سوريا البلد الذي حكمه وحوش على هيئة بشر ..إستعانوا بمليشيات إرهابية فاجرة تمعن في قتل و تعذيب أهله 1

12-06-2011, 09:07 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

التضحيه بالروح

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleea...ria_deal.shtml
 
13-06-2011, 03:00 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

13/06/2011



7 أسباب تؤخر انتصار الثورة السورية


بلال صعب*
ربما يكون القمع الشديد الذي يلجأ إليه النظام السوري لمواجهة الاحتجاجات وخوف المواطن السوري من التعرض للقتل أو التعذيب أو الاعتقال لفترة طويلة، هو العامل الأبرز في فشل الثورة حتى الآن، في إطاحة نظام الأسد. ولكن هذا القمع ليس هو السبب الوحيد، بل هناك أسباب أخرى أهمها:

أولاً- ضعف المعارضة ومعاناتها
من الانقسامات
يبدو ان المعارضة السورية تنمو وتتعلم أكثر فأكثر تنظيم صفوفها بفاعلية أكبر من أجل نقل رسالة سياسية أكثر اتساقاً الى العالم. ومع ذلك، فما زالت المعارضة السورية تفتقر الى الجهود ذات الأبعاد المتعددة، وما لم تجتذب هذه المعارضة مزيدا من الأنصار،لا سيما من قطاع رجال الأعمال السنة، وما لم توحد صفوفها جيدا، وما لم تصل الى قلب العاصمة دمشق بأعداد كبيرة، فلن تنجح في اسقاط نظام الأسد.

ثانياً- التمرد المسلح
لقد نالت التظاهرات السلمية التي أطلقها الشعب السوري منذ بداية انتفاضته قبل ثلاثة أشهر، اعجاب العالم. ولكن السؤال الذي ظل مطروحاً منذ ذلك الوقت، هو الى متى ستبقى المعارضة سلمية؟ وهل يتسرب اليأس الى نفوس بعض المحتجين ويستسلمون لإغراء حمل السلاح؟
فإذا تحولت الاحتجاجات السلمية الى تمرد مسلح، واذا بدأ أصوليون محليون وأجانب في اختطاف الانتفاضة السلمية فمن شأن ذلك ان يلحق الضرر بقضية المعارضة وبفرص نجاح الثورة، فلدى المجتمع الدولي مخاوف جدية من الانهيار الكامل للنظام في سوريا. فالوقت عامل مهم في حرب الاستنزاف الدائرة بين المعارضة والناظم، وقد لا يكون - بالضرورة - في مصلحة المتظاهرين.

ثالثاً- حركة الإخوان المسلمين
تمثل حركة الإخوان عبئاً على حركة الاحتجاج في سوريا عوضا عن كونها رصيدا لها في حربها ضد النظام. فما زالت لدى الغرب مخاوف جدية من «الإخوان»، واذا ما حاولوا تصدر الاحتجاجات والاضطلاع بدور أكبر واكتساب المزيد من النفوذ في عملية الاحتجاج، فإن حماس المجتمع الدولي بالانتفاضة السورية واهتمامه بها سينحسران.
ويدرك النشطاء الليبراليون في سوريا حقيقة التحدي
الذي يمثله الاخوان المسلمون، ومع ذلك، ليس بمقدورهم ان يفعلوا الشيء الكثير لاحتواء حركة ظلت محظورة لفترة طويلة ومتعطشة للمشاركة السياسية.

رابعاً- الحوار مع النظام
الحوار الذي فتحه بعض المعارضين مع نظام بشار الاسد ألحق الضرر بقضية الديموقراطية في سوريا، لأن الاسد اما أنه لا يريد واما انه غير قادر على اصلاح نظامه، ولذلك فهو يلجأ الى اساليب ملتوية لشق المعارضة كعرض الحوار معها. فاستراتيجية النظام القائمة على القمع والحوار في آن تستهدف بث الانقسامات في صفوف المعارضة من خلال اعطاء آمال كاذبة ووعود زائفة لتحقيق مطالبها.
لقد رفضت غالبية السوريين عرض الاسد للحوار، لكن يمكن ان تكون بعض اطراف المعارضة قد اقنعت او أُغريت لقبول العرض، فاذا كانت هذه هي الحالة، فان المعارضة ربما خسرت بعض اعضائها ولو كان العدد قليلاً، لأن العدد له اهميته في هذا السياق. ومن المهم للمعارضة حشد اعداد كبيرة من الجماهير لتصبح قادرة على الضغط على النظام وكسب اهتمام المجتمع الدولي.

خامساً- التدخلات الخارجية
تاريخ سوريا الحديث حافل بالامثلة على تدخلات خارجية بالشأن الداخلي للبلاد، والذي ادى في الغالب، الى زعزعة استقرارها وانفجار العنف السياسي فيها. وتشهد التطورات السورية حالياً مثل هذه التدخلات التي لا تساعد قضية حركة المعارضة، من قبل تركيا وايران، على نحو خاص.

سادساً- السياسات الاميركية والغربية
ما يزال المحللون يناقشون ما اذا كانت السياسات الأميركية والغربية تجاه الازمة في سوريا تساعد او تضرّ بالمعارضة السورية. فالبعض يرى ان من شأن نهج غربي نشط وتوجيه دعوات واضحة للأسد بأن يتنحى، سيشكل ضربة قاتلة للمعارضة. ويعارض آخرون هذا الرأي ويدعون الى دور اكثر نشاطاً للولايات المتحدة واوروبا بشكل لا يترك خياراً للأسد سوى الرحيل.
فهذا الموقف قد يدفع الجيش لاعادة النظر في موقفه الداعم للنظام.

سابعاً- صعوبة الظروف
المعارضة في سوريا تجد صعوبة في التقدم الى الامام، فهي لا تقاتل خصماً يواصل عمليات القتل والتنكيل فقط، بل تكافح من أجل التغلّب على الصعاب، وفي الوقت ذاته اقناع الغرب، الذي مازال متشككاً حتى الآن، بقضيتها.
وفي هذا السياق، فان الشعب السوري يخوض صراعاً صعباً ضد كل الظروف، ولذلك، فان نجاح حركة الاحتجاج في سوريا في اطاحة نظام البعث، سيجعل منها حركة احتجاج اكثر اثارة للاعجاب من تلك التي اندلعت في مصر، وسيكون تأثيرها على الصعيدين الامني والسياسي على الشرق الاوسط برمته، اكبر.

طالب دكتوراه في جامعة مريلاند
¶ كريستيان ساينس مونيتور ¶

القبس
 
15-06-2011, 01:55 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

15/06/2011


شهادة جندي سوري فار من الجيش: رأيت القناصة يقتلون الجنود

Pictures%5C2011%5C06%5C15%5C878bb529-030a-4942-8601-8f8f73a72460_main.jpg
الجندي السوري الفار درويش محمد فيدو
تمكن مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في تركيا سكوت بيترسون من اجراء مقابلة نادرة مع احد الجنود السوريين الذين انشقوا عن الجيش وفروا الى تركيا.
يقول الجندي درويش محمد فيدو انه كان عضواً في وحدة عسكرية طلب منها اطلاق النار على المتظاهرين في مدينة حمص، لكنه رفض الاوامر وترك الوحدة التي كان يعمل بها، وانضم الى المحتجين في بلدة جسر الشغور، واكد فيدو انه رأى جنوداً يطلقون النار على بعضهم، وان الكثير من الجنود تمردوا ع‍لى اوامر اطلاق النار على المتظاهرين وانشقوا عن الجيش.
يقول فيدو ان «قلبي تفطر ألما وانا ارى ابناء شعبي يقتلون، وكان تلقي الاوامر العليا بإطلاق النار على المدنيين اشد ايلاماً».
وتحدث فتى تركي يدعى علي يعيش على الحدود بين البلدين انه رأى الابقار تقتل والحقول تحرق، وقال انه صور عمليات القتل والتدمير بكاميرا الفيديو الخاصة به، وان احدى محطات التلفزة التركية عرضت الفيلم مؤخراً، واضاف «دخلت احد المنازل فرأيت الجدران ملطخة بالدماء، لم نستطع التقاط انفاسنا بسبب روائح الجثث لثماني نساء وثلاثة اطفال». وكانت احدى طائرات الهليكوبتر السورية قد رصدت فريق التصوير الذي كان علي احد افراده، فاطلقت النار عليهم مما ادى الى مقتل احد زملائه، وتحدث علي عن رؤية دبابات تطلق النار ع‍لى المساكن «ثم جاء الجنود واحرقوا كل شيء».

اغصان زيتون
ويذكر ان السوري الفار درويش فيدو الذي لا يتجاوز السابعة والعشيرن انه جندي احتياط استدعي للخدمة في شهر ابريل بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة، وانه تلقى تدريبات لمدة 15 يوماً على مواجهة الاحتجاجات ثم ارسل الى حمص.
ويستذكر فيدو «انهم في اليوم الاول لم يقولوا لنا شيئاً، فقط ان هناك عصابات تحاول قتل الناس، وحين ذهبنا الى الشوارع فوجئنا بأناس يحملون اغصان الزيتون».
واضاف: «تلقينا اوامر من القيادة باطلاق النار على الناس، وان لم نفعل فإن مصيرنا القتل. وقد نشروا القناصة لاطلاق النار على اي جندي يحاول الهرب» واشار الى فرار عدد من الجنود الذين ساعدتهم عائلات على الاختباء.
 
15-06-2011, 03:21 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

سياسة نشر الفوضى لن تنقذ سورية

كتب: Michael Young - The National نشر في 15, June 2011 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط


أتقن الرئيس الراحل حافظ الأسد فن التلاعب باستقرار المنطقة للحفاظ على نظامه، فباستغلاله، أو بالأحرى نشره، عدم الاستقرار في الدول المجاورة لسورية، نجح الأسد في دفع اللاعبين العرب والغربيين لطرق بابه بغية التفاوض للتوصل إلى حلول، وقد اعتمد ابنه بشار المنطق عينه.
بدأت الرياح تعاكس النظام السوري، فبعد مرور أسابيع على بدء الجيش والوحدات الأمنية الفاسدة التابعة لبشار الأسد، والتي يقودها شقيقه ماهر، بحملة شرسة من القمع، تتسع التظاهرات الشعبية، لكن المقلق حقاً من وجهة نظر القيادة السورية أنها تواجه صعوبة أكبر في نشر الاضطرابات والفوضى في الشرق الأوسط كوسيلة لتعزيز سلطتها المحلية.
أتقن الرئيس الراحل حافظ الأسد فن التلاعب باستقرار المنطقة للحفاظ على نظامه، فباستغلاله، أو بالأحرى نشره، عدم الاستقرار في الدول المجاورة لسورية، نجح الأسد في دفع اللاعبين العرب والغربيين لطرق بابه بغية التفاوض للتوصل إلى حلول، وبهذه الطريقة ضمن أن سورية تتمتع بنفوذ كبير في العالم العربي، مما زاد من مصداقية الأسد على الصعيد الداخلي وقوّى حكمه.
اعتمد ابنه بشار الأسد المنطق عينه، وقد تجلى ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة “وول ستريت جورنال” أواخر شهر يناير قبل بدء الانتفاضة السورية، فعندما سئل عن الثورات ضد الأنظمة المستبدة في دول مثل تونس ومصر، أجاب الرئيس أن الأوضاع مختلفة في سورية لأن العقيدة شكلت عامل استقرار يوحد الشعب والنظام، وعنى الأسد بكلماته هذه أن السوريين يؤيدون سياسته الخارجية (الدفاع عن خيار “المقاومة”، ودعم العلاقات الجيدة مع إيران و”حزب الله” و”حماس”، والوقوف في وجه إسرائيل والولايات المتحدة إلى حد ما).
لنقارن هذه الكلمات بما ذكره نسيب الأسد، رامي مخلوف، الذي يتمتع بنفوذ كبير، لصحيفة “نيويورك تايمز” بعد بضعة أسابيع (أي في أوج الثورة السورية): “إن استقرار إسرائيل من استقرار سورية”، وتعكس هذه الكلمات وجها آخر لمنطق الأسد ذاته، ففي حين ادعى الرئيس أن الشؤون الخارجية، أو بالأحرى العقيدة التي تدعمها، تشكل عاملاً أساسياً في تعزيز سلطته في الداخل، هدد مخلوف، الذي أدرك أن طرح الأسد ما عاد مقبولاً، بنشر الاضطرابات في المنطقة في حال انقلبت الدول الخارجية ضد الأسد وعائلته.
بدأت لعبة الأسد اليوم بالانهيار على ثلاث جبهات: العراق، والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ولبنان، فعلى صعيد العراق، يذوق النظام السوري السم الذي طبخه، فبعد أن سمح للمجاهدين الأجانب بعبور الحدود إلى العراق طوال سنوات بهدف تنفيذ الاعتداءات والعمليات الانتحارية، أوفد الأسد أخيراً وزير خارجيته وليد المعلم ليسأل بغداد أن تقفل حدودها وتمنع نقل السلاح إلى سورية، وعلى غرار الرد السوري سابقاً، أجاب العراق أن الحدود طويلة جداً ويصعب ضبطها، واشترط لتحقيق هذا المطلب أن تعيد سورية البعثيين العراقيين الناشطين داخل الأراضي السورية.
على الصعيد الفلسطيني، فترت العلاقات بين سورية و”حماس”. ويعود ذلك في جزء منه إلى أن الحركة الإسلامية أخفقت في تأييد قمع نظام الأسد، إذ استخدمت دمشق “حماس” مراراً لتقويض عملية المصالحة الداخلية الفلسطينية، التي رعتها مصر، كي تحول دون تحقيق أي تقدم على المسار الفلسطيني قد يعزل سورية، ولكن في شهر أبريل، رعت القاهرة بنجاح اتفاقاً بين “فتح” و”حماس”… صحيح أن نتيجة هذا الاتفاق لم تتضح بعد، إلا أنه شكل ضربة دبلوماسية لسورية سلبتها ورقتها الفلسطينية.
نفّرت سورية أيضاً إسرائيل، فقد شكلت هذه الأخيرة شريكاً صامتاً في الهيمنة السورية على لبنان، لأن الإسرائيليين فضلوا قمع دمشق على اضطرابات نشوء دولة لبنانية ضعيفة، ولطالما أعرب القادة الإسرائيليون عن نواياهم الحسنة تجاه آل الأسد لحفاظهم على الهدوء في مرتفعات الجولان منذ عام 1973، إلا أن تحذيرات مخلوف وما تلاها من حادثين على الحدود في منطقة الجولان واعتداء ضد قوات الأمم المتحدة في لبنان (يُعتقد أنه رسالة سورية) بددا حسن النوايا، وعلاوة على ذلك، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نهاية الأسد أكيدة، ويرون، على ما يبدو، ألا مجال للترويج لاستمراره السياسي في العواصم الغربية.
حتى في لبنان، بدأ المناخ يتبدل… صحيح أن السلطات والجيش في هذا البلد دعما الأسد، شأنهما في ذلك شأن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، لكن حلفاء دمشق يستعدون سراً لسقوط النظام السوري. على سبيل المثال، يرى وليد جنبلاط، الذي تصالح مع سورية العام الماضي، التطورات بكل وضوح، لذلك، بدأ يبتعد تدريجياً، فقلما يُصدر بياناً هذه الأيام من دون أن يؤكد فيه الحاجة إلى الإصلاح السوري.
على نحو مماثل، أعرب السيد نصر الله عن حرصه، حين لم يدعُ للتظاهر يوم السبت على الحدود اللبنانية مع إسرائيل إحياء لذكرى النكبة في حرب يونيو عام 1967، فمن الواضح أن “حزب الله” يخشى رد إسرائيل في حال خرجت الأوضاع عن السيطرة، لذلك، لم يعترض عندما عمد الجيش إلى إقفال المنطقة الحدودية، فشكل هذا الحدث لحظة حملت الكثير من الدلالات، فقد عمّ الهدوء لبنان، في حين كانت منطقة الجولان تشهد حوادث عنيفة، علماً أن القيادة السورية بذلت طوال سنوات قصارى جهدها للاستفادة من الوضع المعاكس لتلك اللحظة.
كان الأسد محقاً إلى حد ما في قوله إن ما يحدث داخل سورية ونظرة السوريين إلى ما يدور في الخارج يؤثر أحدهما في الآخر. إلا أن إخفاقه في إدراك الجو العام داخل بلده دليل على غروره، ولكن من الصحيح أيضاً أن عجز آل الأسد عن الاستفادة من تأجيج الصراعات في الدول المحيطة يُفاقم الأوضاع داخل سورية، فما إن يخسر النظام نفوذه الإقليمي حتى تكشف عدسة مكبرة مدى ضعفه في الداخل.
طوال عقود، نجح آل الأسد في الإبحار بأمان في مياه العالم العربي المضطربة، غير أن الشعب السوري يذكرهم بأن هذا ما عاد كافياً اليوم، فلا يمكن تأجيل مفاهيم، مثل الرفاه والحرية والفرص والديمقراطية، إلى ما لا نهاية بتأجيج صراعات الآخرين، مقاربة لا يمكن وصفها إلا بالانتهازية، فيطمح المعارضون السوريون إلى ما هو أرقى، وهذا فخر لهم.
* محرر في صحيفة Daily Star في بيروت له كتاب The Ghosts of Martyrs Square: An Eyewitness Account of Lebanon’s Life Struggle.

سورية وسياسة العقوبات

كتب: Joseph Nye - Financial Times نشر في 14, June 2011 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط


في الأسبوع الماضي قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن شرعية نظام الأسد «تبخرت بشكل شبه كامل»، وحان الوقت للتخلي عن كلمة «شبه»، وفرض عقوبات مستهدفة جديدة من أجل الإعلان عن قيمنا بكل وضوح.
مع اقتراب حصيلة القتلى في سورية من الألف شخص، أعلن الرئيس باراك أوباما أخيراً فرض العقوبات على النظام السوري. أدت خطوته هذه إلى منع الأميركيين من التعامل مع الرئيس بشار الأسد وبعض أقاربه والمسؤولين في نظامه، وإلى تجميد أرصدتهم في الولايات المتحدة، لكن المحللين التشاؤميين سخروا من هذه الخطوة وكرروا الموقف التقليدي القائل إن العقوبات غير نافعة، لكن عملياً، يمكن أن تُحدث هذه العقوبات فرقاً كبيراً، ومع تفاقم أعمال العنف في سورية، يبدو الوقت مناسباً لفرض عقوبات إضافية.
يعدد المشككون في سياسة العقوبات سلسلة من الأسباب المألوفة، بدءاً من فشل الحصار التجاري في إسقاط فيدل كاسترو في كوبا ووصولاً إلى فشل العقوبات في إسقاط صدام حسين في العراق. لكن تشير الأدلة المختلفة إلى أن هذه التدابير يمكن أن تكون فاعلة، واستنتجت دراسة دقيقة أجراها “معهد بيترسون” عن 115 حالة فُرضت فيها عقوبات اقتصادية من جانب بلدان كبرى، بين عامي 1950 و1990، أن تلك العقوبات ساعدت الأطراف التي فرضتها على تحقيق أهدافها في ثلث تلك الحالات. وتشير الأبحاث إلى أن العقوبات تكون ناجحة في معظم الحالات حين يكون الهدف محدوداً وواضحاً، وإذا كان البلد المستهدف في موقع ضعف، وإذا كانت الروابط الاقتصادية عاملاً مهماً والعقوبات هائلة ومدتها محدودة، وتنطبق هذه الشروط جزئياً على وضع سورية اليوم.
لكن حتى هذه الإحصاءات الإيجابية تغفل عن مسألة مهمة تتمثل بتحديد الخيار البديل المناسب، فقد يكون احتمال النجاح عن طريق العقوبات منخفضاً نسبياً- وهو الوضع في سورية الآن- لكن المسألة الأهم تتعلق بمعرفة ما إذا كانت فرصة نجاح ذلك الاحتمال أهم من الخيارات الأخرى. تكون القوة العسكرية فاعلة أحياناً، لكن غالباً ما تترافق مع كلفة عالية، وتحديداً في مناطق مثل الشرق الأوسط.
لا تخضع الأمثلة الشهيرة المتعلقة بفشل العقوبات للتدقيق في أغلب الأحيان، فلنأخذ وضع كوبا مثلاً؛ إذ لم تنجح العقوبات في إسقاط كاسترو واقتصر مفعولها على حصر إمكاناته الدولية (لأنه كان يتلقى المساعدات من السوفيات)، ولكنها سمحت للولايات المتحدة بإثبات أن ذلك التحالف مع الاتحاد السوفياتي سيكون مكلفاً، كذلك، بعد غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في عام 1979، عمد الرئيس جيمي كارتر إلى تقليص حجم مبيعات الحبوب ومقاطعة الألعاب الأولمبية في موسكو، بدل اللجوء إلى التهديد باستعمال القوة، فكان هذا الخيار يبدو غير موثوق، وبما أن تلك العقوبات كانت مكلفة على الولايات المتحدة، فإن موقف كارتر كسب مصداقية أكبر. صحيح أن العقوبات هي أداة مباشرة غالباً ما يواجه الفقراء عواقبها، لكن هذه المشكلة أدت إلى انتشار مفهوم “العقوبات الذكية” التي تستهدف النخب الحاكمة، كتلك التي فرضها أوباما على سورية. تكون هذه العقوبات فاعلة على وجه التحديد لأن الضغوط يمكن أن تتصاعد عبر استهداف أسماء إضافية من المسؤولين وأفراد العائلة الحاكمة. عام 2007، ساهم القرار الأميركي بتجميد أرصدة مجموعة من المسؤولين من كوريا الشمالية في بنك ماكاو في إعادة بيونغ يانغ إلى طاولة المفاوضات (لكن من دون أن توقف برنامجها النووي).
يمكن تخفيف حدة العقوبات الذكية أيضاً، كما حصل حين بدأت الولايات المتحدة بإصلاح علاقاتها مع فيتنام خلال التسعينيات، لكن غالباً ما يُعتبر دورها رمزياً، أما إذا فكرنا بمفهوم الشرعية والقوة الدبلوماسية، فسيتضح لنا أن تلك العقوبات قد تترافق مع تكاليف حقيقية لتحقيق هدف معين، تماماً كما يحصل حين تستعمل شخصيات من خارج الأنظمة حملات التشهير للتأثير في سياسات المؤسسات. غالباً ما تعطي العقوبات مفعولها بوتيرة بطيئة، إذ يعتبر البعض أن المفعول الأساسي الذي ترتب على العقوبات الطويلة الأمد ضد نظام الفصل العنصري، قبل أن يسود حكم الأكثرية في جنوب إفريقيا، عام 1994، ما كان يكمن في انعكاساتها الاقتصادية بل في حالة العزلة والتشكيك بشرعية النظام في أوساط الأقلية البيضاء الحاكمة. لكن بشكل عام، يجب اعتبار العقوبات واحدة من الأدوات الفاعلة التي يجب استعمالها بمرونة في أي عملية تفاوض، بدل اعتبارها شرطاً يجب القبول به أو رفضه.
دائماً ما تحرص السياسة الخارجية على إقامة توازن بين القيم والاعتبارات البراغماتية، ففي وقت سابق من هذه السنة، أعلن أوباما موقفاً متوازناً تجاه نظام مصر والمتظاهرين في “ميدان التحرير”، قبل إعلان دعمه التام للمتظاهرين. تدرك الحكومات الغربية أن سقوط الأسد سيحرم إيران من حليف مهم في المشرق العربي، ولكنها تخشى أيضاً انتشار أعمال عنف طائفية تكون مجهولة العواقب، لذا تتردد تلك الحكومات في تعزيز ضغوطها على الأسد خوفاً من بروز زعيم مجهول بدل الحاكم الذي تعرفه جيداً. في الأسبوع الماضي مثلاً، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن شرعية نظام الأسد “تبخرت بشكل شبه كامل”. حان الوقت للتخلي عن كلمة “شبه” وفرض عقوبات مستهدفة جديدة من أجل الإعلان عن قيمنا بكل وضوح.
إنها اللحظة المناسبة كي يتوقف المتشائمون عن انتقاد سياسة العقوبات وكي يعتبروها أداة محدودة ولكن فاعلة، فباختصار، لا تزال العقوبات أداة سياسية مهمة بسبب دورها في المجال الدبلوماسي، ولأنها تُعتبر في أغلب الأحيان الخيار السياسي الوحيد الأقل كلفة نسبياً، ولأن العقوبات الذكية يمكن تطبيقها بكل مرونة.




الجريده
 
17-06-2011, 12:47 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

17/06/2011



ماهر الأسد.. القبضة الحديدية لنظام شقيقه بشار

Pictures%5C2011%5C06%5C17%5Cdd2899a7-4547-484d-b34b-b73f84cd1c4e_main.jpg
ماهر الاسد (ا ف ب)
بيروت - ا ف ب - في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس بشار الاسد حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظامه، يكثر الحديث عن دور محوري يقوم به شقيقه ماهر في عمليات قمع المحتجين. ويعد ماهر الاسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد اركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، اضافة الى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز. وقد درس الهندسة الميكانيكية قبل التحاقه بالجيش، وهو متزوج من منال جدعان من منطقة دير الزور شرق البلاد. وذاع صيت ماهر اكثر فاكثر مع الحركة الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا، والتي يجري التعامل معها بعنف شديد من جانب السلطات.
ويرى محللون ان دور ماهر يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت به قواته في قمع التظاهرات. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة «غير انسانية». ويرى محلل سياسي من العاصمة دمشق لم يشأ الافصاح عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع ان «المعلومات الواردة تشير الى ان ماهر يقوم بالدور المحوري في عمليات القمع». ويضيف «اعتقد ان هذا الامر يشير الى ان العائلة الحاكمة تقاتل لبقائها، وهي مستعدة لسحق المجتمع السوري في سبيل اهدافها». ويتابع المحلل «ماهر هو الرمز الابرز لهذه المعركة».
والشهر الماضي، ادرج اسم ماهر ضمن لائحة تضم 13 من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري، فرضت عليها عقوبات من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا.
وتعيد العلاقة بين بشار الاسد وشقيقه ماهر الى الاذهان العلاقة التي كانت قائمة بين والدهما الرئيس الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت، الذي كان يتولى احكام القبضة الامنية في البلاد. وتولى رفعت الاسد قيادة التشكيلات العسكرية التي عرفت باسم سرايا الدفاع، وهي ايضا متهمة بارتكاب اعمال عنف وقتل جماعي في مدينتي حماة وجسر الشغور مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ردا على تمرد مسلح قامت به جماعة الاخوان المسلمين، ما اسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
غير ان رفعت الاسد عاد وغادر سوريا في منتصف الثمانيات، بعد خلاف مع اخيه، وانتقل الى لندن حيث يقيم الآن.
واذا كان ماهر الاسد قليل الظهور ويعمل في الظل، الا ان محللين يرون انه يمثل الوجه الحقيقي للنظام الذي يعمل على سحق حركات الاحتجاج مدينة تلو الاخرى. ويقول الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة اوكلاهوما جاشوا لاندس «بشار الاسد هو القائد أي الوجه الرسمي الباسم، أما ماهر فهو القبضة المنفذة للنظام».
ويرى المحللون انه من الصعب القول ما اذا كان هذا الصيت الذي يكتسبه ماهر صحيحا، أم ان النظام يسعى الى ترويج ذلك ليحافظ على صورة بشار كرجل اصلاح.
ويقول لانديس «ادرك حافظ الاسد ان الولاء الشخصي، العائلي والمناطقي والطائفي، هو اساس الاستقرار». ويضيف «النظام السوري يشبه الى حد بعيد الشركات العائلية، وعلى هذا الاساس يجري تقسيم المهام». لكن رغم كل ذلك، يبقى الحديث عن التحكم الشامل لماهر الاسد في كل العمليات العسكرية الجارية من اقصى سوريا الى اقصاها مجرد تكهنات واستنتاجات، لا سيما في ظل عدم توافر أي معلومات رسمية حول تفاصيل التحرك الميداني، وفي ظل منع وسائل الاعلام العربية الاجنبية من العمل. يقول المحلل المقيم في دمشق «نظريا، يفترض بالقوات التي يقودها ماهر ان تحمي العاصمة السورية ومحيطها اللذين لم يعودا بمنأى تماما عن عمليات الاحتجاج، وخصوصا حماية الرئيس السوري، لا ان تنتشر في طول البلاد وعرضها».




====



خلق فتنة طائفية وتخويف المسيحيين والدروز من الإخوان وحرق ورقة شهود العيان 17/06/2011 وثيقة سرية للمخابرات السورية تكشف طريقة تعاطي النظام مع الاحتجاجات
02-p22-i15320.gif
نسخة من الوثيقة السرية للمخابرات السورية ("السياسة" خاص)
كشفت وثيقة "سرية" بالغة الأهمية صادرة عن المخابرات السورية, طريقة تعاطي النظام مع الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه, والآليات المتبعة لإخماد التحركات الشعبية التي انطلقت منذ منتصف مارس الماضي.
وجاء في الوثيقة التي حملت عنوان "الخطة العامة للتثبيت" وحصلت "السياسة" على نسخة منها, أمس, أن "هناك توجها متزايدا لدى فئة ضئيلة نحو تقليد ما حدث في تونس ومصر, بالاستفادة من الظروف الاقتصادية في القطر, والجو الخارجي المناصر للتحركات الشعبية, وهذا التوجه ربما يزداد بعد ما جرى في مدينة درعا منذ أيام قليلة" حين اندلعت شرارة الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد من المدينة الجنوبية.
وشددت الخطة على ضرورة "الاستفادة من التجربة الماضية في التعامل مع "الاخوان المسلمين" العدائية, (حين اندلعت مواجهات دامية بين القوات السورية وأنصار جماعة الإخوان في مدينة حماة السورية في ثمانينات القرن الماضي, مخلفة عشرات آلاف القتلى من المدنيين) والاستفادة من اخطاء النظام التونسي والمصري, خاصة أنهما قاما بتحييد قوة الجيش والحرس الجمهوري منذ البداية وسمحوا لوسائل الإعلام لتغطية كل تحرك حتى خرجت الأمور عن السيطرة".
وفصلت الخطة طريقة التعاطي مع الاحتجاجات ووزعتها على ثلاثة محاور "أمني وإعلامي وسياسي -اقتصادي".
وفي المحور الإعلامي, شددت الخطة على ضرورة "ربط التظاهرات والاحتجاجات المعادية للنظام بالشخصيات المكروهة عند السوريين, في السعودية ولبنان, وربط الجميع بالصهيونية وأميركا".
إضافة إلى شن "حملة إعلامية غير مباشرة في التلفزيون والقنوات الخاصة والشوارع حول الفتنة الطائفية وتخويف المسيحيين والدروز من "الإخوان المسلمين" والتطرف الذي سيواجهونه إذا لم يشاركوا في إنهاء الاحتجاجات, وفي منطقة الساحل استنفار العلويين ليدافعوا عن نظامهم وحياتهم التي ستصبح مهددة من قبل التطرف السني".
كما تقضي الخطة ب¯"منع وسائل الإعلام من التواجد في أماكن الشغب, ومعاقبة من ينقل أي خبر لا يخدم القطر, وعدم إظهار أي تهاون في هذا الأمر, وفي حال تمكن المعادون من تصوير أو نقل أية فيدوهات أو صورة ينبغي قيام الخلية الأمنية الإعلامية بتجهيز مشاهد عن الاحتجاجات ووضع ثغرات فيها يمكن بعدها عرضها على الإعلام السوري والشبكات الإعلامية الأخرى, وفضح هذه الثغرات, وبالتالي يعمم هذا في ذهن الجميع لإفقاد أشرطة وصور المعادين مصداقيتها".
وأشارت إلى أن "وسائل الإعلام تعتمد عندما يمنع المراسلون فيها عن التغطية والتدخل, على شهود العيان, ونتوقع أن يتجرأ البعض ويتصلوا بالفضائيات كشهود عيان, لذلك يقع على عاتق الخلية الأمنية الإعلامية تجهيز بعض شهود العيان من العناصر الأمنية المحترفة للتحدث مع الفضائيات على أن يكون شهادتهم مبالغة وثغرات يمكن فضحها مباشرة في إعلامنا ومع الفضائيات, وبالتالي تصبح قضية شهود العيان ورقة محروقة".
وفي المحور الأمني, شددت الخطة على ضرورة "عدم التهاون في المس بالرمز الأعلى (الرئيس بشار الأسد) مهما كانت الأثمان, لأن ذلك إن تم السكوت عنه سيزيد من قدرة المعادين على تجاوز جميع الخطوط".
وتوقعت أن تكون "تجمعات المعادين والمحتجين في أماكن الاكتظاظ السكاني من أجل لفت الانتباه وطمعا منهم في تشجيع الآخرين على الانضمام لهم, وهنا يجب محاصرة المكان قدر الإمكان والتغطية عليهم وإدخال عناصر أمنية بلباس مدني بين المحتجين, لإثارة الخلاف بينهم وإفشال التجمع وفضه بأسرع وقت ممكن, وإذا اضطر الأمر اعتقال بعض العناصر الفاعلة المخربة بينهم".
إضافة إلى القيام ب¯ "حالات استدعاء وجلب للشباب لخلق الرهبة والتردد عندهم بالمشاركة, واعتقال البعض منهم وإعلان تعبئة عامة في الجيش والقوات المسلحة لإرهاق الشباب والناشطين بمراجعة شعب التجنيد".
أما في المحور السياسي - الاقتصادي, فقد شددت الخطة على ضرورة "تأجيل خطاب الرئيس قدر المستطاع, فهذا التأجيل تعبير عن قوة الدولة وعدم اهتمامها واكتراثها بما قد يحدث, كما يساهم في جلاء الصورة وتحديد مقدار التحرك السياسي والإعلامي والميداني المطلوب, وأي تغيير قد نضطر له يجب إظهاره بأننا نحن من بدأنا به ونادينا إليه, وإعطاء صورة عن تماسك كل أركان النظام".
وخلصت الخطة إلى أنه في حال تطبيق "الطرق المرسومة في الخطة التفصيلية, فلن تصل الأمور إلى حالة خطرة على النظام العام والقطر أو تهدد الاستمرارية القائمة, وستكون الحصيلة الإجمالية مرور أشهر متعبة وبعدها يخرج النظام أقوى إلى أجل غير محدد".




"مجموعة الأطلسي" تدعو أوباما لإصدار قرار عاجل 17/06/2011 لندن: الأسد لم يعد صالحاً للاستخدام وعلى المجتمع الدولي التحرك ضده

لندن - كتب حميد غريافي:
اكد مسؤول برلماني بريطاني في مجلس العموم امس ان "المجازر التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الاسد وشقيقه ماهر وصهره آصف شوكت وابناء خاله وخالته, بحق آلاف السوريين, تزيل اي شكوك لدى قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بأن هؤلاء انفسهم, هم من قتلوا رفيق الحريري العام ,2005 وشخصيات لبنانية سياسية وحزبية وعسكرية وامنية, كما ان مشاركة "حزب الله" في هذه المجازر بسورية وما ارتكبه في شوارع بيروت والجبل مرات عدة تلبسه تهمة المشاركة في هذه الجرائم حتى هامة رأسه".
واعتبر المسؤول البريطاني ان الاسد "لم يعد صالحا للاستخدام", وان على المجتمع الدولي "الاستدارة نحو قرارات مجلس الامن الدولي واستنباط موقف يسمح لحلف شمال الاطلسي او جزء منه بالتدخل العسكري في سورية والا فإن الدول المحيطة بها بما فيها اسرائيل ستشهد فيضانات من اللاجئين السوريين المدنيين, تذكر باللجوء الفلسطيني العام 1948 الى نفس تلك الدول من فلسطين وهي لبنان وسورية والاردن قبل توسع دائرة الهجرة لتشمل دولا عربية اخرى ودولا في العالم".
ونقل البرلماني البريطاني ل¯"السياسة" عن تقارير ديبلوماسية ترد من سورية ولبنان والاردن وتركيا واسرائيل الى عواصم في الاتحاد الاوروبي, وقيادتي "حلف شمال الاطلسي" السياسية والعسكرية, قولها ان "نظام الاسد يمارس سياسة التهجير الجماعي من المدن والقرى والبلدات ذات الكثافتين السنية والمسيحية, ثم يستخدم حرب "الارض المحروقة" لتدميرها, حتى اذا عاد اهلها اليها في ما بعد لم يجدوا منازلهم وما يؤويهم, بدليل ان الجيش السوري وعصابات الامن هجرت معظم سكان مدينة درعا البالغ تعدادهم المئة ألف مواطن وسكان جسر الشغور وعددهم 50 ألفا الى تركيا وسكان تلكلخ العشرين ألفا (الى لبنان), وها هي الآن تقتحم مدينة معرة النعمان البالغ عدد سكانها الخمسين ألف نسمة تقريبا, فيما "خارطة الطريق" العسكرية لاستكمال "تحرير سورية الشمالية من سكانها السنة والمسيحيين" حسب المعارضة السورية في بروكسل, مستمرة التنفيذ حتى يستفيق ضمير العالم ويهب الى الانقاذ".
وذكر البرلماني البريطاني "ان معلوماتنا من بيروت ودمشق تؤكد ان وحدات من الميليشيات اللبنانية التابعة ل¯"حزب الله" وحركة "امل" والمجموعات اليسارية الاخرى مثل "القومي السوري" و"المردة" وبعض الفصائل الفلسطينية تشارك كلها في شوارع المدن والقرى السورية الى جانب اجهزة الامن في قتل وقمع واعتقال وتهجير المواطنين السوريين, فيما تحدثت تقارير غربية من دمشق عن وصول اربع طائرات نقل ايرانية منذ مطلع ابريل الماضي الى مطارات سورية في الوسط والشمال افرغت نحو ألف عنصر وضابط من الحرس الثوري والباسيج الايراني جرى توزيعهم على مراكز الاجهزة الامنية والاستخبارات وبعض الثكنات العسكرية وخصوصا قرب حماة وحمص وحلب ودير الزور".
وفي واشنطن وجه عشرات النواب والشيوخ والمسؤولين في الكونغرس الاميركي والبرلمان الاوروبي, يشكلون "مجموعة جانبي الاطلسي لمكافحة الارهاب" (TAG) رسالة شديدة الحدة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما في ختام مؤتمر عقدوه في واشنطن اول من امس, دعوه فيها الى "حض مجلس الامن الدولي على اصدار قرار فوري يدين بشار الاسد ونظامه لمهاجمتهما المدنيين الابرياء في سورية".
وقالت الرسالة التي وقعتها النائبة الاميركية سوميريك نائبة رئيس "مجموعة الاطلسي" عن الجانب الاميركي وجامي مايجور اوريخا عضو البرلمان الاوروبي عن الجانب المقابل, "لقد علمنا من مصادر عدة, بينها شخصيات سورية ان الرئيس الاسد امر شخصيا قواته المسلحة بقمع المتظاهرين المدنيين السلميين في الشوارع. وها هي تلك القوات تستخدم الآن الدبابات والمدفعية الثقيلة والقذائف المتوسطة والاسلحة الرشاشة والقناصة ومروحيات الهليكوبتر بهدف اذية المتظاهرين والقضاء على انتفاضتهم بالحديد والنار. كما حصلنا على معلومات موثقة تؤكد ان اجهزة الامن السورية دعت مجموعات من "حزب الله" و"الحرس الثوري" الايراني لمشاركتها عمليات القمع والقتل والتعذيب والاعتقال".
واكدت رسالة المؤتمر الذي ينعقد للمرة الثالثة منذ تأسيسه: "اننا علمنا ايضا بما لا يقبل الشك ان السلطات القمعية السورية قطعت الكهرباء والمياه والامدادات الغذائية والحليب عن الاطفال وسكان عدد كبير من المدن والقرى السورية التي اعلنت معارضتها لنظام الاسد, وهذا ما ادى الى هروب آلاف السوريين المدنيين الى تركيا ودول مجاورة اخرى (لبنان والاردن), طلبا للجوء من العنف والقمع الحكوميين".
وذكرت الرسالة الى اوباما "اننا نعتقد ان الاسد لن يتوقف عن اطلاق جيشه وقوى امنه ضد المدن والقرى والمواطنين السوريين ما من شأنه ان يؤدي الى مشكلة انسانية وازمة مستعصية في كل منطقة الشرق الاوسط".
وختمت الرسالة دعوتها بالقول: "لذلك نطلب منك ايها الرئيس حض مجلس الامن الدولي على اصدار قرار يدين الاسد ونظامه بأسرع وقت ممكن".



السياسه
 
19-06-2011, 11:21 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

لنشر أخبار القمع في بلدهم سوريون يقيمون مركزاً إعلامياً قرب الحدود

غوفيتشي (تركيا) ـــ أ.ف.ب ـــ بادر شباب سوريون، رغم المخاطر التي تهدد حياتهم، إلى تأسيس مركز إعلامي قرب الحدود التركية لاطلاع العالم على القمع الجاري في بلدهم، حيث تُفرض قيود على حركة الصحافيين.
وفي المركز، الذي هو عبارة عن غرفة صغيرة في مكان سري قريب من الحدود التركية ـــ السورية، يجمع المعارضون الصور والأشرطة التي يرسلها المحتجون من مختلف المدن، ويقومون بنشرها عبر الانترنت.
وكل ما يملكونه هو جهاز تلفزيون وطابعة واربعة اجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف جوالة واتصال بالانترنت.
ولقد علمتهم تجربتهم انهم قد يدفعون حياتهم ثمنا لتسجيل وقائع القمع، ومن بينهم حسين الذي شاهد أخاه يقتل اثناء تصوير تظاهرة.
ويقول حسين إن تلك الواقعة الاليمة زادت من تصميمه على التحدي.
ويروي كيف اطلقت قوات الامن «النار بدم بارد على المحتجين السلميين. كان اخي يصور الحدث عندما قتل. انه بطل لانه اصيب وهو يصور».
«لقد ضقنا ذرعا بالقمع والفساد والفقر».
ويعمل نحو 30 شابا في المركز الصحفي، ومعظمهم من مدينة جسر الشغور في شمال غرب سوريا، والتي شهدت حملة قمع دامية تسببت بنزوح الآلاف الى تركيا.
وينشر الشباب افلام الفيديو والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر.
ويقول جليل الناشط الاخر في المركز «بما ان الحكومة تمنع الصحافيين الاجانب من تغطية الاحداث، فقد اصبح الشباب صحافيين بحكم الامر الواقع في كل مدينة. بعضهم يصور اشرطة فيديو واخرون يجرون مقابلات وينشر بعضهم ما يصورونه عبر الانترنت».
وبين الشباب نجار يدعى جهاد في الثامنة والعشرين من عمره.
ويقول الشاب الذي يرتدي كوفية زرقاء «مهمتي ارسال اشرطة الفيديو التي تصور ما يحصل في المدن السورية الى محطات التلفزيون عبر يوتيوب. هي تظهر ما تفعله اجهزة الامن والاحتجاجات وكل شيء».
ويضيف «انا اخشى على حياتي، ولذلك اخفي وجهي. ولكني لا افعل شيئا مخالفا للقانون. انا انقل فقط ما يحصل. لست ارهابيا ولا مسلحا. انا فقط واحد من الشباب المنادين بالحرية».
وقطعت الحكومة كل قنوات الاتصال لمنع نشر اشرطة الفيديو والصور عبر الانترنت، ونجح الناشطون في الالتفاف على المنع، ولكنهم يرفضون الكشف عن كيفية القيام بذلك.
ويروي جهاد من جانبه كيف نجح في الافلات من قبضة اجهزة الامن.
ويقول «لقد جاءوا الى منزلي لاعتقالي. نبهتني زوجتي فصعدت الى السطح، ثم قفزت على سطح آخر وهربت».
ويؤكد جهاد ان القمع الدامي ادى الى تجذير حركة المعارضة.
ويوضح «في البدء كان هدفنا كشباب هو فقط الحصول على الحرية. ولكننا اليوم نريد اسقاط النظام، لقد فقدنا كل ثقة به».



مسؤول أميركي يسخر من تحوّل مخلوف إلى الأعمال الخيرية! واشنطن تنوي ملاحقة النظام بتهمة ارتكاب «جرائم حرب»

أعلن مسؤول اميركي كبير الجمعة ان الولايات المتحدة تدرس امكان ملاحقة سوريا بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» للضغط على النظام من اجل وقف قمع المحتجين.
واكد المسؤول في ايجاز هاتفي مع عدد من المراسلين في واشنطن ان «القمع المروّع» للسلطات السورية ضد المتظاهرين المدنيين «يعمق التوترات الطائفية»، وشدد على ان دوافع المتظاهرين الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع السوري ليست طائفية بل تعكس رغبتهم في استعادة حقوقهم الشرعية، وكرر اتهام النظام في دمشق بالتسبب في الاضطرابات وحمّله مسؤولية ارغام اكثر من 9 آلاف سوري الى اللجوء الى تركيا.
وفي خطة استباقية لخطاب الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد، قال المسؤول «يستطيع ان يقول ما يريده، وسوف يتحدث عن الاصلاح.. ولكن الشعب لن يركز على اقواله، بل على افعاله وعلى التغييرات على الارض. السوريون يفقدون صبرهم».
وسخر المسؤول، من ادعاءات ابن خالة الرئيس رامي مخلوف، من انه سوف يستخدم ثروته لتمويل اعمال خيرية، قائلا انه ادعاء «سخيف»، مشيرا الى ان المتظاهرين يسخرون من هذه الادعاء.
واضاف المسؤول ان الغضب الدولي من ممارسات الحكومة السورية «لا سابقة له» وان واشنطن تنسق مع حلفائها في فرنسا وبريطانيا لاقناع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن لاستصدار قرار بادانة النظام السوري. واشار المسؤول الى ان حكومته تدرس فرض اجراءات عقابية اضافية ضد سوريا على المستوى الثنائي والاوروبي «كما ندرس امكانية توجيه اتهامات (للمسؤولين السوريين) بارتكاب جرائم حرب، اضافة الى اجراءات اقتصادية تشمل قطاعي النفط والغاز».
ويرى بعض الخبراء انه اذا تم اقناع بعض الدول بعدم استيراد النفط السوري، واقناع بعض الشركات الاجنبية بتعليق اعمال التنقيب وغيرها، فان ذلك سيوجه ضربة قوية للغاية لقدرة النظام على تمويل عملياته.
وأثنى المسؤول على دور تركيا في توفير الاغاثة للاجئين السوريين.

انتظام المعارضة
ودافع المسؤول عن بقاء السفير الاميركي روبرت فورد في دمشق قائلا انه «يجتمع يوميا مع شخصيات معارضة وهم يوفرون لنا معلومات لا تتوافر لنا من المصادر الاعلامية، وهو يقوم بضحد دعايات النظام».
واكد المسؤول ان هناك مؤشرات تدل على تعزيز انتظام المعارضة السورية، بما في ذلك تنسيق الاحتجاجات الليلية.
واضاف ان النظام السوري قام ببعض المبادرات حيال المعارضة السورية، لكنه لم يقم بخطوات كافية ويتحرك ببطء شديد للحد من تزايد واتساع الاحتجاجات.
وفي اطار جهود واشنطن ودول غربية اخرى لتمرير قرار في مجلس الامن يدين سوريا، أعلنت الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحثت في اتصال هاتفي الجمعة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في مشروع قرار في مجلس الامن حول سوريا.
ورفضت المتحدثة فكتوريا نولاند اعطاء اشارات حول مضمون هذه المحادثة، التي وصفتها بانها «محادثة جيدة ومنتجة حول كل المواضيع».
وصرحت نولاند بان محادثات كلينتون ولافروف «تناولت - خصوصا - عمل مجلس الامن والطريقة التي قد تعمل بموجبها الولايات المتحدة وروسيا معا للتوصل الى قرار في مجلس الامن يدعم السلام والأمن في سوريا».




القبس
 
24-06-2011, 02:27 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

في الأزمة السورية… من يقف أمام الأسد؟

كتب: The Economist نشر في 24, June 2011 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | تكبير الخط


يجب ألا يفلت الأسد بأفعاله في جميع الأحوال، ويجب ألا يتمكن من الاعتماد على أصدقائه القدامى في روسيا (وفي الصين التي تدعمه) لتجنب الإدانة في مجلس الأمن، فقد تكون العقوبات ضد كبار المسؤولين السوريين وأبرز الشركات السورية المرتبطة بهم قاسية بعض الشيء، لكن لا بد من توسيع نطاقها.
لا يمكن تجنب مقارنة الوضع السوري بليبيا، إذ يُعتبر الكولونيل معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد حاكمين دكتاتوريين مخيفين؛ صحيح أن القذافي يُعتبر أكثر جنوناً وقد تولى رئاسة بلده منذ فترة أطول بكثير، وأقدم على قتل عدد أكبر بكثير من الناس على مر السنين، وقد كسب أطول لائحة من الأعداء محلياً وخارجياً، لكن في المقابل، ورث الأسد الذي يحكم سورية منذ وفاة والده حافظ الأسد في عام 2000 نظاماً وحشياً بالقدر نفسه.
من المعروف أن الأسد الأب قتل حوالي 20 ألف شخص في مدينة حماة، عام 1982، أما الابن، فهو محاط بالفئة نفسها من العصابات الجشعة، علماً أن معظمها يتألف من أقربائه الذين لطالما استعملوا أدوات الاغتيال والاعتقال والتعذيب لحكم البلاد، وبالتالي، يبدو أن الأسد يضاهي القذافي من حيث وحشية ممارساته، فقد أعلنت جماعات حقوق الإنسان أن قوى الأمن قتلت 1300 سوري على الأقل، معظمهم من المدنيين.
وقد بدأت وتيرة حملات القمع تتسارع، فضلاً عن ذلك، يبدو أن نطاق الاضطرابات وأعمال العنف بدأ يتوسع بدوره، تقول المعارضة من جهتها إن المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع في 138 مكاناً على الأقل، يوم الجمعة 10 يونيو.
ساهمت حملة قوات حلف شمال الأطلسي ضد القذافي في إنقاذ حياة الكثيرين في ليبيا، مع أنه لا يزال يتمسك بالسلطة، وبما أن الجهات الخارجية تدخلت لوقف المجازر، وبالتالي الإطاحة بالطاغية في أحد البلدان العربية، فما الذي يمنعها من التعامل بالمثل مع سورية وبشار الأسد؟
لطالما كانت سورية أكبر وأكثر تعقيداً من الدول الأخرى بالنسبة إلى الجهات الخارجية، وهذا ما يجعل هذه الأخيرة تتردد في التدخل مجدداً، فلا تتعلق العملية في ليبيا بالقيام بتدخل أعمى، بل باستعمال القوة بكل حذر عند الإمكان، بينما تضمّ ليبيا شعباً متجانساً نسبياً، يصل عدده إلى 6.5 ملايين نسمة، وهم يعيشون في منطقة ساحلية ضيقة، علماً أن ليبيا تشمل منطقة صحراوية كبيرة أيضاً، فإن سورية تضمّ من جهتها شبكة من الديانات والطوائف المختلفة والمؤلفة من 22 مليون نسمة ينتشرون في أنحاء المنطقة المتاخمة لأكثر المناطق المشتعلة في الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل ولبنان والعراق.
قد يؤدي تأجج الصراع الطائفي الذي يترافق مع التدخل العسكري في سورية إلى اشتعال الوضع في دولة لبنان المجاورة، إذ يبقى البلد مضطرباً في أفضل الأحوال بسبب تنوع الانتماءات الطائفية المعقدة السائدة فيه.
على صعيد آخر، لطالما واجه العراق مشكلات كبرى بسبب تسلل المجاهدين من سورية، وقد يستعيد هؤلاء شجاعتهم في حال سقوط نظام الأسد، أما بالنسبة إلى إسرائيل، فلا تزال سورية عملياً في حالة حرب معها، مع أن الأسد كان حذقاً بما يكفي ليمتنع عن استفزازها ودفعها إلى استعمال قوتها العسكرية الجبارة ضد سورية. غير أن الاضطرابات السائدة في دمشق الآن بدأت تثير الاضطرابات على الحدود الإسرائيلية السورية، وأخيراً، نصل إلى تركيا التي كانت تربطها علاقة سيئة مع سورية طوال سنوات، ولكنها نجحت في التقرب منها في الفترة الأخيرة، لكن في الأسبوعين الأخيرين، وبعد أن هرب آلاف السوريين المرعوبين إلى الحدود التركية، تدهورت العلاقة بين البلدين بشكل حاد.
فقد انقلب رئيس الوزراء التركي الذي أُعيد انتخابه حديثاً، رجب طيب أردوغان، ضد الأسد، وقد سرت أنباء مفادها أنّ تركيا توفر الملاجئ إلى هؤلاء الوافدين، ولا شك أن هذه المسألة ستتحول إلى مصدر توتر شديد وسبب آخر لانتشار أعمال العنف… باختصار، تُعتبر سورية أشبه بـ”وكر الأفاعي” في هذه المنطقة، لذا تفضّل معظم الدول المجاورة والجهات الخارجية عدم التدخل فيها.
الحفاظ على الطابع الإقليمي للصراع
يجب ألا يفلت الأسد بأفعاله في جميع الأحوال، ويجب ألا يتمكن من الاعتماد على أصدقائه القدامى في روسيا (وفي الصين التي تدعمه) لتجنب الإدانة في مجلس الأمن، فقد تكون العقوبات ضد كبار المسؤولين السوريين وأبرز الشركات السورية المرتبطة بهم قاسية بعض الشيء، لكن لا بد من توسيع نطاقها، إذ تبقى الأطراف الإقليمية من أفضل الجهات التي يمكن أن تدفع الأسد إلى الاستسلام، منها تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وقطر، والجامعة العربية التي دعمت قرار التدخل في ليبيا.
في ظل هذه الضغوط من الدول المجاورة، سيوافق الأسد، إذا تحلى بما يكفي من المنطق، على إجراء محادثات مع مجموعة الليبراليين والاشتراكيين، والسوريين العلمانيين والإسلاميين، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، فضلاً عن الموقّعين على إعلان دمشق، في عام 2005، حين دعت المعارضة الموحّدة بموجبه إلى الإصلاح، وكشرط مسبق لذلك، يجب منح هامش من الحرية إلى جميع الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، وإجراء الانتخابات الموعودة خلال سنة مثلاً.
لكن نظراً إلى الأوضاع القائمة، سيرفض الأسد حتماً أي أفكار مماثلة، لكن قد ينقلب الوضع تماماً في أي لحظة، وفي حال رفض الأسد التحرك في هذا الاتجاه، فسيطيح به الشعب السوري نفسه في النهاية وبطريقة دموية
الجريده
 
24-06-2011, 04:46 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

معركة «جسر الشغور» نقطة تحوّل لدى السلطة السورية والمعارضة مئات المعتقلين.. وآلاف جدد من النازحين

Pictures%5C2011%5C06%5C14%5C17099365-57ca-4522-aa3d-bc969242afa0_main.jpg
جنود يحفرون في المكان الذي قالوا انه مقبرة جماعية في جسر الشغور (ا ف ب)
الوكالات والعربية نت- غيّرت معركة جسر الشغور معالم المرحلة الحالية في سوريا. ووفق خبراء أميركيين فإن هذه المعركة شكلت نقطة تحول يحتمل أن تكون خطرة، فالحكومة تناست الإصلاحات والحوار لتلجأ الى الحل الأمني، والمحتجون تخلوا عن التظاهر السلمي ولجأوا الى حمل السلاح ضد الدولة، وفق ما نقلت «نيويورك تايمز» عن هذه المصادر، التي أضافت ان قضية جسر الشغور صعّدت من الضغوط الدولية على سوريا، خاصة من جيرانها الذين كانوا حريصين على تجنب انتقادها.

حقيقة الجثث؟
في غضون ذلك، سيطر الجيش بشكل تام على جسر الشغور بعد اشتباكات وصفها التلفزيون الرسمي بالعنيفة مع جماعات مسلحة. وفيما تحدث شهود عن استخدام الجيش للدبابات والمروحيات القتالية، قال الاعلام الرسمي إنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفات أفواج أمن قتلهم المسلحون ومثّلوا بجثثهم. ورد نشطاء بالقول ان القتلى منشقون عن الجيش ومدنيون.

اعتقالات بالجملة
وافاد بعض السكان الفارين إن القوات ألقت القبض على المئات في عملية تمشيط للقرى القريبة من جسر الشغور امس، بعد أن سيطر الجيش على البلدة.
ويقول نشطاء إن ما يقرب من سبعة آلاف سوري فروا بالفعل من المنطقة، ولجأوا الى تركيا المجاورة في حين لجأ آلاف آخرون الى مناطق ريفية داخل سوريا.

بين 18 و40 عاما
وقالوا إن الجيش يمشط قرى الى الشرق من البلدة ويلقي القبض على مئات الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما، وهو نمط شوهد من قبل في حملات أخرى منذ اندلاع الانتفاضة.

جثث.. وقصف مسجدين
وافاد شخص يدعى خالد بان الدبابات قصفت مسجدين، وإن جثث ثلاثة من السكان وهي لرجل وامرأة وطفل، ملقاة على بعد كيلومترين شمالي البلدة قرب مصنع لمواد التغليف.
وقال مصطفى (39 عاما) وهو عامل بناء إنه كانت هناك تسع جثث في جسر الشغور وسبع على المشارف.. فيما افاد ناشط في دمشق بان «هذا عدد ضئيل نسبيا للقتلى.. القصف وإطلاق الرصاص عشوائيا ونحن نخشى من زيادة عدد القتلى».

التباهي باحتلال القرى
وابلغ المعارض البارز وليد البني «رويترز» بالتليفون من دمشق ان الهجوم نصر باهظ الثمن. واضاف انه يشعر بخزي، كسوري، لتباهي السلطات باحتلال قراهم وبلداتهم والقمع الذي يجعل الناس فقراء ويدفع الجنود المعتزين بكرامتهم الى اللجوء الى تركيا.
وقال ان الشعب خرج الى الشارع مطالبا بحريته ولن يغادر الا بعد الحصول عليها، والناس رأوا كيف ان في درعا عندما غادر الجيش المدينة لساعات عاد الالاف الى الشوارع.

نحن الوحيدون الباقون
وقد فر المزيد من السكان، تاركين معظم البلدة مهجورة. وقال رجل عرف نفسه بانه منشق عن الجيش، ان القوات المناهضة للحكومة نصبت فخاخا لتعطيل تقدم قوات السلطة، وذلك لاتاحة فرصة امام الناس للهرب. واوضح الرجل الذي اوضح انه المقدم حسين حرموش، لقناة اوغاريت الاخبارية للشرائط المصورة «انتظرنا لاخراج نحو عشرة في المائة من السكان، والتسعون في المائة الباقية تمكنت بالفعل من المغادرة.. ونحن الوحيدون الباقون هنا».
وقالت حركة النشطاء ان القمع ادى الى مقتل 1300 مدني منذ فبراير.

تشكيك في مقتل 120 جندياً
واعلنت السلطة الاسبوع الماضي ان «عصابات مسلحة» قتلت اكثر من 120 من افراد الامن في البلدة، فيما اوضح لاجئون وجماعات حقوقية ان القتلى مدنيون قتلتهم قوات الامن او جنود اطلقت النار عليهم لرفضهم قتل المدنيين. ومن المحتمل ايضا ان الجنود قتلوا على يد جنود متمردين.
وقالت الوكالة السورية للانباء ان وحدات الجيش «تسيطر على جسر الشغور بالكامل وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة بالأحراج والجبال المحيطة».
وأضافت ان جنديا واثنين من المسلحين قتلوا في اشتباكات حول البلدة، وان وحدات الجيش أبطلت مفعول متفجرات.





منظمات حقوقية: مزيد من الضحايا والاعتقالات التعسفية

أ ش أ- أعربت ست منظمات حقوقية، في بيان تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه ، عن إدانتها لأعمال العنف، التي أسفرت عن سقوط ثلاث ضحايا في محافظة إدلب، وإحدى عشرة في محافظة اللاذقية، حيث أوردت المنظمات قائمة بأسمائهم. وأورد البيان أسماء لمعتقلين، منهم في إدلب د. مجيد العدل اختصاصي جراحة بولية، وهو عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، إضافة إلى ستة آخرين . وفي حلب، اعتقل خمسة جامعيين. وفي ريف دمشق 21، وفي السلمية في حماة ستة، وفي الحسكة سبعة، من بينهم ستة جامعيين، وفي القامشلي ثلاثة، من بينهم عضو جمعية حقوق الإنسان محمد صافي حمود (67 عاماً). وأشارت المنظمات إلى إطلاق سراح عشرة معتقلين . وقالت إنها تتلقى معلومات مقلقة جداً، عن استمرار التعذيب، والضغوط النفسية والجسدية .



شهادة جندي سوري فار من الجيش: رأيت القناصة يقتلون الجنود
Pictures%5C2011%5C06%5C15%5C878bb529-030a-4942-8601-8f8f73a72460_main.jpg
الجندي السوري الفار درويش محمد فيدو
تمكن مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في تركيا سكوت بيترسون من اجراء مقابلة نادرة مع احد الجنود السوريين الذين انشقوا عن الجيش وفروا الى تركيا.
يقول الجندي درويش محمد فيدو انه كان عضواً في وحدة عسكرية طلب منها اطلاق النار على المتظاهرين في مدينة حمص، لكنه رفض الاوامر وترك الوحدة التي كان يعمل بها، وانضم الى المحتجين في بلدة جسر الشغور، واكد فيدو انه رأى جنوداً يطلقون النار على بعضهم، وان الكثير من الجنود تمردوا ع‍لى اوامر اطلاق النار على المتظاهرين وانشقوا عن الجيش.
يقول فيدو ان «قلبي تفطر ألما وانا ارى ابناء شعبي يقتلون، وكان تلقي الاوامر العليا بإطلاق النار على المدنيين اشد ايلاماً».
وتحدث فتى تركي يدعى علي يعيش على الحدود بين البلدين انه رأى الابقار تقتل والحقول تحرق، وقال انه صور عمليات القتل والتدمير بكاميرا الفيديو الخاصة به، وان احدى محطات التلفزة التركية عرضت الفيلم مؤخراً، واضاف «دخلت احد المنازل فرأيت الجدران ملطخة بالدماء، لم نستطع التقاط انفاسنا بسبب روائح الجثث لثماني نساء وثلاثة اطفال». وكانت احدى طائرات الهليكوبتر السورية قد رصدت فريق التصوير الذي كان علي احد افراده، فاطلقت النار عليهم مما ادى الى مقتل احد زملائه، وتحدث علي عن رؤية دبابات تطلق النار ع‍لى المساكن «ثم جاء الجنود واحرقوا كل شيء».

اغصان زيتون
ويذكر ان السوري الفار درويش فيدو الذي لا يتجاوز السابعة والعشيرن انه جندي احتياط استدعي للخدمة في شهر ابريل بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة، وانه تلقى تدريبات لمدة 15 يوماً على مواجهة الاحتجاجات ثم ارسل الى حمص.
ويستذكر فيدو «انهم في اليوم الاول لم يقولوا لنا شيئاً، فقط ان هناك عصابات تحاول قتل الناس، وحين ذهبنا الى الشوارع فوجئنا بأناس يحملون اغصان الزيتون».
واضاف: «تلقينا اوامر من القيادة باطلاق النار على الناس، وان لم نفعل فإن مصيرنا القتل. وقد نشروا القناصة لاطلاق النار على اي جندي يحاول الهرب» واشار الى فرار عدد من الجنود الذين ساعدتهم عائلات على الاختباء.


قيديو يظهر اعتراف إيرانيين بالمشاركة في قمع التظاهرات

نشر نشطاء سوريون على «اليوتيوب» فيديو يظهر عنصرين إيرانيين ناطقين بالعربية يعترفان بأن الأمن العسكري الإيراني أرسلهما ضمن مهمة المشاركة في قمع المعارضين للنظام السوري.
وذكرت قناة «العربية» أن تاريخ نشر الفيديو يرجع إلى الأحد الماضي، ويشير العنوان إلى اعتقال «العنصرين الأمنيين الإيرانيين» في وقت سابق من هذا الشهر بمدينة حماة السورية التي تتواصل فيها التظاهرات المناوئة للنظام السوري، ويعترف الشخصان اللذان يبدو أنهما في قبضة المحتجين السوريين بأن الأمن العسكري أرسلهما، ويؤكدان قدومهما من إيران.



ماهر الأسد.. القبضة الحديدية لنظام شقيقه بشار
Pictures%5C2011%5C06%5C17%5Cdd2899a7-4547-484d-b34b-b73f84cd1c4e_main.jpg
ماهر الاسد (ا ف ب)
بيروت - ا ف ب - في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس بشار الاسد حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظامه، يكثر الحديث عن دور محوري يقوم به شقيقه ماهر في عمليات قمع المحتجين. ويعد ماهر الاسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد اركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، اضافة الى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز. وقد درس الهندسة الميكانيكية قبل التحاقه بالجيش، وهو متزوج من منال جدعان من منطقة دير الزور شرق البلاد. وذاع صيت ماهر اكثر فاكثر مع الحركة الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا، والتي يجري التعامل معها بعنف شديد من جانب السلطات.
ويرى محللون ان دور ماهر يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت به قواته في قمع التظاهرات. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة «غير انسانية». ويرى محلل سياسي من العاصمة دمشق لم يشأ الافصاح عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع ان «المعلومات الواردة تشير الى ان ماهر يقوم بالدور المحوري في عمليات القمع». ويضيف «اعتقد ان هذا الامر يشير الى ان العائلة الحاكمة تقاتل لبقائها، وهي مستعدة لسحق المجتمع السوري في سبيل اهدافها». ويتابع المحلل «ماهر هو الرمز الابرز لهذه المعركة».
والشهر الماضي، ادرج اسم ماهر ضمن لائحة تضم 13 من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري، فرضت عليها عقوبات من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا.
وتعيد العلاقة بين بشار الاسد وشقيقه ماهر الى الاذهان العلاقة التي كانت قائمة بين والدهما الرئيس الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت، الذي كان يتولى احكام القبضة الامنية في البلاد. وتولى رفعت الاسد قيادة التشكيلات العسكرية التي عرفت باسم سرايا الدفاع، وهي ايضا متهمة بارتكاب اعمال عنف وقتل جماعي في مدينتي حماة وجسر الشغور مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ردا على تمرد مسلح قامت به جماعة الاخوان المسلمين، ما اسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
غير ان رفعت الاسد عاد وغادر سوريا في منتصف الثمانيات، بعد خلاف مع اخيه، وانتقل الى لندن حيث يقيم الآن.
واذا كان ماهر الاسد قليل الظهور ويعمل في الظل، الا ان محللين يرون انه يمثل الوجه الحقيقي للنظام الذي يعمل على سحق حركات الاحتجاج مدينة تلو الاخرى. ويقول الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة اوكلاهوما جاشوا لاندس «بشار الاسد هو القائد أي الوجه الرسمي الباسم، أما ماهر فهو القبضة المنفذة للنظام».
ويرى المحللون انه من الصعب القول ما اذا كان هذا الصيت الذي يكتسبه ماهر صحيحا، أم ان النظام يسعى الى ترويج ذلك ليحافظ على صورة بشار كرجل اصلاح.
ويقول لانديس «ادرك حافظ الاسد ان الولاء الشخصي، العائلي والمناطقي والطائفي، هو اساس الاستقرار». ويضيف «النظام السوري يشبه الى حد بعيد الشركات العائلية، وعلى هذا الاساس يجري تقسيم المهام». لكن رغم كل ذلك، يبقى الحديث عن التحكم الشامل لماهر الاسد في كل العمليات العسكرية الجارية من اقصى سوريا الى اقصاها مجرد تكهنات واستنتاجات، لا سيما في ظل عدم توافر أي معلومات رسمية حول تفاصيل التحرك الميداني، وفي ظل منع وسائل الاعلام العربية الاجنبية من العمل. يقول المحلل المقيم في دمشق «نظريا، يفترض بالقوات التي يقودها ماهر ان تحمي العاصمة السورية ومحيطها اللذين لم يعودا بمنأى تماما عن عمليات الاحتجاج، وخصوصا حماية الرئيس السوري، لا ان تنتشر في طول البلاد وعرضها».


















واشنطن تزيد اتصالاتها مع سوريين يسعون إلى التغيير

واشنطن - أ ش أ - أعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تزيد اتصالاتها داخل وخارج سوريا مع سوريين يسعون إلى التغيير السياسي في بلادهم. وكررت الوزارة دعوة النظام السوري إلى وقف «الأعمال البربرية تجاه أبناء شعبه». وقالت في بيان: «أقول وأكرر إن الأعمال البربرية التي يرتكبها النظام السوري يجب أن تتوقف، ونحن نركز حاليا على عدة أمور ومنها زيادة الضغوط على النظام السوري وعزله، ونعمل مع شركائنا في مجلس الأمن على التوصل إلى قرار، كما بدأنا اخيرا التركيز على زيادة اتصالاتنا مع السوريين الشجعان المطالبين بالتغيير وبحقوقهم داخل سوريا وخارجها».
وأضافت: «لقد فوجئنا في الأسابيع الأخيرة بأن القمع الذي يعتمده الأسد لم يفعل شيئا سوى صب الزيت على نار التغيير، فالسوريون على جميع المستويات يجمعون على المطالبة بحقوقهم، ويهمنا أن ندعمهم».


حوالي عشرة آلاف لاجئ سوري في تركيا نازحون يتحدثون عن الرعب الذي ينشره الجيش

غوفيتشي (تركيا)- ا ف ب - اعلن مصدر رسمي تركي ان عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا هربا من القمع في بلدهم بلغ الجمعة 9700 شخص بعد وصول اكثر من الف شخص في الساعات الـ24 الماضية.
ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في محافظة هاتاي اقامها الهلال الاحمر التركي.
وقالت السلطات انهم يمنحون ثلاث وجبات يوميا ومياه ساخنة على مدار الساعة في المخيمات المزودة باجهزة من بينها غسالات وتلفزيونات.
كما يقوم اشخاص بتسلية الاطفال واطباء نفسيون ناطقون بالعربية وائمة بمساعدتهم، وفق ما ذكر المصدر نفسه.
ويتولى مستشفى ميداني مساعدة المصابين بجروح طفيفة.
ويتحدث مواطن سوري وصل الخميس هاربا من بلدة جسر الشغور القديمة عن الرعب الذي ينشره الجيش.
يقول ابو احمد (32 عاما) رافضا كشف اسمه كاملا وهو يمسك سيجارة بيد ورضاعة باليد الاخرى «ذهبنا من دون ان نحمل معنا شيئا، فقط بعض الملابس للاطفال».
وروى «راح الجيش يطلق النار في جميع الاتجاهات بالدبابات والاسلحة الخفيفة. مشينا عبر الجبال والوديان ووصلنا الى هنا»، مشيرا عبر الحدود الى اطفاله الستة وزوجته وعائلة شقيقته.
وتابع متسائلا «دخلوا المنازل وحطموا كل ما فيها. كيف يمكننا العودة الى ديارنا؟ كيف لنا ان نعود؟ حتى يقتلونا؟».
ومثل الاف النازحين المحتشدين على الحدود التركية السورية، يتردد ابو احمد في عبور الحدود واللجوء الى تركيا وقد اقام لعائلته ملجأ مرتجلا بواسطة شادر بلاستيكي نصبه على اربعة اغصان.
ويقول هازئا «غادرنا منزلنا لبناء هذا القصر حتى نحتمي من المطر والشمس».
وابو احمد واحد من عشرات السوريين من سكان جسر الشغور القديمة الذين وصلوا الى الحدود.
وقال سكان من بلدة غوفيتشي التركية الحدودية انهم استيقظوا في الساعة السادسة (الثالثة) الخميس على دوي طلقات نارية وانفجارات قادمة من الطرف الاخر من الحدود.
وقالت امراة شابة «غادرنا القرية في الساعة السادسة. كان الجنود يأتون من كل صوب. راحوا يطلقون النار وسط البلدة. وقعت اصابات، لكننا لا ندري ماذا حل بهم».
وقالت المرأة وهي ام لاربعة اطفال «نخشى ان نقتل».
ويروي بعض النازحين انهم تبلغوا بقدوم الجيش قبل وصوله فغادروا منازلهم، لكن وزارة الاعلام اعلنت عبر التلفزيون ان بوسعهم العودة، فعادوا ووصل الجيش بعد ذلك.
واكد ابو محمد (37 عاما) «بثت الوزارة اعلانا عبر التلفزيون قالت لنا فيه ان نعود الى منازلنا فعدنا ظنا منا ان الخطر زال. لكن هذا الصباح في الساعة السادسة، بدأ اطلاق النار بغزارة».
واكد ذلك ابو نوار، وهو سائق من سكان جسر الشغور القديمة روى الامر نفسه.
وقال «اطلق الجيش النار على النساء والدواب وعلى الجميع.. دخلوا المنازل، المتاجر، سلبوا طعاما ووضعوا اسلحة ليقولوا بعدها: اترون، انهم ارهابيون». واضاف «عمري 45 عاما ولم يسبق لي ان شاهدت قطعة سلاح واحدة».



للاشتباه بسعيه لإسقاط نظام سوريا ميليس: الأسد هو من أمر بقتل الحريري

بعد طول غياب، أطل الرئيس الأسبق للجنة التحقيق الدولية (في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) دتليف ميليس، ليكرر اتهاماته للنظام في سوريا بالتورّط في جريمة اغتيال الحريري. وجديده هذه المرة، تأكيده أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من أمر بقتل الحريري، بعدما «اشتبه السوريون في أن الحريري سعى بالتعاون مع الفرنسيين والأميركيين الى إسقاط النظام في سوريا وإلى نزع سلاح حزب الله». وحدّد ميليس الدافع الأساسي لاغتيال الحريري بقرار مجلس الأمن 1559، «إذ إن هذا القرار كان موجّهاً ضدّ سوريا».
كلام ميليس أتى في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الألمانية الخميس، قال فيها إن إفادات الشهود تؤكد له أن «هيكلية نظام الحكم في سوريا لا تسمح بارتكاب هذه الجريمة الا من خلال توجيهات الأسد». وتحدث ميليس، وهو المدعي العام السابق للعاصمة الألمانية برلين، عن أهمية شهادات النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام في التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري.
وأفاد بأن النظام في سوريا يعتمد على الإثراء، إذ إن «كل المقربين من رأس الهرم يصبحون أغنياء» بحسب قوله، «لكن عندما يشعر هؤلاء بأن النظام يتعرّض لخطر السقوط فقد ينقلبون عليه كما هي حال جميع الدكتاتوريات».
وفي ختام المقابلة، انتقل ميليس من التحليلات التحقيقية إلى التحليلات السياسية، متكهّناً أن «النظام في سوريا سيسقط في غضون عام أو عامين»، لكنه قال إنه «يجهل مدى قوة المعارضة السورية». وذكر ميليس أن ما قاله هنري كيسينجر عن «عدم وجود حلول لمشاكل الشرق الأوسط من دون سوريا»، «لا يعني شيئاً، فسوريا طالما كانت جزءاً من أزمة الشرق الأوسط».
 
24-06-2011, 04:46 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

قبس في إقليم هاتاي ترصد معاناة النازحين السوريين طالبنا بالحرية فأصبحنا لاجئين خارج بلدنا

Pictures%5C2011%5C06%5C20%5Cdc5638b4-8446-48b8-b8bd-b95ef0236aa1_main.jpg
اطفال سوريرون يركضون داخل المخيم باقليم هاتاي التركي (تصوير منى فرح)
إنطاكيا (تركيا)- موفدة القبس منى فرح:
هنا رفع طفل سوري ورقة من بقايا صندوق من الكرتون كتب عليها «ما لنا غير الله». وقبله - هنا أيضا - رفعت سيدة سورية لافتة مماثلة كتبت عليها «طالبنا بالحرية فأصبحنا في مخيم للاجئين خارج بلادنا..»، وآخرون رفعوا واحدة تقول «ما معنا مصاري (فلوس) لنأكل فكيف نشتري سلاحا»!، في إشارة الى اتهام السلطة السورية لهم بأنهم مسلحون يحاولون زعزعة الأمن والنظام!
إنها منطقة تجمع النازحين السوريين، سكان القرى والبلدات الحدودية مع تركيا، ووصل عدد المقيمين منهم امس في الخيام المنصوبة على الجانب التركي الى نحو عشرة آلاف لاجئ حتى اللحظة، فيما ينتظر عدد غير قليل على الجانب السوري. وكلا الموجودين على الجانبين هربوا ويهربون من اضطرابات الأوضاع في بلادهم. والروايات في هذا الشأن كثيرة ومتناقضة أحيانا: منها ما يقول إنهم (الفارون) أجبروا على ترك بلداتهم وقراهم ومنازلهم تحت التهديد، ومنها ما يقول إن الأهالي بلجوئهم الى تركيا «إنما اختاروا السلامة»، ومنها ما يختصر بالقول «خافوا.. فهربوا..».
ونحن إذ نكتفي هنا بعرض وجهات النظر هذه (الروايات الثلاث)، فذلك لتعذر وصولنا - حتى اللحظة - الى هؤلاء والتحدث معهم عن قرب لنقل رأيهم دون غيره، ولسماع قصتهم قبل غيرهم.
فالسلطات التركية تفرض إجراءات مشددة ودقيقة حول المخيمات التي أنشأتها خصيصا للاجئين على طول حدودها مع سوريا، وتحديدا عند محافظة هاتاي (مركز لواء الإسكندرون) في جنوب شرق اسطنبول. نقول إجراءات مشددة، لأن السلطات التركية تمنع أي شخص، من خارج لجان الإغاثة والعمل الاجتماعي التابعة لها أو للمنظات الدولية، من دخول منطقة المخيمات، أو التحدث مع أي من اللاجئين. والمنع يطال جميع العاملين في وسائل الإعلام، كما يطال الأقرباء والمعارف الذين بينهم من يعيش في المنطقة، وبينهم من وصلها أخيرا على أمل الحصول على أي خبر يطمئنهم عن معارفهم.
ونقول دقيقة، لأن السلطات التركية - وفق المراقبين والإعلاميين الذين واكبوا الحدث منذ البداية - تعمل وفق معطيات واحتمالات وتحديات مختلفة: اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية أيضا. فقد بدا الانتشار الأمني غير المعهود في المنطقة، وعلى طول الطرق الواصلة بين المخيمات، وجرى تكثيف الحراسة حول هذه المخيمات، في ظل حديث عن انتشار تجارة تهريب البشر الى جانب تجارة تهريب البضائع المنتشرة أصلا في المنطقة.
في البداية، أي عندما وصلت المجموعة الأولى من النازحين من جسر الشغور التي سيطر عليها الجيش السوري بعد عملية عسكرية شاركت فيها الدبابات، وكانوا عبارة عن نحو 60 شخصا يشكلون عددا من العائلات، سمحت السلطات التركية للصحافيين وغيرهم من مقابلة هؤلاء وجها لوجه داخل مكان إقامتهم الجديد في مبنى مصنع التبغ القديم «تكل» (اسم الشركة الحكومية التي تحتكر انتاج وتصدير التبغ التركي). وهذا المصنع مقفل ومهجور منذ أكثر من خمس سنوات، لكن السلطات التركية أعادت تجهيزه - على عجل- بالكهرباء والماء وحتى بالغسالات الأوتوماتيكية وبأجهزة التلفزيون والراديو واللواقط اللاسلكية. لكن، لم تمض أيام قليلة حتى قررت السلطات التركية وضع لاجئ سوري تحت إشرافها المباشر، طوال الوقت، معلنة «أنهم مسؤوليتنا اليوم.. وحمايتهم ورعايتهم من واجبنا.. والحرص على أوضاعهم ومستقبلهم بين أيدينا»..
وهكذا صار أمام الصحافي الموجود هنا خياران لا ثالث لهما، إما الانصياع التام للتعلميات الرسمية، وما تبثه وسائل الاعلام الحكومية، وانتظار فرصة تنظيم جولة خاصة للإعلاميين تحت إشراف الأتراك. أو إطلاق العنان للمبادرة الفردية. ومعنى ذلك قطع عشرات الكيلومترات ذهابا وإيابا في المناطق الوعرة بين منطقة مخيم وآخر، وتكرار المحاولة تلو الأخرى عسى ولعل يتحقق الوصول الى صوت أو وجه أو حتى اسم وعنوان.

3 مخيمات ومركز
يبلغ عدد هذه المخيمات المنتشرة داخل الأراضي التركية حتى اللحظة ثلاثة، بالإضافة الى المركز الأول الذي ذكرناه آنفا داخل مصنع التبغ. والمخيمات هي: يايلاضاغي (أو الجبل الممتد بالعربية)، وهو على اسم المنطقة التركية الحدودية (شرق أنطاكيا)، وفيها يقع أيضا مصنع «تكل» للتبغ. وهذه المنطقة تبعد عن مركز انطاكيا أكثر من 50 كيلومترا.
ومخيم بونيويوغن (أو الرقبة الكثيفة- الطويلة بالعربية)، ومعظم شاغلي هذا المخيم نزحوا من بلدة معرة النعمان. وبين المخيمين هناك مخيم آلطن أوزو (لب الذهب، أو خلاصة الذهب بالعربية)، يقع في الجانب الغربي من أنطاكيا، ويبعد عن المركز حوالى 40 كيلومترا، وهو الأكبر حتى اليوم، إذ يضم أكثر من نصف النازحين، الأغلبية العظمى منهم جاؤوا من جسر الشغور، أما الباقون فعبارة عن بضع عائلات من بلدتي بدعا ومعرة النعمان السوريتين.
وكان للنازحين الى مخيم آلطن أوزو السبت الماضي موعد مع الممثلة الهوليودية أنجلينا جولي، التي استقبلوها بعبارة «أهلا وسهلا بملاك الخير في العالم»، لأنها حملت معها لهم الى جانب هدايا الأطفال «الأمل» بأن يكون العالم الى جانبهم. وقد أرادت جولي من زيارتها لفت الانتباه الدولي إلى الأزمة التي يعيشها اللاجئون السوريون في تركيا.

نقاط عبور متعددة الهوية
صار اللاجئون السوريون جزءا أساسيا من المشهد التركي، وخصوصا في محافظة هاتاي. ففي مطار المحافظة تلتقي بقادمين كثر، بعضهم وفد من دول غربية واختار معبر انطاكيا للوصول الى منازلهم في اللاذقية أو حلب وجوارها على منفذ مطار دمشق الدولي.
ومن هؤلاء السيدة أميرة (رفضت ذكر اسم عائلتها)، قالت لي إنها قادمة من ألمانيا، حيث مكثت شهرا ونصف الشهر الى جانب ابنتها التي وضعت الحفيد الأول للعائلة.
قالت لي السيدة أميرة «أنا في طريقي الى منزلي في اللاذقية.. خفت أن أمر عبر دمشق أو عبر حلب، فأنا لا أعرف ما يجري بالضبط. أتوق للوصول سالمة الى بيتي، وأتلهف لأعرف ماذا يجري على أرض الواقع بالضبط. أريد أن أعرف من يقتل من، ومن يطلق النار، ومن يحتج، وماذا تفعل حكومتنا، ولماذا الإعلام الغربي يقول عكس ما يبثه التلفزيون السوري تماما»؟!
وتتابع السيدة أميرة «عقلي لا يصدق أن إخواني في درعا والشام وجسر الشغور فتحوا النار على الجيش السوري.. وقلبي لا يطاوعني لأن أقول إن حكومتنا تقتل شعبها.. الذي يحدث اليوم في سوريا لا يصدق..».
وإذا كانت السيدة أميرة من العابرين الى سوريا، فهناك العشرات الذين يدخلون الحدود عبر المنافذ القانونية بهدف العمل والتجارة وغير ذلك. لكن المشهد اليوم هو لهؤلاء الذي ينفذون عبر الوديان والجبال والسهول مشيا على الأقدام. منهم من يكمل الطريق وينضم الى أول مخيم للاجئين. ومنهم من يقطع الطريق ليمضي الليل على الحدود ويعود نهارا الى بيته. وهناك أيضا من يرابط على الحدود آملا بأن توافق السلطات التركية على إدخالهم.
وبما يخص المجموعة الأخيرة، فمصيرهم يرتبط بالخطط والاجراءات التي تدرسها السلطات التركية. فكما ذكرنا آنفا، فان عدد اللاجئين الاجمالي حتى اليوم هو عشرة آلاف تقريبا. وهناك عدد محدود، قالت أنقرة إنها مستعدة لتحمله (يقدر بنحو عشرين ألفا). بعد ذلك سيكون للوضع ترتيب آخر. فالعدد كبير ويعني بالتالي كبر حجم التحديات على اختلافها، مثل أن يفرض أمر واقع بتدويل وضع اللاجئين. وفي هذه الحال تتناقل التقارير الاخبارية معلومات تتحدث عن توجه لتحويل الحدود الى منطقة عازلة، ليكون بالمقدور السيطرة على الوضع من حيث العدد وتحرك اللاجئين والحؤول دون وقوع حوادث من شأنها الاخلال بأمن البلاد والحدود، خصوصا مع بدء الحديث عن حوادث التهريب وما شابهها.
وهنا لا بد من التذكير بالاتفاقية الحدودية الأمنية بين سوريا وتركيا، التي تنص على حق الجيش التركي دخول المنطقة الحدودية (5 كلم)، ولا يحق للجيش السوري بالمثل. وبالتالي إذا ما قررت السلطات التركية عزل المنطقة يعني أنها ستكون محظورة على الجيش السوري، أي ستتحول الى منطقة عسكرية تابعة لتركيا حصرا.

إدخال الطعام ممنوع
الوضع الأكثر صعوبة يكمن في مخيم يايلاضاغي، المنعزل تماما والبعيد عن القرى التركية. وأقرب نقطة يستطيع الصحافي الوصول إليها تعني مئات الأمتار بعيدا عن أول خيمة. وهناك أيضا التقينا عددا من المواطنين السوريين من سكان قرى هاتاي بعد المصاهرة والزواج، ولهم أهل أو أقارب بين اللاجئين.
من الأقارب التقيت سمية المواطنة السورية المتزوجة من تركي. كانت قد تركت بلادها منذ عشر سنوات، وهي منذ اليوم الأول لبدء حركة النزوح تحرص على التواجد في خيمة الصحافيين آملة بأن تتسنى لها فرصة الدخول الى المخيم ولقاء الأهل والأقارب الذين تؤكد أنهم هناك.
وقد علمنا أن السلطات التركية تسمح في أحيان لمن هم في مثل حالة سمية أو الراغبين بتقديم مساعدات عينية بالدخول الى المخيمات، شرط ألا يكون بين ما ينقلونه أي طعام أو شراب. ولما استفسرنا عن هذا الشرط تحديدا، قيل لنا إنها إجراءات أمنية خوفا من وقوع أي حادثة تسمم - مفتعلة أو صدفة -. فالحكومة التركية حريصة كل الحرص أن تبقى الأوضاع داخل المخيمات تحت السيطرة التامة، خصوصا من ناحية الأمن والسلامة والصحة. ومن هنا كان حرصها الشديد واهتمامها الكبير بمعالجة موضوع الاضراب عن الطعام الذي نفذه اللاجئون في مخيم يايلاضاغي بارسال اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين لاقناع المضربين على العدول عن فكرتهم، خصوصا بعد انتشار أنباء تفيد بأن الاضراب عن الطعام كان احتجاجا على ما وصفه اللاجئون بـ «القيود التي تفرضها السلطات التركية عليهم»، في إشارة الى حالة العزل التي تحدثنا عنها، «أي منع الزيارات، ومنعهم من التظاهر ضد النظام في دمشق، وانعدام الاتصالات بالخارج»، وفق ما صرح به ناشط سوري لوكالة رويترز للأنباء.
لكن السلطات التركية تعلن وتؤكد أن اللاجئين السوريين يحصلون على ثلاث وجبات يوميا، وعلى المياه الساخنة على مدار الساعة، وعلى تجهيزات كالغسالات والتلفزيونات. كما يقوم متطوعون ببرامج تسلية للأطفال، وينشط فيها أئمة وعلماء نفس يتحدثون اللغة العربية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كرر في أكثر من مناسبة أن بلاده لن تغلق حدودها امام اللاجئين السوريين. وأعلن وزير خارجيته أحمد داود اوغلو (الخميس) أن تركيا ستقدم مساعدات إنسانية إلى آلاف المهجرين على الحدود التركية.

«اسمي عا اسم الرئيس»
بعد محاولات عدة استطعنا مغافلة جندي الحراسة، وتسلقنا حائطاً أسمنتياً محاذياً للمخيم. من على الحائط استطعنا مشاهدة المخيم من الداخل: خيم بيضاء تحمل جميعها علامة إشارة العلم التركي، تمتد على طول 2 كلم2. أطفال المخيم جهزوا لعدستنا استقبالاً خاصاً، كان عبارة عن تظاهرة عفوية تقوم على هتاف واحد لا غير «الشعب يريد إسقاط النظام». حاولنا التحدث معهم، لكن صوتنا لم يلق سوى تلويحات من أكف صغيرة سمراء، بعضها كان يرسم شارة النصر، وبعضها يلوح بالسلام ، وبعضها تحول إلى قبضات، وكأنهم أرادوا القول لنا إنهم أقوياء. محمد بارزون «14 عاماً»، هكذا عرفني على نفسه ، ولما سألته من أين أنت؟ وماذا تفعل؟ بادرني بسؤال من طرفه ، يقول «ليش (لماذا)؟»، حاولت القول: أريد أن أتعرف إليك، لكنه غاب بين الأطفال، وحالت المسافة دون معرفة أين اختفى. وحده الطفل محمد الشيخ موسى «12 عاماً» تجرأ، وأخرج رأسه من بين الستائر القماشية، التي تغلف الستائر الحديدية المحيطة بالمخيم، ناداني بصوته الرفيع، قائلاً: مرحباً، تحدثي معي! سألته أولاً من أين أنت؟ قال «من بيتيا»، وفجأة ظهر رفيقه ليقول «وأنا بشار، عا اسم الرئيس»، ولما سألته ما اسم عائلتك، ومن أين أتيت، جاءني صوت الجندي وهو يصرخ «ممنوع، ممنوع»، وراح يأمر الطفلين بإدخال رأسيهما، ويأمرني بالابتعاد. في وسط المخيم نصبت خيمة أكبر من الخيم الأخرى ، ومفتوحة من الجانبين، كان جميع من في داخلها من الرجال، يتابعون الأخبار، من خلال جهاز تلفازي ضخم، ومن خلال المقتطفات التي سمعناها من تلك النشرات استنتجنا أن القناة فضائية عربية. أما على جانب المخيم، فكانت مجموعة من النسوة، يعملن على نشر الغسيل. وتنظيف الأواني.







Pictures%5C2011%5C06%5C20%5C757ff4be-dab4-424d-8ebf-4ccc283efa27_maincategory.jpg
منظر عام لمخيم يايلاضاغي
Pictures%5C2011%5C06%5C20%5C269167d5-580c-4b40-afe1-90f508db899c_maincategory.jpg
جنديان تركيان خارج حدود المخيم

القبس




ل 5 جنود في حمص وتظاهرات ليليلة ودعوات للإضراب معارضون سوريون يشكلون «مجلساً وطنياً» ضد النظام
Pictures%5C2011%5C06%5C20%5C472708c1-84d8-4953-846a-7fa9d9f987cf_main.jpg
صورة وزعت امس لتظاهرة ضخمة خرجت في منطقة الحولة في حمص الجمعة الماضية (من موقع اوغاريت نيوز)
شكل معارضون سوريون «مجلسا وطنيا» لمواجهة نظام دمشق، كما اعلنت مجموعة من المعارضين امس تحدث باسمهم امام الصحافيين جميل صعيب. وقال المعارضون في بيان اصدروه «باسم شباب الثورة السورية الاحرار، ونظرا للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية، وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب (...) نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بكل الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج».
واوضح المتحدث جميل صعيب ان هذا «المجلس الوطني» يضم معارضين معروفين، وخصوصا عبدالله طراد، ومأمون الحمصي، والشيخ خالد الخلف، وهيثم المالح، وسهير الاتاسي، وعارف دليله، علما ان المالح والاتاسي ودليله موجودون في سوريا.
وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحفي في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديدا في قرية خربة الجوز شمال سوريا.

مقتل 5 جنود
ميدانيا قال موقع إخباري سوري إن خمسة عناصر من الجيش السوري قتلوا بنيران مسلحين، استهدفوا نقاطا عسكرية في مدينة حمص وسط سورية بعد منتصف ليل السبت الأحد. ونقل موقع سيريانيوز الالكتروني أن «ثلاثة أفراد من الجيش قتلوا إثر اعتداء مسلحين على حاجز عسكري، بعد منتصف ليل السبت، كما تم استهداف عنصرين في نقطة عسكرية في حي العشيرة بحمص».
وشهدت عدة مدن سورية مساء السبت تظاهرات ليلية تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
ففي منطقة برزة بدمشق خرجت تظاهرة جديدة السبت ليلا وسط أهازيج وشعارات مناهضة للنظام. كما شهدت منطقة الكُسوة في محافظة ريف دمشق تظاهرة ليلية هتف المتظاهرون فيها بشعارات تدعو لإسقاط النظام. وبدورها شهدت منطقة باب الدريب في حمص تظاهرة ليلية جديدة طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام.
أما في مدينة دير الزور شمال شرق سوريا، فقد تحولت جنازة متظاهر قتل برصاص قوات الأمن إلى تظاهرة حاشدة ضد النظام.
ودعا ناشطون سوريون في دوما وحرستا والتل في ريف دمشق، إلى إضراب لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على طريقة تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين في جمعة الشيخ صالح العلي.
ودعا النشطاء إلى إضراب عام يوم الخميس المقبل في جميع أنحاء البلاد، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين لنظام الرئيس بشار الأسد.
أما رسميا، فقد ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب شهدت مسيرة شعبية حاشدة، نظمتها فعاليات شعبية وأهلية وشبابية، تعبيرا عن تمسكهم بالوحدة الوطنية واستنكارهم للمؤامرات التي تستهدف النيل منها».

مساعدات للنازحين
على صعيد آخر، بدأت تركيا تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هربا من القمع، واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما اعلنت امس الوكالة الحكومية المكلفة الاوضاع الطارئة.
وذكرت الوكالة في بيان ان «توزيع المساعدة الانسانية بدأ لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود».
وهي المرة الاولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، بعد ان استقبلت خلال اسابيع في الاراضي التركية اكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري هربوا من القمع في بلادهم.
وقد احتشد آلاف السوريين على الحدود مترددين في العبور الى الاراضي التركية. واقام معظمهم في ظروف معيشية صعبة في خيام اعدت على عجل.
واوضحت الوكالة الحكومية ان عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ امس 10553.

أوضاع مأساوية
وأكد نشطاء سوريون تردي الأوضاع الإنسانية على الحدود مع تركيا.
وقال نشطاء سوريون إن هناك المئات من المرضى، بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض وخصوصا بين الأطفال.



تحليل إخباري تماسك النظام مهدد بالتصدع إذا ما استمرت الاحتجاجات

القاهرة ـ ا ف ب ـ يجمع الخبراء على ان النظام السوري يظهر خلافا للانظمة الاخرى التي طاولها «الربيع العربي» تماسكا لافتا في مواجهة حركة احتجاجية غير مسبوقة، غير انهم يختلفون حول قدرته على المقاومة في حال استمرت الاضطرابات.
وعلى خلاف ما جرى في تونس ومصر واليمن وليبيا، حيث ظهرت الانشقاقات والخلافات بشكل سريع، لم تحصل في سوريا اي تصدعات في قمة هرم الدولة او في قيادة الجهاز الامني بالرغم من حملة قمع وحشية وادانة دولية شديدة.
ويشير الخبراء بهذا الصدد الى ان لحمة النظام السوري تقوم على البنية العائلية والطائفية لدائرة القيادة.
واوضحت شركة اكسكلوزيف اناليسيس المتخصصة في دراسة المخاطر ومقرها في لندن ان «بشار الاسد لا يقود البلاد وحده. القرارات الكبرى المتعلقة بالتصدي للاضطرابات تتخذها مجموعة قيادية صغيرة تضم عائلة الاسد وحلفاءه الاساسيين في الجهاز العسكري الامني».
ونجح حافظ الاسد الذي وصل الى السلطة في انقلاب ابيض عام 1970، في البقاء في الحكم على مدى ثلاثين عاما قبل ان يخلفه ابنه بشار، مستندا الى عائلته والموالين له والاقلية العلوية التي ينتمي اليها.
وتابعت شركة الدراسات «ثمة اتفاق فيما بينهم على المسائل الجوهرية، وهي ان العلويين يجب ان يهيمنوا على الدولة والاقتصاد من خلال حزب البعث والجهاز الامني العسكري، وليس هناك اي خلاف كبير داخل النخبة الحاكمة حول وجوب استخدام القوة على نطاق واسع لقمع الاضطرابات».
وهو الرأي الذي عبر عنه توما بييريه المتخصص في شؤون سوريا.
ويقول «ان كل افراد العائلة الحاكمة يعلمون ان النظام غير قابل للاصلاح، وتحديدا بسبب طبيعته العائلية. يمكن اصلاح نظام متسلط حين يكون مستندا الى مؤسسات متينة، لكن ليس حين يقوم على نسق عائلي».
غير ان الخبراء يختلفون حول قدرة النظام على الحفاظ على لحمته وتماسكه وتقول شركة اكسكلوزيف اناليسيس «يبدو حتى الان ان الدولة تسيطر على البلد ولم تحصل انشقاقات على مستوى عال، لكن من غير الممكن استمرار الوضع الراهن: فاما ان تهدأ الاضطرابات او ان تنفجر الدولة او يحصل انقلاب».
ويرى خبراء الشركة انه مع استمرار الاضطرابات، ستضطر الدول للاستناد الى قوات سنية لتنفيذ عمليات عقابية في المناطق السنية، ما سيؤدي الى فرار عناصر او الى تفكك القوات المسلحة على اساس طائفي.
وقالت باسمة قضماني مديرة مبادرة الاصلاح العربي ان «النظام يمكنه البقاء في السلطة لبعض الوقت، لكن اعتقد انه يفقد السيطرة على الارض تدريجيا لان قوات الامن لا يمكن ان تكون في كل مكان في وقت واحد».
لكن خبراء اخرون ابدوا المزيد من الحذر. وقال توما بييريه «يمكن نظريا ان يتغلب تصميم المتظاهرين على النظام اذا ما تمكنوا من ارغام الجهاز العسكري على التشتت على مساحة كبيرة جدا، لكن هذا يفترض اشتداد الحركة، وهو امر غير مؤكد اطلاقا». وقال الاستاذ فولكر بيرتيس مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية ان «النظام لم ينته بالتاكيد، ولن يستسلم بسهولة».
وتابع بيرتيس الذي الف كتابا بعنوان «سوريا في عهد بشار الاسد» ما زال لديه الكثير من المؤيدين بينما المعارضة ضعيفة وبدأت للتو تنظم نفسها على الساحتين الوطنية والدولية. لكننا في الوقت نفسه تخطينا نقطة لا عودة لأن الكثير من الدماء اريقت.
وقال «حتى لو سحق التمرد، فلن يخرج بشار الاسد منتصرا لان سوريا ستكون معزولة وستعاني».




رفسنجاني يصف ما يحدث في سوريا بـ «حركة شعب مقاوم» موقع معارض: طهران تساعد نظام الأسد

دبي - العربية نت - أعلن موقع «الخبراء الخضر للإصلاحيين» الإيراني المعارض أن حكومة طهران قامت بإرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين ومعدات مكافحة الشغب لسوريا، إضافة إلى المساعدة الاستخباراتية المتمثلة في أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي «فيسبوك وتويتر».
وأشار الموقع إلى أن ايران أرسلت قوات خاصة تسمى قوات «معسكر عمار» التي تخضع لسيطرة أمن الحرس الثوري، لتستقر هذه القوات في ضواحي دمشق.
وذكرت وكالات أنباء أن الحكومة الإيرانية أرسلت مدربين عسكريين إلى دمشق لتدريب السوريين على التقنيات التي تستخدمها حكومة طهران ضد «الحركة الخضراء» التي ولدت غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في عام 2009.

تقهقر الموقف الإيراني مع تأزم الوضع في سوريا
ومع تواصل الاحتجاجات واحتدامها، بدأت الحكومة الإيرانية تنظر للوضع السوري بنوع من الريبة والشك، لا سيما مع دخول النفوذ التركي على الخط، مما جعلها تشكك في إمكان المراهنة على بقاء الأسد من دون أن يعلنوا ذلك صراحة.
أول هذه التصريحات بدأت على المستوى الحكومي وأطلقها علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد كبار السياسيين الإيرانيين ورمز من رموز الثورة ومهندسيها، حيث وصف ما يحدث في سوريا بأنه «حركة شعب مقاوم وأن الوعي الشعبي في المنطقة لن يرحم حكامها».
وختم حديثه قائلاً إن «الشعب في اليمن ينزل إلى الشارع منذ شهور ويستشهد، وفي ليبيا الشعب يحارب ويُقتل، وفي سوريا الشعب أيضاً يقاوم».
وهاجم محسن دعاجو، إمام جمعة مدينة شميرانات، بشدة وسائل الإعلام الرسمية، خصوصاً الإذاعة والتلفزيون، بسبب عدم تطرقها للأخبار والتطورات الجارية مؤخراً في سوريا، واتهمها بالتخاذل وعدم التقيد بالمهنية الأخلاقية في نقل الأخبار المتعلقة بالأحداث الجارية في سوريا، مما دفع المواطنين الإيرانيين للجوء إلى وسائل الإعلام الأجنبية للحصول على آخر الأخبار المتعلقة بسوريا.










وأضافوا أن الجيش السوري يقطع الطرق المؤدية إلى الحدود السورية التركية في محافظة إدلب، ويقيم عشرات الحواجز ويعتقل كل من يريد النزوح من القرى باتجاه تركيا. وأوضحوا أن الشبيحة وقوات الأمن قاموا بحرق وتخريب عشرات البيوت في عدد من القرى، سواء أكان أهلها من المشاركين في التظاهرات أو لا.
 
24-06-2011, 04:57 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783

icon1.gif

القبس في مخيمات النازحين السوريين إلى تركيا «شباب ثورة سوريا» وحربهم الافتراضية ضد النظام
Pictures%5C2011%5C06%5C21%5C946b1a92-c9d1-48c0-8652-4b0b107de7c7_main.jpg
محمد الفيزو يشير إلى بلدته في الجانب السوري التي أجبر على النزوح منها
أنطاكيا (تركيا)- موفدة القبس منى فرح
«آباؤنا وأجدادنا عاشوا في الذل والمهانة والخوف بسبب حكم الحزب الشمولي.. ونحن إذا سكتنا اليوم نكون قد شاركنا في الحكم على أبنائنا بمثل تلك العيشة».
بهذه الكلمات بادرني محمد الفيزو (31 عاماً)، أحد الناشطين في انتفاضة الحرية التي تعيشها مدن وبلدات وقرى سوريا اليوم، عندما سألته عما إذا كان متفائلا بما ستؤول إليه الأوضاع في بلاده، بالرغم من كل ما يحدث.
ومحمد كان من أوائل من حرّض وشجّع على التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في جسر الشغور. وكان أيضا حريصا على تنظيم تلك التظاهرات ونقلها الى القرى المجاورة. فقبل بدء حركة الاحتجاجات كان محمد من سكان اللاذقية. وعندما بدأت المواجهات في مدينته عاد الى مسقط رأسه في جسر الشغور، لإيمانه بأنه من بلدته يستطيع أن يقدم للـ «الثورة» أكثر مما يستطيعه من أي مكان آخر، وفق تعبيره، خصوصا بعدما قطعت السلطات عن اللاذقية خدمات الهاتف الأرضي والنقال وأيضا الانترنت، وفرضت حصارا أمنيا وعسكريا.
وهكذا، أصبح محمد يمثل اليوم مجموعة من الشبان أطلقوا على أنفسهم اسم «شباب الثورة السورية»، ردا على التسميات «المهينة» التي يستخدمها النظام بحقهم، كما يقول محمد. ويضيف «ليسمّنا ما يشاء: إرهابيين، خارجين عن القانون، مرتزقة، جماعة فلان وعلان.. لكننا في النهاية نحن أبناء سوريا وأصحاب حق في العيش بكرامة وحرية.. والنظام الذي يطلق النار على أبنائه ليس عبرة لنا لنأخذ بما يقول. فالعبرة أخذناها من الشعب المصري وقبله التونسي ولن نفعل أكثر مما يفعله اخواننا اليمنيون والليبيون.. ولا أقل مما فعلته شعوب أخرى عبر التاريخ من أجل كرامتها ومستقبلها.. فنحن لن نقبل بعد اليوم إلا أن نكون عبرة ايجابية لمن يريد أن يعتبر..».

الحرب الافتراضية

إلا أن مهمة محمد الفيزو «النضالية» الرئيسية (المصطلح الذي يحب أن يستخدمه) ميدانها «العالم الافتراضي». فهو واحد من هؤلاء الذين نجحوا أخيرا في نقل صورة عن واقع ما يجري اليوم في سوريا بعيدا عن آلية الإعلام الرسمي. فقد اختاروا «تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات» في إدارة ما يسميه محمد «الحرب الافتراضية» لكشف ممارسات النظام وأساليب القمع التي يستخدمها مع مواطنيه ويقول إنها «حوار».
وعندما سألت محمد (خريج الأكاديمية البحرية) عن تعليقه على ما يطلقه الإعلام الرسمي عنه وعن زملائه بخصوص أنهم «مندسون.. ومدججون بتكنولوجيا خطرة ومعدات تدمر المجتمع»، أخرج من جيبه هاتفا نقالا صغيرا وبسيطا ذا مزايا متواضعة، وقال: «هذا هو كل أسلحتنا».

سلاح الصوت والصورة

كيف يعمل هذا «السلاح» (جهاز الهاتف الذي ليس بهاتف ذكي ولا بقمر صناعي ولا كل ما يشبه ذلك) وسط التدابير الأمنية والاستخباراتية ووسائل القمع المفروضة في البلاد؟ وكيف يحقق أهدافه فيما السلطات قادرة على قطع وسائل الاتصالات؟ وكيف نجح محمد وأمثاله رغم كل هذه الظروف في بث الحدث بالصوت والصورة على العالم أجمع، وأرسل عصر فرض الرأي الواحد الى خبر كان؟
التقيت بمحمد في منطقة غوتيشتشي الحدودية في محافظة هاتاي التركية، المطلة على بلدات جسر الشغور وخربة الجوز ومعرة النعمان وبداما في الجانب السوري، والتي أصبحت اليوم «نقاط ساخنة» في محور المواجهة الدائرة بين النظام السوري والمطالبين باسقاطه.
تبعد غوتيشتشي عن آخر نقطة حدودية سورية مسافة ساعة سيرا على الأقدام وسط الأحراج (حوالي 5 كيلومترات)، يقطعها محمد يوميا تقريبا قادما من مقر اقامته الحالية في بلدة خربة الجوز المحاذية لجسر الشغور. فبعد المواجهات العنيفة التي شهدتها قرى المنطقة وفرار الأهالي الى تركيا والحدود والقرى البعيدة قرر الفيزو ورفاقه انشاء نقطة تجمع تضم ممثلين عن أهالي جسر الشغور وخربة الجوز والبيضاء وغيرها. وأطلق على هذه النقطة اسم «تجمع خربة الجوز». وفيها يتواجد متطوعون توزعوا على لجان شعبية وتقاسموا مهام باختصاصات مختلفة: من توزيع المؤن وتأمين الحاجات الضرورية الى الحراسة وفض الاشكالات التي تحصل في مثل ظروفهم. والى جانب هذا هناك لجنة اعلامية مهمتها توثيق كل ما يحدث على ارض الواقع من تظاهرات واحتجاجات ومواجهات وحوادث وآراء وما الى ذلك، بعد تسجيلها على أجهزة الهاتف النقال، يتولى بعدها محمد الفيزو وعدد من رفاقه نقلها وحفظها على أشرطة مدمجة أو ما ينوب عنها، يتحمل محمد مسؤولية نقلها الى أقرب نقطة داخل الاراضي التركية يتواجد فيها خدمة انترنت.
ومن قرية حاجي باشا التركية، حيث له أقارب، يعمل محمد على بث ما سجل بالصوت والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني، مثل الفيسبوك واليوتيوب والتي لهم فيها صفحات خاصة، وأحيانا كثيرة الى وكالات الأنباء ومعارف معنيين يقيمون في الخارج ويتولون بدورهم تطوير المهمة وتعزيز أهدافها.

مهمة وطنية

وعن مهمته «النضالية» يقول: «مهمتنا وطنية. اذا لم يعرف العالم الخارجي حقيقة ما يجري على أرض الواقع ستبقى الحقيقة مخيبة في ظل ما تبثه وسائل الاعلام الرسمي. هدفنا توصيل الحقيقة الى العالم الخارجي وقبله الى شعبنا في الداخل، الذين لا يتسنى لهم الاطلاع على مجريات الواقع الا من خلال التلفزيون السوري فيما السلطات تمنع الصحافيين والاعلاميين من دخول البلاد وتغطية الاحداث.
وتركيز محمد ورفاقه لا يقتصر فقط على تصوير التظاهرات وممارسات القمع والاعتداءات فقط، ولو كان العمل بدأ بتصوير اسكتشات التظاهرات وتطورها، وبثها كما هي على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك واليوتيوب. فخلال المواجهات التي شهدتها بلدة جسر الشغور على وجه التحديد حدث أن أخلى رجال الأمن عددا من المفارز الأمنية ومراكز الشرطة والسجون. فسارع «الثوار» لاستغلال الفرصة وتجميع ما ملكت أيديهم من مستندات ووثائق ومحاضر. وكان من بينها العديد مما يثبت التجاوزات التي ارتكبها جهاز الامن بحق المواطنين المدنيين العزل وأيضا تورط عناصر من جهازي الأمن والمخابرات «بالصوت والصورة والوثائق الرسمية» في ما يعرف داخل سوريا بـ»الشبيحة». ويؤكد محمد أن تلك «الممتسكات قد جرى تسليمها الى عناصر من لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الانسان وعناصر من منظمات انسانية وحقوقية أخرى.
ومن بين تلك الوثائق المصورة والمكتوبة أيضا ما أثبت للعالم صحة حركة الانشقاقات داخل الجيش السوري وهو الأمر الذي لا ينفك النظام ينفي وقوعها.
ويضيف محمد «معلوماتنا وما لدينا يؤكد أن عدد المنشقين عن الجيش السوري حتى اللحظة بين 5 الى 10 آلاف، ومن بينهم ضباط.. ونحن كنا وراء بث انشقاق المقدم حسين هرموش ونقلنا نص انضمامه للثوار بالصوت والصورة الى العالم الخارجي».
لدى محمد الكثير مما يخبره عن تفاصيل المواجهات التي حصلت في جسر الشغور، ولديه أيضا الكثير من التفاؤل بأن الأمر سيكون على أكمل ما يرام». ويؤمن بان ما كان سائدا في الأمس لن يعود، وأن التغيير الايجابي حاصل لا محالة. «فالخوف انكسر وانطلقت شرارة الشعور بجمال طعم الحرية.. وعاشقو الطعم الحلو لن يتخلوا عنه بعد اليوم»، بحسب تعبير محمد ذي الجسد النحيل والوجه المتعب والعينين الناعستين لكن الحالمتين بغد أفضل له ولأبنائه ولوطنه «حتى لا يعيش أطفال سوريا ما عاشه الآباء والأجداد».

شيوخ جسر الشغور بكوا على درعا

يروي محمد كيف تطورت التظاهرات الاحتجاجية وصارت تضم عشرات الآلاف بعدما بدأت بعشرة أشخاص فقط. ويقول: عندما اتفقت مع رفاقي على إطلاق الحملة الالكترونية كنا خائفين من عدم تجاوب الاهالي ومن ضحكهم علينا.. الذين هم في طبعهم مسالمون الى اقصى الحدود ولم يدخلوا في اي مواجهة من قبل كونهم مزارعين بسطاء يعملون بعرق جبينهم ليؤمنوا قوت يومهم.. لكنني تعلمت أن هؤلاء القرويين المزارعين هم أيضا اصحاب نخوة وشهامة.. فعندما سمعوا منا ما جرى في دمر على سبيل المثال بالصوت والصورة بكى الشيوخ والرجال قبل النساء.. وهكذا وبعدما كان عدد المشاركين في التظاهرة الاولى التي خرجت في جسر الشغور لا يتعدى العشرة أشخاص كانت التظاهرة الخامسة بعد ثلاثة ايام تضم خمسة الاف شخص وبعدها 15 ألفا وهكذا.. شعرت وكاننا كنا نزداد كل ساعة.

الشعور بالحرية أطلق عنان التمرد

الى جانب أهمية طبع الشهامة التي يتحلى بها أهالي جسر الشغور، إلا أن حادثة معينة كانت بمنزلة الشرارة التي أطلقت الانتفاضة هناك.
هذه الشرارة كانت عبارة عن هتاف ضد ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، والمعروف عند الأهالي على أنه رمز العنف والبطش بالنسبة لهم.. الهتاف يقول «يا ماهر يا ديوس على راسك بدنا ندوس». والديوس هو الشخص الذي يفعل كل المكروهات من دون ان يرف له جفن... ولما سمع الأهالي هذا الشعار من بعض المحتجين لم يصدقوا عقولهم بانهم في العلم.. ومن تلك اللحظة عرفوا أن للخوف حاجزا يمكن أن ينكسر. وبعد أن يتحطم حاجز الخوف تنقشع شعاعات الحرية. وللحرية طعمها الحلو الذي لا يمكن إزالته بسهولة.

لا نريد سجونا بخمس نجوم بل واحات حرية بنجوم السماء كلها
تعرض محمد الفيزو للاعتقال على موقع المواجهات التي جرت في اللاذقية، واودع سجن فلسطين. ولكن المفاجأة بالنسبة لمحمد كانت التحسينات التي أدخلت على عنابر السجن المعروف بأساليب التعذيب الرهيبة التي تمارس خلف جدرانه وفي أروقته. فمحمد كان قد قضى عاما كاملا من عمره في هذا السجن الذي قال انه أصبح يشبه الفندق «بالقياس والتشابيه» نسبة الى ما كان عليه قبل انتفاضة الحرية. والمفاجأة الثانية أن محمد الذي ذاق مختلف أنواع التعذيب والترهيب في ذاك العام لم يتعرض لضربة كف من مسؤول أو جندي خلال الأسبوع الأخير الذي قضاه بعد أحداث اللاذقية. لكنه يؤكد أنه التقى بأطفال تعرضوا للتعذيب وشاهد آثار ذلك على أجسادهم ووجوههم.
وعن مفاجآته قال: عرفت لماذا اختاروني ورفاقي ليأخذونا الى هذا السجن دون غيره. أرادوا أن يوصلوا رسالة من خلالنا بأن النظام بدأ يتغير الى الأحس وبانه يعمل على التحسين.. هم يعتقدون أننا أغبياء ويصرون على معاملتنا على هذا الاساس.. شباب اليوم لا يريد سجنا بخمس نجوم.. شباب اليوم لا يريدون سجونا بالأصل بل واحات حرية لا نرضى إلا أن تكون إلا بعدد نجوم السماء الصافية.


القبس


 
عودة
أعلى