تشارلز داو ونظريته الخالدة – الجزء الأوّل
مقدمة:أسس تشارلز داو Charles Dow وشريكه إدوارد جونز شركة داو جونز – Dow Jones في عام 1882، والّتي كانت تنشر تحاليل فنيّة تصف بها أوضاع الاقتصاد الأمريكيّ في أواخر القرن الثّامن عشر وبداية القرن التّاسع عشر. تعتبر "نظرية داو- The Dow Theory" والّتي نشرها بواسطة بعض مقالاته في مجلة Wall Street أهم نظرية في علم التحليل الفنيّ – Technical Analysis للأسواق الماليّة حتّى يومنا هذا.
مؤشر داو جونز – Dow Jones Index:
أسس داو أول مؤشر لسوق الأسهم الأمريكيّة في تاريخ 3/7/1884، حيث تمّ تركيب هذا المؤشر من أسعار الإقفال – Closing Prices لأحد عشر سهمًا: تسعة أسهم لشركات من قطاع النّقل بالسّكك الحديديّة Railroad وسهمين من شركات القطاع الصّناعي.
فقد شعر داو بأن أداء الأحد عشر سهمًا يزوّد لنا دلالة جيّدة على "صحة" الاقتصاد في الدولة. بعدها وفي عام 1897، قرّر أنّه يجب تأسيس مؤشرين منفصلين الواحد عن الآخر بغية الحصول على "صورة" أوضح لمّا يجري في الاقتصاد الأمريكيّ.
من هنا، تكوّن كلّ من مؤشر النّقل - Rail Index الّذي احتوى على عشرين سهمًا والمؤشر الصّناعيّ – Industrial Index الّذي احتوى في البداية على اثني عشر سهمًا حيث "نمى" عام 1928 ليحوي على ثلاثين سهمًا ممّا هو قائم عليه اليوم.
حاول محررو مجلة The Wall Street Journal تعديل وتطوير قائمة الأسهم الأساسيّة لداو حتّى أن نشروا عام 1929 مؤشر إضافي يصف أداء قطاع الخدمات Utility.
طبّق داو نظريته العمليّة على تحرّكات مؤشّرات الأسهم الّتي أسسها بنفسه – مؤشر القطاع الصّناعي ومؤشر السّكك الحديديّة، لكن من الممكن تطبيق منطق هذه النّظرية على تحركات المؤشرات الأخرى في العالم ومن ضمنها مؤشر الأسهم المحلي – تل أبيب 25.
العقائد الأساسيّة لنظرية داو:
المؤشرات تتجاهل كلّ شيء - : The Averages Discount Everything
تغيّرات أسعار الأسهم وتحركات الأسواق في Wall Street تعكس لنا مجمل القرارات الّتي اتخذها جمهور المستثمرين في الأسواق والنّاتج عن معلومات تمّ نشرها لهم في الماضي أو في الحاضر. لذلك، لا توجد حاجة بتوسيع دائرة التّحليل إلى معطيات أخرى – لها تأثيرها على قوى العرض والطّلب، فتحركات Wall Street قد "استوعبت" بداخلها تأثيرات هذه المعطيات بما في ذلك الحوادث المفاجئة. فكلنا علم أنّه لا يمكن توقع ما سيحدث في المستقبل من كوارث طبيعيّة كالهزات الأرضيّة مثلاً، لكن عند حدوث أمر كهذا سرعان ما يتم استيعابه في الأسواق بعد أن قام المستثمرين بتحليل مدى تأثير هذا الحدث على اتجاهات الأسواق.
السّوق لديه ثلاث موجات – The Market Has Three Trends:
الموجة السّعريّة – Trend بموجب تعريف داو لها ثلاثة اتجاهات: موجة تصاعديّة – Up Trend، هي حالة يظهر فيها أداء السّوق على شكل نقاط قمم وقيعان تصاعديّة، موجة تنازليّة – Down Trend، هي حالة يظهر فيها أداء السّوق على شكل نقاط قمم وقيعان تنازليّة، وموجة أفقية – Sideway، وهي حالة يظهر فيها أداء السّوق على شكل نقاط قمم وقيعان ممتدّة بشكل أفقيّ.
آمن داو بأن القانون الفيزيائي "الفعل ورد الفعل" ينطبق على تحركات الأسواق كما هو منطبق بشكل طبيعيّ على الكوّن الماديّ. بكلمات أخرى يقول لنا داو أنّ الأسواق تسير بنمطيّة معيّنة حيث اعتبر بأن التّحرك السّعري مكوّن من ثلاثة أجزاء: الموجة الرئيسيّة – Primary ، الموجة الثّانويّّة - Secondary، والموجة الصّغرى – Minor، حيث شبّه كلّ واحدة من هذه الأجزاء بالمدّ والجزر – Tide، الأمواج – Waves، ورقرقة الأمواج – Ripples، على التّوالي.
فإذا قمنا بمراقبة لأمواج البحر المتدفقة على الشّاطئ ورأينا أن كلّ موجة جديدة تخترق الشاطئ وتصل إلى نقطة أبعد من النّقطة الّتي وصلت إليها الموجة السّابقة، عندها نحدد أن البحر موجود في حالة المدّ. أمّا في حال رأينا أنّ الموجة الجديدة تتراجع في كلّ مرّة عن النّقطة الّتي وصلت إليها الموجة السّابقة عندها نحدد أنّ البحر موجود في حالة الجزر.
هذه كانت بداية الوّصف للنّمطيّة الّتي تعكس لنا تحركات الأسواق بحسب نظرية داو ، لكن خلافًا للبحار حيث يدوم "المدّ والجزر" لبضع ساعات فإنّه يدوم في الأسواق أكثر من عام ومن المحتمل أن يدوم عدّة أعوام.
الموّجة الثّانويّة - الشّبيهة بالأمواج، هي بمثابة تصحيح فنيّ للموجة الرّئيسية – "المدّ والجزر" حيث تدوم في الأسواق فترة ما بين ثلاثة أسابيع حتى ثلاثة أشهر، أمّا الموجة الصّغرى – الشّبيهة برقرقة الأمواج فهي تدوم فترة أقصاها ثلاثة أسابيع.
إظهار الرسائل ذات التسميات تشارلز داو. إظهار كافة الرسائل
09/01/2009
تشارلز داو ونظريته الخالدة – الجزء الثّاني[/paste:font]
3. الاتجاهات الرئيسيّة مكوّنة من ثلاث مراحل
ركّز داو اهتمامه على الاتجاهات الرئيسيّة – Major Trends، حيث أعتقد بأنها مكوّنة من ثلاث مراحل متميزة: مرحلة التّكديس (التجميع) Accumulation، مرحلة المشاركة العامة Public Participation، و مرحلة التوزيع Distribution.
مرحلة التّكديس (التجميع) تمثل دخول المستثمرين الأذكياء إلى السّوق كونهم يملكون معلومات مهمة ليست بحوزة الآخرين، فإذا كانت الموجة الرّئيسيّة السّابقة في الاتجاه التّنازليّ عندها يعترف المستثمرون الأذكياء بأن السوق قد استوعب جميع الأخبار السيئة Bad News، في هذه المرحلة بشكل خاص يبدأون بشراء الأسهم الّتي لا يريد أحد من الجمهور شراؤها.
مرحلة المشاركة العامة تحدث عندما تبدأ الأسعار في التّزايد السّريع والأخبار الاقتصادية تبدأ في التّحسن، عندها يبدأ أغلب أتباع الموجة الرّئيسية من المضاربين الفّنيّين – Technical trend followers بالمشاركة في السّوق.
مرحلة التّوزيع تأخذ موقعها عندما تبدأ الصحف بنشر مواضيع وأخبار اقتصاديّة إيجابيّة جدًا عن أداء السّوق، حيث تكون هذه الأخبار أفضل من أي وقت مضى، فيزداد حجم التداول بالتزامن مع ازدياد المشاركة العامة. ما يميّز هذه المرحلة أن مجموعة المستثمرين الأذكياء – اولئك الذين دخلوا السّوق في مرحلة التجميع – يقومون بتصريف وبيّع كل ما في حوزتهم قبل أن يسبقهم أحد في ذلك.
4. المؤشرات يجب أن تثبّت إحداهما الأخرى.
يقصد داو من خلال هذه العقيدة أنّ أداء التّحرك السّعريّ لمؤشر القطاع الصناعي يجب أن يكون مشابهًا لأداء نظيره في قطاع النّقل، هذا يعني أنه إذا كان الاتجاه السّعريّ لأحد المؤشرات تصاعديًّا فيجب أن نرى تصرف مماثل للتحرك السّعريّ للمؤشر الآخر وبهذا نستنتج أنّ الاتجاه العام للسّوق موجود في حالة جيّدة.
أمّا إذا انحرف إتجاه أحد المؤشرات عن إتجاه الآخر عندها ندرك أنّه لا يمكن الاعتماد على استمرار تحرّك السّوق بالاتجاه العام.
5. حجم التداول يجب أن يثبّت الاتجاه.
إعتبر داو أن حجم التّداول – Volume عاملاً ثانويًّا ولكنه عنصرًا مهمًا في تثبيت الإشارات السعريّة. إذ من المفترض أن يزداد أو يتوسع حجم التداول مع اتجاه الموجة الرئيسيّة. ففي الموجة الرّئيسيّة التّصاعديّة يزداد حجم التّداول عندما يرتفع سعر السّوق (زيّادة الطلب)، ويتضاءل عندما يهبط السعر (تقلّص الطلب). وفي الموجة الرّئيسيّة التّنازليّة يزداد حجم التداول عندما يهبط سعر السّوق (زيّادة العرض) ويتضاءل عندما يرتفع السعر (تقلّص العرض).
6. من المفترض أن يستمر السّوق في اتجاهه حتى أن يعطي إشارات مؤكّدة للانعكاس.
هذه العقيدة تشكّل حجر الأساس لطرق أتباع اتجاه الموجة – Trend Following Approaches، فهي تربط حركة السّوق بقانون الطبيعة – Physical Law الذي ينّص على أن الجسم المتحرك (تحرك السّوق) يستمر في الحركة حتى أن يصطدم بقوة خارجية تؤدي إلى تغيير الاتجاه. يوجد عدة أدوات فنية متاحة تساعد المتداولين في التعرف على مستويات الانعكاس، ومن ضمنها دراسة مستويات الدعم والمقاومة – Support & Resistance، النّماذج السّعريّة – Price Patterns، خطوط الاتجاه – Trend lines، والمعدّلات المتحركة – Moving Averages.
من أصعب المهام لمتّبعي نظرية داو (أو حتى متّبعي الاتجاهات – Trend Followers) هي القدرة على التّمييز بين تصحيح ثانوي طبيعيّ – Normal Secondary Correction للموجة القائمة في اتجاه معين، وبين أول خطوة لبداية موجة جديدة في الاتجاه المعاكس.
يختلف متّبعو نظرية داو في تحديد إشارة انعكاس اتجاه السّوق، فمنهم من يعتقد بأن فشل السعر في تشكيل قمة أعلى من القمة السابقة، يليه هبوطًا يتجاوز القاع الحالي يدل على إشارة لانعكاس الاتجاه، وهناك من يعتقد بأنه عندما يقوم السعر بتشكيل قمة جديدة يليها هبوطًا يتجاوز قمتين سابقتين فإنه يدل على إشارة لانعكاس الاتجاه، وفئة أخيرة تعتقد بأنّ السّوق يجب أن يهبط قمتين وقاعين سابقين كي يؤمنوا بأن اتجاه السّوق قد انعكس.
بعض الانتقادات لنظرية داو
قدّمت نظرية داو خلال السنوات الماضية أداءًا جيدًا بتمييز اتجاهات كلتا موجتيّ السوق الرّئيسية الثورانيّة – Bullish والدّبية – Bearish ، ولكنها لم تسلم من الانتقادات، فبالمعدّل تفقد نظرية داو نسبه تتراوح بين 20% - 25% من حركة اداء السّوق قبل أن تعطي أي إشارة للدّخول، حيت يعتبر الكثير من المتداولين أن الدّخول في هذه المرحلة بات متأخرا جدًًّا. فعادةً إشارة الشراء المعتمدة على نظرية داو تحدث في المرحلة الثانية للاتجاه عندما يخترق السعر قمة متوسطة سابقة. وهذا أيضا يعتبر الوقت الذي تتماشى معه أغلب الأنظمة الفنية لمتتبعي الاتجاه وبداية تعرفهم على الاتجاه الحالي.
وكرد على هذا الانتقاد، يجب على المتداولين تذكر أن داو لم يهدف إلى توقع الاتجاهات، وإنما حرص على تمييز اتجاه السوق في مراحله الأولى ومحاولة الرّبح من الحصول على أكبر جزء من تحرك السوق. وتبين السجلات الموجودة أن نظرية داو أدت هذا الدور بشكل معقول جدا. فكل من اتّبع هذه النّظرية منذ سنة 1920 حتى 1975 استطاع الاستيلاء على 68٪ من مجمل تحركات السوق في القطاع الصناعي وقطاع النقل، و67٪ من تحركات مؤشر إل- S&P 500. هؤلاء الذين ينتقدون نظرية داو لفشلها في "صيّد" قمم وقيعان السوق، يفتقرون للمفاهيم الأساسية لطبيعة فلسفة تتبع الاتجاه.
http://trendytrader.blogspot.com/2009/01/blog-post_8449.html
مقدمة:أسس تشارلز داو Charles Dow وشريكه إدوارد جونز شركة داو جونز – Dow Jones في عام 1882، والّتي كانت تنشر تحاليل فنيّة تصف بها أوضاع الاقتصاد الأمريكيّ في أواخر القرن الثّامن عشر وبداية القرن التّاسع عشر. تعتبر "نظرية داو- The Dow Theory" والّتي نشرها بواسطة بعض مقالاته في مجلة Wall Street أهم نظرية في علم التحليل الفنيّ – Technical Analysis للأسواق الماليّة حتّى يومنا هذا.
مؤشر داو جونز – Dow Jones Index:
أسس داو أول مؤشر لسوق الأسهم الأمريكيّة في تاريخ 3/7/1884، حيث تمّ تركيب هذا المؤشر من أسعار الإقفال – Closing Prices لأحد عشر سهمًا: تسعة أسهم لشركات من قطاع النّقل بالسّكك الحديديّة Railroad وسهمين من شركات القطاع الصّناعي.
فقد شعر داو بأن أداء الأحد عشر سهمًا يزوّد لنا دلالة جيّدة على "صحة" الاقتصاد في الدولة. بعدها وفي عام 1897، قرّر أنّه يجب تأسيس مؤشرين منفصلين الواحد عن الآخر بغية الحصول على "صورة" أوضح لمّا يجري في الاقتصاد الأمريكيّ.
من هنا، تكوّن كلّ من مؤشر النّقل - Rail Index الّذي احتوى على عشرين سهمًا والمؤشر الصّناعيّ – Industrial Index الّذي احتوى في البداية على اثني عشر سهمًا حيث "نمى" عام 1928 ليحوي على ثلاثين سهمًا ممّا هو قائم عليه اليوم.
حاول محررو مجلة The Wall Street Journal تعديل وتطوير قائمة الأسهم الأساسيّة لداو حتّى أن نشروا عام 1929 مؤشر إضافي يصف أداء قطاع الخدمات Utility.
طبّق داو نظريته العمليّة على تحرّكات مؤشّرات الأسهم الّتي أسسها بنفسه – مؤشر القطاع الصّناعي ومؤشر السّكك الحديديّة، لكن من الممكن تطبيق منطق هذه النّظرية على تحركات المؤشرات الأخرى في العالم ومن ضمنها مؤشر الأسهم المحلي – تل أبيب 25.
العقائد الأساسيّة لنظرية داو:
المؤشرات تتجاهل كلّ شيء - : The Averages Discount Everything
تغيّرات أسعار الأسهم وتحركات الأسواق في Wall Street تعكس لنا مجمل القرارات الّتي اتخذها جمهور المستثمرين في الأسواق والنّاتج عن معلومات تمّ نشرها لهم في الماضي أو في الحاضر. لذلك، لا توجد حاجة بتوسيع دائرة التّحليل إلى معطيات أخرى – لها تأثيرها على قوى العرض والطّلب، فتحركات Wall Street قد "استوعبت" بداخلها تأثيرات هذه المعطيات بما في ذلك الحوادث المفاجئة. فكلنا علم أنّه لا يمكن توقع ما سيحدث في المستقبل من كوارث طبيعيّة كالهزات الأرضيّة مثلاً، لكن عند حدوث أمر كهذا سرعان ما يتم استيعابه في الأسواق بعد أن قام المستثمرين بتحليل مدى تأثير هذا الحدث على اتجاهات الأسواق.
السّوق لديه ثلاث موجات – The Market Has Three Trends:
الموجة السّعريّة – Trend بموجب تعريف داو لها ثلاثة اتجاهات: موجة تصاعديّة – Up Trend، هي حالة يظهر فيها أداء السّوق على شكل نقاط قمم وقيعان تصاعديّة، موجة تنازليّة – Down Trend، هي حالة يظهر فيها أداء السّوق على شكل نقاط قمم وقيعان تنازليّة، وموجة أفقية – Sideway، وهي حالة يظهر فيها أداء السّوق على شكل نقاط قمم وقيعان ممتدّة بشكل أفقيّ.
آمن داو بأن القانون الفيزيائي "الفعل ورد الفعل" ينطبق على تحركات الأسواق كما هو منطبق بشكل طبيعيّ على الكوّن الماديّ. بكلمات أخرى يقول لنا داو أنّ الأسواق تسير بنمطيّة معيّنة حيث اعتبر بأن التّحرك السّعري مكوّن من ثلاثة أجزاء: الموجة الرئيسيّة – Primary ، الموجة الثّانويّّة - Secondary، والموجة الصّغرى – Minor، حيث شبّه كلّ واحدة من هذه الأجزاء بالمدّ والجزر – Tide، الأمواج – Waves، ورقرقة الأمواج – Ripples، على التّوالي.
فإذا قمنا بمراقبة لأمواج البحر المتدفقة على الشّاطئ ورأينا أن كلّ موجة جديدة تخترق الشاطئ وتصل إلى نقطة أبعد من النّقطة الّتي وصلت إليها الموجة السّابقة، عندها نحدد أن البحر موجود في حالة المدّ. أمّا في حال رأينا أنّ الموجة الجديدة تتراجع في كلّ مرّة عن النّقطة الّتي وصلت إليها الموجة السّابقة عندها نحدد أنّ البحر موجود في حالة الجزر.
هذه كانت بداية الوّصف للنّمطيّة الّتي تعكس لنا تحركات الأسواق بحسب نظرية داو ، لكن خلافًا للبحار حيث يدوم "المدّ والجزر" لبضع ساعات فإنّه يدوم في الأسواق أكثر من عام ومن المحتمل أن يدوم عدّة أعوام.
الموّجة الثّانويّة - الشّبيهة بالأمواج، هي بمثابة تصحيح فنيّ للموجة الرّئيسية – "المدّ والجزر" حيث تدوم في الأسواق فترة ما بين ثلاثة أسابيع حتى ثلاثة أشهر، أمّا الموجة الصّغرى – الشّبيهة برقرقة الأمواج فهي تدوم فترة أقصاها ثلاثة أسابيع.
إظهار الرسائل ذات التسميات تشارلز داو. إظهار كافة الرسائل
09/01/2009
تشارلز داو ونظريته الخالدة – الجزء الثّاني[/paste:font]
3. الاتجاهات الرئيسيّة مكوّنة من ثلاث مراحل
ركّز داو اهتمامه على الاتجاهات الرئيسيّة – Major Trends، حيث أعتقد بأنها مكوّنة من ثلاث مراحل متميزة: مرحلة التّكديس (التجميع) Accumulation، مرحلة المشاركة العامة Public Participation، و مرحلة التوزيع Distribution.
مرحلة التّكديس (التجميع) تمثل دخول المستثمرين الأذكياء إلى السّوق كونهم يملكون معلومات مهمة ليست بحوزة الآخرين، فإذا كانت الموجة الرّئيسيّة السّابقة في الاتجاه التّنازليّ عندها يعترف المستثمرون الأذكياء بأن السوق قد استوعب جميع الأخبار السيئة Bad News، في هذه المرحلة بشكل خاص يبدأون بشراء الأسهم الّتي لا يريد أحد من الجمهور شراؤها.
مرحلة المشاركة العامة تحدث عندما تبدأ الأسعار في التّزايد السّريع والأخبار الاقتصادية تبدأ في التّحسن، عندها يبدأ أغلب أتباع الموجة الرّئيسية من المضاربين الفّنيّين – Technical trend followers بالمشاركة في السّوق.
مرحلة التّوزيع تأخذ موقعها عندما تبدأ الصحف بنشر مواضيع وأخبار اقتصاديّة إيجابيّة جدًا عن أداء السّوق، حيث تكون هذه الأخبار أفضل من أي وقت مضى، فيزداد حجم التداول بالتزامن مع ازدياد المشاركة العامة. ما يميّز هذه المرحلة أن مجموعة المستثمرين الأذكياء – اولئك الذين دخلوا السّوق في مرحلة التجميع – يقومون بتصريف وبيّع كل ما في حوزتهم قبل أن يسبقهم أحد في ذلك.
4. المؤشرات يجب أن تثبّت إحداهما الأخرى.
يقصد داو من خلال هذه العقيدة أنّ أداء التّحرك السّعريّ لمؤشر القطاع الصناعي يجب أن يكون مشابهًا لأداء نظيره في قطاع النّقل، هذا يعني أنه إذا كان الاتجاه السّعريّ لأحد المؤشرات تصاعديًّا فيجب أن نرى تصرف مماثل للتحرك السّعريّ للمؤشر الآخر وبهذا نستنتج أنّ الاتجاه العام للسّوق موجود في حالة جيّدة.
أمّا إذا انحرف إتجاه أحد المؤشرات عن إتجاه الآخر عندها ندرك أنّه لا يمكن الاعتماد على استمرار تحرّك السّوق بالاتجاه العام.
5. حجم التداول يجب أن يثبّت الاتجاه.
إعتبر داو أن حجم التّداول – Volume عاملاً ثانويًّا ولكنه عنصرًا مهمًا في تثبيت الإشارات السعريّة. إذ من المفترض أن يزداد أو يتوسع حجم التداول مع اتجاه الموجة الرئيسيّة. ففي الموجة الرّئيسيّة التّصاعديّة يزداد حجم التّداول عندما يرتفع سعر السّوق (زيّادة الطلب)، ويتضاءل عندما يهبط السعر (تقلّص الطلب). وفي الموجة الرّئيسيّة التّنازليّة يزداد حجم التداول عندما يهبط سعر السّوق (زيّادة العرض) ويتضاءل عندما يرتفع السعر (تقلّص العرض).
6. من المفترض أن يستمر السّوق في اتجاهه حتى أن يعطي إشارات مؤكّدة للانعكاس.
هذه العقيدة تشكّل حجر الأساس لطرق أتباع اتجاه الموجة – Trend Following Approaches، فهي تربط حركة السّوق بقانون الطبيعة – Physical Law الذي ينّص على أن الجسم المتحرك (تحرك السّوق) يستمر في الحركة حتى أن يصطدم بقوة خارجية تؤدي إلى تغيير الاتجاه. يوجد عدة أدوات فنية متاحة تساعد المتداولين في التعرف على مستويات الانعكاس، ومن ضمنها دراسة مستويات الدعم والمقاومة – Support & Resistance، النّماذج السّعريّة – Price Patterns، خطوط الاتجاه – Trend lines، والمعدّلات المتحركة – Moving Averages.
من أصعب المهام لمتّبعي نظرية داو (أو حتى متّبعي الاتجاهات – Trend Followers) هي القدرة على التّمييز بين تصحيح ثانوي طبيعيّ – Normal Secondary Correction للموجة القائمة في اتجاه معين، وبين أول خطوة لبداية موجة جديدة في الاتجاه المعاكس.
يختلف متّبعو نظرية داو في تحديد إشارة انعكاس اتجاه السّوق، فمنهم من يعتقد بأن فشل السعر في تشكيل قمة أعلى من القمة السابقة، يليه هبوطًا يتجاوز القاع الحالي يدل على إشارة لانعكاس الاتجاه، وهناك من يعتقد بأنه عندما يقوم السعر بتشكيل قمة جديدة يليها هبوطًا يتجاوز قمتين سابقتين فإنه يدل على إشارة لانعكاس الاتجاه، وفئة أخيرة تعتقد بأنّ السّوق يجب أن يهبط قمتين وقاعين سابقين كي يؤمنوا بأن اتجاه السّوق قد انعكس.
بعض الانتقادات لنظرية داو
قدّمت نظرية داو خلال السنوات الماضية أداءًا جيدًا بتمييز اتجاهات كلتا موجتيّ السوق الرّئيسية الثورانيّة – Bullish والدّبية – Bearish ، ولكنها لم تسلم من الانتقادات، فبالمعدّل تفقد نظرية داو نسبه تتراوح بين 20% - 25% من حركة اداء السّوق قبل أن تعطي أي إشارة للدّخول، حيت يعتبر الكثير من المتداولين أن الدّخول في هذه المرحلة بات متأخرا جدًًّا. فعادةً إشارة الشراء المعتمدة على نظرية داو تحدث في المرحلة الثانية للاتجاه عندما يخترق السعر قمة متوسطة سابقة. وهذا أيضا يعتبر الوقت الذي تتماشى معه أغلب الأنظمة الفنية لمتتبعي الاتجاه وبداية تعرفهم على الاتجاه الحالي.
وكرد على هذا الانتقاد، يجب على المتداولين تذكر أن داو لم يهدف إلى توقع الاتجاهات، وإنما حرص على تمييز اتجاه السوق في مراحله الأولى ومحاولة الرّبح من الحصول على أكبر جزء من تحرك السوق. وتبين السجلات الموجودة أن نظرية داو أدت هذا الدور بشكل معقول جدا. فكل من اتّبع هذه النّظرية منذ سنة 1920 حتى 1975 استطاع الاستيلاء على 68٪ من مجمل تحركات السوق في القطاع الصناعي وقطاع النقل، و67٪ من تحركات مؤشر إل- S&P 500. هؤلاء الذين ينتقدون نظرية داو لفشلها في "صيّد" قمم وقيعان السوق، يفتقرون للمفاهيم الأساسية لطبيعة فلسفة تتبع الاتجاه.
http://trendytrader.blogspot.com/2009/01/blog-post_8449.html
التعديل الأخير: