واشنطن قدمت 60 مليون دولار ومساعدات لوجستية غير عسكرية مؤتمر روما يخيِّب آمال المعارضة: لا تسليح.. فقط تعديل ميزان القوى
روما - أ ف ب، رويترز - تعهد المشاركون في مؤتمر أصدقاء سوريا، في روما أمس، بتقديم «المزيد من الدعم المادي والسياسي» للمعارضة السورية، وبالاعتراف بالائتلاف الوطني «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، ولكن من دون الإشارة إلى أي دعم عسكري، أو تقديم مثل هذا الدعم في الوقت الحالي، مما يخيب آمال معارضي الرئيس السوري بشار الأسد الذين يطالبون الغرب بتزويدهم بالسلاح.
وهو الموقف نفسه الذي أعلنته الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري، الذي شارك في مؤتمر روما، بتقديم 60 مليون دولار للائتلاف السوري المعارض إضافة الى مساعدات لوجستية عاجلة ومباشرة للجيش السوري الحر - للمرة الأولى - لكن من دون الوصول الى مرحلة تقديم الأسلحة.
لكن المشاركين في المؤتمر، ومعظمهم من الدول العربية والغربية، شددوا على الحاجة إلى «تعديل ميزان القوى على الأرض»، مما يعكس تغيرا في الموقف. كما شددوا على «وجوب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم السماح بتقسيمها»، مجددين مطالبتهم الأسد بالتنحي، «تمهيدا لحل سياسي».
وعبر وزراء خارجية 11 دولة مشاركة في «أصدقاء الشعب السوري» في بيان ختامي عن «أسفهم لشحن الأسلحة المتواصل الى النظام (...) من قبل دول أخرى»، في إشارة الى روسيا وإيران اللتين ما زالتا تسلمان دمشق أسلحة وذخائر.
وذكر البيان أن المشاركين سوف «ينسقون جهودهم بشكل وثيق للمساهمة بأفضل السبل لتمكين الشعب السوري ودعم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر في جهودها الرامية إلى مساعدة الشعب في الدفاع عن نفسه».
مساعدات غير عسكرية
وقال وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع مسؤولين أجانب ومع المعارضة السورية، إن «الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل أسلحة قاتلة من أجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الأشهر المقبلة».
وأضاف «ستكون هناك مساعدات لوجستية عاجلة ومباشرة» لعناصر الجيش السوري الحر في شكل «مساعدات طبية وغذائية وخدمات الصرف الصحي للمناطق المتضررة».
وذكر كيري «نحن مع حل سياسي»، مؤكدا أنه «على كل السوريين أن يعرفوا بأنه يمكن أن يكون لهم مستقبل.. إن المعارضة يمكن أن تنجح في تحقيق انتقال سلمي». ويرى مراقبون إن التعهد بتقديم مساعدات مباشرة غير قتالية للمعارضة المسلحة يمثل تحولا في السياسة الأميركية إزاء الوضع في سوريا.
وأكد كيري أن هذا القرار يهدف إلى زيادة الضغط على الأسد، الذي قال عنه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الائتلاف السوري أحمد الخطيب، بأنه «أصبح خارج الزمن ويجب أن يكون خارج السلطة»، مضيفا أن الأسد «لا يمكنه الخروج» من هذا الموقف.
وكشف كيري عن أن المعارضة السورية «ستعتمد خيارا سياسيا وافقت عليه روسيا ويتماشى مع خطتها للفترة الانتقالية»، مشيرا إلى أن هذا الخيار يتمثل في «تشكيل هيئة تنفيذية مع سلطة كاملة».
إحباط داخل الائتلاف
غير أن الرفض الأميركي المتواصل لإرسال أسلحة ربما يزيد من شعور الائتلاف المعارض بالإحباط الذي دفعه لأن يعلن الأسبوع الماضي أنه سيقاطع محادثات روما، قبل أن يعود ويغير موقفه تحت ضغط أميركي.
ويقول كثيرون داخل الائتلاف إن إحجام الغرب عن تسليح المعارضة لا يصب إلا في مصلحة الإسلاميين المتشددين الذين ينظر إليهم الآن على نطاق واسع على أنهم القوى الأكثر فاعلية في جهود الإطاحة بالأسد.
ورغم ذلك لم يستبعد دبلوماسي أوروبي إمكانية تقديم دعم عسكري غربي محتمل، قائلا إن الائتلاف وحلفاءه من الدول الغربية والعربية سيجتمعون في اسطنبول قريبا لبحث الدعم العسكري والإنساني لمقاتلي المعارضة. ولم يلب عرض كيري مطالب مقاتلي المعارضة بتقديم أسلحة متقدمة مضادة للدبابات والطائرات للمساعدة على تحقيق التوازن في مواجهة قوات الأسد المسلحة بأسلحة روسية بشكل أساسي.
كما لم تصل إلى حد تقديم أشكال أخرى من المساعدة غير المميتة مثل الدروع الواقية من الرصاص وحاملات الجند المدرعة وتدريب المقاتلين.
وكانت محادثات روما أحدث دليل على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا ترغب في التدخل العسكري في سوريا بعد انسحاب قواتها من العراق وخفضها في أفغانستان.
ممرات آمنة
من جهته، دعا الخطيب المؤتمر الى «إلزام» النظام السوري بـ «ايجاد ممرات اغاثية آمنة» لمساعدة الشعب السوري. وقال إن تأمينها «يجب أن يكون تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الامم المتحدة) لحماية المدنيين».
كما طالب «باعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم».
01/03/2013
واشنطن قدمت 60 مليون دولار ومساعدات لوجستية غير عسكرية مؤتمر روما يخيِّب آمال المعارضة: لا تسليح.. فقط تعديل ميزان القوى
روما - أ ف ب، رويترز - تعهد المشاركون في مؤتمر أصدقاء سوريا، في روما أمس، بتقديم «المزيد من الدعم المادي والسياسي» للمعارضة السورية، وبالاعتراف بالائتلاف الوطني «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، ولكن من دون الإشارة إلى أي دعم عسكري، أو تقديم مثل هذا الدعم في الوقت الحالي، مما يخيب آمال معارضي الرئيس السوري بشار الأسد الذين يطالبون الغرب بتزويدهم بالسلاح.
وهو الموقف نفسه الذي أعلنته الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري، الذي شارك في مؤتمر روما، بتقديم 60 مليون دولار للائتلاف السوري المعارض إضافة الى مساعدات لوجستية عاجلة ومباشرة للجيش السوري الحر - للمرة الأولى - لكن من دون الوصول الى مرحلة تقديم الأسلحة.
لكن المشاركين في المؤتمر، ومعظمهم من الدول العربية والغربية، شددوا على الحاجة إلى «تعديل ميزان القوى على الأرض»، مما يعكس تغيرا في الموقف. كما شددوا على «وجوب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم السماح بتقسيمها»، مجددين مطالبتهم الأسد بالتنحي، «تمهيدا لحل سياسي».
وعبر وزراء خارجية 11 دولة مشاركة في «أصدقاء الشعب السوري» في بيان ختامي عن «أسفهم لشحن الأسلحة المتواصل الى النظام (...) من قبل دول أخرى»، في إشارة الى روسيا وإيران اللتين ما زالتا تسلمان دمشق أسلحة وذخائر.
وذكر البيان أن المشاركين سوف «ينسقون جهودهم بشكل وثيق للمساهمة بأفضل السبل لتمكين الشعب السوري ودعم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر في جهودها الرامية إلى مساعدة الشعب في الدفاع عن نفسه».
مساعدات غير عسكرية
وقال وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع مسؤولين أجانب ومع المعارضة السورية، إن «الولايات المتحدة ستقدم 60 مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل أسلحة قاتلة من أجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الأشهر المقبلة».
وأضاف «ستكون هناك مساعدات لوجستية عاجلة ومباشرة» لعناصر الجيش السوري الحر في شكل «مساعدات طبية وغذائية وخدمات الصرف الصحي للمناطق المتضررة».
وذكر كيري «نحن مع حل سياسي»، مؤكدا أنه «على كل السوريين أن يعرفوا بأنه يمكن أن يكون لهم مستقبل.. إن المعارضة يمكن أن تنجح في تحقيق انتقال سلمي». ويرى مراقبون إن التعهد بتقديم مساعدات مباشرة غير قتالية للمعارضة المسلحة يمثل تحولا في السياسة الأميركية إزاء الوضع في سوريا.
وأكد كيري أن هذا القرار يهدف إلى زيادة الضغط على الأسد، الذي قال عنه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الائتلاف السوري أحمد الخطيب، بأنه «أصبح خارج الزمن ويجب أن يكون خارج السلطة»، مضيفا أن الأسد «لا يمكنه الخروج» من هذا الموقف.
وكشف كيري عن أن المعارضة السورية «ستعتمد خيارا سياسيا وافقت عليه روسيا ويتماشى مع خطتها للفترة الانتقالية»، مشيرا إلى أن هذا الخيار يتمثل في «تشكيل هيئة تنفيذية مع سلطة كاملة».
إحباط داخل الائتلاف
غير أن الرفض الأميركي المتواصل لإرسال أسلحة ربما يزيد من شعور الائتلاف المعارض بالإحباط الذي دفعه لأن يعلن الأسبوع الماضي أنه سيقاطع محادثات روما، قبل أن يعود ويغير موقفه تحت ضغط أميركي.
ويقول كثيرون داخل الائتلاف إن إحجام الغرب عن تسليح المعارضة لا يصب إلا في مصلحة الإسلاميين المتشددين الذين ينظر إليهم الآن على نطاق واسع على أنهم القوى الأكثر فاعلية في جهود الإطاحة بالأسد.
ورغم ذلك لم يستبعد دبلوماسي أوروبي إمكانية تقديم دعم عسكري غربي محتمل، قائلا إن الائتلاف وحلفاءه من الدول الغربية والعربية سيجتمعون في اسطنبول قريبا لبحث الدعم العسكري والإنساني لمقاتلي المعارضة. ولم يلب عرض كيري مطالب مقاتلي المعارضة بتقديم أسلحة متقدمة مضادة للدبابات والطائرات للمساعدة على تحقيق التوازن في مواجهة قوات الأسد المسلحة بأسلحة روسية بشكل أساسي.
كما لم تصل إلى حد تقديم أشكال أخرى من المساعدة غير المميتة مثل الدروع الواقية من الرصاص وحاملات الجند المدرعة وتدريب المقاتلين.
وكانت محادثات روما أحدث دليل على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا ترغب في التدخل العسكري في سوريا بعد انسحاب قواتها من العراق وخفضها في أفغانستان.
ممرات آمنة
من جهته، دعا الخطيب المؤتمر الى «إلزام» النظام السوري بـ «ايجاد ممرات اغاثية آمنة» لمساعدة الشعب السوري. وقال إن تأمينها «يجب أن يكون تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الامم المتحدة) لحماية المدنيين».
كما طالب «باعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم».
01/03/2013
تحقيق دمشق «الراقية» محاصرة من الجانبين
دمشق- رويترز - في مدينة تنبض بالحياة منذ سبعة آلاف عام، قد يستغرق الأمر أكثر من عامين من الحرب الأهلية لوضع نهاية لحفلات العشاء الأنيقة، والتنزه سيرا على الأقدام في الحدائق، بالنسبة إلى مجتمع الأثرياء في وسط دمشق.
لكن من الضواحي الموحشة خارجها، أخذ مقاتلو المعارضة الغاضبون من سلبية جيرانهم الأثرياء، يلقون مزيدا من القنابل على هذه الأحياء، في حين تكثف قوات الرئيس بشار الأسد وجودها حول معقله، الأمر الذي يعطل أنماطا قديمة من الحياة الرغدة، ويترك قلب المدنية في دمشق نهبا للخوف.
استهداف الاثرياء
ويشعر كثيرون بأنهم محاصرون بين سلطة غير محبوبة، تمثلها أسرة الأسد، والثوار المتعطشين على أبواب المدينة، والذين يشعرون بالاستياء تجاه أسلوب الحياة المتميز في المدينة.
ورغم أن القتال حول أجزاء من الضواحي الخارجية للعاصمة المترامية الأطراف، والتي يسكنها أكثر من 1.5 مليون نسمة إلى ساحة معركة، لاسيما منذ حققت المعارضة مكاسب كبيرة في الصيف الماضي، ورغم أن نحو 70 ألف سوري قتلوا منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو عامين، فقد ظلت مناطق وسط العاصمة لفترة طويلة بعيدة عن الصراع.
لكن هذا الوضع يتغير مع اختراق خطوط الجبهات، وفي الوقت الذي تقوم فيه قوات الأسد وميليشيات الشبيحة الموالية له بتعزيز الحماية حول قاعدة سلطته. وهناك سكان فروا من منازلهم في الضواحي، يقيمون الآن في مخيمات في حدائق وسط المدينة.
وفي الأسبوع الماضي انفجرت ثلاث سيارات ملغومة في قلب دمشق، وسقطت قذائف مورتر على حي المالكي أغنى أحياء العاصمة، حيث يقيم العشرات من المسؤولين الكبار في الحكومة ومن طبقة التجار الأثرياء. وسقطت إحداها قرب منزل وزير الخارجية وليد المعلم القريب جدا من المسكن الخاص للرئيس نفسه.
النهب قادم
لكن من يعيشون هناك في تلك الضواحي يعتبرون هذه الهجمات متنفسا للاستياء المتصاعد بين الفقراء السنة في الضواحي، بسبب ما يعتبرونه تعاطفا مع الأسد من جانب وسط المدينة الثري.
وقال سائق سيارة أجرة ينحدر أصلا من الضواحي الخارجية، ويعيش حاليا لاجئا فيما يعتبرها دمشق الأصلية «عليك أن تنتظر لترى ما سيفعله الثوار عندما يدخلون دمشق.. لو دمروها كلها فلن يكون هذا كافيا».
وقال رجل آخر من ضاحية حرستا التي دمرها الصراع، إن أي نهب لمنزل من منازل الأغنياء في وسط المدينة سيكون «حلالا».
ودعا المعارضون المسلحون أكثر من مرة سكان وسط دمشق للانضمام إليهم، حتى وإن كان ذلك فقط بأن يديروا ظهورهم بشكل أكثر حزما للنظام من خلال عصيان مدني. ويشعر كثيرون بخيبة أمل حتى تجاه من سيرحبون بالتغيير من أهل المدينة، لأنهم يقدمون الخوف من الثورة على كراهيتهم للأسد.
قلعة عسكرية
غير أن سكان العاصمة يشعرون أيضا بأنهم محاصرون من جانب حكومة حولت مدينتهم الى ثكنة عسكرية، واستعانت بميليشيات من المناطق الريفية العلوية لفرض الأمن.
وتبدو دمشق بالفعل منذ شهور كحامية عسكرية، حيث يمكن أن يتجاوز عدد أفراد الأمن في بعض الأحيان عدد المشاة بالشارع، ودائما ما يضايقونهم. وبعد تفجير مقر الخلية الأمنية في يوليو الماضي بدأت السلطات مداهمة العيادات والمستشفيات الخاصة لملاحقة أطباء يعالجون جرحى من المعارضة. ولاذت الأطقم الطبية بالفرار. وأصبح هناك معلم ثابت حاليا بكل صيدلية تقريبا في المدينة، ألا وهو ضابط من أمن الدولة يجلس وراء طاولة البيع، يراقب الداخلين والخارجين من الزبائن بحثا عن أي علامة على مساعدتهم للمعارضين.
وارتفعت الأسعار بشكل حاد، ويتحرش المسلحون والجنود في الشوارع بالسكان مع تزايد الانفلات الأمني وعمليات الخطف.
02/03/2013
قواعد خاصة في الأردن لدعم «الجماعات المعتدلة» أميركا تدرب معارضين سوريين على قتال الأسد
كشفت صحيفة التايمز البريطانية، في عددها الصادر أمس، أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين يشرفون على قواعد لتدريب مقاتلين سوريين في الأردن، في محاولة لدعم الجماعات المعتدلة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وترى الصحيفة أن هذه الخطوة هي أوضح مؤشر حتى الآن على تورط الولايات المتحدة في الأزمة السورية، وتعكس أيضا عمق مخاوف الغرب من أن الجماعات الإسلامية المقاتلة، مثل جبهة النصرة المتطرفة، يحققون قصب السبق في معركة الإطاحة بالنظام السوري.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية ودبلوماسيين في المنطقة تأكيدهم أن معارضين سوريين يتلقون تدريبات من قبيل كيفية استخدام الأسلحة الخفيفة، والتدرب على المناورات المعقدة، مثل كيفية تأمين المنشآت التي تضم الأسلحة الكميائية. وينظر إلى هذه السياسة على أنها وسيلة للسيطرة على مصير الأسلحة الموردة إلى المقاتلين.
مبادرة أميركية
ورغم أن هناك تلميحات بأن جنودا بريطانيين يشاركون في هذه التدريبات، فإن مصدرا في وزارة الدفاع البريطانية نفى مشاركة بريطانيا في الموضوع.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين في عمان، إنه وبالرغم من أن التدريبات تتم في المنشآت العسكرية الأردنية، فإن العملية تخضع لتنظيم وإشراف مدربين أميركيين.
ونسبت «التايمز» إلى الدبلوماسي قوله، إن التدريب ليس مبادرة أردنية، بل أميركية تجري في الأردن، وفي إطار تنسيق حذر لتزويد الجانب الصحيح من المتمردين السوريين بدفعة قوية في القتال ضد نظام الأسد.
وقال ضباط أجهزة استخبارات محليين، إن الولايات المتحدة بدأت في توفير التدريب لفائدة المتمردين قبل خمسة أشهر، أي قبل إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية.
تنسيق إسرائيلي!
وذكرت «التايمز» إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى أحاديث مطولة مع المعارضة السورية في روما (الخميس)، مع أنها لن تحصل في هذه المرحلة على الأقل على صواريخ مضادة للدبابات والطائرات وبنادق هجومية وراجمات صواريخ كانت طلبت من الأميركيين تزويدها بها.
واضافت أن مسؤولين اسرائيليين اكدوا أن بلادهم تراقب عن كثب تلك التدريبات، بينما أكد دبلوماسي غربي أن التدريب تم بالتنسيق مع اسرائيل منذ البداية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله «لن نفعل أي شيء لمنع وصول الأسلحة إلى أيدي المقاتلين السوريين، لكننا نراقب الوضع عن كثب وخاصة إذا نجحت هذه الجماعات المتمردة في السيطرة مخزون الأسلحة الكيماوية».
02/03/2013
المعارضة تتهم النظام.. والإبراهيمي يرى أن الأسد متوهم بالمؤامرة إعدام ميداني لـ72 شخصاً وإحراق الجثث في حلب
طفلة سورية أصيبت بجروح في الرأس نتيجة القصف على بلدة حنانو في حلب من قبل القوات النظامية (أ ب)
دمشق، القاهرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ - اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب «مجزرة» بحق أكثر من 70 شخصا قرب حلب، في حين سيطر مقاتلون معارضون على مدينة حدودية مع العراق، وأصبحوا «على قاب قوسين» من مطار مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا، والتي وصلتها تعزيزات عسكرية حكومية ضخمة تشمل دبابات ومئات الجنود.
وفيما تستمر عمليات القصف والاشتباكات في عدة مناطق سورية، لا سيما ضواحي دمشق وريفها ودرعا ودير الزور وحماة وحلب وحمص، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، حذر الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي من خطورة تردي الأوضاع في سوريا. ورأى أن على الأسد «التحرر» من «التضليل» الذي يمارسه عليه المحيطون به، ومواجهة ما يحدث «بعيدا عن فرضية المؤامرة» للخروج من النفق المظلم ووقف شلالات الدم.
وغداة مقتل 114 شخصا في أعمال العنف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدث ناشطون عن اسقط طائرتين حربيتين في حماة وحلب، وخروج المئات في تظاهرات مناهضة للنظام، وتطالب الغرب بتسليح الجيش الحر. ويصعب التأكد من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
مجزرة في حلب
وفي التفاصيل، ذكر بيان صادر عن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن «قوات النظام الإرهابي أعدمت 72 شخصا ميدانيا، ثم حرقت جثثهم، بعد اقتحامها لقرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب».
وأشار البيان الى أنه تم يوم الأربعاء الماضي توثيق أسماء 49 شخصا منهم. واعتبر الائتلاف أن «هذه المجازر المتكررة التي ترتكبها فرق الموت التابعة لنظام الأسد، تشير إلى منهجية إجرامية واضحة، تهدف إلى نشر الرعب وتأجيج الغضب ومشاعر الكراهية، في دفع واضح يقوم به نحو مزيد من التفكيك وزرع الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب السوري».
واوضح مركز حلب الإعلامي، الذي يضم مجموعة من الناشطين أن الضحايا «بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، اعدموا بتهم التواصل والتعامل مع الجيش الحر»، لافتا الى «تخلل عملية القتل حالات اغتصاب وتعذيب وحرق للمنازل».
وأورد المركز لائحة باسماء 49 شخصا، بينهم 7 اطفال تتراوح أعمارهم بين 8 اشهر و12 عاما، وأشار الى وجود «23 شخصا لم نتمكن من معرفتهم بسبب احراق جثثهم».
كما أورد «معلومات» تتعلق «بمقتل عشرات المدنيين في المالكية بعد اقتحام القوات النظامية» التي تحاول السيطرة على القرية من أجل احضار تعزيزات نحو مطار حلب الدولي، حيث تدور منذ أكثر من شهر معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
سقوط معبر ومحاصرة مطار
وفي شمال شرق البلاد، قال المرصد إن مقاتلين من جبهة النصرة والفاروق وأحرار الشام وكتائب أخرى «سيطروا على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق بشكل كامل، وسط معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الأمن».
الى ذلك، اقتربت كتائب من الجيش الحر من منطقة مطار القامشلي الحدودية مع تركيا، في حين يستقدم النظام تعزيزات عسكرية للمنطقة «تشمل رشاشات ثقيلة ودبابات وسلاح متوسط اضافة لمئات الجنود.. تم نقل قسم منهم بالطائرات، كما تم سحب وحدات وعناصر من مراكز ومقار أمنية في المدينة والحاقها بمحيط المطار.
ويقيم في المنطقة، التابعة لمحافظة الحسكة، أكراد وقبائل عربية ومسيحيون سريان آشوريون وعدد من الشركس والأرمن.
وقال النشطاء إن هناك مخاوف لدى السكان، الذين بدأوا النزوح باتجاه الأرياف والشريط الحدودي مع تركيا منذ الخميس. وأضافوا أن جبهة النصرة سيطرت على آبار النفط المسماة «علي أغا» جنوب منطقة رميلان القريبة من القامشلي.
وتوقع النشطاء اندلاع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في هذه المناطق خلال الأيام المقبلة، التي «أثخنت بالاحتقان» من سلوك النظام الذي يدفع باتجاه فتنة بين الكرد والعرب، وفق قول النشطاء.
الحل عند روسيا وأميركا
ورأى المبعوث الدولي والعربي أن الدائرة المحيطة بالرئيس الأسد «توحي له بأن بلاده ضحية لمؤامرة كبيرة يقودها إرهابيون».
وقال الإبراهيمي، خلال زيارة لمقر الجامعة العربية في القاهرة، إن الأسد «ينظر إلى التظاهرات على أنها مؤامرة كونية على بلاده بمساعدة عناصر من الإرهابيين... الدائرة المحيطة بالأسد هي التي توحي إليه بذلك».
وأشاد الإبراهيمي بمبادرة رئيس الائتلاف الوطني، قائلا إنها «أحرجت» الحكومة السورية.
ودعا واشنطن وموسكو إلى قيادة حل للأزمة، مشددا على أن «الأمل في انهاء المأساة موجود لدى البلدين». وأضاف إن «عقد روسيا والولايات المتحدة اتفاقا حقيقيا يسهّل الوصول إلى قرار دولي، لكن لقاءات سابقة بين وزيري خارجية الدولتين ومساعديهما كانت مخيبة للآمال».
وتابع «الأوضاع في سوريا خطيرة للغاية، ولا بد من مواصلة الجهود من قبل كل الأطراف للبحث عن أرضية مشتركة بين الحكومة والمعارضة من أجل الخروج من النفق المظلم».
وأضاف الإبراهيمي «وقف شلالات الدم في سوريا، ووقف إطلاق النار لا يمكن أن يتحقق في المستقبل القريب، إلا وفق حزمة للحل النهائي».
03/03/2013
مقتل عشرات الجنود والمعارضين.. المعلم في إيران والأمم المتحدة تحذِّر: سوريا مهددة بالتفكك ومستعدون لـ«تسهيل الحوار»
صورة نشرتها المعارضة السورية تقول إنها صاروخ {سكود} أطلقته القوات النظامية على قرية المويلح في دير الزور (صفحة الثورة السورية)
دمشق، طهران، جنيف - أ ف ب، رويترز، د ب أ - بينما كانت قوات النظام السوري تقصف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة عدة مناطق من البلاد، لاسيما تلك التي يتمركز فيها المعارضون، وتخوض معارك عنيفة لاسترداد مواقع هنا وهناك مثل الرقة (قرب الحدود التركية)، حيث قتل عشرات الجنود والمعارضين المسلحين، أمس، أعلنت إيران أن الرئيس بشار الأسد «سيشارك» في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة العام 2014، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن الحل العسكري في سوريا سيؤدي الى «تفكك» هذا البلد، مطالبة مجلس الأمن الدولي، بألا يبقى «الشاهد الصامت» على «المجزرة السورية»، واعلنت في الوقت نفسه استعدادها للتوسط لإنجاح حوار بين طرفي الصراع.
ويزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم طهران حاليا لبحث التطورات في بلاده مع المسؤولين الإيرانيين.
وقد دعا واشنطن للضغط على تركيا وقطر «لوقف العنف في سوريا».
وكانت أعمال العنف حصدت الجمعة نحو 142 قتيلا في مناطق سورية مختلفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
النظام يتقدم على الأرض
ميدانيا، وقعت معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في ضواحي الرقة (شمال شرق) أسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين، وترافقت مع قصف جوي ومدفعي عنيف من قبل الجيش النظامي على أحياء المدينة وضواحيها.
من جهته، أعلن الجيش السوري السيطرة على طريق يمتد من حماة (وسط) الى مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي (شمال) بعد أكثر من أسبوعين من المعارك الضارية مع مقاتلي المعارضة، وهو ما أكده أيضا المرصد السوري.
ورغم أنها ليست طريقا رئيسية، إلا أنه من شأن هذه الطريق، وفق المرصد، أن تسمح لقوات النظام الموجودة في مطاري حلب والنيرب المتلاصقين، «إذا نجحت في إبقاء السيطرة عليها، بالحصول على امدادات وتعزيزات وأسلحة».
وكانت قوات النظام استعادت السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق مساء الجمعة، بعدما سيطر عليه المقاتلون خلال ساعات النهار.
شبح التفكك
وإزاء هذا التدهور الأمني المتصاعد بشكل يومي، وفيما يستمر الانقسام السياسي الدولي حول النزاع الدامي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن «سوريا سوف تتفكك إذا واصل طرفا الصراع التمسك بالحل العسكري، بدلا من السعي للتوصل الى اتفاق من خلال التفاوض».
وأضاف كي مون «الوضع يتدهور يوما بعد يوم، لكن هناك فرصة ضئيلة لمحادثات السلام.. ولكننا ندعمها بقوة ونشجع الطرفين على استغلالها قبل فوات الأوان».
واعتبر، من جهة ثانية، أنه لا ينبغي أن يبقى مجلس الأمن «الشاهد الصامت على هذه المجزرة».
وفي بيان مشترك إثر لقائهما في جنيف أمس، أعلن كي مون والموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي أن الأمم المتحدة مستعدة لـ«تسهيل قيام حوار» بين طرفي النزاع في سوريا.
الأسد سيبقى الرئيس الشرعي
الى ذلك، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري الزائر، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي «أن الرئيس الأسد سيبقى في السلطة حتى 2014.. وسيشارك في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في العام 2014، مثل غيره.. ولينتخب الشعب السوري من يريد».
وتابع صالحي «لماذا استبعاده (الأسد)؟ الفرق الآن أن على الرئيس والمرشحين الآخرين أن يتوجهوا الى الشعب، ويقدموا برامجهم لينتخبهم الشعب. إن صناديق الاقتراع هي التي ستقرر مستقبل سوريا».
وكرر الوزير الإيراني الموقف الرسمي لبلاده، القائل «إن الأسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسوريا) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة» في سوريا العام 2014.
وأضاف صالحي أن «لا حل عسكريا للأزمة السورية، والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة». واعتبر أنه في هذا السياق، فان الدعوة الى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها المعلم (الاثنين الماضي) للمرة الأولى خلال زيارته موسكو تشكل «خطوة ايجابية».
في المقابل، رأى الوزير الإيراني أن «لا أحد يمكنه أن يطلب من السلطة السورية التخلي عن السلاح»، لأن «لا خيار آخر لديها سوى التصدي للمرتزقة لاعادة الهدوء».
صامدون
من جهته، ندد المعلم باعلان واشنطن (الخميس الماضي) تقديم ستين مليون دولار من المساعدات الى المعارضة السورية، إضافة الى مساعدة «غير قاتلة» للمقاتلين المعارضين. وقال «لا نفهم هذه المبادرة فيما هذه المعارضة تقتل الناس».
واستطرد المعلم أن «بامكان الولايات المتحدة وقف سفك الدم السوري، إذا كانت مع الحل السياسي.. ومن يبحث عن حل سياسي لا يعاقب الشعب السوري»، داعيا الى ممارسة «الضغط على تركيا وقطر» لوقف العنف الذي تشهده بلاده وتجفيف مصادره.
وأضاف المعلم «إن قطر تطالب مجلس الأمن بالتعامل مع سوريا على غرار ما حصل في ليبيا.. نواجه في سوريا أزمة يشارك فيها معظم الكون، لكننا صامدون».
وتابع «نتواصل مع المعارضة في الخارج، واتخذنا اجراءات قانونية تقدم الضمانات لكل من يرغب بالحوار»، مشددا على ضرورة وقف العنف لنجاح الحوار السياسي.
03/03/2013
المعارضة المسلحة: لا مكان للعاق بيننا.. ومن يجرم سيعاقب
بيروت- رويترز - يقول معارضون سوريون مسلحون إنهم ألقوا القبض على ستة مقاتلين متهمين بأعمال نهب من حي فلسطيني في جنوب دمشق، وحذروا من يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر أنهم سيحاسبون على أي جرائم.
وقالوا إن المقاتلين الستة ضبطوا وهم يسرقون بضائع في حي اليرموك الذي يسكنه آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وشهد معارك عنيفة في أواخر العام الماضي.
وأعلن اعتقال هؤلاء في فيديو نشرته كتيبة صقور الجولان، وأكده قائد عسكري في المعارضة في كتيبة الحجر الأسود، وهي وحدة اخرى بالمعارضة.
تحديات حفظ النظام
وتبرز تلك الخطوة التحدي الذي يواجهه المعارضون في حفظ النظام في مناطق سقطت في أيديهم، إلى جانب التنافس الشديد بين المقاتلين الساعين للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وتضر تلك المسألة بالتأييد للمعارضين المسلحين بين المدنيين الذين يرون أن الفساد والجشع يطغيان على الثورة ضد الأسد. ويلومون المعارضين أيضا بسبب فشلهم في استعادة النظام والخدمات في المناطق التي يسيطرون عليها منذ شهور.
وقال قائد في كتيبة صقور الجولان إن الرجال المقبوض عليهم منشقون عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل المؤيد للأسد.
واضاف أنهم داهموا منازل بذريعة تفتيشها بحثا عن أسلحة، وعملوا تحت اسم كتيبة صقور الجولان، ثم نهبوا الممتلكات. وأضاف أنهم استولوا أيضا على اسلحة من مقار تابعة لجبريل تشمل صواريخ وبنادق كلاشنيكوف ونحو 6000 طلقة ذخيرة، ثم باعوها لجهات غير معلومة.
وعرضت في فيديو البضائع التي اتهموا بنهبها، وتشمل أغطية وأجهزة كهربية بينها مبردات ومدافئ وأجهزة راديو وتلفزيون وعدد من اسطوانات الغاز، وقال صوت صاحب الفيديو إن تلك البضائع اعيدت إلى اصحابها.
وحذر أبو فهد كل جماعة مسلحة تقول إنها تابعة للجيش السوري الحر من أن المقاتلين سيعاقبون كل من يرتبكون اعمالا غير مشروعة. وأضاف أنهم سيعاقبون بعد اكتمال التحقيق والقبض على الآخرين.
الخطيب في حلب.. و200 قتيل في معركة السيطرة على شرطة المحافظة سوريا: 6 قتلى كل ساعة.. واللاذقية تدخل خط النار
معاذ الخطيب خلال جولته في ريف حلب (عن الانترنت)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب ا- تستمر العمليات العسكرية في سوريا على وتيرتها التصعيدية، حيث قتل حوالي 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة ضارية بين الجانبين في حلب، وتتوسع الى مناطق كانت بمنأى نسبيا عن القتال، حيث قتل 15 مقاتلا معارضا في اللاذقية، وهي المرة الأولى التي تدور فيها معارك بهذه الحدة في هذه المنطقة من سوريا.
وللمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للائتلاف، زار رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب، وزار مدينتي منبج وجرابلس لبضع ساعات قبل أن يعود الى تركيا، حيث جرت في غازي عنتاب- وأيضا للمرة الأولى- انتخابات مجلس محافظة حلب يتولى إدارة شؤون المواطنين اليومية.
وغداة يوم دام قتل فيه 182 شخصا، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 3370 شخصا قتلوا بنيران قوات النظام في شهر فبراير الماضي، أي بمعدل 6 قتلى كل ساعة.
ويصعب التحقق من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
معارك في اللاذقية
وبحسب المرصد، فقد قتل 15 مقاتلا معارضا وجرح عدد آخر في اشتباكات مع القوات النظامية، جرت في قرى جبل التركمان في اللاذقية. وهي المرة الأولى التي تدور فيها معارك بهذه الحدة في هذه المنطقة.
وقال المرصد إن القوات النظامية تحاول اقتحام «نقاط تمركز لمقاتلي الكتائب في المنطقة».
وذكر مصدر عسكري من جهته، أن القوات النظامية تمكنت من السيطرة على ثماني قرى صغيرة في المنطقة، بينها قرية بيت عوان، حيث يوجد مركز كبير للجبهة الإسلامية لتحرير سوريا، التي تضم عددا من الكتائب والألوية الإسلامية المقاتلة ضد نظام الأسد.
سقوط كلية شرطة حلب
وفي ريف حلب، قتل حوالي 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت ثمانية أيام في بلدة خان العسل، وانتهت بسيطرة مسلحي المعارضة «بشكل شبه كامل» أمس على مدرسة الشرطة في البلدة.
ويأتي ذلك غداة سيطرة مقاتلي المعارضة على سجن الرقة المركزي بعد معارك استمرت أياما، وسقط فيها نحو 100 قتيل من الطرفين.
وأكد مصدر عسكري أن مسلحي المعارضة استولوا على المدرسة. وفي حين قال المصدر إن «300 مسلح معارض قتلوا في المعركة»، أكد المرصد السوري من جهته أن «بين القتلى 120 عنصرا على الأقل من قوات النظام».
وأشار المرصد الى أن المدرسة تمتد على مساحة كبيرة جدا تتعدى الثمانية هكتارات، وأن مسلحي المعارضة سيطروا على المباني الرئيسية، ويواصلون «تمشيط المدرسة حيث لا تزال تسمع طلقات نارية».
وأضاف «بذلك، يكون النظام خسر أهم معاقله في ريف حلب الغربي»، مشيرا الى وجود قطع عسكرية اخرى في المنطقة «لكنها أقل اهمية».
ووزع مركز حلب الإعلامي أشرطة فيديو يظهر فيها المقاتلون داخل مدرسة الشرطة التي تظهر بوابتها مدمرة بشكل كامل، كما تبدو آثار القذائف والرصاص والحرائق واضحة على جدران ابنيتها.
إعدامات في درعا
في درعا، أفاد المرصد عن سيطرة مقاتلين معارضين على مركز سرّية مدفعية في قرية جملة الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتل من إسرائيل، إثر معارك قتل فيها ثمانية مقاتلين معارضين.
وأشار المرصد الى إقدام المقاتلين على «إعدام» قائد السرّية وهو برتبة رائد باطلاق النار على رأسه. كما «أعدم» مقاتلون آخرون بالطريقة نفسها، بحسب المرصد، ضابطا برتبة نقيب «بعد أسره من على حاجز» استولوا عليه في قرية معرية الحدودية أيضا مع الجولان ومع الأردن والقريبة من السرية.
هجوم بري على داريا
في دمشق، سقطت ثلاث قذائف هاون في محيط مبنى الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة والمنطقة الحرة، الذي تعرض قبل أكثر من أسبوعين لاطلاق قذيفتي هاون.
في الوقت نفسه، قال المجلس المحلي لداريا (ريف دمشق) إن رتلا عسكريا كبيرا وصل المدينة من مطار المزة تزامنا مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وهجوم بري.
04/03/2013
يصف الدعوات له بالتنحي بـ«السخيفة» ويتهم بريطانيا «بالبلطجة» الأسد: سموا لي الـ70 ألف قتيل أقل لكم كيف مات كل واحد!
طفلان سوريان يلعبان في أحد شوارع حمص القديمة (رويترز)
دمشق - الوكالات - اتهم الرئيس السوري بشار الأسد بريطانيا «بالبلطجة والسذاجة» في موقفها من الأزمة الدائرة في بلاده، مما دفع الأخيرة الى وصفه بأنه «يعيش في الأوهام».
ففي حديث أدلى به لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، ونشر أمس، كرر الرئيس الأسد نكرانه أن يكون الصراع الجاري في بلاده سببه مطالب مواطنيه بالاصلاح. كما تنكر للإحصاءات التي تشير الى مقتل أكثر من 70 ألف سوري منذ بدء الانتفاضة ضد نظامه قبل عامين، بما فيها إحصاءات الأمم المتحدة، قائلا «اذكروا لي أسماء هؤلاء القتلى الـ70 ألفا، لأقول لكم كيف مات كل واحد منهم»! كما اتهم الرئيس السوري دولا- وفي مقدمتها بريطانيا- بعسكرة الموقف في سوريا في إطار ما أسماه «مؤامرة غربية على المنطقة، مكررا عرضه المشروط باجراء مفاوضات مع المعارضة، وواصفا الدعوات له بالتنحي بـ»السخيفة».
«دعوات سخيفة»
وقال الأسد لصحيفة صنداي تايمز «لو كان صحيحا أن تنحيي عن السلطة يحل الأزمة، كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، فمن شأن رحيلي أن يضع حدا للقتال.. لكنه من الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر».
وتابع «وحدهم السوريون يمكنهم أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال أو اذهب، ولا أحد غيرهم».
وجدد الرئيس السوري استعداده للتحاور مع المعارضين، وقال «نحن مستعدون للتفاوض مع اي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم»، مضيفا «يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا اقامة حوار مع الإرهابيين».
مهاجمة بريطانيا
وهاجم الأسد الدول الغربية، لا سيما بريطانيا التي أعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين.
وقال «بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، وبعضهم يقول منذ قرون (...).. وموقفها من الأزمة الدائرة في سوريا يتسم بالبلطجة والسذاجة».
وتابع «المشكلة مع الحكومة البريطانية هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية»، متسائلا «كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية الى الإرهابيين، ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين»؟
وقال «إذا كان أحد يريد بصدق وأشدد على كلمة بصدق، أن يساعد سوريا وأن يساعد في وقف العنف في بلدنا، يمكنه القيام بأمر واحد هو الذهاب الى تركيا والجلوس مع رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ويقول له: توقف عن تهريب الإرهابيين الى سوريا، توقف عن إرسال الأسلحة وتأمين الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين (...)، وأن يذهب الى قطر والسعودية ويقول لهما توقفا عن تمويل الإرهابيين في سوريا».
كما أعلن الأسد أنه لا يستبعد رد بلاده على الغارة التي شنتها إسرائيل قرب دمشق في يناير الماضي. وقال «الرد لا يعني صاروخا بصاروخ، أو رصاصة برصاصة. ونحن غير مضطرين الى الإعلان عن الطرق التي سنستخدمها».
هيغ لا يستبعد تسليح المعارضة
وعلق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على تصريحات الأسد، فقال في مقابلة مع تلفزيون بي بي سي إن «هذا الرجل يقود (...) مذبحة».
وأضاف «الأسد يعتقد، وتقول له الدائرة الضيقة المحيطة به، إن كل ما يحدث هو مؤامرة دولية، وليس ثورة وتمردا حقيقيين من شعبه.. أما رسالتنا له هي أننا نحن- بريطانيا- نرسل الغذاء والدواء والمأوى والبطانيات لمساعدة الشعب الذي شردته وتشرده».
وأشار هيغ الى أن المقابلة الصحافية مع الأسد «ستصنف على أنها أكثر المقابلات المتضمنة للأوهام التي يدلي بها رئيس دولة في هذا العصر».
وقال هيغ إنه سيعلن هذا الأسبوع عن مزيد من المساعدات التي ستقدمها بلاده الى المعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، من دون أن يستبعد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل.
وأضاف «بريطانيا لا يمكنها استبعاد تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح في المستقبل.. فإذا استمر الوضع في سوريا على ما هو عليه لشهور أو أعوام... وزعزع استقرار دول مثل العراق ولبنان والأردن، فيمكن أن نصل إلى مرحلة في نهاية الأمر تكون فيها الاحتياجات الانسانية كبيرة للغاية والخسارة في الأرواح فادحة بشكل يحتم علينا القيام بشيء جديد، لكي ننقذ الأرواح».
04/03/2013
أوروبا تعتزم تدريب المعارضة
برلين- د ب أ- ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا، أن الاتحاد الأوروبي مهد الطريق أمام إرسال مدربين عسكريين لتدريب قوات المعارضة السورية.
وقالت مجلة دير شبيغل، في عددها الصادر أمس، إن مهمة تدريب هذه القوات ستتولاها بريطانيا «ويحتمل كذلك فرنسا». وتعليقا على ما ورد في تقرير المجلة، قال الاتحاد الأوروبي إن الدعم المزمع تقديمه لقوات المعارضة السورية قاصر على الناحية التقنية فقط.
غير أن المجلة قالت، استنادا إلى دوائر داخلية في الاتحاد الأوروبي، إن هذا الدعم يشمل كذلك تدريب المقاتلين السوريين على استخدام السلاح.
في المقابل ذكرت دوائر داخل الحكومة الألمانية أن برلين لا تعتزم إرسال خبراء لتدريب قوات المعارضة السورية.
تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا روجت خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الأخير لتسليح قوات المعارضة السورية، لكنها لم تفلح في تمرير هذا المطلب.
وأشارت المجلة إلى أن فولفجانغ إيشينغر رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، كان قد دافع عن فكرة إمداد المعارضة السورية بالسلاح، بدعوى الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للغرب.
05/03/2013
مسلحون يقتلون 42 جنديا سوريا أثناء إعادتهم لبلدهم من العراق الرقة أول محافظة تخرج عن سيطرة نظام الأسد
دمشق، بغداد - أ ف ب، د ب أ - بينما كانت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد تشن حملة عسكرية واسعة لاستعادة أحياء خارج سيطرتها في حمص (وسط)، أمس، حقق المقاتلون المعارضون تقدمهم الأبرز على هذه القوات في النزاع المستمر بينهما منذ عامين، بسيطرتهم «شبه الكاملة» على مدينة الرقة في شمال البلاد، وهي أول مركز محافظة يقارب الخروج عن سيطرة النظام.
وفي العراق المجاور، قتل 42 جنديا سوريا، و7 عراقيين على الأقل، في كمين نصبه مسلحون مجهولون في غرب البلاد، أثناء محاولة الجيش العراقي إعادة الجنود السوريين الى بلادهم، بعد فرارهم منها، إثر معارك مع الجيش السوري الحر عند معبر اليعربية الحدودي مع العراق.
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 264 شخصا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال إن بين القتلى 115 جنديا نظاميا و104 مقاتلين معارضين، مشيرا الى أنها الحصيلة «الأعلى في يوم واحد» التي أمكن توثيقها خلال النزاع المستمر منذ سنتين.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
سقوط مركز محافظة الرقة
وفي شمال سوريا، قال المرصد إن مقاتلي المعارضة سيطروا على مدينة الرقة، وهي أول مركز محافظة يقتربون من فرض سيطرتهم الكاملة عليه.
وتقع المدينة على نهر الفرات، وبالقرب من الحدود التركية، وكانت تضم قرابة 240 ألف نسمة، قبل أن يضاف إليهم نحو 800 ألف نازح.
وأوضح المرصد أن السيطرة «تمت بشكل شبه كامل على المدينة، باستثناء أجزاء ما زالت القوات النظامية متواجدة فيها، لا سيما مقر الأمن العسكري وحزب البعث»، حيث ما زالت الاشتباكات مستمرة، وسط قصف كثيف من قبل الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
وأضاف أن الرقة الواقعة في المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، والتي يسيطر المعارضون على أجزاء واسعة من اريافها، قد تكون «خلال الساعات المقبلة، أول مركز محافظة خارج سيطرة النظام».
وأوضح المرصد أن المقاتلين هم من «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة، اضافة الى مجموعات اخرى مقاتلة.
وقال إن الاشتباكات أدت الى «مقتل امير جبهة النصرة، المعروف باسم أبو محمد الغريب، إضافة الى ثمانية من عناصر القوات النظامية. كما تحدث عن معلومات عن «أسر ضابط كبير في فرع أمن الدولة ونقله الى تركيا»، إضافة الى أسر ضابط كبير آخر في الأمن السياسي، ومقتل ضابط كبير في شرطة المحافظة.
معارك داخل الجامع الأموي
وفي مناطق أخرى من شمال البلاد، دارت اشتباكات «داخل أجزاء من مطار منغ العسكري» في ريف حلب، والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ فبراير الماضي، ضمن ما أطلقوا عليه «معركة المطارات» في المحافظة.
كما دارت اشتباكات داخل الجامع الأموي (وسط المدينة) الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في 28 فبراير الماضي، وتحاول القوات النظامية إعادة سيطرتها على الجامع.
قصف على حمص ودمشق
في وسط البلاد، تشن القوات النظامية حملة واسعة لاستعادة أحياء خارج سيطرتها في حمص، وفق المرصد الذي قال إن معارك «هي الأعنف منذ أشهر» تدور عند أطراف القرابيص وجورة الشياح والخالدية وحمص القديمة، تترافق مع قصف يستخدم فيه الطيران الحربي.
وتسعى القوات النظامية الى استعادة أحياء تحاصرها ويسيطر عليها مقاتلو المعارضة وسط المدينة التي يعدها الناشطون «عاصمة الثورة».
وفي دمشق، دارت اشتباكات على أطراف حي جوبر، مع استمرار العمليات العسكرية في ريف العاصمة.
مقتل 42 جنديا في العراق
وفي العراق، قال المقدم في قوات حرس الحدود محمد خلف الدليمي، إن اشتباكا «وقع في منطقة مناجم عكشات» القريبة من الرطبة (غرب) «مع مجهولين فتحوا النار من جانبين باتجاه موكب كان يقل 65 جنديا سوريا فروا الى العراق السبت الماضي أثناء معارك مع مقاتلي المعارضة. وكان الجيش العراقي في طريق تسليمهم الى حكومتهم»، مضيفا أن المسلحين «استطاعوا حرق ثلاث سيارات عسكرية، بعدما استخدموا القذائف والعبوات الناسفة والأسلحة الرشاشة، مما ادى الى مقتل 42 جنديا سوريا و7 عراقيين».
وقال ضابط في الجيش العراقي إن «معظم المسلحين هم من تنظيم القاعدة»، وإن «اتفاقا بين العراق والحكومة السورية» هو الذي دفع العراق الى محاولة اعادة الجنود السوريين الى بلادهم.
يذكر أن القوات النظامية السورية كانت قد استعادت (الجمعة) معبر اليعربية الحدودي. ويذكر أيضا أنه سبق وأعاد العراق جنودا سوريين حاولوا اللجوء إليه هربا من المعارك في سوريا.
3 صور مركبة لسوريين يسقطون تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد في الرقة بعد سيطرة المعارضة على مرك ز المحافظة 05/03/2013
تحقيق
بعد أن صارت المخابز أهدافاً للقصف الحكومي مخبز سرّي لإطعام أهالي حلب
يسيطر مقاتلو المعارضة على حلب، لكن القوات الحكومية مازالت تقاتل في أجزاء من المدينة.
ولا يعاني السكان من القتال فحسب، وإنما تزداد حاجتهم للغذاء.
والأوضاع شديدة السوء في حلب على وجه الخصوص، حيث يواجه المدنيون اشتباكات لا تتوقف وغارات جوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ويقولون إن الجوع هو أحدث مصادر التهديد لحياتهم هناك.
وهناك نقص في الوقود الذي تحتاجه المخابز لتعمل. ويقول سكان إن هناك مشاجرات تحدث على الدقيق، وإن مقاتلي المعارضة يضطرون في بعض الأيام الى إطلاق أعيرة نارية في الهواء لوقف العراك.
«مساعدة على البقاء»
ومازال مخبز يعمل وينتج نحو ألف كيلوغرام من الخبز يوميا. وموقعه سرّي لأن المخابز تحولت فيما سبق الى أهداف للقصف الحكومي.
وقال أحد السكان، طلب عدم إظهار وجهه، إن الجيش السوري الحر يسيطر على المنطقة منذ ثمانية اشهر.
وأضاف «سيطر الجيش السوري الحر على هذه المنطقة منذ ثمانية اشهر. لكن المخابز... هذا المخبز تم قصفه».
وقال بانكليزية ركيكة إن الجيش السوري الحر يدفع أموالا الآن حتى تواصل المخابز العمل ولمساعدة السكان على البقاء.
وأضاف «الجيش الحر يساعد على البقاء».
ولا يحمّل كل سكان المدينة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن معاناتهم. كانت حلب تقليديا مدينة متباينة الولاءات، وحتى في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ضاق البعض ذرعا بالنقص اليومي في المؤن، وينحون باللائمة على معارضي الرئيس.
وكانت الدولة تدعم الدقيق والوقود تحت قيادة الحكومة السورية، لكن السلع المدعمة لا تصل اليوم الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أو مناطق الاشتباكات.
وتقول منظمة «المحتاجين» التشيكية التي تعمل في شمال سوريا، إن الأزمة قد تتفاقم إذا لم تستطع جماعات إغاثة دولية أخرى تقديم المساعدة بصورة متواصلة للمنطقة.
وتقدر المنظمة أنه لم يتبق في حلب سوى ما بين مليون ومليوني نسمة من أصل اربعة ملايين. وأضافت أن مئات الآلاف ربما يكونون بحاجة الى المساعدة في حلب وحدها.
وكانت حلب ذات يوم مركزا حيويا للتجارة والصناعة.
05/03/2013
تضم صادق العظم وهاني فحص «دمشق» أول مجلة فكرية وأدبية معارضة
صدر العدد الأول من مجلة «دمشق» الأدبية الفكرية، وهي أول مجلة أدبية معارضة للنظام السوري، وقد اعتبرها الشاعر نوري الجراح رئيس تحريرها، «القطعة الرمزية الأولى المحررة من دمشق المدينة المحتلة من الطغيان».
وقال الجراح وهو أحد مؤسسي «رابطة الكتاب السوريين» المعارضة، لوكالة فرانس برس إن «العدد صدر في طبعتين: واحدة في لندن والثانية في غوطة دمشق، وتصدر شهريا»، موضحا أن المجلة تنطلق بمناسبة ذكرى مرور عامين على الثورة السورية.
ومن بين الهيئة الاستشارية أسماء مثل صادق جلال العظم، سلمى الخضراء الجيوسي، سلامة كيلة، عطاء الله مهاجراني، عاصم الباشا، الأب باولو دالوليو، هاني فحص، وسواهم.
06/03/2013
أهم عملية اعتقال ضد شخصيات النظام تشمل أمين فرع البعث المعارضة تأسر محافظ الرقة.. والأسد يعلن «انتصاره»
حذرت إسرائيل مجلس الأمن الدولي، قائلة إنها لا يمكن أن تظل «مكتوفة الأيدي» في حين أن الحرب الأهلية في سوريا تمتد إلى خارج حدودها، وفي الصورة (رويترز) دخان قذيفة يتصاعد من منزل في بلدة الجملة القريبة من خط المنطقة العازلة في الجولان المحتل من قبل إسرائيل
دمشق، بيروت- أ ف ب، رويترز، يو بي أي - أسر مقاتلو الجيش السوري الحر، أمس، أرفع مسؤول حكومي في البلاد منذ بدء انتفاضتهم ضد النظام قبل عامين، هو محافظ الرقة، حيث تعرضت المدينة لقصف بأكثر من 60 صاروخا بعد يوم من استيلاء المعارضة عليها، فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده «انتصرت في هذه المعركة وأسقطت مشروع التآمر ضدها».
وفي الوقت نفسه، تستمر عمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات النظامية على أحياء ومدن سورية عدة، منها الرقة. ومعها تستمر المعارك العنيفة بين طرفي الصراع، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى غداة مقتل نحو 140 شخصا في أعمال العنف، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
أهم عملية اعتقال
وأظهر شريط فيديو، صوَّرَهُ مقاتلو المعارضة وبث نسخة عنه المرصد، محافظ الرقة حسن جليلي وأمين فرع حزب البعث الحاكم سليمان السليمان في المحافظة، وهما يجلسان الى جانب مقاتلين من الكتائب المقاتلة.
ويقول أحد المقاتلين للأسيرين الجالسين بصمت إن «ما نريده هو التخلص من النظام».
ووفقا للمرصد، فإن جليلي هو «أرفع مسؤول يتم أسره من قبل معارضي النظام»، مشيرا الى أن المدينة «عانت كثيرا من فساده».
ويأتي أسر المحافظ غداة سيطرة مقاتلي المعارضة بشكل شبه كامل على مدينة الرقة الواقعة في المحافظة التي يسيطرون على أجزاء واسعة من ريفها، «في أشرس محاولة اقتحام منذ اندلاع الثورة ضد نظام الأسد»، بحسب المرصد، الذي أوضح أن الأسر تم «إثر اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وكتائب البعث وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام في محيط قصر المحافظ»، والقريب من تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، أسقطه جمع من سكان المدينة الغاضبين (الاثنين).
كما أشار المرصد الى «مقتل ضابط كبير في الشرطة وأسر ضابط آخر كبير في أمن الدولة» خلال العملية.
60 صاروخاً على الرقة
وبالرغم من التقارير التي تؤكد سيطرة المعارضة بشكل «شبه كامل»، لا تزال المعارك مستمرة في مدينة الرقة، خصوصا في محيط مقر الأمن العسكري وحزب البعث، حيث ما زالت القوات النظامية متواجدة فيهما. كما أن النظام أرسل إلى المدينة أمس تعزيزات عسكرية ضخمة، بينما الطيران الحربي لم يوقف غاراته منذ الاثنين، وتعرض محيط قصر المحافظة لقصف جوي «في محاولة لإبعاد مقاتلي الكتائب المقاتلة» ومنعهم من اقتحام القصر. كما أغار على «مبنيي الأمن السياسي وأمن الدولة في المدينة اللذين سيطر عليهما مقاتلون من جبهة النصرة وأحرار الشام وكتائب أخرى».
ويؤكد نشطاء من المدينة أن «المقاتلات الحربية قصفت الرقة يوم الثلاثاء بأكثر من 60 صاروخا».
ويضيفون أن مستشفيات المحافظة أصدرت نداءات استغاثة للتبرع بالدم مع تزايد أعداد المصابين.
الإعلام الرسمي
من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي عن «تدمير مجموعة من السيارات والآليات بعضها مزود برشاشات في الرقة بمن فيها من إرهابيي جبهة النصرة»، بينما أوردت صحيفة «الوطن» أن الجيش النظامي والأجهزة الأمنية يخوضون «معارك شرسة» في المدينة التي «توجه إليها آلاف المسلحين».
«حرب استنزاف» في حمص
وفي وسط البلاد، تجددت الاشتباكات، لليوم الثالث على التوالي، بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول استعادة أحياء وسط مدينة حمص، ومنها الخالدية وحمص القديمة، التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي عنيف. وقال الناشط «أبو بلال» إن «القصف عنيف جدا على كل المناطق المحاصرة.. والرصاص يتساقط كالمطر على الأحياء السكنية»، مشبها القتال الجاري في الأحياء التي تخضع لحصار الجيش منذ ثمانية أشهر، بـ «حرب استنزاف»، حيث صد المقاتلون الهجوم الذي كبد الجانبين خسائر فادحة.
الأسد: انتصرنا
ومع استمرار أعمال العنف، نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن وفد عربي زار الأسد مؤخرا، قوله «لقد انتصرت سوريا في هذه المعركة، وأسقطت مشروع التآمر ضدها».
وأضافت الصحيفة أن الرئيس السوري استند الى تطورات عديدة مهمة، أبرزها الوقائع الميدانية التي لفت الى أنه «مرتاح جدا إليها، حيث هناك إنجازات ميدانية يدرك أهميتها الاستراتيجية تماما المخططون الإقليميون والدوليون العاملون للعبث بأمن سوريا».
وتابعت «الأخبار» أن من المؤشرات الأخرى التي عرض لها الأسد «التخبط في مواقف معارضة الخارج المتناقضة والمتضاربة، ما يؤكد فشل مشروعهم».
ويخلص الأسد الى القول «لقد انتصرت سوريا في هذه المعركة، وأسقطت مشروع التآمر ضدها»، بحسب الصحيفة.
حمَّل «الجماعة السورية» مسؤولية تأخر النصر وإقصاء معظم الأطياف السياسية
«الجيش الحر» لـ«الإخوان المسلمين»: الثورة ليست ثورتكم وسنقف ضدكم
2013/03/30 11:25 م
التقيم
التقيم الحالي 3/5
دمشق مظلمة.. وبغداد تزيد التفتيش على الطائرات الإيرانية
سورية: معارضون قتلوا إمام مسجد في حلب وسحلوه
حملت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر السبت جماعة «الاخوان المسلمين» بسورية مسؤولية تأخر انتصار الثورة وتشرذم المعارضة، واتهمتها باقصاء معظم الأطياف السورية.
وقالت القيادة المشتركة في رسالة مفتوحة وجهتها لجماعة «الاخوان المسلمين» السورية وزعت ادارة الاعلام للقيادة المشتركة ومقرها باريس نسخة منها ان «هناك صداما عميقا وكبيرا بينكم وبين مجمل القوى المدنية والثورية والوطنية والعسكرية والسياسية أيضا، وقد سئمنا من تدخلاتكم».
وأضافت ان «بياننا الأخير لم يصدر الا بعد ان طفح الكيل في العديد من المدن السورية وعلى رأسها دمشق وريفها من تصرفات وسلوكيات الجماعة منذ بداية الثورة وحتى الآن وبشكل خاص الهيمنة والسيطرة على المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف والهيمنة ومحاولات الهيمنة على الشؤون والقضايا الاغاثية والعسكرية فالقلوب أصبحت ممتلئة أكثر مما تظنون وتعتقدون، وهذا ستكون له تداعيات سيئة للغاية على الثورة وسورية الوطن وعلى مستقبل الجماعة في علاقتها مع الناس فلا يحق لكم الركوب على الثورة أو قيادتها أو محاولات التحكم بها ونحن الآن في مرحلة مفصلية سيترتب عليها الكثير من الأشياء».
وتابعت قائلة - في رسالتها: «ان هناك حالة احتقان لدى أغلب الأطياف السياسية والمدنية والثورية على الأرض وفي الخارج من تصرفاتكم وأساليبكم وعمليات الاقصاء والتهميش المبرمج فالثورة ليست ثورتكم ولم تصنعوها بل ثورة الأفراد الذين يدفعون دماءهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم».
وتابعت «الكل يعلم تماما كيف تم تشكيل المجلس الوطني وكيف تم انتقاء أعضائه وكيف منحت صفة شخصية وطنية للبعض الآخر بمعنى تغيير طرابيش لكن الرأس واحد وهذا أمر مرفوض، فلستم من يقرر صكوك الوطنية لأحد فالجميع في سلة واحدة فلا تتشاطروا وتتذاكوا على الناس فهم ليسوا بحمقى ولا يحبون من يستغبيهم وأعتقد ان مثل هذه السلوكيات السالفة لا تقل سوءاً عن الشرك بالله ونظن أنكم تؤمنون بالله وباليوم الآخر»- حسب الرسالة.
وذكرت القيادة المشتركة لـ«السوري الحر» - في رسالتها - «ان التركيبة السكانية والدينية والمذهبية لسورية لا تسمح ولن تسمح بالأساس لهيمنة جماعتكم على الثورة الآن أو السياسة السورية في المرحلة الانتقالية ومن ثم الديموقراطية ونعلمكم ان برنامجكم السياسي والصدق والاخلاص هو الميزان الوحيد لمستقبلكم في سورية الجديدة».
وقالت «هناك حالة انزعاج كبيرة من تحركاتكم التراكمية والمستمرة حتى الآن وبدأت منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة ومن التفاهمات التي تعقدونها على حساب باقي أطراف المعادلة الوطنية والسياسية»، مضيفة «هناك الكثير من الأطراف تحملكم مسؤولية تأخر انتصار الثورة».
وأضافت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» ان «الجميع يعلم موقف جماعتكم من النظام قبل الثورة وتجميد معارضتكم له حتى أيام قليلة قبل انطلاق الثورة فمن كانت له هذه المواقف الانبطاحية أمام النظام لا يوزع صكوك الوطنية والعمل الثوري على أحد» - حسب الرسالة.
واستطردت القيادة المشتركة لـ«السوري الحر» في رسالتها قائلة «ان الجميع يعلم كيف ركبتم المجالس المحلية والعشرات من التنسيقيات والهيئات والأشكال بألوان مختلفة لكنها في النهاية تصب في بئركم العميق ونعلم كيف وصلت ملايين الدولارات والتبرعات والهبات من الدول ومن الأفراد والتي تعتبر أموالا عامة من أموال الشعب السوري والتي سيحاسب الناس كيف صرفت ولمن وكيف؟ ونعرف كيف يتم تلميع أشخاص وتقديم أشخاص أو تأخيرهم واستبعادهم».
وأضافت ان «الجميع يمكن ان يقبل بكم بحجمكم الطبيعي مثلكم مثل أي طرف سياسي معارض للنظام وشريك يعرف حدوده في العملية السياسية والمشروع الوطني الذي يجب ان يضم كل أبناء الوطن دون أي تمييز أو تهميش أو اقصاء أو استبعاد وأنتم شركاؤنا في المشروع الوطني ان أردتم ويدنا وقلوبنا وعقولنا مفتوحة على العمل الجماعي والشراكة الوطنية».
وأكدت أنه «وبناء على احتقان الشارع ضدكم بأن حكومة غسان هيتو لن ترى النور لأن الجميع يعلم كيف تم اختياره وفرضه من طرفكم بمسرحية اعلامية ساذجة فالشارع سيسقط هذه الحكومة حتى ولو كانت دول العالم كلها تريده لا أحد يفرض على الشارع السوري خياراته».
واختتمت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» قائلة: «ان الشام وأهلها يقفون صفا واحدا ضدكم نتيجة تصرفاتكم ولمداواة كل الجروح عن الأخطاء الكبيرة والفاحشة التي مارستها جماعتكم منذ بداية الثورة وحتى الآن ممكنة ويمكن ان تبدأ باعلان حسن النوايا عبر التوسيع الفوري وغير المشروط والآن للائتلاف الوطني ودون أي تدخل مباشر أو غير مباشر من جماعتكم والشفافية بكل شيء».
على صعيد متصل، قطعت الكهرباء السبت في معظم احياء العاصمة السورية دمشق ما شل معظم النشاط العام في انحاء العاصمة.
وقال شهود عيان من مختلف الاحياء في دمشق ان مناطق عديدة شهدت أمس انقطاعا للتيار الكهربائي ما شل معظم الحركة والنشاط التجاري والاجتماعي والتواصل بين السكان، وارجعت وكالة الانباء السورية التابعة للحكومة سبب هذا الانقطاع الى «عطل في أحد الخطوط الرئيسية».
وذكر عدد من الاهالي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ان الانقطاع شمل وسط المدينة التجاري في مناطق الحمراء والصالحية والشعلان بالاضافة الى حي المالكي الراقي ومناطق «شارع بغداد» «مساكن برزة» و«المزرعة» وضاحيتي «مشروع دمر» و«قدسيا».
مقاتلون
يأتي ذلك فيما قتل مقاتلون معارضون امام مسجد موال للنظام السوري ونكلوا بجثته في احد احياء مدينة حلب (شمال) الذي يشهد اشتباكات عنيفة، في حين قصف الطيران الحربي السبت محافظة درعا (جنوب) حيث تحقق المعارضة تقدما.
تزامنا، اعلن مسؤول عراقي رفيع ان بلاده ستشدد عمليات التفتيش للرحلات الجوية الايرانية المتجهة الى سورية حليفة طهران، بعد ايام من اتهامات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبغداد بغض الطرف عن هذه الرحلات التي قد تنقل اسلحة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الشيخ حسن سيف الدين، وهو «موال» لنظام الرئيس بشار الاسد، «قتل بعد اسره من الكتائب المقاتلة في حي الشيخ مقصود شرقي» في شمال حلب، مشيرا الى انه «سحل بعد قتله».
من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان «مجموعة ارهابية اغتالت» الشيخ ليل الجمعة أمام جامع الحسن في الشيخ مقصود، مشيرة الى ان «الارهابيين قاموا بالتنكيل بجثة الشيخ سيف الدين».
ويستخدم النظام السوري عبارة «ارهابيين» للاشارة الى مقاتلي المعارضة.
وقالت مديرية الاوقاف في حلب ان «اعداء الانسانية» قاموا «باغتيال الشيخ حسن سيف الدين ذبحا وتعليق رأسه على مئذنة جامع الحسن»، بحسب ما افادت «الاخبارية» السورية.
من جهته شن الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في درعا (جنوب)، منها بلدتا داعل وخربة غزالة ومحيط اللواء 38، الواقعة جميعها تحت سيطرة المعارضة، بحسب المرصد.
وفي بغداد، قال علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لفرانس برس «نتيجة للمعلومات التي وردتنا عن مرور طائرات محملة بالسلاح الى سورية قررنا زيادة عمليات التفتيش»، مؤكدا في الوقت ذاته «عدم وجود اي ادلة تؤكد ذلك».
وتحدث عن «عمليات تفتيش عشوائية» ستجرى على الطائرات المتجهة الى سورية «لنطمئن انه لا سلاح ينقل» اليها.
وقال ان بلاده شددت الاجراءات على الحدود البرية «التي لا يمكن السيطرة عليها %100، وهناك بعض الاختراقات من قبل جماعات متعاونة مع القاعدة جميعها تصب في صالح المعارضة، وليس النظام».
مليون لاجئ سوري.. وقصف حمص والرقة ودمشق بالطيران وراجمات الصواريخ الأمم المتحدة: سوريا دخلت دوامة الكارثة المطلقة
في مخيم للاجئين السوريين في صيدا (جنوب لبنان) (رويترز)
دمشق، جنيف- أ ف ب، رويترز، د ب أ- فيما تتواصل العمليات العسكرية والأمنية على وتيرتها التصعيدية في سوريا، لاسيما في حمص والرقة اللتين تعرضتا، أمس، لقصف بالطائرات المروحية والحربية وراجمات الصواريخ، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى، قالت الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين في الخارج وصل الى عتبة المليون لاجئ، معلنة دخول سوريا في ما أسمته «دوامة الكارثة المطلقة».
يأتي ذلك غداة مقتل نحو 160 شخصا في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
نصف مليون طفل لاجئ
وقال رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، في بيان صدر في جنيف انه «مع مليون شخص فارين من بلادهم، وملايين النازحين داخل البلاد، وآلاف الأشخاص الذين يعبرون الحدود كل يوم، بالإضافة الى نزوح عشرات الآلاف داخل البلاد، فان سوريا دخلت دوامة الكارثة المطلقة». وحذر من أن قدرة المجتمع الدولي على الاغاثة «فاقت حدود طاقتها».
وأضاف «يجب إيقاف المأساة».
وجاء في البيان ان عدد اللاجئين الذين يفرون من سوريا ازداد «بشكل هائل» منذ مطلع العام مسجلا 400 ألف لاجئ جديد منذ الأول من يناير الماضي.
وتابعت المفوضية «إنهم في حالة صدمة، معدمون تماما وفقدوا أفرادا من عائلاتهم، حوالي نصف اللاجئين أطفال ومعظمهم دون الحادية عشرة من العمر، والذين في كثير من الأحيان تعرضوا لأضرار نفسية بسبب التجربة».
«عبء ضخم»
ويواجه معظم الذين فروا من سوريا ظروفا معيشية صعبة، وندرة في الموارد لمجابهة الظروف المعيشية والمناخية.
وأشارت المفوضية الى أن تبعات تدفق اللاجئين على دول الاستقبال «قاسية».
ففي لبنان، على سبيل المثال، أدى تدفق نحو ثلث مليون لاجئ إلى تضخم تعداد البلاد بنحو 10 في المائة، فيما وصلت أجهزة الطاقة والماء والصحة والتربية في الأردن الى حدود طاقتها.
كما لفتت الى أن تركيا، التي توفر اقامة مؤقتة لنحو 184 الف لاجئ سوري، انفقت 600 مليون دولار لاقامة 17 مخيما للاجئين، وإنها بصدد انشاء المزيد لاستيعاب الأعداد المتزايدة.
ولم تكن الأمم المتحدة تتوقع بلوغ عدد اللاجئين هذا الحد قبل يونيو المقبل. وأوضحت المفوضية أن هذا التطور سيدفعها الى تعديل تقديراتها حيال النازحين الى جوار سوريا.
ومن المقرر أن يجول غوتيريس في نهاية الأسبوع على بعض الدول المضيفة.
حمص المحاصرة
ميدانيا، تعرضت أحياء عدة في حمص، وأهمها حمص القديمة والخالدية، لقصف عنيف من الطائرات والمروحيات الحربية وراجمات الصواريخ، بحسب ما أفاد المرصد السوري، مع محاولة القوات النظامية لليوم الرابع على التوالي اقتحام هذه الأحياء المحاصرة التي تشكل معاقل للمقاتلين المعارضين.
ويتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة في أحياء وسط هذه المدينة.
وأشار المرصد الى أن مئات المدنيين المحاصرين في الأحياء التي ما زالت خارج سيطرة النظام «لا يمكن معرفة كيفية خروجهم والى أين يمكنهم النزوح ان تمكنت القوات النظامية من السيطرة على هذه المعاقل».
من جهته، بث التلفزيون الرسمي السوري أن القوات النظامية «تواصل ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق عدة في حمص (...) وتكبدها خسائر كبيرة».
عشرات القتلى في الرقة
وفي شمال البلاد، تعرضت مناطق في مدينة الرقة التي باتت تحت سيطرة المعارضة في شكل شبه كامل منذ الاثنين الماضي، لقصف بالطيران الحربي أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد الذي أشار الى أن الغارات تستهدف خصوصا «محيط الأفرع الأمنية والدوائر الحكومية»، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط فرع الأمن العسكري.
وقال المرصد إنه يوجد مع المقاتلين المعارضين أكثر من 300 أسير من القوات النظامية وعناصر من حزب البعث وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، أسروا خلال المعارك المستمرة منذ أيام.
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن «اعتداءات وجرائم ارهابيي جبهة النصرة في الرقة هي نتيجة هزائمهم أمام الجيش السوري في حلب ودمشق»، معتبرا أن «لا شيء يثير المخاوف والقلق» حول وجود هذه المجموعات في المدينة، وأن «المسألة مسألة وقت».
وأشات صحيفة «الوطن» الى أن «تعزيزات عسكرية ضخمة» بلغت مشارف الرقة وتستعد «لتحرير المدينة من الغزاة».
الى ذلك، أكد ناشطون «وقوع ثلاثة انفجارات في مدينة الحسكة (أقصى الشمال) استهدفت مقرات عامة، بينها مبنى لحزب البعث الحاكم، ودار للأيتام ومطعم».
وتحدث الناشطون أيضا عن «تعرض ثلاثة شبان مسيحيين للخطف من قبل مجموعات مجهولة».
07/03/2013
اعتراف بالمعارضة ممثلا شرعياً وحيداً للشعب السوري.. وللدول الأعضاء «الحق» في دعمها عسكرياً الجامعة العربية تمنح مقعد سوريا للائتلاف الوطني
القاهرة - الوكالات - وافقت جامعة الدول العربية، أمس، على منح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد سوريا، شريطة تشكيل مجلس تنفيذي ممثل لها، في ما يعد اعترافا بأن المعارضة هي الممثل الشرعي والوحيد لسوريا. كما وافقت الجامعة على منح دولها حق تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد بنهاية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، للأمين العام للجامعة، نبيل العربي، إلى جانب وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو.
وعقد مجلس الجامعة اجتماعات الدورة الـ139 على مستوى وزراء الخارجية، لبحث جدول أعمال القمة العربية المقبلة، المقرر انعقادها في قطر، وشهدت في بدايتها سجالا قويا بين وزير خارجية لبنان عدنان منصور ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، سببه سوريا.
وأبلغ نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الائتلاف الوطني السوري المعارض بقرار المجلس يوم الأربعاء في القاهرة.
وكانت جامعة الدول العربية قد علّقت عضوية سوريا عام 2011 إثر عدم التزام حكومة الرئيس بشار الأسد بخطة السلام العربية التي كانت تهدف لإنهاء الأزمة في سوريا.
وقال الأمين: «إن الدول العربية حرة في تقديم العون العسكري للمعارضة المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية السورية»، مشيرا إلى أنه «تم اتخاذ هذا القرار بموافقة أغلبية الأعضاء، من دون العراق والجزائر، حيث صوتا ضد القرار، ولبنان الذي نأى بنفسه عن التصويت».
وكانت الجامعة العربية حتى الآن تؤكد على تقديم العون للمعارضة السورية والمعارضة المسلحة بالسبل الإنسانية والدبلوماسية.
وأضاف العربي: «إن الجميع متفق على أننا تخطينا مرحلة الحل السلمي في سوريا، وأن الجميع متفق أيضا على أن الحل للأزمة السورية هو حل سياسي».
وبدوره، أوضح وزير الخارجية المصري أنه «لم يتم سحب عضوية سوريا من الجامعة، بل تم تعليق مشاركاتها في الاجتماعات، ولكن مقعدها الآن خالٍ ونريد أن يشغل هذا المقعد من يمثل الشعب السوري لحين تشكيل حكومة منتخبة».
مشاحنة بسبب سوريا
وتزامن هذا الإعلان في الوقت الذي طالب وزير الخارجية اللبناني الدول الأعضاء في الجامعة العربية بإعادة سوريا إلى «حضنها»، محذرا من أن ما وصفه بـ«لهيب الحرب والحركات التكفيرية سينتقل لنا جميعا، وأنه من الضروري تطوير أدواتنا وأدائنا لمواجهة التحديات لتوفير حياة عربية أفضل».
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية كلمة منصور خلال الاجتماع، التي قال فيها: «فلنُعد سوريا إلى حضن جامعتها العربية، ولنرفع تعليق مشاركتها في اجتماعاتنا، فالتواصل مع سوريا لإنقاذها واحتضانها من جديد ضرورة من أجل الحل السياسي».
وقاطع حمد بن جاسم رئيس وفد قطر كلمة وزير خارجية لبنان، معترضا على ما جاء فيها، وقال إن «القرارات العربية تسعى لحل سلمي، أما بحر الدماء فمسؤول عنه بشار، الذي رفض على مدى عامين كل الحلول بشكل ودي وأخوي».
وأوضح «إننا لم نستعن بالغرب، وحاولنا حل الأزمة وديا لإنقاذ الشعب السوري من جانبه».
عدم فقدان الأمل
وكان الأمين العام للجامعة قال في كلمة أمام مجلس الجامعة إنه «رغم المأساة التي تشهدها سوريا حاليا، فإنه لا يجب أن نفقد الأمل بخيار الحل السياسي وبالجهود التي يبذلها الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي المشترك، الذي حدد منطلقات هذا الحل في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن، وهو أن هذا الحل لابد أن يكون سورياً بامتياز».
وشدد العربي على ضرورة أن تحسم الحكومة السورية موقفها «وتستجيب بشكل فعلي وواضح للمبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ أحمد معاذ الخطيب، التي حظيت بدعم واسع من أبناء الشعب السوري، وبمساندة من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية».
واعتبر أن تبديد هذه الفرصة المتاحة لسرعة التوصّل إلى الاتفاق على خطوات الحل «سيكون لها بلاشك عواقب وخيمة وتداعيات خطيرة على سوريا وشعبها، ومستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها».
تحفظات سعودية على وثيقة تطوير الجامعة
أبدى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ملاحظاته على وثيقة تطوير العمل العربي المشترك التي أعدتها نخبة من الدبلوماسيين السابقين، على رأسهم الأخضر الإبراهيمي. وقال الفيصل، خلال مداخلته إن «الوثيقة تتطلب تقديم تصور كامل لها لدراسته من قبل الدول الأعضاء، وعرضه على المجلس الوزاري لإقراره ورفعه للقمة العربية». وشدد على أن «أي زيادة مقترحة في ميزانية الجامعة يجب عرضها أولا على المجلس الاقتصادي والاجتماعي مع أسباب الزيادة، ثم عرضها على المجلس الوزاري لرفعها للقمة العربية».
بعض التقدّم على المسار الفلسطيني
الى جانب الموضوع السوري الذي احتل أولويات جدول الأعمال، بحثت اجتماعات الدورة الـ139 للجامعة، التي تترأسها مصر، البنود المدرجة على جدول أعمالها، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، ودعم السلام والتنمية في السودان والصومال وجزر القمر، والحل السلمي للنزاع الجيبوتي - الإريتري، ونشر اللغة العربية في جمهورية تشاد.
كما بحثت قضية الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، وسبل تعزيز العلاقات العربية مع الدول الأفريقية، ومع تركيا وروسيا والهند واليابان والصين.
وحول القضية الفلسطينية، أكد الأمين العام «مواصلة الجهود والمشاورات مع أميركا واروبا ومجلس الأمن من أجل بلورة آليات جديدة تتيح الانطلاق نحو مسار مفاوضات جدية معلنا أن تلك الجهود «أسفرت عن إحراز بعض التقدّم في إطار التفهّم لضرورة تغيير المسار، إلا أن هذا التقدم ليس كافيا.
07/03/2013
بريطانيا تسلح المعارضة بالمدرعات
أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أمس، أن بلاده تعتزم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بعربات مدرعة وسترات واقية، واصفا ما يحدث هناك بأنه وصل إلى مرحلة «كارثية»، ومحذرا من تحول سوريا إلى الوجهة الأولى للجهاديين في العالم.
وأوضح هيغ أمام البرلمان أن لندن خصصت 20 مليون استرليني (30 مليون دولار) لتوفير معدات غير قاتلة وتدريب للقوات المعارضة.وشدد على أن تقديم المساعدة البريطانية سيراعي المعايير بدقة وستتم مراقبتها، مشيرا إلى أنها تهدف إلى حماية الأرواح والتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية ودعم الجماعات المعتدلة.
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية البريطاني إنه لا توجد دولة غربية تؤيد التدخل العسكري في سوريا، لكنه أضاف أن الجهود العالمية لوقف إراقة الدماء فشلت «فشلا ذريعا».
08/03/2013
ثلث المستشفيات مُدمّر.. والنظام الصحي منهار وشحّ في الدواء «أطباء بلا حدود»: الوضع الإنساني في سوريا «كارثي»
دمشق ـ باريس، عمان- أ ف ب، رويترز- بعد الأمم المتحدة، التي أكدت حدوث «كارثة مطلقة» في سوريا، رسمت منظمة أطباء بلا حدود صورة قاتمة لوضع النظام الصحي في هذا البلد، على خلفية الصراع الدامي المستمر منذ عامين. وطالبت المنظمة الفرنسية بإبرام اتفاق سياسي «حول المساعدات الإنسانية لتسهيل إيصالها».
ففي تقرير بعنوان «عامان من النزاع - المساعدات الإنسانية في طريق مسدود»، قالت «أطباء بلا حدود» إن النظام الصحي في سوريا انهار، مخلفا تبعات مدمرة على المرضى والمصابين.
ثلث المستشفيات مدمر
وانتقدت المنظمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يستهدف المنشآت الصحية، ويمنع وصول المساعدات الى مناطق شاسعة في البلاد، وتخاذل المؤسسات الدولية والدول المجاورة. وبحسب المنظمة، فان القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه القوات النظامية «أسفر عن وقف العمل بثلث المستشفيات العامة»، وتضيف أن المستشفيات تتعرض كذلك لهجمات.
كما انتقدت المنظمة المؤسسات الدولية «لأنها لا تقدم الموارد الكافية»، وما زالت تشترط موافقة دمشق على حيز كبير من أنشطتها، ما يستثني- بحكم الواقع- أغلبية سكان المناطق الخاضعة للمعارضة المسلحة من مساعداتها، فيما باتت منشآت الغوث في مناطق النظام «مكتظة» وغير كافية. كما استهدفت انتقادات المنظمة الدول المجاورة لسوريا، لأنها «غير مستعدة» لتزويد المنظمات الناشطة عبر الحدود بـ«التسهيلات اللوجستية والإدارية التي يتم ربطها بالحصول على إذن رسمي» لممارسة عملها مما يبطئ فعاليتها.
ووجهت «أطباء بلا حدود» نداء الى أطراف النزاع والمجتمع الدولي. وقالت إن «شلل الدبلوماسية (...) لا يمكن أن يبرر عجز المساعدات الإنسانية. بالتالي نطلب من أطراف النزاع التفاوض على اتفاق حول المساعدات الإنسانية لتسهيل نقلها الى جميع أنحاء البلاد، انطلاقا من الدول المجاورة أو عبر خطوط الجبهة».
وضع كارثي
وأعلنت الأمم المتحدة (الأربعاء) عن بلوغ عدد اللاجئين السوريين خارج البلاد حوالي مليون شخص. وهذا الرقم لا يشمل إلا اللاجئين المسجلين، مما يوحي بأن عددهم الفعلي أكبر بكثير. كما نزح 2.5 مليون سوري على الأقل في داخل البلاد. واعتبرت المنظمة الدولية أن «سوريا دخلت دوامة الكارثة المطلقة».
وأكدت «أطباء بلا حدود» هذا القول، حيث أفاد تقريرها «بأن الوضع الإنساني كارثي في سوريا والمساعدات المقدمة لا تذكر مقارنة بالاحتياجات»، علما بأن نشاطها يقتصر على مناطق المعارضة نظرا الى رفض دمشق السماح لها بدخول مناطق النظام.
كما تشير المنظمة الى أن هناك شحا في مخزون الأدوية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو المعارضة على السواء، وذلك في ظل منح الأولوية في العلاج للمقاتلين من الطرفين على حساب المدنيين.
اللاجئون في الأردن
ومن الأردن، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنها تحتاج الى 80 مليون دولار لتستمر بخدمة السوريين اللاجئين حتى يونيو المقبل، مشيرة الى انها قد تضطر الى وقف نشاطاتها بسبب نقص التمويل. وقالت دومينيك هايد، ممثلة المنظمة، إن «الأردن يؤوي %34 من اللاجئين السوريين في المنطقة»، والذين تقول السلطات في هذا البلد إن عددهم تجاوز 436 ألفا، وتتوقع أن يرتفع نهاية عام 2013 الى نحو 700 ألف، في حال استمرار النزاع في سوريا.
قصف على الرقة وحمص
ميدانيا، قصف سلاح الجو السوري الرقة، التي باتت أول مركز محافظة يصبح خارج سيطرة النظام منذ اندلاع الثورة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعرب المرصد عن قلقه إزاء «مصير مئات الأسرى من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني والكتائب الموالية لها» الذين أصبحوا في أيدي المقاتلين.
وأفادت صحيفة الوطن، من جهتها، عن وجود «جثث لعدد كبير من الإرهابيين ملقاة على أطراف بعض الطرق بعد أن تم استهدافهم من سلاح الجو».
ونقلت الصحيفة عن سكان في الرقة أن «أعدادا كبيرة من الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة باتوا متمركزين داخل المدينة، وأقاموا فيها حواجز وسواتر ترابية في حين شوهدت شاحنات صغيرة آتية من الحدود التركية تحمل ذخيرة وأسلحة متوسطة»، مشيرة الى أن «الرقة لم تسقط بل فقط عدد من الأحياء فيها».
وفي وسط البلاد، تجدد القصف على حمص، وبخاصة حي الخالدية، الذي تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليه منذ ثمانية أشهر.
10/03/2013
انتهاء أزمة مراقبي الأمم المتحدة.. وبان يدعو لإحالة الأسد إلى لاهاي تلامذة سوريا ضحايا الطفيليات
جنود من قوة حفظ السلام لحظة عبورهم نقطة تفتيش عن القنيطرة الحدودية بين إسرائيل وسوريا في الجولان المحتل (أ ف ب)
دمشق، عمان، نيويورك - أ ف ب، رويترز - انتهت، أمس، أزمة المراقبين الدوليين الذين كانوا محتجزين (منذ الأربعاء الماضي) لدى مقاتلين من المعارضة السورية، غير أن العمليات العسكرية والأمنية استمرت على وتيرتها التصاعدية في عدة مدن وبلدات سورية، حاصدة أكثر من 100 قتيل، في وقت ذكرت دراسة رسمية أن نحو %71 من تلاميذ خمس محافظات أصيبوا بالطفيليات المعوية.
وفي حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى مناقشة احتمال احالة الرئيس السوري بشار الأسد الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أعلنت دمشق أن مقاتلين من 40 جنسية موجودون داخل الأراضي السورية، وذلك في إطار سعيها لحشد ضغط دولي في صراعها مع المعارضة.
يأتي ذلك غداة مقتل نحو 146 شخصا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
المراقبون الى الأردن
وأكد المرصد السوري أن وفدا من الأمم المتحدة تسلم الجنود الـ21 (وجميعهم من الجنسية الفلبينية) عبر الحدود الأردنية في منطقة وادي اليرموك.
وكان الخاطفون، وهم مقاتلون من «لواء شهداء اليرموك»، الذين طالبوا أولا بانسحاب القوات الموالية للرئيس الأسد من منطقة جملة (1,5 كيلومتر عن خط وقف اطلاق النار في الجولان المحتل)، طلبوا بعد ذلك أن يوقف الجيش السوري القصف لاتاحة اطلاق سراح الجنود الدوليين.
وكان المرصد تحدث الجمعة عن «اتفاق بين النظام والأمم المتحدة على وقف عمليات القصف بين العاشرة والثانية عشر من ظهر السبت (بالتوقيت المحلي) للسماح بعملية الاجلاء من قبل وفد من الصليب الأحمر، غير أن الإجلاء لم يتم إلا بعد مرور ساعات على انتهاء مهلة وقف إطلاق النار.
وسبق ذلك فشل محاولة أولى لإخراج المراقبين، جراء قصف من القوات النظامية.
الوباء يصيب ثلث التلامذة
من جهة ثانية، كشفت دراسة رسمية، أشرفت عليها وزارة التربية والتعليم في النظام السوري، أن %71 من التلاميذ في محافظات حلب والرقة وإدلب ودير الزور والحسكة أصيبوا بالطفيليات المعوية.
وأوضحت الدراسة (اقتصرت على المحافظات المذكورة فقط) أن «الخطر الأكبر من جراء الإصابة بالطفيليات المعوية أنه يصيب الأطفال دون سن 15 عاما، أي الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي. ومن هذه الطفيليات مثلا الأسكاريس الذي يستهلك ثلث المدخول الغذائي للطفل، كما يسبب له الأزمات الصدرية، وفقر الدم والإعياء».
وانتشر مرض اللشمانيا المعروف في سوريا بـ«حبة حلب» أخيرا شمال البلاد بشكل واسع نتيجة تراكم القمامة، وتدمير الأحياء السكنية وانفجار أنابيب الصرف الصحي في عدد من الأحياء في مناطق الاشتباكات المسلحة.
قصف واشتباكات
الى ذلك، تعرضت الأحياء المحاصرة في حمص لقصف جوي ومدفعي عنيف من القوات النظامية التي تحاول منذ أيام اقتحامها، وسط اشتباكات دامية.
كذلك دارت اشتباكات في دير الزور، ترافقت مع قصف من قبل القوات النظامية التي نفذت حملة اعتقالات عشوائية في حي القصور.
وأما التصعيد الأمني اليومي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة تنشرها مجلة بروفايل النمساوية كاملة غدا (الاثنين) إن «الخروقات الهائلة لحقوق الإنسان في سوريا يمكن أن تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.. وأنا أدعو لمناقشة إحالةالرئيس الأسد الى لاهاي»، محذرا في الوقت نفسه من مخاطر تسليم سلاح الى المعارضة السورية «لأن هذا لن يساهم سوى في إطالة الصراع وإيقاع مزيد من الضحايا».
دمشق تحشد الدعم
وفي نيودلهي، قالت مستشارة الرئيس بشار الأسد بثينة شعبان إن مقاتلين من أكثر من 40 دولة «والذين ليس لديهم روابط بينهم» يقاتلون حاليا في سوريا «من أجل المال فقط، وتلبية لأمراء الحرب والإرهاب».
وأضافت شعبان في تصريح للصحافيين أن «ما نريده من إيران والبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا (مجموعة بريكس) هو دعم سياسي قوي للحكومة السورية».
وينظر لزيارات شعبان هذا الشهر على أنها محاولة سورية لتشكيل ضغط دولي، خاصة وأن زيارتها للهند تأتي بعد لقاء رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني مع المسؤولين الهنود الذين ناقش معهم الأزمة السورية.
وتسعى سوريا الى أن تلعب الهند دورا رئيسيا في قمة البريكس المقررة في جنوب افريقيا يوم 27 مارس الجاري.
11/03/2013
المعارضة تعلن بدء معركة التحرير.. والأمم المتحدة تحذر: اللاجئون سيتضاعفون 3 مرات بنهاية 2013 «بابا عمرو» يعود إلى واجهة الأحداث و«هيئة شرعية» لشرق سوريا
مواطن سوري ينفقد الدمار الذي لحق بالسوق القديم في دير الزور جراء القصف والاشتباكات الم سلحة
دمشق، أنقرة- أ ف ب، رويترز، د ب أ - عاد حي بابا عمرو في حمص، أمس، الى واجهة الأحداث الدامية في سوريا، بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه، حيث شن المقاتلون المعارضون هجوما مفاجئا. وفي الوقت نفسه، استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصاعدية في مدن وبلدات سورية أخرى، لاسيما في حلب وضواحي دمشق، حيث عثر على عشرات الجثث، بينما أعلنت مجموعات إسلامية مقاتلة من المعارضة تشكيل «هيئة شرعية» لإدارة شؤون شرق البلاد.
بالتزامن، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار النزاع الذي يتم في الأيام المقبلة عامه الثاني، قد يضاعف مرتين أو ثلاث مرات عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، والذي تخطى عتبة المليون شخص.
يأتي ذلك غداة مقتل نحو 160 شخصا جراء أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
اختراق بابا عمرو
وقال المرصد إن «مقاتلين معارضين شنوا فجر الأحد هجوما مفاجئا على بابا عمرو، ودخلوا إليه وباتوا موجودين في كل أرجاء الحي».
وقال ناشط، قدم نفسه باسم عمر، وهو على تواصل مع المقاتلين على الأرض، إن «الثوار تسللوا خلال الليل الى بابا عمرو، ولم تدرك الحواجز العسكرية ذلك إلا بعدما أصبح المقاتلون في الداخل»، مضيفا أن القوات النظامية «تحشد تعزيزات على مداخل الحي».
وفي فيديو بث على موقع «يوتيوب»، أعلنت مجموعات مقاتلة بدء معركة «الفتح المبين» لتحرير الحي، وتخفيف الحصار عن أحياء وسط حمص تشكل معقلا للمقاتلين المعارضين، تشن القوات النظامية منذ نحو أسبوع حملة لاستعادتها.
وتفرض القوات النظامية سيطرتها على غالبية احياء حمص، في حين تبقى بعض أحياء الوسط، لا سيما منها الخالدية وأحياء حمص القديمة، في أيدي المقاتلين.
وبعد ساعات من بدء مقاتلي المعارضة هجومهم، قصف الطيران الحربي الحي ومحيطه، وسارعت القوات النظامية لإغلاق جميع المحاور. ولا تزال الاشتباكات العنيفة حتى لحظة اعداد هذا التقرير.
وفي دمشق، انفجرت عبوة ناسفة في حافلة ركاب صغيرة تابعة لروضة أطفال قرب دوار ضاحية الأسد، ما أسفر عن مصرع طفل وإصابة 9 آخرين بعضهم حالتهم خطرة.
34 جثة
في غضون ذلك، عثر على جثث 34 شخصا على الأقل، لم تتضح ظروف مقتلهم، وذلك قرب دمشق وفي مدينة حلب.
وقال المرصد «عثر على ما لا يقل عن 20 جثة لرجال عند أطراف نهر قويق في حي بستان القصر» الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة (وسط حلب)، موضحا أنه «لا معلومات كافية لدينا حتى الآن عن ظروف الاستشهاد».
وكان قد عثر في النهر نفسه على قرابة 80 جثة لشبان اعدموا برصاصات في الرأس، في يناير الماضي، وتبادل طرفا الصراع الاتهامات حول الحادث.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن العثور على جثامين 14 مواطنا من عائلة واحدة مقتولين قرب بلدة المليحة، هم 7 إناث بينهم مسنة، و3 أطفال دون السادسة عشر من العمر، اضافة الى 4 رجال بينهم مسن.
ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة اتهامهم القوات النظامية بقتل هؤلاء الاشخاص.
«هيئة شرعية»
من جهة ثانية، أفاد المرصد بأن مجموعات إسلامية مقاتلة شكلت «الهيئة الشرعية للمنطقة الشرقية من سوريا» لتتولى إدارة شؤون الناس في هذا الجزء من البلاد الذي يسيطر المقاتلون على أجزاء واسعة منه، في ما يعكس نفوذهم المتزايد.
وستتألف الهيئة من مكاتب عدة يخصص بعضها «للاصلاح وفض الخصومات»، والدعوة والارشاد، اضافة الى قوة شرطة. وأظهر شريط فيديو بث على «يوتيوب» موكبا سيارا في محافظة دير الزور، قيل إنه «الاستعراض العسكري لشرطة الهيئة الشرعية». وضم الموكب عشرات السيارات، بعضها رباعي الدفع، اضافة الى شاحنات صغيرة مزودة برشاشات. كما يظهر الشريط مقاتلين يرفعون على مبنى في مدينة الميادين، لافتة «الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية»، في حين حمل بعضهم رايات «لا اله الا الله».
اللاجئون أضعافاً
في أنقرة، قال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس «إذا استمر التصعيد ولم يحصل شيء لحل المشكلة، فقد يكون لدينا في نهاية السنة عدد أكبر بكثير من اللاجئين: مرتين أو ثلاث مرات أكثر مما هو عليه حاليا».
وكانت المفوضية أعلنت (الأربعاء) أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز عتبة المليون الشخص، بالإضافة الى 4 ملايين داخل سوريا يحتاجون الى 1.4 مليار دولار من المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وحذر غوتيريس من خطر «انفجار» في المنطقة إذا لم يتم التوصل لحل، لكنه أحجم عن التفسير أكثر من ذلك. وقال إن المفوضية لا تعارض إقامة مناطق آمنة تخضع لحماية دولية داخل سوريا لإيواء المدنيين «شرط ألا تضر بحق الشخص في اللجوء لدولة أخرى».
11/03/2013
تقريرإخباري سوريا بعد سنتين من نزاع مدمر: لا حل في الأفق
بيروت - ريتا ضو (أ ف ب) - في سوريا، تحولت «الثورة» ضد نظام الرئيس بشار الأسد الى حرب أهلية مدمرة تسببت بـ 70 ألف قتيل وعشرات آلاف المفقودين والمعتقلين ومليون نازح وملايين المتضررين.. حتى أن الأمم المتحدة اعتبرت أخيرا أن سوريا دخلت مرحلة «الكارثة المطلقة». وبعد سنتين على اندلاع «الثورة»، لا تزال الأزمة عصية على كل محاولات الحل السياسي.
وعلى الأرض التي يتقاسم السيطرة عليها جيش مرتبط ارتباطا عضويا بالنظام، ومجموعات مسلحة تعد الإسلامية منها الأكثر قوة.
اهتراء
يقول استاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس- د. خطار أبو دياب «في سوريا، الاهتراء هو العنوان الآن، أي المزيد من التدمير والتفتيت، ولا أرى أفقا جديا غير ذلك».
في النفق المظلم، بدا قبل أسابيع أن كوة يمكن أن تفتح بعد إعلان كل من دمشق والمعارضة استعدادهما للتحاور، واعتبار كل من واشنطن وموسكو أن لا حل إلا بالتفاوض.
لكن تبين سريعا أن حوارا كهذا يصطدم بعائق أساسي: هل يجري في ظل بقاء الأسد على رأس السلطة كما يريد النظام وحلفاؤه؟ أم يكون حوارا على رحيل الأسد وأركان النظام، كما تطالب المعارضة؟
وجاءت هذه المواقف في خضم تساؤلات حول مصير مبادرة تقدم بها رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، أبدى فيها استعداده المشروط للتفاوض مع ممثلين عن النظام. واعتبر هذا الموقف تطورا كبيرا في موقف المعارضة. ويرى أبو دياب أن «كل حوار، إن حصل، سيكون لعبا في الوقت الضائع».
دور الأميركيين ونظرية المؤامرة
وبدوره، يقول الباحث نديم شحادة من مركز شاتام هاوس في لندن، إنه «كلما امتنعت الإدارة الأميركية عن التدخل- وهي لا تريد التدخل - كلما شعر الأسد بالاطمئنان»، مضيفا «الأميركيون يخشون ما سيحصل بعد الأسد أكثر من الأسد نفسه».
ولعل هذا ما يبرر إحجام الأميركيين ومعهم الغربيون حتى الآن عن تقديم سلاح نوعي للمعارضة التي تشعر أنها لا تلقى الدعم الكافي من حلفائها. كما يخشى الغربيون وقوع السلاح في أيدي إسلاميين متطرفين.
مع ذلك، لم يغير النظام السوري في الخطاب الذي انتهجه منذ عامين: نظرية المؤامرة الخارجية واستهداف سوريا، والتأكيد أن كل حل يبدأ من وقف دعم «الإرهابيين» بالسلاح والمال من تركيا وقطر والسعودية.
وفي حرب الاستنزاف الدائرة حاليا، يبدو واضحا أنه لا يوجد طرف قادر على الحسم العسكري. ورغم الاختلال الكبير في ميزان القوى، يسيطر «الجيش السوري الحر» المؤلف من جنود منشقين ومدنيين مسلحين أبرزهم الإسلاميون، والذي يحظى بتعاطف شعبي، على أجزاء واسعة من الشمال والشرق، أبرزها مدينة الرقة (شمال)، أول مركز محافظة يخسره النظام.
في هذه المناطق، بدأت تنشأ «ديناميات بديلة عن الدولة، تشمل استحداث مجالس محلية وهيئات قضائية لإدارة الخدمات وشؤون الناس، لكن أيضا، وفق أبو دياب، «تصنيع السلاح والمخدرات والتهريب بكل أنواعه». وفي ظل الفوضى وغياب القانون والمؤسسات، عمليات خطف وثأر طائفي بين السنة والعلويين.
في المقابل، يقول خبراء عسكريون إن النظام يركز قواته في دمشق، ويسعى الى الحفاظ على الخط الممتد من العاصمة صعودا نحو محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين والجبل العلوي، معولا في ذلك على ترسانة ضخمة من الأسلحة والطائرات الحربية وصواريخ سكود.
التعقيدات تنذر بمخاطر جمة
وسط كل هذه التعقيدات، فشلت وساطة دولية قام بها موفدان خاصان الى سوريا، كوفي عنان ومن بعده الاخضر الإبراهيمي الذي صبت عليه دمشق خلال الأسابيع الماضية سيلا من الانتقادات.
وخلال عامين، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من الخروج بأي قرار حول سوريا.
ويقول أبو دياب «الانقسام الدولي حول الأزمة السورية حاد، ولا شبيه له منذ نهاية الحرب الباردة. (...) والرقصة الدموية موصولة بمصير التجاذبات الدولية (...) ما يرجح تمديد المأساة، لأن الوظيفة الجيوسياسية للنزاع لم تستنفد بعد».
ويضيف «عندما يصبح الوضع مستنقعا بكل معنى الكلمة، ويدرك الكبار (الدول الكبرى) أن لا مصلحة لهم في تحول بلد متجذر في التاريخ الى صومال الشرق الأوسط، عندها قد يتحركون».
إلا أنه يحذر من «خطر الوصول الى مرحلة تأتي ببشار الأسد الى طاولة الحوار، ممثلا عن العلويين، وتصبح المسألة محاصصة طائفية على الطريقة اللبنانية. هذا سيعني تفتيتا فعليا يتمدد في المنطقة وحروبا طويلة الأمد».
11/03/2013
«ديلي ستار»: التسليم خلال 6 أسابيع وبعد رفع الحظر بريطانيا تسلح 1000 مقاتل سوري
كشفت صحيفة ديلي ستار صندي البريطانية، أمس، أن بريطانيا أرسلت أسلحة قيمتها نحو 30 مليون دولار إلى مقاتلي المعارضة السورية. وأوضحت أن الأسلحة تشمل بنادق هجومية، ومدافع رشاشة خفيفة، وقنابل يدوية، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات صاروخية وذخيرة، وجرى تخزينها في دول مجاورة لسوريا وتكفي لتسليح 1000 مقاتل من قوات المعارضة السورية.
وأشارت الصحيفة الى أن هذا التطور يأتي مع إعلان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ (الأربعاء الماضي) أن بلاده ستزوّد قوى المعارضة السورية بمركبات مدرعة، ودروع واقية من الرصاص، ولن تستبعد أي خيار لإنقاد الأرواح في سوريا.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر حكومي، وصفته بالمطلع، قوله إن الأسلحة أُرسلت قبل أسابيع في اطار خطة وضعها كبار مسؤولو وزارة الدفاع البريطانية، «وقرار التسليم سيتخذ في غضون الأسابيع الـ 6 المقبلة بعد بناء ترسانة سرية منها، وسيتم فتحها وشحنها إذا ما قرر الاتحاد الأوروبي رفع الحظر الذي يفرضه على الأسلحة إلى سوريا».
وأشار المصدر إلى أن بعض الأسلحة البريطانية تم بالفعل تسليمها للمتمردين السوريين عبر السعودية وقطر، اللتين اشترتا كميات كبيرة من الأسلحة.
قبس عربي المعارضة تحاصر نظام الأسد والعالم يحاصر التغيير المنشود
كتب نبيل حاوي :
دول اقليمية وجهات دولية تدخل بقوة على خط الازمة السورية، في ظل تدهور مواقع بشار الاسد المتبقية في حمص بالذات.
آخرها كان تلميح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى احتمال تدهور الأوضاع ونشوب حرب تشارك فيها إسرائيل وإيران أو سوريا، لكن تقديرات تل ابيب تشير إلى أنه مع بدء ولاية الحكومة المقبلة، ستتراجع احتمالات مهاجمة إيران.
اما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو، فاكد أن بلاده تملك جميع الإمكانات لتشكيل وتأمين عمل مجموعة سفن حربية بشكل دائم في البحر المتوسط.
الولايات المتحدة تصدر عنها تقارير متباينة حول التنظيمات المتطرفة المشاركة في الثورة السورية: بين استصغار لدورها بالمقارنة مع مئات الالوف من الثوار والمعارضين والمتظاهرين، وبين القول بوجود قوي للقاعدة، كما اشار وزير العدل إريك هولدر، الذي يزور السعودية حاليا.
هذا في حين اصدر محققو الامم المتحدة لحقوق الانسان تقارير تؤكد استخدام النظام مجموعات محلية لارتكاب قتل جماعي، وهذه الميليشيات تعرف باللجان الشعبية، وجرائمها تتخذ في بعض الأوقات صفة طائفية.
وفي الواقع، مهما بلغت قوة متطرفي المعارضة، فانها ليست سوى نقطة في بحر، بالمقارنة مع ممارسات جماعات النظام الارهابية، فكيف اذا اخذنا بعين الاعتبار الابادة الجماعية بسلاحي الجو والبر، واستخدام صواريخ السكود وبالونات الغاز وغيرها وغيرها من الاسلحة المحظورة دوليا، بينما المجتمع الدولي لا يراقب سوى الاحتمالات المتعلقة بالقنابل الكيماوية.. والهم الوحيد الذي يؤرقه هو احتمال تسرب هذه الاسلحة الى المعارضة!
ازاء كل هذا الترقب (والتفرج) في العواصم الدولية، وازاء الضغوط المتقابلة بين الولايات المتحدة وروسيا، والوعود الملتبسة بشان تسليح الثوار..لماذا تصر المعارضة السورية على المراوحة في موضوع تشكيل حكومة بديلة عن نظام القهر والقتل الجماعي والتدمير المنهجي؟
ما الذي يدعو الائتلاف الوطني الى تاجيل الاجتماعات، والتنكر للوعود امام الشعب المنكوب، وامام العالم العربي الذي اعلن حلول المعارضة محل النظام السوري في عضوية الجامعة العربية فور الاعلان عن الحكومة ورئيسها؟
في الواقع، مهما تكن اعتبارات هذا او ذاك من نشطاء الائتلاف الوطني، فهذا التلكؤ لن يستفيد منه سوى نظام الاسد، والقوى الراغبة في بقائه حتى آخر مواطن سوري!
الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من المماطلة او المراهنة على حوارات عبثية مع النظام- الا في حال ايجاد صيغة لخروج الاسد وكبار الملوثة ايديهم بالدماء.
د. نبيل حاوي
12/03/2013
الإفتاء يدعو لـ «فريضة» الالتحاق بالجيش.. والتلفزيون يبث أغنية جهادية «القاعدة» يتبنى مقتل 48 جندياً سورياً في العراق
أطفال سوريون في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن حيث يصارع القاطنون بؤس العيش (أ ف ب)
دمشق، جنيف- أ ف ب، رويترز، د ب أ - قصف الطيران الحربي السوري، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، حي بابا عمرو في حمص الذي دخله مقاتلو المعارضة الأحد بعد عام من سيطرة قوات النظام عليه، فيما تبنى تنظيم القاعدة- للمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري- قتل 48 جنديا سوريا في العراق.
وفي جنيف، طالب محققو لجنة الأمم المتحدة بتقديم تقريرهم الأخير حول سوريا الى مجلس الأمن الدولي «ليرفعه بدوره الى المحكمة الجنائية الدولية» في لاهاي لما فيه من دلائل حول وقوع مجازر رهيبة يرتكبها كل من قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة بحق المدنيين خصوصا.
يأتي ذلك غداة مقتل 175 شخصا جراء اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التحقق من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
قصف واشتباكات
فعلى الأرض، قال المرصد إن «الطيران الحربي نفذ غارات عديدة على حي بابا عمرو (...) في ظل استمرار الاشتباكات في جزء من الحي» لليوم الثاني على التوالي.
وتوقع المرصد أن تواصل القوات النظامية محاولاتها «لطرد المقاتلين من الحي مهما كلف الأمر، حتى لو أدى ذلك الى تدمير ما تبقى منه».
وذكرت صحيفة «الوطن»، من جهتها، أن «وحدة من الجيش والسلطات الأمنية المختصة اشتبكت مع عناصر مسلحة وإرهابيين من -جبهة النصرة- حاولوا التسلل الى منطقة بابا عمرو»، مشيرة الى «قتل وإصابة العديد من هؤلاء المسلحين».
كما سجل قصف بالطيران على مدينة الرقة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي.
وفي إدلب، سجل وقوع «سبع غارات جوية خلال ساعة واحدة»، بحسب المرصد، على محيط بلدة حيش، في محاولة من قوات النظام «لفك الحصار الذي يفرضه مقاتلو المعارضة على حاجزي الحامدية ومعسكر وادي الضيف وايصال الامدادات العسكرية لهما».
وفي دمشق، قال شهود عيان إن قذائف هاون مجهولة المصدر سقطت على حي «باب شرقي» الذي تقطنه غالبية مسيحية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وأضاف الشهود أن المنطقة شهدت انتشارا أمنيا مكثفا وحضور عدد من سيارات الإسعاف.
«فريضة».. و«جهاد»
وفي خضم هذه المواجهات بين الجيش ومسلحي المعارضة، أصدر مجلس الافتاء الأعلى في الجمهورية السورية بيانا طلب فيه من الشعب السوري الوقوف الى جانب الجيش.
وجاء في البيان، الذي نشرته وكالة سانا، «ندعو أبناءنا في سوريا للقيام بفريضة الالتحاق بالجيش العربي السوري للدفاع عن وطننا (..) ونحذر من الوقوف في وجه جيشنا وقواتنا المسلحة (..) حيث يعد هذا خيانة مساهمة في إضعاف قوته التي أعدت ولا تزال للمعركة الفاصلة ضد الصهاينة ومن يقف وراءهم، مما يساهم في تحقيق أهداف العدو».
كما ناشد البيان الجيش السوري الحفاظ على «دماء الأبرياء وقداسة الأرض والعرض».
وغداة ذلك، بث التلفزيون الرسمي أغنية «سنخوض معاركنا معهم»، وهي إحدى أشهر أغاني تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الجهادية حول العالم.
«القاعدة» على الخط
على صعيد آخر، تبنى تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، قتل 48 جنديا سوريا في الأنبار (غرب بغداد) أثناء إعادتهم الى بلادهم التي كانوا فروا منها خلال معارك قرب الحدود، قائلا إن وجودهم يبرهن التواطؤ بين حكومة العراق «الشيعية» ونظام الأسد.
وقال بيان نشر (الاثنين) على مواقع تعنى بأخبار الجهاديين، بينها موقع «حنين»، «تمكنت المفارز العسكرية في صحراء الأنبار من تدمير وابادة رتلٍ كامل للجيش الصفوي مع عجلات النقل المرافقة المكلفة بتهريب عناصر الجيش النصيري و(شبيحة) النظام السوري».
لجان للمجازر
في جنيف، طالبت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن أعمال العنف في سوريا بتقديم تقريرها الى مجلس الأمن ليرفعه بدوره الى المحكمة الجنائية الدولية.
واتهم التقرير، الذي رفع الى مجلس حقوق الإنسان، الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة بقتل المدنيين بسبب الطريقة المتهورة التي يتبعانها في شن الأعمال العسكرية.
وجاء في التقرير أن الشهادات التي جمعت تفيد بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد يكون استخدم ميليشيات، وكذلك لجانا شعبية موالية له في بعض المناطق لارتكاب مجازر.
وذكّرت اللجنة أنه طرأ على مدى الشهرين الماضيين تآكل حاد للمساحات المدنية داخل سوريا، حيث بإمكان المدنيين العيش بمنأى عن العنف والدمار، مشيرة إلى أن أكثر خاصّيات النزاع خطورة هي مسألة استخدام الرعاية الطبية كتكتيك حربي، حيث تم استهداف الطواقم الطبية والمستشفيات التي اعتبرتها أطراف النزاع وكأنها أهداف عسكرية، كما تم حجب إمكانية الوصول إلى المساعدات الطبية على أسس سياسية وطائفية.وقالت اللجنة إن عمليات قتل جماعي يزعم بأن اللجان الشعبية ارتكبتها اتخذت مسحة طائفية في بعض الأحيان في اتجاه مقلق وخطر. وكذلك اتهمت الجماعات المسلحة بشن عملياتها الحربية في المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية.
12/03/2013
تحقيق بحث مضن عن الخبز والوقود
السوريون يشحنون البنزين من لبنان ويبيعونه بسعر مضاعف أربع مرات
دمشق- رويدا مباردي وسركيس قصارجيان (أ ف ب)- بات الانتظار ساعات طويلة لتعبئة السيارات بالوقود، أو الحصول على قارورة غاز، وتتبع أخبار المخابز المفتوحة لشراء الخبز، جزءا من يوميات السوريين الغارقين في نزاع انعكس على كل ما يرتبط بحياتهم، هذا بالطبع إن ضمنوا حياتهم وسلامتهم من أعمال العنف.
وتقول أم فادي، المقيمة في بلدة عرطوز القريبة من دمشق، إنه «للحصول على الخبز، يجب تسجيل الاسم والانتظار مدة ساعتين أو ثلاث».
الأسعار تتضاعف
وأمام نقص الغاز والمازوت، باتت هذه الأم لأربعة أولاد مضطرة، ككثير من السوريين غيرها، للجوء الى الحطب للتدفئة. وتوضح أن «سعر قارورة الغاز تضاعف، من 450 ليرة سورية (4 دولارات أميركية)، الى نحو 3500 ليرة (نحو 35 دولارا)».
ويقول ابو رامي المقيم في دمشق «منذ شهر ونصف الشهر، لم أتمكن من الحصول على قارورة غاز، لذا لجات الى استخدام الفرن الكهربائي».
لكن السوريين يعانون ايضا من تقنين قاس في الكهرباء.
وتروي أم فادي أنها لم تتمكن في أحد الأيام «من إعداد أي طعام بسبب انقطاع التيار الكهربائي طوال اليوم».
وزياد، سائق سيارة الأجرة العامل على خط دمشق بيروت، بات يحمل معه من لبنان صفائح بنزين، بعد أن كان سعره في السابق في لبنان أعلى مما هو في سوريا.
وتسبب النزاع المستمر منذ سنتين بأزمة اقتصادية غير مسبوقة: ارتفعت أسعار الطحين بنسبة 140 في المائة، والوقود بنسبة 62 في المائة، والمازوت بنحو 106 في المائة. كما تراجع الناتج الوطني، وبلغ التضخم مستويات قياسية، وارتفعت نسب البطالة، مع تزايد العجز في ميزان المدفوعات، في حين اقفل ربع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم ابوابها، وتراجع الانتاج النفطي الذي كان مخصصا للاستهلاك المحلي.
إضافة الى ذلك، تراجع الانتاج الزراعي الى النصف، بعدما كان يوفر العمل لقرابة ثمانية ملايين سوري.
الكهرباء من الماضي
وتحول أعمال العنف غالبية الأحيان دون تمكن السكان من التبضع. وفي عدة مناطق سورية، يجب على السكان بذل جهود مضنية لتأمين حاجاتهم الاساسية.
ففي حلب، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، يحرم السكان من التغذية بالتيار الكهربائي في غالبية ساعات اليوم. وتقول أم حسن، المقيمة في حي مساكن هنانو، إنها «نسيت ما معنى الغسالة الاوتوماتيكية والبراد وكل الأجهزة العاملة على الكهرباء (...)».
وخسر كثير من الحلبيين وغيرهم وظائفهم وأعمالهم جراء النزاع، واضطروا للجوء الى ممارسة مهن بعيدة كل البعد عما كانوا يفعلونه.
12/03/2013
تقرير إخباري السوريون انتفضوا لإسقاط «جمهورية الخوف»
بيروت- رنا موسوي (أ ف ب) - عاش السوريون طوال أكثر من 40 عاما في ظل ترهيب أجهزة الاستخبارات التي تغلغلت في حياتهم وقولبت طريقة تفكيرهم. في مارس 2011، قرروا أن يكسروا جدار الخوف، ولو كلفهم الأمر حياتهم.
يقول الناشط أبو غازي، من حماة، إن والديه كانا يرددان أمامه مذ كان صغيرا «لا تتدخل في السياسة حتى لا تأتي المخابرات لتبحث عنك».
ويضيف «هذا الخوف من الأجهزة الأمنية جعل السوريين مغيبين عقليا ومسيرين سياسيا، غير قادرين على تحليل الواقع».
المخابرات أقوى من الحكومة
منذ وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس بشار، الى سدة الحكم في عام 1970، باتت سوريا تعيش في ظل نظام متسلط يديره حزب واحد، هو البعث العربي الاشتراكي، وذلك على صورة العراق ابان حكم صدام حسين.
ويشير خبير غربي مقيم في دمشق، فضل عدم كشف اسمه، الى أن «أجهزة المخابرات احتلت تدريجيا موقعا لا يتناسب مع وظيفتها المفترضة، وتحولت الى الأداة التنفيذية الوحيدة للنظام.. وخلال الثمانينات من القرن الماضي ساد حكم من الرعب الذي ترك اثره العميق على المجتمع السوري»، في إشارة الى القمع الدموي لانتفاضة جماعة «الإخوان المسلمين» في حماة.
ويضيف «ولّد هذا الأمر نوعا من الذاكرة الجماعية، وظل يسكن كل شخص لمدة طويلة»، مدفوعا بارادة لقمع اي اختلاف داخل المجتمع، اعتمد النظام السوري في عهد حافظ الأسد على الأجهزة الأمنية القوية، وأبرزها المخابرات العسكرية، والمخابرات الجوية، و«فرع فلسطين» الذي كان اسمه كفيلا باخافة الناس.
ويؤكد المعارض السوري البارز ميشال كيلو أن حضور أجهزة المخابرات «ترك أثرا مريعا في فكر وسلوك السوري الذي كان مرغما على ألا يكون له رأي أو موقف، وإلا تعرض لأفظع أنواع العقاب».
ويضيف كيلو، الذي امضى أعواما في السجون السورية، أن الأجهزة كانت حاضرة «في كل مكان، من دوائر العمل الى الأحياء الى الشوارع والمقاهي والحوانيت وحتى المقابر».
وتقوم أجهزة الاستخبارات السورية بعمليات اعتقال عشوائية، وتمارس التعذيب بشكل منهجي، وتعطي تعليمات سرية للادارات العامة، وكانت قادرة على نقض قرارات اتخذتها الحكومة.
المخبرون في كل مكان
والمخبرون كانوا أكثر من يثير خوف الناس، فهم «عيون وآذان» أجهزة الاستخبارات التي تدفع لهم أموالا عن كل معلومة يقدمونها حول سكان الأحياء والحارات. فالمخبر «قد يكون البقال أو الخباز أو مصفف الشعر».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل الآلاف من المخبرين المبغوضين من السكان بعد اندلاع الاحتجاجات ضد النظام.
وبفعل كونها على تماس مباشر مع المجتمع، كانت أجهزة المخابرات أول من لمس تغيرا في سوريا بعد انطلاق شرارة «الربيع العربي» في عام 2010.
ويقول الخبير «في حين كان النظام في مرحلة انكار لما يحدث، رأت المخابرات هذا المجتمع يتحول سريعا وبطريقة مقلقة جدا.. فاتخذت خطوات، منها أنه كان يتعين على كل من يرغب في شراء دلو من الطلاء، تقديم بطاقة هوية للتعريف عن نفسه»، وذلك بعد انتشار الرسوم والشعارات المناهضة للنظام.
ومع نزول عشرات الآلاف من السوريين الى الشوارع في تظاهرات معارضة للنظام، شارك «الشبيحة» الذين كانوا في الأصل مهربين يحظون بتغطية من النظام، في قمع الاحتجاجات بالقوة. لكن جدار الخوف انهار الى غير رجعة، كما يقول أبو غازي، «والمهم ألا يأتي بعد الأسد، شكل آخر من الدكتاتورية».
غارات على «بابا عمرو» ومعارك في محافظتي حمص وحلب أسر جنود للنظام في حمص قرب الحدود اللبنانية
عنصر من الجيش الحر يحاول تهدئة رجل غاضب بعد قصف منزله من قبل قوات النظام في الرقة شرق سوريا (رويترز)
دمشق، واشنطن -وكالات - شن الطيران السوري امس سلسلة غارات جوية على حي بابا عمرو في حمص الذي يشهد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، بينما تدور معارك في احدى بلدات المحافظة على الحدود اللبنانية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان «نفذت طائرة غارة جوية جديدة على بابا عمرو».
وكان المرصد افاد صباحا عن تعرض الحي لغارة تزامنا مع استمرار الاشتباكات على اطراف الحي.
وفي محافظة حمص ايضا، افاد المرصد عن «استشهاد اربعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات في قرية جوسية على الحدود السورية اللبنانية»، متحدثا عن «معلومات عن مقتل وجرح واسر جنود القوات النظامية على الحاجز».
الوضع في إدلب
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط بلدة حيش، تزامنا مع قصف من القوات النظامية التي تحاول «فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية وايصال الامدادات لهما»، بحسب المرصد. ونقل عن ناشط التقى عشرة جنود فروا ليلا من معسكر الحامدية، قولهم ان الوضع في المعسكر المحاصر منذ اشهر «سيئ جدا ولا يوجد طعام»، وانهم كانوا في انتظار «قافلة الامدادات منذ ايام، الا ان الاشتباكات العنيفة اعاقت تقدمها».
ويفرض المقاتلون حصارا على المعسكرين منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في ادلب، ما اتاح لهم اعاقة الامدادات المتجهة الى حلب.
وفي حلب، نفذ الطيران الحربي غارات عدة على محيط مطار منغ العسكري، حيث تدور معارك منذ بدء مقاتلي المعارضة «معركة المطارات» في 12 فبراير.
مخاوف أميركية
في واشنطن، اعلن رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر ان وتيرة تآكل نظام بشار الأسد تتسارع، بعد نحو عامين من الصراع.
وأضاف أمام اللجنة المختارة للاستخبارات بمجلس الشيوخ أنه بينما تكتسب المعارضة قوة، يواجه النظام عجزا في عدد الأفراد والإمدادات اللوجستية.
وحذر من أن عدم قدرة النظام على دحر المعارضين بالوسائل التقليدية، تزيد المخاوف من أن تصبح دمشق «يائسة بما يكفي لاستخدام مخزونها من الأسلحة الكيميائية».
وقال «إن ذلك يضيف إلى تخوفنا من أن النظام المحاصر قد يستعد لاستخدام أسلحة كيميائية ضد الشعب».
وهناك مصدر قلق آخر: احتمال وصول الجماعات المسلحة أو الأفراد إلى تلك المواد.
وقال كلابر للجنة إن المعارضة مازالت ممزقة، مع وجود مئات من الكتائب متفاوتة القوة، ومحاولات ايجاد قيادة وسيطرة شاملة.
وأوضح أن التساؤل هو «إلى متى سيستمر الأسد؟
إجابتنا أن أيامه معدودة، لكن لا نعرف عددها».
الجيش الحر يعلن قتل عناصر من «حزب الله» مهاجمة ثكنات للحرس الجمهوري وقلعة حمص
دمشق ــــــ وكالات ــــــ أصدر الجيش الحر بيانا أعلن فيه سيطرته على الحاجز 14 على الحدود اللبنانية ــ السورية في القصير، وتحدث عن قتل عدد من عناصر «حزب الله» الذين تمركزوا في الحاجز. كما أعلن الجيش الحر فتح جبهة ضد قوات النظام على ضوء المعارك العنيفة في المنطقة الواقعة بين دمشق ومرتفعات الجولان. وقال ناشطون ان قوات النظام المتمركزة في الجبال المطلة على خان الشيح تهاجم المنطقة بالصواريخ لإبعاد الثوار المتمركزين حول الثكنة، ووفقا للمعارضة فإن أكثر من ألف مقاتل تحركوا إلى خان الشيح، التي تبعد خمسة وعشرين كيلومترا عن هضبة الجولان. وهاجم الثوار ثكنة للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في المنطقة.
قصف جوي ومواجهات
في غضون ذلك، قصف الطيران الحربي امس مناطق عدة في سوريا، تزامنا مع اشتباكات في مناطق مختلفة، لا سيما منها حي بابا عمرو في حمص.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن تعرض مناطق في حي بابا عمرو لقصف من طائرة حربية، تزامن مع اشتباكات في الحي الذي دخله المعارضون الاحد بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه.
كما تدور «اشتباكات عنيفة في احياء حمص القديمة بالقرب من قلعة حمص الاثرية، التي هاجم مقاتلون من الكتائب المقاتلة حاجزاً للقوات النظامية في محيطها من جهة حي الخضر»، مما ادى الى مقتل ثمانية من عناصر الحاجز، بحسب المرصد.
وفي محافظة حماة (وسط)، تحدث المرصد عن قيام الطيران بقصف بلدة كفرنبودة في ريف حماة، من دون معلومات عن خسائر.
الرقة وإدلب ودرعا
وفي شمال البلاد، شن الطيران «غارات جوية عدة على مناطق في مدينة الرقة»، التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الاسبوع الماضي، وباتت اول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قصف الطيران اكثر من مرة بلدة تفتناز «مما ادى الى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل». وفي محافظة درعا (جنوب)، شن الطيران غارات جوية على بلدة خربة غزالة. وفي دمشق، افاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة عند اطراف حي جوبر» في شرق العاصمة. كما تتعرض مناطق عدة للقصف، لا سيما دوما (شمال شرق) وداريا (جنوب غرب).
16/03/2013
سوريا في العام 3: تتغير أم تتفتت؟! الحل في نفق مظلم والعسكرة مستمرة
إعداد منى فرح
أكثر من 70 ألف قتيل.. أكثر من مليون لاجئ في دول الجوار، و5 ملايين نازح داخل البلاد، عشرات الآلاف من المعتقلين، أحياء كاملة دُمّ.رت في مدن عدة، البنية التحتية شبه مدمَّرة، الأوبئة تتهدد السكان، ومقومات الحياة تتدهور ومكونات المجتمع تتفتت.. هذا ما جناه الرئيس السوري بشار الأسد على بلده وشعبه ضد الانتفاضة المناهضة لنظامه، التي دخلت عامها الثالث أمس. وبينما اعتبرت الأمم المتحدة أن سوريا في مرحلة «الكارثة المطلقة»، لاتزال الأزمة عصية على كل محاولات الحل السياسي، فيما البلاد ومعها المنطقة تغوص في المجهول.
في 15 مارس 2011، لفحت ريح «الربيع العربي»، الآتية من تونس واليمن وليبيا ومصر، السوريين، وبدأت الاضطرابات حين نظم عشرات السوريين احتجاجا سياسيا نادرا في المدينة القديمة في دمشق، تزامن مع خروج فتيان صغار في درعا، وخربشوا على أحد جدران المدينة شعار «الشعب يريد إسقاط النظام».
رد النظام بعنف شديد: سيق الفتيان الى السجن، حيث تعرَّضوا لأبشع أنواع الضرب والتنكيل، ووصل التنكيل الى حد اقتلاع أظافرهم من تحت جلودهم.
من درعا، عمَّ الغضب مناطق عديدة، وخرج المتظاهرون بالآلاف يصرخون «حرية.. حرية»، ليسقط الى غير رجعة، «جدار الخوف» الذي بناه نظام حزب البعث على مدى خمسين عاما.
والاحتجاجات التي كانت شرارتها في درعا، كانت سلمية في طبيعتها. فعلى مدى أشهر طويلة، حاول الناشطون الحفاظ على سلمية تحركهم، بينما كان المتظاهرون يُقتلون برصاص قوات النظام ويُعتقلون يوميا.. الى أن ارتفعت أصوات تطالب بحق الدفاع عن النفس. هكذا تحولت مع مرور الوقت الى مواجهات مسلحة دامية، تستخدم فيها الطائرات المقاتلة والمدافع، وحتى الصواريخ البالستية، مثل «سكود». وكانت معركة حي بابا عمرو في حمص، النقطة الفاصلة التي حسمت اتجاه عسكرة النزاع.
الآن، يتقاسم طرفا الصراع السيطرة على الأرض: تتركز قوات النظام، الذي يقول إنه مستعد لمواصلة القتال لسنوات، خصوصا في دمشق وغرب البلاد والجزء الأكبر من الوسط، بينما تسيطر المعارضة والمجموعات المسلحة، التي تعد الإسلامية منها الأكثر قوة، على أجزاء واسعة من شمال البلاد وشرقها، لكن جميع المناطق تحت سيطرة جوية للنظام. وفيما يبقى الوضع على الأرض هشا وعرضة للتغير في أي وقت، يبدو جليا أنه من الصعب على أي من الطرفين تحقيق نصر حاسم. فميزان القوى لمصلحة النظام الذي يملك ترسانة من الأسلحة والذخيرة والطيران، بينما المعارضة تلقى تعاطفا شعبيا واسعا على الأرض. أما الحوار فيصطدم بعائق أساسي: مصير الأسد.
وسط كل هذه التعقيدات، فشلت وساطة دولية قام بها موفدان خاصان: كوفي عنان، ومن بعده الأخضر الإبراهيمي. كما فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار أي قرار. والجميع اليوم يحذر من خطر تقسيم سوريا وفق حصص طائفية، ما يعني تفتيتا فعليا يتمدد في المنطقة وحروبا طويلة الأمد، لاسيما مع وجود ترسانة من السلاح الكيماوي والجرثومي.
بعد عامين، أين وصلت الانتفاضة؟ وما وضع النظام اليوم؟ وما وضع المعارضة،لا سيما بعدما أصبحت م
16/03/2013
الصايغ: النظام متماسك .. وإن ليس قوياً
أظهرت السنتان الماضيتان الرئيس السوري بشار الأسد حاكما متسلطا ومستعدا للقيام بأي شيء للبقاء في السلطة، رغم الضربات التي يتلقاها جيشه من مقاتلي المعارضة والعزلة الدولية المفروضة عليه. انتهت الى غير رجعة صورة الرئيس الإصلاحي العصري، لكنه لا يزال يحظى بتأييد شريحة لا بأس بها من السوريين. «وبات يدير كل الأمور أكثر من ذي قبل، وطبعا بالاعتماد على التركيبة العسكرية والأمنية»، وفق المراقبين.
الأسبوع الماضي، حاورت مراسلة صحيفة صنداي تايمز البريطانية في دمشق هلا جابر الرئيس الأسد، وقالت «إنه يعطي انطباعا بأنه مطمئن، واثق من نفسه». وأكد الأسد للصحيفة أنه لن يتنحى، بينما أعلنت كل من إيران وحزب الله أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2014.
وعلى الرغم من فقدان قواته السيطرة على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها لمصلحة مقاتلي المعارضة، وسقوط مئات الآلاف من القتلى، يبدو الأسد مقتنعا بأنه سيخرج منتصرا من النزاع الذي يزداد دموية يوما بعد يوم، حتى بات المراقبون يجزمون بأنه «منفصل عن الواقع».
في لقاء مع القبس عبر الهاتف، أكد النائب فايز الصايغ من دمشق، أن النظام السوري «لا يزال متماسكا بالرغم من كل من راهن على أن أيامه معدودة.. لا تزال هناك دولة، جيشها متماسك إلى حد كبير، والانشقاقات التي حدثت لا تعتبر جدية وفق أعراف الجيوش النظامية، بل بقيت في إطار الانشقاقات الفردية والشخصية وفي حدودها الدنيا. وكذلك داخل مؤسسات الدولة وأركانها وكبار موظفيها». ويشدد أن الحل «يكمن في بيان جنيف».
ومع ذلك لم ينف الصايغ أن الدولة «لم تعد قوية كما كانت»، مشددا على القول «إنها متماسكة، ولكن ليست قوية بسبب تفاقم الأزمة خلال العامين الماضيين على الصعيد الداخلي والخارجي، وتأثيراتها خصوصا في الاقتصاد».
ميدانيا، يركز النظام قواته في دمشق، ويسعى للحفاظ على الخط الممتد من العاصمة صعودا نحو محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين والجبل العلوي، معولا في ذلك على ترسانة ضخمة من الأسلحة والطائرات الحربية وصواريخ سكود.
ووفق المراقبين، فان الأسد يعتقد أنه بسيطرته على المدن الكبرى، وخصوصا دمشق، «يحتفظ لنفسه بأوراق سيستخدمها يوم تطلق واشنطن وموسكو مرحلة تفاوضية للبحث عن حل للنزاع». وحتى ذلك الحين، يمكنه الاعتماد على قواته النظامية وأجهزته الأمنية برغم الصعوبات التي تلاقيها في مواجهة مقاتلي المعارضة، مستفيدا من الظروف الإقليمية والدولية التي يستحيل معها فرض حظر جوي، ومن العوائق التي تحول دون تسليح المعارضة.
16/03/2013
سارة: المعارضة ليست بحجم التحديات
في المقابل، تؤكد المعارضة على أنها ستكون قادرة على الحسم في حال وافق المجتمع الدولي على تزويدها «أسلحة نوعية» تطالب بها لتوازي الكفة مع الترسانة الضخمة من الأسلحة والذخيرة والطيران التي يملكها النظام. وهي في الوقت نفسه تعول على التعاطف الشعبي الواسع لها على الأرض، وعلى ما أنجزته- سياسيا وعلى الأرض رغم الاختلال الكبير في ميزان القوى.
لكن، أكثر ما يؤخذ على المعارضة أنها منقسمة رغم توحدها تحت راية الائتلاف الوطني، وتسودها خلافات كثيرة، وتوصف بأنها مفصولة الى حد ما عما يجري على أرض الواقع، وليس على تواصل مباشر مع المواطنين السوريين. وأن تقاعس دورها سهل للجماعات الإسلامية المتطرفة، لأن تبدو مسيطرة رغم أن عدد عناصرها قليل مقارنة بالمعارضين غير الطائفيين (المقاتلين وغير المقاتلين).
الكاتب السياسي والمعارض السوري فايز سارة قال لـ القبس إن «المعارضة اليوم في مأزق كبير لأنها لم تستطع بالفعل قيادة وإيصال الثورة السورية إلى أهدافها الأساسية: تغيير النظام أو إسقاطه».
ويوضح سارة أن «لهذا الإخفاق سببين أساسيين: الأول، العنف والقمع الشديدين من قبل نظام الأسد. والثاني بنية المعارضة وأساليب عملها وقدراتها التي لم ترتق بالفعل لكي تكون بمستوى الثورة».
ويتابع «المطلوب قيادة جدية بقدر تحديات المرحلة، قادرة على خلق مؤثرات ومعطيات جديدة في الداخل كما على مستوى قوى المجتمع الدولي».
أين الخلل؟
يجيب سارة «الاخفاقات موجودة في الممارسة والسياسة المتبعة والمنهج والأداء. فقادة المعارضة أهملوا أبسط وأهم المهام، وفي مقدمتها متابعة الأوضاع الإدارية والإغاثة والصحية للسوريين في الداخل وهؤلاء المشردين في المخيمات. والتحجج هنا بالمعوقات لا تسمع، لأن تبني مسؤولية بحجم تغيير نظام يتطلب السعي لتوفير كل الإمكانات التي تضمن نجاح هذه المهمة».
وأكثر ما يأخذ سارة على المعارضة في الخارج «التي كان لديها فرص أوفر وأفضل لكي تطور نفسها ولتبني كوادر وقدرات جديدة، وأن يكون لديها أفق أقرب إلى الحركة السياسية الحديثة، ولم تفعل. وتجربة العامين الماضيين أثبتت أن قادة المعارضة في عالم ومتطلبات الثورة والمواطن في عالم آخر.. وما تم تحقيقه لا يتناسب أبدا وحجم التضحيات الجبارة التي يتكبدها الثوار والمدنيون، أو الشجاعة التي يبدونها. فالثورة السورية بتحدياتها وظروفها حالة فريدة لم ولن تتكر في التاريخ».
ويدعو سارة المعارضة الى إعادة بناء حساباتها، ومنظوماتها وعلاقاتها، قائلا «ليس هناك من سبب لبقاء النظام حتى اليوم إلا أخطاء الآخرين والمحيطين به».
16/03/2013
العلويون: النظام في قبضتنا أم نحن في قبضته ؟
نبيه البرجي
«هل حقا ان النظام في قبضتنا أم نحن في قبضة النظام؟
قالها لنا ذلك المثقف العلوي البارز، حين كنا نعزيه بوفاة والده.
هل يفترض بالعلوي أن يكون ذئبا لكي يبقى؟ يحدثونك عن قرون الاضطهاد وعن الاتهامات المتلاحقة بالزندقة أو بالهرطقة، «مع أننا مسلمون وعرب على رأس السطح، بينما راح البعض يخترع لنا جذورا أخرى. فحينا نحن من بقايا الصليبيين وحينا هبطنا هكذا من المريخ».
الرأي الذي تسمعه في أكثر من مكان هو «أننا يا صديقي في قبضة النظام، لا ندري الى أين هو ذاهب والى أين نحن ذاهبون».
الآن بدأوا يجرون جردة حساب لما فعله حافظ الأسد الذي وصفه هنري كيسنجر بـ«رجل البقاء والاضافات الصغيرة» بالطائفة وللطائفة. يؤكدون لك، كما أكد لنا العماد مصطفى طلاس، أن الأسد الأب لم يكن يفكر علويا أبدا، وهم يذكرون كيف أنه قتل رفيقه العلوي محمد عمران وكيف زج في السجن، وحتى الموت، برفيقه العلوي الآخر صلاح جديد. وقال لنا طلاس «الأسد يعتبر نفسه أكبر من أن يكون لسوريا وحدها، فكيف ننظر إليه على مقاس طائفة؟!».
هذا مع أن والده سليمان الأسد، وهذا هو توقيعه على الوثيقة، وليس «سليمان الوحش» كما يشاع، بعث مع 69 شخصية علوية أخرى برسالة الى المفوض السامي الفرنسي، ابان الانتداب، يطلبون فيها بإلحاق العلويين، مع جبالهم بطبيعة الحال، بالموارنة «المسترشدين المتنورين» في جبل لبنان.
الفقراء مازالوا فقراء
تتجول في أرجاء المناطق العلوية الساحرة، والتي أدت الحرب الحالية الى إحراق مئات الكيلومترات من غاباتها، وتسأل عما حققه «النظام العلوي» للعلويين. لا شيء تقريبا، فلا بنى تحتية متطورة، ولا مصانع، ولا فنادق، ولا منتجعات مميزة.. الفقراء لا يزالون إياهم الفقراء، وإذا أردت أن تتمتع بمصيف راق فما عليك إلا أن تعبر عشرات الكيلومترات الى بلدة كسب الأرمنية والقريبة من الحدود التركية.
هذه المناطق أنتجت مثقفين بارزين، وإذا كنا نذكر أدونيس وحيدر حيدر ونبيل سليمان وبدوي الجبل، فإن هناك في تلك القرى مواهب فذة، ساخطة من كثرة الظل ومن كثرة العوز، ومن كثرة الاضطهاد المطبق المستجد، ومن دون أن ينسى أحد أن بشار الأسد زجّ بابن عمه (جميل الأسد) في السجن لأنه كان يتصرف في مدينة اللاذقية ومحيطها كما رئيس المافيا حتى بين أترابه العلويين. هذا ما فعله آخرون من آل الأسد.
الآن خوف ثم خوف ثم خوف. المناطق العلوية محاطة بالمناطق السنية. يقولون إن القتال على بعد 30 كيلومترا أو أقل من هنا، ويشتكون من «أن النظام عرف كيف يستدرجنا إلى الهاوية. أليست مهزلة ومأساة في وقت واحد أن يكون مصير طائفة بأسرها رهنا بمصير بشار الأسد؟».
الوظيفة لا السلطة
هكذا انخرط آلاف العلويين في الجيش، مات منهم الآلاف أيضا، تكاد لا تجد عائلة إلا وأصابتها الحرب، وإن كان القطاع العسكري هو الأكثر استقطابا للعلويين من عقود طويلة. هم يقولون «إنه البحث عن وظيفة وليس البحث عن سلطة». ويقولون أيضا إن عددهم يربو على الأربعة ملايين، فيما تقول الأرقام الرسمية بأنهم يناهزون المليونين..
في نظرهم أن سوريا القديمة انتهت. لا مجال إلا للفدرالية أو للكونفدرالية، أما التقسيم فعملية مكلفة جدا، مكلفة دمويا بالدرجة الأولى، ومن دون أن توفر الامكانات ولا الموارد لإقامة دولة. لكن الهستيريا المذهبية، والخشية من «جبهة النصرة»، تجعلهم يفكرون «كالذئاب التي تدافع عن نفسها».
يشعرونك أنهم يدفعون ثمن نظام لا ريب أن مجموعة من العلويين استفادت منه، فيما مئات آلاف العلويين انتشروا في أحزمة البؤس حول دمشق. هؤلاء قد يتحولون الى وقود مجاني في حال سقوط النظام الذي يبدو أنه يخوض معركة حمص بكل ضراوة، كما أن المعارضة تخوضها بالزخم نفسه، لأنها المدينة التي «نزل» عليها العلويون من الجبل والتي تشكل الممر الاستراتيجي، إما الى الشمال أو الى البقاع الشمالي الشيعي في لبنان.
العلويون، مثل غيرهم، ضحايا ما يسمى بـ«النظام العلوي». يقولون إن مطحنة الدم لن تتوقف قبل أن تتوقف الحياة (والدولة) في سوريا.
16/03/2013
الخليج والانتفاضة السورية اتفاق على العناوين.. واختلاف في التفاصيل!
صالح السعيدي
تشكّل الانتفاضة السورية تحديا صعبا، واختبارا حقيقيا لدول الخليج، من حيث كيفية التفاعل مع مجرياتها وتداعياتها المرتقبة. وكان على دول الخليج التكيف وبسرعة مع استحقاقات مرحلة جديدة كليا عن سابقتها ومختلفة جذريا عمّا سبقها. فمن جهة حدثت الانتفاضة السورية، في حين الإقليم يموج بتحولات عاصفة بفعل ثورات «الربيع العربي» المتلاحقة، وفي وقت عاش العالم أجمع وسط حالة لا مثيل لها من الارتباك والترقب والانتظار من قبل الدول الكبرى تجاه ما حدث ويحدث في المنطقة العربية، الدور والموقف، الامر الآخر الذي شكل ثقلا على دول الخليج في التعاطي مع الأزمة السورية، هو غياب الدور المساند للدول الإقليمية العربية الكبرى من الواجهة: مصر والعراق وسوريا.
فتاريخيا، وطيلة أربعة عقود مضت، وتحديدا بعد حرب 1973، كانت مشاركة دول الخليج في إدارة الأحداث في المنطقة تقوم على مبدأ «مشاركة طرف أو أكثر» في المنطقة. ففي الثمانينات من القرن الماضي، وتحديدا بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلام، استبدل الخليج مصر بالعراق. وبعد حرب تحرير الكويت، عادت مصر، ومعها سوريا، لتشارك دول الخليج في إدارة الإقليم. وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وتورط سوريا في اغتيال رفيق الحريري عام 2005، أصبحت مصر وحدها شريكة الخليج.
طليعة المواقف العربية
أما اليوم، وانشغال مصر بمشاكلها الداخلية، وجد الخليج نفسه - ولأول مرة - مضطرا الى إدارة الأزمة السورية من دون شريك. هكذا، مثّلت المواقف الخليجية طليعة الموقف العربي من هذه الأزمة، وانعكس تأثير ذلك على القرارات الصادرة من الجامعة العربية، التي تدرجت من إدانة النظام السوري الى محاصرته اقتصاديا ومقاطعته دبلوماسيا، مرورا بالاعتراف بالائتلاف السوري المعارض، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وإشهار الدعم المالي والسياسي - والى حد ما - العسكري. وكان الدور الخارجي حاضرا وفاعلا في إصدار تلك القرارات، كما كان الموقف الخليجي من الانتفاضة السورية متقدما ومنذ وقت مبكر على بقية المواقف العربية في مسألة سحب السفراء من دمشق ومن قضية تسليح المعارضة.
هذا الدور الخليجي المؤثر والمتسع أدركه ولمسه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اتهم علانية عناصر خليجية بــ «التآمر» على سوريا، وسمى السعودية وقطر بالاسم كــ «أعداء».
ومنذ حرب تحرير الكويت من الغزو العراق، لم تجتمع دول الخليج على موقف مشترك وموحد مثلما هي اليوم بخصوص دعم الانتفاضة السورية ومناهضة نظام الأسد. غير أن هذا التوافق والتقارب يبدو قويا في الظاهر فقط، ولا يزال في حده الأدنى. فقد اتفقت دول الخليج في العناوين العامة، إلا أنها تختلف في ما بينها على التفاصيل. فالتوافق برز في توحيد الدبلوماسية الخليجية في التعاطي مع الصراع الدائر في سوريا، وفي التصويت على القرارات البارزة ذات الصلة في منابر المنظمات الإقليمية والدولية.. أما الاختلاف والتفاوت فقد سُجلا في المواقف السياسية لكل دولة وفي مستويات الاندفاع في تأييد الانتفاضة أو درجات مناهضة نظام الأسد. فحكومتا السعودية وقطر - مثلا - متقدمتان في تأييدهما الانتفاضة، حتى إن الأذرع الإعلامية للبلدين («الجزيرة» و«العربية») شكلت مراكز لاحتضان الثوار ودعمهم، وللهجوم على النظام السوري، في حين اكتفت الكويت والبحرين بمنح هامش من الحرية لشعبيهما للتعبير عن تضامنهما ومواقفهما من الثورة السورية، بينما التزمت الإمارات وعمان بالحد الأدنى من التضامن، اقتصر على ضم صوتيهما للقرارات الخليجية والعربية والدولية.
البحث عن إيران
في محركات الموقف الخليجي من الثورة السورية وموجهاته أسبابا متداخلة وشديدة التعقيد. حيث ان الصراع في سوريا وعلى سوريا، لا يمس الجدار الاستراتيجي الخليجي فقط، بل يمتد في أعماقه الى قلب المنطقة.
فسوريا التي تحولت في عهد بشار الأسد الى ميناء إيراني على البحر المتوسط، لا يمكن لدول الخليج أن تفصله عن مفاعيل التحدي الذي تمثله طموحات طهران في المنطقة. فسباق المصالح والنفوذ بين إيران ودول الخليج هو من النوع «الصفري»، أي زيادة في نفوذ أي طرف هي حتما خصم من نفوذ الطرف الآخر، وعلى هذا الأساس فان المساهمة الخليجية في دعم الثورة السورية وإسقاط نظام الأسد المتحالف مع إيران، تحقق مصلحة استراتيجية كبرى للخليج في سياق اقتلاع مركز متقدم للنفوذ الإيراني في المشرق العربي. كما قد يشكل «استعادة سوريا من إيران قاعدة لمطاردة النفوذ الإيراني في بقية المنطقة في العراق ولبنان».
16/03/2013
.. والعالم لا يزال يحتسب المكاسب والخسائر سوريا المستقبل: فقيرة وضعيفة... وتابعة
رائد الخمار
مع دخول الانتفاضة السورية عامها الثالث تحتسب الدول المعنية «المكاسب والخسائر» مما جرى خلال الـ24 شهراً الماضية، وما سيحدث في المستقبل المنظور من تغيرات في المواقف الدولية، وكيف ستتعامل «القوى العظمى»، وحتى الدول العربية «المنتشية بالتحولات»، مع الخريطة الجديدة لسوريا المستقبل.
حتى الآن، يبدو أن روسيا حسمت أمرها، مع الصين وإيران، في دعم النظام القائم مقابل موقف للولايات المتحدة لا يزال متذبذباً بين رفض النظام القائم وغياب الدعم الكامل للثورة السورية، ومواقف متباينة لدول الاتحاد الأوروبي التي تخشى مداً كبيراً من لاجئي دول الهلال الخصيب وانعكاساته على دول الجوار ولاحقاً الانعكاسات على الدول المنتجة للطاقة.
وحدها إسرائيل لم تتخذ موقفاً واضح المعالم (مثل الموقف الأميركي)، وتبدو الى حد ما مبهورة من سرعة انهيار النظام السوري، من دون نسيان تقويم النتائج التي يمكن أن تسفر عن «تحلل» الجمهورية السورية مع ما في ذلك من عدم استقرار في هذا المجال الحيوي، الذي كانت تُقدر أنه «بوابة السلام الدائم» مع العرب لو وقعت مع دمشق اتفاق سلام يشبه، الى حد ما، ما جرى مع مصر والأردن.
وتبدو تركيا أكثر دهشة من إسرائيل، خصوصاً أنها خسرت بسبب الأزمة مجالاً حيوياً لاقتصادها الذي تضرر من خسارة السوق السورية ومن ممر حيوي لبضائعها المتجهة الى الشرق، إضافة الى الأضرار المستقبلية من إمكانية خسارة السوق العراقية ومعبر الفرات، إذا ما انتقلت الأزمة الى بلاد ما بين النهرين بعد انحسار الحرب في سوريا.
الانفتاح على المجهول
وفي تقويم مستقل قدمه في «تشاتام هاوس» في لندن، قال الخبير البريطاني كريستوفر فيليبس «إن المسألة السورية مفتوحة على المجهول، وقد تستمر لسنوات، وقد نصل الى مرحلة يمكن أن يُدرسها المؤرخون كما درسوا تاريخ المنطقة الشرقية».
وشدد على «ان تنوع الاتنيات والأعراق في سوريا يكفي وحده لإطالة أمد الأزمة لسنوات، خصوصاً لتعدد الأطراف المؤثرة في مختلف التجمعات السورية المحتاجة الى العون والفاقدة الولاء لدولة العلويين التي لم تعط أي مجموعة أجزاء من حقوقها، بل اضطهدت من كان يطالب حتى بتعليم لغة ورثها عن أجداده ويعتبرها مرتبطة بثقافته وعقيدته».
«مخلب القط»
تنفذ الدبلوماسية الأميركية توجيهات الرئيس باراك أوباما، الذي تصفه الخارجية البريطانية بأنه «رئيس يؤمن بالحوار وينبذ اللجوء الى السلاح». وعليه لا يمكن أن ينتظر العالم أي تدخل مباشر من إدارة أوباما إلا إذا لجأ النظام الى استخدام أسلحة كيماوية ضد مجموعات كبيرة من معارضيه، وحكما إذا اضطرت واشنطن منع أي «اعتداء صاروخي على إسرائيل».
وتتوقع واشنطن أن تكون «سوريا المستقبلية» دولة «فقيرة ومفتتة تابعة لقوى إقليمية». ولا تمانع في أن تدور الدولة، أو الدويلات السورية المستقبلية في فلك تركيا أو حتى إسرائيل، المهم أن تخرج تدريجياً من فلك روسيا وألا تبقى «مخلب القط» الذي يحاول ازعاج المصالح الأميركية في المنطقة أو حتى مصالح الدول الدائرة في فلكها.
ويقول فيليبس «إن واشنطن تقايض الروس، وإن أساس تعاملها مع الأزمة ينطلق من العامل الإيراني».
وإضافة الى العامل الإيراني، لا ترى واشنطن أي مصلحة قومية مباشرة في سوريا التي تصنفها على أنها دولة لا تملك الموارد التي تفتح شهية الشركات الأميركية العملاقة.
وحتى الآن، تمثل الانغماس الأميركي في الحالة السورية بارسال عشرات العملاء السرّيين الى تركيا لبناء علاقات مع أطراف في المعارضة السورية. ولم يتسرب حتى الآن أي نبأ عن تواجد سرّي أميركي في الداخل السوري، عدا عن بعض الحالات الفردية التي دخلت فيها «مجموعة أميركية» الى العمق السوري بهدف محدد من دون أن تبقى أكثر من 72 ساعة.
واكتفت الولايات المتحدة حتى الآن بمساعدة المعارضة عبر غض النظر عن شحنات سلاح تمر عبر دول أطلسية، وحتى عن بعض الأجهزة العسكرية المتقدمة، وبعض مكوناتها أميركي الصنع، الى المعارضة السورية عبر تركيا والأردن. ويبدو أن المحطة الأساسية للاستخبارات الأميركية التي تتابع ما يجري في سوريا تتخذ من الأردن موقعاً، وقد لعبت الدور الأساسي في إخراج رئيس الحكومة السوري السابق رياض حجاب بعد انشقاقه.
وتلعب «محطة الأردن» الدور الرئيسي في مراقبة «أسلحة الدمار الشامل» التي تملكها سوريا، وهي تنسق الاستعداد الغربي الأولي للتدخل في حال تم تحريك السلاح الكيماوي، علماً بأن موسكو أعطت واشنطن وتل أبيب ضمانات بأن هذه الأسلحة لن تستخدم على الإطلاق.
وتؤمن محطتا الأردن وتركيا التابعتان للاستخبارات المركزية حلقتي الوصل مع المعارضة السورية المسلحة المعتدلة عبر تزيدها بصور التقطتها الأقمار الاصطناعية لتجمعات ومراكز حشد القوات السورية التي تدافع عن النظام، علماً بأن هذه الصور يمكن أن يحصل عليها من يدفع للشركات التي تملك تكنولوجيا الاتصالات والمراقبة الجوية.
بريطانيا الأكثر حماساً
تبدو الحكومة البريطانية «الأكثر حماساً في أوروبا» لتسليح المعارضة السورية، على رغم التردد في كل من واشنطن وتل أبيب في هذا الشأن. لكن الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من داخل حزبه والمجموعة الصناعية البريطانية لاستغلال «التحولات في الشرق الأوسط» لاستعادة بعض النفوذ الاقتصادي في «الدول الوليدة».
ويقول باحثون في مراكز الدراسات البريطانية «إن السياسة التي تتبعها حكومة الشراكة في بريطانيا وبدفع- حكماً- من حزب المحافظين أساسها فتح أسواق كانت مغلقة أمامها. ولعل زيارة رئيس الحكومة الى القاهرة في فبراير 2011 بعد قليل من سقوط الرئيس المصري حسني مبارك خير مثال.
كما يتحدث معارضون عن «التناحر» بين فرنسا وبريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي في شأن العقوبات المفروضة على مختلف الأطراف في سوريا. وتعتقد لندن «انها قادرة على بناء شبكة علاقات جيدة مع الحكومة التي ستخلف حكومة الأسد، بسبب الصلات التاريخية التي بنتها مع حركة الإخوان المسلمين في سوريا طيلة فترة اضطهادها في زمن الأسد الأب والابن»، كما قال لـ القبس الدكتور اليستر شارب الباحث في جامعة لندن.
ويعتقد شارب أن أي مقاربة لدول أوروبية في الشأن السوري تنطلق من مبدأين: أمني واقتصادي.
أمنيا: يهم دول أوروبا، وتحديداً فرنسا وبريطانيا، أكثر دولتين تقودان أي تدخل عسكري في المتوسط وافريقيا، ألا يتسلم المتطرفون الراديكاليون الحكم في أي بلد في حوض المتوسط أو الخليج.
وتعتقد دول أوروبا، أن «تحلل» الدولة السورية الحالية سيقود الى موجة لجوء كبيرة تضاف الى موجة النزوح الى دول الخاصرة الأوروبية الضعيفة، ما يعني ضغطاً على الموارد والمخصصات الاجتماعية، إضافة الى قلاقل وعدم استقرار أمني وارتفاع نسبة التطرف بين الجاليات الإسلامية فيها.
ورغم أن باريس في زمن الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند لا تريد الانغماس في مغامرات عسكرية، كما فعل سلفه اليميني نيكولا ساركوزي، فان أهمية المصالح الفرنسية في مالي دفعت هولاند الى إرسال قواته إلى هناك لنجدة الحكومة، مع ما في ذلك من مخاطر طويلة المدى على المصالح الفرنسية في أفريقيا.
ومن هذا المنطلق، قد ترى الحكومة الفرنسية أن من مصلحتها أن تتدخل، وفق أي صيغة، في سوريا بالتنسيق مع دولة أوروبية ثانية، قد تكون بريطانيا، وعلى أساس إنقاذ مصالح فرنسية فيها، بينها مصالح نفطية وأسواق حيوية.
وترتبط لندن وباريس بعلاقات صداقة واقتصادية جيدة ومصالح حيوية في مجال بيع الأسلحة مع دول عربية مؤثرة، يهمها إسقاط نظام الأسد لمصلحة نظام أكثر ضعفاً، بعيدا عن النفوذ الإيراني ولا يمثل شوكة ازعاج لمصالحها وخططها ولا مركزاً لاحتضان معارضين.
استقرار المنطقة
ومع أن أنباء سُربت عن توقيع عقود بين دولتين عربيتين مع شركات أسلحة لتأمينها للمعارضة السورية، فان ذلك لم يتأكد بعد. ولم تسمح الحكومتان (البريطانية والفرنسية) سوى بتصدير «أسلحة غير فتاكة»، وبعض معدات الاتصال التي يمكن أن تخدم اهدافاً مدنية وعسكرية (...).
وليس للدول الأوروبية الباقية أي أهداف عسكرية، وإن كانت لها مصلحة في استقرار الوضع في سوريا بأسرع وقت ممكن، حتى لا يزعزع استقرار المنطقة أكثر.
يُشار الى أن ألمانيا، ومع رغبتها في استبدال نظام الأسد، إلا أنها لا تريد في المدى البعيد الإضرار بعلاقات ترمي إليها بعد حين في إيران والعراق المتحالفتين مع النظام في دمشق.
«بيضة القبان»
وتأمل تركيا، التي تمثل «بيضة القبان»، كما يُقال، في الأزمة السورية، بأن يقتنع الأسد باستحالة النصر، وألا يلجأ الى استخدام أسلحة جرثومية أو كيماوية، ما قد يسمح لتركيا أن تتعاون مع النظام الجديد في دمشق لإفساح المجال أمام شركاتها الحصول على عقود في سوريا الثورة، كما حصلت على عقود قيمة في العراق الجديد بعدما أنهى الأميركيون مهمة إسقاط صدام حسين.
وما لاحظه الخبير كريستوفر فيليبس أن تركيز المعارضة على «تحرير» مناطق الشمال السوري والشمال الشرقي، قد يكون خطوة أساسية لإقامة ممر حيوي يربط تركيا مع الأردن... وإسرائيل، ويسمح بانسياب البضائع التركية الى منطقة الخليج براً من دون عوائق جذرية.
ويقول الدكتور شارب «إذا نجح نظام الأسد في الصمود حتى بداية السنة المقبلة وبقيت المعارضة مشتتة تصبح امكانات تقسيم الدولة السورية أكثر فرضية» .
ويلاحظ أنه إذا تمكنت إيران من عقد صفقة مع الغرب يمكن أن ترى الدولة العلوية فرصاً أكبر في الحياة.
لكن المؤكد أن سوريا المستقبل ستكون أكثر ضعفا من أن تزعج أحداً، وفقيرة الى حد طلب المساعدات لإعادة بناء نفسها واجتذاب الكفاءات التي هجرتها. كما ستكون دولة تابعة في محور بدلاً من أن تكون أحد أضلاع «محور الشر»!.
نزار حاتم
انعكاسات الصراع السوري على الساحة العراقية يمكن لها أن تأخذ مسارا على قاعدة الأواني المستطرقة، بحكم الجوار الجغرافي المتداخل وعوامل أخرى، حيث يرى العراق أن الخطر الأكبر على ساحته يكمن في انفلات الوضع السوري وهيمنة القوى المتشددة التي لا تتوانى في دعم نظيراتها على أرض العراق، والتي كانت لعبت دورا خطرا تمكّنت بغداد بمساعدة القوات الأميركية من مواجهته في عامي 2006 و2007.
إن التيارات السورية المتشددة من شأنها أن تنشّط عمل التيارات المماثلة في العراق، لتصعيد العنف السياسي، وإجهاض العملية السياسية العراقية التي لم تزل هشة ومرتبكة، بحجة الدفاع عن حقوق الطائفة السنيّة، ومواجهة المشروع الإيراني.
ولعل آخر تجليّات التداعي الناشئ عن الأزمة السورية على ساحة العراق مقتل 20 جنديا عراقيا، و50 جنديا سوريا في كمين نصبه أعضاء تنظيم القاعدة على طريق منفذ الوليد الحدودي، معلنا «بتفاخر» تبنيه هذه العملية الدموية.
وقد أوضح مدير عام العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية إبراهيم العبادي، لـ القبس، أن الجنود السوريين كانوا قد فروا من مقاتلي الجيش السوري الحر في منطقة اليعربية السورية، ودخلوا الأراضي العراقية عن طريق منفذ ربيعة الحدودي. ووقع الكمين بينما كانت قوات الجيش العراقي تعيدهم الى سوريا.
وعلى الصعيد الأمني، ذاته أشار العبادي الى أن التداعيات الأمنية في سوريا قد بدأت تنشئ لها مساحة في مناطق صحراوية غرب الموصل وجنوبها، وغرب الرمادي، وبالقرب من قضاء الرطبة.
مشاريع برسم الأزمة
سياسيا، يمثل تصعيد المواقف في المناطق الغربية العراقية استغلالا لبعض المطالب المشروعة، كنتيجة مباشرة لدعم إقليمي، ولما يحدث في سوريا على نحو يؤشر الى اعتبار التفكير السياسي قد أخذ منحى طائفيا يشي بوجود مشروع سياسي سنّي مقابل الحكم الذي يقوده الشيعة في العراق، حيث إن ترتيب أوراق المنطقة، وبرسم الربيع العربي، يتجه نحو استخدام الإسلام السياسي من وجهة طائفية، بما يؤدي الى ارتدادات مختلفة في المنطقة من شأنها أن تقود الى اضطرابات متعددة.
ضغوط متقابلة
ولكي ينأى بنفسه عن تداعيات الوضع السوري، اعتمد العراق سياسة الحياد، بينما تحاول طهران ممارسة الضغط على حكومة نوري المالكي، لتنتقل من «الموقف الحيادي» الى «الموقف المضاد» للمعارضة السورية. وفي الوقت نفسه، تسعى أنقرة وعواصم عربية أيضا الى ممارسة الضغط نفسه على بغداد، لتكون الأقرب الى صف المعارضة منه الى الموقف المحايد، ويتمثل ضغط الأخيرة بدعم التظاهرات الحاصلة في الأنبار، بغية تحويلها «أداة ضاغطة» على الجانب العراقي لتغيير موقفه باتجاه دعم المعارضة السورية.
الولايات المتحدة وأوروبا في ركاب الاتجاه الضاغط ذاته، من خلال أدوات ناعمة عبر الموفدين الغربيين الى بغداد، ليكون الموقف العراقي متضامنا مع الموقف الغربي تجاه الوضع السوري.
في ظل شكوك دولية بتمرير العراق مساعدات وأسلحة إيرانية عبر أجوائه وطرقه البرية الى سوريا، الأمر الذي تنفيه بغداد. وفي هذا الشأن أوضح مسؤولون رسميون لـ القبس أن وزارة النقل «عمدت أكثر من مرة الى تفتيش الطائرات المتجهة من إيران الى سوريا عبر الأجواء العراقية، ولم تعثر على ما يثبت مثل هذه المزاعم».
وفيما يتعلق بالطريق البري، واحتمال مرور هذه المساعدات، أشاروا الى أن المنفذ الوحيد بين البلدين هو منفذ الوليد القريب من محافظة الموصل وكان يمكن للمواطنين المتظاهرين هناك رصد مثل هذه المساعدات المزعومة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كان العراق السوق الرئيسي الأول للصادرات السورية، وقد أصبح شبه متوقف بفعل الأحداث الجارية في سوريا. كما أن خطط إنشاء أنابيب النفط بين البلدين قد أصبحت هي الأخرى متوقفة، الى جانب توقف مشروع الربط الكهربائي بينهما، بسبب عدم سيطرة القوات السورية على الأرض.
اللاجئون.. وعمليات «الجزيرة»
كما أن اللاجئين السوريين (وعددهم نحو 100 ألف) موزعون بين الأنبار وإقليم كردستان، بينما تبرعت الحكومة العراقية بعشرة ملايين دولار للاجئين السوريين في مخيم الزعتري على الأراضي الأردنية.
بالإضافة الى ذلك، يحشد العراق قوات كبيرة على حدوده مع الجانب السوري، وقد أنشأ قيادة عمليات باسم «عمليات الجزيرة»، تبدأ من قضاء سنجار في الموصل، وحتى الجنوب العراقي بما يشكل عبئا اقتصاديا على كاهل ميزانية الدولة.
16/03/2013
لماذا لم ينقسم الجيش؟
خلال العامين الماضيين، أعلن عشرات الآلاف من جنود وضباط الجيش السوري انشقاقهم وانضمامهم إلى المعارضة السورية، ومن بين هؤلاء ضباط من مراتب عليا، أبرزهم كان العميد مناف طلاس. ومع ذلك، لم يحصل حتى الآن انقسام على مستوى كتيبة أو فرقة كاملة، من شأنه إحداث تغيير حقيقي في ميزان المؤسسة العسكرية، وهذا من الرهانات القوية التي يعوّل عليها كثيرون لإسقاط نظام الأسد من الداخل.
وردا على سؤال لـ القبس حول الأسباب التي حالت دون نجاح مثل هذا الرهان، قال علي قاسم، رئيس صحيفة «الثورة» برتبة وزير: إن «الجيش السوري قائم على عقيدة واضحة ومحددة. وهو جيش نظامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى: من حيث التدريب والإعداد والتسليح، وله هيكلية تنظيمية بعيدة كل البعد عن المناطقية، وتقوم على فكرة تبجيل الوطن السوري أولا وأخيرا».
مثل هذا التفسير قاله لنا أيضا مصدر عسكري سوري، رفض كشف اسمه، موضحا أن ما ذُكر آنفا هو من صلب المبادئ التي اعتمدها حزب البعث في تأسيس الدولة السورية «أي إنشاء جيش ذي تركيبة عسكرية -أمنية-مخابراتية- تنظيمية، محبوكة بشكل يخدم الفكر العقائدي للحزب الحاكم، ويضمن تماسك المؤسسة العسكرية برأس واحد.. بحيث يكون من شبه المستحيل أن تنفصل كتيبة أو فرقة بأكملها أو وحدة بشكل كامل وناجح».
ويضيف المصدر «إن الخطاب الذي استخدمته المعارضة في بداية الانتفاضة عزز من هذه المستحيلات»، في إشارة الى لغة التهديد الطائفية والمذهبية التي استخدمها بعض قادة المعارضة، بالإضافة الى عدم تمكن الجيش السوري الحر من إنشاء هيكلية عسكرية واضحة وقوية، ومن ثم سيطرة الإسلاميين المتشددين على الأرض، والمصير الذي يلقاه المنشقون وعوائلهم..
والحديث عن «تماسك» المؤسسة العسكرية السورية -حتى الآن- لا يعني أنها لا تزال «قوية». فبالرغم من أن رئيس تحرير «الثورة» قلّل من شأن حركة الانشقاقات التي تحصل كل يوم، غير أن متابعة التطورات الميدانية تشير الى أن قدرة الجيش السوري تتآكل في حرب لم يؤهل لها، وما اعتماد النظام على سلاح الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة والصواريخ البعيدة المدى، مثل «السكود»، إلا دليلا على شراسة المعركة التي يواجهها مع مقاتلي المعارضة.
في الأسبوع الماضي، أعلن مجلس الإفتاء الأعلى «النفير العام» للالتحاق بالجيش، لكن النظام حاول التقليل من شأن هذه الدعوة والقول «إن الجيش قادر على القتال لسنوات». وقال قاسم إن «النظام لم يستخدم حتى الآن سوى %40 من قوته، وإن فرقا بأكملها لم يزج بها بعد في المعركة». في رالمقابل، يؤكد المصدر العسكري أن الأسد استخدم %90 من قوته العسكرية وأنه يزداد ضعفا يوما بعد يوم».
16/03/2013
معارضون سوريون دربتهم أميركا يعودون إلى القتال
رويترز - قال قيادي في المعارضة ان معظم الدفعة الاولى من المعارضين السوريين الذين دربهم ضباط اميركيون من الجيش والمخابرات في الاردن على استخدام اسلحة مضادة للدبابات واسلحة مضادة للطائرات، قد أنهوا تدريبهم ويعودون الآن الى سوريا للقتال.
واحجم مسؤولون غربيون وقادة في المعارضة عن التعقيب على تقارير في دير شبيغل الالمانية، وغيرها تقول ان اميركيين يدربون قوات معارضة للحكومة في الاردن.
لكن احد قادة المعارضة عاد واكد ان معظم افراد المجموعة الاولى التي تضم 300 مقاتل أنهوا تدريباتهم. واضاف لرويترز «هذا امر حساس كما تعرفون».
واعلنت الولايات المتحدة انها ستقدم امدادات طبية واغذية مباشرة، لكنها استبعدت ارسال اسلحة خشية وصولها الى ايدي اسلاميين متشددين.
وقال القيادي المعارض ان واشنطن اتخذت «تحت الطاولة» قرار التدريب، وان مسؤولين اميركيين اتصلوا بالقيادة العامة للمعارضة، وعرضوا تقديم المساعدة قبل اشهر. وبعد ذلك طلبت القيادة العامة من الالوية اختيار «مقاتلين على مستوى جيد». والتدريبات تستغرق من 15 يوما الى شهر، ويتم تقسيم المقاتلين الى مجموعات تتكون كل منها من 50 مقاتلا.
16/03/2013
معارضون سوريون دربتهم أميركا يعودون إلى القتال
رويترز - قال قيادي في المعارضة ان معظم الدفعة الاولى من المعارضين السوريين الذين دربهم ضباط اميركيون من الجيش والمخابرات في الاردن على استخدام اسلحة مضادة للدبابات واسلحة مضادة للطائرات، قد أنهوا تدريبهم ويعودون الآن الى سوريا للقتال.
واحجم مسؤولون غربيون وقادة في المعارضة عن التعقيب على تقارير في دير شبيغل الالمانية، وغيرها تقول ان اميركيين يدربون قوات معارضة للحكومة في الاردن.
لكن احد قادة المعارضة عاد واكد ان معظم افراد المجموعة الاولى التي تضم 300 مقاتل أنهوا تدريباتهم. واضاف لرويترز «هذا امر حساس كما تعرفون».
واعلنت الولايات المتحدة انها ستقدم امدادات طبية واغذية مباشرة، لكنها استبعدت ارسال اسلحة خشية وصولها الى ايدي اسلاميين متشددين.
وقال القيادي المعارض ان واشنطن اتخذت «تحت الطاولة» قرار التدريب، وان مسؤولين اميركيين اتصلوا بالقيادة العامة للمعارضة، وعرضوا تقديم المساعدة قبل اشهر. وبعد ذلك طلبت القيادة العامة من الالوية اختيار «مقاتلين على مستوى جيد». والتدريبات تستغرق من 15 يوما الى شهر، ويتم تقسيم المقاتلين الى مجموعات تتكون كل منها من 50 مقاتلا.
17/03/2013
تحقيق ..وحلب مدينة منكوبة
حذر تقرير صادر عن تيار التغيير الوطني- مكتب حلب، من تردي الأوضاع الإنسانية في المدينة.
شمل التقرير الواقع الصحي والتعليمي والاقتصادي والخدمي في المدينة. وأشار إلى أن مرض اللاشمانيا انتشر في حلب أخيرا، مع ندرة الدواء لهذا المرض أو غيره، مضيفا أن المستشفيات العامة وقفت عن العمل في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بينما تقتصر على تقديم الخدمات لجيش النظام وشبيحته في الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة النظام.
وكشف التقرير أن نحو 6 في المائة فقط من طلبة المدارس ما زالوا يواصلون تعليمهم، وأكثر من 30 في المائة من مدارس المدينة أصبحت خارج الخدمة مع تعرض تلك التي تقع في مناطق تحت سيطرة المعارضة لقصف من قبل قوات النظام، بالإضافة إلى تمركز قوات المعارضة في بعضها وتحويلها إلى مستشفيات ميدانية. وأضاف التقرير أن أكثر من 30 في المائة من طلبة جامعة حلب، إما انتقلوا منها أو توقفوا عن الدوام فيها، لافتا إلى صعوبة الوصول إلى الجامعة، بسبب انتشار القناصة في الأحياء المحيطة بها، إضافة إلى نقص في الكادر التدريسي. وأوضح التقرير، أن السلطات تقطع الكهرباء عن أحياء المدينة التي تقع تحت سيطرتها بمعدل وسطي يصل إلى 11 ساعة يوميا، بالإضافة إلى قطع المياه 60 ساعة متواصلة وتزويد الأحياء بها ست ساعات فقط، متهما السلطات بتعمد ذلك من أجل شغل السكان بتأمين حاجاتهم الأساسية والابتعاد عن الواقع السياسي.
ولفت إلى افتقاد الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة لخدمتي الكهرباء والمياه. كما أن الوقود شحيح جدا في المدينة، ولا يدخلها إلا عبر التهريب، وأسعار البنزين والغاز المنزلي ارتفعت بشكل «هستيري»، مما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواصلات العامة والخاصة.
كذلك ارتفع سعر الخبز بشكل كبير في الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، والتي تحصل على تموينها من الدقيق عن طريق النظام، بعد تسوية بين محافظ حلب والجيش الحر، لافتا إلى أن المخابز العامة في الأحياء التي يسيطر عليها النظام لا تبيع الخبز إلى المواطنين، بل تم «تسخيرها» لجيش النظام وشبيحته.
وفيما يخص الواقع الصناعي في المدينة، ذكر التقرير أنه تم تدمير نحو 13 في المائة من منطقة العرقوب الصناعية وسرقة ما تبقى من معاملها، كما تمت سرقة أغلب معامل منطقة الليرمون، ومن ثم تفكيك الآلات وبيعها في تركيا، بينما تعاني منطقة الكلاسة من انقطاع التيار الكهربائي وشح المواد الأولية وطرق تصنيعها، مما انعكس سلبا على أسعار المواد المصنعة فيها.
18/03/2013
المعارضة يسيطرون على مجمع أمني في الجولان ويغتنمون ذخائر في حلب مقاتلو موسكو: أسطول بحري «دائم» في المتوسط «لحماية مصالحنا»
طفلة سورية تكتب شعار "شمس الحرية أشرقت" على لوح الصف في مدرسة أنشأتها المعارضة في حلب (رويترز)
دمشق، موسكو ـــــ أ.ف.ب، د.ب.أ ـــــ فيما ينتظر أن تختار المعارضة السورية اليوم أول رئيس حكومة يتولى إدارة المناطق التي أصبحت خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، استولى المقاتلون المعارضون، أمس، على موقع أمني في الجولان ومخازن أسلحة وذخيرة في حلب بعد اشتباكات عنيفة استغرقت أياما، فيما حققت القوات النظامية بعض التقدم في دمشق، حيث تتواصل المعارك على وتيرتها التصعيدية، لا سيما في حي جوبر، وسط قصف من قبل القوات النظامية على عدد من أحياء العاصمة وريفها، كما في حمص، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى.
وبالتزامن، أعلنت البحرية الروسية أن اسطولاً مكونا من نحو ست سفن حربية سيرابط بشكل دائم في البحر الأبيض المتوسط للدفاع عمّا أسمته «المصالح القومية الروسية».
يأتي ذلك غداة مقتل 177 شخصا في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من صحة هذه التقارير من مصدر مستقر، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
صواريخ صنع إيران
ميدانيا، سيطر مقاتلو المعارضة على مجمع للمخابرات العسكرية السورية في سهل حوران الجنوبي قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقالت مصادر المعارضة إن المجمع القريب من نهر اليرموك في بلدة الشجرة التي تبعد ثمانية كيلومترات من خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل سقط بيد المعارضة، بعد حصار استمر خمسة أيام.
من جهة ثانية، أوضح مصدر عسكري أن «مسلحي المعارضة سيطروا مساء السبت على مخازن للأسلحة والذخيرة في قرية خان طومان في ريف حلب الجنوبي، بعد اشتباكات عنيفة دامت أكثر من ثلاثة أيام». وأشار الى أن المخازن تضم «عددا محدودا من صناديق الذخيرة المتبقية بعد نقل المخزون الأساسي قبل أكثر من أربعة أشهر منها».
لكن ناشطين أكدوا استيلاء مسلحي المعارضة على «مستودعات ضخمة للذخيرة». وأظهر شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» داخل ما يبدو مخزنا للذخيرة مليئا بالصناديق التي يفتحها المقاتلون، وتبدو فيها قذائف صاروخية ومدفعية».
ويقول المصور: «هذه غنائم من بشار الأسد»، بينما ينتقل المقاتلون من مكان الى مكان داخل المخزن بحماسة ظاهرة قائلين: «صواريخ، صور هذه الصواريخ»، ثم «عيار 107 ملم، من صنع إيران»، و«هذه الصواريخ التي كان يقصفنا بها بشار الأسد».
بدوره، أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في محيط بلدة خان طومان» امس، مشيرا الى سيطرة المقاتلين على مدرسة قريبة من مستودعات الأسلحة.
تطورات في دمشق
في دمشق، جاءت أبرز التطورات الميدانية من حي جوبر «حيث استطاع الجيش النظامي التقدم لمسافات عميقة»، بحسب مراسل قناة «روسيا اليوم»، الذي أضاف «لهذا التقدم أهمية كبيرة على مجمل العمليات العسكرية في العاصمة وريفها». في الأثناء، تعرض حي الحجر الأسود للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد، الذي أشار الى استمرار اطلاق النار في مناطق عدة في حي برزة، الذي شهد اشتباكات عنيفة وحركة نزوح للأهالي، الذين أفادوا أن الجيش طوق الحي الذي انتشر فيه معارضون مسلحون.
في حمص، تعرضت قرى ريف القصير لقصف من القوات النظامية. وشهدت منطقة القصير الحدودية مع لبنان معارك عنيفة خلال الايام الماضية، وكان في امكان سكان القرى الحدودية اللبنانية سماع اصوات الانفجارات واطلاق النار الكثيف حتى قراهم.
أسطول بحري روسي
على صعيد متصل، قال الأميرال فكتور تشيركوف، قائد سلاح البحرية الروسي، إن موسكو بصدد إرسال أسطول دائم من 6 سفن الحربية إلى البحر المتوسط للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن»، مضيفا أن القوة البحرية، تضم فرقاطات وسفن دعم، وستعمل تحت قيادة «أسطول البحر الأسود».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شوغو صرّح، الأسبوع الماضي، بأن قرارا قد اتخذ بشأن تشكيل قوة مهام بحرية دائمة في المتوسط.
كما أن وزير الدفاع سيرغي شويغو كان قد اقترح قبل ذلك تواجدا روسيا في البحر المتوسط.
واتهم المنتقدون البحرية الروسية بعدم القدرة على القيام بمثل هذه العملية، وأنه ليس من الواضح المكان الذي ستجرى به الإصلاحات للسفن في حال الطوارئ.
18/03/2013
أطفال سوريا يعيشون في المغاور ويشربون مياه النهر
ييتكا شكوفرانكوفا ناشطة إنسانية في مناطق المعارضة السورية
حسن عز الدين
قبل يومين، مرت الذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ييتكا شكوفرانكوفا، من «جمعية إنسان في ضيق» التشيكية، زارت سوريا آخر مرة أواخر فبراير الماضي، واكتشفت أن الناس هناك يعيشون بأقل كمية ممكنة من الطعام، في بلاد ينقطع فيها التيار الكهربائي بشكل مستمر. وهي تصف في هذه المقابلة الوضع في سوريا التي تعصف بها حاليا أزمة دموية عنيفة.
الطحين أغلى من الذهب!
كيف هو الوضع حاليا في سوريا؟
ــــ بعد عامين من القتال لا يمكن بالطبع التوقع بأن تسير الأمور نحو الأفضل: الأزمة الاقتصادية تتعمق، الناس ينزحون من العنف، وقد احتلوا في بعض المحافظات جميع المدارس، المزارع، والمساجد. يعتمدون على أقل كمية ممكنة من المواد الغذائية، ويبيعون أشياءهم الذاتية لكي يتمكنوا من شراء احتياجاتهم الأساسية، كما أن البلاد تعاني من انقطاع دائم في التيار الكهربائي.
كما تم تدمير معظم المؤسسات الصحية، وما تبقى منها ليس قادرا على العمل بشكل طبيعي بسبب نقص الأدوية والطاقم الطبي. وقد انهارت تلك المؤسسات بالكامل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولا يعمل في تلك المناطق سوى مستشفيات ميدانية ومستوصفات تعتمد على العون الخارجي. الناس هناك يموتون بسبب أمراض يمكن معالجتها في أماكن أخرى من العالم، والنساء يلدن في المنازل أو في معسكرات اللاجئين.
ما هي أكبر المشاكل التي يجب على السوريين معالجتها؟ ماذا يحتاجون؟
ـــ يفتقدون الطعام بالدرجة الأساسية. المصانع لا تنتج، المزارعون يضطرون لترك مزارعهم، ولا يصل للناس سوى كميات قليلة من المساعدات الخارجية. وإذا توفر الطعام فإنه يباع بأسعار تصل إلى خمسة أضعاف سعره الحقيقي. خذ على سبيل المثال الطحين، الذي يعتبر في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة «أغلى من الذهب». فالدولة تسيطر على شحنات الطحين وعملية حصد القمح. ولذلك فإن تأمين شحنات الطحين والمواد الغذائية تشكل المادة الأساسية من المساعدات التي نسعى لتأمينها إلى تلك المناطق.
المتطرفون يزيدون الصعوبات
هل يمكن الوصول إلى سوريا ومساعدة الناس؟
ــــ جمعية «إنسان في ضيق» التشيكية تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ابتداء من حلب ومرورا بحمص. نشتري المساعدات في تركيا وقد تمكنا، بمساعدة السلطات المحلية هناك، تأمين عملية نقلها بشكل شرعي عبر المعابر الحدودية. والآن بات ممكنا جذب اهتمام المنظمات الإنسانية الدولية لتلك المناطق، حيث كان اهتمامها في السابق يتركز على دمشق لوحدها. وهذا أمر جيد لكن يجب ألا يعني عدم توفير المساعدات للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة أيضا. إن عمل المنظمات الإنسانية صعب في الغالب بسبب الوضع الأمني والعسكري. كما أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا في الآونة الأخيرة بسبب وجود مجموعات متطرفة كثيرة من تلك التي تسعى لخطف الصحافيين أو عمال الإغاثة الأجانب.
المدن الميتة
كم عدد اللاجئين في الداخل؟ أين يختبئون؟
ــــ تفيد احصائيات الأمم المتحدة عن وجود حوالي ثلاثة ملايين لاجئ هنا، في حين أن عدد السوريين الذين يحتاجون للإغاثة الإنسانية الفورية يصل إلى حوالي 4.5 ملايين. والوضع أسوأ بكثير في المناطق الشمالية كما تدل عمليات الاستطلاع الميداني التي نشارك فيها أيضا. في قطاع ما يعرف بـ«المدن الميتة»، في محافظة إدلب لوحدها يوجد أكثر من 20 ألف ممن يحتاجون للإغاثة المباشرة والفورية. هؤلاء يضطرون للعيش أشهر من دون أي مساعدات حقيقية، ويضطرون لقطع مسافة ساعتين سيرا على الأقدام للحصول على المياه. نقدم لهم البطانيات والفرش وبعض المواد الغذائية.
وما هو الوضع في معسكرات اللاجئين؟
ــــ قرأتُ بأن الوضع يزداد سوءا في مخيم الزعتري الأردني مثلا. لقد أصبحت الدول المجاورة تعاني من الوضع لأن قدراتها محدودة، فالمعسكرات امتلأت، بعشرات الآلاف، وهذا يتسبب بتدهور الوضع الصحي وبازدياد أعمال العنف التي تمارس ضد النساء والأطفال.
الحرب قد تطول
الأطفال هم أكثر من يعانون من النزاع، ما هو وضعهم؟
ـــ تصوروا كيف يمكن لشخص أن يعيش ويحيا في مغارة، ويأكل ما يعثر عليه في الحقل، ويشرب المياه من نهر يقع على بعد 10 كيلومترات، ويرتدي خلال فصل الشتاء أكياسا من النايلون بدلا من الحذاء الملائم. لأيام وأيام قاموا بإطلاق النار عليهم، قتلوا أصدقاءهم، ثم اضطروا للتوجه ذات يوم إلى رحلة المجهول مع حقيبة تحتوي على بعض الأشياء الضرورية. فجأة يفقد المرء في السادسة من عمره معنى مصطلحات مثل الأمن، الدفء والسعادة. لا يمكن تصور ذلك بسهولة.
كيف يرد السوريون على حقيقة أن النزاع مستمر منذ عامين؟ هل هم متفائلون؟
ـــ في حالات الحفاظ على النفس يتشارك الناس قناعات مختلفة بأن النزاع سينتهي خلال شهر أو نصف عام، وذلك بالاعتماد على التحركات اليومية على جبهات القتال. تُسمع حاليا آراء مختلفة تفيد بأن حربا جديدة ستندلع بعد انتهاء هذه الحرب، لتحديد هوية سوريا الجديدة، وذلك بالنظر إلى ما سبق ذكره من مجموعات متطرفة وتأثيرها المتنامي. لكن بعض المحللين الجدّيين يعتقدون بأن هذه الحرب يمكن أن تمتد لأعوام.
18/03/2013
لندن تسحب وحدات من قواتها الخاصة في أفغانستان لتنفيذ المهمة «الديلي ستار»: أسلحة بريطانية في طريقها إلى المعارضة السورية
كشفت صحيفة ديلي ستار صندي، أمس، أن بريطانيا سحبت وحدات من قواتها الخاصة المنتشرة في أفغانستان، في إطار خطة اعتمدتها لمساعدة المعارضة السورية.
وقالت الصحيفة إن قادة القوات الخاصة وقوات المغاوير البريطانية يضعون خططا سرية لتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة، التي يحتاجون إليها بصورة ماسة.
وأضافت أن وحدات القوات الخاصة ستعمل بتوجيه من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6)، ونظيره الفرنسي، الإدارة العامة للأمن الخارجي، لتسليم أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه إسترليني للمقاتلين السوريين المعارضين، خزّنتها لندن في بلدان مجاورة لسوريا.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر حكومي قوله «إن جنود القوات الخاصة البريطانية يتم سحبهم بهدوء من أفغانستان، للإعداد لمهمتهم الجديدة».
وكانت الصحيفة ذكرت الأسبوع الماضي أن بريطانيا أرسلت أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه، أي ما يعادل 30 مليون دولار، إلى المتمردين السوريين، تشمل بنادق هجومية ومدافع رشاشة خفيفة وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية وذخيرة، وقامت بتخزينها في دول مجاورة لسورية، وتكفي لتسليح 1000 مقاتل من قوات المعارضة.
ونقلت «الديلي ستار» في عددها الصادر أمس، عن مصدر حكومي وصفته بالمطلع، قوله إن الأسلحة أُرسلت قبل أسابيع في إطار خطة وضعها كبار مسؤولي وزارة الدفاع البريطانية، لنقل ما قيمته مليون جنيه إسترليني من الأسلحة للمتمردين السوريين بمعدل يومي.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أعلن الأسبوع الماضي في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) أن بريطانيا ستقدم مزيدا من المعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية، وتعمل على أن تكون أكثر فعالية، وقد تشمل مركبات رباعية الدفع ومعدات للحماية الشخصية، بما في ذلك الدروع الواقية للجسد، وتكنولوجيا للمساعدة في جمع الأدلة عند وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية، ومعدات لعمليات البحث والإنقاذ، والإمدادات الطبية، ومولدات الكهرباء، ومعدات تنقية المياه.
19/03/2013
حصيلة جديدة للمرصد: ضحايا النزاع 100 ألف قتيل النظام و«الحر» يتبادلان قصف دمشق
صورة من فيديو تظهر القوات السورية لحظة قصفها مناطق في ضواحي دمشق (أ ب)
دمشق، بيروت- أف ب، د ب أ - أفاد موقع الثورة السورية على الانترنت أن الجيش الحر استهدف المربع الأمني في كفرسوسة في دمشق بقذائف هاون، أمس، وطال ايضا قصر تشرين الرئاسي في حي المهاجرين، وكذلك مطار دمشق الدولي، وأن قوات النظام قامت على أثر ذلك بقطع الطريق الملاصق لقصر تشرين والمؤدي الى ساحة المواساة.
كماشهدت أحياء في دمشق اشتباكات عنيفة تزامنا مع حملة اعتقالات نفذتها القوات النظامية في صفوف طلاب المدينة الجامعية في حي المزة، في وقت شن الطيران الحربي غارات على مناطق واسعة من البلاد، منها حمص وحماة وإدلب وحلب والرقة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينما حذرت دمشق من وصول «نار الإرهاب» إلى الأردن ولبنان، اللذين «يفتحان حدودهما أمام المسلحين المتجهين إلى سوريا»، مشيرة إلى ضلوع البلدين في «تأجيج الأزمة» في سوريا.
بالتزامن، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه وثق نحو 60 ألف قتيل (بينهم 6800 طفل وامرأة) منذ سقوط أول قتيل في الثورة السورية قبل عامين. وهذا العدد هو ما سمحت به الظروف لتوثيقه بالأسماء والمعلومات الأكيدة، ويتوقع المرصد أن يكون عدد ضحايا الأزمة الضعف. وفي حال صح ذلك، ترتفع الحصيلة الى أكثر من مئة ألف قتيل.
وحصدت أعمال العنف الأحد نحو 126 شخصا سقطوا في عدة مناطق سورية، وفق المرصد. ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
اعتقالات في جامعة دمشق
وأفاد المرصد عن تنفيذ النظام «حملة اعتقالات طالت عددا من الأشخاص في المدينة الجامعية في حي المزة» في دمشق، موضحا أن «عناصر من المخابرات دخلوا حرم المدينة الجامعية»، حيث يقطن عدد من طلاب جامعة دمشق القادمين من مناطق مختلفة.
في الوقت نفسه، تعرضت منطقة المادنية وأحياء جوبر والحجر الأسود ومخيم اليرموك للقصف من القوات النظامية، في حين شهد حي برزة إطلاق نار من قبل قناصة وسقوط جرحى في صفوف المدنيين. وطاول القصف محيط دمشق، خصوصا مدينة عربين.
كما شهدت عدة مناطق من العاصمة، لا سيما في جنوبها وشرقها، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
ولم تكن الأوضاع الأمنية في حمص وحماة بأفضل حال، حيث تشهد عدة مناطق من المحافظتين معارك عنيفة وسط قصف جوي ومدفعي.
بدورها، أشارت وكالة سانا إلى أن الجيش أوقع «أعدادا من القتلى والجرحى» بين صفوف المعارضة المسلحة، إضافة إلى تدمير عدد من تجمعاتهم في أرياف دمشق وإدلب وحمص وحلب.
100 ألف قتيل
ولمناسبة سقوط أول شهيد للثورة السورية، وكان ذلك يوم 18 مارس 2011، في درعا، نشر المرصد السوري حصيلة جديدة بعدد الضحايا فيها توثيق أسماء ومعلومات خاصة بأكثر من 59 ألف و500 شخص، قتلوا جراء النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011، بينهم 4264 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و2579 انثى فوق سن الثامنة عشرة، مشددا على أنه يتوقع أن يكون عدد الضحايا أكبر من هذا بكثير.
وتشير آخر أرقام الأمم المتحدة العائدة الى فبراير الماضي الى مقتل نحو 70 ألف شخص في سوريا.
ويقول المرصد إن العدد الذي لديه يحصي القتلى الموثقين بالأسماء وبالمعلومات الأكيدة.
وبين القتلى 1086 مقاتلا معارضا مجهولي الهوية «غالبيتهم الساحقة من غير السوريين»، بالإضافة الى 1973 مدنيا مجهولي الهوية.
وبين الضحايا 40930 مدنيا و1783 جنديا منشقا و14752 عنصرا من قوات النظام.
ويقدر العدد الحقيقي للقتلى «من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية ضعف الرقم» الذي أورده، وذلك بسبب «التكتم الشديد على الخسائر البشرية خلال الاشتباكات».
وفي حال صح ذلك، ترتفع الحصيلة الى أكثر من مائة ألف قتيل.
وأشار المرصد الى أن الحصيلة لا تشمل مئات القتلى الذين يرجح أن يكونوا قد قضوا في الأسر لدى طرفي النزاع، ومخبرين متعاونين مع النظام «يقدر عددهم بأكثر من 12 ألف شخص، وذلك بسبب صعوبة توثيقهم منذ بداية الثورة».
وسط تشكيك وتحذير دوليين.. ومنظمة الحظر تراقب: «لا نعلم الكثير» دمشق والمعارضة تتبادلان الاتهامات باستخدام الكيماوي
صورة بثها التلفزيون السوري لطفلين سوريين قال إنهما أصيبا بسلاح كيماوي ألقاه مقاتلو المعارضة على خان العسل في ريف حلب (رويترز)
دمشق- الوكالات- سجل، أمس، تطور بارز على الارض في سوريا، تمثل بتبادل الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد أهداف مدنية في حلب، والتسبب بمقتل 25 شخصا بين مدنيين وعسكريين، واصابة نحو 110 آخرين.
وقد لاقت هذه الأنباء ردود فعل واستنكارا عالميين. في حين أعلنت كل من منظمة «حظر انتشار الأسلحة الكيماوية»، والبيت الأبيض أنهما لا يملكان دلائل على استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في سوريا حتى الآن، أعلنت موسكو أنها تملك معلومات عن استخدام مسلحي المعارضة اسلحة كيميائية.
ويأتي ذلك بينما تستمر العمليات العسكرية والاشتباكات على وتيرتها التصعيدية في عدة مناطق ومدن سورية، وذلك غداة مقتل 130 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
«تصعيد خطير»
فقد أورد الإعلام الرسمي السوري أن «إرهابيين أطلقوا صاروخا يحتوي مواد كيماوية في منطقة خان العسل الواقعة في ريف حلب»، ما تسبب بمقتل 25 شخصا واصابة 110 آخرين بجروح.
ونقلت وكالة سانا عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قوله إن استخدام المعارضة لسلاح كيماوي «تصعيد خطير» في مسار الأزمة في البلاد على الصعيدين الأمني والعسكري، مطالبا المجتمع الدولي بالادعاء والشكوى على الدول التي «سلحت المعارضة بأسلحة محرمة دوليا»، مشيرا الى كل من فرنسا وبريطانيا وقطر وتركيا وآخرين.
كما حمل الزعبي رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان وقطر «المسؤولية القانونية والانسانية والاخلاقية عن هذه الجريمة..». وتابع «قيادة الجيش السوري أكدت ذلك من قبل وتكرره ثانية بأنه إذا كانت سوريا تملك أسلحة كيماوية، فلن تستخدمها أبدا لأسباب أخلاقية وانسانية وسياسية».
نفي المعارضة
في المقابل، نفى الجيش السوري الحر اتهامات النظام، قائلا إن الحكومة هي من قامت بالهجوم.
وقال العقيد مالك الكردي القيادي في الجيش الحر «المعارضة لا تملك أي أسلحة كيماوية، وليس لديها القدرة على استخدام هذا النوع من الأسلحة.. ولا تملك أي صاروخ بعيد المدى».
وقال لؤي المقداد، المنسق السياسي لقيادة «الحر»، إن قوات الرئيس بشار الأسد نفذت هجوما بسلاح كيماوي على خان العسل باستخدام صاروخ بعيد المدى، مضيفا إن قتالا اندلع في البلدة، وأن جيش النظام قصف البلدة بصاروخ طويل المدى مزود برأس حربي كيماوي. وتابع أن الجيش السوري قصف أيضا المنطقة بأسلحة تقليدية من الجو وبنيران مدفعية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال قبل ذلك إن «صاروخ أرض- أرض استهدف تجمعا للقوات النظامية في خان العسل»، من دون أن يكون في إمكانه تحديد ما إذا كان يحمل مواد كيميائية ام لا.
وقال المرصد إن «16 جنديا من الجيش النظامي قتلوا في خان العسل وعشرة آخرين توفوا في المستشفى»، غير أنه لم يتمكن من تأكيد ما إذا كانوا مدنيين أو جنودا.
شهادات التلفزيون الرسمي
وبث التلفزيون السوري صورا ظهرت فيها سيارات إسعاف تابعة لمنظمة الهلال الأحمر السوري، وهي تسعف الجرحى، وقد وضع المسعفون على وجوههم أقنعة قماشية.
وقال أحد الأطباء للتلفزيون إن الصاروخ «يحتوي مواد سامة فوسفورية تسبب أعراضا حادة مثل الغثيان وحالات غيبوية».
وصرخت امرأة كانت في المستشفى «يريدون قتلنا بالغازات السامة والمواد الكيماوية»، بينما قال رجل «هل هذه هي الحرية التي يبحثون عنها»؟
يذكر أن مقاتلي المعارضة كانوا قد سيطروا على خان العسل في الثالث من مارس الجاري بعد معارك ضارية قتل فيها أكثر من 120 عنصرا من قوات النظام وأكثر من ستين مقاتلا معارضا، إلا أن القوات النظامية قامت قبل حوالى ثمانية أيام بهجوم مضاد استعادت خلاله أجزاء من البلدة لا تشمل مدرسة الشرطة.
«تطور مقلق وخطير»
بدورها، اتهمت روسيا مقاتلي المعارضة باستخدام أسلحة كيماوية في حلب، وصفت ذلك بأنه تطور مقلق وخطير للغاية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية «وفقا لمعلوماتنا من دمشق سجلت في الساعات الأولى من صباح يوم التاسع عشر من مارس حالة استخدمت فيها المعارضة المسلحة أسلحة كيماوية في حلب»، لكنها لم تحدد بدقة مصدر تلك المعلومات. وأكدت أن الهجوم هو أول هجوم تستخدم في أسلحة كيماوية في الحرب التي دخلت عامها الثالث.
وأضافت «نشعر بقلق بالغ لوقوع أسلحة دمار شامل في أيدي المتمردين الأمر الذي يزيد الوضع في سوريا تدهورا، ويصعد المواجهة في الدولة إلى مستوى جديد».
«لا نعلم الكثير»
في الأثناء، قال أحمد أوزموغو، رئيس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية، إنه ليست هناك معلومات من جهة مستقلة عن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا كما تزعم الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة.
وأضاف أوزموغو «لا أظن أننا نعلم أكثر مما تعرفونه في الوقت الحالي، بالطبع سمعنا هذه التقارير ونتابع الوضع عن كثب».
كذلك، أكد البيت الأبيض أنه لا يملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة كيميائية، محذرا حكومة الأسد من اللجوء الى تلك الأسلحة، الأمر الذي اعتبر أنه سيكون «مرفوضا كليا».
وبدورها، قالت بريطانيا إن استخدام مثل هذه الاسلحة أو نشرها سيستدعي «ردا جادا» من المجتمع الدولي.
دبابة للجيش السوري تحترق بعدما أصابتها قذيفة أثناء اشتباكات جرت على خط رئيسي في دمشق (رويترز)
20/03/2013
العراق متهم بـ«تسهيل» رحلات تسليح إيرانية إلى سوريا الجيش الأميركي: نلتزم الحذر.. فصورة المعارضة «مشوشة» بالنسبة لنا
بغداد، واشنطن ـــــ أ.ف.ب ـــــ اتهم مسؤول أميركي رفيع المستوى بغداد بغض النظر عن قيام إيران بارسال تجهيزات عسكرية الى سوريا عبر المجال الجوي العراقي، بهدف دعم نظام الرئيس بشار الأسد.
ودعا المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، العراق الى تفتيتش الطائرات الإيرانية المتوجهة الى سوريا، مشيرا الى أن واشنطن «قدمت شكوى الى كل أطراف الحكومة العراقية» حول النقص في اجراءات التفتيش.
صورة المعارضة «مشوشة»
من جهة ثانية، أكد قائد أركان الجيش الأميركي، الجنرال مارتن دمبسي، أن بلاده تواجه صعوبة متزايدة في معرفة الصورة الحقيقية للمعارضة السورية و«اوجهها المتعددة»، معتبرا أن ذلك يستدعى التحرك «بحذر».
وقال الجنرال دمبسي: «منذ حوالي ستة اشهر وصورة المعارضة مشوشة جدا في نظرنا، والآن أقول إنها أصبحت أكثر تشويشا».
واعترف هذا المستشار العسكري الرئيسي للرئيس باراك أوباما أيضا بأنه لا يعلم في هذه المرحلة ما هو «الخيار العسكري»، الذي يمكن أن يتيح للولايات المتحدة احتواء الوضع بشكل أفضل. وأضاف «طالما أن الوضع هو على هذا المنوال، فانني أنصح بالحذر في التحرك».
وتابع: «نعتقد فعلا ان الرد في سوريا يجب ان يأتي عبر شركاء، لان هناك احتمالا أكبر في أن يستوعبوا بعض التعقيدات التي تفوتنا».
21/03/2013
طرفا النزاع يطالبان بتحرك دولي بعد استخدام «الكيماوي» دول في «الناتو» جاهزة للتدخل في سوريا
عائلة سورية تتجول على دراجة نارية في معرة النعمان المدمرة (ا ف ب)
دمشق ــــ وكالات ــــ بينما كانت مدفعية النظام السورية تقصف مناطق في دمشق، أمس، والطيران الحربي يشن غارات على مناطق في وسط سوريا وشمالها، أعلنت دول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنها تعد «خطة طارئة» للتدخل في سوريا، لإنهاء الأزمة التي دخلت عامها الثالث.
يأتي ذلك غداة دخول المواجهات مرحلة جديدة أكثر خطورة وذات تداعيات مدمرة على البلاد والجوار. فبعد تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة باستخدام أسلحة كيماوية في قصف بلدة خان العسل في ريف حلب، وقتل نحو 31 شخصا، طالب طرفا النزاع المجتمع الدولي بالتحرك.
بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه يستعد لاستخدام آلية اممية للتحقيق في الحادث، في وقت قالت منظمة الصحة العالمية إنها سترسل إمدادات الى حلب، لكنها لا تستطيع التحقق من استخدام أسلحة كيماوية.
رسالتان من دمشق
وفي رسالتين بعثت بهما الى بان كي مون ورئيس مجلس الأمن، اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن «تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك لمعالجة تطورات الوضع، الذي سبق لدمشق التحذير منه، هو الذي شجع المجموعات الارهابية على المضي قدما في ارتكاب جرائمها».
وطالبت المجتمع الدولي «بالتحرك بشكل جاد وحازم لمنع هذه المجموعات من الاستمرار بانتهاكاتها الخطرة ضد الشعب السوري»، وذلك عبر الحد من الدعم «المالي والعسكري واللوجستي والسياسي والاعلامي، الذي تقدمه الدول الداعمة لهذه المجموعات».
المعارضة تطالب بتحقيق
وكان متحدث باسم الجيش السوري الحر نفى اتهام دمشق لمقاتلي المعارضة باستخدام «صاروخ يحمل مواد كيميائية» في منطقة خان العسل. ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة «الهجوم اليائس»، محملا نظام الأسد «المسؤولية الكاملة» عنه، ومطالبا «بفتح تحقيق دولي، وارسال لجنة تحقيق تزور الموقع». وأكد الائتلاف «استعداد الحكومة المؤقتة»، التي من المقرر تشكيلها بعد تعيين غسان هيتو رئيسا، لاستقبال «لجنة التحقيق الدولية على الأرض السورية، مع ضمان دخول آمن لمعاينة الموقعين وأخذ العينات وإجراء التحقيق تمهيدا لمحاكمة المسؤولين».
احتمال كبير
وفي وقت قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، مايك روجرز، ان ثمة احتمالا كبيرا في أن تكون أسلحة كيميائية استخدمت، مشيراً إلى انه لا بد من إجراء تدقيق نهائي بالأمر، وتوصل إلى خلاصة مفادها ان هذه الأسلحة وضعت في مواقع لتستخدم، وثمة استعداد لاستخدامها أو سبق واستخدمت في الواقع. قال السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد انه لا دلائل على الموضوع.
فيما قالت رئيسة اللجنة، ديان فاينشتاين، ان على البيت الأبيض أن يتخذ قراراً في هذا الصدد، وأضافت فاينشتاين نحن نعلم مكامن الأسلحة الكيميائية، ولا سر في انها موجودة، وأعتقد انه يتوجب بالبيت الأبيض أن يكون مستعداً.
من جهته، قال كبير موظفي البيت الأبيض انه إذا أصبحت الحرب الكيميائية أمراً واقعاً، فسيكون ذلك تغييراً في اللعبة، وسنتحرك بما يتناسب مع الأمر.
من سيئ إلى أسوأ
في الأثناء، أعلن القائد الأعلى لقوات حلف الناتو، الأميرال الأميركي جيمس ستافريدس، أن بعض دول الحلف تنوي بشكل فردي القيام بعمل عسكري في سوريا، لكن أي تحرك للحلف سيتبع «ما حصل في ليبيا». وردا على سؤال لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أجاب ستافريدس بـ«نعم» على السؤال، لمعرفة ما إذا كانت بعض الدول تتحدث عن امكانية القضاء على المضادات الجوية السورية.
وأضاف: «لكن الحلف اتخذ القرار بانه سيتبع المثال الذي اعتمده بالنسبة لليبيا».
الوضع الميداني
ميدانياً، وغداة مقتل نحو 162 شخصا في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تعرضت المناطق الجنوبية من العاصمة دمشق للقصف من قبل القوات النظامية، لا سيما منها حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القدم، كما شهدت هذه المناطق اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المعارضة والقوات النظامية، من دون معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محيط دمشق، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة داريا، التي تحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها، في وقت تعرض مطار الضمير العسكري لقصف من قبل مقاتلي المعارضة.
والى الجنوب من العاصمة، أفاد المرصد عن قصف تعرضت له بلدة بيت جن القريبة من هضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، تزامنا مع اشتباكات عنيفة في محيط البلدة.
في محافظة الرقة، أغار الطيران الحربي على مناطق في مدينة الرقة، التي باتت منذ 6 مارس الجاري، أول مركز محافظة خارج سيطرة نظام الأسد.
وفي حماة، شن الطيران الحربي غارة على بلدة كرناز، التي يشهد محيطها اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام.
وفي حمص، شهد حي بابا عمرو اشتباكات تزامنا مع قصف جوي ومدفعي، بعد ساعات من تعرض حي الوعر القريب ومدينة القصير لقصف.
وأفادت صفحة الثورة على الانترنت انه تم تحرير المسجد العمري في درعا البلد في معركة الرماح العوالي، بعد حصار طويل للحواجز المحيطة بالمسجد.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الكبيرة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
22/03/2013
استخدام الكيماوي في سوريا يلهب الخلافات في مجلس الأمن مقتل العلامة محمد البوطي في تفجير انتحاري
الشيخ البوطي
نيويورك، دمشق، موسكو - وكالات - قتل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، ورجل الدين البارز المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في تفجير استهدف مسجد جامع الايمان في منطقة المزرعة شمال دمشق، امس، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري. واشارت معلومات اخرى الى ان 20 قتيلا بينهم البوطي قُتلوا بالتفجير.
والبوطي من مواليد عام 1929، وهو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، وتلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق، ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف، وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، له أكثر من ستين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية.
معارك حي جوبر
ميدانيا، تواصلت المعارك الطاحنة في حي جوبر بالعاصمة حتى صباح امس بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.
وذكر سكان محليون لمراسل أنباء الشرق الاوسط، أن قذائف هاون سقطت ليلا في حي القصاع، إحداها قرب كنيسة سيدة دمشق، مما أدى الى مصرع طفل وإصابة عدد من المدنيين.
وسمع سكان العاصمة أصوات قصف عنيف، وافادت مواقع للمعارضة أن مناطق الحجر الأسود ومدخل مخيم اليرموك جنوب دمشق تعرضت للقصف، وكذلك مناطق في محافظات الرقة وحماة وحمص.
الى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن المناطق المحيطة بمطار كويرس العسكري في حلب تعرضت للقصف من قبل قوات النظام التي حاولت اقتحام منطقة الليرمون، فدارت معارك عنيفة.
واوضح أن اشتباكات دارت مع الكتائب المقاتلة الذين يهاجمون حواجز بلدة سحم الجولان في ريف درعا الغربي.
وأضاف أن منطقة تل حلف في محيط مدينة راس العين في محافظة الحسكة تعرضت لغارات جوية، وان اشتباكات عنيفة دارت في حي الخالدية بمحافظة حمص.
الكيماوي يلهب مجلس الأمن
في سياق اخر، اختلفت روسيا مع كل من بريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن بشأن نطاق التحقيق المطلوب في مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، واتهمت موسكو القوى الغربية بمحاولة عرقلة تحقيق محتمل.
وتساند روسيا طلب السفير السوري بشار الجعفري الى الأمين العام بان كي مون بدء تحقيق في مزاعم بشن هجوم بأسلحة كيماوية من جانب «جماعات إرهابية» قرب حلب.
في المقابل، اشارت بريطانيا وفرنسا إلى تاكيد المعارضة انه وقع هجومان بأسلحة كيماوية أحدهما في دمشق والآخر في حلب، وطلبتا ان يشمل التحقيق الهجومين معا.
وكان الجعفري اوضح ان «الحكومة طلبت تشكيل بعثة فنية متخصصة ومستقلة ومحايدة للتحقيق في استخدام جماعات ارهابية لأسلحة كيماوية ضد مدنيين».
ردود على تشوركين
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن أن بريطانيا وفرنسا تريدان أن يتركز التحقيق على الهجومين المزعومين، وليس على خان العسل (ريف حلب)، واعتبر أن الهدف هو التعطيل .
ورد نائب السفير البريطاني فيليب بارهام والسفير الفرنسي جيرار آرو، بان موقف أغلبية أعضاء مجلس الأمن يتمثل في شمول التحقيق مزاعم الطرفين.
وقال بارهام «الحقائق ليست واضحة. ما لدينا هو تقارير خطيرة، ويجب التحقيق فيها»، بينما انكر الجعفري علمه بحدوث هجوم ثان.
في الكونغرس الاميركي
وفي واشنطن اعلن السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد انه لا يوجد دليل حتى الآن على استخدام اسلحة كيماوية، لكن الولايات المتحدة لديها فريق كبير يتحرى الأمر.
وأضاف في شهادة امام مجلس النواب «اننا ندرس تلك التقارير بعناية بالغة».
وفي الوقت نفسه، قال رئيس لجنة الاستخبارات مايك روجرز لرويترز إنه يوجد «احتمال كبير» أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية. واوضح انه إذا لم تتوصل حكومة الرئيس باراك أوباما إلى نتيجة بحلول الأسبوع المقبل، فذلك سيكون «مبعث قلق».
دمار هائل في منطقة المرج في حلب (ا ب)
22/03/2013
النظام يقصف قرى جوار الجولان الثوار سيطروا على بلدات حيوية قرب خط الهدنة
رويترز ـــــ أعلن مقاتلو المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان امس، ان الثوار سيطروا على عدة بلدات قرب هضبة الجولان، مما أشعل توترات في هذه المنطقة الحساسة.
وقال أبو عصام تسيل، من المكتب الإعلامي للواء «شهداء اليرموك»: «نحن نهاجم المواقع الحكومية، بينما كان النظام يقصف المدنيين، وننوي السيطرة على مزيد من البلدات».
وافاد المرصد ان المقاتلين سيطروا على عدة بلدات قرب هضبة الجولان المحتلة، والمقصود بلدة خان أرنبة، التي تقع على خط فض الاشتباك بين اسرائيل وسوريا، وأيضا على قريتين تقعان قرب خط وقف النار.
وافيد ان جيش النظام كثف قصف القرى في منطقة سحم الجولان فجر امس. وفي المقابل، فإن الثوار في منطقة القنيطرة قرب الجولان يكثفون الهجمات على حواجز الطرق، لكن بلدة القنيطرة الاستراتيجية، التي دمرت خلال الاشتباكات الاسرائيلية ــــ السورية عام 1974، ما زالت تحت سيطرة النظام.
22/03/2013
ملاذ للفارين من العنف ومركز جذب للأعمال طرطوس تزدهر تجارياً.. ولو إلى حين
طرطوس ـــــ رويترز ـــــ اصبح هذا الميناء، الذي كان من قبل هادئا، يضج بالصخب ويعج بالمتسوقين الذين يجوبون السوق المزدحمة. وتنتظر صفوف من السيارات في إشارات المرور.
طرطوس واحة هادئة ـــ على الأقل حتى الآن ـــ محمية بنقاط للجيش على مشارف المدينة وسط الدمار الذي تشهده سوريا.
مركز جذب للتجار
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المدينة تضم الكثير من أفراد الطائفة العلوية. ليست فقط ملاذا لآلاف المدنيين الفارين من العنف بل مركز جذب للتجار في ما يعتبرونه مقرا مؤقتا.
ويقول سامر، بائع الأحذية الذي أغلق متجرا في حمص قبل عام وانتقل مع أسرته: «طرطوس تعيش عصرها الذهبي، وإذا كان التاجر ذكيا فأمامه فرصة».
{قريباً سأغادر إلى مصر}
ويحرص الكثيرون على اقامة أعمال في المدينة، ولكن مع شعورهم بالقلق على مستقبل المدينة.
يقول ابو احمد، وهو سني، يستورد احتياجات المدارس من الصين، «لن أبقى هنا طويلا. فقط أحاول بيع ما لدي لأغادر على الأرجح إلى مصر».
وارتفع عدد سكان المدينة إلى 1.6 مليون نسمة، من نحو 938 ألفا في السابق. وتمتلئ الشوارع بصور الأسد، وليس هناك دلائل تذكر على الانتفاضة سوى صور شبان قتلوا في معارك إلى جانب قوات الرئيس.
ويقول السكان إن تدفق الأعمال ازداد بعد أغسطس 2012، عندما وصل المعارضون إلى حلب وفتحوا جبهة قتال جديدة. وكانت حلب تضم عددا كبيرا من التجار الأثرياء السنة، مثل أبو أحمد الذي انتقل إلى طرطوس.
وهناك قوانين حديثة سهلت على أصحاب المتاجر والمصانع نقل معداتهم إلى مدن أكثر أمانا. وقال أمير، وهو مندوب مبيعات مسيحي، «يبدو أن الحكومة تدعو السنة الاثرياء للحضور إلى الساحل. لكن السنة الفقراء يخرجون من سوريا إلى مخيمات لاجئين».
وشلت الحركة في حلب المركز التجاري لسوريا. ودك جانب كبير من وسط حمص التي كانت مركزا تجاريا اقليميا، وسويت بالأرض بعد قتال لمدة عام. وعزلت حماة التي كانت مركزا صناعيا.
الوقود والحبوب
وطرطوس موصولة بالعالم الخارجي عبر ميناءها، حيث تصل شحنات الوقود والحبوب وغيرها. وقال أمير ضاحكا: «مصائب قوم عند قوم فوائد. لا مكان لشراء الوقود سوى طرطوس. يأتي أصحاب السيارات لملء خزاناتهم، وبما انهم قطعوا الطريق يمكنهم شراء كل احتياجاتهم».
ولم تعد مراكز صرف رواتب العاملين في الحكومة موجودة سوى في طرطوس ودمشق.
الفرص المتاحة.. مؤقتة
وتستفيد العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من الفرص المتاحة، لكنها تخشى أن تصل الأزمة في نهاية الأمر إلى طرطوس.
ونقل أصحاب الاصول الضخمة أعمالهم بالفعل إلى أماكن أكثر استقرارا على المدى البعيد، مثل تركيا ودبي والمنطقة الكردية في شمال العراق ومصر ولبنان.
ويقول أمير رجل الأعمال: «بين ليلة وضحاها قد تصل إلى هنا المشكلات». وتحجم الشركات الأصغر حجما عن شراء عقارات، وهذا يدفع أسعار الإيجارات للارتفاع إلى ثلاثة امثالها.
ممنوع انتقاد الأسد
والمشروعات السكنية أو المباني الجديدة أصبحت نادرة جدا. ويقول أصحاب المتاجر إن رجل أعمال محليا يرسل أسطوله من سيارات الأجرة كل ليلة مع رجال لتفقد الشوارع، رغم عدم وجود اضطرابات، وتسليم أي مشتبه فيه للشرطة.
وقال أحد رجال الأعمال العلويين: «أهل طرطوس مستعدون لمساعدة ضيوفهم طالما لا يسببون مشكلات بالحديث عن قائدنا (الرئيس الاسد) أو الجيش».
23/03/2013
أقارب العلامة البوطي غادروا سوريا ولجأوا إلى تركيا غموض واتهامات متبادلة حول تفجير المسجد
جامع الايمان في المزرعة الذي قتل فيه العلامة البوطي بتفجير انتحاري (ا ب)
دمشق، عواصم - وكالات - صدرت ردود فعل متباينة على الهجوم الذي استهدف مسجدا في شمال دمشق، وادى الى مصرع العلامة محمد سعيد رمضان البوطي عالم الدين البارز، وحفيده و47 آخرين، بينما كشف تقرير اخباري ان اقارب القتيل لجأوا الى تركيا بعد عملية تنسيق مع عناصر الجيش السوري الحر.
جاء ذلك بينما تواصلت اعمال العنف مع تسجيل قصف واشتباكات، ولاسيما في الاحياء الجنوبية لدمشق وفي ريف درعا. وبدعوة من نشطاء المعارضة قامت تظاهرات امس تحت شعار «اسلحتكم الكيميائية لن توقف مد الحرية».
اقارب الشيخ القتيل
وذكرت وكالة الانباء التركية (اناضول) ان عددا من اقارب البوطي تمكنوا من الوصول الى الاراضي التركية صباح امس، وانهم كانوا يعتزمون منذ فترة الخروج من سوريا، لكن الامور اختلفت بسبب تهديدات النظام بتصفية شيخ الدين، اذا اقدم احدهم على الهروب، موضحة ان خطة الفرار كانت معدة سلفا.
وكان البوطي اغتيل في تفجير قيل انه انتحاري استهدف المسجد، في اعتداء القت السلطة باللائمة فيه على المعارضة، ومن تسميهم بالمتطرفين، لكن كلا من الجيش الحر والائتلاف الوطني نفيا كليا مسؤولية اي طرف معارض.
وافاد وزير الصحة سعد النايف خلال تفقده المصابين امس، ان عدد الضحايا ارتفع الى 49 شهيدا، بينهم البوطي واحد احفاده (الحفيد اسمه احمد).
الاسد: سنلاحق المعتدين
وندد الرئيس بشار الاسد بعملية اغتيال البوطي، المؤيد له في عدة مواقف، وتوعد بملاحقة ما وصفهم بـ«التكفيريين والظلاميين». وقال في بيان نشره المكتب الاعلامي للرئاسة «اعزي نفسي واعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبة».
واضاف «قتلوك ظنا منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام (...) قتلوك لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف».
وتابع «وعدا من الشعب السوري وأنا منهم أن دماءك انت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى ..وسنطهر بلادنا منهم».
وعرضت قناة الاخبارية السورية لقطات من داخل المسجد ظهر فيها عدد من الجثث، وتولى مسعفون رفع عدد من الجثث الاخرى.
الجيش الحر يدين
من جهتها، دانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر الاعتداء، وقالت: «مع ان كثيرا من الملابسات لم يتكشف بعد، إن مثل هذه الأعمال والسلوكيات لا تمت بأي صلة الى اخلاق ومبادئ وأهداف الثورة المجيدة والجيش الحر».
ولفتت إلى أن «هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية هي بداية لمرحلة خطيرة للغاية لخلط الأوراق تخوضها قوى إقليمية لطالما استعملت ورقة الإرهاب لتحقيق غايات سياسية، ومحاولات رخيصة لتبرير دخول مقاتلين من دول الجوار والإقليم، بحجة حماية بعض المقامات والمزارات».
وأضافت أن «هذه القوى لطالما استعملت فزاعة الإرهاب لإحباط أي مشروع تنموي تحرري في المنطقة. وحذرت في بيانها «الشعب السورى العظيم من أن مثل هذه الأعمال جزء من مخطط يهدف لإفشال الثورة، والالتفاف والاحتيال عليها وايقاع السوريين بعضهم ببعض».
الجامعة العربية تدين
من جهته، دان الامين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي «بأشد العبارات» التفجير الذي اودى بالعلامة البوطي و48 آخرين ، وقال في بيان ان «هذه التفجيرات الاجرامية، وخاصة الموجهة ضد بيوت الله وروادها مدانة بأشد العبارات»، مطالبا «بالاسراع في متابعة مقترف الجريمة النكراء والتي تستهدف الأبرياء من الشعب السوري الشقيق»، سائلا الله «ان ينقذ سوريا وأهلها من الازمة الطاحنة، حتى تتحقق تطلعات الشعب المشروعة».
تحقيق أصوات ماكينات الخياطة تطغى على دوي المعارك في حلب
الأطفال حلوا مكان الموظفين الكبار في معامل الخياطة في حلب (أ ف ب)
حلب - ماري روداني (أ ف ب) - يجول محمد وسط قرابة 12 شخصا منكبين على ماكينات الخياطة في معمله في حلب، قائلا بفخر «نحن الحلبيون معروفون باننا نعمل بجد». في هذا المبنى في حي الشعار، يطغى صوت ماكينات الخياطة الكورية الصنع، على أصوات القصف وإطلاق الرصاص التي تشهد تراجعا في الفترة الأخيرة. ويعمل الشبان في هذا المعمل بلا كلل، علما أن بعضهم كانوا لا يزالون في المدرسة لدى اندلاع المعارك في المدينة قبل تسعة أشهر. ويقوم هؤلاء حاليا بصنع مريلات للأطفال وقمصان (تي شيرت) للأولاد طبع عليها شعار فريق برشلونة الاسباني لكرة القدم.
ويعمل إبراهيم منذ 4 سنوات في هذا المصنع الذي يبيع منتجاته في العراق. ويستخدم الكومبيوتر ليضع الشعار على خلفية برتقالية اللون، قبل طبعه على السراويل القصيرة للأطفال ذات اللونين الأحمر والأزرق.
في الأزقة والشوارع، يمكن الحديث بكل راحة عن كرة القدم والفرق التي يشجعها الناس. لكن ما إن يطرح موضوع النزاع الذي تتواجه فيه القوات النظامية ومقاتلو المعارضة منذ عامين في كل محافظات سوريا، يعتصم كثيرون بالصمت. ويشرح محمد الذي يبتاع المواد الأولية لمعمله من أحياء يسيطر عليها النظام «لست مع أحد. انا مجرد مواطن صغير لا يفهم كل الرهانات السياسية». يضيف «الأمر الوحيد الذي ألاحظه هو حاليا وجود السلاح في كل الأمكنة المحيطة بي. يبعد منزلي عن العمل مسافة عشر دقائق بالسيارة، لكنني لا أعود إليه سوى في عطلة نهاية الأسبوع (..) زوجتي وأولادي الأربعة يبقون بمفردهم لأنني أخاف من عبور المسافة».
موضع فخر
وتشكل الطبيعة التجارية لحلب ودورها التاريخي كمركز اقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط قبل بدء النزاع، موضع فخر لسكانها. ويقول محمد إنه لم يقفل معمله سوى لأيام قليلة دارت خلالها أعنف المعارك.
لكن القصف وأصوات الرصاص والخوف دفعت بعدد من العاملين لديه للهرب.من جهته، يوضح محمد أن «الناس لا يريدون أن يجدوا أنفسهم مضطرين للجوء الى السرقة، لذا من الأفضل أن يعملوا لتوفير قوتهم»، متحسرا في الوقت نفسه على الأيام التي كان فيها نحو 150 شخصا يعملون في مشاغله 24 ساعة يوميا على 24.
حاليا، يقتصر العمل على ثماني ساعات يوميا، معتمدا على مولدات كهربائية مرتفعة الكلفة في المدينة التي تعاني من تقنين حاد في التغذية بالتيار الكهربائي.
وإضافة الى القصف وأعمال العنف، يواجه الأشخاص الذين آثروا البقاء، ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. فكل شيء بات أغلى. ووفق محمد، يتقاضى العاملون 3500 ليرة سورية أسبوعيا (نحو 35 دولارا أميركيا). وفي حلب، وصل سعر علبة السجائر الى 70 ليرة، وكيلو اللحم الى 800 ليرة، مما يجعل منه امتيازا لا قدرة لكثيرين على التمتع به.
25/03/2013
أموال وسلاح من موسكو وطهران إلى دمشق
نشرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية في عددها الصادر أمس تقريرا لمراسلها في عمان نايغل ويلسون عن شهادة طيار سابق في الجيش السوري حول رحلات طائرات لنقل إمدادات السلاح والمال للجيش السوري.
يقول التقرير إن الطيار الذي طلب الاكتفاء بتعريفه باسم «ناظم»، تحدث عن رحلات جوية سرّية قام خلالها بجلب أموال وسلاح إلى حكومة الرئيس بشار الأسد، وذلك على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة. وأضاف الطيار إنه قام مع طيارين آخرين بقيادة طائرات شحن مرتين أو ثلاث مرات شهريا، لنقل أموال من روسيا إلى دمشق - كان بينها كميات كبيرة من اليورو والدولار الأميركي - بهدف توفير الدعم للنظام السوري، وفق ما ذكرته الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن ما ذكره الطيار تضمن الإشارة إلى 20 رحلة جوية، على الأقل، إلى طهران - شارك ناظم في اثنتين منها - لجلب أسلحة ومتفجرات يستخدمها نظام الأسد لقمع الانتفاضة التي بدأت قبل عامين. وتقول الصحيفة إن ناظم غادر سوريا بعد سجنه مع طيارين آخرين لمدة 60 يوما، بسبب حادث تصادم طائرة اعتبره النظام السوري «مثيرا للشكوك».
25/03/2013
أموال وسلاح من موسكو وطهران إلى دمشق
نشرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية في عددها الصادر أمس تقريرا لمراسلها في عمان نايغل ويلسون عن شهادة طيار سابق في الجيش السوري حول رحلات طائرات لنقل إمدادات السلاح والمال للجيش السوري.
يقول التقرير إن الطيار الذي طلب الاكتفاء بتعريفه باسم «ناظم»، تحدث عن رحلات جوية سرّية قام خلالها بجلب أموال وسلاح إلى حكومة الرئيس بشار الأسد، وذلك على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة. وأضاف الطيار إنه قام مع طيارين آخرين بقيادة طائرات شحن مرتين أو ثلاث مرات شهريا، لنقل أموال من روسيا إلى دمشق - كان بينها كميات كبيرة من اليورو والدولار الأميركي - بهدف توفير الدعم للنظام السوري، وفق ما ذكرته الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن ما ذكره الطيار تضمن الإشارة إلى 20 رحلة جوية، على الأقل، إلى طهران - شارك ناظم في اثنتين منها - لجلب أسلحة ومتفجرات يستخدمها نظام الأسد لقمع الانتفاضة التي بدأت قبل عامين. وتقول الصحيفة إن ناظم غادر سوريا بعد سجنه مع طيارين آخرين لمدة 60 يوما، بسبب حادث تصادم طائرة اعتبره النظام السوري «مثيرا للشكوك».
26/03/2013
شحن 3 آلاف طن معدات عسكرية بعد الانتخابات الأميركية ارتفاع مستوى تسليح المعارضة بمساعدة الـ«سي آي أيه»
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن حكومات عربية وتركيا زادت بشكل كبير، وبدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. أيه.)، مساعدتها العسكرية إلى المعارضة السورية في الأشهر الأخيرة.
وأشارت المعطيات إلى أن الجسر الجوي الذي بدأ بشكل محدود في مطلع العام 2012، واستمر بشكل متقطع حتى الخريف الماضي، تطور ليتحول إلى دفق مستمر ومكثف في نهاية العام الماضي، وتضمن أكثر من 160 شحنة عسكرية جوية بواسطة طائرات شحن عسكرية عربية، التي كانت تحط بشكل أساسي، في مطار إزينبوغا القريب من أنقرة، وبدرجة أقل، في مطارات تركية وأردنية أخرى.
ولفتت إلى أن تطور هذه الجسور الجوية، ارتبط بالتغيرات التي شهدتها الحرب في سوريا، بالتزامن مع سيطرة المعارضة السورية على مناطق كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أنه رغم إعلان إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن رفضها إعطاء أكثر من مساعدات غير قاتلة للمعارضة المسلحة، غير أن الدور الذي أدته «سي. آي. إيه». في توريد الأسلحة الى المعارضة السورية أظهر أن الولايات المتحدة أكثر استعدادا لدعم حلفائها العرب في دعم تصدير المساعدات القاتلة إلى المعارضة السورية.
إشراف تركي
وأضاف المسؤولون أن مسؤولي الاستخبارات المركزية ساعدوا، من مكاتب سرية، الحكومات العربية في شراء الأسلحة، من بينها شحنة كبيرة من كرواتيا، وقامت بمراجعة مسؤولين ومجموعات قيادية بهدف اختيار الجهة التي ستتسلم هذه الأسلحة عند وصولها إلى سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن «سي. آي. إيه». رفضت التعليق على هذه الشحنات، وعلى دورها فيها.
وأضافت أن معظم هذه الشحنات الجوية نقلت بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفي الوقت الذي ازداد فيه إحباط الحكومات التركية والعربية من التقدم البطيء الذي كانت تحرزه المعارضة السورية. وأشارت إلى أن هذه الحمولات ازدادت أيضا مع تفاقم الوضع الإنساني داخل سوريا خلال الشتاء، ومع تدفق اللاجئين السوريين إلى البلدان المجاورة.
وأوضح مسؤولون أميركيون مطلعون أن الحكومة التركية أشرفت على معظم الخطوات في هذا البرنامج، من بينها تزويد الشاحنات التي كانت تنقل المعدات العسكرية من خلال أراضيها بأجهزة اللاسلكي، لتتمكن من مراقبتها خلال تقدمها إلى سوريا.
3 آلاف طن معدات
ونقلت الصحيفة عن هيوغ غريفيث، من معهد بحوث السلام الدولية في استوكهولم، الذي يراقب شحنات الأسلحة غير الشرعية، تقديره أن الحمولات التي كانت على متن هذه الرحلات بلغت 3 آلاف و500 طن من المعدات العسكرية.
وأضاف أن درجة وكثافة هذه الشحنات تشير إلى وجود عملية عسكرية متحركة معدة ومنسقة بشكل جيد.
ونقلت الصحيفة عن قياديين في المعارضة السورية اعتبروا أن الشحنات غير كافية، مشيرين إلى أن كميات الأسلحة التي تصلهم قليلة وأنواعها خفيفة، وغير قادرة على مواجهة الجيش النظامي بشكل فعال.
26/03/2013
علويون يطالبون علويي الجيش بالانقلاب على الأسد
القاهرة- ميدل إيست أون لاين- في ختام اجتماعهم الأول من نوعه للعلويين المؤيدين للثورة، دعا ناشطون معارضون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإطاحة به، وحثوا أبناء طائفتهم في الجيش على التمرد. وفي الاجتماع، الذي عقد في القاهرة على مدى اليومين الماضيين، نأى المشاركون بأنفسهم عن حملة الأسد ضد الانتفاضة المستمرة منذ عامين. وقال المشاركون في بيان إنهم يطالبون اخوانهم في الجيش السوري، وخاصة أبناء طائفتهم، بعدم حمل السلاح ضد شعبهم ورفض الانضمام للجيش. وتعد هيمنة العلويين على الجيش إحدى دعائم السيطرة للأسد.
الطائفة رهينة للنظام
وجاء في البيان، الذي تلاه الناشط العلوي توفيق دنيا، أن النظام السوري ليس نظاما علويا طائفيا، وأن الطائفة العلوية كانت ولا تزال رهينة للنظام. وقال البيان إن أحد أهداف الثورة السورية هو استعادة الهوية الوطنية، وتحرير الطائفة العلوية من أسرة النظام الحاكم. وأثارت حملة قمع حكومية تمردا سنيا في الأغلب يدفع بعض العلويين الى الخوف من ألا يكون لهم مستقبل بدون الأسد. وتمثل الطائفة العلوية نحو 10 في المائة من سكان سوريا. يذكر أن ناشطين من السنة ومعارضين آخرون شاركوا في هذا المؤتمر. وطالب المؤتمر بسوريا ديموقراطية تمثل كل الطوائف والجماعات السياسية. وقال سمير عيطة، وهو اقتصادي بارز وعضو بالمنتدى الديموقراطي السوري، على هامش المؤتمر، إن المهم هو أن يتوحد جميع السوريين بصرف النظر عن الطائفة التي ينتمون اليها.
27/03/2013
المعارضة تعمل على تحجيم دخول المجاهدين الأجانب قصف وتفجير انتحاري في دمشق والنظام يستعيد بابا عمرو
مواطنون سوريون ينتظرون الحصول على وجبة غذائية في حي بستان القصر في حلب (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، د ب أ- تتواصل العمليات العسكرية والمعارك في مناطق سورية عدة، لاسيما دمشق التي تعرضت لليوم الثاني على التوالي، لقصف بالمدفعية من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، ردا على قصف بالهاون من قبل «إرهابيين» طال أمس حي البرامكة (وسط)، بحسب وكالة سانا، التي تحدثت أيضا عن تفجير انتحاري في حي ركن الدين (شمال).
في الأثناء، استعادت القوات النظامية السيطرة على حي بابا عمرو في حمص بعد نحو ثلاثة أسابيع من دخول مقاتلي المعارضة إليه، بينما أعلن الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة عزمه العمل بشكل فعلي وجاد لمنع تسلل جهاديين غير سوريين الى داخل الأراضي السورية، خصوصا المتطرفين منهم.
فقد أعلن المتحدث باسم الائتلاف، خالد صلاح، إنه «تم اتخاذ قرارات جادة خلال الفترة الماضية بتحجيم دخول المجاهدين غير السوريين إلى سوريا».
تحجيم المقاتلين الأجانب
وأوضح صلاح أن «قيادة الجيش الحر وضعت مجموعة من المعايير في هذا الصدد، في مقدمتها عدم منح أي كتيبة معارضة سلاحا إذا كانت تتضمن مجاهدين غير سوريين، وحظر تسليم السلاح لكتائب تضم مجاهدين تحت الـ18 عاما».
وبحسب صلاح، فإن «المجاهدين الذي جاؤوا الى سوريا لمحاربة قوات الأسد سيرحلون بعد سقوط هذا النظام».
من جهة ثانية، قال صلاح إن رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة غسان هيتو اختار الحدود السورية التركية مقرا لإدارة حكومته حتى يتمكن من التحرك الى داخل الأراضي السورية، موضحا «سيكون هذا المكان مقر الحكومة المؤقتة لحين رحيل الأسد»، ومتوقعا أن الأمر «لن يستغرق عدة شهور».
قصف وتفجير في دمشق
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة سانا أن «4 أشخاص استشهدوا، بينهم طفلة، وأصيب عدد من الطلاب جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على مجمع المدارس في منطقة البرامكة في دمشق».
وكان التلفزيون الرسمي أشار في وقت سابق الى «اعتداء جديد على الإعلام السوري» تمثل بإطلاق «إرهابيين قذائف هاون على منطقة البرامكة» سقطت إحداها «في محيط (سانا) وأسفرت عن وقوع اصابات».
وأكد المرصد السوري، من جهته، سقوط «عدة قذائف بالقرب من كلية الحقوق ووكالة سانا». وأضاف «كما سقط عدد من الجرحى إثر سقوط قذائف على حي عش الورور الذي تقطنه اغلبية موالية للنظام»، مشيرا الى تجدد القصف من القوات النظامية على مناطق في حي جوبر في شرق العاصمة ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى.
وفي حي ركن الدين، فجر انتحاري نفسه بحافلة نقل صغيرة كان يقودها بالقرب من هيئة الامداد والتموين التابعة للجيش السوري. وتشير المعلومات الأولية الى وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن تعرض بلدات ومدن زملكا وكفربطنا وعين ترما ودير العصافير «لقصف من قبل القوات النظامية مما ادى لاستشهاد طفل في بلدة كفربطنا وسقوط عدد من الجرحى، كما سقطت عدة قذائف على ضاحية جرمانا».
جثث محترقة
في حمص، استعادت القوات النظامية السيطرة على حي بابا عمرو بعد نحو ثلاثة أسابيع من دخول مقاتلي المعارضة اليه.
وذكر المرصد «تمكنت القوات النظامية السورية من اعادة سيطرتها بشكل كامل على حي بابا عمرو، وذلك بعد اكثر من اسبوعين من تمكن مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة اقتحامه والسيطرة على حارات فيه».
وكانت القوات النظامية سيطرت على الحي أول مرة في مارس 2012 اثر قصف ومعارك استمرت نحو شهر جعلت بابا عمرو شهيرا في وسائل الاعلام العالمية، ودفعت في اتجاه عسكرة اكبر للازمة السورية.
وشن مقاتلون معارضون هجوما مفاجئا على الحي في 10 مارس الجاري وتمكنوا من دخوله. ولم تهدأ المعارك في محيطه منذ ذلك الوقت.
وتعرض الحي خلال الايام الماضية «لقصف عنيف من القوات النظامية التي استخدمت الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ والدبابات».
في ريف المدينة، افاد المرصد عن العثور على جثامين 13 مواطنا، بينهم أربعة اطفال وخمس نساء عند اطراف قرية آبل. ونقل عن شهود عيان قولهم إن أصحاب الجثث «استشهدوا حرقا وذبحا بالسكاكين»، على يد مسلحين تابعين للنظام، بحسب الشهود.
من جهتها، نقلت «سانا» عن مصدر عسكري «ان وحدات من جيشنا الباسل تصدت لمحاولة مجموعات ارهابية مسلحة الاعتداء على سجن تدمر العسكري في ريف حمص وأوقعت في صفوفها خسائر فادحة».
وفي مناطق أخرى من سوريا، قصفت القوات النظامية مدن داعل وجاسم وانخل في محافظة درعا.
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 122 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه المعلومات من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافين والإعلاميين.
27/03/2013
الأسد استنفد خياراته.. والمعارضة في أزمة.. ولا خيارات جيدة الوضع في سوريا يزداد سوءاً
مواطنون سوريون وسط الدمار الذي لحق بمدينة حمص نتيجة القصف والمعارك (رويترز)
نشرت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها مقالاً بعنوان «الوضع في سوريا يزداد سوءاً»، قالت فيه إنه بعد مرور عامين على بدء الربيع العربي في سوريا والذي شهد تظاهرات لمئات الآلاف من السوريين العزل في العديد من قراها ومدنها، فإن الصراع الذي أراده بشار الأسد أضحى حقيقة ملموسة».
وأضافت الصحيفة «على الرغم من أن النظام السوري ليس لديه تفسير لمشاركة أعداد كبيرة من السوريين في هذه التظاهرات، فانه تبنى فكرة التصدي لحرب أهلية شرسة»، مشيرة الى ان «قواته العسكرية لديها الكثير من العتاد الحربي، ومنها صواريخ السكود التي استخدمت أخيراً ضد المدنيين العزل».
وأردفت الصحيفة «سقط لغاية اليوم حوالي 70 الف قتيل، وهو عدد ينظر اليه بأنه قليل نسبياً مقارنة بما ستؤول إليه الأيام المقبلة».
ورأت الصحيفة أن «مؤسس الجيش السوري الحر رياض الأسعد الذي بترت رجله أمس جراء انفجار قنبلة زرعت في سيارته، كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، يقطع بواسطتها جميع المنافذ المؤدية الى الساحل».
وأشارت الى أن «قادة المعارضة السورية يرون أن الصراع في سوريا يمكن أن ينتهي في غضون شهر واحد في حال حصولهم على الأسلحة المناسبة».
ويرى المحللون انه «في حال خسر الأسد العاصمة دمشق، فإنه سينقل أسلحته الثقيلة الى أعالي الجبال المطلة على دمشق ليمطرها بوابل من القذائف».
ووصفت الصحيفة بشار الأسد بأنه يتصرف «كرجل استنفد جميع خياراته».
أما بالنسبه للمعارضة السورية، فتصفها الصحيفة بأنها «تعاني أزمة، لاسيما بعد استقالة زعيم الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، والذي باستقالته هذه أعاد المعارضة الى نقطة البداية، رغم جميع المحاولات اليائسة لتوحيد صفوفها}.
وختمت الصحيفة بالقول إنه «مع استمرار نزيف الدماء في سوريا، فإن البعض يرى أن التوصل الى سلام مع الأسد هو أقل الخيارات سوءاً، والحقيقة الآن، أنه ليس هناك أي خيارات جيدة لسوريا».
28/03/2013
موسكو وطهران: منح مقعد سوريا للمعارضة {غير شرعي} دمشق: الجامعة «طرف» في الأزمة
مقاتل من المعارضة السورية يركض للاحتماء من قناصة الجيش النظامي في حلب (أ ف ب)
دمشق، دربان، نيويورك - أ. ف. ب، رويترز، د. ب. أ - اعتبرت دمشق، أمس، أن جامعة الدول العربية باتت «طرفا» في الأزمة السورية، وذلك ردا على قرار القمة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة، وتأكيد حق الدول في تسليحها، وهو ما انتقدته أيضا موسكو وطهران، واعتبرتاها «غير شرعية وغير مبررة».
في غضون ذلك، دعا الرئيس السوري بشار الأسد قادة دول مجموعة البريكس الى العمل على وضع حد للعنف في بلاده، بينما عبّرت الأخيرة عن «قلقها العميق» إزاء تدهور الوضع الأمني في سوريا، معلنة رفضها «العسكرة». كذلك دعت منظمة العفو الدولية المعنيين بالنزاع السوري الى الضغط على طرفي الأزمة لمواجهة الانتهاكات على الأرض، في يوم تواصلت أعمال العنف في مناطق واسعة، لا سيما مع شن الطيران الحربي غارات جوية على أطراف دمشق، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى غداة مقتل نحو127 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
غير مشروع وغير مبرر
واعتبرت الحكومة السورية أن قرار منح مقعدها للمعارضة وضع حدا نهائيا «لأي دور ممكن للجامعة العربية في حل الأزمة في سوريا بالطرق السياسية، ويجعلها طرفا في الأزمة وليس طرفا في الحل».
وحذّرت دمشق من أن الدول «التي تلعب بالنار» من خلال دعم «الإرهابيين»، لن تكون بمنأى «عن امتداد هذا الحريق لبلدانها»، معتبرة أن القمة شجعت «نهج ممارسة العنف والتطرف والإرهاب» الذي ترى فيه خطرا «على الأمة العربية وعلى العالم بأسره».
وعلى خط مواز، قالت موسكو إن قرار الجامعة «غير مشروع وغير مبرر»، لأن الحكومة السورية «كانت ولاتزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الأمم المتحدة».
واعتبرت طهران أن منح المقعد «الى ما يسمى الحكومة المؤقتة» للمعارضة، هو «سابقة خطيرة بالنسبة للجامعة العربية».
الأسد يستنجد بـ«البريكس»
وأمس، دعا الأسد قادة دول «بريكس»، المجتمعين في دوربان (جنوب أفريقيا)، «الى العمل معا من أجل وقف فوري للعنف في سوريا، بهدف ضمان نجاح الحل السياسي الذي يتطلب إرادة دولية واضحة، بتجفيف مصادر الإرهاب ووقف تمويله وتسليحه»، بحسب رسالة بعث بها الى نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما، الذي يرأس القمة الخامسة للمجموعة.
واعتبر الأسد في رسالته أن بلاده «تعاني منذ عامين حتى الآن من إرهاب مدعوم من دول عربية وإقليمية وغربية، تقوم بقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية والإرث الحضاري والثقافي لسوريا».
وأضاف الأسد أن قادة دول هذه المجموعة، التي تمثل كبرى الاقتصاديات الناشئة (البرازيل، روسيا، الصين، الهند، وجنوب أفريقيا) «مدعوون لبذل كل جهد ممكن لرفع المعاناة عن الشعب السوري، التي تسببت بها العقوبات الاقتصادية الظالمة والمخالفة للقانون الدولي، التي تؤثر مباشرة على حياة مواطنينا في احتياجاتهم الضرورية اليومية».
«البريكس» ترفض العسكرة
بدورها، أعربت «البريكس» عن قلقها حيال تدهور الوضع الأمني والإنساني في سوريا، رافضة عسكرة النزاع فيها، كما اعتبرت أن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ينتهك القوانين الدولية ويؤذي عملية السلام. وقال قادة المجموعة، في ختام القمة التي عقدت في مدينة دربان، «ندين الانتهاكات المتكررة والمتزايدة لحقوق الانسان والقانون الإنساني الدولي بنتيجة العنف المستمر.
قصف واشتباكات
ميدانياً، أغار الطيران الحربي على مناطق عدة في دمشق ومحيطها وريفها، لا سيما حي القابون وعربين ومناطق في الغوطة الشرقية، وبلدة القيسا ومدينتي زملكا ومعضمية الشام، فيما شهدت أحياء عدة على أطراف العاصمة اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، منها القابون، والعسالي والتضامن والقدم.
وفي وسط دمشق، أفاد المرصد عن انفجار «عبوة ناسفة في سيارة بالقرب من مجمع الكتب المدرسية في حي باب مصلى»، مما أدى الى اضرار مادية.
وفي محافظة القنيطرة، سيطر مقاتلو المعارضة على ثلاث سرايا تابعة للقوات النظامية بالقرب من بلدة بئر عجم»، الواقعة على حدود المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، في وقت تعرضت منطقتا بئر عجم ورسم حلبي في المحافظة للقصف من القوات النظامية التي قامت بقطع طرق عدة.
وفي ريف درعا، قصفت القوات النظامية بلدتي خربة غزالة وام المياذن، تزامنا مع «اشتباكات عنيفة وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وفي حمص، تعرض حي باب هود للقصف من القوات النظامية، التي تفرض حصارا منذ أشهر على عدد من أحياء المدينة.
سبب المأساة: هشاشة التحالف خارجياً وانعدام الحسم داخلياً
خلصت الكاتبة في صحيفة الغارديان البريطانية، كلير سبنسر، إلى أن المأساة في الأزمة السورية تكمن في هشاشة التحالف الداعم للمعارضة المسلحة على الصعيد الخارجي، وفي انعدام حسم «المتمردين» لمعاركهم السياسية والعسكرية.
وقالت في مقال تحليلي لها، نشر أمس بعنوان «التحالف الغربي ضد الرئيس بشار الأسد مملوء بالتناقضات»، ان التحالف الدولي العريض الذي يضم أيضا إلى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، قطر وتركيا والسعودية، المناصر للمعارضة يبدو كأنه ظرفي، فلا يوجد اتفاق على الأهداف بين اطرافه.
فمعارضة النفوذ الإيراني، أو بالأحرى الروسي، في سوريا لا تعني تأمين أفضل النتائج للشعب السوري.
وتوضح الكاتبة أن التنافس في الأدوار بين هذا التحالف والتحالف المناهض الداعم للحكومة السورية، والذي يتشكل أساسا من الصين وروسيا وإيران، قد أدى إلى إلغاء كل طرف لجهود الآخر على مدار العامين الماضيين.
وتدعم الكاتبة رأيها هذا بالإشارة إلى أن الموقف الذي خرجت به الجامعة العربية في اجتماعها الثلاثاء، وهو الدعوة إلى تحرك قوي من قبل الأمم المتحدة، لم ينعكس على الصعيد الدبلوماسي أو في شكل تطورات على الأرض.
ليبيا لحظة استثنائية
وحول موقف الولايات المتحدة تشير إلى أنها تقف، إلى الآن، على الحياد - بعد أن فشل وزير الخارجية الجديد، جون كيري، في إقناع الرئيس أوباما أن إدخال مزيد من الأسلحة إلى سوريا سيسهم في إنقاذ الأرواح.
واستبعدت الكاتبة تكرار السيناريو الليبي في سوريا، موضحة أن اللحظة الليبية كانت استثنائية، وأن الحملة العسكرية التي قادها الناتو «ستدخل التاريخ كواحدة من المواقف الاخيرة للمجتمع الدولي المؤسسة على إجماع آراء».
وتابعت «كلما اقتربنا من الأزمة رأينا أن الاجندات المحلية هي التي تسود، سواء كان ذلك يتمثل في تفضيل دول لجماعات جهادية على الديموقراطية، أو دعم أخرى لبعض الجماعات الاثنية والطائفية دون غيرها.
وتنهي الكاتبة مقالها بنبرة متشائمة، مشيرة إلى أن الشعب السوري لن يخرج منتصرا في هذا الصراع.
29/03/2013
تصعيد على أطراف العاصمة.. وتحويل الطائرات من المطار الدولي إلى السويداء مقتل 15 طالباً في قصف على جامعة دمشق
طفل سوري في مخيم اللاجئين في بلدة افرين التركية الحدودية مع سوريا (أ ف ب)
دمشق، نيويورك ـــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ ـــــ قتل 15 طالبا وطالبة، أمس، في سقوط قذائف هاون على كلية جامعية وسط دمشق، التي تشهد في الأيام الأخيرة تصاعدا في أعمال العنف وتبادلا للقصف بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، طالت أيضا مطار دمشق الدولي، حيث أفيدت أنباء عن احتراق طائرة شحن إيرانية وتحويل الطائرات الى مطار احتياطي في السويداء.
في الوقت نفسه، تواصلت العمليات العسكرية في مناطق سورية عدة، ومنها الجولان المحتل، حيث أرسلت الأمم المتحدة معدات مدرعة الى جنودها لحفظ السلام، الذين يتعرضون للخطر هناك، في حين أبدى مجلس الأمن الدولي قلقه الزائد إزاء الانتهاكات المتكررة لخط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل. وقال مجلس الأمن، في جلسة خاصة الأربعاء، إن الحكومة السورية هي المسؤول الأول عن أمن القبعات الزرق، وعليها احترام صلاحيات وحصانة قوات مراقبة الفصل في الجولان، وضمان أمن وتحرك موظفي الأمم المتحدة بلا عراقيل».
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 148 شخصا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
قصف جامعة دمشق
وأفاد التلفزيون الرسمي أن «15 طالبا وطالبة استشهدوا، وأصيب 6 آخرون في كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، جراء إطلاق إرهابيين قذائف الهاون على مقصف الكلية» القريبة من ساحة الأمويين (وسط العاصمة). من جهته، أكد المرصد سقوط عدد من الضحايا جراء سقوط القذائف على منطقة البرامكة وحرم كلية الهندسة المعمارية، مشيرا الى أن الحصيلة «مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وأوضح المرصد أن الضحايا من الطلاب، وان ثلاثة قذائف سقطت داخل حرم الكلية، في حين سقطت قذيفتان بالقرب منها.
وتكرر في الأيام الماضية سقوط قذائف الهاون على مناطق وسط دمشق، لا سيما بالقرب من ساحة الأمويين، التي تضم العديد من المباني الرسمية، ومبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون.
استهداف طائرة إيرانية
إلى ذلك، استهدف مقاتلو الجيش السوري الحر طائرة شحن إيرانية، لدى وصولها الى مطار دمشق الدولي، مما أدى الى انفجارها واندلاع النيران فيها.
وفي حين نفت إدارة المطار الأنباء، إلا أنها أعلنت تحويل هبوط عدد من الطائرات الى مطار احتياطي في السويداء.
تصعيد على أطراف دمشق
وأفاد المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور على أطراف العاصمة، لا سيما في حي القابون والأحياء الجنوبية، بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة، مشيرا الى أن الاشتباكات «ترافقت مع قصف من القوات النظامية على الأحياء».
كما أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين، الواقع بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وفي حيي الحجر الأسود والقدم، مشيرا الى أن «مسلحين مجهولين استهدفوا حافلة تقل عمالا في المؤسسة العامة للاتصالات كانوا في طريقهم الى حي مزة 86»، الواقع في غرب العاصمة، الذي تقطنه غالبية علوية، «أسفر عن استشهاد طفلة في العاشرة من عمرها هي ابنة سائق الحافلة، وموظف في مركز هاتف المزة».
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «الاشتباكات على اطراف دمشق تشهد تصعيدا في الأيام الأخيرة، لاسيما في محيط ساحة العباسيين»، القريبة من حي جوبر الذي يشهد اشتباكات بشكل دائم.
وأشارت الهيئة الى أن «التصعيد زاد بعدما التف مقاتلو المعارضة من بلدة عدرا» في ريف دمشق، التي يتسللون منها الى داخل العاصمة. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن تعرض مناطق عدة في ريف العاصمة للقصف، منها مدن زملكا وحرستا ودوما، من قبل القوات النظامية، أدى الى سقوط قتلى وجرحى.
والى الجنوب الغربي من العاصمة، قتل خمسة مقاتلين معارضين «خلال اشتباكات في مدينة داريا»، التي تحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
غارات على حمص والحسكة
في محافظة درعا، سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز العميد في بلدة داعل، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، أدت الى أسر عدد من جنودها والسيطرة على بعض الآليات العسكرية وخسائر بشرية. وفي محافظة حمص، شن الطيران الحربي غارات على مدينة القصير. كما قصف الطيران الحربي بلدة الهول في ريف الحسكة (شمال).
30/03/2013
«سكود» يقتل 20 شخصاً في حلب.. والنظام يؤكد: الجيش بأفضل حالاته درعا «شبه معزولة» ودمشق تعتبر التصعيد «خارجيا»
دبابة للجيش السوري تحترق في ضواحي دمشق بعدما أصابها مقاتلو المعارضة بقذيفة أثناء اشتباكات بينهما (أ ب)
دمشق، واشنطن، باريس- أ ف ب، يو بي أي، د ب أ- أعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا، أمس، أن أكثر من 20 شخصا لقوا حتفهم عندما سقط صاروخ سكود على ضاحية حريتان في حلب.
جاء ذلك بعد ساعات فقط من إعلان المعارضة أن مدينة درعا (جنوب) باتت «شبه معزولة» عن دمشق، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة واقعة على طريق يربط بينهما، في حين اعتبر النظام السوري تكرار سقوط قذائف الهاون على العاصمة تصعيدا «الى أقصى الحدود بأمر خارجي».
في الأثناء، تتواصل العمليات العسكرية والمعارك على وتيرتها التصاعدية في عدة مدن سورية.
وتأتي هذه الأحداث غداة تأكيد باريس تريثها في تسليح المعارضين، لحين الحصول على ضمانات بعدم وصول الأسلحة الى مقاتلين إسلاميين متطرفين، بينما أكدت واشنطن استمرار رئيس الائتلاف السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب في مهامه حتى انتهاء ولايته، معلنة أنها لا تستبعد فرض منطقة حظر جوي على سوريا.
عزل درعا عن دمشق
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الجيش السوري الحر سيطروا «على بلدة داعل بعد تدمير حواجز القوات النظامية الثلاثة عند مداخل البلدة وفي محيطها».
وأوضح أن «البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا أصبحت بذلك خارجة عن سيطرة النظام بشكل كامل.. وباتت مدينة درعا شبه معزولة عن دمشق» نظرا الى قطع عدة طرق بينهما، منها الطريق السريع القديم والاوتوستراد الدولي وطريق نوى درعا.
وأشار المرصد الى أن «ما جرى في داعل هو مرحلة من مراحل الإطباق على مدينة درعا وعزلها بالكامل عن محيطها وعن مدينة دمشق».
وتأتي السيطرة على داعل غداة قول عضو مجلس الشعب السوري عن درعا وليد الزعبي إن مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من المحافظة، بعدما «أخليت بعض المواقع العسكرية (...) وحل محل هذه المواقع ارهابيون من (جبهة) النصرة».
وحقق مقاتلو المعارضة أخيرا تقدما واسعا في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كيلومترا يمتد من الحدود الأردنية حتى الجزء السوري من الجولان.
قصف واشتباكات
وفي الشمال الذي يسيطر المقاتلون على اجزاء واسعة منه، دارت اشتباكات عنيفة تزامنا مع غارات جوية في محيط الفرقة 17 في ضواحي مدينة الرقة «في محاولة جديدة لاقتحام المقر الذي يعد أحد أهم معاقل القوات النظامية المتبقية في المحافظة»، وفق المرصد.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من محافظة الرقة، لا سيما مدينة الرقة التي باتت منذ 6 مارس الجاري أول مركز محافظة خارج سيطرة النظام.
إمدادات لـ«الحر»
وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 150 شخصا، بينهم 104 مدنيين، وفق المرصد.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
ومن الضحايا الذين سقطوا الخميس 15 طالبا قضوا جراء سقوط قذائف هاون على كلية تابعة لجامعة دمشق، قرب ساحة الأمويين.
وتكرر منذ أسبوعين سقوط قذائف مماثلة على عدة أحياء في العاصمة، لا سيما في الوسط، تزامنا مع ارتفاع وتيرة أعمال العنف على أطراف دمشق.
وفي حين ينفي الجيش الحر أن يكون مقاتلوه يستهدفون مواقع مدنية، يؤكد في الوقت نفسه إنه يكثف هجومه على دمشق بعد تلقيه إمدادات جديدة من الأسلحة، وإنه يحقق تقدما ملحوظا في شمال شرق العاصمة، حيث تدور أعنف الاشتباكات.
«الجيش بافضل حالاته»
في المقابل، يؤكد النظام السوري أن جيشه «قوي وفي أحسن حالاته»، وأن التصعيد في دمشق هو «تنفيذ لأمر خارجي».
وتعليقا على هجوم الخميس، قال وزير الإعلام عمران الزعبي إن «قيام الارهابيين باستهداف الأحياء السكنية والمدارس والجامعات والمستشفيات بقذائف الهاون هو تنفيذ لأمر خارجي بتصعيد إرهابي الى أقصى الحدود.. بهدف الإيحاء بأن الإرهابيين (...) قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهداف عدوانهم على سوريا». وأشار الى أن «الأمر الخارجي» يأتي «بالتوازي مع إعطاء الجامعة العربية مقعد سوريا الى (ائتلاف الدوحة)»، في إشارة الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
وشدد الزعبي على وجود «قرار حاسم ونهائي (...) بالدفاع عن البلاد حتى اللحظة الأخيرة»، وقال «الدولة السورية بجيشها ومؤسساتها وقيادتها قوية والرهان على خلاف ذلك خاسر».
حظر جوي
امتنعت واشنطن عن اتهام أحد بالمسؤولية عن قصف جامعة دمشق «لعدم توافر معلومات»، لكنها أعربت عن قلقها من تسارع وتيرة الاشتباكات في العاصمة السورية.
ونقل عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند قولها إن واشنطن تدرس امكانية فرض منطقة حظر جوي على سوريا «من أجل مساندة التسوية السلمية للنزاع».
وردا على سؤال عن تراجع الخطيب عن استقالته، قالت نولاند ما نعرفه هو أنه سيلبي ما عليه من مسؤوليات، وقد اختير رئيسا لمدة 6 أشهر.
وحذرت نولاند المعارضة من الارتباط بتنظيمات متشددة، ودعتها لليقظة من أي دعم قد تحصل عليه من جهات «لا تضع مصلحة الشعب السوري في صلب اهتماماتها».
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن جنديا سابقا في الجيش الأميركي اعتقل بتهمة التآمر، بعدما قاتل في سوريا في صفوف جبهة النصرة المتطرفة، والتي أدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية.
لا تسليح بدون ضمانات
وأتى الإعلان الأميركي في يوم قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مقابلة صحفية إنه «لا يمكن أن يحصل تصدير للأسلحة بعد انتهاء الحظر الأوروبي في مايو المقبل، إذا لم تكن هناك قناعة تامة بأن هذه الأسلحة سيستخدمها معارضون شرعيون، وليس لهم أي صلة بأي تنظيم إرهابي.. لن نرسل أسلحة طالما أننا غير واثقين تماما من أن المعارضة لديها السيطرة التامة على الوضع».
31/03/2013
«الحر» يستهدف مطار دمشق بـ 12 صاروخاً.. والنظام يقصف العاصمة ودرعا بالطيران والراجمات مقاتلون معارضون يقتلون إمام مسجد في حلب.. ويمثلون بجثته
سوريون يحاولون انتشال جثث من تحت أنقاض منزل في بلدة حريتان في حلب يقولون إنه دمر بصاروخ سكود مساء الجمعة (رويترز)
دمشق ــــ أ.ف.ب، د.ب.أ ــــ قتل مقاتلون معارضون إمام مسجد موال للنظام السوري ونكلوا بجثته في أحد أحياء مدينة حلب، حيث تجري معارك عنيفة مع القوات النظامية، في حين قصف الطيران الحربي، أمس، مناطق عدة في درعا (جنوب)، حيث تحقّق المعارضة تقدما على الأرض، بينما استهدف الجيش الحر مطار دمشق الدولي بـ 12 صاروخاً، قابلته القوات النظامية بقصف براجمات الصواريخ على الأحياء الجنوبية للعاصمة، مصدره مطار المزة العسكري، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
تزامناً، أعلنت بغداد أنها ستشدد عمليات التفتيش للرحلات الجوية الإيرانية المتجهة الى سوريا، بعد أيام من اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لبغداد بغض الطرف عن هذه الرحلات، التي قد تنقل أسلحة. وفي الوقت نفسه طالب عضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مروان الرفاعي، السلطات المصرية باتخاذ إجراءات حاسمة وتفتيس باخرة، يقول إنها إيرانية تحمل أسلحة «تبحر في البحر الأحمر وفي طريقها الى سوريا».
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 157 شخصا في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب ا لمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
سحل إمام مسجد!
وقال المرصد إن الشيخ حسن سيف الدين، وهو «موال» لنظام الرئيس بشار الأسد، «قتل بعد أسره من الكتائب المقاتلة في حي الشيخ مقصود» في شمال حلب، مشيرا الى أنه «سحل بعد قتله».
من جهتها، قالت وكالة «سانا» إن «مجموعة إرهابية اغتالت» الشيخ ليل الجمعة أمام جامع الحسن في الشيخ مقصود، مشيرة الى أن «الإرهابيين قاموا بالتنكيل بجثة الشيخ سيف الدين».
وقالت مديرية الأوقاف في حلب إن «أعداء الإنسانية» اغتالوا الشيخ سيف الدين «ذبحا وتعليق رأسه على مئذنة جامع الحسن». وطلبت المديرية من الجيش السوري «الضرب بيد من حديد لتخليص سوريا من المجرمين المرتزقة أصحاب الفكر التكفيري الظلامي».
وتقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية. لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه، «الذي تقطنه غالبية موالية للنظام من المسلمين السنة» المعروفين بـ«الماردلية»، وهم ليسوا أكرادا، بحسب ما أوضح المرصد.
من جهة ثانية، أشار المرصد الى أن اشتباكات اندلعت منذ مساء الجمعة على أثر «هجوم شنته كتائب إسلامية مقاتلة، إضافة الى كتيبة كردية، على حواجز للجان الشعبية» بين بستان الباشا والشيخ مقصود، مما أدى الى مقتل عشرة مدنيين و14 عنصرا من اللجان، إضافة الى 7 مقاتلين على الأقل.
غارات على درعا
في الأثناء، شن الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في درعا، منها بلدتا داعل وخربة غزالة ومحيط اللواء 38، الواقعة جميعها تحت سيطرة المعارضة. وأتت الغارات غداة سيطرة المقاتلين على داعل الواقعة على الطريق القديم بين دمشق ومدينة درعا، التي باتت «شبه معزولة»، بعد سيطرة المعارضة على مناطق محيطة بها وطرق مؤدية إليها، في حين تبقى غالبية أحياء المدينة تحت سيطرة النظام. وحقق مقاتلو المعارضة مؤخرا تقدما مهما في درعا الواقعة على الحدود الردنية، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كلم من درعا الى الجزء السوري من الجولان.
دمشق بلا كهرباء
في دمشق، تعرضت أحياء القابون وجوبر لقصف من القوات النظامية، في حين سقطت قذيفة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
كما انقطعت الكهرباء في معظم أحياء العاصمة، مما شل معظم النشاط العام.
وأرجعت وكالة «سانا» سبب هذا الانقطاع الى «عطل في أحد الخطوط الرئيسية».
وفي محيط العاصمة، تعرضت داريا لقصف تزامنا مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على المدينة.
وفي محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، التي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبيتها، تعرضت مناطق عدة لقصف براجمات الصواريخ.
بغداد
وفي بغداد، قال علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، «نتيجة للمعلومات التي وردتنا عن مرور طائرات محملة بالسلاح الى إيران، قررنا زيادة عمليات التفتيش»، مؤكدا في الوقت ذاته «عدم وجود أي أدلة تؤكد ذلك».
وتحدث عن «عمليات تفتيش عشوائية» ستجرى على الطائرات المتجهة الى سوريا «لنطمئن انه لا سلاح ينقل» إليها.
وقال إن بلاده شددت الإجراءات على الحدود البرية، «التي لا يمكن السيطرة عليها مائة في المائة، وهناك بعض الاختراقات من قبل جماعات متعاونة مع القاعدة، جميعها تصب في مصلحة المعارضة، وليس النظام».
31/03/2013
تحقيق «حبة حلب» جرح جديد يقضّ مضاجع السوريين
دمشق- ماري روداني (أ ف ب) - يصيب مرض اللشمانيا، الذي يطلق عليه العامة اسم «حبة حلب»، وينتقل الى الإنسان من خلال لسعة بعوضة تسبب تشويه الوجه، عددا كبيرا من سكان شمال سوريا الذين نزحوا بكثرة من القرى المجاورة الى حلب.
منذ ثلاثة أشهر، تغطي بقع صغيرة يزداد حجمها مع الوقت وجه الطفل محمد (11 عاما) الذي يقول «إنها بعوضة مصدرها أشجار الرمان، تصيبك بالمرض عندما تلسعك».
وتترك هذه الحبوب غير المؤلمة التي تكسو أنفه وتفتحت حول فمه، ندوبا مدى الحياة. كما تترك آثارها على وجه والدته واخته وأولاد عمه الذين لسعتهم هذه البعوضة، حاملة داء اللشمانيا إليهم.
250 إصابة يومياً
كان هذا المرض غير القاتل، لكنه يؤدي الى إضعاف جهاز المناعة في الجسم، يقتصر على ريف الشمال السوري قبل بدء النزاع في مارس 2011. لكن عدد المصابين بهذا الداء بات يزداد بشكل كبير في حلب، حيث تصادف في كل مكان أكوام القمامة المرمية في الشمس والرطوبة.
يقول علي (23 عاما)، وهو متطوع في إحدى العيادات الطبية الميدانية، إن «ما بين 200 و250 حالة لشمانيا تأتي الى المركز لتلقي العلاج» يوميا.
وينتظر في الممر المخصص لاستقبال المرضى عشرات الرجال والنساء والأطفال الذين تغطي البثور وجوههم واذرعتهم.
وفي الغرفة المجاورة، يقوم أحد الأشخاص الجالسين على الأريكة بسكب محلول مطهر (بيتادين) على ساقه التي التهمت اللشمانيا جلد ربلتها.
الأطفال أكثر المستهدفين
ويصاب الأطفال خصوصا بهذا المرض. ويقول علي ان هؤلاء يشكلون ما نسبته «50 في المائة من المرضى».
توضح عائشة (19 عاما)، وهي طالبة تطوعت للعمل كممرضة منذ بدء «الثورة السورية» إن «الأطفال يمضون جلّ وقتهم خارج المنزل ويلعبون في الشارع بين اكوام القمامة».
وللوقاية من الاصابة بالمرض، على الأطفال أن يناموا على أسرّة تعلوها واقيات البعوض، وفق علي الذي يشير الى أنه يتعذر على العديد من العائلات شراء هذه الواقيات بسبب سعرها «الذي يبلغ نحو الف ليرة سورية (10 دولارات أميركية)».
ومع اقتراب فصل الصيف، ومعه انتشار أسراب البعوض، قرر ربيع (30 عاما)، الطالب السابق في الفيزياء وعضو في مؤسسة الفطيم، أن يتولى الأمور بنفسه.
يجول ربيع مع ابن عمه وصديقه في حي طريق الباب في حلب والأقنعة الواقية تغطي وجوههم. يحملون آلة تنفث دخانا أبيض كثيفا هو «مزيج من الكاز والمبيدات».
ويقول ربيع «قررنا أن ننظم أنفسنا نظرا لاقتراب فصل الصيف من أجل القضاء على البعوض المسؤول عن نقل المرض الى الانسان، وذلك قبل أن تلسع الناس».
وكانت السلطات تقوم كل عام بحملة تعقيم في المدينة قبل اندلاع المعارك فيها قبل نحو تسعة اشهر.
إلا أن ربيع واصدقاءه هم الذين يقومون بهذا العمل الدؤوب هذه السنة في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، مستخدمين سيارات «بيك اب» ابتاعوها من مساعدات حصلوا عليها من مقاتلي المعارضة وجمعيات خيرية تتعاون معها.
وبلغ سعر الآلة التي ابتاعها ربيع من تركيا المجاورة نحو 1500 دولار أميركي. وينوي أن يجول بها الحي ليقوم بتعقيم نحو عشرة شوارع في الساعة.
يعي ربيع ان مهمته شاقة في وجود أكوام القمامة المنتشرة في كل زاوية من حلب، إلا أنه مصمم على انجازها، وخصوصا بعدما شارف عقار «الغلوكانتين» المخصص لمعالجة الداء. وبات من شبه المستحيل الحصول على كميات اضافية من العقار المصنع في فرنسا.
31/03/2013
تحقيق «حبة حلب» جرح جديد يقضّ مضاجع السوريين
دمشق- ماري روداني (أ ف ب) - يصيب مرض اللشمانيا، الذي يطلق عليه العامة اسم «حبة حلب»، وينتقل الى الإنسان من خلال لسعة بعوضة تسبب تشويه الوجه، عددا كبيرا من سكان شمال سوريا الذين نزحوا بكثرة من القرى المجاورة الى حلب.
منذ ثلاثة أشهر، تغطي بقع صغيرة يزداد حجمها مع الوقت وجه الطفل محمد (11 عاما) الذي يقول «إنها بعوضة مصدرها أشجار الرمان، تصيبك بالمرض عندما تلسعك».
وتترك هذه الحبوب غير المؤلمة التي تكسو أنفه وتفتحت حول فمه، ندوبا مدى الحياة. كما تترك آثارها على وجه والدته واخته وأولاد عمه الذين لسعتهم هذه البعوضة، حاملة داء اللشمانيا إليهم.
250 إصابة يومياً
كان هذا المرض غير القاتل، لكنه يؤدي الى إضعاف جهاز المناعة في الجسم، يقتصر على ريف الشمال السوري قبل بدء النزاع في مارس 2011. لكن عدد المصابين بهذا الداء بات يزداد بشكل كبير في حلب، حيث تصادف في كل مكان أكوام القمامة المرمية في الشمس والرطوبة.
يقول علي (23 عاما)، وهو متطوع في إحدى العيادات الطبية الميدانية، إن «ما بين 200 و250 حالة لشمانيا تأتي الى المركز لتلقي العلاج» يوميا.
وينتظر في الممر المخصص لاستقبال المرضى عشرات الرجال والنساء والأطفال الذين تغطي البثور وجوههم واذرعتهم.
وفي الغرفة المجاورة، يقوم أحد الأشخاص الجالسين على الأريكة بسكب محلول مطهر (بيتادين) على ساقه التي التهمت اللشمانيا جلد ربلتها.
الأطفال أكثر المستهدفين
ويصاب الأطفال خصوصا بهذا المرض. ويقول علي ان هؤلاء يشكلون ما نسبته «50 في المائة من المرضى».
توضح عائشة (19 عاما)، وهي طالبة تطوعت للعمل كممرضة منذ بدء «الثورة السورية» إن «الأطفال يمضون جلّ وقتهم خارج المنزل ويلعبون في الشارع بين اكوام القمامة».
وللوقاية من الاصابة بالمرض، على الأطفال أن يناموا على أسرّة تعلوها واقيات البعوض، وفق علي الذي يشير الى أنه يتعذر على العديد من العائلات شراء هذه الواقيات بسبب سعرها «الذي يبلغ نحو الف ليرة سورية (10 دولارات أميركية)».
ومع اقتراب فصل الصيف، ومعه انتشار أسراب البعوض، قرر ربيع (30 عاما)، الطالب السابق في الفيزياء وعضو في مؤسسة الفطيم، أن يتولى الأمور بنفسه.
يجول ربيع مع ابن عمه وصديقه في حي طريق الباب في حلب والأقنعة الواقية تغطي وجوههم. يحملون آلة تنفث دخانا أبيض كثيفا هو «مزيج من الكاز والمبيدات».
ويقول ربيع «قررنا أن ننظم أنفسنا نظرا لاقتراب فصل الصيف من أجل القضاء على البعوض المسؤول عن نقل المرض الى الانسان، وذلك قبل أن تلسع الناس».
وكانت السلطات تقوم كل عام بحملة تعقيم في المدينة قبل اندلاع المعارك فيها قبل نحو تسعة اشهر.
إلا أن ربيع واصدقاءه هم الذين يقومون بهذا العمل الدؤوب هذه السنة في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، مستخدمين سيارات «بيك اب» ابتاعوها من مساعدات حصلوا عليها من مقاتلي المعارضة وجمعيات خيرية تتعاون معها.
وبلغ سعر الآلة التي ابتاعها ربيع من تركيا المجاورة نحو 1500 دولار أميركي. وينوي أن يجول بها الحي ليقوم بتعقيم نحو عشرة شوارع في الساعة.
يعي ربيع ان مهمته شاقة في وجود أكوام القمامة المنتشرة في كل زاوية من حلب، إلا أنه مصمم على انجازها، وخصوصا بعدما شارف عقار «الغلوكانتين» المخصص لمعالجة الداء. وبات من شبه المستحيل الحصول على كميات اضافية من العقار المصنع في فرنسا.
الطرفان يتبادلان الاتهامات.. وقصف جوي ومدفعي على دمشق ودرعا مجزرة جديدة في حمص ونزوح واسع من حلب
سوري يبكي بعد تمكنه من انتشال طفله من بين أنقاض منزله في بلدة الأنصاري (في حلب) الذي دمره قصف القوات النظامية (رويترز)
دمشق- الوكالات- وقعت مجزرة في حمص (وسط سوريا) راح ضحيتها أكثرمن 10 أشخاص، أغلبهم من النساء والأطفال، وتبادل نظام الرئيس بشار الأسد ونشطاء المعارضة الاتهامات بتحمل مسؤوليتها.
تزامن ذلك مع قصف عنيف تعرضت له مناطق في دمشق وريفها، أمس، من قبل قوات النظام، وسط اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومعارضيها. وكذلك كان الحال في شمال سوريا، لاسيما في إدلب والرقة وحلب، وأيضا في جنوب البلاد، لاسيما في درعا.
ويأتي ذلك غداة مقتل أكثر من مائة شخص في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
رواية النظام
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة سانا أن «إرهابيين ارتكبوا مجزرة جديدة بحق المواطنين الآمنين في تلكلخ الواقعة في ريف حمص، السبت».
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله «إن مجموعة إرهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الأهالي وتتصدى للإرهابيين وتقضي على معظمهم في حين لاذ الباقون بالفرار».
كما نقلت عن أهالي المنطقة قولهم «إن مسلحين اقتحموا المنازل وقاموا بأعمال قتل وسلب ونهب وترويع لأهالي الحارة الآمنين بسبب رفضهم جرائم الإرهابيين وايواءهم في منازلهم».
.. ورواية المعارضة
ومن جهته، نقل المرصد السوري عن نشطاء في المنطقة قولهم إنه تم العثور على «جثامين 11 مواطنا، بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال، أعدموا ميدانيا خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ».
ولم يكن بمقدور المرصد تأكيد أو نفي الجهة التي ارتكبت المجزرة، إلا أنه حمل الأمم المتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سوريا «بسبب عدم احالة ملف أي مجزرة الى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها وقتلة الشعب السوري»، قائلا «القاتل يستمر بالقتل عندما لا يجد رادعا».
نزوح عن حلب
في الأثناء، فرّ عدد كبير من العائلات، أمس، عن حي الشيخ مقصود في حلب، بسبب اندلاع معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ترافقت مع قصف جوي ومدفعي من قبل القوات النظامية «اسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى»، بحسب المرصد.
كما افاد المرصد عن وقوع «اشتباكات عنيفة مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة عند جسر العوارض في شيخ مقصود شرقي والمنطقة الواقعة بين حي بستان الباشا وشيخ مقصود شرقي».
وأوضح أن «مئات السيارات تقل عائلات شوهدت وهي تغادر الحي».
ويقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، إلا أن المعارك التي تدور منذ يوم الجمعة الماضي تتكثف في القسم السني غير الكردي منه والواقع في الجانب الشرقي منه، ويعد هذا الجانب استراتيجيا نظرا لاعتلائه هضبة تشرف على مدينة حلب بأكملها.
وتحاول القوات النظامية، بحسب المرصد، إعادة سيطرتها على مناطق في حي الشيخ مقصود الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الجمعة، وبخاصة الجزء الذي يسمح «بالهجوم منه على المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب».
وكان هذا الحي شهد واقعة قتل معارضين لإمام مسجد الشيخ مقصود، والتمثيل بجثته.
اشتباكات في درعا ودمشق
هذا، وتتواصل المعارك العنيفة في درعا لليوم الرابع على التوالي، لاسيما في داعل التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة، بينما تكثف القوات النظامية قصفها الجوي والمدفعي على مواقع المعارضيين.
وفي دمشق، قالت شبكة «مسيحيون من أجل الديموقراطية ودعم الثورة السورية» إن اشتباكات اندلعت في كل من أحياء المزرعة والمزة والبرامكة وكذلك حي المالكي الذي تقع فيه مكاتب القصر الرئاسي (وسط العاصمة).
كما دارت معارك في مدن وبلدات عدة من الريف الدمشقي وسط قصف جوي ومدفعي أيضا.
وفي حماة، أفاد تقرير بأن انفجارا عنيفا للغاية وقع بالقرب المطار العسكري.
حرق 3 آبار نفطية
من جهة ثانية، قالت وكالة سانا إن «مجموعات إرهابية مسلحة أقدمت على إضرام النار في ثلاث آبار نفطية في محافظة دير الزور بعد خلاف نشب بينهم على تقاسم النفط المسروق ما يؤدي إلى خسارة يومية تقدر بـ 4670 برميلا من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز».
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة النفط قوله إن «المجموعات الإرهابية المسلحة تعتدي على بعض حقول النفط في دير الزور بهدف سرقة النفط وبيعه، وقد قاموا مؤخرا بفتح بعض الآبار عشوائيا واختلفوا فيما بينهم على تقاسم النفط المسروق من هذه الآبار فقاموا بإشعال النار فيها».
02/04/2013
غارات جوية على مناطق عدة في سوريا معارك طاحنة في حلب ومحيط مطارها
امرأة تنتمي الى كتيبة الاخلاص التابعة للجيش السوري الحر تقف عند حاجز تفتيش في مدينة حلب (رويترز)
ا ف ب، يو بي اي، ا ش ا- دارت اشتباكات عنيفة في مدينة حلب وفي محيط مطارها الدولي المحاصر من مقاتلي المعارضة، بينما قصف الطيران الحربي مناطق عدة في سوريا. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بانه «لا تزال الاشتباكات مستمرة في حي الشيخ مقصود شرقي» شمال مدينة حلب، مشيرا الى «انباء عن اقتحام قوات النظام لبعض اجزاء الحي ترافق مع قصف، طاول ايضا حي بستان الباشا المجاور.
«عمليات نوعية اتسمت بالدقة»
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية بان القوات النظامية «نفذت عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات الارهابية في المنطقة الواقعة بين حيي بستان الباشا والشيخ مقصود».
واشارت الى تدمير «راجمتي صواريخ ومدفعي هاون وثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة».
مواجهات في الشيخ مقصود
ويشهد الطرف الشرقي من الشيخ مقصود معارك منذ ثلاثة ايام، بين مقاتلين معارضين من كتائب اسلامية وكتيبة كردية من جهة، ومسلحين من اللجان الشعبية من جهة اخرى.
وتدخلت القوات النظامية في محاولة لمنع المعارضة من السيطرة على هذا الجزء الذي يضم تلة تشرف على حلب.
وتقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي الذي يقطنه مسلمون سنة من غير الاكراد، موالون للنظام.
وقال المرصد ان «وحدات حماية الشعب الكردية سحبت وحداتها التي كانت منتشرة في معظم مداخل الحي» الذي شهد حالات نزوح.
والى جنوب شرق المدينة، تجددت الاشتباكات في محيط مطار حلب الدولي.
ويحاصر الثوار منذ فبراير، المطار ضمن ما اطلقوا عليها «معركة المطارات».
معرة النعمان.. ودرعا
وامس، قصف الطيران الحربي مناطق عدة، منها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها المعارضون منذ اكتوبر.
وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذ الطيران غارات عدة على بلدة الطيبة ومحيط الكتيبة 49 دفاع جوي والسهول الشرقية لبلدة الكتيبة، وفق المرصد.
وحقق مقاتلو المعارضة في الفترة الاخيرة تقدما واسعا في هذه المحافظة الحدودية مع الاردن. وباتت مدينة درعا الواقعة تحت سيطرة النظام «شبه معزولة» عن دمشق، في حين سيطر المقاتلون على شريط حدودي بطول 25 كلم يمتد من درعا الى الجولان السوري.
كما قصف الطيران قرية جندر في ريف محافظة حمص.
النفط في دير الزور
الى ذلك، أكد مصدر في الجيش الحر سيطرته على موقع (الكم) النفطي القريب من الحدود السورية - العراقية في محافظة دير الزور بعد معارك عنيفة.
وقال في تصريحات أوردتها قناة سكاي نيوز: «إن المعارك اسفرت عن مقتل 126 جنديا من قوات النظام، فضلا عن أسر 80 آخرين، فيما قتل 19 من عناصر الجيش الحر».
وأوضح أن الجيش الحر استطاع عبر صواريخ (أرض- جو) أن يحيد سلاح الطيران التابع للنظام، مما مكنهم من تنفيذ الهجوم.
هجوم إلى داخل الأراضي العراقية
في بغداد، أعلنت وزارة الداخلية عن تمكن قوات حرس الحدود العراقي من صد هجومين نفذتهما مجموعتان انطلاقا من الأراضي السورية مستهدفة مخافر حدودية بمحافظة الأنبار.
وقالت الوزارة إن حرس الحدود صدت الهجوم في منطقة الدملوق على قاطع حدود محافظة الأنبار واجبرتها على التراجع، كما تمكنت من صد هجوم مماثل استهدف مخافر ملاحق فوج مغاوير المنطقة الخامسة.
وأضافت ان مقاتلي فوج المغاوير في المنطقة الثالثة بمحافظة نينوى شمال العراق تمكنوا من صد محاولة لإحداث خرق في الساتر.
02/04/2013
الشهر الأكثر دموية ستة آلاف قتيل في مارس.. والآتي أعظم!
ا ف ب-اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في سوريا خلال مارس 2013، مما يجعل منه الشهر الاكثر دموية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان هناك «ستة آلاف وخمسة قتيل، وهم 3480 مدنيا (بينهم 298 طفلا دون السادسة عشرة و291 سيدة) و1400 مقاتل معارض. كما قتل 86 جنديا منشقا و1464 عنصرا من القوات النظامية «بينهم افراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام».
واحصى المرصد سقوط 387 شخصا مجهولي الهوية اضافة الى 588 مقاتلا مجهولي الهوية «بينهم العديد من جنسيات غير سورية».
واعرب عبد الرحمن عن اعتقاده ان العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضة «هو اعلى من ذلك» بسبب تكتم الطرفين «من اجل المعنويات في القتال».
وحمل المسؤولية عن الضحايا للمجتمع الدولي «الذي يجلس شاهدا على تدمير سوريا ومجتمعها».
02/04/2013
الطفلة أنقذتها أم معاوية.. وعُولجت في مستشفيات المناطق المحررة هبة الله.. معجزة صغيرة في حلب
حلب - أ. ف. ب - تفتح الطفلة عينيها الخضراوين الكبيرتين وتبتسم، هي التي تركت وسط الشتاء والبرد عند مدخل مبنى في حلب. يقول والدها بالتبني «سميناها هبة الله، لانها فعلا هبة من الله».
هبة الله، معجزة صغيرة، ولدت في 29 ديسمبر. لم يكن امام والدتها البيولوجية خيار سوى تركها في العراء، كما العديد من الامهات وسط صعوبات الحرب.
وتقول ام معاوية (38 عاما)، والدة هبة الله بالتبني ان الطفلة «وضعت الساعة الثالثة فجرا عند مدخل مبنى. كانت موضوعة في كيس، تبكي والحبل السري ما زال متصلا بها. كانت مولودة بالكاد منذ ساعة ونصف الساعة».
ويوضح زوجها ابو معاوية، وهو محاط بثلاثة من اولاده الاربعة ان «إمام احد المساجد هو الذي عثر عليها بعدما سمع بكاءها»، قبل ان يقرر اخذها الى ام معاوية، مصففة الشعر التي اصبحت ممرضة في مستشفى ميداني يديره المعارضون.
عشرون طبيباً في خمسة مستشفيات
وتقول هذه السيدة، وهي تعد قارورة حليب للرضاعة: «كانت محظوطة. خلال 12 ساعة فحصها عشرون طبيبا في خمسة مستشفيات. كان ينقصها الأُكسجين، ولونها ازرق، لكن التيار الكهربائي لم يكن متوافرا في مستشفيات المناطق المحررة لكي توضع في الحاضنة».
وتضيف «في نهاية المطاف عثرت على مستشفى في المنطقة المحتلة (الخاضعة لسيطرة النظام)، حيث بقيت (الطفلة) مدة يومين».
خمسة أولاد بدل الأربعة
عندما عادت ام معاوية بالطفلة الى المنزل، لم يوافق زوجها مباشرة على انضمامها الى العائلة. ويقول وهو ينظر الى ابنة الأشهر الثلاثة النائمة في مهدها «أصرت زوجتي واولادي. نظرت اليها، وفجأة بات عندي خمسة اولاد بدلا من اربعة».
ويضيف هذا التاجر (45 عاما) الذي بات عاطلا عن العمل «ذهبت الى المحكمة الشرعية (التي انشأها مقاتلو المعارضة) وصرحت عنها. اذا اراد والداها استعادتها، فعليهما ان يتقدما الى المحكمة».
وتسارع زوجته للقول «ان شاء الله لن يأتي احد لاستعادتها. لقد عرض احدهم نقلها الى المانيا ومنحها الجنسية». وتتابع: «تحمل (الطفلة) الحظ الينا. يوم دخلت عائلتنا عاد التيار الكهربائي».
يتسابقون لحمل القادمة إليهم
ويفرض قدوم طفل جديد الى المنزل اعباء اضافية. وبحسب شهادات اطباء لوكالة فرانس برس، ارتفعت حالات الاجهاض خلال النزاع.
وتقول ام معاوية التي تغطي شعرها بحجاب بني اللون متناسق مع معطفها الطويل «مع الاشتباكات والقصف، كنت ادعو الله ألا أحمل. في النهاية، بات لدينا مولود خامس».
وحول ام معاوية يتسابق ثلاثة من أولادها - ابنتان تبلغان 10 و15 عاما، وولد في السادسة - على حمل هبة الله. وتقول الابنة الكبرى لشقيقتها الصغرى «هبة الله تشبهك يا نسمة».
02/04/2013
رغم توصيات فريق البيت الأبيض أوباما يعرقل تسليح الثوار في سوريا
واشنطن - أ ش أ - كشفت مصادر البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما عرقل العمل بتوصيات فريقه الخاصة بإرسال دروع الى الثوار في سوريا.
وذكرت صحيفة وورلد تريبيون «أن أوباما تجاهل توصيات من مجلس الأمن القومي بإرسال معدات حربية غير قاتلة، وانه عازم على التصالح مع الحليف الأول لسوريا (إيران)، رافضا النظر في تقديم أي شيء للثوار في سوريا غير المواد الغذائية والدواء.
وذكرت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي أوصى بتقديم الدروع وأجهزة الرؤية الليلية في الشهر الماضي، غير أن الرئيس لم يقر التوصيات.
وقال مصدر في الإدارة إن أوباما الذي تعرض لضغوط مماثلة بسبب التدخل الأمريكي في ليبيا عام 2011، عرقل توصيات قدمها عدد من المساعدين رفيعي المستوى بهذا الصدد.
كارثة أكثر مأساوية
من جهتها، حذرت «واشنطن بوست» من أن غياب التدخل الأميركي سيسفر عن كارثة إنسانية أكثر مأساوية، وتداعيات معاكسة للاستراتيجية الأميركية في سوريا والمنطقة.
وأوضحت أن هناك مزاعم «مغرضة» بأن من يدعو من بين الأميركيين للتدخل هم انفسهم الذين دعموا الحرب على العراق. وقالت «ربما يكون صحيحا أن حرب العراق كبدت واشنطن مليارات الدولارت، وخسائر سياسية وبشرية لدى الجانبين العراقي والأميركي، كما لم تسفر عما طمح إليه الداعون اليها، لكن سيكون للإحجام عن التدخل في سوريا تداعياته الوخيمة.
صدام وبشار والفارق الوحيد
ورصدت الصحيفة عدة أوجه شبه، في طليعتها أن العراق وسوريا يضمان مزيجا من الجماعات العرقية والطوائف، وأن الشعبين عاشا طوال عقود طويلة تحت مظلة أنظمة استبدادية، وأن كلا من نظامي صدام حسين وبشار الأسد سعيا إلى التودد للإرهابين وتجميع ترسانة من الدمار الشامل، لكن الاسد - وعلى العكس من صدام - لم يكن ليتخلى عن ترسانته الكيميائية والبيولوجية.
03/04/2013 دمشق تعفي المحروقات الإيرانية من الجمارك والرسوم المعارك تشتد في دمشق.. والأسد يتوعد {مرتكبي الخطف} بالإعدام
سوريون وسط شارع في دير الزور دمره القصف الجوي والمدفعي (رويترز)
دمشق- أ ف ب، يو بي اي، د ب أ - بينما تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في سوريا، حيث يحصد النزاع بين قوات النظام والمجموعات المسلحة المعارضة مزيدا من الضحايا كل يوم، وحيث تتسع رقعة الفلتان الأمني والبؤس الذي يعانيه المواطنون.
وقد أصدر الرئيس السوري بشار الأسد،أمس، مرسوما يفرض عقوبات تصل الى الإعدام على من يقترف جريمة خطف، وهي ظاهرة تزداد انتشارا وتهدف إما الى الحصول على فديات مالية أو تستند الى خلفية مذهبية.
ويأتي ذلك غداة مقتل أكثر من 150 شخصا في أعمال العنف في عدة مناطق سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل، نظرا إلى القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
تصعيد عند أطراف دمشق
على الأرض، دارت اشتباكات عنيفة على الأطراف الشرقية والشمالية لدمشق تزامنا مع قصف من القوات النظامية يستهدف هذه المناطق التي تضم جيوبا للمقاتلين المعارضين للنظام.
وأفاد المرصد أن «اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من المعارضة والقوات النظامية في حي برزة» في شمال دمشق، تزامنا مع قصف على الحي. وفي الشرق، «جرت اشتباكات عند أطراف حي جوبر من جهة ساحة العباسيين»، وهي إحدى الساحات الرئيسية في دمشق. وأفاد كذلك عن «استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 20 بجروح إثر قصف براجمات الصواريخ» على حي الحجر الأسود، حيث دارت معارك عنيفة على أطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
والى الجنوب من دمشق، أفاد المرصد عن «استشهاد أربعة مواطنين من عائلة واحدة، هم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات واخته التي تبلغ الخامسة، ووالدتهما وجدتهما، إثر القصف الذي تعرضت له بلدة المقيليبة».
كذلك، وقعت اشتباكات عنيفة عند اطراف بلدة زملكا، في حين تعرضت مناطق في جنوب مدينة دوما لقصف من القوات النظامية.
الأسد يهدد الخاطفين
وفي ظل تدهور الوضع الأمني في مناطق واسعة من البلاد وغياب القانون والمؤسسات، أصدر الرئيس الأسد مرسوما يقضي بفرض عقوبات تصل الى الإعدام أو السجن مدى الحياة على من يقترف جريمة خطف أشخاص، مع إمكان حصول الخاطفين على عفو في حال أطلقوا المحتجزين لديهم خلال مهلة 15 يوما.
وتشهد سوريا تزايدا في عمليات الخطف، بعضها من أجل الحصول على فديات مالية وبعضها على خلفية مذهبية، في ظل تدهور الوضع الأمني في مناطق واسعة وغياب القانون والمؤسسات.
ويقضي المرسوم بأن «كل من خطف شخصا حارما إياه من حريته بقصد تحقيق مأرب سياسي أو مادي أو بقصد الثأر أو الانتقام أو لأسباب طائفية أو بقصد طلب الفدية، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة».
وتفرض العقوبة نفسها على «كل شخص يبتز المجني عليه بأي شكل كان أو زوجه أو أحد أصوله أو فروعه بشكل مباشر أو غير مباشر».
وترفع العقوبة الى الإعدام «إذا نجم عن جريمة الخطف وفاة أحد الأشخاص أو حدثت عاهة دائمة بالمجني عليه أو قام الفاعل بالاعتداء جنسيا على المجني عليه».
ومن أبرز عمليات الخطف التي سجلت خلال الفترة الأخيرة، خطف مئات المدنيين العلويين والسنة، بينهم نساء وأطفال منتصف فبراير الماضي في شمال غرب سوريا، في عمليات غير مسبوقة الحجم، وفق المرصد.
ويتهم النظام «الإرهابيين» بالقيام بعمليات الخطف، بينما يتهم ناشطون معارضون «الشبيحة» التابعين للنظام بالخطف أيضا.
وإذا كان الحظ يحالف بعض المخطوفين بالإفراج عنهم في عمليات تبادل بين طرفين خاطفين، أو بعد دفع عائلاتهم الفدية المطلوبة، فأحيانا يتم العثور على جثث مخطوفين تم قتلهم وربما تعذيبهم أو الاعتداء عليهم جنسيا.
في الشأن الاقتصادي، قررت الحكومة السورية «اعفاء مواد المازوت والفيول والغاز المستوردة حصرا من إيران من الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى حتى 30 يونيو 2013».
إسرائيل تهدد
الى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، خلال جولة في هضبة الجولان، أمس، إن إسرائيل سترد على أي ضرر يلحق بمصالحها جراء القتال الدائر في سوريا، وحذر من وصول أسلحة إلى حزب الله من شأنها أن تهدد إسرائيل.
واستدرك قائلا «إن التهديد من جانب سوريا قد يأتي من خلال تسرب أسلحة يمكن أن تهددنا إلى جهات غير مسؤولة مثل حزب الله في لبنان أو منظمات إرهابية تنشط في سوريا، وقد عملنا وسنعمل ضدهم».
03/04/2013
«نسائم سورية».. إذاعة سرّية تأبى السقوط
غازي عنتاب (تركيا) ــــ آن بياتريس كلاسمان (د.ب.أ) ــــ «نسائم سورية» ذلك هو اسم محطة الإذاعة السرّية، التي يتم استقبالها في حلب، ويجتهد الفريق العامل عليها في التزام الحد الأدنى من الحياد رغم الحرب الأهلية الدائرة. وغالبا ما ينجحون في ذلك ولكن ليس دائما.
ليس ثمة لافتة على الباب تنم عن أن برنامجا إذاعيا سوريا مناهضا لنظام الحكم يتم إعداده في قاعات المنزل الكائن في أحد الأحياء الجديدة في مدينة غازي عنتاب التركية. ويخطط فريق الإذاعة للانتقال إلى مقر جديد بعد شهر، لقناعتهم بأن سكان المنطقة سيتنبهون في وقت ما لدخول وخروج سبعة من الشباب السوري إلى ذلك المبنى بصورة يومية.
إذاعة الشباب
تقدم الإذاعة، التي يمكن استقبالها في نصف عدد منازل حلب، معلومات وموسيقى ونصائح عملية للتغلب على مشكلات الحياة وسط الحرب الأهلية الدائرة.
وتبلغ ريم، التي أسست المحطة مطلع العام الجاري، 22 عاما، بينما يعد مازن وهو فني الصوت بسنوات عمره الـ 32، أكبر أفراد الفريق سنا. ويتواصل كل فرد من أفراد الفريق الإذاعي الصغير مع زملائه الستة الآخرين عبر شبكة الإنترنت، لأن هذا أرخص سعرا، ولأن الهواتف المحمولة لم تعد تعمل في كثير من أحياء حلب. ولأن جزءا من عائلاتهم يعيش في أحياء يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد، فإنهم يستخدمون أسماء مستعارة (غير حقيقية) أثناء العمل.
وعلى الرغم من تأكيد الفريق استقلالية عمله، وعدم تلقيه تبرعات من أي منظمات تؤثر على مضمون برامجه، فإن ميول أصحابها تظهر بداية من الردهة، حيث وضعت سجادة بصورة مهينة كممسحة للأقدام، وقد طبعت عليها صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد. وتمثل ريم قلب النشاط، وهي طالبة جامعية من حلب، تجمع التبرعات وتخطط لبرامج جديدة وتتحدث بإيقاع يصيب بالدوار. وترتدي ريم ملابس عملية، عبارة عن حذاء رياضي وبنطال من الجينز، ومعطف وغطاء رأس.
وتقول بينما تهز كتفيها: «توجّه إلينا الشتائم لأننا نمارس عملنا بحيادية شديدة، ولأننا لسنا ثوريين بالمعنى الحقيقي، وهذا الأمر سيان عندي».
وأجرى برنامج «من الممنوع» مؤخرا مقابلة مع أحد المعارضين، الذين ينتمون للأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس الأسد، وكذلك مع أحد الإسلاميين السنة.
من أجل سوريا جديدة
ولا يتلقى صناع هذه الإذاعة تعليقات أو ردود أفعال إلا من أولئك الذين يستمعون إليهم عبر الإنترنت.
بدأت ريم، شأنها شأن كثير من الشباب السوري عام 2011، عملها كصحافية تقدم التقارير والصور الاجتماعية التي تنشرها على موقع «فيسبوك». ومنذ ذلك الحين اشتركت ببعض الدورات المخصصة للشباب الصحافيين، كما شاركت في عدد من المؤتمرات الدولية للناشطين السياسيين في السويد ومصر.
عندما أصيبت ريم في أبريل 2012 بطلق ناري، حينما كانت تغطي جنازة أحد الناشطين الثوريين، نصحها أصدقاؤها بأن تهتم فقط بحياتها الخاصة. لكنها تخالفهم الرأي وتؤكد «أنا اليوم أكثر تصميما من أي وقت مضى على الكفاح من أجل سوريا جديدة».
03/04/2013
أهالي حلب يبيعون ذهبهم ليأكلوا
حلب - ماري روداني (أ ف ب) - بات بيع الذهب رائجا في حلب، بعدما اضطر الناس لبيعه بكثرة لتوفير مصاريف معيشتهم.
تدخل أم محمد بخفر الى متجر لبيع المجوهرات. تسأل الصائغ «لدي قلادة من الذهب، بكم تبتاعها»؟ بعد وضعها على الميزان، يجيب «24 ألف ليرة سورية (240 دولارا)».
فمحال الصاغة لا تفرغ من زبائنها في هذه المدينة التي بات الآلاف من سكانها عاطلين عن العمل. وبقيت حلب مدة طويلة في منأى عن النزاع الدامي في البلاد، لكنها تشهد منذ تسعة اشهر معارك يومية بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد.
وتأتي أم محمد (50 عاما) وهي والدة لسبعة أولاد، الى المتجر يوميا للسؤال عن سعر الذهب الذي يرتفع في شكل دائم. وتقول «كل ما تبقى لدي قلادة من الذهب تعود لابني. لن أتأخر في بيعها، لأنني مضطرة لشراء الطعام والملابس لأولادي».
خسر زوجها، الذي كان يعمل في أحد المصانع، وظيفته منذ بدء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا عن المدينة. ومنذ ذلك الحين، باتت العائلة بلا مصدر إعالة.
بيع وشراء
خلف المنضدة التي وضع عليها ميزانا وبعض القلادات، يقول الصائغ أبو احمد (42 عاما) «يوميا يأتي أشخاص لبيع 10 غرامات او 20 غراما من الذهب. في احد الايام، اتى شخص حاملا معه 200 غرام على شكل حلق للأذنين وخواتم. كان يعيد بيعي مجوهرات زوجته».
وفي حين يعمد بعضهم الى بيع حلي زوجاتهم لتوفير متطلبات عائلاتهم، يفضل آخرون شراء الذهب وبيع الليرة السورية التي فقدت نحو %120 من قيمتها منذ بدء الصراع.
ويقول أبو أحمد إنه مع تراجع قيمة العملة «يعمد الراغبون في الحفاظ على مدخراتهم لتحويلها الى الذهب» الذي تحدد سعره الأسواق العالمية، ولا يرتبط بالوضع الاقتصادي المحلي.
على بعد أمتار من متجر أبو أحمد، افتتح أبو سالم (40 عاما) محلا لبيع المجوهرات، استثمر فيه كل ما يملك، وذلك بعدما أرغمته المعارك وانقطاع التيار الكهربائي، على اقفال متجره لبيع السندويشات وفتح متجرا لبيع الذهب وشرائه.
لكن هذه التجارة باتت تثير حسد الآخرين. ويقول أبو خلدون (49 عاما) إن «رجالا مسلحين يأتون لسرقتنا، وبعضهم عناصر في الجيش السوري الحر... لا مكان آمنا، ونحن هدف حقيقي للسارقين. بعضهم (من الصاغة) يخفون الذهب أو المال الذي يملكونه في ثقوب يحفرونها في الأرض».
من جهته، يرفض أبو إبراهيم (45 عاما)، أمضى 20 عاما في إدارة متجره لبيع المجوهرات، أن يثير غضب أي من طرفي النزاع.
ولأنه يعبر في شكل دوري الحواجز للانتقال الى الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، لا يرغب في الحديث عن أمن متجره البراق الذي تغطي المرايا جدرانه. لكنه يستعيض عن ذلك برواية عن صائغ مجاور له «كان ثمة 12 كيلوغراما من الذهب في متجره. خسر 60 مليون ليرة الأسبوع الماضي، بعدما دخل مسلحون إليه وأفرغوه من محتواه».
04/04/2013
النظام يشن غارات مكثفة على مناطق واسعة.. ويتوعّد من يقترب من دمشق بـ«الموت المحتم» الأسد: تركيا تكذب ومتورطة بـ«الدم السوري»
مواطنون وأطفال سوريون في حلب ينتظرون دورهم للحصول على حصتهم من مياه الشرب التي اصبحت عملة نادرة في المدينة (رويترز)
دمشق ـــــ أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ ـــــ في وقت تتواصل العمليات العسكرية على الأرض، والطيران الحربي يشن غارت على مناطق عديدة في شمال البلاد ووسطها وشرقها، وسط اشتباكات عنيفة، مما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى ، اتهم الرئيس السوري بشار الأسد تركيا بالكذب في كل ما يتعلق بالأزمة السورية منذ بدايتها، وقال إنها متورطة بالدماء السورية،
وفيما تحتدم المعارك في أطراف دمشق ومحيطها، هدد مصدر عسكري سوري «المجموعات الإرهابية» من الاقتراب من العاصمة، مؤكدا أن مصير أفرادها سيكون «الموت المحتم»، بينما سيطر مقاتلو المعارضة على كتيبة للدفاع الجوي في درعا.
تزامن ذلك مع تقارير تحدثت عن تغييرات في القيادة العسكرية السورية في محافظتي درعا وحمص وريفيهما، حيث تم استبعاد عدد من الضباط الكبار من العمل في تلك المناطق، بسبب عودة ظهور مقاتلي المعارضة، بحسب مصادر سورية مطلعة.
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 133 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة التقارير من مصدر مستقل، نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
الأسد يحذّر من الفتنة
ففي تصريحات الى قناة تلفزيونية وصحيفة تركيتين، قال الأسد إن رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان «لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الأزمة في سوريا»، وإن حكومته «متورطة بالدماء السورية».
وحذر الأسد من مخطط لخلق الفتنة في سوريا، موضحا: «لا شك أن موقف رجال الدين، ومنهم البوطي، كان أساسيا في إفشال هذا المخطط الذي يهدف إلى خلق فتنة طائفية، لذلك اغتالوا الدكتور البوطي»، متابعا: «منذ يومين اغتالوا رجل دين آخر في حلب واغتالوا عددا من رجال الدين سابقاً».
وأظهر شريط فيديو قصير نشر على صفحة رئاسة الجمهورية السورية، الاسد وهو يصافح صحافيين، قبل أن يدخل واياهم الى قاعة استقبال، حيث جلسوا يتحادثون.
وبدا الأسد هادئا ومبتسما، جالسا حينا وواقفا حينا آخر الى جانب الصحافيين الثلاثة، ينظر الى صحيفة باللغة التركية، أو يسير الى جانبهم في أروقة قصره.
وأوضحت الصفحة أن المقابلة ستبث كاملة عبر القناة التركية غدا (الجمعة).
رسائل عسكرية
وتترافق هذه الرسائل السياسية للنظام السوري مع رسائل عسكرية، تؤكد ثبات موقفه وقوته في مواجهة معارضيه.
فقد نقلت صحيفة «الوطن» عن مصدر عسكري مسؤول، لم تكشف هويته، قوله إن الجيش السوري «لن يسمح لأي من الإرهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة».
وأضاف «حذرنا مرارا وتكرارا المجموعات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة أن أي اقتراب من دمشق يعني الموت المحتم لها ولقادتها»، مشيرا الى «محاولات تسلل تحصل من عدة محاور، وغالبا ما يقتل جميع المتسللين أو أغلبيتهم ويفر الآخرون».
التصعيد مستمر
ويأتي ذلك في ظل معارك عنيفة وتصعيد عسكري مستمر منذ أيام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بعض الأحياء الواقعة عند أطراف دمشق، وفي المناطق المحيطة بالعاصمة التي تشهد منذ أشهر حملة واسعة للسيطرة على معاقل للمقاتلين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.
وأظهر تسجيل مصور لها، جرى تحميله على الانترنت، قصفا مكثفا في حي جوبر (وسط دمشق).ويحاول النظام، خصوصا منذ فترة، فرض سيطرته الكاملة على مدينة داريا (جنوب غرب دمشق) التي شهدت معارك ضارية أمس.
وذكر مصدر عسكري سوري أن القوات النظامية «بسطت الأمن في مقام السيدة سكينة ومحيطه» في المدينة.
وترافقت العمليات العسكرية في ريف دمشق مع غارات جوية على المنطقة أوقعت قتلى وجرحى. في الأثناء، كشفت وكالة «سانا الثورة»، التابعة للمعارضة السورية، أن «الجيش الحر في منطقة السيدة زينب اعتقل عناصر من حزب الله، بينهم قائد في لواء العباس، فرض نفسه على أنه من حماة المقام». وفي الوقت نفسه أكدت مصادر، لم تكشف هويتها، عن «تصفية هؤلاء العناصر».
مجزرة جديدة في حلب
كما سجلت غارات كثيفة للطيران الحربي في مناطق أخرى، منها الرقة وحمص وحلب .
ففي تسجيل مصور بث على الانترنت، ويقال إنه صور الأربعاء في حي الميسر في حلب، يظهر رجالا يبحثون عن ناجين في أنقاض مبنى دمره القصف الجوي.
وأكد نشطاء في هذا الصدد أن عشرات القتلى وعددا كبيرا من الجرحى سقطوا جراء استهداف الطيران الحربي قرية عزيزة وحارة الشحيدين ومدرسة للنازحين في حلب.
المعارضة تندد بـ«صمت العالم» على حصار حمص منذ 300 يوم النظام يقصف جوبر في دمشق بالغازات السامة
مقاتل داخل نفق بطول 30 مترا حفره الجيش الحر تحت قاعدة عسكرية للنظام في دير الزور (رويترز)
دمشق- الوكالات- نددت المعارضة السورية، أمس، بـ«صمت العالم» و«تخلي المنظمات الإنسانية» عن حمص الواقعة تحت حصار النظام منذ 300 يوم، في وقت تتصاعد فيه حدة المواجهات بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة على جبهات متفرقة. فعلى وقع القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات النظامية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في عدة مناطق، لاسيما دمشق، حيث أفيدت أنباء عن تعرض حي جوبر للقصف بمواد سامة.
بالتزامن، اعتبرت دمشق أن «بشائر النصر» بدأت «تلوح في الأفق». وتحدث رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، أثناء استقباله السفير الروسي عظمة الله كولمحمدوف، عما حققه الجيش النظامي من «انتصارات كبيرة» خلال الأيام الماضية على «المجموعات الإرهابية» في إشارة إلى مقاتلي المعارضة المسلحة.
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 116 شخصا في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
مواد سامة في دمشق
وتتصاعد كل يوم حدة الاشتباكات التي تجري في دمشق. وهذه الاشتباكات، التي تتوسع، دخلت أمس الى حيي جوبر والزبلطاني، بينما هي مستمرة في الأحياء الجنوبية، رغم قيام قوات النظام بتشييد سواتر أمنية وحواجز اسمنتية لحماية مقراته في العاصمة، وذلك وسط قصف عنيف على المناطق الجنوبية والشرقية لمنع الجيش الحر من السيطرة على الطرق المؤدية للعاصمة.
من ناحيتها، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام قصفت دمشق بصواريخ «أرض- أرض»، من طراز توشكا، وهي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وهذه هي المرة الثانية، منذ اندلاع الثورة، التي يدك فيها نظام الأسد العاصمة بصواريخ من طراز توشكا، وقد استهدف حي برزة الدمشقي، بعد أيام قليلة من قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بصاروخ من الطراز نفسه.
كما تحدثت تقارير عن امتلاك المعارضة لبندقية قناصة من طراز AS-50 البريطانية الصنع. وكان مجلس قيادة الثورة في دمشق قال إن قوات النظام قصفت منطقة جوبر (مساء السبت) بـ «مواد سامة لم تعرف طبيعتها على الفور». وبثت صور على الإنترنت تظهر أشخاصا بدت عليهم أعراض الاختناق والصداع وضيق شديد في حدقة العين.
يذكر أن الأمم المتحدة شكلت لجنة للتحقيق في هجمات مفترضة بسلاح كيميائي جرت في موقعين في سوريا، لكن اللجنة لم تصل بعد بسبب خلافات مع النظام السوري.
الأكراد يقتلون 5 جنود
في حلب، تمكنت القوات النظامية من السيطرة على قرية عزيزة الاستراتيجية وعلى جسر عسان، بعد اشتباكات استمرت أياما، وفق المرصد السوري.
وتقع القرية على الطريق المؤدي الى مطار النيرب العسكري (شرق المدينة) وعلى هضبة مرتفعة تشرف على أحياء في جنوب حلب، وتبعد نحو أربعة كيلومترات عن حيي المرجة والشيخ سعيد اللذين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة. ونقل المرصد عن ناشطين ان «الكتائب المقاتلة انسحبت من القرية بسبب نقص الذخيرة واشتداد الاشتباكات».
وكانت المعارك في محيط القرية تصاعدت منذ خمسة أيام، وقتل فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة وعناصر الجيش السوري.
من جهة ثانية، سقط قتلى وجرحى جراء القصف بالطيران الحربي على أحياء السكري وبستان الباشا وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو.
وكانت غارة جوية على حي الشيخ مقصود (شمال) ذات الغالبية الكردية تسببت السبت بمقتل 15 شخصا على الأقل بينهم 9 أطفال. وبعد ساعات من الغارة، هاجم مقاتلون تابعون للحزب حاجزا للقوات النظامية عند المدخل الجنوبي لحي شيخ مقصود وقتلوا خمسة جنود.
سقوط حاجز في درعا
وفي درعا، سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز الرباعي العسكري، اثر اشتباكات وحصار استمر أياما، واغتنموا أسلحة وذخائر.
وكانت الأوضاع مشابهة في كل من محافظتي حماة وحمص، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى جراء عمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل القوات النظامية.
300 يوم على حصار حمص
وندد المجلس الوطني السوري المعارض بـ «صمت العالم» و«تخلي المنظمات الانسانية» عن حمص الواقعة تحت حصار قوات النظام منذ 300 يوم.
وجاء في بيان صادر «كل أنواع أسلحة الموت تطلق على المدنيين من دون توقف منذ ثلاثمائة يوم بقصد الإفناء، ويمنع عنهم العلاج والدواء بقصد الإبادة. وينفذ النظام سياسة منع كل سبل الحياة عن ألوف المدنيين العزل بهدف التهجير وافراغ المدينة من أبنائها وتغيير نسيجها السكاني المتنوع بقوة الإرهاب».
08/04/2013
تحقيق أكراد وعرب يجمعهم القتال ضد النظام وتفرقهم الريبة
صورة من فيديو يظهر سيدة سورية تنتحب وبين أحضانها طفلتها التي قضت خلال قصف النظام لحي الشيخ مقصود في حلب السبت (أ ف ب)
حلب- ماري روداني (أ ف ب) - يؤكد مقاتلون معارضون للنظام السوري عرب وأكراد في حي الشيخ مقصود في حلب، أنهم يقاتلون جنبا الى جنب ضد جيش الرئيس بشار الأسد، لكن على الأرض تبدو الأمور أكثر تعقيدا، فعامل الثقة مفقود غالبا بين الطرفين.
عند مدخل الحي، يقول قيادي في الجيش السوري الحر، يدعى أبو أحمد، مشيرا الى وشاح أصفر وأحمر وأخضر (ألوان العلم الكردي) وضعه حول رقبته، «أنا أحمل علم اخوتنا الأكراد، علما أنني عربي».
ويضيف أن لجان الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي زودت المقاتلين حتى غير الأكراد «بالذخيرة، وهم في الخطوط الأولى في المعركة ضد النظام».
وحزب الاتحاد الديموقراطي هو الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني التركي المحظور في تركيا التي تعتقل زعيمه عبد الله أوجلان.
ومنذ بداية الاضطرابات في سوريا، قبل أكثر من سنتين، حاول الأكراد (%10 من السكان) الموجودون في الشمال خصوصا، إبقاء مناطقهم في منأى عن الحرب. في صيف 2012، انسحب الجيش السوري من دون معارك من مناطق كردية في محافظة الحسكة، مما جعل بعض المعارضين يتهمون الأكراد بالتواطؤ، بينما يقول ناشطون أكراد إن النظام أقدم على ذلك لإثارة توترات بين مقاتلي المعارضة العرب والأكراد.
وانعكست هذه الشكوك على الفور معارك في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا بين مقاتلين عرب معارضين وآخرين أكراد، استمرت ثلاثة أشهر وانتهت بوساطة من شخصيات معارضة على رأسها المسيحي ميشيل كيلو.
«العدو نفسه»
لكن في حي الشيخ مقصود، حيث تدور «معركة حلب الكبرى»، وفق مقاتلين، يؤكد عناصر من الطرفين أنهم في صف واحد.
رغم هذا التضامن المعلن، تسود الشكوك بين الجانبين.
عند حاجز للجان الحماية الشعبية، يتجمع عشرات المسلحين بلباس عسكري خاص بهم، ويبدون منظمين جدا على عكس حواجز الجيش الحر التي يقف عليها غالبا شبان بلباس رث.
ويوضح قيادي كردي أن الهدف الأول للأكراد هو «الدفاع عن النفس»، مضيفا «نحن هنا لحماية شعبنا وسكان الشيخ مقصود، حيث وجود حزب الاتحاد راسخ منذ سنوات».
ويتابع «هناك مقاتلون في الجيش الحر محترمون، وآخرون يأتون فقط للقيام بسرقات. يدخلون الشركات والمؤسسات ويسرقون آلات التصنيع».
وحلب معروفة بمصانعها المتعددة. وقد كانت قبل الحرب «الرئة الاقتصادية» لسوريا.
ويخشى الجيش الحر من جهته تعاون بعض السكان الأكراد مع عناصر من قوات النظام وتزويدهم بمعلومات. ويقول أبو عبد الله «في البداية، كنا نسمح للمدنيين بدخول المنطقة. اليوم وبعد أن ازدادت وتيرة القصف، نحاول أن نكون أكثر حذرا».
09/04/2013
النظام يلوّح بالتصعيد وبدء معركة العاصمة ويتباهى بـ «إنجازات» في الغوطة.. والمعارضة «صامدة وتتقدم» تفجير انتحاري في قلب دمشق يوقع عشرات القتلى والجرحى
مسعفون مدنيون وعناصر أمنية في موقع ا لتفجير في منطقة السبع بحرات في دمشق (أ ف ب)
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ - بينما كانت حلب (شمال سوريا) تلملم جراحا جديدة جراء القصف بالطيران الحربي ليل الأحد الأثنين، أوقع أكثر من 10عشرة قتلى، بينهم عدد كبير من الأطفال، سقط، أمس، عشرات القتلى والجرحى في دمشق جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، هو الأكثر قربا من مركز العاصمة منذ بدء النزاع قبل أكثر من سنتين.
واعتبرت الحكومة السورية أن التفجير جاء ردا على «انجازات» الجيش السوري في ريف دمشق وحلب، في حين اتهمت جماعات المعارضة النظام بالوقوف وراء الحادث للفت الأنظار عن «الانجازات» التي يحققها مقاتلو المعارضة في محافظات سورية عدة، لاسيما درعا والرقة وحلب.
يأتي ذلك فيما تستمر العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في ريف دمشق، غداة يوم قتل فيه 157 شخصا في أعمال عنف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
تفجير انتحاري
وأفادت قناة «الاخبارية» السورية بأن «الحصيلة الأولية» للتفجير، الذي وقع في مرآب البنك المركزي - منطقة السبع بحرات في دمشق، هي «أكثر من 15 شهيدا و53 جريحا»، مشيرة الى أن العملية ناتجة عن «تفجير ارهابي انتحاري».بينما تحدث المرصد عن 20 قتيلاً و60 جريحاً.
وأوضحت القناة أن الانفجار وقع بالقرب من مدرسة البخاري، مشيرة الى وجود أطفال بين الضحايا.
وتعليقا على الحادث، أكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي تصميم بلاده على «سحق الإرهابيين».
وقال «نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات إن الشعب السوري متماسك والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها والشعب السوري حزم أمره لأنه سيمضي الى الأمام ليسحق كل تلك المجموعات الارهابية المسلحة».
ورأى الحلقي، الذي زار مكان الانفجار، أن الانفجار جاء «بالتوقيت بالزمان والمكان» ردا على «ما حققته القوات المسلحة من انجازات في الأيام الثلاثة الأخيرة، فكان لا بد لتلك المجموعات ومن يقف خلفها من الدول المتآمرة على سوريا وعلى الشعب السوري أن تقوم بهكذا عمل إرهابي»، معتبرا الحادث «عمل الجبناء والضعفاء».
تلويح بالتصعيد
ويشير الحلقي الى ما أعلنه الجيش السوري (الأحد) عن تقدم له على حساب مسلحي المعارضة في مدينة داريا في ريف دمشق و«إحكام الطوق على الغوطة الشرقية» في المنطقة نفسها.
وكان الجيش السوري دعا مقاتلي المعارضة إلى الإسراع بإلقاء السلاح، والعودة إلى أهلهم، محذرا بأن «الجيش قادم» ومتوعدا بتصعيد عملياته العسكرية حتى القضاء على من وصفهم بـ «العصابات الإرهابية المسلحة».
وجاء تحذير الجيش السوري في رسائل نصية بعث بها إلى هواتف السوريين المحمولة.
ويقول مراقبون إن هذا مؤشر إلى التصعيد العسكري بين طرفي الصراع، وبدء معركة دمشق التي تعتبرها المعارضة والنظام معركة الحسم.
وتقول الرسائل النصية «إلى حامل السلاح ضد الدولة: طريقك مسدود في مواجهة الجيش العربي السوري! ابحث عن طريق العودة، أهلك في انتظارك!».
وكان الجيش السوري قد وجه رسائل عبر الهواتف المحمولة تحمل المعنى نفسه في أوقات سابقة إلى مسلحي المعارضة.
اشتباكات
وتزامنت رسائل الجيش السوري مع توجيه وحداته ضربات، وصفتها وسائل الإعلام الحكومية بأنها «موجعة»، لمجموعات المعارضة المسلحة في عدد من أحياء دمشق، وبلدات في ريفها.
وقالت مصادر موالية للحكومة إن وحدات الجيش تمكنت من استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية في ريف دمشق بشكل كامل، وأحكمت سيطرتها على المنطقة الممتدة من مطار دمشق الدولي وصولا إلى جنوب غرب الضمير شمال شرق دمشق.
وتهدف القوات الحكومية إلى إحكام الحصار على الريف الشرقي لدمشق، وقطع الإمدادات عنه.
لكن مصادر المعارضة تنفي أن تكون القوات النظامية قد أحكمت سيطرتها على الغوطة الشرقية، وتؤكد أن مقاتلي المعارضة لا يزالون متواجدين هناك ويخوضون معارك يومية لحماية مواقعهم.
كما تؤكد المعارضة أن الاشتبكات مع القوات النظامية تدور بين الحين والآخر في أكثر من حي داخل دمشق وعند أطرافها. وتؤكد أيضا صمود مقاتليها «الذين يحققون تقدما ملحوظا على الأرض بشكل يومي في مناطق عدة في الشمال (حلب والرقة) كما في الجنوب (درعا وبالاضافة الى ريف دمشق»، وفق المرصد.
كرّ وفرّ
وكان الطيران الحربي شن 3 غارات على أحياء الشيخ مقصود، والأنصاري، والسكري في حلب، وأدى إلى مقتل أكثر من 10 (بينهم أطفال) وهدم العديد من المباني.
وتقول مصادر حكومية إن الجيش يعمل على إحكام الحصار على حي الشيخ مقصود بعدما سيطر على منطقتي عزيزة وجسر عسان، وهي مواقع استراتيجية تشرف على أحياء حلب.
بالمقابل، قالت المعارضة إنها صدت في إدلب هجوما للقوات الحكومية. وفي درعا استمرت الاشتباكات في الشيخ مسكين، وخربة غزالة.
لقطات
وصفت إحدى المقيمات الانفجار بأنه الأكبر في دمشق منذ عامين.
فرضت القوى الأمنية طوقا حول المكان مانعة الناس من الاقتراب. وأفاد سكان بأن حافلات محملة بعناصر أمنية اتجهت إلى مكان التفجير وسط اطلاق رصاص كثيف من العناصر الأمنية.
وقع الانفجار في مرآب البنك المركزي وقرب مدرسة في شارع الباكستان الواصل بين ساحة السبع بحرات وطلعة الشهبندر، وهي مكتظة بالسكان، وتضم البنك المركزي ووزارة المالية.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن وسائل الاعلام الرسمية ألقت باللوم على «إرهابيين»، بينما اتهمت جماعات المعارضة الحكومة.
يأتي هذا التفجير بعد أقل من شهر على تفجيرين وقعا في منطقة المزرعة (وسط دمشق) راح ضحيتهما أكثر من مائة شخص وجرح مئات آخرين.
تسبب الانفجار بأضرار بالغة في مكتب وكالة فرانس برس.
سوريون يحاولن سحب طفل عالق بين أنقاض منزل دمره الطيران الحربي في حي السكري في حلب (أ ف ب)
09/04/2013
تحقيق الحرب تسلب أطفال سوريا معنى الحياة الطبيعية
حلب ـــــ ماري روداني (أ.ف.ب) ـــــ يعدو عدد من الأطفال خلف الكرة، وهم يلعبون في ملعب يقع في شريط عازل، على بعد ثلاثة مبان من خط الجبهة في حلب، بعدما حرمهم النزاع الدائر مما تبقى من حياتهم الطبيعية.
في باحة مدرسة دمرت جراء المعارك اليومية الدائرة في المدينة، يتقاذف هؤلاء الأطفال الكرة من دون اكتراث لقناصة قوات نظام الرئيس بشار الأسد أو المقاتلين المعارضين له.
خبراء في الأسلحة
وفي الأحياء الشعبية من المدينة، لم يعد مستغربا رؤية أولاد يعملون في سن صغرة. ويقول أحد قادة المقاتلين المعارضين في المدينة إن الأطفال «نسوا معنى الحياة الطبيعية، وصغار السن منهم لم يعرفوا معنى هذه الحياة اساسا».
ويضيف: «مثلهم الأعلى هم المتطرفون الذين يفجرون أنفسهم»!
هنا وهناك في الشوارع، يبيع أولاد صغار السجائر أو قطع الحلوى بالعسل الى مقاتلين يحملون أسلحتهم بالقرب من شاحنات صغيرة وضعت عليها رشاشات ثقيلة.
وفي ظل هذه الأجواء أضحى الأطفال «خبراء» في الأسلحة، وبات في إمكانهم التمييز لدى دوي صوت انفجار، بين ما إذا كان ناجما عن قذيفة صاروخية أو هاون أو قصف بالدبابات.
ويقول إبراهيم (11 عاما): «عندما نسمع هدير طائرة (حربية)، نركض الى الاسطح لنشاهدها وهي تقصف».
ويعقب الوالد الفخور بما قاله ابنه: «اصبح رجلا في وقت مبكر»، في حين تتحسر والدة إبراهيم على أن «كل ما ينقصه هو العلم، لأنه لم تعد ثمة مدارس».
جيل مهدد بالضياع
وتشير أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الى أن مدرسة من كل خمس مدارس في سوريا تعرضت للتدمير جراء النزاع.
ويثير ذكر المدارس سخرية الاطفال العاملين كباعة متجولين في حلب. ويسأل احمد (12 عاما): «اي مدرسة؟ كل مدارسنا سحقت تحت القذائف. لم نعد نرتادها منذ اكثر من عام». ويقول مقاتل، ترك زوجته وأولاده في قريته في شمال البلاد ليذهب الى الجبهة: «نحن نجاهد على الجبهة، لكن النساء يقمن بالجهاد الأكبر، لأنهن يتحملن مسؤولية تربية الأجيال المقبلة، مستقبل سوريا».
وبحسب أرقام اليونيسيف، يعاني مليونا طفل من آثار الأزمة السورية، وهم مهددون بأن يصبحوا «جيلا ضائعا» في غياب المساعدة الدولية.
ويعاني غالبية هؤلاء من صدمات نفسية لرؤيتهم أفرادا في عائلاتهم وهم يقتلون، أو بسبب بعدهم عن ذويهم، أو بسبب الترهيب الدائم الذي يختبرونه بسبب القصف، بحسب المنظمة.
هذه كانت مدرستي
وإضافة الى تعرضهم بشكل دائم لخطر القصف والحرب الدائرة، لا يجد هؤلاء الأطفال في غالبية الأحيان سوى السرقة أو العمل سبيلا لتوفير المتطلبات المعيشية لعائلاتهم.
في ورشة لتصليح السيارات في حي المسلخ الشعبي، يتكىء يحيى (9 أعوام) على غطاء محرك سيارة، متأملا المبنى المقابل. ويقول: «هذه كانت مدرستي، وهي مقفلة منذ عام. منذ ذلك الحين، أعمل في تصليح السيارات».
ويضيف: «كان والدي على الجبهة يقاتل جنود الأسد. نحن 11 طفلا في المنزل، وغالبية أشقائي يعملون لتوفير الغذاء للعائلة».
ويعمل يحيى طوال اليوم في هذه الورشة مقابل 200 ليرة سورية (دولاران أميركيان) أسبوعيا، قبل أن يعود الى منزله ليلا لينام مباشرة، «عندما أعود الى المنزل، لا يكون لدي الوقت أو القدرة على اللعب».
العديد من الأطفال ليسوا محظوظين بقدر يحيى ليعملوا في ورشة للسيارات. فمع طلوع الفجر، يمضي العشرات منهم الى أطنان النفايات المكدسة، بحثا عما يسدون به رمقهم أو يمكنهم بيعه لقاء بضع ليرات.
10/04/2013
تحقيق فقراء حلب على ضوء الشموع.. وأغنياؤها يبتاعون المولدات بأسعار الذهب
حلب- أ ف ب - في حلب، اعتاد السكان على أن يعيشوا من دون تيار كهربائي: الفقراء منهم يضيئون الشموع ويطبخون على الحطب، بينما يبتاع الأغنياء المولدات الكهربائية بأسعار الذهب.
ويقول شيخ يزن «حينما أرى مصباحا مضاء، أهرع لالتقاط صورة الى جانبه! لم نر هذا الأمر منذ أربعة أشهر في الفردوس»، الحي الواقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين في جنوب المدينة.
ومنذ أشهر، تعاني الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، ما أدى الى تزايد البطالة وفقدان الكثيرين وظائفهم. كما انعكس تراجع التغذية الكهربائية انقطاعا في المياه لأيام متواصلة.
على ضوء الشموع
ويقول أحمد: نغسل الملابس على أيدينا، نضيء الشموع، نطهو باشعال الحطب. في الواقع، نعيش كما في «باب الحارة»، في إشارة الى المسلسل السوري الشهير الذي عرض في الأعوام الماضية، ويجسد حياة السوريين في مطلع القرن العشرين.
ويضيف الرجل الأربعيني «لا نستحم سوى مرة كل 15 يوما لأنه في ظل انقطاع الكهرباء، لا يمكننا تشغيل المضخة التي من دونها لا تصل المياه الى الطابق الذي نقيم فيه».
ويشرح بأن الثلاجة الكهربائية «لم تعد تبرد منذ فترة طويلة»، وهو ما يعانيه أيضا عدد كبير من متاجر بيع اللحوم والأجبان والأسماك.
في المساء، تغرق أحياء بكاملها في ظلمة حالكة، باستثناء بعض النوافذ التي يخرج منها ضوء خافت. وإزاء هذا الواقع، لجأ بعض التجار الى مصابيح كهربائية ذات استهلاك متدن للطاقة لإبقاء محالهم مضاءة مع حلول الليل.
تجارة المولدات
كما عمد تجار آخرون الى تبديل طبيعة أعمالهم. فشيخ يزن الذي فقد متجره لبيع الأحذية في حرائق طاولت الأسواق الأثرية خلال الأسابيع الأولى من المعارك في المدينة الصيف الماضي، انتقل منذ شهرين الى بيع المولدات.
على زاوية الرصيف، حيث وضع نحو 20 مولدا، يحمل يزن دفتر الفواتير ويقول «كل يوم، نبيع عشرات المولدات، حتى بعدما تضاعف سعرها 3 مرات».
وينتقل الشيخ يزن يوميا الى أحياء خاضعة لسيطرة النظام لشراء بضاعة جديدة. ويوضح «تقع الأحياء على بعد كيلومتر واحد، لكنني اضطر الى سلوك طرق التفافية بطول 25 كلم للوصول اليها».
وبعد إعادة شراء المولدات، يضطر الى عبور الحواجز التي تسيطر عليها القوات النظامية.
ويضيف مبتسما: يفهمنا عناصر الحواجز بأن علينا أن نقدم لهم «فنجان قهوة»، في إشارة الى الرشى التي يدفعونها لغض النظر عما ينقلونه من بضائع.
لكنه مستعد لدفع هذا الثمن، لأن تجارة المولدات الكهربائية باتت مزدهرة في حلب. تنتشر على الأرصفة أمام محال تجارية عدة في الأحياء الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين، ويطغى ضجيجها على كل ما عداها من أصوات.
في متجره الصغير للحياكة، يعدل محمد على ماكينة خياطة لانجاز طلبيات. ويقول «لا نشغل المولد سوى ساعة واحدة في اليوم». ويضيف ان المولد «يستهلك ليترا من الوقود كل ساعتين، وكل ليتر يباع بسعر 150 ليرة سورية (نحو 1.5 دولار اميركي)، لذا لا يمكننا اضاعة الوقت لدى تشغيل المولد».
وينظر محمد بما يشبه الازدراء الى المولد الصغير البرتقالي اللون. ويقول «المولد صنع في الصين وهو ذو نوعية سيئة، لكنه الادنى سعرا الذي تمكن رب عملي من العثور عليه. ابتاعه في مقابل 13 الف ليرة».
وقدر وزير الكهرباء السوري عماد خميس في فبراير ان الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي في سوريا منذ بدء النزاع قبل عامين، وصلت الى 2.2 مليار دولار اميركي.
10/04/2013
البغدادي يعلن ولادة «الدولة الإسلامية في العراق والشام».. ويدعو إلى استمرار القتال «القاعدة» في العراق «يتبنّى» جبهة النصرة في سوريا
باتت «جبهة النصرة» و«تنظيم القاعدة في العراق»، المجتمعان تحت لواء «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أكبر تنظيم جهادي في سوريا والعراق.
فقد أعلن أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي، أمير ما يعرف بـ«دولة العراق الإسلامية»، عن اتحاد تنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة في القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في رسالة مسجلة على الانترنت، سارع الجيش السوري الحر الى رفضها، ونفى أن تكون «النصرة» تابعة له. وقال: «لا يوجد أي تنسيق بيننا.. نحن نقاتل من أجل الحرية، ولن نقبل بتكرار التجربة الفاشلة للأنظمة الشمولية بكل أشكالها».
الدولة الإسلامية في العراق والشام=
وتؤكد رسالة البغدادي شكوك المحللين والمراقبين حيال العلاقات الوثيقة بين «جبهة النصرة» و«دولة العراق الإسلامية»، وهي التسمية الأخرى للقاعدة في العراق.
وكشف البغدادي أن «جبهة النصرة في سوريا هي فرع القاعدة هناك، وأن عناصرها كانوا ينشطون بتخطيط وتمويل ودعم من تنظيم دولة العراق الإسلامية، الذي يزود نظيره في سوريا بالمال والمقاتلين».
وقال البغدادي: «إن اسمي التنظيمين في سوريا والعراق سيختفيان عن التداول في عمل الجماعة، وسيحل محلهما اسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام).
كما دعا أتباعه إلى رفض الديموقراطية وإقامة دولة إسلامية، قائلا: «لقد جربتم الدكاتاتورية، فإياكم أن تعتاضوا عن سنوات الظلم تلك بظلم الديموقراطية.. وقد سبقكم إليها أهل العراق، وعملوا بها في مصر وتونس وليبيا، فانظروا إلى حالهم وما آل إليه أمرهم..».
امتداد قديم
و«دولة العراق الإسلامية» ليس التنظيم الجهادي الأول في العراق، حيث كان أبو مصعب الزرقاوي أول من أنشأ تنظيم التوحيد والجهاد فيه، ثم تنظيم مجلس شورى المجاهدين. وقد تخلى عن تسمية تنظيمه لمصلحة القاعدة، بعد أن بايع أسامة بن لادن، معلنا عن ميلاد تنظيمه الجديد، القاعدة في بلاد الرافدين، حسب ما ورد في إعلان البغدادي.
واختفت تسمية تنظيم الزرقاوي بمقتله، وإعلان أبو عمر البغدادي، وأبو حمزة المصري، عن نشأة تنظيم دولة العراق الإسلامية.
وقال البغدادي في خطابه إنه «بعد استنجاد أهل الشام به تم انتداب الجولاني، أحد عناصر التنظيم، مع عدد من الجنود للقاء مقاتلين في الشام، وقد تم وضع الخطط واقتسام الأموال مناصفة بينهما كل شهر، وإرسال المقاتلين والسلاح، مما سمح بامتداد نفوذ التنظيم إلى سوريا».
تجربة فاشلة
وفي رد فعل على البغدادي، قال المتحدث باسم الجيش الحر، لؤي المقداد، إن «المهمة الأساسية لنا هي إسقاط نظام الأسد، والحفاظ على كيان الدولة السورية جغرافيا واجتماعيا، والوصول بالسوريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار شكل دولتهم وانتخاب قياداتهم بكل حرية وديموقراطية».
وأضاف المقداد: «لا نقبل بأي شكل من أشكال الفرض سواء كان باسم ايديولوجي أو عقائدي أو قومي، ولن نقبل بتكرار التجربة الفاشلة للأنظمة الشمولية بكل أشكالها».
ونفى حدوث أي تنسيق في هذا الصدد بين قيادات الجيش الحر وضباطه وتشكيلاته، وداعيا السوريين إلى التعبير عن أنفسهم في سوريا الحرة بالأساليب الديموقراطية، واستبعاد منطق التعبئة والترهيب.
هل تنجح رايس وباورز في إقناع أوباما بالتدخل في سورية؟
سوزان رايس ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
لم يكن مفاجئاً أن يعمد الرئيس باراك اوباما الى رد اعتبار موفدته الدائمة الى الامم المتحدة سوزان رايس بتعيينها في أرفع منصب في ادارته، اي مستشارة للأمن القومي. والتعيين لا يحتاج الى مصادقة مجلس الشيوخ، وبالتالي هو ناجز منذ إعلانه.
في الوقت نفسه، أعلن البيت الابيض نيته ترشيح سامنتا باورز، وهو ترشيح كانت «الراي» توقعته مطلع هذا العام، لخلافة رايس في الامم المتحدة. وبخلاف تعيين رايس، يحتاج تعيين باورز الى مصادقة مجلس الشيوخ، ما يعني أن الجلسة المخصصة له من المتوقع ان تشهد مواجهة سياسية يشنها الجمهوريون الذين يرجح ان يعيدوا فتح ملفات هجوم بنغازي، والتقاعس عن التدخل في سورية، والملف النووي الايراني.
وباورز كانت، الى جانب رايس ومستشار الامن القومي المتقاعد توم دونيلون ومسؤول الملف الايراني سابقا دينيس روس والسفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو، من اوائل الوجوه المعنية بالسياسة الخارجية التي دعمت المرشح باراك اوباما المغمور وساهمت في صناعة مواقفه في هذا المضمار والتسويق لها بين مراكز الابحاث والاعلام.
وكانت باورز متقدمة على رايس تراتبيا في حملة اوباما، حتى أدلت باورز بتصريح في مقابلة، اثناء الحملة، اجبر اوباما على الابتعاد عنها علنا. ومما قالته باورز في حينه ان اوباما، في حال انتخابه رئيسا، لن يسحب القوات الاميركية من العراق بعد ستة اشهر تماما كما كان وعد، بل سيستمع الى نصيحة كبار الضباط ويعمل معهم على تاريخ الانسحاب.
ذلك التصريح اثار زوبعة بين مؤيدي اوباما المتمسكين يومها بانسحاب فوري من العراق، ما اجبره على اقصائها. وكانت باورز هي المرشحة اساسا الى منصب سفيرة في الامم المتحدة، لكن خروجها بهذه الطريقة، أعطى منصبها الموعود الى رايس. وكجائزة ترضية، عين اوباما باورز بمرتبة عضو في مجلس الامن القومي.
والاثنتان، رايس وباورز، صديقتان. الاولى كانت تعمل في مجلس الامن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون في العام 1994 عندما وقعت مجزرة رواندا، والثانية كانت تعمل صحافية في يوغوسلافيا السابقة في منتصف التسعينات اثناء اندلاع حملات التطهير العرقي. ويعتقد المراقبون ان الحدثين اثرا كثيرا في آراء المسؤولتين، فأقسمت رايس انها ان واجهت مجزرة مرة اخرى، ستساند بشراسة التدخل بشكل دراماتيكي لوقفها. اما باورز، فشاركت في تأليف كتب عديدة وانتاج افلام وثائقية عن المجازر المختلفة، وهي كانت من ابرز الداعمين لحملة وقف مجازر دارفور، في السودان، في العام 2006.
وبسبب معارضتهما للمجازر وتأييدهما تدخلا اميركيا عسكريا حول العالم لمنعها، كانتا من اوائل المؤيدين لتدخل عسكري في ليبيا لمنع قوات العقيد معمر القذافي من ارتكاب مجزرة بحق سكان مدينة بنغازي.
ولكن رغم تأييد المسؤولتين التدخل في ليبيا، تأخر التحرك الاميركي بسبب المعارضة الشديدة ضده من مستشار الامن القومي توم دونيلون، الذي كان ولا يزال يحبذ بقاء الولايات المتحدة خارج الصراعات العسكرية حول العالم.
لكن معارضة دونيلون لم تصمد حينما عادت هيلاري كلينتون من لقاء حول ليبيا جمع حلفاء الولايات المتحدة، وكانت اصبحت مقتنعة تماما بضرورة التدخل، فتدخلت لدى اوباما، وبمساندة من رايس وباورز، تراجع دونيلون ودخلت اميركا حرب ليبيا.
دونيلون، وهو اساسا محسوب على نائب الرئيس جو بيدن، آثر اليوم الخروج من الادارة بعد تعيين أوباما نائب مستشار الامن القومي دينيس ماكدنو رئيسا لموظفي البيت الابيض، ما يعني ان مرؤوس دونيلون صار رئيسه، فساءت العلاقة بين الرجلين منذ تعيين الاخير، وخرج الاول لتحل رايس محله.
وكان دونيلون مهندس ما سمي بسياسة «الانعطاف نحو آسيا»، اي التركيز على بناء تحالف تحسبا لصعود محتمل للقوة الصينية. كذلك، تعزى اليه مساهمته في انسحاب الولايات المتحدة سياسيا من المشهد العراقي، بالتنسيق مع الرجل الذي كان مولجا معالجة هذا الملف انتوني بلينكن عندما كان الاخير مستشارا للامن القومي لدى بيدن.
وبعد اتمام الخروج العسكري والسياسي من العراق، استقطب دونيلون بيلنكن، ومنحه كرسيا في مجلس الامن القومي الرئاسي، وهو منصب يشغله الاخير منذ بداية ولاية اوباما الثانية.
ومع خروج دونيلون من الفريق الرئاسي، يصبح السؤال: هل تنجح الاصوات المتعالية باقناع اوباما بتدخل عسكري في سورية؟
الاجابة معقدة ولكن اغلب الظن ان واشنطن ستبقى مترددة لناحية التدخل، حتى لو توغلت اكثر في دعم الثوار ضد بشار الاسد عسكريا وماليا ولوجستيا، والسبب ان اوباما نفسه متردد، وهو رغم انه يستمع الى نصائح مستشاريه يبقى صاحب القرار الفصل.
اما اعضاء الادارة الآخرون من امثال وزيري الدفاع والخارجية تشاك هيغل وجون كيري، فهذان يعارضان التدخل في سورية من حيث المبدأ، ولكنهما عموما يدينان بالولاء لأوباما الى حد ان بعض المراقبين يصنفونهما في خانة «رجال النعم»، اي الذين يوافقون على آراء الرئيس وقراراته من دون نقاش. ولكن، بالطريقة نفسها لرفضهما اي تدخل عسكري في سورية، الارجح ان كلا من هيغل وكيري سينقلبان في موقفيهما فورا ويصبحان من اوائل المؤيدين للتدخل في حال نجح الثنائي رايس - باورز في اقناع اوباما بجدوى وضرورة التدخل.
11/04/2013
«النصرة» تتنصّل من «قاعدة العراق» وتبايع الظواهري.. و«أصدقاء سوريا- 3» في 20 الجاري
«الحر» يطالب هيتو بالتنحي: لن نترك سوريا للإخوان
دمشق، لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ش أ- طالب الجيش السوري الحر، أمس، رئيس الحكومة السورية المعارضة المؤقتة، غسان هيتو، بـ«العدول فورا عن تكليفه بهذا المنصب»، مؤكدا «لم ولن نقدم أي دعم أو حماية لهيتو ومن معه إلا إن اختاروا مغامرة دخول الأراضي السورية المحررة تحت حماية ميليشيات الإخوان المسلمين (..)، وسنسقط حكومته والنظام وهيمنة واستبداد الإخوان معا».
يأتي ذلك غداة إعلان الجيش الحر «تبرؤه» من جبهة النصرة الإسلامية، التي أعلنت (أمس) مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتنصلها في الوقت نفسه من إعلان الفرع العراقي للتنظيم دمجهما تحت راية واحدة.
في غضون ذلك، تقرر عقد مؤتمر «أصدقاء سوريا- 3» في العشرين من الشهر الجاري، وفق ما خلص إليه اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع مندوبين عن المعارضة السورية على هامش أعمال مجموعة الثماني في لندن، الذي يهيمن على جدول أعماله النزاع السوري والدعم الغربي للمعارضة.
في الأثناء، تستمر العمليات العسكرية وأعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في مناطق عدة، لا سيما في الغوطة الشرقية (ريف دمشق) حيث دارت اشتباكات عنيفة، وفي حماة حيث استهدف مقاتلو الجيش الحر المطار العسكري بصواريخ يدوية الصنع، بالإضافة الى حلب، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام السوري، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى غداة مقتل 162 شخصا في أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الكبيرة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.
«تكليف هيتو غير شرعي»
وأصدرت القيادة المشتركة للجيش بيانا اعتبرت فيه أن تكليف هيتو برئاسة الحكومة «غير شرعي» و«ليس خيارا وطنيا»، وحذر من أن استمراره (هيتو) في هذا المنصب يضعه «في مواجهة مباشرة مع الشعب السوري وقواه الثورية والجيش الحر».
وتابع «حكومة هيتو لن ترى النور، حتى ولو كان أعضاؤها من الملائكة، فما بني على باطل فهو باطل، وإن أي اختيار لرئيس الحكومة يجب أن يحظى بتوافق وطني عام، لأن الحكومة ستكون أهم حلقة في العمل الوطني وستمثل أداة أساسية في إنزال الهزيمة بالنظام».
وأعربت قيادة الحر عن اعتقادها «بأنه من الجريمة أن نضيع هذه الوظائف التي يجب أن تقوم بها الحكومة إكراما لفئة سياسية محدودة، وتريد أن تفرض على شعبنا العظيم وثورتنا المجيدة خياراتها الخاطئة ورجالاتها الفاشلين».
وأضافت إنها تطلق «التحذير» الأخير من مغبة وتبعات وعواقب محاولات الاستمرار في فرض هيتو، لافتة إلى أن تعيينه تم عبر ائتلاف مغلق لم يراع رأي القوى الوطنية والديموقراطية والثورية والعسكرية المبعدة والمهمشة أساسا خارج الائتلاف «وهذا سيقود إلى المزيد من الانقسام الوطني وسينتهي بالفشل والدفع بسوريا وشعبها وثورتها المجيدة نحو المجهول».
وأكدت رفضها بشكل قاطع لما أطلقت عليه «تحويل الشعب السوري وسوريا إلى حقل لتجارب فاشلة لمخططات ومشاريع فئة منبوذة»، مشددة على أنها لم ولن تعترف بهيتو، ولن تسمح بتمرير حكومته المرتقبة، «وسنسقطها والنظام وهيمنة واستبداد جماعة الإخوان معا».
وتابعت «قواتنا المسلحة الباسلة لم ولن تقدم أي شكل من أشكال الدعم أو الحماية أو الأمن الشخصي لهيتو ومن معه، إلا إن اختاروا مغامرة دخول الأراضي السورية المحررة تحت حماية ميليشيات الإخوان المسلمين»، معربة عن خشيتها من أن تتحول مسألة تشكيل حكومة في الشمال إلى محاولة لتمييع الأزمة السورية ومطالب الثورة بإسقاط نظام دمشق، مما يعني الدخول في لعبة تنازع بين حكومة في الشمال وأخرى في الجنوب مما ينذر حينها بإطالة أمد الصراع لسنوات، وهذا ما نعتقد أنها تريده جماعة الإخوان ريثما تتمكن من بناء قواعدها التي فقدتها بعد عقود وفرض هيمنتها على الدولة ومؤسساتها.
«النصرة» تبايع الظواهري
من جهة ثانية، نأت جبهة النصرة بنفسها عن تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، الثلاثاء، ولكنها أعلنت في الوقت ذاته، مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
وقال المسؤول العام للنصرة، أبو محمد الجولاني، في تسجيل صوتي متداول منسوب إليه «نحيط الناس علماً بان قيادات الجبهة ومجلس شورتها والمسؤول العام لم يكونوا على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعوه من وسائل الإعلام»، في إشارة إلى إعلان دولة العراق الإسلامية.
وقال الجولاني «هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نبايعه على السمع والطاعة».
وكان «القاعدة» في العراق أعلن (الثلاثاء) أن «النصرة» هي امتداد له وجزء منه، وأنه تم جمع اسمها مع «دولة العراق الإسلامية» تحت «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
الخطيب: القاعدة لا تناسبنا
ورداً على إعلان البغدادي، قال الرئيس المستقيل للائتلاف أحمد معاذ الخطيب إن فكر تنظيم القاعدة «لا يناسبنا»، مضيفا على صفحته على فيسبوك «..وعلى الثوار في سوريا اتخاذ قرار واضح بهذا الأمر».
يشار إلى أن الخطيب كان انتقد قرار واشنطن في ديسمبر الماضي إدراج جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية، كما انتقد نائبه جورج صبرا، القرار، مشدداً على ان الشعب السوري يعتبر جبهة النصرة جزءاً من الثورة.
11/04/2013
مرصد «حقوق الإنسان» يتهم مقاتلين معارضين بـ«تعذيب وابتزاز» مدنيين
اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، المؤيد للمعارضة، كتيبة من قوات المعارضة بتعذيب مدنيين وابتزازهم في حلب. وأصبح التعذيب والخطف والاعدام من دون محاكمة من المظاهر اليومية للانتفاضةالسورية، التي تحولت الى حرب أهلية.
لكن المرصد قال إنه شعر بأنه مضطر الى أن يخص بالذكر كتيبة شهداء بدر، التابعة لكتائب أحرار سوريا، بعد أن جمع عددا كبيرا من روايات شهود العيان، التي تشير إلى عمليات اعتقال وتعذيب متكررة.
وقال: «مثل هذه الأحداث تزداد انتشارا على الجانبين للأسف. كثير من هؤلاء مدنيون وليسو مقاتلين. وقائع مثل هذه تحط من قدر الثورة التي بدأها الشعب».
وتحدث المرصد عن رجل قال إن الجماعة عذبته. وكان جلد ساقي الرجل ممزقا في عدة مواضع، وملأت آثار الجلد ظهره. وأبلغ الرجل المرصد بأنه تعرض لتلك الاصابات أثناء احتجازه لمدة ثلاثة أيام. وقال سكان آخرون للمرصد إن وحدة أحرار سوريا أجبرت النازحين والسكان المحليين على دفع أموال مقابل حمايتها لهم.
11/04/2013
تقرير إخباري
{واشنطن بوست}: قتال مُحتم بين {الحر} و{النصرة}
في الوقت الذي ينزلق فيه الركن الشمالي الشرقي لسوريا من سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد، تزداد مخاوف السوريين من اندلاع حرب أخرى بين المقاتلين المعتدلين، الذين كانوا في مقدمة الصفوف المسلحة ضد النظام، والمتطرفين الإسلاميين الذين ظهروا في الآونة الأخيرة مستعرضين قواتهم وأسلحتهم لقيادة حركة المتمردين.
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن سقوط مدينة الرقة في أيدي مقاتلي المعارضة (الشهر الماضي) يضيف للمكاسب التي حققتها الجماعات الإسلامية في ثلاث محافظات تقع شمال شرقي البلاد، مشيرة إلى أن قوات الأسد المنتشرة في عدد قليل من القواعد المتفرقة في أنحاء البلاد معرضة للطرد في أي وقت.
«أمر لا مفر منه»
وفي الوقت الذي يتشبث فيه النظام السوري بالبقاء في السلطة، بدأت الخلافات بين الجماعات المتمردة تلوح في الأفق فيما يتعلق بالإيديولجية والنظام المستقبلي للدولة في سوريا، والسيطرة على الموارد الرئيسية التي تقع في هذا الركن الحيوي من البلاد والذي طالما كان مهملا.
ونقلت الصحيفة عن أبو منصور أحد قياديي كتائب الفاروق التابعة للجيش السوري الحر، الذي اشتبكت عناصره مع تنظيم جبهة النصرة (الشهر الماضي) عند المعبر الحدودي في مدينة تل أبيض، قوله إن «القتال أمر لا مفر منه».
وأوضحت الصحيفة أن جبهة النصرة من بين العديد من الجماعات الناشئة في المنطقة، لكنها وصفت بأنها الأكثر حسما وقوة.
وكان لإعلان تنظيم القاعدة في العراق تبنيه لجبهة النصرة أثره فيما يتعلق بمستقبل سوريا في حالة سقوط هذه المنطقة من البلاد في أيدي المتطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الروابط القبلية والعائلية تمتد عبر الحدود، حيث تتردد أصداء تفاقم الصراع المندلع في العراق خلال العقد الماضي، عندما انشق العديد من رجال القبائل السنية عن المقاتلين ضد القوات الأميركية وانضموا للصفوف المقاتلة ضد تنظيم القاعدة.
ولقي ثلاثة مقاتلين (سعودي وتونسيان) مصرعهم عندما حاول زعماء القبائل منع مقاتلي النصرة من دخول قرية مسرب في دير الزور.
كما أكدت الصحيفة أن جبهة النصرة فرضت سيطرتها على نحو %90 من آبار البترول السورية ومخازن الحبوب والقطن.
11/04/2013
{القذافي عمل ضد حافظ الأسد لفترة}
«ويكيليكس»: أربعة رجال يديرون ثروة بشار
فؤاد الأخرس وابنته أسماء (زوجة بشار)
فؤاد الأخرس وابنته أسماء (زوجة بشار)
دبي ــــ cnn والوكالات ــــ نشر موقع «ويكيليكس» 1.7 مليون وثيقة دبلوماسية سرية أميركية، تعود إلى الفترة الممتدة من 1973 إلى 1976، بعد أن رفعت عنها الحكومة الأميركية رسميا صفة السرية، إلا أن الإطلاع عليها لا يتم إلا بواسطة الأرشيف الوطني الأميركي.
أظهرت البرقيات «اعتقادا» بأن العقيد الليبي معمر القذافي حاول تشجيع المعارضة السورية أوائل السبعينات من القرن الماضي، كما أن ليبيا حاولت استثمار المشاعر الدينية في سوريا إبان الأزمة مع الرئيس حافظ الأسد، ولاحقا أرسل القذافي مساعده عبدالسلام جلود لتخفيفها.
تتضمن البرقيات التي ارسلها أو تلقاها وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر، محادثات بين السيناتور الأميركي هوارد بيكر مع رئيس الحكومة الإسرائيلي اسحاق رابين، ووزير خارجيته شيمون بيريس، حول امتلاك إسرائيل أسلحة نووية.
ظهور اليمين الإسلامي
كشفت وثيقة عن تعاون الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية مع نظام الرئيس المصري الراحل أنور السادات، لتشتيت القوى اليسارية والناصرية المعارضة للسادات آنذاك.
الوثيقة، التي أرسلتها السفارة الأميركية في عهد هنري كيسنجر، تحت عنوان «الحكومة المصرية تشجّع على ظهور يمين إسلامي»، تظهر اتجاه الحكومة المصرية إلى «تمويل وتأسيس كتلة يمينية تشمل جماعات التيار الديني، لتبقى على المسرح السياسي في مواجهة الكتلتين الناصرية والماركسية».
بورقيبة والملك حسين
وكشفت أن سفير الولايات المتحدة في تونس آنذاك تالكوت سيلي، كتب أن الرئيس الحبيب بورقيبة قال إن لديه معلومات بأن العاهل الأردني الملك حسين قد فكّر في مؤامرة ضده، لكن نجل بورقيبة، الحبيب بورقيبة الابن، نقل للأميركيين أن هناك قناعة أيضا بأنه من الممكن أن موقف الملك المزعوم ربما كان مجرد فورة غضب.
وشكك الدبلوماسيون الأردنيون في مصداقية المعلومات.
كما كشفت الوثائق، تصريحات مثيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان، قال فيها «انه يجب منح سكان رام الله وبيت لحم المواطنة الإسرائيلية».
كما تناولت «تحسّن العلاقات» بين مصر والعراق، والذي لعب الرئيس السابق صدام حسين، عندما كان نائبا للرئيس، دورا مهما فيها.
الخال مخلوف.. والأخرس والكزبري
وجاء في وثيقة للسفارة الأميركية في سوريا أن الرئيس بشار الأسد يعتمد على أربعة رجال في إدارة أصوله وأمواله في الداخل والخارج، وهم: زهير سحلول، نبيل الكزبري، محمد مخلوف، وفواز الأخرس.
فقد كشفت برقية للسفارة الأميركية، بعنوان: «مهاجمة أموال الأسد» اسماء الأربعة، فأوضحت ان سحلول، الذي يعد أهم رجل في سوق الصرافة السوداء، منحته الحكومة مكتباً في «مصرف سوريا المركزي» ليدير أزمة هبوط الليرة عام 2005، وخلال أسابيع استرد سحلول %20 مما خسرته الليرة، وحقق أرباحاً طائلة له ولرجال النظام.
وسحلول يتولى تحريك أموال الأسد، لما يتمتع به من علاقات تخوله تحويل 10 ملايين دولار لأي مكان خلال 24 ساعة.
«الخال».. عقل الفساد
أما محمد مخلوف، والد رامي وخال الأسد، فوصفته البرقية بالعقل المدبر للفساد، وكشفت عن منح نجله رامي أول ترخيص لشركة هواتف متحركة.. «سيريا تيل».
ويعرف نبيل الكزبري، الذي يلعب دوره لمصلحة أسرة مخلوف، بـ«ملك الورق»، ورغم ان قاعدة أعماله في فيينا، فقد طور روابطه مع رامي ومحمد مخلوف، الى ان أصبح رجل رامي الأول في «شام القابضة»، التي استقطبت 70 من كبار المتمولين.
ويستغل الكزبري، الذي لعب دوراً في تشجيع ساسة أوروبيين على التقارب مع بشار، شبكة اتصالاته بدوائر الأعمال والبنوك لنقل أصول للأسد إلى الخارج.
الأخرس يستغل صهره
ويؤكد «ويكيليكس» ان فواز الأخرس، والد زوجة بشار، نشط في قطاع الأعمال، مستغلاً موقع صهره بشار، وعززت عملية تتبع حركة حسابات الأخرس المصرفية وتحريكه أموالاً ضخمة، الشكوك في دوره في اخفاء أموال تابعة للرئيس.
18 جريحاً بينهم 3 صحافيين بسيارة مفخخة في حلب مقتل 27 طفلاً ومجازر متنقلة في دمشق والحسكة
سوري يوزع الخبز في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب (أ ف ب)
دمشق - وكالات - شن الطيران الحربي للنظام السوري غارات دامية امس ناشرا الموت والدمار، ولا سيما في حي بشمال شرق دمشق وقرية ذات غالبية كردية في شمال شرق سوريا راح ضحيتهما 12 طفلا على الاقل، في حين تبادل النظام والمعارضة الاتهام بتدمير مئذنة المسجد العمري في درعا.
وادت اعمال امس الى مقتل تسعين شخصا بينهم 27 طفلا.
فوق جثث اولاده الاربعة
في دمشق، قتل تسعة اطفال على الاقل في غارة جوية على حي القابون (شمال شرق)، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبث ناشطون على يوتيوب شريطا يظهر جثث اطفال موضوعة داخل اكياس زرقاء كبيرة. ويظهر في الشريط رجل ينحني منتحبا فوق جثث اربعة من اولاده، قبل ان يقبل طفلته المسجاة قائلا «انشالله حقك بتاخديه عند ربك. آه يا بابا. الله يرضى عليك».
اطراف العاصمة..وداريا
كما قصف الطيران اطراف حي الحجر الاسود جنوب دمشق، وايضا بلدة السبينة الى الجنوب من العاصمة.
والى الجنوب الغربي من دمشق، افاد المرصد عن تعرض مدينة داريا لقصف براجمات الصواريخ، مع استمرار محاولة القوات النظامية لفرض سيطرتها الكاملة عليها.
قصف بلدة ذات غالببة كردية
وامس قتل 16 شخصا على الاقل، بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان، في غارة جوية استهدفت بلدة ذات غالببة كردية في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتحدث عن «استشهاد 16 شخصا اثر القصف من طائرة استهدف قرية حداد التي تقطنها غالبية كردية والواقعة جنوب مدينة القحطانية»، ومن بين الضحايا «ثلاثة اطفال على الاقل وسيدتان».
فك الحصار عن معسكرين
هذا وقد تمكنت القوات النظامية من فك الحصار عن معسكرين كبيرين في محافظة ادلب (شمال غرب)، كان مقاتلو المعارضة يحاصرونهما منذ اشهر، وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان «استطاعت القوات فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية، اثر التفاف الجنود في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين» السبت.
وادت الاشتباكات في هذه البلدة القريبة من طريق دمشق حلب (شرق من بلدة حيش) الى سقوط 21 مقاتلا معارضا. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية «باتت تسيطر على هضبتين على جانبي الطريق الدولي، مما اتاح لها «ارسال امدادات قتالية وغذائية للمعسكرين».
معرة النعمان الاستراتيجية
وتقع هذه المناطق في ريف مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في اكتوبر، وفرضوا حصارا على المعسكرين، بعد اعاقة طرق الامداد المتجهة من دمشق الى حلب.
واوضح عبد الرحمن ان «وادي الضيف هو اكبر معسكر في محيط معرة النعمان، والحامدية قرية حولها النظام الى تجمع كبير لقواته».
صحافيون بين الجرحى
الى ذلك، ووفق التلفزيون الرسمي، فقد اصيب 18 شخصا بينهم ثلاثة صحافيين في التلفزيون السوري، في هجوم انتحاري استهدف مركزا امنيا في حلب.
وافاد عن «اصابة مراسل الاخبار في حلب شادي حلوة والمصورين يحيى موصللي واحمد سليمان، في عمل جبان كان محاولة هجوم بسيارة مفخخة يقودها ارهابيان انتحاريان، وقتل الارهابيان، بينما اصيب 18 بينهم فريق الاخبار».
وفي وقت لاحق، اشار التلفزيون الى ان «صحة الزميل شادي حلوة بخير، وكذلك احمد سليمان، اما موصللي فجراحه خطرة».
وذكرت الوكالة الرسمية سانا ان عناصر من القوات النظامية «اعترضوا سيارة الارهابيين المفخخة قبل نحو 500 متر من المقر، وتمكنوا من قتل احد الانتحاريين، بينما قام الآخر بتفجيرها».
من جهته، اشار مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الى ان الهجوم «وقع على حاجز عسكري بالقرب من نادي الضباط في حي الفرقان» في غرب حلب.
وشهدت الاسابيع الماضية مشاركة مقاتلين اكراد الى جانب مقاتلي المعارضة في اشتباكات في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب (شمال).
اتهامات متبادلة
في غضون ذلك، اتهم المجلس الوطني السوري وناشطون النظام بتدمير مئذنة الجامع العمري الذي انطلقت منه اولى التظاهرات المعارضة منتصف مارس 2011.
واظهرت اشرطة بثت على يوتيوب تعرض المئذنة لقصف متكرر خلال الايام الماضية. واظهر احد الاشرطة المئذنة وهي تهوي وتتحطم باستثناء قاعدتها. ويسمع المصور يقول «قوات الاسد تقوم ب
هدم مئذنة الجامع العمري»، مضيفا «عمر بن الخطاب بنى هذا المسجد رضي الله عنه، وبشار الاسد لعنه الله هدمه».
واشار الى ان المسجد «أول مكان احتضن الثورة السورية وهي في مهدها، من ابوابه خرجت الموجة الأولى من تظاهرات العزة والكرامة، وعلى جدرانه سقط أول الشهداء، وعلى بساطه عولج أول الجرحى».
من جهتها، نقلت الوكالة الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في درعا قوله ان «ارهابيي جبهة النصرة الذي ينتشرون في درعا البلد هم من استهدف مئذنة الجامع».
وقال ان «جميع الادلة تؤكد قيام الارهابيين بتفجير المئذنة»، في اشارة الى مقاتلي المعارضة الذين حققوا تقدما في المحافظة، ومن بينهم عناصر جبهة النصرة.
15/04/2013
«واشنطن بوست» عن مناقشات الكونغرس الأميركي: مرحلة مرعبة تمر فيها سوريا
واشنطن-أ ش أ- ذكرت «واشنطن بوست» الصادرة امس أن مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية عرضوا مؤخرا صورة صارخة ومرعبة بشأن تطورات الأزمة السورية خلال إحدى جلسات الكونغرس. وأفاد المسؤولون - حسبما نقلت الصحيفة - أن شهر مارس كان الأكثر دموية، مع تسجيل أكثر من 6000 حالة وفاة ونزوح ما يقرب من ربع الشعب السوري.
وتعليقا على هذا الأمر نقلت عن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط اليزابيث جونز قولها: ما بدأ بمطلب سلمي ينادي بالحرية والكرامة أصبح الآن واحدا من أكثر الصراعات المدمرة في القرن الـ21.
حتى بعد انتهاء الأسد
وما يزيد الوضع سوءا التقديرات الصادرة عن مجتمع المخابرات الأميركي، والتي رأت أن الحرب لن تنتهي حتى عقب سقوط نظام بشار الأسد -وهو السيناريو الأرجح.
فمن جانبه ذكر جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية أن ما لا يقل عن عام ستعيشه سوريا عقب سقوط الأسد في ظل أجواء تحتدم فيها الصراعات بين الأطياف المتنافسة، بينما أشار السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد إلى وجود منافسة حقيقية حاليا بين المتشددين والمعتدلين.
وأوضحت الصحيفة أن من أبرز الجماعات المتشددة «جبهة النصرة»، التي تعمل في 13 محافظة من الـ14.
تقديرات اميركية متباينة
بدوره أكد مدير جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) جون برينان أن مسار تمزيق سوريا ربما يسمح لجماعات بعينها مثل النصرة باكتساب القوة لأنها تعمل وفقا لأجندات داخل سوريا وربما بخارجها تناقض مصالح الأمن القومي الأميركي.
وتساءلت الصحيفة عن معالم خطة إدارة الرئيس أوباما للدفاع عن المصالح الأميركية وقالت: «إن شهادة المسؤولين الأميركيين بدت مشوشة ومتضاربة، حيث أكد فورد أن الإدارة تراهن على تفعيل عملية انتقال سياسي تفاوضي يتم بمقتضاها تنحي الأسد طواعية».
وعلى عكس ذلك أوضح كلابر أن السيناريو الأكثر ترجيحا يكمن في استمرار القتال بين الفصائل المتناحرة وليس التوصل إلى عملية لتسليم السلطة، وأن الأسد يرى نفسه صاحب اليد العليا وأنه سيموت في سوريا مثلما ولد فيها.
أكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ان 'الرئيس باراك اوباما سيبحث مجموعة واسعة من الخيارات المختلفة بشأن سورية'، في اجتماعات 'البيت الأبيض' هذا الأسبوع، وعبرت عن القلق من تدهور الأوضاع هناك.
وقالت المتحدثة جين ساكي للصحفيين 'أعدت مجموعة أوسع من الخيارات كي يبحثها الرئيس واجتماعات داخلية لدراسة الوضع. الأوضاع على الأرض تدهورت. هذا بصراحة مبعث قلق'، وأشارت إلى 'مشاركة جماعة حزب الله اللبنانية وإيران في الحرب الأهلية السورية'.
وقال مسؤول أميركي إن 'اجتماعات البيت الأبيض التي يشارك فيها وزير الخارجية جون كيري قد تتخذ قرارا أيضا بشأن تسليح المعارضة السورية'.
تحدث عن «خطر وجودي» على لبنان ضمن مشروع مشرقي تقوده ايران
الحريري: «حزب الله» أفسد علاقاتنا العربية وشغل العالم بأنشطته الإرهابية
سعد الحريري ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| بيروت «الراي» |
دقّ الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «ناقوس الإنذار»، معلناً ان «لبنان في خطر وجودي»، ومهاجماً في شكل غير مسبوق «حزب الله» وسلاحه «الظالم» ومشروعه «التدميري ومساره الأسود» ومؤكداً «اننا نحتاج في هذه المرحلة الى كلمة حق توقف المسلسل الايراني وحروبه بدماء اللبنانيين على ارضنا وأراضي الآخرين في سورية وغيرها»، ومشدداً على ان «كلمة الحق ستبقى سبيلنا لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي ومن هيمنة الاحزاب المسلحة مهما امتلكت من صواريخ».
وجاء موقف الحريري في كلمة وجّهها الى اللبنانيين وختمها بعبارة «عاشت الوحدة الوطنية. ولتسقط كل احزاب سلاح».
ولفت الى ان «حزب الله» اعلن الحرب على الثورة السورية «وأعطى نفسه كحزب وكمجموعة طائفية مسلحة حقوق الدول في اتخاذ القرارات المصيرية، دون ان يقيم اي اعتبار لحساسيات المجموعات التي يعيش معها والتي تشكل بالحد الأدنى من القواعد الشعبية اكثر من 50 في المئة من الشعب اللبناني»، مضيفاً: «حزب الله قرر بلسان امينه العام ان يكون السيد حسن نصرالله هو رأس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والسلطة التنفيذية التي تجيز فتح الحدود امام آلاف المقاتلين للمشاركة في الحرب السورية، وكذلك السلطة التشريعية التي تصدر فتاوى الدفاع عن المقامات الدينية وأنظمة المقاومة والممانعة خارج الحدود».
وتابع: «هذا الكلام هو حقيقة صارخة وجارحة لواقع الدولة اللبنانية التي ترزح منذ سنوات تحت وطأة الشروط وأعمال الترهيب التي يفرضها حزب الله، متخندقاً في ترسانة مذهبية وعسكرية ومالية، نجحت على مدى اكثر من 20 عاما في استقطاب الطائفة الشيعية واغراقها بوهم القوة على الاخرين، لتكون رديفا مسلحا للحرس الثوري الايراني على الساحة اللبنانية، ورأس حربة في مشروع مشرقي يتم الترويج له بقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية».
وفي حين دعا الى التوقف عند «الأبعاد الاستراتيجية للمشروع الايراني في المشرق العربي، والإشارات التي يتم إرسالها حول الموقع المتقدم لـ «حزب الله» في هذا المشروع وتكليفه بمهمات تؤسس لرسم خرائط جديدة، في نطاق جغرافية سياسية تشمل العراق والأردن اضافة الى لبنان وسورية»، اعتبر ان «الركون الى مشروع حزب الله بهذا الشكل يعني بكل بساطة، انه لن تقوم اي قائمة للدولة اللبنانية في يوم من الايام وان هذه الدولة ستبقى رهينة الحزب ومن فوقه الجمهورية الاسلامية الإيرانية والى ابد الآبدين».
وقال: «سبق ان حذرنا من مخاطر هيمنة السلاح غير الشرعي على مقاليد الحكم، واكدنا ان التهرب من معالجة سلاح حزب الله سيقود لبنان الى الخراب ويعيد انتاج ميليشيات مسلحة. وها نحن اليوم، دولة وشعبا ومؤسسات وجيشا واقتصاد واستقرارا وطنيا، ندفع ثمن الهروب من وضع سلاح حزب الله حيث يجب ان يكون، اي في عهدة الدولة (...) وحزب الله يحاول ان يقنع جمهور الطائفة الشيعية بأن هذا السلاح هو لحماية الطائفة، وان الحزب نجح في تأسيس اول جيش من نوعه للشيعة في الشرق (...) ولا يمكن ان نقر لحزب الله بهذا الحق تحت اي ظرف، بمثل ما لا يمكن ان نقر به لأي جهة طائفية او مذهبية».
اضاف: «حزب الله قد يصلح لأن يكون جيشا للدفاع عن بشار الاسد او عن مصالح ايران وبرنامجها النووي. لكنه بالتأكيد ليس صالحا للدفاع عن لبنان بعد اليوم، وهو يقول لعموم اللبنانيين بمن فيهم الشيعة: لن ترتاحوا معي ولن ترتاحوا من دوني مهما ابدعتم من مخارج للهروب من سطوة السلاح، واقل ما يمكن ان يقال في المشروع الذي يأخذ حزب الله لبنان اليه، انه مشروع تدميري لن تنجو منه صيغة العيش المشترك والنظام الديموقراطي ووحدة الطوائف الاسلامية. ولن يكون هناك شيء أولى بالمتابعة والاعتراض والمواجهة، من الاعتراض على هذا المشروع ومواجهته بكل اشكال التضامن الوطني».
واشار الى ان «حزب الله» «افسد العلاقات بين لبنان والدول العربية وكشف مصالح اللبنانيين على ارتدادات اقتصادية ومالية وسياسية، وافسد علاقات لبنان مع المجتمع الدولي الذي لا تخلو أخباره يومياً من ذكر الحزب وانشطته غير القانونية والإرهابية في غير مكان من العالم».
البيت الأبيض يؤكد تورط نظام الأسد في استخدام الكيماوي، والجيش الحر يطالب بأسلحة 'فعالة' بعد بيان امريكي
14/6/2013 الآن- وكالات 12:30:45 AM
ارشيفية
دعا قائدا الجناحين العسكري والسياسي للمعارضة السورية يوم الخميس الي إمداد مقاتلي المعارضة بمعدات مضادة للطائرات واسلحة متطورة اخرى بعد ان قالت الولايات المتحدة إنها ستعزز دعمها العسكري للمقاتلين الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الاسد.
وأبلغ اللواء سليم إدريس رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر - الجناح العسكري للمعارضة- قناة العربية التلفزيونية أن هناك 'ضرورة لتقديم المساعدات العسكرية الفعالة واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع النظام المجرم من استخدام السلاح الكيماوي.'
واضاف إدريس أن مقاتلي المعارضة الذين يتخذون موقف الدفاع في اجزاء كثيرة من البلاد بعد اسابيع من هجمات مضادة شنتها قوات الاسد 'بحاجة الى كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر ومضادات للطيران واسلحة نوعية.'
وكان يتحدث معقبا على بيان لنائب مستشار الامن القومي الامريكي بن رودس قال فيه ان الولايات المتحدة ستزيد الدعم العسكري للمجلس العسكري الاعلى الذي يرأسه إدريس بعد ان توصلت الي ان حكومة الاسد استخدمت اسلحة كيماوية.
ولم يحدد رودس نوع الدعم الذي تعتزم الولايات المتحدة تقديمه لكنه قال انه سيكون مختلفا من حيث النطاق والمستوى عن المساعدة غير الفتاكة التي تقول واشنطن انها تقدمها حاليا.
وردد جورج صبرة القائم باعمال رئيس الائتلاف الوطني -الجناح السياسي للمعارضة السورية- دعوة إدريس الي امدادات مهمة من الاسلحة وقال ان الولايات المتحدة تتخذ خطة متأخرة بعد عامين من الحرب التي قتل فيها أكثر من 90 ألف شخص.
واضاف قائلا للعربية 'نحن نريد سلاحا نوعيا ضد الدبابات والطائرات التي تقصف القرى السورية.. نحن ننتظر هذا السلاح النوعي.'
وقال ان الائتلاف يريد ايضا من مجموعة اصدقاء سوريا التي تضم دولا مناهضة للاسد أن 'تتخذ موقفا جذريا من بعد ما كشفت حقيقة النظام واستخدامه اسلحة كيماوية.'
'نتوقع نتائج ايجابية ومواقف حقيقية ونريد ان نرى الدعم العسكري الحقيقي.'
10:48:13
أعلن البيت الأبيض، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية. وكان السيناتور الأميركي، جون ماكين، أكد أن واشنطن قررت تسليح المعارضة السورية.
وأكد البيت الأبيض أنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي على سوريا، وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل الدعم العسكري للمعارضة.
وذكرت الإدارة الأميركية أن أوباما أعاد حساباته بشأن الأزمة السورية بعد ثبوت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي.
وقال أعضاء في الكونغرس الأميركي إن البيت الأبيض أكد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأسلحة محظورة.
وأعلنت واشنطن أن سلاح الأسد الكيماوي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصاً، مشيراً إلى أن نظام الأسد استخدم غاز السارين على نطاق محدود ضد معارضيه.
كما نفت الإدارة الأميركية وجود أدلة على استخدام المعارضة للسلاح الكيماوي.
وأوضح البيت الأبيض أن ثبوت استخدام الأسد للسلاح الكيماوي يغير من المعادلة بالنسبة للرئيس الأميركي أوباما.
وذكرت الإدارة الأميركية أنها ستتخذ قراراتها بشأن سوريا في الوقت الذي تراه مناسباً.
وأشارت الإدارة إلى أنها ستطلع الشركاء الدوليين على الأدلة التي تثبت ضلوع الأسد في استخدام أسلحة كيماوية.
01:45:48
أكد السناتور الأميركي، جون ماكين، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن واشنطن قررت تسليح المعارضة السورية.
وقال أعضاء في الكونغرس الأميركي أن البيت الأبيض أكد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للسلاح الكيماوي.
وأعلن البيت الأبيض إن سلاح الأسد الكيماوي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا، مشيرا إلى أن نظام الأسد استخدم غاز السارين على نطاق محدود ضد معارضية.
كما نفت الإدارة الأميركية وجود أدلة على استخدام المعارضة للسلاح الكيماوي.
وأوضح البيت الأبيض أن ثبوت استخدام الأسد للسلاح الكيماوي يغير من المعادلة بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما.
وذكرت الإدارة الأميركية أنها ستتخذ قراراتها بشأن سوريا في الوقت الذي تراه مناسبا.
وأشارت الإدارة إلى أنها ستطلع الشركاء الدوليين على الأدلة التي تثبت ضلوع الأسد في استخدام أسلحة محظورة.
مسؤولوها كرروا تأكيد نيتها «قلب الموازين» حتى لو بتدخل عسكري
واشنطن تفتح باب تسليح المعارضة السورية بعد اتهام الأسد رسمياً باستخدام الكيماوي
مقاتل سوري معارض أمام دبابة غنمها الثوار قرب معسكر الإسكان في إدلب (رويترز)
مقاتل سوري معارض أمام دبابة غنمها الثوار قرب معسكر الإسكان في إدلب (رويترز)
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
facebook
| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
وفقاً لما أوردته «الراي» الخميس لناحية التغيير في موقف الادارة الاميركية تجاه الوضع في سورية، اعلن نائب مستشار الامن القومي بن رودز ان نظام بشار الاسد «استخدم الاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري». وقال رودز ان الرئيس باراك اوباما سبق ان «قال ان استخدام (الاسد) للاسلحة الكيماوية سيغير حساباته (تجاه الازمة السورية)، ولقد غيرها» فعلا. (تفاصيل ص 19).
وعلى الرغم من ان رودز لم يعلن صراحة نية بلاده تزويد الثوار السوريين بالاسلحة، الا انه اشار الى ان اوباما «سمح بتوسيع مساعدتنا للمجلس العسكري الاعلى» للجيش السوري الحر.
ومن غير المرجح ان تنخرط واشنطن نفسها بتزويد المعارضة السورية بالاسلحة، ولكن العاملين في «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) يعملون عن كثب مع نظرائهم الفرنسيين والبريطانيين على تحديد الفصائل السورية «المعتدلة»، والتي يمكن تزويدها بالاسلحة، فيما يعمل الفرنسيون والبريطانيون على شراء هذه الاسلحة وتأمين تسليمها الى الثوار السوريين في تركيا.
وفي هذا السياق، قال خبراء اميركيون انهم رصدوا في اليومين الاخيرين وصول كمية من الاسلحة الى الثوار السوريين، خصوصا صواريخ «كونكور» المضادة للآليات، والتي يتم توجيهها عن بعد. وتوقعوا ان يحصل الثوار على «كمية كبيرة جدا من الرشاشات والطلقات والقنابل»، فضلا عن اسلحة قادرة على «اسقاط طائرات الاستطلاع من دون طيار، الايرانية الصنع، والتي تستخدمها قوات الاسد لتحديد اماكن انتشار الثوار».
وفيما يزود حلفاء اميركا ثوار سورية بالسلاح، من المتوقع ان تستمر عملية «الحشد السياسي»، الذي تحتاجه الادارة الاميركية من اجل توجيه ضربة الى قوات الاسد ومنشآته العسكرية. ولا شك ان تصريحات رودز هو الخطوة الاولى في اتجاه هذا الحشد السياسي الاميركي المتوقع.
ومما قاله المسؤول الاميركي ان «نظام الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية، بما فيها غاز الاعصاب سارين، على نطاق صغير ضد المعارضة، وفي مرات متعددة على مدى العام الماضي»، وان «عددا يتراوح بين مئة ومئة وخمسين سوريا قضوا في هذه الهجمات بالاسلحة الكيماوية» التي شنتها قوات الاسد، وان العدد النهائي لضحايا الكيماوي غير مكتمل ويتعذر تحديده في الوقت الحالي.
وأضاف انه «رغم ان ضحايا هذه الهجمات يشكلون نسبة ضئيلة من مجمل عدد القتلى الذي تجاوز 90 الفا، الا ان استخدام الاسلحة الكيماوية هو اختراق للاعراف الدولية وتجاوزا للخطوط الحمراء المعروفة لدى المجتمع الدولي منذ عقود».
وتابع رودز انه اصبح بحوزة الولايات المتحدة كل التفاصيل حول استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية، بما في ذلك اسماء المسؤولين الذين خططوا وامروا ونفذوا، وأوقات واماكن الهجمات، معتبرا ان جزءا من المعلومات الاستخباراتية يتطابق مع ما سبق ان اعلنته وسائل اعلام و جهات سورية معارضة.
في هذه الاثناء، تواترت الانباء في العاصمة الاميركية ان ادارة اوباما اصدرت اعلانها هذا بعد التشاور مع حلفائها، خصوصا بريطانيا، التي زار وزير خارجيتها وليام هيغ واشنطن الاربعاء، وفرنسا.
ومن المرجح ان يشكل اعلان البيت الابيض استخدام الاسد للاسلحة الكيماوية الحجر الاساس في «الملف» ضده، فيما من المتوقع ان تتم اضافة ادانات اخرى الى هذا الملف بما فيها تقارير صادرة عن الامم المتحدة تتحدث عن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الانسانية» ارتكبها النظام بحق المدنيين السوريين.
على صعيد متصل، كرر عدد من المسؤولين الاميركيين في مجالسهم الخاصة مقولة نية الرئيس الاميركي «قلب الموازين في سورية لمصلحة الثوار»، حتى لو تطلب ذلك تدخلا عسكريا اميركيا، وهو ما لمح اليه رودز في بيانه اذ قال ان «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لديهم عدد من الردود القانونية والمالية والديبلوماسية والعسكرية على الاسد»، غير دعم الثوار السوريين، وان اميركا مستعدة لكل الاحتمالات، وانها ستأخذ قراراتها وفقا للوقت الذي تختاره.
ورغم ان تصريحات رودز تضمنت تجديد واشنطن التزامها «التسوية السياسية» كمخرج وحيد للازمة في سورية، الا انه صار من شبه المؤكد ان الحكومة الاميركية لا تعتقد ان التسوية ممكنة قبل احداث انقلاب في ميزان القوى على الارض السورية.
وفي موقف لافت، اصدر زعيم الغالبية الجمهورية في الكونغرس اريك كانتور بيانا اعرب فيه عن استعداده «وزملائه العمل مع الرئيس (بخصوص سورية)». وقال كانتور: «ادعو الرئيس اوباما كي يشرح للكونغرس والشعب الاميركي خطته لانهاء هذا الصراع بطريقة تحمي مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائنا».
موقف كانتور لم يكن الوحيد الذي عبر عن انقلاب عام في المزاج الاميركي نحو التدخل في سورية، اذ قال الرئيس السابق بيل كلينتون، الخميس، ان عدم التدخل في صراع كالصراع في سورية قد يظهر ان رئيس الولايات المتحدة على انه جبان.
وقال كلينتون في جلسة مغلقة استضافها في مؤسسته السناتور الجمهوري جون ماكين، اول المؤيدين واكبر الداعين لتوجيه ضربة الى الاسد، ان اوباما يجازف بأن يبدو «جبانا» او «ضعيفا» او «احمق» في حال لم يتدخل في سورية.
واضاف كلينتون، حسب تصريحاته التي نشرتها «ذي دايلي بيست»: «تخيلوا كم كنت سأبدو ضعيفا... لنفترض اني تركت مليونا او مليوني شخص يصبحون لاجئين في كوسوفو، وان يموت بضع مئات الالاف، ويقولون لي كان بامكانك ان تمنع ذلك بالقائك بعض القنابل، ويقولون لي لماذا لم تفعلها؟ وانا اجيب لان الكونغرس صوت بنسبة 75 في المئة ضدها، ساعتذاك ستبدو جبانا، وتكون كذلك».
وختم كلينتون: «اذا ما رفضت التصرف وتسببت بكارثة، الشيء الوحيد الذي لا يمكنك قوله بعدما انكسر كل البيض ان... يا ربي، منذ سنتين، كان 80 في المئة ضد التدخل، وسوف تبدو احمق بالكامل».
وعلى رأس الخيارات امام واشنطن وحلفائها، يأتي فرض حظر جوي في منطقة صغيرة جنوب سورية بعمق نحو 40 كيلومترا، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي قالت ان مسؤولين اميركيين اقترحوا ذلك على اوباما، كون هذا الحظر يمكن تأمينه عبر طائرات من داخل الأردن ولا يحتاج الى قرار دولي.
الراي