تل أبيب - يو. بي. آي - تتابع إسرائيل التظاهرات في مصر بقلق، لكن التقديرات الرسمية فيها تشير إلى أن نظام الرئيس حسني مبارك مستقر، خلافا للنظام التونسي والوضع في لبنان. ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر رسمية تقيم الأوضاع في الدول العربية قولها إن «النظام المصري قوي بما يكفي لعبور الزلزال بسلام» وان «مصر ليست لبنان ولا تونس».
واضافت المصادر ذاتها ان «الوضع في مصر حتى الآن لا يشير إلى تقويض سيطرة النظام ولا مكان للقلق، والوضع في مصر بعيد جدا عن عصيان مدني وعلى عكس حكام تونس أو الشاه الفارسي، فإن الرئيس المصري حسني مبارك ليس معزولا عن الشعب، وهو يضع إصبعه على النبض». كذلك، فإن التقديرات في إسرائيل هي أن السلطات المصرية سمحت بإجراء التظاهرات الكبرى.
أوباما قد ينجح في دعم الديموقراطية بانتهاج أسلوب مختلف عن بوش اضطرابات المنطقة تعرقل السياسة الأميركية
أعد مارك لاندلر تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قال فيه إنه بينما تراقب الإدارة الأميركية التظاهرات الحاشدة وردود أفعال قوات الأمن في تونس ومصر ولبنان، فإنها تبحث أيضاً سبل التوصل إلى خطة للتعامل مع المنطقة المضطربة دائماً، والتي تمر بمرحلة حرجة حالياً.
وشهدت مصر تظاهرات غاضبة، كما اشتعل لبنان بتظاهرات أخرى احتجاجاً على تشكيل حكومة جديدة يدعمها حزب الله. ووسط هذه الأوضاع تصارع الإدارة الأميركية القوى العنيفة والعدوانية التي استطاعت إعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة.
وقد طرأت تغيرات مثيرة للدهشة أخيراً. غير أن أهم مخططات الإدارة في المنطقة بشأن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية تعرض لتعقيدات جديدة أيضاً، وذلك بعد نشر وثائق سرية توضح التنازلات التي قدمها المسؤولون الفلسطينيون في المحادثات مع إسرائيل. وبعد نشر هذه الوثائق، من غير المتوقع أن يقدم الفلسطينيون تنازلات جديدة. في الوقت نفسه، يعترف بعض المسؤولين الأميركيين بأن النفوذ الأميركي أصبح محدوداً في المنطقة، وأن التظاهرات في مصر قد تعرقل برنامج السياسة الخارجية الأميركي. لذا بدأت الولايات المتحدة في موازنة التطلعات الديموقراطية لشباب العرب، بينما تضع نصب عينيها مصالحها الاستراتيجية والتجارية. وهذا ما يجعلها تدعم أحياناً الأنظمة القائمة، مما يثير الشباب في هذه الدول ضدها.
وقد اجرى الرئيس أوباما اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري حسني مبارك الأسبوع الماضي لمناقشة المشاريع المشتركة مثل عملية السلام، كما أشار إلى ضرورة تحقيق المطالب الديموقراطية للشعب التونسي.
ولفت الرئيس أوباما في خطاب حالة الاتحاد إلى أن «الولايات المتحدة تقف مع شعب تونس، وتدعم التطلعات الديموقراطية لكل الشعوب». من ناحية أخرى، حذر البيت الأبيض حزب الله من استخدام أساليب الترويع، وإلا فقد تسحب الولايات المتحدة مساعداتها إلى لبنان والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات. كما أرسلت الإدارة جيفري فلتمان مبعوثاً خاصاً إلى تونس لنقل دعم الإدارة للقوى المؤيدة للديموقراطية في إعدادها للانتخابات بعد الإطاحة بالرئيس بن علي. هذا ورغم الاختلافات المهمة بين شمال إفريقيا ولبنان، فإن كلا الموقفين يمثلان تحديات مماثلة. إذ يرى بعض المحللين ضرورة استغلال الولايات المتحدة الفرصة في تونس من أجل دعم الديموقراطية في الشرق الأوسط، وهو ما سيكون فرصة للرئيس أوباما كي يفي بتعهده بناء جسور مع العالم الإسلامي.
واذا كان برنامج إدارة بوش لدعم الديموقراطية في المنطقة لم ينجح، ولكن قد تنجح إدارة أوباما في ذلك بانتهاجها أسلوباً مختلفاً. فيقول أرون ديفيد ميلر، زميل السياسة العامة بمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين، إن «التحدي أمام الإدارة هو أن تجد التوازن الصحيح بين ربط الولايات المتحدة بهذه التغييرات بشكل قد يأتي بأثر عكسي، وبين عدم التوصل إلى وسائل كافية لدعم تلك التغييرات. لكنهم لا يعلمون بعد كيف يحققون ذلك».
¶ نيويورك تايمز ¶
رسائل على المحمول والإنترنت تدعو المواطنين إلى الخروج في التظاهرات مصر تترقب «جمعة الشهداء» ضد النظام
محتجون يضرمون النار في الاطارات ويرشقون الامن بالحجارة خلال اشتباكات في السويس (ا ف ب)
القاهرة ـــ القبس
دعت المعارضة المصرية، بمختلف أطيافها، وشباب الفيسبوك إلى الخروج في تظاهرات عارمة في مختلف المحافظات المصرية يوم الجمعة (اليوم)، عقب الصلاة، والذي أطلقوا عليه اسم «جمعة الشهداء» ضد النظام حتى يستجيب لطلبات المعارضة. فيما استمرت أجواء التوترات السياسية والتظاهرات لليوم الثالث على التوالي أمس، لكن بشكل محدود، رغم قرار النيابة حبس المئات من المتظاهرين على ذمة التحقيق، ووجهت إليهم تهمة التآمر لتغيير نظام الحكم. فيما قال متحدث باسم مجلس الوزراء ان الشرطة ستلتزم أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المحتجين، لكنها حذرت بأنها ستتعامل بقوة مع اي عمليات شغب وتخريب.
حتى يستجيب النظام
وأعلنت القوى السياسية والوطنية المشاركة في الجمعية الوطنية للتغيير أن اليوم (الجمعة) هو يوم الغضب الحقيقي للشعب حتى يستجيب النظام للمطالب وأولها حل برلمان التزوير، وإنهاء حالة الانسداد والفساد السياسي القائم.
وأكد عضو مكتب الإرشاد في الاخوان المهندس سعد الحسيني أن الإخوان يتمنون أن يكون النظام قد وعى الدرس وفهم الرسالة التي أرسلها الشعب، موضحا أن هناك مطالب عاجلة يجب على النظام أن يستجيب إليها، إن كان حريصا على استقرار وهدوء الأوضاع.
وانتشرت الدعوات على شبكات الانترنت والهواتف المحمولة لحث المواطنين على الخروج للميادين العامة في مختلف المحافظات عقب صلاة الجمعة اليوم، وأطلقت عليها «جمعة الشهداء»، وهو مصطلح يحمل في طياته الكثير من الدلالات، عما إذا كانت المعارضة ستسعى الى الوصول في مواجهاتها لأقصى درجة مع النظام، أم سيكون يوما هادئا، خصوصا مع وصول الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى القاهرة مساء امس للمشاركة في التظاهرات؟
انتشار أمني ومواجهات
وانتشرت امس قوات الأمن المصرية بكثافة في المحافظات، حيث تصدت لمئات المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناوئة للحكومة في القاهرة والإسكندرية في ثالث يوم من الاحتجاجات. وقالت شاهدة عيان إن نحو مائة محتج تجمعوا على درج مبنى النقابة العامة للمحامين بالقاهرة ورددوا هتافات من بينها «الشعب.. يريد.. إسقاط النظام»، و«يا أهالينا انضموا لينا»، و«يا حرية خلاص راجعين إحنا شباب المصريين». كما أفادت الأنباء بوقوع اشتباكات بين عشرات المتظاهرين وقوات الأمن أمام مدخل مقر وزارة الخارجية في القاهرة بعد أن حاول المتظاهرون اقتحام إحدى بوابات المبنى واقتحموا غرفة الأمن.
وفي الإسكندرية تجمع مئات المحتجين أمام مبنى محكمة الحقانية في وسط المدينة مرددين هتافات تقول «يسقط يسقط حسني مبارك»، و«عايزين حكومة جديدة بقينا عالحديدة (فقراء جدا)».
كما اشتبك حوالي 600 متظاهر مع الشرطة في مدينة الاسماعيلية، وقامت الشرطة بتفريق الحشود باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وفي مدينة السويس (شرق) احرق محتجون مركز المطافئ ومركزا للشرطة بعد احتجاجات ليلية واسعة تخللتها اعمال عنف قتل خلالها أحد المتظاهرين.
«الوطني»: فهمناكم
في المقابل، عقدت الهيئة العليا للحزب الوطني اجتماعاً طارئا لمناقشة تطورات الاحداث، فيما راجت إشاعات قوية عن تغيير وزاري موسع يعتزم الرئيس مبارك اتخاذه وقال الوطني أنه فهم مطالب الشعب مشدداً على ضرورة ضبط النفس.
ردود الفعل العالمية: الاستقرار والاستجابة لمطالب الشعب
حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على السماح بالاحتجاجات السلمية وعدم حجب مواقع الانترنت الاجتماعية. وقالت إن مصر لا تزال «حليفا وثيقا ومهما». وأضافت «نعتقد بشدة أن أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة في الوقت الحالي لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية للاستجابة للاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصري». من جهته، حث الامين العام للامم المتحدى بان كي مون السلطات المصرية على اغتنام الفرصة للاهتمام بالمشاكل المشروعة للشعب ومعالجتها، معرباً عن امله في عدم استخدام العنف في قمع الاحتجاجات.
من جهتها، قالت الصين إنها تأمل في الحفاظ على استقرار مصر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن «الصين تتابع ما يجري في مصر وتأمل أن تتمكن مصر من حماية استقرارها الاجتماعي والنظام العام».
فرنسا: النظام متسلط
في المقابل، جددت فرنسا موقفها بعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية، لكنها تمنت ان تأخذ الحكومة مطالب الشعب بالحسبان ولا تقمع المتظاهرين. في وقت وصف وزير الدفاع الان جوبيه النظام المصري بـ «المتسلط». كما دعت باريس رعاياها إلى تجنب التجمعات والاماكن الخطرة. وفي موسكو نصحت الحكومة رعاياها في مصر بالتزام الحيطة والحذر وعدم زيارة المناطق التي تشهد احتجاجات. فيما طالب وزير الماني الاتحاد الاوروبي بأن يوضح للنظام المصري ان عليه اجراء انتخابات حرة ونزيهة.
القاهرة ـــ سي.إن.إن ـــ حذر مراقبون للوضع المصري من انتهاء زمن الإصلاح لنظام الرئيس حسني مبارك، وبروز احتمال تكرار السيناريو التونسي، الذي أدى إلى رحيل الرئيس زين العابدين بن علي.
ورأى المراقبون أن النظام المصري الحالي «فقد فرصا كثيرة كان يمكنه من خلالها إحداث تغيير» وتقديم إصلاحات دستورية واقتصادية في البلاد.
وصرح رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعده قائلاً: «تظاهرات الغضب التي انطلقت على مدار اليومين الماضيين ستؤدي في حال استمرارها إلى تكرار السيناريو التونسي، ما لم يستجب النظام الحاكم لمطالب الشعب بعمل إصلاحات دستورية واجتماعية واقتصادية».
وأضاف ان «أمام مبارك والحزب الحاكم فرصة تاريخية لتنفيذ مطالب المتظاهرين، إذ لم يعد يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة سوى تسعة أشهر، يستطيع خلالها الرئيس تعديل بعض مواد الدستور، مثل المادتين 76 و88 الخاصتين بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، فضلا عن تنفيذ أحكام القضاء الخاصة ببطلان الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب في عدد كبير من الدوائر، وهي كفيلة بإسقاط البرلمان، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني».
فات الأوان!
من جانبه، قال عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» في مصر، إنه قد «فات الأوان أمام الحزب الوطني والنظام الحاكم لعمل إصلاحات، بعد ارتفاع موجات الغضب التي انطلقت في جميع مناطق الجمهورية بشكل لم يسبق له مثيل حتى خرجت عن نطاق السيطرة».
وأشار العريان إلى أن اتهامات وزارة الداخلية للجماعة بأنها تقف وراء اندلاع التظاهرات «ليس له أساس من الصحة، ويهدف إلى إظهار الشعب وكأنه راض عن النظام».
مدى استجابة مبارك
أما حسن نافعة، أحد كبار أساتذة العلوم السياسية بمصر، فقال إن التغيير والإصلاح «غير مرتبط بالطريقة التونسية»، لافتا إلى أن تظاهرات الغضب التي اجتاحت البلاد «أظهرت أن الشعب بدأ في التحرر من الخوف، وأصبحت لديه قناعة بعدم وجود إصلاح في ظل هذا النظام»، على حد تعبيره.
وشكك نافعة في استجابة النظام لدعوات المتظاهرين.
غير أن هذه الآراء لم تلق الصدى اللازم عند محمد أبو الغار، عضو الجمعية الوطنية للتغيير المعارضة، الذي قال إنه ما من أحد «يستطيع التنبؤ بما ستنتهي إليه تظاهرات الغضب»، مضيفا أن عدم استجابة الرئيس والحزب الحاكم لمطالب الشعب حتى الآن «أوجد شعورا بانتهاء زمن الإصلاح» بالنسبة للمواطنين.
عاد ليلاً إلى القاهرة البرادعي: حان الوقت لتقاعد مبارك
عاد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى القاهرة ليل امس للمشاركة في الاحتجاجات. وقال انه يتوقع تظاهرات كبيرة في انحاء مصر اليوم، وان الوقت حان لتقاعد الرئيس حسني مبارك، واضاف متحدثا لرويترز ان مبارك «خدم البلاد لثلاثين عاما، وحان الوقت لتقاعده، أعتقد أن عليه إعلان أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى».
وأردف قائلا «كسر الناس ثقافة الخوف، وبمجرد أن تكسر ثقافة الخوف ليست هناك رجعة .. أعتقد ان تظاهرات كبيرة ستخرج غدا في كل انحاء مصر، وسأكون معهم هناك.. لكن لن أكون الشخص الذي سيقود التظاهرات في الشارع، فمهمتي هي إدارة التغيير سياسيا».
شاب مصري يرشق آلية عسكرية بالحجارة في السويس (رويترز)
القاهرة ــ جمال عبده
منذ أحداث 18 و19 يناير الشهيرة عام 1977، باستثناء أحداث الأمن المركزي عام 1986، لم تشهد مصر موجات من الاحتجاجات مثل أحداث «يوم الغضب» وما تلاه من أيام أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل حالة وأسبابها وتوابعها.
أياً كان الاسم الذي يفضله المشاركون والمؤيدون، المعارضون والمراقبون، «غضبة» كان، أم استنساخا للحالة التونسية، فإن «الحالة» المصرية تستوجب التوقف عندها كثيراً ودراستها بتمعن، لأن آثارها أياً كانت ستلقي بظلال كثيفة على أحوال المنطقة سلباً أو إيجاباً.
«انتفاضة الحرامية»
في الحالة الأولى كان الدافع الأول الاعتراض على زيادة أسعار بعض السلع الأساسية بضعة قروش، انفجر إثرها الشارع في معظم المدن المصرية، وعبر عن غضبه بالعنف وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، ما استدعى تدخل الجيش لتأمين السيطرة على الشارع، وفُر.ضت الأحكام العرفية، وحظر التجوال. وأمر الرئيس انور السادات بإعادة الأسعار إلى ما كانت عليه بعدما اطلق على الاحتجاجات «انتفاضة الحرامية».
تغيير خريطة الحكم
أما حالة «يوم الغضب» الراهنة، التي انطلقت يوم عيد الشرطة، فتختلف كل الاختلاف عن سابقتها.. كما ونوعاً، فالمطالب لم تعد تقتصر على «ملء البطون» فحسب بل تمحور الحديث حول تغيير شكل خريطة الحكم بوضوح وصراحة لا يقبلان الجدل أو التأويل، وممن؟ من أغلبية شابة قادت الاحتجاجات والتظاهرات بجرأة غير معتادة وبتحد وإصرار.
فالشباب غابوا عن لعب دور مؤثر في الحياة السياسية في مصر منذ عقود طويلة، بعدما نجحت السلطة في حصارهم خلف أسوار الجامعات بالحرس الجامعي، وها هم يخرجون من الحرم الجامعي الى حرم الشارع ليقودوا المحتجين، رافعين جملة من المطالب تبدأ بترك الرئيس حسني مبارك كرسي الحكم، وعدم ترشح نجله جمال، مروراً بحل مجلسي الشعب والشورى، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وانتهاء بالقضاء على الفساد وملاحقة الفاسدين.
شباب الـ «فيسبوك» و»الإنترنت»، الذين كان المجتمع ينظر اليهم على أنهم «كمالة عدد»، و«شباب فاضي»، كانوا يرتبون ليوم الغضب منذ أسابيع عدة، ويوجهون الدعوات لهذا اليوم ليل نهار، لكن أحداً لم يأخذ ما يرتبون له على محمل الجد.
فكان ان خرجوا الى الشارع بتحركات سلمية جذبت الصغير والكبير، الفتى والفتاة والمرأة العاملة وربة المنزل. الأعداد لم تكن كبيرة في بداية التظاهرات، لكنها ازدادت مع مرور الوقت، في حالة وصفها المراقبون بأنها «كسر لحاجز الخوف» من بطش الأمن، وتلك مفاجأة في حد ذاتها.
سوء فهم
ولأن التحركات كانت لمجموعات واعية وفاهمة، تعاملت قوات الأمن مع المحتجين بلطف وحذر في آن واحد، وصاحبتهم في تحركاتهم بعدما فشلت في احتوائهم، لتوقعات مسبقة بأن المتظاهرين سينصرفون الى منازلهم مع حلول اولى ساعات الليل الباردة، لكنهم وجدوا إصراراً منهم على مواصلة الليل بالنهار لتنفيذ أجندة مطالبهم. وتلك مفاجأة ثانية اضطرت معها قوات الأمن الى الخروج عن صبرها بعدما أصابها الإرهاق، فلجأت الى تفريقهم بالقوة مستخدمة الهراوات والعصي الكهربائية والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وليبدأ سقوط القتلى والمصابين من الجانبين.
ولم يكن رد فعل قوات الأمن رادعاً للمتظاهرين، إذ اعتبروه سوء فهم من النظام للرسالة، وتفويتا لفرصة ثمينة للتغيير السلمي، بل وعلامة ترنح كما وصفها مراقبون، كما لم يرتدع المتظاهرون رغم إعلان وزارة الداخلية رسمياً عدم سماحها بالمزيد من التجمعات، وتصديها بكل قوة لأي مظهر من مظاهر التظاهر والتجمع.
كما الأحزاب والإخوان
ومع مرور الأيام برزت أربع ظواهر لافتة، الأولى: دخول عدد من الأحزاب ورموز المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين وبعض النقابيين والمهنيين على الخط بحزمة مطالب لم تطرح من قبل بمثل ما طرحت أخيراً.
الثانية: تحول البداية شبه العشوائية الى ما يشبه العمل المنظم، فأصبحت تحركات المتظاهرين في أعداد قليلة تتراوح بين العشرات والمئات في مناطق مختلفة، سواء في القاهرة أو في المحافظات الأخرى وفي وقت واحد، بتكتيك يؤدي الى إرهاق قوات الأمن بملاحقتهم في الشوارع والبقاء مستيقظة، وبالتالي الانهيار بمرور الوقت.
الثالثة: تحول بوصلة بعض المحسوبين على نظام الحكم الى تأييد بعض المطالب المطروحة، بل وإشارتهم الى إخفاق نظام الحكم في فهم الرسائل وتسليمه مقاليد الحكم والقرار الى أشخاص غير مقبولين من الشارع المصري.
نظرة الغرب
الظاهرة الرابعة والأخيرة: كانت في ردود فعل بعض الدول والاتحاد الأوروبي، التي انتقدت تعامل الدولة المصرية مع المتظاهرين والمحتجين بعنف غير مبرر، واشارتها الى حق المواطنين في التعبير عن آرائهم. وهي خطوة فسرها البعض بأن «الحالة التونسية» المفاجئة أعطت درساً للغرب في كيفية التعامل مع مطالب الشعوب، وعدم التسرع في مساندة أنظمة الحكم بفعل فهم خاطئ لطبيعة المواطن العربي وثقافته ومطالبه المختلفة تماماً عن نظيره الأوروبي أو الأميركي.
كل ما سبق يستوجب التوقف عند الحالة المصرية، ومحاولة فهم ما إذا كانت مجرد طفرة ستتغلب عليها آلة الأمن وتدخلها في دهاليز الوعود بإصلاحات قريبة وقوانين جديدة، أم هي مجرد بداية لمجهول يتحين الفرصة لينقض على واقع هش يأخذ البلاد الى نور ساطع.. أو ظلام دامس؟
سؤال ليس من السهولة بمكان الإجابة عنه، خصوصا أن أصحاب القرار أنفسهم يبدو أنهم يجهلون الإجابة عنه حتى الآن.
القاهرة ـــ يو.بي.آي ـــ قال مصدر رسمي مصري إن الرئيس حسني مبارك تلقى امس اتصالا من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، اعرب خلاله عن ثقته باستقرار المجتمع المصري وحفاظه على ما حققه من مكتسبات. واضاف ان القذافي اعرب كذلك عن «تمنياته باستكمال مصر مسيرتها نحو المزيد من الخير والتقدم لأبناء شعبها، ومواصلة دورها الرئيسي في الدفاع عن قضايا أمتها».
وكان مبارك قد تلقى الاربعاء اتصالا مماثلا من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، اقترح خلاله على مبارك عقد اجتماع عربي حول مستقبل المنطقة التي تشهد تحركات احتجاجية مستوحاة من الانتفاضة الشعبية التونسية.
في تراجع واضح عن موقفها السابق الذي منع الأقباط من المشاركة في التظاهرات التي شهدتها المحافظات المصرية خلال الأيام الماضية، نسبت وسائل اعلامية الى مصدر كنسي أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستنصح الشباب القبطي في قداسات الجمعة بعدم التظاهر، لكنها لن تمنع الشباب الذي يصرّ على النزول إلى الشارع في «إطار سلمي وبشكل متحضّر وبعيد عن التخريب». واضاف المصدر أن الاقباط الذين شاركوا في المظاهرات، شاركوا كأفراد، مستشهدا على ذلك باعتقال عدد منهم في عدد من محافظات الجمهورية.
«لوفيغارو»: سياسات ليبرالية تقطع الطريق على الإسلاميين
باريس ــــ د.ب.أ ــــ حذرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية من أن «التظاهرات في مصر تنطوي على خطر كبير إذا لم تستجب الحكومة لمطالب الشعب». ورأت الصحيفة أن الأخذ بسياسات ليبرالية منضبطة في مصر هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يجنبها تطورات لا يمكن التنبؤ بها، والتي قد يصبح الإسلاميين أول المستفيدين منها.
القاهرة - القبس
بعد ليل دام في مدينة السويس، دعت المعارضة المصرية، بمختلف اطيافها وشباب الفيسبوك الى الخروج في تظاهرات عارمة في مختلف المحافظات المصرية اليوم عقب صلاة الجمعة، الذي اطلقوا عليه اسم «جمعة الشهداء»، حتى يستجيب النظام لطلبات المعارضة.
وفيما عاد محمد البرادعي إلى القاهرة للمشاركة في تحرك اليوم استمرت اجواء التوترات السياسية والتظاهرات لليوم الثالث على التوالي امس. وقتل مجند في مدينة السويس في اشتباك مع المحتجين.
وقد حاول المتظاهرون اقتحام مراكز أمنية في السويس واشتبكوا مع الشرطة.
ورأى البيت الأبيض أن هناك فرصة كبيرة لدفع الإصلاحات السياسية قدما في مصر.
وأعلنت القوى السياسية والوطنية المشاركة في الجمعية الوطنية للتغيير ان يوم الجمعة هو يوم الغضب الحقيقي للشعب المصري حتى الاستجابة للمطالب الشعبية، وأولها حل برلمان التزوير، وانهاء حالة الانسداد والفساد السياسي القائم.
ودعا البرادعي الرئيس مبارك الى التنحي، وقال ان مبارك خدم البلاد لثلاثين عاما، وحان له وقت التقاعد، لكن قيادات معارضة وجهت انتقادات حادة للبرادعي لغيابه عن التظاهرات وبقائه في الخارج.
وأعلن عضو مكتب الارشاد في الاخوان المسلمين المهندس سعد الحسيني ان المطالب هي، حل البرلمان المزور، وتعديل المواد الدستورية المشبوهة، خاصة المواد 67 و77 و88، الخاصة بالانتخابات الرئاسية والاشراف القضائي على الانتخابات، وكذلك الافراج الفوري عن كل المعتقلين في هذه الاحداث وكل سجناء الرأي.
وأكد الحسيني ان الاخوان سيشاركون في تظاهرات الجمعة، وان التهديد الذي تقوم به الحكومة ووزارة الداخلية امر مرفوض جملة وتفصيلا.
واتفق الحاضرون على ضرورة تشكيل لجان لمتابعة احوال المعتقلين، وتشكيل هيئات للدفاع عنهم، ولجان للتنسيق والمتابعة مع الشباب، وتنظيم المسيرات، وتكون تلك اللجان بمنزلة همزة الوصل بين اعضاء الجمعية الوطنية للتغيير والشباب المتظاهرين.
وانتشرت دعاوى على شبكة الانترنت وعلى الهواتف المحمولة تدعو المواطنين الى الخروج للميادين العامة في مختلف المحافظات اليوم عقب صلاة الجمعة.
المراكز الرسمية تحت الحصار .. والشرطة تنسحب والجيش لم يضبط الوضع الشوارع المصرية «مشتعلة» .. وسقوط حظر التجول
مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين على جسر قصر النيل المؤدي الى ميدان التحرير وسط القاهرة (بي بي سي)
القاهرة - القبس
حظرت مصر، بقرار من «الحاكم العسكري»، التجول في المدن الكبرى كلها في تفعيل مفاجئ لقانون الطوارئ، بعدما شلّت الاحتجاجات اكبر المراكز الحكومية والامنية في محافظات عدة، ووقعت مواجهات «طاحنة» امام مقر البرلمان في القاهرة، وقبلها تراجعت مصفحات الامن المركزي امام تقدم الجموع الى ميدان التحرير.
وكان المحتجون قد اندفعوا بعد صلاة الجمعة من عشرات المساجد مطالبين بإسقاط النظام، وسط دعوات الى تغيير وزاري وصل البرلمان.
ولم يستجب الناس لحظر التجول، وتم احراق مراكز للشرطة والحزب الحاكم واقتحام مبنى التلفزيون، كما لوحظ اندلاع حرائق *{مفتعلة*} وعمليات نهب طالت مصرفاً ومؤسسات قريبة من المتحف الوطني. وأحصي 5 قتلى و870 جريحاً خلال المواجهات.
وفي انتظار اي قرار يتخذه الرئيس حسني مبارك لتهدئة النفوس، وربما من خلال اقرار اصلاحات سياسية، واقالة الحكومة، طالبت واشنطن القاهرة باصلاحات سريعة، ونصحت رعاياها بعدم السفر الى مصر.
وقد استجابت مئات الآلاف من المصريين لنداء أطلقه شباب الانترنت، وتفاعلت معه المعارضة، فخرجوا الى الشوارع في مختلف المحافظات عقب صلاة الجمعة امس، رافعين شعار «الشعب يريد اسقاط النظام» و«ارحل ارحل حسني مبارك».
واحتشد المتظاهرون قرب قصر العروبة الرئاسي وسط القاهرة، فيما شهد ميدان التحرير مواجهات عنيفة.
واحرقت مراكز للحزب الوطني، لا سيما في دمياط والاسماعيلية والسويس، وسط انباء عن رفض بعض عناصر الشرطة الاستجابة لاوامر قمع المتظاهرين.
وترددت معلومات عن احتجاز المعارض محمد البرادعي واصابة المعارض أيمن نور بحجر في رأسه.
وترددت اشارات الى عزم الرئيس حسني مبارك اتخاذ عدد من الاجراءات لتهدئة الشارع وسط دعوات من قيادات في الحزب الوطني نفسه، وربما يتم اجراء تعديل وزاري.
وكانت السلطات قطعت الاتصالات الخليوية وشبكة الانترنت، وابطأت شبكة الاتصالات الارضية في محاولة للحد من تواصل المتظاهرين مع بعضهم، كما تعرض الاعلاميون ووسائل الاعلام لحالات قمع، وتعرض المراسلون للضرب والاعتقال اللذين لم يسلم منهما فريق القبس في القاهرة.
النساء اشتركن بكثافة في التظاهرات وتعرضن للضرب والاعتقال (بي. بي. سي)
(29/01/2011) اغلاق
29/01/2011
مئات آلاف المصريين لبّوا نداء «جمعة الغضب» ضد النظام مبارك يأمر الجيش بـ «تنفيذ» حظر التجول
قوى الأمن تحاول وقف المتظاهرين فوق جسر قصر النيل
القاهرة - القبس
بصفته الحاكم العسكري للبلاد، قرر الرئيس المصري حسني مبارك امس ان «تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الشرطة بتنفيذ قرار حظر تجول في كافة أنحاء البلاد بعد التظاهرات العارمة التي عمت معظم أنحاء مصر امس، حيث خرج مئات الآلاف في احتجاجات «جمعة الغضب»، مطالبين برحيل مبارك ونظامه رغم تعطيل السلطات أدوات الاتصال مثل شبكات الهواتف الجوالة والإنترنت، ورغم نشر تعزيزات أمنية غير مسبوقة حول المساجد خصوصا.
وجاء في قرار حظر التجول الذي بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية انه «نظرا لما شهدته بعض المحافظات من اعمال الشغب والخروج على القانون وما شهدته من اعمال النهب والتدمير والحرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك بعض البنوك والفنادق، اصدر الحاكم العسكري قرارا بحظر التجول بمحافظات القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السابعة صباحا اعتبارا من اليوم الجمعة ولحين اشعار آخر».
واضافت الوكالة ان مبارك اصدر كذلك بصفته الحاكم العسكري «قرارا بان تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الشرطة بتنفيذ هذا القرار للحفاظ على الامن وتأمين المرافق العامة والممتلكات الخاصة».
عجزت الشرطة عن السيطرة على مئات الالاف من المتظاهرين الذين انطلقوا من المساجد عقب صلاة الجمعة في غالبية محافظات مصر للمطالبة باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.
البرادعي في الإقامة الجبرية
وفرضت السلطات الاقامة الجبرية على المدير السابق للوكالة الذرية محمد البرادعي وطلبت منه التزام منزله، وكان البرادعي عاد إلى القاهرة ليل الخميس وشارك امس في الاحتجاجات في ميدان الجيزة مع باقي قيادات المعارضة بينهم اسامة الغزالي وايمن نور.
وشهدت مختلف المحافظات تظاهرات حاشدة ومواجهات عنيفة مع قوات الامن دفعت بالبعض إلى حرق مقرات المجالس المحلية ومقار للحزب الوطني الحاكم خصوصاً في الاسكندرية ودمياط والاسماعيلية والسويس التي سقط فيها اربعة قتلى خلال المواجهات.
واحاط المتظاهرون بقصر العروبة في القاهرة وهو المقر الرئاسي وهتفوا ضد مبارك مطالبينه بالرحيل عن الحكم.
كما شهد ميدان التحرير وميدان الجلاء حشوداً كثيفة قامت الشرطة بتفريقها بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وكذلك باقتحام العربات المصفحة للميدان بسرعة فائقة، وتحول ميدان التحرير إلى ساحة كر وفر لقوات الأمن المنتشرة في الزيين الرسمي والمدني، وأغلقت الطرق والجسور المؤدية إليه إغلاقا تاما ومنعت المارة من المرور.
طلب الدعم الأميركي
وكان موقع «دبكا فايل» الاسرائيلي اشار الى ان الرئيس مبارك بعث وزير دفاعه محمد حسين طنطاوي إلى واشنطن طلبا للدعم الأميركي العاجل ضد حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بشكل متنام.
ونقل الموقع عن مصادر في واشنطن أن المسؤول المصري أطلع الرئيس باراك أوباما ومسؤولين سياسيين وعسكريين ومخابراتيين كبار على ما يجري في مصر. وحذر المسؤولين الأميركيين من أن تأييدهم لاستخدام اليد الناعمة ضد المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم، يضر أكثر مما ينفع.
واشار طنطاوي الى ان النظام سينهار إذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتظاهرين.
كما حذر وزير الدفاع المصري من أن جماعة الإخوان المسلمين التي لم تشارك في التظاهرات، تنتظر الوقت المناسب للمشاركة والاستيلاء على البلاد.
وطلب طنطاوي من إدارة أوباما مساعدة عاجلة من معدات عسكرية حديثة لمكافحة الشغب.
واشنطن - ا ف ب - قالت الولايات المتحدة ان الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر «مقلقة للغاية»، داعية السلطات المصرية الى «احترام الحريات الاساسية وتجنب العنف».
وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية في رسالة على موقع تويتر ان «الاحداث التي تتكشف في مصر تثير القلق البالغ». ويعد هذا التصريح اقوى تعبير عن القلق الاميركي بشأن التظاهرات المستمرة منذ اربعة ايام في انحاء مصر للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال كراولي في رسالة تويتر «يجب احترام الحقوق الاساسية ويجب تجنب العنف والسماح بالاتصالات المفتوحة».
واضاف ان «تطبيق الاصلاحات مهم لرفاه مصر على المدى البعيد. على الحكومة المصرية ان تعتبر شعبها شريكا وليس تهديدا».
29/01/2011
القبس ترصد الشارع قبل تطبيق حظر التجول
رصدت القبس الصورة في مصر قبيل تطبيق حظر التجول فوضوية للغاية، حيث شهدت الشوارع «لبكة مرورية»، نظراً لضيق المسافة الزمنية بين قرار حظر التجوال وبدء تطبيقه، كما بدا وسط القاهرة مغلقا تماماً، في حين يسمع صوت طلقات رصاص حي. وبرز شيء من التحدي من قبل المتظاهرين لقوات الشرطة، لكن كان اللافت حسن تعامل المحتجين مع الوحدات الاولى للجيش، التي بدأت التمركز في المدن الكبرى.
وقد كلف الجيش بحراسة المرافق الحيوية وسط القاهرة، لا سيما مبنى الاذاعة والتلفزيون ومقر مجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء. فيما لوحظ انتشار كثيف لقوات الحرس الجمهوري لتأمين قصر العروبة (المقر الرئاسي) في مصر الجديدة، إضافة إلى إغلاق تام لمطار القاهرة الدولي.
كما رصدت القبس بعض رجال الامن يخلعون ملابسهم العسكرية في الشوارع الجانبية ويلوذون بالفرار، كما سجلت حالات حرق لعدد كبير من سيارات الشرطة.
ورصدت القبس حريقا كبيرا في المقر الرئيسي للحزب الوطني وسط القاهرة، بعد ان قذفه المتظاهرون بعدد من قنابل «المولوتوف».
قتيل ومئات المصابين في تفريق الأمن للمتظاهرين مجالس محلية ومراكز حزبية تحت نيران «جمعة الغضب»
تحولت التظاهرات أحياناً إلى مواجهات مع الشرطة (بي بي سي)
القاهرة - القبس
انفجر الشارع المصري امس في وجه النظام احتجاجاً على الفقر والغلاء والفساد والسياسات القمعية المتمثلة بقانون الطوارئ، في حين اعتصم الرئيس حسني مبارك بالصمت. واستجاب آلاف المواطنين لدعوة شباب الانترنت الذي تفاعلت معه قوى المعارضة وهبوا وقفة واحدة في جميع المحافظات، واحتشد آلاف المتظاهربن قرب القصر الرئاسي في شارع صلاح سالم بالقاهرة، والمعروف بقصر «العروبة»، ويعتبر هذا الشارع من أطول شوارع العاصمة المصرية، ويربط المطار بضاحية مصر الجديدة ومنطقة الأزهر والقلعة والمقطم.
وخرجت تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة في العديد من محافظات مصر، وانطلقت التظاهرات في البداية من مسجد صلى فيه محمد البرادعي رئيس الجبهة الوطنية للتغيير والذي عاد مساء الخميس إلى القاهرة للمشاركة في التظاهرات. واشتبكت الشرطة مع متظاهرين احاطوا بالمعارض محمد البرادعي والمعارض اسامة الغزالي واطلقت الشرطة الرصاص في الهواء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتجمعين قرب المسجد، فيما رد المتظاهرون بقذف قوات الامن بالحجارة. ووردت أنباء عن قيام قوات الأمن باحتجاز البرادعي.
وشهد وسط القاهرة انتشارا أمنيا مكثفا، كما شهد حي مدينة نصر في شرق القاهرة مظاهر احتجاج واسعة.
ورفع شعارا مستوحى من الثورة التونسية هو «الشعب يريد اسقاط النظام»، فيما بدا ان الشرطة غير قادرة على السيطرة على الموقف، خصوصاً في ميدان التحرير، حيث رفع احد المتظاهرين لافتة كتب عليها «ارحل» بالعربية و«غو آوت» بالانكليزية. واعترض رجال الامن المتظاهرين في محاولة لمنعهم من الوصول الى ميدان التحرير، كما اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي على المتظاهرين قرب الازهر.
لا شعارات دينية
ولاحظت القبس اثناء تغطيتها للتظاهرات عدم ترديد شعارات دينية، وكذلك رصدت مشاركة عدد من الفنانين ومشاركة الفتيات بكثافة. وتركزت الشعارات على اسقاط الرئيس مثل «ارحل ارحل حسني مبارك»، و«يا جمال قل لأبوك كل الشعب بيكرهوك».
انطلاقاً من الأزهر
وقد انطلقت تظاهرة كبيرة تضم الآلاف من جامع الأزهر متجهة لوسط المدينة، وخرجت تظاهرة مشابهة من مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية وحدثت فيها مواجهات مع قوات الأمن.
كما خرج المئات في تظاهرة من امام المسجد الرئيسي في المنيا بجنوب مصر. وشهدت الاسكندرية والاسماعيلية ومحافظة الشرقية والدقهلية واسيوط والمنوفية ودمياط تظاهرات مماثلة.
الامن ينضم إلى متظاهرين
واحرق المحتجون مقرات للحزب الوطني والمجالس المحلية في دمياط والاسماعيلية، فيما ترددت انباء عن رفض قطاعات كبيرة من قوات الامن تنفيذ الاوامر التي صدرت اليهم بقمع المتظاهرين، لكن لم يتم التأكد منها من مصادر موثوقة.
وكانت مصادر قناة العربية قالت ان افراداً من الشرطة خلعوا بزاتهم الرسمية وانضموا الى المتظاهرين.
واكدت مصادر صحفية في الاسماعيلية خروج الآلاف من المتظاهرين من مسجد المطافي ومساجد اخرى في المدينة هاتفين بشعارات تدعو لاسقاط النظام. وتوجه المتظاهرون من ميدان المطافي إلى مقر مديرية الأمن، حيث وقعت اشباكات متفرقة بين المتظاهرين ورجال الامن ورشق المتظاهرون قوى الامن بالحجارة.
وقام المتظاهرون بإسقاط بعض صور الرئيس حسني مبارك في شارع محمد علي ويعتبر هذا الشارع الأكبر في مدينة الاسماعيلية ويربطها بالقاهرة ومحافظات اخرى.
السويس ساحة قتال
وفي السويس، خرج المئات من المساجد يرددون الهتافات المطالبة بالتغيير، خصوصا في حي الأربعين، حيث احرق المتظاهرون قسم الشرطة في المدينة واستولوا على بنادق كما قاموا باطلاق سراح المحتجزين فيه من معتقلي من المشاركين بالتظاهرات، كما انسحبت القوات الامنية امام غضب المتظاهرين، واختبأت بعض القيادات الامنية في بيوت المواطنين القريبة هربا. وكانت المدينة تحولت إلى ساحة قتال خلال الساعات الـ 24 الاخيرة.
قطع الاتصالات والانترنت
وقامت السلطات بقطع خدمات الهاتف المحمول في البلاد في محاولة لإحباط محاولات التجمهر، فعطلت معظم خدمات الانترنت وخدمة ارسال الرسائل النصية عبر الهواتف وأغلقت أيضا موقعي فيسبوك وتويتر، الامر الذي حد من قدرة المتظاهرين على تنظيم انفسهم لاسيما خلال تجمعاتهم وتحركاتهم اثناء التظاهر.
وقال بيان من شركة فودافون للاتصالات في مصر يعلن أن كل شركات الهاتف المحمول في مصر تلقت أوامر بقطع خدماتها في مناطق معينة.
اعتقالات في «الاخوان»
كما قامت السلطات باعتقال العديد من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين، بينهم قيادات في مكتب الارشاد في الجماعة ونواب سابقون ابرزهم عصام العريان ومحمد مرسي وحمدي حسن.
من سيخلف نظيف؟ أنباء عن طرح اسم وزير الصناعة لرئاسة حكومة جديدة
عاد وزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد والقائم بأعمال وزير الاستثمار في مصر من إيطاليا، قاطعا رحلة كان سيشهد خلالها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وزادت هذه العودة المفاجئة من تكهنات انتشرت في القاهرة عن حدوث تغيير وزاري وتعيين رشيد الذي يتمتع بشعبية جيدة، رئيسا للحكومة خلفا للدكتور أحمد نظيف.
ورغم هذه التكهنات، أعلن فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أن الدكتور نظيف سيحضر إلى البرلمان يوم الأحد القادم للرد على بيانات عاجلة من النواب حول المظاهرات والاحتجاجات الحالية.
ورشيد من مواليد 1955 وتولى الوزارة في يوليو 2004 وهو رجل أعمال يمتلك مجموعة من الشركات التي ورثها عن والده رجل الأعمال محمد رشيد.
والوزير حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة الإسكندرية 1978 وعلى دبلوم إدارة الأعمال من الولايات المتحدة، وكذا على دبلوم الإدارة الاستراتيجية ودبلوم الإدارة العليا من الولايات المتحدة أيضا.
ورشحت التكهنات أيضا الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي، وهو حاصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة وقضى نحو 20 عاما في البنوك الأميركية.