عناصر الامن تنهال بالضرب بالعصى على المتظاهرين
دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى، العضو البارز في الحزب الوطني الحاكم، مصطفى الفقي الرئيس حسني مبارك الى التدخل واجراء «اصلاحات قوية وغير مسبوقة».
وقال «لا يمكن للامن ان يخمد ثورة في الدنيا كلها، الحل الامني وحده ليس كافيا والرئيس وحده ولا احد غيره يستطيع ايقاف ما يحدث».
وحَمَل الفقي بشدة على الحكومة المصرية، وطالبها بتقديم استقالتها. وقال إنه كان يتوقع من رئيس الوزراء أحمد نظيف أن يقدم استقالته.
وأعرب عن استغرابه من خروج مسؤول في الحكومة ليقول في هذه الظروف «إن تعيين الخريجين ليس من مسؤوليتنا»، مبدياً دهشته أيضاً من إعلان رئيس الحكومة أن بيان وزارة الداخلية يعبر عن حكومته، متسائلاً «هل أصبحت الحكومة بمنزلة مديرية أمن؟».
كما حَمَل الفقي بشكل غير مباشر على أمين التنظيم في الحزب الوطني أحمد عز، وقال إنه لم يكن من الصواب أن يسيطر الحزب الوطني على معظم مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات الأخيرة.
وفي أول اعتراف، قال الفقي إنه شاهد شباباً يخرج لأول مرة في التظاهرات، مما يعني أن ليس هناك أيادٍ خارجية وراءهم.
وقال إنه من الطبيعي أن يشارك في التظاهرات بعض المنتمين للإخوان أو الجهات الأخرى، لكن هذا لا ينفي أن معظم المشاركين في التظاهرات خرجوا بشكل عفوي تعبيراً عن مشاكل يعانونها.
وفي لهجة غير مسبوقة، خاطب مصطفى الفقي الرئيس مبارك قائلاً إنه حانت اللحظة لتخرج إلى الشعب وتعلن عن إصلاحات، وأن الشعب لن يصدق أحداً إلا أنت شخصياً، فأنت رجل صاحب تاريخ وكنت قائداً للقوات الجوية في حرب أكتوبر، وقائداً لمعركة طابا السياسية، بالإضافة إلى كثير من الإنجازات، كما أنك الشخص الوحيد المنتخب الآن.
لقطات على هامش التظاهرات
• قام عدد من المتظاهرين بتوزيع المياه والورود على رجال الشرطة والتأكيد على أنهم جزء من الشعب وطالبوهم بالانضمام إليهم.
• عندما كان يحاول رجال الشرطة الاشتباك مع المتظاهرين كان يردد المتظاهرون «سلمية.. سلمية.. سلمية».
• رفع الآلاف من المتظاهرين إعلام مصر وقام العشرات من ركاب السيارات بالتفاعل مع المتظاهرين.
• قام المتظاهرون بتوزيع كمامات وزجاجات المياه المعدنية على المتظاهرين لمواجهة الغازت التي أُطلقت.
• رفع المتظاهرون شعار «جيشنا الحبيب أحمي تداول السلطة ولا تحمي الاحتكار».
• رفع المتظاهرون شعارات تحية إلى «أهل السويس» الذين واجهوا قوات الأمن بشدة.
• قام العشرات من رجال الشرطة، الذين يرتدون الملابس المدنية، بضرب المتظاهرين بالعصي الكهربائية والشوم واستخدام أسلحة نارية.
• ضربت قوات الأمن المركزي طوقا أمنياً شديد الحراسة على مقر الحزب الرئيسي بالقاهرة ومنعت المتظاهرين من الاقتراب منه وقامت بإطلاق مئات القنابل المسيلة للدموع لمنع المتظاهرين من الاقتراب منه وإحراقه.
• قامت الشرطة المصرية بغلق جسر 6 أكتوبر الذي يربط محافظة الجيزة بشرق القاهرة لمنع المتظاهرين من السير عليه والوصول الى ميدان التحرير.
• تم القبض والاعتداء على عشرات الصحافيين والمصورين.
• كان ملاحظاً غياب قيادات تنظيمية من قبل المتظاهرين فيما قاد عدد من الشباب التظاهرات.
• قامت الشرطة باحتلال أسطح المنازل وأطلقوا القنابل على المتظاهرين.
خلال تظاهرة في تركيا مؤيدة لما يحصل في مصر (ا ب)
واجهت مقار السفارات المصرية في أنحاء مختلفة من العالم وقفات احتجاجية اقامها مصريون تضامنا مع مطالب حركة المتظاهرين في القاهرة ومعظم محافظات مصر. وتجمع عشرات المصريين في محيط السفارة المصرية بالعاصمة القطرية الدوحة ورفعوا الأعلام المصرية ولافتات تطالب بتنحي مبارك وإجراء إصلاحات وتستنكر تعامل قوات الأمن بعنف مع المتظاهرين في مصر. كما أقاموا صلاة الغائب ترحما على من سقطوا قتلى أثناء المظاهرات التي تستمر في بلادهم لليوم الرابع.
وفي الأردن، خرج الآلاف في مسيرات حاشدة تهتف للشعب المصري وتحييه وتردد هتافات تضامنية مع متظاهريه وتطالبه بالصمود حتى تحقيق التغيير، وترفع شعارات «الشعب المصري بنحييك كل الأمة بتناديك» و«يا مصر بنحيي رجالك خلصينا من حسني مبارك» و«تحية للشعب الثائر في مصر وتونس والجزائر».
وأعلن عن وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في عمّان بعد صلاة العصر تضامنا مع المتظاهرين في مصر. وفي اسطنبول خرج مئات الأتراك يطالبون بالحرية للشعب المصري.
كما تنادى مصريون إلى وقفات احتجاجية مماثلة أمام السفارات المصرية في كل من إيطاليا والسويد والمملكة المتحدة وألمانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وتونس، وأمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأمام مقر مجلس حقوق الإنسان في جنيف بسويسرا.
«ويكيليكس»: الأميركيون عبّروا تكراراً للمصريين عن القلق بشأن المعارضين والمدونين المعتقلين
واشنطن - يو. بي. آي - كشفت برقيات دبلوماسية سرية أميركية نشرها موقع ويكيليكس عن أن الدبلوماسيين الأميركيين عبروا عن قلقهم تكراراً للمسؤولين المصريين بشأن المعارضين والمدوّنين السجناء، وواصلوا مراقبتهم لتقارير حول عمليات التعذيب من قبل الشرطة، خصوصاً لعدد من عناصر «حزب الله» اعتقلوا في نهاية عام 2008.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن البرقيات الدبلوماسية أظهرت في التفاصيل كيف أن الدبلوماسيين الأميركيين كرروا تعبيرهم عن القلق للمسؤولين المصريين بشأن المعارضين والمدونين المعتقلين وواصلوا مراقبة التقارير بشأن تعذيب الشرطة لهم.
وكشفت مراسلة سرية للسفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي عن أنها ضغطت على وزير الداخلية المصري للإفراج عن 3 مدونين وكاهن قبطي، وطالبت بإعطاء ثلاث مجموعات داعمة للديموقراطية إذناً رسمياً للعمل في مصر، الأمر الذي رفضته الأخيرة.
وذكرت مراسلة أخرى تضمنت تسجيلاً للقاء بين الدبلوماسيين الأميركيين ومسؤولين مصريين، أن الأمن المصري كان قلقاً بشكل كاف، بشأن الأنشطة الأميركية في سيناء.
وأظهرت المراسلات أن الدبلوماسيين الأميركيين استخدموا شبكة واسعة لجمع المعلومات بشأن وحشية الشرطة. وقال محامون ممثلون للمعتقلين ان موكليهم تعرضوا لصدمات كهربائية ومنع من النوم، وأن هذا التعذيب كان أكثر قسوة مما شهدوه عادة.
روما - رويترز - قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن اي تغيير مفاجئ وجذري للحكم في مصر سيحدث فوضى في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط، حيث يقوم الرئيس حسني مبارك بدور مهم في ارساء الاستقرار. وقال فراتيني إن الوضع في مصر مختلف تماما عن الوضع في تونس، حيث أطاحت موجة من الاحتجاجات برئيسها في وقت سابق هذا الشهر. واضاف «الوضع في مصر مختلف. هناك حريات مدنية. ليست نسخة من النموذج الأوروبي ولكننا لسنا مستعمرين لأي دولة.. يجب ألا نفرض نموذجنا». وحث فراتيني على دعم مبارك ولكنه حث على دعم الإصلاحات أيضا في تكرار للسياسة الأميركية بشأن مصر.
وقال «أكبر خطأ هو التفكير في تغيير القيادة دون ايجاد حل.. اقتراح تطور مناسب للوضع. هذا من شأنه أن يؤدي إلى فوضى مؤكدة». وقال إنه سيقترح في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تشكيل بعثة رفيعة المستوى لزيارة تونس والجزائر ومصر للمساعدة في تعزيز الديموقراطية.
29/01/2011
قلق أميركي من قطع الاتصالات.. والعنف أوباما لمبارك: «الإصلاح» هو الحل
قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الاصلاحات السياسية «ضرورية بشكل مطلق» من أجل خير مصر على الامد البعيد، مما يكثف الضغوط على الرئيس حسني مبارك لاجراء تغييرات مع الاعتراف بأنه حليف مهم للولايات المتحدة. وأضاف في أول تعليق على الاضطرابات في مصر ان مبارك كان «متعاونا جدا في سلسلة من القضايا الصعبة في الشرق الاوسط». وقال «لكني قلت له دوما ان التأكد من المضي قدما في الاصلاح - الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي - ضروري بشكل مطلق من اجل مصلحة مصر على المدى البعيد». وأضاف «يمكنك أن تلاحظ الاحباط المكبوت من خلال ما يحدث في الشوارع». وجاءت تعليقات اوباما بينما يحاول البيت الابيض التعامل مع موجة من الاضطرابات السياسية من تونس الى مصر الى لبنان. وكان المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز قال ان الرئيس المصري شريك مهم للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، لكنه شدد على ان بلاده لا تأخذ جانبا أي طرف في الاضطرابات في مصر، مشدداً على ان الحكومة المصرية مستقرة وتحظى بدعم اميركي.
قلق من قطع الاتصالات
في غضون ذلك، عبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي عن القلق من انقطاع خدمات الاتصالات في مصر، وبينها الإنترنت.
وذكر كراولي على صفحته على الإنترنت «نحن قلقون لأن خدمات الاتصالات وبينها الإنترنت مقطوعة، والإعلام الاجتماعي وحتى هذه الرسالة محجوبة في مصر».
وفي رسالة أخرى، قال «نحن نتابع عن كثب الوضع في مصر. سنواصل حث السلطات على التحلّي بضبط النفس والسماح بحصول مظاهرات سلمية». وأضاف «نحن نقدّم النصيحة لمصر وما يفعلونه هو شأنهم».
عمر سليمان نائباً للرئيس وأحمد شفيق رئيساً للوزراء.. وجمال مبارك يبتعد الانتفاضة المصرية تتمدد.. وتنهي التمديد والتوريث
متظاهرون يقفون على دبابة وسط القاهرة (رويترز)
القاهرة - القبس
موافقة الرئيس المصري حسني مبارك امس على تعيين اللواء عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية، بعد أن رفض هذه الخطوة 29 عاماً، وتعيين الفريق السابق ووزير الطيران احمد شفيق رئيساً للوزراء جاءا تحت وطأة تمدد الانتفاضة الشعبية في كل شوارع المدن المصرية، وهو ما رأت فيه الأوساط السياسية المصرية سقوطا مسبقاً لمحاولة مبارك التمديد لنفسه من خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكذلك سقوطاً لمحاولة توريث ابنه جمال للرئاسة الذي تردد أمس انه استقال من امانة السياسات في الحزب الوطني الحاكم، وهذا يعني عدم قدرته على الترشح للرئاسة المشروطة بمنصب في قيادة الحزب.
وترى مصادر مصرية مطلعة أن الجيش سيحاول ضبط الوضع خلال الـ 24 ساعة المقبلة، بعد سقوط 73 قتيلا والفي جريح، لأنه اذا استمرت الانتفاضة 48 ساعة أخرى فهذا يعني اضطرار مبارك لمغادرة الرئاسة وتسليم السلطة للمؤسسة العسكرية.
ويرجح الان تعيين رئيس الأركان اللواء سامي عنان وزيراً للدفاع الذي أدلى ببيان أكد فيه انه سيتم تطبيق حظر التجول بحزم، لكن تظاهرات متفرقة عادت وخرجت ليلا. كما ذكر أن حسن عبدالرحمن سيعين وزيرا للداخلية.
وعُلم أن قرارات متتالية ستقضي بالأخذ بالاعتبار الاعتراضات على التزوير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وبالنسبة إلى مقام رئاسة الجمهورية، يرجح تعديل المواد الدستورية 76، و77، و78 (مدة الرئاسة وشروط الترشح للمنصب.. إلخ).
ميدانيا، التحركات الاحتجاجية الاكبر شهدتها القاهرة وضواحيها، وكذلك الاسكندرية والسويس، وأفيد عن سقوط خمسين قتيلا في معارك بين قوات أمن الدولة وجماعات من البدو في شمال سيناء وفي رفح المصرية وتدمير مراكز أمنية واستخبارية.
يأتي ذلك فيما تتالت ردود الفعل العربية والدولية على التسونامي الحاصل في مصر (وفي دول اخرى من المنطقة)، واتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما بالرئيس مبارك، داعيا اياه الى اصلاحات جذرية، والابقاء بتعهده عدم استعمال العنف.
عمر سليمان نائباً للرئيس .. وأحمد شفيق رئيساً للوزراء .. وعنان للدفاع هل دخلت مصر مرحلة الجيش؟
عناصر من الجيش تحيي المحتشدين في ميدان التحرير امس (رويترز)
القاهرة - القبس
هل سقطت الدولة المصرية؟
هل تركت القيادات الشعب ليواجه المجهول؟
هل مصر على أعتاب انقلاب عسكري، لاسيما بعد تعيين اللواء عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية وأدائه القسم بسرعة أمام مبارك، وتكليف الوزير السابق أحمد شفيق لتشكيل الحكومة، وترجيح تسليم رئيس الأركان اللواء سامي عنان وزارة الدفاع ليعلن لاحقاً حظراً كلياً للتجول؟
من الذي سيتولى قيادة البلاد في هذه الظروف الحالكة الظلام؟
أربعة أسئلة فرضت نفسها بقوة منذ إدلاء الرئيس حسني مبارك بكلمته فجر أمس.
فللوهلة الأولى أضفت كلمة مبارك نوعا من الاطمئنان على نفوس قطاع عريض من الباحثين عن الأمان، والذين لم يشهدوا حالة مماثلة من الانفلات الأمني، ذكرت بالانسحاب العشوائي للجيش إبان نكسة يونيو 1967. فيما لم يقبل المتظاهرون الشباب ما طرحه مبارك، كونه جاء بعناوين عريضة أشبه بالوعود، لدرجة انتقاد حفظه، حتى آخر لحظة، على حفظ ماء وجه حكومة الحزب الحاكم بقوله إنه «طلب من الحكومة تقديم استقالتها»، وليس إقالتها كما كان الشارع يطالب حتى من قبل اندلاع المظاهرات وصولا إلى حالة الفوضى الحالية.
هل غادر الرئيس؟
وشكك متابعون في اتصالات مع القبس في مصداقية وجود الرئيس مبارك داخل البلاد من قبل اذاعة كلمته المسجلة، مشيرين الى أن الأوضاع لم تكن تحتمل تأجيل تكليف حكومة جديدة الى اليوم التالي مثلما قال في كلمته.
ومع اصرار المتظاهرين على تنحي الرئيس شخصياً، رفع اقطاب المعارضة بكل اطيافهم بمن فيهم الاخوان المسلمون من سقف شحن الشارع بهدف الضغط على نظام الحكم وصولاً الى حالة الانهيار التام من دون حساب دقيق.
المراقبون يرون ان الرئيس خسر عدة نقاط جديدة بسبب كلمته. بل ذهبت معلومات غير مؤكدة الى ان كلمة مبارك لم تكن الا بهدف كسب الوقت لتأمين «خروج آمن» لقيادات الدولة، وربما تصل خلال ساعات خشية ملاحقة رموز الحكم حتى منازلهم، لذا فان قيادات الدولة لاذت بالفرار، وتركت الشعب يواجه المجهول.
تنسيق مع واشنطن
المعلومات تشير ايضاً الى تنسيق تم مع البيت الابيض، وعواصم اوروبية وعربية، لتأمين خروج رموز النظام، أو اسر بعضهم الى عاصمة دولة خليجية.. مؤقتاً.
وما يعضد هذه المعلومات التواجد «اللطيف» للجيش في الشوارع واكتفاؤه بالتواجد من دون موقف حازم يوفر الأمن والامان للمواطنين، بالتوازي مع رفض عدد كبير من قيادات الجيش استخدام القوة ضد الشعب، ومساندته لمطالبهم، ما ادى الى هروب قوات الامن من الشوارع اثر خوف قيادات الداخلية من التحام الجيش، المساند للشعب، مع الانتفاضة.
ورغم ان «المذهول» يتساءل عن البديل في حال سقوط الدولة، الا أن مصادر عليمة أكدت لــ القبس ان الساعات المقبلة قد تشهد سيطرة تامة للجيش على كل مقاليد الحكم. ورشحت ثلاث شخصيات عسكرية لقيادة الدولة مؤقتاً لحين استتباب الأمور، وهي بالإضافة إلى اللواء عمر سليمان: الفريق احمد شفيق وزير الطيران المدني (عين رئيساً للوزارة)، والفريق سامي عنان رئيس اركان الجيش، الذي عاد الى القاهرة قاطعا زيارة رسمية الى واشنطن (يرجح أن يتولى حقيبة الدفاع).
فيما لم تتحدث المصادر عن اي ملامح لتولي محمد البرادعي مقاليد الحكم بشكل غير دستوري، رغم انه صاحب اول حجر حقيقي حرك المياه الراكدة؟ ولا يخلو موقفه من جدل وانتقاد شديدين من قطاع عريض، استنادا الى غيابه الدائم وعودته الى البلاد بعد اندلاع التظاهرات.
الصورة قاتمة وغامضة.. فالحرائق مندلعة في مقار الحزب الوطني.. والسابلة والجوعى يدمرون ويحرقون كل ما له علاقة بوزارة الداخلية انتقاما من بطش الامن لسنوات طويلة، وينهبون المحال التجارية بعد ان خرجوا من القمقم. لا بل ان المواطنين باتوا يخشون على ارواحهم حتى داخل منازلهم، بعدما يفرغ الدهماء من سلب المتاجر.
نظام الحكم لم يستمع الى اصوات التحذير مرارا وتكرارا، مكتفيا بسماع حفنة ما دامت مصالحها تتحقق وتنهب ثروات الامة جهارا نهارا في تحد سافر وجهل في قراءة التاريخ والواقع القريب. وواثقا من قدرة قوة شرطية، انهارت بعد بضعة ايام رغم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين.
مواطن مصري يعتلي آلية للجيش وسط القاهرة ويرشق قوات الشرطة بالحجارة
القاهرة - أحمد متبولي
لم يفلح الرئيس المصري حسني مبارك بخطابه أمس الأول في تهدئة آلاف المتظاهرين المحتجين على الغلاء والفساد والبطالة والمطالبين بإسقاط النظام، ولم تفلح قراراته بإقالة الحكومة وتكليف الجيش تنفيذ حظر التجول بتهدئة الشباب الغاضبين، فتجددت منذ صباح أمس المظاهرات في أنحاء مصر رغم الانتشار المكثف لقوات الجيش، وفي تحدٍّ لقرار حظر التجول نزلت تظاهرة شارك فيها الآلاف قبيل بدء تطبيق الحظر بعشر دقائق، وتوجّهت نحو مقر وزارة الداخلية، مطالبة بإسقاط النظام. فيما دعا الجيش المواطنين إلى حماية أنفسهم من اللصوص ومثيري الشغب، كما تقرر تأجيل جميع امتحانات الجامعات والمعاهد والتعليم المفتوح والدبلومات العليا.
في وقت أشارت مصادر طبية إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى في مواجهات اليومين الماضيين إلى 40 قتيلاً ونحو ألفي جريح.
سمات المشهد
وحكمت المشهد المصري أمس سمات متضاربة أبرزها سيادة الغموض بشكل كبير على منظومة الحكم واختفاء جميع مسؤولي الحكومة والحزب الوطني الذي تعرّضت أغلب مقارّه للحرق والتدمير.
السمة الأخرى البارزة هو انسحاب الشرطة بناءً على «أوامر عليا» بحسب ما أفاد مصدر أمني لـ القبس وذلك نتيجة عدم قدرة الشرطة السيطرة على الوضع ورفض العديد من عناصرها تنفيذ الأوامر. ما أثار القلق أيضاً في الشارع المصري هو عملية الفوضى والشغب التي حصلت بعد انكفاء الشرطة ونزول الجيش إلى الشارع، ما تسبب في فراغ أمني واسع النطاق ترافق مع غياب تام للدولة المصرية بكل مسؤوليها، الأمر الذي أشار بوضوح إلى تهرّب الفئات المستفيدة من النظام من تحمّل مسؤولياتها.
وكان اللافت دفع الجيش إلى المواجهة، والذي بدا أنه منحاز للشعب ورفض استخدام أي عنف مع المتظاهرين الذين قابلوه بالتصفيق والهتاف، حيث إن المؤسسة العسكرية تحظى بمحبة المصريين ما سيجعلها صاحبة الكلمة النهائية في تحديد مصير البلاد.
والسمة الأخيرة هو أن تمديد الحكومة لمدة حظر التجول، حيث أصبح من الرابعة مساءً بدلاً من السادسة، ورغم مناشدة الجيش «شعب مصر العظيم» عدم الوقوف في تجمعات بالشوارع والميادين الرئيسية تحت طائلة التعرض لإجراءات قانونية لم يمنع مئات ألوف المتظاهرين من النزول إلى الشارع تحت شعار «نحن نريد تغيير النظام».
ميدان التحرير للتحرير
ففي القاهرة قاد صحافيون ومحامون مئات المحتجين الذين تجمعوا في ميدان التحرير، مطالبين مبارك بالتنحي ومحاكمة رموز النظام، وردد المحتجون «سلمية سلمية» في تشديد على سلمية التظاهرات وإدانة أعمال الشغب والحرق والنهب التي حصلت ليلاً.
مشهد مماثل في الإسكندرية
وفي الإسكندرية انطلقت مظاهرات حاشدة للتنديد بخطاب مبارك والمطالبة بتنحيه تجوب شوارع المحافظة، الذي شهد إحراق مبنى المحافظة أمس، فضلا عن إحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.
وتحدثت مصادر صحفية عن مشاهدة أكثر من عشرين جثة لأشخاص سقطوا في احتجاجات أمس الأول.
كما اقتحم متظاهرون مصانع حديد عز والدخيلة، التابعة لرجل الأعمال أحمد عز وهو شخصية نافذة في النظام واستولوا على كامل محتويات المصنع.
وكانت المظاهرات عمّت أمس كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غربي المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقيها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع، وسيطر المتظاهرون على أغلب الشوارع وتراجعت قوات الأمن، بينما سلم بعض أفرادها بنادقهم وملابسهم العسكرية للمتظاهرين، حسب معلومات صحفية.
السويس مشتعلة
وفي السويس تجمّع مئات الأشخاص أمام قسم شرطة الأربعين، مرددين هتافات ضد مبارك، بينما يسيطر الجيش على معظم شوارع المنطقة ويحاول أن يحمي المؤسسات الحكومية. وأشارت إلى احتراق قسم الأربعين، فضلا عن معرض للسيارات قيل إن صاحبه أطلق النار فأردى ستة أشخاص. وأفيد نقلا عن مصادر طبية في مشفى السويس العام بمقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 180 بينهم 25 حالة حرجة، وذكرت أن الأهالي يتجمعون أمام مشرحة السويس العامة للتعرّف على جثث أبنائهم والمطالبة بالتحقيق لمعرفة من أطلق النار عليهم.وفي سياق متصل، أعلن عمال مصنع السويس للصلب إضرابا مفتوحا حتى إسقاط النظام.
يأتي ذلك فيما عادت خدمة الهواتف الجوالة إلى الخدمة جزئيا أمس في عدة مدن مصرية بعد توقفها حسب ما ذكرته شركة فودافون في مصر.
مواطن مصري يعتلي آلية للجيش وسط القاهرة ويرشق قوات الشرطة بالحجارة
(30/01/2011) اغلاق
مصادر لـ القبس: تخاذل الداخلية شبه متعمد
قالت مصادر مطلعة لــ القبس ان انسحاب قوات الشرطة قبل تسلم القوات المسلحة لمهام الامن في البلاد، يمثل تخاذلا كبيرا من وزارة الداخلية، وهو تخاذل شبه متعمد، وفق قول المصادر.
وأوضحت المصادر أن وزير الداخلية حبيب العادلي الذي قدم استقالته مع الوزارة، كان يؤكد باستمرار للقيادة السياسية سيطرته على الأوضاع، وان تفجر الأحداث في يوم عيد الشرطة مثل «صفعة له»، حاول أن يؤكد انه أهل لها، وانه عند تفجر الأوضاع وحدوث تمرد من قبل الشرطة لتنفيذ عمليات ضرب للمتظاهرين وعلمه بنزول القوات المسلحة شعر بان تاريخه - بوصفه أطول وزير داخلية في مصر من 1997 الى 2011 - جعله يصدر قرارا متعجلا بسحب قوات الشرطة، وهو ما أدى الى حدوث عمليات نهب واسعة النطاق.
تشكيل لجان شعبية لحماية المنشآت
قام المئات من الاهالي بتشكيل لجان شعبية مشتركة لحماية الممتلكات العامة والخاصة بعد تزايد معدلات النهب والسرقة لمعدلات غير مسبوقة.
وقالت جماعة الاخوان انها طلبت من اعضائها المشاركة في عمليات حماية الممتلكات وتشكيل دروع بشرية لحماية المؤسسات العامة.
قالت مصادر أمنية إن عددا من السجون والمعتقلات السياسية شهدت حركة تمرد واسعة في محاولة من المسجونين والمعتقلين للهروب من السجون.
وعلمت القبس ان قوات امن السجون تعاملت بقوة مفرطة على المسجونين وقامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع عليهم والكلاب البوليسية وقامت بكهربة السلوك والأبواب لمنع عمليات الهروب، مشيرة الى ان اكثر السجون التي شهدت حالة تمرد سجن أبو زعبل2
ولا يعرف العدد المحدد للمعتقلين في مصر، لكن مصادر حقوقية تقدرهم بالآلاف.
30/01/2011
عناوين الصحف المصرية
خرجت الصحف المصرية الحكومية امس بعناوين وتغطيات متشابهة، اتخذت موقفا واحدا تجاه وصف الاحداث التي تشهدها البلاد. فقد خرجت جريدة الاهرام بالعناوين التالية:
الأهرام:
كان المانشيت الرئيسي لجريدة الاهرام: اقالة الحكومة.
وعناوين فرعية اخرى جاء فيها: مبارك يحذر من زعزعة الاستقرار والانقلاب على الشرعية.
الأخبار:
جاء في المانشيت الرئيسي لها: إقالة حكومة نظيف
مبارك في كلمة تاريخية للشعب المصري: لن أتهاون في اتخاذ قرارات تحفظ للمصريين أمنهم وأمانهم
أعمال شغب ونهب وعنف تقودها عناصر مشبوهة في القاهرة والمحافظات
الجمهورية:
المانشيت الرئيسي: إقالة حكومة نظيف
ارتياح في الشارع بعد سيطرة الجيش
فيما لم يتسن لمعظم الصحف الحزبية والخاصة الطباعة او التوزيع بسبب حالة الانفلات الأمني.
30/01/2011
«خطابه مخيب.. ولم يفهم الرسالة» البرادعي: على مبارك الرحيل
دعا المعارض محمد البرادعي في مقابلة مع محطة «فرانس 24» امس الرئيس المصري حسني مبارك الى الرحيل، معتبرا ان الخطاب الذي وجهه للشعب «مخيب تماما»، معتبرا انه «لم يفهم رسالة الشعب المصري».
وقال المدير «سأنزل (اليوم) لأشارك مع زملائي في تحقيق طفرة» نحو الاصلاح «ولنؤكد للرئيس مبارك انه يجب ان يرحل». واكد ان «الاحتجاجات ستستمر بزخم شديد حتى سقوط نظام مبارك». وقال البرادعي «عندما يصل نظام الى هذا التدني ويعامل شخصا حائزا على جائزة نوبل للسلام باطلاق خراطيم المياه عليه، لانه يطالب بحق شعبه بالتظاهر السلمي، فان ذلك يدل على ان هذا النظام في بداية النهاية، وانه حان الوقت كي يرحل قبل ان تسوء الامور ونرى ما لا تحمد عقباه». كما علق البرادعي على الموقف الاميركي من التظاهرات في مصر، اذ اعتبر ان «الحكومة الاميركية ما زالت متمسكة بالرئيس مبارك، ويجب ان يدركوا ان مصداقيتهم تتضاءل في الشارع المصري والعالم العربي».
30/01/2011
مصادر لـ القبس: تخاذل الداخلية شبه متعمد
قالت مصادر مطلعة لــ القبس ان انسحاب قوات الشرطة قبل تسلم القوات المسلحة لمهام الامن في البلاد، يمثل تخاذلا كبيرا من وزارة الداخلية، وهو تخاذل شبه متعمد، وفق قول المصادر.
وأوضحت المصادر أن وزير الداخلية حبيب العادلي الذي قدم استقالته مع الوزارة، كان يؤكد باستمرار للقيادة السياسية سيطرته على الأوضاع، وان تفجر الأحداث في يوم عيد الشرطة مثل «صفعة له»، حاول أن يؤكد انه أهل لها، وانه عند تفجر الأوضاع وحدوث تمرد من قبل الشرطة لتنفيذ عمليات ضرب للمتظاهرين وعلمه بنزول القوات المسلحة شعر بان تاريخه - بوصفه أطول وزير داخلية في مصر من 1997 الى 2011 - جعله يصدر قرارا متعجلا بسحب قوات الشرطة، وهو ما أدى الى حدوث عمليات نهب واسعة النطاق.
30/01/2011
تحذير من سفر المسجونين الهاربين مطار القاهرة في حماية الجيش والأنظار على الصالة رقم 4
خضع مطار القاهرة امس لحماية الجيش، حيث تمركزت العربات المدرعة والمدافع الخفيفة على جميع مداخله ومخارجه للحفاظ والسيطرة على الحالة الأمنيّة. وقررت شركة مصر للطيران إجراء بعض التعديلات على جداول التشغيل بما يتناسب مع توقيتات قرار حظر التجوال.
كما استأنفت الشركة رحلاتها إلى مختلف مدن العالم عقب قرار توقيفها لمدة 12 ساعة، وذلك بعد تكدس المئات من الركاب الأجانب أمام صالات السفر ومطالبتهم بتسفيرهم إلى بلادهم.
وتمت زيادة التواجد الأمني في الصالة رقم أربعة، المخصصة لسفر الطائرات الخاصة، لمنع سفر أي شخصية بصورة مفاجئة، وذلك بعد انتشار إشاعات بسفر عدد من الشخصيات النافذة على طائرات خاصة. إلى ذلك، حذر مسؤولون أمنيون في المطار من امكانية نجاح العشرات من «المجرمين» الذين هربوا من الحجز بأقسام الشرطة في مختلف المحافظات من السفر الى الخارج، وسط الفوضى المنتشرة. في السياق ذاته، شددت سلطات التأمين من إجراءات التفتيش على الركاب المسافرين وأمتعتهم، والذين تزايدوا بشكل كبير أمام صالات الوصول، لمنع أي محاولات للسفر بأموال أو ذهب أو آثار إلى الخارج.
30/01/2011
كيري: ينبغي عليه تأجيل طموحات ابنه أوباما: دعوت مبارك إلى خطوات «ملموسة» للإصلاح
تظاهرة في برلين تضامناً مع الشعب المصري و تدعو مبارك للرحيل (رويترز)
واشنطن- القبس والوكالات
توالت ردود الأفعال في الولايات المتحدة على خلفية الانتفاضة الشعبية في مصر، ودعا الرئيس باراك اوباما نظيره المصري الى اتخاذ خطوات «ملموسة» في سبيل الاصلاح السياسي والامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين المعارضين لنظامه. وقال بعيد اجرائه محادثة هاتفية مع مبارك استمرت ثلاثين دقيقة «اريد توجيه دعوة واضحة الى السلطات المصرية بالامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين». واضاف «الشعب المصري لديه حقوق يتشارك بها الجميع. وهذا يشمل حق التجمع سلميا والحق بحرية التعبير وامكانية تقرير المصير، وهذا يندرج ضمن حقوق الانسان». واشار اوباما الى انه طلب من الرئيس المصري الايفاء بالتعهدات التي قطعها في خطابه، واضاف «قلت له ان لديه مسؤولية اعطاء معنى لهذه الكلمات. قلت له ان يتخذ خطوات ملموسة للايفاء بتعهداته».
تأجيل طموحات الابن
من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري، إنه ينبغي على مبارك «تأجيل طموحات ابنه» من أجل «بدء عملية المتابعة»، مشيراً الى إمكانية التوصل لحل سلمي لأزمة مصر وأن على الرئيس أن «يكون بحق رجل دولة».
فيما صرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية، آثر عدم كشف هويته، ان كلمة مبارك، التي ألقاها منتصف الليل وأعلن فيها إقالة الحكومة، لم ترق لطموحات الشعب، وقال «الانطباع الأول هو انه شدد على الأمن أكثر بكثير من الإصلاحات».
30/01/2011
إيران تدعم المتظاهرين المصريين «المطالبين بالعدالة»
طهران - ا ف ب - دعت ايران المسؤولين المصريين امس الى الامتثال لمطالب المتظاهرين «المطالبين بالعدالة» وتجنب اعمال العنف. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في تصريح ان «تظاهرات المصريين هي حركة تطالب بالعدالة». ودعا المتحدث المسؤولين المصريين الى «تجنب اي قمع عنيف من جانب قوات الامن والشرطة ضد موجة اليقظة الاسلامية التي اتخذت شكل حركة شعبية في البلاد».
واضاف ان «ايران تتابع وتراقب عن كثب الاحداث في مصر، وتنتظر من مسؤولي البلاد ان يصغوا الى صوت الامة الاسلامية وان يمتثلوا لمطالبها المشروعة».
مصطفى النحاس باشا ونائبه فؤاد سراج الدين
يوم أمس الجمعة 29 يناير 2011 أقيلت حكومة أحمد نظيف بعد أيام من انتفاضة الشعب المصري بطلب من الرئيس.
وقبل 59 سنة، أي في 28 يناير 1952 أقيلت حكومة مصطفى النحاس بعد حريق القاهرة الشهير عام 1952، وبثلاثة أيام، وذلك من قبل الملك فاروق.
حريق القاهرة سبقه بيوم واحد إنذار من القائد الإنكليزي في منطقة القناة لضابط الاتصال المصري على خلفية الغاء معاهدة 1936، واعتبار وجود الإنكليز غير شرعي، بتسليم أسلحة قوات البوليس المصري بالاسماعيلية للقوات البريطانية، لكن الطلب رفض، فقام الانكليز باقتحام مدينة الاسماعيلية، وحوصر مبنى المحافظة بسبعة آلاف جندي، وفي اليوم التالي انتشرت أخبار الحادثة في القاهرة، واستقبلت بالغضب والسخط من قبل الشعب، وحصل الحريق المشهور الذي أتى على نحو 300 محل، و30 مكتبا، و13 فندقا، و40 دار للسينما، و8 معارض للسيارات، و10 متاجر للسلاح، و73 مقهى ومطعما، و92 حانة، و16 ناديا، ومقتل 26 شخصا.
حريق القاهرة أدى الى قيام ثورة 23 يوليو 1952، اما انتفاضة الشعب فمازالت مستمرة بالرغم من إقالة الحكومة..
مركز المعلومات والدراسات في القبس
مصطفى النحاس باشا ونائبه فؤاد سراج الدين
(30/01/2011) اغلاق
30/01/2011
أنقذ مبارك من الاغتيال.. ورعى الاتفاقات الفلسطينية عمر سليمان.. مدير الملفات الخارجية الحساسة
مواطن يضع طفله بين {الايدي الامينة} في مصر (رويترز)
القاهرة - أ. ف. ب - يعد اللواء عمر سليمان الذي عين نائبا لرئيس الجمهورية (شغل حتى الآن منصب مدير المخابرات العامة)، الرجل الذي يدير منذ سنوات الملفات الحساسة للسياسة الخارجية المصرية، وعلى رأسها الملف الفلسطيني - الاسرائيلي.
ويعرف اللواء سليمان، الذي يفضل البقاء في الظل، كيف يحاور ويناور مع اسرائيل وحركة حماس. وقد رعى العديد من الاتفاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بين 2001 و2002 و2005، كما لعب دورا مهما في وقف النار بين الدولة العبرية و«حماس» اثر حرب غزة 2008.
في كتاب غينيس
ويقول الرئيس السابق للاستخبارات في بلد اوروبي كبير غالبا ما يلتقي سليمان، لــ «فرانس برس»: «ان سليمان واضح ومنظم ويتمتع بالذكاء والمصداقية، ويحظى باحترام الجميع».
ويضيف «لا يمكن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام لكنه يستحق تسجيل اسمه في كتاب غينيس للارقام القياسية»، نظرا لاتفاقات التهدئة التي حققها بين الفلسطينيين واسرائيل منذ الانتفاضة الثانية.
من الصعب تحديد موقع اللواء سليمان، لكنه ضمن «الحلقة الاقرب» الى الرئيس مبارك.
عينا الرئيس وأذناه
ويتابع «زميله» الاوروبي الذي يعرف دواخل العالم العربي ان سليمان «المنتمي الى طبقة العسكر يشكل عيني الرئيس وأذنيه».
وراجت إشاعات قبل اشهر مفادها بان سليمان قد يكون احد المرشحين لخلافة مبارك في حال غياب فرضية ترشيح جمال.
عائلة ميسورة في الصعيد
ولد اللواء سليمان المتوسط القامة والأصلع مع شاربين، عام 1934 وسط عائلة ميسورة في قنا، صعيد مصر. وهو يرتدي عادة الزي المدني وليس الزي العسكري. وتولى رئاسة جهاز المخابرات العامة عام 1991.
حادث أديس أبابا
وهو قد انقذ حياة الرئيس مبارك عندما نصحه بان يستقل سيارة مصفحة يأخذها معه الى اديس أبابا، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 22 يونيو 1995 اثناء قمة للدول الافريقية. فقد حاول ارهابيون اسلاميون نصبوا مكمنا في العاصمة الاثيوبية، قتل مبارك وسليمان، لكنهما استطاعا النجاة بفضل السيارة المصفحة، لكن السائق قتل.
ولا ينظر سليمان الى الامور من منظار الكسب الدائم، وخير دليل ما حدث في غزة في يونيو 2007 عندما طردت حركة فتح من القطاع الذي كان سليمان أوفد اليه عددا من العاملين معه.
عواصم - وكالات - دعا قادة عدد من دول العالم السلطات المصرية الى الاصغاء لمطالب المحتجين وحثوا جميع الاطراف على ضبط النفس. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان «الاستخدام المتواصل للقوة ضد المتظاهرين (..) امر مقلق للغاية».
ودعت السلطات المصرية الى «العمل بسرعة على ايجاد وسيلة بناءة وسلمية للتجاوب مع التطلعات المشروعة للمواطنين المصريين لاقرار اصلاحات ديموقراطية واجتماعية اقتصادية».
ودعت الخارجية الروسية السلطات المصرية الى «ضمان السلم الاهلي» للتمكن من تحقيق «تطلعات الشعب».
القوة ليست الرد
ورأى رئيس البرلمان الاوروبي البولندي جيرزي بوزيك من جهته ان «القوة ليست الرد على المخاوف المشروعة والتطلعات الديموقراطية للشعب المصري».
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى تطبيق «اصلاحات» في مصر. وقال «علينا ان ندعم الاصلاحات واحداث تقدم في تعزيز الديموقراطية والحقوق المدنية وحكم القانون في مصر».
وفي باريس، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري ان بلادها تدعو الى «ضبط النفس والحوار» في مصر وعبرت عن «قلقها العميق» حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد.
وقالت ان «الحوار بين كل الاطراف من شأنه وحده ان يسمح بتطور ملحوظ وايجابي للوضع بهدف اخذ التطلعات نحو مزيد من الحرية والديموقراطية في الاعتبار».
وتظاهر مئات الاشخاص الجمعة في باريس دعما للتحركات الاحتجاجية ضد نظام مبارك ورددوا هتافات بينها «مبارك ارحل».
30/01/2011
حل فرنسي للارتباط بالإنترنت في مصر
تابعت الصحف الفرنسية أمس على مواقعها الإلكترونية ما يجري في مصر لحظة بلحظة، وقالت «لوفيغارو» إن اسرائيل متخوفة من تعرضها للعزلة في حال سقوط نظام مبارك. وأفادت الجريدة ان مزود خدمة انترنت فرنسيا اقترح على المصريين رقم هاتف للطوارئ، يسمح لهم بالارتباط بشبكة الانترنت عبر باريس.
وتعتمد طريقة «أف. دي. ان» هذه على الارتباط بمودم ضعيف التدفق، أي المودم القديم 56 كيلو، ثم تشكيل الرقم +33172895150 بدل رقم الهاتف المحلي، ثم استعمال كلمة Toto كاسم للمستعمل، ثم كلمة للسر مرة أخرى.
أما جريدة لوموند فقد عادت الى تسريبات ويكيليكس معتبرة اياها أحد أهم أسباب ثورة الشعب المصري، خاصة بعد ان كشفت معارضة الرئيس مبارك لأي اصلاحات سياسية في البلاد، وبينت الوثائق ميل النظام المصري نحو توريث جمال مبارك الحكم.
30/01/2011
«ديلي تلغراف»: واشنطن خططت لتغيير النظام
تابعت صحيفة ديلي تلغراف الأحداث الدائرة في مصر، وأفادت بأن الحكومة الأميركية تدعم سراً الشخصيات الرئيسية التي تقف خلف ما وصفته بالانتفاضة.
وقالت: إن واشنطن تخطط لـ «تغيير النظام» على مدى الثلاث سنوات الماضية.
فقد دعت السفارة الأميركية في القاهرة أحد المعارضين الشباب لحضور قمة، أشرفت عليها الولايات المتحدة خاصة بالناشطين، وذلك في نيويورك، بينما عملت لإخفاء هويته عن جهاز الأمن المصري.
وعند عودته إلى القاهرة في ديسمبر 2008 أبلغ الدبلوماسيين الأميركيين بأن تحالفاً من الجماعات المعارضة وضع خطة للإطاحة بالرئيس حسني مبارك، وإقامة حكومة ديموقراطية في عام 2011 ، أي العام الحالي بالذات.
«الغارديان»: الحرص الأميركي على نظام صديق
تناولت «الغارديان» عبر مقالة للكاتب سيمون تيدسال الموقف الأميركي تجاه الأحداث الجارية في مصر، وجاء في المقال: إن واشنطن تجد نفسها في وضع حرج جراء ما يحدث في الشارع المصري.
وأضاف أن أميركا في حاجة إلى نظام صديق في القاهرة بأكثر من حاجتها إلى وجود حكومة ديموقراطية هناك. وأشار إلى أن تصاعد الأحداث أخذ الحكومة الأميركية على غرة، وأنها تحرص على عدم إظهار ما يبدو على أنه تحيز لطرف معين علناً.
العاهل السعودي لمبارك: نرفض «العبث بأمن واستقرار» مصر
الرياض ـــ أ.ف.ب ـــ أكد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اتصال مع الرئيس المصري حسني مبارك، إدانته «للعبث بأمن مصر واستقرارها» من قبل «مندسين باسم حرية التعبير»، مشددا على وقوف المملكة الى جانب حكومة وشعب مصر، وفق ما افادت وكالة الانباء السعودية. واكد الملك ان «مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الانسان العربي والمسلم ان يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث احقادهم تخريبا وترويعا وحرقا ونهبا ومحاولة اشعال الفتنة الخبيثة».
الى ذلك، اكدت الوكالة ان مبارك طمأن العاهل السعودي بان «الاوضاع مستقرة». واضافت ان مبارك قال للملك عبدالله ان «ما شاهده العالم لا يخرج عن كونه محاولات لفئات لا تريد الاستقرار والامن لشعب مصر، بل تسعى لتحقيق اهداف غريبة ومشبوهة».
في لقطة مهيبة المنظر تعكس وعي شباب مصر المتحضر وإحساسه بالمسؤولية وولعه بحب الوطن.. حرص عدد كبير من الشباب والفتيات على بث روح الوطنية داخل نفوس جميع المتواجدين في ميدان التحرير وحثهم على القيام بأعمال تنظيف شاملة لميدان التحرير من كل أشكال التخريب التي تعرض لها الجمعة. ودعا هؤلاء الشباب والفتيات - الذين يتعدى عددهم المئات - جميع المتواجدين إلى عدم التركيز فقط على التجمهر والاعتصام أو التظاهر، وإنما جمع الزجاج المهشم والمتناثر على الأرض والحجارة المبعثرة. وهتف الشباب «عاوزين ننظف بلادنا».. «عاوزينها تبقى نظيفة» وقد قوبلت هذه الهتافات بترحيب كل المتواجدين في الميدان.
30/01/2011
تشكيل لجان شعبية لحماية المنشآت
قام المئات من الاهالي بتشكيل لجان شعبية مشتركة لحماية الممتلكات العامة والخاصة بعد تزايد معدلات النهب والسرقة لمعدلات غير مسبوقة.
وقالت جماعة الاخوان انها طلبت من اعضائها المشاركة في عمليات حماية الممتلكات وتشكيل دروع بشرية لحماية المؤسسات العامة.
اهتمت الصحف البريطانية بشكل واسع بالتطورات في مصر وتصاعد حدة التوتر مع خروج قوى المعارضة والشباب المصري في تظاهرات للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك.
صحيفة الديلى تلغراف تناولت الموضوع ونشرت مقالا تحليليا تحت عنوان «مصر تحتاج إلى إصلاح وليس ثورة».
وتقول الصحيفة ان تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ زادت من الضغوط الدولية التي تمارسها الدول الغربية على الحكومة المصرية بضرورة التحلي بضبط النفس في تعاملها مع التظاهرات الغاضبة ضد حكم الرئيس مبارك.
ونقلت الصحيفة عن هيغ مطالبته للحكومة المصرية بضرورة «الاستماع إلى المتظاهرين وضمان حرية التعبير والتجمع» وهي الدعوة التي جاءت بعد دعوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء الاجراءات القمعية التي تقوم بها قوات الأمن تجاه الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
وذكرت التلغراف ان ارتفاع البطالة والغلاء وازدياد موجة الاستياء من الحكم القمعي كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الآلاف من المصريين إلى النزول الى الشوارع للتعبير عن غضبهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من منظمي الاحتجاجات من الشباب المتعلمين من الطبقة المتوسطة الذين شعروا بالاحباط لانعدام الفرصة المتاحة لهم في بلد خضع لقانون الطوارئ منذ اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في عام 1981.
وأضافت أنه بدلا من أن تقوم الحكومة بالاستماع لمطالب المحتجين شنت حملات اعتقال جماعي، والآن هي متهمة بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يستخدمها منظمو الاحتجاجات لتنسيق حملاتهم.
وحذرت من أن نظام مبارك يمكن أن يكون مصيره الفناء إذا ما أصرت الحكومة على تحدي إرادة الشعب المصري.
وتناولت صحيفة الغارديان أيضا التطورات في مصر وقالت إن الرئيس مبارك يواجه الآن تحديات على عدة جبهات مع خروج الآلاف للمشاركة في أكبر احتجاجات تشهدها مصر منذ عقود والتي سيشارك فيها أحد أكبر منتقدي مبارك وهو محمد البرادعي الذي دعا صراحة إلى «نظام جديد» بديلا لنظام مبارك.
وأَضافت الصحيفة أنه مما يضاعف من تأزم الموقف لمبارك الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود هو إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الاحتجاجات.
ووفقا للغارديان فإن حواجز أمنية ورجال جهاز أمن الدولة منعوا الجماهير من استقبال البرادعي ولكن ذلك لم يمنعهم عند رؤيته من الصياح «نريدك معنا غدا يا دكتور».
ونقلت الصحيفة أيضا عن شاب مصري يعمل طبيب أسنان ويدعى شريف قوله «نحن مصريون ومن واجبنا استقبال البرادعي الذي نريده أن يقودنا إلى التغيير الذي نسعى إليه».
ورفض شريف الانتقادات التي وجهت للبرادعي لتأخره في الانضمام للاحتجاجات قائلا «هذا ليس دوره أن يحتج، نحن من نخرج إلى الشارع للاحتجاجات ونريده فقط أن يكون قائدا لنا ورمزا لما بعد، وهو ما نفتقده الآن».
أعدت إيزابيل كيرشنر تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قالت فيه إنه بعد الثورة التونسية وصعود حكومة يدعمها حزب الله في لبنان، يواجه الإسرائيليون صدمة جديدة مع اندلاع التظاهرات في مصر، أول شركاء السلام.
وبرغم عدم وجود علاقة بين هذه التظاهرات وإسرائيل، فقد يصبح لها أثر محتمل في المستقبل. لذا تقف إسرائيل، ولأول مرة، في موقف المشاهد الذي لم تعتده.
يقول مسؤول إسرائيلي «حينما نقول إننا نتابع الأحداث عن كثب فهذه حقيقة. إذ لا يوجد ما نستطيع القيام به».
إسرائيل تهتم باستقرار مصر. إذ توجد بينهما حدود مشتركة، كما وقعتا اتفاق سلام عام 1979، والذي أصبح حجر الزاوية في التوازن الإقليمي لاكثر من 30 عاماً. إلا أنه وبرغم هذا السلام، يرى الإسرائيليون أن العلاقة بين الدولتين لا تزال حرجة، لاسيما أن المجتمع المدني المصري لا يزال يقاطع إسرائيل.
أما على المستوى السياسي، فغالباً ما يلتقي الرئيس المصري برئيس الوزراء الإسرائيلي لمناقشة القضايا الاستراتيجية.
ويقول بنيامين بن إليعازر، وزير الدفاع السابق، «مصر ليست الأقرب لنا في المنطقة فحسب، إذ أن التعاون بيننا يتخطى الشؤون الاستراتيجية». هذا ويرى المسؤولون والمحللون الإسرائيليون أن الحكومة المصرية قوية بما يكفي للوقوف في وجه التظاهرات طالما حظيت بدعم الجيش.
ورغم ذلك، فهم يتطلعون إلى حدوث تغيير ما في مصر وسط تغير التوازن الإقليمي.
وينظر الاسرائيليون إلى قطبين في المنطقة: الأول شمالي متشدد موال لإيران ويضم إيران وسوريا ولبنان اخيراً، والآخر جنوبي معتدل ويضم شمال افريقيا ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ودول الخليج العربي.
ويعلق أوديد أيرن، مدير معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، بقوله «نرى أن قوة ونفوذ القطب الشمالي في تزايد مستمر، بينما يواجه القطب الجنوبي مرحلة حرجة». وأضاف إيرن أن إسرائيل لا تتوقع مستقبلاً لا تحكمه اتفاقية السلام مع مصر. إذ أن الحكومات المصرية حريصة على الحفاظ على اتفاق السلام، حتى ولو بشكل صوري، حفاظاً على علاقتها مع الولايات المتحدة. لذا، فعلى المدى القريب، لم يجد الإسرائيليون داعياً للذعر من الأوضاع الحالية.
جدير بالذكر أن الإضطرابات الإقليمية في مصر ولبنان تأتي في وقت تواجه فيه عملية السلام توقفاً إلى أجل غير مسمى، مما أثار المخاوف من تدهور الأوضاع في المنطقة، لاسيما بعد تسرب وثائق سرية تكشف خبايا مفاوضات السلام.
31/01/2011
مواجهات دامية في المدن.. وهروب آلاف المساجين و«أف - 16» فوق المتظاهرين
واشنطن تطالب بتغيير حقيقي وانتخابات حرة في مصر استمرار زخم التظاهرات يطرح تغيير النظام
متظاهرون مصريون يشيعون زميلا لهم ملفوفا بالعلم المصري (وسط القاهرة) (أ.ف. ب)
القاهرة - القبس
استمرار التظاهرات في القاهرة وسائر المدن المصرية أمس وحصول مواجهات عنيفة بين قوى الأمن والمتظاهرين، رغم حصول تغيرات كبيرة في قمة السلطة، أخذا يطرحان الحد السياسي الأقصى للانتفاضة الشعبية، المتمثل بمغادرة الرئيس حسني مبارك للسلطة وإلغاء حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة بالكامل وإجراء انتخابات جديدة لمجلسي الشعب والشورى وتعديل الدستور.
وحرص الرئيس مبارك امس على زيارة القيادة العامة للقوات المسلحة، بحضور نائبه الجديد عمر سليمان ووزير الدفاع المشير طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وتقرر انزال قوات الامن اليوم.
وفي المقابل، فوضت المعارضة د. محمد البرادعي تشكيل «حكومة إنقاذ» لتنفيذ مطالبها.
واتجه البرادعي الى ميدان التحرير لمخاطبة الجموع، دعا مبارك الى مغادرة السلطة. محذرا واشنطن بخسارة مصداقيتها {إن لم تتخذ موقفا واضحا}.
وكان لافتا تحليق طائرات «أف ــ 16» تابعة لسلاح الجو في سماء القاهرة.
وكان صداها يسمع في كل العاصمة، ما اثار مشاعر متباينة في صفوف المتظاهرين.
ولاحظ المواطنون ان الجيش يمنع انضمام مزيد من الناس الى المحتشدين في ميدان التحرير.
حماية الأحياء.. ومطاردة
المساجين الفارين
في موازاة ذلك، استمرت حالة الفوضى التي قابلها الاهالي بتشكيل لجان شعبية لحماية احيائهم، تعويضا عن غياب الاجهزة الامنية.. فيما فر آلاف المساجين، من سياسيين وجنائيين، من مختلف السجون بعد معارك طاحنة وتواطؤ من جهات فاعلة، وشوهدت عشرات الجثث امام السجون.
وفي وقت لاحق، اعلنت السلطات القبض على اكثر من ثلاثة الاف، بعضهم هاربون من السجون والبعض الآخر مخربون، واستطاع اكثر من سجين فلسطيني فار الوصول الى قطاع غزة.
في هذه الاثناء، عبرت واشنطن عن عدم رضاها ازاء خطوات مبارك، وطالبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بخطوات تغيير حقيقية، واعتبرت تعيين اللواء سليمان خطوة غير كافية، داعية الى اجراء انتخابات حرة.
ظهور علني لمبارك.. والمعارضة تفوّض البرادعي تشكيل «حكومة إنقاذ» سباق مع الفوضى.. واعتقال 3113 سجينا ومخرباً
ضابط في الجيش المصري يهتف مع المتظاهرين في ميدان التحرير (ا ف ب)
القاهرة ــ جمال عبده واحمد متبولي
سباق فريد تشهده مصر بين الفوضى والاستقرار.. بين التخريب والامساك بالأمن.. وبين الفراغ الفعلي في السلطة ومحاولات اعادة البناء المتكاملة.
وأبرز مظاهر هذا التخبط كان استمرار غياب قوات الامن ــ وبشكل مشبوه كما يبدو ــ فيما وزعت قوات الجيش رسائل نصية على الهواتف النقالة ــ تلقت القبس نسخة منها ــ تقول انها «تناشد المصريين الشرفاء التصدي للخونة والمجرمين والدفاع عن ارواحنا وعن مصرنا الغالية».
تأتي هذه الاستفاقة والاستغاثة فيما استطاع الجيش اعتقال 3113 شخصا معظمهم من الفارين من السجون، (وآخرون من المخربين والسارقين) في خطوة قوبلت بالترحاب من جانب الاهالي واللجان التي شكلوها لحماية المنشآت والمنازل والمرافق العامة.
ولا تزال الهواجس الليلية تقض مضاجع السكان، بوجود جماعات منظمة مزودة بأسلحة نارية تجوب الشوارع وتسيطر على المحال التجارية والبيوت.
مصادر عديدة اكدت لــ القبس ان هذا السيناريو يتم بشكل ممنهج يهدف الى التأكيد ان الثورات لا تورث الا الفوضى والخراب وان عناصر الداخلية على رأسها عدد من كبار القيادات الامنية كانت وراء اصدار اوامر شفهية لعناصر امن الدولة والمباحث والمخبرين بالقيام بنشر الفوضى، للتأكيد على ان الشرطة كانت هي الحامي الحقيقي للبلاد.
هروب الآلاف
وهناك مخاوف كبيرة من تطور الوضع الامني الى الاسوأ مع فرار الاف السجناء من عدد كبير من السجون المصرية. فقد اكد مصدر امني امس ان هناك عشرات الجثث في الطرقات بالقرب من سجن ابوزعبل حيث وقع تمرد الليلة قبل الماضية وتم اطلاق نار اثناء فرار السجناء. وفر الاف السجناء ليل السبت - الاحد، بعد تمرد في سجن وادي النطرون الواقع على الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة المصرية.
واوضح مصدر امني ان السجناء البالغ عددهم عدة الاف قاموا بتمرد وتمكنوا جميعا من الفرار بعد ان استولوا على اسلحة رجال الامن.
ويضم هذا السجن عددا كبيرا من الاسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات، اضافة الى بعض السجناء الجنائيين.
وكان من بين الذين خرجوا من السجن 34 من قادة وكوادر جماعة الاخوان المسلمين تم اعتقالهم الخميس الماضي، وفق ما قال محامي الجماعة عبدالمنعم عبدالمقصود. ويقع سجن ابو زعبل في منطقة صحراوية على الطريق الذي يربط بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كلم شمال العاصمة المصرية.
وقالت المصادر الامنية ان ثمانية سجناء قتلوا وفر عدد كبير آخر اثر تمرد في سجن ابو زعبل، وهو احد السجون الكبيرة في شرق القاهرة.
وافادت المصادر ان عشرات السجناء فروا من سجن الفيوم مساء السبت اثر تمرد مماثل قتل خلاله ضابط شرطة.
استمرار التظاهرات
في غضون ذلك، استمرت التظاهرات امس، لكن ليس بالشكل المكثف الذي كانت عليه في الايام السابقة، خصوصا مع زيادة اعداد القوات المسلحة في الشوارع، وتأكيدها على ضرورة الالتزام بحظر التجول من الرابعة عصرا وحتى الثامنة صباحا.
وتجمع قرابة عشرة آلاف متظاهر بعد ظهر امس في ميدان التحرير ورددوا شعارات معارضة للنائب الجديد لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان من بينها «لا مبارك ولا سليمان يسقط يسقط الطغيان».
وفرضت قوات الجيش حصارا امنيا حول ميدان التحرير، حيث منع مرور السيارات فيه بينما سمح للمتظاهرين بدخول الساحة بعد تفتيشهم.
ولاول مرة منذ بدء الاحتجاجات حلقت طائرات حربية بصورة مستمرة وعلى علو منخفض فوق القاهرة، كما حلقت مروحيات فوق المتظاهرين.
حكومة إنقاذ
سياسيا برز مشهدان بارزان. الاول هو ما قام به الرئيس مبارك بعقد اجتماع طارئ في مركز عمليات القوات المسلحة حضره نائبه الجديد عمر سليمان ووزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس الاركان سامي عناني واركان القوات المسلحة لمتابعة الحالة الأمنية، وذلك في رسالة واضحة الدالة على ان الجيش سيؤمن عملية الانتقال الدستوري بعد تعيين رئيس المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس والفريق احمد شفيق رئيسا للوزراء. ورغم غموض عملية الانتقال الدستوري، وعما اذا كان الرئيس مبارك سيستمر في موقعه او سيتنازل عن منصبه لنائبه الجديد الذي يحظى، فيما يبدو، بقبول اقليمي ودولي، ورفض المتظاهرين له، فإن الهدف الاول من هذا الموضوع كان العمل على مواجهة سيناريو الفوضى والعمل على حفظ الأمن، حيث قال مصدر مطلع ان مبارك اذا ترك الحكم فلن يتركه بعد ثلاثين عاما في منصبه في ظل الفوضى، بل سيسلمه في ظل الاستقرار الأمني في المقام الاول.
لكن المصدر اوضح ان حركة الشارع والتظاهرات أصبحت عنصراً هاما في اللعبة السياسية، ولا يمكن تجاهله، لكن عقد مبارك اجتماعه في مقر القيادة المسلحة يوضح ان اختيار مبارك جهاز الداخلية لحماية نظامه طوال 30 عاما كان اختياراً خاطئاً. اما المشهد الثاني فتمثل في انتقال تحركات المعارضة من المشاركة في التظاهرات الى التحرك السياسي باعلانهم تفويض الرئيس السابق للوكالة الدولية محمد البرادعي بتشكيل حكومة انقاذ وطني وهو ما سيعني بالضرورة ان تحركات الشارع ستبدأ في تبني سقف سياسي سيطرح نفسه بقوة على الوضع الحالي وكلفت المعارضة البرادعي ايضا بالتفاوض مع النظام. وعقد البرلمان الشعبي امس اولى جلساته في مقر حزب الغد بمشاركة القيادات السياسية التي اتفقت ان هدفها الاول حاليا هو اسقاط الرئيس مبارك ورفع دعاوى دولية ضده لتزوير الانتخابات.