ربيع دمشق... وسجل واشنطن الحافل بالإخفاقات
[COLOR= ]Steve Coll -New Yorker[/COLOR] للسياسة الأميركية تجاه سورية سجل حافل بالإخفاقات، فقد سعت بعض جوانب تلك السياسة، بلا جدوى، إلى إقناع الأسد، من خلال التواصل الدبلوماسي، بتطبيق إصلاحات داخلية، وإضعاف التحالف السوري مع إيران و«حزب الله» و«حماس»، والتوسط لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل.
حمل 'ربيع دمشق' في عام 2001 هذا الاسم لأن الديمقراطيين السوريين توقعوا الكثير من الرئيس بشار الأسد، ذلك الطبيب المهذب الذي تلقى تدريبه في لندن ونُصّب خلفاً لوالده حافظ الأسد، وانتظروا منه أن يرفض الحكم الاستبدادي، لكن سرعان ما انتهى ذلك الربيع، ووصل بعض المتفائلين السابقين إلى غرف التعذيب. بعد أربع سنوات، أصدر الناشطون 'إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي' الذي دعا الأسد إلى إجراء انتخابات برلمانية حرة، و'احترام الحريات العامة'، و'القضاء على جميع أشكال الإقصاء من الحياة العامة'، لكن بدل ذلك، قام بسجن أبرز الموقعين على الوثيقة.
في صباح يوم الخميس الماضي، قصد رضوان زيادة، أحد الموقعين على إعلان دمشق، وزارة الخارجية الأميركية في العاصمة واشنطن، للاستماع إلى الرئيس أوباما وهو يقيم ربيع العرب الراهن الذي ولد الثورات الشعبية في تونس ومصر، فضلاً عن الاحتجاجات الحاشدة في أماكن أخرى، منها سورية، إذ رد عليها الأسد بإطلاق النار على المتظاهرين. وصل أوباما متأخراً، بعد إعادة صياغة تصريحه في اللحظة الأخيرة في البيت الأبيض. في الشأن السوري، ذكر الرئيس ثماني عبارات تحليلية لا أكثر، فاتهم نظام الأسد بارتكاب جرائم قتل، ولكنه لم يطالب صراحةً بتنحي الرئيس السوري كما فعل مع الدكتاتور الليبي معمر القذافي حين أمر هذا الأخير بإطلاق النار على المتظاهرين. قال أوباما إن حاكم سورية لديه خيار بديل: يمكنه الإشراف على 'مرحلة انتقالية تمهيداً لإرساء الديمقراطية... أو التنحي من الطريق'. لكن سُرّ زيادة، بحسب قوله، لأن الأسد 'يجب أن يفهم الآن ضرورة أن يتنحى'.
سيشير ربيع سورية، الذي كان بمنزلة مكافأة للمواطنين المتفائلين، إلى حصول تغير كبير. صحيح أن سورية ليست نافذة بقدر مصر، إلا أنها استحدثت جوانب عدة فيها، فهي تضم طبقة وسطى راقية. ونظراً إلى موقع سورية الجغرافي المركزي، شكّل هذا البلد نقطة محورية للسياسة الإقليمية، وهو يُعتبر طرفاً أساسياً في تحديد مستقبل لبنان وإسرائيل والفلسطينيين. في غضون ذلك، يعمل النظام على تصعيب مهمة تحديد الحصيلة الكاملة للأعمال الوحشية التي ترتكبها قوى الأمن: فقد مُنع جميع الصحافيين الأجانب تقريباً من دخول البلد، لكن تشير تقديرات منظمة 'هيومن رايتس ووتش' إلى مقتل حوالي 800 شخص واعتقال الآلاف حتى الآن.
بدأت الانتفاضة في شهر مارس، في مدينة درعا الجنوبية التي يتصاعد الدخان من شوارعها الآن، وعمد طلاب المدارس إلى كتابة العبارات المعادية للنظام على الجدران، فسُجنوا، وانتشرت الاحتجاجات وفتحت الشرطة النار على المتظاهرين، مما أدى إلى تصعيد حجم التظاهرات وأعمال العنف، وفي أواخر شهر أبريل، فرضت قوات الأسد الحصار على درعا، فقطعت عنها الكهرباء والماء والاتصالات، واعتقلت مجموعة كبيرة من الشبان لمجرد أنهم ينتمون إلى فئة عمرية شابة وبسبب مكان إقامتهم، ويبدو أن هذه الممارسات التكتيكية مشتقة عن تلك التي كان يعتمدها حافظ الأسد، فقد قتلت قواته حوالي 20 ألف شخص لقمع انتفاضة في حماة، عام 1982.
أحياناً تنجح النزعة الوحشية، فقد ثبت أن عدد الأشخاص المستعدين للموت أو مواجهة الاعتقال بسبب نزولهم إلى شوارع سورية يبقى أقل من أعداد المحتجين في تونس، ومصر، والبحرين، وليبيا، واليمن. سورية هي بلد مختلط بامتياز، إذ تتعدد فيه الديانات والطوائف والانتماءات العرقية، وتبرع عائلة الأسد المنتمية إلى الأقلية في تطبيق استراتيجية 'فرِّق تَسُد'، وحتى الآن، تلازم شرائح واسعة من الطبقة الوسطى في المدن ومن الأقلية المسيحية منازلها، لكن لن تنتهي الثورة في وقت قريب، وعلى صفحة 'الفيسبوك' التي تحمل اسم 'الثورة السورية 2011' ولعبت دوراً أساسياً في انتشار الاضطرابات الراهنة، يُطلق المستخدمون نقاشات واسعة ويعرضون فيديوهات جديدة كل عشر دقائق تقريباً، وتفيض المشاهد والصور التي تُظهر شباباً غارقين في دمائهم، بعضها مستخلص من وسائل الإعلام وبعضها الآخر من أفلام وثائقية عن جرائم الحرب. في اليوم الذي تلا خطاب أوباما، نزل آلاف السوريين إلى الشوارع، وذكرت التقارير أن الشرطة أطلقت النار عليهم وقتلت 20 شخصاً على الأقل.
للسياسة الأميركية تجاه سورية سجل حافل بالإخفاقات، فقد سعت بعض جوانب تلك السياسة، بلا جدوى، إلى إقناع الأسد، عبر التواصل الدبلوماسي، بتطبيق إصلاحات داخلية، وإضعاف التحالف السوري مع إيران و'حزب الله' و'حماس'، والتوسط لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل. في عام 2008، صرح الأسد أمام أحد الدبلوماسيين الأميركيين بأنه يوشك على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لكن الأمر لم يتحقق مطلقاً. كذلك، سعت واشنطن إلى الضغط على الأسد، من خلال العقوبات التي فرضها قانون محاسبة سورية في عام 2003، ومن خلال تمويل مؤيدي الحملات الديمقراطية سراً، وفق برنامج صدر في عهد جورج بوش الابن. لكن تلك المساعي فشلت بدورها، فقد رفض الناشطون في إعلان دمشق علناً الدعم الأميركي، وقد أدى البرنامج السري الذي كشفت عنه وثائق 'ويكيليكس' حديثاً إلى تهديد بعض الأشخاص الذين أُعد البرنامج لمساعدتهم.
يتعين على أي قوة خارجية تتمنى نشر السلام والاستقرار وإرساء الديمقراطية في الشرق الأوسط أن تتعامل مع مسائل عدة، أبرزها الانقسام الفلسطيني الإسرائيلي، والانقسام الشيعي السنّي، والانقسام بين المسيحيين والمسلمين، وانتشار النزعة المعادية للسامية، وطموحات إيران النووية، وأمن الإمدادات النفطية التي تضخها الأنظمة الضعيفة، وخطر 'القاعدة' والمتطرفين المرتبطين بها، والنزعة القبلية، والفساد، ومجموعة الطغاة الذين يحكمون دول المنطقة.
طوال نصف قرن، جعلت هذه المنطقة من الأشخاص المثاليين الخارجيين مجموعة من الأغبياء، واعتبرت الواقعيين متشائمين متآمرين، ودفعت الأبطال المحليين، مثل إسحق رابين وأنور السادات، إلى الاستشهاد. يمكن اعتبار ربيع العرب مجرّد موجة اضطرابات عابرة، فهو يمثّل نشوء جيل شاب جديد، غاضب وعاطل عن العمل، ويفتقر إلى قادة حقيقيين، ومع ذلك، تمنح هذه الموجة السائدة نفحة من التفاؤل أيضاً، فقد جازف الملايين بحياتهم للمطالبة بحق تقرير المصير في أكثر البلدان التي تفتقر إلى الحقوق المدنية في العالم.
لكن اعتبر الرئيس أوباما في الأسبوع الماضي أن السياسة الجديدة التي يتخيلها هذا الجيل ستكون صعبة التطبيق من دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وضمان أمن إسرائيل، وفي هذا السياق، قال أوباما إن 'التأخير اللامتناهي لن يطمس المشكلة'، فدعم العودة إلى حدود عام 1967 كأساس لأي مفاوضات على السلام، وهو تغير جذري في المواقف أدى إلى إثارة سخط رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
عملياً، لقد خيب أوباما أمل بعض مساعديه لأنه لم يذهب إلى أبعد من ذلك، ويُعتبر السلام المبني على حدود عام 1967 اقتراحاً منطقياً، وهو ليس جديداً، ولكنه يفرض نفسه دوماً مع أن تطبيقه يزداد صعوبة مع مرور الأيام، وفي العالم العربي، كانت ردة الفعل فاترة تجاه كلمات الرئيس.
في الخطاب الفصيح الذي ألقاه أوباما منذ سنتين في القاهرة، وتلقى حينها ردود فعل حماسية، تعهد الرئيس بالسعي إلى إطلاق بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، وقد ربطت أفضل أجزاء خطابه في الأسبوع الماضي ذلك التعهد بالتزامات براغماتية جديدة، ولو محدودة، مع العالم العربي، مثل تقديم المساعدات الاقتصادية إلى تونس ومصر الديمقراطيتين. كذلك، بدا وكأن الرئيس يريد قول إن الولايات المتحدة لا تؤدي دور الشرطة التي تشرف على العالم، ولكنها تستطيع التأثير في مجال احترام الحقوق العالمية.
إنه الادعاء الأقرب إلى الواقع بشأن ربيع العرب، وتشمل الحقوق التي عددها أوباما 'حرية التعبير، وحرية التجمع السلمي، وحرية المعتقد الديني، والمساواة بين الرجل والمرأة بموجب حكم القانون، وحق الشعب باختيار قادته'.
من الحقوق الضمنية الواردة على تلك اللائحة، يبرز التحرر من 'فِرق الموت' التابعة للأنظمة. في الأسبوع الماضي، وبعد إطلاق تحقيق سمح به مجلس الأمن، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. يجب أن تضغط إدارة أوباما بقوة أكبر، عبر استعمال الآليات نفسها، من أجل محاسبة النظام السوري، فيُعتبر مستقبل سورية عاملاً محورياً لتحديد مستقبل المنطقة، ويحتاج هذا البلد إلى قيادة موثوقة، لقد نفد الوقت المخصص للتفاوض مع الأسد بحُسن نية.
عبر مدربين ومختصين وأجهزة متطورة 'استشارات إيرانية' لمساعدة سوريا بقمع التظاهرات !! تكبير الخط
29/5/2011 الآن - وكالات 9:31:37 AM
صورة أرشيفية
نقلت صحيفة ''واشنطن بوست'' البارحة الأولى عن مسؤولين أمريكيين لم تحددهم أن إيران ترسل حاليا مدربين ومستشارين إلى سورية لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات المناوئة للحكومة، التي تهدد أكبر حليف لها في المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن إرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين يضاف إلى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران إلى دمشق ولا تقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي فيسبوك وتويتر.
وأضافت أن مراقبة أجهزة الكمبيوتر بفضل المساعدة الإيرانية سمحت على ما يبدو بتوقيف مئات المعارضين في منازلهم في الأسابيع الأخيرة.
وقال دبلوماسي ومسؤولون أمريكيون آخرون إن المدربين العسكريين الإيرانيين أرسلوا إلى دمشق لتدريب السوريين على التقنيات التي تستخدمها حكومة طهران ضد ''الحركة الخضراء''، التي ولدت غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في إيران في 2009.
وذكرت ''واشنطن بوست'' أن ضباطا من وحدات القدس، القوات الخاصة التابعة لحراس الثورة الإيرانية، لعبوا دورا أساسيا في القمع في سورية منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي. وتشهد سورية موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف آذار(مارس) أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص واعتقال أكثر من عشرة آلاف، حسب منظمات حقوقية.
حلفاء نصرالله من تجار الأسلحة يهربونها إلى الثوار في سورية 29/05/2011 النظام الإيراني يؤهل "جيش المهدي" للحلول محل "حزب الله"
طوم حرب يدعو الحريري لتقديم شكوى ضد سورية إلى مجلس الأمن ونشر الجيش في وادي خالد
لندن - كتب حميد غريافي:
قد تكون "دويلة" حزب الله بدأت تزول قبل ان ترى النور الفعلي, مع اقتراب مغيب شمس نظام البعث الذي ساهم في رسم معالمها على انقاض الدولة اللبنانية التي لا فكاك لها من علاقاتها بالدول الغربية والمجتمعين الدولي والعربي وان كانت رضخت طوال الاعوام العشرة الماضية لصواريخ الحزب ومن ورائه سورية وايران.
وعلى الرغم من الخطابات والتصريحات النارية التي يلجأ اليها حسن نصرالله بين الحين والآخر ومساعدوه في كل حين, للإيحاء بأن كل شيء على ما يرام, وبأن الرئيس السوري بشار الاسد ونهجه لن يسقطا تحت ضربات الحرية والديمقراطية التي تعصف بالمنطقة برمتها, وبأنه في حال سقوط البعث فإن الحزب الايراني في لبنان لن يلحق به بسبب وجود آلاف الصواريخ بين ايدي جماعاته, وهي هذه المرة لن يجد بديلا لها لا من ايران ولا من سورية كما حدث بُعيد حرب ,2006 اذا ما اطلقت ضد اسرائيل او حتى ضد الداخل اللبناني.
واعطى ديبلوماسي بريطاني عمل في لبنان والاردن وابوظبي خلال التسعينات, مثلا على "تخلخل تجربة حزب الله الارهابي المسلح, وهو اقدام ايران خلال الايام القليلة الماضية على "اعادة الروح القتالية" لدى "جيش المهدي" العراقي بقيادة "عكازها الآخر مقتدى الصدر الى جانب عكازها اللبناني حسن نصرالله", عن طريق تزويده بترسانة صاروخية يأمل آية الله علي خامنئي ان تشكل البديل المعقول لترسانته في لبنان الذي تأكد للإيرانيين اخيرا انه بعيد جدا عن متناول ايديهم, خصوصا اذا انقطعت الصلة مع سورية بسقوط الاسد ونظامه, ولأن المرحلة المقبلة بعد استتاب الثورات في المنطقة العربية ستكون مرحلة الحسم بين الدولة الفارسية من جهة والانظمة الخليجية والعربية السنية والاقليمية مثل تركيا وباكستان من جهة اخرى, بحيث يجب انشاء "حزب الله" آخر في العراق له نفس المواصفات والعقيدة مع اختلاف الاهداف لما يحمل حزب الله وحسن نصرالله".
وكشف الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" في لندن امس النقاب عن ان "الصواريخ التي اطلقها جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر اخيرا على المنطقة الخضراء في قلب بغداد حيث الوجودان الاميركي والعراقي الحكومي, تعبيرا كما اعلن هو شخصيا عن "رفضه استمرار الاحتلال الاميركي للعراق", قد تكون رسالة الى الاميركيين والاوروبيين والدول العربية السنية من نظام خامنئي للقول لهم ان صواريخنا هذه في العراق ولبنان يمكن ان تتحول فجأة الى الداخل قبل ان يطلق اي منها الى خارج الحدود".
وقال الديبلوماسي ان النظام الايراني الذي استدعى في مطلع هذا الشهر كلا من مقتدى الصدر وعمار عبدالعزيز الحكيم قائد "لواء بدر" المتدرب ايضا في ايران والمزود بصواريخها واسلحتها, لوضعهما في حالة تأهب قصوى تحسبا لسقوط النظام السوري في دمشق وانقطاع الاتصالات المباشرة بين طهران وحزب الله "قلعتها المتقدمة في الشرق الاوسط" حسب الوصف الايراني, بحيث يعملان على ابقاء ممرات من الاراضي العراقية, خصوصا في الجنوب, من الحدود الايرانية الى الحدود اللبنانية عبر عملاء لهما في سورية, لتزويد "حزب الله" بالسلاح اذا انقطع عنه بمجيء نظام ديمقراطي معارض له في دمشق, وبعدما رفضت تركيا رفضا قاطعا الحلول محل سورية في عمليات التهريب الى لبنان".
واكد الديبلوماسي استنادا الى "تقارير من المنطقة الملتهبة" (الشرق الاوسط), ان "طهران بواسطة الحرس الثوري ضاعفت شحن الصواريخ والاسلحة الى الصدر والحكيم في بغداد برا وجوا وبحرا بمعدل عشر مرات منذ مطلع مايو الحالي, ما اثار قلق تركيا بشكل خاص لكونها القوة الثانية بعد القوة الاميركية داخل حلف شمال الاطلسي بعدما طور رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان علاقات بلاده بالدول العربية المعتدلة كمقدمة معقولة ترضي الغرب لدخول الاتحاد الاوروبي".
وفيما ابدى بعض القلق من امكانية هروب حزب الله وبشار الاسد باتجاه فتح جبهة جنوب لبنان لتخفيف الضغط عن نظام البعث والمشرف على الانهيار, استبعد الديبلوماسي ان تكون ايران الآن "بوارد حض حسن نصرالله على مهاجمة اسرائيل او التحرش بها, والدليل واضح وقريب وهو ان حزب الله الذي نظم غزوة مارون الراس الاسبوع الاسبق لخرق الحدود العبرية, لم يحرك ساكنا بعدما قتل الجيش الاسرائيلي عشرة فلسطينيين من "اشقائه اصحاب القضية", بل انه منع منظمات فلسطينية سقط لها قتلى بين هؤلاء عن الاقدام على الانتقام لهم من حدود لبنان, وابلغ قيادة قوات "يونيفيل" الدولية في جنوب الليطاني بأن الحزب غير معني بفتح جبهة على الخط الازرق الفاصل".
واكد الديبلوماسي نقلا عن تقارير ديبلوماسية واستخبارية من لبنان وسورية واسرائيل الى بعض عواصم المحور الاوروبي ان نصرالله "لم يقل الحقيقة حين نفى في خطابه الاخير هذا الاسبوع ارسال عناصر من حزبه لمساندة اجهزة الامن والجيش السورية, اذ ان هذه التقارير تفصل كيفية مشاركة عناصر ايرانية ومن "حزب الله" الى جانب "الشبيحة" من قوى الامن واللواء العسكري الرابع بقيادة شقيق الرئيس السوري اللواء الركن ماهر, ومن الميليشيات العلوية التي تمارس عمليات التنزيح العرقي للسنة والمسيحيين من مدن وقرى ومناطق التماس بين هذه الاطراف".
واماط الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" في لندن اللثام عن ان "تجار الاسلحة اللبنانيين والسوريين الذين تعاونوا مع "حزب الله" طوال السنوات العشر الماضية في تهريب معدات واسلحة متطورة من بينها قذائف ضد الدبابات وألغام ارضية مطلية باليورانيوم النافد ومناظير ليلية ومعدات مراقبة حساسة, تحولوا لتزويد المعارضات السورية داخل البلاد بكميات ضخمة من الاسلحة والذخائر التي يقوم ممولون سوريون وعرب بسداد اثمانها".
وقال الديبلوماسي ان قيادة نصرالله "استدعت هؤلاء التجار وهددتهم بالاعتقال واقفال مصالحهم اذا ما استمروا في تهريب السلاح الى ثوار سورية, وان ثلاثة من هؤلاء التجار اعتقلوا بالفعل لمدة ايام ثم تم اطلاق سراحهم".
وفي سياق متصل, وجه الامين العام ل¯"اللجنة الدولية اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار الدولي 1559" الداعي الى سحب السوريين من لبنان العام 2005 والى تجريد حزب الله والمنظمات الفلسطينية من سلاحها على الاراضي اللبنانية, رسالة الى رئيس حكومة تصريف الاعمال في بيروت سعد الدين الحريري نبهه فيها الى "ان السوريين مازالوا يخرقون القرارين 1559 و1701 باعتداءاتهم على الحدود الشمالية من لبنان", قائلا: "اننا ندين هذا الخرق كما ندين صمت وزير الخارجية اللبنانية علي الشامي" (المحسوب على حركة امل وحزب الله).
وقالت الرسالة التي تسلمتها الحكومة اللبنانية امس ان "الجيش السوري اطلق داخل الاراضي اللبنانية الاسبوع الماضي على بلدة وادي خالد النيران فجرح جنديا لبنانيا وثلاثة مدنيين لبنانيين بينهم امرأتان توفيت احداهما فيما بعد.
وقال المهندس طوم حرب في رسالته: "اننا ندعوك الى تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي ضد التدخل السوري في الاراضي اللبنانية وخرق الامن والحدود فيها, كما ندعو وزير الدفاع (الياس المر) وقائد الجيش (جان قهوجي) الى اعادة القوات المسلحة الى منطقة وادي خالد فورا لحماية اللبنانيين والسوريين الهاربين من الاعتداءات السورية المسلحة".
السياسه
عناصر من الحرس الثوري الإيراني تساعد النظام السوري في قمع الاحتجاجات العارمة وارتفاع حصيلة ضحايا "جمعة حماة الديار" إلى 12 قتيلاً 29/05/2011 آلاف السوريين يتظاهرون في "سبت الشهيد حمزة الخطيب" منددين بالقمع الدموي والجيش يحاصر مدينة الحراك تمهيداً لقصفها
قوات الأمن تعتقل والد الطفل القتيل لإجباره على الإدلاء بتصريحات كاذبة
25 شخصاً اعتقلوا مع الفتى حمزة الخطيب لايزال مصيرهم مجهولاً
7 جثث تعرضت لتعذيب وحشي وكسر الرقاب في الملعب البلدي بدرعا
دمشق - وكالات: خرج آلاف السوريين في تظاهرات حاشدة أمس, في مدن عدة, احتجاجا على مقتل الفتى حمزة الخطيب الذي عرضت صور جثته, التي شوهتها ونكلت بها القوات السورية, على وسائل إعلام عدة, وأججت الرأي العام, فيما حاصر الجيش مدينة الحراك بريف درعا, وقام بعمليات بحث عن فارين من صفوفه في داعل, في حين كشفت مصادر أميركية أن إيران أرسلت مدربين ومستشارين, بينهم عناصر من قوة النخبة "القدس" التابعة للحرس الثوري, إلى الأراضي السورية للمساعدة في قمع التظاهرات المناهضة للنظام والتي تهدد بالإطاحة بالحليف الأهم لطهران في المنطقة.
وذكرت صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", أن تظاهرات حاشدة شارك بها الآلاف, انطلقت في درعا, وقرى غصم في حوران, وعربين بريف دمشق, والطيانة في دير الزور, لافتة إلى أن أجهزة الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة, ودهمت البيوت في منطقة الجميلية بمدينة حلب.
ودعت الصفحة "الثورة السورية" قبل ذلك إلى التظاهر في يوم "سبت الشهيد حمزة الخطيب" الذي سلمت السلطات جثمانه لذويه يوم الاربعاء الماضي, ونشرت صوره في مختلف الاوساط الاعلامية.
كما أنشأ ناشطون صفحة باسم الفتى الخطيب وضعوا عليها صورة الفتى وعبارة "لن نسكت".
وجاء في نص نشر على الصفحة "سورية كلها ستنتفض لأجلك, لأجل براءتك, لأجل دموع امك, لأجل حرقة قلب ابيك, لأجل ابنائنا ستغضب سورية, نعم ستغضب سورية كلها لأجل حمزة".
وأكد رئيس "المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان" عمار قربي أن "أسرة الفقيد تسلمت جثمانه من السلطات يوم الاربعاء بوضعها الحالي الذي بدت عليه آثار التعذيب".
وأشار قربي الى أنه "تم اعتقال الفتى حمزة الخطيب المتحدر من قرية الجيزة بالقرب من درعا مع آخرين أثناء مشاركتهم في تظاهرة يوم الغضب لفك الحصار عن درعا", لافتا الى أن "مصير 25 شخصا من الذين اعتقلوا معه مايزال مجهولا".
وذكر ناشط اخر أن "قوات الأمن السورية قامت باعتقال والد الطفل علي الخطيب" مرجحا أن يكون ذلك من أجل "إجباره على الإدلاء بتصريحات كاذبة".
وحمل الناشط "المسؤولية الكاملة للنظام إن حصل أي مكروه لأبي حمزة".
كما أعلن قربي أن 12 شخصا قتلوا بنيران قوات الأمن اثناء مشاركتهم في تظاهرات "جمعة حماة الديار" مشيراً الى انتهاج السلطات "العنف المفرط" لمواجهة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس الماضي.
وقال إن "مواجهة السلطات السورية للمتظاهرين بإطلاق النار اسفر عن سقوط 12 شهيدا امس (أول من أمس) في مدن سورية عدة".
وأورد رئيس المنظمة لائحة بأسماء القتلى تبين وفاة اربعة اشخاص في داعل (ريف درعا, جنوب) وثلاثة اشخاص في قطنا (ريف دمشق) وشخصين في ادلب (غرب) وشخص في الزبداني (ريف دمشق) وشخص في حمص (وسط).
وأشار قربي الى ان السلطات السورية "ما زالت تمارس بمنهجية أسلوب العنف المفرط واستعمال الذخيرة الحية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات السورية".
بدوره, اعتبر رئيس "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن أنه لا يمكن السكوت على ممارسة التعذيب بحق المعتقلين في سورية, مطالبا السلطات السورية بفتح تحقيق نزيه بحالات التعذيب وتقديم مرتكبيه الى العدالة بشكل فوري.
وأكد عبد الرحمن "ان ما يجري من حالات تعذيب في الملعب البلدي في درعا (جنوب) وغيرها لايمكن السكوت عليها", مؤكداً "اننا لن نسكت بعد اليوم ان لم تقم السلطات السورية بمحاكمة هؤلاء المجرمين الذين قاموا بتعذيب حمزة (الخطيب) وغيره".
وأشار إلى "وجود 7 جثامين لأشخاص ضحية للتعذيب وبعضها تعرض لكسر في الرقبة في المستشفى الوطني في درعا" معقل حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح "أنها ليست المرة الأولى التي يقضي فيها معتقل تحت التعذيب", كما كشف "عن شهادات حية لأشخاص مازالوا على قيد الحياة الا انهم تعرضوا للتعذيب الشديد خلال اعتقالهم", مشيرا الى ان هذه الحالات تحصى بالمئات.
كما لفت الى ان "اعضاء الوفد الذي شكل من بانياس للتفاوض مع الحكومة تم اعتقال اعضائه", مضيفا انهم "يتعرضون للتعذيب".
ومن بين أعضاء الوفد رئيس بلدية بانياس وبعض وجهاء المدينة.
وطالب رئيس المرصد السلطات السورية "بفتح تحقيق نزيه وحيادي بحالات التعذيب وتقديم الجناة الى العدالة بدلا من القول انها افلام مفبركة ليتضح لاحقا انها ليست مفبركة مثلما حدث في شريط البيضا".
وكانت المواقع الالكترونية بثت شريطا يظهر انتهاكات وسوء المعاملة تمارسها قوات الامن على المعتقلين في قرية البيضا المجاورة لبانياس الساحلية, فيما اعتبرت السلطات ان هذا الشريط مفبرك ويعود الى سنين خلت في إحدى الدول العربية.
وجدد المرصد مطالبته "بالسماح للمرصد وللمنظمات الحقوقية السورية بتشكيل لجان للوقوف على انتهاكات حقوق الانسان في سورية".
واضاف ان عائلة الشاب ضياء الكفري (20 سنة) "تسلمت جثمان ولدها الذي توفي بطلق ناري في 29 ابريل".
واشار الى ان عائلة الكفري "تقدمت بدعوى امام المحامي العام في درعا على الجهات المسؤولة بقتل ولدهم".
ومساء أمس, أكد ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن هويته, "أن الجيش يحاصر مدينة الحراك" في ريف درعا في جنوب البلاد, مرجحا "أن يكون ذلك تمهيدا لقصفها".
وأضاف الناشط أن "الجيش انسحب من مدينة داعل" غداة مقتل أربعة متظاهرين فيها برصاص رجال الامن أول من أمس, مشيرا إلى "حملات تفتيش تجري في المدينة بحثا عن فارين من الجيش التجأوا إليها".
من جهتها, نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين لم تحددهم, أن إيران ترسل حاليا مدربين ومستشارين الى سورية لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات المناوئة للنظام, والتي تهدد أكبر حليفة لها في المنطقة.
وأكدت الصحيفة ان إرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين يضاف الى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران الى دمشق ولا تقتصر على معدات مكافحة الشغب, بل أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الاسد بملاحقة مستخدمي شبكتي "فيس بوك" و"تويتر".
وأضافت أن مراقبة أجهزة الكمبيوتر بفضل المساعدة الايرانية سمحت على ما يبدو بتوقيف مئات المعارضين في منازلهم في الأسابيع الأخيرة.
وقال ديبلوماسي ومسؤولون اميركيون آخرون إن المدربين العسكريين الايرانيين ارسلوا الى دمشق لتدريب السوريين على التقنيات التي تستخدمها حكومة طهران ضد "الحركة الخضراء" التي ولدت غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في ايران في 2009.
وذكرت الصحيفة أن ضباطا من و"حدات القدس" القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الايراني, لعبوا دورا اساسيا في القمع في سورية منذ منتصف ابريل الماضي.
واعتبرت الصحيفة أن هذه "التأكيدات" الجديدة عن المساعدة الإيرانية لسورية, من قبل مسؤولين أميركيين وديبلوماسي من دولة حليفة طلبوا جميعاً عدم الكشف عن هويتهم, تهدف إلى الإشارة إلى عمق تدخل الجهاز العسكري الإيراني في القمع السوري العنيف للمحتجين المناهضين لنظام الرئيس السوري.
الجنرالات قد يبدأون بمراجعة حساباتهم مع النظام 29/05/2011 محللون: من غير المستبعد أن يتخلى الجيش السوري عن النظام وينفذ انقلاباً عسكرياً
واشنطن - ا ف ب: أكد خبراء, أمس, أن الجيش السوري يبرهن منذ بدء حركة الاحتجاج الشعبي على ولاء لا يتزعزع للرئيس بشار الأسد, لكن من غير المستبعد أن يتخلى عن النظام في نهاية المطاف, وينفذ انقلاباً عسكرياً.
ورأى محللون اميركيون أن وفاء المؤسسة العسكرية مرده الى تفسير واحد, هو ان الذين يشغلون المناصب الاساسية ينتمون الى الطائفة العلوية (10 في المئة من السكان), والبقية من السنة.
وقال المدرس في معهد "يو اس ارمي وور" الكلية العسكرية الاميركية اندرو تيريل ان "الجيش مبني ليكون مواليا للنظام", وأن القوات الخاصة في الفرقة الرابعة للجيش والحرس الجمهوري المشاركين في قمع التظاهرات, يقودهما شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد وتضمان بالكامل تقريبا علويين.
وأضاف أن "الجيش يخضع ايضا لمراقبة قوات الامن السورية" التي تقودها عائلة الاسد "والفعالة جدا جدا في ما تفعله".
ورأى تيريل ان "الأمر لن يحدث كما في مصر حيث بدأ الجيش يصدر صوتا مستقلا ويقول للنظام ما عليه فعله".
ولفت إلى أن بعض العناصر قد تنضم إلى المتظاهرين الذين يمدون لهم أيديهم, لكن "مجموعة غير منظمة" من المتمردين يمكن أن تصطدم مع الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
وأشار إلى أنهم "قد يصبحون في وقت ما وبعد نضال طويل قادرين على دحر العلويين, لكنه ليس أمراً سيحدث بين ليلة وضحاها", مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يسبب حربا أهلية دامية.
من جهته, قال المنشق السوري عمار عبد الحميد الذي يدير مؤسسة "ثورة" المتمركزة في واشنطن ان "الجنرالات قد يبدأون بمراجعة حساباتهم وعلاقاتهم مع نظام الاسد" اذا اتخذت الولايات المتحدة موقفا مباشرا مع المتظاهرين.
واشار الى ان واشنطن والعواصم الغربية دعت حتى الآن الرئيس الاسد الى قبول الاصلاحات او مغادرة السلطة, ما يتطلب تعزيز الاصلاحات.
واضاف "انها ليست ثورة للسنة ضد العلويين, انها ثورة سورية ضد فساد عائلة الاسد ونريد ان يلعب الجيش دورا في العملية الانتقالية" سيما وأنه يستطيع ان يكون "حامي مصالح الأقلية" العلوية خلال الانتقال.
أما عهد الهندي من منظمة حقوق الانسان "سايبر.ديسيدنت.اورغ" فتذهب ابعد من ذلك قائلة إن "الجيش يمكن ان يكون العنصر الأكثر رغبة في الانضمام الى الانتفاضة في النظام".
وأكدت في مقال نشرته بمجلة "فورين افيرز" ان "عددا كبيرا من كبار الضباط علويون لكن غالبية الجنود ليسوا كذلك", مضيفة أن "الجنود يمكن أن يقوموا بعصيان ويجبروا قادتهم على الانقلاب على الأسد, ويمكن للقادة العلويين أن يخافوا انقلاب الوضع, بسبب سياسة بشار الأسد" القمعية أخيرا.
وخلصت إلى أنه "لإقناع الجيش بتغيير موقفه يحتاج المنشقون الى مساعدة الأسرة الدولية" التي عليها فرض عقوبات محددة الاهداف للتسبب في فرار عناصر وتعزيز الانقسامات بين الجيش وفرق النخبة التي يقودها ماهر الاسد.
تطويق مستمر لحمص ومحيطها.. والقتلى 14 والجرحى فوق المائة قصف متواصل ومنع الإسعاف واعتقال الأطفال
متظاهرون يلوحون بالاعلام السورية خلال تظاهرة مناهضة للنظام السوري في باريس (ا ف ب)
أ. ف. ب، د. ب. أ - أفاد نشطاء سوريون بأن قوات الأمن واصلت امس قصفها لبلدتي الرستن وتلبيسة بمحافظة حمص غربي البلاد، وسط أنباء عن سقوط ثلاثة قتلى جدد وعشرات الجرحى، وعن وصول عدد قتلى احتجاجات الاثنين الى احد عشر، والجرحى في حدود المائة.
ففي بلدة الرستن سمعت أصوات رصاص كثيف على أطراف البلدة وكذلك أصوات قصف مدفعي متقطع. وقال نشطاء إنه تم تأكيد مقتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات، وسط استمرار لانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات.
وأوضحوا أن انفجارا قويا وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس، تبعه تحليق للطائرات الحربية.
اختطاف الجثث
وفي تلبيسة شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة شملت عددا من الأطفال، وقال النشطاء إن الأمن يقوم باختطاف جثث القتلى والجرحى من الشوارع، وسط استمرار لانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات.
وتمنع القوات المحاصرة للبلدة سيارات الإسعاف من الدخول وإسعاف الجرحى، ويتواصل القصف ما أدى إلى ارتفاع سحب سوداء غطت سماء المدينة.
قطع الطرق المؤدية إلى حمص
وبالنسبة إلى أحداث الأحد أفاد ناشط في حقوق الإنسان لوكالة «فرانس برس» بأن «عدد المدنيين الذين قتلوا في الرستن وتلبيسة وحمص، ارتفع الى احد عشر»، مشيرا الى ان لديه لائحة باسماء القتلى بينهم فتاة تدعى هاجر الخطيب.
وأوضح أن «عمليات الدهم مستمرة، خصوصا في تلبيسة، وتم إدخال جرحى الى المستشفى في حماة»، لأن قوات الأمن قطعت الطرق المؤدية الى حمص.
جثتان فجر أمس
وقال الناشط «عُثر على جثتين فجر الاثنين في حي بابا عمرو في حمص»، حيث تنتشر نقاط مراقبة أمنية، بينما بقي التوتر في أوجه بسبب الحوادث في المدن المجاورة.
تظاهرات تشمل العاصمة
من جانب آخر، تحدث ناشطون عن تظاهرات ليلية في حماة (210 كلم شمال دمشق) تدعو إلى إسقاط النظام، وكذلك في سراقب وإدلب (شمال غرب).
وجرت عمليات دهم في الزبداني (حوالى 50 كلم شمال غرب دمشق) بسبب شعارات معادية للنظام كتبت على الجدران.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي إن مئات المتظاهرين خرجوا مساء الأحد في بلدتين في ضواحي دمشق هما دوما وجديدة عرطوز، وهم يهتفون: «الله أكبر».
مصرع أربعة عسكريين
من جهة أخرى، أعلنت وكالة (سانا) أن «مجموعات إرهابية مسلحة» قتلت أربعة عسكريين، بينهم ضابط، وجرحت 14 آخرين.
وأضافت أن «عمليات الملاحقة والتعقب أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية وإلقاء القبض على عدد منهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر».
وتحت عنوان «الأحداث على حقيقتها» نشرت الوكالة الرسمية (سانا) ما اسمته «اعترافات لقتلة أحد الجنود»، وقالت إن «مجموعة تخريبية» في حمص قامت الجمعة بترويع المواطنين، وأحرقت واعتدت على الممتلكات العامة وحرمة المقابر».
«أطفال في لعبة التخريب»
وأضافت «كما قامت بالاعتداء على المواطنين والممتلكات والرشق بالحجارة، مستخدمين أطفالا زجوا بهم في لعبة التخريب وجعلوهم يحملون الحجارة بدلا من الكتب والأقلام».
وذكرت أنه تم «تشييع جثامين ثلاثة من قوى الجيش والأمن استهدفتهم مجموعات إرهابية متطرفة في منطقة تلبيسة الأحد».
31/05/2011
أوغلو: على الأسد أن يقول كلمته الأخيرة المعارضة السورية تجتمع في تركيا
أنقرة ـــ حسني محلي
تستضيف مدينة أنطاليا السياحية التركية اليوم مؤتمرا للمعارضة السورية. وقالت مصادر إعلامية إن حوالي 250 من ممثلي مختلف القوى المعارضة باستثناء الإخوان المسلمين وغالبية الأحزاب الكردية سيشاركون في المؤتمر الذي سيناقش إمكانية الاتفاق على ميثاق وطني مشترك لطرح مشروع وطني للتغيير والإصلاح الديموقراطي في سوريا.
وتوقعت المصادر حصول نقاش واسع بين المشاركين في ما يخص علاقة المعارضة مع الدول والقوى الخارجية، خاصة بعد المعلومات التي تحدثت عن اتصالات مباشرة بين هذه القوى وإسرائيل ومناشدة قوى أخرى لواشنطن والعواصم الغربية للتدخل المباشر ضد النظام.
ويكتسب المؤتمر أهمية إضافية مع التقارير المتعلقة بفتور وتوتر في العلاقات السورية ـــ التركية بسبب التصريحات المتتالية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأنه قد أوصى الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة بضرورة الإصلاح ووقف قمع المتظاهرين ومنع تكرار مجازر حماة.
وكان أردوغان اتصل لآخر مرة بالرئيس السوري الجمعة وحثه على اتخاذ قرارات الاصلاح بلا تأخر، معتبرا ذلك الفرصة الأخيرة لإنقاذ النظام وسوريا عموما.
ضغط التيار الإسلامي
وكانت أسطنبول استضافت في بداية الأحداث في سوريا مؤتمرا صحفيا لقيادات الإخوان المسلمين دعوا خلاله الحكومة التركية لاتخاذ موقف واضح. وتعرضت حكومة أردوغان لضغوط قوية من التيار الإسلامي داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم للضغط على الرئيس الأسد وإجباره على إجراء إصلاحات فورية ووقف القمع.
في غضون ذلك، كرر وزير الخارجية أحمد داود أوغلو امس دعوته للأسد الى اتخاذ قرارات عاجلة وأن يقول كلمته الأخيرة والحاسمة في موضوع الاصلاح «لأن الوقت قد ضاق لإنقاذ نظامه وسوريا».
لإقامة ملاذات آمنة للاجئين «الاندبندنت»: جنرالات تركيا سينفذون تدابير داخل سوريا
لندن ـــ يو.بي.آي ـــ أفاد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن جنرالات تركيا اعدوا عملية لإرسال كتائب عدة من القوات إلى سوريا لاقامة ملاذات آمنة للاجئين السوريين. وكتب في «الاندبندنت»: «أن الأتراك مستعدون للتقدم إلى ما وراء الحدود وصولاً إلى القامشلي وحتى محافظة دير الزور لاقامة ملاذات آمنة للفارين من القمع، وذلك لمنع وصولهم إلى الاراضي التركية».
وقال فيسك إن «الحكومة التركية، وبعد أن شاهدت مئات اللاجئين يتدفقون عبر الحدود الشمالية للبنان، تخشى الآن من تكرار تجربة النزوح الكبير لأكراد العراق الذين غمروا حدودها في اعقاب حرب الخليج 1991».
واشار إلى أن الحكومة التركية «غاضبة من الرئيس بشار الأسد لأنه وعدها مرتين بتنفيذ الاصلاحات والانتخابات الديموقراطية من دون الوفاء بوعوده».
واضاف فيسك «أن الحكومة التركية ارسلت مرتين وفوداً إلى دمشق، لكن الرئيس الأسد أصرّ أمام وزير الخارجية (أحمد داوود أوغلو) في الزيارة الثانية على أنه سيستدعي جحافل قوات شقيقه ماهر من شوارع المدن، بيد أنه لم يفعل، واستمر الجلادون في عملهم».
تظاهرة للجاليتين السورية والعربية في النمسا مناشدة الضمير العالمي وقف القمع الدموي والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي
فيينا -أ ش أ- خرج أفراد الجالية العربية والإسلامية وممثلو جمعيات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني في النمسا إلى جانب أفراد الجالية السورية في تظاهرة للتنديد بقمع التظاهرات السلمية.
وجاءت التظاهرة، التي وصلت إلى ميدان «شتيفان» الرئيسي في قلب فيينا، تحت عنوان «ثورة يوم الشهيد حمزة الخطيب»، ابن الـ 13 عاما الذي قتل تحت التعذيب.
ورفع المتظاهرون بعض صور الضحايا، كما ركزت لافتات المتظاهرين على الطفل حمزة .. وحملوا الأعلام السورية والفلسطينية والمصرية والتونسية دليلا على الدعم العربي المعنوي للشعب السوري.
في الوقت نفسه امتلأت الساحة بالشعارات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي، والإشادة بقرار مصر فتح معبر رفح.
التواصل مع الأمم المتحدة
كما ناشدوا جمعيات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني مساندة الشعب السوري ضد نظام يعمم «حمامات الدم»، حسب تعبيرهم. وقال علاء بن حلاق رئيس جالية المغتربين السوريين لمراسل الشرق الأوسط إن الجالية تتواصل مع الحكومة النمساوية والأمم المتحدة من خلال مقرها في فيينا، وأكد عزم اتحاد الجالية السورية على التظاهر أسبوعيا بمشاركة كل طوائف الشعب السوري ومكوناته.
دمشق توافق على تحقيق «الذرية» في منشآتها واشنطن ستطلب رفع «النووي» السوري إلى مجلس الأمن
دمشق، فيينا ـــــ أ.ش.أ، ا.ف.ب ـــــ وافقت الحكومة السورية على التعاون بصورة تامة مع جهود الوكالة الذرية للتحقق من أدلة قوية، تشير إلى أن دمشق أنشأت سرا مفاعلا كان بالإمكان استخدامه لصنع أسلحة نووية.
وذكر راديو «سوا» الأميركي ان التعهد جاء في رسالة سرية أرسلها كبار المسؤولين السوريين المعنيين، أشاروا فيها إلى استعدادهم للتعاون مع الوكالة، التي ظلت منذ 2008 تسعى الى التحقق من وضع الموقع الذي قصفته طائرات حربية إسرائيلية عام 2007.
التحرك الأميركي
يأتي ذلك، فيما تعتزم الولايات المتحدة ان تطلب من الذرية رفع المسألة الى مجلس الامن، طبقا لما ورد في مسودة قرار حصلت «فرانس برس» على نسخة منه.
وستدعو واشنطن في اجتماع لمجلس حكام الوكالة (جميع الدول الاعضاء) الى رفع المسألة الى مجلس الامن رغم وعد دمشق كما يبدو بكسر الصمت المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
سيكون مرحباً به ولكن..
وقال روبرت وود، القائم بالاعمال الاميركي في فيينا: «نعلم ان الحكومة السورية بعثت برسالة الى الوكالة تتعلق بطلب الوكالة من سوريا تقديم التعاون التام».
واضاف «مثل هذا التعاون سيكون مرحبا به، ولكن لن يكون له اي اثر على النتيجة التي افادت بعدم الالتزام (السوري) او على مسؤوليات المجلس الخاصة بهذه النتيجة».
ووضعت واشنطن مشروع قرار لطرحه على مجلس حكام المنظمة الـ 35 تتهم فيه سوريا بـ«عدم الالتزام» بمسؤولياتها، وتدعو مدير عام الوكالة يوكيا امانو الى رفع تقرير الى مجلس الامن.
وكانت ايران آخر عضو في الوكالة يتم رفع تقرير بشأنه في سبتمبر 2005.
02/06/2011
سوريا: مؤتمر للمعارضة وإدانات دولية
لا ندَّعي تمثيل شعب سوريا في الداخل أو الوصاية عليه مؤتمر المعارضة في أنطاليا: «الشعب واحد.. وارحل عَنّا أنت وحزبك»
الدكتور محمود الدغيم يتحدث إلى وسائل الإعلام باسم رجال القبائل الذين حضروا مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا (ا ف ب )
أنطاليا - القبس، وا ف ب، ورويترز
انهى مؤتمر المعارضة السورية اعماله في انطاليا امس بحضور نحو 300 شخص، متجاهلا العفو الذي اعلنه الرئيس بشار الاسد عن السجناء السياسيين، في حين دعا غالبية الخطباء الى العمل على اسقاط النظام.
وحده رئيس وفد الاخوان المسلمين ملهم الدروبي اشار الى العفو في كلمته، الا انه دعا الحاضرين الى «عدم الالتفات اليه» (في حين كان هناك موقف آخر للاخوان الذين لم يحضروا). وقال الدروبي في كلمته «ننظر الى المرسوم 61 بعين الريبة اذ جاء متأخرا وغير كاف، واتساءل من يحتاج للعفو حقيقة ابناء سوريا الاحرار، ام من قام بقتلهم»؟ واضاف «لا تلتفتوا اليه (المرسوم)، ولنعمل جاهدين لتحقيق هدفنا الذي جئنا من اجله».
«رشوة للاخوان او غيرهم»
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال الدروبي ان «مرسوم العفو هدفه التشويش على مؤتمر انطاليا، وقد يكون الاسد ظن ان القرار يمكن ان يمثل رشوة للاخوان او غيرهم». وعن امكانية الحوار، قال «قبل اي حوار على الرئيس ان يفرج عن جميع المعتقلين، وان يعيد الشبيحة والامن والجيش الى ثكناتهم، وان يسمح بالتظاهرات، ويعتذر من ذوي الشهداء، فاذا قبلوا اعتذاره ننظر في المشاركة في طاولة مستديرة».
استقلاله الثاني الحقيقي
من جهته قال عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر ان المؤتمر هو «احدى المحطات التاريخية في معركة الشعب لتحقيق استقلاله الثاني الحقيقي». واضاف ان «النظام لا يقدم اي تدابير ثقة، ولا حوار معه الا بعد توقف المذابح». واكد ان «الشعب يريد اسقاط النظام». وشدد عيد على ان المؤتمر «لن يكون اكثر من صدى لصوت الثورة في الداخل».
الشعب السوري واحد
وعقد المؤتمر وسط اجواء حماسية، حيث كانت كلمات الخطباء تقاطع بهتافات من الحضور مثل «واحد واحد واحد الشعب السوري واحد»، و «الشعب يريد اسقاط النظام»، و «يا بشار ما منحبك ارحل عنا انت وحزبك»، و «اسلام ومسيحيي كلنا بدنا حرية». كما توزعت في القاعة صور عملاقة لقتلى سقطوا في مدن عدة، خصوصا في درعا، وجثثهم ملطخة بالدماء.
ننبذ كل الخلافات
وكان المسؤول الاعلامي في المؤتمر محمد دغمش (25 عاما) افتتح اعماله، فانشد الجميع النشيد الوطني السوري، ثم وقفوا دقيقة صمت حدادا على «ارواح شهداء الثورة». والقى رجل الاعمال غسان عبود صاحب قناة اورينت كلمة ترحيبية، اعلن فيها ان «قرارنا ان ننبذ كل الخلافات، لاننا نريد الوصول الى وطن كريم».
لا إمارة اسلامية
من جهته، اكد الشيخ محمد مراد الخزنوي ابن العلامة الكردي محمد معشوق الخزنوي ان «ما نطمح الى تحقيقه مطلب شرعي، لكن هذا لا يعني اننا نبغي اقامة امارة اسلامية». واضاف وسط تصفيق الحضور «ندعو الى دولة القانون، ودولة ديموقراطية ليبرالية علمانية على اساس فصل الدين عن الدولة، وليس معاداة الدولة للدين».
ابطال المعركة في الداخل
اما فراس الغنام (19 عاما) الناطق باسم ائتلاف صفحات الثورة السورية على الفيسبوك، فقال «لسنا ابطال المعارك. ابطال المعركة في الداخل (...) ولا نتبع لاي جهة، ولا لاي جماعة، ولا لأي حزب».
كما القى ضياء الدين دغمش الناطق باسم «شباب التعبئة» كلمة، وهو احد الذين خرجوا قبل ايام من سوريا للمشاركة.
«الاكراد الاحرار»
والقى صلاح بدر الدين كلمة باسم «الاكراد الاحرار» وسط هتافات «ازادي»، اي كلمة الحرية بالكردية. وقال ان «هذه الانتفاضة هي مصدر الشرعية الوطنية في هذه المرحلة، ونلتزم بارادة شعبنا في الداخل من دون ادعاء تمثيله لا سياسيا ولا رسميا او الوصاية عليه». وختم كلمته «نعمل جميعا على اسقاط النظام». كما القى الشيخ عبد الاله ثامر طراد الملحم من مشايخ عشيرة العنزة كلمة.
ورفعت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نحو الساعة 11,00واستؤنف اعماله نحو الساعة 12,00 في جلسة مغلقة..فيما تجمع بضعة متظاهرين يرفعون صور الاسد امام مدخل الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر، فقامت الشرطة بابعادهم.
تصدي هؤلاء الابطال العزل للوحوش و جيشهم و دباباتهم
يبين
ان النصر اصبح يقين و انقضى الامر
02/06/2011
ناشطون شبان من الداخل السوري يروون الفظائع والتحديات: سنعود لنصرة شهدائنا.. فحياتنا ليست أغلى
انطاليا ـــ أ.ف.ب ـــ إنهم شبان من ناشطي الداخل السوري، التقوا في انطاليا لينقلوا مشاهداتهم ومعاناتهم امام المؤتمرين وامام وسائل الاعلام، مؤكدين عزمهم على العودة الى قراهم ومدنهم مهما كان الثمن.
اعمارهم بين العشرين والثلاثين، معظمهم يرتدون الجينز والاحذية الرياضية ويشاركون في المؤتمر بصفتهم ممثلي تنسيقيات الداخل في المدن والقرى.
ضياء الدين دغمش (25 سنة) طالب ماجستير قانون يتابع دروسه في جامعة الحكمة في لبنان، شارك في تظاهرة سوق الحميدية في دمشق منذ 15مارس (بداية الحركة الاحتجاجية).
يروي دغمش، وهو من سكان دمشق، لـ «فرانس برس» انه شارك ايضا في الاعتصام امام وزارة الداخلية، «فاعتقلت وضربت بشكل وحشي في ساحة المرجة في دمشق من قبل الامن وشتائم واتهام بانني عميل وخائن وصهيوني».
أعادوني من الحدود اللبنانية
ويتابع «كنا 33 معتقلا، 22 شابا و11 فتاة، امضينا يومين في فرع الامن العسكري، وبعد ان اصدر القضاء مذكرات توقيف بحقنا نقلنا الى سجن عدرا، حيث بقيت 15 يوما. وفور اطلاق سراحي عدت الى دوما في ريف دمشق وشاركت في كل التظاهرات، ولما حاولت السفر الى بيروت لمواصلة دراستي في العاشر من ابريل منعت على الحدود، ولدى مراجعتي فرع فلسطين للاستخبارات اتهموني بانني انقل اموالا من جهات اجنبية الى سوريا فاعتقلوني مجددا في 16ابريل».
يتابع الشاب «استدعيت للتحقيق فاحضروا امامي لائحة بكل الاتصالات الهاتفية التي كنت اجريها وكل ما كتبته على الـ «فيسبوك» واتهمت بـ «النيل من هيبة الدولة واضعاف الشعور القومي»، ونقلت مجددا الى سجن عدرا، حيث امضيت 32 يوما وخرجت منتصف مايو عندما توجهت الى بيروت ومنها الى انطاليا».
جلد المسن أمام ابنه!
ويؤكد دغمش ان هذه الفترة كانت الاصعب. يقول «ان المعتقلين كانوا يصلون بالعشرات يوميا ولا استطيع ان انسى عجوزا تجاوز السبعين وقد انتفخت رجلاه بشكل فظيع بسبب الضرب. ولما استفسرت منه اكد ان ما يؤلمه ليس ما تعرض له من ضرب بل تعمد عناصر الامن جلد ابنه امامه ثم جلده امام ابنه».
وعما يزمع القيام به بعد مؤتمر انطاليا يقول «كل ما هو ممكن لاسقاط هذا النظام وسانشط مع المعارضة في الخارج، وفي حال لم اجد ذلك كافيا ساعود الى سوريا مهما كانت العواقب».
من دمشق إلى دوما
ميشال حداد (24 عاما) طالب جامعي من سكان دمشق نحيل للغاية مع ذقن خفيفة، يروي مشاركته في اوائل التحركات في 15مارس في سوق الحميدية وحتى قبل ايام من انتقاله الى انطاليا. وقد اعتقل في بداية التحركات لبضع ساعات قبل ان يطلق سراحه.
يقول «بما ان التظاهرات كانت صعبة للغاية في دمشق بسبب كثافة الانتشار الامني كنت انتقل الى دوما غير البعيدة عن العاصمة للتظاهر كل يوم تقريبا وخصوصا ايام الجمعة».
ويفسر عدم حصول تظاهرات كبيرة في دمشق: «مجرد قيامها على طريقة ميدان التحرير في القاهرة سيعني بداية السقوط للنظام، لذلك تمنع قوات الامن ذلك بشكل مستميت».
وحول ما سيقوم به بعد نهاية المؤتمر، قال بكل ثقة «ساعود الى دمشق وحياتي ليست اغلى من الذين ضحوا بحياتهم».
الناشطون الأكراد
حسن شندي (30 سنة) صحافي وناشط سياسي كردي ورئيس منظمة «كردستان بيتنا» للاكراد السوريين. يتحدر من عفرين الكردية (40 كلم شمال غرب حلب)، ويؤكد انه دخل السجن ست مرات كان اولها وهو في الـ17 من العمر.
وقال لـ «فرانس برس»: «عملت مع مجموعة من الشبان الاكراد على تنظيم التظاهرات في عفرين، خصوصا كل جمعة، ووسعنا تحركاتنا الى كل المناطق الكردية المجاورة والى حلب». واضاف «في عفرين احرق الشبان تمثال الرئيس السابق حافظ الاسد وكنا نقوم بكتابة لافتات للمتظاهرين تدعو الى اسقاط النظام».
حقيقة الوضع في حلب
وتابع «ولما وجدنا ان حلب تأخرت في المشاركة نسقنا مع الشبان العرب في المدينة وقمنا بتظاهرة في شارع النيل وشارع سيف الدولة في قلب المدينة فكسرنا حاجز الخوف».
ويفسر حسن عدم حصول تحركات واسعة في حلب بـ «وجود مجموعات كبيرة من رجال الامن والشبيحة واعتقال اكبر عدد ممكن وحتى النساء والاطفال».
واوضح ان «18 شخصا اعتقلوا في عفرين، بينهم سبعة من رفاقي، وكنت انجح دائما في الافلات من الاعتقال، واصبت مرة برصاصة في قدمي».
وتابع الشاب «خرجت من سوريا قبل ثلاثة ايام وساعود اليها بعد انتهاء (المؤتمر)، ولدي طرقي الخاصة للدخول والخروج. دعيت الى المؤتمر بصفتي من الناشطين في الداخل وانا سعيد بوجودي هنا، لأن ما اؤمن به يشاركني فيه 300 شخص «والهدف المشترك هو اسقاط النظام البعثي».
02/06/2011
هيومن رايتس ووتش: جرائم ضد الإنسانية قتيل وجرحى بمواجهات جديدة في محافظة حمص
د ب أ ــ افاد نشطاء سوريون ان قوات الأمن واصلت امس إطلاق النار الكثيف في بلدة تلبيسة بمحافظة حمص، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل.
وفي قرية الغنطو القريبة قال النشطاء إن اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر من الجيش من جهة والشبيحة والأمن من جهة ثانية، فسقط العديد من الجرحى من الجانبين.
وفي ما أطلق عليه «أربعاء القسم» قال النشطاء على صفحتهم على «فيسبوك» إنه لا تراجع عن الثورة، وأنهم مستمرون في «التظاهر حتى نيل الحرية والحقوق وإسقاط نظام الفساد وفاء للشهداء».
تباين بشأن العفو
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان الرئيس بشار الأسد عفوا عاما «عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31 أيار-مايو». وشمل العفو جميع المنتمين إلى الإخوان المسلمين وكل المنتمين الى تيارات سياسية والعفو عن نصف العقوبات في الجنايات.
وفيما وصف محللون القرار بأنه «نقلة نوعية»، أكد معارضون أنه لا يمكن قبول هذا العفو.
القتل والتعذيب الممنهج
ووفقا لما نقلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، عن نشطاء سوريين فإن قوات الأمن قتلت أكثر من 1300 شخص منذ بداية الاحتجاجات.
وقالت المنظمة إن أعمال القتل والتعذيب الممنهجة ولاسيما في درعا توحي بقوة بأن هذه الوقائع ترقى الى كونها «جرائم ضد الإنسانية».
واستند التقرير الذي حمل عنوان: «لم نر مثل هذا الرعب من قبل» إلى أكثر من 50 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان. وأشار إلى أن تفاصيل الانتهاكات ظلت بلا تغطية دقيقة بسبب الحظر.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «على مدار الشهرين الأخيرين، راحت قوات الأمن تقتل وتعذب شعبها.. عليها أن تكف عن ذلك، وإن لم تفعل، فمجلس الأمن مسؤول عن ضمان مثول الجناة أمام العدالة».
02/06/2011
الإصلاح مجرد كلام.. وأطفال يقتلون في المعتقل كلينتون: موقف الأسد «لم يعد ممكنا تقبله»
صور رفعت في مؤتمر انطاليا لضحايا سقطوا خلال الاحتجاجات في سوريا (ا ف ب )
واشنطن-ا ف ب- شددت الولايات المتحدة وفرنسا واستراليا ضغوطها على الرئيس السوري بشار الاسد، واكدت واشنطن ان وعوده الاصلاحية مجرد كلمات وان موقف النظام «بات يصعب تقبله» .
وفي اوضح تلميح الى امكان مطالبة الادارة الاميركية قريبا الرئيس السوري بالتنحي، ذكرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن الرئيس باراك اوباما قد خير مؤخرا الاسد بين قيادة عملية الانتقال الى نظام ديموقراطي او «الرحيل».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافى عقدته مع نظيرتها الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين.
قبضة الأسد تضعف
وفى ردها على سؤال حول فقدان الحكومة السورية لشرعيتها، قالت كلينتون: «هذا الأمر متروك للشعب السوري نفسه.. وإننا قمنا مع الآخرين بفرض عقوبات وحظر على الأسلحة.. وقدنا دعوة لعقد جلسة استثنائية في الأمم المتحدة.. ومع مرور كل يوم يصبح موقف الحكومة أقل من المقبول ومطالب الشعب السوري للتغيير تزداد قوة،فيما قبضة الأسد على السلطة تضعف تدريجيا».
تشكيك بشان العفو
وكان مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية ابدى تشكيكا كبيرا في ان ينفذ الاسد قرار العفو العام الذي اصدره، مشيرا الى انه "قال اشياء كثيرة خلال الاسابيع والاشهر الماضية لكننا لم نر سوى القليل من الاعمال الملموسة ".
مقتل حمزة الخطيب
من جهتها قالت كلينتون انها «قلقة للغاية حيال قيام قوات الامن في درعا بتعذيب صبي حتى الموت، ولا يسعني الا ان آمل بالا تكون دماؤه ذهبت هدرا، وان تضع الحكومة حدا للوحشية وتبدأ الانتقال الى نظام ديموقراطي حقيقي».
فرنسا: أكثر من العفو
في باريس طالب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه السلطات السورية «بتغيير في المسار اكثر وضوحا واكثر جرأة»، مبديا خشيته من ان يكون قرار العفو «جاء متأخرا جدا» ،مشيرا الى ان ذلك كان رد المعارضة السورية.
واضاف «لقد سقط حوالى الف قتيل على الاقل وربما اكثر، يجب ان يكون تغيير المسار واعدا، اكثر من مجرد عفو».
مجلس الأمن
وأقر جوبيه بتعذر الحصول على ادانة للقمع في مجلس الامن، وذلك «ليس لضعف الاتحاد الاوروبي او الاميركيين وانما بسبب فيتو روسيا التي، ولاسباب تاريخية لها نظرة اخرى لنظام الاسد، تختلف عن نظرتنا».
أضخم تظاهرات في «جمعة أطفال الحرية» 120 قتيلاً معظمهم في مجزرة حماة
من تظاهرة عمودا في شمال شرق سوريا رفعت خلالها شعارات ضد النظام باللغتين العربية والكردية (أ ف ب)
يو بي أي،اف ب- لقي اكثر من 120 سوريا مصرعهم واصيب المئات بجروح في القمع الدموي الذي تعرضت له تظاهرات «جمعة أطفال الحرية» في العديد من المدن ، كان أكبرها في مدينة حماة، وشهدت صدامات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط 67 قتيلا (وفق اوساط المعارضة، في حين تحدث اخرون عن 45 قتيلا)، فضلا عن عدد ضخم من الجرحى، في ما اعاد الى الاذهان مجزرة عام 1982.
وذكر شهود عيان ليونايتدبرس إنترناشيونال أن المتظاهرين، الذين تراوح عددهم ما بين 60 و70 ألفا، انطلقوا من أحياء القصور، الحاضر، طريق حلب، الحميدية، وحي جنوب الملعب وجامع السرجاوي وتوجهوا إلى ساحة العاصي، ووقعت صدامات رشقوا خلالها الحجارة على قوات الامن، التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي.
رغم العفو عن «الإخوان»
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن حماة شهدت امس أضخم تظاهرة من نوعها.
وابلغ رامي عبد الرحمن مدير المرصد يونايتدبرس انترناشيونال «أن الحشود نزلت رغم العفو الرئاسي عن جماعة الإخوان المسلمين» التي تُعتبر المدينة أحد معاقلها الرئيسية.
وأفاد عبد الرحمن أن هناك قتلى في حي الحاضر داخل حماة قرب مقر لحزب البعث، وايضا في السوق المركزي.
انضمام قياديين أكراد
وقال «إن قياديين أكراداً انضموا لأول مرة بشكل علني الى تظاهرات محافظة الحسكة، بينهم فؤاد عليكو القيادي في حزب يكيتي، وعبد العزيز تمو في تيار المستقبل الكردي».
واوضح «إن الناس، ورغم مرسوم العفو والدعوة إلى فتح حوار وطني، تظاهروا نتيجة عدم محاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، وأولهم محافظ درعا المعزول ورئيس جهاز أمني سابق».
في أحياء دمشق
كما شهد عدد من أحياء دمشق تظاهرات، بينها المعضمية، الحجر الاسود، داريا، برزة ودوما، في حين تشهد المدينة انقطاعا لخدمة الانترنت.
وقال شهود عيان إن دير الزور، شرق البلاد، شهدت حشودا أمنية غير مسبوقة، حيث انطلقت من أحياء الجورة، والوادي، والقصور ودوار غسان عبود، وسجلت اشتباكات بوجود الآلاف من عناصر الامن ومكافحة الشغب والارهاب والشرطة. وافيد عن سقوط 8 قتلى وعشرات الجرحى.
على الحدود مع العراق
وفي منطقة البوكمال، على الحدود مع العراق، سجلت اكبر التظاهرات حتى الان، ولم تشر التقارير الى وقوع أي صدام نظراً لعدم انتشار قوات الامن. واللافت كان رفع المتظاهرين العلم السوري القديم، الذي تتوسطه ثلاث نجمات، علما بأن الجديد تتوسطه نجمتان.
وفي حلب، سارت تظاهرة سقط قيها عدة قتلى وانطلق المحتجون من منطقة سيف الدولة، ومن جامع آمنة.
كل مدينة كربلاء
وبثت صفحات على «فيسبوك» لقطات عن تظاهرات في كفرنبل والقامشلي، وهتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الشعب يريد دستور جديد»، وعبارة «آزادي»، التي تعني «الحرية» باللغة الكردية.
كما ظهرت لافتات في كفرنبل «عاجل.. الشعب السوري: على الأسد التنحي فورا»، في حين رُفعت في القامشلي لافتة «كل مدينة سورية صارت كربلاء.. وكل شهيد سوري هو الحسين».
القبس
04/06/2011
أرقام وشهادات من اليوم الدامي
خالد تقي الدين
توزعت التظاهرات في جمعة «أطفال الحرية» على النحو التالي:
دمشق: تظاهرات في العديد من أحياء القابون وركن الدين والميدان وأنباء عن سقوط شهداء في برزة البلد.
ريف دمشق: تظاهرات حاشدة في درايا، المعضمية، دوما، الكسوة، التل، قطنا، الزبداني.
حمص: تظاهرات في الإنشاءات وباب سباع وبابا عمر وباب الدريب والغوطة وسق الخضرة وبستان الديوان، وإطلاق نار كثيف على المتظاهرين أمام مسجد خالد بن الوليد.
تلكلخ: منع الأهالي من إقامة صلاة الجمعة، وما زال منع التجول مستمرا.
الرستن: ما زالت محاصرة.
تظاهرات في القصير وكفر لاها ودير بعلبة.
درعا: تظاهرات في درعا البلد، رغم الحصار الأمني الشديد.
تظاهرات حاشدة في غالبية المناطق والقرى المجاورة لدرعا.
حماة: أنباء عن سقوط قرابة الـ 67 شهيداً وعشرات المصابين تم نقلهم الى مشفى الحوراني والمنازل المجاورة، قدر عدد المتظاهرين أكثر من مائة ألف وحاول البعض دخول مبنى حزب البعث.
تظاهرات في مدينة طيبة بعد انضمام أهالي قرية الصوان.
اللاذقية: خروج عشرات الآلاف في مختلف مناطق المدينة.
دير الزور: سقوط 8 شهداء وسقوط عشرات الجرحى بعد إطلاق النار على المتظاهرين في شارع الوادي من قبل قوات الأمن المدعمة بمدرعات الجيش. وتظاهرات في حي القصور وغسان عبود، وأقدم البعض على إحراق بعض الأبنية التابعة لــ «البعث».
تظاهرات غير مسبوقة في الميادين بعد توافد أهالي القرى المجاورة وتم حرق مبنى البعث وانسحاب لقوات الأمن.
البوكمال (الحدودية) مستمرة في الاعتصامات اليومية وقدر عدد المتظاهرين بعشرات الآلاف.
حلب: سقوط ثلاثة شهداء في سيف الدولة وعدد كبير من الجرحى وتظاهرة حاشدة في باب الحديد.
وتظاهرات في تل رفعت.
الحسكة: تظاهرات في القامشلي وجميع المدن والقرى التابعة للمحافظة.
إدلب: تجاوز العدد في معرة النعمان مائة ألف ولا تواجد لقوى الأمن.
04/06/2011
الأطفال الضحايا رمز لعمليات القمع والعنف
بيروت ـــــ ا.ف.ب ـــــ اصبح الاطفال، الذين قتل منهم ثلاثون على الاقل حتى الآن برصاص القوى الامنية السورية، رمزا للعنف المستخدم في حملة القمع المتمادية.
وتحول حمزة الخطيب، وهو فتى في الثالثة عشرة، قال ناشطون انه تعرض «للتعذيب والقتل»، الى رمز لمقاومة العنف. لذا دعا المحتجون الى تظاهرات امس بعنوان «جمعة اطفال الحرية».
وخصصت صفحات عدة على «فيسبوك» لحمزة الخطيب، احداها بعنوان «كلنا الشهيد الطفل حمزة»، بما يذكر بصفحة «كلنا خالد سعيد»، المصري الذي ضربته الشرطة حتى الموت، مما دفع مئات آلاف المعارضين لنظام مبارك للنزول الى الشوارع.
وتروي الصفحة قصة حمزة: «خرج من قريته الجيزة مع آخرين لفك الحصار عن أهل درعا، تم اعتقاله عند حاجز للجيش. تم تسليم جثمانه الطاهر لأهله، وبدت على جسمه آثار التعذيب ومكان طلقات الرصاص، ولم يكتف جلادوه بذلك بل عمدوا الى التمثيل بجثته..».
وكان اعتقال القوى الامنية لخمسة عشر فتى وطفلا متهمين بطلاء شعارات على جدران درعا، وتعذيبهم، هو ما أوقد الانتفاضة.
يا شاربي دماء الأطفال
وينفي النظام ممارسة التعذيب. ويقول المتحدث باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، باتريك ماكورميك، لوكالة فرانس برس، ان «صورة طفل مقتول تعرض للتعذيب او التشويه تترك اثرا اضخم بكثير من صورة شخص راشد».
وهناك صفحات عديدة اخرى، بينها «لأجل اطفال سوريا»، و«ضد المجرمين، ماهر ومخلوف وآصف، يا شاربي دماء اطفال سوريا ونسائها».
ولا تملك «اليونيسيف» امكانات التحقق من الظروف، لكنها تؤكد ان عدد الاطفال الذين قضوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، كما في ليبيا، اكبر على الارجح من العدد المعلن، وذلك نتيجة قصف المدن المتمردة، على عكس ما حصل في تونس ومصر.
الطفلة الضحية مايا
وتبث صفحة «شهداء اطفال سوريا» شريطاً يظهر الطفلة «مايا»، يحملها رجل بين ذراعيه ويصرخ متوجها الى الاسد «ارحل، ارحل»، ويردد الشعار عدد من المتظاهرين المحيطين به.
ويقول ماكورميك: «لم يختاروا ان يكونوا في هذه المعركة، بل وجدوا في وسطها»، داعيا الى التحقيق وفرض العقوبات على المسؤولين عن حالات الوفاة والتعذيب.
ومع قرب انتهاء العام الدراسي، يقول المتحدث باسم اليونيسيف «سيكون الاطفال في الشارع، لا في قاعة الصف، وهذا ما سيجعلهم معرضين للخطر اكثر».
التغيير يهز العالم العربي سوريا: 3 سيناريوهات.. أحلاها مرّ للسلطة
جانب من معرض الصور التي تكشف اعمال عنف النظام السوري اقيم على هامش مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد انطاكيا - تركيا (ا ف ب)
دمشق ــــــ غسان سعود
لكل مواطن سوري سيناريو اليوم في رأسه عن الوجهة التي ستسلكها الأحداث في بلده. ولكل سيناريو بشارة، فكما ينظر المواطن إلى رئيسه يكتب عقله مستقبل البلد. هناك من يرى بالأسد «الرئيس الطيب والمخلص لبلده»، الذي سيتنحى عن السلطة استجابة لطلب الأكثرية، كما فعل الرئيسان السابقان التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وهناك من يعتقد أن الرئيس سيسعى إلى حل يكتبه بنفسه ويحفظ له السلطة كما يفعل نظيره اليمني علي عبد الله صالح. وهناك من يرى أن التطابق في الكثير من وجهات النظر بين القيادتين الليبية والسورية يدفع باتجاه تكرار سيناريو التقاتل الليبي ــــ الليبي.
يمر الوقت سريعاً بالنسبة للسلطة في سوريا وبطيئاً بالنسبة للشعب. السلطة اليوم أضعف من أي وقت سابق، صحيح. وقد خسرت الكثير من رصيدها المحلي والإقليمي والدولي، صحيح أيضاً. لكن لا تجوز المبالغة في الوصف، فصحيح أيضا أن السلطة لم تنكسر بعد فعلياً في أي مدينة، وقد انقضى أسبوع «حماة الديار» من دون أن يعلن مسؤول عسكري واحد في الجيش السوري ـــ علانية على الأقل ـــ احتجاجه على حصار المدن وقتل المدنيين. ورغم ارتباك السلطة لم يستطع المحتجون السيطرة ـــ حتى اليوم ـــ على شارع واحد يمكن أن يحولوه إلى ما يشبه «ميدان التحرير»، أو ساحة عامة يجعلوا منها «دوار لؤلؤة» آخر.
الوقت... لمصلحة من؟
يصعب في ظل الفوضى التي تشهدها سوريا اليوم، سواء في صفوف السلطة أو المعارضة، تحديد لمصلحة من يسير الوقت: فالسلطة تتصرف وكأن كل يوم يمر أشبه بورقة تسقط من روزنامة حياتها طالما الاحتجاجات مستمرة، فيما الشعب يحبس أنفاسه ولا أحد يجزم ما إذا كان في الطريق إلى الاختناق أو الانفجار. وهنا يجدر التأكيد أن السلطة لا تعتقد أبداً أن مرور الوقت والاحتجاجات مستمرة هو أمر لمصلحتها، لا سيما أن المحتجين يعتبرون أن صمودهم سينهك القوى الأمنية، التي لم تعتد المعارك الطويلة الأمد، وسيوفر لهم المساندة المحلية والإقليمية والدولية الضرورية لإسقاط النظام. وما بين المحتجين والسلطة، يزداد، يوماً تلو الآخر، الفرز الشعبي لتتسع رقعة الفريقين وتضيق رقعة المتفرجين عليهما من بعيد. وفي الأثناء تتشكل سيناريوهات ثلاث رئيسية للمستقبل، أحلاها بالنسبة للسلطة، مرّ.
بشار يتنحى؟!
السيناريو الأول هو الأكثر رومانسية بالنسبة للمناوئين للسلطة، يسلك بموجبه الرئيس السوري بشار الأسد طريق الرئيس التونسي زين العابدين. فيعلن، بحجة حقن دماء السوريين، تنحيه عن السلطة، ويستقل طائرة خاصة تنقله وعائلته إلى الصين أو فنزويلا.
ولهذا السيناريو أربعة عوامل توصل إلى خاتمته، لم يتوافر أيا منها بعد، أقله حتى اللحظة. وهذه العوامل متسلسلة كالآتي:
أولاً: تتصاعد الاحتجاجات، كما ونوعا، فترتفع في دمشق وحلب أصوات المطالبين بإسقاط النظام ورحيل رئيسه، ويسمع الأخير هتاف الآلاف في جامعة دمشق «إرحل.. إرحل.. إرحل..».
ثانياً: يتوصل الأسد إلى معطيات تؤكد أن وحدة جيشه لن تدوم طويلاً تحت قيادته في حال تصاعدت الاحتجاجات أكثر، اضافة الى استقالة وزراء ونواب ومديرين عامين ومحافظين وموظفين في الخارجية (لم يستقل أي منهم حتى اليوم، فحتى مفتي درعا تراجع عن الاستقالة وأطل شيخ جامع العمري نحو ساعتين على التلفزيون السوري مدافعاً عن مداهمة الجيش لجامعه!).
ثالثاً: يكتشف الأسد أن طائفته (العلوية) لا تريد الدخول في حرب أهلية.
رابعاً: يحصل الأسد على ضمانات تؤمن خروجه وعائلته ورموز حكمه من السلطة بالحدّ الأدنى من الخسائر المعنوية والمادية.
أهم ما يذكر على هامش هذا السيناريو تأكيد بعض المقربين من الرئاسة الأحادية في سوريا أن الأسد كان يردد أمام مقربين منه أثناء متابعته أحداث الثورة المصرية أنه سيبادر إلى الاستقالة فوراً إذا صادفته تجربة مماثلة. وتكرار أحد المقربين من الرئيس أن الأخير لن يتردد أبداً في مخاطبة شعبه مودعاً إذا تبيّن له أن أكثرية شعبية وصلت إلى نقطة اللاعودة إلى مظلته. مع تأكيد المؤمنين باحتمال حصول هذا السيناريو أن من يعرف بشار الأسد جيداً يعلم أنه لن يُقدم أبداً على قتل شعبه. مع العلم أن خيار التنحي لن يكون مقبولاً لا من بعض الأفراد النافذين في عائلة الأسد، ولا من قوى إقليمية مؤثرة في سوريا. والواقعية تقتضي التأكيد أن التفكير بهذا السيناريو سابق جداً لأوانه ويكاد يكون مضيعة للوقت، فالسلطة اليوم ما تزال تتصرف كأنها في السيناريو الثاني: إخماد حركة الشارع بواسطة العنف وتنظيم حوار داخلي تحت سقف «حفاظ النظام على الجزء الأكبر والأهم من مكتسباته».
للحوار أكثر من حوار
والسيناريو الثاني هو الأكثر تفضيلا بالنسبة للسلطة اليوم، وتشعر أنها قد تنجح في تحقيقه، أي «الحوار» كما فصلته وفق شروطها هي.
فالسلطة لا تزال ترى أن الاحتجاجات لم تبلغ بعد ـــ وفق مقاييسها ـــ نقطة اللاعودة، وأن المحتجين المعنيون بفرض التغيير ــ وليس المتنقلين من فندق إلى آخر في العواصم العالمية ــ لم ينجحوا بعد في توحيد جهودهم وتنسيق خطواتهم وبلورة أهداف مشتركة لتحركهم.
يذكر أن غالبية ما يعرف بالمثقفين المقيمين في سوريا يظهرون استعداداً لسيناريو من هذا النوع تحت تبريرات مختلفة، أبرزها «البحث عن حل ينقذ البلد». كما أن الأغلبية الشعبية تفضل الحوار على التقاتل لتحقيق الإصلاح.
لكن هناك أيضا من يحذر من أن الحوار كما تريده السلطة اليوم سيمثل خسارة كبيرة للمحتجين، إذ سيمنحهم أقل بكثير من الحد الأدنى مما كانوا يأملون به. وبالنسبة لهؤلاء فإن الحوار «وارد وضروري، لكن ليس اليوم، بل بعدما تفرز الأرض قيادييها القادرين على مد مصافحة السلطة بيد وإبقاء العصا باليد الأخرى، تماماً كما تفعل السلطة».
في المقابل، هناك وجهة نظر لافتة تفيد بأن الرئيس الأسد تلمس اهتزاز العرش وفهم الرسائل الشعبية كاملة وبات مدركاً أن عدم إسراعه إلى إصلاحات جدية، تبدأ بانتخابات نيابية تحت إشراف دولي وتنتهي بتعديل دستوري يمنعه من الترشح لولاية رئاسية جديدة، سيؤدي إلى خروجه على طريقة نظيره المصري مبارك.
السيناريو المخيف
تأمل السلطة أن تجد مؤيدين للسيناريو الثاني وسط المحتجين كما وسط أنصاره النظام، وتبدي استعدادا لإضافة «تعديلات قليلة» هنا وأخرى هناك، خصوصاً وأن السيناريو الثالث «تقاتل داخلي يأخذ شكل الحرب الأهلية ــــ المذهبية» يعني انهيار النظام لا محال.
هذا السيناريو «المخيف» يشغل بال الكثير من السوريين منذ انطلاقة شرارة الاحتجاجات في درعا. ولافتات السلطة المحذرة من الفتنة «الأشد من القتل» زادته حضورا في الأذهان، وهو اليوم مرتبط: أولاً، بتصاعد الاحتجاجات واستمرارها محصورة في مناطق من لون مذهبي واحد (رغم محاولات جدية من بعض النشطاء اليساريين لإطلاق شرارتها في مناطق أخرى علوية ومسيحية). ثانياً، بمضاعفة شعور الأقليات بأن التغيير يهدد «المكتسبات». ثالثاً، بانفلات الأمور في عدة مدن من سيطرة السلطة. رابعاً، بنزول أنصار النظام والرافضين للتغيير بوسائل المحتجين إلى الشارع لينهوا بأنفسهم ما تصفه السلطة بـ«الفوضى». عندها سيجد السوريون أنفسهم يقاتلون بعضهم بعضا.
بلدات ثكنات عسكرية
لكن السؤال الأساسي الذي يتهدد هذا السيناريو هو مصدر السلاح والتمويل لهكذا حرب. والمعلومات هنا تفيد أن ثمة طائفة شبه مسلحة تنتشر على امتداد الأراضي السورية ضمن مجمعات بنيت قبل أربعة عقود كمساكن عسكرية وتحولت إلى قرى بخصوصيات عسكرية.
فكل خمس بلدات سنية تفصل بينها واحدة «علوية»، يمكن وصفها بـ«مجمع عسكري»! ناهيك عن كون رئيس النظام وجنرالاته الكبار من الطائفة السنية هم المسيطرون على الجيش (حتى إشعار آخر).
في المقابل، فإن الطائفة السنية غير مسلحة، لكنها قد تستفيد من ثلاثة عوامل في حال تدهور الأوضاع: أولاً، إمكانية استقبالها السلاح من الخارج، سواء عبر الحدود اللبنانية أو الأردنية أو العراقية أو التركية (من هنا يفسر ركض السلطة لمحاصرة المدن الحدودية والساحلية لإخماد احتجاجاتها والسيطرة على منافذها الحدودية). ثانياً، امتلاك الإخوان المسلمين بنية عسكرية تتكل على السلاح الخفيف قابلة للاستخدام حين تدعو الحاجة. وثالثاً إمكان سيطرة المحتجين بسهولة ـــ إذا نظموا أنفسهم وزاد عددهم ــــ على ثكنات الجيش في المناطق ذات الأغلبية السنية كما فعل المحتجون الليبيون.
في الأثناء، ثمة أخبار يتناقلها المحتجون (لم يظهر بعد ما يؤكد دقتها أو عدمه) تؤكد أن القيادة التركية لن تقف تنتظر تكرار مذبحتي حماة وحلب، وأن الجيش التركي سيكون جاهزاً لحماية السلم الأهلي في سوريا وتثبيت استقراره.
أي السيناريوهات الأقرب إلى الواقع؟! من المبكر جداً التوقع كما من المبكر الاعتقاد أن المشهد محصور بهذه النهايات.
أبوظبي والقاهرة تطالبان الأسد بتنفيذ الإصلاحات 06/06/2011 عسكر دمشق يستبسل دفاعا عن "الاصنام"
المتظاهرون في الجولان على الحدود مع إسرائيل يهربون من قنابل الغاز المسيلة للدموع التي واجههم بها جنود الاحتلال(ا ف ب)
دمشق - وكالات: حصدت آلة القمع التابعة للنظام السوري 38 قتيلاً خلال 24 ساعة في منطقة جسر الشغور القريبة من ادلب شمال غرب البلاد حيث واصلت حملتها الدموية لوأد الاحتجاجات المناهضة للنظام, فيما أصيب العشرات عندما تصدت قوات الأمن لسبعة آلاف محتج حاولوا تدمير آخر تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد في دير الزور. (راجع ص 40 و41)
وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن مقتل 28 شخصاً أمس و10 آخرين أول من أمس جراء إطلاق نار من قبل قوات الأمن على متظاهرين في منطقة جسر الشغور, موضحاً أن 6 من عناصر الامن هم من بين القتلى في هذه المنطقة التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية منذ السبت الفائت.
في غضون ذلك, كشف سكان وشهود عيان أن العشرات أصيبوا برصاص القوات السورية التي تصدت لسبعة آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال ليل أول من أمس في دير الزور من أجل اسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد.
وقال شاهد عيان "أطلقت قوات الامن ومدرعات الشرطة النار على حشد لمنعه من إسقاط الصنم", في إشارة إلى التمثال الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار.
من جهته, أوضح أحد سكان المنطقة أن المحتجين تجمعوا في البداية حول منزل الفتى معاذ الرقاد البالغ من العمر 14 عاماً والذي قتل بالرصاص يوم الجمعة الماضي خلال مظاهرة مناهضة للنظام.
وأضاف المقيم الذي يعمل طبيباً في المدينة, ان "التمثال الكبير هو الوحيد القائم في دير الزور, جميع التماثيل الخاصة بحافظ (الأسد) أسقطت", خلال التظاهرات التي جرت في الأسابيع الماضية.
وبالتوازي مع ذلك, شهدت مدينة حماه, أمس, إضراباً عاماً, لليوم الثاني على التوالي حداداً على القتلى الذين سقطوا الجمعة الماضي, فيما شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في بصرى الشام بمحافظة درعا.
ومساء أمس, أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أنه تم الافراج عن أكثر من 450 معتقلاً سياسياً بينهم إسلاميون وأكراد منذ الاعلان الثلاثاء الماضي عن العفو العام.
سياسياً, دعا ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, خلال لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم, في العاصمة الإماراتية أمس, السلطات السورية إلى تطبيق الاصلاحات لضمان استقرار البلاد, مؤكداً أن "مطالب الاصلاح والحاجة الى الاستقرار هدفان متلازمان ويمكن التوفيق بينهما".
وفي القاهرة, أكد وزير الخارجية المصري نبيل العربي, أهمية البدء في برنامج الإصلاح السياسي في سورية, وعلى رأسه الحوار الوطني الشامل الذي يضم جميع مكونات المجتمع, باعتباره المدخل الوحيد السليم لتجاوز الأزمة.
06/06/2011 20 قتيلاً و225 جريحاً برصاص إسرائيلي في الجولان
مجدل شمس - ا ف ب: أطلق الجيش الإسرائيلي, أمس, النار على مئات من المتظاهرين السوريين والفلسطينيين الذين حاولوا عبور الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان المحتلة إحياء لذكرى النكسة, ما ادى الى مقتل 14 شخصاً واصابة 225 آخرين. (راجع ص 43)
وفتح الجيش الإسرائيلي النار بعدما تمكن المتظاهرون من تجاوز أول خط من الأسلاك الشائكة وضع لمنع وصول المتظاهرين الى خط وقف اطلاق النار بين البلدين.
وأكد التلفزيون السوري "مقتل 14 شخصاً بينهم امرأة وطفل وإصابة 225 آخرين بالرصاص الاسرائيلي على مشارف الجولان", فيما أكد الطبيب في مدينة القنيطرة علي كنعان ان الضحايا كانوا "مصابين بالرصاص في الراس والصدر".
وشارك في التظاهرة شباب سوريون وفلسطينيون لاحياء ذكرى حرب 1967 التي احتلت خلالها اسرائيل هضبة الجولان, بحسب التلفزيون السوري, الذي عرض صوراً لجنود اسرائيليين يفتحون النار على المتظاهرين.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الجنود اطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء فيما اقترب المتظاهرون من الحدود حاملين أعلاماً فلسطينية وسورية ومرددين شعارات مؤيدة للفلسطينيين محاولين عبور الاسلاك الشائكة.
وحمل نظام دمشق مسؤولية "الاستفزاز" بهدف تحويل الانتباه عن القمع الدموي الذي يمارسه بحق التظاهرات المناهضة له, فيما اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "عناصر متطرفة" ب¯"محاولة اقتحام حدودنا وتهديد سكاننا ومواطنينا".
دعت جماعات حقوق انسان سورية ودولية مدعي جرائم الحرب الدولي للتحقيق في مقتل اكثر من الف مدني في سورية خلال الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية انه تلقى الطلب لكن سلطته تقتصر على الجرائم المرتكبة من قبل مواطني الدول الاعضاء في المحكمة. موضوعات ذات صلة
ولم توقع سورية على وثيقة روما لعام 2002 بانشاء المحكمة ما يعني ان المحكمة لا سلطة لها على سوريا الا اذا احالها مجلس الامن الدولي اليها.
وتنقل وكالة رويترز عن المحامي المقيم في امريكا ياسر طبارة قوله: "لقد وثقنا عددا كبيرا من حوادث القتل والاصابات والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي".
وتقول الجماعات الحقوقية السورية والدولية انها تشجعت من اسراع مدعي المحكمة الدولية بالدعوة لاعتقال الزعيم الليبي معمر القذافي وغيره بسبب العنف في ليبيا واستعداده للتحقيق في احداث ساحل العاج وكينيا.
وطالبت منظمة العفو الدولية مجلس الامن الدولي باحالة سورية الى المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت محاولات اوروبية لاحالة سورية الى مجلس الامن الشهر الماضي تعطلت بسبب ما بدا من ان روسيا قد تستخدم حق النقض، الا ان فرنسا تقول انها مستعدة لتقديم مسودة قرار للمجلس بشأن ادانة سورية رغم التهديد الروسي بالنقض.
سورية: ديفيد كاميرون يؤكد ان بريطانيا وفرنسا ستطرحان الاربعاء مشروع قرار يدين دمشق
آخر تحديث: الأربعاء، 8 يونيو/ حزيران، 2011، 11:48 GMT
أكد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ان بريطانيا وفرنسا ستطرحان يوم الاربعاء مشروع قرار في مجلس الامن يدين القمع الذي تمارسه السلطات السورية بحق المحتجين.
وقال كاميرون مخاطبا مجلس العموم في لندن: "ستتقدم بريطانيا وفرنسا اليوم في نيويورك بمشروع قرار الى مجلس الامن يدين القمع ويطالب بمحاسبة المتسببين فيه وبحرية وصول المساعدات الانسانية الى مستحقيها." روابط ذات صلة
ومضى رئيس الحكومة البريطانية للقول: "واذا صوتت اي دولة ضد القرار او حاولت نقضه، فسيحاسبها ضميرها."
لكن سفير روسيا لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيزوف قال في بروكسل "الامل في قرار من مجلس الامن الدولي على نمط القرار 1973 بخصوص ليبيا لن يلقى تأييدا من جانب بلادي."
وقد جرى الشهر الماضي توزيع مشروع القرار الذي سيجري التصويت عليه بشأن سورية، وهو يحذر من أن أحداث العنف التي ترتكب حاليا في سوريا قد ترقى الى "الجرائم ضد الإنسانية"، ولكن دبلوماسيين يقولون إن النسخة الجديدة من مشروع القرار صيغت بلهجة اشد.
ولا يوصي مشروع القرار بالتدخل العسكري في سوريا. اعرض الملف في مشغل آخر
جسر الشغور
في هذه الأثناء يتوقع سكان بلدة جسر الشغور هجمات جديدة لقوات الأمن ويحاولون الاحتماء منها، ونقل شهود عيان لـ بي بي سي أن سكان قرى معرة النعمان وخان شيخون ومورك القريبة أشعلوا الدواليب لقطع الطريق أمام الدبابات المتوجهة إلى مدينة جسر الشغور بهدف إعاقتها عن الوصول، وذلك في ظل ظهور مظاهر مسلحة في بلدتي خان شيخون ومعرة النعمان.
وقامت السلطات السورية بتحويل السير في منطقة خان شيخون إلى طرق فرعية بعد أن قُطع الطريق في تلك المنطقة.
تقول السلطات السورية ان 120 من رجال الامن قتلوا في احداث جسر الشغور
وقال أحد الناشطين لوكالة أنباء رويترز إن الجيش يتخذ مواقع حول البلدة وإن القوات تتقدم نحو البلدة من جهة حلب.
وكان وزير الاعلام السوري عدنان محمود قد صرح الإثنين "إن الجيش سيقوم بواجبه في استعادة الأمن في البلدة".
وقد فر بعض السكان الى القرى القريبة من الحدود التركية، بينما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر محلية تركية قولها إن مجموعة مؤلفة من 122 شخصا معظمهم من مدينة جسر الشغور قد وصلوا الى تركيا بعد اجتيازهم الحدود بطريقة غير قانونية الى قرية قاربياض في اقليم هاطاي ليشكلوا فوجا جديدا من النازحين السوريين الذين يهربون من الأحداث في سوريا ويلجأون إلى تركيا.
واضافت ان رجال الامن الاتراك فرضوا طوقا امنيا حول اللاجئين الذين نقلوا الى صالة احتفالات في قرية قاربياض قبل ان يتم نقلهم الى مخيم للاجئين اقامه الهلال الاحمر التركي في منطقة يايلاداج على بعد 45 كلم من تلك القرية الحدودية.
تحذر مشروع القرار من أن أحداث العنف التي ترتكب حاليا في سوريا قد ترقى الى "الجرائم ضد الإنسانية"
وذكرت أنباء من هاطاي أن 20 مصابا وصلوا ليل أمس منطقة غوفاتشي في هطاي أيضا ونقلوا الى المستشفيات حالة اثنين منهم غير مستقرة.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية التركية إن حوالي 420 شخصا قد عبروا الحدود من سورية منذ اندلاع المظاهرات والاحتجاجات في مارس / آذار المنصرم.
وفي وقت لاحق، أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ان بلاده "لن تغلق ابوابها" بوجه اللاجئين الفارين من سورية.
وقال اردوغان للصحفيين في العاصمة انقره إن حكومته تراقب تطورات الموقف في سورية عن كثب وبقلق، حاثا دمشق على التحلي بقدر اكبر من التسامح مع مواطنيها.
لا يتكلمون العربية ويحملون أسلحة من طراز يجهله السوريون 11/06/2011 ملتحون حليقو الرؤوس بلباس أسود من "الباسيج" يتولون قنص المدنيين وينشرون الرعب في الشوارع
انطاكيا - ا ف ب: يؤكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجأوا إلى تركيا لتلقي العلاج أنهم تعرضوا لنيران جنود ايرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وتعود الوقائع الى 20 مايو الماضي خلال "اسبوع الحرية" الذي واجهته قوات الامن بقمع شديد في مدينة ادلب شمال غرب سورية.
ويروي مصطفى (23 عاما) وهو بائع معادن اصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمني ويعالج في احد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا "كنا نتظاهر الجمعة لدى الخروج من المسجد ونهتف شعارات مثل "ليسقط النظام", فقطعت قوات الامن الطرق المؤدية الى المدينة وأطلقت النار علينا".
ويقول "كان هناك شرطيون باللباس المدني ولكن كان هناك أيضاً جنود ايرانيون", مضيفاً "رأيتهم بأم عيني وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربية".
واوضح "كانوا ملتحين في حين ان اطلاق اللحى ممنوع في الجيش السوري", مشيراً إلى انهم يرتدون بزات سوداء غير معروفة في سورية.
وأعطى اكرم (17 عاما) الطالب الذي يعالج في مستشفى آخر من انطاكيا الوصف نفسه ل¯"رجال باللباس الاسود" أطلقوا النار على سكان قريته القريبة من ادلب.
وقال الطالب الذي اصيب برصاصة في ساقه اليسرى "كانوا قناصة تحديداً ولم يكونوا يتكلمون العربية. كما انهم كانوا يحملون أسلحة من طراز لا نعرفه".
وهو يرى ان هوية هؤلاء القناصة لا تترك مجالاً للشك "انهم ايرانيون من الباسيج" الميليشيا الاسلامية التابعة للحرس الثوري الذراع المسلحة للنظام الايراني الى جانب الجيش النظامي.
في المقابل, يبدو فيليت (23 عاما) القادم من قرية اخرى قريبة من لإدلب أكثر حذراً.
ويقول الطالب المصاب في ساقه اليمنى "لا يمكنني أن أجزم أنهم كانوا ايرانيين, لكن من المؤكد انهم لم يكونوا سوريين", كما اكد انهم لم يكونوا من "الشبيحة", المسلحين السوريين الذين يرتدي بعضهم ملابس سوداء, مضيفاً "هؤلاء نعرفهم جيدا".
والمهاجمون بحسب وصف الطالب "كانوا يرتدون بزات سوداء وينتعلون أحذية بيضاء وكانوا ملتحين وحليقي الرؤوس".
ويضيف "شاهدت سبعة او ثمانية منهم وأنا أنتشل الجرحى. هم الذين كانوا يطلقون النار مع الشرطيين باللباس المدني, فيما الجنود السوريون بقوا في الخلف", موضحاً "كانوا طويلي القامة جسيمين ويحملون بنادق قناصة".
ومن الصعب التثبت من صحة هذه الاقوال إذ يحظر على الصحافيين التنقل في سورية.
زعيم عشائري: مرتزقة "حزب الله" يقتلون السوريين
قدم أحد زعماء عشائر البقارة في سورية الشيخ أحمد الخلف, في حديث إلى قناة "الجزيرة" الفضائية التعازي إلى "أبناء الشعب السوري بالذين يُقتَلُون منهم على أيدي النظام السوري ومرتزقة حزب الله الإيراني", مؤكداً أن "العشائر في سورية من عربية وكردية تأبى أن يبقى هذا النظام المجرم حاكماً في سورية, وآل الأسد هم أقلية مع مجموعة تابعة لهم, فيما أكثر من 70 في المئة من الشعب السوري هم مع الثورة".
وشدد الخلف على "وحدة الشعب السوري بمختلف طوائفه", وقال: "إن العشائر السورية هي مع الثورة, وتؤيد التظاهر السلمي ولكن من حقنا حماية أهلنا في سورية, وهذا الحق يكفله القانون, والشرائع السماوية, خاصةً أن نظام الاسد يقوم بأعمال إجرام وسوف يحاسب على فعله هذا".
وسأل الخلف: "لماذا لا يسمح النظام للإعلام العربي والأجنبي بالدخول الى سورية طالما أنه يقول إن من يتظاهرون في سورية هم أقلية? وهل محطة "سي ان ان" أو الصليب الاحمر الدولي سلفيون? فليسمحوا لهم بالتوجه الى الداخل السوري ليكشفوا عما يحصل هناك, وسوف يجدون ان الشعب كله مع الثورة, وأن ما يقوله اعلام النظام كذب".
الجيش هاجم جسر الشغور والأمن اقتحم الحرم الجامعي في حلب وقوات ماهر أرعبت أهل درعا والسلطات أزالت تمثال والده من حماه 11/06/2011 مئات آلاف السوريين ينتصرون للمدن المحاصرة في "جمعة العشائر": 28 قتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال وسط إصرار على إسقاط الأسد
العشرات يرشقون صورة الأسد بالأحذية خلال تظاهرة في أنقرة (أ.ف.ب)
دمشق - وكالات: لم ينجح قمع العسكر والشبيحة والأمن والقناصة في إخافة مئات آلاف السوريين الذين خرجوا مجدداً, أمس, في "جمعة العشائر" إلى الشوارع في مختلف المناطق والمدن مطالبين بإسقاط النظام, ما يؤكد إصرارهم على المضي في طريق الحرية وتحدي آلة القمع التي حصدت 7 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى.
وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن ثلاثة مدنيين قتلوا في حي القابون بدمشق, كما قتل اثنان آخران في بصرى الحرير بمحافظة درعا جنوب سورية, وقتل سادس بمدينة اللاذقية الساحلية.
وأفاد ناشط آخر في مجال حقوق الانسان, طالباً عدم الكشف عن اسمه, ان متظاهراً آخر قتل في السرمانية بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد, وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى في الساعات القليلة المقبلة.
درعا
وفي تفاصيل التظاهرات, ذكر شاهد العيان أبو عبدالله الحريري من مدينة بصرى الحرير أن "سيارة تابعة لقوات الأمن أطلقت النار على نحو ألف متظاهر ما أدى الى سقوط قتيلين هما عدنان اسماعيل الحريري وعبد المطلب محمد الحريري", مؤكداً أنه "لولا هروب الناس لوقعت مجزرة بسبب إطلاق النار بشكل عشوائي".
من جهته, أفاد التلفزيون الحكومي أن "مسلحين" فتحوا النار على عناصر من قوات الأمن في بصرى الحرير, ما أدى الى مقتل أحد هؤلاء بالاضافة الى مدني, إلا أن السكان ردوا على هذه الرواية مؤكدين أنه لم يقتل أحد من أفراد الشرطة وان المظاهرة كانت سلمية.
وكشف أحدهم أن "عدنان الحريري أكتع بترت يداه بعد أن صعقته الكهرباء", مؤكداً أن "المتظاهرين لم يكن معهم أسلحة, وأن النيران جاءت من سيارات الشرطة".
وفي مدينة ردعا أو ما يعرف بدرعا - البلد, أكد شهود عيان أن القوات السورية أطلقت النار على آلاف من المحتجين المطالبين بإسقاط النظام الذين تحدوا الوجود الأمني المكثف في المدينة, ما أسفر عن سقوط 8 جرحى على الأقل, اثنان منهم أصيبا بجروح خطيرة في الرأس والصدر.
وأكد الناشط السياسي عبدالله أبا زيد أن "عناصر من الفرقة الرابعة في الجيش التابعة لماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري بشار الأسد) أطلقت النار على المتظاهرين الذين خرجوا في بلدات درعا, ما أدى إلى اصابة العشرات بجروح", مشيراً الى أن "درعا خرجت بجميع أهلها منتصرة لنفسها, وداعية الى فك الحصار عن مدينة جسر الشغور" بمحافظة ادلب في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا.
وأضاف ان "قوات الأمن تحاول ترويع الناس, وفي ظنها أنهم سيمتنعون عن التظاهر بسبب التهويل والقتل", مؤكداً أن "الحل الأمني لم يعد ينفع النظام بعد أن حسم الناس خيارهم بالحرية والكرامة".
ادلب
وفي محافظة إدلب التي تشهد أعمال عنف متواصلة منذ أيام عدة, بدأ الجيش عملية عسكرية في مدينة جسر الشغور بهدف "السيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنية", وفقاً للرواية الرسمية التي تدحضها عشرات شهادات المواطنين الذين ينفون بشكل قاطع أي وجود مسلح في المدينة, ويعزون سقوط القتلى في صفوف الأمن إلى تمرد داخل الأجهزة القمعية.
وكان معظم السكان فروا, خلال الأيام الماضية, من هذه المدينة التي بدت "خالية" بعد عمليات تمشيط بدأت في الرابع من يونيو الجاري, ولجأ الآلاف منهم إلى تركيا.
وقال شاهد ان القوات العسكرية قصفت القرى المحيطة بجسر الشغور لدى تقدمها نحو المدينة, وان "الجنود أضرموا النار في حقول القمح بقرية الزيارة" التي تبعد خمسة عشر كلم جنوب شرق جسر الشغور.
وأضاف آخر يدعى أحمد العبد الله أن المروحيات العسكرية حلقت فوق المدينة, وأنه "تم إحضار عشرين ضابطاً من الجيش إلى بنش في إطار التعزيزات الأمنية التي يقوم بها الجيش, وذلك بعد أن خرج عشرة آلاف متظاهر يواجهون الدبابات بأغصان الزيتون".
من جهته, ذكر موقع "سيريا نيوز" الالكتروني ان قوات الجيش السوري طوقت مدينة اريحا في محافظة ادلب من جميع الجهات, واشتبكت مع "مجموعات مسلحة", من دون توافر معلومات عن أعداد القتلى والجرحى بسبب قطع الاتصالات.
150 ألفاً
وفي مدينة معرة النعمان التي تقع في المحافظة نفسها, ذكر العضو المستقيل من حزب "البعث" عبد المعين الإبراهيم أن "قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على المتظاهرين في المدينة الذين يُقدَّرون بمئة وخمسين ألف متظاهر".
وأضاف "إن الذين يطلقون النار يلبسون بزات عسكرية ولباساً لونه أخضر, والمتظاهرون خرجوا بعد صلاة الجمعة يحملون العلم السوري", مشيراً إلى أنه "لم يعرف عدد الشهداء بعد نتيجة إطلاق النار العشوائي".
حلب
وفي حلب القريبة من ادلب, خرجت تظاهرات في مناطق عدة من بينها صلاح الدين, فيما أكد شاهد عيان أن "قوات النظام اقتحمت الحرم الجامعي وقامت باعتقال بعض الطلاب على إثر خروج أكثر من ألف شاب مطالبين بإسقاط النظام", لافتاً إلى أن "مدينة حلب مسيطر عليها بشكل كامل من قبل قوات الأمن التي تمنع الناس من الخروج الى الشوارع".
آلاف الأكراد
وفي الشمال أيضاً, تظاهر أكثر من ثمانية آلاف شخص بعد صلاة الجمعة في ثلاث بلدات كردية, داعين الى الدفاع عن الحرية وحماية المدن التي يحاصرها الجيش.
وأوضح الناشط في مجال حقوق الانسان حسن برو ان أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا في القامشلي التي تبعد 700 كلم شمال شرق دمشق, وهم يحملون الأعلام السورية, داعين إلى سقوط النظام, ومرددين شعارات دعم لجسر الشغور ودرعا.
كما تظاهر أكثر من أربعة آلاف شخص في عامودا (20 كلم عن القامشلي), وأكثر من ألف في رأس العين مرددين شعار "بالدم, بالروح نفديك يا جسر الشغور".
وفي دير الزور, خرجت مظاهرات كان لافتاً خلالها غياب أي انتشار أمني ومشاركة النساء للمرة الأولى.
تمثال حافظ الأسد
وفي حماه التي شهدت مجزرة الأسبوع الماضي, أكد شهود عيان أن أكثر من 7 آلاف شخص تظاهروا في وسط المدينة بعد صلاة الجمعة, رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام وترفض أي حوار معه.
وأفاد أحدهم أن السلطات أزالت تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد من مكانه في مدخل المدينة ليل أول من أمس ولم يعرف المكان الذي نقل إليه.
دمشق وريفها
إلى ذلك, شهدت مناطق العاصمة دمشق وريفها تظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام, سيما في حي الميدان ومساكن برزة وركن الدين والحجر الأسود, وفي المعضمية وداريا والكسوة والقابون وبرزة ودوما والتل.
وأفاد شهود عيان عن سقوط جرحى بينهم أطفال خلال إطلاق قوات الأمن النار على احتجاج حاشد في بلدة عرطوز التابعة لمنطقة مدينة قطنا في ريف دمشق, كما فرقت القوى القمعية بالقوة تظاهرات أمام جامع الحسن في منطقة الميدان.
وإضافة إلى اللاذقية وجبلة ومختلف المدن الساحلية, شهدت حمص تظاهرات حاشدة قابلتها قوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين, حيث أفاد شهود عيان عن تحول المدينة إلى "ساحة حرب" حقيقية.
انطاكيا - ا ف ب: كان نبيل أحد آخر مسعفي الهلال الاحمر السوري الذين تحدوا شدة القمع في مدينة جسر الشغور شمال غرب سورية قبل اصابته برصاصة في الظهر ونقله الى تركيا حيث يروي تجربته ممدداً في سرير المستشفى.
يقول الشاب البالغ من العمر 29 عاما والذي نقل منذ الاثنين الماضي الى احد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا "عملي هو انتشال أقصى عدد ممكن من الجرحى ووضعهم في سيارة الاسعاف, ولم يكن لدي الوقت للنظر الى ما يجري من حولي".
ولا يمكنه بالتالي إعطاء تفاصيل حول القوات والاسلحة المنتشرة في مدينة جسر الشغور البالغ عدد سكانها 40 الف نسمة والتي باشر الجيش فيها, أمس, عملية عسكرية بعد اعمال قمع أوقعت 35 قتيلا بين 31 مايو الماضي و5 يونيو الجاري, بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كل ما يذكره هذا المسعف هو سماع تحليق مروحيات, ويقول "لكنني شاهدت الكثير من الجرحى, بالمئات. وعشرات القتلى, ربما مئة", مضيفاً "كانوا من الرجال بمعظمهم. كل النساء وضعن في مأمن خارج المدينة. لكن رغم ذلك كان هناك أحياناً سيدات مسنات بين الجرحى".
وهو يفيد عن اصابات بالرصاص بعضها من صنف خاص ويقول "رأيت قتيلا انشق دماغه الى اثنين مثل كتاب. لا بد ان ذلك كان نتيجة رصاصة متفجرة. فرصاص الكلاشينكوف لا يحدث عادة نتيجة مماثلة".
كما شاهد ضحايا عمليات تعذيب, وروى "قبل بضعة أيام نجحت الحشود في تحرير متظاهرين كانوا اعتقلوا قبل بضع ساعات. لم يسبق أن رأيت شيئاً مماثلاً: كان جسدهم مكسواً بالكدمات وكان لونهم بنفسجياً بالكامل, وكل ذلك في غضون خمس أو ست ساعات فقط".
ومع اطلاق الجيش السوري امس عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بعدما افاد ناشط حقوقي عن ارسال اكثر من ستين شاحنة تنقل دبابات ومدرعات واكثر من عشر ناقلات جند من حلب في اتجاه المدينة, أسف نبيل لعدم وجود اي وسائل لمساعدة الجرحى.
وقال "قبل الاضطرابات لم يكن لدينا أساساً في الهلال الاحمر سوى سيارتي اسعاف احداهما معطلة. ومن اصل 200 متطوع كان خمسة منا فقط يستطيعون العمل بسبب انعدام الوسائل", مضيفا "اضطررنا حتى الى سرقة سيارة من احد المستشفيات حتى نتمكن من القيام بمهامنا".
وبالتالي فإن المدنيين هم الذين يعملون على وضع الجرحى بمأمن فيستخدمون "سياراتهم ودراجاتهم النارية" بحسب الشاب.
كما ان ايجاد مكان لمعالجة المحتجين المصابين بالرصاص يطرح معضلة حقيقية على المسعفين.
ويقول نبيل بهذا الصدد "في مطلق الأحوال, فإن المستشفيات الخاصة لا يحق لها استقبال هؤلاء الجرحى, فهي تجازف كثيراً إن قامت بذلك. وفي المستشفيات العامة لم يعد هناك أطباء, فهم يخشون قتلهم".
لذلك ينقل بعض الجرحى الى الحدود التركية الواقعة على مسافة أقل من ساعة من المدينة, حيث يتكفل بهم الدرك التركي بعد عبورهم الاسلاك الشائكة فينقلهم في سيارات اسعاف الى مستشفيات انطاكيا.
وهي الطريق التي سلكها نبيل نفسه عندما أصيب بالرصاص رغم ارتدائه بزة الهلال الاحمر.
ويقول "كنت أنتشل جريحاً حين اطلق النار علي من الطبقة الثانية من مبنى اجهزة الاستخبارات. أصبت بالرصاص في ظهري فسقطت فوق الجريح, رغم أنني كنت أرتدي بدلتي".
11/06/2011 الصليب الأحمر يطالب بالوصول إلى مناطق العنف
جنيف, بيروت - ا ف ب, يو بي اي: دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر, أمس, دمشق إلى اتاحة "الوصول الفوري" الى المناطق التي تشهد اعمال عنف, معرباً عن استعداده للتوجه شخصياً الى سورية لإجراء محادثات مع السلطات.
وقال كيلينبرغر في بيان "نكرر طلبنا الوصول الى كل الاشخاص المعتقلين بهدف تقييم ظروف توقيفهم والمعاملة التي يلقونها والتمكن من نقل وجهات نظرنا بشكل سري الى السلطات المعنية", مضيفاً "أنا مستعد للتوجه شخصيا الى سورية لاجراء محادثات مع السلطات".
وبعد ان عبر عن اسفه لسقوط قتلى وجرحى بسبب القمع العنيف للتظاهرات المناهضة للنظام, دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى تأمين "إمكانية الوصول فوراً" الى كل الضحايا بمن فيهم الموقوفون او المعتقلون.
وقال كيلينبرغر "نحن مصممون على مساعدة السكان الذين يتعرضون للعنف ونحن مصممون على زيارة الاشخاص المعتقلين".
وبالتعاون مع الهلال الاحمر السوري, قامت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارات قصيرة الامد الى درعا وطرطوس وحمص في مايو الماضي.
وأوضح في هذا الاطار أنه "في إطار هذه الزيارات المحدودة, كان من الصعب تكوين فكرة واضحة عن الوضع الميداني وحجم الاحتياجات الانسانية".
من جهة أخرى, طالبت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا, أمس, السلطات السورية بإعادة خدمات الإنترنت للمواطنين ووقف الاعتداءات على وسائل الإعلام.
وشددت في بيان على أن القرار بقطع خطوط الإنترنت والهواتف الخلوية, بهدف وقف البث الإعلامي ومنع الصحافيين من أن يقوموا بعملهم "مرفوض", مطالبة "السلطات السورية بأن تعيد فوراً الإنترنت وخطوط الهاتف الخلوي للمواطنين, وأن ترفع القيود المفروضة على وسائل الإعلام ومنع الاعتداءات على الصحافيين, حتى يتمكنوا من القيام بواجبهم المهني, بوضع تقارير حرة عن الأحداث الجارية".
تركيا تدرس إقامة منطقة عازلة لاستقبال مئات آلاف السوريين الهاربين من القمع 11/06/2011 أردوغان: ماهر يقود ارتكاب "الفظاعات" وبشار يستخف بالواقع
نظام دمشق لا يتصرف بشكل إنساني مع المدنيين ولا يمكن لتركيا الاستمرار بدعمه
أنقرة - وكالات: اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بارتكاب "فظاعة" والتصرف بطريقة غير إنسانية مع المتظاهرين, مؤكداً أن هذه العمليات يقودها شقيق الرئيس ماهر الأسد فيما الرئيس بشار الأسد يستخف بما يجري على أرض الواقع رغم خطورته.
ونقلت وكالة أنباء الاناضول أمس عن اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية مساء اول من امس "تحدثت مع (الرئيس السوري بشار) الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريون) يقللون من اهمية الوضع, وللأسف لا يتصرفون بشكل إنساني", مشيراً إلى أن كلام الأسد ينافي ما يجري على أرض الواقع, ويستخف بما يحدث على الأرض رغم خطورته.
ووصف الطريقة التي قتلت فيها قوات الأمن السورية نساء بأنها "فظاعة", مؤكداً أن ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد هو الذي يقود ارتكاب تلك الفظاعات والأعمال "الوحشية" ضد المتظاهرين.
وإذ جدد التأكيد على أن تركيا "لا يمكن أن تقبل بحماه أخرى" في إشارة إلى المجزرة التي راح ضحيتها الآلاف في الثمانينات, شدد أردوغان على أن قمع التظاهرات في سورية "غير مقبول", مؤكداً أنه في هذا الاطار لا يمكن لتركيا أن تدافع عن سورية.
وأضاف ان النظام في سورية "لا يتصرف بطريقة إنسانية, ومجلس الأمن الدولي يعمل الآن حول سورية, وفي ظل العنف, لا يمكننا الاستمرار في دعم سورية, فلدينا أقارب يقيمون هناك".
وأكد أن الوضع في سورية يختلف عن الوضع في ليبيا بالنسبة لتركيا, وهي تكاد تكون مثل مسألة داخلية لها, "فلدينا حدود مع سورية تمتد ل¯800 - 900 كيلومتر", مكرراً أن تركيا ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين, لكنه تساءل "الى أين سيصل ذلك?"
وتعتبر تصريحات أردوغان تصعيداً في الموقف التركي المنتقد للنظام السوري, بعد أن كانت العلاقات قد تقاربت كثيراً بين الدولتين خلال السنوات الماضية, في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيداً لدعوة أنقرة الرئيس الأسد إلى الرحيل, خلال الأيام القليلة المقبلة, بعد انتهاء الانتخابات في تركيا غداً الأحد.
في موازاة ذلك, ذكرت صحيفة "حريت" التركية الصادرة أمس, أن أنقرة تدرس إمكانية إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية, لمواجهة تدفق مئات آلاف الهاربين من القمع.
وأوضحت أن "مسؤولي وزارة الخارجية قالوا ان من بين السيناريوهات التي نوقشت إنشاء منطقة عازلة إذا سعى مئات الآلاف للجوء إلى تركيا", لكن هذه الفكرة لا تبدو وشيكة.
من جهتها, ذكرت وكالة الأناضول أن عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا هرباً من أعمال العنف ارتفع إلى 2792 شخصاً, يقبع العديد منهم في مخيمات في محافظة هاتاي جنوب تركيا.
وذكرت أن 495 وصلوا ليل أول من أمس واستقبلوا في مدينة كاربياز بمحافظة هاتاي (جنوب), مشيرة إلى أن من بين ال¯2792 لاجئاً هناك 51 أدخلوا المستشفيات.
وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين متين كوراباتير ان الهلال الاحمر التركي فتح مخيماً ثانياً للتعامل مع تدفق اللاجئين, وأن 2792 شخصا اجمالاً نزلوا في المخيمين.
وأضاف أن الهلال الاحمر يعمل على انشاء مخيم شمالي منطقة ألتينوزو في اقليم هاتاي يسع ألف خيمة يمكن أن تؤوي 5000 شخص.
ويفر معظم اللاجئين من مدينة جسر الشغور التي تبعد نحو اربعين كيلومترا عن الحدود التركية, حيث قامت قوات الامن السورية بعمليات تمشيط في الايام الاخيرة.
واعلن التلفزيون الرسمي ان الجيش بدأ امس عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة ادلب (300 كلم شمال دمشق), استجابة لما زعم أنه "نداء من الأهالي للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الامنية".
وتخشى تركيا فوضى سياسية في سورية وتدفقا كثيفا للاجئين الى اراضيها وزعزعة الاستقرار على حدودها. وهناك اكراد يقيمون على جانبي الحدود واي وضع فوضوي في سورية يمكن ان يشجع متمردي حزب العمال الكردستاني على شن عمليات ضد القوات التركية.
كتب: Tony Karon -Time ••• نشر في 11, June 2011 :: الساعه 1:01 am | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
حتى في ظل ادعاء جماعات حقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى السوريين إلى أكثر من ألف شخص وتنامي توقعات حدوث سفك دماء في جسر الشغور، لم يَدْعُ أي طرف مجلس الأمن لمنع الأسد من استعمال قوة جيشه ضد بلدات الثوار، لقد فرضت القوى الغربية عقوبات جديدة، لكنها امتنعت عن مطالبة الأسد بالتنحي، بل فضلت حثه على إرساء الديمقراطية في بلده أو الرحيل.
لو كانت المواجهة في سورية بين نظام الرئيس بشار الأسد وخصومه تتبع المسار الذي اتخذه الصراع الحاصل في ليبيا ضد معمر القذافي، لكان الوقت حان كي تفرض الأمم المتحدة منطقة حظر جوي بطريقة عاجلة، إذ نقلت السلطات السورية، يوم الاثنين، أن جماعات مسلحة في مدينة جسر الشغور في الشمال هاجمت بعض المباني الحكومية بالأسلحة الرشاشة والقنابل العنقودية اليدوية، ما أسفر عن مقتل 40 عنصراً أمنياً- وسرعان ما ارتفع هذا العدد فجأةً إلى 120 قتيلاً بحسب النشرات الإخبارية على التلفزيون السوري الرسمي. لا يمكن التحقق من ذلك الادعاء في ظل هذا الوضع الذي يمنع وجود أي وسائل إعلامية أجنبية لتغطية الأحداث، لكن حتى لو كان الخبر مفبركاً، فهو يحمل المخاطر نفسها، فقد حذر أحد الوزراء السوريين من أن النظام سيرد “بشكل حاسم وبكل قوة”، وعرض التلفزيون الرسمي مقطعاً يُظهر امرأة من تلك البلدة تختبئ في قبو للاحتماء من رجال مسلحين منتشرين في المنطقة، ما دفع إلى مطالبة السلطات بإرسال طائرات حربية لقصف البلدة.
في المقابل، نقل مناصرو المعارضة أن أحداث يوم الاثنين حصلت غداة أيام من الاشتباكات في البلدة، وادعوا أن حجم أعمال العنف كان مؤشراً على أن بعض قوى النظام في البلدة قد تمردوا على قوى السلطة، لكن يبقى هذا الادعاء غير مؤكد أيضاً.
كذلك، تم سحق حركة تمرد مماثلة في البلدة نفسها، في عام 1980، وقد سقط حينها عدد كبير من القتلى، بينما استعان والد الرئيس الراهن، حافظ الأسد، في عام 1982، بالقوات الجوية والمدفعية لسحق ثورة إسلامية في مدينة حماة المجاورة، وذلك من خلال ضرب البلدة وقتل ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص. لذا عندما تتحدث السلطات السورية عن حصيلة القتلى على يد المتمردين المسلحين، فيبدو الأمر أشبه بمناورة خطيرة لتبرير عملية عسكرية ستعرض حياة الكثير من المدنيين في جسر الشغور للخطر.
في الأسابيع الأخيرة تتزايد المؤشرات على أن أعمال العنف التي تشنها القوات المسلحة لقمع العصيان المدني استدعت رداً عنيفاً من بعض مناصري المعارضة، تماماً كما حصل في ليبيا.
ومع ذلك، حتى في ظل ادعاء جماعات حقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من ألف شخص خلال الانتفاضة وتنامي التوقعات بحصول سفك دماء في جسر الشغور، لم يَدْعُ أي طرف مجلس الأمن لمناقشة احتمال اللجوء إلى الأعمال العسكرية لمنع الأسد من استعمال قوة جيشه ضد بلدات الثوار، لقد فرضت القوى الغربية بعض العقوبات الجديدة، ولكنها امتنعت عن مطالبة الأسد بالتنحي، بل فضلت حثه على إرساء الديمقراطية في بلده أو الرحيل.
وراء هذا الموقف وتردد شرائح بارزة من الشعب السوري في الانضمام إلى الثوار، لا علاقة للفكرة القائلة إن نظام الأسد “أكبر من أن يسقط”، من وجهة نظر استراتيجية، بل يتعلق الأمر بالخوف من عواقب سقوط النظام، لكن تخضع تلك المواقف الحذرة لاختبار صعب في ظل تنامي حدة الحملات القمعية.
ستحقق الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية بعض المكاسب الاستراتيجية طبعاً على المدى القصير، في حال سقوط هذا النظام الذي يشكل عنصراً أساسياً من “محور المقاومة” الذي تقوده إيران في المشرق عبر تسليح “حزب الله” في لبنان وتوفير مركز لحركة “حماس”. غير أن الخوف من أن يخلف “الإخوان المسلمون” النظام الراهن في حال سقوطه بعد مواجهة عنيفة يردع الولايات المتحدة وإسرائيل والسعوديين من اتخاذ أي خطوة بهذا الاتجاه. هم لا يحبون الأسد، ولكنهم يعرفونه على الأقل، إذ تبقى مواقفه متوقعة، ما يمنح المنطقة نوعاً من الاستقرار، وفي هذا الإطار، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتز، يوم الأحد: “الأسد نفسه لا يعرف ما سيكون الوضع عليه في سورية في نهاية هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل. هذه الشكوك تثير قلقه، وتثير قلقنا أيضاً”.
ثم نصل إلى الحسابات الطائفية والسياسية داخل سورية، فقد اصطفت الأقليات العلوية والمسيحية بمعظمها وراء النظام، وينطبق الأمر نفسه على النخب الاجتماعية في المدن، وتحديداً من الأكثرية السنّية العربية، ما يمنح الثورة بُعداً متناقضاً فعلاً، وقد ساهم هذا الوضع في عدم انتشار مظاهر الثورة في المدن الكبرى مثل دمشق وحلب. من الواضح أن النظام لا يزال يتمتع بقاعدة دعم مهمة في المجتمع وأن حركة التمرد لم تكسب دعم جميع فئات الشعب.
قد تؤدي تحركات النظام إلى التشجيع على نشوء مقاومة مسلحة- حتى إنه قد يبالغ في وصف حجم قوتها- بهدف تقديم نفسه بصورة الضامن الوحيد للاستقرار في وجه الفوضى، وستؤدي المواجهة المسلحة إلى ظهور أكثر عناصر المعارضة تطرفاً على الساحة، مما سيؤدي إلى ترجيح كفة المتشددين داخل النظام.
على عكس القذافي المكروه عالمياً في أوساط الحكومات الأجنبية، لا يزال الأسد يتمتع بدعم جيوسياسي كافٍ لمنع أي تحرك ضده من جانب مجلس الأمن، حتى لو كانت القوى الغربية تميل إلى خيار إسقاطه. (لكنها لا تفضل هذا الخيار الآن)، بينما تحظى المعارضة الليبية بدعم مصر المستعدة لتسهيل حصولها على الأسلحة، ودعم قطر المستعدة لشراء أسلحة مضادة للدبابات، ودعم القوات الجوية الأوروبية المستعدة لتحويل المعركة الميدانية لمصلحتها، من المستبعد أن تعلن أي دولة دعمها للثوار المسلحين في سورية، ومع ذلك، سيحصل الثوار السوريون على دعم كبير وأسلحة كثيرة من الجماعات المتمردة السنّية في العراق ومن حلفائها في دولة لبنان المجاورة.
نتيجة الأوضاع التشاؤمية الناجمة عن أعمال العنف التي يرتكبها النظام، قد لا يعود الإصلاح طريقة فاعلة لإعادة فرض الاستقرار، ومع ذلك، من المستبعد أن تنجح قوات المعارضة في حشد الإمكانات العسكرية اللازمة للإطاحة بالأسد، لكن يمكنها توسيع حركة التمرد على أمل أن يؤدي تردي الوضع الاقتصادي في نهاية المطاف إلى انقلاب نخب المجتمع ضد النظام، وانشقاق أعداد من العناصر داخل قوى الأمن عن النظام، فتشير جميع هذه المعطيات إلى إقبالنا على صيف طويل وساخن وقاتم.
مشاهدات معبرة من برزة الدمشقية المتوترة كل شيء مراقب.. والنقمة سيدة الموقف
من تظاهرات دمشق الجمعة (رويترز)
برزة ــ خالد تقي الدين
سابقا كانت برزة تطل على دمشق. اليوم، دمشق تطل على برزة. فالاحياء التي نزح الدمشقيون اليها منذ عشرات السنين تحولت اخيرا ثورة مستمرة، تشغل دمشق بهتافاتها، فيما تعجز السلطات السورية عن خنق صوتها.
«طاء طاء طائيّـ.. يسقط حزب الاسديّـ» مرة مرتين، ثلاث مرات.
يخطف آخر الدور: «طاء طاء طائيـّـ.. يسقط حزب البعثيّـ». هنا «برزة»، لها غنت فيروز «الليل مش للنوم، عز الليل للسهر».
يبدو الوصول الى هذه المنطقة التي تبعد مسافة عشر دقائق من دمشق القديمة مستحيلا في ظل الحصار العسكري والامني المفروض عليها.
وفي دمشق الحالية يمكن لسائق الاجرة الذي يفترض ان يوصلك الى حيث تطلب، ان يوصلك الى مركز الامن لمجرد شكه بغايتك من زيارة سوريا في هذه المرحلة.
كثيرون في سوريا مقتنعون ان اكثر العمال تعاونا مع اجهزة الاستخبارات هم سائقو الاجرة. من جهة اخرى، كل غريب عن المنطقة مشتبه فيه من قبل الاجهزة الامنية بزرع الفتنة.
وللنظام اصدقاء في كل دكان وفندق وجدار مستنفرون دائما لابلاغ الاجهزة بأي حركة تثير الشك».
«برزة» هذه تذهب كل مساء منذ نحو شهرين الى احتجاج تعود منه مدماة، قربها من دمشق الساكنة حتى اليوم يجعلها مصدر اقلاق كبير للنظام.
تعتبر «برزة» امتدادا سكانيا لمدينة دمشق بعد ان نزح اهالي الصالحية واحياء دمشقية اخرى باتجاه شمال شرق العاصمة بحثا عن متنفس بعيدا عن زحمة دمشق.
وسرعان ما تحولت البلدة الى ما يشبه مدينة مساحتها 5500 هكتار، يحدها بحسب المختار عبدالله مغربي مشفى «ابن النفيس» غربا ومشفى «تشرين العسكري» شرقا، مدينة التل شمالا ومنطقة «القابون» جنوبا. اما اسمها، بحسب المختار فيرجع الى علوها عن بقية مناطق دمشق.
وتقسم المنطقة الى قسمين رئيسيين: برزة البلد ومساكن برزة. وتوازن برزة اقتصاديا بين السياحة والزراعة، فهي اشبه بفندق بالنسبة لزوار دمشق الخليجيين من جهة وبستان زيتون ومشمش وتين ورمان بالنسبة لاهالي دمشق.
الثورة السورية الكبرى
من هنا انطلق سابقا ابو محيي الدين شعبان احد قادة الثورة السورية الكبرى الاساسيين. اما اليوم فتكاد لا تمر ليلة دون انطلاق العشرات في مسيرات تظلل دمشق بهتافاتها وتشعرها بأنها ليست بعيدة عما يحصل في معظم المدن السورية الاخرى.
الوصول الى الشبان الذين يدخلون «برزة» التاريخ أصعب من الوصول إلى هذه المنطقة، يتردد الأهالي كثيرا في الكلام، يقول أحدهم ان بعض الشبان «الذين لا نعرفهم ولم نرهم من قبل» يخرجون كل ليلة قبيل منتصف الليل من احد الاحياء، طالبين اسقاط النظام، يخيل لسامعه ان المسن الجالس في دكانه يسوق رواية السلطة بشأن الغرباء، لكنه في الواقع يحمي نفسه و«الغرباء» من ان يضره الامن الى تحديد هوياتهم.
الانتصار لأهلهم في التل
الأمر نفسه يتكرر أكثر من مرة، ترمي سيدة الكرة في ملعب جيران «برزة» - أبناء مدينة التل، تقول: «خلال حصار الجيش لمدينة التل، تعاطف بعض ابناء مدينتنا مع اخوتهم فنظموا اعتصاما صغيرا كان يمكن فضه بالحوار لولا اطلاق عناصر الامن النار على المعتصمين، مما وفر لهؤلاء مبرر الاستمرار بتحركاتهم الليلية».
و«التل» تحضر على لسان آخر يعتبر ان ثوار برزة المفترضين ليسوا الا ابناء التل النازحين الى برزة، والمنتفضين يوميا انتصارا لاهم في التل، امام الاعلام لا تأييد اذاً ولا معلومات.
موقفان متباينان
لكن، بعيدا عن آلة التسجيل، تشهد المدينة انقساما مبهم الحجم بشأن الاحتجاجات. هناك من يناصر الشباب ويدافع عن حقهم بأن يطالبوا بايقاف مهزلة الامن والاستدعاءات، وحقهم في الديموقراطية والحرية، وهناك من يرى ان هؤلاء يجرون المدينة خلفهم الى مواجهة غير متكافئة سوف تخسر برزا في نتيجتها الكثير، وبسرعة تشير اصابع الغاضبين من «المخربين» الى المطاعم والنوادي الليلية الفارغة: «لم تكن برزا يوما هكذا، منذ عشر سنوات». وفي المقابل، يكفي السؤال عن الشبان الخمسة الذين قتلوا برصاص الامن خلال التظاهرات الليلية لتتغير نبرة المدافعين عن الاستقرار: «هؤلاء ابناؤنا واخوتنا ولا يجوز أبدا اطلاق النار عليهم».
عقبات أمام المرضى والجرحى
يحل الليل، يزداد استنفار دوريات الامن في المدينة، تنغص هذه على المواطنين عيشهم، لم يعد يمكن لمريض دخول المستشفى من دون المرور بعنصر امن يسبق الطبيب في فحص المريض ليتأكد من عدم معاناته من اصابة او ضيقا في التنفس نتيجة مشاركته في احد الاعتصامات الليلية، ويروي في المدينة ان الامن طلب التحقيق من رجل وزوجته قررا اطلاق اسم ثائر على مولودهما للتحقيق في خلفية الاسم، فأبلغ الزوجان المحقق انهما سيسميانه حافظ.
ينتظر الامن هذه الليلة خروج المحتجين من الحي الملاصق لسوق المساكن، تمر الدقائق ثقيلة. ثقيلة! لا، من سطح احدى البنايات تمر الثواني لا الدقائق كإبر توتر. لا كهرباء، عيون عناصر الامن والجيش تنير «الزواريب». لا أصوات، فقط أمر من هنا وسمعا وطاعة من هناك. للنوافذ عيون والكل آذان تترقب الهتاف الأول: لا إله إلا الله. ومن السطح المطل على مجموعة تقاطعات أساسية في المدينة، تزداد الرؤية إبهاما.
الأمن والسطوح
لا التقاطاعات تظهر ولا الطرقات نفسها في هذه المدينة ذات الأحياء الفوضوية. من هنا يمكن التعرف على العمارة السورية الحديثة: تداخل مبان وأحياء ومدن، اجتماعيا أولا، وعمرانيا ثانيا. يكفي مرور فأر أو قطة على سطح مجاور ليجمد الدم، ويسأل الواقف هنا نفسه ألف مرة عما يدفعه صوب هكذا مغامرة. ولا تكاد تمر ثوان على السؤال الأول حتى يطرق العشرات غيره حين تظهر على سطح مجاور خيالات يفترض انها لعناصر أمن، تنوي التمركز على السطح. الأنظار باتجاه المساكن. «هناك كثير من العوايني (المخبرين) ولعل المحتجين مخروقون بأحدهم»، يهمس صاحب المنزل. ثم يسائل نفسه عما إذا كان المبلغ الذي قبضه يستحق ما يعرض نفسه له، إذا اكتشف عناصر الأمن انه أدخل صحافيين إلى الحي، واستضافهم ليلة في منزله. ينضم عنصر جديد إلى المخاوف: «ماذا لو قرر صديقنا السعي لتبرئه نفسه عبر إبلاغ الأمن عن مكاننا»؟
خذ ماهر مع بشار
تقطع الأفكار صرخة: «يا الله ويا جبار.. خذ ماهر مع بشار». صرخة فصرخة فصرخة. انتظروهم من الشرق فأتوهم من الغرب. صراخ لاهث من جهة وعتاد يبرم حول نفسه من جهة أخرى. وعيون تكاد تجن من قدمين لا تدفعانها خطوتين إلى الأمام لتشهد الواقعة.
يزداد الهتاف انتظاما، للدمشقيين في أعراسهم تقليد خاص يعرف بالـ «عراضة»، وها هي العراضة تواجه الجيش: «بالتحية بحييكم»، يقول أول، فيردد من بعده العشرات «بالتحية العربية، بالتحية العربية»، «يا بشار ويا (...) (...) انت وهلإصلاح». من شارع إلى آخر، يركض الفريقان ولا يتلاقيان. يصرخ أحد الهتافين طالبا من الأهالي كتابة أسماء «العواينية» على الجدران. يصرخ آخر: «يخافون التكبير، كبروا كبروا من منازلكم، الله أكبر عليهم، الله أكبر عليهم»، تنتظم مجددا العراضة: «من بزرة الأبية لحماة ودرعا واللاذقية ألف ألف تحية». وإلى السراديب التي خرجوا منها عادوا، بعد أربع أو خمس دقائق. تاركين لهاث العسكر وجعجعة العتاد وحيدين مع القلق.
يكذب من يقول إن برزة تنام، برزة كالمدن السورية الأخرى لم يرف لها جفن نعس منذ أكثر من سبعة وسبعين يوما. وقبل شروق الشمس سيكون للمدينة ما يبقيها مستيقظة أربعا وعشرين ساعة أخرى: الروايات عن الاعتقالات التي أعقبت العراضة. شعارات الشباب الجديدة و... تآمر العواينية مع أهالي مدينتهم لتضليل الجيش مرة أخرى.
12/06/2011
أي مسؤول أمني هو صاحب الحل والفصل في مختلف قضايا المواطن الأسد غير إصلاحي.. وهذه هي الأسباب
متظاهرون في دمشق: {لن نستعيد الجولان ما لم يسقط الاسد}
y>الرئيس السوري بشار الأسد غير اصلاحي، ولا يمكن ان يسير، ولو بخطى بطيئة نحو الاصلاح، رغم ان ما تطالب به الجماهير السورية والاوساط النخبوية بمختلف اطيافها هو حقوق مدنية اصيلة سلبها منها النظام على مدار خمسة عقود، تحت شعارات واهية متمثلة بالحزب الواحد ودولة المقاومة والصمود والتصدي مستغلا شماعة مقاتلة اسرائيل. وهذا النظام لم يتردد في قتل الآلاف وتهجير ضعفهم، وملأ المعتقلات بسجناء الرأي، وترك اجهزته الامنية الــ 12 يستبدون بالسلطة والمال، بعدما ألغوا دور الآخرين وروجوا لفكرة التقارير ضد الاشخاص، حتى بات رئيس الحكومة نفسه يخشى تلك التقارير وهو الذي ما كان وصل إلى ما وصل إليه لو لم يكن له ملف في جميع الفروع الأمنية.
الطامة الكبرى واسس الفساد في سوريا تتمثل في اختزال الوطن في شخص الرئيس وحزب البعث.
واستبدت الدولة فأفرزت قوى سياسية - مالية من داخل المؤسسات الامنية والحزبية هيمنت على الدولة، وباتت الوحيدة المستفيدة من الوضع الراهن. تعديل الدستور
واما قولنا ان الرئيس غير اصلاحي، فهذا له معطيات ووقائع وحقائق. فالشعب قبل ان ينادي باسقاط النظام كانت له مطالب عدة، منها الغاء بعض مواد الدستور، كان قد تم تفصيلها لتبقى السلطة مطلقة بيد الرئيس والحزب الحاكم. ومن هذه المطالب:
اولا: رفع قانون الطوارئ بشكل فعلي وليس نظريا كما هو الحال اليوم. فرفع قانون الطوارئ بشكل نهائي من شأنه ان يقوض اركان النظام. فاطلاق حرية الرأي ستفضح التجاوزات والصفقات التي يقوم بها المستفيدون سياسيا وماليا من الوضع الحالي، وفي مقدمتهم السياسيون ورجال الاعمال المقربون من الرئيس الاسد.
16 ألف سجين رأي
ثانيا: اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، واغلاق ملف الاعتقال السياسي بشكل نهائي. وهذا ما لا يقدر عليه النظام الحالي، لان هناك ما يزيد على 16 الف سجين رأي (سياسيون ومثقفون وفنانون وغيرهم)، وذلك منذ فترة الثمانينات من القرن الماضي. وبحسب التقارير الخاصة بهذا الشأن، فان غالبية هؤلاء قد تمت تصفيتهم جسديا داخل السجون بعد فترة قصيرة من الاعتقال. وفي حال فتحت ابواب هذه السجون وتم اطلاق سراح المعتقلين فيها فستكون هناك ردود فعل كبيرة من اهالي الضحايا الذين يمنون النفس بان ذويهم ما زالوا على قيد الحياة، كما ستكون لهم مطالبات حقوقية لا يمكن حصرها، خصوصا ان احداث مذبحتي سجن تدمر وسجن صيدنايا لا تزال تقض مضاجع السوريين.
ثالثا: كف يد الاجهزة الامنية المستبدة بالسلطة والمال. فهذه الاجهزة الامنية لعبت دورا كبيرا في تقوية النظام وتثبيت سلطته مقابل امتيازات لا حصر لها من النفوذ المالي والسلطوي، حتى اضحى كل مسؤول امني هو صاحب الحل والفصل في مختلف قضايا المواطن السوري اليومية. كما ان تعدياته طالت حتى القضاء الذي بات يمتثل لأوامرهم في كثير من القضايا.
وبما ان النظام يعتمد على الاشخاص الذين يغلبون المصالح الشخصية على العامة فمن دون ادنى شك سوف يتحول هؤلاء الذين يفتخرون اليوم بانهم من اركان النظام الاساسيين الى خصوم خفيين ضده بعد الحد من سلطاتهم.
أكذوبة «البعث»
رابعا: تعديل المادة 8 من الدستور التي تنص على ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة اهداف الامة العربية.
وللعلم، فان حزب البعث لم يكن في يوم من الايام الا اكذوبة استخدمها النظام الذي اسند الى الوصوليين والاقليات المناصب القيادية في الحزب حتى اضحى منبوذا من غالبية المجتمع السوري وبتشكيل اي احزاب اخرى في حال تم اصدار قانون يسمح للمواطنين بممارسة حقهم بالمشاركة السياسية، فسوف يكشف ذلك حزب البعث ويعريه ويفضحه.
خامسا: تعديل المادة 53 من الدستور، التي تنص على ان «القانون يحدد الدوائر الانتخابية وعدد اعضاء مجلس الشعب، على ان يكون نصفهم - على الاقل - من العمال والفلاحين، ويبين القانون تعريف العامل والفلاح». وهذا النصف، الذي جاء في المادة 53 يتم تعيينه من الحكومة عن طريق النقابات والاحزاب التقدمية التابعة لحزب البعث، وهو ما يسمى في الانتخابات النيابية بقائمة «الجبهة الوطنية»، ويعني ذلك أن نصف أعضاء مجلس الشعب تم تعيينهم. أما إذا تم تعديل المادة، وأجريت انتخابات حرة، فإن تركيبة مجلس الشعب ستختلف تماما، وهذا ما لا يريده النظام.
انتخابات الرئيس
سادسا: تعديل المادة 84 من الدستور التي تقول: «يصدر الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية عن مجلس الشعب، بناء على اقتراح القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي». فانتخابات القيادة القطرية لحزب البعث تتم بصورة صورية، حيث يقوم الرئيس بتعيين أعضاء القيادة. والغريب ان الرئيس هو من يعينهم، وهم من يختارونه ودور مجلس الشعب ثانوي. لذا فإن إلغاء المادة 84 يعني انه ستكون هناك انتخابات للرئيس خارج نطاق القيادة القطرية، ومجلس الشعب المعينين، ما يضع الرئيس في اختبار حقيقي لا هزل فيه، بعيدا عن مهزلة حزب البعث.
سابعا: تفعيل المادة 26 من الدستور التي تعطي «لكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وينظم القانون ذلك».
ثامنا: هناك أكثر من 20 مادة من الدستور تعطي رئيس الجمهورية صلاحيات كبيرة جدا، وهذه المواد بحاجة إلى تعديل.
العصا بدل الإصلاح
هذه بعض من المطالب الشعبية المشروعة التي لا يختلف عليها اثنان، ولم يستطع النظام على مدار العقود الماضية من مواكبة التطور الحاصل في دول العالم، أو فهم هذه المطالبات، بعد ان ابتعد عن مفهوم الإدارة في الدولة المعاصرة، وتوقع أن العصا الأمنية الغليظة هي الأساس لقيادة الدولة، لذلك غلب لغة القتل على الإصلاح ودفع بوحدات الجيش الموالية لإخماد الثورة التي تمددت رقعتها، وعجزت الأجهزة الأمنية عن احتوائها.
12/06/2011
مراقب عام إخوان سوريا: موقف نصرالله نوع من «النفاق»
أشار المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة في حديث الى قناة france24 الى «ان موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غريب عجيب»، موضحا انه «يدعي الشعبية والمقاومة والحرية، ويقف ضد الشعب السوري الى جانب الدكتاتور بشار الاسد»، مشددا على ان «هذا نوع من النفاق»، لافتا الى انه يعتبر نفسه زعيما شعبيا، فمن المفروض ان يقف الى جانب الشعب.
ولفت الشقفة الى ان «الاحداث بدات انتفاضة، وتحولت الى ثورة بسبب تصرفات النظام»، لافتا الى ان «وتيرة القمع زادت بحدة الاحتجاجات»، مشددا على «انها لن تقف الا بإسقاط النظام».
ورأى ان للحوار مقدمات، وانه «لو كان النظام صادقا في الحوار، لكان سحب الجيش، واوقف القتل، واعترف بالجرائم التي ارتكبها، واعتذر من اهالي الشهداء، ودفع فديتهم، وان يلغي المادة الثامنة التي تنصب حزب البعث مسؤولا عن السلطة».
دبابات نظام الأسد تشرع بسحق السكان العزل في جسر الشغور وارتفاع حصيلة ضحايا جمعة العشائر إلى 37 قتيلاً 12/06/2011 الجيش السوري يغتصب النساء ويقتل المواطنين بالرصاص والسلاح الأبيض
دمشق - وكالات:
كشفت شهادات لجنود انشقوا عن الجيش السوري, أمس, عن فظائع ارتكبها بعض عناصر الجيش و"الشبيحة" بحق أبناء العديد من المناطق التي شهدت تظاهرات احتجاجية, تمثلت في عمليات اغتصاب للنساء, وقتل للعزل بالرصاص والسلاح الأبيض, فيما سيطرت حالة من التوتر والخوف على ما تبقى من أهالي جسر الشغور في محافظة إدلب شمال غرب سورية, مع تمركز قوات النظام على مدخل المدينة, وإطلاقها عملية لسحق حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد, في حين ارتفع عدد ضحايا "جمعة العشائر" إلى 37 قتيلاً.
وأكد شهود عيان ونشطاء في حقوق الإنسان, أن الجيش السوري وصل إلى مشارف مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب, مشيرين إلى أن "التوتر كبير في المنطقة, والقوات السورية تتمركز عند مداخل جسر الشغور ولم تدخل المدينة", كما أكدوا أن "الناس رحلوا باتجاه الحدود التركية القريبة, بين اربعة وخمسة آلاف شخص يريدون الهرب الى تركيا".
وقال شاهد عيان هرب إلى تركيا إن الدبابات زحفت على قرية قريبه من قريته الواقعة على بعد أربعة كيلومترات فقط من جسر الشغور في السادسة صباحا حيث كان السكان نائمين.
وأضاف أن قريته تقع على تل وأنه شاهد نحو أربعين دبابة تتقدم نحو القرية الواقعة أسفل التل وتقصف المنازل, مضيفاً أن الجنود قاموا بعد ذلك بإحراق محاصيل القمح في الحقول المحيطة بالقرية واقتلاع أشجار الزيتون.
من ناحيته, ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان قوات الجيش والدبابات وصلت الى مدخل مدينة جسر الشغور, وأنها تمشط القرى المجاورة بحثا عن مسلحين.
في غضون ذلك, ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري في التظاهرات المناوئة للنظام التي عمت سورية فيما عرف ب¯"جمعة العشائر", إلى 37 شخصا.
وقال ناشطون حقوقيون إن 37 قتيلا سقطوا في احتجاجات "جمعة العشائر" بينهم 20 في محافظة إدلب شمال البلاد, فيما أعلن مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن أن تسعة أشخاص قتلوا في اللاذقية غرب البلاد, كما قتل متظاهران في بصرى الحرير بمحافظة درعا جنوب سورية, وقتل ثلاثة أشخاص في حي القابون بدمشق بعد مظاهرات ليلية.
في غضون ذلك, أدلى اربعة فارين من الجيش السوري لجأوا الى الحدود التركية, بشهادات عن الممارسات التي ارتكبتها وحدتهم في قمع حركة الاحتجاج وخوف الجنود الذين يواجهون تهديدات بالقتل اذا رفضوا تنفيذ الأوامر.
وروى الجندي طه علوش الذي لم يرغب في التخفي, حيث عرض بطاقته العسكرية وكشف عن هويته بلا مواربة, وقائع عملية "التطهير" في مدينة الرستن التي يبلغ عدد سكانها 50 الف نسمة في محافظة حمص, والتي حملت هذا المجند البسيط على الفرار قبل ثلاثة ايام.
وأضاف "قالوا لنا ان مسلحين موجودون هناك, لكن عندما نقلونا, تبين لنا انهم مدنيون بسطاء, وامرونا بأن نطلق النار عليهم", موضحاً أنه "عندما كنا ندخل المنازل, كنا نطلق النار على جميع الموجودين فيها: الصغار والكبار, وحصلت عمليات اغتصاب لنساء أمام أزواجهن وأطفالهن" كما تحدث عن مقتل 700 شخص, لكن يصعب التأكد من هذا الرقم لأن الصحافيين لا يستطيعون التنقل في سورية.
لكنه توقع نهاية مدوية, حيث قال "إذا اضطر هذا النظام, فلن يتردد في تصويب مدرعاته وصواريخه الى دمشق, عندئذ ينتهي كل شيء".
بدوره, روى محمد مروان خلف وهو مجند ايضا في وحدة متمركزة في ادلب قرب الحدود التركية, ولا يزال ايضا مصدوما لهول حرب ضد عزل, أنه "على مرأى مني, أخرج جندي محترف سكينا وغرسه في رأس مدني, من دون أي سبب".
وأضاف, لقد طفح الكيل, عندما اجتازت وحدته قرية سراقيب المجاورة, وعندما فتح "الشبيحة" (بلطجية) الذين كانوا يرافقون الجنود النار على الناس.
وأكد المجند الشاب أنه "عندما بدأوا بإطلاق النار على الناس, رميت بندقيتي وهربت", موضحا ان هذه المجزرة التي أسفرت عن 20 إلى 25 قتيلا قد وقعت في السابع من يونيو الجاري.
كما روى شقيقه أحمد خلف الملتحق بوحدة أخرى, رواية على منواله بعدما شهد أعمال عنف في حمص, قائلاً "بعدما رأيت الطريقة التي يقتلون بها الناس, أدركت ان هذا النظام مستعد لقتل الجميع".
وأكد الجندي الفار الذي كان محمر العينين وزائغ النظرات, انه فكر مع رفقاء بالتمرد لكنه تراجع عن هذه الفكرة بسبب خطرها على حياتهم.
وأضاف "يضعون قناصة على بعض النقاط المرتفعة, عناصر شرطة بثياب مدنية أو عناصر من "حزب الله", وعندما لا يطلق الجنود النار على المحتجين, يقتلونهم".
من ناحيته, أكد وليد خلف الذي اختار مع خمسة عشر من رفاق السلاح, الفرار بدلا من الدخول الى مدينة حمص, مخاطر عصيان الاوامر, قائلاً "قبلنا اراد ستة اشخاص ان يفروا, فقتلهم قادتنا".
وأضاف "كنت أعرف أنه إذا ما دخلناها فإننا سنقتل عددا كبيرا من الأشخاص", مضيفاً "سلكنا جميعا طرقا مختلفة".
وعن رأيه في المستقبل, توقع هذا الجندي انهيارا لنظام الرئيس بشار الأسد, مضيفاً "جميع الجنود الذين اعرفهم هم متوترون, إما انهم يريدون الفرار وإما انهم يريدون تغيير مهنتهم" و"في نهاية المطاف, سيذهب كل جندي لحماية عائلته".