه، وعندي مذكراتهم وخاصة من الجرائد والمجلات كتبت بعد التحرير للسيد عبدالله الشيتي اربع مقالات، خوالي انتهوا من السينما وأحدهم يقول لي: الى الآن تحتفظ بخرابيط السينما؟!
يوم المباريات بين الأندية أرتاح وأنبسط لعدم وجود رواد وإزعاج ومواقف خالية، والجميع متجه الى المباريات.
وفي ليلة من الليالي كان مدير سينما الصليبخات عنده حالة وفاة واتصلوا بي لأذهب الى الصليبخات، وتبعني رجل كان يعمل بالسينما يشرف على جلوس المشاهدين، وسلّم علي وكان يمسكني عندما كنت صغيرا واصارخ ويطردني وعندما شاهدني قلت له اني مدير سينما جليب الشيوخ. ومن المواقف عندما كنت اذهب الى السينما ولا اجد مكانا كان الناس يساعدونني فعندما اشتغلت بالسينما واشوف المواطنين لا يوجد لهم مكان استدعي العمال ليحضروا ثلاثين كرسي زيادة عن العدد الموجود واقول للواقفين تفضلوا فيقطعون تذاكر ويجلسون على جوانب السينما، وكان مدير السينما يسألني عندك زيادة بالمدخول من اين حصلت عليها فأقول له ابيع تذاكر زيادة واجلسهم على الكراسي فقال لا هذا ممنوع رحلهم للحفلات التالية.
لو حصل حريق المشاهدين لا يستطيعون الخروج لأنك وضعت كراسي بالجوانب.
واذكر اول فيلم عرض في الاندلس اسمه آخر أيام بومباي، ايضا فيلم واسلاماه بطولة احمد مظهر ولبنى عبدالعزيز وفريد شوقي وانتاج آسيا، الفيلم تاريخي وصرف عليه الكثير، هوايتي الخط وشكرا جزيلا لجريدة الأنباء لاهتمامها بتسجيل ونشر التاريخ الكويتي والشكر الجزيل للأستاذ منصور الهاجري المهتم بالتاريخ والشخصيات الكويتية فله الشكر الجزيل. وإلى المزيد والرقي.
حياة الوالد
استذكر ضيفنا مواقف من حياة والده فيقول:
والدي محمد الخياط كان يعمل خياطا للملابس ومحله كان يقع في شارع الامير (السوق الداخلي) مقابل المدرسة المباركية ومن اصدقائه صاحب مكتبة ابو رويح وحسن مشهدي وطالب جمال الذي كان يملك محلا لبيع الاقمشة وكان الوالد يسوق سيارة سنة 1950 وكان يوقفها بمواقف قريبة من مسجد السوق الكبير.
واذكر أن المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح كان يوقف سيارته بنفس المواقف وأذكر أنها كانت تحمل ارقام وعلم الكويت فعندما كنت صغيرا كان يعطينا نصف روبية.
بائع تذاكر في السينما
أحب الخياط السينما منذ الصغر وكان لذلك تأثير كبير على حياته وعن ذلك يقول: من حبي وولعي بالسينما عندما كنت في الصف الثاني الثانوي تقدمت بطلب عمل لدى المسؤولين في شركة السينما فتم قبولي وعينت على شباك التذاكر، ابيع بعد العصر، وعائلتي لا يعرفون وكان مدير السينما يوسف المير ابو عدنان وذلك عام 1972 وفي سينما الحمراء والراتب سبعمائة وخمسين فلسا وخمسة وسبعين فلسا بدل صرافة، والعشاء دينار واحد، فكان رواد السينما الذين يعرفونني يقولون تأكل بدينار والراتب اليومي اقل من دينار؟ فأقول لهم هوايتي السينما وحبها في دمي لذلك اشتغلت لحبي لمشاهدة السينما وبعد التذاكر تغير العمل.
سليمان خليفة الخلفان: عُينت محاسباً في «المالية» عام 1959 براتب 150 روبية أعطي منها للوالد وإخواني وجدتي اشترت لي سيارة بـ 13 ألف روبية لزيادة دخلي
السبت 11 أكتوبر 2014 - الأنباء
سليمان الخلفان مع الزميل منصور الهاجري (أنور الكندري)
الخلفان يمسك زي التحكيم الخاص به
هوية التحكيم للحكم السابق سليمان الخلفان
هوية العمل في وزارة المالية
جانب من ديوانية الخلفان
صورة لأحد المباني القديمة
صورتان لهوية عضوية ديوانية الصيادين
سليمان الخلفان مع مجموعة من أصدقائة في إحدى مزارع الكويت
الكثير من الكويتيين في الماضي ما كانوا يطبخون الغداء وكان الطبخ يقتصر على العشاء ونعيش على أكل الخبز والتمر حتى المساء
أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد وصار فيما بعد نائباً بمجلس الأمة
أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت إلى مدرسة المرقاب
كنت أذهب إلى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب إلى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958
عملت على سيارة التاكسي أنقل الركاب بعد نهاية الدوام من 1958 إلى 1966 وأجرة الراكب كانت نصف روبية
كنت أقتني حماماً وفي عام 1956 غطى الجراد الشمس فلم يستطع الطيران عائداً إلى البيت
ولدت في منطقة المرقاب بفريج الريش.. وبيت الوالد حالياً جزء من مجمع الوزارات
البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض ويعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران
أذكر المرقاب وبيوتها وعندما أرجع من المعهد الديني أقول للوالدة «جوعان» فتعطيني خبزة عليها سكر ودهن
بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 بسعر 29 ألف دينار مع أول دفعة من تثمين البيوت وأعطوه قسيمتين
عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقداً للمواطن فيضعه في كيس ويحمله إلى بيته وأحد المواطنين تسلم مبلغ 29 ألف دينار وفقدها لدى شراء بعض الخضار والفاكهة فصرف له الشيخ جابر الأحمد نصف المبلغ
بعد خدمة خمس وعشرين سنة في «المالية» تقاعدت وتوجهت إلى العمل الحر وعندها تمنيت لو أني لم أشتغل بالوزارة
العمل الحر يشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالأندلس وكان ثمنها 5 آلاف دينار وبنيتها وبعتها وربحت 35 ألف دينار بعد 6 شهور
كنت ألعب كرة القدم مع الأصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني وأذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة
اشتريت طراداً أضعه في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975 وأمارس هواية صيد السمك من أكتوبر إلى مارس
في بداية الستينيات كانت هناك رغبة في تكويت التحكيم لأن الحكام العرب لم تكن شخصيتهم قوية في الملعب أمام الجمهور والتحقت بدورة تدريبية في الإسكندرية عام 1964 كان يحاضر فيها محمد لطيف
أحد أصدقائي أطلق كلباً صغيراً في ملعب الفحيحيل خلال تحكيمي المباراة
لم أحصل على شهرة كبيرة في مجال التحكيم وأقول للرياضيين: «الرياضة عطها تعطيك»
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيفنا هذا الأسبوع يأتي من مضمار الرياضة فهو حكم كرة القدم سليمان خليفة الخلفان. يحدثنا عن ذكريات الماضي ويقول انه ولد في المرقاب والتحق بمدرسة ملا مرشد السلمان وبعدما أغلقت المدرسة التحق بمدرسة المرقاب والقريبة من بيت والده مع مجموعة من أبناء المرقاب ومن ثم مدرسة صلاح الدين وتركها والتحق بالمعهد الديني، وأنهى الدراسة الثانوية في المعهد، وقد لعب كرة القدم في الحي مع أصدقائه وفي المعهد، وكان يذهب الى الأندية القديمة: العروبة، الخليج وغيرها من الأندية التي كانت موجودة بذلك الوقت.. وبعد التخرج في المعهد الديني التحق بالعمل في وزارة المالية وعين محاسبا في بداية حياته العملية، وتمت ترقيته حسب القوانين المتبعة في الترقيات.
بعد أن أمضى الفترة القانونية في العمل، تقاعد وتفرغ للعمل الحر، وبدأ حياته في شراء الأراضي وبنائها وبيعها بيوتا واستمر يعمل وحصل على أموال كثيرة.
يقول سليمان الخلفان انه عمل حكما لكرة القدم لسنوات عدة والتحق قبل ذلك بدورة التحكيم التي أقيمت في الكويت لمدة شهر وبعد ذلك سافر الى الاسكندرية مع مجموعة من الحكام والتحق بدورة تحكيم لمدة شهر ولكن حصل ان الاتحاد لم يوف بوعده لهم.. ماليا.. وعاد الى الكويت وأول مباراة صار حكما لها بين العربي واليرموك وفاز العربي بنتيجة 2-1. حديث شيق يتضمنه هذا اللقاء مع الضيف سليمان خليفة الخلفان، فإلى التفاصيل:
في مستهل اللقاء يحدثنا ضيفنا سليمان خليفة الخلفان عن أيام طفولته المبكرة ومولده والصبا حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة المرقاب، وذلك بفريج الريش ومن العائلات التي كانت تعيش في تلك المنطقة عائلة المزيني والريش والمالك والقعود، وبيت الوالد حاليا جزء من مجمع الوزارات ومن المساجد في المرقاب مسجد الوزان ومسجد الفضالة ومسجد القصمة ومسجد الفليج وهو الأقرب لبيتنا ومسجد العلي العبدالوهاب، وكنت اذهب الى مسجد الفليج للصلاة مع أصدقائي، واذكر من الأصدقاء يوسف الغنام الرشيد ومحمد الحوطي ومحمد ابراهيم وعبدالله وأبناء الريش منهم خالد وسليمان وعلي الطيار، البيوت كانت مبنية من الطين ومتلاصقة ومتجاورة ندخل بيوت بعضنا البعض، يعتبر الواحد منا كأنه ابن الجيران واذكر ان عائلة الريش عندهم حملة للحجاج وعندهم فرقة شعبية للعرضة، وبعد وفاة الكبار منهم انتهت حملة الحج.
واذكر المرقاب وبيوتها عندما ارجع من المعهد الديني أقول للوالدة جوعان فتعطيني خبزة عليها شكر ودهن (سكر) وآكلها ومن المرقاب الى المعهد الديني بالدراجة والسكك ضيقة واذكر ان الكثير من الكويتيين ما كانوا يطبخون الغداء، كان الطبخ يقتصر على العشاء واعيش على أكل الخبز والتمر حتى العشاء، اذكر الشارع الهلالي بعدما ثمنوا البيوت القديمة، فالشاعر عبدالله الحبيتر قال هذه القصيدة بعدما تم افتتاح الشارع الهلالي: الشوارع والهلالي
فرقوا كل الأهالي
وين جيراني وخالي
طلعوهم من فريجي
واذكر ان بيت الوالد تم تثمينه عام 1960 مع أول دفعة من تثمين البيوت وذلك بسعر 29 ألف دينار، سعر قليل جدا، واعطوا الوالد قسيمتين، فذهبت الى أمين سر البلدية وقلت له: قسيمتان لا نستطيع ان نبنيهما فقال: روح خدهم للوالد واسكت.. واخواني صغار.
ولذلك قسيمة اخذها أخي صالح، والثانية باعها الوالد وعبدالله شعيب ومعه اثنان وذهبنا الى القسيمة مع الوالد وقال رجعنا هذا بر والخالدية كانت بر خالية من البيوت وفيها قصر الشيخ خالد عبدالله السالم. وبعنا القسيمة بسعر بسيط، بيوتنا القديمة كلها غير صالحة للسكن حاليا والأولاد كبروا حاليا والناس يهدمون ويبنون بيوتا كبيرة من 3 أدوار لأولادهم وأحفادهم، ويبنون شققا لهم عكس السنوات القديمة، وحاليا نقطة مهمة جدا، اسأل الأولاد هل انت متزوج يقول «لا غير متزوج» بسبب المادة وارتفاع الإيجار حاليا، وأول ما تسلمت القسيمة في الخالدية في القانون يجب على المواطن خلال 6 شهور ان يبني القسيمة فهو ملزم بذلك أو تسحب منه، وكنت قد سبق ان بدأت بصب القواعد وأعطاني إنذار القانون ما فعلوه فيما بعد قالوا من يملك قسائم ولا يبنيها يسدد رسوما ولكن لم يفعل، حاليا القسائم غالية جدا عكس القديم، التثمين في المرقاب جميع البيوت تم تثمينها واعطوا قسائم في الفيحاء والخالدية.
قسيمة الخالدية بنيناها طابقين وفيها بلكونات، كان المهندسون لا يعرفون طبيعة وعادات المجتمع الكويتي، وكانت تجمع الغبار والتراب وتكشف على الجيران، جو الكويت حار لا تصلح له البلكونات لكن المهندسين سابقا لا يعرفون شيئا عن المجتمع الكويتي ولا فائدة من البلكونات، بعد ذلك بعت بيت الخالدية وبنيت بيتا من دون بلكونات، كانت منطقة اليرموك فيها الـ2500 قسيمة، فاشتريت قسيمة وبنيتها وكان سعرها 3 آلاف دينار عام 1970 وكان يطلق عليها جنوب العديلية. الدراسة والتعليم
يتحدث الخلفان عن مشواره في التعليم والتحاقه بالدراسة قائلا:
أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا مرشد في المرقاب وكان يساعده فيها ملا سليمان وملا محمد الذي صار فيما بعد نائبا بمجلس الأمة، وفي الحوش الثاني محمد ابراهيم الحوطي ومدرس اللغة الإنجليزية ناصر الحوطي وملا سليمان كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم والتجويد، أكملت قراءة المصحف وفي عام 1956 ملا مرشد أغلق مدرسته وتحولت الى مدرسة المرقاب وبعد سنوات من الدراسة انتقلت الى المعهد الديني ومقره السابق عند ماء سبيل ابن دعيج، وعام 1957 انتقل المعهد الديني الى منطقة الشرق بالقرب من مدرسة كاظمة والناظر كان مصريا والوكيل عبدالعزيز الشاهين وبعض خريجي المعهد الديني سافروا الى القاهرة واذكر منهم يوسف غنام الرشيد وراشد الحماد وغيرهما من الطلبة.
أكملت دراستي في المعهد الديني، وأذكر من المدرسين المرحوم الشيخ علي حمادة كان يعلمنا الفقه واللغة العربية، ومن المواد الحساب والتجويد، وكانت لا توجد لغة انجليزية، واذكر من الطلبة ناصر دغيشم ويوسف الدعيج وعلي الطيار واحمد الخليفة.
كنت اذهب الى المعهد الديني بواسطة الدراجة من المرقاب الى الشرق وتخرجت في المعهد الديني عام 1958 (ثانوية المعهد) ومن الطلبة كثيرون مثل ناصر الدغيشم. العمل بالمالية
عن عمله بعد الدراسة يقول الخلفان: حصلت على شهادة وعينت موظفا في دائرة المالية في قسم المحاسبة عام 1959 وكان المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الأسبق رئيس دائرة المالية، وأحمد العبداللطيف كان المدير واحمد سيد عمر مدير وحامد الشيخ يوسف أيضا مدير ورئيس القسم علي حسين الحرز، وكان الراتب 150 روبية اعطي منها للوالد واخواني، ومع الوظيفة جدتي اشترت لي سيارة وحولتها الى تاكسي اشتغل عليها في نقل الركاب بعد نهاية الدوام، وسعرها 13 ألف روبية، كانت سيارة أوبل، جدتي والدة امي هي حصة العويضي وقد ثمن بيتها في منطقة النسيم، وبدأت العمل بها وانقل الركاب من دروازة العبدالرزاق الى منطقة الدسمة والنقرة، وسعر الراكب نصف روبية وكسبت منها خيرا كثيرا، وسواق التاكسي كانوا من الكويتيين، كانت البيوت والأراضي رخيصة، فكرت ان اشتري قسيمة، المهم اشتغلت على سيارة التاكسي لعام 1966 منذ عام 1958، وبعد التقاعد باشرت العمل في بناء القسائم وبيعها بيوتا، هذا بسبب عملي موظفا وسائق تاكسي.
وايضا كلما بنيت منزلا اشتريت ارضا وقمت ببنائها ثم أعرضها للبيع، بنيت في الاندلس وقرطبة ومناطق اخرى.
اذكر عندما كنت اعمل على التاكسي لا اعرف اسماء السائقين، ولكن أذكر منهم ابو عيسى، ابو مزعل، ابو محمد، ومن الكويتيين اذكر سائقين كثيرين، والسيارات صالون وموديلات الخمسينيات والسيارات اميركية فورد وشفر واوبل الماني، نقف بالسرى دروازة العبدالرزاق مقابل المزرعة ويوجد سرى في ساحة الصفاة عند حفرة الحمود ويوجد سوق حراج للحمير عند مبنى البرقية. منطقة المرقاب
يحكي الخلفان عن منطقة المرقاب قائلا: في المرقاب توجد حفرتان الاولى تعرف باسم حفرة الفريج والثانية حفرة بن ادريس وتتجمع فيها مياه الامطار وحفرة بن ادريس قريبة من المسيل، وهي حفرة كبيرة، واذكر حفرة المسيل فيها آبار وفيها مياه، وفي المرقاب سوق الحمام كنت اشتري منه حماما واشارك فيما يسمى «كش» الحمام تطير مع عبدالله ومحمد الحوطي، وفي احدى السنوات عام 1956 ضاعت لي حمامة والسبب ان الجراد غطى الشمس فما ترى الحمامة البيت، وضاع الحمام، وكان من الاصدقاء الحوطي وعندنا ما يسمى الكتويل لمعرفة اتجاه الرياح كي تتمكن من اطلاق الحمام في الجو، اما انواع الحمام القلابي فليس مثل حمام هذه الايام، وكنت «اكش» الحمام يطير، وحاليا ولدي خليفة يشتغل بالحمام يبيع ويشتري، وسعر الحمامة يتراوح بين 4 و5 آلاف دينار، والحمام القلابي مميز قديما، وكنا نصيد بعضنا من بعض ولا نرجع الحمامة لصاحبها، قديما يقول الذي يطير الحمام ليست له شهادة كشاهد، هذا غير صحيح، ولهم اماكن خاصة، وفي البر لهم اماكن وجواخير، واذكر انه طارت مني حمامة ونزلت عند الجيران ودخلت البيت وصدت الحمامة، وكانت النساء جالسات في الحوش ولم يحصل شيء، اعتبروني ولدهم، وهذا من حبي للحمام، وكان السابقون طيبين جدا، والوالد كان يوصي علينا الجيران عندما يذهب الى الغوص، فالجار اهل بالنسبة لجيرانه، وكان الوالد سكوني مع الصقر.
الاولون كانوا مؤتمنين بعضهم على البعض، وعندنا احد النواخذة يسولف لنا عن البحر في النادي، والحمام انواع والبيع كان كل يوم جمعة في سوق الحمام في المرقاب، وسعر الحمامة كان رخيصا وكان القليل من الكويتيين يأكل الحمام، فكانوا يأكلون اللحم وخصوصا اللقاط، وكان احد الجيران يذبح الحاشي ويبيع اللحم بالسكة بين البيوت يوميا، ولا يوجد ممنوع وكل يوم الذبح، ولا توجد ثلاجات ايضا الرجيبة كانوا يذبحون.
كان تعييني في المالية 6/10/1959 وكنت محاسبا، واذكر حادثة حصلت عندما يثمن البيت كان السعر يصرف نقدا للمواطن فيضعه في كيس ويحمله الى بيته، الا ان احد المواطنين اخذ المبلغ ووضعه في كيس وحمله وهو ذاهب الى بيته، وكان ذلك المواطن بيته الذي ثمن في خيطان قد تسلم مبلغ 29 الف دينار، الدنيا امان ولا احد يتعرض لك، تسلم المالية نقدا واثناء سيره وهو ذاهب الى البنك الوطني وبطريقه دخل الحمامات ووضع الكيس بجانبه، وبعدما خرج دخل سوق الخضرة واشترى بعض الفواكه، تذكر انه وضع كيس النقود بالحمام فرجع فلم يجد النقود، سرقت، وفي اليوم الثاني رجع الى المالية وبلغنا بما حصل له وكتبنا كتابا للمغفور له الشيخ جابر الاحمد وكان يومئذ رئيس الماليــة وصـــرف له نصــــف المبلـــــغ، وهــــذه الحادثـــة لا انساها وما زلت اذكرها.
اقول ان الانسان يجب ان يكون حريصا على امواله وحلاله.
بعد المالية وبعد التقاعد لم اشتغل في اي مكان آخر عينت محاسبا ومحاسبا اول وكان رئيسنا عبدالرحمن الملحم ومعنا بعض الوافدين، وبعد خدمة خمسة وعشرين سنة تقاعدت وباشرت العمل الحر وبعد التقاعد تمنيت لو اني لم اشتغل بالوزارة، لان العمل يجعل الانسان كسولا، واما العمل الحر فيشجع وأول قسيمة اشتريتها كانت بالاندلس وكان ثمنها خمسة آلاف دينار وبنيتها وبعتها كبيت وكان الربح في البيت ثلاثين او خمسة وثلاثين الف دينار وبعد خمسة او ستة شهور ابيع بيتا ومع هذا توجد راحة البال والقلب وبدون تفكير وأما التفكير فيشغل النفس.
مواطن كان يعمل بناء إذا رجع من العمل تعشى ونام وآخر سكان الحي يشاهدون ان الماء ينزل ليليا الى الشارع من سطح البيت فيغتسل ويسبح، سألوا لماذا الماء ينزل ليليا؟ والآخر سألته زوجته لماذا جارنا ليليا الماء ينزل من بيته ونحن لا يوجد عندنا ماء، ذهب الى رجل آخر واعطاه مائة روبية وقال له هذا المبلغ اشتغل به في السوق واذا رزقك الله فاعطني اياها، اشتغل الرجل بالبيع والشراء ويرجع الى البيت متعبا لاحظ الناس ان الماء صار ينقص ولا ينزل من بيته ماء كثير انشغل باله وفكره بالعمل فالمائة روبية شغلته عن اهله1 حداق وصياد سمك
عن هواية الحداق وصيد الاسماك في مياه الخليج يقول ضيفنا: بعد التقاعد وبعد الانتهاء من العمل الحر اشتريت طرادا وعندي سائق يذهب معي للحداق لصيد السمك وايام الشتاء اباشر الحداق وطرادي في ديوانية الوطية بالقبلة منذ عام 1975وأمارس هواية صيد السمك منذ الشهر العاشر من كل سنة الى الشهر الثالث ومعي الهندي، وفي ايام الشتاء السمك متوافر واعرف اماكن الحداق ولا استخدم الا الخيط ومنذ الصباح حتى المساء. مزاجي في الحداق صباحا
والمكان الذي كنت اذهب له ليلا كي لا اضيع اذا دخلت البحر اجعل عمارات البر نيشانا ودليلا للعودة ولا توجد عندي اي اجهزة واخرج مع الربع وكل واحد في طراده ونحن مجموعة من الصيادين في شبرة الوطية التي بناها لنا المرحوم الشيخ سعد العبدالله السالم ناديا للصيادين في الوطية على الساحل، ولا ازال اذهب للحداق واكون حريصا على صيد السبيطي والخيط الذي استخدمه يختلف عن خيوط الاسماك الاخرى وكذلك الطعم لا الييم ايضا يختلف واستخدم مصران الدجاج في صيد السبيطي وكذلك صيد الشعم وسابقا اصيد النويبي ولكن تركته. الخلفان والرياضة
اما هوايته الاخرى وهي ممارسة الرياضة فيقول عنها الخلفان: منذ مرحلة الشباب كنت العب كرة القدم مع الاصدقاء بالحي وكذلك في ملاعب المعهد الديني واذكر بعض الطلبة ممن كانوا يلعبون السلة والطائرة ولكن بالنسبة لهوايتي كانت كرة القدم والمجال ضيق لان ساحة المدرسة في ذلك الوقت صغيرة وبعدما انتقلت الى صلاح الدين كان فيها ملعب كبير لكرة القدم فزاد النشاط والحماس، والتحقت بعد سنوات بنادي القادسية ولعبت في ملاعب الجزيرة ومع نادي المرقاب ولكن كلاعب غير مسجل بالفريق اذكر جاسم المواش كان رئيس نادي المرقاب وهو درجة ثانية وكان ذلك عام 1948 ولكن التحقت معهم عام 1952 وموقع نادي المرقاب بالقرب من مسجد الفليج ونلعب الكرة خلف سور الكويت.
قرب المجاص مكان صناعة الجص خلف سور الكويت، وكان بعض المواطنين يحرقون الأرض فيتحول التراب إلى مادة ترابية بيضاء تستخدم في مسح جدران البيوت، وينقل بواسطة الحمير ويباع على المواطنين. فكنا نلعب هناك لعدم وجود بنايات أحيانا نخرج وندخل من الدروازة «بوابة السور وإذا كانت الأبواب مغلقة ننط ونقفز من على السور إلى جهة المجاص ونرتدي ملابس رياضية خفيفة من نوع «ام سر» وخيطا واحذية من نوع «اللابجين» خط اسود ونشتريها من بهاسين بأسعار قليلة وبسيطة كنت ألعب بنادي المرقاب مع أبناء الفريج، وكانت العارضة والقائم من الخشب العريض، وبعد سنوات من اللعب تعرفت على عبدالله العوضي، وقال: عندنا دورة للتحكيم وكان عضوا في اتحاد الكرة، وكنت أشتغل بالمالية، وقال: عندنا اقتراح من السنة القادمة سنوقف الحكام الأجانب نريد تدريب وتعليم الكويتيين، فالتحقت بالدورة وكان هناك عدد من الحكام حيث التحقت عام 1964، وكان المحاضر محمد لطيف والعشماي.
وكان قبل ذلك الحكام من العرب والأجانب ولم تكن لهم شخصية قوية بالملعب أمام الجمهور فأرادوا تغيير الحكام وتكويت التحكيم، وخاصة أن الحكم الكويتي له مكانته عند الجمهور، المهم التحقت بالدورة وكان معي عدد من الشباب الكويتيين وكان قبلنا دورة وفي نفس الدورة فاروق العوضي ومحمد شعيب وعبدالعزيز السلمي وجاسم عاشور وسليمان الخلفان وجواد عاشور وذلك عام 1964، وكان أول تحكيم بين العربي واليرموك على ملعب النادي العربي القديم بالدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم وكان الفريقان تحت سن الثانية عشرة وكنت حكما أول بالملعب، وقد فاز بها العربي 2/1 على اليرموك، وكانت المدرجات من الخشب وحضر جمهور لا بأس به وكان حكم العربي بلغاريا واليرموك أحد لاعبيهم وقد حضر فريق اليرموك من فيلكا.
أما الدورة الثانية التي التحقت بها فقد أرسلنا إلى الإسكندرية وعقدت دورة التحكيم هناك واخرون إلى لندن.
البداية أعطوا لكل حكم مائة وخمسين دينارا وكان يوسف سويدان رئيس المجموعة وعددنا خمسة وعشرون حكما سافرنا إلى الإسكندرية وسكنا في سكن الاتحاد السكندري ولمدة شهر، والسكن كان داخل السوق، الدورة على فترتين في الصباح محاضرات وبعد العصر تلعب على ملاعب الاتحاد السكندري وأذكر المحاضرين محمد لطيف والعشماوي وهما اللذان كانا يحاضران في الكويت، وكانت المحاضرات شاملة كل ما يواجهه الحكم في الملعب وأصعب نقطتين يواجههما الحكم هما أن يكون غير متردد في اتخاذ القرارات في الملعب مثلا قبل طرد اللاعب على الحكم أن يتأكد من الخطأ وخلال ثوان عليه أن يتخذ قراره من دون تردد ولا يتراجع عن قراره، وبالنسبة للصفارة فعلى الحكم أن يمسك الصفارة بيده، التحكيم صعب جدا ومن القرارات الصعبة ضربة الجزاء وطرد اللاعب فهما أصعب نقطتين عند الحكم يتخذ فيهما قراراته.
وبعد شهر في الاسكندرية حصلت على دبلوم تحكيم ولكن قصروا معنا، البداية أعطونا مائة وخمسين دينارا، على أمل ان يعطونا مائة وخمسين دينارا ولكن لم يصدقوا معنا ولم يعطونا ولم يوفوا بالوعد ولم نحصل على مائة وخمسين دينارا.
طبعا حصلت على إجازة كان براك المرزوق وعبدالحميد حسين قد تخرجا في مصر ومعهما فجحان هلال المطيري وعبدالمطلب الكاظمي، وعينوا في المالية وكنت يومئذ موظفا في المالية وحصلت على إجازة وسافرت الى الإسكندرية وبعد 3 سنوات عملت حكما وتركت التحكيم ولم أحصل على شهرة كبيرة ويوسف سويدان كان الرئيس، وجبر الجلاهمة وعبدالرحمن البكر والبناي وعبدالسلام الياقوت ومحمد المجلي وشاركت معهم بالتحكيم، واذكر حكمت في مباريات بين أندية النصر والعربي واليرموك والفحيحيل واذكر ان من الحوادث على ملعب الفحيحيل ان د.عبدالعزيز رشيد كان من رواد الديوانية التي كنت أذهب اليها والتقي معه فيها وصارت صداقة بيننا ومن ضمن الحدث ان قلت غدا عندي تحكيم مباراة على ملعب نادي الفحيحيل كان عنده كلب صغير «بچي» وحضر المباراة وكنت الحكم في منتصف الملعب، أثناء المباراة أدخل الكلب الى داخل الملعب وأوقفت المباراة، من الشروط ان الحكم لا يحق له توقيف المباراة اكثر من 15 دقيقة، المهم باشرنا اللعب بعد طرد الكلب، وفي الليل ذهبت الى الديوانية ورواد الديوانية يضحكون، خير إن شاء الله، فقالوا عن المقلب الذي عمله د.عبدالعزيز رشيد كانت المباراة بين الفحيحيل والنصر على ملعب الفحيحيل.
وايضا من الحوادث كان عندي تحكيم على ملعب النصر بين العربي والنصر وصار فيه تعادل وعندنا حسين بوحمد بالمالية وقال غدا في المالية وكان متعلقا بالشبك مع الجمهور وكان محتجا على ضربة الجزاء ويصرخ بأعلى صوته وقال تخاف من العربي وكان البلنتي صح لكن الجمهور يريد ان يحتج حسب فريقه. قديما كانت الأرض صلبة وغير مزروعة وكان اللعب ايضا فيه خشونة ولكن ليس مثلما نشاهد حاليا.
آخر الحديث أقول للرياضيين: القعدة والديوانية مع إحراز البطولات ما يصير، يجب الاهتمام بالرياضة، مارادونا ما ينام إلا والكرة بيده وذلك حبه للكرة اعطها تعطيك، اللاعب ما يجب عليه السهر لا نريد التراجع في اللعب، على الشباب ان يعطوا بلدهم الكثير مثلما أعطاهم.
أحمد عبدالسلام: ركبت البحر مع الوالد وأول سفرة لي على «فتح الخير» كانت عام 1937 وسافرنا على السفينة «نايف» سنة 1939 وحمولتها كانت 2500 مَن
السبت 20 سبتمبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
ال
بوم فتح الخير
محمد عبدالسلام
د. سلطان الخلف
عدنان عبدالسلام
د. سلطان الخلف ومحمد عبدالسلام وعدنان عبدالسلام والزميل منصور الهاجري (محمد الخلوصي)
سفن الغوص في الكويت قديما
عاملان أثناء صناعة إحدى السفن
أطفال يلعبون الدرباحة
قلاليف يصنعون سفينة
المكتب الرئيسي لشركة النفط
هويه الجد عبدالسلام شعيب الصادرة من ميناء مومباي عام 1942
عقد بيع بيت للجد عبدالسلام شعيب من شعيب بن يوسف
نموذج من مخطوطة قديمة لدى العائلة
القلاليف صنعوا بوم سفار بكلفة 20 ألف روبية وغرق بسبب عيوب في الصناعة
تعلمت على يد ملا بلال قراءة القرآن واللغة العربية والتحقت بالمدرسة الشرقية وقضيت بها سنة ونصف السنة
أمضيت في المدرسة 3 سنوات ثم توجهت مع الوالد إلى البحر عام 1937
الوالد أخذني معه على سفينة سليمان بن عيسى وكان «سكوني» والنوخذة علمنا القياس
كنا أطفالاً نلعب البلبول والدوامة والجيسن والصفروك والهول على ساحل البحر بالقرب من ماكينة السري
ولدت في فريج بن خميس موضع مكتبة البابطين حالياً وكانت السكيك ضيقة جداً لا يستطيع الحمار المرور بها
بيت العائلة كان مبنياً من الصخر وعلى السطح غرفة بها «باقدير»
في أيام البوارج كان يهب علينا غبار بسيط وفي إحدى السنوات كان لونه أحمر
سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم
شاهدت القلاليف يضعون السفن داخل العمارة أو على ساحل البحر
بعدما تركت العمل في البحر اشتغلت في «نفط الكويت» والراتب كان 114 روبية
عملت ميكانيكياً في كراج وزارة الصحة
اشتغلت كاتباً في ديوان الموظفين واستمررت هناك حتى التقاعد عام 1973
تعلمت القيادة عام 1952 واشتريت سيارة بـ 9 آلاف روبية وعملت في نقل الركاب والأجرة انتي
سافرنا إلى زنجبار ودار السلام وإحدى السفرات إلى أفريقيا استغرقت عاماً كاملاً
الكويتيون رجال البحر ذوو السواعد السمراء الذين قهروا الأمواج بسفنهم الشراعية لهم عند الأبناء والأحفاد كل تقدير واحترام، يمجدهم التاريخ ويسجلهم للأجيال القادمة، ومن بعدهم أولئك الرجال الذين بنوا الكويت وأسسوها على الخير والتقوى، وستبقى ذكراهم باقية في سجل الكويت التاريخي، وبنوا السفن الخشبية الشراعية وعبروا بها البحار والمحيطات.
ضيفنا واحد من ذلك الرعيل وجيل البحارة الذين ساهموا في بناء الكويت الحاضر، ولولا أولئك الرجال لما وصلت الكويت الى ما هي عليه الآن، ولما تطورت علاقاتها مع الدول والبلدان التي سافروا اليها مثل الهند وسيلان وعدن وشرق وغرب أفريقيا. ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام يقص علينا القصص البحرية وركوب السفن الشراعية منذ نعومة أظافره مع المرحوم والده بعدما ترك الدراسة، وسافر بالسفن الشراعية وشاهد أهوال البحر والظلام والأمطار والطوفان. يحكي لنا قصة ما أصابهم عندما انكسر الدقل ونزلوا الشراء في احدى السفرات، وكيف سارت السفينة وقصة الماء في خزانات السفينة وماء الناريل (جوز الهند) عندما قال لهم النوخذة حافظوا على الماء وقصة نقل الأخشاب، والمدن التي مر بها، وعايشوا أهوال البحر.
عمل ضيفنا في وزارة الصحة بوظيفة ميكانيكي وعمل في لنجات التكات وديوان الخدمة المدنية كما عمل سائق سيارة تاكسي، ومارس الأعمال والمهن المتعبة بكل قوة وشجاعة. نتعرف من خلال السطور التالية على مزيد من التفاصيل عن حياة احمد عبدالعزيز عبدالسلام وذكرياته، وما علق بذاكرته من صور أيام أول. أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
يتحدث ضيفنا أحمد عبدالعزيز عبدالسلام عن بداياته ومولده قائلا: ولدت في دولة الكويت في الشرق بفريج خميس حاليا مكتبة البابطين شارع الميدان في هذا المكان ولدت في بيت الوالد وأذكر من جيراننا بيت أبناء عائلة الشايع ـ بيتنا بجوار بيت محمد وسليمان الفيلكاوي كانت السكيك ضيقة جدا لا يستطيع أن يطوف بها الحمار لضيقها.
الكويت القديمة، جدا كانت بيوتنا مرتفعة عن سطح البحر وأذكر من خلفنا العشيش وأذكر أن جاسم اليعقوب اشترى العشيش وكانت البيوت من الطين وبعضها من صخور البحر وأذكر أن بيت العائلة كان مبنيا من الصخر، وكانت عندنا غرفة فوق السطح «لها باقدير» يدخل منه الهواء إلى داخل الغرفة وأيام البوارح يهب علينا غبار بسيط وأذكر أنه في إحدى السنوات هبت علينا رياح وكان الغبار لونه أحمر.
وأذكر عندما كنا شبابا كان أصدقائي أبناء بيت شايع يوسف ويوسف ملا عيسى وآخرون وشاهدت أحمد الهندي الأب الكبير يلبس عقال شطفه.
وبفريج بن خميس أولاد كثيرون وأذكر أحمد الصالح الممثل جاسم الصالح رحمه الله، وهناك أولاد كبار وكنا نعمل (دعن) عريش من جريد النخيل وعلى ساحل البحر الرمل بارد وظل وأذكر ان سفن الغوص كانت ترفع على اليابسة بعد انتهاء الموسم مثل سفن عائلة بن خميس وكنت أشاهد الغاصة بعد عودتهم من العوص ويعطونا هدية العوعو «نجم البحر» ونحن أطفال نلعب به وقرقمانة من حيوانات البحر.
وكنا نلعب چعاب مع الجيس ومن الألعاب الهول فنلعب فريقان متقابلان ونلعب عند ساحل البحر بالقرب من ماكينة الري ونركض إلى بيت بوقماز، وأذكر من الأصدقاء مشعان وجراح الرومي وأولاد بن شايع ويوسف الجيران وأولاد عائلة الرومي وعلي بن حمد هذا فريقنا ونعمل معياله (قطعة قماش) نربط بها صخرة صغيرة ونرميها على بعض وكل فريق يرمي على الفريق الآخر وإذا كانت الضربة بالرأس نعالج الجرح بالنورة البيضاء ويغسل الرأس بماء البحر فيشفى الجرح، والسبب كلام بين الطرفين من الشباب فيحصل تصادم بين الطرفين.
وكنا نلعب البلبول والدوامة والجيس والصفروك ولعبة اسمها «داز من داز»، ونتفق على اللعبة لمن يكون الفوز مثلا عبدالله الشرف يعطينا لعبة جديدة وهي «داز من داز» وهي ان الواحد يرمي الجيس لمسافة بسيطة والجيس قطعة من الحديد واللعبة عن حق مثلا نصف روبية الذي يرمي ويصيب النقود يأخذها له وإذا لم يصبها يدفع مثلها للطرف الثاني، وأما لعبة المقصوي فتتكون من المطاعة وهي عصا طولها متر وعصا قصيرة طولها بحدود عشرين سنتيمترا وقبل بداية اللعبة واحد من الشباب يمسك بالمطاعة ويذرع الأرض (يقيسها) بالطول لعشرين خطوة أو مسافة أكثر، طبعا الاختيار قبل قياس الأرض الفريق الأول يقولون لنا الله الفريق الثاني يرد عليهم ويبدأ اللعب.
العصا الصغيرة تثبت بالأرض واللاعب يمسك بالعصا الغليظة الطويلة ويضرب العصا الصغيرة من طرفها العلوي فيرتفع الطرف الثاني من اللاعبين يحاول كل لاعب ان يمسك بالقطعة الصغيرة حتى لا تسقط على الأرض فإذا أمسكها يتغير اللعب للفريق الثاني.
ويصير اللعب بالنقاط او يتحايا مثلا لك الاولوية - وكنت اذهب الى البحر مع الاصدقاء وكنت اشاهد القلاليف وهم يوشرون السفن بمعنى يصنعون السفن الجديدة، بعض القلاليف كانوا يشتغلون داخل العمارة والبعض على ساحل البحر فكنا نشاهدهم وهم يشتغلون ويصنعون السفن الصغيرة والكبيرة والسفن كانت لها اماكن، ولا توجد سيارات تضايقهم، كانت السيارة الوحيدة التي تمر بالشارع سيارة المرحوم الشيخ احمد الجابر امير دولة الكويت، رحمه الله، والطريق على حد ما كينة الكهربا ء والسفن الجديدة تصنع على ساحل البحر قريبة من المياه وذلك لسهولة تنزيلها بالماء.
وكل قلاف كانت له قطعة يصنع فيها والاستاذ حمد مع ولده فردان يصنعان في داخل العمارة ومعه سلمان وصناعة السفن كانت يدوية، واذكر مركب الغانم الذي صنعه احمد الاستاذ يوم تنزيله بالبحر وذلك تقريبا بالثلاثينيات من القرن الماضي.
أذكر أن رجالا ونساء حضروا تنزيل ذلك المركب الخاص بالغانم، ومركب الشيخ احمد الجابر كان من احسن المراكب التي صنعت في الكويت.
كانت جميع السفن الشراعية تصنع على ساحل البحر، والصناع هم القلاليف ومنهم الاستاذ ومنهم القلاف والاستاذ هو الذي يشرف على القلاليف وعملهم من شروق الشمس الى قبل اذان المغرب، سفن صغيرة وكبيرة والتكلفة حسب الحجم، وأذكر عبداللطيف الخميس صنع له (بوم سفار) وتكلفته كانت عشرين ألف روبية ولكن صار فيها عيوب وبعد ذلك غرقت السفينة بسبب فتحات بين الالواح لم يضبط سدها بالفتيل حيث كانوا يضعون لها مادة الدامر ويضعونها بين الالواح، يقال كلفان او يكلفت السفينة بالفتيل، والصل مادة يدهن بها السفينة من الخارج بعد تنظيفها من الاملاح، ويدهنون السفينة من الداخل بالصل ايضا لكي ينشف الخشب، الشونة تتكون من الودج (الشحوم والنورة تطبخ وتخلط وتدهن بها السفينة والبحار كان يستخدم يده بالدهان). الدراسة والتعليم
عن مسيرته القصيرة في ميدان العلم والدراسة يقول عبدالسلام: اول مدرسة في منطقة الشرق التحقت بها وهي المدرسة الشرقية، ومقرها كان بيت صالح فرس وقبلها عند ملا بلال حيث كنت أقرأ القرآن الكريم وأدرس عربي والمدرسة خلف بيت الوالد ولمدة سنتين وبعدها الشرقية في بيت عائلة فرس مؤجر لدائرة المعارف، وكنا نجلس على المنفور (البارية ولا توجد طاولات) بداية الدراسة واذكر من المدرسين محمد العدساني وخالد النصر الله ومدرس الدين ملا محمد.
امضيت في المدرسة الشرقية ببيت عائلة فرس تقريبا سنة ونصف السنة، وبعد ذلك نقلنا الى ديوانية المضف وهو ثاني مقر للمدرسة الشرقية وزاد عدد الطلبة، وكانت فيها ألعاب واذكر يوم زيارة «رئيس الخليج» اعطونا ملابس خاصة وذهبنا التى قصر السيف وكان خالد النصر يمشي امامنا ومشينا من المدرسة الشرقية الى قصر السيف لتحية «رئيس الخليج».
وأذكر أولاد المضف جميعا كانوا معنا بالمدرسة، وثالث مقر للمدرسة الشرقية تم بناؤه مقابل ساحل البحر.. ولايزال المبنى موجودا.
وكنا نتعلم اللغة العربية والدين والحساب، وكانت البداية الجلوس على الأرض، وفي ثاني مبنى بدأ استخدام المقاعد ونفس المدرسين، واذكر ملا عيسى المطر وملا حمود الإبراهيم وملا علي حمادة، والمناهج كانت بسيطة وخفيفة، ومن الصف الأول ابتدائي أعطونا جميع الدفاتر والكتب والأقلام، واذكر كان عندي صندوق صغير لحفظ الكتب نسميه «بشتختة» ويستورد من الهند والاسم قديم، وكنت أذهب مع أبناء الفريج وأبناء البيوت والعائلات المحيطة بالمدرسة واذكر ان عدد الطلبة لم يصل الى مائة طالب فقط.
أمضيت 3 سنوات في المدرسة وتعلمت القراءة والكتابة والوالد أخذني معه الى البحر وكان بحارا مع النوخذة سليمان بن عيسى وذلك عام 1937م. العمل في البحر
عام 1937 تركت الدراسة والوالد أخذني معه للسفر في سفينة سليمان بن عيسى لكي أتعلم فنون البحر والعمل به، والوالد كان راعي سكان نقول عليه «سكوني» وكان معي صالح المقرون وهو بنفس العمر ومعي ايضا خالد العتال، كنا ثلاثة أولاد صغار والنوخذة سليمان بن عيسى ينادينا نحن الثلاثة ويعلمنا القياس ونزول وصعود الشمس ووقفة الشمس وكم عقدة سارت السفينة وكم باقي ننظر بالكمال وهي آلة للقياس، وتعلمت على النايلة والفركار وعلى الكتاب ونتعلم وعلينا ان نحفظ يوميا، كنا نتعلم مع وقفة الشمس ظهرا للطول والعرض ويعرف عدد الأميال من السكروب وهو جهاز القياس، ونجلس على الكاتلي مع النوخذة، والوالد أحيانا يعصب علينا إذا غفلنا.
ذهبت مع سليمان العيسى ثلاث سنوات، وأول سفرة بالسفينة (فتح الخير) وكان نوخذة فيها قبل النوخذة عيسى بشارة وذلك عام1937، وثاني سنة ركبت مع سليمان بن عيسى في البوم الجديد الذي صنعه ثنيان الغانم وشادر واسماه نايف، وسليمان بن عيسى صار فيه نوخذة، وكنت معهم في تلك السفينة، وصار عيسى بشارة نوخذة في فتح الخير ووالده ايضا نوخذة اسمه يعقوب بشارة وفي السفينة نايف صار مع احمد وابراهيم ومحمد سلطان الخلف كانوا بحارة وكنت معهم.
ابراهيم سكوني وأخي عبدالسلام سكوني واحمد سلطان مجدمي السفينة «نايف» عام 1939 وحمولتها ألفان وخمسمائة (مَن) من السفن الكبيرة، وكان الوالد معنا بنفس السفينة نايف.
ومن البحارة اذكر البحار سويد وفرج بن صالح واحمد وكنا بذلك الوقت ننام بأي مكان من السفينة ولا يوجد مكان مخصص لأي بحار، أما الأكل فكنت آكل مع البحارة في السفينة «نايف» والعيش يوضع في وعاء من الخشب يسمى منكب «باللهجة الكويتية منجب» والجميع يأكل ونحن صغار نعتبر شبابا واذكر الطباخ بالسفينة احد الكويتيين وآخر سفرة الثالثة عام 1944 مع النوخذة صقر القضيبي. السفرة الثالثة
وعن سفره الى البحر للمرة الثالثة يقول عبدالسلام: السفينة (البوم رشيد) سفينة جديدة ملك عائلة القضيبي، وذلك بعد فترة راحة عبر البحر، واشتغلت في الشركة وكان النوخذة في السفينة رشيد صقر غانم القضيبي واخوه محمد صقر نوخذة للبحر ومحمد نوخذة للبر وهو المسؤول عن كل ما يخص اعمال البحر من حمولة واوراق ودوائر في الدول التي تنزل بها ونوخذة البحر القيادة.
أذكر في تلك السنة نقلنا عشرين خيلا من البصرة الى بومباي للسباق هناك. خرجنا من شط العرب محملين بالتمور والخيول وهي واقفة بالسفينة ومعها عمال متخصصون لرعايتها.. المهم حصلنا على عقبات ولم نستطيع تجاوز تلك العقبات، كلما حاول النوخذة الاستمرار الهواء الشديد يرجعنا الى مكاننا الذي خرجنا منه، شدة الرياح هواء كوس شديد نرجع الى شط العرب وآخر محاولة خرجنا الى نوى بومباي، اصابنا هواء شديد عظيم وطوفان والسفينة صارت لا شيء امام العواصف الشديدة.
الدقل، السارية انكسرت، فالبحارة بدأوا يفككون الحبال، وأذكر صاحب السكان اسمه محمد البحريني، وكنت جالسا بجانبه، وسألته: ماذا تستطيع ان تفعل؟ فقال: حاليا لا أستطيع عمل شيء، احاول ان اعرض السفينة لكي يسقط الدقل السارية الى البحر، والبحارة كانوا متمكنين من انفسهم، يحاول السكوني الى ان انقطع الحبل وسقط الدقل بالبحر، واذكر المرحوم عبداللطيف ولد عمي وكان العشاء مموش، ولد عمي نقل القدر ووضع العيش على ارضية السفينة وصب عليه الدقوس والبحارة كل واحد اخذ ما استطاع ان يأكله وكنا مجموعة من البحارة وتقريبا كنا اقارب وابناء منطقة.
واذكر ان جاسم القضيبي كان راكبا معنا ما عندنا دقل عود سوى الدقل القلمي، النوخذه قال خذوا الدستور وطاح الهوى ونحن بالبحر، وشاهدنا سفينة فيها احد النواخذة ورفعنا له علما يقال «نوف».
ولكنه لم يرجع لنا، المهم دخلنا بحر مدينة بومباي والمياه سحبتنا الى داخل الجمرك خور بومباي عند جزيرة الملح وكان النوخذة حسين العسعوسي واخوه كل واحد نزل الماشوه وحضروا عندنا سفينتين المهلب والمثنى، وسحبونا الى الداخل وكنا تعبانين جدا من تلك الليل والبوم وصلنا بومباي وبحارة المهلب والمثنى هم الذين نظفوا السفينة وربطوها، كنا مع صقر القضيبي واخيه جاسم وبعد الاستراحة حضر عندنا تنك ساحبة السفن وسحبنا الى القودي الميناء ونزلوا الخيول مع السايس واصيبت احد الخيول بضربة، وعولجت تلك الخيل، القودي هو الخيل، ونزلنا التمور عند التاجر في مدينة بومباي والتاجر المرحوم ثنيان الغانم النوخذة اخبرنا بأننا سوف نسافر الى كلكوت بواسطة دقل واحد.
اذكر قبل ان انسى اننا حصلنا على اكرامية من اصحاب الخيوب لسلامة وصولها خمسة دنانير لكل بحار.
أقول لشعيب ماذا ستفعل بالخمسة دنانير؟ فقال أذهب معك الى مطعم يا سيدي ناكل برياني ـ صاحب المطعم كان رجلا من الحجاز.
المهم بعد ذلك سافرنا الى كلكون وحملنا الأخشاب للكويت وصار عندنا غلاق، وشاهدت سفينة بغلة انقطعت نصفين ووزعوا بحارتها على السفن الكويتية، وكانت من السفن البحرينية القديمة، المهم بعدما حملنا حمولة الأخشاب احضروا لنا الدقل الجديد وسبقنا الدقل الجديد وسافرنا الى مدينة قوه نأخذ ماء حلو وبحارتنا كانوا خمسة وأربعين رجلا وكنا محملين معنا ناربل (جوز الهند)، وكان داخل السفينة ست توانك ماء امتلأت من قوه، وأثناء سفرنا أصابنا ركود في الهواء، لم نجد هواء نهائيا، وكنا بوسط البحر والنوخذة صقر القضيبي قال انتبهوا وحافظوا على الماء فقط للطبخ، وكل اثنين من البحارة يشتركون في ناربلة واحدة يشربان ماءها.
وبدأنا بشرب ماء الناربل، بعد ذلك دار علينا الهواء (ونتخنا) راس الحد وظهر لنا جبل داود ومن بعده مدينة مسقط وابراهيم السلطان يصعد الدقل ليشاهد مدينة مسقط من بعيد ويبلغ النوخذة وصلنا الكويت ونزلنا الحمولة من الأخشاب ونزلناها في عمارة القضيبي بالشرق لأن الأخشاب كانت ملكا لهم، وبعدما انتهينا باشرنا بتنظيف السفينة ووضعنا لها العريش.
مصنع كابريل
يحكي ضيفنا عن جانب من سفراته إلى أفريقيا قائلاً: من السوالف والمواضيع ان بعض السفن الكويتية كانت تحمل بضائع الى افريقيا واذكر عندما كنت مع النوخذة سليمان العيسى حملنا كابريل والمصنع كان في مدينة منقرور ونقلنا الى افريقيا وكانت السفرة عاما كاملا، اذكر سافرنا الى زنجبار ولامور ودار السلام، هذه الدول كانت تحتاج الى الكابريل لأسقف المنازل من الهند، وسافرت الى عدن وكانت مدينة جميلة جدا ونزلت السوق وتجولت فيها، عادة البحار يشتري مواد وأغراضا لوالدته واخواته، ومما أذكر ان أصدقاء الوالد في منقرور ادخلوني المدرسة هناك لقراءة القرآن الكريم وذلك أول سنة اركب السفينة مع الوالد، ولم اشتر أي شيء لأني كنت مع الوالد وهو الذي يشتري ويتصرف، وآخر سفرة كانت مع النوخذة صقر القضيبي.
العمل في شركة النفط
يتحدث ضيفنا عن عمله في شركة النفط بعد انقضاء أيام البحر فيقول:
بعدما تركت البحر التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت وذلك مع المقاول سيد حميد والغانم وسجلت عند العم عبدالرحمن العتيقي، وباشرت العمل، والعمل كان يدويا دون آلات وأجهزة، وبعدما انتهى العمل في الشركة اشتغلت بالشركة والراتب كان 114 روبية، وكان معي من أبناء المنطقة أبناء الشايع وأبناء العيسى وعبداللطيف عبدالسلام والمكاتب كانت في الشويخ، وكنت بحارا على التكات وكل عشرة بحارة في تك واحد (التك سفينة ساحبة وناقلة للبضائع) ولمدة عشر سنوات وكل سنة زيادة وبعد ذلك تركت العمل.
راشد الخلف: ذهبت إلى غوص العدان بالشوعي مع أخوالي.. وبدأت تباباً في سن الـ 12 ثم رضيفاً وبعد التقاعد عملت «طواشاً»
السبت 6 سبتمبر 2014 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
راشد الخلف متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
شهادة جنسية راشد الخلف
وثيقة مرسلة من الشيخ مبارك الصباح عام 1913 إلى القبطان شكسبير في الهند وتشتمل على اسم سلطان محمد الخلف الذي كان يعمل «سكوني»
محمد سلطان الخلف
أحمد سلطان الخلف
إبراهيم سلطان الخلف
مراد راشد الخلف
أحمد راشد الخلف
محمد راشد الخلف
د.سلطان الخلف
جنسية الوالد مراد الخلف
مجموعة من اصدقاء راشد الخلف في احدى رحلاتهم إلى القصر الاحمر بالجهراء عام 1960
سفينة شراعية للسفر
مخطط لسفينة شراعية رسمه أحمد سلطان الخلف عام 1982
والدي عمل «سكوني» و«مجدمي» على سفن الغوص وجدي اشتغل على سفينة من نوع «البغلة»
الكويتيون كانوا يستخدمون «الكنديري» للإضاءة ثم «سراج الكاز» وكانت لمبته تنظف يومياً من الدخان
في مرحلة الشباب كنت أصطاد السمك مع أصدقائي بالمشخال وكنا نصطاد الميد بالسم
كنت أرافق جدي إلى قهوة البوناشي بالسوق الداخلي وبها حفرة خلف مدرسة المباركية
أول عمل لي كان «خراز» لدى رجل سعودي يعمل في السوق والراتب 15 روبية
عملت في مجال البناء وكنا نبني المساجد وبيوت الأئمة والمؤذنين وأجرتي كانت 5 روبيات في اليوم وشاركت في توسعة المستشفى الأميري
كنا ننام على ساحل البحر في موسم الغوص وأحد البحارة نجا من ذئب بأعجوبة
العائلة كان لديها تنور للخبز يومياً والعجين يوضع في طشت من الخشب
الرعيل الأول من الكويتيين الذين قامت على أكتافهم الكويت القديمة ومن بعدهم أبناؤهم وأحفادهم.
ضيفنا هذا الأسبوع راشد مراد الخلف أحد أحفاد الرعيل الأول والذي مارس الأعمال البحرية أسوة بأجداده وآبائه، ولد بالحي الشرقي بفريج هلال وتعلم في مدرسة عبدالوهاب العمران، تعلم قراءة القرآن الكريم والحساب واللغة العربية. وبعدما انتهى من الدراسة مارس الأعمال البسيطة التي كانت موجودة بذلك الوقت.
في بداية عمله تعلم صناعة الأحذية والنعال النجدية التي كانت موجودة بذلك الوقت ويلبسها الخاصة والعامة وخاصة أيام الأعياد والمناسبات. بعد ذلك اشتغل في البناء، ومصنع الطابوق وشارك في بناء المستشفى الأميري.
ذهب أبو عبداللطيف الى الغوص في العدان مع أخواله وبدأ «تبابا» وبعد ذلك «رضيفا» وحصل على القماش (اللؤلؤ) السحتيت.. عمل في كثير من المهن التي كانت سائدة في ذلك الوقت، عمل «طواشا» يبيع ويشتري اللؤلؤ وسافر الى البحرين وقطر لبيع اللؤلؤ. أبو عبداللطيف أحد أحفاد الرجال السندباد الذين عملوا في البحر وهو من عائلة بحرية معظم رجالها كانوا يعملون بالبحر بين بحارة ومجادمة وسكونيه.
نتعرف على مزيد من التفاصيل حول حياته وذكرياته من خلال السطور التالية: أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
في مستهل حديثه يتكلم ضيفنا راشد مراد الخلف عن البدايات والمولد، حيث يقول:
ولدت في فريج هلال المطيري بمنطقة الشرق، وكان رحمه الله له ديوان مقابل ساحل البحر وعنده نخيل بالبصرة، وله مخازن تمور، وأيام الزكاة كان يحضر عنده أعداد كبيرة من أهل البادية وينوخون جمالهم في براحة هلال المطيري مقابل ديوانه، ويعطيهم تمور، وأذكر أن بعض السفن كانت تصل الى الكويت محملة بالتمور وتخزن بالمخازن سنويا هكذا مثل هذه الايام.
وأذكر أن التمور عندما توضع بعضها فوق بعض ينزل منها الدبس، وينزل بالحفرة ويجمع هذه مشاهداتي عندما كنت صغيرا.
ويضيف الخلف: أذكر من أبناء الفريج والذين كنت معهم: أحمد القريع وصالح الشرهان ومحمد الشرهان وجمعة الشراح وجاسم محمد شهاب وسيف الشهاب ومحمد ويوسف وإبراهيم أبناء القزران واخواني عبدالله وخليفة ويوسف وخالد الخلف والدي كان يعمل بحارا في سفن المرزوق. حياة الوالد
أما ما يذكره عن حياة والده فيقول عنه:
كان والدي يعمل بالبحر في سفن عائلة المرزوق، وكان عمله «سكوني» (مسؤول عن دفة السفينة) وأمضى عدة سنوات بالعمل معهم، وكذلك مجدمي وكان مشهورا بعمله وكان جدي راشد يعمل في سفينة بن حجي نوع البغلة ولكن لم أدركه، كنت أذهب مع الوالد الى سفن المرزوق وأثناء ذهابنا عن طريق البحر كنت أشاهد المرحوم الشيخ صباح الناصر جالسا تحت المسقف، فالوالد يذهب للسلام عليه، وشاهدت ماكينة الثلج على ساحل البحر، وشاهدت العماير ومفردها عمارة، وهي عبارة عن مخازن لقطع غيار السفن الشراعية، ونبدأ بذكرها من الشرق، عمارة الحاج أحمد الاستاذ وعند المستشفى الأميري بيوت المسباح وبيوت خرماة وبيوت الروضان وديوانهم موجود، والمدرسة الشرقية الأصل بيوت المناعي وبعدهم المضف والمضحي.
وعمارة هلال المطيري وعمارة ناصر النجدي وهو نوخذة للسفن الشراعية وعمارة محمود العصفور وهو أيضا صاحب سفن شراعية ونوخذة، وكذلك النصف من التجار وراشد النصف يملك سفينة لنقل المياه، وأذكر عمارة العسعوسي، وحاليا ديوانهم موجود، وأذكر بيت ديكسن وكان يركب الخيل مع زوجته وكان يسلم على جدي سلطان الخلف، وكنت مرافقا لجدي وأذهب معه الى الديوانيات، وكان جدي كفيف البصر. وأما النقع فأذكر نقعة بن خميس وماكينة الكهرباء وتعرف بماكينة (السري) وموقعها فريج بن خميس بعيدة عن ماكينة الثلج، وأذكر المدرسة الجعفرية، وأذكر تلك الماكينة والذي يشغلها رجل هندي وأذكر بيت العائلة ما عندنا كهرباء عندنا «كنديري للإضاءة» ومن بعده استخدم الكويتيون السراج الذي يعمل بالكاز (الكيروسين) ويوميا تنظيف اللمبة عن الدخان ويُملأ بالكاز، ومن بعده وعمارة السملان حاليا موجودة ديوان الأستاذ سيف مرزوق الشملان. صيد الأسماك
يتطرق الخلف الى هواياته أيام الشباب قائلا: عندما كنت في مرحلة الشباب مع أبناء المنطقة كنا نذهب الى البحر لصيد السمك بطريقة بدائية حيث نأخذ مشخال ونغطيه بقطعة قماش وبالوسط ثقب ونضع بالداخل عجينا ونضع له چيبال وهو عبارة عن قطعة خشب صغيرة نربطها بحبل من طرف ونربط المشخال بطرف الحبل الثاني وكل واحد يعرف قطعته ونضعه وقت الطفحة بالبحر، فالسمك يدخل من ثقب القماش وبداخله سمك الميد وأيضا لدينا طريقة ثانية لصيد السمك الميد نشتري مادة السم حبوب وندقها بالهان حتى تصير ناعمة ونخلطه مع مادة الصل وننثره في البحر مقابل غولة سور الكويت ويموت الميد ونجمعه بكميات ونضعه بملابسنا.
الحقيقة طرق صيد السمك كانت جميلة وبدائية بنفس الوقت، ولكن الشباب كانوا يعملون ويمضون هواياتهم بالبحر بدلا من اللعب بالسكة، وإذا جمعنا السمك نجتمع نحن الشباب ونعطي الحاج أحمد جزءا بسيطا من الميد واذكر ان الحاج أحمد الأستاذ يجلس على دكة العمارة ويلبس عقال شطفه، والباقي نعطيه الوالدة وتشويه على التاوه للغداء وعندنا تنور والذي يمر بالفريج يشم رائحة المشوي. الدراسة والتعليم
بعد ذلك يتحدث ضيفنا عن تجربته في ميدان التعليم والدراسة قائلا: كان عندنا بالشرق مدرسة ملا عبدالوهاب العمران لتعليم الأولاد ومدرسة المطوعة شيخة شعبان والمطوعة سارة خميس الفزيع لتعليم البنات واحدة من اخواتي تعلمت عندهن والمدرسة في البيت والتعليم القرآن الكريم، ومدرسة عبدالوهاب العمران موقعها في سكة شاهين الشملان واذكر سالم الطويل وخميس بن فزيع وبيت المكيمي وعيال بن حاي أولادهم معنا في مدرسة عبدالوهاب العمران، وأما المطوعات فمدرستهن بجوار بيت جدي سلطان محمد الخلف والبنات يذهبن مشيا على الأقدام ويتعلمن القرآن الكريم وكذلك نحن الشباب كنا ندرس القرآن الكريم وشيئا من الحساب وأكملت قراءة القرآن الكريم ومن الشباب الذين كانوا معي في المدرسة أحمد الخميس الفزيع واذكر محمد الشرهان، وكنت احمل معي اللوح الخشبي والقلم من الحجر والطباشير والمطوع يعطينا ويحسبه علينا من ضمن المبلغ الذي يدفعه الولد.
قرآن وحساب وكتابة والجمع والطرح والقسمة. أول عمل
أما أول مصدر للدخل والعمل فيقول عنه الخلف: أول عمل اشتغلته وكسبت منه راتبا كان عمل «خراز»، عمي عثمان حضر عند الوالد وقال له: أريد أن آخذ راشد وأعلمه الخرازة عند رجل سعودي يعمل خرازا في السوق.
بداية الوالد تردد وكان عمي عثمان عنده دكان بقالة في المرقاب وله معرفة جيدة مع ذلك الخراز الذي كان بجواره، المهم ذهبت مع عمي عثمان إلى ذلك الخراز واتفقنا معه على العمل لديه مقابل راتب شهري خمس عشرة روبية، وباشرت العمل بالجلد وتنظيفه وعليه حشرات تسمى (القراد)، واستمررت في العمل وتعلمت قص الجلد وعمل الخرازة وصناعة النعال والقربة من الجلد والحزام وما يستخدم على ظهور الجمال.
وتعلمت الصناعة لمدة سنتين وكنا نعرض البضاعة للبيع في ساحة الصرافين وخاصة ايام العيد وسوق الخراريز.
وبعد ذلك فتحت محلا خاصا بي بالقرب من البيت أيام العيد وتركت العمل عند الخراز.
تعلمت صناعة النعال النجدية بجميع الألوان وقطعها وصناعة قرب الماء والدهن من جلود الأغنام، وأذكر عدة الخراز التي يستخدمها (الهاون ومخراز ومقص) وأشتري الجلد من السوق وهو ملون وله نقشات والنعال النجدية يلبسها بالعيد مع الدشداشة اللاس والغترة بالجويت الأزرق والبزمات من الذهب الخالص، أذكر أنه كان الكثير من الكويتيين يلبسون الغترة دون عقال نقول ينسف الغترة.
كان الكويتي يهتم بملابسه نعال نجدية وغترة وبشت، ويذهب إلى ساحة الصفاة أيام العيد في القهاوي. الحداق والغوص
عائلة ضيفنا كان لها باع في ارتياد البحر والعمل فيه وعن ذلك يقول: عائلة الخلف كانوا يملكون سفينة شوعي ويذهبون إلى الغوص في العدان وإذا انتهى الموسم تفرغوا لصيد الأسماك (الحداق) وأيام النقارير وكان خالي إبراهيم وخالي أحمد الخلف يتعاونون مع أصدقائهم ويحدقون بالخيط وصيدهم يعطونه لخالد القبندي يبيعه لهم بسوق المسك، وقديما لا توجد ثلاجات فالسمك المتبقي إلى المغرب يترك سبيلا للمحتاجين ومن جميع أنواع السمك وكل واحد يأخذ على قدر حاجته.
فالعائلة كانوا يوميا يصطادون السمك ويبيعونه وموسم الغوص يذهبون بالشوعي إلى غوص العدان فكنت أذهب معهم تباب وكان عمري اثنتي عشرة سنة وكنت أقدم خدمات للأكل وغسل الملابس وأذكر أماكن الغوص في العدان هي جليعة الاحرار وجليعة العبيد والزور والسفانية والخيران والمناطق المجاورة لها والمجموعة في الشوعي يطلق عليهم المترابعة وتعلمت على الغوص،
وأول سنة ذهبت للغوص كنت أدوخ من البحر وبعدما يفلقون المحار يلقونه على سطح السفينة فبدوري آخذ المغلاقة وأبحث بالمحار وربما احصل على قماش صغير جدا يسمى سحتيت مجموعة، هذا في موسم واحد، الليل ظلام والهواء ساخن اما بالليل في غوص العدان فإن النوم على الساحل الرملي لأن السفن صغيرة وبعد صلاة الفجر ندخل البحر للغوص وأبحث عن المحار، وكنت أسمع صوت الذئاب وسمعت ان واحدا من البحارة كان نائما والذئب حضر تحت رأسه لكي يخنقه ولكن استيقظ الرجل من النوم وهرب الذئب وبعض البحارة ينامون بالسفينة ولكن قريبة من الساحل.
وغوص العدان كنا نمضي اربعة شهور وأذكر ان بعض سفن الغوص من سلطنة عمان والبحرين كانوا يغوصون بساحل العدان مع الكويتيين لأن لؤلؤ الكويت يكون صافيا، وبعد التقاعد عملت «طواش» لشراء اللؤلؤ (القماش) وبيعه، عندي عدة لوزن اللؤلؤ وتصفية أحجامه.
وأول سفرة حصلت على لؤلؤ ودويل ومن الأنواع قماش وتمبول طويل راس ورويس وذيل، وأذكر ان الغاصة اذا حصلوا على لؤلؤ يرفعون العلم لكي يعرف الطواش الموجود بالبحر فيذهب للسفينة ويبدأ يساوم النوخذة على شراء ما حصله من لؤلؤ.
ومن الطواويش الكبار شملان بن علي والرضوان والذي يشتري من النوخذة بالإضافة لسعر اللؤلؤ يعطيه خروفا هدية ومما أذكر ان هيرات الغوص في العدان غير غميقة وقد استخدمنا منورا من الزجاج يضعه الغيص على سطح البحر ويشاهد قاع البحر فإذا شاف المحار نزل عليه وغاص له رواسي، والمرة الثانية صرت رضيف اسوب على الغيص، وآخر عمل بحياتي اشتغلت «طواش» أشتري وأبيع اللؤلؤ لعدة سنوات.
أحيانا أشتري المحار وبيدي أفلقه وأحيانا اشتري اللؤلؤ من الذين يبيعونه بعد فلق المحار. العمل في البناء
ترك ضيفنا الغوص وتحول الى ميدان البناء وعن ذلك يقول: بعدما تركت الغوص اشتغلت بالأدوات الصحية مع عبدالله بوناشي وكان المعلم الكبير خليفة البحوه لأني كنت أعمل معه مقاولا ونحن فنيون، نمدد البايبات الحديد والتوانكي الحديد واشتغلت بنّاء مع الاستاذ عبدالله ناصر البناي بالأوقاف نبني المساجد وبيوت للأئمة والمؤذنين وبعد سنوات مع خليفة البحوه في وزارة الأشغال العامة ومع عبدالله الفرحان وكنت أحصل على خمس روبيات في اليوم مع عبدالله الناصر منذ الفجر حتى المساء ولنا وجبتان الريوق الساعة العاشرة صباحا، الريوق لبن خفيف وتمر وخبزتان اما الغداء فعيش ابيض ومرق لحم وكل صينية عليها 5 عمال، وأذكر الطباخ في الأوقاف ابو دبور ومع خليفة البحوه ابو بشير ولمدة 4 سنوات وشاركت في بناء المستشفى الأميري التوسعة واشتغل معنا عراقيان واحد يسمى الأسطى والعراقي علمني الشغل بالأدوات الصحية.
واشتغلت بالمصح الصدري، واذكر علي المناعي كاتب بطاقات الدوام وكذلك اشتغلت بصناعة الطابوق الاسمنتي واشتغلت بأعمال كثيرة ولم أمانع القيام بأي عمل واشتغل معنا أبوجواد - لبناني الجنسية - وعينت على الماكينة لنقل الطابوق والاسمنت، وكنت آخذ 10 روبيات في اليوم الواحد، وعينت ملاحظ بناء وتركت البناء واستمررت في «الصحية» مقاولات ومعي عمال وكان العمل على حسابي الخاص «مقاول صحي»، وتعلمت تركيب الماكينات الكهربائية. بيع اللؤلؤ
بعدما تم إنشاء شبرة في سوق الحمام والغنم لبيع اللؤلؤ والمحار اشتغلت في البيع والشراء من الباعة فكنت أشتري اللؤلؤ، وكنا ثلاثة يوسف الكندري وأنا ومعي مواطن آخر، كنت أشتري من السوق وأسافر الى البحرين لبيع ماقمت بشرائه، وأحيانا بعض الاخوة من عمان وقطر يحضرون الى سوق الكويت ويبيعون اللؤلؤ واشتري منهم وابيع واستمررت بالعمل في شراء وبيع اللؤلؤ الطبيعي. أبيع في البحرين، وعندهم ماكينة لفحص اللؤلؤ الأصلي من المقلد، واذكر انني حصلت على تمبول غير أصلي وحصلت على شهادة من وزارة التجارة في البحرين وأرجعت اللؤلؤ لصاحبه.
واذكر في إحدى السنوات ان مواطنا من فيلكا حضر الى السوق ومعه حصباه وقال ان زوجته وهي تنظف السمك حصلت على هذه الحصباه، وانتشر الخبر بين الناس، وقال لأهل فيلكا حصلت على حصباه وإذا بعتها أقيم لكم حفل عشاء، المهم حضر مواطن وشافها وقال هذه تيلة فرنساوية وعندي مثلها اربع واحضرها، وعملنا مقارنة بينها وبين الاربع ونفس الحجم واللون وتبين انها تيلة فرنساوية ونحن عندنا مكبرة ونفحص اللؤلؤ.
أقول ان الحياة كانت قديما أفضل من الحالية، القلوب صافية، الله يعز الكويت ويحفظها من كل سوء ومكروه. بيت الخلف
يتحدث ضيفنا عن عائلته فيقول: أفراد عائلة الخلف قديما كانوا يسكنون بعضهم مع بعض في بيت واحد وبعد سنوات الوالد حصل على فضيلة من عمله بالسفن الشراعية فاشترى بيت العمران وعزل عن العائلة في سكن بيت القطامي قرب بيت هلال المطيري وبعد وفاة سلطان محمد خلف تقسم البيت.
كنت أرافق جدي سلطان الى قهوة البوناشي وموقعها السوق الداخلي، وفيها حفرة خلف مدرسة المباركية، وندخل لها من سوق اليهود والكاركة ملك خليل القطان، وكان رواد الديوانية من النواخذة ونذهب الى محل عيد النصار والقهوة فيها مرابط للخيول، ولكل تاجر مربط، فكنت أشاهد تلك المناظر وأنا مرافق للوالد وقبل آذان الظهر نرجع الى البيت الكبير «بيت الخلف». واذكر عبدالوهاب الهندي وله محل لبيع المسامير وكان بعد والده يطهر ويختن الأطفال.
نصل الى البيت بالشرق «البيت الكبير للعائلة» طريقنا من المطبة الى حسينية معرفي القديمة
ومما أذكر ان والدي مراد الخلف كان ذاهبا الى البحر للسباحة وعبر شارع الخليج فصدمته سيارة وكسرت رجله مع ان السيارات كانت قليلة في ذلك الوقت، وأذكر ان بيت عائلة الخلف من البيوت الكبيرة وجميع أفراد العائلة يسكنون فيه مثل الجد والجدة وأبنائهم وبناتهم والكنات وجميع أفراد العائلة وفي ذلك الوقت جدي العود صار كفيفا.
وأذكر ان بيت العائلة الخلف فيه تنور للخبز، فكانت الأم العودة هي التي تخبز، والعصر يجيمون التنور أي يشبون النار داخل التنور ويجهزون العجينة في المعجانة مخمرة جاهزة والطشت من الخشب، والخبز يوميا، وكان من جيراننا بيت احمد شعبان ووالدته المطوعة شيخة وسارة بنت خميس الفريع تساعدها في التعليم للبنات.
وأذكر من الجيران بيت المذكور مجاور بيت بن حاي وكانوا يعملون بالغوص والحداق وبيت المرحوم احمد الهندي ومن بعده ابنه عبدالوهاب وفي المطبة يوجد دكان مبارك الهدهود ودكان حمد بن علبة ودكان هاشم العوضي ومن أهم ما يوجد في المطبة جاخور للأغنام للشاوي ابو رجا شاوي المطبة واذكر بيوت العطار ومقبرة المطبة هدمت وصارت ملعبا تابعا للمدرسة تقابلها بيوت الحقان التي ثمنت وصارت مدرسة النجاح، وبيت المجيبل نواخذة غوص، وأذكر حفرة كبيرة تتجمع فيها مياه السيول، ومما أذكر ان احدى السنوات نزلت أمطار غزيرة هدمت البيوت والحفر امتلأت، وذلك عام 1934 والبيوت مبنية من الطين وبيت الخلف الكبير كان الطين ينزل من جوانب الحوائط وبيتنا كان نازلا، والشوارع امتلأت بالمياه، وأذكر بيت والد عوض الدوخي بجانب جاخور ابو رجا وأذكر يوسف دوخي والطنبورة كانت في الميدان، وكنت أذهب مع بعض الأصدقاء ونسمع غناء الطنبورة ورقص النساء، وكانت الطنبورة بالقرب من ماكينة بودي لطحن القمح.
وأذكر احمد العمران واحمد بن فريع ومحمد سالم الطويل ومحمد الشرهان. الزكاة
يقول راشد الخلف: في إحدى السنوات تم توزيع الزكاة من احد المحسنين على الكويتيين وكان مقر توزيع الزكاة في الحوطة الكبيرة في القبلة التي فيما بعد صارت الملعب القبلي، فذهبت مع الوالدة وكانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين وحصلت على نصف روبية، وكذلك الوالدة، وبالمناسبة تحولت تلك الحوطة الى ملعب تابع لدائرة المعارف (وزارة التربية حاليا)، وكانت تقام العروض الرياضية على ذلك الملعب وبالقرب من ذلك الملعب كان يوجد سوق لبيع الأغنام. كانت الكويت جميلة وحلوة والناس طيبين جدا، وكنا صغارا نلعب ونذهب الى البحر ونقوم بصيد الطيور وصيد السمك الميد.
الشيخ عبدالله السالم يتفقد المستشفى الأميركي بعد إعادة البناء عام 1956، وإلى جانبه الشيخ عبدالله الجابر، والشيخ جابر العبدالله، وسكرتير الحكومة آنذاك بدر الملا
الشيخ أحمد الجابر في طريقه لافتتاح المستشفى الاميري اكتوبر 1949
عبداللطيف الدهيم أول صيدلي بالكويت من مواليد 1889، وقد توفي في ديسمبر 1949
أول سيارة اسعاف أمام المستشفى الاميري عام 1950، وبقربها سائقها
ما أقسى حياة الإنسان حين يداهمه المرض فيسرع هنا وهناك بحثاً عن أي طبيب ودواء فلا يعثر عليه.. حالة من المأساة والألم تطبق عليه بكل تداعياتها، ولا سبيل لديه سوى انتظار المجهول أو علاج شعبي متواضع قد يضر أكثر مما ينفع، وقد لا ينفع ولا يضر، وحينها تزداد الآلام، وتأخذ هذا الإنسان نحو تفكير وهواجس متداخلة من الصعب الخروج من دائرتها أو حتى الانفلات منها.. تلك كانت صورة المجتمع الكويتي في الماضي من الزمان البعيد.. فاقة طاغية، وأمراض، وغياب للأطباء والدواء، ولولا عناية الله التي أوجدت بعض المعالجين الشعبيين مثل أحمد الغانم الذي اشتهر بعلاج الكسور وغيره لكانت الأمراض قد حصدت ما استطاعت ان تحصده وتقضي على الأرواح من دون هوادة.
هذه الحال الرهيبة والمخيفة في الحياة الصحية بالكويت استمرت طويلاً حتى جاء الفرج في عهد الشيخ مبارك الصباح (1896 - 1915)، حيث شهدت البلاد تأسيس أول جمعية خيرية بمبادرة من المرحوم فرحان فهد الخالد، لمعالجة المرضى من الفقراء وتوفير المياه وتجهيز متطلبات الموتى. وفي احتفال الجمعية ألقى المرحوم عبدالله خلف الدحيان كلمة دعا فيها إلى التبرع لدعم انشطة الجمعية، كان ذلك عام 1913م، حيث سعت إلى احضار طبيب وصيدلي لعلاج الفقراء من المرضى في موقع الجمعية الذي كان يقع بالحي القبلي من العاصمة، وشاءت ظروف الحرب الأولى ان يتعثر دور الجمعية، خصوصاً بعد النشاط السياسي الذي كان يقوم به الطبيب التركي الوحيد لديها، وهو ما كان يتنافى مع دوره الطبي، الأمر الذي دفع الشيخ مبارك الصباح الى إبعاده عن الكويت، وانعكس ذلك على خدمات الجمعية فأغلقت، كما كان لوفاة مؤسسها فرحان الخالد على احدى البواخر العائدة الى الكويت دور آخر في اسباب توقف نشاط الجمعية الخيرية، تجاه المحتاجين من المرضى.
دعوة.. وقبول الزيارة
وأمام غياب دور الجمعية الخيرية وضرورة توفير مستشفى لعلاج الاهالي رأى الشيخ مبارك الصباح (حاكم الكويت السابع) ان يدعو عام 1909م كلا من الدكتور جون فان أس وزميله الدكتور ارتوكي بنت لزيارة الكويت والاطلاع ميدانياً على امكانية تأسيس مستشفى للاهالي فقبلا الدعوة.
ووصلا الى البلاد عام 1910، وفي تلك الزيارة اطلعا على الظروف الاجتماعية السائدة آنذاك والحاجة الكبيرة لوجود مستشفى للاهالي.. واستقر الرأي لديهما بالبدء اولا بمستوصف صغير مؤقت في ديوانية بودي، الى ان يبدأ العمل في بناء مستشفى الارسالية الاميركية، وهي المعروفة بالمستشفى الاميركي، والغريب ان الطبيبين حين بدءا العمل في ديوانية بودي شعرا بعزوف الاهالي عنهما، خوفا واعتقادا منهم بأن دور هذا المستوصف تبشيري اكثر من دوره الطبي، الى جانب عدم الاقتناع بالعلاج الذي يقدمه للمرضى.
وحتى يذهب الشك باليقين لدى الاهالي في حقيقة الدور الطبي لمستشفى الارسالية وتطمينا لنفوسهم فقد ارسل الشيخ مبارك الصباح حصانا له، أصابه دمل بساقه الى المستشفى لعلاجه، ورغم عدم اختصاص الطبيبين بعلاج الحيوانات فقد تماشيا مع معتقدات الاهالي لازالة الخوف عنهم.. وقاما بتنظيف دمل الحصان، ووضعا عليه الضماد لعدة ايام حتى تعافى.. لكن الحال لم يتغير وظلت الشكوك مستمرة حتى جاء الفرج بانتشار شفاء حصان الشيخ مبارك بعد علاج مستشفى الارسالية وبذلك بدأ الاهالي بالتوافد عليه.
الحاجة.. إلى التوسع
بعد زيادة اقبال الاهالي على مستوصف الارسالية المؤقت في ديوانية بودي، وبصورة لم تستوعب اعداد المراجعين، فكرت الارسالية الاميركية في شراء ارض تقيم عليها مستشفى يكون قادرا على استيعاب المراجعين.. فقامت في عام 1911 بشراء ارض من الشيخ مبارك الصباح، وهي الحالية الواقعة بالمنطقة القبلية لاقامة مستشفى عليها، وقامت بالبناء، حيث افتتح في عام 1913، وبذلك يكون المستشفى اول مستشفيات الكويت.
وللنساء.. علاج
فرضت الظروف الاجتماعية السائدة قديماً على المرأة عدم الاختلاط مع الرجال حتى عند الضرورة القصوى، كالعلاج وحاجتها اليه.. هذه حال كان يهدد حياتها، حين تصاب بأي مرض، ونزولا لتلك الظروف وتمشيا مع العادات والتقاليد الاجتماعية رأت الارسالية الاميركية افتتاح عيادة خاصة للنساء عام 1914 لا يكون فيها اختلاط مع الرجال.
ولم تكتف بذلك، بل احضرت طبيبة لعلاج النساء، هي الدكتورة اليانور كالفرلي، من الولايات المتحدة التي باشرت العمل في تلك العيادة.. وتروي الدكتورة اليانور.. في مذكراتها ان اول مريضة تلقت العلاج لديها هي امرأة سودانية جاءت الى الكويت للعمل خادمة وكان اسمها مبروكة.
استمرت عيادة النساء تؤدي دورها حتى عام 1917 وهو العام الذي اقامت فيه الارسالية الاميركية مستشفى للنساء اكبر من العيادة السابقة.
وفي ظل تزايد اعداد المرضى على المستشفى الاميركي، فقد تمت توسعته ببناء اجنحة جديدة واحضار اطباء جدد له لمواجهة متطلبات العمل الطبي في المستشفى.
الحديدي.. أول اطباء الحكومة
كانت بداية الخدمات الطبية الحكومية مع وصول الدكتور يحيى الحديدي من سوريا الى الكويت بطريق البر عام 1940، حيث استقبله على الحدود سكرتير الشيخ عبدالله آنذاك محمد العتيبي، الذي رافقه الى منزل اسماعيل كدو الذي خصص لاقامته في منطقة شرق، وقد خصص ثلاث غرف في ديوانية المنزل للعلاج؛ الاولى للنساء، والاخرى للرجال واما الثالثة فقد كانت صيدلية للادوية.
وقامت الحكومة بتوفير اول سيارة اسعاف للمستوصف الذي كان يطلق عليه المستوصف السوري، نظرا لجنسية الطبيب فيه ولم يكن المستوصف يجري اي عملية لانه كان يتعاون مع مستشفى الارسالية الاميركية في اجراء تلك العمليات، في الوقت الذي كان المستوصف الحكومي يستورد الادوية من البحرين والعراق.
بناء المستشفى الأميري
بعد فترة من العمل في المستوصف السوري شعر الدكتور يحيى الحديدي وهو الطبيب الوحيد فيه، ان الضرورة تقتضي بناء مستشفى اكبر لاستيعاب تزايد اعداد المرضى من الجنسين، وعرض الامر على الشيخ عبدالله السالم، الذي كان حينها رئيسا للمجلس التشريعي الى جانب رئاسته لدائرة الصحة.
وبعد انتهاء الاجراءات اللازمة لبناء المستشفى الاميري القديم بدأ البناؤون الكويتيون في البناء تحت اشراف خليفة البحوه، لكن ظروف الحرب الثانية اوقفت البناء بسبب تعثر مواصلات النقل البحري، حيث كان الاسمنت يصل عن طريق البحر، وبعد انتهاء الحرب عادت عملية البناء لاستكمال المستشفى وافتتح في عهد الشيخ احمد الجابر عام 1949، بحضور الشيخ سلمان آل خليفة حاكم البحرين آنذاك الذي كان في زيارة للكويت.
..ومستشفى الصباح
لم تتوقف الحكومة عن بناء مستشفيات اخرى لمواجهة الحاجة العلاجية، ففي جلسة مجلس الانشاء عام 1955 اقر بناء مستشفى الصباح الذي افتتح عام 1962 واحتوى مستشفى الصباح عند افتتاحه (585 سريرا)، وقد حرص الشيخ عبدالله السالم على أن تشارك الجامعة العربية في حفل الافتتاح من خلال مساعد الأمين العام، حينها (الدرديري اسماعيل)، تأكيدا على ان خدمات المستشفى للعرب كما هي للكويتيين. الشيخ مبارك الصباح أول المتبرعين
كان الشيخ مبارك الصباح 1896 ــ 1915، وهو الحاكم السابع للكويت ــ أول المتبرعين للجمعية الخيرية، حيث قدم 500 روبية، إلى جانب توفير الادوية والضمادات لها. عبدالله السالم أول رئيس للصحة
يعتبر الشيخ عبدالله السالم، أول رئيس للدائرة الصحية ــ كما كان يطلق عليها ــ بالفترة ما بين 1936 ــ 1952. محتويات الأميري
كان المستشفى الأميري يحتوي عند افتتاحه عام 1949 على 320 سريرا و281 سريرا احتياطيا، وطبيبة واحدة للنساء والاطفال وعدد قليل من الأطباء. 30 ألف روبية بناء «الأميري»
بلغت تكاليفة بناء المستشفى الأميري 30 ألف روبية، وهي قيمة مواد البناء والبنائين. وقد تبرع حمد الصقر بقطعة أرض المستشفى الى جانب شراء الحكومة أرضا مجاورة من عائلة المسباح.القبس
العم صالح رسم نهاية العالم إذا اصطدمت الأرض بأحد الكواكب
العجيري لـ«النهار»: استعدوا لمصير الديناصورات.. زمهرير وموت
عادل بدوي
النهار
- اشترينا أول تلسكوب لمرصد الكويت من سويسرا وحملناه بالطائرة إلى البلاد
- فصلوني من المدرسة "3" أيام بسبب ضربي لمدرس ضعيف
- وعيتُ وأنا على كتف والدي أربط أشكال الحروف بمفردات البيئة
- انتهت طفولتي بوفاة أمي وتحملت مسؤولية بيتنا وأخوتي
- "العاريَة" أنقذت الكويتيين عندما انخفضت أسعار اللؤلؤ عام 1935
- المجتمع الكويتي قديماً كان مثالاً في التعاون واللحمة والأخوة
- الحكومة قصَرت في عدم خلق بدائل لمواجهة انخفاض أسعار البترول
عندما كان الكويتيون يختارون اما البر أو البحر لكسب الرزق، اختار د.صالح جهة ثالثة هي السماء، فكأنه منذ البداية جعل علوم السماء تمهيداً لمعرفة علوم الأرض. بهذه الكلمات قدمت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح العم صالح العجيري عند تكريمه في يوم الوفاء العام الماضي، وبين السماء والأرض قضى أكثر من 90 عاماً يطلب العلم ويؤكد أنه لا يزال طالبا يسافر ألاف الأميال من أجل أن يتعلم حرفاً!
النهار التقت العالم الجليل الدكتور صالح العجيري، أبحرنا معه من البدايات.. من الكويت قبل حوالي قرنا من الزمان، كيف كانت تسير الحياة وما هي طبيعة المجتمع الكويتي آنذاك؟ وكيف واجه الكويتيون التحديات على مر التاريخ؟
وسنكتشف في سياق اللقاء أن العم صالح امتهن التمثيل المسرحي لمدة طويلة تجاوزت العشرين عاما، كما شارك في أول مسرحية كويتية وهي اسلام عمر عام 1938 وينتقل بعدها للعمل في التدريس بالمدرسة المباركية، ويحكي تفاصيل زمالته بأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، ليبدأ بعد ذلك رحلته مع عالم وعلم الفلك الذي دخله من أبواب ثلاثة.. سنفتحها معه خلال اللقاء.
نتوقف مع العم صالح العجيري عند بساطة المجتمع الكويتي التي نصبه طبيب أسنان وأيضا طبيب نساء وولادة ومعالج لـ 99 علة كما يصفه أحدهم بعد مصادفة تنبؤه بيوم تحرير الكويت، أيضا يحكي لنا أبو محمد تفاصيل رحلته الطويلة مع العلم والمعرفة وقصة انشاء مرصد العجيري الكائن بالمركز العلمي الآن، وكيف أنه سافر من الكويت الى البصرة ومنها الى الشام وركب البحر الى الاسكندرية ليصل القاهرة ويركب الحمير في الغيطان ليصل الى معلمه الأول في ميت النخاس بمحافظة الشرقية لتلقي أول دروس علم الفلك.
يعتز العم صالح كثيرا بمحطات تكريمه، ويعرب عن امتنانه لكل من كرموه ولاسيما عندما حصل على أول دكتوراه فخرية من جامعة الكويت مطلع الثمانينيات، يقول انه راض عن نفسه ومسيرته ويفتخر بتقويمه تقويم العجيري ويعتبره بمثابة مجده، ولا يخلو اللقاء بطبيعة الحال من القصص الطريفة، ولما سألناه عن مصير كوكب الأرض لو اصطدم بها أحد المذنبات أوالكويكبات؟ قال: سيكون مصيرنا مثل مصير الديناصورات عندما اصطدم بالأرض أحد الأجرام فأحدثت غباراً كثيفاً حجب الشمس عن الأرض فتحولت بردا وزمهريرا وتجمدت الديناصورات ثم ماتت وانقرضت قبل استيطان الانسان على الأرض.. والكثير من المعلومات والحكايات في سياق هذا اللقاء فالى التفاصيل.
• العم صالح العجيري دعنا نبدأ من البداية الى ما قبل 90 عاما تقريبا، حضرتك مواليد 20 يونيو1921 ماذا تحمل ذاكرتك من ملامح الكويت قديما وأنت طفل وصبي متطلع، ماذا تذكر من هذه البدايات؟
¶ بعد الثناء على الله وحمده، محدثكم الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري، بلغت من الكبر عتيا وجاوزت الرابعة والتسعين، بين قوسين في سركم سأتم الـ100 بعد ست سنوات! وفيما أتذكره في مستهل حياتي أن والدي رحمه الله في أعقاب الحرب العالمية الأولى أي في حوالي 1920 افتتح مدرسة أسماها تربية الأطفال، والحقيقة أن كل أطفال العالم يتذكرون جيدا اليوم الذي أخذهم فيه والدهم من أيديهم وذهب بهم الى المدرسة الا أنا، لأن والدي كان يأخذني وأنا صغير على كتفه ويذهب بي الى المدرسة التي أنشأها ولم أعرف تحديدا اليوم الذي بدأت فيه الدراسة،
فلقد بدأت على كتف والدي وانا طفل صغير، أتأمل الحروف على السبورة وأربطها في ذاكرتي بأشياء محيطة بي فالألف تشبه الرجل الواقف، والميم تشبه الرجل الراكع، والياء تشبه الدجاجة، والواقع أن والدي أغلق هذه المدرسة سنة 1930 بسبب ركود أسعار اللؤلؤ فأصبح الناس في عوز وحاجة وأولياء الأمور عجزوا على تدبير شهرية أولادهم في المدرسة ما تسبب في اغلاق المدرسة.
سنة الطفحة
• تجارة اللؤلؤ كانت عماد الحياة الاقتصادية في الكويت في هذه الفترة، فمن الذي كان يتحكم في الأسعار السوق أم التجار؟
¶ في سنة 1912 سميت سنة الطفحة حيث زاد محصول اللؤلؤ بشكل ملحوظ على المصاريف، لكن بالتدريج وفي سنة 1930 سقط سوق اللؤلؤ بالمرة، لأسباب كثيرة من بينها الركود العالمي الذي تسبب في عدم قدرة الناس على شراء الأشياء الثمينة والتحف وعزفوا عن شراء اللؤلؤ، بالاضافة لأن اليابانيين تمكنوا من صنع اللؤلؤ الصناعي، ليس ذلك فحسب بل زرعوا اللؤلؤ الطبيعي بوضع مسحوق الزجاج في بيئة مع حيوان اللؤلؤ الذي بدوره يفرز مادة على الجسم الغريب فيكّون اللؤلؤ، ولأسباب أخرى كثر اللؤلؤ وانخفض سعره، وأصبحنا في حاجة ومسغبة وعوز، لكن كان فيه شيء أنقذنا في هذا الزمان وليس موجوداً الآن!
• وما هذا الشيء الذي أنقذكم زمان وغير موجود الآن؟
¶ هو العاريّة أو الاعارة يعني كل أربعة أو خمسة بيوت عندهم شيء غير موجود عن الآخرين فيستعيرها الآخرين وهكذا يتبادلون الاعارة والاستعارة واستطعنا تخطي هذه المرحلة الصعبة في حياتنا بشكل جميل من أشكال التعاون المجتمعي الذي نفتقده كثيرا الآن حيث كنا نستعير ونتبادل الموجود في بيوتنا وغير متوافر في البيوت الأخرى كنوع من التكافل الاجتماعي فهذا عنده الرحى أو الطحين أستعيره منه وأعيره شيئاً آخر عندي وليس عند الآخر، حتى البشت كان يستعيره الرجل من جاره ليصلي به صلاة العيد ثم يعيده له،
أيضا لم يكن هناك بنوك في هذا الزمان والنساء يكنزن الأموال التي يحصلن عليها في صورة ذهب، وهذا الذهب أيضا كان معد للاستعارة، فتستعيره من لديها مناسبة - مثل الزواج - من صديقتها أو جارتها ثم ترده، واستطعنا أن نتخطى هذه المرحلة وحولنا سفن الغوص الى سفن شراعية دخلت بالتجارة ثم جاءت الحرب العالمية الثانية وكانت فرصة جيدة للتجار الكويتيين لجلب البضائع والتجارة مع دول العالم.
بدائل النفط
• سأقفز بك قفزة كبيرة الى الآن حيت أسعار النفط في انخفاض مستمر مثلما كانت أسعار اللؤلؤ في السابق، فماذا سيفعل الكويتيون برأيك لمواجهة هذه الأزمة؟ هل سيعيدوا ثقافة الاعارة واللحمة الاجتماعية التي كانت قبل الثروة النفطية؟
¶ هذا صحيح.. وكان لابد يحتاطون للأمر بالعمل على توفير الموارد الأخرى غير مشتقات النفط من أجل حماية اقتصاد البلد من أي هزات في أسعار النفط مثلما يحدث الآن، وبدائل النفط مثل الطاقة الشمسية، والغاز والفحم والمد والجزر، وكل هذا كان يجب البدء فيه قبل هذا الزمان احتياطا لهبوط أسعار النفط لكن ما حصل وهذا شيء يؤسف له ولا ندري ما هي بدائل الحكومة لمواجهة هذه الأزمة، لكن المجتمع الكويتي قوي ومتماسك وعاش مراحل صعبة في تاريخه وقادر على تخطي المزيد من الصعوبات باذن الله.
• عودة الى الزمن الجميل عندما اضطر والدك لاغلاق المدرسة بعد انخفاض أسعار اللؤلؤ، هل كنت واعيا بالقدر الكافي لرصد تفاصيل المجتمع آنذاك؟
¶ يبدو أنني في صغري كنت أذكى من الآن! فكنت أتطلع للمستقبل والأمور التي تتعلق بالعمل وكيف أخدم المجتمع، لذلك اشتغلت مدرساً في مستهل حياتي في المدرسة الشرقية وكان من تلاميذي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وأنا ضربته بالجرس كما هو معروف للبعض، وكنت زميلاً للمغفور له الشيخ جابر الأحمد في المدرسة المباركية، وكان متواضعاً جدا، وأذكر له في احدى المواقف حين تم ترتيب جلوسه في الصفوف ساعتها اعترض ظنا منه أنهم بذلك يميزونه لأنه ابن الحاكم فقالوا له انظر داود مساعد الصالح في نفس جسمك ولذلك يجلس في الامام، وهكذا المتوسط في المنتصف والطويل في آخر الصف ساعتها اقتنع وجلس في أول الصف.
شمس الشيخ جابر
• كان لك موقف مع الشيخ جابر الأحمد رحمه الله في المدرسة المباركية عندما نهرته في الصف فهل تذكر التفاصيل؟
¶ طبعا في حصة اللغة العربية وفي درس المحفوظات أو النصوص حاليا، وكان مدرسنا الأستاذ محمد محمود نجم فلسطيني الجنسية وأثناء دراستنا لقصيدة الشمس لشاعر النيل حافظ ابراهيم، سأقول بعض أبياتها حتى نصل للقصة والمعنى:
لاحَ منها حاجبٌ للناظرِينْ
فنَسُوا بالليلِ وَضّاحَ الجَبينْ
ومَحَتْ آيَتُها آيَتَهُ
وتَبَدّتْ فتنَةً للعالَمينْ
نَظَرَ ابراهيمُ فيها نَظرَةً
فأرَى الشكَّ وما ضّلَّ اليقينْ
قال: ذا رَبّي، فلمّا أفَلَتْ
قال: انّي لا أُحبُّ الآفِلينْ
وفتن الشيخ جابر ببيت معين في القصيدة وهو( أالهٌ لَم يُنَزِّهْ ذاتَهُ عَن كسوفٍ؟ بئس زَعَمُ الجاهلينْ) وظل يردد لاح منها وفي احدى المرات رفع أصبعه يا أستاذ لاح منها، فقمت ونهرته وقلت له اقعد أذتنا لاح منها لاح منها، ندري الشمس بلعتها الحوته ورغم ذلك لم يقل لي شيئاً ولم يحتج أو يغضب لأنه كان واحداً منا وكان رفيقنا نحاربه ويحاربنا، ونطقه ويطقنا، وكان رحمه الله متواضعاً الى درجة أنه يعيش مثلنا في الفصل وفي المدرسة المباركية ولا يعتبر نفسه ابن الحاكم ولا يتقدم عنا في الوضع الاجتماعي.
• أنت أكبر أخوتك وقلت في احدى المرات عندما توفيت أمي تحملت أنا مسؤولية العائلة كيف؟
¶ توفيت والدتي وعمري 12 سنة وكان والدي يعمل في البلدية طوال اليوم والنهار، وأصبحت أنا مسؤولا عن العائلة، كنت أطبخ وأحلب اللبن وأغسل ملابس العائلة وأهيئ أخواتي للمدرسة وكل متطلبات البيت.
مسؤولية مبكرة
• أيهما أثَّر فيك أكثر وفاة الوالد أم الوالدة؟
¶ وفاة الوالدة طبعا حيث انتهت طفولتي بعد وفاتها وأصبحت مسؤولا ولا ألعب مع الأطفال خارج المنزل ولذلك عوضت لعبي في الشارع بالشغب في الصف لدرجة أنني كنت أدرب أصدقائي على الشغب، ومن بين الشغب كنت أصدر أصوات طنين من دون فتح الفم ولا يعرف المدرس من الذي يفعل ذلك، وبالغت كثيرا في الشغب وكنت أتعلق بالأشجار، وكان عندنا مدرس فلسطيني اسمه عمر اس ضعيف الشخصية ولا يهاب منه الطلاب دخل مرة والا كل الطلاب رابطين الغتر فوق رؤسهم بشكل لافت وكنا في رمضان، واذا بقي أقوم وأنهرهم واضربهم صوموا صوموا وأذهب للمدرس واضربه على يده وأقول له أدبهم أدبهم وكانت النتيجة حكموا علي بالفصل من المدرسة لمدة 3 أيام، لكن هذا الشغب دفعني للتمثيل!
• حدثنا عن صالح العجيري الفنان، لاسيما وأن سيرتك تدلنا انك امتهنت التمثيل المسرحي مدة تزيد عن 20 عاما؟
¶ نعم بدأت بالمسرحيات المدرسية وكانت البداية في مسرحية اسلام عمر وهي من أوائل المسرحيات التي قام بها الطلاب والمدرسين الفلسطينيين في الكويت وكانوا مبدعين، ثم بعد ذلك قدمنا مسرحية فتح مصر واستمر اشتغالي بالتمثيل المسرحي من عام 1983 حتى عام 1961، أي حوالي 23 عاما، ولم يكن هناك مسارح خاصة في ذلك الوقت، كنا نمثل في مسرح المدرسة المباركية، ومسرح مدرسة صلاح الدين وبقية المدارس، ومن بين زملائي محمد النشمي وعقاب الخطيب وعبد الله المنيس رحمه الله وكثيرين، ولم يكن هناك عنصر نسائي وكان يقوم الرجل بدور المرأة ويرتدي رداء المرأة، وأيضا لم يكن هناك نص وكنا نرتجل ونقسم الأدوار: انت تصير فراش وأنت تصير مدير وهكذا، ولذلك كانت المسرحية عندما تعاد يوميا تختلف كل يوم عن اليوم الذي قبله، وكان المسرح في ذلك الوقت هو الوسيلة الوحيدة للترفيه ولذلك كانت الناس تدفع أموال بسخاء لتدخل المسرحية.
إسلام عمر
• شاركت في أول مسرحية قدمت في الكويت وهي اسلام عمر لكنك أيضا قدمت مسرحية من تأليفك ورؤيتك حدثنا عن هذه المسرحية؟
¶ لأنني مهتم بالفلك منذ صغري قدمت مسرحية فضائية سنة 1944 ووصلنا القمر قبل أن يصله الروس والأميركان، جئنا بواحد اسمه محمد على جعفر صغير الحجم ولبسّناه لباس الغوص الأسود وعلقناه في سقف المسرح كأنه كائن فضائي، وجمعت الممثلين ليمثلوا علماء الأرض كلها، واقتربت منهم قليلا ونزلت محمد جعفر من السقف وهو يرتعش وخائف من البشر، وقلت لهم يا علماء لقد جمعتكم حتى تدرسوا حالة هذا الكائن الفضائي الغريب معي ولقد جمعتكم على مستوى عال.. وبيدي اليمنى كنت أشير الى النعال وهذه العبارة أضحكت محمد العتيبي سكرتير الحكومة ومات من الضحك وطاح من على الكرسي، وفي الحقيقة كثيرا ما كنا نشطح بخيالنا، وفي احدى المسرحيات أذكر أننا أدخلنا معزة على المسرح فمات الناس من الضحك، وعندما بالت على المسرح فجأة علت الصيحات بالضحك وكان الشيوخ في هذا الوقت يحضرون المسرحيات وكنت أرى وأنا على حافة المسرح في الصف الأمامي المسؤولين في الحكومة والشيخ عبد الله المبارك.
• من أي باب دخلت عالم الفلك، وما الذي دفعك للنظر الى السماء وانت طفل صغير؟
¶ أنا دخلت عالم الفلك من ثلاثة أبواب، أما الباب الأول لأنني في صغري كنت أخاف من ظواهر الطبيعة مثل هبوب الريح والبرق والرعد والظلام والنار، فدخلت عالم الفلك من باب اعرف عدوك لكي أعرف اتقيه وأتعامل معه، وأما الباب الثاني فهو عندما أرسلني والدي للبادية في ضيافة قبيلة الرشايدة فأبهرني جمال سماء الصحراء بجلالها وجمالها وبهائها، والشمس المضيئة والقمر المنير والنجوم المتلألئة، وأنا الذي أرسلني والدي لتعلم الفروسية والرماية والحياة الخشنة في البادية فاذا بحياة البادية والصحراء تلهمني النظر بعمق الى السماء، والباب الثالث الذي حفزني لتعلم علم الفلك أنه لم يكن هناك مدرسون فلك ولا كتب فلكية في ذاك الزمان.
الرحلة الى مصر
• ومتى كانت البداية الفعلية للدراسة والعلم الجاد؟
¶ وقع في يدي كتاب اسمه المناهج الحميدية لمؤلف مصري يدعى عبدالحميد مرسي غيث وعندما قرأت الكتاب عرفت بعض المعلومات لكنه زاد شغفي لمعرفة الكثير والكثير عن هذا العلم فقررت أن أسافر لمصر والتقي بالمؤلف وأتعلم منه المزيد، وكانت أول مرة بحياتي أسافر فركبت السيارة من الكويت للبصرة ومن البصرة الى بغداد بالقطار، ومن بغداد للشام في سيارة لشركة اسمها شركة نيرن وكانت سيارة ضخمة تنقل الركاب بين العراق والشام، ومن بيروت ركبت الباخرة الى الاسكندرية، وأذكر اسم الباخرة الى الآن وكان اسمها سوريه ومن الاسكندرية ركبت القطار للقاهرة، ثم ركبنا الحمير وصرنا ندور في الغيطان في مكان اسمه ميت النخاس بمحافظة الشرقية، وقابلت مؤلف الكتاب وقد بلغ من الكبر عتيا وجاوز الثمانين من عمره ولم يقصّر معي وعلمني الأشياء التي خفيت عني من الكتاب وأعطاني دروس وكتب، ولكنه قال لي أنا مكاني بعيد وعمري أكثر من ثمانين سنة واقترح على أن يرسلني لأحد تلاميذه في القاهرة وكان رحمه الله عبدالفتاح وحيد أحمد ويسكن في مدخل الغورية بجوار مقام الدرديري يتبركون فيه المصريون.
المكتبة والكنز
• قلت ان الباحث المصري عبد الفتاح وحيد هو أول من علمك أصول الفلك، كيف بدأت علاقتك به وكيف صارت؟
¶ نعم.. هذا الرجل أكثر من علمني الفلك، حيث تعلمت منه علم اللوغاريتمات والمثلثات الكروية والكثير من الدروس وله فضل كبير عليّ رغم أن فيه عيب صغير كما يقول المثل المصري الحلو ما يكملش حيث قام خلال عشرات السنين بجمع كتب ومخطوطات منذ الدولة العثمانية، ولم يسمح لأي أحد أن يطلع على مكتبته العامرة بالكنوز، وقال لزوجته اذا مت ادفنيهم معي حتى أنا تلميذه كان يبخل عليّ بهم ولا يسمح لي برؤية المكتبة، يأتي بكتاب واحد نقرأه ثم يعيده وكنت متشوق أن أرى هذا الكنز العظيم خلال ست سنوات كنت أتردد فيها عليه، وفي يوم من الأيام أرسلت لي زوجته رسالة قالت لي فيها انه توفى الى رحمة الله تعالى فقلت لها انني أرغب في بعض الكتب فقالت تعال وخذ ما تريد والباقي نتصرف فيها وذهبت وفتحت الكنز العزيز الذي طال شوقي له وانتقيت حوالي 70 كتابا وحزمت ثلاث حقائب وعدت بها للكويت، ولما عرضت على زوجته أن أدفع لها مقابلاً مادياً رفضت وقالت ببلااااش فقلت لها لماذا؟ قالت لأن هذه الكتب كانت ضرتي! وفعلت مثل معلمي ومكثت سبعين سنة أجمع الكتب حتى جمعت حوالي 2000 كتاب عن الفلك باللغة العربية، مع العلم انه يوجد ملايين الكتب باللغة الأجنبية لكن نادراً جدا أن تجد في السنة كتابا أو اثنين باللغة العربية عن الفلك، لكنني لن أقول مثله ادفنوهم معي وستكون متاحة لكل طلاب علم الفلك والباحثين والدارسين ان شاء الله.
• ما الأشياء الجوهرية التي توقفت عندها وأبهرتك في عالم الفضاء وعلم الفلك؟
¶ أبهرني في علم الفلك السماء بجمالها وبهائها والشمس المضيئة والقمر المنير والنجوم المتلألئة، وأبهرتني الحياة اليومية الاجتماعية في الكويت خصوصا في فصل الصيف، كلهم يخرجون لصيد اللؤلؤ ولا يبقى رجل واحد في البلد، كلهم يذهبون للصيد في سفن شراعية تجمع 10 أو وربما 30 رجلاً في السفينة الواحدة، يخاطرون في البحر ويصطادون المحار وأحيانا يبيعونه في البحر، للطواشين من خلال سفن متخصصة لشراء اللؤلؤ في البحر، وبعد أن يغوصوا أربعة شهور كاملة يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر، ثم يسافرون باقي شهور السنة الى الهند وشرق افريقيا لبيع اللؤلؤ والتجارة وجلب البضائع والأخشاب لصناعة سفن جديدة وكانوا مميزين في صناعة السفن لدرجة أن أي سفينة مبهرة في البحر قالوا هذه سفينة كويتية، حتى الأطفال الصغار كانوا يذهبون للغوص وكانوا يقسمونهم فئات، فالشاب المبتدئ في الغوص يسمونه التباب والأكبر منه يسمونه الرديف والغواص الذي يبحث عن اللؤلؤ في قاع البحر يسمونه الغيص ومن يساعده على الصعود من قاع البحر الى سطح الماء يسمى السيب وهناك مسميات كثيرة لفريق الغوص وكل واحد يعرف دوره جيدا.
ومن القصص الطريفة عندما صعد أحد الأطفال على السفينة خلال احدى الرحلات وعندما دخل الليل واسودت السماء بكى الطفل وقال يا يبه يا يبه آبي أمي.. فضحك الوالد وقال له يا معوّد حتى أنا آبي أمك! (يضحك قائلا: سنشوي هكذا كانت حياتنا).
مرصد العجيري الفلكي
• في محطة مهمة من حياتك تم افتتاح مرصد العجيري الفلكي الكائن الآن في المركز العلمي، كيف بدأت القصة وما المراحل التي مررت بها حتى قام أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله بافتتاح المرصد؟
¶ اشتريت قسيمة في الأندلس على الفضاء لأضع عليها التلسكوب وذهبت الى أميركا واشتريت تلسكوب اكوانتم وكان أول تلسكوب استعملته ثم ذهبت لانجلترا وأحضرت معدات الرصد الجوي لسرعة واتجاه الرياح ومقدار الرطوبة وغيرها من مستلزمات الرصد الجوي والطقس، وفي أثناء تجميعي لهذه الأجهزة لانشاء مرصد خاص بي راودتني فكرة المرصد الوطني وأن ننشئ مرصد الكويت وولدت فكرته يوم 25 _12_1980 حينما كرمت على مستوى الدولة وحضر الحفل الوزراء والوكلاء المساعدين،
وفلكيون من الكويت ومن الخارج حتى انه حضر الحفل البروفيسور ايميت وهو فلكي أميركي الجنسية جاء خصيصا من تكساس لحضور حفل التكريم، وكرموني كلهم بالكلمات والهدايا والدروع والكتب، ماعدا وزارة التربية وكان هذا من حسن حظي لأنني علمت فيما بعد أن الوزير قال لمرافقيه في حفل التكريم لماذا لم نكرم صالح العجيري بهدية؟ وللخروج من هذا المأزق قام أحدهم وقال أمام الحضور أما تكريم وزارة التربية للعجيري فسيكون في عيد العلم في جامعة الكويت وتمَّ انقاذ للموقف وكان هذا من حسن حظي.
أول دكتوراه فخرية
• وفعلا تمَّ تكريمك في يوم العلم ومنحت أول دكتوراه فخرية في تاريخ جامعة الكويت أليس كذلك؟
¶ هذا صحيح، تمَّ تكريمي في الجامعة في فبراير عام 1981 وارتديت الروب ومنحوني دكتوراه فخرية من جامعة الكويت وكانت أول دكتوراه فخرية تمنحها الجامعة، ولم يحصل أحد على هذه الشهادة بعدي الا بعد 12 سنة حيث نالها خافير سولانا سكرتير الأمم المتحدة، والرئيس الأميركي بوش الأب، وبعده مارجريت تاتشر حصلت أيضا على دكتوراه فخرية من جامعة الكويت، المهم انه في صبيحة يوم الحفلة كتبت جريدة أن ما فعلتموه ليس تكريما ولكنه شرّوكة!! فبدلا من تقديم هدايا له كان عليكم التفكير في انشاء شيء يخدم الوطن مثل انشاء مرصد وبدأت فكرة المرصد، وساهم البنك التجاري بمبلغ 10 آلاف دينار،
وتحمست بقية البنوك ودفع كل بنك 10 آلاف دينار، والشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، قال اكتبوا كتاب لمجلس الوزراء لكي نصرف لكم مبلغ للمساعدة في عمل المرصد، اعطيناه مكتوباً وفعلا حصلنا من مجلس الوزراء على 150 ألف دينار، والشيخ جابر الاحمد -رحمه الله- قال اصرفوا على المرصد كيفما شئتم وكلما احتجتم لأي مبلغ اخبرونا.
• اذن حُلت مشكلة التمويل فماذا فعلتم بعد ذلك؟
¶ بعد تجميع المبلغ سافرنا الى أميركا لشراء تلسكوب للمرصد ومن حسن حطنا أننا لم نوفق، وذهبنا الى أوروبا ولم نوفق وهذا أيضا من حسن حظنا، وحالفنا الحظ بوجود مرصد في جبال الألب في سويسرا لشخص ألماني مستوطن في سويسرا يدعي البروفسيور اتش ويحلم بعمل مرصد جديد بتلسكوب جديد يتمتع بتقنية فائقة، لكنهم لا يمتلكون الامكانات المادية اللازمة، وعندما عرضنا عليهم الأمر قرروا عمل هذا التلسكوب بتقنية جديدة وكبيرة،
وقالوا لنا سنفرغ كل العلم الذي تعلمناه ليخرج للنور وسننشئ لكم المرصد من دون أي فائدة مادية وفعلا لم يطلبوا منّا أي عائد مادي لهم، لم يطلبوا غير تكلفة التلسكوب الجديد، وصبّوا العدسة في أميركا، والتقنية من فرنسا، والصناعة كانت في سويسرا، وكنت أتردد كثيرا على سويسرا لأتابع مراحل صناعة التلسكوب، المهم أننا انتهينا من صناعة التلسكوب وحملناه في الطائرة الى الكويت.
الأمير يفتتح المرصد
• هل صحيح أنكم طلبتم من الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد أن يفتتح المرصد بنفسه ولا ينيب عنه أحداً؟
¶ وبعد انتهاء المرصد، طلب أعضاء النادي العلمي من الشيخ جابر -رحمه الله- أن يفتتح المرصد بنفسه وذهبت الى الشيخ جابر وطلبت منه هذا الطلب ووافق وبالفعل جاء بنفسه لافتتاح المرصد، وقلت له يا صاحب السمو مرصدنا مثل الكويت صغيرة في حجمها كبيرة في معناها فضحك الشيخ جابر وبالصدفة كان هناك مذنب هالي في السماء ورأى بنفسه المذنب وكانت أبهى أيام المرصد في افتتاحه وسنواته الأولى أما الآن فألمح سلبيات في المرصد مثل منطقة الزهراء التي اقتربت من المرصد وأصبح هناك مؤثرات وتلوين ضوئي، أيضا كثرت اهتزازات الأرض بسبب الازدحام وكثرة السيارات على الدائري السادس وهذا يقلل بلا شك من كفاءة عمل المرصد.
• هل جائز نقل المرصد الى مكان آخر؟
¶ يجوز طبعا لكن المخلصين سينشئون مرصدا جديدا ان شاء الله، وهذا سيصبح متحفا ضمن محتويات المركز العلمي.
• وماذا قدم مرصد العجيري الفلكي من خدمات طوال هذه السنوات؟
¶ قدَّم الكثير من الخدمات أثناء نشاطي واشرافي عليه، حيث كان يحضر يوميا فصل مدرسي ليرى المرصد وكيف يعمل ويطلع على معلومات فلكية وغيرها، بالاضافة لعمل دورات من وزارة التربية لمدرسين ومدرسات، ودورات لوزارة الأوقاف لمعرفة الأهلّة ومواقيت الصلاة، ودورة للمسؤولين عن القبة الفلكية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والجامعة أيضا كانت تستفيد من هذا المرصد، وانا ألفت ما يربو على العشرين كتاباً في ذلك الزمان والحمد لله استفدنا من هذا المرصد كثيرا، بعيدا عن الأشياء الدخيلة التي دخلت على المرصد ونأمل عمل مرصد آخر في منطقة مظلمة مفتوحة مثل منطقة السالمي مثلا أو ما يشبهها.
قاهرة الملك وجامعة فؤاد
• درست في جامعة فؤاد الأول فكيف كانت القاهرة في ذلك الوقت وما الذي تحمله ذاكرتك من تفاصيل؟
¶ ذاكرتي تحمل أن تعريفة التاكسي كانت تبدأ بـ 6 قروش.. يضحك والسيارات كانت كثيرة وتنتظر في صف ونظام، والسائقون كانوا يرتدون ذياً خاصاً، وداخل التاكسي فاصل زجاجي يفصل بين السائق والركاب، وأذكر أن هناك لوحة معدنية داخل التاكسي مدون عليها رقم السيارة وبيانات السائق، وكان ذلك في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وعندي مراسلات من مصر عليها صورة الملك فاروق.
• كيف تابعت التحولات الكبيرة في المنطقة وأنت شاهد على العصر قبل وبعد ثورة يوليو 52 هل كنت في مصر أيامها؟
¶ كنت في الكويت وقتها، لكن في الحقيقة مصر كانت مزدهرة أيام الملك فاروق، وان كنتم لا تريدوني ان أمدح الملك فاروق لكن انظر للشوارع قديما وشاهد فيلم من الأفلام القديمة ماذا ترتدون أروع من هكذا مظاهر للناس والشوارع؟ كانت القاهرة غير مزدحمة، فقط تعداد مصر في هذا الوقت حوالي 35 مليون والغريب أن نفس شبكة الخدمات والطرق والمجاري هي نفسها التي تخدم أكثر من 90 مليون مصر الآن! زمان كان الفلاح يعرف انه فلاح والباشا يعرف انه باشا، الآن الكل يريد أن يصبح باشا، والربيع العربي الذي مر على البلدان العربية لم يكن ربيعا وانتظرنا منه أكثر بكثير مما حدث لكن اتضح انه خريفا ونتمنى من المخلصين ان شاء الله في الأيام القادمة أن يعملوا على تحسين الأمور والأوضاع والحياة الاجتماعية في الأوطان العربية.
• هل أنت مطمئن للمسار الذي ذهبت اليه مصر بعد الاطاحة بحكم الاخوان؟
¶ ما زلنا في طور الانتظار.. ليست هذه النهاية
.
يوميات غزو الكويت
• أين كنت أيام غزو الكويت وكيف تابعت الأحداث؟
¶ كنت خارج الكويت وحدثت لي قصة، رغم أنني ضد التنجيم والتنبؤ بالغيب لكنني تنبأت صدفة بموعد تحرير الكويت، قبل الغزو وتحديدا في شهر يوليو كنت في مصر أنا وزوجتي وأحد أولادي وسمعنا يوم الخميس 1 أغسطس عن احتلال الكويت فظننت أن شمال الكويت فقط هي التي احتلت واتصلت بابنتي
فقالت أن الدبابات عندنا في كيفان! فذهبت للسفارة الكويتية في مصر ووجدت الكويتيين في حالة حزن فسألتهم شلونكم وكيف حالكم؟ قالوا انظر الى وجوهنا وأنت تعرف حالنا! وكانوا بالآلاف في أيام الصيف وأقاموا العديد من الديوانيات، فقط في المكان الذي كنت فيه 8 ديوانيات، وجاءنا رمضان وكنا نحضر التمر من السعودية وعشنا أجواء اجتماعية خففت من وطأة الأزمة.
• هذا عن مكان وجودك أثناء الغزو لكن أين قصة التنجيم والتنبؤ بتحرير الكويت؟
¶ عندما أسس الدكتور محمد الرميحي مجلة صوت الكويت يوم 1_11_1990 أحد أصدقائه سأله متى تتحرر الكويت يا دكتور فقال ان شاء الله لا يمر أسبوع على تأسيس جريدتي الا والكويت محررة! قام هذا السائل وقال اذن في 7 _11 ستتحرر الكويت وانتشر الخبر في الكويت وقالوا ان العجيري هو من قال ذلك بصفته عالم فلك ومنجم وعندما سألوني قلت لهم (لا) لم أقل هذا الكلام، ومن كثرة الحاحهم ضغطوا عليّ ان أقول نعم قلت نعم لأريحهم نعم ستتحرر الكويت يوم 7_11 ومن كثرة تعلق الناس بهذا الموعد أنا نفسي صدقت هذا الكلام! وفي يوم 7_11 لم تتحرر الكويت فجاؤا جميعا وقالوا لي أين حسابك وأين فلكك، ماذا أفعل للخروج من هذه الورطة؟ فقلت لهم ( لقد رأيت في الفلك رقم 7 و1 و1 فظنتها سبعة شهر حداشر وربما يكون التاريخ الصحيح هو 17 شهر واحد) وأبعدهم عني فترة طويلة، وفي نهار يوم 17 _1 لم تتحرر الكويت أيضا! ماذا أفعل وأين اهرب وماذا سأقول لهم في الصباح وظللت أفكر حتى الساعة 12 ليلا واذا بطائرات عاصفة الصحراء تحلق في سماء العراق لتبدأ مرحلة التحرير فحملوني يومها على الاكتاف وقالوا صدقت نبوءتك وكانت صدفة طريفة.
طبيب أسنان ونساء وولادة
• بنفس هذه الطرافة والصدفة عملت كطبيب أسنان وأيضا طبيب نساء وولادة. كيف كنت تتعامل مع بساطة الناس الذين كانوا ينسجون حولك الأساطير؟
¶ جدي لوالدتي كُف بصره عام 1930 وبعد خمس سنوات أي في عام 1935 وهذه سنة لا يجب أن ننساها لأنه تم خلالها اكتشاف أول بئر بترول في الكويت، المهم جاءني جدي بكراسة كان كتبها عندما كان مبصرا لأبحث له فيها عن دواء للضرس لأن جارهم أمس لم ينم من ألم ضرسه، بحثت عن علاج للضرس، وكان عبارة عن نحضر ورقة البفرة الخفيفة ونكتب فيها ام رب عال مال مات مات مات ونطبقها صغيرا جدا كبر حبة الماش وأقول للمريض ضعها في قلب الضرس المكسور ويطيب، ومرة جاءني واحد يقول ضرسي كله مكسور قلت له ضعها في أذنك جهة الضرس الذي يؤلمك..حتى ذاع بين الناس أن العجيري يعالج الأسنان وصرت طبيب أسنان.
• هل كنت تأخذ منهم أموالا؟
¶ لا ما كنت أخذ منهم فلوسا وكانت مجرد خدمة! وحكاية طبيب النساء والولادة جاءت عندما كنت أقرأ في الكراس التي أحضرتها لي جدتي فوجدت طريقة من أجل تيسير ولادة المرأة المتعثرة نكتب في ورقة فشكله من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمدونربطها على فخذ المرأة المتعثرة فتسهل ولادتها حتى ان البعض كان يطلب هذه الورقة في أول شهور حمل زوجته من باب الاحتياط حتى اذا اقتربت الولادة يكونون مستعدين!! وصار الناس يقولون طبيب أسنان وطبيب ولادة.
ومن الحكايات الطريفة أيضا التي تدلك على بساطة الناس أذكر في احدى المرات أن جارنا كان يربي حصانا في الحوش لنقل البضائع وعلف الحصان من الشعير حيث تسبب في جلب قرية نمل وتأذى كثيرا هو والحصان وصاروا لا ينامون الليل، وفي الديوانية سأل الناس عن علاج للنمل فنصحه البعض بوضع مادة مستخرجة من عين بحره وهو أول بئر نفط في الشمال ووضعها في بيوت النمل، وفي اليوم التالي ذهب لهم وقال ان النمل لم يمت فصاح فيه أحدهم وقال لماذا تحتار وعندك صالح يعرف 99 علة الا الموت
وقد بالغوا في خيالهم لأكثر من ذلك بكثير فقالوا له ان صالح يمشي مع القمر، وقالوا أصعب من ذلك وأن صالح لديه عصا تمشي بروحها وتذهب للشويخ وترجع لوحدها ومرة رجعت متأخرة فوجدت باب الدروازة مغلقا فطرقت الباب وفتح لها الحارس! فضحكت لأني عندي عصا أقيس بها المد والجذر وما تمشي بروحها ولا حاجة
ولكن اضطررت الى أن أجاريهم واكتب له علاج للنمل ورقة كتبت فيها بعض الكلمات وطلبت منه أن يضعها في عين جحر النمل، وفعلا ذهب النمل لكنه لم يمت من الورقة بل مات من العلاج الكيماوي الذي أتى به من بئر النفط لكنه لم يصبر يوما او يومين حتى يشتغل مفعول الدواء.
الحكومة مسؤولة
• الآن حدث تطور هائل وانشئت مراكز كبيرة لطب الأسنان ومستشفيات للنساء والولادة كيف ترى انعكاس هذا التطور على بنية المجتمع الكويتي؟
¶ حدث تطور لكنه مع الأسف الشديد لم يكن كما نرجو ونتمنى، فبعد أن كان الرجل يعمل ليل نهار ويدبر مصاريف الاكل والشرب ومصاريف البيت الآن أصبحت الحكومة هي المسؤولة عن كل شيء، عن السكن والمعاش أصبح كل كويتي عنده معاش سواء امرأة أم رجل، غني أم فقير، الكل اعتمد على الحكومة وأصبحوا مع الأسف الشديد يهتمون بأشياء لا تستحق الاهتمام.
• البعض يرى أن انخفاض أسعار النفط ربما يكون له أثر ايجابي على المجتمع فيتحمل الناس المسؤولية وتعود اللحمة التي كانت؟
¶ بالعكس يمكن أن يكون أكثر سلبية، لكن المأمول أن النفط رخيص مهما كان، لذلك الدول التي تشتري النفط مادام في حدود 200 دولار ستشتريه، لكن لو زاد عن هذا الحد أو قل بالمرة سيعودون للبدائل مثل توليد الطاقة من المد والجزر والريح والفحم والغاز وغيرها، ومن حسن حظنا أن الكويت مشمسه طول العام،
وارد جدا أن نصدر الطاقة الشمسية لأوروبا،
ومصر التي كانت 35 مليونا ثم أصبحت 70 مليونا والآن 90 مليونا وفي عام 2050 ستصبحون 150 مليونا والبعض يخشى من أن يتنازع 10 أشخاص على رغيف الخبز، وأنا أقول لا بالعكس ستكونون من أغنى دول العالم لأن النفط سينفد أو سيصل سعره 200 دولار فسيضطرون للرجوع للبدائل ووقتها سيظهر كنز مصر من الطاقة الشمسية في الصحراء الغربية وستصدرونها لأوروبا.
مناهج الفلك
• الفلك وعلومه هل تأخذ نصيبها في مناهج التعليم سواء في الكويت أو الدول العربية؟
¶ مع الأسف لا، ولم يأخذ علم الفلك مكانته الا في بعض البلدان الاسلامية والعربية مثل مصر لأنها سباقة في العلم والمعرفة وفي التقنية الفائقة، وفي الأردن والجزائر اهتمام قليل.
• هل طالبت بتضمين منهج للفلك في مراحل التعليم الكويتية؟
¶ طالبت في شبابي ومع الأسف لم تحدث استجابة كافية، لكن نأمل أن يكون للفلك مكانته في العالم العربي.
• تنبؤاتك عن الطقس ينتظرها غالبية المجتمع الكويتي فمن أين جاءت هذه الثقة في رأيك؟
¶ لا ادعي أنني أكثرهم علما لكنني كنت سبّاقا وأول من فكر في هذا المجال لذلك يهتمون بتوقعاتي لانها أسرع من الأرصاد الجوية أحيانا.
200 فلكي كويتي
• لكن ظهر شباب وباحثون جدد يهتمون بالفلك، هل يلجأون اليك وما هي علاقتك بهم؟
¶ نعم هناك اكثر من 200 باحث فلكي الآن في الكويت وكلهم يأتون هنا لزيارتي واتبادل معهم النقاش والمعرفة والجدل يستفيدون مني وأستفيد منهم.
• هل فكرتم في عمل جمعية أهلية أو اتحاد يجمع الفلكيين الكويتيين؟
¶ فكرنا كثيرا لكن لا يوجد تشجيع.
• العم صالح هل لك انتماء سياسي؟
¶ لا ليس لي أي انتماء سياسي وعلم الفلك أخذ مني كل شيء.
• هل زرت وكالة الفضاء الاميركية ناسا؟
¶ لا لم أزر (ناسا) ولكني زرت أميركا وأوروبا كثيرا.
• يتحدثون عن وجود أجرام وكويكبات يمكن أن تصطدم بالأرض وتنهي حياة البشرية في أي لحظة، فهل هذا وارد علميا من واقع خبرتك وعلمك؟
¶ الكويكبات عادة تأتي وتقترب من الأرض ثم تغير مسارها ولا تصطدم بالأرض، وعادة ما يجذبها كوكب المشترى لذلك يسمى صائد المذنبات.
نهاية العالم
• واذا لم تغير مسارها واصطدمت بالأرض؟
¶ اذا اصطدمت بالأرض سيحدث مثلما حدث في زمن الديناصورات عندما كانت سائدة قبل الاستيطان البشري على الأرض، ضرب مذنب سماوي الأرض وطار الغبار وحجب ضوء الشمس فأصبحت الدنيا زمهريرا باردة وماتت الديناصورات.
• البعض ربط بين دور كوكب المشتري في صيد المذنبات بالآية الكريمة الجواري الكنس فما رأيك؟
¶ ما شاء الله فعلا المشتري يكنس كل الأجرام التي تقترب من الأرض، وهذا ما يتناوله الدكتور زغلول النجار بشيء من العلم والاعجاز، نعم كلامه صحيح، ولم تنجب العرب رجلا مثله حتى الآن.
• هل العرب من اكتشفوا علم الفلك فعلا؟
¶ نعم وان كان الغرب أكثر اهتماما منا، لكن العرب هم من صدروا علم الفلك الى أوروبا خصوصا في زمن الدولة العباسية، وترجموا كتاب السند هند وكتاب المجسطي الذي ترجمه العرب عن العالم اليوناني الذي عاش في الاسكندرية في القرن الثاني للميلاد، وأكبر دليل على أن العرب هم من صدروا علم الفك لأوروبا أن أسماء النجوم بالعربية مثل سهيل، السريا، آخر النهار، والنسر الواقع فيجا.
• ما الذي تشعر به الآن بعد هذه الرحلة الطويلة؟
¶ اشعر بأنني وصلت لمرحلة أنا راض فيها عن نفسي وأصبح التقويم الذي أقدمه كل عام هو مفيدا.
• تعليقاتك في الرزنامة من أين تستقيها؟
¶ من الصحف والكتب ومن بعض أصدقائي يقول عندي نكتة او سالفة أقول له هاتها واعيد صياغتها وادونها، علي الجسار وسليمان الجارالله كان يمداني بالحكم والأشعار، وبالمناسبة تقويم 2015 جاهز الآن وهو متاح للجميع.
المرصد يبكي.. و3 خراف
من حكاياته الطريفة خلال رحلة بناء مرصد العجيري الفلكي يقول العم صالح: عندما تم الانتهاء من صناعة المرصد وتم شحنه في الطائرة الى الكويت، اتصل بي عدنان المير عضو مجلس ادارة النادي العلمي وقال ان التلسكوب الآن في الطائرة ولكنه يبكي ويئن! قلت له ليش؟ قال لأننا أخذناه من أحسن بقعة في الدنيا من جبال الألب لنضعه في بلاد العرب حيث الحر والغبار والرطوبة والشمس، فقلت له: قل للتلكسوب لا تحزن لأننا سنذهب بك الى أحسن منطقة في العالم كله، فبلاد العرب هي مهبط الوحي ومهد الحضارات وغلبته أنا بهذا الرد.
وصل التلسكوب وبدأنا في عمل حفرة للبرج فقال أحد الحاضرين لنذبح خروفا حتى نستأنس ونفرح وفعلا اشتروا 3 خراف بـ100 دينار، وكان مجلس ادارة النادي العلمي يجتمع كل أسبوع والسكرتير يعد ويحسب على الحاضرين كل المبالغ التي تم صرفها حتى عندما ذكر الثلاثة خراف التي تم ذبحها قاطعه أحدهم وقال: لماذا تشتروا بأموال النادي خرافا؟ فرد عليه آخر ألا يستحق المرصد 100 دينار؟ فقال بلى يستحق ألفا لكن لا نشتريها بأموال النادي بل نتبرع بها نحن وقال: أنا خروف وأنت خروف وسليمان خروف!
أول استجواب في تاريخ الكويت
عندما سألت العم صالح العجيري عن انتمائه السياسي قال انه غير منتم سياسيا لكنه طلب عقد مقارنة بين مجلس الأمة الآن ومجلس الأمة في السابق، ومضى قائلا: في بداية المجلس سنة 1963 لم أكن أعمل في مجلس الأمة، لكني كنت طرفا في أول استجواب قدم في الحياة النيابية، عندما كان عبد الله الروضان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، واستجوبه محمد رشيد عضو المجلس وكان موضوع الاستجواب عن الاسكان
وكنت وقتها مسؤولا عن الاسكان فحضرت أنا وعبد الله الروضان ومحمد الرشيد في مكتب الوزير بالوزارة وليس في مجلس الامة قعدنا نصف ساعة ناقشنا الأمر وانتهينا بكل بساطة، الآن الاستجواب يستمر أياما وشهورا والكبير والصغير والرجال والنساء الكل يخوض في هذا الموضوع، زمان كانت النية صافية وهذا غير متوافر الآن.
رسالة العجيري للأبناء والآباء
آثر الدكتور العجيري أن يوجه رسالته في نهاية اللقاء الى الآباء والأبناء وقال: أربت على كتف الطالبات والطلاب وأقول لهم حسنا تفعلون تدرسون بالآيباد والآيفون والأجهزة الالكترونية الأخرى لأن هذا زمانكم وهذا مصيركم لكن لا تنسوا الكتاب ذا الدفتين الذي تتعرفون منه على العلم والمعرفة ودينكم ووحدتكم،
وأربت على كتف الآباء وأقول لهم لا تكرهوا أولادكم على أخلاقكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم، ولا تقولوا لهم كنا نفعل كذا ويجب أن تفعلوا مثلنا، لأن الزمان غير الزمان، والمثل يقول (الناس لزمانهم أشبه منهم لآبائهم) فنحن نشبه آباءنا لكن نشبه زماننا أكثر.
سالم أبو لغد: حضرت إلى الكويت عام 1963 مع الوفد الفلسطيني للدورة العربية المدرسية وقدِمت سنة 64 مدرساً بـ 120 ديناراًالسبت 4 مايو 2013 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
سالم عبدالقادر أبو لغد
سالم أبو لغد متحدثا للزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
الاستاذ سالم أبو لغد يسلم أحد اللاعبين شهادته بحضور بعض الرياضيين
مجموعة من اللاعبين الكويتيين والفلسطينيين بعد مباراة بينهما
الاستاذ سالم أبولغد يعلق الميدالية للاعب فلسطيني
الشهيد الشيخ فهد الأحمد وسالم أبولغد
الشيخ عبدالله الجابر وعبدالرحمن المزروعي والشهيد الشيخ فهد الأحمد وسالم أبولغد
احترق المخيم الكشفي ومات طالبان وعندما حققت في الموضوع قلت «لا يجوز أن ينام المدرس مع الطلبة في الخيمة»
ولدت في يافا بفلسطين عام 1938 وكانت المدينة تجمع كل الجنسيات العربية
خرجنا من يافا عام 1948 هرباً من قذائف المورتر الصهيونية وواجهنا الأمواج العاتية وركاب السفينة كانوا يصرخون
المصريون استقبلونا بحفاوة وأكرمونا بعد النكبة وأخت الملك فاروق كانت تزورنا وتعطينا الهدايا في العباسية
الثورة الفلسطينية انهارت بسبب الاحتلال الصدامي للكويت الراعية لها
عملت مدرساً في الكلية الصناعية وعند إغلاقها عام 1979 تم تعييني بالشؤون القانونية
أثناء عملي مدرساً بالكلية الصناعية درست الحقوق بجامعة بيروت وحصلت على الماجستير ودبلومي تخصص
عملت مدرساً في مدينة الرياض وبالمعهد التجاري ونقلت إلى مدارس وادي الدواسر وعينت موجهاً
التحقت عام 1957 بالمعهد العالي للتربية البدنية بمنطقة الهرم المصرية وكنا أول دفعة تحصل على البكالوريوس منه
في أولى سنوات الدراسة بـ «التربية البدنية» انضممت لفرقة المظليات وكان قائدها سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري في حرب 1973
درست بمدرسة خالد بن الوليد في قطاع غزة وعينت أيضاً مدرساً فيها
كان للفلسطينيين بالكويت 14 نادياً وكنت رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي ضيفنا هذا الاسبوع المربي الفاضل سالم عبدالقادر أبولغد يحدثنا عن مدينة يافا مسقط رأسه وأهلها وتجارة البرتقال والحمضيات وماذا كان ميناء يافا قبل عام 1948، عام النكبة ودخول الصهاينة الى المدينة وضربهم بمدافع المورتر. ويتطرق الى الهجرة الى القاهرة بواسطة السفن وغرق تلك السفن مقابل الساحل المصري قائلا: عندما وصلنا استقبلنا المصريون وأكرمونا. وتم نقلهم الى معسكر العباسية ثم أعيدوا الى مدينة غزة وتعلم في مدارسها وأكمل المرحلة الثانوية والتحق بكلية التربية البدنية بشارع الهرم. مع التدريبات العسكرية أكمل تعليمه وعاد الى غزة، حيث عين بنفس المدرسة التي كان طالبا فيها. شارك في الدورة المدرسية عام 1963 التي أقيمت على ملاعب الشويخ في الكويت، وسبق له أن تقدم بطلب الى الجيش الكويتي، لكن ماذا حصل عندما كان مشاركا في الدورة؟ سافر الى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية كمدرس تربية بدنية والتقاه ضابط في البنك هناك فماذا قال له الضابط؟ عمل مدرسا في مدارس الرياض وبعد سنة نقل موجها الى مدارس وادي الدواسر، وقدم الكثير، وأقام المهرجانات، نتعرف خلال هذا اللقاء على جوانب تربوية ورياضية وقانونية وعسكرية في حياة سالم أبو لغد. وفيما يلي التفاصيل:يستهل المربي الفاضل سالم عبد القادر أبو لغد حديثه عن صفحات الماضي بالكلام عن مولده قائلا:
ولدت في فلسطين بمدينة يافا عام 1938 ومدينة يافا كان يطلق عليها عروس البحر، كان بيت الوالد والجد داخل سور يافا القديمة والبيت مقابل الشارع القديم ويوجد شارعان، شارع ينزل على الميناء والثاني على الطلعة على البحر، وساحل يافا رملي جميل، ومنذ الصباح كنت أشاهد المناطق الاخرى من على المنزل، كانت منطقة يافا تجمع جميع الجنسيات العربية وكان يطلق على يافا أم الفقير لأن من يزورها يستطيع أن يعيش فيها وكانت توجد مجموعة كبيرة من الجزائر والمغرب وسورية، كان في يافا ميناء كبير لتصدير البرتقال والحمضيات وفي الصيف سكان يافا يخرجون الى منطقة اسمها روبين مثل منطقة البر في الكويت، وكان المواطنون يمضون ثلاثة شهور بالخيام وكان الناس يتنافسون من مخيمهم أحسن من الآخر، وكانوا يستوردون الخيام من تركيا ومصر، وفي روبين بر رملي وفيه نهر صغير وفيها سوق صغير فيه جميع المواد والمطاعم والحلويات، وفيها سينما صيفي وشاهدت فيها فيلم بدوي كان فيها شارع اسكندر عوض يمتد من الساعة وكانت تبعد عن منزل الوالد نصف كيلومتر وفي الشارع محلات الملابس وجميع الملابس التي كانت تصدر في أوروبا تصدر الى أسواق يافا نسائية ورجالية كان في السوق نشاط تجاري الى عام 1948 عام النكبة. الهجرة من يافا
يقو 1948/5/15 خرجنا من يافا عن طريق البحر بالسفن كانت المدافع الموتر الاسرائيلية تضرب البيوت وذهبنا الى الميناء وكنت صغيرا كان الوالد والوالدة ماسكين يدي كنت أشم رائحة الموتى في الشوارع، وصلنا الميناء وركبنا اللنش الذي يعمل بالماكينة وكان يسحب القاطرة، ونحن بالسفن ارتفعت علينا الامواج وغرقنا عند مدينة رفح المصرية والركاب كانوا يصرخون وعندما اقتربنا من الساحل قطع الحبل ووصلنا الى البر ولم يغرق أحد منا الوالد كان لابس بدلة فسقط بالبحر مع أختي وأخي وصار يسبح ولأن سباحته ضعيفة رمى أختي وبعد ذلك رمى الولد.
أنجانا الله وكان يوجد جنود على الجمال فحملونا الى معسكر للاخوان المسلمين وكان عددنا حمولة باصين وبيتنا في المعسكر وأعطونا طعاما يتكون من الجبن والخبز وحليب وفي الصباح شاهدت باصات فلسطينية ونقلونا بواسطتها، وسمعت «من يريد الذهاب الى مصر أو الذهاب الى غزة»، وكانت تبعد 40 كيلو عن رفح، وكان خروجنا على أساس أن نذهب الى القاهرة كمدة أسبوعين ونرجع وكان مع الناس فلوس، المهم ركبنا باتجاه القاهرة وعند القنطرة استقبلنا المصريون وهذه الحقيقة انهم اكرمونا وما قصروا بشيء معنا، وبعد ذلك أوصلونا الى القاهرة وكان الليل ونزلنا في العباسية وقدموا لنا الريوق والغداء والعشاء وأخت الملك فاروق كانت تزورنا وتقدم لنا الهدايا، وكان استقبالا جيدا جدا.
ورجعنا الى القنطرة بعد معسكر العباسية بعد ستة شهور وقابلنا فيها فلسطينيين وبعدها رجعنا الى غزة - 1948 والوالدة أنجبت ولدين توأم عندما كنا في القاهرة واحد اسمه نصر الدين والثاني اسمه فاروق على اسم ملك مصر بذلك الوقت.
توفي نصر الدين ودفن هناك وفاروق حي يرزق يعيش حاليا في غزة، عشنا في مخيم المغازي ومن ثم انتقلنا الى مخيم البريح في المنطقة الوسطى في غزة وصلنا الى أوائل الخمسينيات وفي وفي مصر فتحوا مدرسة لأولاد المهاجرين والتحقت بها وكان المدرسون فلسطينيين ومقرها في العباسية. الدراسة والتعليم
يتحدث ابولغد بعد ذلك عن مشواره في مجال التعليم فيقول: كما ذكرت اول مدرسة في مدرسة العباسية في القاهرة وفي مخيم البريج التحقت في مدرسة مخيم اللاجئين الفلسطينيين والمخيم يشمل جميع القرى الفلسطينية والبادية وأتذكر ان الجميع كانوا أسرة واحدة والمشكلة واحدة والتكافل بين الجميع في الأفراح والأحزان جميعهم مع بعض.. وصارت هناك مصاهرة ونسب بين الجميع واذكر ان أبناء وعائلات مخيم البريج في عام 1957 والجميع ودعوني عندما ركبت القطار للسفر الى القاهرة للدراسة، كان الترابط قويا، المنطقة الوسطى مكونة من المخيمات البريج والمغازي ودير البلح ونصيرات، وتشرف عليها (الأنروا)، والدراسة كانت في النيل الابتدائية والمتوسطة والثانوية خالد بن الوليد.
في المدرسة المتوسطة درس لنا الاستاذ داود عرابي الخالدي ومحمد حرب وموسى العطار وأبو إياد كان في خالد بن الوليد في فلسطين وعمل مدرسا في خالد بن الوليد في الكويت وشاءت الأقدار ان ألتقي معه في كنترول امتحانات المرحلة المتوسطة في الكويت وذلك عام 1964.
سافرت الى القاهرة بعدما أنهيت المرحلة الثانوية، كنت أنوي الدراسة بالكلية الحربية فما كانوا بحاجة، فقالوا يوجد المعهد العالي للتربية البدنية وفيه دراسة عسكرية من عام 1957 حتى عام 1960 كنت طالبا في المعهد العالي للتربية البدنية في الهرم بالقاهرة، وكنا أول دفعة نحصل على بكالوريوس تربية رياضية وكان مدير المعهد فرحات مرزوق وعندما كنت في سنة رابعة كان المرحوم فيصل مطر في سنة أولى بمعهد التربية الرياضية.
انضممت الى فرقة المظليات عند الفريق سعدالدين الشاذلي وكان بذلك الوقت برتبة مقدم. وكانت مادة في برنامج هيئة الجيش المصري وزارنا جمال عبدالناصر في المعسكر على أساس ان خريجي التربية البدنية كضباط في المدارس.. وكنت رئيس اللجنة العسكرية في مصر وانتخبني المصريون.. وأخذت فرقة المظلات عام 1959 وكان الفريق الشاذلي عندما نؤدي تمرين الجري صباح كل يوم من مدرسة المظلات الى الكلية الحربية كان يجري على يميني وكان من أحسن الضباط، وأنهيت دراستي في كلية التربية البدنية بشارع الهرم بالقاهرة، وعندما كنت طالبا بالمدارس الثانوية والمتوسطة كنت ألعب رفع الأثقال وكان وزن الديك 56كغ وهو أضعف وأقل وزن، لكنني لم أشارك، ومصر لم تشارك بسبب خلاف بين حاكم لبنان وجمال عبدالناصر واستمررت بالرياضة وهي من الهوايات منذ البداية. كتبت زجلا عندما كنت في مصر أيام تدويل قطاع غزة قلت:
من جولدا مائير دلس قالو هيل
سموه التدويل اسرائيل قال له ميّل
جولدا مائر ظلت بدموعها تكيل
بلس قالها مانزليس بكره أنا رعيل
قرأت من الكتب الأدبية والثقافية والسياسية وفي الاقتصاد والاجتماع، وكنت بالقسم الداخلي وفي الصيف اذهب مع الطلبة المعسكرات العسكرية في الاسكندرية، وكان المعلمون التابعون للكلية الحربية يعلموننا فيها وفي دفعتي خليل علوش وفتحي صالح ومحمد عرابي صار مدرسا أول في ثانوية عبدالله السالم ومن المدرسين يونس الفر وعلي القيشاوي ومحمد ابوزينة وكان في الدبلوم على باب التخرج ونحن كنا في سنة أولى تربية بدنية.
العمل
وعن مرحلة جديدة من حياته يقول ضيفنا: بعدما حصلت على بكالوريوس تربية بدنية تعاقدت وعينت في المدرسة التجارية لمدة 3 أيام وفي المدرسة الصناعية 3 أيام واذكر انني كنت في البنك لتسلم مخصصات السكنو، وكان بالقرب مني رجل لا أعرفه ولكن كان ينظر لي، سألني هل انت رياضي؟ وقال ان كلية الملك عبدالعزيز بحاجة لرياضي، فما رأيك ان تقابل مدير الكلية واتفقت معه وذهبت معه لمقابلة المدير والرجل ضابط وكان المدير اسمه الشاعر وبالفعل التقيته وقال ما هو مؤهلك؟ فقلت بكالوريوس تربية رياضية والأول بامتياز في العلوم العسكرية ومظلات عام 1961. فقال للضابط: اذهب معه الى وزارة المعارف واطلبه للعمل عندنا، فذهبت معه وكان مدير المعارف عارض وقال نحن احضرناه ولا نستغني عنه، كان خريجو التربية البدنية قليلين وكان العرض على ان أكون ملازما أول ولكن المعارف رفضوا فاستمررت بالعمل مدرسا للتربية البدنية وفي السنة الثانية تحولت الكلية الصناعية الى كلية الهندسة وعينت مشرفا رياضيا في كلية الهندسة وتأخر افتتاح الكلية وادارة التربية البدنية في الرياض استدعوني عندما عينت في الكلية وقدمت نفسي لمدير الكلية وقلت أنا المشرف الرياضي فقال لا يوجد رياضة في الكلية، فقلت له هل أنا اشتغل عندك؟ فراح الى الوزارة وقدم شكوى ضدي - كانت المدارس في الرياض مكتملة العدد من المدرسين وعرضوا علي العمل في مدينة القنقدة موجها (بين الافلاج ووادي الدواسر من الخرج 300 كيلو] المهم وصلت الى القنقدة ولفيت من مدرسة الى مدرسة، وكان مدير المنطقة رجلا طيبا من خريجي الشريعة.
ومفتش للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة لجميع المدارس وكان عندهم مفتش لجميع المواد ويحضرون من الرياض أمضيت سنة كاملة وكان ابراهيم السويل وزير الزراعة رجلا متعلما محترما وحضر لزيارة الافلاج.
احضرت سيارة كبيرة ووضعت فيها أثاث وعندما يزور القرية أقيم فيها احتفال وكان الأهالي متعاونين معي ويزينون القرية بالأقواس ويشاهد الترتيب ويلقي كلمة وأقيمت مسابقات وادي الدواسر له أمير وذهبت لدعوته وسلمت عليه وجلست بجانبه أديت واجبي والحمد لله أمضيت سنة واحدة مفتشا سافرت الى القاهرة وتزوجت وكانت مدرسة لغة عربية وسكنت غزة ولم أرجع الى الرياض. مدرس في غزة
عينت مدرسا في مدرسة خالد بن الوليد في قطاع غزة وكنت طالبا فيها وكان الناظر محمد ابوالفتح ومعي محمد البحيصي وعبدالله عودة .محمد ابوزينة تعاقد مع الكويت وترك التدريس، كان مدرس اسمه صبحي فرج مفتش لمدارس البنين والبنات، وأرادوا ان يعينوني مدرسا وانتدب لمفتش بدلا من محمد ابوزينة ولكن قلت المهم عينوني . انني حضرت الى الكويت عام 1963 مع الوفد الفلسطيني للمشاركة في الدورة العربية المدرسية وكنت اداريا مع الوفد وبشير الريس مدير التعليم مديرا للوفد وكنت مع صبحي فرج اداريين وقد دربت الطلبة من جمعية الشبان المسيحيين وحضرنا الى الكويت وكنت آخذهم من السكن الى المطعم بالخطوة العسكرية.
وقد شاركنا في ألعاب القوى وكرة القدم وكنا في ثانوية الشويخ وقدموا لنا كل ما يحتاجه الوفد ويوم الافتتاح كان مدرج ثانوية الشويخ يغص بالمتفرجين وحضور الشخصيات الكويتية ورؤساء الوفود وكنت امشي بجانب الوفد وأول ما دخلنا والفريق الفلسطيني كان الجمهور يصفقون وقد وقفوا تحية للفريق المصري حتي أكملنا دوران الملعب عند وقوف الفرق الرياضية، حضرنا الدورة وعندما كنت في السعودية كنت سبق ان قدمت الى الجيش الكويتي وليد اليورنو.
سبق ان أعلن الجيش عن حاجته لضابط ملازم على ان يصير بعد ذلك ملازما أول، فعندما كنت مع الفريق وكان رئيس الأركان المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر بعدما قابلته قال اعمل كشفا طبيا. الشعبة الثانية وافقوا علي، وجدت نفسي في موقف محرج أمام الوفد فلم اعمل الفحص ورجعت مع الوفد، كان الاستاذ أحمد المهنا مندوب الكويت في اللجنة وكنت مندوب فلسطين معه. لجنة اختيار المدرسين
بعدما رجعنا الى غزة بعد انتهاء الدورة المدرسية حضرت لجنة اختيار المدرسين الى غزة وكان من ضمن اللجنة احمد مهنا، كان عبدالله عودة هو الذي قدم لي طلبا وعندما حضرت اللجنة بعثوا لي لمقابلة اللجنة وفي تلك الفترة كنت موعودا على ان أكون مفتش القطاع، دخلت على اللجنة وبعد السلام وقف احمد مهنا وسلم علي وسألني أين اشتغلت فقلت مدرسا ومفتشا في السعودية وسألني أسئلة رياضية وقال هل قدمت استقالة من السعودية فقلت لا. فقال هاتوا العقد وقدمه لي للتوقيع بالتعاقد، ذهابي الى اللجنة كان للاعتذار عن الدعوة وأثناء اقامة الدورة قابلني رئيس الوفد السعودي وقال اين انت فقلت ذهبت الى غزة للعمل.
أقول ان المملكة العربية السعودية كان لها اهتمام كبير بتعليم أبنائها، في كل قرية ومدينة، المهم قلت رئيس الوفد السعودي انني رجعت الى السعودية ومع احمد وقعت العقد وحضرت الى الكويت بنفسي من دون العائلة والراتب مع العلاوات 120 دينارا وذلك عام 1964.
لأول مرة أعين مدرس تربية بدنية في الكويت وعينت في ثانوية الشويخ وكان معي الاستاذ فيصل مطر كويتي ومدرس مصري نحن الثلاثة، وعينت بالدرجة الخامسة وتسلمت العمل مدرسا وكان الناظر سليمان المطوع واذكر انه يوم ما دخل الفصل وشفته داخل والطلبة ساكتين وطلبني للحضور الى مكتبه وسألني وقال ماذا فاعل للطلبة لكي يكونوا هادئين هل انت ساحرهم؟! النقل من ثانوية الشويخ إلى الكلية الصناعية
عند منتصف السنة أرادوا ان ينقلوا مدرسا من ثانوية الشويخ الى حولي المتوسطة لأن أحد المدرسين قدم استقالته، فيصل مطر لأنه كويتي لن ينقل والمدرس المصري معار لا ينقل فالدور علي وقالوا عليك النقل فقلت اذا تم نقلي فسأقدم استقالة ماذا يقول الآخرون ما نفع مدرسا في الثانوية ينقل للمرحلة المتوسطة وعندما عينت في ثانوية الشويخ بعض النظار طلبوني بالاسم، المهم رفضت النقل، ماذا فعلوا قال المدرس الأول للادارة ان الاستاذ سالم يريد الانتقال فقال المدير انقلوا أحد مدرسي الكلية الصناعية الى حولي المتوسطة ونقلوني الى الكلية الصناعية مدرس تربية بدنية وكان مدير الصناعية المرحوم عبدالله عبدالفتاح الأيوبي، عندما كنت مدرسا في الثانوية كنت يوميا استأجر سيارة من شارع ابن خلدون لكن في الصناعية خصصوا لي غرفة ولوازمها وكنت مشرفا على أحد بيوت القسم الداخلي.
الكلية الصناعية لا توجد فيها حصص تربية بدنية ولا طابور وفيها فرق رياضية وكنت اشرف على الفرق مع الأستاذ ابوالليل مصري، المهم استمررت في الكلية الصناعية وكانت الفرق الرياضية قوية، أذكر ان بعض لاعبي كرة السلة يلعبون بالنادي العربي وفريق اليد من اللاعبين وفريق كرة القدم كانوا يلعبون بالأندية.
كان فريق الكلية الصناعية وفريق ثانوية الشويخ وفريق كلية المعلمين كانت تلك الفرق توازي فرق الأندية وحتى 1972 بدأت الحصص بالفصل، كيف بدأت، كان المرحوم عبدالله الأيوبي قادما من فرنسا وفي تلك الفترة حصلت على علاوة استثنائية وكنت في أيام الدوام أحاول أحث الطلبة على الإسراع الى الصف يوميا هكذا فالمدير لاحظ ذلك فلما أراد ان يعمل حصصا للفصول قلت له اعطني حرية كاملة فقال لماذا فقلت حتي اختار المدرسين، وبالفعل اخترت فاروق التركي ومحمد سمارة وممدوح الصباشي للسلة ورياض الأغا ويونس الفرا، ثمانية مدرسين من خيرة المدرسين وكنت المدرس الاول، وقلت لمدير الكلية الصناعية نريد أن نشتري ملابس للطلبة وكان الطالب يأخذ مبلغا من الكلية شهريا، وقلت له نشتري ونخصم من الطالب وأريد أن أشغل الورش وكان يوجد في الكلية الصناعية أربعة ملاعب لكرة القدم، أربعة ملاعب لكرة السلة، أربعة ملاعب لكرة الطائرة، ومدرج كبير للملعب.
وكنت يومئذ منتسبا الى جامعة بيروت كلية الحقوق في سنة رابعة المهم عملت خطة مكتوبة لحصة التربية البدنية على أن الحصة الثالثة والرابعة من كل يوم ثمانية فصول ينزلون الى الملاعب وبعد الثالثة والرابعة توجد فرصة، وذلك لكي يستطيع الطالب أن يتريق (الفطور) ولا تضيع الحصة الخامسة، المدير مشكورا استجاب لكل الطلبات، أيضا أضفت أن ننشئ إذاعة مدرسية والحصة مقسمة ثلاثة أقسام فكل مدرس يدرس كل طلبة الكلية، مثلا فاروق التركي يتواجد بملاعب كرة القدم والطلبة يحضرون عنده، مدرس الفصل عنده التمرينات، وبعد ذلك الحصة الفترة الثانية. الحصة ثلاث مراحل وكان عندي الفترة الرياضية حصتان وبعدها فرصة للريوق وبعدها الحصة الخامسة.
أغلقت الكلية الصناعية وانتهى التعليم الصناعي عام 1979 فعرض علي العمل موجه تربية بدنية ولكن لم أوافق وطلبت الشؤون القانونية وعينت، كان أحمد قدور رئيس قسم التحقيقات وسعيد الخاص مراقبا ومحمود عبدالرزاق مدير الشؤون القانونية وكنا نحقق في قضايا السرقات في المدارس ومشاكل المدرسين مع بعضهم ومع النظار، وأذكر أنني حققت في موضوع وصار فيه حكم قضائي، وذكر في الحريق الذي اندلع في المخيم الكشفي ومات فيه طالبات فالحكم أدان المشرفين والمدرسين وتحول الموضوع عندي وبحكم عملي سابقا مدرس ورجل قانون استند القاضي ال أن لو المدرس كان نائما مع الطلاب ان ما صار ولا حدث الحريق فمسكت هذه النقطة وقلت من الناحية التربوية غلط نوم المدرس مع الطلبة.
كان وزير التربية يعقوب الغنيم في هذه الحادثة وتبين لي من هذه الحادثة ان الموضوع ضعف الإشراف فقط، وفيه قضايا كثيرة كنت أتولاها أنا وزملائي من القانونيين في وزارة التربية، وتوجد هناك بالفعل مشاكل في وزارة التربية وفيه إهمال من بعض الاداريين في المدارس آنذاك، أول قضية أنا تسلمتها مع مدرسة التربية البدنية كان عندها نقص في بنطلونات الجمباز قلت لها: اشتريها ونقفل القضية، قالت: أنا حرامية قلت: أنت حرامية فبكت، وقفلنا القضية.
وبدأ بعد ذلك القانونيون الكويتيون بالدخول الى وزارة التربية، وبعد ذلك انتدبت من وزارة التربية الى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي في الشؤون القانونية، وكان مديرها آنذاك الاستاذ أحمد المزروعي وجلست في الهيئة حتى عام 1990. وكان الاستاذ أحمد المزروعي يمرني في مكتبي صباحا وكان مكتبي في نفس الدور وفي يوم كنا ذاهبين للدورة الاولمبية في لوس أنجيليس عام 1984 مع الوفد الفلسطيني وكنت أعامل معاملة الكويتي.
ورحنا قبلها الى الدورة الاولمبية في موسكو عام 1980 المقامة في روسيا، ومر علي الاستاذ أحمد المزروعي في مكتبي وقال: لماذا أنت جالس هنا؟ روح مشوارك طويل فشوف ذوقه وإحساسه.
استمررت في الشؤون القانونية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي حتى عينت الاستاذة سعاد الطراروة مديرة الشؤون القانونية، بعدين أخذني الاستاذ هشام المطوع، رحمه الله، عنده في شؤون الطلبة بصفة مدير لشؤون الطلبة، وقال لي: ليش تروح لوزارة التربية خليك عندنا في التطبيقي معاي في شؤون الطلبة، وكان مسؤولي ايضا الاستاذ توفيق الشرهان، وكان الاستاذ المطاوعة مسؤولا في التطبيقي، وكان مديرنا سعود جعفر. وكان نائب المدير الاستاذ عيسى الرفاعي وقابلت في حياتي أناسا كثيرين فلم أجد ناسا بهذه الاخلاق وهذا السمو.
وقد حدث معي في الكلية الصناعية أن قالوا لي المدارس الثانوية عملت عرضا رياضيا له في العيد الوطني، ونحن بدورنا عملنا عرضا خاصا أيضا في العيد الوطني، وأنا كنت مسؤولا عن العرض الخاص بالكلية الصناعية وكنت أشحن الطلاب وأحمسهم ونتنافس نحن مع الثانويات الاخرى، وكنت أقول للطلاب اللي يريد المشاركة يشارك معنا والذي لا يريد يخرج من هذا العرض.
وقد كان هناك طالب أحدب لا يستطيع الوقوف وشارك معنا بالعرض، وكان معنا بالعرض الاستاذ عبدالفتاح الايوبي للإشراف على طلبة الكلية الصناعية المشاركين في الحفل، ولم يكن هناك باص ليوصلهم، فكان الشباب يلفون على بيوت البعض ويوصلون الطلبة لموقع الاحتفال، فعملنا عرضا نال استحسان الناس كلها.
وقد كان طلبة الكلية الصناعية من أرقى الطلاب الذين قابلتهم في رحلتي بالتعليم وممتازين، فأصبح منهم الضباط في الجيش والداخلية وفي البرلمان وفي مراكز حساسة بالدولة. النشاط الرياضي
منذ عام 1979 ـ 1992 للفلسطينيين في الكويت.
عن الأنشطة التي مارسها الفلسطينيون في الكويت ومنها الرياضة يقول ابولغد:
بصفتي رياضيا ومدرس تربية بدنية في مدارس الكويت ومع النهضة الكبيرة للرياضة الكويتية كان للفلسطينيين المقيمين في الكويت نشاط رياضي كبير والكويت لم تقصر مع الفلسطينيين بجميع المجالات من وظائف ومدارس وتعليم، فالكويت سباقة في جميع المجالات ومنها الأنشطة الرياضية وكنت رئيس المجلس الأعلى للرياضة ـ فرع الكويت. الجالية الفلسطينية في الكويت كان عددهم 450 ألف نسمة من قبل الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت يوم الخميس 2/ 8/ 1990 وكانوا أكبر جالية في الكويت وكانوا من النخب الطيبة الممتازة على سبيل المثال من الأطباء والمعلمين والمهندسين والمحامين والمحاسبين وغيرهم من رجال ونساء، كانت جالية متميزة وكان الفلسطينيون يمارسون جميع الأنشطة بحرية كاملة وبتشجيع من الشعب الكويتي ويوجد اتحاد المعلمين، واتحاد المحاسبين والحقوقيين، واتحاد المهندسين، اتحاد المرأة واتحاد الصيادلة، واتحاد الفنانين وجميعا الاتحادات كانت موجودة على أرض الكويت وكانت الهيئات الادارية تشكل بالانتخابات وبحرية مطلقة وكانت الحكومة تشجع الجميع - أقول ان حكومة الكويت كانت ترعى وتشجع الرياضة، وجميع المنظمات الفلسطينية لها مكاتب موجودة هنا في الكويت وتمارس النشاط الاقتصادي والسياسي والمالي وجميع الأنشطة وكان لهم صناديق مثلا صندوق لأهل يافا وصندوق لأهل غزة وأهل نابلس وأهالي كل مدينة يضعون مبالغ مالية ومن متبرعين من الكويتيين ويبعثون تلك الأموال للضفة الغربية وغزة، كانت الكويت الداعم الأساسي للثورة الفلسطينية وانهارت الثورة الفلسطينية بسبب الاحتلال الصدامي للكويت، كان صدام حسين هو السبب الرئيسي بانهيار الثورة الفلسطينية، كانت الجالية الفلسطينية تمارس نشاطها بحرية مطلقة ومن هذه الأنشطة الرياضية المجلس الأعلى للشباب والرياضة وتشرفت بأن أكون رئيسا لذلك المجلس، والمجلس كان يضم الاتحادات الرياضية والأندية ومفوضية الكشافة والفنون ذات التراث الشعبي وعلى سبيل المثال كان للفلسطينيين في الكويت 14 ناديا و14 ناديا كويتيا في كل نادي جميع الأنشطة الرياضية والكشفية، واللجنة الادارية كانت تتكون من 7 أعضاء منتخبين: رئيس النادي وأمين الصندوق وغيره، والفرق داخل الأندية تمارس الالعاب الجماعية والفردية والألعاب الفردية مثل الجودو والكراتيه والملاكمة ومقر كل نادي في المدرسة. وزارة التربية في الكويت أعطتنا 14 مدرسة لـ 14 ناديا رياضيا فلسطينيا في جميع محافظات الكويت مثلا ثانوية عبدالله السالم بالسالمية ومدرسة الحريري في النقرة والفحيحيل وخيطان موزعة على المناطق السكنية التي يتواجد فيها الفلسطينيون بكثافة وفي الفترة المسائية يتدربون في المدارس الرياضية كانت فلسطينية شاملة للفلسطينيين جميعا والأندية تسمى بأسماء المدن والقرى الفلسطينية وكانت تمارس الألعاب على الصالات.
هكذا يمكنني القول انه حظيت الجالية الفلسطينية في الكويت العزيزة بحرية ممارسة نشاطاتها المختلفة وبدعم حكومي وشعبي منقطع النظير، فعلى سبيل المثال لا الحصر النشاط الرياضي الذي كان يشرف عليه المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في الكويت. الأندية الفلسطينية
مارس الشباب الفلسطيني الرياضي نشاطه من خلال الأندية الفلسطينية المنتشرة في الأماكن التي تضم كثافة سكانية فلسطينية (السالمية، النقرة، حولي، خيطان، الفروانية، الفحيحيل)، وكان عدد الأندية الفلسطينية 14 ناديا موزعة على المناطق المشار اليها، وقد أطلق على الأندية أسماء المدن والقرى الفلسطينية (نادي القدس، نادي يافا، نادي حيفا، نادي غزة، نادي اللد، نادي الرملة، نادي نابلس، نادي القسطل، نادي بيت لحم، نادي الجليل، نادي الأقصى، نادي الشهيد، نادي الكرامة، نادي الخليل)، وكان يشرف على كل ناد مجلس ادارة من 7 أعضاء توزع المهام بينهم، رئيس، أمين سر.. الخ، وكان كل ناد يضم الفرق الرياضية للألعاب الجماعية (قدم، سلة، طائرة، يد) وبعض الألعاب الفردية شرط ان يكون كل ناد يمارس 3 من الألعاب الفردية على الأقل (ألعاب القوى، الملاكمة، الجودو، الكراتيه، تنس الطاولة، التنس، الاسكواش، السباحة). مقرات الأندية:
وكان مقر كل ناد في مدرسة من مدارس وزارة التربية يمارس الشباب الرياضي الفلسطيني نشاطه الرياضي وتدريب فرقه الرياضية في الفترة المسائية باستخدام ملاعب وصالات المدرسة وعلى ذلك فقد كان عدد مدارس وزارة التربية المخصصة للنشاط الرياضي الفلسطيني 14 مدرسة.
دور الشهيد الشيخ فهد الأحمد في نجاح الرياضيين الفلسطينيين بالكويت
يرجع الفضل الكبير في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني في الكويت فضلا عن مشاركة الفرق الرياضية في البطولات العربية والاقليمية والدولية خاصة في الالعاب الفردية وتسهيل مشاركة الاداريين في الاتحادات الرياضية الفلسطينية في الجمعيات العمومية للاتحادات العربية أو الاقليمية أو الدولية الى رعاية واهتمام غير محدود من قبل القائد الشهيد الشيخ فهد الاحمد، وقد كان شغله الشاغل في قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحادات الرياضية الدولية، وقد نجح في قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحاد الدولي لكرة اليد والاتحاد الدولي للكرة الطائرة والاتحاد الدولي لكرة السلة والاتحاد الدولي للمصارعة عند انعقاد الجمعيات العمومية للاتحادات المشار اليها أثناء الدورة الاولمبية الدولية التي أقيمت في موسكو عام 1980. وكذلك قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحاد الدولي للملاكمة والاتحاد الدولي للجمباز أثناء انعقاد الجمعيات العمومية للاتحادين الدوليين المذكورين أثناء إقامة الدورة الاولمبية الدولية في لوس أنجيليس عام 1984 ، ونذكر بالفخر والاعتزاز دور القائد الشهيد الشيخ فهد الاحمد بما له من صلات وثيقة مع الاتحادات الرياضية في الدول العربية والآسيوية والافريقية والأوروبية والأميركية. وبجهود كبيرة بذلها من أجل قبول فلسطين عضوا في الاتحادات الدولية، وكان ذلك نصرا للقضية الفلسطينية، ولا يفوتنا أن نذكر له تأثيره القوي، إذ صرح قبل إقامة الدورة الاولمبية الدولية في لوس أنجيليس عام 1984 بأن الكويت لن تشارك في الدورة اذا لم تمنح أميركا تأشيرة دخول للوفد الفلسطيني للمشاركة في حضور اجتماعات الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية الدولية التي ستنعقد أثناء الدورة والمشاركة في فعالياتها، وقد كان ان منح الوفد الفلسطيني تأشيرات الدخول لأميركا.
الكوادر الفلسطينية الرياضية الإدارية
كما ساهم المئات من الكوادر الفلسطينية الادارية من ذوي الاختصاص والخبرة في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني في الكويت وتمثيل فلسطين في البطولات العربية والاقليمية والدولية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
السادة رؤساء المجلس الاعلى للشباب والرياضة والاتحادات والاندية الرياضية:
سالم أبولغد، خليل علوش، احمد صالح الفرا، علي القيشاوي، د.محمد أبولغد، م.سعيد أبولغد، محمد عرابي، زياد الهمشري، عبدالرحيم عليان، داود عربي الخالدي، محمد أبوزينة، فتحي جودة، نبيل مبروك، محمد سمارة، زهير أبوالخير، عبدالحميد شاهين، عبدالحميد الهمشري، د.محمد سعيد حمدان، د.فائق طهبوب، اسد قبلاوي، رياض بيدس، علي أبوحمدة، هاشم حسنين، هاشم المصري، احمد زيدان، حسيب قدورة، رسمي الغول، خضر سلطان، يوسف العكلوك، نافز الرنتاوي، صبحي العيسوي، يوسف دهمان، عبد مصلح، محمد عوايص، حسن شختور، محمد خالد حمو، محمد البحيصي، بسام بركات، د.نادر القنة، محمد سرحان، فاروق علوش، خميس مصبح، زكي أبوعميرة، فاروق هارون، شاكر الظاظا، جمال جميل العشي، فواز خميس، علي سكيك، احمد سكيك، أسامة السبع، فواز مبروك، عبدالسلام عبد ربه، علي محمود عياد، مصطفى جراد، عزمي الحجار، جهاد الناطور، إبراهيم الناطور، شكيب جرار، فوزي الزرد، راتب شاهين، عرفات عرفات، حلمي أبوالروس، صبحي مراد، محمود سعد الدين، حسني المغني.
الدراسات العليا
أثناء عملي مدرسا أول في الكلية الصناعية انتسبت الى جامعة بيروت _كلية الحقوق وحصلت على شهادة ليسانس الحقوق وماجستير من جامعة الكويت والقاهرة مع زملائي د.عادل الطبطبائي وزير التربية الأسبق وخالد سالم وسجلت للدكتوراه مع د.مفيد شهاب كان في الضمان الدولي للاستثمارات الاجنبية في ظل المؤسسة العربية لضمان الاستثمار هنا في الكويت، وكنت رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة، وأما أخونا مفيد شهاب فكان أمين الشباب في الاتحاد الاشتراكي وقلت له أريد أن أترك المجلس لكي أتفرغ لشهادة الدكتوراه.
وأذكر من أساتذتي في جامعة الكويت د.عبدالوهاب حومد، من علماء القانون والدكتورة بدرية العوضي ود.محمد منصور.
دبلوم القانون العام..كذلك تعلمت اللغة الفرنسية ودبلوم العلوم الادارية حصلت عليه من جامعة القاهرة، وبعد حصولي على الماجستير واصلت عملي كمدرس تربية بدنية حتى عام 1979.
الاتحادات الرياضية الفلسطينية
كان يشرف على النشاط الرياضي الفلسطيني الاتحادات الرياضية التابعة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في الكويت كالتالي: (اتحاد كرة القدم، اتحاد كرة السلة، اتحاد الكرة الطائرة، اتحاد كرة اليد، اتحاد العاب القوى، اتحاد الملاكمة، اتحاد الجودو، اتحاد الكراتيه، اتحاد السباحة، اتحاد الجمباز، اتحاد تنس الطاولة، اتحاد التنس، اتحاد الاسكواش، اتحاد كمال الاجسام ورفع الأثقال، اتحاد الشطرنج).
وكان لكل اتحاد مجلس ادارة مكون من سبعة أفراد ينتخبون من قبل الجمعية العمومية للاندية الفلسطينية وتتوزع المهام بينهم، رئيس، نائب رئيس، أمين سر، أمين صندوق... إلخ، وكان كل اتحاد رياضي من المشار اليهم أعلاه ينظم الدوري أو البطولة للعبة المعينة سنويا، ويخصص الحكام الذين يديرون المباريات للدوري للألعاب الجماعية أو البطولات الفردية.
وكان يقوم بالتحكيم حكام من الكويت وفلسطين ومصر، وكانت مباريات الدوري للألعاب الجماعية (كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، كرة اليد) تقام في أغلبها على ملاعب مدرسة عبدالله السالم وأحيانا على ملاعب الاندية الكويتية وملعب كرة القدم للاتحاد الكويتي لكرة القدم. وكان في نهاية الدوري العام يقام حفل توزيع الكؤوس والميداليات على الفرق الرياضية الفائزة بالمركز الاول والثاني والثالث.
أما البطولات للألعاب الفردية، فكانت تقام على حلبة وصالات الاندية الكويتية، حيث كانت البطولات تقام بين الفرق الكويتية والفرق الفلسطينية، خاصة في بطولات (الملاكمة، الجودو ، الكراتيه).
ماراثون القدس
ماراثون القدس كان يقام سنويا يشارك فيه آلاف المشاركين من الشباب والفتيات من الفلسطينيين والعرب والاجانب وحتى المعاقين على كراسيهم، وكان الماراثون ينطلق من نادي القادسية لمسافة خمسة عشر كيلومترا وكان بحق حدثا رياضيا رائعا سواء بالتنظيم أو عدد المشاركين أو التحكيم، وكانت الشرطة الكويتية تشرف على مسار الماراثون في الشوارع التي يمر بها.
أما بطولات ألعاب القوى بين فرق الاندية الفلسطينية فكانت تقام على مضمار ثانوية كيفان سنويا.
بطولة كمال الأجسام السنوية
كان اتحاد كمال الاجسام يقيم بطولة كمال الاجسام سنويا يشارك فيها أبطال كمال الاجسام من الكويت وفلسطين ومن الجاليات العربية المقيمة في الكويت وكانت تقام البطولة على مسرح اتحاد عمال الكويت في ميدان حولي. كان اتحاد الشطرنج الفلسطيني يشارك في البطولة السنوية التي كان ينظمها الاتحاد الكويتي للشطرنج بلاعبين فلسطينيين.
الإعلام الكويتي ودوره في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني
كان لدور الاعلام الكويتي الأثر الكبير في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني، فقد كانت الاقسام الرياضية في الصحف الكويتية تخصص مساحة كبيرة لفعاليات ونتائج مباريات الدوري العام للالعاب الجماعية والبطولات الفردية الفلسطينية. نذكر بالتقدير والاحترام القسم الرياضي في جريدة الوطن برئاسة عدنان السيد وزملائه والقسم الرياضي في جريدة السياسة برئاسة فيصل القناعي وزملائه والقسم الرياضي في جريدة القبس برئاسة جاسم اشكناني وزملائه والقسم الرياضي في جريدة الرأي العام برئاسة محمد السمار وزملائه، والقسم الرياضي في جريدة «الأنباء» برئاسة أسامة صبري وزملائه.
كما لا يفوتنا ذكر جهود الأخ عبدالمحسن الحسيني والأخ صادق بدر والأخ فيصل معرفي والأخ رمزي عطيفة، والأخ خليل ريان.
كما كانت الاذاعة الكويتية تذيع نتائج مباريات الدوري والبطولات الفلسطينية ضمن نشرة الاخبار الرياضية وباهتمام من رئيس القسم الرياضي في الاذاعة منصور الميل.
كما كان لتلفزيون الكويت دورا مهما في نقل وقائع النشاط الرياضي الفلسطيني وباهتمام كبير من رئيس القسم الرياضي خليل ابراهيم.
كما كان لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل دورا مهما في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني وباهتمام من وكيل الوزارة عبدالرحمن المزروعي وعادل الرقم وناصر الزنكوي، وعبدالوهاب البناي.
كما كان لخالد الغيث رئيس اتحاد السلة الكويتي دور في قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحاد الآسيوي للسلة.
بسام قصراوي: حضرت إلى الكويت عام 1963 وعملت طبيباً عاماًفي مستشفى الصباح وكان راتبي 180 ديناراً كنت أبعث منها 100 للأهل
السبت 20 يوليو 2013 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
د.بسام قصراوي (تصوير قاسم باشا)
المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح وأحمد الكليب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.قصراوي
د.بسام قصراوي متحدثاً للزميل منصور الهاجري
سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مصافحاً د. بسام قصراوي
د. قصراوي مرحبا بالأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وخلفه عبدالرحمن المزروعي
د. بسام قصراوي مع الملكة نور
مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ود. قصراوي
الدكتور بسام قصراوي مع الملك حسين
الامير تشارلز ود. بسام قصراوي
الأميرة بسمة والدكتور قصراوي
اهتماماتي كطالب شملت الرياضيات والعلوم والتاريخ ودراسة الأديان وتعمقت في دراسة القرآن في المرحلتين المتوسطة والثانوية
والدي كان ضد الرياضة لأنها «تشغل الطالب عن الدراسة» وعلمني ألا أكتفي بدروس الفصل
دخلت طب القاهرة عام 1956 بناء على رغبة والدي
درست الثانوية في منطقة الفجالة بالقاهرة وتم التحقيق مع زميل فلسطيني لأنه قال عن الناظر «زلمة»
ولدت عام 1939 في مدينة نابلس الفلسطينية ووالدي كان يعمل مدرس ثانوي في طولكرم
لدى التحاقي بالمدرسة الابتدائية رفضوا تسجيلي بالصف الأول وقبلوني في الثاني
اهتماماتي كطالب شملت الرياضيات والعلوم والتاريخ ودراسة الأديان وتعمقت في دراسة القرآن في المرحلتين المتوسطة والثانوية
الوالد كانت لديه مجموعة كبيرة من الكتب القيمة واشترى الكتب بالمراسلة من إنجلترا
انتقلت للعمل في منطقة القادسية عام 1964 وكان من بين مراجعي الفنانان عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح
وكيل «الصحة» نائل النقيب حقق معي عدة مرات.. وأصر على ترقيتي استثنائياً
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيفنا هذا الأسبوع طبيب عربي يعمل في الكويت منذ فترة طويلة، حيث شهد على موجات التطور والتغيير في هذا البلد الطيب من حياة الشظف وقسوة الظروف إلى النهضة والتحول إلى رغد العيش. ولد في مدينة نابلس الفلسطينية عام 1939 حيث كان يعمل والده مدرسا في مدرسة ثانوية بطولكرم. حضر إلى الكويت في العام 1963 حيث عمل كطبيب عام في مستشفى الصباح براتب 180 دينارا كان يرسل منها 100 لأسرته، ثم تنقل بعد ذلك للعمل في عدة أماكن. يحدثنا خلال هذا اللقاء عن مسيرته التعليمية وكيف بدأ مسيرته الدراسية بالالتحاق بالصف الثاني الابتدائي بعد رفض قبوله في الصف الأول، وعن اهتماماته أثناء الدراسة وكيف درس الثانوية العامة في منطقة الفجالة بالقاهرة ويذكر لنا موقفا طريفا حدث له أثناء هذه المرحلة، فما تفاصيل هذا الموقف؟يتطرق إلى التحاقه بطب القاهرة بناء على رغبة والده ثم مجيئه إلى الكويت للعمل في وزارة الصحة ويذكر عدة مواقف تم تحويله فيها للتحقيق، وكيف تمت ترقيته استثنائيا. كل هذا وغيره تتضح تفاصيله من خلال السطور التالية:في البداية يتحدث د.بسام محمد سعيد قصراوي عن مولده وبداياته الأولى حيث يقول: ولدت في مدينة نابلس في فلسطين عام 1939 والدي كان يعمل مدرسا في مدرسة ثانوية في طولكرم، ولأن الولد الاول توفي في طولكرم فنقلوا الوالدة الى مدينة نابلس لوجود خدمات طبية اكثر تقدما بذلك الوقت، وهناك ولدت أو عشت في طولكرم مكان سكن العائلة، وطولكرم مدينة صغيرة على سفح جبل وأمامها ساحل يمتد عشرين كيلو وهي على تل وعلى جبل امامها الساحل الفلسطيني وفيها المدرسة الثانوية الفاضلية وتعلمت فيها. الدراسة والتعليم
وعن مساره التعليمي وأيام الدراسة يقول د.قصراوي: بدأ تعليمي من الثاني ابتدائي وكان عمري خمس سنوات ونصف والقانون يمنع التعليم بذلك العمر الا ان يكون عمر الطالب ست سنوات كنت اقرأ وأكتب وكان الوالد هو معلمي الاول فالمدرسة بداية رفضوا تسجيلي في الاول الابتدائي فقال الوالد «اقبلوه في الثاني ابتدائي» فتمت الموافقة بعد الامتحان للاول ابتدائي وثاني ابتدائي ونجحت فسجلت في الصف الثاني الابتدائي واستمر تعليمي في مدينة طولكرم حتى الثانوية العامة.
واما مراحل التعليم فسبع سنوات ابتدائي واربع سنوات ثانوي المجموع احدى عشرة سنة التعليم للطالب، انهيت الثانوية العامة ولكن عندما سافرت الى القاهرة التحقت بالثانوية العامة لكي اكمل الثانوية العامة فصار تعليمي اثنتي عشرة سنة.
واما الانشطة التي مارستها في التعليم فاذكر ان الوالد رحمه الله ضد الرياضة لانها تشغل الطالب عن الدراسة، الوالد علمني الا اكتفي بالدروس التي اتعلمها بالفصل وكان عندنا في البيت كتاب المعلقات وكتاب نهاية الارب، وكان الوالد عنده مجموعة كبيرة من الكتب، الوالد كان مدرس مادة الفيزياء في الثانوية فكان يراسل المكتبات في انجلترا ويشتري الكتب بالمراسلة، وكان مهتما اهتماما كبيرا بالعلم فالوالد وضع في انفسنا حب العلم وبعد سنوات صارت عندي اخت اسمها تغريد وكانت مجتهدة ومحبة للعلم وكانت الاولى على الثانوية العامة، اما اختي الثانية فدرست الطب وكانت الثانية على دفعتها.
الوالد رسخ في انفسنا العلم وحب الدراسة ومن الانشطة كنت اكتب الشعر ومرحلة وانتهت كان لي اهتمام كبير بالرياضيات والعلوم بشكل اساسي واما التاريخ فيهمني بمعرفة اصولنا وحضارتنا وتاريخ البشرية، وكان عندي رغبة في دراسة الاديان، واذكر ونحن صغار كان منتشرا عندنا التيار الديني مثل حزب التحرير، بدأت بدراسة وقراءة القرآن الكريم مع شرح الآيات ومعانيها، الدراسة اوقفتني فترة ولكن رجعت مرة ثانية اهتم بدراسة القرآن الكريم وتعمقت في الدراسة منذ المرحلة المتوسطة والثانوية.
ارجع لمرحلة التعليم واذكر الاستاذ وهيب البيطار ناظر المدرسة الثانوية كان بالاصل من مدينة نابلس منتدبا مع اربعة مدرسين للمدرسة الثانوية الفاضلية في طولكرم. الرحلة من طولكرم إلى القاهرة
كان السفر من طولكرم الى القدس بالسيارة، وكان الوالد والوالدة وأفراد العائلة والوالدة رحمهما الله جهزت الأكل قليل من الجبنة والزعتر من مطار القدس الى مطار القاهرة وفيها ثلاثون راكبا، وصلت القاهرة، التعليم على نفقة الوالد رحمه الله، كنت من الاوائل في الثانوية وكان هناك من يريد إكمال تعليمه على الدولة وهو أن يعمل مدرسا، وكذلك من شروط الدراسة للطب العمل ضعف السنوات.
لذلك الوالد أرسلني على نفقته وقد سبقني أحد أقرباء الوالد يدرس في الازهر الشريف وهو الذي استقبلني واستضافني لمدة أسبوعين حتى استأجرت عند إحدى العائلات، وذلك العام الدراسي 1955 - 1956 وبعد سنة واحدة حتى أكملت مرحلة الدراسة الثانوية.
درست في المدرسة الثانوية النهارية في منطقة بالفجالة، وكان معي ستة طلاب فلسطينيين، والناظر هو مالك المدرسة، وعندما يدخل المدرسة الجميع يقف له حتى يصل مكتبه، واحد من الطلبة الفلسطينيين قال يا جماعة الزلمة وصل سمعنا أحد المدرسين وصار يصرخ فينا أنتم تقولون عن حضرة الناظر زلمة وشتمنا وحققوا معنا وكان ترتيبي من الاوائل والنسبة 94%. كلية الطب في القاهرة بعد الانتهاء من الثانوية التحق ضيفنا بكلية الطب بجامعة القاهرة، وعن ذلك يقول:
التحقت بكلية طب القاهرة وسكنت في القسم الداخلي التابع للجامعة والمباني كبيرة داخل الجامعة العام الدراسي 1956 - 1957 أول سنة إعدادي ومن ينهي بدرجة عالية يلتحق بالطب، والجامعة تضم أعدادا كبيرة ومن جنسيات عدة، التحقت بكلية الطب وكنت أحب الرياضيات والعلوم، والدي كان يحترم الطب وبفكره وهو رجل متعلم سواء العمل بالطب أو أن الطبيب يحصل على راتب أكبر، قبل دخولي الى كلية الطب قلت للوالد لا أريد أن أدخل كلية الطب أريد أن أتخصص بالرياضيات، وقبل ذلك كنت أريد أن أدرس هندسة قال الوالد أنت رايح بعثة دراسية على نفقتي إذا تريد أن تدرس هندسة اذهب وادرس على حسابك.
كان عمري ست عشرة سنة ما عندي فلوس، فرحت الى كلية الطب، وأول شهرين لم أداوم، داومت بالهندسة، فذهبت الى دراسة الطب وفي أول كورس حصلت على معدل جيد وبعد ذلك الى ان تخرجت أحصل على معدل ما بين جيد وممتاز وبعد ست سنوات جيد جدا مع مرتبة الشرف وسنة الامتياز في مصر براتب وحصلت على بكالوريوس طب عام، وبعدها حضرت الى الكويت. الحضور إلى الكويت يتطرق بعد ذلك قصراوي الى الحضور الى الكويت والعمل فيها، حيث يقول:
سبب حضوري الى الكويت كان بالأول اني لا أريد أن أرجع الى الأردن، حيث تقيم عائلتي، لكن زميلي كان عنده الرغبة في الحضور الى الكويت قال ان الراتب في الأردن مائة وعشرين دينارا، لكن الراتب في الكويت مائة وثمانين دينارا، هذا كان راتب الطبيب فقبلت أن أحضر الى الكويت وقلت لمدة سنتين أجمع الراتب وأكمل دراستي، وحضرت الى الكويت مع صديقي وسكنت عند المرحوم عبداللطيف الصالح وهو أحد أقربائي، كان ناظر مدرسة الشامية وزوجته ناظرة مدرسة أسماء في الشامية، اسمها شريفة الصالح. العمل طبيبا في العديلية
ويكمل عن قدومه وعمله في الكويت قائلا: وصلت الى الكويت مع صديقي وقدمنا نحن الاثنين طلبا الى وزارة الصحة العامة وموقعها بالشرق وكان وكيل الوزارة يوسف الحجي وذلك عام 1963 وبرجس حمود البرجس مساعدا له، قبلت طبيبا عاما وعينت في مستشفى الصباح ولفترة قصيرة وبعدها نقلت الى مستوصف العضيلية مؤقتا ولكن لمدة سنوات وكان شفيق قصراوي ولد عمي يوصلني الى المستوصف وبعد ذلك دبرت اموري وتعلمت قيادة السيارة واشتريت سيارة وكان راتبي مائة وثمانين دينارا منها مائة دينار ارسلها للاسرة لسداد ديون وكان الوالد يصرف منه لتعليم شقيقتي ولفترة شهور وثمانين دينارا قسط سيارة ومصرف وايجار وكان سعر السيارة ستمائة دينار، اول يوم دخلت الى مستوصف العضيلية والطرق صعبة من الفروانية والمستوصف عبارة عن بيت عربي، وكنت طبيبا للنساء كن يجلسن على الارض وبأعداد كبيرة والدوام فترة صباحية ومسائية وكنت افحص بدقة وكانت النساء خجولات جدا كنت اواجه صعوبة بفحص اللوز وكان عدد الاطباء اربعة على الدوامين واعداد المرضى كبيرة وبعد خمسة ايام وصلني امر ان اذهب الى الوزارة للتحقيق وقابلت د.احمد الدجاني وقال: عليك شكوى من أمين المستوصف ومن رئيس الاطباء ومن مخفر العديلية فقال: المرضى عددهم كبير وانت تفحص ثلاثين مريضا وتخرج، وعليك ان تفحصهم جميعا فقلت: عدد المرضى ستمائة مريض من افحص ومن اترك وقلت له انا افحص المريض بدقة واكثر من ثلاثين مريضا لا استطيع ان افحص قال: المهم عندنا ان تفحص جميع المرضى، فحصت مائتين وخمسين مريضا اتصلت بالطبيب الذي اشتكى عليه فقال انا فحصت ستمائة مريض في اليوم، انت فرحان قابلت د.احمد الدجاني مرة ثانية وقلت له انقلني فرفض وقلت له اليوم حضر عندي مريض عنده «مرض السل» الرئوي واعطيته دواء الكحة، فقال: ليش؟ الا تعرف ان في الكويت مستشفى للامراض الصدرية؟ قلت «اعرف» و«ما تعرف انه يوجد علاج للسل؟»، فقلت «اعرفه» فقال «لماذا لم تعمل له شيئا؟» فقلت لانني لم افحصه اذ كان العدد كبيرا والجميع يشكو من البرد والكحة يمكن بين تلك الاعداد اربعة مصابون بمرض السل لا اعرف بسبب الاعداد الكبيرة التي افحصها فقلت له: ضع السماعة بالدرج واقفله بالمفتاح احسن من ان واحدا يقول افحص لي صدري وكيف افحص الاعداد الكبيرة، فقال: ماذا تريد من هذا الكلام فقلت انقلني الى مكان فيه اعداد المرضى محدودة بحيث استطيع ان اشتغل طب وبالفعل نقلت الى القادسية. مستوصف القادسية
بعد هذه التجربة المزدحمة نقل قصراوي الى مستوصف القادسية وعن ذلك يقول: نقلت الى مستوصف القادسية وكنا عام 1964 وبعدها بالتحديد الى مستوصف الدعية عام 1965، واذكر في القادسية كان مجمع والعمل موزع على ثلاث فترات لمدة ست ساعات الدوام فكنت آخذ الخفارة واساعد زملائي، كل شيء اختلف عندي المرضى، الدوام، المكان، المسافة بين البيت ومكان العمل اذكر بعض الممثلين كانوا يراجعون عندي مثل عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح. إبرة البنسلين والمرضى
وعملت كطبيب عام والنظام والمواعيد والمختبر المريض يرغب بالحقنة أفضل من الأدوية وحتى الآن المريض يطلب الابرة، وخاصة من المرضى الذين جربوا الادوية غير الذين جربوا الابرة، وهذه قصة عن الابرة وكيل وزارة الصحة نائل النقيب حقق معي عدة مرات، وفي إحدى المرات عن موضوع الابرة، الناس يرغبون بالابرة وخاصة البنسلين وعندي قناعة بأن أعطي المريض ابرة البنسلين بدون اجراء ابرة الحساسية، والناس يرفضون الا ابرة الحساسية قبل ابرة البنسلين.
والشكاوى زادت فطلبني الدكتور نائل النقيب فتوجهت له، وقلت له هذه الابحاث أمامك، وقلت اذا الطبيب أعطى البنسلين للحساسية تحت الجلد هذا يشكل الحساسية ونعمل له الاختبار مرة، إذا لم تورم نعطيه الابرة لمدة خمسة أيام اذا المريض رجع بعد شهر لا أعطيه ابرة الحساسية لأنه أخذها من قبل، البنسلين لا يجب أن يلامس الجلد لأنه يعمل حساسية. فقال الدكتور نائل النقيب يا دكتور الطب الذي تتكلم فيه هو الطب المضبوط.
لازم الطب الذي تشتغل فيه طب العامة الذي يفهمونه المرضى، فقلت اشتغل في الطب الذي تعلمته اذا أعطيت أحد ابرة وصار له شيء لا تقول تعرفني، فقلت له لا أطبق طب العامة، وفي تحقيق مرة ثانية استدعاني الدكتور نائل النقيب، وأذكر وصلني تعميم من وزارة الصحة يمنع أن يعطى المريض أكثر من ثلاثة أدوية وأكثر من ثلاثة أيام، وعلى كل طبيب أن يوقع، زعلت على ما جاء بالقرار، وضعت اصبعي بصمة عليه أخذه مني أمين المستوصف وقلت له أرسله بالبصمة، وثاني يوم وصلني استدعاء للتحقيق مع نائل النقيب وكيل الوزارة وقابلته وقلت له مع احترامي لك هذا القرار موجه لجهلة وليس لأطباء: ماذا يعني أن أعطي المريض ثلاثة أدوية فقط، واحد عنده كحة ونشلة وحرارة مرتفعة، ماذا أعطيه، وهذا لا يجوز لابد أن يعطى المريض حسب مرضه وأكثر وخرجت منه وهو راض، وأما الحادثة الثالثة أيضا الدكتور نائل النقيب أرسل لطلبي والتحقيق معي وأرسل تعميما نصه أن بعض الاطباء يكتبون أدوية لا يحق لهم أن يكتبوها لأن طبيب المستوصف له الحق أن يكتب الادوية الفلانية، وليس له الحق أن يكتب أدوية أخرى يكتبها الاخصائي في المستشفى واستشاري كنت أكتب للصيدلة وإذا رفضوا فيه تحقيق أنا كنت متوقعا للتحقيق وذهبت للتحقيق وقلت فيه ما قلت واقتنع نائل النقيب من كلامي، وقال يا دكتور أنت تفهم وتعرف أن دكاترة ما يفهمون وقلت أنا لا أرضى أن المريض بحاجة للدواء ولا أكتبه له، لأن لو حولته للمستشفى تطول المدة عليه، ولا يحصل على الدواء، وانتهى الموضوع، على أساس أنني لا أكتب دواء على شكل عشوائي، حولت الى التحقيق ولكن بحق. مستوصف الدعية ودور رعاية المسنين
كلفت بأن أذهب الى دور رعاية المسنين للكشف والفحص عليهم ومن ثم أرجع للمستوصف لعلاج المرضى وكان بتكليف من الدكتور نائل النقيب وحضر عندي موظف من وزارة الصحة وقال يا دكتور بسام عندي سؤال هل الدكتور نائل النقيب يعرفك، فقلت أكثر من مرة أجرى تحقيقا معي، فقال: أريد أن أقول لك شيئا وهو أنا عضو في لجنة الترقيات الاستثنائية في وزارة الصحة وعقدنا اجتماعا مع الوكيل ومندوب من الديوان ووزير الصحة د.عبدالرحمن العوضي وكان الوضع في الترقيات الى الدرجة (أ) الا لمن يحمل الدكتوراه وانت لا تحمل شهادة دراسات عليا والديوان رفض منحك الدرجة (الأولى أ) هذا القانون لكن الدكتور نائب النقيب كان مصرا على منحك «الدرجة الاولى أ» وقال معي عشرة اطباء يحملون شهادة الدكتوراه ولكن عندي د.بسام افضل منهم في العمل وعلاج المرضى ولو صرت مريضا د.بسام قصراوي يعالجني وبالفعل تمت ترقيتي ومنحت «الدرجة الأولى أ» ولم ازر الوكيل في مكتبه ولكن رحمه الله كان منصفا مع الاطباء، المخلصين في عملهم.
والتحقيقات فتحت لي باب الترقية والتحقيق المنصف الجاد الذي يتبع الحقيقة فيه حق للمظلوم منذ التعيين حتى الدرجة الأولى (أ) امضيت سنوات قليلة ولكن عملي وجهدي واخلاقي في العمل وصلني الى ان احصل على الدرجة الكبرى. العمل مع المعاقين
يسرد د.قصراوي قصة انتقاله الى العمل في دور الرعاية حيث يقول: طبيب مصري كان يعمل في دور الرعاية للمسنين وحضر رئيس اطباء المستوصفات وطلبني من المستوصفات وقال اذهب الى دور الرعاية الاجتماعية للعمل هناك وهذا كان نقلا فقلت لا اريد العمل هناك وهذه ارض لكبار الكويتيين وتجمعونهم في تلك الدور ولذلك لا أريد ان اعمل وانتم لا تنقلون الا الدكاترة «السكراب» وقلت له ان واحدا انقلبت به السيارة، واصيب برأسه ونقل لدور الرعاية فقال لذلك عليك ان تذهب فقلت له ارفض الذهاب فقال ليس بكيفك اذهب مع الممرضة، فالذي حصل ان مريضا يحتضر وطلب الدكتور الشال فقال الدكتور خذوه الى البيت واثناء نقل المريض توفي، من كان المسؤول وكان وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل المرحوم الشيخ سالم صباح السالم فاتصل بالصحة وقال اريد طبيبا يعتمد عليه فتم اختيارك فقلت «انا طبيب اعمل ابحاثا وانشر بالجرائد ولا اريد ان انتقل».
فقال «اذا انت تريد ان تنام هناك، روح هناك وامامك حالات يمكنك ان تعالجها وتعمل عليها ابحاثا، وامراض كثيرة» ، واخيرا وافقت وانتقلت وبدأت العمل بالابحاث ونشرت بحثا في مجلة «ساينس» العلمية وكان بالتعاون مع جامعات اميركية وجامعة هارفارد وعلى الحالات التي اعمل بها.
البداية كبار السن والمعاقين في دور الرعاية الاجتماعية والدوام من الصباح الى الظهر ومن العصر الى المغرب وليلا ونهارا ولا يوجد طبيب غيري حتى يوم الجمعة وبعد فترة زاد عدد الاطباء وعينت رئيسهم حتى يوم 2/8/1990 يوم الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت بقيادة المجرم المقبور صدام حسين، وجميع الاطباء غادروا البلاد وبقيت الطبيب الوحيد الذي يعالج في دور الرعاية لكبار السن والمعاقين طوال فترة الاحتلال العراقي وكان عدد الممرضين والممرضات في دور رعاية المعاقين مائتي وثلاثين في دار رعاية المعاقين جميعهم غادروا وبقي ثلاثة عشر واحدا صار النزلاء يموتون من الجوع لانه لا يوجد احد يعطيهم الاكل.
في هذه الحالة اخذت ابنتي واولاد اقربائي وكنا نداوم في دور الرعاية سبعة ايام في الاسبوع والراحة في الليل، والجمعة يذهبون الى بيوتهم، العراقيون منعوهم منعا باتا من دخول دور الرعاية ومكتبي الوحيد في الكويت بقيت فيه صورتا سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وسمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله معلقتين حتى يوم التحرير ولم انزلهما، وكنت اقابل المسؤول في الجيش العراقي وقلنا له اذا دخل اي واحد منكم ساترك المكان واروح وانتم اعتنوا فيهم وانا المسؤول.
حدثت وفيات كثيرة من الجوع، ومرت علينا فترة لا يوجد اكل، وبعد شهور نقص الاكل وارسلت شابا كويتيا الى الجمعيات والعراقيون اعتقلواه وسجنوه وبعد يومين سفروه الى البصرة وذهبت الى المسؤول وشكيت عنده، وامامي اتصل بالمخابرات وشرح لهم الوضع وبعد ذلك اخرجوه ووصل الى الكويت وقبل التحرير بيومين اعتقلوه، وحاليا يعمل مدير ادارة الرعاية الاجتماعية.
ومع بداية التحرير من الاحتلال الصدامي احضرنا الاكل واستمررت معهم بالعمل مع كبار السن.
عندما حصل الاحتلال العراقي كنت مسافرا وموجودا في لندن وكنت مع الوفد الكويتي كطبيب في مدينة ستوكمندفيل مكان الرياضة العالمي ومع وفد المعاقين ورئيس الوفد اسمه فؤاد الكوت ومهدي العازمي وفي ليلة الغزو كنت اسمع الراديو عن ان العراق يحشد جيشة على الحدود الكويتية وقالوا يمكن ان يحصل هجوم وفؤاد الكوت سأل والده عن الحشود فقال له نعم وكان الكونغرس منعقدا ومساعد وكيل الخارجية الاميركية نظم لقاء صحافيا وسألوه ما هو موقفكم اذا العراق هاجم الكويت فقال ان الولايات المتحـدة لا تتـــدخل في النزاعات الحدودية بين الدول وكنت في لندن ونمنا واصبح الصبح واتصلت بالبيت وقالت ابنتي «يا بابا» ان الدبابات العراقية تحت بيتنا. انتهت البطولة فقلت للشباب اذا كانت الكويت قد احتلت فالكويت باقية.
بعض اللاعبين حصلوا على ميدالية اثناء الاحتلال وانتهت البطولة وتساءلنا من اين نأكل ونعيش؟ فذهبنا الى سفارة الكويت وكان معي رئيس الوفد، في البداية رفضوا ان يدخلوني فقلت لهم الفيزا والبطاقات كلها موقوفة لا يوجد عندنا شيء.
وخرج لنا رجل وقابلني ودخلت الى الداخل وقالوا كل اسبوع تعالوا نعطيكم مبلغا كمصروف وطلبوا منا السفر الى السعودية وبقيت انا ورجعت الى عمان ومنها عن طريق البر الى الكويت والناس يقومون بهجرة عكسية للسفر الى بلدانهم.
وصلت الكويت وذهبت الى دار الرعاية وبعد شهر الجميع سافر وصارت اقامتي والاولاد وأولاد وبنات اختي وجميع افراد العائلة نسكن في دور الرعاية حتى تحرير الكويت بعد شهر ثم عدنا الى منزلنا.
كانت المشكلة كيف نطعم الاولاد المعاقين وكيف نطعم كبار السن ولا يوجد اكل؟
المرحوم محمد قصراوي
يحكي ضيفنا بعض الأمور الخاصة بعائلته بدءا من ابن عمه وأبنائه ووجودهم في الكويت حيث يقول: محمد قصراوي ابن عمي وكان يعمل مدرسا وحضر الى الكويت عام 1947 وكان معه الاستاذ عبداللطيف الصالح وتيسير سليمان وكان مدرسا للغة الانجليزية، وبعد سنوات عين وكيل مدرسة عائلة قصراوي في الكويت قديما وحاليا انا وزوجتي وابني وابني الثاني حاليا في اميركا واثناء الاحتلال الصدامي كانا متطوعين في دور الرعاية وأيام الاحتلال كان ولدي بداية قبوله في الجامعة وبعد التحرير سافر الى القاهرة للدراسة في الجامعة الأميركية سنة ونصف السنة.
وبنفس المبلغ قلنا له روح الى أميركا مثلما تعلمت على نفقة والدي تعلم ابني على نفقتي واخي وبقي في اميركا حاليا وابني الموجود في الكويت متزوج وابنتي موجودة في الكويت وتعمل مهندسة ومتزوجة وزوجها يعمل في الامارات واحيانا زوجته عنده واحيانا في الكويت.
أولادي رفضوا ان يكونوا اطباء لأنهم شاهدوا ابوهم دائما بالعمل في المستوصفات صباحا ومساء وفي جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهلال الأحمر الفلسطيني حاليا وزوجتي مدرسة أولى للتربية الاسلامية في إحدى المدارس الخاصة اسمها روضة قصراوي وقبل ذلك كانت في مدارس وزارة التربية لمدة ثلاثين عاما وبعد التحرير تركت العمل الحكومي وهي خريجة كلية التربية بفلسطين بمدينة نابلس أصل عائلتي من بلد اسمها عورته وبلد اسمها قصرى الوالد دخلها واما نحن فلا، ونسب العائلة الى مدينة قصرى فصرنا عائلة قصراوي وهي من قرى نابلس.
محمد شفيق قصراوي توفي في عمان وعنده ولد واحد يعيش في دبي.
من وقت ان تركت العمل الحكومي وانا اعمل في رياضة المعاقين والتصنيف الطبي رياضة المعاقين كعلاج للرياضة وتصنيفهم الى فئات هو الموضوع الأساسي.
اما البطولات، فقد بدأ ت العمل في هذه البطولات، ومن اللحظة التي اسسوا فيها نادي المعاقين طلبوا دكتورا للمعاقين، فاتصلوا علي فعملت متطوعا معهم منذ عام 1977 ودخلت كعضو بمجلس ادارة لمدة اربع سنوات واستمررت بالعمل حتى الآن وكنت اسافر معهم للبطولات الرياضية وعلاج الاصابات ودوري الاساسي في التصنيف الطبي، مثلا من يريد ان يلعب مصارعة لا نأتي بواحد وزنه سبعين كيلو مع واحد خمسين كيلو ونقول فاز عليه، ولكن توزعهم الى اوزان ورفع الاثقال الى اوزان وكذلك الشباب الصغار الى فئات عمرية، وبالنسبة للشلل توزعهم الى مجموعات من الاعاقات، فنقول هذه فئة الجري نوزعهم الى مجموعات على الكرسي المتحرك توزيعهم: 51 أضعف فئة، و52، و53، و54 أقوى فئة، وبناء عليه لاعب 53 يلعب مع لاعب 53.
المعاقون شاركوا في عدد كبير من البطولات والاولمبيادات منذ عام 1980 في هولندا و1984 في انجلترا وعام 1988 في سيئول وعام 1992 في نيويورك وعام 1996 في فيينا، اما الالعاب التي شاركوا فيها مثل المبارزة «طارق القلاف» والسباحة شاركوا فيها وحصلوا على ميداليات، اما اللعبة الاساسية في النادي وفي العالم ألعاب القوى للمعاقين مثل رمي القرص والقلة والرمح والوثب العالي، ويشاركون في سباق الجري 100 متر و200 متر بالكرسي المتحرك، وبعضهم جرى على الرجلين مع لاعبين من فئته، عندنا لاعبون من قبل الغزو عادلة الرومي كانت تلعب على الكرسي المتحرك في لعبة القلة، وذلك حمد العدواني من بعد الغزو وهو من ابطال العالم واللاعب احمد نقا المطيري في لعبة سباق المائة والمائتين ورمي الرمح وله ارقام عالمية، وآخرون من اللاعبين المعاقين.
علي الراشد: في عام 1773 تعرضت فيلكا للسيول والأوبئة وظهر فيها الطاعون عام 1931 وهدمت الأمطار الغزيرة بيوتها مرتين بالقرن العشرين
السبت 24 أغسطس 2013 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
الشاعر علي الراشد (أسامة أبوعطية)
علي الراشد وبسام الربيعي وطفل
علي الراشد متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
علي الراشد وجاسم الأنصاري في مدينة البصرة
علي الراشد وبسام الضبيعي
جاسم الأنصاري وعلي الراشد
علي أحمد الراشد وخالد الراشد
علي الراشد وأخوه الكابتن خالد أحمد وبسام الضبيعي والطفل وجاسم الأنصاري
فريق كرة السلة بمدرسة فيلكا عام 1952
السفر إلى فيلكا قديما كان باستخدام السفن الشراعية والآن تستخدم الطراريد واليخوت واللنجات الحديثة.. ومحطة البنزين أنشئت أواخر السبعينيات
النساء في الشتاء كن يصنعن الحلويات في البيت مثل الخبيصة والرنيفة
عشنا في فيلكابلا كهرباء وكنا نذهب إلى مدينة الكويت لمشاهدة أسواقها وبيوتها
لعبت كرة القدم بالمدرسة وبالفريج وكونا فرقا منها فريق بوكس الأسد والساحل ونادي الشباب والعروبة
نادي اليرموك أول ناد أنشئ في فيلكا تحت اسم «الميناء» ثم تحول إلى الكويت وكان أول رئيس له جاسم الجاسم
التحقت بالعمل في «الكهرباء» قسم التوربينات الغازية في الشعيبة وبعد فترة أرسلت إلى دورة تدريبية في ولاية نيوجيرسي الأميركية لمدة 3 أشهر
أول مدرسة في الجزيرة كان يعمل فيها ملا حاجي العيسى وملا معروف وملا عبدالقادر وابراهيم الحجي وكان مقرها بيت عائلة شعيب
أهل فيلكا كانوا ينقلون الماء من المطينة باستخدام القوطي ويستخدمون طينها في البناء
ولدت في فيلكا حيث الحياة بسيطة والسكان متآلفون ومترابطون
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ضيفنا هذا الأسبوع أحد أبناء جزيرة فيلكا وأحد الشهود على التغيرات التي ظهرت في حياة أهلها في النصف الثاني من القرن العشرين. فكما تغيرت حياة أهل الكويت جميعا مع بداية عصر النهضة وظهور النفط وانتشار آثار المدنية الحديثة، كان هذا ما حدث أيضا مع أهل هذه الجزيرة الجميلة التي تمثل جزءا غاليا من أرض الوطن. يتغنى الشاعر علي أحمد الراشد في حب جزيرة فيلكا التي بها نشأ وفيها ترعرع، ويسرد مجموعة من الذكريات ويقلب في صفحات التاريخ ليلقي الضوء على ماضي هذه الجزيرة الجميل. يتحدث عن مولده في هذا المكان وكيف كانت العلاقات الاجتماعية بين أهل فيلكا والتي كانت تتسم بالترابط والتآلف، شأن أهل الكويت جميعا. يتحدث عن نشاط أهل الجزيرة وعملهم في الزراعة وأيضا الصيد، ومتى دخلت الكهرباء، وكيف كان الأهالي يذهبون إلى مدينة الكويت لمشاهدة أسواقها وبيوتها، والذهاب إلى البر في الربيع لالتقاط الفقع وصنع النساء للحلويات في البيت مثل الخبيصة والرنيفة. وكيف ينقل الماء من المطينة باستخدام القوطي وكيف كان الطين منها يستخدم في البناء. كذلك يتطرق إلى التعليم في فيلكا ومتى كان إنشاء أول مدرسة ومن درس فيها وأين كان مقرها. كما يتحدث عن عمله والنشاط الرياضي، وغير ذلك من التفاصيل خلال السطور التالية.يبدأ ضيفنا هذا الأسبوع الأستاذ علي أحمد الراشد حديثه عن الماضي والذكريات.. بداية غير تقليدية حيث يتغزل في الجزء العزيز من الوطن الذي به نشأ وفيه ترعرع، وذلك بترديد المثل الذي يتحدث عن جزيرة فيلكا قائلا:
بالوم قلبي لو بكا..
عمري وروحي فيلكا
بعد ذلك يتطرق الى مولده وبداياته الأولى حيث يقول: ولدت في جزيرة فيلكا - كانت الحياة فيها بسيطة، طول الجزيرة 12 كيلومترا، سكانها متآلفين مترابطين يحبون بعضهم بعضا لا يوجد بينهم حقد وحسد وكراهية، الرجال مع الرجال والنساء مع النساء ،سكان فيلكا يمثلون العائلة الواحدة وقلوبهم بيضاء. سكان الجزيرة يعملون في البحر بصيد الأسماك والزراعة وكان عندهم زراعة القمح والخضار وفيها من المناطق شببجه والسد العالي والخض وسعد وسعيد والقرينية والخضر ويكثر فيها الحمير ومن العربات الموجودة فيها عربانة خدادة واحمد جعفر وهي الوسيلة الموجودة للنقل الجماعي وللأغراض، من البقالات الموجودة في فيلكا ،بقالة أحمد يعقوب ،وبقالة علي عيسى ووالدي عنده بقالة.
كان صيادو الأسماك يستخدمون الماشوه وفيها شخصين لصيد الأسماك.
بعض الناس يخافون على أولادهم، كنا نذهب الى مدينة الكويت لمشاهدة أسواقها وبيوتها لأن الفيلكاويين يشوفون البحر فقط. بعض المظاهر في فيلكا
أما أيام الربيع والشتاء بعد نزول المطر نذهب الى البر السد العالي ونلتقط الفقع وبعض المزروعات التي تنبت في البر من أثر الأمطار.
أيضا في الشتاء النساء يصنعن الحلويات في البيت مثل الخبيصة والرنيفة تصنع من التمور ويرشون عليه خلطة الطجن ويضعونه تحت الشطن.
أهل فيلكا يطبخون البلاليط ويضعون عليه سمك الزبيدي ويطبخون المحمر على سمك الفسكر وسمك الصافي ومحمر سكر أو محمد دبس وسمك الخباط عيش مجبوس ودقوس الصبار.
أيضا عيد الفطر عندهم شيء عظيم وعندنا مدينة ملاهي خلف البيوت تتكون من الدوارف تدار باليد وأم الحصن وعندنا سيارات الوانيت لنقل المواطنين الى الخضر والقرينية ويغنون ويرددون الأهازيج
مثل: دريولنا عاش عاش
دريولنا ياكل ماش
الدريول هو السائق، والكلمة من اللغة الانجليزية Driver غناء وصفقة بنات وأولاد وكنا صغار مستانسين وكنت اذهب الى الخُضر مع الأطفال ونجد بعض النقود وبجانبه الشيخ غريب ومن الاعتقاد ان المرأة التي لا تحمل تذهب الى قبر سيد غريب تعدي عليه عدة مرات ويقال انها تحمل اعتقاد باطل لا أساس له بالدين. المطينة
ويستطرد الراشد في الحديث عن فيلكا وما فيها حيث يقول:
فيلكا فيها المطينة مكان كبير يؤخذ منه الطين للبناء، فعرفت بالمطينة، وتتجمع فيها مياه الأمطار وبالقرب منها المزارع يزرع فيها القمح والشعير والخضروات وأهمها جزر فيلكا.. الفيلكاويين يأخذون الماء من المطينة المياه المتجمعة من الأمطار وتبقى طوال العام لأن فيها آبار ماء ليست عميقة، المرأة في فيلكا تنقل الماء من آبار المطينة بالقوطي الذي تضعه على رأسها أكثر من مرة في اليوم. وكذلك الحمارة ينقلون الماء بواسطة القربة على ظهر الحمير، المرأة في البيت لديها رحى لطحن الحبوب والسكر والعيش والدارسين. الزراعة في فيلكا على الأمطار الغزيرة السنوية، البر ينبت فيه النباتات الصحراوية،مثل البسباس والحوّة والحنبزان والعرفج والفقع وأصابيع العروس ومن الشجر الغرتوق من حولها يظهر الفقع والشجرة شكلها مدور وكثيرة العدد في فيلكا وجذورها قوية والبعارين لا يأكلون منها كنت أذهب مع الأهل نلتقط الفقع وهو لا فائدة منه، والفقع يطبخ مع اللحم أو يعمل حميسة ويؤكل مع خبز التنور، الزراعة منتشرة في جزيرة فيلكا وعندنا فيها مزرعة البناي ومزرعة الحشاش والعسلاوي ومحمد خلف وفيها اكتفاء ذاتي، والأوائل من الذين سكنوا فيلكا ميزوها عن باقي الجزر لموقعها وأرضها أفضل بكثير من جزيرة بوبيان مع أنها أكبر مساحة.
سعد وسعيد منطقة قرب المتحف والأصل قبور على شكل مربعات والعراقيون هدموا «سعد وسعيد»، فيلكا فيها توفير لا يوجد فيها مصروفات قديما، الأهالي يستخدمون العربانة أو الدراجة أو الحمير حتى تم إنشاء محطة بنزين مع وجود السيارات في فيلكا محطة البنزين أنشئت أواخر السبعينيات ولا يوجد كراجات سوى واحد، كان المواطنون قديما يسافرون إلى فيلكا بواسطة السفن التي تبحر بالشراع ومع الخمسينيات بالماكينة لكن العجيب بالثمانينيات وصلتنا الحوامات وحاليا السفر إلى فيلكا بالطرادات واليخوت واللنجات الحديثة المعدة إعدادا كبيرا.
وبدلا من السفن الخشبية تطورت السفن الصغيرة والكبيرة، أيضا بالنسبة للمطينة اذكر نقل الطين بواسطة الحمير والنساء على رؤوسهن القواطي وأذكر الكندر، أيضا بالقرب على ظهر الحمير والعربات.
قبل الغزو العراقي تطور سوق فيلكا وصار سوقا لبيع المعدن الذي يستورد من جنوب إيران وبعض المصنوعات اليدوية مثل الحصير والزبيل وغيرها. الاحتلال الصدامي
الاحتلال الصدامي الغادر الغاشم كان صفحة سوداء في تاريخ العالم يتحدث ضيفنا عن تأثيره على جزيرة فيلكا قائلا:
الاحتلال الصدامي الغاشم على دولة الكويت يوم 2/ 8/ 1990 دمر جزيرة فيلكا وهجر سكانها إلى مدينة الكويت، هدموا كل شيء أمامهم من تراث وتاريخ وممتلكات، العراقيون خربوا جزيرة فيلكا، هدموا المدارس والمنشآت الحكومية والسكان وصلوا إلى الكويت، حاليا بعض المواطنين يذهبون إلى فيلكا للنزهة وبعضهم يسكنون بيوتهم القديمة لمدة يومين أو 3 أيام، البعض الآخر يذهب لصيد السمك بواسطة الطراد على الساحل المقابل لجزيرة عوهة من «سعد وسعيد».
النساء لهن دور كبير في صيد الأسماك، حاليا سيدة كويتية تسكن فيلكا متفرغة فقط لصيد السمك، النوخذة أحمد حسين وأخيه جاسم حسين موجودان وينقلون ركابا إلى فيلكا وكان النوخذة راشد عبدالله يملك دوبة ينقل بواسطتها الماء العذب لسكان فيلكا عدة مرات أسبوعيا وعمي عيسى أيضا ينقل أيضا الماء.
في فيلكا وعلى ساحلها يوجد عدد 6 أكشاك لمواطنين عبارة عن غرفة فيها مجموعة شبابيك مفتوحة من الجهات يجلسون فيها صباحا ومساء، وبعضهم يجلس فيها ويصلح الشباك.
المرأة لها دور كبير بالمنزل، تربية الأطفال وتشرف على الأغنام وتحلبها وتزود البيت بالماء، اذكر الوالدة تعطيني للبه، حليب الماعز أول ولادتها، وأذكرأن الوالدة كانت تضع الحليب بداخل الصحيل وتخض الصحيل وتستخرج الزبدة، وتحفظها بداخل الصفرية، وتجمعها وتستخرج منها دهن العداني وترش الدهن على المحمر وسمك الفسكرة وهي بنت النوخذة.
عندنا موسم صيد الشيم صوب القرينية أيام الشتاء بالشهر الثالث ويصدر للخارج، بعض النساء يستطعن عمل خبز الكليجة والدرابيل والخبز الصغير الحنوة.
في فيلكا خيول يملكها عائلة بساك، وعددها 4 أحصنة يؤجرونها للسياق أو يستخدمونها بالعيد للتأجير أيام العيد.
أذكر أيضا بعض المواطنين عندهم حصان لجر العربانة مثل أحمد جعفر وحجي غلوم وبعد ذلك باع العربانة استورد سيارة وانيت لتوزيع الأغراض.التعليم في فيلكا
كذلك يتحدث الراشد عن التعليم في الجزيرة بالقول: أول مدرسة كان يعمل فيها ملا حاجي العيسى وملا معروف وملا عبدالقادر وابراهيم الحجي، هؤلاء أول مدرسين في فيلكا والمدرسة فيها حلاق وكانت المدرسة تعطي الطلبة شوربة عدس وفيها البطاط وفي الصيف حليب وبسكوت، وأول مدرسة كان مقرها بيت عائلة شعيب وتصرف الحكومة ملابس للطلبة وكتبا ودفاتر، والطالب يعتمد على المدرس في شرح الدروس، الوالد والوالدة لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، بعد سنوات تم تعيين مدرسين وافدين في مدرسة فيلكا واذكر محمد الحيان وخليل الخالدي والأستاذ عليان عواد، وكان في المدرسة مسرح وأشاهد الممثلين. وحصل ان طالبا ضربني على الأنف وعولجت وتم التسامح ووالدة الطالب أعطتني خبز كلبجة وجنوه. لعب الكرة
لعبت كرة القدم بالمدرسة وبالفريج وكونّا فرقا منها فريق بوكس الأسد والساحل ونادي الشباب والعروبة، وتقام دورات على ملعب في فيلكا في الجنوب وملعب قرب البحر ومقابل قصر الشيخ عبدالله السالم والشيخ عبدالله الخليفة، كنت حارس مرمى بالمدرسة وبالفريق ولعبت لعبة البروي والألعاب الشعبية، وفي المدرسة اذا كان المدرس غائبا آخر حصة نذهب الى البيت واذكر مدرس العلوم ذهب معنا الى البحر نلتقط الصدف مثل الحويت والزبوط وحفظت نشيد البحر الآتي:
هيا الى البحر
وجماله الشعري
وشراعنا يجري
في اليم والبحر
الله مولانا
للسعي نادانا..
كذلك لعبت كرة الطائرة في المدرسة وكان معنا علي خلفان والسالمي وعبدالحميد بساك، أكملت الصف الرابع متوسط وقررت ان التحق بالكلية الصناعية عددنا 4، وفي تلك السنة تم تثمين بيت الوالد في فيلكا فحضرنا الى مدينة الكويت والوالد اشترى بيتا في خيطان بداية السبعينيات وكنا من الأوائل الذين ثمنت بيوتهم والسعر بـ 8 آلاف والوالد بعد ذلك باعه بـ 120 ألفا، المهم التحقت بالكلية الصناعية قسم السيارات، توجد سيارات ذات الأشواط الصناعي على الديزل وسيارات ذات الأشواط الرباعي على النبري.
تعلمت على أساس اصير ميكانيكي وكان يصرف لنا 45 دينارا لمدة عام دراسي وتركت الدراسة. العمل
يتحول الراشد بعد ذلك للحديث عن عمله حيث يقول: التحقت بوزارة الكهرباء بتنمية مصادر الكهرباء والتحقت بدوره لمدة سنة وترتيبي كان الثالث وعينت في قسم التربينات الغازية في منطقة الشعيبة وبعد فترة من العمل أرسلت الى ولاية نيوجيرسي بأميركا بدورة تدريبية لمدة 3 أشهر. وكنا 6 مواطنين وهم عباس كلمد وعباس تركماني وحسين بهرود وصالح الحرز واحمد الراشد ويوسف اليوسف فلسطيني والدراسة ميكانيكا وكل واحد منا حصل على 750 دينارا دفعة أولى للسفر وكانت الرحلة ممتعة، كويت، ايطاليا، المانيا، لندن، أميركا، وصلنا مطار كندي واستقبلنا من قبل مدرسين هناك، لم أشاهد أي فوضى، الدوام من الساعة 8 صباحا حتى 4 عصرا، نقلنا الى ولاية بنسلفانيا وسافرنا الى لندن لكي نتعلم ولمدة أسبوعين لكي نتعلم على بعض المكائن وأدواتها والمحولات، بعد 3 شهور رجعت الى عملي في الشويخ والغزو العراقي فجر محطة الشويخ وتم تصليحها بعد التحرير من الغزو العراقي وصارت محطة تقطير المياه. نادي اليرموك بفيلكا
وعن إنشاء نادي اليرموك في الجزيرة يقول الراشد: أتفق الشباب من أبناء فيلكا اذكر منهم سعد عبدالرحمن ومحمود جاسم وجواد خلف وسلمان خلف وعبدالله شهاب وقرروا إنشاء نادي اليرموك بجزيرة فيلكا بالتكاتف والتعاون فيما بينهم خاصة الفرق الرياضية الأهلية التي كانت موجودة فخاطبوا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على تأسيس النادي وتم انشاء النادي وهو أول ناد رياضي يؤسس في جزيرة فيلكا، وأول رئيس للنادي كان جاسم محمود الصفي والأعضاء علي رجب وعلي ناصر ومحمد عيسى ومحمد عبدالرحمن ويوسف عبدالرحمن ومن أولاد الغريب وحسين رباب وعبدالستار بندر ومحمد رباب. تأسس نادي اليرموك في فيلكا عام 1965 وأشهر كنادي درجة ثانية وادارة نادي اليرموك استأجرت بيتا في منطقة الشرق في مدينة الكويت قرب مطعم كالاكت، هذا المقر لاستراحة لاعبي اليرموك بعد أي مباراة ومع مرور الأيام والسنوات والنادي برئاسة محمود الصفي ونادي اليرموك استطاع ان يدرب مجموعة من الشباب كلاعبين، وعصر كل يوم يتدربون في الملاعب وهم إخوة متحابون وبعد سنوات صعد النادي الى الدرجة الأولى بعدما انتقل النادي من فيلكا الى مدينة الكويت.
بداية تأسس نادي اليرموك في فيلكا أطلق عليه اسم الميناء وتغير الاسم الى اليرموك بعدما تحول الى الكويت وكان أول رئيس لنادي الميناء (اليرموك) هو جاسم الجاسم.والنهائي ضد النادي العربي وقد فاز عليهم في كأس الأمير كيف حصل ذلك نادي اليرموك اولا فاز على نادي الفحيحيل وعلى نادي السالمية وصل النهائي ضد النادي العربي وفاز عليهم وكان حارس المرمى محمد بلاش وكان العربي في القمة من اللاعبين مرزوق سعيد وعبدالرحمن الدولة وسمير محمد علي مصري فؤاد عاشور وجواد عاشور وعبدالحميد محمد حارس المرمى فؤاد عاشور وجواد عاشور وعبدالحميد محمد حميد المؤمن حسين العسعوسي عمالقة الكرة الكويتية ومع ذلك فاز نادي اليرموك ومن لاعبي اليرموك في تلك المباراة جواد خلف وسلمان خلف واحمد عريفي حسين صالح مرضي مرزوق وفايز مرزوق وجابر يحيى (مصري) واحمد شهاب وكان حارس المرمى (سوداني) محمد بلاش على ملعب الشويخ وجميع ابناء فيلكا حضروا تلك المباراة وصعدت فوق القمارة باللنش متجهين الى فيلكا عابرين البحر مرفوعي الرأس رافعي الكأس وكنت أغني واردد واقول ابياتا من الشعر الذي كتبته بمناسبة فوز اليرموك على العربي، وحصلت على جائزه ثمينة من النادي، بعد وصولنا في اليوم الثاني اقيم احتفال كبير بالجزيرة وذلك عام 67 ـ 68 وفي عام 69 ـ 70 حصلنا على كأس ضد السالمية، وكذلك حاز الكأس وكأن الكأس بين القادسية والعربي الا ان نادي اليرموك كسر القاعدة.
واذكر ان اللاعب خالد مرزوق سجل اول هدف بضربة الرأس واحمد شهاب سدد الهدف الثاني بكرة مرتفعة من اخيه المرحوم عبدالله شهاب والهدف الوحيد للنادي العربي من اللاعب حمد المؤمن وكان اللقاء الثاني والفوز الثاني على نادي السالمية من ضربات الجزاء بنتيجة 6 ـ 5 وسجل الضربة الاخيرة اللاعب اسماعيل كرم.
وكان اللاعبون ينتقلون من فيلكا الى مدينة الكويت بواسطة لنج النادي كانت تلك النتائج عندما كان نادي اليرموك في فيلكا.
ارتفع مستوى النادي وخاصة بعدما تم تخصيص مقر للنادي في منطقة مشرف زاد عدد الاعداد وتم احضار مدربين ذوي كفاءة عالية ومع اللاعبين الجدد تغير كل شيء راح اللاعبون الذين اسسوا النادي انتهى العصر الذهبي للنادي ونادي اليرموك شارك في جميع البطولات وبجميع الالعاب، لعبت حارس مرمى بفريق الدرجة الثانية بنادي اليرموك عندما استقر النادي بمدينة الكويت وكسرت يدي من قوة صد الكرة ولعبت ألعاب القوى وكنت ألعب الجري وكذلك مارست لعبة الكرة الطائرة والمدرب عراقي واول مباراة مع نادي الكويت وعلي شعيب بطل الطائرة في نادي الكويت كبس الكرة ضربت برأسي واخرجني المدرب العراقي وبعدها تركت اللعب.الراشد شاعراً
يتناول ضيفنا حكايته مع نظم الشعر ومتى بدأت وكيف سارت الأمور حيث يقول: بدأت حفظ وكتابة الشعر منذ مرحلة الشباب الأولى وكنت احفظ مثلا: وقف القط ينادي في خضوع، واول قصيدة كتبتها عن المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الأسبق تقول ابياتها:
يا رب تنصر أميرنا أمير البلاد حبيبنا
صباح السالم يحميها
من كل شر يفديها
هو حاكم بلدنا
هو راعي أمتنا
نحن نفديه بالأرواح
نحن نحمل السلاح
وحصلت على هدية ساعة منه. ومن القصائد الغزلية:
اصفك بوصفك واجد في وصفك لذة
في مباسم فرحة باتت على شفتيك
حبيبتي كم وصفتك وصفا
طال بها البعاد وفي عينيك
كم رأيتك في المنامي قصيدة نادي اليرموك
أيا يرموك يا بطل الماضي ويا حبي ويا أعلى فؤادي
احيي فيك أبطالا شدادا أتوا بالكأس مرفوع العماد
لقد تاهت جزيرتنا فخارا وعم حديثها كل البلاد
وما خيبت للجمهور ظنا وانت تخوض ساحات الجهاد
ومن يعمل بايمان وعزم ينال الكاس في وقت الحصاد
اراك وقد نقلت الى الجديد كتبت اليك تهنئتي قصيدي
كتبت اليك يا نادي المعالي فانت النصر محمود الفعال
يرموك يا نادينا يا حبي يا بحر اللذات يا عربي
لما الحوادث نعيشها دوما يرموك يا اغنية يهابها التعب
وتقولين من خلف حجابك اني لا احب الضعفاء
لا تحقدين بقلبك القاسي يا نجمة الخمر اخذتي فؤادي
وهناك ايضا قصيدة عن المنتخب تقول ابياتها:
بوفهد بايده العصايا
قال العبرة في النهاية
يا فرحنا يا فرحنا
ابلغنا جابر كأسنا
يوم الخميس يوم الهنا
ثمانية وتسعين أحلى سنة
بشار عبدالله هجومنا
وجاسم الهويدي اكد لنا
الكاس التاسع عندنا جزيرة فيلكا
يتحدث الراشد عن جزيرة فيلكا وكيف كانت الحياة فيها قائلا:
في جزيرة فيلكا كانت الحياة فيها بسيطة وكان طولها 12 كيلومترا مربعا، سكان فيلكا كانوا اخوة مترابطين وصلة بينهم وكانت قلوبهم بيضاء خليط بين الرجل والمرأة لا يعرفون معنى الحب وقلوب بيضاء كانوا يعتمدون على صيد الأسماك وصيد الطيور ويمشون في هذه الجزيرة لا يحتاجون سيارة كانوا يستخدمون الكاري وكانت قيمة الكاري 13 دينارا ويشترون من محل عزت الإيراني هو البائع والمصلح ويستخدمون العربات التي يجرها -تكرمون- الحمار والحصان وكان في جزيرة فيلكا كثير من الحمير يذهبون بهم إلى القريتين وسعد بو سعيد وسبيك وخضر والسد العالي وراس.
ومن العربانات المشهورة عربانة أحمد جعفر وراشد وخداد يجلبون فيها البضائع التي تأتي من الكويت إلى البقالات المشهورة في فيلكا بقالة محمد يعقوب وبقالة عيسى الجاركي وبقالة علي عيسى.
وكانوا يذهبون إلى الصيد بواسطة المواشوة التي تحمل نفرين فقط وكان يجر المواشوات إلى البحر النوخذة محمد الهولي شرط أن يبيعون له الأسماك الزبيدي وحلوية وجنعت ويذهبون إلى عوهة لصيد النهاش والنويبي والهوامير.
وكان الشباب يقضون وقتهم في صيد الطيور بواسطة الفخ والسالية، في أثناء سقوط الأمطار الغزيرة يصبح في أرض فيلكا مقدار صغير من الماء يستخدمون الكنيطي وهو عبارة عن جذع النخل يضعون وراء موس حلاق.
ويلعبون اشكوكو ولعبة الديلة وهول والمكس والماطوع وبعد ذلك استوعبوا كرة القدم والطائرة والسلة والتنس الأرضي. قصيدة رثاء
في المرحوم سمير سعيد
يا عين إبكي به الدموع وهاتي
وابكي على سمير بالعبراتي
ابكي عليه كلما طلعت
شمس النهار ورددي الحسراتي
بكيت حزنا على سمير فوا أسفا
بكيت على رمز من الرياضة ماتي
لقد فقدناك وازد مصابنا
الله يلهمنا الصبر في كل لحظاتي
لقد زادنا حزنا بيوم وفاته
الكل يبكي على سمير العلا ماتي
يبكيك مجلسه بالرياضة قد عرته
يبكيك لك في العربي صولات وجولاتي
يبكيك مسجدك قدأوحشته
يبكيك منبره في فرض كل صلاتي
كانت مجالسك بالعلم عامرة
لم يبق فيها إلا الذكرياتي
إن غاب عن العين في القلب مسكنه
يبقى مدى الأيام في كل الأوقات
يا وحشة القلب اذا غابوا أحبتني
كيف أسلوهم وفي القلب أهاتي
من طاعة الله عمرا نذرته
في طاعة الله ذو الإحسان والخيراتي
فكم صعد إلى المنصة رافعا
وكم كأسا في المنصورية آتيا
سجل التاريخ اسمه خالد
يبقى مدى الدهر في الصفحات
ومن لي التيامى يا سمير وأنت والدهم
من للأرامل غيرك في الأوقاتي
جزيرة فيلكا
يقول الراشد كذلك عن جزيرة فيلكا: جزيرة فيلكا باللهجة الكويتية (فيلچا) تقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي، كانت محطة تجارية، اعتبرت الجزيرة مركزا دينيا قديما وكانت سبّاقة في تأسيس احد أول المراكز الحضارية في منطقة الخليج العربي وشهدت بروز الحضارة الانسانية في البحرين.
يعتقد ان احدى الكلمات التي اشتقت منها اسم فيلكا هي الكلمة الإغريقية (فيلاكيو) باليونانية القديمة التي تعني نقطة تمركز، تعني كلمة فيلكا باللغة الاسبانية السعادة.
بيوت فيلكا
جميع بيوت فيلكا مبنية من الطين وبعضها مبني من صخور البحر، البيوت بعضها مساحاتها كبيرة وبعضها مساحاتها متوسطة، بالقرب من ساحل البحر، عين لها أمير هو المرحوم أحمد علي الخلف ولد عام 1906 وعيّن عام 1930 حتى عام 1958 توفي في 31/12/1958، وقد عيّن أميرا للجزيرة بعد وفاة عمه.
كانت الجزيرة تنعم بالأمن والأمان كان يعاقب الخارجين عن القانون بقوة ويحل مشاكل المتخاصمين.
كان له ديوان يجلس فيه صباحا ومساء وأهل الجزيرة من رواد ديوانه في عهده تم استملاك مجموعة من البيوت وانشاء مدرسة جديدة للبنين ومستوصف اضافة للكهرباء والماء.
خلف أحمد علي الخلف
يتحدث الراشد عن خلف الخلف اول وزير من اهل فيلكا قائلا: ولد في جزيرة فيلكا عام 1937 وانتقل الى مدينة الكويت والتحق في مدرسة الصباح الابتدائية وذلك عام 1950 ـ 1951 الى 1952 ـ 1953 ومنها انتقل الى ثانوية الشويخ والتحق بالقسم الداخلي وبعد وفاة والده رجع الى فيلكا حتى عام 1959، وأكمل تعليمه الجامعي عام 1959 وسافر الى الولايات المتحدة الأميركية ولاية نيوهامبشير وأنهى تعليمه الجامعي عام 1964 حصل على شهادة بكالوريوس هندسة ميكانيكية بعد سنوات من العمل الحكومي عيّن وزيرا للكهرباء والماء من عام 1979 الى عام 1985 وهو اول مواطن كويتي من سكان فيلكا يعيّن وزيرا.
أحداث مرّت على فيلكا
وعن بعض الأحداث التي مرت بأهل فيلكا يقول الراشد: تعرض أهل جزيرة فيلكا لأمراض وبائية قديما وسيول وأمطار، ففي عام 1773 تعرضت قرية الدشت لأمراض وبائية وأمطار وسيول فانتقل أهلها الى قرية الزور وفي عام 1931 أصيب أهالي قرية الزور بأمراض مثل مرض الطاعون كذلك هطلت امطار غزيرة في رمضان عام 1353هـ ـ 1934م وهدمت البيوت وفي عام 1954 نزلت أمطار غزيرة على فيلكا وهدمت بعض البيوت في الجزيرة وفي ذلك العام كان المستوصف جديدز فسكن الأهالي بداخله.
موهبة واقتدار
ولأنه صاحب موهبة شعرية كبيرة فقد نظم ضيفنا مجموعة من الأبيات في مدح الزميل منصور الهاجري يقول فيها:
بو طلال لي الوطن اكبر دعاته
به نجاحه اليوم أحلى ابتسامة
كاتبنا الغالي شرفت مكانه
مرفوع الراس هو وأعوانه
بجريد الأنباء تحقق أحلامه
به شهر رمضان في أحلى ايامه
لي جريدة الأنباء كاتب كل اهتمامه
في خدمة الكويت الحبيبة أعلى مكانه
وفي قصيدة بعنوان «فارس الأنباء» يقول أيضا في السياق نفسه:
يا بو طلال يالي على الطيب ننخاك
يكفي الشرف في جريد الأنباء عرفناك
رجل المواقف دائما اليوم نلقاك
في مجلسك في السرة الكل يهواك
سميتك كاتب وكل يطلع صفحاتك
ونحن نقرا ونستفيد من مقالك
يا مبارك الغالي شرفت مكانك
مرفوع الراس وانت واعوانك
بالصبر والتكاتف تحقق أحلامك
وبه شهر رمضان أحلى أيامك
لي الأنباء والشعب كل اهتمامك
في خدمة الكويت الحبيبة أعلى مقامك
يا بو طلال مبروك على مجالك
لي شرف عرفتني على حالك
رمز الشجاعة
كتب الراشد قصيدة مهداة إلى الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح ـ رحمه الله تقول أبياتها:
اكتب يا قلم وخط لي الأبيات
أبيات شعر أنتقي حصابيها
من بحور الشعر أبدي بأول الأيات
بسم الله من أولها وتاليها
من لجة فيها هاتف الشدات
طوفان الهوى ضيع لي مجاريها
أغلى الحصابي ما تحصل إلا في المايات
صعبة اللالئ على الغواص يجيدها
يفرح لها الطواش إذا هي جات
تراها نادرة والنهام يشجيها
أصبح وأمسي أنتقل على هيارات
أقماش وحصابي في عيون إداريها
أصقلها وأجليها وأقدمها مع الدانات
إلى شيخ كريم النفس أهديها
إلى رمز الشجاعة والبطولات
له أفعال ترى الشجعان ترويها
عنيت الشهيد فهد الاحمد بالذات
أبو أحمد أنت يوم راعيها
أرض الشهامة لها في قلب غايات
رعاها الله مع اللي ساكن فيها
العين الغالية بشيوخ لهم رايات
على رأسهم شهيد سديد الرأي عاليها
عطاه الله من فضله أحلى استشهاد
في دسمان حاضرها وماضيها
يا حبيب الشعب قصيدة نادي اليرموك
كما كتب قصيدة بعنوان يا حبيب الشعب يقول فيها:
ياللي لفيت الدار يا مرحبا بك
وأفرحت دار المحبة والكرامة
يا حبيب الشعب تزهو بك ديارك
عمت الأفراح في يوم عيده
حي بوناصر والعالم يبارك
في عيدك يا شيخ كم غنت حمامة
أقولها من قلب بالفرحة أشارك
أدعو السعادة تكون عام بعد عامه
مالنا غيرك ولا نبغي بدالك
أنت القائد يا راعي الشهامة
في كل خطوة يكون الخير فالك
عسى عمرك عمر نوح بالتمامة
وفود وشعب حملة نشارك
نرحب بك يا والي الزعامة
وجبت اليوم من قلبي أبارك
في حبكم يا شيخ عدينا العلامة
كم بنيت وكم بانت أفضالك
والكويت اليوم في أعلى مقامة
باني جيش ما يخاف من المهالك
حامي حمى الأوطان أبطال النشامة
ما يهاب الموت في يوم المعارك
يفدي الأوطان ولا يخشى الملامة
أبا يرموك يا بطل الماضي
ويا حبي ويا أعلى فؤادي
أحيي فيك أبطالا شداد
أتوا بالكاس مرفوع العماد
لقد تاهت جزيرتنا فخارا
وعم حديثها كل البلاد
وما خيبت للجمهور ظنا
وانت تخوض ساحات الجهاد
ومن يعمل بايمان وعزم
ينل الكاس في وقت الحصاد
اراك وقد نقلت الى الجديد
كتبت اليك تهنئني وقصيدي
كتبت اليك يا نادي المعالي
وانت النصر محمود الفعال
يرموك يا نادينا يا حبي
يا بحر اللذات يا عربي
لما الحوادث نعيشها دوما
يرموك يا اغنية يهابها التعب
حلمي السقا: حضرت إلى الكويت عام 1957 وكان راتبي 1000 روبية وأمضيت بمدرسة الصباح 19 عاماً وكنت أذهب إلى العمل ماشياً
السبت 31 أغسطس 2013 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا خلال اللقاء
حلمي محفوظ السقا أيام الشباب
المربي الفاضل حلمي السقا مع الزميل منصور الهاجري
أحد أبناء حلمي السقا
حلمي السقا في مقتبل العمر
حلمي السقا مع أحد أصدقائه المقربين من المدرسين
المربي الفاضل حلمي السقا مع مجموعة من المدرسين في مدرسة الصباح
أحد الأبناء وصورة شبابية
106642.JPG
المنهج الثانوي كان متضخماً موحداً لفلسطين ومصر والسودان والامتحان جماعي
الزواج عندنا كان بالمعرفة والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها
اليهود سحبوا مياه خان يونس إلى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة
أول بيت سكنت به في الكويت كان في الشارع الجديد
المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين
الوالد كان يستورد الأسمنت من مصر وكان مأذوناً شرعياً وكانت أتعابه تقريباً نصف جنيه مصري
خان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر وأراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع وأشجارالنخيل بأعداد كثيرة
خان يونس صار فيها مذبحة للفلسطينيين قام بها اليهود وكثير من أصدقائي قتلوا أثناء العدوان الثلاثي عام 1956
عام 1960 كان البرد شديداً في الكويت حتى اشترى الناس «الكنابل»
والدتي خطبت لي ابنة خالتي وكان المهر 1000 جنيه مصريوبعد الزواج أعيد المبلغ لي
ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة تحت إشراف الحكومة المصرية
أول مدرسة ثانوية افتتحت في الكويت كانت «الشويخ» عام 1953 وبعدها «كيفان»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الوافدون العرب وبخاصة المدرسون منهم لهم دور كبير في النهضة التعليمية في الكويت، لاسيما الفلسطينيون الذين كانوا من أوائل من حضر للتعليم في الكويت والبعثة الأولى عام 1936، واستمرت البعثات التعليمية من فلسطين ومصر وأول بعثة عام 1942. ضيفنا المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا من المدرسين الفلسطينيين الذين عاصروا التعليم في الكويت بالخمسينيات وكان له دور في التعليم مع زملائه وقد عين في مدرسة الصباح بالشرق ولعدة سنوات ثم نقل في الستينيات الى مدرسة عبدالله الخلف الرجعان بالسالمية. يحدثنا ضيفنا عن مدينة خان يونس بغزة وعن سكانها والصلة بين الأهالي. يقول حلمي السقا الذي عمل بالتدريس في الكويت منذ عام 1957 انه شاهد الكويت القديمة وأسواقها وكان يمضي الوقت في لعب كرة السلة والطائرة مع زملائه وفي بعض الليالي يذهب الى أحد المقاهي بالشارع الجديد (حاليا شارع عبدالله السالم) وقد تم افتتاح بعض المقاهي مقابل البحر فكان يذهب الى هناك مع زملائه، تزوج من بنت خالته وأنجب منها 3 أولاد وابنتين متزوجتين في الكويت، وهو يعيش حياته في الكويت البلد الذي عمل فيه مدرسا منذ الخمسينيات. نتعرف على المزيد عن حياته وذكرياته من خلال السطور التالية: أول صفحة يفتحها المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا في كتاب الذكريات كانت من أرض فلسطين حيث ولد ونشأ وترعرع، يتحدث عن مولده وذكرياته الأولى قائلا:
ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة وفيها التعليم والخدمات وكانت في هذه الفترة تحت إشراف الحكومة المصرية، وكان فيها مدرستان ثانوية بنين وثانوية بنات، الإمام الشافعي للبنين وغزة للبنات، وكان مدير التعليم مصريا برتبة رائد اسمه اسماعيل وليس لنا علاقة معه فقط مع المدرسين، والمنهج مصري والمنهج الفلسطيني للابتدائي وأما المنهج الثانوي فكان متضخما بمعنى مادة كبيرة وكان أيامنا تقريبا موحدا لفلسطين ومصر والسودان، حتى ان الثانوية العامة مرتبطة والامتحان جماعي.
اذكر من الطلبة عبدالحي الفرا وعليان شراب ومن أقاربي صبحي السقا ونعيم الاسطل، وهذا بعد التقسيم نتيجة الاحتلال فصلوا فلسطين شمالها عن جنوبها قطاع غزة ، المهم أكملت تعليمي حتى حصلت على الثانوية العامة.
شهادة المترك على أيام فلسطين كانت بمستوى الثانوية العامة ويتم بعدها الانتقال الى الجامعة، وهكذا كانت تؤهل الطلبة، وفي تلك السنوات كان يوجد وفرة في الخريجين، وكانت البعثة التي تختار المدرسين برئاسة المرحوم عبدالعزيز حسين واحمد مهنا والبعثة السعودية كانوا يختارون المدرسين من غزة. خان يونس والحضور إلى الكويت
يتحدث السقا عن قدومه الى الكويت وكذلك عن أيام الصبا في قطاع غزة حيث يقول: حضرت الى الكويت بدعوة من خالي الذي يعمل في الكويت وكان متعاقدا من الخارج، خالي هو عوني السقا وكان موجودا في الكويت مع 15 مدرسا بداية الخمسينيات واذكر منهم الأستاذ عبدالكريم عبدالمعطي، وهو رجل رياضي وله دور فيها وكذلك وليد البورنو وهو مدرب رياضي في الجيش وقد علمني، وخان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر، أراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع باستثناء الساحل مياهه تنبع من الأرض وفيها أشجار النخيل بأعداد كثيرة، وبعد سنوات زرعوا الخضراوات مثل الخضار الورقية والخضار المثمر مثل الطماطم والكوسة، والخيار وهو بكمية كبيرة والمزارع على ساحل البحر وتبعد عن الساحل 200 متر، والآبار قريبة جدا لكن اليهود سحبوا مياه خان يونس الى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة.
الوالد كان يستورد الاسمنت من مصر وكان مأذونا شرعيا وهو عمل تقليدي متوارث في الأسرة مثل عمل المختار يبقى في العائلة الواحدة وكذلك المأذون من جيل بعد جيل، مثلا أخي محام واعطي عمل مأذون بعد الوالد، والمواطنون يعطون المأذون أتعابه، كان قديما تقريبا نصف جنيه مصري بعد الاحتلال والى الآن التعامل بالشيكل الاسرائيلي والدينار الأردني والجنيه المصري وكان الإنسان يشتري على قدر حاجته بسبب التغير في العملة.
اذكر من المدرسين في خان يونس عبدالكريم عبدالمعطي ووليد البورنو، ومن العائلات المشهورة في خان يونس عائلة السقا وعائلة الآغا وعائلة الفرا وعائلة شرّاب وعائلة الاسطل يعملون في الكويت مع عائلاتهم وارتبطت العائلات كلها هنا في الكويت وصار بعضهم مرتبط بالنسب والصداقة والأخوة. أسلوب الزواج
عن طريقة اختيار العروس التي كانت سائدة يقول السقا: الزواج عندنا كان بالمعرفة، والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها وتقول: لأهل البنت وتسأل الأهل هل تريدون النسب وهل عندكم استعداد لمصاهرتنا، ويتم الاتفاق بين العائلتين، وحسب الاتفاق أم الولد هي التي تشوف البنت وبعد ذلك الولد يذهب لرؤية البنت أو خالة الولد، ويشارك بعض الجيران، المهور لم تكن غالية وخاصة في زمان الوالد.
لكن تطور الوضع مع الشباب وصاروا يتجاوزون بعض العادات التي كان الأهل معتادين عليها وتطورت الأمور حيث الولد يختار بنفسه من يحبها أيضا يشارك والدته ووالده، المجتمع الفلسطيني متماسك، الأم قديما تكون على علاقة كبيرة مع الجيران والأهل، وتضع علاقتها الطيبة مع الأهل والجيران وعندنا على خاطر فلان. «كرمال هالعيون تكرم مرجع عيون». للسمعة الطيبة عند العائلات وتماسكها.
المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين، أما الأسواق في خان يونس فسوق الغلة لبيع العيش والقمح وسوق السمك في الداخل وبيع السمك بالجملة على ساحل البحر وعند البسطة داخل السوق وأهل خان يونس قليل منهم يبيعون ولكن سكان قرية الجورة وحمامه تقع على ساحل البحر، وسكان القريتين يقومون بصيد السمك، وبعد النكبة صاروا يبيعون السمك، وسوق اللحم خاص لبيع اللحوم، وأما التمور فإنتاج محلي وما عندنا ما يسمى بيع التمور ولكن العطاء بين المواطنين، والمرافق الحكومية مثل البلدية تشرف على الأسواق، وكذلك عندنا البريد الحكومي وله إدارة المواصلات ويعتمد البريد على المواطنين الذين سافروا الى الكويت والسعودية وهما أول دولتين تأتي منهما الرسائل للأهالي في «خان يونس».
وخان يونس صار فيها مذبحة قام بها اليهود وقتلوا الشعب الفلسطيني، العدوان الثلاثي عام 1956 كان أشهر عدوان وفي ذلك العدوان مات الكثير من أبناء خان يونس ومن أصدقائي مات الكثير بفعل القتلة الاسرائيليين. جو الكويت الحار
يعود ضيفنا للحديث عن المرحلة التي مر بها من غزة الى الكويت حيث يقول: أواصل الحديث عن حضوري الى الكويت من طرف خالي عوني السقا الذي حضر الى الكويت، كانت الكويت جوها حار والماء غير بارد وكانت الظروف المناخية شديدة علينا، فرق ما بين مناخ خان يونس ومناخ الكويت وقد هون علينا اننا كنا نسافر الى فلسطين في الصيف عطلة المدارس، الشهر السادس وكل شيء نتحمله من تذاكر سفر ومصروفات، اذكر انني سكنت في أول بيت كان في الشارع الجديد آخره من جهة البحر والبيت نظام عربي مع مجموعتي وأما الطبخ فنحن بأنفسنا كنا نقوم به كنت محظوظا جدا مع العناصر الذين كنت أسكن معهم، كذلك استعنا بطباخ من الذين كانوا يعملون بالوزارة بعد انتهاء دوامه فكان يجهز لنا الأكل وهو الذي يشتري لنا مواد الأكل. واذكر كنت اسكن مع الأستاذ عبدالله الشيخلي والأستاذ عصام الخازندار وترك الكويت وسافر الى أميركا والشيخلي سافر الى الإمارات.
كنا ندفع مبلغا للأكل والشرب وكنت اتسلم 1000 روبية راتبا شهريا وكان المبلغ كبيرا بذلك الوقت وكنت اذهب ماشيا من البيت الى مدرسة الصباح بالشرق 4 مرات في اليوم ذهابا وإيابا ولم يحصل أي مشاكل لنا بالطريق وأولياء الأمور كانوا متعاونين معنا ويحبون المدرس وبعض التجار يعطوننا من الدعاية التي يوزعونها على الآخرين ويشكرون، واذكر عبدالله شهاب صاحب معرض ساعات وأما بالليل فكنت اذهب الى المقهى الكمال القيشاوي فوق السطح وتوجد مقاهٍ مقابل البحر وعددها 4 مقاه، وكان الوضع أمانا ما كنا نتعب ولكن الصيف حار جدا نشعر بالحرارة والرطوبة، أما في فصل الشتاء اذكر في احدى المرات كان البرد شديدا في الكويت وذلك عام 1960 وقد أثر البرد علينا ومن شدة البرد الناس اشتروا (الكنابل) البطانيات، وبذلك العام كان الكويتيون والوافدون يتبرعون للجزائر نقدا.
كنت اذهب الى السينما الشرقية والسينما الحمراء وحضرت فيلما عن جميلة بوحريد، وسينما الفردوس وكنا نمضي الوقت مع بعضنا البعض وكنت احضر مجالس أولياء الأمور في المدارس والاحتفالات التي تقيمها المدارس آخر العام ويحضرها أولياء الأمور وكان يوجد في المدارس مجموعة من الطلبة والمدرسين لهم اهتمامات فنية وأدبية كنا مجموعة من المدرسين لها دور كبير في التعليم في الكويت. التعليم والعمل في المدارس
بعد ذلك يتناول السقا صفحة العمل في الكويت قائلا: بعدما وصلت الى الكويت ذهبت الى دائرة المعارض الواقعة بشارع فهد السالم، وبعدما أكملت إجراءات التعيين عينت في مدرسة الصباح بالشرق وكان ناظرها محمود سعدالدين (فلسطيني) والوكيل المرحوم عبدالعزيز مسلم (كويتي) وقد تم تعيين عبدالله الشيخلي في الصباح وبشير الطباع وفائق طهبوب وموسى نمر هديب ومحمد خليل وتوفيق السخن وخليل مشعل هؤلاء كانوا في مدرسة الصباح وأول مادة علمتها اللغة العربية والجدول 24 حصة في الأسبوع والدوام على فترتين صباحية ومسائية وتصحيح الدفاتر غالبا ما أصححها بالمدرسة لأني لا استطيع حمل الدفاتر، جميع مرافق المدرسة مفتوحة للمدرسين ملاعب ومراسم.
لقد اشتهر المدرسون بتلك السنوات باللعب بكرة السلة والطائرة وخاصة بعد نهاية الدوام يتكون فريقان من المدرسين أو بعض الزملاء يحضرون من مدارس قريبة وكذلك تنس الطاولة أحيانا، أما كرة القدم فكان القليل من المدرسين يمارسونها، لعبت الطائرة في المدرسة وكان موسى هديب وهو مدرس ومدرب وكان معنا محمد علي صادق من مدرسي البدنية.
وأذكر محمد صالح تقي بعد عبدالعزيز مسلم. وأما الطلبة فلا يعرفهم المدرس، ولكن أذكر موقفا حصل معي في شبرة الرقة أن رجلا تقدم وسلم علي بحرارة وقال كنت مدرسا في مدرسة الصباح بالخمسينيات، ولكن كمدرس لا أذكر ذلك، التعليم في الخمسينيات كان رائعا جدا والتطور فيه سريع وكان ولي الأمر حريص جدا على تعليم ولده، النهضة التعليمية والمدارس الجديدة بسبب النهضة العمرانية التي تسارعت كان التعليم في بدايته متكاملا جدا من رياض الأطفال إلى الابتدائي والمتوسط والثانوي.
وكانت هناك ثانوية واحدة وهي ثانوية الشويخ، وقد تم افتتاحها عام 1953 وبعدها ثانوية كيفان.
كان التعليم مفتوحا لجميع أبناء الكويت والوافدين، كانت مخازن الوزارة مفتوحة لجميع المدارس والطلبة ولجميع التخصصات الدراسية ومنها العهدة التي تبقى في عهدة المدرسة والمدرسة تسلم الفواتير، الحقيقة كان النظار متعاونين جدا مع المدرسين وولي الأمر الذي كان مطمئنا على ابنه كذلك تعليم البنات كان فيه اهتمام كبير، الفضل لله، والشيخ عبدالله الجابر الصباح ومن معه من المسؤولين واذكر مكتبة الأفلام والمخازن. كان في المدرسة حلاق للطلبة ونجار ومضمد وطبيب يشرف على صحة الطلبة ولا اذكر أي مشاكل وإن وجدت ففي التعليم، المدرس لا يرفض الجدول ويعمل بصمت، شاركت في دورات تدريبية عملية، كان النظار يمنعون النقاش بالسياسة والجدل غير المفيد، العمل بالمدرسة للعلم والطالب، مما أذكر ان حادثا حصل بين مدرسين وصل الأمر للضرب بالكراسي بسبب النقاش السياسي وعوقب المدرسون بإنهاء خدماتهم. تحضير الدروس والمنهج الدراسي
عن آلية العمل والاهتمام بالمدرسين والمناهج فيما مضى يقول السقا: تلك الفترة كانت الوزارة حريصة على إقامة دورة إعداد المدرس وفيها يعرفون المدرس بالمنهج وكيفية التحضير وزيارة المسؤول للمدرس بالفصل تكون بعد الاستعداد للزيارة، إما من الموجه أو الناظر، ولكن من دون تبليغ الزيارة مفاجئة للمدرس ويطلع على التحضير وعلى المدرس أن يحضر يوميا لمادته والمدرس يحصل على سمعته بين زملائه والطلبة لكن لكل قاعدة شواذ، بمعنى انه يحصل أن أحد المدرسين لا يحضر الدرس ربما دخول الناظر المفاجئ يسبب حرجا، استفدت من نظام المدرس الأول الذي يتابع المدرسين أو مشرف المادة، فدائما المدرس الأول ينصح المدرس.
المهم أمضيت في مدرسة الصباح حوالي 19 سنة منذ عام 1957 إلى عام 1976 كذلك قمت بتدريس الرياضيات وعينت مدرسا فنيا، وانتقلت إلى مدرسة عبدالله الخلف الدحيان والناظر أبوشعبان، وفي الإشراف الفني يسندون مدرسة ثانية للمشرف الفني، كان الطالب هو الطالب ولا فرق بين الطلبة سوى الفروقات الفردية، وولي الأمر يهتم بولده في جميع المدارس، في اللغة العربية والتربية الإسلامية فيها فروقات وخاصة بالحفظ، بعض الطلبة كانوا يهربون من المدرسة ويغيبون عن الدراسة، البعض، اذكر الاستاذ موسى هديب له هيبة في طابور الصباح، تعرفت على الأستاذ منير الدقاق وكان يعمل بمدرسة النجاح وكان حكم كرة قدم، تحسين البورنو صديقنا وكان مدرسا في ثانوية الشويخ. الدورات التدريبية وترابط المدرسين
يحكي ضيفنا عن تدريب المدرسين في وزارة التربية ويتحدث عن روح الأسرة في المدارس بين المدرسين قائلا: التربية كانت تعقد دورات للمدرسين وذلك من الاهتمام وبعد سنوات تم إنشاء مقر للتدريب بالخمسينيات لقاء بين المدرسين الجدد، اذكر في العام الدراسي دورتين والتحقت بالعلوم والرياضيات.
قديما كنا نقول أسرة مدرسة الصباح مثلا وذلك للترابط بين المدرسين في المدرسة الواحدة لحسن التعاون والتآخي.. حاليا هذه الكلمات غير موجودة. رأي في التعليم الحديث
عن التعليم في العصر الحديث يقول: التعليم الحديث إذا اعبر برأيي يقال عني رجعي والتعليم الحالي الاختلاط يخوف، لولا الضرورة في التعليم لا تغرب البنت في القديم لم يكن موجود والجميع بأوامر الأب والتقدم الحالي بالأجهزة الحديثة لها أثر وثورة من الغرب على العرب.. الحافظ الله للجميع وآخر كلمة أقولها للشباب، التعليم جوهرة. قرأت مقالا ان أصل الشهادة من أصل المنصب، أقول لا المنصب يأتي بالشهادة ، العمل كنز لا يشترى نبع نأخذ منه، نقول للشباب اقبلوا على التعليم فهو مثمر، الفلسطينيون المتعلمون لهم دور كبير في الثورة الفلسطينية.
الزواج والأولاد
يتحدث ضيفنا عن تجربته في الزواج وحياته الأسرية حيث يقول: والدتي - رحمها الله - خطبت لي زوجتي وهي بنت اختها، بمعنى انها بنت خالتي - رحمها الله - وكان المهر 1000 جنيه مصري وبعد الزواج أعيد المبلغ لي والزوجة أعطته للوالدة، وكذلك أعطت زوجتي الذهب.
ومن ذكرياتي الجميلة معها انها كانت امرأة طيبة حسنة المعشر، متسامحة في تعاملها وتعاونها، كنت سعيدا في حياتي، فقدت إنسانة غالية جدا بعد وفاتها - رحمها الله - والله رزقنا بـ 3 أولاد وبنات وهم: رامي (طبيب في اسبانيا ويدرس التخصص والدراسات العليا)، الثاني سامي (أنهى دراسته التسويق وموجود في غزة) وأحمد (أنهى دراسة التحاليل الطبية) أيضا موجود في غزة، وابنتين هن مع أزواجهن واحدة من البنات زوجها يعمل بالتجارة والثانية زوجها يعمل في موارد الكمبيوتر.
حفظ الأشعار ومجلة العربي
يتحدث كذلك السقا عن مرحلة شبابه وكيف كان ينمي ثقافته وحفظه للشعر وتأثره بمجلة العربي، هذا الصرح الثقافي الكويتي الذي أثر في الكثيرين على مستوى الوطن العربي، حيث يقول: وانا طالب حفظت بعض الأشعار والقصائد، عندما كنت في العمل المدرسي وبداية عملي كنت أقرأ مجلة العربي التي حصلت على صدى كبير وعظيم في الكويت والوطن العربي وصداها من رئيس التحرير د.أحمد زكي وموضوعاتها المشوقة التي كانت تطرحها المجلة مثلا عن القدس بالشرح والتوضيح وما كان غيرها بنفس الكيفية وكان فيها د.محمود السمرة، نحن الفلسطينيين نعرف بعضنا البعض من خلال المناسبات مثل الأعياد والضراء والتواصل والتعارف والنسب والزواج.
الزواج عند الفلسطينيين
عن الجانب الاجتماعي من حياة الشعب الفلسطيني وهو الزواج يقول السقا: كنا في فلسطين وهنا في الكويت الزواج عند الفلسطينيين إما بينهم وبالاختلاط مع جاليات عربية أخرى وخاصة أهل الشام ومصر ونحن في غزة وخان يونس كنا متماسكين، ونحن في دول الخليج العربي بيننا تواصل وأسهل دولة لوجود الفلسطينيين هي الكويت والمملكة العربية السعودية وقد أخذت أعدادا كبيرة من المدرسين الفلسطينيين وكذلك لوزارة الصحة في المستشفيات وخاصة الممرضين والأطباء.
شكر وتقدير
خلال اللقاء وجه المربي الفاضل حلمي السقا جزيل الشكر لجريدة «الأنباء» والزميل منصور الهاجري على ما يبذل من جهد في توثيق ماضي الكويت.
حوار مع البروفيسور أفتاب كمال باشا الخبير الهندي في شؤون العلاقات مع الكويت والخليج بين الهند والكويت تاريخ وشراكة وتجارة
يطالع القبس وندوة عبدالعزيز الشايع عن العلاقات الكويتية - الهندية
">أجرى الحوار محمد حسن وحمزة عليان
في جلسة مطلولة مع البروفيسور افتاب كمال باشا، الخبير الهندي بشؤون الكويت والخليج العربي، جرت في مبنى القبس بعد مشاركته في ندوة مهرجان القرين، أفاض في الحديث عن تاريخ العلاقات الكويتية - الهندية، والبدايات الأولى للتجارة بين البلدين، وعن دور التجار الكويتيين في تنويع المواد التي كانوا يصدرونها ووصلوا بها إلى الأسواق الآسيوية، وتوقف عند تجارة الخيول واللؤلؤ والبهارات التي امتهنها الكويتيون، كذلك اشار الى ما يعرف بجماعة «البنيان»، وهم فئة من التجار الهنود تعاملوا مع تجار الكويت والمنطقة، وأيضاً الى تأثير التجربة الهندية في الديموقراطية على الجالية الكويتية التي عملت وسكنت في الهند، وفي ما يلي:
متى وكيف بدأت العلاقات التجارية الهندية - الكويتية؟
ــــ جميع البضائع التي تصدر من الهند كانت من المنتوجات الزراعية والاطعمة أو الملبوسات أو قطع الاثاث والبناء التي تستخدم في البيوت، كانت تمثل مركزا لتلك المنتوجات تزود حتى المناطق القريبة، والمحيطة بها، وذلك حتى قبل وصول البريطانيين الى البلاد. وقد بدأت الحركة التجارية بالطلب الكبير على البهارات التي كان يشتريها العرب. وقد لعبت الفروقات في السعر دورا في ذلك، فعلى سبيل المثال اذا كان الكيلوغرام من البهار في «كيرالا» بمئة دينار فإنه يباع في اوروبا بخمسمئة دينار. وفي المقابل، كان العرب يجلبون الخيول والتمور واللؤلؤ وغير ذلك. غير أن تأثير العرب في الهند هو النشاط التجاري، وذلك حتى قبل ظهور الإسلام. ففي تلك الفترة كان الرومان يسيطرون على مصر وكانت لديهم علاقات تجارية مع حوالي اثني عشر ميناء بحرياً على الأقل، ومعظم تلك الموانئ كان بها تجار عرب، حيث كان الطريق يمر عبر البحر الاحمر الى مصر ومن ثم الى اوروبا. غير ان العرب كانوا يعملون عبر الخليج، لانه كان هنالك طريق تجاري آخر يمر عبر البصرة، وبغداد، وحلب. وبالتالي كان العرب يسيطرون على الطريق التجاري الذي يمر عبر الخليج، بينما كان الرومان يسيطرون على البحر الاحمر.
تجارة الخيول
اما تجارة الخيول فتعود الى القرن الثالث عشر، بدأ النشاط التجاري في مجال الخيول من قبل الفرس، الذين سيطروا على جنوب الهند، وكانت لهم فيها ثلاث ممالك قوية وهي ممالك شيعية.
تمكنوا من هزيمة الحكام المحليين عن طريق استخدام الخيل في المعارك العسكرية، وبات العديد من الحكام يعتبرون الخيل سلاحاً فعالا في المعارك لتوسيع نفوذهم، وبالتالي اصبح هنالك طلب متزايد على الخيول، حيث كانت تجلب من البصرة والكويت والبحرين، وكذلك عمان وايران. واصبحت الخيول بالتالي من اهم المواد التجارية فيما بين الهند والخليج، كما كانت تجلب ايضا من اليمن ومن حضرموت بصفة خاصة. كانت تجارة ذا مردود كبير للغاية، فقد كان سعر الفرس في بومباي او غووا يصل الى حوالي ثلاثمئة روبية ويصل سعره احيانا في الداخل الى ثلاثة آلاف روبية، وبات يشكل دخلا اكثر من تجارة البهارات.
في المقابل، كانوا يستوردون مواد مختلفة من افضل انواع الملابس والمنسوجات والاثاث.
بخور العود
هل كانت تلك التعاملات التجارية تتم بطريقة غير قانونية؟
ــ لا ليس كذلك، نعم لم تكن هنالك سيطرة او رقابة للدولة على ذلك، اذ لم تكن سفن التجار تحمل اعلام دول محددة مثل البرتغاليين الذين كانت تحمل سفنهم العلم البرتغالي، وكذلك البريطانيين، وهناك سفن لم تكن ترفع علما خاصا بها، واستمر ذلك الى حين وصول فاسكو دي غاما الى الهند في «غووا». وقبلها لم يكن يتم استخدام الاعلام.
كان العرب يأتون للبيع والشراء ويعودون الى بلادهم، ولكن عندما وصل البرتغاليون الى «غووا» قالوا: إن تلك الاراضي تابعة لهم وتتبع للعلم البرتغالي، وبتلك الطريقة سيطروا على الموانئ الهندية.
كان العرب يجلبون ايضا بخور العود، الذي كان يجلب من عمان، وكان الطلب عليه كبيراً وكان بعض الكويتيين يعملون في تجارته.
العلاقة بين التجار الكويتيين
يقال ان بعض التجار العرب المسلمين كانوا يفضلون احيانا التعامل مع غير المسلمين؟
ــ لدينا جماعة البنيان، وهم لديهم روابط وثيقة مع تلك المناطق التي يأتي منها التجار، وقد جاء أوائل جماعة البنيان الى عمان من غوجرات وباكستان، ومن هناك ذهبوا الى بندر عباس وما زال هناك معبد تابع لهم قريب من مسجد للسنة، لكنهم لا يمارسون العبادة فيه ونقلوه الى مسقط، ومن هناك ذهبوا الى البحرين، وفي واقع الامر فإن معظم البنيان في البحرين قدموا من البصرة، وعليه فقد كانت هنالك علاقات وثيقة بين البنيان في عمان وايران والبحرين في المنطقة، ولكنهم منعوا من دخول قطر بأمر من الشيخ محمود آل ثاني وذلك لانهم يمثلون منافسين له، فآل ثاني كانوا يتاجرون في المواد نفسها التي يتعامل بها البنيان، وكانوا يأتون الى قطر حيث يبقون لشهرين او ثلاثة اشهر، وكان عليهم استئجار مساكن حتى ينهوا معاملاتهم التجارية.
وبالتالي زادت السلطات عليهم قيمة الايجارات وتدخل البريطانيون لمصلحتهم.
منذ عام 1870 الى عام 1950 لم تسمح قطر بدخول اي هندي الى البلاد، وهنا في الكويت، وفي عام 1930، لم يسمحوا للتجار بالبنيان لانهم اعتبروهم تجارا منافسين، في حين استطاعوا الحصول على صفقة افضل بالنسبة للؤلؤ، لان معظم التجار من البحرين، وكانت لدى التجار الكويتيين معاملات مع البنيان في عمان، وبالتالي كانوا يرسلون اللؤلؤ عبر العمانيين الى بومباي، غير ان تجار البهرة لم يعطوا الكويتيين صفقات افضل.
لم يقع صراع بين التجار لان كل منهم يتخصص في مجال معين، فمن يعملون في مجال تجارة التمور لا يمارسون تجارة اللؤلؤ، فالتجار الكويتيون لم يدخلوا في خلاف مع بعضهم بعضا مثلما كان يفعل العمانيون.. وبالتالي كان البنيان يفضلون التعامل مع الكويتيين وذلك بسبب العلاقة الطويلة معهم، كما ان هامش الربح كان كبيراً، وقد مكنهم ذلك من اقامة مواقع لهم في حوالي ثمانية او عشرة اماكن مثل كالكتا وبانغالور وغووا وكراتشي التي كانت بالطبع أول ميناء.
كان معظم الافراد، ممن يقوم الكويتيون بتشغيلهم كبحارة في سفنهم، كانوا ايضاً مختلفين، وهم عادة من الاحباش، والصوماليين، ويعملون في مجال الغوص من اجل اللؤلؤ، كانوا يجلبونهم ويبقون في مكاتبهم في بومباي وغوجرات وفي اثني عشر موقعاً في الشاطئ الغربي للهند، وهم لديهم موسيقاهم الخاصة وليسوا كويتيين، بل يعملون لصالح الكويتيين، فهم يساعدون التجار الكويتيين ممن يعملون في تجارة اللؤلؤ، وكانوا مسؤولين عن مكاتب الكويتيين، والآن فان الحكومة الهندية تحمي ثقافتهم وموسيقاهم وديانتهم، وهم يشكلون مجموعة صغيرة، كما ان الحكومة الهندية تمنحهم وظائف خاصة لحماية ثقافتهم ولغتهم، فهم يتحدثون لغة مختلفة لا يتحدثها اي احد آخر في الهند.
بماذا يتميز التجار الكويتيون؟
هل يأتي الكويتيون الى الهند كتجار فقط أم ان هناك فئات أخرى؟
- هناك كويتيون يأتون من اجل الدراسة.
هل هناك فرق بين نشاط التجار الكويتيين وغيرهم مثل البحرينيين والسوريين او العمانيين.. إلخ؟
- نعم، هناك فرق.. فالكويتيون يهتمون بالتعامل في معظم المواد وليس فقط في البهارات او المنسوجات او الاخشاب، بل كذلك في معظم المواد الاساسية الاخرى مثل السكر والارز والفحم والمخللات (الاجار)، فهذه مواد وبضائع تذهب الى اسواق اخرى مثل حلب في سوريا وتركمانستان وآسيا الوسطى، بل حتى تركيا، وهذه مناطق لا تثير اهتمام العمانيين لانه لا توجد لديهم ارتباطات بها، وبما ان الكويت قريبة من البصرة، وطريق الحرير، فانهم بالتالي يتعاملون في مواد عديدة مختلفة لا يهتم بها البحرينيون ايضاً، لانهم يتعاملون مع البضائع التي تحتاجها البحرين، والمناطق المجاورة، او تلك التي يشتريها العمانيون ويذهبون بها الى عمان وحضرموت وزنجبار.
والتجار الكويتيون يشترون البضائع والمواد التجارية بكميات كبيرة، وذلك يشمل حتى الاخشاب، وتعتبر تجارة الاخشاب مهمة لهم اذ انهم يرسلونها الى منطقة وادي فرغانة، وهو المثلث الذي يقع بين قرغيزستات وتركمانستان، وكان بعض التجار الكويتيين يجلبون الأخشاب من كالكتا، كما كانوا يتعاملون، أيضاً، في مجال المنتجات الصوفية تصديراً واستيراداً. والكويت كما نعلم صغيرة الحجم والطلب على البضائع والمواد محدود للغاية. وبالتالي، تجد التجار يعملون في مجال إعادة التصدير، ويشبه هذا الأمر ما تقوم به إمارة دبي، حالياً، إذ إنها تستورد البضائع من الهند وتقوم بتصديرها إلى إيران، مستفيدة من الحظر الذي تواجهه طهران، كما إلى باكستان، وذلك، أيضاً، نتيجة الخلاف في ما بين الهند وباكستان.
ويبلغ حجم التجارة بين الهند ودولة الإمارات ثمانين ملياراً، ومعظم تلك المعاملات التجارية تذهب إلى البلدين المذكورين، أي إيران وباكستان.
هل ما زال هناك كويتيون في الهند؟
ــــ لقد تزوج التجار الكويتيون ممن كانوا يقيمون في بومباي وكالكتا هناك من مواطنات المنطقة، وما زال البعض من ذريتهم يشير إلى أسماء أسرهم الكويتية. فبعض أبنائهم كان قد ذهب إلى الكويت، ولكن البعض الآخر بقى في الهند.
عبدالله السالم والديموقراطية الهندية
هل هناك تأثير للعلاقات الهندية الكويتية في توجه الشيخ عبدالله السالم نحو تبني النظام الديموقراطي؟
ــــ إن التأثير لم يقتصر فقط على مسألة الديموقراطية، بل شمل كذلك دور حركة المناداة بالاستقلال في الهند. فقد كان لتلك الحركة تأثير على العديد من التجار الكويتيين. فالكويتيون كانوا يأتون إلى الهند لأسباب مختلفة وليس فقط للتجارة، هناك من أتى للدراسة أو العلاج، وحتى للسياحة والتجول في البلاد، وذلك بعد أن انتظمت رحلات السفن التي تعمل بالبخار. وبالتالي، فقد كانوا معرضين للاطلاع على ما ينشر في الصحف والندوات واللقاءات السياسية والأدبية. كما كانوا يتابعون الانتخابات البلدية التي كانت تجرى في كل مكان كل عام. يراقبون كل تلك النشاطات عن كثب. ولقد بدأ البعض منهم يساند قضية إجراء انتخابات في الكويت. ففي عامي 1920 و1928 أجريت انتخابات هنا في الكويت، ولقد لعب التجار ممن كانوا يقيمون في بومباي ومناطق أخرى في الهند دوراً مهماً، وعندما قدم حاكم البلاد الشيخ عبدالله السالم الصباح إلى الهند في عام 1950 طالب العديد من التجار الكويتيين في الكويت بتأسيس جمعية وطنية هنا في الكويت. وهذا الأمر موثق في الصحف، ويعد استلهام التجار للتجربة الهندية أمراً مثيراً للاهتمام والرغبة في إقامة نظام ديموقراطي، كما أن العديد من أفراد الأسر الحاكمة في الكويت والبحرين وقطر وعمان ممن لا يحبهم البريطانيون كانوا يبعدون إلى الهند. وبالتالي، كانوا هم أيضاً مهتمين بقضية الديموقراطية. وبالتالي، كانت هناك اجتماعات تعقد في شارع محمد علي في بومباي، حيث كانوا يتبادلون الحديث حول الكيفية التي يمكن بها تغيير مجتمعاتهم كما حول الديموقراطية والانتخابات.
قصر الإبراهيم
هنالك في المنطقة يوجد قصر للتاجر جاسم بن محمد آل إبراهيم، هل هذا القصر موجود إلى الآن؟ ويقال انه قد تم بيعه، هل تعرفون المالك الجديد؟
ــــ نعم القصر موجود في منطقة «كولابا» في بومباي على ساحل البحر، وهو بيت معروف، وهناك صورة لدي له اشتراه صاحبه عام 1911 انتقل إلى ملك راج انان وهو مؤلف مشهور يكتب باللغة الانكليزية. ويقع البيت بجوار فندق تاج. والآن يملكه الاخوان ميتال ملاك شركات الحديد والصلب المشهورون.
وقد نشرت صحيفة «تايمز اوف انديا» تقريرا عن ذلك البيت عام 1884 في نسخة بومباي.
اقتناء الذهب
ماذا عن تجارة الذهب وعمليات تهريبه في تلك الأيام؟
ــــ لقد كانت تجارة رائجة وقد كانت السفن تجلب الذهب والساعات، وكان سعر الذهب في الهند رخيصا وقد وضعت الحكومة بعض القيود على تجارته، فالأسر الهندية جميعها تحب اقتناء الذهب ولا تحبذ إيداع نقودها في البنوك. ويرغبون في اقتناء الذهب ضمانا وهذا أمر شائع لدى معظم المسلمين والهندوس والمسيحيين الهنود، الغني منهم والفقير، وهم يميلون الى الاستثمار في الذهب ضمانا لأموالهم.
تجارة الخيول في الكويت
احتاج البريطانيون من اجل توطيد سيطرتهم على الهند للخيول التي كان التجار الكويتيون يقومون بتوريدها باعداد كبيرة. وفي مرحلة من المراحل قاموا بتوريد 800 حصان كل عام في اواخر القرن الــ19، كما استخدمت الخيول للسباقات وللاغراض العسكرية. واعتبر العراق المصدر الرئيسي للخيول للتصدير الى الهند، ووفقا لاحد التقديرات تم في عام 1816 تصدير حوالي 1500 من الخيول الى الهند.
وكان سعر كل حصان في ذلك الوقت 300 روبية، وفي بومباي تم بيعه بمبلغ يتراوح من 1000 الى 2000 روبية. وكان التجار الكويتيون الرئيسيون للخيول يوسف البدر. علي العامر، محمد بن فايد، محمد المديريس، احمد العدواني وسليمان الجاسم، ولكن تجارة الخيول توقفت تقريبا بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية.
البروفيسور كمال باشا
يحمل اسم كمال باشا وهو من اصول اسلامية تركية جده اشترك بحرب البلقان، كان يعرف باسم غازي مصطفى كمال باشا تأثرا بمصطفى كمال اتاتورك لكنه غير الاسم فيما بعد وصار هو افتاب كمال باشا، قام بتأليف 62 كتابا، منها اربعة كتب عن الكويت، يعمل حاليا رئيسا لمجلس الادارة والعضو المنتدب لبرنامج دراسات الخليج الى الهند في مركز دراسات غرب آسيا ومدرسة الدراسات العالمية.
أقامه الباحث في التاريخ البحري نواف العصفور على مساحة 60 متراً وفيه مقتنيات جمعها على مدى عمره
متحف الحياة البحرية يضم 2000 قطعة نادرة ويعكس صورة كويت الماضي الاثنين 11 أبريل 2011 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
نواف العصفور في حوار مع النوخذة الراحل علي العسعوسي
النوخذة الراحل علي العسعوسي في المتحف مع نواف العصفور
نواف العصفور والنوخذة عيسى بشارة وفيصل الشملان في جولة بالمتحف
صور للنواخذة الراحلين ومقتنيات نادرة
من المقتنيات النادرة في متحف الحياة البحرية
أحد الأجهزة المعروضة في المتحف
العصفور: أهوى البحث عن القطع الأثرية منذ الصغر
بالمتحف مخطوطة تضم أسماء نواخذة الكويت وكتاب قوانين الغوص الصادر عام 1940
عدة القلافة وأجهزة الملاحة القديمة وأول ماكينة للنامليت درر ثمينة يضمها المعرض
يعد متحف الحياة البحرية مقصدا للباحثين والهواة والزوار يجسد من خلاله الباحث في التراث والتاريخ البحري نواف العصفور حبه للتراث وحياة المجتمع الكويتي قديما لتشكل قطعه ومقتنياته النادرة والفريدة ثمرة سنوات من البحث والجهد والعمل والاستعانة بالمراجع التاريخية وكأنه صورة مصغرة لكويت الأمس. وقال العصفور لـ «كونا» أمس ان هواية البحث عن القطع الأثرية والتاريخية بدأت لديه منذ صغره عبر جمع التحف والقطع التاريخية التي تتعلق بحياة البحر وصناعة السفن وكل ما يتعلق بتراث وتاريخ الأجداد ليضم المتحف حاليا قطعا وتحفا تاريخية نادرة لا توجد حتى في متاحف الدولة يزيد عددها على الألفي قطعة.وأضاف ان متحفه يغلب عليه الطابع البحري بشكل خاص والقطع المتعلقة بالبيت الكويتي القديم ويمتد على مساحة ستين مترا مربعا يحتضن أكثر من ألفي قطعة عن شتى المظاهر الاجتماعية والمعيشية والعملية التي كانت سائدة في الماضي وهو شاهد على تراث وحياة أهل الكويت قديما.
وأوضح ان هوايته بدأت تحديدا لدى انتقال عائلته الى منزل قديم بمنطقة الشرق خلف منزل «ديكسن» حيث احتفظ والده بمعداته القديمة كافة من أبواب وشبابيك وغيرها فيما يعود عشقه للألعاب البحرية القديمة الى ارتباطه بالبحر والصيد ومن هنا جاء الحرص على أن يكون المتحف نموذجا مصغرا للقرية التراثية وأحيائها السكنية.
وقال «ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة حيث قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه وكان والدي بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى (العدال)».
وذكر انه شرع عمليا في جمع القطع عام 2005 و«أول ما بدأت بمقتنيات الوالد التي ساعدتني على استكمال رحلتي في البحث والاستكشاف وصولا الى متحف على هيئة بيت كويتي قديم فتجد الليوان المسقوف بأعمدة الجندل وتحته كرسي الحب والبرمة والفراش وتنكة الكاز والبمبة (البطل) المحقان لتفريغ الكيروسين ودرام الماء و(بساتيك وهي جمع بستوك) للاجار (المخللات) غرابية للماء وراديو قديم (مطارح) الدوه (منقلة) الغواري وحصران ومنز ودراي شداخه والبنكه (مروحة)».
وعن أهم مقتنيات المتحف أيضا بين العصفور انه يضم وثيقة تملك لبيت «ديكسون» مختومة بختم الشيخ مبارك الصباح وعقد إيجار من المعتمد البريطاني يرجع لعام 1904 وغيرها من وثائق تاريخية للنواخذة ومذكراتهم الى جانب بعض القطع النادرة مثل أكبر «سكان» لبوم سفار و«بشتخته» مضلعة والأجهزة الملاحية والمعدات الخاصة بصناعة السفينة ومعدات النوخذة (الكمال والديرة وآلة السكروب والفورسكال والفرجال).
واشار الى ان مقتنياته تضم أيضا صندوقا بحبال يخص البحارة و«طوس» القماش الأصلي والدوار و«اليامعة للدقل» العود الخاص في «بوم اقبال» ومعدات «القاصة» الكاملة ومعدات القلاليف وأكبر «مجدح» يستخدم لصناعة السفن الخشبية وآلة الدوار التي تسحب بها «الباورة» ووسائل الصيد التي يرجع تاريخها لمئة عام وحتى «البنكة أو المروحة» الموجودة في المتحف ومازالت تعمل ويرجع تاريخها لعام 1942.
واستعرض من مقتنيات المتحف أيضا قطع سفن وصندوق سفر «بوحبال» وعدة غوص وصيد وألعابا بحرية و«الباورة» القديمة وعدة «الطواشة وميزان اللؤلؤ وكتاب أوزان اللؤلؤ وكتاب قانون الغواصين الذي صدر عام 1940 وعدة القلافة كاملة وجهاز السكروب والساعة الرملية والخرائط البحرية التاريخية وحتى أول ماكينة للنامليت التي جلبها محمود بوشهري الى الكويت وكرخ البوم وغيرها من تراث البحر من الألف الى الياء».
وأشار الى ان المتحف يضم أيضا مخطوطة تحمل أسماء جميع نواخذة الغوص من الرعيل الأول الذين لا توجد عنهم معلومات منذ عهد الشيخ مبارك الصباح وهناك كتاب بأسمائهم وكم دفعوا ضرائب دونت عام 1911.
وعن أقدم القطع الموجودة في المتحف وأندرها قال العصفور انها «ماكينة» تعيد تعبئة قارورات (نامليت) وماكينة تدار باليد كانت تستخدم في صنع «الدندرمة» أي البوظة وهي كلمة تركية.
وقال ان المتحف البحري يتضمن أيضا «الشرخ» وهي آلة تستخدم لصيد سمك البياح وليخ لصيد الزبيدي والمسلاة لإخراج السمك من الحظرة وخيوط الحداق القطنية الطاسة لصيد الزوري وعدة صناعة الشباك ومجسما لسفينة صيد من نوع «الورجيه» وقرقور أسلاك وقرقور عساوه.واستعرض ايضا معدات القنبار (الكنبار) صيد السمك على الساحل ليلا وهي «السيف والكابر واللوكس «مصباح يضيء بالفتيلة» ومجموعة من القواقع البحرية والأصداف والصخور المرجانية علاوة على «البنديرة» وهي سارية يرفع عليها علم الكويت في مقدمة وخلفية السفينة وصورة نادرة التقطت في أربعينيات القرن الماضي.وبالنسبة لصور عن حياة الكويتيين أشار الى ركن آخر في المتحف يضم أدوات المطبخ الكويتي من «جدور نحاسية قدر والملبس وجولة أم قلاص وموقد يشعل بالكيروسين وودبة الدهن وسفر طاس إناء من النحاس والالمنيوم والملبس جمعها طوس وتسمى ملة ومجراخ لبن ومشخال والملاس والطابي والمثعوبة والمسحالة صحون أم نبت وغواري صبن ومطارة أم نسر وأباريق ماء نحاس».
وعن الأدوات المستخدمة في الفن البحري ذكر «الطبل البحري المرواس والطويسات والطار والبحلة والهاون» وصورا عن كيفية الغوص ونماذج من السفن الخشبية المستخدمة في الغوص والسفر وبعض الأسماك المحنطة والكائنات الأخرى.
وقال ان إحدى زوايا المتحف تتضمن دار العروس وتتألف من الخزانة (الكبت) و«الكاروكه» سرير خشبي خاص بالأطفال وصندوق مبيت وطاولة مرمر وسلة «روط البشتختة أم بوري» والمباخر والمرش وآلة خياطة ومطارح وقبقاب وسجادة مكة والمدينة منجرة عقال زري ودفاية بخاري والحق لحفظ البخور والرواشن وهي أرفف مبنية بالحائط.عدد المشـاهدات: 1958
صفحات مجهولة من تاريخ شخصية زاهدة في الشهرة أحمد محبوب العامر أول فنان تشكيلي عرفته الكويت
طلاب مسرحية «فتح مصر» بلباسهم التنكري، وتبدو اللوحة الجدراية التي رسمها الفنان أحمد العامر
خالد عبدالرحمن العبدالمغني
أحمد محبوب العامر، شخصية «مجهولة» ومبدعة في الفن والصحافة، لم ينل حقه ولم يعط التقدير المناسب لتاريخه، والجدارية التي رسمها لمسرحية «فتح مصر» عام 1939 تؤرخ، كما يقول الكاتب خالد عبدالرحمن العبدالمغني في بحثه الذي خص به القبس، الى فن تشكيلي حقيقي انطلقت منه بداية الفن التشكيلي في الكويت.
تزامنت بداية الفن التشكيلي في الكويت مع بداية الفن المسرحي، وربما تفصل بينهما فترة زمنية قصيرة، وتوثق مسرحية «فتح مصر»، التي أقيمت في المدرسة المباركية عام 1939، تلك العلاقة الزمنية المشتركة للفن التشكيلي مع الفن المسرحي، حيث شهدت المسرحية عرض أول لوحة جدارية زينت بها مشاهدها من الفصل الأول حتى الفصل الأخير.
وعلى الرغم من وضوح اللوحة الجدارية في الصورة الجماعية التي التقطت للطلاب الذين قاموا بأداء مسرحية «فتح مصر»، التي ظهرت أجزاء كبيرة منها، فإنه لم يلتفت إليها كتَّاب ونقَّاد الفن التشكيلي باعتبارها أول لوحة جدارية تعلَّق في تاريخ الفن التشكيلي في الكويت، تلك اللوحة التي نفذت على قماش من «المريكن»، وهو قماش أبيض يُستورد من الهند، وبقياس ثمانية أمتار في العرض وثلاثة أمتار ونصف المتر تقريبا في الارتفاع، لتصور اللوحة مشهد رجل ذي لحية بيضاء بلباس عربي، يمتطي جملا على يمين اللوحة، وتبدو ست نخلات، ثلاث في المقدمة وثلاث في الخلف، تفصل بينهما الأهرامات الثلاثة في منتصف المشهد تقريبا، وقد زُيّ.نت السماء ببعض الغيوم.
وصف الدكتور خليفة الوقيان في كتابه القيّ.م «الثقافة في الكويت»، مسرحية «إسلام عمر»، التي قُدمت قبل أشهر من مسرحية «فتح مصر»، بأنها تؤرخ لفن مسرحي حقيقي، التي حضر عرضها الأول حاكم الكويت المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، ثم طلب إعادتها بعد أيام، وأعيدت وحضر سموه العرض الثاني، ويمكننا القول إضافة لوصف الدكتور خليفة الوقيان أيضا، إن جدارية مسرحية «فتح مصر» تؤرخ لفن تشكيلي حقيقي انطلقت منه بداية الفن التشكيلي في الكويت.
مَن رسم جدارية مسرحية «فتح مصر»؟
هذا السؤال الذي كان ينبغي طرحه والبحث عن إجابة له لكي نؤرخ به بداية الفن التشكيلي في الكويت، ومع هذا غاب عن أذهان الكثيرين البحث عن إجابة له، فاحتفى المسرحيون بأول مسرحية، وتجاهل التشكيليون أول رسم طوال تلك السنين.
وشاءت الصُدف أن يكون صاحب أول رسم جداري مسرحي هو صاحب أول كلمة والجملة الأولى التي ألقيت في مسرحية «إسلام عمر» تأليف على باكثير عام 1939، التي تُعد أول عمل بالمعنى المسرحي الكامل في الكويت، حيث كان أحمد العامر أصغر فريق الممثلين من الطلاب الذين قاموا بأداء المسرحية، واقتصر دوره على القيام بأداء دور «ورقة بن نوفل».
وقد برز أحمد محبوب العامر في الرسم منذ التحاقه طالباً في مدرسة المباركية، من خلال تميزه في رسم الشخصيات (ما يعرف بالبورتريه)، ويُعد أول من عُلقت له لوحات على جدران مدرسة المباركية عام 1936م، حيث رسم لوحة حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح راعي النهضة التعليمية، ونتيجة لذلك، فقد تفضل سمو الأمير بطلبها لكي يراها، ومن ثم أعيدت لتُعلق على جدران المدرسة، بجانب رسم لفوزي القاوقجي، الضابط السوري الذي حارب ضد الاستعمار الفرنسي، والإنكليزي، والقائد الأول لثورة المجاهدين الفلسطينيين عام 1936، وكلتا اللوحتين رسمت بالألوان. وقد رسم شخصيات أخرى مثل هتلر، ورسم الملك سعود بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد خلال زيارته الكويت آنذاك، وأهداها له بواسطة الوكيل عبدالله النفيسي، وقد حصل على مكافأة مالية.
رواية العامر لأول جدارية
يروي الأستاذ أحمد محبوب العامر: «كنت قد اشتركت كممثل في المسرحية الأولى في تاريخ الكويت، وربما في الجزيرة العربية «إسلام عمر»، فلما جاء موعد المسرحية الثانية «فتح مصر» عام 1939م، وجدت في ذلك اليوم، الذي وزعت فيه الأدوار على الممثلين، أن أي دور لم يسند لي، فكان ذلك سببا لزعلي الشديد، وفي اليوم التالي، استدعاني المرحوم أحمد شهاب الدين مدير المدرسة، وقال لي: إننا تعمدنا ألا نسند إليك أي دور في المسرحية، لأننا أردناك في عمل آخر أهم، وهو أن تتفرغ كليةً حتى من الدراسة لإنجاز رسم يمثل الجو المصري القديم على ستارة المنظر الخلفي للمسرح.. أجبت وبفرح شديد بالموافقة، وكان عمري في ذلك الوقت تحديدا ستة عشر عاما تقريبا، ولم يكن قد سبق لي أن قمت بعمل من هذا النوع بمواصفات أو لي أي خبرة سابقة فيها لا بدراسة ولا حتى مشاهدة أحد ينفذ مثل ذلك العمل الكبير، ذلك أن مساحة الرسم هي ستارة مسرح وليست ورقة وقلما، والرسم سيكون على قماش يعلم الله ما نوعيته، ومادة الطلاء، لذلك العمل هي «بوية الدهان العادية»، التي تصبغ بها شبابيك المباني، وأداة التنفيذ هي «بروش» الدهان الضخم وليست ريشة الرسم، والتنفيذ سيكون على القماش وهو مفروش على الأرض.. وقمت بفضل الله وعونه برسم المنظر من ذاكرتي وليس نقلا عن صورة أو توجيه من أحد.. أنجزت أولا تخطيط الرسم كاملا بطباشير ملونة، ثم بدأت في عملية تغطيته بألوان مختلفة من «البوية»، شملت في الوقت نفسه التظليل اللازم لإعطاء الصورة شكلها النهائي».
يضيف العامر: «كنت أقوم بالعمل وحدي من دون أن يشاركني فيه أحد، حتى ولو بالتوجيه اللفظي، واقترب موعد عرض المسرحية، وملأتُ جميع مساحة الرسم بدهان البوية ولم يكتمل، أي أن ضيق الوقت قد أحرجني بعد مرور خمسة أيام من العمل المتواصل من دون أخذ أي راحة، كنت فيها لا أذهب إلى المنزل، الذي ليس بعيدا عن المدرسة، إلا للأكل والنوم متأخرا، وفي اليوم السابق لعرض المسرحية، تقرر رفع تلك الستارة من الأرض ونصبها في مكانها كخلفية لخشبة المسرح، وكان مفروضا عليَّ الفراغ من الدهان البوية بأي شكل.. كان وقتها تخطيط الرسم كاملا قد انتهى، والمرحلة النهائية، التي هي ملء المساحة بالمداد كنت قد أنجزت منها %98، وبقي في آخر الوقت ما يقارب الخمسة أمتار مربعة يجب أن تنجز والوقت لم يسعفني، عندئذٍ طلبت من مدير المدرسة استدعاء معجب الدوسري، الذي كان مشغولا مع الآخرين في عملية التدريب على أداء المسرحية لكي يعاونني في إنجاز ما بقي من دهان يوضع على ما هو مرسوم لا أكثر، وقد تم ذلك، فكان ما أنجزه المرحوم تحديدا ما يقارب المترين المربعين موقعهما في الزاوية اليسرى السفلى من الستارة، أي بنسبة لا تزيد بحال على ربع في المائة، أي أقل من واحد في المائة من العمل ككل».
الصورة الجماعية
ويروي أنه أثناء الاستراحة بين فصول المسرحية، كان يشغل موسيقى تصدر من أسطوانة للموسيقار محمد عبدالوهاب، تحمل لحنين: الأول بعنوان «ألف ليلة وليلة»، وفي الخلف منها «لحن حبي»، وتدار الأسطوانة الحجرية على «بشتخته» مع مكبر للصوت، وقد حضر الفنان عبدالله الفضالة المسرحية وأعجب باختيار الموسيقى المصاحبة للعرض، وتعد هذه أول حالة تستخدم فيها الموسيقى في سياق عرض مسرحي في الكويت.
ويؤكد الأستاذ إبراهيم عبدالعزيز المقهوي أنه كان في الفصل الأعلى من فصل أحمد العامر، وكان أكثر الطلاب شهرة بالرسم في المدرسة، وعندما افتتحت المسرحية، التي أقيمت في «ليوان» المدرسة، فوجئنا نحن الطلاب الممثلين بالخلفية المرسومة التي لم نشاهد مثلها من قبل، وكان منظرا طبيعيا فيه أشجار نخيل.
عندما التقطت الصورة الجماعية للطلاب، الذين أدوا المسرحية بزيهم المسرحي بعد نهاية المسرحية، لم يكن أحمد العامر من ضمنهم، والسبب أنه لم يؤد دورا فيها، لكن الجدارية التي رسمها للعرض كانت حاضرة بجلاء بدلا عنه خلف الطلاب.
ويمكن القول إن جدارية مسرحية «فتح مصر» شكلت نموذجا يقتدى به في رسم المسرحيات التي أقيمت في ما بعد. فعلى سبيل المثال، أقيمت مسرحية «البسوس»، التي قدمها طلاب المدرسة القبلية في مدرسة المباركية، نظرا لعدم توافر مسرح أو مكان لإقامتها عام 1943م، وقد عرضت جدارية للمسرحية بحجم جدارية «فتح مصر» نفسه، كما احتوى الرسم على أشجار للنخيل والغيوم، وعلى بناء لدار كبيرة، وقد كان أحمد العامر آنذاك ضمن بعثة البحرين، لذا من رسمها هو شخص آخر من وحي تأثير مسرحية «فتح مصر».
لوحات المقهى
أحمد محبوب العامر فنان بالفطرة، وصاحب موهبة سبقت عصره، علَّم نفسه بالتدريب، من خلال اطلاعه على الرسم في المجلات، وكذلك على الورق المصور الملصق على الأقمشة المستوردة من الهند واليابان، واحتفاظه بالصور المصاحبة لاسم الماركة، وقد تميز العامر في الرسم بالرصاص، وكان حريصا على أن يحمل مفكرة الجيب وأوراقا بيضاء وقلما أثناء جلوسه في أحد المقاهي الشعبية، فيختار أحد وجوه الحاضرين في المقهى ويشرع برسمه، وعندما ينتهي من الرسم يقوم بتقديمه له هدية، وكان الاستحسان والشكر هما مكافأته التي كان ينتظرها ويفرح بها، وقد رسم المئات من اللوحات ولم يحتفظ بشيء منها إلا القليل، إحداها هي تلك المنشورة لصديقه الشاعر فهد العسكر والتي رسمها في احدى جلساته معه، ومع الأسف الشديد، ابتعث العامر لدراسة الصناعات الميكانيكية في القاهرة، وقبلها كان في بعثة بالبحرين بمدرسة الصنائع الخليفية لمدة عامين تقريبا، حيث إنه لو ابتعث لدراسة الفنون الجميلة لحقق موقعا متقدما في مسيرة الفن التشكيلي في الكويت.
تجربة البحرين
ويحكي صالح جاسم شهاب في كتابه «تاريخ التعليم في الكويت والخليج - أيام زمان» عن مهارة أحمد العامر في الرسم عندما زامله في دفعة البحرين عام 1940، أن «المدير الإنكليزي «هنكز Hachnks» للكلية الصناعية كان فنانا بجانب خبرته ودرايته في إدارة الكلية وعمل لوحات جميلة، وبخاصة في رسم الأشخاص، وقد انسجم انسجاما كليا مع زميلنا أحمد العامر، الذي هو الآخر له اهتمامات كبيرة في الرسم، فكان كل منهما يُطلع الآخر على ما رسمه من لوحات، وفي ذات يوم أجلس زميلنا أحمد العامر على كرسي، وبدأ يرسمه شخصيا، كما أن أحمد العامر هو الآخر قام برسمه، وأهدى كل منهما ما رسمه إلى الآخر».
غلاف مجلة البعثة
كما يعد أحمد محبوب العامر أول فنان يرسم غلافا لمجلة في تاريخ الصحافة الكويتية، ففي نوفمبر عام 1946م، كلفه الأستاذ عبدالعزيز حسين، المشرف على بيت طلبة الكويت في مصر أنذاك، بتقديم أربع صور ورسم الغلاف، ولم يطلب منه ولم يتم توجيهه، ودعاه أن يرسم حسب اجتهاده باعتباره أحد أفراد البعثة، وأنجز الرسم في غضون خمسة أيام.
يروي محبوب العامر في أوراقه الخاصة: «.. في ذلك الوقت عام 1946 تختلف صفة العلاقات بين جميع الدول العربية عما هي عليه اليوم، بما في ذلك بين مصر والكويت، فلا تمثيل دبلوماسيا ولا قنصليا ولا..، واقتصرت الصلة الموجودة بين البلدين على بعثة الطلبة الكويتيين الدارسين في مصر وبعثة الأساتذة المصريين المدرسين في الكويت، فاستقر رأيي على تجسيد هذا الواقع رسما وإبراز هذه الرابطة على تطورها ونموها إلى الأكثر والأكبر في المستقبل.. وبفضل الله، برز في مخيلتي الرسم الذي يجب أن أنفذه وما عليّ إلا الشروع في نقله على الورق، وهكذا كان.. فلكي أشير إلى الكويت، رسمت أهم مظاهر حياتها في ذلك الوقت، أي البحر والسفن والغوص، لأن البترول وقتها لم يكن قد اكتشف، وأشرت إلى مصر بأهم ما في تاريخها العريق، أبوالهول والأهرامات، وجعلت كلمة «البعثة» في الوسط بين الجانبين.. أردت أن تكون الكلمة ممثلة لكلتا البعثتين الطلبة والمدرسين، كرمز وأداة للتواصل بين الشعبين، وقدمت هذا الرسم للأستاذ عبدالعزيز حسين يوم 1946/12/1 ووافق عليه في الحال».
ويستكمل روايته: «وصدرت مجلة البعثة بذلك الغلاف في الشهر نفسه لكي أفاجأ بصدمة كبيرة لي فيها، ذلك أن عبثا وتزويرا حدثا لعملي، فقد وقع بعدما أنجزته وسلمته للأستاذ عبدالعزيز حسين في يد شخص لا أعرف إن كان من المطبعة نفسها التي طبعت المجلة أو من خارجها».
«وكان غضبي شديدا لما حدث لرسمي، فكان أن جاملني عبدالعزيز حسين ببعض الكلام، الذي اعتقدت وقتها معه أن الخطأ سيتم إصلاحه، وأن العدد المقبل سيحمل الغلاف عملي كما رسمته تماما بما في ذلك إعادة اسمي إلى مكانه، وكانت المفاجأة الكبرى، التي أخرجتني من هدوئي واتزاني، أن العدد الثاني صدر بالرسم المزور نفسه ومن دون أي تصحيح».
وعلى الرغم من أن غلاف البعثة، الذي رسمه أحمد محبوب العامر، قد امتدت له يد العبث والتحوير قبل طباعة العدد الأول بطريقة ما، حيث لم يطبع الرسم كما أراد واتفق عليه، فوضع تحت رسم الغلاف اسم «مدحت» بدلا من أحمد العامر، والتغيرات التي حورها «مدحت» تمثلت في ثلاثة مواضع، الأول: وضع لأبوالهول رأسا كبيرا مع التفاصيل بدلا مما كان في أصل الرسم مجدوع الأنف، كما هو في الواقع وكما أراد العامر، الثاني: في أصل الرسم، ظهر البحارة الكويتيون بلباس «الوزار» فقط، والغلاف الذي صدر ألبسهم «مدحت» فيه «الجلابية» المصرية ووضع على رؤوسهم عمائم، الثالث: وضع على جسم السفينة الشراعية خطوطا عمودية كثيرة بشكل مبالغ به.
أول رسام كاريكاتير في الجزيرة
على الرغم من ذلك الموقف، لم تتوقف إسهامات أحمد محبوب العامر في تصميم الغلاف الصحافي، ولكنه ساهم أيضا في رسم الكاريكاتير، ليعد أول رسام كاريكاتير في تاريخ الصحافة الكويتية ومنطقة الجزيرة العربية، ففي العدد السابع من مجلة «البعثة»، قام برسم لعمود تحت عنوان «من هو؟»، يمثل صورة كاريكاتيرية تشبيهية لشخصية تمثل أحد زملائه من الطلبة إلى جانب تعليق مصاحب للرسم، وقد استمر في الرسم حتى العدد الثامن، وبعدها لم ينشر بسبب عودته القسرية الى الكويت، واستكمل الفنان معجب الدوسري رسم كاركاتير الشخصيات، وسار على نهجه في رسم العمود في العدد العاشر من «البعثة».
تأسيس «الوطن» وشخصية «ملا مصلح»
عندما أسس الأستاذ أحمد محبوب العامر جريدته «الوطن» في يونيو عام 1962، وكانت أول صحيفة تصدر بعد الاستقلال، بدأ في نشر رسم الكاريكاتير على الصفحة الأخيرة بعد فترة من انتظامها بشكل أسبوعي، وأحيانا كان ينشر رسما على الغلاف إذا استجد حدث سياسي ساخن، وكذلك في الصفحات الداخلية كرسوم مصاحبة لبعض المواضيع والمقالات. ولعل ما يميز العامر في رسم الكاريكاتير هو اختياره رسم شخصية متخيلة باسم «ملا مصلح»، وتمثل نقدا للشخصية المتاجرة بالدين، حيث يُسقط من خلال الرسم نقده الهادف الجريء الساخر للسلبيات والمواقف التي تحدث في المجتمع الكويتي.
تاريخ مجهول
طبيعة شخصية أحمد محبوب العامر الزاهدة في الشهرة والمتعففة، والبعيدة كل البعد عن الأضواء، كانت سببا في غيابه عن المشهد الثقافي في تاريخ الكويت طوال تلك السنين، ولايزال في الظل أطال الله في عمره، حيث آثر النأي بنفسه عن الخوض في تصحيح كل ما يكتب وينسب لغيره، لكن آن أوان «التصحيح» لتلك الصفحة المجهولة من تاريخ الفن التشكيلي في الكويت قبل أن تمضي بنا الأيام ويسرقنا النسيان، وليقبل الأستاذ العزيز أحمد محبوب العامر اعتذارنا بعد هذه السنين في الكشف عن أوراقه الخاصة.
صباح السالم وبيت لوذان
لعل شهرة أحمد محبوب العامر بين الناس في الرسم وشيوع صيته بأنه فنان، دفعا الشيخ صباح السالم رحمه الله (أمير الكويت السابق)، للطلب منه تصميم بيت له في السالمية في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، والذي يعرف الآن بـ «بيت لوذان»، حيث طلب من أحمد العامر، باعتباره فنانا، رسم تخطيط للبيت، فرسمه على هيئة مجموعة غرف مختلفة المساحات تطل على ساحة داخلية، استحضر من خلاله نموذج البيت الكويتي القديم، ولايزال البيت حاضرا حتى الآن في هيـئته التي كان عليها، يمثل نموذجا مبتكرا لكيفية تطوير وتصميم بيوت الطين لتناسب العصر مع الحفاظ علـى روح العمارة المحلية.
خليفة العازمي: السخاء من ثمرة الزهد ومعالي الأخلاق اللدغات السامَّة تعالَج بالشرط وكرش الذبيحة والثوم
خليفة سالم العازمي
">">
ولدتُ بالوفرة.. أرض الحروب والنفط والزراعة
درست في وارة.. حولها جبل ومئة بئر مياهها عذبة
غذاؤنا مقدد واللبن ليُسكّ.ن حرارة الصحراء
فهيد مفلح العازمي: آباؤنا عملوا بالغوص والرعي والزراعة
أمهاتنا عملن بخياطة بيوت الشعر والعباءات والسدو
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرّجوا، رجالاً ونساءً الى ان حققوا الطموح أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين إلى الأيام الخوالي، القبس شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
أجرى الحوار جاسم عباس
في مستهل لقائنا مع خليفة سالم خليفة العازمي، استعرض مكان ولادته في منطقة الوفرة الزراعية في جنوب الكويت، تتوافر فيها بكثرة الآبار وتشتهر بالزراعة، وسميت الوفرة لوفرة مائها ومراعيها وخيراتها.
قال خليفة العازمي: عندما كنا نسير إليها في وسط الصحراء لا تشاهد إلا بعض الخيم وبيوت الشعر، ولدت في «بيت شعر» المنسوج محلياً من الصوف والشعر، ولهذا البيت ثلاثة أعمدة ويسمى مثلوث واحياناً من أربعة أعمدة يسمى مربوع كانت الوفرة محطة للقوافل المتنقلة والمارة، لأنها غنية ويؤخذ منها الخير الكثير، والوفرة لها تاريخ في الحروب التي دارت على ارضها في القديم ففي عام 1953م اكتشف فيها النفط، ومن ثم انتقلنا الى الصبيحة، وأذكر أن بيوتها كانت من الخشب والشينكو.
«الجينكو» هي عبارة عن صفائح من الحديد تتخذ لتسقيف البيوت وصناعة خزانات الماء، وهي ايضاً محطة للقوافل القادمة من جنوب الكويت الى شمالها، وهي من القرى القديمة، واحدى واحات البر.
اعتمدنا في الصبيحية على الزراعة، خاصة الطماطم والفجل والبطيخ، وآباؤنا كانوا يعتمدون على الآبار التي يحضرونها على عمق لا يزيد على ثلاثة أمتار، وأرضها سهلة تحفر وتصل الى الماء في نصف يوم، كان في الصبيحية بقالة واحدة وأهاليها يتنقلون في الشتاء الى اماكن قريبة لرعي أغنامهم، ويرجعون اليها في بدايات الصيف.
يقول العازمي: سكنا في بيت شعر، وكان معنا في الصبيحية: ظاهر الدماك، سالم الغضبان، شبو وخالد، سالم الزافو، ووضاح العنزي وشريدة، وموقفها جنوب برقان، وبقالنا كان مصبح الشبو صاحب البقالة والخباز في آن واحد، رحمه الله، أفاد المنطقة بكرمه وجهده، وكان يوفر كل الحاجيات المنزلية، اضافة الى الحلاقة، كنا نستعمل الموس والماكينة اليدوية، وكل يحلق للآخر.
كانت المحلة خالية من المدارس فدرسنا في مدرسة «وارة» او كما تسمى ايضاً «أوارة»، فيها جبل وحوله حوالي مئة بئر، والمياه كانت صالحة للشرب وفيها مزارع، أذكر من المدرسين نادر ابو سمرة (فلسطيني رحمه الله)، والأستاذ عبدالرحيم (مدرس رياضيات أيضاً فلسطيني)، ومدرس لغة عربية عواد، وأذكر ناظر المدرسة والهيئة التدريسية كلهم من إخواننا ومربينا من فلسطين، كل هذه المعلومات أتذكرها لأن عمري كان 7 سنوات، وأذكر حرس المدرسة كيف كان يقرع باليد، والميكروفون اليدوي، إضافة الى عيادة وطابور صباحي، اما وجبتنا اليومية والرئيسية فكانت شوربة العدس وخبز روبي (التوست)، واحيانا لحم دجاج وبيض وبرتقالة او تفاحة ومن ثم انتقلنا الى مدرسة الأحمدي، والسكن مازال في الصبيحية، اي كان علينا أن نقطع مسافة 40 كلم يومياً بالباص.
غذاء الصحراء
وتحدث خليفة العازمي عن الوجبات التي كانت متوافرة أيام زمان في قرى الكويت وقال: كان والدي رحمه الله يعمل ببيع وشراء الأغنام وفي الرعي في الصحراء، وكان ومن معه يجلبون الأكل من الصفاة بالقرب من قصر نايف مثل الشاي والسكر والطحين واللحم والبيض، وكانوا يقطعون اللحم ويعرضونه لأشعة الشمس، نأكل قطعة من هذا اللحم (المقدد) والباقي يحفظ بعد إضافة الملح إليه لفترة طويلة، وكذلك الدجاج.
ولا نأكل اللحم إلا مرة واحدة في الشهر، وكان الأكل المستورد من الديرة يكفي لمدة شهرين، والتنقل بالسيارة، فيما كان التنقل من وارة إلى الوفرة أو الصباحية يتم على ظهر الإبل.
أضاف العازمي: كنا نصدر من برّنا إلى الكويت، والتجمع والبيع كانا في ساحة الصفاة مثل: الدهن والغنم والجلود والصوف واللبن والزبد والجرثي (اللبن المجفف) ويستخرج منه الإقط، أي اللبن الخاثر الغليظ، وكان الإقط يؤكل مع التمر، ولقلة الأكل كنا نحتفظ به وعند الحاجة يدق ويضاف إليه قليل من الماء ثم يشرب لبناً، وكان التمر يجلب من الإحساء في المملكة العربية السعودية ومن البصرة.
وقال العازمي: كنا نأكل البيض الذي استساغه الإنسان في الصحراء أو المدينة في البر والبحر، وأمهاتنا كن يتفنن في صنع مآكل البيض، فهو غذاء كامل لاحتوائه على البروتين والدهن والأملاح المعدنية، كما كنا نصدر البيض إلى الكويت، والحليب كنا نتغذى به، وكنا نستثمر الحيوان لحليبه، ونحن صغار كانوا يوصوننا بالحليب لأنه يرطب البدن ويغدو غذاء حسناً، وإذا شربته مع السكر يحسن اللون، وهو أنفع المشروبات للبدن، وكنا نصدره إلى المدينة ونعرضه في ساحة الصفاة، خاصة حليب الناقة المفيد الذي يحتوي المواد الدهنية القريبة من حليب البقر.
واستطرد في الشرح قائلاً: أهل البدو والقرى البعيدة لهم تجارب بأنواع الأغذية فهذا الحليب عرف انه سهل الهضم ومنظف للأمعاء والكلى، أما اللبن فكان من ضروع إناث الماعز والغنم والنياق، عرفنا انه يحوي أعلى قيمة غذائية، يسكن الحرارة في البر ويكافح الحصى ويذيب الرمال، ونحن نعتبره «غذاء العمر الطويل».
وقال خليفة: من صادراتنا إلى الصفاة في الكويت روث الإبل ويسمى «جلة»، وهو من البعير كان يحمل في أكياس ويباع للوقود وخاصة للخبازين أصحاب التنانير، ومن فوائد الجلة استخدامه لعلاج اللوزتين وجروح البعير ويقال «خذ من بعره وفت على ظهره»، وكانت الوالدة تأخذ من هذا الروث اليله (جلة) تطحنه ويوضع بين فخذي الطفل تعويضاً عن البودرة، وأفضل منه لأن هذا الروث المطحون خالٍ من المواد الكيماوية وبعد سنوات فتح أحد الهنود مطعماً في الصبيحية بدأنا نأكل رزا مخلوطا باللحم مع خضروات تسمى «برياني» وشباتي وقيمه وعيش دجاج.
الألعاب الشعبية
وتحدث خليفة عن وسائل التسلية وقضاء وقت الفراغ، خصوصا بعد الدوام المدرسي، وقال كنا نمارس الالعاب المسلية مثل: الملاحق والركض، اي يركض احدنا ويأتي الآخر من خلفه ليمسك به او يلمسه، ويحاول «الامامي» ان يكون حذرا و«يتنحش» اي يتهرب.
ومن وسائل التسلية كان صيد الطيور خصوصا في فصل الربيع، حيث ننصب الشباك والفخاخ والصلاليب (المصائد) والنبالمة من وسائل الصيد تنجر من الخشب او من فروع الشجر وتضع لها شريطا من المطاط وقطعة من الجلد توضع بها قطعة من الحجر نقلته حيث ينطلق الحجر بعيدا ويصيب الطير . (ومن الالعاب ايضا الكشتة الشبابية، كنا نشترك للذهاب الى خارج حدود سكننا لكي نعتمد على انفسنا في الطبخ والغسل، اضافة الى تبادل الاحاديث.
لدغات الحية والعقرب
قال العازمي: ايام الوفرة القديمة والصبيحية تعرض كثير منا للدغات الثعابين والعقارب، فكان الآباء يقومون بربط مكان اللدغة لمنع سريان السم الى الجسم ثم يشرط مكانه ويسحب السم من الدم بالضغط او بالفم ومن علاجات اللدغة كانت مراقبة الملدوغ لمدة 3 ايام ومنعه من النوم والحركة، واذا نام مات الملدوغ لان السم ينتشر ويسري في جسمه، وغالبا تعمل له الحجامة مكان اللدغة.
ومن العلاجات ايضا كرش الذبيحة بحيث يوضع في مكان اللدغة داخل الكرشة فيشعر المريض بالشفاء.
اما لدغة العقرب فعلاجها اسهل، اذ كان الكويتيون يعالجونها بوضع الثوم المدقوق مع الخل ويدهن به الموضع، او بقراءة بعض الآليات على المصاب فيبدأ بإذن الله، وايضا يربط مكان اللدغة ويسحب السم مع الدم بعد الشرط ومصه، ويوضع الملح والثوم على الموضع.
واشار الى انتشار عدد كبير من الافاعي منها: النادوس ــ الحنش ــ الداب ــ العربيد، وهناك ايضا عقارب بأنواع خاصة «عقرب رمل» لونها لون الرمل تلدغ وكأنها لم تفعل شيئاً، وهناك مثل عندنا نقوله لبعض الناس الذين يؤذون الآخرين بصورة غير مباشرة نقول لأحدهم: «عقرب رمل».
اضاف خليفة العازمي: ان العقارب تلدغ الانسان في اماكن كثيرة من جسمه ويصعب ربطها، كالظهر والمؤخرة، وافضل طريقة للعلاج شرط الموضع ومصه.
أوقات الصلاة
وقال: كان الاولون من الاجداد يعرفون اوقات الصلوات بحركة الشمس والظل والعتمة والغروب، فعندما يقصر ظل الانسان اي بلوغ الشمس اقصى ارتفاعها يدخل وقت صلاة الظهر، وعندما يصبح طول الانسان مساويا لطول الظل فيدخل وقت الصلاة وصلاة الفجر مع بداية الضوء والمغرب بغروب الشمس، والعشاء بعد وقوع العتمة.
وعن موسم البرد قال نسمي: بدايته المربعانية التي تبدأ من اول شهر ديسمبر الى منتصف يناير، وكنا نضع عودا عند عشبة، فاذا طالت العشبة أعلى العود نقول انتهى موسم البرد، وجاءنا الربيع الذي ينتظره الكل من بعد منتصف يناير الى شهر ابريل، وعندما نشعر بالحرارة والشمس مشرقة والسماء عادة تكون صافية، فهذا هو فصل الصيف، والخريف نعرفه من تساقط اوراق الاشجار.
يقول العازمي: آباؤنا كانوا يعرفون ويراقبون المواسم مثلا: موسم الامطار من اكتوبر الى ديسمبر، تكون نافعة ومفيدة للمزروعات وللارض، ثم يأتينا برد العجوز والسرايات، واذا انخفضت الحرارة يسمى الموسم بـ«دلوك سهيل نهاية شهر اغسطس، واهل الديرة يسمون البرد» الجلة وبرد جار جار - الازيرج.
العمل في البادية
في جلسة (ديوانية) خليفة العازمي في الوفرة تحدث فهيد مفلح فهيد بن حماد العازمي، الذي تذكر مهنة الاباء والاجداد في الصحراء من الوفرة الى الصبيحية ووارة ومن هذه المهن: القنص وصيد الغزلان والحبارى والارانب، وكان بعض اقاربنا يعملون بالغوص وفهيد الحماد من المشهورين الذي كان يقضي اربعة اشهر في البحر، ومنا من عمل في النخل وعنده نخيل في الاحساء، وجدنا الكبير عمل بتربية وتجارة الغنم والابل، ووالدتي كانت تمارس خياطة بيت الشعر والغزل والسدو، وكنا نسمي قصاص الصوف «قصاص» ونجمعه على شكل كومة نسمي الواحدة «الجزة» والجمع جزيز من الصوف. امهاتنا خاطت البشوت والعباءات، وحتى الاطباق التي كنا نستعملها، فكانت تصنع من اعواد واغصان النباتات البرية واشجارها هكذا كان آباؤنا وامهاتنا اعمالهم لا تحصى، جميع الاطعمة من صنع ايدينا ومن فضل الله تعالى، آباؤنا ركبوا الاخطار وصنعوا السفن، واستخدموا الحيوانات للحمل والركوب في البوادي، وصبروا على الجوع والعطش.
السخاء
تحدث فهيد العازمي عن السخاء، وهو من ثمرة الزهد والسخي من صناع المعروف ومن اشرف الصفات ومعالي الاخلاق، وكانت الضيافة تقربا الى الله تعالى، وادخال السرور الى قلوب الزوار، وذلك عبر بسمة وطيب الكلام مع الضيف وتقديم اطيب الطعام. كل هذه الاعمال اوصلتهم الى السعادة الابدية.