بداية هذه القصة و منتهاها .. تقدير ما جاء بها من هدى حق قدره
إحنا لما نقرأ مادة في القانون ... نفصصها تفصص ..و نقعد نبحث حتى بالحرف الواحد و أثره في تغيير المعنى ...ليش ؟
لإن عندنا تصديق و إعتقاد مطلق بأن نص القانون سوف يطبق لا محالة .. بل و نذهب لمحامين و خبراء لعل عندهم تفسير آخر لنص المادة ..
شوفوا شلون درجة الإهتمام .. و النظرة إلى نص المادة
... و كمثال على تصرفاتنا تجاه نص القانون .. لما نيي بنوقف السيارة و نشوف لوحة مكتوب عليها ممنوع الوقوف .. نمتثل لها بدون تردد و لا نوقف السيارة ..مع أن لا أحد موجود ليخالفنا ...
احترام شديد لنص القانون .. و هو من صياغة و إقرار بشر مثلنا ... و لكنهم في مراكز ادارية مختصة بتطبيق النظام و القانون على الأفراد .. و جميع الأفراد مقتنعون بأن تطبيق النظام فيه مصلحتهم ... و لإن يترتب على عدم تطبيقه عقوبة
هذا النمط من التفكير غائب عن معظمنا حين نقرأ القرآن و نتعامل مع نصوص الآيات ..
و أبسط دليل أن ورد في القرآن نص الآية " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ... و مغ ذلك نسرف عادي و لا كأن في نص آية تقول و لاتسرفوا
طيب .. لنتجاوز الأمر بعدم الإسراف ... إذا أسرفنا بالطعام و الشراب ماذا تكون النتيجة ؟ ...
أن خالقنا سبحانه و تعالى لا يحبنا ...
قادرين نتخيل هذا المعنى ... لأ ..
و لا حتى خطر على بالنا أن نتوقف و نتفكر فيه و أبعاده ..
مو عن قصد .. لا ..
و انما برأيي لإختلاف في تعاطينا مع نصوص الآيات
و
تعاطينا مع النصوص التي نتعامل معها خلال ممارستنا لأنشطة الحياة ..
وأمر ذلك عائد إلى كون ما نواجهه في الحياة أمر ماثل ..معاش ..و واقع حي نواجه .. و لابد من التفاعل و التعامل معه
بينما
ما ورد في نصوص الآيات مسألة دينية تتعلق بالعقيدة و العبادة و الروحانيات و الإيمان ..
و
و عائد إلى كون ذلك نهج وجدناه أمامنا فسرنا عليه
لنقف و نتفكر كثيرا و بعمق في الآتي :
كيف و لماذا ننصاع و نلتزم بتطبيق كلام مكتوب على لوحة في الشارع نصه .. ممنوع الوقوف .. لإن فيها مخالفة للقانون .. قد تصل عقوبتها بضعة دنانير
و
لا ننصاع و نلتزم بأوامر آية في القرآن تأمرنا تنص على " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ .. رغم أن من يسرف لا يحبه الخالق
لاحظ ..و قارن ... و تأمل
-------------------------------------
نص قانون .......... نص آية
====...........=====
نبحث و ندقق ... نقرأ و لا نتدبر
نطبق .... لا نطبق
لا تقف _ لانقف .. لاتسرف _ نسرف
تنفيذ .. تساهل
الجزاء
========
عدم التزام بنص دنيوي ينتج عنه غرامة بضعة دنانير .. عدم التزام بنص آية ينتج عنه عدم محبة الخالق ..
******:::::::******
القصد مما تقدم ذكره هو المضي في التفكر في ما يحول بيننا و بين إدراك معاني الآيات و اليقين المطلق بها .. و التمسك باللجوء إليها ..رغم ما فيها من كنوز نحن في أمس الحاجة إليها ..
و من كنوزها :
قول النبي موسى حين واجه و قومه البحر أمامه و فرعون و جيشه خلفه :
كَلَّا
إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
فـــــــــــ
أنجاه الله الجبار و فورا ,, بمشهد و أحداث لا يمكن لأحد أن يتخيلها
التعديل الأخير: