مسئول بريطاني: المحكمة الجنائية الدولية قد تصدر أمرًا باعتقال الأسد
بوابة الأهرام
17-5-2011 | 09:03
بشار الأسد
أكد نك هارفي، وكيل وزارة الدفاع البريطاني لشئون القوات المسلحة، أنه من "المرجح جدا" أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية أمرًا باعتقال الرئيس السوري بشار الأسد، للاشتباه بصلته في قمع المحتجين ببلاده.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" صباح اليوم الثلاثاء أن تصريحات هارفي تأتي في أعقاب إعلان المحكمة الجنائية الدولية أمس عن صدور مذكرة اعتقال بحق العقيد الليبي معمر القذافي ومسئولين ليبيين آخرين.
كان سكان مدينة درعا السورية قد اكتشفوا أمس الاثنين مقبرة جماعية في المنطقة، حيث تردد أن السلطات السورية قامت بمجزرتين في ريفها، وقال عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان: "لقد اكتشف الأهالي صباح الاثنين وجود مقبرة جماعية في درعا، الواقعة في الجنوب، التي انطلقت منها موجة الاحتجاجات غير المسبوقة، التي تشهدها البلاد ضد النظام السوري.
«هيومان رايتس» تعلن أن سورية تستهدف أقارب المعارضين ... وواشنطن تتهمها بدعم متظاهري الجولان
ناشطون يكشفون عن مقبرة جماعية في درعا ومجزرتين في ريفها
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
دمشق واشنطن، نيقوسيا، باريس - ا ف ب - اكتشف سكان درعا، امس، مقبرة جماعية في المنطقة، واعلن قيام السلطات السورية بمجزرتين في ريفها، غداة مقتل عشرة اشخاص في مدينة تلكلخ المجاورة لحمص (وسط) بنار رجال الأمن.
وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لـ «فرانس برس» عبر اتصال هاتفي «اكتشف الأهالي صباح اليوم (امس) وجود مقبرة جماعية في درعا البلد»، الواقعة جنوب العاصمة ومنها انطلقت منها موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.
واضاف ان السلطات «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من اخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها».
واعلنت المنظمة في بيان امس، نقلا عن بعض السكان في بلدتي انخل وجاسم المجاورتين لدرعا «ان السلطات السورية نفذت مجزرتين مروعتين بحق السكان هناك».
واورد البيان لائحة بأسماء 13 قتيلا في جاسم و21 قتيلا في انخل، اعلن انهم قتلوا «خلال الخمسة ايام السابقة».
وأعربت المنظمة عن تخوفها «من وجود عشرات آخرين لا تزال جثامينهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار حتى الآن لم يستطع الأهالي الوصول إليهم بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان».
وذكر شاهد، امس، ان الدبابات تقضف البيوت السكنية في تلكلخ، لافتا الى وجود العديد من القتلى والجرحى الذين لا يمكن اسعافهم في الشارع.
وافاد لـ «فرانس برس» عبر الهاتف بان «الدبابات تقصف البيوت السكنية باتجاه حي الاكراد».
كما اشار الى «اطلاق الاعيرة النارية الرشاشة» التي سمع دويها عبر الهاتف.
وذكر «لا يمكن لاحد الخروج واسعاف الجرحى الذين سقطوا، «معبرا عن خشيته «من ان يفارقوا الحياة». كما اشار الى وجود «جثث في براد مشرحة المشفى منذ ثلاثة ايام لم يتمكن اهلهم من دفنهم» دون ان يتمكن من تحديد عددهم.
واضاف «ان الجيش يحاصر مدينة تلكلخ حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات». ولفت الى «انتشار الدبابات امام الفرن الالي الذي تعطل عن العمل منذ ثلاثة ايام وامام جامع عثمان بن عفان في حي البرج».
وذكر ان السلطات «اوقفت حافلة تقل مسنين ونساء كانت متجهة الى قرية الزارة الحدودية وانزلت الركاب واوقفت الرجال الذين عمدت الى دهسهم بالارجل امام النساء فيما اخلت سبل النساء اللواتي غادرن الى قرية الزارة».
وبدت المدينة خالية من سكانها الذين يعانون من نقص في المواد التموينية والحليب والخبز كما اغلقت المحال التجارية وقطعت المياه والاتصالات عنها، حسب الشاهد.
وكان ناشط حقوقي، فضل عدم كشف اسمه اكد للوكالة «ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة تلكلخ الاحد الى عشرة» بنيران رجال الامن اثر اقتحام الجيش للمدينة.
من جهتها، افادت «وكالة سانا للانباء» الرسمية انه تم امس، تشييع «جثامين 3 شهداء من الجيش استشهدوا برصاص المجموعات الارهابية المتطرفة في منطقة تلكلخ امس (الاحد) الى مدنهم وقراهم».
كما شيعت محافظة القنيطرة امس، «أربعة شهداء الذين استشهدوا بإطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي عليهم خلال إحياء ذكرى النكبة يوم (اول من) أمس في موقع عين التينة ومجدل شمس» حسب «سانا».
وميدانيا، في بانياس، اشار ناشط الى «وجود نقص في المواد الغذائية في المدينة الساحلية (غرب) وبخاصة في مادة الخبز والادوية» لافتا الى «اغلاق معظم المحال التجارية».
وتابع ان «عناصر الجيش تمنع التنقل بين الاحياء» ومنذ دخول الجيش الى المدينة في 25 ابريل «تم اعتقال الالاف ولم يتم الافراج إلا عن نحو 300 شخص»، حسب الناشط الذي اشار الى اعتقال «الاطباء الذين قاموا بعلاج الجرحى في المشفى».
وافاد بأن «الاعلان عن انسحاب الجيش من المدينة ليس الا كذبة كبيرة» معتبرا ان «السلطات نصبت فخا تريد من خلاله الايقاع بالمتواريين للامساك بهم عند خروجهم».
من جهة ثانية، افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» ان «السلطات اطلقت مئات المعتقلين الاثنين (امس) بعد ان وقعوا على تعهد بيان الداخلية بعدم التظاهر».
كما اعلن رئيس المركز السوري للدفاع عن المعتقلين وحرية التعبير المحامي خليل معتوق للوكالة ان «قاضي التحقيق الثاني في دمشق اصدر قرارا بترك الناشطة دانا الجوابرة واطلاقها مباشرة من دون كفالة».
وافاد رئيس اللجنة الكردية للدفاع عن حقوق الانسان رديف مصطفى لـ «فرانس برس»، ان «22 شخصا احيلوا على قاضي التحقيق في القامشلي بتهم تتعلق باثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتظاهرات والشغب».
واشار الى ان القاضي امر اثر ذلك «باخلاء سبيل 12 موقوفا والابقاء على العشرة الباقين»، لافتا الى ان الموقوفين ينتمون الى مختلف اطياف المجتمع.
وفي نيويورك، افادت منظمة «هيومان رايتس ووتش» بان النظام السوري بات يلاحق اقارب المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين.
وقالت سارا ليا ويتسون، مديرة المنظمة في الشرق الاوسط في بيان، الاحد، ان «القادة في سورية يتحدثون عن حرب ضد الارهابيين الا ان ما نراه على الارض هي حرب ضد السوريين العاديين - محامون، ناشطون حقوقيون وطلاب يطالبون باصلاح ديموقراطي».
واعتبرت ان «حال الطوارئ ربما رفعت رسميا إلا أن القمع لا يزال السائد في شوارع سورية».
وحسب المنظمة غير الحكومية، فإن قوات الامن اعتقلت في بعض الحالات اقارب او جيرانا لمعارضين لنظام حزب البعث بهدف معرفة مكان وجودهم.
وقالت ويتسون ان «الحكومة تستخدم كل السبل الممكنة لاعتقال والاقتصاص من جميع المطالبين بإصلاحات مدنية»، لافتة الى ان عددا كبيرا من الناشطين قرروا اخفاء عائلاتهم.
واعتبرت ان هذه الممارسات تدل على ان النظام السوري وصل الى «افلاس معنوي».
واضافت: «خلف الكلام المنمق الاجوف عن الوعود والحوار الوطني، هناك نية منهجية لاقامة جدار من الخوف في سورية بهدف وحيد: السماح (للرئيس بشار) الاسد وفريقه بالابقاء على قبضتهم الحديدية على السلطة».
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، امس، «اننا مرتاحون للافراج بكفالة عن رياض سيف وعن معتقلين سياسيين اخرين، لقد دعونا الى ذلك ونواصل المطالبة باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين لا سيما الموقوفين خلال تظاهرات الشهرين الاخيرين».
واضاف ان «فرنسا تدين استمرار العنف في سورية (...) واستمرار الاعتقالات التعسفية وترهيب ناشطي حقوق الانسان وعائلاتهم».
كما اعلن فاليرو ان فرنسا تدين اعمال العنف التي حصلت الاحد «عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية وفي الجولان وغزة»، لمناسبة احياء ذكرى النكبة الفلسطينية ودعت كل الاطراف الى «ضبط النفس».
واوضح ان وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه سيتوجه الى الشرق الاوسط «قريبا».
من ناحيته، اتهم البيت الابيض، امس، سورية بتشجيع المتظاهرين في الجولان في مسعى «لحرف الانظار» عن قمع التظاهرات المناهضة لنظام، واعتبر ان «مثل هذا السلوك غير مقبول»
الأكراد يطلقون مبادرة لحل الأزمة
دمشق - ا ف ب - اصدرت احزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، بيانا اعلنت فيه عن مبادرة لحل الازمة، داعية الى «حوار وطني شامل وجاد» بين مجمل المكونات الوطنية.
واعتبر البيان ان «النهوض الجماهيري السلمي الذي بدأ في سورية (...) هو حراك وطني جماهيري واسع يدعو إلى إحداث تغيير ديموقراطي سلمي وتحقيق إصلاحات جوهرية على كل الصعد».
واضاف ان هذا الحراك يهدف الى «إنهاء حالة الاستبداد وحكم الحزب الواحد وإنهاء احتكار السلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وتحقيق الشراكة الحقيقية لكل المواطنين في إدارة شؤون البلاد».
التداخل العائلي بين وادي خالد وتلكلخ يفرض نفسه.. فصول مؤلمة من النزوح السوري إلى لبنان «الخشية الشعبية والذعر» اجتاحا خيمة «الهجانة»
أحدهم توفي في الأراضي اللبنانية
سوريون عبروا إلى وادي خالد يتظاهرون ضد النظام السوري ويرددون شعارات ضد الرئيس بشار الاسد (ا ب)
وادي خالد ـــــ غسان سعود
عرف النهر الجنوبي الكبير، الذي يفصل بين شمال لبنان وسوريا، كل أشكال التهريب وأنواعه. وخلال الأيام الأخيرة مرر المهربون عائلاتهم في نزوح سوري هو الأول من نوعه منذ بدأت الأزمة. فإلى وادي خالد، الذي يشكل امتداداً جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً لسوريا في لبنان، نزح هؤلاء مثقلين بمأساة الخوف، ليتفرجوا على مدينتهم تقصف وتدك بالرصاص، فيما مصير الرجال، الذين آثروا البقاء لحماية منازلهم، ما يزال مجهولاً.
معاناة لبنانية لسكان الوادي
ما بعد الشمال اللبناني، يقع وادي خالد بن الوليد. في مساحة الوطن اللبناني الصغير، يفترض التدقيق جيداً في الخريطة للتأكد إن كان الوادي الواقع على بعد 160 كلم عن بيروت، ضمن الأراضي اللبنانية أو خارجها. أما ميدانياً، فتزداد صعوبة التحديد: لم تصل البنية التحتية إلى هنا بعد. الهوية اللبنانية التي وزعت على أهل الوادي عام 1994 لم تسمح لهؤلاء لاحقاً بالولوج كما يشتهون إلى المؤسسات الرسمية للتنعم بمفاضل الوظيفة الرسمية، بسبب افتقادهم النفوذ والعلاقات، لا مستشفيات، المدارس الرسمية حديثة العهد هنا، يتكل الأهالي على خطوط الهاتف السورية لافتقادهم الإرسال في خطوط الهاتف اللبنانية، في المحلات التجارية لا تباع إلا المنتوجات السورية. أخيراً، اللهجة المحكية هنا أقرب إلى السورية منها إلى اللبنانية.
استيراد وتصدير
خالد بن الوليد، كما تقول الرواية الشعبية، ضرب صخرة اعترضت طريق الفتوحات فخرجت منها مياه نبع يعرف اليوم بنبع الصفا (وهو غير نبع الصفا في قضاء الشوف). من مياهه يرتوي نهر لبنان الجنوبي، الذي يشكل مجراه الخط الحدودي، أما على ضفتيه فيعيش ما يمكن بمهنية وموضوعية استعارة أحد شعارات حزب البعث لوصفه: «شعب واحد في دولتين». فأهالي الوادي يقصدون تلكلخ للتعليم والطبابة وشراء ربطة الخبز، باعتبارها أقرب إليهم من المدن اللبنانية. وتكثر علاقات القربى، بموازاة علاقات العمل والتجارة أو ما يوصف بالتهريب. وكما لأهل الوادي منزل ثان غالباً في تلكلخ، لكل عائلة من تلكلخ ابنة أو أخت أو ابن في وادي خالد. ولطالما شكلت علاقة الوادي اللبناني الريفي بامتياز والمدينة السورية المدنية بامتياز معضلة حقيقية. فارتباط أهالي الوادي الاقتصادي بسوريا جعلهم يتمايزون سياسياً عن الأكثرية السنية المؤيدة لتيار المستقبل في لبنان، في ظل ابتزاز طرفي الصراع في لبنان لأهالي الوادي في لقمة عيشهم عبر تشدد السلطات اللبنانية في مراقبة الحدود مرة، واتهام أهالي الوادي بتهريب السلاح والإسلاميين مرات. مع العلم أن التهريب عبر النهر الكبير يتم بالاتجاهين. فيهرب من سوريا إلى لبنان، الغاز والمازوت وبعض المواد الغذائية والخضار. وأقام المهربون محطات وقود على جانبي النهر ومدّوا الأنابيب، محولين الوادي إلى منبع للبترول تتجه إليه عشرات الصهاريج يومياً لملء خزاناتها تحت أنظار القوى الأمنية اللبنانية. ويهرب إلى سوريا الاسمنت وبعض الآلات الكهربائية. ناهيك عن اجتياز المهربين الحدود يومياً برفقة عشرات العمال المصريين والسودانيين والعائلات العراقية الهاربة من العراق. واللافت أن غالبية أبناء الوادي يجيبون حين يسألون عن وظيفتهم بأنهم يعملون في الاستيراد والتصدير.
تمزيق الاحتجاج
تفرج أهالي الوادي على أبناء تلكلخ يعتصمون في ساحة مدينتهم، رافعين لافتات تصف الرئيس بشار الأسد بالقاتل، تصارحه بعدم الحب وتطالبه بالرحيل. وتفرجوا لاحقاً على السلاح السوري الثقيل يعبر أمام أعين وادي خالد من بانياس باتجاه تلكلخ. واستيقظوا منتصف ليل الجمعة على نداءات الجيش السوري يطالب «المندسين» بإخلاء المدينة، ويهيب بأهلها طرد «الإرهابيين». وهكذا لم تكد شمس السبت تطلع حتى بدأت مئات النسوة النزوح مع أولادهن إلى لبنان.
وداعاً للامتحان المدرسي!
أم أحمد إحداهن. تصمت. تتكثف التجاعيد فجأة في جبينها وتزداد بروزاً. تبلع ريقها. تضع فنجان القهوة جانباً. انها يد مزارعة. تزداد صمتاً. تأخذ نفساً عميقاً وتروي: سمعت الدبابات تقترب من حارتنا، شاهدت زوجي يوكل إلى أحمد حراسة الباب، ويطلب من عمر اللحاق به إلى السطح للذود عن كرامتنا. فناديت هند وسمر وجمال، بناتي، وخرجت من المنزل. قلبي كان يشعرني أني بذلك أحمي زوجي وأبنائي الذين سيلحقون بنا، وعقلي كان يقول إن لي صهرا هنا (وادي خالد) يحتضننا. كانت الخامسة فجراً، والجمع في الطريق يكبر كلما مررنا بمنزل. بين تلكلخ ووادي خالد، هناك بلدة صغيرة اسمها العريضة السورية. عبرنا النهر. تقاطع سمر أمها، تقترب حتى تحجز لنفسها الصورة كاملة. سمر في الثالثة عشرة، كانت تتحضر نهاية الأسبوع الماضي لامتحان مدرسي اليوم (امس). تحمل في يدها كتاب الجغرافيا. تسأل إن شاهدنا والدها أو أحمد أو عمر، تستفهم عن انقطاع الإرسال، تزداد خيبة وضجر، تستعيد أم أحمد الكلام: يوم الجمعة الماضي، قلّة من أبناء تلكلخ شاركوا في الاعتصام، وكنا نتمنى على الشباب المحتجين أن يهدأوا قليلاً، أما الآن فنطلب إلى الله أن ينصرهم، وقد بتنا أكثر حماسة للمشاركة في اعتصاماتهم المقبلة.
حفاظاً على أمنهم واستقرارهم
مثل أم أحمد هناك اليوم المئات من السيدات، واتسعت أمس رقعة النزوح لتشمل بلدات حدودية إضافية على امتداد الشمال اللبناني، في ظل مفارقة غريبة تتمثل باستباق الجيش السوري دخوله القرى بمطالبته الأهالي بإخلائها حفاظاً على أمنهم واستقرارهم. فيما يحاول الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية اللبنانية إبقاء النازحين تحت أعينهم.
الجيش والمهمة الصعبة
يحاصر الجيش السوري تلكلخ اليوم (امس) وأصوات الرصاص والمدفعية توحي باستمرار المعارك في المدينة الصغيرة التي تتميز عن سواها بامتلاك أهاليها للسلاح بحكم التماس اللبناني المسلح وعمل الكثيرين في التهريب. وبحسب شهادات النازحين، فإن مهمة الجيش السوري صعبة، نتيجة رغبة الاهالي بالدفاع عن مدينتهم المغلقة والكثيرة الداهاليز، لمعرفتهم أن انتصار الجيش سيعرضهم لعقوبات أهمها إغلاق الحدود مع لبنان ــ المتنفس الاقتصادي. مع العلم أن مقومات استنزاف النظام تبدو متوفرة في تلكلخ، إضافة إلى التحصينات السكانية التي ستدفع الجيش إلى اقتحام منازل آهلة إذا أراد السيطرة نهائياً على المدينة، هناك عشرات النازحين على مرأى ومسمع الإعلام اللبناني، الذي يمكنه، في حال توافر القرار السياسي، لفت نظر المجتمع الدولي إلى مأساتهم.
ذعر في خيمة الهجانة
وقد تجاوز عدد النازحين من المدن والقرى السورية الحدودية إلى لبنان الخمسة آلاف، يقيم غالبيتهم عند أقربائهم أو أصدقائهم أو شركائهم في العمل، في الوادي. وعلمت القبس أن مجموعة من حرس الحدود السوريين الذين يعرفون هنا بـ«الهجانة» حاولت اعتراضهم صباح السبت، لكن «الخشية الشعبية والذعر» اجتاحا خيمة الهجانة، وحملوهم إلى الأراضي اللبنانية، توفي أحد الهجانة، وأصيب آخر موجود في عهدة الصليب الأحمر الدولي، وسلم اثنان إلى استخبارات الجيش اللبناني.
معظم الوافدين نساء وأطفال، أما الرجال، بحسب أقوال النازحين، فبقوا في المدينة لحمايتها من «الشبيحة».
هروب إلى الأمام
سياسياً، أخرجت الأزمة النازحة إلى الأراضي اللبنانية تيار المستقبل من صمته، لا سيما أن حضوره في وادي خالد كبير. فالوادي جزء من قضاء عكار الذي يمثل بسبعة نواب، ينتمون جميعهم إلى كتلة المستقبل. وبحسب عضو الكتلة النائب خالد ضاهر، فإن ما يحصل في سوريا يشكل أزمة إنسانية، يفترض بالحكومات العربية والهيئات الإنسانية ومنظمات حقوق الانسان التدخل فوراً لحماية المدنيين. ويؤكد ضاهر لـ القبس أن تأمين التيار المستلزمات الإنسانية للنازحين وتشديده على ضرورة محاسبة المتسببين بالذعر للأطفال والنسوة، لا يشكل أبداً تدخلا لبنانيا في الشؤون السورية.
وبحسب ضاهر، فإن اتهام المقربين من النظام السوري لتيار المستقبل بإرسال المقاتلين إلى تلكلخ وتهريب السلاح يشكل حلقة إضافية من محاولة توجيه الأنظار بعيداً عن المشكلة الأساسية، التي لا يريدون معالجتها رغم اعترافهم بوجودها.
آلاف يتظاهرون ضد النظام في ضاحية دمشقية وزير بريطاني: الجنائية ستقرر اعتقال الأسد
رويترز، يو بي اي، ا ف ب- افاد شاهد عيان ان الاف السوريين تظاهروا في احدى ضواحي دمشق مطالبين «بإسقاط النظام»، في اكبر احتجاج في محيط العاصمة السورية منذ الحملة الامنية التي بدأت قبل ثلاثة اسابيع.
وقام المتظاهرون بمسيرة ليلية في سقبا خلال جنازة أحمد عطية، وهو متظاهر عمره 26 عاما توفي متأثرا بجروح اصيب بها عندما اطلقت قوات الامن النار على المحتجين الشهر الماضي.
وقال الشاهد ان التظاهرة نظمت ليلا لتفادي الاجراءات الامنية المشددة التي تتخذ خلال النهار.
المقبرة الجماعية
الى ذلك، نفت السلطات امس وجود مقبرة جماعية في درعا. ونسبت وكالة سانا الى مصدر في الداخلية «إن بعض محطات التلفزة ووسائل الإعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية. إن هذا النبأ عار عن الصحة».
وكانت منظمات تعنى بحقوق الانسان اوردت صورا للجثث المكتشفة في مقبرة جماعية في درعا.. كما ان مسؤولا ابلغ قناة فضائية انه سيتم ارسال مدققين لمعرفة ماهية الجثث.. وبعدها صدر النفي الرسمي.
تداعيات لدى «الجنائية»
في لندن، رجّح وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هاري احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية باصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس بشار الأسد.
وافادت «فايننشال تايمز» بان تصريح هارفي جاء بعد اعلان المحكمة أنها ستسعى لتوقيف معمر القذافي وابنه ووزير الاستخبارات العسكرية.
واضافت أن تصريح هارفي جاء أيضاً بعد اعلان ناشطين سوريين اكتشاف مقبرة جماعية.
خمسة من عائلة واحدة
ونسبت الصحيفة إلى رضوان زيادة داعية حقوق الإنسان السوري والباحث في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة قوله «إن الكثير من الجثث دُفنت في موقع المقبرة الجماعية، بما في ذلك جثث خمسة أعضاء من عائلة واحدة».
انتشال 24 جثة
من جهتها، اكدت «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا» انه تم انتشال 24 جثة من المقبرة. وأشارت في بيان تلقته «يونايتد برس انترناشونال» امس الى ان «أحد المزارعين مر في منطقة قريبة شم رائحة كريهة فقام بإخبار عدد من الأهالي الذين نبشوا التراب ليشاهدوا سبع جثث تعرفوا على خمسة منهم».
وقالت المنظمة انه بعد اكتشاف جثامين 34 شخصا الاثنين من مدينتي جاسم وانخل في حقول القمح المحيطة تم الثلاثاء التعرف الى سبعة جثامين لأشخاص آخرين.
استراتيجية القوة الساحقة
وقالت «فايننشال تايمز» من جهتها، إن الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الفساد وأجهزة الأمن والنظام نفسه دخلت شهرها الثاني، وعرضت الحكومة في البداية تنازلات لكنها رُفضت من قبل المحتجين، ثم استخدمت استراتيجية القوة الساحقة التي اودت بحياة أكثر من 700 واعتقال الآلاف.
18/05/2011
آلاف يتظاهرون ضد النظام في ضاحية دمشقية وزير بريطاني: الجنائية ستقرر اعتقال الأسد
رويترز، يو بي اي، ا ف ب- افاد شاهد عيان ان الاف السوريين تظاهروا في احدى ضواحي دمشق مطالبين «بإسقاط النظام»، في اكبر احتجاج في محيط العاصمة السورية منذ الحملة الامنية التي بدأت قبل ثلاثة اسابيع.
وقام المتظاهرون بمسيرة ليلية في سقبا خلال جنازة أحمد عطية، وهو متظاهر عمره 26 عاما توفي متأثرا بجروح اصيب بها عندما اطلقت قوات الامن النار على المحتجين الشهر الماضي.
وقال الشاهد ان التظاهرة نظمت ليلا لتفادي الاجراءات الامنية المشددة التي تتخذ خلال النهار.
المقبرة الجماعية
الى ذلك، نفت السلطات امس وجود مقبرة جماعية في درعا. ونسبت وكالة سانا الى مصدر في الداخلية «إن بعض محطات التلفزة ووسائل الإعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية. إن هذا النبأ عار عن الصحة».
وكانت منظمات تعنى بحقوق الانسان اوردت صورا للجثث المكتشفة في مقبرة جماعية في درعا.. كما ان مسؤولا ابلغ قناة فضائية انه سيتم ارسال مدققين لمعرفة ماهية الجثث.. وبعدها صدر النفي الرسمي.
تداعيات لدى «الجنائية»
في لندن، رجّح وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هاري احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية باصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس بشار الأسد.
وافادت «فايننشال تايمز» بان تصريح هارفي جاء بعد اعلان المحكمة أنها ستسعى لتوقيف معمر القذافي وابنه ووزير الاستخبارات العسكرية.
واضافت أن تصريح هارفي جاء أيضاً بعد اعلان ناشطين سوريين اكتشاف مقبرة جماعية.
خمسة من عائلة واحدة
ونسبت الصحيفة إلى رضوان زيادة داعية حقوق الإنسان السوري والباحث في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة قوله «إن الكثير من الجثث دُفنت في موقع المقبرة الجماعية، بما في ذلك جثث خمسة أعضاء من عائلة واحدة».
انتشال 24 جثة
من جهتها، اكدت «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا» انه تم انتشال 24 جثة من المقبرة. وأشارت في بيان تلقته «يونايتد برس انترناشونال» امس الى ان «أحد المزارعين مر في منطقة قريبة شم رائحة كريهة فقام بإخبار عدد من الأهالي الذين نبشوا التراب ليشاهدوا سبع جثث تعرفوا على خمسة منهم».
وقالت المنظمة انه بعد اكتشاف جثامين 34 شخصا الاثنين من مدينتي جاسم وانخل في حقول القمح المحيطة تم الثلاثاء التعرف الى سبعة جثامين لأشخاص آخرين.
استراتيجية القوة الساحقة
وقالت «فايننشال تايمز» من جهتها، إن الاحتجاجات غير المسبوقة ضد الفساد وأجهزة الأمن والنظام نفسه دخلت شهرها الثاني، وعرضت الحكومة في البداية تنازلات لكنها رُفضت من قبل المحتجين، ثم استخدمت استراتيجية القوة الساحقة التي اودت بحياة أكثر من 700 واعتقال الآلاف.
18/05/2011
رغم مخاوف نشطاء حقوق الإنسان الجيش اللبناني سلّم الجنود الثلاثة إلى سوريا
بيروت- القبس وا ف ب والعربية نت
اكد ناشط في مجال حقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان ثلاثة جنود سوريين جرحى هربوا الى لبنان، وقد توفي احدهم على الطريق، وهم في عهدة الجيش اللبناني.
واعلن في وقت لاحق ان الجنود جرى تسليمهم الى سوريا، رغم المخاوف التي عبر عنها نشطاء حقوق الانسان بشأن المصير المجهول الذي قد ينتظرهم.
وكان مدير المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الانسان المحامي نبيل الحلبي اوضح ان «ثلاثة جنود جرحى هربوا الى لبنان الاحد، وقد توفي احدهم قبل دخولهم الاراضي اللبنانية».
وروى ان اشتباكات «وقعت بين جنود سوريين وعناصر من +الشبيحة+ كانوا يعرقلون عملية نزوح عدد من المواطنين»، وان «عددا من الجنود تصدوا، بحسب التقارير، للهجانة والشبيحة، فاصيب ثلاثة منهم وهربوا الى لبنان».
وذكر الحلبي ان جهاز استخبارات الجيش اللبناني تسلم الجنديين والجثة، وانه يبدو ان عملية التسليم الى سوريا تمت قبل منتصف الليلة قبل الماضية، معتبرا ان «هذا يناقض اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعها لبنان عام 2000 والتي تحظر تسليم اي مواطن الى بلده اذا كان سيتعرض الى التعذيب».
اما السلطات اللبنانية فقد بررت هذه الخطوة بالاتفاق الموقع بين البلدين منذ عام 1951.
مسؤول أوروبي: الأسد فقد شرعيته ويبحث عن استعادتها في مواجهة إسرائيل 19/05/2011 مخاوف من إشعال النظام السوري حرباً مثلثة انطلاقاً من لبنان
جنود من الجيش اللبناني يراقبون الحدود الشمالية مع سورية في ظل استمرار حركة النزوح من تلكخ
بيروت - "السياسة":
نقل مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت عن مسؤول أوروبي رفيع تخوفه من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط انطلاقاً من لبنان, مؤكداً أن دول الاتحاد الأوروبي أجرت مشاورات بعيداً عن الأضواء للبحث في احتمالات نشوب نزاع عسكري قد يشمل دولاً عدة في الأشهر القليلة المقبلة.
وخلص الأوروبيون إلى أن هذا الاحتمال وارد لأسباب تتعلق بالتطورات الداخلية السورية خصوصاً والتغييرات السياسية في المنطقة العربية عموماً.
وكشف المصدر بعض وقائع مداولات المسؤولين الأوروبيين الذين يعتقدون أن نظام بشار الأسد الخارج من محنة قاسية بعد تهاوي مشروعيته الشعبية في الداخل, وشرعيته الدولية في الخارج, سيبحث في وقت قريب عن وسيلة لتعويم نفسه كزعيم في محور "قوى الممانعة", وقد سارع إلى استغلال ذكرى النكبة ليسمح لمتظاهرين فلسطينيين بالوصول إلى الجولان المحتل بعد عقود من المنع, ليثيروا مشكلة مع إسرائيل, ويهددون استقرارها, تماماً كما وعد قريبه رامي مخلوف في حديث صحافي قبل أيام.
ويعتبر المسؤولون الأوروبيون أن هذا الإجراء غير كاف وقد يبحث الأسد عن ذرائع أخرى لإشعال حرب محدودة, ولعل السيناريو الأفضل يكون بافتعال حادث ما على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية, يكون مبرراً لإشعال حرب بين "حزب الله" وإسرائيل, ويتدخل فيها النظام السوري بشكل ما, من دون أن يتحمل أمام الرأي العام الدولي مسؤولية إشعالها.
أضاف المصدر: ثمة قناعة لدى الأوروبيين الذين خبروا الرئيس الأسد أن الأخير يعاني من مشكلة المشروعية القومية والوطنية منذ أن تولى الحكم خلفاً لوالده, فالرئيس حافظ الأسد اكتسب هذه المشروعية بفعل حرب أكتوبر ,1973 وصور نفسه محرراً للأرض العربية إلى جانب مصر, وبقي في سدة الحكم عقوداً طويلة على الرغم من أنه جاء بانقلاب عسكري.
وفي العام 1982 عندما شنت إسرائيل حرباً شاملة على الوجود الفلسطيني في لبنان واحتلت عاصمته بيروت, لعب حافظ الأسد لعبة ذكية فأرسل طائراته الحربية البالية لمواجهة الهجوم الجوي الإسرائيلي وهو يعلم أنها لن تستطيع مجاراة الطائرات الإسرائيلية المتطورة, وخسر المعركة إلا أنه أقنع العرب والعالم أنه حاول حماية الفلسطينيين ولم يستطع.
وتابع: بعد ذلك دشن الأسد مرحلة اللعب بالأوراق اللبنانية والفلسطينية, واشتعلت الكثير من الحروب مع إسرائيل, على الأرض اللبنانية خصوصاً, واستطاع استثمارها لتعزيز رصيده "القومي" كنظام ممانع, وورث بشار الأسد عنه هذه السياسة, وابرز الأمثلة كانت في حرب يوليو ,2006 التي استثمرها إلى ابعد حد.
أضاف المصدر: أثبتت أحداث الثورة السورية التي يوشك الأسد على إخمادها بالقوة العسكرية, أن كل الدعاية "القومجية" للنظام السوري لم تعد تكفي, وان شعارات الممانعة والمقاومة والتصدي والصمود لم تعد تنطلي على الشعب السوري المحروم من حريته وكرامته ولقمة عيشه. وهذا الشعب المعروف عنه انتماؤه القومي وإخلاصه الوطني, يحتاج أكثر من شعارات ديماغوجية وأقوال, لكي يعض على جرحه ويغفر للنظام ارتكاباته. وسيضطر الأسد هذه المرة إلى الفعل وزج جيشه في النزاع مع إسرائيل.
وقال: يظن الأسد أن إشعال حرب في الشرق الأوسط يشارك فيها إلى جانب "حزب الله" وحركة "حماس", سيعيد خلط الأوراق, ويعيده لاعباً أساسياً بعد أن تهشمت صورته العربية والدولية, وهو يأمل أن يتمكن من إعادة الإمساك بالملف اللبناني إذا استطاع حليفه "حزب الله" من تحقيق النتيجة نفسها لحرب ,2006 وسيعطي القوى الفلسطينية الخارجة عن منظمة التحرير الفلسطينية الأرجحية, وسيعيد تلميع الدور الإيراني المتراجع في الآونة الأخير.
وأشار المصدر إلى أنه رغم انشغال الأسد في الأسابيع الأخيرة بالوضع الداخلي إلا أنه لم يغفل التحرك الأميركي نحو الشرق الأوسط, حيث من المتوقع أن يزور الرئيس باراك أوباما المنطقة ويقترح خطة جديدة للسلام, وقد تحركت الدوائر الديبلوماسية السورية بحيوية لاستشفاف معالم هذا المشروع ودور دمشق فيه.
ووفقاً للمعطيات المتوافرة, فإن لا إمكانية لتحريك المسار السوري الإسرائيلي, الأمر الذي يجعل الحرب أمراً محتوماً لإعادة الاعتبار لموقع دمشق في عملية السلام الأميركية, تماماً كما فعلت سورية ومصر في حرب 1973 التي أطلقت عملية التسوية.
أضاف: الحسابات السورية دقيقة عندما يتعلق بالحرب, لأن زج الجيش السوري في نزاع غير مضمون النتائج عسكرياً قد ينعكس سلباً على النظام, ولكن الأوروبيين يعتقدون أن الأسد ليس بحاجة لكل جيشه لمواجهة اضطرابات داخلية قد تلي الحرب, في حال خسرها, وهو في كل الأحوال لن يربحها, ويستطيع الصمود لا أكثر. فالقوات العسكرية المخصصة للقمع الداخلي, وخصوصاً فرقة الدهم الرابعة بقيادة ماهر الأسد, وعديدها يصل إلى عشرين ألفاً, لن تشارك في الحرب. ويراهن الأسد على تكرار تجربتي 2006 في لبنان و2008 في غزة حيث عجزت الآلة العسكرية الإسرائيلية عن تحقيق أهدافها بسبب الطبيعة الدفاعية لقتال "حزب الله" وحركة "حماس", وخصوصاً بسبب التدخلات الدولية التي منعت امتداد الحربين زمنياً.
أما على المستوى السياسي فيراهن الأسد على أن التغيير في مصر من جهة, والإحراج الذي ستواجهه دول الخليج التي ستضطر إلى دعمه خلال الحرب, سيصبان في خدمة أهدافه, ويعتقد أنه يستطيع الخروج من هذه المعركة سالماً, ليعود بقوة إلى طاولة المفاوضات مطمئناً إلى وضعه الداخلي, وممسكاً بيده, عن جديد, ورقتي لبنان وفلسطين.
موجة توقيفات تعسفية طالت شرائح المجتمع كافة في مختلف المحافظات وانتشار عسكري على حدود لبنان عشية جمعة الحرية 20/05/2011 تعذيب وحشي للمعتقلين في أقبية المخابرات وضرب مبرح للنساء والرجال ليلاً ونهاراً في "غوانتانامو" السوري
دمشق - وكالات: عشية تظاهرات جديدة مناهضة للنظام في "جمعة الحرية", كشفت منظمة حقوقية, أمس, عن موجة اعتقالات جديدة طالت العشرات من مختلف شرائح المجتمع في أنحاء سورية كافة, خلال الأسبوع الجاري, فيما أكدت صحافية أفرج عنها أخيراً أنها شاهدت لدى اعتقالها عمليات تعذيب شديد و"ضرب وحشي ليلاً نهاراً" وانتهاكات واختطاف لمواطنين.
وفي بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أوردت "المنظمة السورية لحقوق الإنسان في سورية" أسماء حوالي 130 شخصاً اعتقلتهم السلطات خلال الأسبوع الجاري, في مختلف المحافظات, إضافة إلى بعض أسماء القتلى الذين سقطوا في الأيام الماضية, سيما في بلدة تلكلخ الحدودية مع لبنان.
اعتقالات تعسفية
وإذ دانت حملة الاعتقالات الواسعة التي تشهدها معظم المدن بالرغم من إنهاء العمل بحالة الطوارئ, اعتبرت المنظمة أن الاعتقال التعسفي بصوره المختلفة أحد الظواهر الخطيرة التي تشكل التهديد الرئيسي للحق في الحرية والأمان الشخصي, مطالبة السلطات بالإفراج الفوري عن كل السجناء الذين اعتقلوا على خلفية التظاهرات من شهرين الى الآن, وطي ملف الاعتقال السياسي عبر الإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير والسجناء السياسيين في السجون.
من جهته, قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإسنان رامي عبد الرحمن "ما زال مصير بعض المعتقلين مجهولا رغم مضي عشرين يوماً على اختفائهم", مضيفاً ان "الاشخاص الذين اعتقلوا في مدينة البيضة (المجاورة لبانياس) وظهروا على شريط فيديو وهم يتعرضون للإهانة تم اعتقالهم من جديد, بعد أن أخلي سبيلهم وتعرضوا للتعذيب".
وقال "جرت في مدينة نوى (محافظة درعا, جنوب) عمليات امنية يوم امس (الأربعاء) وصباح اليوم (الخميس) حيث جرت مداهمات واعتقالات طالت العشرات".
وأشار إلى أنه تم أول من أمس تشييع عبد الرحمن الشغري الذي اصيب بطلق ناري في السابع من مايو الجاري واعتقلته السلطات جريحا, مضيفا ان السلطات "قامت بتسليم جثمانه الى اسرته البارحة وبدا على جسده اثار كدمات تشير الى انه تعرض للتعذيب".
وأكد ان "المشيعين هتفوا بشعارات تمجد الشهيد رغم تواجد كثيف لعناصر الامن".
ضرب وحشي
في سياق متصل, أكدت الصحافية في قناة "الجزيرة" دوروثي بارفاز اثر وصولها من طهران الى الدوحة, أول من أمس, بعد 19 يوماً من اختفائها في سورية, انها شاهدت لدى اعتقالها في سورية عمليات تعذيب شديد و"ضرب وحشي ليلاً نهاراً" وانتهاكات واختطاف لمواطنين.
وقالت بافاز ان معاملة السوريين "لي لم تكن سيئة ولكن ما يثير قلقي كيف كان السوريون يعاملون, فقد كانوا يتعرضون لضرب مبرح ليلاً ونهاراً, وكانت هناك شابات خائفات وتم أخذهن من الشارع وجيء بهن وهن لم يدرين لماذا".
واضافت "تحدثت إلى شابتين احداهما تعمل في بيع ملابس وكانت تستخدم هاتفها وفجأة جاء رجال وضعوا قناعاً على وجهها وأخذوها الى السجن وبقيت أربعة أيام ولم يسمح لها بالاتصال بأهلها وكانت خائفة جداً وكانت ترتدي كعباً عالياً ولم تكن من المحتجين بل كانت انسانة عادية".
وتابعت ان "الشابة الاخرى عمرها 19 عاماً وعندما تركتها بلغت فترة اعتقالها عشرة ايام وكانت تبكي وتطلب الاتصال بأهلها ولم يسمح لها بذلك".
وروت بارفاز شهادتها على عمليات تعذيب تمت في المعتقل, وقالت "ما شهدته رجل يتعرض للضرب ويداه مكتفتان خلفه على مدى ثلاثة أيام, وسمعت ما يمكن أن أصفه ضرباً وحشياً ومن صوته بدا أنه من اواخر سني المراهقة وكان يبكي ويغمى عليه ويتعرض للضرب لساعات ولم افهم لماذا".
واضافت "لا ادري حقيقة هل كانوا شرطة او لا, فهم لا يرتدون زياً رسمياً ولا يعرفون عن أنفسهم والضرب كان وحشيا".
دماء على جدران الزنزانة
وعن سبب اعتقالها, قالت الصحافية "لقد اكتشفوا ان لدي جواز سفر اميركيا وجهاز اتصال عبر الأقمار الاصطناعية فاخذوني الى مركز اعتقال, شعروا بأنني جاسوسة وسألوني اسئلة بهذا النحو وكانوا غير سعداء بطريقة تغطية "الجزيرة" وقالوا انها تغطية ناقصة, وقلت لهم إذا كانت الاقلية تسبب هذه المشكلات لماذا لا تعطونا الفرصة لنغطي ما يقوم به الاغلبية"?
وتابعت "كانت معاملتهم لي مقارنة بالسوريين جيدة. وضعونا في أماكن سكن مقرفة ووسخة وكانت هناك دماء على الجدران في احدى الزنزانات, وعندما وصلت لم يقولوا لي هل أنا معتقلة ولماذا اعتقلت في هذا المجمع, ويبدو وكأنه مصغر لغوانتانامو, وكنت أقف في مكان فيه دم, ولم يضربني أحد".
وحول معاملتها لدى وصولها الى طهران التي أطلقت سراحها اول من امس, قالت بارفاز "أنا مواطنة ايرانية لذلك بلدي عاملني معاملة مختلفة, لكن احتاجوا للتحقيق معي لأن سورية بعثتني الى ايران على اساس اني جاسوسة وكان على ايران ان تتأكد من اني لست جاسوسة, وقد اعتنوا بي جيدا ولم اسمع ان أحداً يتعرض للضرب, وبعد أسبوعين في هذا الصباح اعادوني للدوحة".
تظاهرات الحرية
ووسط معلومات عن خروج تظاهرات تنادي بإسقاط النظام في مناطق عدة, سيما حمص وحلب ودرعا, أكد شهود ان قوات سورية تدعمها الدبابات انتشرت في قرية حدودية مع لبنان أمس.
وشوهد جنود سوريون من قرية البقيعة اللبنانية الحدودية وهم ينتشرون على الناحية الاخرى من الحدود, وعلى طول نهر في قرية العريضة وكانوا يدخلون المنازل, فيما انتشر جنود لبنانيون أيضاً على طول الجانب اللبناني من الحدود.
ووسط هذه التطورات, تجددت الدعوة الى التظاهر غداً في يوم "جمعة ازادي" أي الحرية باللغة الكردية.
وأكد النص الذي بثته صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على سلمية المظاهرة, الا انه اضاف "لن نتساهل مع الامن والشبيحة ولن نسمح لهم بالاعتقالات وسنكون شوكة في حناجرهم".
واضافت الصفحة "بكرة (غداً) يوم مختلف, يوم تتجلى فيه عبارة الشعب السوري واحد, يوم هتافه حوران (جنوب) تنادي ازادي وعفرين (بلدة كردية في الشمال) ترد حرية, الدير (شمال شرق) تنادي ازادي قامشلي (شمال شرق) ترد حرية, وحمص (وسط) تصيح ازادي وكوباني (منطقة راس العين الكردية شمال شرق) ترد حرية".
"السياسة" - خاص:
أوردت "المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية" أسماء عشرات المعتقلين الذين أوقفتهم السلطات السورية خلال الأسبوع الجاري.
والأسماء الواردة في البيان الذي تلقت "السياسة" نسخة منه أمس هي:
حماه
مولود محفوظ (طبيب) - أكرم ونوس (محامي) - تاج الدين زينو (طبيب) - أسامة جمول (موظف)
اللاذقية
أحمد رباح شاكر
الرقة
مروان العكاري (طبيب) - يوسف عبد العزيز (مساعد فني) - محمد قاسم (موظف) - باسل قاسم - محمد نور صبيح الفالح.
إدلب
عبد الحليم شيخ ديب - بشار شيخ ديب - عبد اللطيف برغش - هتاف قصاص - محمد عبد الجليل عبود - شابان من عائلة عبد الرزاق.
جسر الشغور
سعيد نجوم - ابراهيم نجوم - خليل نجوم - عبد الرحمن خميس - مازن رستمو - محمد عامودي - حسن ستو - ابراهيم ستو - جمعة سبو - خالد ستو - محمد ستو.
وفي 15 الجاري, استشهد المجند علاء الدين السليم وهو من (كصنفر-إدلب) في درعا
طرطوس
نواف قاسم (30 عاماً) - محمد نعوس (45 عاماً) - محمد الشيخ (25 عاماً) - جمال الشيخ - ابراهيم نابلسي (20 عاماً) - صلاح كعاك (55 عاماً) - مالك بيروتي (32 عاماً) - محمد ترجمان (22 عاماً) - محمد نيعو (20 عاماً) - عزام ديوب (45 عاماً) - عبد الرحمن سليم (22 عاماً) - مصطفى رجب (25 عاماً) - أنس الشغري (أحد أبرز قادة الاحتجاجات في بانياس)
دمشق وريفها
أحمد جمعة وابن عمه (سقبا) - وائل كيوان (مصور) - أحمد الشلبي (طبيب أسنان 31 عاماً) - الإمام محمد سلام (جوبر) - غسان أحمد بدر (داريا) - فؤاد عثمان (سقبا) - هيثم جمعة وابن عمه (سقبا) - قاسم ظهير قاسم (23 عاماً) مفقود منذ 17 ابريل الماضي وتبين أنه معتقل في حمص في فرع المخابرات الجوية.
وفي 15 مايو الجاري, استشهد فايز الواوي (المعضمية) تحت التعذيب, كما استشهد المجند فارس عبد العزيز جعرش في حمص وهو من دوما.
حلب
سامر حلواني (طالب هندسة سنة ثالثة) - رشيد (طب بشري سنة اولى) - صادق سعد (هندسة مدنية) - أحمد مسلم (ميكانيك سنة ثانية) - الان حسين حديد (ميكانيك سنة ثالثة) - عبد الرزاق علي (ميكانيك سنة ثالثة) - عبدالله قول الاسي (كهرباء) - عبد الرحمن فارس - محمد فارس - محمود حردان - عبد الحميد عبد المجيد ابراهيم (رياضيات سنة رابعة) - عبد الله محيميد - فؤاد منصور - كفاح بركي (طب بشري سنة رابعة).
عفرين
عزيز جعفر - عزيز إيبش - آلان يوسف - شيروان مسلم - دلوفان نجرفان - محمود خليل - لقمان بريمكو - محمد بري - كنجو كنجو - محمد مستو - علاء صادق - محمد كيلو - فريدون شيخ مصطفى - محمد إيبش.
حمص
سعيد النكدلي - خالد قراجة - ضرار قراجة - طه قراجة - عبد العزيز غزوان طيارة - صبري نورس الصباغ - ملهم العطار - صهر ملهم العطار - الناشط حقوقي فيصل يوسف الغزاوي (62 عاماً) - رامز العطار (طبيب بيطري)
تلكلخ
صقر محمد الفطين الدندشي - خالد محمد الفطين الدندشي - عمر محمد الفاروق الدندشي - عمر عبد الإله الدندشي - عبادة حازم الدندشي - ساري مؤمن الدندشي - مصطفى خالد المصري - خالد أحمد المصري
ومن شهداء الذين سقوطا في البلدة: محمد حلوم (25 عاماً) - ماجد العكاري (30 عاماً) - حسان درغام (26 عاماً) - محمد فاروق الدندشي (48 عاماً) - صلاح الحزوري (45 عاماً) - محمد مستو (20 عاماً) - محمد بلال (20 عاماً) - أحمد المصري (20 عاماً) - حمود الحمود.
درعا
مأمون موسى الأسود (درعا) - يسرى رضا الجباوي (انخل) منتصر عبد الرحيم أبو جيش (داعل _مدرس) - سليم عبد الرحيم أبو جيش (داعل _صيدلي) - نجيب غصاب المحاميد (درعا_مهندس) - هشام غصاب المحاميد (طبيب أسنان) - فاكر غصاب المحاميد (درعا).
طفس
مراد عبد القادر الزعبي - منذر عبد القادر الزعبي - أحمد محمد الناطور - متعب الشعابين - أحمد أسعد البردان - جاد عبد القادر البردان - معتز أبو حمدان - عبد القادر البردان - أحمد محمد البردان - أحمد مفلح البردان - مصعب أحمد البردان - عبادة أحمد البردان - محمد أحمد البردان - أسامة أحمد البردان - محمود أحمد البردان.
دير الزور
سعد طعمة الخضر (باحث اجتماعي) - ياسين عادل ديب (اقتحم الأمن السياسي منزله وصادر كمبيوتره) - فوزي حمادي (ناشط سياسي اعتقله الأمن العسكري) - زهير علي المشعان (17 عاماً) - محمود جهاد المشعان (15 عاماً).
دوروثي بارفاز (ا ب)
الدوحة- ا ف ب - أكدت الصحافية في قناة الجزيرة دوروثي بارفاز اثر وصولها الاربعاء من طهران الى الدوحة بعد 19 يوما من اختفائها في سوريا، انها شاهدت لدى اعتقالها في سوريا عمليات تعذيب شديد، و «ضرب وحشي ليلا نهارا»، وانتهاكات واختطاف لمواطنين سوريين.
وقالت بافاز في تصريحات للجزيرة ان معاملة السوريين «لي لم تكن سيئة، ولكن ما يثير قلقي كيف كان السوريون يعاملون، فقد كانوا يتعرضون لضرب مبرح ليلا ونهارا، وكانت هناك شابات خائفات، وتم اخذهن من الشارع، وجيء بهن، وهن لم يدرين لماذا».
واضافت «تحدثت الى شابتين احداهما تعمل في بيع ملابس، وكانت تستخدم هاتفها، وفجأة جاء رجال وضعوا قناعا على وجهها، واخذوها الى السجن، وبقيت اربعة ايام ولم يسمح لها بالاتصال باهلها، وكانت خائفة جدا وكانت ترتدي كعبا عاليا، ولم تكن من المحتجين، بل كانت انسانة عادية». وتابعت ان «الشابة الاخرى عمرها 19 عاما، وعندما تركتها بلغت فترة اعتقالها عشرة ايام، وكانت تبكي وتطلب الاتصال باهلها، ولم يسمح لها بذلك».
وروت بارفاز شهادتها على عمليات تعذيب تمت في المعتقل، وقالت «ما شهدته رجل يتعرض للضرب ويداه مكتفتان خلفه على مدى ثلاثة ايام، وسمعت ما يمكن أن اصفه ضربا وحشيا، ومن صوته بدا انه من اواخر سني المراهقة، وكان يبكي ويغمى عليه، ويتعرض للضرب لساعات ولم افهم لماذا». واضافت «لا ادري حقيقة هل كانوا شرطة او لا، فهم لا يرتدون زيا رسميا، ولا يعرفون بانفسهم والضرب كان وحشيا».
وحول سبب اعتقالها، قالت الصحافية في شبكة الجزيرة «لقد اكتشفوا ان لدي جواز سفر اميركيا، وجهاز اتصال عبر الاقمار الاصطناعية، فاخذوني الى مركز اعتقال».
واضافت «شعروا بانني جاسوسة، وسألوني اسئلة بهذا النحو، وكانوا غير سعداء بطريقة تغطية الجزيرة، وقالوا انها تغطية ناقصة، وقلت لهم اذا كانت الاقلية تسبب هذه المشكلات، لماذا لا تعطونا الفرصة لنغطي ما يقوم به الاغلبية».
وتابعت «كانت معاملتهم لي مقارنة بالسوريين جيدة. وضعونا في اماكن سكن مقرفة ووسخة، وكانت هناك دماء على الجدران في احدى الزنزانات، وعندما وصلت لم يقولوا لي هل انا معتقلة، ولماذا اعتقلت في هذا المجمع، ويبدو وكأنه مصغر لغوانتانامو، وكنت اقف في مكان فيه دم، ولم يضربني احد».
وحول معاملتها لدى وصولها الى طهران التي اطلقت سراحها الاربعاء، قالت بارفاز «أنا مواطنة ايرانية لذلك بلدي عاملني معاملة مختلفة، لكن احتاجوا للتحقيق معي، لان سوريا بعثتني الى ايران على اساس اني جاسوسة، وكان على ايران ان تتأكد من اني لست جاسوسة، وقد اعتنوا بي جيدا، ولم اسمع ان احدا يتعرض للضرب، وبعد اسبوعين في هذا الصباح اعادوني للدوحة».
قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 محتجا على الاقل قتلوا يوم الجمعة بعدما فتحت قوات الامن السورية النار اثناء احتجاجات مؤيدة للديمقراطية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز 'يجب ان يتوقف القتل. يجب السماح بدخول محققين مستقلين الى البلاد.' واضاف ان اغلب القتلى سقطوا في مدينة حمص بوسط البلاد وفي بلدة معرة النعمان في الشمال الغربي.
6:18:40 pm شهدت العديد من المدن السورية يوماً جديداً من الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، انطلقت بعد صلاة الجمعة، ضمن ما يُطلق عليه 'جمعة الحرية'، سقط خلالها 12 قتيلاً على الأقل، برصاص قوات الأمن، وفق ما أكد شهود عيان ومصادر حقوقية.
وقال ناشط حقوقي لـcnn إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في مدينة 'حمص'، غربي سوريا، عندما فتحت قوات الأمن النار على مئات المحتجين، فيما سقط ثلاثة قتلى في مناطق أخرى، بينهم قتيل على الأقل بمنطقة 'الصنمين'، قرب مدينة 'درعا'، التي انطلقت منها الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد.
وتشهد سوريا مظاهرات شعبية حاشدة، انطلقت أساساً للمطالبة بإصلاحات سياسية وديمقراطية، وهي أكبر حركة احتجاجية، على الإطلاق، يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد، منذ توليه رئاسة الدولة العربية خلفاً لوالده حافظ الأسد، قبل ما يقرب من 11 عاماً.
وأفادت تقارير حقوقية دولية بسقوط ما يزيد على 850 قتيلاً برصاص قوات الأمن، والتي لم تدخر جهداً في 'قمع' المتظاهرين المدنيين، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السورية مؤخراً، عن ما أسمتها مبادرة لـ'حوار وطني شامل' في مختلف المحافظات.
يُشار إلى أن السلطات السورية لا تسمح للإعلام الدولي، بما في ذلك cnn، دخول أراضيها لتغطية الأحداث الجارية هناك منذ ما يقرب من شهرين، ما يحول دون تأكيد التقارير الواردة حول الأوضاع في سوريا بصورة مستقلة.
واكتسبت الاحتجاجات الشعبية في سوريا زخماً دولياً مؤخراً، في ضوء إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فرض عقوبات على الرئيس الأسد، وستة من أركان نظامه، تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولايات المتحدة وحظر التعامل التجاري معهم.
كما خصص أوباما جزءاً من خطابه حول 'الربيع العربي'، مساء الخميس، للحديث عن الوضع في سوريا، حيث دعا الرئيس السوري إلى البدء في عملية الإصلاح والتحول في بلاده، أو يتنحى عن السلطة، مؤكداً رفض الولايات المتحدة 'لجوء سوريا لخيار القمع.'
وأشاد أوباما بالشعب السوري وقال إنه عبر عن شجاعته بالمطالبة بالتغيير، غير أنه شدد على أن على 'الحكومة السورية أن تتوقف عن إطلاق النار والاعتقالات العشوائية.'
إلا أن الحكومة السورية ردت على العقوبات الأمريكية بقولها إن 'تحريض واشنطن يخدم مصالح إسرائيل'، وأن هذه العقوبات 'لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل'، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وتشمل العقوبات نائب رئيس الجمهورية، فاروق الشرع، ورئيس مجلس الوزراء عادل سفر، ووزير الدفاع العماد علي حبيب، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار، ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية، ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون.
وكانت المعارضة السورية قد دعت، في وقت سابق، إلى تنظيم جمعة جديدة من المظاهرات، وأطلقت مجموعاتها على موقع 'فيسبوك'، على تحركات هذتا الأسبوع اسم 'جمعة أزادي'، التي تعني 'حرية' باللغة الكردية، في إشارة إلى التضامن بين الأكراد والعرب في سوريا.
متظاهرون رفعوا يافطات ثمنت مواقف مجلس الأمة الكويتي 21/05/2011 41 قتيلاً بينهم طفل وامرأتان... وإحراق مبان حكومية في "جمعة الحرية" السورية
دمشق - وكالات: لم تختلف "جمعة الحرية" السورية, أمس, عن سابقاتها لجهة القمع وإطلاق الرصاص على المطالبين بإسقاط النظام ما أدى إلى سقوط 41 قتيلاً على الأقل بينهم طفل وامرأتان إضافة إلى عشرات الجرحى ومئات المعتقلين في مختلف المحافظات, بيد أن الملفت هو تصدي المحتجين لرجال الأمن, حيث أحرقوا سيارات تابعة للشرطة في عدد من المناطق, ومبنى مديرية منطقة البوكمال على الحدود العراقية وأخرجوا العشرات من السجن. (راجع ص 22 و23)
وبحسب ناشطين من مختلف المحافظات, فإنه رغم الأوامر الرئاسية بعدم إطلاق النار على المتظاهرين, قتل رجال الأمن والمخابرات والشبيحة وعناصر الجيش 12 شخصاً بينهم طفل في العاشرة من عمره وامرأتان في حمص, و15 آخرين في معرة النعمان جنوب ادلب في غرب البلاد بعد اقتحامها من قبل الجيش بالدبابات, و4 في مدينة الصنمين وآخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب), و4 في برزة بالعاصمة, وآخر في داريا بريف دمشق, وشخصين في دير الزور (شمال شرق), وآخر في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) وآخر في حماه (وسط).
وكان لافتاً أن المتظاهرين في مناطق عدة رفعوا لافتات كتب عليها "مجلس الأمة الكويتي أشرف مجالس العرب", ترحيباً بمطالبة نصف أعضاء مجلس الأمة بطرد السفير السوري وقطع العلاقات الديبلوماسية مع نظام دمشق تنديداً بقمع المحتجين المسالمين.
وأفاد ناشطون حقوقيون وشهود عيان أن الآلاف تظاهروا في مناطق مختلفة من العاصمة وريفها مطالبين بإسقاط النظام, حيث شملت الاحتجاجات الحاشدة مناطق ركن الدين وحي الميدان وبرزة في دمشق, وداريا وجديدة عرطوز وسقبا وضاحية الحجر الأسود في ريفها.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة بانياس شهدت أضخم تظاهرة منذ انطلاق الاحتجاجات في المدينة قبل نحو شهرين, موضحاً أن آلاف الرجال والنساء والأطفال خرجوا في التظاهرة وهم عراة الصدر, في تحد واضح للسلطة بأنهم ليسوا جماعات مسلحة بل متظاهرين سلميين, ورددوا شعارات مطالبة بالحرية وبإسقاط النظام وبرفع الحصار عن المدن.
بدورهم, شارك الأكراد في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية في الاحتجاجات, حيث خرجت تظاهرات حاشدة مطالبة بالحرية وبسقوط النظام في عين العرب (شمال غرب), والقامشلي, وراس العين التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق), والدرباسية وعمودا.
وفي منطقة البوكمال على الحدود السورية - العراقية, أقدم متظاهرون على حرق جزء من مبنى مديرية المنطقة مما أدى الى تصاعد دخان كثيف وصل الى السجن الذي ضم العشرات من المساجين مما دفع الأهالي الى إخراجهم من السجن.
في غضون ذلك, أكدت المحامية النشطة في الدفاع عن حقوق الانسان رزان زيتونة ان قوات سورية مدعومة بالدبابات دهمت بلدة معرة النعمان في شمال غرب البلاد لتفريق متظاهرين يطالبون بالديمقراطية, مضيفة أن ما لا يقل عن عشرة مدنيين قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص على المحتجين.
إلى ذلك, خرجت تظاهرات في مناطق عدة, سيما السويداء, وحماه حيث احتشد حوالي 20 ألف شخص في منطقتين منفصلتين, وحمص التي عمدت قوات الأمن إلى تفريق التظاهرات فيها بالقوة ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وذكر ناشطون في حمص ان "قوات الامن دهمت مشفى البر في وسط المدينة وأخذت جثة أحد القتلى وبعض الجرحى الذين أصيب معظمهم في أطرافهم", فيما أظهرت لقطات فيديو, بثها ناشطون على مواقع إلكترونية, عدداً من سيارات الشرطة تحترق في حمص على أيدي عدد من المحتجين الذين تصدوا لرجال الأمن.
وعلى الصعيد الدولي, نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش", أمس, بتوقيف السلطات اللبنانية لاجئين سوريين عبروا الحدود الى الاراضي اللبنانية هرباً من "العنف والقمع", داعية السلطات اللبنانية إلى أن تؤمن لهم ملجأ موقتاً, وأن تمتنع في المقام الاول عن إعادتهم الى سورية.
وافاد الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لوكالة اللاجئين في جنيف ان " نحو "1400 سوري اجتازوا خلال الاسبوع الماضي الحدود السورية اللبنانية باتجاه لبنان هرباً من القصف الذي تعرضت له مدينة تلكلخ الحدودية", فيما قدرت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية عدد النازحين بحوالي خمسة الاف سوري.
اللافت للنظر في «جمعة الحرية» أن التظاهرات شملت جميع المدن السورية وخروج غالبية الأحياء الدمشقية للمطالبة بالحرية، وبعضها نادت بسقوط النظام، وتطور الأحداث في مدينة البوكمال، حيث قام المتظاهرون بحرق مبنى حزب البعث، والمحافظة، وتحرير بعض المعتقلين.
دمشق: تظاهرات في برزة البلد وأنباء عن سقوط 5 شهداء، والقابون، وتظاهرة حاشدة خرجت من جامع الحسن في الميدان، والكواكبي، وركن الدين، والقدم، وباب سريجة، والزاهرة، واعتصام في ساحة الحجر الأسود.
ريف دمشق: تظاهرات في داريا، التل، الكسوة، الزبداني، عربين، مضايا، قطنا، دوما، سقبا، ونهر عيشة، وجديدة عرطوز. وأنباء عن جرحى بعد قيام قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على المتظاهرين.
حمص: التظاهرات انطلقت من جامع النور في الخالدية، والغوطة، وبابا عمرو، وباب السباع، والوعر، والبياضة، وباب الدريب، مع إطلاق نار عشوائي على المتظاهرين من قبل قوات الأمن، وأنباء عن سقوط 8 شهداء.
- تظاهرات في الرستن ودير بعلبه وتلبيسة.
- تلكلخ ما زالت محاصرة من قبل عناصر الجيش.
درعا: مازالت درعا البلد تحت الحصار.
- تظاهرات حاشدة في مدينة الصنمين وابطع وداعل، وأنباء عن سقوط شهداء.
حماة: تظاهرات انطلقت من منطقة الحاضر، والحميدية باتجاه ساحة العاصي في ظل تواجد أمني كثيف، وأنباء عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين.
اللاذقية: عدد المتظاهرين يقدرون بالآلاف في الطابيات، والشبيحة ورجال الأمن يطلقون النار على المتظاهرين.
دير الزور: تظاهرات كبيرة في دير الزور خرجت من مسجد عثمان بن عفان، وجامع الروضة باتجاه ساحة غسان عبود، وأنباء عن اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن.
البوكمال: قام المتظاهرون بحرق مبنى حزب البعث، والمحافظة وتحرير بعض المعتقلين بعد محاصرة رجال الأمن، والميادين تخرج بالمئات، وانتفاضة غالبية مدن المحافظة.
طرطوس: تظاهرة كبيرة في طرطوس تطالب بإسقاط النظام.
جبلة: الآلاف يتجمعون أمام مسجد الرحمن، ويطالبون بإسقاط النظام.
الرقة: تظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
- تظاهرة حاشدة في مدينة الطبقة.
حلب: المئات ينتفضون في حي سيف الدولة، وقوى الأمن تجابههم بالغاز المسيل للدموع.
- تظاهرات في اعزاز والباب.
القامشلي: المتظاهرون يجوبون شوارع القامشلي، وخروج مدينتي عامودا ورأس العين.
ادلب: تظاهرات في الساحة العامة لمحافظة ادلب.
- وتظاهرة في معرة النعمان، وأنباء عن سقوط جرحى، وفي بلدة جرجناز، وكفرنبل، وجسر الشغور، ونبش، وسلقين.
القبس
جمعة الحرية (جمعة أزادي)
اللافت للنظر في «جمعة الحرية» أن التظاهرات شملت جميع المدن السورية وخروج غالبية الأحياء الدمشقية للمطالبة بالحرية، وبعضها نادت بسقوط النظام، وتطور الأحداث في مدينة البوكمال، حيث قام المتظاهرون بحرق مبنى حزب البعث، والمحافظة، وتحرير بعض المعتقلين.
دمشق: تظاهرات في برزة البلد وأنباء عن سقوط 5 شهداء، والقابون، وتظاهرة حاشدة خرجت من جامع الحسن في الميدان، والكواكبي، وركن الدين، والقدم، وباب سريجة، والزاهرة، واعتصام في ساحة الحجر الأسود.
ريف دمشق: تظاهرات في داريا، التل، الكسوة، الزبداني، عربين، مضايا، قطنا، دوما، سقبا، ونهر عيشة، وجديدة عرطوز. وأنباء عن جرحى بعد قيام قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على المتظاهرين.
حمص: التظاهرات انطلقت من جامع النور في الخالدية، والغوطة، وبابا عمرو، وباب السباع، والوعر، والبياضة، وباب الدريب، مع إطلاق نار عشوائي على المتظاهرين من قبل قوات الأمن، وأنباء عن سقوط 8 شهداء.
- تظاهرات في الرستن ودير بعلبه وتلبيسة.
- تلكلخ ما زالت محاصرة من قبل عناصر الجيش.
درعا: مازالت درعا البلد تحت الحصار.
- تظاهرات حاشدة في مدينة الصنمين وابطع وداعل، وأنباء عن سقوط شهداء.
حماة: تظاهرات انطلقت من منطقة الحاضر، والحميدية باتجاه ساحة العاصي في ظل تواجد أمني كثيف، وأنباء عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين.
اللاذقية: عدد المتظاهرين يقدرون بالآلاف في الطابيات، والشبيحة ورجال الأمن يطلقون النار على المتظاهرين.
دير الزور: تظاهرات كبيرة في دير الزور خرجت من مسجد عثمان بن عفان، وجامع الروضة باتجاه ساحة غسان عبود، وأنباء عن اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن.
البوكمال: قام المتظاهرون بحرق مبنى حزب البعث، والمحافظة وتحرير بعض المعتقلين بعد محاصرة رجال الأمن، والميادين تخرج بالمئات، وانتفاضة غالبية مدن المحافظة.
طرطوس: تظاهرة كبيرة في طرطوس تطالب بإسقاط النظام.
جبلة: الآلاف يتجمعون أمام مسجد الرحمن، ويطالبون بإسقاط النظام.
الرقة: تظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
- تظاهرة حاشدة في مدينة الطبقة.
حلب: المئات ينتفضون في حي سيف الدولة، وقوى الأمن تجابههم بالغاز المسيل للدموع.
- تظاهرات في اعزاز والباب.
القامشلي: المتظاهرون يجوبون شوارع القامشلي، وخروج مدينتي عامودا ورأس العين.
ادلب: تظاهرات في الساحة العامة لمحافظة ادلب.
- وتظاهرة في معرة النعمان، وأنباء عن سقوط جرحى، وفي بلدة جرجناز، وكفرنبل، وجسر الشغور، ونبش، وسلقين.
تزداد الثورة الشعبية السورية المطالبة بالحرية-وغالبا بإسقاط النظام- تفاقما يوما بعد يوم. ومع ازديادها اشتعالا يزداد النظام قسوة ودموية، فعلى عكس كافة التوقعات وتوجيهات الرئيس الأسد بعدم قتل المتظاهرين، قتل في جمعة الحرية-أزادي أمس وحدها 44 متظاهرا حسب مصادر غير رسمية.
معلوم أن تنسيقا إيرانيا-سوريا بمشاركة حزب الله اللبناني يجري على قدم وساق منذ سنين طويلة وليس بسر لأحد. لكن الذي تأكدت منه
أن تكثيفا لهذا التنسيق يجري منذ اندلاع الثورة الشعبية في مارس الماضي لاستقراء تطورات الأوضاع، وخلق غرفة عمليات دائمة خاصة بالثورة الشعبية السورية منذ اندلاعها في المزة بأحد ضواحي العاصمة السورية. غرفة العمليات هذه مهمتها واحدة: ما الذي يمكن عمله- ولو بالتنسيق مع الشيطان- لإنقاذ النظام لو اشتدت الثورة وفقد النظام زمام الأمور؟
إيران ترى في سقوط النظام السوري خطا أحمر يعني عمليا نهاية أهم حليف استراتيجي لها بالمنطقة عمل على شرعية تدخلها المباشر منذ ثورتها عام 1979 بأهم الشئون العربية-القضية الفلسطينية- وأبقاها حليفا له حتى في أعتى مراحل العداء العربي-أو العراقي الصدامي لها- خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت في حقبة ثمانينات القرن الماضي. ويعني سقوط النظام السوري لإيران انتهاء غطاء امتدادها على البحر المتوسط عبر صنيعتها- حزب الله اللبناني- الذي يشكل الدولة المسلحة وبالتالي الحكومة اللبنانية الحقيقية العملية في لبنان الذي يعيش بلا حكومة منذ شهور.
إذن، سقوط النظام السوري بالنسبة لإيران يعني نهاية طموح هيمنتها العملية على بلاد الشام والقضية الفلسطينية، ويبقيها في ظل التأثير القوي المحدود في العراق وحسب. وعمليا يعني نهاية حزب الله وسيطرته على لبنان- أو بالاحرى هيمنة إيران على لبنان بالوكالة عن طريق حزب الله.
من ناحية أخرى، فإن إسرائيل، وفي ظل حكومة نتانياهو تعيش حالة من 'العزلة' بسبب اللغة الغربية- وبالذات الأوروبية- التي ترى أن إسرائيل تحتل أراض عربية في الضفة والقدس الشرقية وعليها الانسحاب منها ووقف بناء المستوطنات. وهو الموقف الذي لقي 'صداه' في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل يومين حين قال بأن السلام بين العرب والإسرائيليين يجب أن يبنى على أساس حدود ال67 مع تبادلات محدودة للأرض بينهما. ثم التقى الرئيس أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتانياهو بعد يوم بالبيت الأبيض ليعطي نتانياهو لرئيس أكبر دولة في العالم- الرئيس الأمريكي- درسا في الواقعية ويرفض حديثه عن الانسحاب لحدود ال67.
الإعلام الامريكي والعالمي أظهر الرئيس أوباما يضع يده على خده مستمعا -كتلميذ يصغي لأستاذه -لنتياهو ودروسه حول الواقعية الجديدة بالشرق الأوسط التي لا يمكن لإسرائيل أن تقبل حدودها بها على خط ال67 لأن حمايتها مستحيلة.
الإسرائيليون لا يريدون إسقاط النظام في سوريا ويضغطون على واشنطن ألا تزيد 'جرعة' انتقاد النظام السوري ومساندة الثورة ضده، هذه حقيقة تحدث عنها الإعلام الغربي- الأمريكي صراحة، وهي حقيقة تعكس انعدام أي علاقة للثورة الشعبية السورية بإسرائيل أو الأوساط الغربية، وتمثلت في تهديدات أمريكية وعقوبات طالت حسابات الرئيس السوري بشار الأسد في أمريكا حيث لا يملك حسابا بنكيا هناك أصلا!!
ومن هنا فإن إسرائيل لا تريد إسقاط النظام بسوريا ليس 'حبا بعلي، ولكن كرها لمعاوية'، فهي تخاف من بديل لمستقبل سوريا لم تتدخل بصنعه، ولا تعلم عنه شيئا، لذا فإن إسرائيل تفضل نظاما حمى حدودها مع الجولان المحتل طيلة أربعين عاما على نظام لا تعرف عن مستقبله شيئا ولا تلعب دورا في تشكيله. فسقوط النظام السوري يعني بالنسبة لإسرائيل الدخول بالمجهول- وربما يعني كما قال البليونير السوري الشاب وابن خالة الرئيس بشار الأسد- رامي مخلوف في حديث لصحيفة النيويورك تايمز- سقوط النظام السوري يعني انعدام أمن إسرائيل.
لذلك، فإن معلومات ترد عن 'توافق'- إيراني-إسرائيلي-سوري- على عدم 'الممانعة' في حرب محدودة لحماية نظام البعث بقيادة بشار الأسد، تكون محدودة بما يحقق الآتي:
- تبرير مزيد من القمع الدموي للثورة الشعبية وإخمادها وتأكيد أنها اندلعت كمقدمة لمؤامرة كبرى تمثلت 'بالعدوان' الإسرائيلي على سوريا، وبالتالي فعلى الجميع تقبل تصاعد القمع لأن 'التمرد جزء من المؤامرة'، ومن لا يقبل ذلك يكون ضالعا فيها ويستحق القمع والقتل.
- خلط الأوراق بالنسبة لنتياهو وإسرائيل ولإثبات وجهة نظره بتغير الشرق الأوسط الدائم كما يفهمه الإسرائيليون وليس كما يريده أوباما ودعوته لسلام حدود 67، وتخفيف الضغط على إسرائيل وعزلتها والعودة بالامور للمربع رقم واحد.
- إنقاذ حزب الله بإنقاذ النظام السوري بالوكالة من خلال تواجد الحليف الإيراني الذي سيكرر نظرية المؤامرة ضده وضد نظام البعث بدمشق من قبل إسرائيل والتمرد من قبل آلاف السوريين 'المندسين' المطالبين بتغيير النظام.
قامت غالبية الحروب العربية-الإسرائيلية في الصيف، وتحديدا في شهري أيار-مايو وشهر حزيران-يونيو: النكبة-مايو 1948، النكسة حزيران-يونيو 1967، احتلال الجنوب اللبناني يونيو 1978، اجتياح لبنان يونيو 82، حرب حزيران 2006.
نحن الآن في شهر أيار-مايو، ولا يفصلنا عن يونيو-زيران سوى أيام قليلة، فهل تشن إسرائيل بالتنسيق الصامت مع إيران حربا محدودة مع سوريا لإنقاذ نظامها؟ (معها وليس ضدها). أي حرب تكون محدودة ستوجه حتما أنظار الإعلام والعالم صوبها، وليس صوب درعا وبانياس وحمص وحماه والقامشلي وجسر الشغور والمعضمية ودرعا وتلكلخ و..و... هل نسينا مكانا آخر 'للمندسين'؟ نأسف فنحن في حرب مع إسرائيل ولا مكان 'للمندسين وللعملاء والخونة'. حرب خاطفة محدودة ستخلط الأوراق بالنسبة لإسرائيل وتزيح عنها ضغط 'خرافة السلام'، وستبقي على أهم حليف لإيران بالمنطقة وربما العالم كله، وستحمي ذراع إيران في لبنان، وقد تطيل عمر النظام في سوريا.
هذه بعض التوقعات، والأيام كفيلة بالإجابة.
ايتها الام الثكلى و كل ام او انسان مسه الاذى من عائلة الاسد
اننا نرفع الدعاء الى الخالق سبحانه بأن يذيق الاسد و عائلته و معاونيه و مؤيديه الالم و العذاب و المذله و التنكيل على ما ارتكبه هو وابيه و اقاربه بحق كل انسان منذ ان ان اغتصبوا حكم سوريا قبل 60 سنه حتى الآن
و سوف ترون انتقام الخالق امامكم و لو بعد حين
====================
يا ترى هل سمعتم نواحها
.....................فحبيب الروح....كله جروح
يا حبيب الروح
تائه مجروح
كله جروح
لائذ بالباب
شوقه دعاه
و
الرضا رحاب
يشمل العفاه
والمنى قطوف
في السما تطوف
طاف بالسلام
طائف السلام
يوقظ النيام
عهده الوثيق
واحة النجاه
أول الطريق
هو منتهاه
هذا هو الذل الحقيقي
لا قيم و لا مبادىء
==============
الأسد لواشنطن: مستعد للتفاوض مع إسرائيل
القدس ـــ القبس
أفادت صحيفة يديعوت احرونوت ان الرئيس السوري بشار الاسد نقل رسائل خلال الاسابيع الاخيرة الى الادارة الاميركية، أعرب فيها عن استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بعد استقرار الاوضاع في بلاده.
ووفق الصحيفة، فإن الاسد اوضح ان معظم القضايا المختلف عليها مع إسرائيل تم حلها.
ونقلت عن مصادر اميركية قولها ان «واشنطن تخشى ان يؤدي سقوط الاسد الى وقوع الاسلحة الكيماوية لدى سوريا في ايدي ارهابيين أو قيام النظام الجديد باستخدامها».
القبس
================
مستوى وضيع
-------------------
معارض سوري: السفارة في الجزائر تصور المحتجين وتهددهم بالاعتقال
الجزائر - يو بي آي - أعلن الناطق باسم «لجنة دعم مطالب الشعب السوري في الإصلاح والتغيير في الجزائر» المحامي عدنان بوش إن السفارة السورية قامت بالتقاط صور للمحتجين وهددت بصورة علنية ورسمية باعتقال من يشارك أمام السفارة وبمنعه من العودة إلى سوريا.
وقال بوش الذي يشغل أيضا منصب رئيس رابطة الجالية السورية في الجزائر، ليونايتد برس انترناشونال ان السفارة استقبلت نحو 20 سوريا مقيما في الجزائر وهددتهم بالحرف بأنهم «لن يحلموا بالعودة إلى سوريا إذا شاركوا في الاحتجاجات وسيتم اعتقالهم في حال عودتهم إلى سوريا».
وأضاف بوش أن السفير السوري وهيب الغانم أعلن بنفسه أن المحتجين وضعوا في القائمة السوداء.
وأشار بوش الذي كان من القيادات البعثية في سوريا في عهد الرئيس نور الدين الأتاسي قبل انقلاب حافظ الأسد عام 1970، إلى أن الاستدعاء الذي حصل السبت شمل أصحاب الشركات السورية وعمالها.
وأضاف أن السفارة قامت بدس بعض موظفيها بين المحتجين لمعرفة أسمائهم بالتفصيل.. وأن قوات الأمن الجزائرية التي تحرس السفارة «تعاملت معنا بصفة حضارية وشعرنا بتعاطف المارين معنا وحتى من رجال الأمن».
انعدام الرجوله و الاخلاق
===================
23/05/2011
«الغارديان»: نظام الأسد يستهدف النساء بأساليب التنكيل
لندن ـــ أ.ش.أ ـــ اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن نظام الرئيس بشار الأسد بات يستهدف بآلته القمعية النساء السوريات اللاتي يقفن الآن في الصفوف الأولى للتظاهرات.
وقالت في تقرير لها إن السوريات لم يتراجعن أو يلتزمن الصمت أمام الآلة القمعية، فيما باتت أسماء بعض السيدات علما على التضحية بالأرواح، اذ تحملن الاعتقال من أجل حرية بلادهن.
ومضت الصحيفة: إن الأمن لم يتورع عن التنكيل حتى بأقارب القتيلات والمعتقلات. وتحدثت إحداهن عن اعتقال زوجها ووالدها، ولم تنج هي ذاتها من الاعتقال فيما تنتظر مولودها الأول.
وأكدت هذه الشابة أن كل أساليب القمع والترويع لم تؤثر.
ورغم ذلك لم تخف ناشطة أخرى قلقها على مصير أفراد عائلتها.
مناشدة إلى كاميرون
وكان متظاهرون سوريون في بريطانيا قد حثوا رئيس الحكومة ديفيد كاميرون على التدخل لإنقاذ سوريا، معتبرين في تظاهرة قبالة مقر رئاسة الوزراء في «10 داوننغ ستريت» أن على الحكومات الغربية الضغط على الأسد لكي يسمح بإدخال فرق طبية وصحافيين أجانب.
وزراء «الأوروبي» لم يصلوا إلى حد دعوته للتنحي عقوبات على الأسد تشمل منع السفر
وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ووزيرة خارجية أوروبا كاترين اشتون قبيل بدء الاجتماع (أ. ف. ب)
بروكسل ـ ا ف ب ـ قرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس تشديد الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد ففرضوا عليه، لاول مرة، عقوبات تشمل حظر السفر. كما قرر الوزراء تشديد العقوبات المفروضة على كل من ايران وعلى نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، قبل ان ينتقلوا الى تحديد نهج جديد في الشرق الاوسط في اعقاب خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي عرض فيه رؤيته لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ويدرسون ايضا الوضع في تونس ومصر.
ليس إلى إرغامه على التنحي
ومع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا، وافقت الدول الـ27 على اضافة اسم الرئيس الاسد مع اسماء عشرة مسؤولين الى قائمة اولى من 13 سورياً فرضت عليهم عقوبات. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبيل الاجتماع «من المهم ضمان الحق في التظاهر السلمي والافراج عن المعتقلين السياسيين وسلوك درب الاصلاح وليس القمع في سوريا خلال الايام المقبلة». وقال دبلوماسي اوروبي ان العقوبات تهدف الى «وقف العنف وحض الاسد على القبول بآلية اصلاح، وليس الى ارغامه على التنحي». وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي انه كان يمكن للاسد تفادي هذه العقوبات لو سلك طريق الاصلاحات، لكنه يواصل قمع المعارضين بعنف..وعلى الاتحاد الاوروبي ان يرد».
على الحكومة ان تتحرك
وبالرغم من ضغوط مجموعات حقوقية، امتنعت الدول الاوروبية عن تشديد موقفها اكثر حيال الرئيس السوري، على امل اجراء «اصلاحات سياسية حقيقية وشاملة»، بحسب وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون. وقالت لدى انضمامها الى وزراء الخارجية ان على «الحكومة (السورية) ان تتحرك الان».
موجة الاحتجاجات تؤرق سكان دمشق إلى أين تأخذنا الحكومة بعد اشتعال الفتيل؟
دمشق-ا ف ب- لا تزال دمشق، نسبيا، بمنأى عن الحركة الاحتجاجية، الا ان القلق حول تطور الاوضاع في بقية ارجاء البلاد بدأ يشق طريقه الى قلوب سكان العاصمة.
وفي شوارعها وطرقاتها العامة لا تزال الاختناقات المرورية والارصفة المزدحمة على عادتها، الا ان العديد من المناسبات الثقافية الغيت او قدم موعدها لكي لا يضطر مرتادوها للعودة إلى بيوتهم في وقت متأخر.
وقال أحد السكان الذي يعتبر نفسه مواليا للنظام «قبل اسبوعين كنا نصدق تأكيدات الحكومة بأن الوضع تحت السيطرة، وان الأزمة انتهت، لكن المستقبل يبدو أكثر سوداوية واني أتساءل الى اين تأخذنا الحكومة».
وتؤمن دمشق، التي يقطنها اربعة ملايين نسمة، ركيزة صلبة للنظام. وتسكن فيها ايضا أقلية مسيحية مهمة، بالاضافة الى ابناء الطبقة الوسطى السنية الميسورة.
وقال احد رجال الاعمال «الوضع سيستمر على هذه الحال والبلاد تجتاز تغيرات عميقة».
وقال رجل آخر «الفتيل اشتعل لدى السكان الذين كانوا يعانون اصلا من الفساد عندما ألقي القبض على هؤلاء المراهقين وتعرضوا للتعذيب». واضاف «لقد انفجر الصمام». وتحسر مالك احد اصحاب الفنادق على ضياع الموسم السياحي «الناس ادركوا ان ذلك قد يستغرق شهورا ويتطلعون الى الحكومة لتجيبهم عن اسئلتهم».
واضاف «خفضنا اسعارنا واضطررنا الى تسريح موظفين الا ان بعضنا عمد الى الاغلاق للحد من الخسائر».
النظام قد ينهار
وبالنسبة لاحد التجار فان «الوضع كبقعة زيت تتفشى، أعتقد أن مزيدا من القتلى سيسقطون والنظام قد ينهار». وركز آخر على دور الانترنت وشبكات التواصل في الابقاء على زخم الاحتجاجات.
وقال «عندما سحق حافظ الاسد التمرد في حماة عام 1982 مما أسفر عن مقتل الآلاف، لم تثر هذه المجزرة أي ضجة خارج سوريا، ولكن هذه المرة لا يستطيعون وضع حد».
وقال أحد سكان العاصمة «ان معظم الثورات في العالم وقعت عندما سقط جدار الخوف».
عملاء من الخارج
وتؤمن شريحة من السوريين بان الرئيس الاسد يريد بحق اجراء اصلاحات وانه يجب اعطاؤه الوقت. ويتهم هؤلاء عملاء من الخارج اتوا بشكل خاص من لبنان والسعودية، على ما يقولون، بالوقوف وراء الحركة الاحتجاجية.
ويؤكد احدهم ان «الجميع يؤيد مكافحة الفساد ولكن لا يمكننا التخلص منه بين عشية وضحاها. إذا تم اقتلاع هذه الشجرة العفنة بشكل متهور قد يؤدي ذلك الى تدمير نصف البلاد».
25/05/2011
«الثورة غدا تؤجل إلى البارحة» مسرحية كوميدية تتضامن مع المتظاهرين وتعرض الانتماءات
جنود لبنانيون يفصلون بين تظاهرتين واحدة مؤيدة للنظام السوري واخرى معارضة له في بيروت (ا ف ب)
دمشق-ا ف ب- تشهد دمشق هذه الأيام أول عرض مسرحي يقارب الاحتجاجات، عبر عمل كوميدي يؤديه الأخوان التوأمان محمد وأحمد ملص، ويحمل عنوان «الثورة غدا تؤجل إلى البارحة».. وهو عمل لم يأخذ طريقه إلى خشبات المسارح المعروفة، وإنما يعرض في غرفة في منزل العائلة، أمام 25 متفرجا على الأكثر.
يتقاسم الأخوان ملص دوري متظاهر اعتقل للتو ورجل الأمن الذي يحقق معه، لكن التحقيق يتحول إلى حوار مألوف. وتستعاد لغة رجل الأمن وسلوكه المرعب تجاه المعتقلين، وكذلك الامتهان الذي يواجهه الناس إثر اعتقالهم. وربما كانت مصادفة الأخوة والتوأمة بين الممثلين قد خدمت المعنى بصورة بالغة، حيث يتقاسم الجلاد والضحية الملامح نفسها.
الانتماء الطائفي
وهنا يتطرق الحوار، وربما للمرة الأولى على المسرح السوري، لنقاش الانتماء الطائفي، لكن للوصول إلى أن كلا الرجلين يختلط أصله بمجموعة من الطوائف المتآخية في العمق. فرجل الأمن الذي يتحدث بلغة الساحل سيكشف أنه ينتمي إلى الطائفة السنية، بينما المتظاهر الذي يتحدث لغة أهل دمشق يتحدر أصلا من الساحل، ومن والدة مسيحية، وهكذا..
شخصية رجل الأمن تقدم أولا عبر تقليده الفاقع للهجة الساحلية، ومن ثم جهله الفاضح وطريقة لفظه كلمة فيسبوك، لكن تلعثم المتظاهر وخوفه وارتباكه كوميدي أيضا.
ينتقد العرض بشدة أداء الإعلام السوري، كما ينتقد مجلس الشعب إزاء خطاب الرئيس. ويؤكد أن السوريين يتأرجحون بين خيارين إما الخوف، واما تلك المدائح على طريقة قصائد نواب المجلس.
ويختتم بقراءة الرجلين سورة الفاتحة على أرواح شهداء سوريا جميعا.
وقال الممثل محمد ملص لوكالة فرانس برس «إن فكرة العرض جاءت إثر متابعة قنوات الأخبار، ومشاهدة الضرب العنيف للمتظاهرين. إذا كانت الحكومة هي من يقتل فهذا خطأ، وإذا كان المندسون ولا تستطيع أجهزة الأمن أن تمسك بهم فهذا خطأ أكبر».
ونفى ملص أن يكون العرض قد قدم لأي جهة رقابية. لكنه أكد «اننا واجهنا تخوينا على فيسبوك بسبب وجهة نظرنا».
عمان (رويترز) - قال سكان وناشطون ان قوات الامن السورية فتحت النار على اثنين من المتظاهرين في منطقة دير الزور الشرقية يوم الجمعة مع اندلاع مظاهرات مطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد في المنطقة القبلية.
وقال ناشطون وزعيم قبلي لرويترز في اتصال هاتفي انه في مدينة البوكمال على الحدود العراقية احرق المتظاهرون صور حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغضب خطابه المناصر للاسد هذا الاسبوع في بيروت المتظاهرين. وأضافوا ان قوات الامن انسحبت من الشوارع.
عمان (رويترز) - قال سكان وناشطون ان قوات الامن السورية فتحت النار على اثنين من المتظاهرين في منطقة دير الزور الشرقية يوم الجمعة مع اندلاع مظاهرات مطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد في المنطقة القبلية.
وقال ناشطون وزعيم قبلي لرويترز في اتصال هاتفي انه في مدينة البوكمال على الحدود العراقية احرق المتظاهرون صور حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغضب خطابه المناصر للاسد هذا الاسبوع في بيروت المتظاهرين. وأضافوا ان قوات الامن انسحبت من الشوارع.
«جمعة حماة الديار»: شعارات تحيي الجيش 8 قتلى ومواجهات في معظم المدن السورية
متظاهرون سوريون يقذفون الحجارة على عناصر الأمن والجيش في بانياس ( أ ف ب)
أ. ف. ب، رويترز، يو. بي. آي - ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان حصيلة قتلى «جمعة حماة الديار» ارتفعت الى ثمانية اشخاص في مدن عدة.
وذكر رامي عبدالرحمن ان «ثلاثة قتلوا عندما قام رجال الامن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا، القريبة من دمشق، شارك فيها المئات». وأورد اسماء القتلى.
كما اشار الى «ان ثلاثة متظاهرين - على الاقل - قتلوا قبيل الفجر في داعل (ريف درعا) جنوب البلاد، برصاص رجال الامن عندما صعدوا الى اسطح الابنية لاعلاء صوت التكبير».
شعارات تحيي الجيش
وافاد شاهد عيان بان «آلاف الاشخاص تظاهروا بعد منتصف الليل في داعل، وهم يهتفون بشعارات تحيي الجيش»، مشيرا الى ان «عناصر الجيش المتواجدة لم تتدخل».
واضاف «وبعد قليل جاءت قوات الامن وفتحت النار عشوائيا، مما اسفر عن مقتل ثلاثة وجرح 15 آخرين».
الزبداني وجبلة
كما قتل شخص في منطقة الزبداني (ريف دمشق) اثناء تفريق تظاهرة جرت في المدينة، وتوفي آخر في مدينة جبلة (غرب) عندما اصابه طلق ناري، بينما كان على سطح احد الابنية وهو يعلي التكبير.
وتابع ان «قوات الامن قامت - ايضا - باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)»، التي بقيت لغاية الآن بمنأى عن موجة الاحتجاجات.
كما اشار الناشط الى «تظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 مترا، مرددين النشيد الوطني السوري»، لافتا الى خروج تظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) شارك فيها الآلاف.
وخرجت تظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق) شارك فيها نحو 2500 شخص، وفق ريحاوي.
اعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس «وردت الينا انباء عن ان قوات الامن السورية اطلقت النار في الهواء لتفريق نحو 5 آلاف متظاهر التقوا في وسط المدينة، بعد ان خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية».
واضاف ان «قوات الامن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين وضربتهم بالهراوات».
ويشكل الاكراد غالبية سكان هذه المدن الثلاث.
جرح 7 من قوى الأمن
من جهتها، ذكرت وكالة سانا الرسمية ان سبعة عناصر من رجال الامن والشرطة جرحوا اثر اعتداء عليهم في مدينة دير الزور (شرق).
ونقلت تصريحا لمحافظ دير الزور حسين عرنوس قال فيه ان «الاصابات نجمت عن استخدام المتجمعين للحجارة والادوات الحادة والسكاكين».
من جهته، اشار التلفزيون السوري الى ان «مسلحين في جديدة عرطوز (ريف دمشق) يطلقون النار على قوات حفظ النظام».
عدم الدعوة لإسقاط النظام
من جهتها، دعت ستة أحزاب وتجمعات سورية الى عدم طرح شعار اسقاط النظام خلال التظاهرات، ورفضت أي تدخل خارجي.
ودعت القوى والأحزاب في بيان نقله المرصد السوري لحقوق الانسان إلى «أعلى درجات ضبط النفس والتمسك بالوحدة الوطنية للوصول إلى الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي المطلوب لتكوين الأرضية المناسبة للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني حولها».
وطالبت بإطلاق جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الحالية. و«وقف كل أشكال استخدام العنف»، وشددت «على سلمية التظاهرات وتحريم استخدام السلاح».
كما طالبت المتظاهرين بــ «عدم طرح شعار إسقاط النظام، لأنه يؤدي إلى تعقيد الوضع ويمنع الحوار».
وأعلنت هذه القوى ادانتها «لكل الدعوات المطالبة بأي تدخلات خارجية، عربية كانت أو أجنبية وتحت أي مسمى صدرت».
والقوى الموقعة على البيان: «حزب الاصلاح الديموقراطي الوحدوي»، و«اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين»، والحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة علي حيدر، و«التجمع الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي)»، و«التجمع الديموقراطي الأثوري السوري»، و«الحزب الديموقراطي السوري».
28/05/2011
جمعة حماة الديار
دمشق: تظاهرات حاشدة في الميدان وركن الدين، وبرزة البلد وبرزة والقابون والحجر الأسود، وإطلاق النار من رجال الأمن على المتظاهرين في برزة.
ريف دمشق: تظاهرات في داريا، الكسوة، عربين، دوما، سقبا، المعضمية، الجسرين، التل، زملكا، منطقة القلمون.
• قطنا: أنباء عن سقوط شهيدين بعد انطلاق التظاهرات من جامع الغلاييني وعشرات الجرحى تم نقلهم الى مشفى الحكمة.
• الزبداني: سقوط شهيدين على الأقل وعشرات الجرحى.
حمص: تظاهرات في الخالدية وإطلاق نار كثيف من رجال الأمن على المتظاهرين وتظاهرات في الغوطة والبياضة وبابا عمرو وباب السباع والوعر وباب الدريب والإنشاءات والعدوية.
• تلكلخ: رغم الحصار الأمني خرج المتظاهرون وبأعداد كبيرة.
• الرستن: قُدر عدد المتظاهرين بعشرات الآلاف بعد توافد أهالي القرى المجاورة.
• دير بعلبة: اعتصام أمام مدرسة ضرار بن الأزور.
• تظاهرات في القصير وكفر لاها والقرابيص.
درعا: تظاهرات في درعا البلد رغم الطوق والحصار المضروب عليها منذ أكثر من شهر.
• تظاهرات حاشدة في مدينة الصنمين وأبطع وداعل والمسيفرة وخربة غزالة والحراك وأنباء عن سقوط شهداء.
حماة: اعتصام عشرات الآلاف في ساحة العاصي بعد توافد المتظاهرين من عدة أحياء.
• تظاهرات في مدينة طيبة وقلعة المضيف والحواش وخروج قرى الغاب.
اللاذقية: خروج عشرات الآلاف في الرمل الجنوبي والصليبة والطابيات.
• جبلة: أنباء عن سقوط شهيد على الأقل وعدد من الجرحى.
دير الزور: التظاهرات خرجت من مسجد عثمان بن عفان ومسجد العرفي وجامع علي بن أبي طالب، وأنباء عن اشتباكات مع رجال الأمن في حي غسان عبود.
• تظاهرات حاشدة في مدينة الميادين والبوكمال والقورية والطيانة، وقام أهالي قرية الشحيل بقطع الطريق العام لقطع التعزيزات الأمنية لمحاصرة البوكمال.
حلب: تظاهرت في سيف الدولة امام مسجد آمنة وصلاح الدين، وأنباء عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين.
• تظاهرات في الباب وتل رفعت وعين العرب وعربين.
الحسكة: تظاهرات في الحسكة والقامشلي والدرباسية ورأس العين.
أدلب: تظاهرات في مركز المدينة.
• توافد أهالي القرى المجاورة إلى معرة النعمان، وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى.
السويداء: تظاهرة وسط المدينة.
بانياس: منع المصلين من أداء الصلاة في مسجد الرحمن ومحاصرة مسجد أبو بكر الصديق والآلاف ينادون بسقوط النظام.
28/05/2011
معهد التمويل الدولي يتوقع انكماش الاقتصاد 3% هذا العام الاضطرابات تجمّد الاستثمارات في سوريا
جانب من التظاهرات أمس في حمص (أ. ف. ب)
عمان - رويترز - تقول شخصيات من قطاع الأعمال إن الاضطرابات السياسية عطلت ثلاثة مشاريع استثمارية خليجية كبرى في سوريا وأضرت بجهود جذب رؤوس الأموال لدعم الاقتصاد بعد عقود من الاقتصاد الموجه على غرار الاتحاد السوفيتي السابق.
واندلعت احتجاجات مستمرة منذ شهرين على حكم الرئيس بشار الأسد في العديد من أجزاء البلاد، وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن حملة عسكرية عنيفة لقمعها اسفرت عن قتل نحو الف مدني.
وقال تيودور روزفلت العضو المنتدب للاستثمار المصرفي في باركليز كابيتال «سوريا كانت تبدو كأنها دولة مستقرة تبدأ في محاولة التحديث».
واستدرك بقوله لرويترز على هامش مؤتمر في عمان إن الانتفاضة الشعبية تشير إلى أن «التفاؤل الذي حمله البعض بشأن سوريا كان في غير موضعه فيما يبدو».
وأضاف «ما يحدث في سوريا الآن مقلق للمستثمرين.إننا نشهد حكومة تقمع شعبها.» وتابع أن المستثمرين قد يقبلون مرة أخرى إذا خرجت سوريا من هذه الأزمة «بمؤسسات مدنية قوية وتطبيق حكم القانون».
إلغاء مشاريع
وأوقفت شركة الديار العقارية القطرية الحكومية مشروعا في وسط دمشق كان من المقرر أن يشمل مساحة مباني 2.5 مليون متر مربع. وتوقف كذلك مشروع أصغر حجما للشركة كان قد بدأ في مدينة اللاذقية الساحلية إحدى المدن التي شهدت احتجاجات كبيرة.
وقال فهد درويش عضو اللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرة لصحيفة الوطن هذا الأسبوع «شركة الديار القطرية قد رحلت ومشروعها في خبر كان».
وكانت قطر من المستثمرين الكبار القليلين في سوريا في القطاعات غير النفطية إلى جانب الإمارات العربية المتحدة. وما زالت شركات اجنبية مثل توتال تعمل في القطاع النفطي الصغير في سوريا.
وقالت شركة دريك اند سكل الهندسية العالمية ومقرها الإمارات إنها أوقفت العمل في مشروع بتكلفة 28 مليون دولار في حمص بوسط سوريا حيث نشرت القوات والدبابات في مواجهة محتجين.
وقال مسؤول من الشركة لــ«رويترز»: «نأمل أن يتحسن الوضع السياسي».
وأرجأت شركة قطرية أخرى هي شركة الكهرباء والماء القطرية خططا لبناء محطتين لتوليد الكهرباء في سوريا.
واضطر البنك المركزي السوري إلى رفع أسعار الفائدة على ودائع البنوك قبل ثلاثة أسابيع لدعم العملة المحلية.
وشهدت سوريا نموا مطردا على مدى السنوات الخمس الماضية، فيما يرجع جزئيا إلى الرفع التدريجي لسيطرة الدولة على الاقتصاد. لكن البطالة ظلت مرتفعة وعانى القطاع الزراعي من الجفاف وسوء إدارة الموارد المائية.
وتفيد تقديرات معهد التمويل الدولي بأن الاقتصاد السوري سينكمش بمعدل ثلاثة في المائة هذا العام بسبب الاضطرابات، متراجعا بشدة عن نمو بمعدل اربعة في المائة في عام 2010.
وشهد الاقتصاد السوري عملية تحرير تدريجية، في حين ظل تدخل الدولة قائما في مختلف قطاعات الأعمال.
وساعدت العقوبات الأميركية، التي فرضت على سوريا في عام 2004 لدعمها لجماعات نشطاء في منع المستثمرين الغربيين عن البلاد وظلت العقوبات قائمة حتى بعد تحسن دام لفترة وجيزة في العلاقات قبل الحملة على المحتجين.
واستهدفت العقوبات البنك التجاري السوري وهو الأكبر في البلاد ومنعت بيع التكنولوجيا الأميركية لسوريا.
ووصفت واشنطن الحملة على المحتجين بانها وحشية ووسعت نطاق العقوبات لتشمل مسؤولين سوريين، منهم الأسد نفسه. واتبع الاتحاد الأوروبي خطى واشنطن.
فساد مخلوف
وقال رجل أعمال في دمشق إن العقوبات الجديدة ليس لها اثر مباشر في النشاط الاقتصادين لكنها قد تجعل المستثمرين يحجمون عن الدخول في المزيد من الشراكات مع أفراد من الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد، خصوصا قريبه رامي مخلوف، الذي خضع لعقوبات خاصة بسبب الفساد.
ويقول مخلوف، الذي اعتبره المحتجون رمزا على فساد أسرة الأسد إنه رجل أعمال ملتزم. ويسيطر مخلوف على عدة شركات، منها أكبر مشغل لخدمات الهاتف المحمول في سوريا وشركة طيران وفندق وشركات في قطاع الانشاءات وأسهم في بنك واحد، على الأقل.
وقال مصرفيون إنهم رصدوا هروبا للأموال خلال الشهرين الماضيين. ويشعر المودعون السوريون بالقلق من ايداع مبالغ كبيرة في القطاع المصرفي الوليد، مفضلين ايداع أموالهم في بنوك معروفة في لبنان المجاور أو أماكن أخرى.
ويقول عبدالقادر دويك رئيس بنك سوريا الدولي الإسلامي، وهو الفرع السوري لبنك قطر الدولي الإسلامي إن المودعين سحبوا ما يعادل 680 مليون دولار من بنوك خاصة، وهو ما يمثل سبعة في المائة من اجمالي الودائع بهذه البنوك منذ اندلاع الانتفاضة المطالبة بالديموقراطية.
ويسيطر مستثمرون خليجيون على بنكين اثنين آخرين - على الأقل - في سوريا من بين البنوك الأربعة عشر في أيدي القطاع الخاص. وقد أعلنوا عن ستة مشروعات عقارية كبيرة في البلاد في الأعوام الستة الماضية بعد تخفيف القوانين التي تقيد الاستثمار الخاص، لكنهم كافحوا كثيرا للتغلب على عقبات بيروقراطية. وقال مصدر في قطاع الاعمال في دمشق «معظم المشروعات التي بدأ العمل فيها مستمرة، لكن المشروعات التي كان مخططا لها ألغيت في الواقع».
وكانت اكبر ثلاثة مشروعات هي مشروع الديار القطرية، ومشروع يتكلف 500 مليون دولار لشركة إعمار في ضاحية يفور، خارج دمشق ومشروع بتكلفة مليار دولار لمجموعة ماجد الفطيم، تأجل قبل الاضطرابات.
وقال مصرفيون ان خطط التوسع تأجلت - أيضا - في القطاع المصرفي في سوريا. وقال مصرفي لبناني - طلب ألا ينشر اسمه - «أصبح من الصعب فعليا العمل بسبب الحملة الأمنية، ناهيك عن التوسع».
28/05/2011
العقوبات الدولية تسبب أضراراً لتجارة النفط السورية
لندن ــــ رويترز ــــ قالت مصادر تجارية وملاحية إن شحنات النفط السورية تضررت بشدة مع تقييد التسهيلات الائتمانية المصرفية والعقوبات وأعمال العنف، مما يعوق التجارة مع أصحاب السفن القلقين من تنامي المخاطر على سفنهم.
وتشهد سوريا ـــ وهي مصدر صغير نسبيا للنفط، لكن الإيرادات النفطية مهمة لها ـــ تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وتركز الاحتجاجات بشكل رئيسي على مطالب بالحريات السياسية، لكن الصعوبات الاقتصادية وارتفاع نفقات المعيشة أذكت مشاعر الاستياء.
وجاءت التطورات الخاصة بالتجارة النفطية لسوريا تكرارا لما حدث في ليبيا وهي منتج أكبر كثيرا، حيث تسببت الاضطرابات والعقوبات الدولية في إحجام اللاعبين الرئيسيين والبنوك في بداية العام قبل التوقف الكامل للصادرات.
وقال جاكوب لارسن، مسؤول الأمن لدى بيمكو أكبر نقابة خاصة في العالم لملاك السفن، «أثر الموقف بالفعل على أنشطة الشحن البحري، مما دفع الاسعار للصعود، لأن ملاك السفن يعارضون قبول شحنات متجهة إلى الموانئ السورية.
كالمعتاد دائما عندما ترتفع المخاطر فإن من يقبل المخاطرة يكافأ لكن فقط عندما تمضي الأمور».
وأنتجت سوريا 380 ألف برميل من النفط يوميا في عام 2010 انخفاضا من 600 ألف برميل يوميا في عامي 1996، وصدرت من ست إلى ثماني شحنات شهريا في ناقلات، ومعظم الشحنات من خام السويداء عالي الكبريت.
وهذه الكميات تكفي فقط مصفاة أوروبية متوسطة الحجم، وهي جزء بسيط من صادرات ليبيا قبل الحرب التي بلغت 1.3 مليون برميل يوميا.
28/05/2011
التغيير يهز العالم العربي الأسد لم يربح شرعية داخلية وخسر {الدولية}
سوري في حمص يشارك في تظاهرة تطالب بالحرية والاصلاحات السياسية (رويترز)
دمشق- غسان سعود
بعد عشر سنوات من المخاض الإقليمي والدولي انتهت بانتزاع الرئيس السوري بشار الأسد الاعتراف الدولي بشرعيته، يخوض الأسد اليوم المخاض الداخلي لانتزاع الاعتراف المحلي بشرعية الإرث الثمين.
يتسلل الصدأ هنا في سوريا إلى تماثيل الرئيس الراحل حافظ الأسد ويكسوها الغبار والإهمال، سواء تلك الموجودة في الساحات العامة أو المنصوبة على التلال المطلة على المشاريع الصناعية والزراعية والرياضية والصروح التربوية. أما الصور فسرقت الشمس والعوامل الطبيعية ألوانها. لم يعتقد أحد أن الرئيس بشار سيكون مهتماً بإعادة البريق إلى تلك التماثيل، وتجديد ألوان تلك الصور. لم يعتقد أحد هنا في سوريا أنه سيخرج يوماً تلك البذلة والعدة والخطاب من الصندوق ليستخدمها مجدداً.
فقدت دمشق كل هدوئها النفسي واستقرار شعبها، ففي أحيائها يتجول اليوم القلق، والمدينة تكاد تخسر كل ما بنته لنفسها مع رئيسها الشاب خلال السنوات العشر الماضية.
الإرث الثمين
خلال تلك السنوات، كان للرئيس السوري استحقاق في كل عام من حفاظه على السلطة - الإرث عام 2000، مروراً بالحرب الأميركية على الإرهاب والوصول الأميركي إلى العراق واغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وحربي تموز 2006 وغزة، وصولاً إلى مصالحته أوروبا بعد تعميقه الشراكة مع تركيا، من دون المس بشراكته مع إيران.
خرج الأسد من كل تلك المحطات منتصراً؛ فهو اليوم ليس فقط «بريئا» من دم رفيق الحريري، بل وبات لابن الشهيد (الرئيس سعد الحريري) سرير في قصر العظم يستطيع أن ينام فيه قرير العينين متى يشاء.
كثيرون آمنوا بأن طبيب العيون يختلف عن والده شكلاً ومضموناً. وقد أكد الأخير في سياسته الخارجية بعد تجربة حافلة، استحقاقه السلطة التي ورثها عن والده. أما في السياسة الداخلية فتراءى لكثيرين، ولا سيما بعد خطاب القسم وتكريس الانفتاح الاقتصادي، أن بشار الأسد يحاول انتزاع شرعية محلية للإرث الثمين.
ويروي أحد الذين لعبوا دوراً كبيراً في مطلع فصل الربيع الدمشقي كيف أن المواطنين كانوا يتهافتون للانخراط في اللجان الشعبية التي سمح بإنشائها، وكيف أصبح انعقاد أي منتدى أو جلسة حوارية تستقطب ما لا يقل عن ألفي سوريّ في قاعة مخصصة لمائتي شخص فقط.
رئيس الحداثة
كان يمكن (وربما لا يزال) للأسد أن يكون الرئيس الأقوى في المنطقة العربية: موقف سياسي حازم في رفضه الهيمنة الأميركية والغطرسة الإسرائيلية، مجتمع دولي داعم نسبياً، علاقات إقليمية تمسك بخيوط المتخاصمين وثقة شعبية بقيادته على الانتقال بأهل الشام ومعهم من بلد «موديل» 1970 إلى بلد «موديل» 2010. لكن، لم تكتمل مع السوريين. استكمل إغلاق المنتديات باعتقال النخب وإحاطة الرئيس نفسه بالمتقاعدين من الحرس القديم باعتبارهم مستشارين. وهكذا انتهت السلطة من حالة التعبير عن الرأي التجريبية، مبقية كل مفاتيح التجربة بيد السلطات الأمنية. وقد بينت تجربة السنوات العشر الماضية أن الاصلاح السياسي والاقتصادي لن يكون له جدوى إذا كان مقطع الأوصال بحواجز أمنية. صحيح أن الرئيس كسب شرعيته دولياً، لكنه ظل يفتقدها داخلياً، كما يجمع المتابعون، مع الأخذ بالاعتبار أن انتصار الأسد في الخارج وفر له الكثير من التأييد والثقة في الداخل.
إصلاحات ووعود وهمية
حين بدأت حركة الاحتجاجات الشعبية بالتنقل من بو عزيزي إلى آخر، ظنّ كثيرون في سوريا أن الرئيس سيستغل اللحظة ليكسب فيها شرعيته المحلية الضائعة. انتظر هؤلاء خطوات جبارة من رئيسهم الذي طالما تفاخر بأنه رجل الإصلاحات والأحلام المزدهرة، وكلهم آمال بأن من يجب أن يتصرف اليوم هو نفسه الذي بادر وتشجع وشن في عامي 2004 - 2005 حملة استثنائية للقضاء على فرقة الشبيحة التي كان أقرباء له أسسوها في الساحل السوري على مدار عقدين من الزمن لترهيب المواطنين وفرض الخوّات، وانتصر عليهم. وإنه هو الشخص القارئ النهم نفسه لجوزف سماحة، والناشط الإلكتروني، والمحاور المتحمس للقضايا الاقتصادية وخصوصا لعارف دليلة قبل اعتقاله.. وأنه الرجل نفسه الذي لا يمر يوم في حياته من دون أن يزور حيا من أحياء دمشق وضواحيها على أساس أنه يوطد العلاقة بمواطنيه.
هؤلاء المتفائلون برئيسهم صدقوا ما أشيع مع بداية حركة الاحتجاجات بأن الرئيس بشار الأسد كان يعد لخطاب يصالح فيه الشعب والنظام ويحوله إلى جمال عبدالناصر جديد على امتداد العالم العربي. وصدقوا حكاية الأسماء الوهمية لمسؤولين قيل إنهم وراء أعمال العنف وان «الدكتور» بريء من دم مواطنيه!
كل من صدق وحاول التبرير وتلميع الصورة والسيرة يفضلون عدم التعليق اليوم. فالشعور بالخيبة مرة يقتل كل أمل. في الأمس كان أحد المثقفين السوريين يردد أن «الدولة كمعلم المدرسة العاجز عن إدارة صفه وطلابه من دون عصا. حتى وإن كان لا يستخدمها، لا توجد قوانين وأنظمة تمنعه من ذلك». اليوم لا يوجد صف ولا طلاب. تبيّن للجميع، من دون استثناء، أن النظام لم ينتج سلطة تثق بقدرتها على إدارة البلد من دون العصا والقهر، وهي تستمد شرعيتها من منبع وحيد اسمه القوة.
خسارة الشرعية الدولية
لا تنتهي المسألة هنا، بل تبدأ. فالتجربة أثبتت أن النظام يسرع إلى ما يصفه بالعمليات الجراحية، كما حصل في محافظتي درعا وحمص. لكنه يجري تلك العمليات من دون إخضاع المريض (في نظره) إلى فحص بالأشعة الضروري قبل إجراء أي عملية لتحديد علة الداء وبالتالي الدواء. وبعد شق المريض، يسارع النظام إلى تنظيف عشوائي يصيب الأعضاء الصحيحة قبل المريضة. ويتبين اليوم في درعا وحمص أن جرح العمليتين اللتين أجراهما النظام فاقمتا المرض بدل الحد منه، وبات إغلاق الجرحين مستحيلاً مهما شد الجراح خيوطه. ولن تنفع كل عمليات التجميل لإخفاء التشويه الذي خلفته الجراحة في الجسد السوريّ.
الرئيس بشار الأسد فشل في انتزاع الشرعية الداخلية، وهذا سيخسره الشرعية الدولية التي كان انتزعها بجرأة استثنائية من الدول القريبة والبعيدة. وصار عليه أن يبذل الكثير من الجهد المضني إذا ما أراد أن يعود على ما كان قبل بضعة أشهر، سواء في فلسطين والعراق ولبنان أو في تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
شبح الحرب الأهلية
في الأثناء، لا يكل الحراك الشعبيّ. دمشق تلك الياسمينة المحتضنة للحورانيين، الديريين، الساحليين وكل السوريين تغص بالتوتر، تحاصرها الاحتجاجات بشكل فعلي ومعنوي أكثر فأكثر، وجمعة تلو الجمعة. وهي العالمة أن بشار الأسد ليس زين العابدين ولا حسني مبارك ولا علي عبدالله صالح ولن ينتهج الأسلوب البحريني ولا الليبي.
من يعرف المفكر الحلبيّ جورج طرابيشي (مواليد عام 1939، ترجم أكثر من مائتي كتاب في الفلسفة والإيديولوجيا) يسمعونه يقول «مصيبة العالم العربي لا تكمن فقط في كون معظم حكوماته دكتاتوريات، ومن طبيعة عسكرية في الغالب، بل كذلك من كون هذه الدكتاتوريات قد تحولت في العقود الثلاثة الأخيرة من محض دكتاتوريات أفقية قابلة للإطاحة بها، بلا تكلفة كبيرة، بانقلابات عسكرية مضادة، إلى دكتاتوريات عمودية ترتكز على عصبيات دينية وطائفية وقبلية، وغير قابلة للتغيير إلا بكلفة بشرية باهظة تأخذ بالضرورة شكل مذبحة للنخبة الحاكمة، هذا إن لم تأخذ شكل حرب أهلية».
سوريا.. التحدي الأخطر
وجاءت تطورات سوريا لتضع الدبلوماسية التركية أمام تحديات أكثر خطورة، حيث وجدت أنقرة نفسها بين سندان الصداقة الشخصية مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومطرقة العلاقات الدولية والحسابات العاطفية، والمقصود بها المشاعر الدينية.
فقد تعرض أردوغان لضغوط من التيار الإسلامي الحزبي والشعبي العام، وكذلك الإعلامي الذي أراد أن يستغل أحداث سوريا في حملته ضد أردوغان، ليقول له: «انظر هذا هو صديقك الأسد الذي تحبه وتدافع عنه، فهو يقتل شعبه». وهذا ما قالته وتقوله العواصم الغربية لأردوغان الذي تحدث أكثر من مرة عن تحذيراته وضغوطه على الأسد في موضوع الديموقراطية والإصلاح.
كل هذه الأجواء أدت لردود فعل عنيفة لدى الأسد والقيادة السورية، بل وحتى الشارع الشعبي السوري (باستثناء الإسلاميين) عموما، حيث لا يخفي استياءه من موقف أردوغان الذي كان السوريون يرون فيه صديقا وأخا يوثق به بشكل مطلق.
ويبقى الرهان على موقف أردوغان بعد تصريحاته المتتالية التي انتقد فيها النظام السوري، خصوصا ما يتعلق منها باستخدام القوة المفرطة والقمع ضد المتظاهرين. وهو لم يتأخر عن التعبير عن غضبه الواضح لرفض الأسد توصياته بضرورة اتباع نهج الحوار والإصلاح لإنقاذ البلاد والنظام من الضغوط الداخلية والخارجية التي تهدف لتضييق الحصار على الأسد شخصيا في موضوع الإصلاح والديموقراطية منذ فترة طويلة.
المعضلة الكردية
ويعرف أردوغان أن موضوع سوريا يختلف تماما عن ليبيا، وعلى الرغم من صعوبة القرار هناك أيضا. ولم يخف أردوغان قلقه من احتمالات انفجار الوضع الأمني في سوريا، كما هي الحال في ليبيا، لأن مثل هذا الوضع سينعكس على تركيا مباشرة التي ستتحول حينها لطرف مباشر أو غير مباشر للأزمة السورية، باحتمالات المواجهة الطائفية أي العلوية– السنية التي يراهن عليها كثيرون. حيث أن تركيا السنية يعيش فيها أكثر من عشرة ملايين نسمة ينتمون للطائفة العلوية، بينهم أكثر من مليون لهم أقرباء للعلويين في سوريا، ولأنهم يعيشون في منطقة اسكندرون. كما لا تخفي تركيا مخاوفها وقلقها من أن يستغل أكراد سوريا الوضع الأمني، ويعلنون تمردهم على الدولة السورية، وهو ما قد يشكل خطرا على الأمن الوطني والقومي التركي. ولأن المنطقة الكردية الممتدة على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مجاورة لشمال العراق الكردية، وجنوب شرق تركيا التي يتوقع لها كثيرون أن تواجه تطورات، وربما حركات تمرد خطيرة بعد الانتخابات البرلمانية التركية المقررة يوم 12 يونيو المقبل، وهو ما هدد به زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إذا لم يلب أردوغان مطالب الأكراد في الحكم الذاتي وإطلاق سراحه.
ويضع مثل هذا الاحتمال السياسة والدبلوماسية التركية أمام التحدي الأكبر، لأن أكراد تركيا سيقولون لأردوغان- كما يرددون اليوم- «إنك تؤيد الديموقراطية والإصلاح في الدول العربية، وخصوصا الجارة سوريا فلماذا لا تعترف بارادة الشعب الكردي في تركيا الذي يطالب بحقوقه الديموقراطية»؟!
بوابة الدخول والخروج
وقد يجد مثل هذا الحديث تأييدا أوروبيا ودوليا، يضع أنقرة أمام تحديات إضافية في سبيل انضمامها للاتحاد الأوروبي. ومثل هذه التحديات قد تجبرها على الخضوع لمزيد من المساومات التي تمارسها العواصم الغربية التي قد تفرض عليها سياسات معينة في موضوع إيران، على وجه الخصوص، وهو الاحتمال الذي يراهن عليه كثيرون في حال تسلم الإخوان المسلمون أو التيار الإسلامي الحكم في كل/ أو أي من مصر وتونس وليبيا وسوريا.
وحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، ذو الأصول الإسلامية، قد يرتاح لمثل هذا التحول الاستراتيجي، ما قد يدفعه لمزيد من التعاون مع هذه الدول السنية ضد إيران الشيعية التي لا يعرف أحد كيف سيكون رد فعلها على هذه الحسابات التي يبدو أن تركيا ستكون من أهم محاورها، سلبا كان أم إيجابا، طالما أن الغرب سعى ويسعى منذ فترة طويلة لتصدير التجربة العلمانية الديموقراطية التركية بملامحها الإسلامية المعتدلة الى دول المنطقة التي إن تقبلتها، فالرياح ستجري كما تشتهي سفن أردوغان. أما إذا لم تتقبلها، فستعود بالدبلوماسية التركية الى نقطة الصفر، أي إعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل 8 سنوات، عندما تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2002. ففي ذلك الوقت كانت سوريا هي مدخل الدبلوماسية التركية الى المنطقة. والأوضاع اليوم تشير الى أن سوريا قد تكون أيضا نقطة الخروج لهذه الدبلوماسية من المنطقة. وهذا ما حدث في التاريخ القديم عندما كانت دمشق بوابة عبور العثمانيين الى العالم العربي في عام 1516، وأيضا بوابة الخروج من ذلك العالم بعد 400 عام.
القبس
ساركوزي يطالب الأسد بقيادة تحول ديمقراطي أو الرحيل 28/05/2011 مدفيديف يدعو الرئيس السوري إلى "الانتقال من الأقوال إلى الأفعال" في الإصلاحات
دوفيل (فرنسا) - ا ف ب: دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف, أمس, نظيره السوري بشار الاسد الى "الانتقال من الاقوال من الافعال" لجهة الشروع في الاصلاحات السياسية.
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل, شمال غرب فرنسا, "على الرئيس الاسد الانتقال من الاقوال الى الافعال".
وكانت روسيا رفضت في وقت سابق ان يبحث مجلس الامن الدولي مشروع قرار اوروبي يحذر النظام السوري من ملاحقته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الانسانية" في قمعه التظاهرات.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "اطلعنا على مشروع القرار. لن ندرسه حتى في هذه المرحلة وسننحيه جانبا. انه غير ملائم ويتسبب بضرر", مضيفاً ان "الوضع السوري يختلف جذرياً عن الوضع في ليبيا".
من جهته, انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطالبة الأسد بقيادة عملية تحول ديمقراطي لبلاده او التنحي.
وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام القمة "هل يمكن ان اقول ذلك? نعم. وأوباما أصاب بقولها", في إشارة إلى تأكيد الرئيس الأميركي في 19 مايو الجاري ان "الرئيس الاسد الان امام خيارين: قيادة مرحلة انتقالية او التنحي".
وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الاسد من السلطة, حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الآن بالمطالبة بوقف القمع في سورية واجراء اصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري.
واوضح ساركوزي ان "لفرنسا بعض المصداقية" في طرح الخيار المعروض الآن على الرئيس السوري, وقال "لقد فعلنا كل شيء لاعادة سورية الى منظومة الامم الدولية. كل شيء. لقد تباحثنا مع (السوريين) وحاولنا مساعدتهم وتفهمهم".
واضاف "أشعر بالاسف لان اقول ان القادة السوريين يقومون بخطوة مدهشة الى الوراء. وفرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما يجب التنديد به".
وخلص الى ان "الرئيس بشار الاسد يعلم تماما ان فرنسا لم تفعل ذلك الا بعد هذا التراجع الديمقراطي الذي لا يمكن قبوله".
أحزاب تحض على ضبط النفس والتمسك بالوحدة 28/05/2011 المعارضة تدعو من أنطاليا إلى تغيير ينهي الاستبداد
أنطاليا (تركيا), دمشق - يو بي اي, ا ف ب: دعت المعارضة السورية, قبيل انطلاق أعمال مؤتمر تعقده في مدينة أنطاليا التركية إلى إجراء تغيير وطني شامل ينقل سورية من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية, ومن نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديمقراطي.
وأصدرت المعارضة البيان الأول للمؤتمر الذي ستعقده الثلاثاء المقبل وهو بعنوان "المؤتمر السوري للتغيير", أشادت فيه بسلمية الشعب السوري وحرصه على الوحدة الوطنية "رغم كل محاولات النظام لبث الفرقة بينهم, وكل التضليل الإعلامي الذي يمارسه".
وشدد البيان على ان "ما تمر به سورية اليوم أزمة تمتد جذورها لأسس حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والخروج منها لا يكون بغير التغيير الوطني الشامل الذي ينقل سورية من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية, ومن نظام الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع, إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديمقراطي ومن سلطة الفرد إلى سلطة الشعب".
وأشار إلى أن "المؤتمر لا يقوم على نتائج نهائية جاهزة وإنما سيعمل للوصول إليها تحت راية تطلعات الشعب من دون أي نوع من الوصاية, حيث تبقى كلمة الشارع السوري هي الأصل فيما نطمح إليه ونعمل من أجله".
وتستضيف أنطاليا التركية من الثلاثاء حتى الخميس المقبلين اجتماعاً يشارك فيه أكثر من 300 شخصية معارضة بينهم كتاب وناشطون ورجال أعمال وممثلون عن حركة الأخوان المسلمين.
من جهة أخرى, دعت احزاب سياسية سورية غير مرخصة في بيان, أمس, القيادة السورية وقوى المعارضة واعضاء المجتمع المدني الى "ضبط النفس والتمسك بالوحدة الوطنية" من اجل التوصل الى الاستقرار الداخلي اللازم للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني حولها.
ودعا البيان الصادر عن هذه الاحزاب والذي نشره المرصد السوري لحقوق الانسان "الجميع إلى أعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحساسة والتمسك بالوحدة الوطنية للوصول إلى الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي المطلوب لتكوين الأرضية المناسبة للتوافق على الاصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني حولها".
واشار البيان الى "المخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية بسبب استمرار اصطفاف اللون الواحد وعدم قبول الآخر" من اجل "قطع الطريق على كل من يريد تهديد وحدة البلاد وإضعاف دورها التاريخي في الصراع العربي الإسرائيلي".
ودعا الموقعون "بشكل فوري الى إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الحالية ووقف كل أشكال استخدام العنف والتأكيد على سلمية التظاهرات وتحريم استخدام السلاح".
كما دعوا الى "عودة الجيش إلى مواقع انتشاره الطبيعي وعدم طرح شعار إسقاط النظام في التظاهرات السلمية لأنه يؤدي إلى تعقيد الوضع ويمنع الحوار المنشود".
ودان الموقعون "كل الدعوات المطالبة بأي تدخلات خارجية عربية كانت أم أجنبية وتحت أي مسمى صدرت", معتبرين أن "تحقيق هذه الشروط في هذه اللحظة سيمتن الجبهة الداخلية ويخلق أرضية ملائمة للبدء بالحوار الوطني ويشكل سدا منيعا في مواجهة أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد".
صحافي يروي ماشاهده في عالم الظلام من صنوف امتهان الإنسانية 28/05/2011 في أقبية المخابرات السورية: أنين غير بشري وصعق بالكهرباء وتعليق معتقلين من أقدامهم وربط أعضائهم التناسلية بالأسلاك
عمان - رويترز: كان الشاب معلقاً من قدميه ومتدلياً رأساً على عقب وتسيل رغاوي بيضاء من فمه وكان أنينه غير بشري.
هذا مشهد من مشاهد كثيرة للامتهان الانساني التي شاهدها صحافي من وكالة "رويترز" خلال استضافته بالاكراه في المخابرات السورية, حين اعتقل في دمشق, بعد قيامه بتغطية الاحتجاجات في مدينة درعا جنوب سورية.
ويقول الصحافي في رواية لما شاهده من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان: في غضون دقائق من اعتقالي وجدت نفسي داخل مبنى جهاز المخابرات. كنت في قلب دمشق لكن نقلت إلى عالم مواز مروع من الظلام والضرب والترويع. لمحت رجلاً معلقا من قدميه أثناء مرافقة أحد السجانين لي إلى غرفة التحقيق لاستجوابي.
"انظر الى أسفل" هكذا صاح السجان حين رأيت ما رأيت, وداخل غرفة الاستجواب أجبروني على الركوع على ركبتي وقيدوا ساعدي.
يبدو أن تغطيتي للأحداث في درعا حيث اندلعت الاحتجاجات في مارس الماضي ضد الرئيس بشار الاسد لم تعجب مضيفي الذين اتهموني بأنني جاسوس.
والسبب الرئيسي لاعتقالي الذي قدمته السلطات لوكالة "رويترز" هو أنني لا أحمل تراخيص العمل اللازمة, ولم يكن عملي كصحفي لحساب الوكالة أؤدي عملي المهني حجة كافية لمن يكسبون قوتهم من امتهان كرامة الانسان.
وصاح محقق "إذاً أنت عميل أميركي حقير... جئت لتبث أخباراً عن الدمار والفوضى. يا حيوان جئت لتهين سورية يا كلب".
استطعت أن أسمع خارج الغرفة قعقعة السلاسل وصراخاً هستيرياً مازال يدوي في رأسي حتى اليوم, مارس المحققون عملهم باحتراف وبلا كلل ليضعوني في حالة من التوتر في كل خطوة من عملية الاستجواب على مدى أيام عدة.
وقال محقق آخر ظل وهو يصرخ "اعترف يا كذاب... اخرس يا حقير ... أنت وأشكالك غربان بدكم تشوفوا سورية تتحول الى ليبيا".
في 18 مارس الماضي مع بداية الاحتجاجات في درعا, كنت قد عبرت الحدود قادما من الاردن حيث عملت لحساب "رويترز" لنحو عقدين.
قضيت معظم الأيام العشرة التالية وأنا أغطي الاخبار من المدينة, واعتقلت في 29 مارس الماضي في دمشق حين كنت ذاهباً لأقابل شخصاً بالحي القديم في العاصمة.
اقترب مني رجلا أمن في ملابس مدنية وطلبا مني ألا أقاوم وأمسكا بي من ذراعي واصطحبوني إلى محل حلاق, إلى أن جاءت سيارة بيضاء اللون لتنقلني الى المخابرات.
أظهر المحققون اهتماماً خاصاً بأمرين في تغطيتي وهي أنني كتبت أنني شاهدت محتجين يحرقون صوراً للرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي وسمعت هتافات تهاجم ماهر الاسد شقيق بشار وقائد الحرس الجمهوري.
شعرت أن مضيفي يريدون أن يقدموا لي بصفتي صحافياً أجنبياً عرضاً توضيحياً للاساليب التي يستخدمونها مع السوريين. وكي أعد نفسي لما قد يحدث تالياً وأنقذها من الانهيار, التام حاولت تركيز ذهني على ذكريات الطفولة.
ساعدتني هذه الالعاب الذهنية على تجنب التفكير في طفلي التوأم الصغيرين وزوجتي في عمان, والتي لم تكن لديها أي وسيلة لتعرف أين أنا أو حتى ما إذا كنت حياً أم ميتاً.
استمر الاستجواب ثماني ساعات حتى منتصف الليل في اليوم الاول من اعتقالي. كنت معصوب العينين في معظم الاحيان لكن العصابة أزيلت لبضع دقائق.
وعلى الرغم من أوامر المحققين بأن أظل خافضا رأسي حتى لا أستطيع رؤيتهم, تسنى لي أن أرى رجلا وقد وضعوا رأسه في كيس يصرخ من الألم أمامي, وحين طلبوا منه أن ينزع سرواله رأيت أعضاءه التناسلية المتورمة مربوطة بسلك بلاستيكي.
وقال الرجل الذي ذكر أنه من محافظة ادلب شمال غرب سورية "ليس لدي ما أقول لكنني لست خائنا ولا ناشطاً. أنا مجرد تاجر".
وأصبت بالفزع حين انتزع رجل ملثم زوجاً من الأسلاك من قابس كهربائي وصعقه في رأسه.
في لحظات أخرى, كان المحققون معي رائعين لكنهم ينتقلون سريعاً الى الاجواء التي لا تعرف الرحمة والتي بدت كمحاولة منظمة لإنهاكي. وهددني أحدهم حين ضربت للمرة الثالثة على وجهي "حانخليك تنسى من انت".
لم أستطع رؤية ما الذي ضربت به, بدت مثل قبضة يد, جلدت على كتفي مرتين خلال احتجازي مما خلف كدمات ظللت أحملها لأسبوع.
في بعض الفترات حين كنت أقف وظهري للحائط رافعاً ذراعي إلى أعلى, كان يمر علي ما لا يقل عن 12 من رجال الامن الذين كانوا يدفعونني ويكيلون لي الاهانات, لكن الانسانية كانت تظهر في أسوأ اللحظات.
في احدى المراحل, كان المحقق يصرخ ويسبني قائلا "يا كلب" وجاءه اتصال هاتفي على هاتفه الجوال. تحولت نبرته على الفور الى نبرة دافئة وعاطفية وقال "بالطبع يا حبيبي سأحضر لك ما تريد" ليتحول من اختصاصي تعذيب محترف الى أب حنون.
تمددت لفترات طويلة على حشية في زنزانة بلا نوافذ مضاءة ببعض الانوار النيون مليئة بالصراصير التي تابعتها جيئة وذهاباً.
تذكرني الصرخات التي أسمعها من وقت لآخر أين انا وما قد يحدث. وضعوني في الحبس الانفرادي وكان السجانون يعطونني قطعة من الخبز الجاف او حبة من البطاطا وأخرى من الطماطم مرتين يومياً.
حين كنت أريد الذهاب الى المرحاض كنت أدق على باب زنزانتي, يظهر سجان حينذاك لكن الاستجابة لمطلبي قد تستغرق أكثر من ساعة.
فكرت في آلاف المحبوسين في السجون السورية وكيف يتحملون الحبس الانفرادي والاهانة المستمرة وكثير منهم على هذه الحال منذ عقود.
فكرت فيمن قرأت عنهم من الروس الذين يعيشون بالمنفى في سيبيريا وعن معنى الحرية بالنسبة للسوريين وغيرهم من العرب الذين يعيشون في ظل حكم استبدادي في شتى أنحاء المنطقة.
بالطبع لست أول النزلاء في هذه الزنزانة, أحد أسلافي غير المعروفين حفر عبارة على الحائط بأظافر يديه فيما يبدو تقول "ربنا على الظالم".
استرجعت الأحداث في درعا وآلاف الشبان الذين كانوا يهتفون "حرية" والتعبيرات على وجوه النساء والاطفال والشيوخ الذين خرجوا للشوارع للمشاهدة في مزيج من الدهشة والسعادة وروح التحدي المثيرة.
رأيت عقوداً من الخوف الذي زرع في قلوب وعقول الناس تتداعى حين تحدى مئات الشبان بصدورهم العارية الاعيرة النارية التي أطلقها رجال الامن والقناصة من على أسطح المباني.
لن أنسى أبداً جثث الرجال الذين قتلوا بالرصاص في الرأس او الصدر والذين كانوا يحملون في شوارع درعا الملطخة بالدماء وعشرات الاحذية المتناثرة في الشوارع لشبان يفرون من نيران الاسلحة.
في اليوم الرابع لاحتجازي جاء من يستضيفونني لنقلي فوضعوني في سيارة أخذتني الى ما تبين أنه مقر جهاز المخابرات على بعد بضع بنايات في دمشق.
كان مجمعاً ضخما به المئات من رجال الامن في ملابس مدنية بالفناء وهم جميعاً متجهمون.
وقال رجل فيما جرني اثنان آخران نحو القبو "فتشوا حتى أظافره".
قضيت ساعتين في زنزانة فكرت خلالهما كيف سأتعايش مع السجن في الاشهر المقبلة, ثم نقلت الى حجرة قريبة, اندهشت حين قال لي رجل يبدو أن له سلطة "سنعيدك الى الأردن".
أدركت لاحقاً عند مطالعة الصور في وسائل الاعلام أن هذا كان اللواء علي مملوك رئيس جهاز أمن الدولة السوري بنفسه, وهو المسؤول الذي يحتجز رجاله آلاف السوريين في سجون مماثلة في أنحاء البلاد.
وقال ان تغطيتي للاحداث في درعا كانت غير دقيقة وأضرت بصورة سورية.
في غضون ساعات عبرت الحدود وعدت الى دياري حيث علمت أن الأسرة الحاكمة الأردنية بذلت جهوداً لإطلاق سراحي وجنبتني مصيرا بائساً.
كما طرد صحافيون آخرون من "رويترز" وبعضهم تم طرده ايضا بعد احتجازه, والآن أصبحت سورية محظورة على معظم وسائل الاعلام الاجنبية.
وبعد شهرين تقريباً ومع مرور الوقت, استطعت أن استوعب أثر هذه الأيام الاربعة بدرجة تسمح لي أن أسجل تجربتي بالكتابة.
لكنه مازال يلاحقني هذا الثمن الانساني للانتفاضات العربية التي قامت بها شعوب تطلب بعض الحريات التي يعتبرها آخرون في أجزاء أخرى من العالم أمراً مسلماً به.
28/05/2011 المعتقلون يداسون بأقدام عناصر الأمن ولا يشربون الماء إلا مرة كل يومين
بيروت - رويترز: بالنسبة لآلاف المحتجين الذين يتظاهرون في شوارع سورية ضد الرئيس بشار الاسد, فإن الخوف يستبد بهم من أن تخطفهم ايد خفية من بين الحشود, وهو ما يعني انهم وقعوا في قبضة عنصر امن بملابس مدنية اندس بين الحشود في اشارة الى بداية رحلة ربما تنطوي على الاعتقال والضرب وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين مع الشتائم كنوع من العقاب لأنه تجرأ على الاحتجاج ضد 11 عاماً من حكم الاسد الاستبدادي.
وقال شاب عمره 22 عاماً, احتجز لأكثر من ثلاثة أسابيع, "عندما وصلنا فوراً وضعوا القيود في ايدينا واغمضوا اعيننا وطبعاً استلمونا بالضرب, وكان هناك حفل الاستقبال قبل ان يحققوا معنا وقبل كل شيء أي أنهم ألقوا بناً أرضاً وكانت عناصر الأمن تقف على ظهورنا وتمعسنا, وتعمل وثبا على ظهورنا وتقفز عليها بحدود خمس الى ست عناصر قفزوا علينا هكذا ... يقفز واحد وينتهي دوره ويأتي الذي يليه اي بالتناوب".
كما قال انه تعرض للصعق بالكهرباء عند حلمتي ثدييه والرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين لرفضه الكشف عن أسماء أصدقاء له شاركوا في المظاهرة.
وأضاف "أول ستة أيام لم يأخذوني الى الزنزانة. بقيت في الممر مغمض العينين ومقيد اليدين. وممنوع من النوم وكنا نشرب الماء كل يومين وكان معنا 30 ثانية في الحمام في حال تأخرت اكثر من 30 ثانية يتعاقب الواحد على الدولاب. إذا الواحد تأخر أكثر من 30 ثانية في التواليت يضعوه على الدولاب".
وأشار إلى أنه خسر الإحساس بركبتيه وساقيه بعد الجلوس القرفصاء لفترة طويلة وطلب مقابلة طبيب السجن, مضيفاً "أخذوني عند طبيب السجن الذي سألني لماذا لا تستطيع ان تمشي قلت له ان ركبي تجمع الدم فيهما ولم استطع ان احركهما فراح يركلني عليهما برجليه وقال لي هل هكذا افضل.. وصفعني على وجهي".
وأكد الشاب تعرضه للضرب المبرح طوال ليلة كاملة "حتى أنه طلب مني ان اقف وادخل العصا في مؤخرتي".
وبخلاف التعذيب الجسدي, فإن قوات الأمن تستخدم الطرق التي تنال من نفسية السجناء.
وقال رجل انه طوال فترة اعتقاله, كانت توحي القوات الامنية للسجناء بأنهم سيصبحون خارج الزنزانة قريباً لكنها تعود عن ذلك.
وأضاف "الطريقة التي كانوا يفتحون بها ويغلقون الباب كانت طريقة مخيفة. انت تستيقظ بفزع عندما تسمع صوتا من هذا القبيل فإنك تعتقد انها طلقات نارية".
وتابع الشاهد البالغ من العمر 23 عاما ويعيش في دمشق "أنا كنت بين التفكير اننا سنخرج من هنا بعد ساعتين او ان يقتلوننا في هذه الزنزانة".
وشملت عمليات الاستجواب اسئلة حول لماذا شاركوا في الاحتجاج وكيف كانوا يعرفون بها, واسئلة اخرى بدا ان هدفها هو تعزيز رواية السلطات بأن الاضطرابات تغذيها مؤامرة خارجية بواسطة الاسلاميين وقوى خارجية.
وقال "سألوني هل انا عضو في حزب البعث", و"هل أنا مسلم وأطبق تعاليم الاسلام", مضيفاً ان "غرض هذا السؤال هو معرفة ما اذا كنت تدعم جماعة الاخوان المسلمين. كانوا يحققون في ملابسك في لحيتك والطريقة التي تتكلم بها واذا قلت انك تطبق تعاليم الاسلام فإن هذه تكون نقطة ضدك".
وذكر رجل ثالث انه تم سحبه بعيداً عن احتجاج حيث كان المتظاهرون يرددون النشيد الوطني ويحملون لافتات كتب عليها "انهاء الحصار في درعا".
وقال "شعرت بالخوف لا نعرف الى اين ذاهبون لا نعرف اذا كنا سنخرج لا نعرف اذا العالم يعرف عنك شيئا.... كانوا يهددون بأنك لن تخرج ولن ترى الشمس مرة اخرى", مشيراً إلى أن قوات الامن كانت على وجه التحديد أكثر وحشية مع سجناء كبار السن أو اولئك الذين يعانون من ظروف طبية.
واضاف "اجبرونا ان نقف عراة في بعض الاحيان ضرب غير ممنهج, حبسونا في غرفة صغيرة كنا 27 شخصاً في غرفة لا تتعدى مترين او ثلاثة امتار", و"شعرنا بأن تعليمات الامن ان لا تقتلوا احدا ولكن اذا قمتم بذلك فلا مشكلة".