«القبس» تنشر تقرير «الميزانيات البرلمانية» (1): أرقام غير مسبوقة لفاتورة العلاج في الخارج
نواب وشخصيات يتوسطون لعلاج 6456 مواطناً في الخارج
محرر القبس الإلكتروني 16 يوليو، 2016
0 تعليقات
AddThis Sharing Buttons
Share to طباعةShare to FacebookShare to TwitterShare to Google+Share to PinterestShare to ارسال ايميلShare to WhatsApp
مستشفى جابر نموذج للمشاريع الطبية المطلوبة ويجب تعميمها
محمد توفيق |
كشفت أوساط متابعة لملف «العلاج في الخارج» عن توجه لوزارة الصحة لطلب أرقام خيالية لتغطية ما تم صرفه على بند ابتعاث المرضى، والذي تجاوز أضعاف ما كان مقررا في ميزانية العام الماضي، مؤكدة أن الرقم سيكون غير مسبوق جراء التجاوزات في هذا الملف، الذي التهم أضعاف ما كان مخصصا للسنة المالية 2015 / 2016.
وتوقعت الأوساط أن يكون المبلغ المطلوب «مفاجأة من العيار الثقيل».
في سياق متصل، حذرت لجنة الميزانيات والحساب الختامي البرلمانية من بطء الإنجاز والتراخي في تسوية ملاحظات ديوان المحاسبة، وضعف التدقيق والرقابة الداخلية في بعض الوزارات وجهات الدولة.
وكشف تقرير اللجنة لدور الانعقاد الرابع والصادر في 30 يونيو 2016 أن %41 من مكاتب التدقيق الداخلي في الوزارات والإدارات الحكومية غير فعالة نهائياً.
وتناول التقرير الذي حصلت القبس على نسخة منه مشروع القانون باعتماد الحساب الختامي للوزارات والإدارات الحكومية للسنة المالية 2015/2014، وتقرير ديوان المحاسبة عن نتائج الفحص والمراجعة على تنفيذ ميزانيات جهات الدولة وحساباتها الختامية، فضلاً عن تقرير الديوان بشأن تقييم الأداء، وبيان وزير المالية عن الأوضاع الاقتصادية والنقدية والمالية ومشروع ميزانية 2017/2016.
وفي الحلقة الأولى من التقرير تنشر القبس ملاحظات لجنة الميزانيات البرلمانية حول أداء وزارة الصحة ومدى تسويتها لملاحظات الجهات الرقابية، وأبرز المآخذ على الوزارات وتوصيات مجلس الأمة لتلافي التجاوزات والسلبيات، لا سيما ما يخص العلاج بالخارج الذي يلتهم 310 ملايين دينار من موازنة الدولة، بسبب قصور القطاع الطبي في البلاد وتدخل بعض النواب وشخصيات أخرى.
فقد رصد تقرير اللجنة البرلمانية نحو 16 ألف مخالفة مالية في النصف الأول من السنة المالية كان نصيب وزارة الصحة منها أكثر من 8 آلاف و327 مخالفة، لافتاً إلى أن نسبة إنجاز المشاريع الصحية في البلاد متدنية.
بطء الإنجاز
وقال التقرير ينبغي النظر في ملاحظات ديوان المحاسبة المسجلة بشأن (المشاريع الإنشائية) وعقود (نقل الخبرات الطبية التي تبرمها الوزارة مع الجامعات والأكاديميات الطبية) وقضية (العلاج بالخارج) كوحدة متكاملة للعمل على تلافيها بشكل موضوعي.
ولفت إلى أن للوزارة 43 مشروعاً ونسبة الإنجاز فيها مجتمعة لا تتعدى %15 ما يشير إلى عدم تهيئة البيئة الطبية على النحو المخطط له، كما أن مشاريع وزارة الصحة المدرجة في خطة التنمية والخاصة بالمستشفيات تعاني بطئاً في الإنجاز حيث ما زال الموقف التنفيذي لمستشفى ابن سينا في حالة التصميم رغم أنه مدرج في الميزانية منذ السنة المالية 2010/2009.
وتطرق إلى كثرة الملاحظات التي يوردها ديوان المحاسبة بشأن نقل الخبرات الطبية من الجامعات والأكاديميات الطبية التي تتعاقد معها الوزارة من عدم وفائها بالاشتراطات التعاقدية من توفير العدد المتعاقد عليه من الأطباء والفنيين والزيارات الطبية والتدريب على الأجهزة التكنولوجية الحديثة وغيرها، ما ساهم في رفع فاتورة العلاج بالخارج إلى 310 ملايين دينار في وزارة الصحة وحدها وفق الحساب الختامي الأخير، مع كثرة اللغط الدائر بإيفاد غير المستحقين.
وأشار إلى إدراج مبلغ 125 مليون دينار لعلاج المواطنين بالخارج للسنة المالية 2017/2016، محذراً من أن المتبقي من ملاحظات الجهة والتي لم يتم تسويتها بعد بلغ 80 ملاحظة من أصل 91.
رقابة الأدوية
وقال التقرير من الضروري أن تبادر وزارة الصحة بتطبيق الأنظمة الرقابية المخزنية على الأدوية إحكاماً للرقابة عليها لا سيما وأن المعتمد للسنة المالية الجديدة يقدر بـ 310 ملايين دينار، مطالباً بإنشاء نظم آلية تكفل تحقيق الرقابة الفعالة عليها من متابعة المنصرف منها وتوزيعها على المراكز الصحية وجردها دورياً ومعرفة الأدوية المنتهية الصلاحية ووجود آليات للتخلص منها والعمل على تطوير اللوائح الإدارية التي تنظم هذه العملية ضمن متطلبات الأجهزة الرقابية حرصاً على المال العام.
التدقيق الداخلي
وأوضحت اللجنة أنه رغم إفادة ديوان المحاسبة تحسن مستوى التعاون مع الوزارة بصورة أفضل عما كان في السنوات السابقة إلا أنها ما زالت ترى ضرورة زيادة التنسيق مع كل الجهات الرقابية وإىجاد آليات أكثر تفاعلية وتواصيلة بعيداً عن الطرق التقليدية للتجاوب معها بصورة أسرع في تسوية الملاحظات، مبينة أهمية تفعيل إدارة التدقيق الداخلية وتقويتها باللوائح المناسبة والكوادر الوظيفية المؤهلة وإلحاق تبعيتها بأعلى سلطة إشرافية للحد من الأخطاء المالية والإدارية والمحاسبية.
وشددت على ضرورة تصويب الملاحظات المتعلقة بالجوانب الإيرادية ضمن متطلبات الجهات الرقابية ومنها تنظيم استغلال مرافق الوزارة من قبل القطاع الخاص والمعالجة الجادة لأوجه القصور التي تشوب سجلات الوزارة في قيد ومتابعة إيراداتها ضمن التعليمات المالية إحكاماً للرقابة عليها، خاصة وأن من الملاحظات المسجلة تدني معدل التسويات المحاسبية عليها ما أدى إلى تضخمها لتصل إلى 254 مليون دينار ومن ضمنها مبالغ تعود لـ 13 سنة.
كما تعهد وزير الصحة بتشكيل لجنة مشتركة بين وزارته والشركة المنظمة لعقد الضمان الصحي للوصول إلى تسويات بشأن الملاحظات المسجلة في هذا الشأن حفظاً لحقوق الوزارة المالية.
اتخاذ القرار
وبينت اللجنة ضروررة وضوح تسلسل وحدات اتخاذ القرار داخل الوزارة تجنباً لتكرار بعض الملاحظات المسجلة في هذا الجانب، من خلال الاستناد إلى آراء اللجان الفنية والطبية المتخصصة لحصر مسؤولية متخذي تلك القرارات بدلاً من شيوعها بما يساهم في ترشيد الإنفاق وبما لا يخل بالخدمات الطبية المقدمة، ومنها على سبيل المثال ما سجله ديوان المحاسبة من إبرام عقود صيانة لأجهزة طبية بقيمة 10 ملايين دينار دونما الحاجة لها بشهادة فنيي الصيانة التابعين للوزارة فيما تؤكد المستويات الإدارية العليا خلاف ذلك، وهو ما يستدعي تنظيمها.
عقود الوزارة
وطالبت اللجنة برفع كفاءة قطاعات الوزارة المعنية بإدارة وتنفيذ العقود مع إعادة النظر بشكل جاد بالإجراءات والسياسات الإدارية المتبعة في عملية دراسة العقود وطرحها وتنفيذها والرقابة عليها، ومنها ما سجله الديوان على 412 موضوعا تنوعت أسبابها ما بين ردها إلى الوزارة لعدم استيفائها للتعاميم المالية المنظمة للطرح أو عدم التزام بالمدة المحددة قانوناً للرد على لجنة المناقصات المركزية أو طول بقائها بالوزارة بعد ترسيتها، وتكاد تكون وزارة الصحة هي الأعلى بين الجهات الحكومية في هذا الجانب، مما يتسبب بتأخر الاستفادة من المشاريع والأهداف المرجوة منها في مواعيدها المقررة.
تدني المشاريع
وبينت لجنة الموازنات البرلمانية أنه ينبغي النظر في ملاحظات ديوان المحاسبة المسجلة بشأن «المشاريع الإنشائية»، وعقود «نقل الخبرات الطبية التي تبرمها الوزارة مع الجامعات والأكاديميات الطبية»، وقضية «العلاج بالخارج» كوحدة متكاملة للعمل على تلافيها بشكل موضوعي، مع تعزيز الثقة بالجهاز الطبي الكويتي الزاخر بالكفاءات المشهود لها، مبينة أن للوزارة 43 مشروعاً، ونسبة الإنجاز فيها مجتمعة لا تتعدى %15، مما يشير إلى عدم تهيئة البيئة الطبية على النحو المخطط.
وأشارت إلى كثرة الملاحظات التي يوردها ديوان المحاسبة، بشأن نقل الخبرات الطبية من الجامعات والأكاديميات الطبية، التي تتعاقد معها الوزارة، من عدم وفائها بالاشتراطات التعاقدية، من توفير العدد المتعاقد عليه من الأطباء والفنيين، والزيارات الطبية والتدريب على الأجهزة التكنولوجية الحديثة وغيرها، مما ساهم في رفع فاتورة العلاج بالخارج إلى 310 ملايين دينار في وزارة الصحة وحدها، وفق الحساب الختامي الأخير، مع كثرة اللغط بإيفاد غير المستحقين، وقصور لوائحها التنظيمية، وعدم وجود ربط آلي مع المكاتب الصحية الخارجية لتسوية المستحقات المالية أولاً بأول، وغيرها من الملاحظات التي باتت تحتاج إلى وقفة جادة وخطة واضحة لتسويتها.
وأوضحت وزارة الصحة أنه يتم التجهيز حالياً لتوقيع عقد إدارة نظام الميكنة والربط الآلي للمكاتب الصحية في الخارج مع إحدى الشركات الحكومية المختصة بالمشاريع التكنولوجية.
رقابة الأدوية
وشددت اللجنة على ضرورة تطبيق الأنظمة الرقابية المخزنية على الأدوية، إحكاماً للرقابة عليها، من خلال إنشاء نظم آلية تكفل تحقيق الرقابة الفعّالة عليها، من متابعة المنصرف منها وتوزيعها على المراكز الصحية وجردها دورياً، ومعرفة الأدوية المنتهية الصلاحية ووجود آليات للتخلص منها، خصوصاً أن ديوان المحاسبة قد سجّل مآخذه في هذا الجانب على ما قيمته 315 مليون دينار، مما يستدعي تصويبها ضمن المتطلبات الرقابية، حرصاً على المال العام.
شؤون التوظيف
كما أوضحت اللجنة أهمية وضع خطة جادة لضبط ورفع كفاءة شؤون التوظف في الوزارة، والتي وصلت إلى حد «الضعف في الأداء المهني» ووجود «ارتباط مالي وإداري» حسبما هو وارد في تقرير ديوان المحاسبة، مشددة على ضرورة تمكين ديوان المحاسبة من القيام بمهامه الرقابية والرد على مكاتباته، بالإضافة إلى التنسيق مع ديوان الخدمة المدنية.
وقالت: هناك 3 تقارير من ديوان المحاسبة حول تقييم كفاءة وزارة الصحة في كل من:
1 – تقييم أداء منطقة الصباح الطبية.
2 – تقييم أداء كفاءة التخلص من النفايات الطبية.
3 – تقييم كفاءة الوقاية من الإشعاع.
أ – منطقة الصباح الطبية
على صعيد الأجهزة الفنية، يبين التقرير من واقع الفحص الميداني أن هناك نقصاً في:
* قسم الصيدلة، لعدم كفاية الكثير من الأجهزة، ووجود نقص في أجهزة تعبئة السوائل والمراهم وخلاطات الكريمات.
* قسم المختبر، هناك احتياج فعلي لـ28 جهازاً، حيث إن المتوافر حالياً 67 جهازاً فقط، منها أجهزة عاطلة وأجهزة انتهت صلاحيتها وأجهزة لا تعمل أو كثيرة الأعطال، مما يسبب ربكة أثناء العمل، وأجهزة قديمة لا تعمل بشكل جيد.
* قسم العلاج الطبيعي، هناك احتياج لـ27 جهازاً والموجود حالياً 81 جهازاً.
المشاريع تتأخر.. لماذا؟
قالت لجنة الميزانيات البرلمانية في تقريرها: إن مشاريع وزارة الصحة المدرجة في خطة التنمية والخاصة بالمستشفيات تعاني بطئاً في الإنجاز، حيث ما زال الموقف التنفيذي لمستشفى ابن سينا في حالة التصميم، على الرغم من أنه مدرج في الميزانية منذ السنة المالية 2010/2009.
وأضافت: وصلت نسبة الإنجاز في المستشفى الأميري وفقاً للميزانية الحالية إلى %6، مما يتطلب وجود متابعة حكومية حقيقية لإنجاز هذا المشاريع الصحية، وعدم استمرارية تأخرها أكثر من ذلك لتحقيق الأهداف المرجوة منها، والتأكد من إزالة العوائق الفنية والإدارية للمشروع قبل اعتماد أي مبلغ مالي في الميزانية.\
النفايات الطبية
لاحظ ديوان المحاسبة عدم وجود دليل إجرائي موحّد بشأن التخلص من النفايات الطبية، وعدم التزام أغلبية المستشفيات بمعايير الجودة في هذا الشأن، ونسبة الالتزام تصل إلى الصفر في الأميري وابن سينا والعدان، ويتم التخلص منها بالحاويات بشكل غير علمي بواسطة عمال النظافة، ويجب التعاون مع البيئة ومعهد الأبحاث والبلدية للتخلص منها وفق الطرق العلمية.
وأضاف: مدرج في الميزانية مشروع محرقة للتخلص من النفايات الإكلينيكية، إلا أنه ما زال في طور الترسية منذ 2012/2011.
الرقابة على الأدوية
شددت اللجنة على ضرورة تطبيق الأنظمة الرقابية المخزنية على الأدوية إحكاماً للرقابة عليها، من خلال إنشاء نظم آلية تكفل تحقيق الرقابة الفعالة عليها من متابعة المنصرف منها، وتوزيعها على المراكز الصحية، وجردها دورياً ومعرفة الأدوية المنتهية الصلاحيية، ووجود آليات للتخلص منها.
6 توصيات عاجلة
خلص تقرير لجنة الميزانيات البرلمانية إلى 6 توصيات عاجلة في وزارة الصحة هي:
1- تعاون وزارة الصحة مع الجهات الرقابية، والعمل على تسوية جميع الملاحظات الواردة في التقارير الرقابية لجهاز المراقبين الماليين وديوان المحاسبة، ومعالجة أوجه الخلل في نظم الرقابية الداخلية، لا سيما أن الوزارة تم تصنيفها كجهة غير جادة في تسوية ملاحظاتها وفقاً لتقييم ديوان المحاسبة، مع وجود %89 من الملاحظات المسجلة من دون تسوية.
2- قيام وزارة الصحة بمعالجة تدني قدرتها التنفيذية في إنجاز مشاريعها الإنشائية، بالتنسيق مع الجهات الرقابية ووفق متطلباتهم، والأخذ بتوجيهاتهم، والحرص على ضبط تكاليف الإنشاء والصيانة.
3- ضرورة وضوح تسلسل وحدات اتخاذ القرار داخل الوزارة، تجنباً لتكرار بعض الملاحظات المسجلة في هذا الجانب، من خلال الاستناد إلى آراء اللجان الفنية والطبية المتخصصة، لحصر مسؤولية متخذي تلك القرارات، بدلاً من شيوعها، بما يساهم في ترشيد الإنفاق، وبما لا يخل بالخدمات الطبية المقدمة.
4- قيام وزارة الصحة بالعمل على سرعة إنجاز مشروع «ميكنة وربط حسابات مكاتبها الصحية بالخارج مالياً عن طريق نظام آلي»، مع الأخذ بعين الاعتبار السيرة الذاتية للشركات المُراد ترسية عقود الربط الآلي عليها.
5- قيام وزارة الصحة بتطبيق الأنظمة الرقابية المخزنية على الأدوية إحكاماً للرقابة عليها، وإنشاء نظم آلية تكفل تحقيق الرقابة الفعالة عليها من متابعة المنصرف منها، وتوزيعها على المركز الصحية، وجردها دورياً، ومعرفة الأدوية المنتهية الصلاحية ووجود آليات للتخلص منها.
6- مبادرة وزارة الصحة في اقتراح أي تعديلات تشريعية، لتزيل ما يعرقل أعمالها، ورفعها للوزير المختص لتحقيق المصلحة العامة، مع وجود متابعة إدارية لهذه الاقتراحات بشكل دوري.
القبس