تريد الحقائق عن احداث الكويت...و المنطقه... إقرأ الوثائق البريطانيه ‏

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:15 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

14/01/2008


القبس تنشر وثائق الارشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 ارنب قصر بيكونسفيل كادت تسبب ازمة دبلوماسية
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C14%5C43e5c20b-1930-45a6-aa28-d3eb86599aa3_main.jpg
بيكونسفيلد
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت «القبس» على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيراً شاباً لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصاً الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد «سياسة الخوف» لضمان امدا دات النفط.

اكتشفت «القبس» ما يصل الى 95 تقريراً او رسالة بين وثائق وزارة الخارجية البريطانية تناولت ثلاث قضايا كادت ان تتسبب في ازمة ديبلوماسية بين الكويت وبريطانيا لحساسيتها ولأنها كادت ان تطال «الذات الاميرية»، لتمسك الانكليز ببعض القشور من دون الاخذ بالاعتبار ما كانت الكويت قدمته لهم في مراحل حساسة ابرزها «ازمة الاسترليني».
وتمثلت القضايا الثلاث في ثلاث مشاكل واجهتها السفارة الكويتية في لندن بحكمة، لأنها تناولت قصر «فيرفيو» للامير الشيخ صباح السالم الصباح، الذي كان قد اشتراه في ابريل 1976 في منطقة بيكونسفيلد في الريف الانكليزي.
وتتلخص القضايا، التي وردت في الوثائق، التي تم مسح فقرات من بعضها، في ازمة دفع الضريبة البلدية وما اذا كان المجلس البلدي لمنطقة القصر يحق له فرض الضريبة على عقار يملكه رئيس دولة يتمتع بحصانة،
والمشكلة الثانية رفض المجلس البلدي نفسه الموافقة على طلب بتوسيع القصر لبناء ملحق جانبي للضيوف، متعللاً بأن منطقة البناء منطقة محمية.
وثالث القضايا واكثرها فكاهة، ان الارانب تكاثرت جداً في حدائق القصر واصبحت تشن «غزوات» على المزارع المجاورة وتتلف فواكهها واثمارها، مما استدعى تقديم شكاوى وصلت الى وزارة الخارجية البريطانية وعالجها السفير الكويتي الشيخ سعود الناصر بـ «حكمة» كما ورد في الوثائق.

قصة الارانب
في السادس من مايو 1977 تسلم فرانسيس كالاغار من دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية البريطانية رسالة، حفظت تحت الرمز «ان بي كي 1/364» من الكولونيل لورد بيرنهام احد اكبر المزارعين في منطقة بيكونسفيلد، الذي اشار الى انه يكتب نيابة عن مزارعه وعن مزارع «مجموعة بورتمان بيرتلي»، وتتناول شكوى من ارانب تشن «غارات وغزوات على اراضينا» وتنطلق من حدائق قصر «شيخ الكويت» الذي اشتراه بين اراضينا في منطقة بيكونسفيلد.
وقدم اللورد وصفاً للحدائق التي تمتد على مساحة 95 آكر، حيث باتت الارانب تتكاثر بشكل كبير ومزعج وبدأت تشن غزواتها في اتجاه الجيران من الجانبين وتهدد الحياة الزراعية فيها وتهدم احياناً الاسوار.
وقال اللورد انه منذ ربيع 1976 اتصلت مراراً مع مسؤول الامن عن القصر مستر غرينسيل وهو الوحيد المقيم فيه بانتظام، كما اتصلت مراراً مع شركة سانت مارتن بروبروتي كومباني اوف اديلاد (تملكها الحكومة الكويتية عبر مكتب الاستثمار) التي تقوم بدور الوكيل في ادارة شؤون القصر.
وهدفي من هذه الاتصالات اقناع اي مسؤول عن القصر باتخاذ التدابير اللازمة لخفض عدد الارانب في الحدائق و«ضبطها» ومن ثم ايقاف «غزواتها على اراضينا».
واشار اللورد الى ان في المنطقة شركة متخصصة للتعامل مع هذا النوع من الازمات وان كل ما يطلبه اقناع المسؤولين الكويتيين بالتصرف والسماح لهذه الشركة بدخول القصر ونصب الافخاخ للارانب.
وقال بعدما استنفدنا كل الوسائل كتبنا الى وزارة الزراعة والاسماك التي لم تتخذ اي اجراء خوفاً من اثارة اي ازمة ديبلوماسية مع الكويت... وما زلنا نعاني المشكلة.
ولاحظ اللورد ان المسؤولين الامنيين في القصر لا يهمهم الا الحفاظ على الامن من دون الاهتمام بما يجري حولهم، وعلى كل حال يمكنني التأكيد ان الشركة المسؤولة عن «تهذيب» الارانب لديها القدرة على احترام متطلبات امن الشيخ.

التهديد بالمحاكم
وشددت الرسالة على ان اصحاب العقارات المجاورة يمكن ان يلجأوا الى المحاكم للحصول على تعويضات من الامير عن الاضرار التي تسببت بها ارانبه في المزارع المجاورة خصوصاً ان اكل جذور الاشجار التاريخية يجعلها تموت وهو ما لا يعوّض!
وطلب اللورد رأي وزارة الخارجية في ما يجب فعله «لانني اعتقد ان شيخ الكويت عندما قرر شراء قصر وارض في هذه المنطقة عليه ان يقبل الاجراءات والتقاليد والواجبات فيها ويتبعها».
واعرب عن اعتقاده ان «صاحب السمو» لم يعرف ابداً بالمشكلة وارجو ابلاغي بالاسلوب السليم لحلها.

جواب الخارجية
وتلقى اللورد في السادس عشر من مايو 1977 رسالة جوابية من كالاغار، حفظت تحت الرمز «ان بي كي 346/1» واشارت الى ان الوزارة ستتصرف لحل المشكلة التي لا يجب ان تصل الى المحاكم البريطانية والصحافة.
وآسف كالاغار على الاضرار التي تتعرض لها ممتلكات اللورد والجيران ووعد بان يعود اليه لابلاغه بما سيحدث.

رسالة الى السفير الكويتي من الخارجية
وفي التاسع عشر من مايو 1977 تسلم السفير الكويتي في لندن رسالة من «مستر لوكاس» في دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية تطلب «مشورة صغيرة» للتعامل مع «مشكلة بسيطة» في قصر الشيخ صباح السالم في بيكونسفيلد.
وروت الرسالة ما جاء في شكوى اللورد لكن بطريقة مهذبة وطلبت العمل على حل المشكلة.
وفي اول يونيو 1977 رد الشيخ سعود ناصر الصباح على مستر لوكاس برسالة من 5 سطور يبلغه فيها انه طلب من وكيل القصر التعامل بالسرعة اللازمة مع المشكلة باسلوب يرضي جميع الاطراف.
ثم كتبت وزارة الخارجية (كالاغار) الى اللورد في 15 يونيو تبلغه ان السفير امر شركة «سانت مارتن» بالتصرف لازالة المشكلة التي بدأ حلها وفي حال تجددها يمكن الاتصال مع مستر هوليت في «سانت مارتن» على رقم الهاتف 016263411 لازالة اي عقبات.
وتسلم مستر كالاغار رسالة شكر من اللورد «عما تستطيع وزارة الخارجية ان تفعله» عارضاً خدماته عليها وعلى «جيرانه الجدد» (...).
كما بعث مستر لوكاس الى السفير الشيخ سعود الناصر برسالة بتاريخ 28 يونيو يشكره فيها على حل «مشكلة الارانب» ونقل اليه تحيات اللورد وما اذا كان يستطيع ان يقدم اي خدمة للامير عندما يريدها.

ضريبة البلدية
وضمت وثائق حصلت عليها «القبس» من وزارة الخزانة البريطانية رسالة من لويس بايتون الى جون لودج في دائرة البروتوكول في الخارجية حملت الرمز تي اكس بي 1/446/364 وتاريخ 14 يونيو 1977 تتناول طلب الغاء الضريبة التي يطالب بها مجلس بلدية بيكونسفيلد عن الخدمات المقدمة لقصر «فيرفيو» الذي يملكه الامير لأن القصر يتبع «السيادة الكويتية ويتمتع بالحصانة».
وافادت الرسالة انه في رأي وزارة الخزانة على الامير ان يدفع الضريبة على املاكه الخاصة «لأن القصر ليس ملكاً لدولة الكويت ومن الافضل الاتصال مع شركة المحاماة «فريشفيلد» التي تمثل مصالح الامير. ومن الافضل ابلاغهم ان احداً من زعماء الدول الاجنبية من الذين يملكون عقارات او مصالح شخصية يطلبون اعفاءهم من الضريبة ومن الافضل ابلاغ الجانب الكويتي ان الملكة تدفع ضريبة على املاكها الخاصة (قصر بالمورال وقصر ساندرينغهام) وان الاعفاء يتناول فقط مقارها الرسمية المسجلة باسم التاج البريطاني الذي يتم توارثه.
واشارت الرسالة الى ان الامير اصبح مثل غيره من سكان بيكونسفيلد يستفيد من خدمات البلدية مثل الحراسة والتمديدات الصحية والانارة وحتى من الطبابة المجانية وعليه يجب ان يُعامل كغيره من السكان.
واشارت الرسالة الى انه اذا رفض المشرفون على القصر الدفع لأن القصر غير مسكون على مدار السنة او انه يتمتع بالحصانة يجب ان يدفع على الاقل ربع قيمة الفاتورة مقابل الخدمات الاساسية ومن بينها تنظيف طرقات القصر وجمع القمامة وعلى اساس ان الامير، لو علم بالأمر، لا يمكن ان يقبل ان يتحمل جيرانه الفاتورة باكملها مقابل الخدمات.
والمح الى انه يجب ابلاغ شركة المحاماة باسلوب دبلوماسي ان المجلس البلدي يمكن ان يبلغ الامير خطياً وعبر اعلان على باب القصر انه مطالب بمبلغ الضريبة.
(الوثيقة هنا تم تغطية سطور منها بالحبر الاسود لمنع الاطلاع على المضمون)
واضافت الرسالة انه ليس على حد علمي ان وزارة الخزانة اضطرت سابقاً للتعويض على مجلس بلدي لان احد السكان، مهما يكن، لم يدفع ضريبته. واعتقد ان الامر اذا وصل الى الصحافة ستكون «شوشرة» كبرى كما ان اي مسؤول بريطاني لم يطلب معاملة بالمثل في دولة الكويت.
وتتم احالة رسالة وزارة الخزانة الى الوكيل القانوني لوزارة الخارجية لابداء مطالعته في هذا الشأن... ومن الافضل ان لا يكون اعفاء القصر مثالاً يمكن ان يطبق مستقبلاً على باقي زعماء دول الخليج وغيرهم.
وتسلمت وزارة الخزانة بتاريخ 29 يونيو رسالة من الخارجية تؤكد حق المجلس البلدي بالمطالبة بالضريبة مقابل الخدمات وليس بضريبة على الملكية. وعليه تقرر ابلاغ شركة فريشفيلد بالامر.
وفي 19 يوليو كتب الرئيس التنفيذي للمجلس البلدي الى وزارة الخزانة يبلغها انه تقرر ابلاغ سفارة دولة الكويت بالامر لحل الاشكال وقال في الرسالة: «لا اعتقد وفق خبراء يعرفون عادات العرب ان الامير يمكن ان يقبل بالامر وانه سيأمر فورا بدفع الضريبة المتوجبة».
وتبين من مراسلات لاحقة ان السفارة ابلغت الخارجية انها ستدفع المبلغ كاملاً واي ضريبة متوجبة وان من حاول التهرب من الدفع كان شركة «فريشفيلد» لاسباب لا نعرفها.
وفي الوثيقة اشارة الى رفض مجلس بلدية بيكونسفيلد طلب بناء ملحق لاستخدامه دار ضيافة، لأن منطقة «فيرفيو» حيث القصر محمية.
وضمت وثائق افرج عنها نهاية العام الماضي ومراسلات بين المجلس البلدي لمنطقة بيكونسفيلد مع وزارة الخارجية، ان الموضوع معقد جداً وان تدخل وزارة الخارجية عبر وكيلها لم يؤد الى حل الاشكال.
وبقي المجلس البلدي يؤجل البت في الامر حتى نهاية السنة من دون ان يرفضه رسمياً بانتظار انتهاء المشاورات بين اعضاء المجلس البلدي ووزارة الخارجية والمستشار الهندسي والسفارة الكويتية.
وكان المجلس البلدي رفض طلباً من رئيس الوزراء البريطاني السابق هارولد ويلسون لتعديل منزله القريب من القصر وتحجج اعضاء المجلس بان امير الكويت يجب ان يعامل بالمثل وفق ما جاء في رسالة من مستر لوكاس في دائرة الشرق الاوسط الى مستر كالاغار في الدائرة نفسها بتاريخ 3 نوفمبر 1977.
وفي 15 نوفمبر نشرت صحيفة اراب تايمز الكويتية موضوعاً عن «البيروقراطية البريطانية»، التي تعرقل السماح للامير بتوسيع قصره، وان الامر سيتقرر في نهاية السنة عندما يجتمع اعضاء المجلس لبلدي باكملهم للنظر في الطلب.
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:19 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

12/01/2008


تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 الكويت تعاطت بإيجابية مع النصائح البريطانية بإقناع الفلسطينيين بالاعتدال في شأن مؤتمر جنيف
لماذا غضب ياسر عرفات على يوسف الصايغ؟
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C12%5Cbba65a01-eec7-4e0c-b110-ab3af5c18a96_main.jpg
السفارة البريطانية استشهدت بمقابلة سليم الزعنون مع «القبس» لتشرح أبعاد الدور الكويتي في ترتيب الحل في الشرق الأوسط (أرشيف القبس)
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت «القبس» على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيراً شاباً لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصاً الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد «سياسة الخوف» لضمان امدا دات النفط.

كانت المملكة المتحدة المتحالفة مع الولايات المتحدة في سياستها الشرق اوسطية تتضايق من اي مقترحات سوفيتية لاقرار الحاجة الى تسوية، وتسارع الى شرح ابعادها الى الدول «الصديقة» كما جرى في عام 1977 وفي مارس تحديداً عندما ابلغ السفير البريطاني في الكويت الخارجية في برقية حملت الرمز الكودي «جي آر 95» ان وزير الخارجية السوفيتي ارسل بواسطة السفير في الكويت مقترحات، الى الحكومة الكويتية، سيعرضها على مجلس الامن وتتناول نزع التسلح تدريجياً في العالم وفي مناطق الاضطرابات.
وردت الخارجية على الفور طالبة من السفير مقابلة المسؤولين الكويتيين وابلاغهم ان هذه المقترحات «مجرد دعاية اعلامية لا غير وان الاتحاد السوفيتي مستمر في تجاربه على الاسلحة المدمرة وفي تزويد العراق باسلحة متطورة»!.
وتظهر الوثائق البريطانية، التي حصلت عليها «القبس» ان السفارة البريطانية في الكويت كان لها دور اكبر من تمثيل المصالح الاقتصادية والتجارية والسياسية الى الحصول على معلومات «قيمة» عن تطورات وافكار الفلسطينيين في الكويت ومن ثم عن حركة المقاومة واتجاهاتها.

الاعتدال الفلسطيني
وفي تقرير رفعه جورج فيتزهيربرت من السفارة الى الخارجية بتاريخ 26 مارس 1977 وتناول اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني وتاثيراته في الشارع الكويتي قال:
ان ردود الفعل المحلية كانت مؤيدة للاتجاه الذي اتخذه المجلس في اجتماعات القاهرة التي اظهرت ميلاً فلسطينياً الى الاعتدال مما يعني ان المنظمة قد تحضر مؤتمر جنيف اذا دعيت اليه.
وافاد التقرير نقلاً عن مصدر كويتي وآخر فلسطيني (لم يسمهما) ان المجلس الوطني ترك الباب مفتوحاً امام حضور جنيف من دون الاضطرار للاعتراف بالقرار 242، كما حضت عليه الدول العربية المعتدلة ومن بينها السعودية والكويت وهما من اكبر ممولي منظمة التحرير.
لكن التقرير لاحظ ان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في الكويت عبد العزيز حسين قال بعد اجتماع المجلس برئاسة نائب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر العلي في 22 فبراير اي بعد يومين من اختتام اعمال المجلس الوطني: «ان منظمة التحرير لم تتخل عن موقفها السابق وان التفسير الاميركي عن تنازلات قدمها الفلسطينيون غير صحيح لأن الموقف الفلسطيني ثابت في موقعه».
وينقل التقرير عن عضو المجلس الوطني الفلسطيني السيد يوسف الصايغ قوله للدبلوماسي البريطاني «ان تغييراً لم يحدث في الموقف الوطني الفلسطيني من جنيف».
واشار التقرير الى ان الصايغ لم يحضر اجتماعات القاهرة لانه، كما يقول، لا يريد ان يُفسر حضوره وكأنه قبول بالترشيح لرئاسة المجلس كما يريد اصدقاؤه من رافضي خط تقديم التنازلات لاسرائيل.
ويعيش الصايغ في الكويت وله روابط قوية مع قياداتها وطبقة المثقفين فيها ورجال الاعمال.
وللصايغ شقيقان احدهما انيس الذي كان ضحية لانفجار رسالة ملغومة اسرائيلية المصدر وهو رئيس مركز الابحاث الفلسطينية في بيروت وفايز الذي يعيش في الولايات المتحدة والمقرب من الاميركيين.

اتصالات أميركية - فلسطينية في دول عربية معتدلة
وقال يوسف الصايغ ان الفلسطينيين لن يحضروا مؤتمر جنيف وفق التفسير الاميركي للقرار 242 ، وان السيد ياسر عرفات ابدى حمقه على ملاحظات ابلغها السيد فايز الصايغ عن اتصالات سرية مع الاميركيين في عواصم عربية معتدلة (...).
يُشار الى ان الاتصال الرسمي الاول بين الفلسطينيين والاميركيين جرى في منزل مندوب الكويت في الامم المتحدة عبدالله بشارة ومثل الجانب الاميركي فيه المندوب في الامم المتحدة اندرو يونغ والجانب الفلسطيني زهدي الطرزي.
وفسر الصايغ موقف عرفات في المجلس الوطني والبيان الختامي بانهما كانا «محاولة فلسطينية لاقناع الاميركيين والرئيس كارتر بان الفلسطينيين مستعدون للحوار».
وشدد الدبلوماسي البريطاني على ان موقف الكويت من مقترحات الرئيس كارتر في شأن مؤتمر جنيف كان ايجابياً جداً وقال "ان الكويت تعاطت مع النصائح البريطانية بتشجيع الفلسطينيين على الاعتدال»، وان ما قاله وزير الدولة الكويتي في 22 فبراير عما اعلنه الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف في الشأن الفلسطيني ومؤتمر جنيف ينسجم مع الموقف البريطاني الداعي للاعتراف باسرائيل ضمن الحدود التي سبقت حرب 1967 مقابل الاعتراف بوطن قومي للفلسطينيين في اراض فلسطينية.
ونسب التقرير الى مصدر كويتي رفيع والى صحف كويتية تعكس وجهة النظر الرسمية قولها ان الموقفين الاميركي والسوفيتي يعكسان موقفاً موحداً من الحل المتوقع في الشرق الاوسط يقترب كثيراً من موقف المعتدلين العرب.
واستشهد الدبلوماسي البريطاني بما جاء في مقابلة اجرتها «القبس» مع نائب رئيس المجلس الوطني ممثل منظمة التحرير في الخليج سليم الزعنون وقال فيها «ان المنظمة تدرس مقترحات بريجنيف وهي تنظر توضيحات لبعض النقاط الغامضة فيها ولتقارنها مع مبادرة الرئيس كارتر».
وشدد الزعنون بان الصداقة الفلسطينية - السوفيتية ليست محل شك وان موسكو لن تضحي ابداً بالحقوق الفلسطينية».
وشدد الزعنون على ان المنظمة لن تفرط ابداً بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وخلص الدبلوماسي البريطاني الى القول ان «النتيجة التي استخلصها من الموقف الكويتي والبيانين اللذين اعلنا في واشنطن وموسكو عن الموقف في الشرق الاوسط ان الطريق الى السلام طويل ومؤتمر جنيف لن يُعقد في وقت قريب».
وفي 17 ابريل 1977 تسلم وزير خارجية الكويت رسالة من السيد ياسر عرفات نقلها اليه السيد فاروق قدومي والسيد خالد الحسن.
وذكرت برقية وجهها السفير البريطاني آرشي لامب عن الرسالة انها تناولت الحل في الشرق الاوسط والازمة اللبنانية ومستقبل الفلسطينيين في لبنان والدور الواجب القيام به لتسهيل الحل فيه.
وكلف الشيخ صباح الاحمد وزير خارجية الكويت السفير الكويتي في لبنان نقل رسالة الى الرئيس اللبناني الياس سركيس عن مضمون اقتراحات فلسطينية.
وتبين لاحقاً ان الكويت كانت تلعب دوراً اساسياً في ترتيب «هدنة» في الجنوب اللبناني لتسهيل عملية السلام في الشرق الاوسط.
ويبدو ان الهدنة ستكون، وفقاً لما قاله السفير لامب في برقية الى الخارجية البريطانية بتاريخ 18 ابريل، عبر تجميد العمل باتفاقية القاهرة بين لبنان ومنظمة التحرير وانه يتم ترتيبها بالتنسيق مع دمشق.
وشدد السفير على ان الكويت هي الطرف الاكثر تأثراً بالتطورات الفلسطينية بسبب حجم الجالية الفلسطينية فيها مقارنة مع عدد سكانها الاصليين.
وفي الوثائق مجموعة برقيات ركزت على زيارات كبار المسؤولين في الدول النفطية الاعضاء في «اوبك» الى الكويت خصوصاً زيارة الرئيس الفنزويلي بيريز الذي كان يحاول التوصل الى ترتيب موقف موحد من اسعار النفط الى الدول الصديقة والمساعدات التي يمكن ان تقدم لها في ضوء الارتفاع الكبير في اسعار الخام.
ولاحظ الدبلوماسي البريطاني كريس انعهام في رسالة الى الخارجية في لندن حملت تاريخ 2 مايو 1977 ان الكويت تتجه الى فتح سفارة لها في كاراكاس.
وتحدثت الوثائق عن زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو الى الكويت وما جرى خلالها من بحث تناول الاستعانة بمدربين باكستانيين وخبراء لمساعدة الكويتيين باستيعاب الاسلحة البريطانية الجديدة.
وفي الشهر الثامن من السنة استدعى وكيل وزارة الخارجية راشد الراشد السفير لامب الى الخارجية لتسليمه مذكرة كويتية تعرب عن قلق الكويت للاعمال العدوانية الاسرائيلية في الضفة الغربية وغزة ومشاريع بناء مستوطنات جديدة فيهما.
وقال الراشد ان الكويت تسلم مذكرات مماثلة الى الدول دائمة العضوية في مجلس الامن تحضها على ادانة هذه الاعمال الاسرائيلية.
وابرز ما في الوثائق البريطانية الحديث عن موقف الكويت من زيارة الرئيس المصري انور السادات الى القدس المحتلة في 19 نوفمبر 1977. وقالت برقية من السفارة البريطانية في الكويت ان الموقف الرسمي من الزيارة سيُعلن بعد اجتماع الحكومة الكويتية في 27 نوفمبر وبعد مشاورات مع الدول الشقيقة في الخليج والصديقة في مختلف انحاء العالم على رغم ان الصحف الكويتية وحتى المقربة من الحكومة ادانت الزيارة وحذرت من التفريط بحقوق الفلسطينيين.
واكتفى بيان تلاه الوزير عبد العزيز حسين بالقول «ان الكويت اخذت على حين غرة بـ«الاتصال مع العدو» وهي «تأسف للانقسام الحاصل على الساحة العربية بين الاشقاء» ودعت الاشقاء العرب الى اتخاذ خطوات اساسية لاعادة الوحدة الى العالم العربي.
ولم يُشر البيان الى دعوة الرئيس السادات الدول العربية الى الاجتماع في القاهرة لتنسيق الموقف من مؤتمر جنيف.
واشارت البرقية الى تململ بين الجاليتين الفلسطينية والمصرية في الكويت وان تدابير امنية اتخذت لمنع اي مشاكل بينهما.
ولاحظ السفير ان الحكومة سمحت بانطلاق تظاهرة نظمها طلاب جامعة الكويت وضمت حوالي الفي طالب ضد الزيارة وان كانت لم تُرفع فيها شعارت متطرفة ضد الرئيس السادات واستمعت الى خطب نارية من بينها واحدة للدكتور احمد الخطيب.
وتوجه متظاهرون الى مكتب منظمة التحرير في الكويت للاحتجاج على صمته عن اصدار بيان عن الزيارة.
ويبدو ان المسؤولين فيه صمتوا بناء لرغبة كويتية رسمية.
وتم توقيف بعض المتظاهرين هناك.
أول لقاء أميركي – فلسطيني في منزل عبدالله بشارة


الحلقة المقبلة: المساعدات الكويتية الى دول صديقة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:20 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

10/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 - ( 14) الكويت وازنت سياستها الخارجية بعد رحيل بريطانيا وفق معطيات المعادلة السكانية الداخلية وتركيبتها
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C10%5C868dba97-2f7a-42bb-a6e4-bf00b1c0180c_main.jpg
سعد العبدالله وكالاهان
لندن - رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت «القبس» على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيراً شاباً لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصاً الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد «سياسة الخوف» لضمان امدا دات النفط.

بدت محاضر محادثات وزير الدفاع والداخلية الشيح سعد العبدالله الصباح مع مختلف المسؤولين البريطانيين وكأنها تمثل ترسيخاً للعلاقات الاستراتيجية بين دولتين تكملان بعضهما البعض، كما ورد في احد التقارير المجتزأة التي اخفيت منه فقرات قد تُكشف لاحقاً كما يقول مسؤولون في الارشيف الوطني البريطاني عن وثائق غير مكتملة ومعماة.
ووفق قراءة في تاريخ العلاقات في تلك المرحلة، كانت بريطانيا تحتاج للنفط الكويتي بسعر تشجيعي، اضافة الى ابقاء الكويت ودائعها بالجنيه الاسترليني وضخ استثمارات دورية في الاقتصاد البريطاني واستمرار مبيعات السلاح البريطاني الى الكويت، اضافة الى عقد صفقات دورية من الاسلحة والعقود المدنية.

الدولة الفتية
في المقابل كانت الكويت »الدولة الفتية« تحتاج الى الحماية البريطانية، خصوصاً ان العراق في ظل حكم البعث وصدام تحديداً، كانت مهددة دورياً بالاجتياح، اضافة الى ان الحكومة الكويتية، كانت تحتاج الى عمالة اجنبية يعادل عددها عدد الشعب الكويتي او اكثر تعد بالآلاف وهي اضطرت الى استقبال عشرات آلاف المصريين ومثلهم من الفلسطينيين وعدد مماثل من الايرانيين، وكانت هذه الجاليات الثلاث تمثل «الاخطار الثلاثية»، كما سمتها التقارير البريطانية، على الاستقرار الداخلي في الكويت مما اضطر الحكومات المتعاقبة، خصوصاً بعد الاستقلال، الى موازنة سياساتها الخارجية وفق المعادلة السكانية الداخلية.

الأمن القومي البريطاني
واشارت وثيقة حملت عبارة «سري جداً« والرمز «ميد اف سي او026/1» وتاريخ 15 مايو 1977 الى ان زيارة الشيخ سعد »مهمة جداً للامن القومي البريطاني وبقدر اهمية محادثات المسؤول الكويتي مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع وشركات تصنيع الاسلحة، لا بد من الاهتمام ايضاً بالوفد العسكري المرافق خصوصاً ان اعضاءه يمثلون العصب التنفيذي للاتفاقات العسكرية الامنية».
وفي عودة الى لائحة الوفد المرافق، اشارت الوثيقة الصادرة عن سفارة الكويت بتاريخ 12 مايو التي رفعت الى وزارة الخارجية وحُفظت تحت الرمز «ان بي كي 026/1 » ان الشيخ سعد سيرافقه في جولاته ولقاءاته ومحادثاته الآتية اسماؤهم:
1 - السيد محمد عبد الحميد الخلف رئيس المكتب العسكري في لندن.
2 - الكولونيل محمد عبد العزيز البدر مدير العمليات العسكرية.
3 - الكولونيل عبد العزيز الصايغ مساعد رئيس الاركان للشؤون الفنية.
4 - اللفتانت كولونيل علي محمد المؤمن نائب مدير العمليات.
5 - لفتنانت كوماندور حبيب عبد الرضى المائل نائب رئيس العمليات في البحرية الكويتية.
6 - الكابتن يوسف سلطان السالم المرافق العسكري لوزير الدفاع.
وفي وثيقة موازية اعطت الخارجية البريطانية وصفاً للوفد العسكري مع الشيخ سعد تقدمها الكولونيل عبدالله خالد السميط مساعد قائد القوات الجوية الكويتية ورئيس العمليات فيها. ثم الكولونيل المؤمن وبعده الكوماندور حبيب عبد الرضى ثم الكابتن يوسف سلطان.
واضافت الخارجية الى هؤلاء السفير الكويتي سعود ناصر الصباح.

اللقاء مع رئيس الحكومة البريطانية
واستقبل رئيس الحكومة البريطانية جيمس كالاهان الشيخ سعد في 10 داوننغ ستريت عند السادسة من بعد ظهر 25 مايو 1977 ولمدة 20 دقيقة (الوثيقة الصادرة عن 10 داوننغ ستريت وموجهة الى جون ستيفان وول في الخارجية). ورافق الشيخ سعد السفير الكويتي في لندن والسفير البريطاني في الكويت آرشي لامب.
بدأ اللقاء بنقل الشيخ سعد تحيات امير الكويت لرئيس الوزراء مجدداً دعوة الأمير لكالاهان لزيارة الكويت ساعة يشاء. وتحدث رئيس الحكومة باختصار عن تحسن الموقف المالي والاقتصادي لبريطانيا وقال: »ان الحكومة البريطانية جد مرتاحة للوضع على رغم ان نسبة التضخم لا تزال عالية«.
وسأل كالاهان عن الوضع الداخلي في الكويت بعد حل مجلس الامة واجاب الشيخ سعد ان الحكومة تمسك الموقف الامني بيد من حديد وهي تراقب من سيحاول اثارة الشغب.
وجرى كلام سريع تناول التعاون العسكري والمشتريات الكويتية من بريطانيا وترحيب باي طلبات جديدة ومذكرة التعاون الدفاعي التي وقعها الشيخ سعد قبل يوم مع وزير الدفاع البريطاني.
وقال «اذا احتجتم الى اي شيء نحن هنا حاضرون».
بعدها جرى تناول مسألة الشرق الاوسط وابلغ كلاهان الشيخ سعد بانه تحدث مع الرئيس الاميركي جيمي كارتر في شأن تأمين دفع لازمة الشرق الاوسط وان الرئيس اكد لي كما سيؤكد للامير السعودي فهد بن عبد العزيز ان الموقف الاميركي لن يتغير بعد نتيجة الانتخابات الاسرائيلية التي حملت الليكود الى الحكم.
واشار رئيس الحكومة البريطانية الى ان الرئيس الاميركي سينتظر تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة ليبدأ مشاورات معها ومع اطراف اخرى ومن ثم سيوجه الدعوة الى عقد مؤتمر جنيف جديد.
وشدد على ان معلوماته تشير الى ان الحكومة الاسرائيلية المقبلة ستكون مستقرة وقادرة على قبول مبادرات معينة.
وعندما سأل الشيخ سعد كالاهان عما اذا كان يعتقد بان مؤتمر جنيف سينعقد في وقت قريب استبعد ذلك.
وابلغ كالاهان الشيخ سعد بانه سيتصل مع بيغن شخصياً بعدما يشكل الحكومة وسيبلغ الشيخ سعد بما يسمع منه.
ومن ثم تم الحديث عن مختلف اوجه التعاون بين الكويت وبريطانيا وعرض السفير البريطاني في الكويت على رئيس الوزراء ان يتناول التعاون مع الكويت العمليات العسكرية والقيادة والتنسيق العسكري والامني.
واعرب كالاهان عن رغبته بنقلة نوعية اكبر للعلاقات الثنائية مع الكويت وفي مختلف المجالات.
وكان الشيخ سعد وقع قبل 24 ساعة مع وزير الدفاع البريطاني »مذكرة تفاهم« في شأن التعاون العسكري والتدريب تعطي الكويت الافضلية لشراء الاسلحة البريطانية التي تريدها ومن بينها شراء الزوارق الهجومية من شركة «فوسبر ثورنيكروفت» بقيمة 200 مليون استرليني وتدريب نواة القوات البحرية الكويتية المستقبلية.
ومنذ ان بحث رئيس الوزراء الصفقة مع الامير الشيخ صباح السالم الصباح تحسن موقف الشركة البريطانية في المنافسة مع الفرنسيين الذين يريدون بيع الكويت زوارق منافسة.
وجاء في وثيقة حملت تاريخ مارس 1977 وحفظت في ملف وزارة الخارجية عن زيارة الشيخ سعد الى لندن «ان بي كي 026/1» ان الحكومة الكويتية تريد عقد الصفقة من دولة الى دولة، بينما الجانب الفرنسي كان يسوق زوارقه عبر وسطاء ووكلاء مما فتح المجالات امام عمولات كبيرة وزاد الضغط لاقناع اطراف عدة بان الزوارق الفرنسية افضل من البريطانية (...).
وافادت الوثيقة ان الجانب البريطاني عرض ان يتضمن السعر تدريب البحارة بينما الفرنسيون لا يستطيعون ذلك الا بكلفة اضافية.
ويعني توقيع مذكرة التفاهم اعطاء افضلية للبريطانيين، لكن الصفقة لن توقع نهائياً الا بعد استكمال مفاوضات صعبة تتناول تفاصيلدقيقة.

المحادثات مع وزير الخارجية
وعقد الشيخ سعد جلسة محادثات مع وزير الخارجية دافيد اوين عند الثالثة وعشر دقائق من بعد ظهر 24 مايو 1977 ودامت نصف ساعة وتناولت في البداية الحديث عن مذكرة التفاهم العسكري والعرض ببيع الزوارق كما جاء في الوثيقة المحفوظة في الملف «ان بي كي 026/1».
واشار الشيخ سعد الى ان اعداد عقد شراء الزوارق سيستغرق ستة اسابيع وان لا مشكلة ابداً في عقود شراء الاسلحة البريطانية.
واعرب اوين عن امتنانه للمساعدة الكويتية اثناء ازمة الاسترليني. مشيراً الى ان المستقبل واعد خصوصاً مع بدء تدفق نفط بحر الشمال الذي سيساعد ميزان المدفوعات ويعزز العملة البريطانية والاقتصاد ويزيد في قيمة الاستثمارات الكويتية في بريطانيا.
وسأل الشيخ سعد الوزير البريطاني عن زيارته الاخيرة للسعودية فاجاب انها كانت ناجحة خصوصاً في جانب القلق السعودي من السياسة الاميركية وعما اذا كانت ادارة كارتر ستتخلى عن مبادراتها الشرق اوسطية بعد الانتخابات الاسرائيلية.
وشدد اوين على ان الولايات المتحدة يجب ان تلعب دوراً اساسياً في الحل لكنه توقع ان لا ينعقد مؤتمر جنيف للشرق الأوسط قبل نهاية السنة في افضل تقدير وان وزير الخارجية الاميركية سيزور الشرق الاوسط في الصيف ليدرس الموقف عن كثب.
وشدد الشيخ سعد على اهمية الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية لان عدم حصول ذلك يزعج العرب ويجعل من الصعب عليهم القبول بسلام مفروض.
وابلغ البريطانيين ان لا اجتماع لوزراء الخارجية العرب مقرراً في المستقبل المنظور للبحث في ظروف الانتخابات الاسرائيلية وفوز مناحيم بيغن.
واثار اوين مع الشيخ سعد مسألة الاستقرار في الخليج والامن بين دوله وما اذا كان العراق يثير المشاكل؟
واجاب وزير الدفاع الكويتي ان لدى بلاده علاقات جيدة ومتوازنة مع مختلف دول المنطقة لكن لديها مشكلة الحدود مع العراق، وان صدام ادعى عندما استقبل الشيخ جابر الاحمد في عام 1973 ان بوبيان ارض عراقية يجب استردادها بالتفاوض او غيره!
وقال الشيخ سعد ان صدام اخذ علماً برفض الكويت هذه الادعاءات وانه قال انه سيدرس الموقف عن كثب.
واشار الى ان جولة صدام في دول الخليج قد لا تحصل لاسباب امنية (...) لكن بعثة عراقية برئاسة وزير الداخلية عزت الدوري جالت في دول عدة قبل ثلاثة اسابيع. و«اجرينا مع العراقيين محادثات بناءة وصريحة وقلنا لهم ان اي تعاون يستدعي اولاً حل مشكلة الحدود وترسيمها نهائياً».
ووعد الشيخ سعد بابلاغ «الاصدقاء البريطانيين» بنتيجة الزيارة المتوقعة لوكيل وزارة الخارجية العراقي ومحافظ البصرة الى الكويت في الرابع من يونيو المقبل.
واشار الشيخ سعد الى ان الدوري رجل صادق وهو ينوي حل الاشكال مع الكويت لكنه يخشى صدام.
وانهى اوين المقابلة بالتمني على الشيخ سعد ان يطلع على مختلف انواع الاسلحة البريطانية ليختار منها المناسب للدفاع عن الكويت ضد الاطماع العراقية او للحفاظ على الامن الداخلي للامارة.
الحلقة المقبلة: العلاقات الخارجية للكويت
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:21 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

09/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 - (13) أهمية الكويت للمملكة المتحدة:
«أي اضطرابات أو مشاكل تضع مصالحنا في خطر».
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C09%5Cf4bf4626-beba-43c1-8c83-9a7651919109_main.jpg


لندن - رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت «القبس» على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيراً شاباً لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصاً الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد «سياسة الخوف» لضمان امدا دات النفط.

يواصل تقرير عثرت عليه «القبس» بين الوثائق التي افرج عنها الارشيف الوطني نهاية العام الماضي، وضمن ملف عن زيارة وزير الدفاع والداخلية الشيخ سعد العبدالله الى لندن في يوليو 1977 وحمل الرمز «اف سي او2920/8» وجاء في 176 صفحة، الحديث عن علاقات الكويت والمملكة المتحدة في تلك الحقبة التاريخية وبعد الانسحاب العسكري البريطاني من شرق السويس وانتهاء فترة الالتزامات العسكرية البريطانية تجاه الكويت وغيرها من دول المنطقة.
ويفيد التقرير ان اهمية الكويت لبريطانيا تنبع من الآتي:

1 - السياسة والدفاع
لدينا علاقات تاريخية تعود جذورها الى عام 1899 واستمرت حتى استقلال الكويت في عام 1961 كنا خلالها مسؤولين عن الدفاع عن الكويت وسياستها الخارجية مما سمح للكويت بان تستقل بعيدأً عن اطماع الدول الخارجية الجارة. اننا نريد الكويت ان تبقى مستقلة وان تحتفظ باستقرار سياسي داخلي يمكن من خلاله التغيير بعيداً عن العنف «لأن اي مشاكل او اضطرابات في هذا البلد يضع مصالحنا في خطر في هذا الجزء من العالم».

2 - النفط
لدى الكويت نحو تسع الاحتياطي النفطي المثبت في العالم وهي في المرتبة الثالثة بين اكبر مزودي النفط للمملكة المتحدة بعد السعودية وايران. ومنذ فشل اجتماع الدوحة في الاتفاق على اسعار موحدة للنفط، سرت اشاعات عدة عن مقايضات بين بعض الدول المنتجة التي رفعت اسعارها بنسبة 10% وبعض الدول المستهلكة، وكانت دول تبيع نفطها في السوق باسعار أقل حتى تنافس اسعار نفوط الدولتين اللتين لم ترفعا اسعارهما.
وحاول الرئيس الفنزويلي بيريز اقامة قاعدة مشتركة للاسعار خصوصاً بين السعودية وايران ولم يحقق تقدماً يُذكر، حتى ان الدول الـ11 التي رفعت الاسعار قررت زيادة اضافية بنسبة 5% على اسعار نفوطها اعتباراً من يوليو، ونفت الكويت انها ستلغي هذه الزيادة في الاسعار، لكننا نعتقد ان الزيادة لن تُعمم في مختلف دول «اوبك« الـ11 خصوصاً مع بلوغ الانتاج السعودي 10 ملايين برميل يومياً مما يحد من قدرات الدول الباقية على التحكم باسعار النفط.

3 - التجارة
كانت قيمة التجارة البريطانية مع الكويت في عام 1976 نحو 144 مليون استرليني بارتفاع 45% على السنة السابقة وبما يعادل 9% من تجارة الكويت الخارجية. وتفيد ارقام التجارة للربع الاول من عام 1977 انها ارتفعت بنسبة 80% عليه في الربع الاول من العام الاسبق مقابل ارتفاع بنسبة 17% لليابان و14% للولايات المتحدة و10% لالمانيا الغربية لكن غالبية صادراتنا الى الكويت من المواد الاستهلاكية ونحاول الحصول على عقود من «النوع الثقيل المعمر«.

4 - المال
تملك الكويت ودائع تصل الى 6% من قيمة الاسترليني المتداول... وقبل النفط بوقت طويل كان الكويتيون تجار الخليج ولا يهمهم شيء اكثر من جمع المال. والقطاعان الخاص والعام في الكويت «مستثمر» كبير في الاسواق البريطانية، وعلى هذا الاساس تهتم الكويت بجميع قطاعاتها باستقرار الاسواق البريطانية والاسترليني.

5 - التعاون التقني
وتبعاً للعلاقات الفريدة بين بريطانيا والكويت، وبسبب ان غالبية الكويتيين يتحدثون الانكليزية بطلاقة، اضافة الى الثراء الكويتي والعلاقات التاريحية للكويت مع بريطانيا يحاول الكويتيون الاستفادة الى اقصى حدود من خبرتنا في الاسواق والتجارة وادارة الاموال وهم يحاولون ان نكون شركاء لهم في مختلف المجالات. ونحن نحاول الابقاء على حوار مستمر مع الكويتيين في مختلف المجالات المدنية والبحرية والنووية وفي مجالات عسكرية. ويمكن لزيارة الشيخ سعد ان تسمح لنا ببناء «قاعدة لامننا في الخليج».

الجالية البريطانية في الكويت
وكشف التقرير عن ان في الكويت 4500 بريطاني مدني ما عدا العسكريين وان المستهدف هو رقم 6 الاف للاستفادة من الرواتب الخيالية التي يمكن للرعايا البريطانيين الحصول عليها في القطاع المصرفي النامي، ومن ثم لتقديم الخبرات البريطانية الى الحكومة والقطاع الخاص مما قد يدفع في اتجاه زيادة الصادرات البريطانية الى الكويت.
ويبدو ان السفير البريطاني في الكويت آرشي لامب نصح وزارة الخارجية في لندن باثارة ضعف تعليم اللغة الانكليزية في الكويت وعدم الاتكال فقط على المدرسين المصريين في تعليم الانكليزية وبان المدرسين الانكليز فقط قادرون على تأهيل الطلاب الكويتيين للدراسة في الجامعات الانكليزية لاحقاً، وان الاستثمار في القطاع الثقافي مهم حتى ولو كانت اجور المدرس الانكليزي ثلاثة او اربعة اضعاف المدرس المصري لكن النتيجة على المدى الطويل افضل.
وشجع السفير على تأسيس مدارس انكليزية في الكويت حتى مع ضرورة ايجاد كفيل كويتي في قطاع التعليم ايضاً خصوصاً ان الاجانب لا يُسمح لهم بتملك الاراضي.
واعرب السفير عن اعتقاده بان الكويتيين الباحثين عن تعليم ابنائهم على استعداد لدفع مبالغ كبيرة لابقاء ابنائهم في الكويت واعطائهم الثقافة الانكليزية اللازمة وان تعليمهم في الكويت ارخص من ارسالهم الى مدارس في الخارج كما ان ذلك يحافظ على ابقائهم ضمن بيئة سليمة (...).

النزاع العربي - الإسرائيلي
وفي جانب السياسة الخارجية يبدو، وان كانت الكويت بعيدة عن موقع الصراع، بيد انها تشارك العرب الآخرين في اهمية الوصول الى تسوية للنزاع العربي - الاسرائيلي خصوصاً مع وجود جالية فلسطينية كبيرة تمثل مشكلة مهمة للكويت في اي حل مستقبلي اذا لم يتم التعامل معها وفق آلية سليمة و«لان التعامل معها بعشوائية قد يهدد النظام والاستقرار والنمو في الكويت على المدى الطويل».
واشار التقرير الى ان الشيخ سعد دائماً ما يتناول في محادثاته مع المسؤولين الاجانب وخلال محادثات مشتريات الاسلحة ضرورة حل المشكلة الفلسطينية وكأن في ذهنه دائماً مشكلة الامن الداخلي والتهديدات التي يمثلها الفلسطينيون في الداخل.
ومن هنا كان تحرك الكويت لمحاولة جعل الاستقرار يعود الى لبنان تحسباً من موجة نزوح الفلسطينيين عنه قد تضطر الكويت لاحقاً الى استقبال اعداد كبيرة منهم خصوصاً للذين لهم صلات قرابة مع المقيمين في الكويت.
وفي البند قبل الاخير من التقرير حديث عن ان الشيخ سعد يمكن ان يثير مسألة مع وزير الخارجية هي ضرورة حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي في اسرع وقت ممكن وانه قد يثير في محادثاته اللندنية ضرورة الضغط على التحالف الاسرائيلي الجديد بقيادة الليكود لوقف بناء المستوطنات والاقتراب اكثر من الاعتراف بالحقوق الفلسطينية التي كان يمكن لتجمع حزب العمل البدء بتنفيذ بعض خطواته.
ونبه التقرير من ان الكويت وغيرها من الدول العربية المعتدلة مثل السعودية ستضطر الى زيادة مساعداتها لدول «الصمود» في حال تصلبت الحكومة الاسرائيلية الجديدة.
واشار الى ان الامير فهد (الرجل القوي في السعودية) سيقابل الرئيس كارتر في 25/24 مايو بعدما يتناول الغداء مع رئيس الوزراء البريطاني في تشيكيرز قبيل مغادرته الى واشنطن وسيكون الصراع العربي - الاسرائيلي في لب المحادثات بعد بند الاسلحة والنفط.
كذلك سيزور وزير الخارجية الاميركية سايروس فانس الشرق الاوسط قريباً وابلغ الاطراف المعنية انه على استعداد لطرح مبادرة جديدة للحل في الشرق الاوسط.
زيارة الشيخ سعد يمكن أن تساهم في بناء قاعدة أمنية بريطانية في منطقة الخليج

الحلقة المقبلة: محادثات الشيخ سعد مع كبار المسؤولين البريطانيين
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:22 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

08/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 استقبال 'ملكي' للشيخ سعد في لندن. . عنيد وصاحب أخلاق رفيعة.
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C08%5C151ffc4c-5eed-4756-8b6b-d33ee3ed5897_main.jpg
سعد العبدالله يستعرض حرس الشرف لدى زيارته لبريطانيا
لندن - رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت 'القبس' على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيرا شابا لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصا الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد 'سياسة الخوف' لضمان امدا دات النفط.

عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر الاثنين في الثالث والعشرين من مايو 1977 حطت طائرة الشيخ سعد الخاصة، التابعة للخطوط الجوية الكويتية، في مطار هيثرو وكان في استقباله وزير الدفاع البريطاني فريد موللي وثلة من العسكريين اضافة الى السفير الكويتي وعدد من السفراء العرب والاجانب وحشد كبير من ابناء الجالية الكويتية. (هكذا ورد في الوثيقة) 'دي/بورت/602/3' المحفوظة ضمن ملف خاص حصلت عليه 'القبس'، و يتألف من 176 صفحة ويضم مجسما لوصول الطائرة وترتيب الشخصيات التي ستكون في استقباله.
ومنذ بدء 'القبس' في متابعة الوثائق التي افرجت عنها وزارة الخارجية البريطانية ومن ثم الارشيف الوطني، لم تعثر على ملف متكامل كملف زيارة الشيخ سعد وزير الدفاع والداخلية الى العاصمة البريطانية في مايو 1977، حتى ان الملف ضم قصاصة لصحيفة فايننشال تايمز اشارت فيها الى 'الاستقبال الملكي للوزير الكويتي لأنه يحمل حقيبة ملأى بالمال وحقيبة تسوق كبيرة'.
ومع ان الملف تناول الزيارة وما جرى فيها، فان بعض الوثائق أخفيت خصوصا في جانب المحادثات العسكرية وانواع السلاح واثمانه، وافرج فقط عن الجانب البروتوكولي وما جرى، عندما استقبله رئيس الحكومة جيمس كالاهان ووزير الخارجية دايفيد اوين ووزير الدفاع فريد موللي ووزير الداخلية ميرلين ريس.

إعداد المسؤولين البريطانيين للزيارة
وتلقى المسؤولون البريطانيون الذين سيلتقون مع الشيخ سعد، ملفا تضمن معلومات عنه، وكيف يمكن لفظ اسمه، والجوانب التي يمكن ان يشملها الحديث معه. أعد الملف بالتعاون بين السفارة البريطانية في الكويت ووزارة الخارجية البريطانية. وابرز ما في النبذة: ان الشيخ سعد هو احد وزراء 'الحلقة الصغيرة' المحيطة بالامير صباح السالم وولي العهد الشيخ جابر الاحمد صاحب القرار الاساسي في الكويت.
تعلم في الكويت اولا، ثم في كلية الشرطة الانكليزية في لندن وما لبث ان سلم بعد عودته ملفات داخلية حساسة ابرزها امن المهاجرين ومن ثم في تحديث الجيش الكويتي.
واشارت النبذة الى انه يعمل بنشاط كبير وهو صاحب اخلاق رفيعة وغير غدار، وعندما يتخذ القرار، في حال اتخاذه، يصبح عنيدا من الصعب على احد ان يقنعه بتغييره.
ولاحظ معد التقرير انه مسلم ملتزم. وهو صديق لبريطانيا لكنه يرفض الانتقادات وحساس في شأنها.
انه معتدل في سياسته، ما عدا بالنسبة لفلسطين حيث يصبح عدائيا عند الحديث عن دولة اسرائيل.
لا يغادر الكويت عادة الا في مهمات، لكنه امضى اكثر من ثلاثة اشهر في لندن العام الماضي ما اثار الاشاعات عن خلافات بين الاسرة على الخلافة ومحالة فصل وزارة الداخلية عن وزارة الدفاع لتقليص صلاحياته، لكنه عاد الآن اكثر قوة مما مضى.
واشارت النبذة الى انه يتحدث الانكليزية بطلاقة لكنه خجول احيانا.

فترة الزيارة
وفي ملف آخر اعدته الخارجية البريطانية تمت الاشارة الى ان الزيارة ستستمر من 23 الى 31 مايو وسيكون الشيخ سعد ضيفا على الوزير موللي.
وعن هدف الزيارة جاء في الملف: "انها لتشجيع الشيخ سعد على زيادة مشتريات الكويت من الاسلحة البريطانية خصوصا عقد صفقة الزوارق الحربية بقيمة 200 مليون استرليني يمكن ان ترتفع الى 300 مليون اذا بيعت معها اجهزة رادار واسلحة اخرى للبحرية وتدريب الكويتيين على الزوارق وغيرها.
ولاحظ الملف ان الشيخ سعد يتحالف مع الفريق الاكثر اهمية في العائلة وله صلات وثيقة مع تجار الكويت الذين يحترمونه بسبب ما فعله ابوه في الماضي تجاه الحياة الدستورية.
والشيخ سعد قريب جدا من عمه الامير الحالي الشيخ صباح السالم (64 عاما) المصاب بازمة قلبية وامضى فترة نقاهة في بريطانيا بين ديسمبر 1976 ومارس 1977 بعد علاج مكثف في مستشفى سانت توماسيس.

السلطة في الكويت
وتتركز السلطة في الكويت بين ايدي الشيخ جابر الاحمد ولي العهد ورئيس الوزراء ومجموعة من وزراء آل الصباح المقربين منه من بينهم الشيخ سعد. وهذه المجموعة الوزارية الرئيسية (نصف دزينة تقريبا) صديقة جدا لبريطانيا.
وللشيخ سعد تأثير خارج الدائرة الوزارية الصغيرة وعند بعض القبائل التي كانت توالي والده من قبله، لكنه لا يتمتع بتأييد قبائل عربية كبيرة في منطقة الخليج.

الاخطار الثلاثة
وفي البند الثالث من هذه الوثيقة، التي حملت عبارة 'سري'، اشارت الى ان الكويت مستقرة لكنها تواجه ثلاث قضايا واخطار.
1 - الخلافات بين جناحي العائلة (آل الصباح) ما يهدد مستقبلها اذا لم تبق موحدة وهو ما يعمل ولي العهد لابقائه قيد الكتمان.
2 - الحياة الدستورية التي تضايق بعض الحكم، وتم تقييدها في اغسطس الماضي، لكن الامر لا يزال يثير المشاكل بين الكويتيين الطامحين للمشاركة في حكم بلدهم.
3 - التركيبة السكانية اذ يزيد عدد سكان الكويت على مليون شخص اقل من نصفهم من الكويتيين. وبعد نشوب الحرب الاهلية في لبنان والضعف الظاهر لبعض الفصائل الفلسطينية هناك، يبدي بعض الاطراف في الكويت قلقا من بناء هذه الفصائل قواعد لها في الكويت بديلة للتي خسرتها في لبنان.

الاقتصاد
اشارت الوثيقة الى ان معدل الدخل الفردي للكويتي يصل الى 11 الف دولار وهو ثاني اعلى دخل في العالم، كما ان احتياط الكويت من العملات الاجنبية يتجاوز 12 مليار دولار من دون احتساب النفط الذي يؤمن للكويت دخلا سنويا يتجاوز حاجتها الى الانفاق.

العلاقات الخارجية
لجأت الكويت الى اقامة شبكة من العلاقات الخارجية عبر تقديم المعونات لدول محتاجة او صديقة او شقيقة ما اعطى الكويتيين شعورا باهميتهم لموازنة قلة عددهم السكاني او قدراتهم العسكرية.
ولاحظت الوثيقة ان العراق هو العدو الاكبر للكويت بعد العدو الداخلي من الفلسطينيين. وهناك قوة عراقية في اراض تقول الكويت انها لها... كما ان بعثة امنية عراقية زارت الكويت العام الماضي في محاولة لاقامة تجمع امني خليجي في مواجهة اخطار ايرانية كما تشيع بغداد.
وابلغ الشيخ سعد السفير البريطاني بعد مغادرة البعثة انه يثق بزميله وزير الداخلية العراقي (...) ويعتقد انه بالامكان حل الخلاف حبيا مع العراق ورسم الحدود عبر حوار خلاق (...).
وكان تقرير صحفي اشار الى ان الشيخ سعد سيزور بغداد في يوليو 1977 لحل مشكلة الحدود وان صدام حسين، الرجل القوي في العراق، سيزور الكويت لاحقا لتوقيع اتفاق رسم الحدود.

العلاقات الدبلوماسية مع السوفيت
واشارت الوثيقة الى ان الكويت تنوع علاقاتها مع دول العالم وهي اشترت اخيرا صفقة صواريخ 'سام' من الاتحاد السوفيتي الذي تقيم معه، ومع غيره من الدول الشيوعية علاقات دبلوماسية خلافا لدول الخليج الاخرى التي تشتري الاسلحة من الغرب ولا تعترف بأي دولة في الكتلة الشرقية.
وتريد الكويت ان تقيم علاقات متوازنة مع مختلف الدول في العالم وعلى اساس سياسة عدم الانحياز.

< اجتماعات مع رئيس الحكومة ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية

الحلقة المقبلة:
العلاقات مع بريطانيا والمحادثات


?
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:26 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

05/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977- (الحلقة التاسعة) السنة تبدأ بمنشورات ضد حل البرلمان والحكومة
إبلاغ البريطانيين بإجراءات ضد المعارضين
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C05%5C18f752b5-2f66-4841-ab2f-bda1105a6ffc_main.jpg
الخطيب متحدثا في احد المهرجانات ضد كامب ديفيد (ارشيف القبس)
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت 'القبس' على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيرا شابا لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم خصوصا الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة في ما بينها وتعتمد 'سياسة الخوف' لضمان امدادات النفط.
تظهر مجموعة تقارير وبرقيات دبلوماسية بين السفارة البريطانية في الكويت ودائرة الشرق الاوسط في لندن، ان الحكومة البريطانية كانت على اطلاع كامل على ما يجري في الكويت، وانها احيانا كانت تعلم مسبقا بما سيعلن للمواطنين الكويتيين او بما سيعرفونه.
وتظهر وثيقة كتبها بي ان كونوللي من السفارة البريطانية في الكويت، الذي يبدو انه كان مكلفا متابعة اي حركة كويتية داخلية ضد حل البرلمان، بتاريخ 3 يناير 1977 ورفعها الى فيليكس غالاغار في دائرة الشرق الاوسط 'ان آخر منبرين لليسار في الكويت سيمنعان من الكلام'.
ويبدو ان السلطات الكويتية ابلغت مسبقا السفارة البريطانية باجراءات اتخذت ضد النائب السابق الدكتور احمد الخطيب وزميله سامي المنيس وان مراقبتهما ستتم على مدار الساعة بعد شكوك في ان لهما علاقة بالمنشورات التي كانت توزع ضد الاجراءات الحكومية، التي بدأت بتعليق اعمال البرلمان ومن ثم فرض الرقابة على الصحف ومصادرة حرية الرأي قولا وفعلا.
واشارت الوثيقة الى 'انه في حال كشفت الحكومة الكويتية شيئا ما ضد الخطيب والمنيس ام لا، فان الاجراءات ستكون تذكيرا لهما بان انتقاد الحكومة ممنوع على الاطلاق' وهي استكمال لتدابير وزارة الداخلية لإسكات نقابات المعلمين والصحافيين والكتاب والمحامين، كما تم حل مجلس ادارة نادي الاستقلال بحجة ورود اسمه على تواقيع بعض المنشورات ضد الحكومة.
واشار التقرير الى ان مجلس الادارة الجديد 'المؤقت' لنادي الاستقلال تشكل من اعضاء جدد على المسرح السياسي ما عدا نائب رئيسه عبدالكريم علي جعفر الذي يتولى منصب السكرتير الخاص لوزير الصحة، ما يعني ان الحكومة ضمنت الولاء المطلق!
وتساءل التقرير عن الاسباب التي استدعت حل جميع الجمعيات العامة التي انتقدت الاجراءات الحكومية ما عدا اتحاد الطلبة!

الأمير أبلغ الإنكليز
وفي تقرير حمل تعبير 'محدود التوزيع' كتبه 'مستر هوغر' ورفعه الى مستر غالاغار في دائرة الشرق الاوسط، ان الشيخ صباح السالم ابلغ رئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان واثناء محادثات بينهما في منزل الامير في الريف البريطاني، انه سيوجه كلمة الى الكويتيين لمناسبة عيد الاستقلال يضمنها وعدا بانه سيشكل فور عودته الى البلاد من رحلة العلاج لجنة درس تنقيح الدستور.

إشاعات ومجلس من 75 عضوا
وبعد بث الكلمة الاميرية من التلفزيون الكويتي رفعت السفارة البريطانية في الكويت تقريرا الى دائرة الشرق الاوسط في لندن عن ردود الفعل على ما جاء في الكلمة وسرت اشاعات في الكويت ان الامير سيعدل الدستور بما يسمح بتشكيل برلمان من 75 مقعدا منها 25 مقعدا سيعينهم الامير بناء على اقتراح الحكومة، على ان يتم انتحاب الباقين كما في السابق.
ولاحظت السفارة ان هذه التكهنات لم تكن مبنية على اساس، وان صحيفة الانباء افردت لهذه التكهنات مجالات واسعة بناء على 'قدرة قادر'!
ولاحظ تقرير السفارة ان الصحيفة، التي تعكس وجهات نظر الشيخ جابر الاحمد ولي العهد ورئيس الوزراء، لا تكتب هذه التكهنات لو لم تكن تلقت ضوءا اخضر بنشرها لمعرفة ردود فعل الشارع الكويتي عليها.
وكانت وزارة الانباء الكويتية اوقفت قبل فترة صدور صحيفة السياسة لصاحبها احمد الجارالله لنشره تكهنات عن تعديل الدستور ولانه نسب الى مصادر حكومية انباء غير صحيحة.
وتبين ان توقيف 'السياسة' كان نوعا من 'الانذار' الموجه الى راعي الصحيفة الشيخ جابر العلي، لكن من وجه الانذار؟ لم تذكر السفارة.
وكان مرسوم حل البرلمان اشار الى تشكيل لجنة تنقيح الدستور، وقال انه بعد تعيين اعضائها، يجب ان تقدم الى الحكومة خلال ستة أشهر اقتراحاتها التي يجب ان تطرح على استفتاء عام او على مجلس الامة اذا كان موجودا وخلال فترة 4 سنوات من 29 اغسطس 1976.

تعديل النظام القضائي
ولاحظت السفارة البريطانية ان مجموعة خبراء مصريين وصلوا الى الكويت بداية سنة 1977 لمحاولة اصلاح النظام القضائي في الكويت وتحديثه، خصوصا ان المصريين وضعوا بنوده في الخمسينات.
ونسبت السفارة الى وزير الدولة للشؤون القضائية الشيخ سلمان الدعيج قوله 'اننا نحتاج الى تعديل وتحديث قضائنا'، كما دافع عن الاستعانة بخبراء مصريين قائلا ان من يصوغ القوانين يحتاج الى خبرات معينة غير متوافرة في الكويت، وان القانون الحديث سيراعي عادات الكويت والشريعة.
واشار الى ان لجنة كويتية ستراجع كل البنود والتعديلات التي سيقرها الخبراء المصريون المجربون.

أجوبة جابر العلي غير شافية
وفي رسالة وجهها السفير آرشي لامب الى مستر لوكاس في دائرة الشرق الاوسط يشكك في أجوبة نائب رئيس الحكومة ووزير الاعلام الشيخ جابر العلي عن اسباب حل البرلمان وقال 'انها لم تكن مقنعة لي'، لكنه لم يذكر الاجوبة على رغم ان الحكومة كانت قادرة على الحصول على تأييد 33 عضوا من اصل 50 عضوا في البرلمان.
واشار السفير لامب، في التقرير المحفوظ ضمن الرمز '014/446/3' وضمه ملف الخارجية 'ان بي كي014/1'، الى ان الحكومة تشيع ان المستهدف الرئيسي في اجراءات حل البرلمان كان الصحافة، لان الحكومة لم ترد الوصول الى وضع شبيه بالموقف اللبناني، 'حيث اصبحت الصحافة خارجة عن قدرة الحكومة اللبنانية على ضبطها واصبح بامكان اي دولة شراء مطبوعة بسعر يمكن التفاوض في شأنه'.
كما شدد لامب على ان القلق من دور سلبي مستقبلي للفلسطينيين في الكويت وراء قرار الحل، لان اي اجراءات ضد اي فصيل فلسطيني وانصاره في الكويت كانت ستثير حمية بعض النواب الكويتيين المرتبطين بجهات عربية.
واعرب السفير لامب، في احد اضعف تقاريره السياسية عن الكويت، عن قلقه من ان الديموقراطية لن تعود الى الكويت في عهد جابر الاحمد!

التكفير والهجرة
وفي تقرير قصير حمل تاريخ 23 اغسطس 1977 رفعه مستر هوغر من السفارة البريطانية في الكويت الى غالاغار في دائرة الشرق الاوسط في لندن، نفي رسمي كويتي على ان مجموعة التكفير والهجرة المصرية يتم تمويلها من متطرفين في الكويت.

الخوف من عدم الاستقرار الداخلي
وفي 2 نوفمبر 1977 تلقى مستر لوكاس تقريرا من غالاغار في دائرة الشرق الاوسط في لندن تناول تلخيصا لتقرير وضعه خبراء الامن في الحلف الاطلسي واشار الى ان الحكومة الكويتية تعيش حالة من القلق الكبير وتخشى اندلاع المشاكل في الداخل في اي فرصة.
ولاحظ التقرير ان الحكومة الكويتية واجهزتها غير فعالة، كما ان الحياة الديموقراطية كانت متنفسا للكويتيين في حين ان عدم اعطاء اي حقوق لغير الكويتيين سيثير الكثير من عدم الاستقرار مستقبلا.
وطلب غالاغار ابلاغ السفارة البريطانية بمضمون التقرير.
ورد لوكاس باستغراب تدخل الناتو بموضوع لا يعنيه (...) وقال ان اصابع اميركية وراء اصداره لاسباب ستكشف لاحقا.
وتزامن التقرير مع آخر اصدرته 'امنستي انترناشيونال' عن سوء معاملة المساجين الاجانب في سجون الكويت.

الحلقة المقبلة:
صباح الأحمد في ضيافة وزير الخارجية البريطاني

Pictures%5C2008%5C01%5C05%5Cc756fb88-dc27-4879-a1cd-bd19222919c5_maincategory.jpg
سامي المنيس يتحدث في مجلس 76 قبل حله (ارشيف القبس)
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:27 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

04/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 - (الحلقة الثامنة) لندن خشيت انتقال عدوى العالم العربي إلى الكويت
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C04%5Ce138dada-6a99-4573-9b8e-6b0f3d33e08e_main.jpg
الامير الراحل صباح السالم مفتتحا السفارة الكويتية في لندن والى يمينه سالم الصباح والى يساره خالد الاحمد (ارشيف القبس)
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت 'القبس' على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيرا شابا لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصا الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد 'سياسة الخوف' لضمان امدادات النفط.
انشغلت الحكومة البريطانية، منذ بدء تردد امير الكويت الشيخ سالم صباح السالم الصباح الى لندن للعلاج او النقاهة، بالبحث والتدقيق عمن سيخلفه، وما اذا كانت الامور ستسير كما هي مرسومة سلفا وفق ولاية العهد وما يجري بعدها، خصوصا في ظل التغيرات التي جرت في العالم العربي وبين جارة الكويت القوية العراق.
ويبدو ان تقرير السفير البريطاني في الكويت آرشي لامب في 29 اغسطس 1977 كتب تلبية للاجابة عن اسئلة وجهتها اليه الخارجية تتناول التركيز على فترة ما بعد 'حكم صباح السالم' في ظل الخلاف الكبير بين وزير الدفاع والداخلية الشيخ سعد العبدالله وزميله نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الشيخ جابر العلي، وكيفية موازنة تياري الشيخين بين المواطنين وابناء البادية، وحكما بين اركان الاسرة الحاكمة، خصوصا بين فرعي السالم والأحمد.
وقال السفير في البند السابع من التقرير، الذي حفظ في ارشيف الخارجية البريطانية تحت الرمز 'ان بي كي014/1'، لقد 'بدا الامير في الفيلم التلفزيوني الذي عرضه تلفزيون الكويت عن افتتاح مبنى السفارة الجديد في لندن وكأنه امير شاب سيبقى معنا طويلا على رغم تاريخه مع المرض واصابته بنوبات قلبية عدة، بعضها لم يكشف على الاطلاق'.
واشار السفير الى ان الامير 'سيتركنا حكما الى العالم الآخر يوما ما، على رغم ان مسيرته في الفيلم التلفزيوني وصوته كانا سويين'.
وقال 'كما اشرت سابقا سيتولى الحكم رسميا ولي العهد الشيخ جابر الاحمد، وهو الحاكم الفعلي منذ فترة طويلة، ويسمح له الدستور بفترة سنة قبل اختيار ولي عهده'.
واضاف السفير ان 'اختيار ولي العهد شأن من شؤون اسرة الصباح فقط، ويجري عبر اجتماعات عدة في السر، لكن الاختيار يأخذ في الاعتبار ما يتم تداوله في الديوانيات الكويتية الرئيسية او الشعبية'.
فصل ولاية العهد
عن رئاسة الحكومة
ولم يحسم السفير في التقرير، الذي حمل عبارة 'سري جدا'، ما اذا كان جابر الاحمد، الذي تولى منصب ولي العهد ورئاسة الحكومة معا، سيبقي على هذا النظام في عهده، او سيفصل المنصبين ليرضي 'الشيخين المتنافسين' (سعد العبدالله وجابر العلي)، او انه سيمنح الشيخ سعد منصب رئيس الوزراء على ان يتولى الشيخ صباح الاحمد (شقيق الامير ووزير الخارجية) منصب ولاية العهد.
ولم يذكر التقرير من هو وراء هذا التفكير.
رضا إقليمي
عن الشيخ سعد
ولاحظ السفير انه اذا ربح ابناء فرع الأحمد قضيتهم بالحصول على منصب الامير مرتين، كما حدث مع فرع السالم، قد يفوز صباح الاحمد بمنصب ولاية العهد، ولكن اذا بقي التوازن الحالي قائما فسينال الشيخ سعد منصبي رئاسة الحكومة وولاية العهد بسبب الرضا الاقليمي عنه (..).
وفي الفقرة الاخيرة من البند السابع في التقرير قال السفير لامب، الذي يبدو انه كان على صلة صداقة مع صباح الاحمد، ان وزير الخارجية الكويتي سيكون اميرا جيدا يوما ما اذا عاش فترة اطول من اخيه جابر الاحمد على ان يترك رئاسة الحكومة في يد ابن عمه سعد العبدالله الذي يتمتع بشعبية والده حاليا.

'المزاجي' جابر العلي
وفي البند الثامن من التقرير اعترف لامب بصعوبة تولي جابر العلي اي منصب اكبر من نائب رئيس الحكومة، لاسباب ابرزها انه 'عشوائي متقلب الاطباع ولديه شخصية غير محببة ومزاجية، ويتعامل مع الامور كأنه زعيم قبيلة لا رجل دولة، وهو على استعداد لتأليب البدو على الحضر في اي مشكلة، كما انه لا يقتنع بتطور الاحداث او التكنولوجيا... ولا اعتقد ان عائلة الصباح ترضى بان يتولى الامارة شيخ مزاجي وان يحكم الكويت شخص متقلب المزاج'.
ومع قوة جابر العلي، ينبغي على الامير الجديد ان يجد له منصبا اذا قبل ذلك في ضوء تولي الشيخ سعد منصبا يطمح إليه... واعتقد ان الشيخ صباح والشيخ سعد سيتحالفان ضد جابر العلي حكما بتشجيع من جابر الاحمد الذي سيحكم بمساعدة الطرفين.
واشار السفير الى انه يعتقد بان الشيخ سعد سيحصل على منصبي ولاية العهد ورئاسة الحكومة، مما قد يبقي جابر الاحمد في موقع اكثر قوة، خصوصا مع ولاء سعد للامير.
وتضمنت الوثائق تقريرا كتبته مجلة 'ارابيا اند ذي غالف' الصادرة في لندن بالانكليزية (عدد 11 يوليو 1977) عن مشكلة خلافة صباح السالم في الكويت، ويتحدث التقرير عن اتجاه متزايد في العائلة الحاكمة الى الفصل بين منصبي ولاية العهد ورئاسة الحكومة، وان جابر الاحمد، الذي يكره البروتوكول والاحتفالات، يميل الى الاخذ بهذا الحل ليتفرغ للعمل بدل اضاعة الوقت باحتفالات رسمية.
واشارت الى ان منصب رئاسة الحكومة محسوم للشيخ سعد وان الاتجاه يميل الى تولية صباح الاحمد منصب ولاية العهد.
واعترفت المجلة، التي كانت تنقل عن مصادر موثوق بمعرفتها الامور الكويتية وداخل العائلة الحاكمة، بأن جابر العلي اعترف بخسارته فرصة الحصول على منصب اعلى من نائب رئيس للوزراء، وانه منذ عودة الشيخ سعد بعد غيابه الطويل العام الماضي، اصبحت ايام نفوذ جابر العلي معدودة.
واشارت المجلة الى انه في حال تولي صباح الاحمد الامارة بعد جابر الاحمد، قد يتولى بعده ابناء الأحمد الامارة تباعا، خصوصا ان هؤلاء اكثر عددا.
وشددت المجلة على ان الكويتيين يتعاطفون مع الشيخ سعد لنظافة كفه، مقارنة مع غيره واعترافا بجميل والده الذي قاد الاستقلال عن بريطانيا.
ولم تعلق وزارة الخارجية البريطانية على ما ذكرته المجلة من ان الشيخ جابر العلي حرض القبائل ضد الشيخ سعد، او على ما ذكرته من ان ولي العهد الشيخ جابر الاحمد اوفد الشيخ سعد في جولة تفقدية بين القبائل بعد عودته الى البلاد للحصول على تأييدها وولائها لما سيقرره الامير الجديد في شأن ولاية العهد، وكما جرى خلال اعوام وسنوات من توارث الامارة بين ابناء الصباح منذ مبارك الكبير حتى الآن.
وتحدثت المجلة عن امكانية تنازل الامير الحالي الشيخ صباح السالم الصباح عن الامارة قبل وفاته بسبب المرض، لكن وزارة الخارجية البريطانية استبعدت ذلك لان العائلة لا تريد اقرار سوابق في هذا المجال.
ومع ان وثائق صدرت عن وزارة الخارجية سابقا نفت اخبارا نقلتها المجلة عن الكويت، الا ان ضم نسخة مما ورد في المجلة الى الوثائق المحفوظة يشير الى الاقتناع ببعض ما جاء في مضمونها.


الحلقة المقبلة: منشورات ضد حل البرلمان

Pictures%5C2008%5C01%5C04%5C48e40155-0d64-40b3-ab97-0320e391c98e_maincategory.jpg
سعد العبدالله عام 1977 قبيل سفره الى القاهرة وفي وداعه جابر العلي (ارشيف القبس)
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:30 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

03/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 - (الحلقة السابعة) صباح الأحمد يمازح عبدالعزيز الخضر والمستشار في السفارة البريطانية جون جورج كامبريدج عن عزوبيتهما
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C03%5C4151e622-293e-4b54-bcaa-b6052d9ab1bb_main.jpg
صباح الاحمد يتسلم اوراق اعتماد كامبريدج (ارشيف القبس)
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الماضي عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت 'القبس' على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيرا شابا لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصا الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد 'سياسة الخوف' لضمان امدادات النفط.
لم يترك السفير البريطاني في الكويت آرشي لامب اي فرصة او مناسبة الا وارسل تقريرا بما شهد فيها الى رؤسائه في الخارجية البريطانية في لندن، حتى انه لم يتورع عن كتابة تقرير عن نكتة اطلقها وزير الخارجية في عام 1977 الشيخ صباح الاحمد لدى استقباله المستشار الجديد في السفارة البريطانية في الكويت جون جورج كامبريدج، ورفعها الى دائرة الشرق الاوسط في لندن.
وفي وثيقة حملت الرمز 'ان بي كي014/1'، قال لامب: زرت اليوم وزير الخارجية الشيخ صباح لاقدم اليه كامبريدج واوراق اعتماده، وكان حاضرا السادة راشد الراشد وفيصل المطوع وعبدالعزيز الخضر... ومع ان الراشد كان مترجم اللقاء فان الشيخ صباح تحدث نصف الاجتماع بالانكليزية.
وكان الشيخ صباح مرحا كعادته، وتحدث غالبية الوقت ولم يترك المناسبة تمر من دون ان يمازح كامبريدج وعبدالعزيز الخضر لانهما لا يزالان من العزاب!
كما اشاد بنمو العلاقات الكويتية البريطانية آملا تعزيزها اكثر، وطالبا تسليم دعوة لوزير الخارجية البريطاني دايفيد اوين لزيارة الكويت في الاشهر الثلاثة المقبلة.
وذكر لامب الشيخ صباح الاحمد بضرورة الانتهاء من صفقة الزوارق الحربية التي لا تزال تفاصيلها النهائية قيد البحث، لكن وزير الخارجية الكويتي اكد ان الصفقة منتهية وهي لدى وزارة المالية لحجز اموالها ودرس وسائل الدفع، مشددا على ان الفرنسيين سيذهلون بعد اعلان التوقيع!
ولما سأله السفير عما اذا كان قد تم ابلاغ الفرنسيين بان الصفقة اصبحت للبريطانيين نفى ذلك، مما اثار شكوكي.
واثار السفير مع الشيخ صباح مسألة عضوية الكويت في مجلس الامن مطلع السنة وامكانات التعاون البريطاني الكويتي في مجالات عدة.. وامتدح الشيخ صباح سير ريتشارد ويل السفير البريطاني لدى الامم المتحدة، وقال انه يعرفه جيدا ويقدره، لكنه اعرب عن قلقه من ان تؤثر عضوية المجلس سلبا في مصالح بلاده وسط الخلافات العربية العميقة السائدة حاليا.
تقرير منتصف السنة
وفي وثيقة حملت الرمز '011/446/1' وتاريخ 29 اغسطس 1977 رفعها السفير لامب الى مستر لوكاس في دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية، وعنوانها 'الشيخ عبدالله السالم الصباح'، تحدث لامب عن نجاح الشيخ سعد في محادثاته ومفاوضاته الاخيرة مع الجانب العراقي مما سيعزز موقفه ضمن العائلة ويقدم فرصه على فرص جابر العلي (...) على الرغم من الانطباع السائد ان سعد العبدالله لن يصل الى منصب رئاسة الحكومة وولاية العهد.
وكان لنجاح الشيخ سعد، عبر رئاسته اللجنة الوزارية المشتركة للمفاوضات مع العراق، اضافة الى نجاح مهمته في بريطانيا في مايو الماضي وتعامله المثالي مع خاطفي طائرتين حطتا في مطار الكويت، وبما انه ينجح حاليا في مهمته قائما بأعمال رئيس الحكومة خلال غياب الشيخ جابر الاحمد والشيخ جابر العلي عن البلاد، السبب الرئيسي في ان يعطيه كل ذلك التجربة الاكيدة ليصبح وليا للعهد ورئيسا للوزراء بالاصالة لاحقا، ويقدم فرصه على فرص جابر العلي في زعامة عائلة الصباح بعد تتويجه زعيما لآل السالم من غير منازع.
واشار لامب الى انه كان قد اقتنع سابقا بانه لن يتسلم منصبا ارفع من وزارة الدفاع او الداخلية، لكن عمله الدؤوب والمتواصل ونجاحه في كل ما كلف بتنفيذه بدأا يسلطان الضوء عليه بين الكويتيين وكبار آل الصباح الذين يتجمعون حوله بتشجيع من جابر الاحمد، على ما يبدو.
وقال انه سيدهش اذا لم يواصل الشيخ سعد مساعيه لاستعادة ما أعطاه اياه والده عبدالله السالم.
واشار السفير الى ان الشيخ سعد بدأ يتلقى محبة الكويتيين وعطفهم على نحو ما كان ابوه ينالهما.
وذكر ان عودة الشيخ سعد الى البلاد العام الماضي بعد غياب 107 ايام، واستقباله الشعبي الحافل حسما الكثير من الامور في العائلة الحاكمة، وحتى في العائلة الكويتية الكبرى، خصوصا بعدما اهتزت البلاد بأزمة العائلة عام 1976 .
نقمة التجار
وبعدما اكد السفير التوقعات، في ضوء تدهور صحة الامير، بأن الشيخ جابر الاحمد سيكون الامير المقبل للبلاد، اشار الى ان التجار وابناء العائلات الكويتية انزعجوا من مسلسل 'تأليه' الامير وولي العهد الذي يجري الترويج له في التلفزيون الرسمي وعبر الاغاني المدرسية التي تروج ان كل خيرات الكويت من الامير وولي عهده (...).
عائلة الصباح
وجاء في البند الرابع من تقرير السفير 'ان بعض افراد عائلة الصباح كانوا الاكثر هجمة في السوق وفي مزاحمة تجار الكويت التقليديين في لقمة العيش واختراق الخط التقليدي والاتفاق التاريخي بين من يحكم ومن يتاجر'.
وتحدث السفير عن ان بعض افراد الاسرة اصبحوا اكبر ملاك عقارات تجارية وسكنية في الكويت.
وقال السفير ان عائلة السالم لم تكن طماعة بشدة، إذ هي قنوعة بالاكتفاء ببعض الارباح مع غيرها.
واعاد السفير التذكير بان العائلات الكويتية التقليدية اتفقت مع عائلة الصباح في بدايات تأسيس الكويت على اقتسام ادوار الحماية والتآزر الاجتماعي والاقتصادي، وان هذه المعادلة بدأت تهتز مع تدفق النفط واتجاه بعض افراد من عائلة الصباح الى مد اليد الى الخيرات الاساسية في البلاد.
ويبدو ان الشيخ سعد أبقى ابناء فرع السالم بعيدا عن 'الجشع التجاري'، ثم جشع الاتجار بالعقار، وبذلك نال عطف اهل الكويت وتأييدهم واصبح يعرف باسم 'حامي النظام ومصالح الناس'.
عودة مجلس الأمة
ولاحظ السفير ان عائلة الصباح وبعض التجار لا يريدون عودة مجلس الامة.
ونقل السفير عن الشيخ سعد قوله 'ان عددا من افراد العائلة يرون صعوبة في ايجاد بنود تتوافق مع الدستور من دون الاخلال بمواقعهم'.
وشرح السفير الموقف بان عددا من الوزراء الصقور في العائلة يريدون تعديل الدستور على هواهم، في حين ان التجار وابناء العائلات الكويتية يعارضون ذلك لان تعديل الدستور سيصب في مصلحة آل الصباح والمستفيدين منهم، مما قد يعطي العائلة سلطات اكبر وقدرات للتصرف بمقادير البلاد.
ونبه السفير الى ان تشكيل الحكومة الجديدة سيتأخر، وان من المهم جدا معرفة من سيدخلها في غياب مجلس الامة او السلطات الرقابية او في ظل الرقابة على الصحف.
ولاحظ ان الوزيرين الوحيدين اللذين يعملان باجتهاد كبير هما رئيس الحكومة جابر الاحمد ووزير الدفاع والداخلية سعد العبدالله، وان الوزير الثالث الجدي هو السيد عبد الرحمن العتيقي الذي اعطى قلبه لآل السالم وعقله المالي لجابر الأحمد.
واشار الى ان الشيخ سعد يقوم بوظيفة الكابح لجنوح بعض افراد الاسرة في الحكم، مستفيدا من موقف والده من الدستور وتوازن السلطات بين ابناء الكويت.


الحلقة المقبلة: ماذا يقول السفير عن الأمير والموقف الداخلي في الكويت؟

Pictures%5C2008%5C01%5C03%5Ce8072083-7b33-4832-b255-59c4d3ab1fee_maincategory.jpg
الشيخ سعد محاطا بركاب الطائرة المخطوفة بعد نجاحه في الافراج عنهم (ارشيف القبس)
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:32 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

02/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 (الحلقة السادسة ) الشيخ صباح السالم في لندن للعلاج
استغلال الزيارة لاستعجال بت صفقات أسلحة
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C02%5C1f2a2abe-929a-46c6-bde6-689a4ef79b38_main.jpg
الأمير الراحل صباح السالم لدى عودته إلى البلاد من رحلة العلاج في لندن في مارس 1977
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الجاري عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت 'القبس' على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيرا شابا لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصا الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد 'سياسة الخوف' لضمان امدادات النفط.

عثرت 'القبس' بين الملفات الكويتية التي أفرج عنها الارشيف الوطني في لندن نهاية العام الماضي على مجموعة وثائق حفظت تحت الرمز 'ان بي كي 254/1' وتضمنت مراسلات بين السفارة البريطانية في الكويت ووزارة الخارجية في لندن، اضافة الى مراسلات بين السفارة الكويتية في لندن والخارجية البريطانية عن تواجد 'أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح في بريطانيا للعلاج'، كما عنونت الوثائق. وضمت اليها ملفا آخر حمل الرمز 'اف سي او 8/2938' الذي حذفت منه كل الاحاديث عن مرض الامير وما اليه من الامور الشخصية.
ويبدو من الوثائق ان فترة علاج الشيخ صباح السالم طالت وجرت بين مارس وسبتمبر، واستغلها البريطانيون للحديث عن صفقات الاسلحة وصفقة الزوارق الحربية البريطانية للكويت.
وفي وثيقة حملت تاريخ 16 مارس 1977 حديث عام عن بريطانيا والكويت وعن الامير الذي وصف بأنه كبير آل الصباح واكبر اثرياء الكويت... مع الاشارة الى انه امير، لكن الحكم بيد ولي عهده رئيس الحكومة الشيح جابر الاحمد، رغم ان الامير هو الذي يعين اعضاء مجلس العائلة ويترأسه، 'لكن يبدو ان اللحمة بين افراد عائلة الصباح قوية الى درجة لا يستطيع احد ان يخترقها، خصوصا ان اعضاءها يعرفون انه في حال تفرقت العائلة يمكن اختراقها بسهولة'.
ولاحظت الوثيقة ان عدد سكان الكويت في عام 1946 كان يقدر بحوالي 70 الف نسمة، وانه ارتفع الى مليون شخص، نصفهم من غير الكويتيين، في عام 1976.
وسردت الوثيقة معلومات عن العلاقات البريطانية - الكويتية ابتداء من احتلال القوات البريطانية الكويت في عام 1899 حتى استقلال الكويت في عام 1961. واشارت الى ان بريطانيا حمت الكويت مرارا من محاولات ضمها الى الامبراطورية العثمانية، او الى العراق الذي اعتبرها جزءا منه.
وشددت الوثيقة على ان الكويت 'تعتمد على نفسها دفاعيا الآن بعدما انتهت فترة الالتزامات الدفاعية البريطانية في عام 1971'.
ولاحظت ان لدى الكويت سبع الاحتياطي النفطي المثبت في العالم، وهي تؤمن لبريطانيا نحو 14 في المائة من احتياجاتها النفطية.
وذكرت الوثيقة بزيارة رئيس وزراء بريطانيا للكويت في عام 1975 ، ضمن جولته الخليجية، وكيف انه كان اول زعيم اجنبي زار امير الكويت بعد تعافيه من الازمة الصحية التي ألمت به.
كما ذكرت الوثيقة ان الامير اشترى في عام 1976 منزلا في الريف البريطاني قرب بيكونسفيلد، حيث قرر ان يمضي فترة نقاهته الطويلة عند الاقامة في بريطانيا. أزمة قلبية
وفي وثيقة مستقلة، حذف بعض سطورها، وغير مؤرخة، وحملت عبارة توزيع محدود، تبين ان الامير المولود في عام 1913، ادخل الى مستشفى سانت توماسيس اللندني بعدما اصيب بأزمتين قلبيتين، وتبين ان قلبه ضعيف جدا وانه بدا متجاوبا مع العلاج، لكن حياته كانت لا تزال في خطر، خصوصا مع عدم خضوعه للحمية الغذائية.
ولاحظت الوثيقة ان السفير الكويتي في لندن الشيخ سعود ناصر الصباح هو نسيب الامير ومتزوج بابنته الشيخة عواطف. واعطت وثيقة غير مؤرخة ايضا نبذة عن السفير، وقالت انه مولود في عام 1944، وتعلم في مدرسة داخلية في آيل اوف وايت، وما لبث ان حصل على شهادة في الحقوق من الولايات المتحدة قبل ان يعود الى لندن ليصبح باستطاعته الدفاع امام المحاكم البريطانية عام 1968، وهو اول كويتي ينال هذا الشرف (...) وتم تعيينه سفيرا في لندن عام 1975،وهو يتكلم مع زوجته الانكليزية بطلاقة شديدة.
وضمت الوثائق رسائل متبادلة بين الخارجية والسفارة عن الاجراءات والترتيبات المطلوبة خلال اقامة الامير للنقاهة في لندن او الريف، وحتى اثناء مغادرته او سفره من هيثرو.
زيارة رئيس الوزراء
وزار رئيس الحكومة البريطانية سمو الأمير في بيكونسفيلد للسلام عليه والاطمئنان على صحته، وتمت اثارة موضوع الزوارق البحرية التي ستبنيها بريطانيا لمصلحة الكويت بصفقة قيمتها 200 مليون استرليني.
ومع ان السفارة البريطانية في الكويت نبهت 10 داوننغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) إلى ان الامير لا يتعاطى في التفاصيل، وان القضايا التنفيذية لحكومة الكويت بيد رئيسها جابر الأحمد، غير ان نصيحة جابر العلي فهمتها السفارة على ان الكلمة الحسم في موضوع الصفقة عند الامير الذي عادة ما يتعامل بشهامة اذا اعطى كلمته في اي موضوع.
وشملت صفقة الزوارق حسب وثائق 10 زوارق دورية ومراقبة خفيفة للعمل في مياه الكويت الضحلة. وستكون هذه الزوارق نواة للبحرية الكويتية الحديثة.
وكانت الصفقة تقررت في اجتماع عقدته لجنة وزارية بين 21 و22 فبراير 1977، كان القرار بشراء الزوارق البريطانية سياسيا.
ووفق وثيقة عن لقاء الامير ورئيس الوزراء، عليها شعار 10 داوننغ ستريت، تبين ان الجانبين بحثا، اضافة الى الزوارق، 'الموقف الداخلي في الكويت والازمة السياسية فيها تطورات ازمة الشرق الاوسط، وسأل كالاهان الامير أن يعطيه نصيحة قبل لقائه الرئيس الاميركي جيمي كارتر'.
كما تناولت الزيارة، التي استغرقت ساعة وتخللتها الضيافة العربية التقليدية من الحلويات والقهوة العربية المرة اضافة الى البخور، اسعار النفط وتأثير ارتفاعها على الاقتصادات الدولية، واعطى الامير وجهة نظره في هذا الشأن (...).
كما تناول البحث انعكاسات ارتفاع اسعار النفط على ديون الدول الفقيرة.
ووعد الامير رئيس الوزراء بانه فور عودته الى الكويت، سيأمر بتسهيل اي عقبة تعتقد السفارة البريطانية انها تعرقل التعاون المشترك او اي مساعدة بريطانية في مختلف المجالات.

جابر العلي
ما لفت 'القبس' في الوثائق ان في احداها التي حملت عبارة 'سري جدا' وتاريخ 17 سبتمبر 1977 ذكر ان السفير البريطاني آرشي لامب كتب برقية عاجلة الى لندن ضمنها موجزا عن مضمون محادثات اجراها مع الشيخ جابر العلي الذي استدعاه الى مكتبه.
قال السفير 'ان الشيخ جابر، الذي كان صريحا للغاية معي وخلافا لعادته، أمل من رئيس الحكومة البريطانية ومن وزير الخارجية ان يزورا الامير في بريطانيا للتهنئة بالعيد، وان يثيرا معه قضية صفقة الزوارق الحربية'.
وابدى الشيخ جابر ثقته بضرورة الحفاظ على قوة العلاقات البريطانية الكويتية وزخمها، وانه لا يريد 'ان تخسر بريطانيا صفقة الزوارق لمصلحة الفرنسيين الذين لا يزالون ينشطون على مقربة من مساعدي الشيخ سعد القريبين من أذنه'، كما جاء في الوثيقة المحفوظة تحت الرمز 'ان بي كي254/1'.

الحلقة المقبلة:
الموقف الداخلي في عام 1977 وتحركات الفلسطينيين في الكويت


Pictures%5C2008%5C01%5C02%5C650f9fa6-e065-4c3e-aaf4-99c4f084284e_maincategory.jpg
جانب من حفل استقبال الامير الراحل صباح السالم بعد عودته من رحلة العلاج في العاصمة البريطانية (ارشيف القبس)
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:35 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

01/01/2008


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1977 - (الحلقة الخامسة) قرارات صائبة وعشوائية للحكومة في غياب الرقابة البرلمانية
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2008%5C01%5C01%5C99726637-9a43-4422-9329-f315758f23c2_main.jpg
وزير النفط الاسبق عبدالمطلب الكاظمي خلال مؤتمر اوبك في الدوحة عام 1976
لندن ـ رائد الخمار:
افرج الأرشيف الوطني البريطاني منتصف الشهر الجاري عن عشرات الآلاف من الوثائق البريطانية التي جرى تداولها بين مختلف الادارات والوزارات والسفارات ورئاسة الحكومة، وبالتحديد وزارة الخارجية، وتناولت ما حدث في عام 1977 وموقف الحكومة البريطانية منها وكيف وجهت سفاراتها الى التعامل معها.
وحصلت 'القبس' على مجموعة مختارة من هذه الوثائق عن الكويت والمنطقة ستنشرها تباعا.
تغطي الوثائق فترة حكومة رئيس الوزراء العمالي جيمس كالاهان الذي اختار دايفيد اوين وزيرا شابا لحقيبة الخارجية، ودنيس هيلي لمنصب وزير الخزانة وفريديريك موللي لمنصب الدفاع، وميرلين ريس لحقيبة الداخلية.
وشملت الوثائق ملفات خاصة عن تعديل السياسة الدفاعية البريطانية في ضوء الانسحاب من شرق السويس، ومحادثات لبيع اسلحة الى مختلف مناطق العالم وخصوصا الى دول الخليج كلها والعراق البعثي واليمن وايران وغيرها من الدول المتصارعة ما بينها وتعتمد 'سياسة الخوف' لضمان امدادات النفط.
احست الحكومة الكويتية بالثقة الكاملة وبحرية التصرف بعيدا عن الرقابة البرلمانية بعد حل مجلس الامة في 29 اغسطس 1976 واصبحت تتخذ القرار وتنفذه بعيدا عن رقابة اي طرف، وكان بعض قراراتها صائبا وبعضها عشوائي تشوبه الشوائب 'اتخذ محاباة لطرف' كما ورد في تقرير للسفير آرشي لامب الى وزير الخارجية دايفيد اوين بتاريخ 1977/1/1الذي كان تقريرا كاملا بعيون بريطانية لما جرى في الكويت خلال العام المنصرم.
وفي التقرير، الذي حمل الرمز 'ان بي كي 2/014' وعبارة سري، تحدث السفير عن استمرار سياسة الكويت الداعية الى رفع اسعار النفط بنسبة عشرة في المائة على الاقل 'حتى لو رفضت السعودية والامارات'، كما قال وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي لزملائه في مؤتمر 'اوبك' الذي انعقد في الدوحة (قطر) آخر العام.
وفي 21 ديسمبر 1976 ابلغت وزارة النفط الكويتية شركات النفط الدولية انها سترفع سعر برميلها من النفط الى 12.37 دولارا اي اعلى بنسبة 28% من سعر الخام السعودي الخفيف وفي اول خطوة من نوعها من بدء انتاج الخام العربي.
وكانت الكويت تملكت نفطها واصبحت موازنتها اعتبارا من 1976 قائمة على بيع النفط الذي تملكه بالكامل بعدما استكملت في العام الاسبق شركة نفط الكويت من حملة الاسهم الغربيين مع السيطرة الكاملة على حصص شركات البتروكيماويات.
واشترت الكويت في عام 1976 حصة 49 في المئة من شركة ناقلات النفط ما اثار تساؤلات عدة عن السعر المدفوع ومن استفاد منه!
وكان مصنع للغاز قيد الانشاء في تلك الفترة بكلفة تصل الى بليون دولار، اضافة الى شراء ناقلات للغاز والنفط. وشهدت الكويت في هذه الفترة مشاورات واتصالات بين الحكومة ورجال الاعمال والتجار تناولت امكان تأسيس شركات مختلطة لادارة مشاريع النفط والغاز، او ابقاء المشاريع النفطية باكملها تحت سلطة الحكومة مع هيئة مستقلة لادارتها، بعيدا عن الروتين الحكومي وتحسبا من مساءلات في مجلس الامة عند عودة الحياة البرلمانية.
وقال السفير ان التعاون بين بريطانيا والكويت دفع المسؤولين الكويتيين الى الاستعانة بادارة بريطانية لشركات النفط والغاز، خصوصا بعد نجاح تجربة شركة ليفربول الكويت للنقل البحري التي اصبحت لاحقا النواة لشركة النقل البحري العربية المتحدة التي تملكها دول الخليج. الجالية البريطانية
في البند الاخير من تقرير السفير لامب، حديث عن الجالية البريطانية في الكويت التي ارتفع تعدادها الى اكثر من 3500 شخص من دون احتساب العسكريين العاملين بصفة مستشارين لدى الجيش الكويتي او المدربين للجيش على استيعاب الاسلحة البريطانية الحديثة، وامل السفير ان تسفر زيارة وزيرة العمل البريطانية بربارة كاستل عن دفعة اضافية لمن يمكن ان يعمل في الادارات الكويتية المختلفة.
وخلص السفير الى ان انه راض عن العلاقات بين البلدين ومسيرة تطورها داعيا الى تحسين نوعية البضائع البريطانية وخدمات ما بعد البيع.
ونبه الى ان الميزان التجاري يمكن ان يمثل مشكلة بعد توقعات بوصول قيمة النفط الكويتي المصدر الى بريطانيا الى نحو مليار دولار في حين لا يزيد حجم الصادرات البريطانية الى الكويت على 300 مليون دولار.
وضم التقرير لائحة باهم الاحداث التي جرت في الكويت في العام السابق ومن زارها وما جرى فيه بتفصيل كامل، ومن ابرزها تأميم حصة القطاع الخاص في شركة البتروكيماويات الكويتية في 11 يناير ،1976 وقبل حل البرلمان اقر مجلس الامة في 24 يناير نقل موعد الموازنة العامة للسنة المالية من اول ابريل الى اول يوليو.
عودة الشيخ سعد
ومن المحطات المهمة اشار السفير الى عودة وزير الدفاع والداخلية الشيخ سعد العبدالله الى الكويت في الرابع من فبراير بعد غياب استمر 107 ايام عن البلاد...!
وحاولت 'القبس' الحصول على الوثائق الخاصة بالموضوع لكنها وجدت انها لا تزال قيد الحظر.
وشهدت الكويت في بداية عام 1976 (28 و29 فبراير) زيارة للرئيس المصري انور السادات الذي ابلغ المسؤولين الكويتيين عن مشاريعه لحل في الشرق الاوسط.
وكان شهر مارس حافلا بالزيارات الرسمية ابرزها زيارة الملك خالد عاهل السعودية، اضافة الى رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات والرئيس الروماني وعدد من وزراء الدول.
وفي ابريل استقبلت الكويت كارل البرت رئيس الغالبية الديموقراطية في الكونغرس ورئيس وزراء المغرب.
وفي مايو حضر ولي عهد الكويت الشيخ جابر الاحمد ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد مؤتمر الرياض لاصلاح العلاقات بين الرئيسين المصري انور السادات والسوري حافظ الاسد ومن ثم البحث في حل متوازن للازمة اللبنانية.
وفي يونيو زار ولي العهد ورئيس الوزراء فيينا للعلاج. وفي 18 يوليو وصل امير الكويت الى لندن لتمضية العطلة الصيفية في حين اقر مجلس الامة موازنة الدولة في 18 يوليو.
وفي الثامن من اغسطس زار الملك حسين الكويت لاربع ساعات، وفي الثامن عشر عاد الامير فجأة الى الكويت ليترأس مجلس العائلة ومن ثم يصدر امرا في 29 اغسطس بحل البرلمان وتعليق العمل بالدستور بعد استقالة الحكومة واعادة تشكيلها بالعناصر نفسها.
وفي 18 سبتمبر تم اعتقال وتوقيف 8 من قيادات النقابات العمالية بعد ادانة تعليق الحياة البرلمانية وقد افرج عنهم لاحقا.
وفي اكتوبر زار الامير بين 16 و19 القاهرة لحضور القمة المصغرة كما زار الرياض بين 24 و27 للغرض نفسه قبل ان يعود الى لندن في 11 نوفمبر
واشار السفير الى ان زيارة وزير الخارجية الايراني الدكتور علي جلعتبري في 27 و28 نوفمبر كانت على علاقة بالتطوات مع العراق ليستكمل زيارته الخاصة التي قطعها بسبب التطورات السياسية الداخلية والخارجية.
التقرير الثاني للسفير
وفي التاسع من نوفمبر وجه السفير لامب رسالة الى وزير الخارجية دايفيد اوين اعتبرها 'رسالة وداع' للكويت والخليج بعد 20 سنة من العمل الديبلوماسي فيها.
وجاءت الرسالة في 7 صفحات و10 بنود وحملت الرمز '014/446/1'.
ومع ان الرسالة فيها لذعات كثيرة لبعض العادات الكويتية فانها عكست انجازات السفير طيلة خدمته فيها.
واشار السفير الى بدء الحكومة الكويتية تطبيق سياسة تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط فقط، مع محاولة استثمار الاموال الفائضة في سوق لندن اساسا وغيرها بنسبة اقل.
واشار السفير الى ان الاستثمارات المالية الكويتية في سوق لندن تتركز على الاسهم والسندات اضافة الى العقار.
وقال السفير، بعد انتقاده اداء الحكومة الكويتية وعائلة الصباح التي تتصرف باموال الكويت وكأنها اموالها حسب زعمه، 'ان الكويت ليست دولة بل سوق تجارية ان لم نقل منطقة نفوذ للمرتزقة في نظام يرتكز على المنفعة'،،!!
ونصح السفير، بانه للحفاظ على مصالح بريطانيا والدول الغربية يجب علينا تذكير الحكومة بان بقاءها يعتمد على ادارتها السليمة للنفط وللموارد المالية.
واشار الى ضرورة تأمين المساعدة للحكومة الكويتية اثناء عضوية الكويت في مجلس الامن لان اختيارها يخدم مصالح لندن بالكامل.
ولم يترك السفير المناسبة تمر من دون الاشارة الى مخاطر التواجد الفلسطيني الكبير في الكويت على رغم انها لا يمكن ان تستمر من دونهم.
وحذر السفير من انعكاسات بيع اسلحة متطورة الى الكويت خصوصا ان من سيستخدمها غير متعلم على الاطلاق.

الحلقة المقبلة: علاج الأمير في بريطانيا
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:40 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

06/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطانيعن عام 1979 ( 9 )



الإصلاحات الاقتصادية أثارت حنق تجار البازار

Pictures%5C2010%5C01%5C06%5Ca084c261-2ff4-4916-90b1-582e6e3a0d16_main.jpg
• البازار الايراني ساهم في ازاحة الشاه
لندن - رائد الخمار:
في الثامن عشر من يناير 1979، تسلم وزير الخارجية البريطاني دايفيد اوين تقريرا مفصلا من 10 صفحات كتبه السفير انتوني دايفيد بارسنز عن الموقف في ايران، عرض فيه لفصائل المعارضة، والحركة الدينية، وعلاقة الشاه مع الشعب ورجال الدين في هذا البلد المسلم الشرقي، ودور الخميني الذي لا يهادن، والحاقد على الشاه والغرب الذي دعمه، واعتقد انه نهب اموال الفقراء المسلمين في الدولة الفارسية، اضافة الى دور الجيش والقوات الامبراطورية في الحفاظ على العرش وفي دعم الحكم الجديد.

خطة تنمية خمسية

وعلى التقرير، الذي حمل الرمز «ان بي بي011/1»، ملاحظة من وزير الخارجية بخطه ينصح رئيس الوزراء جيمس كلاهان بقراءة التقرير «الجيد جدا والذي يتضمن اكثر من معلومة جديرة بمعرفتها تمهيدا للمستقبل».
وهنا الجزء الثاني من التقرير الذي اعد قبل مغادرة الشاه بلاده الى الابد.
في نهاية 1974 اطلق الشاه خطة التنمية الخمسية الثانية مضاعفا المبالغ المخصصة لها الى المثلين مع زيادة دور الدولة في الحركة الصناعية والتجارية ما جعل دور تجار البازار مهددا!

كيف يتحرك العالم؟‍!

وفي محاولته تحديث البلاد لم يأخذ الشاه بعين الاعتبار «المجالات الآمنة» للاقتصاد، ولا نظر الى ما يمكن ان يؤثر فيه تراجع اسعار النفط فجأة، او اي ازمة اقتصادية عالمية، معتبرا ان العالم يتحرك كما يشاء الامبراطور.
واستكمالا لمبادراته الاصلاحية حاول الشاه تأسيس حزب ملكي لزيادة تطويع الشعب الايراني سياسيا، لكن الحزب لم ينجح في اجتذاب فئة الطلاب والمؤمنين.
وتزامنت نشاطات الشاه مع تنامي قوة الحركة الطلابية وتنظيماتها الاسلامية والمتطرفة، اضافة الى ان الامبراطور اثار حنق فئات كانت تقليديا في الحكم الملكي، لكنها بدأت ترتد عنه اثر محاولاته الغاء ارتباط ايران الكامل بالاسلام واستبدال التاريخ تدريجيا لربطه بالساسانية والشاهنشاهية (...). ولم يتورع عن اسناد دور رئيسي للامبراطورة فرح ديبا لتحويل ايران الى مركز ثقافي عالمي من دون الاخذ بالاعتبار تقاليد ايرانية تعود الى آلاف السنين، ما اثار رجال الدين وزاد عدم الرضا بين فئات مختلفة من الايرانيين لا يجمعها سوى الكراهية للشاه.

الفساد أجهض التنمية

وفي عام 1977 كان الرخاء قد انتهى بعد تراجع اسعار الطاقة عالمياً، ومع ان تحديثاً كبيراً حدث الا ان مصالح باكملها لم تعمل كما هو مخطط بسبب الفساد والسرقات والاهمال والمحسوبية.
وبدأت البلاد والحكم والسلطة تدفع ثمن هجرة المواطنين الى المدينة وترك الريف. وارتفعت نسبة التضخم وفشلت الحكومات المتعاقبة بتنفيذ ما وعدت به وارتفعت نسب البطالة في قطاعات مختلفة مما عزز تضامن المعارضة ولو نظرياً ضد الحكم.
وحاول الشاه تحميل رئيس الحكومة عباس هويدا المسؤولية واستبدله بشخص اقتصادي هو الدكتور اموزيغار الذي لم يستطع استعادة زمام المبادرة وبدأت تدابيره الاصلاحية تعطي مردوداً عكسياً.
وقال السفير ان الشاه اختار فترة حساسة جداً لتنفيذ الليبرالية ولو انه درس التاريخ جيداً مع مساعديه لاكتشف ان اخطر طريق على الملوك والامراء هو نقل البلاد دفعة واحدة من التقليد الى الحرية. ورأى ان احداً من حاشية الشاه لم يشرح له ما جرى قبيل الثورة الفرنسية او اسقاط القيصر الروسي واسباب ذلك.
ولاحظ بارسنز ان بعض التدابير لتحرير الاقتصاد اتخذت للتعامل مع ذيول انتهاء فترة الرخاء في محاولة لاعادة تدوير الاقتصاد وتحسين الاداء وتشغيل ملايين العاطلين عن العمل.

تحالف الملالي والبازار

واشار الى ان الشاه حاول استغلال السنوات العشر الاخيرة من حكمه، قبل ان يتقاعد ويسلم الحكم لابنه، لتعديل بنية ايران وتسليم ولي العهد ايران حديثة!
في الوقت نفسه واعتباراً من 1977 ومرورا بعام 1978 نشأ تحالف بين الملالي وتجار البازار والطلبة وائمة المساجد لم يترك فرصة امام حكومات الشاه الا واستغلها لابراز الاخطاء ومهاجمة الحكومة والشاه في وقت بقيت القوات المسلحة موالية للعائلة المالكة ولم تتحرك على الاطلاق ضد الشاه كما حدث في اقطار عدة في منطقة الشرق الاوسط.
ويروي السفير ان الجميع كان يُفاجأ بالتنظيم الذي يربط بين المعارضة وكيف ان الشعارات نفسها كانت ترفع في اي تظاهرات في جميع انحاء البلاد وكيف كانت التظاهرات تنظم بناء على اشارة من الامام الخميني على سبيل المثال.
ولاحظ السفير ان من تقاليد الشعب الايراني الانتظام في جماعات صغيرة او حلقات اجتماعية يشبه روادها رواد الدواوين في دول خليجية مما يعني ان اي خبر يصل الى هذه الحلقات سرعان ما يُعمم في مختلف ارجاء العاصمة والمدن الاخرى وهو الامر الذي استغلته المعارضة لايصال رسالتها وتعميمها. كما ان البازار كان حلقة الوصل بين العاصمة والمناطق.
وكان لتحالف ائمة المساجد والبازار دور اساسي في اسقاط اثنين من اسرة الشاه بين 1891 و1906 بسبب محاولتهما التدخل في زراعة التنباك وتحديث الاقتصاد.
كذلك حدث ان تحالفاً ضم الزعامة الدينية والبازار والليبراليين اسقط الحكم في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الاولى على رغم انه كان لكل فرق من المتحالفين اهدافه الخاصة.
وذكر السفير ان المعارضة في 1890 اتحدت خلف جمال الدين الافغاني واسقطت الشاه نصر الدين الذي لجأ الى الخارج مما يجعل المقارنة بين الافغاني والخميني شبه حتمية.
واستبعد السفير البريطاني اي دور للاتحاد السوفيتي او لحزب «تودة» الشيوعي في الاضطرابات الاخيرة، وقال ان تنظيمات الطلبة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة كانت شديدة التنظيم ونقلت بعض ما درسته من دروس تاريخية لتطبيقها في ايران اثناء العمل لاسقاط حكومات الشاه.
وتحدث عن دور المتطرفين في الساحة من امثال «مجاهدي خلق» و»فدائيي الاسلام»، وشبههم بحركات راديكالية في الغرب مثل «بادر ماينهوف» او الجيش الاحمر الياباني. وقال ان التنظيمين المتطرفين مسؤولين عن عدد كبير من الهجمات على الادارات الحكومية والسفارات الاجنبية.

ربيع طهران

ولم يحسم السفير ما اذا كانت القوات المسلحة ستخضع لاوامر الخميني ام بختيار لكن الاكيد ان رجال الدين المعتدلين والمتطرفين قد يقبلون حكومة قد يشكلها زعيم البازار مهدي بازركان.
وحض بارسنز خليفته في منصب السفير ان يحاول استغلال ما وصفه بانه «ربيع طهران» للاتصال مع المعارضة علانية وبدء حوار معها للحفاظ على المصالح البريطانية المستقبلية.
وكانت تقارير دبلوماسية بريطانية ومراسلات بين وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة اظهرت عدم رغبة لندن وحكومة كلاهان ومن بعدها حكومة ثاتشر باستقبال الشاه لاجئاً في اراضيها حيث كان يعتزم الحضور للعيش في الريف الانكليزي مع زوجته وانها اوفدت اليه صحافياً يدعى الآن هارت الى الباهاما حيث كان يقيم مؤقتاً لاقناعه بعدم الحضور الى بريطانيا.

دور أتاتورك

لاحظ السفير بارسنز ان الشاه كان يعتقد بان دوره يحاكي دور مصطفى كمال اتاتورك محدث الدولة التركية وانه كما نجحت الاصلاحات التحديثية في تركيا يمكن ان تنجح في ايران على رغم خلافات في المعتقدات والمذاهب الاسلامية بين البلدين.
وقال السفير، في ملحق مميز تمت اضافته الى رسالته، ان الفارق الزمني بين تشكيل بختيار حكومته ورحيل الشاه عن ايران (نحو 10 ايام) سمح للمعارضة بتسجيل نصر على الحكومة التي خسرت الرهان على استغلال فرصة ابتعاد الشاه عن البلاد والحصول على دفعة اساسية نتيجة ذلك.
وفي البند 22 من الرسالة قال السفير ان الخميني يسيطر على الشارع والمساجد والمتظاهرين وان الحكومة لا تسيطر كاملة على الجيش او على اي رقعة من طهران سوى مبانيهاز
ولا اعرف، كما قال السفير، ما اذا كان بختيار سعى ايجاد ارضية مشتركة مع الخميني الذي رفض هذه الحكومة منذ تشكيلها وطالب بتشكيل حكومة اسلامية في «جمهورية اسلامية».
وتوقع السفير ان يتم فور عودة الخميني المنتظرة خلال اسابيع قليلة «الغاء» حكومة بختيار على ان يشكل الامام العائد حكومة مؤقتة تُشرف على استفتاء لاعلان الجمهورية الاسلامية.
وشدد على ان الاقتصاد «خراب» وان ايران ستحتاج الى وقت طويل لاستعادة دورتها الاقتصادية الى مستوى ما قبل «الثورة».

الحلقة المقبلة:
التمهيد لإسقاط بختيار وعودة الخميني
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:48 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

20/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979 (21) بريطانيا تأمر سفاراتها في الخليج بإتلاف الأوراق الرسمية والتقارير


لندن - رائد الخمار
في الثاني من ديسمبر 1979 تلقت السفارات البريطانية في منطقة الخليج والعالم العربي اوامر عاجلة من دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية تطلب فيها شحن الوثائق الاساسية والاوراق والمراسلات الدبلوماسية من مختلف العواصم الى لندن والاحتفاظ فقط بالضروري منها لوقت الحاجة مع الاستعداد لاتلافها اذا استدعت الحاجة ذلك «حتى لا تقع في ايد معادية».
مع انه لم تكن هناك اخطار تدّعي اتخاذ هذا الاجراء تحسبا من اقتحام متظاهرين السفارات البريطانية في المنطقة، الا ان «الأوامر» مثلت عملية احتراز من اعمال مماثلة لما جرى في طهران قبل نحو شهر عندما اقتحم طلاب دينيون ايرانيون مبنى السفارة الاميركية في طهران وبدأوا تباعا ينشرون وثائق عثروا عليها في ادراج السفارة وخزائنها.
غوغاء وعنف
وكان سبق هذا التحذير «تنبيه» صادر عن ادوارد يودا في دائرة الشرق الاوسط في لندن بتاريخ 30-4-1979 وجه الى «رؤساء البعثات البريطانية في الشرق الاوسط» وحمل عنوان «غوغاء وعنف» وكان من خمسة بنود تضمنت التالي:
1 - لا يسعني تذكيركم بأننا نعيش فترة عصيبة في الداخل والخارج، اذ تهددنا الغوغاء والاضطرابات ونواجه تهديدات مختلفة مصدرها الارهابيون واعداء العالم الحر (...) ونحن قلقون في لندن من الاخطار التي يمكن لرؤساء البعثات او اعضاء السلك الديبلوماسي التعرض لها.
2 - كونوا على يقين من اننا نتابع بقلق ونراقب اي تهديد لكم، خصوصاً في ظل محاكمة ارهابيين في لندن (اشارة الى محاكمة فلسطينيين بتهمة المس بالامن البريطاني)، او في ظل السياسات التي تتبعها لندن تجاه قضايا العالم والشرق الاوسط تحديداً، مما قد ينعكس على امنكم في المنطقة التي تعملون فيها. سنحاول اعطاءكم بيانات عن كل ما نحصل عليه من معلومات امنية تتعلق بأمنكم. كما سنحاول جهدنا الطلب من الحكومات المحلية تزويدكم بالحماية اللازمة في حال احسسنا بأي خطر.
3 - نحن نعرف بأنكم تولون الامن في محيطكم عناية فائقة، لكن المشاكل والاضطرابات قد تنتشر فجأة في هذا العالم المتغير بسرعة. انني ادعوكم واذكركم بالمادة 57 من قوانين الحماية الامنية الواردة في الفصل السابع (...) التي تتضمن الاجراءات الواجب اتباعها في حال الطوارئ.
4 - من المفيد جداً ابقاء نسخة عن الاجراءات وما يجب القيام به في متناول الديبلوماسي المناوب في السفارة الذي يجب ان يبقى قادراً على الاتصال بالسلطات الامنية المعنية في البلد المعتمد لديه، كما يجب الابقاء على الاتصال المباشر مع الخارجية في لندن اذا استدعت الحاجة. وبناء على تقويمكم للمخاطر في بلدكم، يمكن اعداد لوائحكم الامنية الخاصة والاجراءات التي ترونها مناسبة في حال الطوارئ مع طلب المشورة في الجوانب التي ترونها.
5 - اذا احتجتم لأي مشورة أمنية في خصوص حماية سفاراتكم لا تترددوا بطلبها من لندن، وقد نوفد من يلزم للنظر في الاجراءات المتخذة لديكم.
وارفقت الرسالة ببيان عما يجب اتخاذه من اجراءات تناولت الديبلوماسيين وافراد عائلاتهم والمواد والتقارير المصنفة «سرية»، اضافة الى مباني البعثات الديبلومسية والسفارات ومنازل الديبلوماسيين ومواقعها.
وشددت التعليمات على ضرورة اغلاق المداخل والمخارج جميعها اثناء الضرورة، واخلاء من لا يلزم من مبنى البعثة اذا كان ذلك آمناً، كما انه من الضروري الابقاء على الاتصال مع السلطات الأمنية المباشرة والخارجية في لندن.
وفي البرقيات التي وُجهت في 2 ديسمبر الى السفارات في منطقة الخليج والعالم العربي، وقعها سي تي برانت، اشارة الى ان «الشرق الاوسط اصبح منطقة خطر بعد احتلال المسجد الحرام واحتجاز الرهائن الاميركيين في السفارة في طهران» كما ان لا لزوم للابقاء على الوثائق غير المهمة، ومن الضروري اتلافها فوراً على اساس ان نسخاً عنها اصبحت في حوزتنا، وهي آمنة حتى تزول الاخطار من العواصم، حيث تمثلون الملكة.
وشددت البرقيات على انه لا اخطار داهمة، لكن من الواجب الحذر. ولحظت انه سيتم ارسال رسالة مفصلة بالمستجدات الواجب اتخاذها بالبريد الدبلوماسي.

الوساطة السورية
في الوثائق البريطانية، التي افرج عنها الارشيف الوطني نهاية العام الماضي، برقية من السفارة البريطانية في البحرين حملت الرقم 227 وتاريخ 8 اكتوبر 1979، تحدثت عن تقارير صحفية اشارت الى عرض الرئيس حافظ الاسد على حكومة البحرين وحكومات خليجية وساطة سورية بينها وبين ايران.
واشارت التقارير التي كانت اكثر وضوحاً في صحيفة «اخبار الخليج» ان ناصر قدور موفد الرئيس الاسد سلم امير البحرين رسالة في هذا الشأن الى امير البحرين الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة.
ونقل التقرير ايضاً ان صادق الطبطبائي نائب رئيس الوزراء الناطق الرسمي الايراني كان انهى قبل يومين زيارة الى دمشق استغرقت اربعة ايام، تناول فيها مستقبل العلاقات الايرانية العربية (...) وهو غادر دمشق الى الكويت، حيث يجري محادثات حالياً.
في الوقت نفسه غادر رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة المنامة، مع وزيري الداخلية والدولة لشؤون مجلس الوزراء، لاجراء محادثات في الكويت وبغداد تتناول التطورات في المنطقة.
ولم تتضمن البرقية التي حملت توقيع ووكر اي تأكيد رسمي بحريني عن العرض السوري للوساطة. لكنها لاحظت ان الشيخ خليفة والطبطبائي سيتواجدان في الكويت في الوقت نفسه.
واستنتج ووكر ان الرئيس الاسد يبذل جهوداً كبيرة لجمع الايرانيين ودول الخليج للبحث في التعاون لاشاعة الاستقرار في المنطقة (...).
وكان البرت مونرو من دائرة الشرق الاوسط ارسل تقريراً الى السفراء البريطانيين في دمشق وبغداد والكويت ومسقط تناول فيه موجزاً عن محادثاته مع السفير السوري في لندن عدنان عمران في الوثيقة التي حملت تاريخ 17 يوليو 1979 الذي حضر الى الخارجية لمناقشة نتائج جولة سير انتوني بارسنز في منطقة الخليج.
واشار مونرو الى ان السفير حاول جس نبضنا لمعرفة الموقف البريطاني من التطورات بين مسقط وطهران، ولمعرفة ما نتج عن زيارة وزير الخارجية البريطاني لورد كارينغتون الى بغداد التي سبقت تولي صدام حسين الرئاسة في العراق.
ونقل السفير وجهة نظر بلاده في شأن سلطنة عُمان واهتمامها بالاستقرار في مسقط، كما كان وزير الخارجية السوري ابلغ سابقاً زميله البريطاني.
واشار الدبلوماسي البريطاني الى انه ابلغ السفير السوري ان لندن مهتمة جداً بان تساعد سلطنة عُمان على اقامة علاقات جيدة مع جيرانها خصوصاً في الجانب العربي وان تُساعد خطط التنمية التي تنفذها حكومة السلطان قابوس لأنها مفيدة في انهاء العزلة العُمانية التي عاشتها سابقاً.
واشار السفير الى موقف عُمان المؤيد لمصر في كمب دايفيد مديرة ظهرها للموقف العربي الشامل.
لكن الدبلوماسي البريطاني قال للسفير «اننا نعطي رأينا، حيث ما نستطيع، للجانب الايراني بزيادة روابطه مع العالم العربي، من دون ان يؤدي ذلك الى قطع صلاته مع مصر (...) بسبب معاهدة كمب دايفيد».
ولاحظ السفير السوري ان اصلاح عُمان علاقاتها العربية سيُساهم في تسوية علاقاتها الامنية مع جمهورية اليمن الديموقراطية (عدن).
وشدد السفير على ان بلاده مهتمة جداً بان لا تزيد الدول الكبرى تدخلها او التواجد الاجنبي في منطقة الخليج نتيجة تطورات الموقف في ايران.
وفي الشأن العراقي ابلغ مونرو السفير عمران ان لندن مهتمة بان ترى بغداد ودمشق قادرتين على زيادة روابطهما مع الغرب وفك الارتباط الكامل مع الاتحاد السوفيتي.
ولاحظ السفير الفارق الاساسي في اسلوب السياسة الخارجية الذي تطبقه كل من سوريا والعراق حيث تتخذ الاولى اسلوب الحوار الهادئ بينما الثانية تعتمد على الصوت العالي عالي المخاطر (...).
وتحدث السفير السوري عن المخاطر التي تشعر بها بغداد عن امداد الايرانيين الشيعة في جنوب العراق والاكراد في شماله بالاسلحة والخبرات. لكن الدبلوماسي البريطاني اشار الى ان معلومات لندن تفيد بان الايرانيين حالياً لا يريدون مشاكل مع العراق لأنهم يشعرون بان لديهم هموما كافية في الداخل.
وقال السفير السوري ان بلاده قد تتقدم خطوة اخرى في جهود الحل السلمي اذا تقدمت الاطراف المعنية في صراع الشرق الاوسط خطوة مماثلة في المحادثات المتوقعة برعاية الامم المتحدة.

الحلقة 22:
الدعوة الإسلامية في ظل البعث
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:49 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

19/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979 (20) ثلاثة أخطار على رئاسة صدام حسين:
الشيعة والأكراد وتشكيلات الشيوعيين!


لندن - رائد الخمار:
تابعت السفارة البريطانية في بغداد بدقة ما كان يجري بين شيعة الجنوب، القريبين من ايران، على مدى عام 1979، وتحدثت برقية بتاريخ 20 يونيو عن استمرار الاضطرابات المتفرقة والصدامات بين قوات الامن وخلايا متفرقة اطلقت على نفسها اسم «خلايا الحسين» في منطقة كربلاء شنت غارات على مراكز الشرطة، واستولت على اسلحة مما استدعى محاكمة ضباط على تقصيرهم وارسال فرق موالية للنظام الى المنطقة التي بدأت تخضع ليلاً لفرض حظر تجول او حتى لاقامة حواجز تفتيش متنقلة ليل نهار.

حواجز ميليشيات

في الوقت نفسه شوهدت حواجز لميليشيات بعثية في مناطق يسكنها الشيعة والاكراد وسط بغداد، لكن جولة ليلية لبعض ديبلوماسيينا افادت ان المدينة هادئة ولا دلائل على اضطرابات فيها ما عدا تعزيز وجود الشرطة في بعض المناطق خصوصاً في الكاظمية التي شهدت وجوداً مكثفاً للامن فيها.
وابلغ السفير الخارجية انه من غير الضروري تحذير البريطانيين من الحضور الى العراق.

مسلسل اغتيالات

وكانت برقية من السفارة في بغداد ابلغت في 14من يونيو عن مقتل عبد الرحمن عبيد موسى القيادي في حزب البعث في منطقة الثورة وهي احد احياء بغداد وتضم حوالى 250 الف شخص غالبيتهم من شيعة الجنوب. وفي العشرين من الشهر تم تشييع العبيد في النجف واتهم الامين العام للحزب «خونة» باغتياله لمصلحة دولة اجنبية لم يسمها.
وسرت اشاعات في بغداد عن ان مجموعة مقنعة اوقفت موسى واشبعته ضرباً وقطعت يديه حتى لفظ انفاسه وقيل ان المجموعة شيعية في حين ذكر آخرون ان الشيوعيين وراء مصرعه.
وعندما اوقفت قوات الامن في النجف رجل دين شابا عاد حديثا من ايران جرت في المدينة تظاهرات شاركت فيها النساء اللواتي لبسن العباءات السوداء. وتم اعتقال المتظاهرين والمتظاهرات واخضعن للتحقيق.
ووزعت منشورات، لم يُعرف مصدرها، في بغداد في الثاني والعشرين من يونيو لكنها وقعت باسم «الجبهة التقدمية» تحدثت عن ان عملاء عراقيين كانوا وراء مقتل استاذ عراقي يُدرس في جامعة عدن ومقتل مواطن عراقي لاجىء في بيروت.

البعث وحده!

وتحدث السفير عن اشارات واضحة بدأت تظهر في صحف بغداد عن دور حزب البعث الاساسي في الثورة من دون الاتيان على ذكر اي فصيل آخر ساهم فيها ما اعتبرته الهيئات الديبلوماسية الممثلة في بغداد اشارة وتمهيداً لاعلان تغييرات في القيادة، خصوصا ان الصحافة العربية، وتحديداً في بيروت كانت تتحدث عن دور اساسي للشيوعيين في ايصال البعث الى الحكم في العراق.
وفي السادس والعشرين من يونيو تسلمت الخارجية البريطانية برقية من السفير استرلينغ يتحدث فيها عن ان الرئيس احمد حسن البكر مريض وانه قد يتخلى عن واجباته، لكنه قال «لا اعرف كيف يتم ذلك، ولا احد في الخارجية العراقية يجرؤ ان يتحدث عن الآلية لذلك».
لكن البكر ظهر بعد يومين في استقبال العقيد معمر القذافي الذي وصل فجأة الى بغداد وبعدما ذكرت الصحافة في اليوم نفسه انه اجرى محادثات مطولة مع الرئيس الاسد (...).

البكر سيتقاعد

وبعد ايام قليلة، وبصورة مفاجئة وغير متوقعة، اعلن في بغداد طرد محي عبدالحسين المشهدي من مهامه اميناً عاماً لمجلس قيادة الثورة، كما اعفي من مهامه جميعاً في الحزب. ولم تُعط اي اسباب لذلك مما يعني انه سيُحال الى المحاكمة.
وعشية السادس عشر من يوليو اعلن الرئيس احمد حسن البكر انه، لأسباب صحية سيتقاعد من مهامه الرئاسية ويتخلى عن مهامه الحزبية كاملة وسيسلم الرئاسة لنائبه صدام حسين الذي كان الرجل القوي على مدى رئاسة البكر التي استمرت 11 سنة.
وترددت اشاعات في بغداد، من دون ان يؤكدها اي بيان رسمي، ان عزت ابراهيم الدوري تسلم منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة من صدام كما اصبح سعدون شاكر رئيس الاستخبارات وزيرا للداخلية بدلا من الدوري كما ازيح من وزارة التجارة الوزير حسن علي في حين ابقي الدكتور سعدون حمادي وزيرا للخارجية.

برقية وصورة

وطلبت السفارة في برقية الى الخارجية بتاريخ 17 يوليو توجيه رسائل تهنئة الى الرئيس الجديد صدام حسين الذي يحب جدا تلقي برقيات من الزعماء الاجانب لتتصدر صفحات الصحف العراقية مع صوره طبعا. كما طلبت السفارة ارسال برقية تهنئة للدوري كذلك!
ولاحظ مستر ديكسون، الذي وجه البرقية، انه لم يجد رسالة تهنئة من الملكة للقيادة العراقية في ذكرى ثورة 14 يوليو وقال «لا اعرف ما هو اساس الخطأ في ذلك هل الخارجية ام وكالة الانباء العراقية التي لم تلحظ برقية الملكة اذا كانت وجهت الى بغداد».

صديق بريطانيا!

ضمن الوثائق نسخة عن برقية ارسلها السفير الى الخارجية ولم يكشف الارشيف الوطني سوى عن اجزاء منها قال فيها «ان لصدام شخصية جذابة جدا وهو صديق لبريطانيا (...) منذ وصوله الى السلطة يتعامل معنا بكل لطف واحترام، ان قاعدته قوية في الحزب والجيش وبنى شبكة واسعة من المؤيدين قبل تسلمه الرئاسة».
واضافت البرقية «ان الرئيس الجديد يواجه اخطارا ثلاثة من الشيوعيين والشيعة والاكراد ولا نرى خطرا حقيقيا على حكمه في الوقت الحاضر ونعتقد انه سيحكم سعيدا حتى آشعار آخر».
وشدد السفير على انه يعتقد بان عهد صدام سيتميز بعداوة بين «علمانية العراق وحكم الملالي في ايران. وان خميني لن يغفر لصدام ابعاده من العراق بناء على الحاح من الشاه وضغوطه».
وفي 18 يوليو 1979 تسلمت الخارجية برقية من السفير استرلينغ عن تشكيلة مجلس قيادة الثورة الجديد في ظل صدام حسين الذي لم يفرق بين مجلس القيادة والوزراء.
1 - صدام حسين رئيس المجلس ورئيس للعراق وتم اختياره باجماع الاعضاء!
2 – عزة ابراهيم الدوري انتخب بالاجماع نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة.
3 – طه ياسين رمضان عُين نائبا اول لرئيس الوزراء.
4 – نعيم حميد حداد عُين نائبا ثانيا لرئيس الوزراء.
5 – طارق عزيز عين نائبا لرئيس الوزراء.
6 – سعدون غيدان عُين نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للنقل والاتصالات.
7 – عدنان حسين، وزير التخطيط السابق، عين نائبا لرئيس الوزراء رئيسا لمكتب الرئيس.
8 – عدنان خيرالله عُين نائبا لرئيس الوزراء نائبا لقائد القوات المسلحة وابقي وزيرا للدفاع.
9 – العقيد طارق حميد العبدالله، الذي كان مديرا لمكتب صدام، عين امينا عاما لمجلس قيادة الثورة.
10 – طارق توفيق عين وزيرا للصناعة والمعادن.
11 – سعدون شاكر عُين وزيرا للداخلية.
12 – عبد الفتاح محمد عُين وزيرا للحكومة المحلية (منصب جديد).
13 – لطيف نصيف الجاسم، كان سابقا وزيرا للزراعة، عين وزيرا للاعلام والثقافة.
14 – محمد فاضل عين وزيرا للاسكان.
15 – طايح ابراهيم العبدالله وزيرا للتخطيط.
16 – ثامر الرزوقي وزيرا للمال.
17 – امير مهدي وزيرا للزراعة والري والاصلاح الزراعي.
18 – حسن توفيق نائبا لوزير المال حاكما لمصرف العراق المركزي.
19 – ابقي منصب في المجلس سيحتله لاحقا رئيس القضاء والتشريع بصفته عضوا في مجلس الوزراء.
وفي برقية بتاريخ 23 يوليو قال السفير ان السلك الدبلوماسي في بغداد يُجمع ان العراق في ظل صدام وتشكيلة مجلس قيادة الثورة الحالي سيكون «اكثر مغامرة وثورية واندفاعة وتهورا».
ولاحظ ان الاكراد والشيعة سيتخذون مواقف متشددة «لأنهم لا يعتقدون ان صدام يمكن ان يساهم في حلحلة مشاكلهم بل هو أكثر تشددا من الرئيس السابق وان كان حكم البلاد فعليا منذ فترة».
ولاحظ السفير ان حكومة ايران لم ترسل بعد اي رسالة تهنئة للرئيس العراقي الجديد وهي اشارة مهمة سيتلقفها القريبون من صدام لتحريضه على الخميني.
وقال «ان تعيين عدنان خيرالله، ابن خال صدام، في منصب نائب القائد العام، تكريس لسيطرة العائلة والتكارتة على مقدرات العراق وسترى عددا من ابناء تكريت لاحقا في مناصب حساسة خصوصا في اجهزة الأمن.

الحلقة 21:
محاولة الانقلاب على صدام والإعدامات
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:50 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

18/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني 19 عن عام 1979 صدام يتسلم الرئاسة.. ويبدأها بوجبة إعدامات
منع احتفالات عاشوراء في كربلاء كي لا تتحول إلى مظاهر تأييد للخميني



لندن ــ رائد الخمار:
تتحدث وثائق بريطانية عن عام 1979، أفرج عنها الأرشيف الوطني نهاية العام الماضي، عن تولي صدام حسين الرئاسة في العراق في 17 يوليو 1979 بعد استقالة الرئيس احمد حسن البكر «لدواع صحية» كما قيل في حينه، ومحاولة الانقلاب التي جرت للاطاحة به بعدها، ومن ثم اصدار اوامره بإعدام زعمائها على الفور، ومن ثم البدء بحملة تصفيات لجميع المعارضين، وحكم البلاد بيد من حديد عبر اجهزة الاستخبارات المختلفة حتى انهيار حكمه في عام 2003 مع الغزو الاميركي للبلاد.


اختارت «القبس» مجموعة من الوثائق في تلك الفترة، والقلق الغربي على المنطقة، ومن ضمنها العراق، في ظل تسلم رجال الدين السلطة في ايران، ومن ثم القلق من امتداد المد الشيعي الى العراق، حيث يضم العراق اغلبية شيعية، وتحكمه اقلية سنية.

عدم ارتياح لتطورات إيران
وفي رسالة من السفير البريطاني في بغداد، الكسندر جون ديكنسون استرلينغ بتاريخ 1 فبراير 1979، رفعها الى ألبرت جورج مونرو في دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية في لندن وتزامنت مع عودة الخميني الى طهران، ذكر السفير بما قاله سابقاً عن ان العراق وقيادته البعثية تحديداً لا يشعر بالراحة من التطورات الايرانية، ووصول رجال الدين الى السلطة في طهران ويخشى وصول المد الشيعي الى الاراضي العراقية خصوصاً الى المناطق الجنوبية الغنية بالنفط.
وفي 12 ابريل 1979، كتب السفير تقريراً عن الموضوع حمل عنوان «شيعة العراق بعد الثورة الايرانية»، وجاء فيه «بعد تمضية الخميني 15 سنة منفياً في العراق ستحيي عودته الى ايران وتسلمه السلطة عدم الاستقرار في العراق خصوصاً بين المواطنين الشيعة الذين يشعرون بالغبن على ايدي الاقلية السنية. وسيعني نجاح الحكم الاسلامي في ايران امكانات اكبر للشيعة العراقيين، المتعاطفين مع شيعة ايران، وسيدفعهم الى البدء بسلسلة تحركات ضد الحكم القائم وزيادة مقاومتهم لحكم صدام حسين».

رجال الدين يعادون صدام
واشار التقرير الى ان رجال الدين في كربلاء والنجف يعادون صدام في الباطن ولا يستطيعون الجهر بذلك علانية مخافة انتقامه... ويستطيع الخميني الاعتماد على شيعة العراق في اي حرب سرية ضد صدام مستقبلاً.
وقال السفير «حتى الآن لا دلائل ملموسة على ان الخميني بدأ يوجه اي مشاكل للحكومة العراقية ولم تشهد كربلاء والنجف سوى بعض الكتابات على الجدران تنادي بدولة اسلامية في العراق، وجرت مظاهرات لا يزيد عدد افرادها على 350 شخصاً ادخل من عثرت عليه قوات الأمن الى السجون للتحقيق».

انتفاضة 77
وكانت السلطات العراقية منعت احتفالات عاشوراء كي لا تتحول الى تظاهرات تأييد للخميني او ضد النظام العراقي.
ولا تزال بغداد تتذكر ما جرى في فبراير 1977 عندما تحولت تظاهرات الشيعة الى انتفاضة كبرى تم قمعها بالقوة.
وكان صدام قام بزيارات مجاملة وعلاقات عامة للمحافظات الاربع في الجنوب حيث 90 في المائة من المواطنين شيعة، لكنه لم يتفقد كربلاء والنجف على رغم جولاته على مختلف المحافظات العراقية. ويبدو انه يخشى الا يجد في المدينتين المقدستين لدى الشيعة استقبالاً ودياً على الاطلاق.
ومن المعروف ان شيعة العراق يتعاطفون مع ايران، لكن غالبية اعضاء الحزب الشيوعي العراقي ينتمون الى المحافظات الشيعية ايضاً، على اساس انهم فقراء لا تهتم بهم الحكومة المركزية. ويستغل الشيوعيون ما جرى في أغلبية عددية إيران لاثارة الاكراد والشيعة ضد الحكم، لكن لا اعتقد ان ما جرى ويجري في المناطق الفقيرة من العراق سيؤدي في المدى القريب الى مشكلة كبرى للحكم.
ولاحظ التقرير ان الشيعة غير منظمين بعد لتهديد النظام، وتعتمد أغلبيتهم على الحكومة في معيشتهم، لكن ذلك لا يعني الهدوء، بل قد نتوقع مزيدا من عدم الاستقرار، خصوصاً اذا حصل الشيعة على دعم من ايران.
وقال السفير انه على المدى البعيد سيتسلم الشيعة حكم العراق بسبب أغلبيتهم العددية ولا يستطيع السنة في العراق الاستمرار في السلطة وحدهم، لكن هذا الامر غير متوقع في ظل البطش الذي يفرضه صدام حسين على البلاد. واعتقد انه بعد انتهاء عهد صدام، وهو غير متوقع في المدى المنظور، سيتسلم الشيعة الحكم بمساعدة الايرانيين او غيرهم.
وتوقع السفير ان تحاول ايران، بعد تثبيت الحكم فيها، ان تحتضن مختلف تيارات المعارضة الشيعية في العراق لخدمة مصالحها، ولنشر الدعوة الشيعية في الخليج.

الأهوار وكردستان
وفي الوثائق البريطانية عن العراق تقرير كتبه السفير في ابريل 1979 عن لقاء تم مع مراسل هيئة الاذاعة البريطانية غافين يونغ الذي امضى ثلاثة اسابيع يعد تقريراً اخبارياً عن الاهوار وكردستان بدعوة من الحكومة العراقية (...).
وتحدث المراسل عن خلافات وصلت الى صدامات مسلحة بين عشائر شيعية في المنطقة الجنوبية، وقعت بين الناصرية والعمارة في الطريق بين القرنة والعمارة، لكن القوات الحكومية لم تتدخل لفض النزاع، خصوصاً ان بغداد لا ترى فائدة في الدخول في نزاعات القبائل، وتركت الامر لشيوخ القبائل لفض النزاع.
محرومة من خيرات النفط
ونقل السفير عن يونغ اعتقاده بان الجنوبيين لا يرون ان المنطقة الشيعية تستفيد من خيرات النفط فيها، وان التنمية والتطوير والعمران يصب في مناطق ذات أغلبية سنية.
وقال المراسل انه سمع اشاعات تفيد بان اليساريين الايرانيين يصلون الى العراق تباعاً لشراء الاسلحة من تجار سنة كانوا يبيعون الكلاشينكوف بنحو 800 دينار.
وعن المنطقة الكردية، قال المراسل انه وجدها هادئة، وهو زارها بغالبيتها حتى حاج عمران من دون صعوبات، ولم يشاهد فيها اي دليل عن اضطرابات معينة، كما لم يُشاهد اي اثر للثوار الاكراد (...) لكنه منع من دخول مناطق شرق السليمانية ودخل المنطقة لاحقا بحماية قوة مدرعة باوامر من المحافظ، وشهد توترا في ديبينديكان جنوب السليمانية.
وتحدث المراسل عن مشاهدته صدام في المنطقة، وكيف تجمع اطفال صغار من المدارس فيها لتحية نائب الرئيس وللصياح بنشيد يحيي حزب البعث، لكن بعضهم كان يحيي البرزاني(..) ما أدى الى تدخل قوات الحماية وجمع الاطفال، الذين راوحت اعمارهم بين 10 و12 عاما، في شاحنات ونقلهم الى جهة مجهولة.

خطاب صدام
وفي 28 ابريل 1979 تسلمت الخارجية البريطانية من السفارة في بغداد تقريرا عن خطاب القاه صدام في الذكرى 48 لتأسيس سلاح الطيران العراقي ناقش فيه علاقة حزب البعث بالاسلام، آخذا بالاعتبار ما جرى في ايران، وقال في الجزء الاول من خطابه ان الاسلام والتاريخ كانا في روحية مبادىء حزب البعث الذي احترمها ولا يزال، لكنه شدد على ان الحزب هو لجميع العراقيين بمختلف مذاهبهم. وقال «ان الانقسام بين المسلمين يعود الى تداخل الدين مع السياسة، وان حزب البعث يعمل لتوحيد مختلف المذاهب بدلا من بث الفرقة بينها».
واضاف «ان المواطن غير المنتمي الى الحزب، لكنه يؤمن بمبادئه، مواطن صالح يعمل لبناء الوطن الذي يضم جميع الشرفاء».

تسهيلات أرض ومال

بين الوثائق برقية عاجلة حملت تاريخ 1 يونيو 1979 تتحدث عن منح الضباط كافة فوق رتبة ملازم اول قطعة ارض لبناء منزل ومبلغ خمسة الاف دينار. واشار السفير الى ان قرار القيادة يُشابه ما فعله الكويتيون الذين يوزعون قسائم ارض على السكان، ويمنحونهم تسهيلات مالية لبنائها.
وفي الثاني عشر من يونيو 1979 تسلمت الخارجية في لندن برقية من السفير استرلينغ حملت الرمز «جي ار اس تي ال 637» تحدثت عن اشتداد العمليات المسلحة ضد الجيش العراقي في كردستان. وقال السفير ان العمليات تتركز عند زاخو وعندما تدخلت قوات عراقية للسيطرة على المنطقة عثرت على كميات كبيرة من الاسلحة قرب الحدود بين ايران والعراق وتركيا.
ويبدو ان القتال في المنطقة حدث بعد تعرض عضو مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم لمحاولة اغتيال قرب السليمانية نجا منها لكن احد مرافقيه قُتل.
ونسب الى مؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني قوله انه يستعد الى مضاعفة عدد مقاتلي الحزب من ثلاثة الاف الى ستة الاف، وهو سيطلب التنسيق من مسعود بارزاني في العمليات ضد الحكومة المركزية، كما انه قال عن استعداد الحزب الديموقراطي الكردي المعارض في ايران تقديم الدعم له من بين مسلحيه الذين يصل عددهم الى 60 الفا.
في الوقت نفسه وزع حزب التحرير الاسلامي في الجنوب منشورات حض فيها على الاتحاد ضد حكم صدام لاعلان حكم الدولة الاسلامية.
وافاد السفير الى انه لا تهديد للنظام على الاطلاق على رغم بعض الحوادث في الشمال وهي اصبحت روتينية، اما في الجنوب فان الحكومة تسيطر بقوة عليها، وان ما يجري فيها كناية عن حركات بسيطة.

الحلقة 20 :
ثلاثة أخطار على رئاسة صدام حسين




20/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979 (21) بريطانيا تأمر سفاراتها في الخليج بإتلاف الأوراق الرسمية والتقارير


لندن - رائد الخمار
في الثاني من ديسمبر 1979 تلقت السفارات البريطانية في منطقة الخليج والعالم العربي اوامر عاجلة من دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية تطلب فيها شحن الوثائق الاساسية والاوراق والمراسلات الدبلوماسية من مختلف العواصم الى لندن والاحتفاظ فقط بالضروري منها لوقت الحاجة مع الاستعداد لاتلافها اذا استدعت الحاجة ذلك «حتى لا تقع في ايد معادية».
مع انه لم تكن هناك اخطار تدّعي اتخاذ هذا الاجراء تحسبا من اقتحام متظاهرين السفارات البريطانية في المنطقة، الا ان «الأوامر» مثلت عملية احتراز من اعمال مماثلة لما جرى في طهران قبل نحو شهر عندما اقتحم طلاب دينيون ايرانيون مبنى السفارة الاميركية في طهران وبدأوا تباعا ينشرون وثائق عثروا عليها في ادراج السفارة وخزائنها.
غوغاء وعنف
وكان سبق هذا التحذير «تنبيه» صادر عن ادوارد يودا في دائرة الشرق الاوسط في لندن بتاريخ 30-4-1979 وجه الى «رؤساء البعثات البريطانية في الشرق الاوسط» وحمل عنوان «غوغاء وعنف» وكان من خمسة بنود تضمنت التالي:
1 - لا يسعني تذكيركم بأننا نعيش فترة عصيبة في الداخل والخارج، اذ تهددنا الغوغاء والاضطرابات ونواجه تهديدات مختلفة مصدرها الارهابيون واعداء العالم الحر (...) ونحن قلقون في لندن من الاخطار التي يمكن لرؤساء البعثات او اعضاء السلك الديبلوماسي التعرض لها.
2 - كونوا على يقين من اننا نتابع بقلق ونراقب اي تهديد لكم، خصوصاً في ظل محاكمة ارهابيين في لندن (اشارة الى محاكمة فلسطينيين بتهمة المس بالامن البريطاني)، او في ظل السياسات التي تتبعها لندن تجاه قضايا العالم والشرق الاوسط تحديداً، مما قد ينعكس على امنكم في المنطقة التي تعملون فيها. سنحاول اعطاءكم بيانات عن كل ما نحصل عليه من معلومات امنية تتعلق بأمنكم. كما سنحاول جهدنا الطلب من الحكومات المحلية تزويدكم بالحماية اللازمة في حال احسسنا بأي خطر.
3 - نحن نعرف بأنكم تولون الامن في محيطكم عناية فائقة، لكن المشاكل والاضطرابات قد تنتشر فجأة في هذا العالم المتغير بسرعة. انني ادعوكم واذكركم بالمادة 57 من قوانين الحماية الامنية الواردة في الفصل السابع (...) التي تتضمن الاجراءات الواجب اتباعها في حال الطوارئ.
4 - من المفيد جداً ابقاء نسخة عن الاجراءات وما يجب القيام به في متناول الديبلوماسي المناوب في السفارة الذي يجب ان يبقى قادراً على الاتصال بالسلطات الامنية المعنية في البلد المعتمد لديه، كما يجب الابقاء على الاتصال المباشر مع الخارجية في لندن اذا استدعت الحاجة. وبناء على تقويمكم للمخاطر في بلدكم، يمكن اعداد لوائحكم الامنية الخاصة والاجراءات التي ترونها مناسبة في حال الطوارئ مع طلب المشورة في الجوانب التي ترونها.
5 - اذا احتجتم لأي مشورة أمنية في خصوص حماية سفاراتكم لا تترددوا بطلبها من لندن، وقد نوفد من يلزم للنظر في الاجراءات المتخذة لديكم.
وارفقت الرسالة ببيان عما يجب اتخاذه من اجراءات تناولت الديبلوماسيين وافراد عائلاتهم والمواد والتقارير المصنفة «سرية»، اضافة الى مباني البعثات الديبلومسية والسفارات ومنازل الديبلوماسيين ومواقعها.
وشددت التعليمات على ضرورة اغلاق المداخل والمخارج جميعها اثناء الضرورة، واخلاء من لا يلزم من مبنى البعثة اذا كان ذلك آمناً، كما انه من الضروري الابقاء على الاتصال مع السلطات الأمنية المباشرة والخارجية في لندن.
وفي البرقيات التي وُجهت في 2 ديسمبر الى السفارات في منطقة الخليج والعالم العربي، وقعها سي تي برانت، اشارة الى ان «الشرق الاوسط اصبح منطقة خطر بعد احتلال المسجد الحرام واحتجاز الرهائن الاميركيين في السفارة في طهران» كما ان لا لزوم للابقاء على الوثائق غير المهمة، ومن الضروري اتلافها فوراً على اساس ان نسخاً عنها اصبحت في حوزتنا، وهي آمنة حتى تزول الاخطار من العواصم، حيث تمثلون الملكة.
وشددت البرقيات على انه لا اخطار داهمة، لكن من الواجب الحذر. ولحظت انه سيتم ارسال رسالة مفصلة بالمستجدات الواجب اتخاذها بالبريد الدبلوماسي.

الوساطة السورية
في الوثائق البريطانية، التي افرج عنها الارشيف الوطني نهاية العام الماضي، برقية من السفارة البريطانية في البحرين حملت الرقم 227 وتاريخ 8 اكتوبر 1979، تحدثت عن تقارير صحفية اشارت الى عرض الرئيس حافظ الاسد على حكومة البحرين وحكومات خليجية وساطة سورية بينها وبين ايران.
واشارت التقارير التي كانت اكثر وضوحاً في صحيفة «اخبار الخليج» ان ناصر قدور موفد الرئيس الاسد سلم امير البحرين رسالة في هذا الشأن الى امير البحرين الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة.
ونقل التقرير ايضاً ان صادق الطبطبائي نائب رئيس الوزراء الناطق الرسمي الايراني كان انهى قبل يومين زيارة الى دمشق استغرقت اربعة ايام، تناول فيها مستقبل العلاقات الايرانية العربية (...) وهو غادر دمشق الى الكويت، حيث يجري محادثات حالياً.
في الوقت نفسه غادر رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة المنامة، مع وزيري الداخلية والدولة لشؤون مجلس الوزراء، لاجراء محادثات في الكويت وبغداد تتناول التطورات في المنطقة.
ولم تتضمن البرقية التي حملت توقيع ووكر اي تأكيد رسمي بحريني عن العرض السوري للوساطة. لكنها لاحظت ان الشيخ خليفة والطبطبائي سيتواجدان في الكويت في الوقت نفسه.
واستنتج ووكر ان الرئيس الاسد يبذل جهوداً كبيرة لجمع الايرانيين ودول الخليج للبحث في التعاون لاشاعة الاستقرار في المنطقة (...).
وكان البرت مونرو من دائرة الشرق الاوسط ارسل تقريراً الى السفراء البريطانيين في دمشق وبغداد والكويت ومسقط تناول فيه موجزاً عن محادثاته مع السفير السوري في لندن عدنان عمران في الوثيقة التي حملت تاريخ 17 يوليو 1979 الذي حضر الى الخارجية لمناقشة نتائج جولة سير انتوني بارسنز في منطقة الخليج.
واشار مونرو الى ان السفير حاول جس نبضنا لمعرفة الموقف البريطاني من التطورات بين مسقط وطهران، ولمعرفة ما نتج عن زيارة وزير الخارجية البريطاني لورد كارينغتون الى بغداد التي سبقت تولي صدام حسين الرئاسة في العراق.
ونقل السفير وجهة نظر بلاده في شأن سلطنة عُمان واهتمامها بالاستقرار في مسقط، كما كان وزير الخارجية السوري ابلغ سابقاً زميله البريطاني.
واشار الدبلوماسي البريطاني الى انه ابلغ السفير السوري ان لندن مهتمة جداً بان تساعد سلطنة عُمان على اقامة علاقات جيدة مع جيرانها خصوصاً في الجانب العربي وان تُساعد خطط التنمية التي تنفذها حكومة السلطان قابوس لأنها مفيدة في انهاء العزلة العُمانية التي عاشتها سابقاً.
واشار السفير الى موقف عُمان المؤيد لمصر في كمب دايفيد مديرة ظهرها للموقف العربي الشامل.
لكن الدبلوماسي البريطاني قال للسفير «اننا نعطي رأينا، حيث ما نستطيع، للجانب الايراني بزيادة روابطه مع العالم العربي، من دون ان يؤدي ذلك الى قطع صلاته مع مصر (...) بسبب معاهدة كمب دايفيد».
ولاحظ السفير السوري ان اصلاح عُمان علاقاتها العربية سيُساهم في تسوية علاقاتها الامنية مع جمهورية اليمن الديموقراطية (عدن).
وشدد السفير على ان بلاده مهتمة جداً بان لا تزيد الدول الكبرى تدخلها او التواجد الاجنبي في منطقة الخليج نتيجة تطورات الموقف في ايران.
وفي الشأن العراقي ابلغ مونرو السفير عمران ان لندن مهتمة بان ترى بغداد ودمشق قادرتين على زيادة روابطهما مع الغرب وفك الارتباط الكامل مع الاتحاد السوفيتي.
ولاحظ السفير الفارق الاساسي في اسلوب السياسة الخارجية الذي تطبقه كل من سوريا والعراق حيث تتخذ الاولى اسلوب الحوار الهادئ بينما الثانية تعتمد على الصوت العالي عالي المخاطر (...).
وتحدث السفير السوري عن المخاطر التي تشعر بها بغداد عن امداد الايرانيين الشيعة في جنوب العراق والاكراد في شماله بالاسلحة والخبرات. لكن الدبلوماسي البريطاني اشار الى ان معلومات لندن تفيد بان الايرانيين حالياً لا يريدون مشاكل مع العراق لأنهم يشعرون بان لديهم هموما كافية في الداخل.
وقال السفير السوري ان بلاده قد تتقدم خطوة اخرى في جهود الحل السلمي اذا تقدمت الاطراف المعنية في صراع الشرق الاوسط خطوة مماثلة في المحادثات المتوقعة برعاية الامم المتحدة.

الحلقة 22:
الدعوة الإسلامية في ظل البعث




21/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979- (22) عبدالعزيز حسين: العراقيون أبلغونا عن محاولة الانقلاب قبل إعلانها للرأي العام


لندن - رائد الخمار
في 29 يوليو 1979تلقت وزارة الخارجية البريطانية من السفير في الكويت اس جي كامبريدج برقية عاجلة تفيد بان وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء عبد العزيز حسين قال للصحافيين ان العراقيين ابلغوا الكويت عن احباط محاولة الانقلاب في بغداد، التي احبطت في الاسبوع الاول لتسلم صدام الرئاسة، قبل اعلانها حتى في العاصمة العراقية.

نقل السكرتير الاول في السفارة عن مصدر كويتي رفيع قوله «ان معلومات الكويتيين تفيد بان جذور المحاولة تعود الى عام 1975 ورتب لها عضو مجلس قيادة الثورة الحالي عدنان حسين رئيس مكتب الرئيس صدام حسين بالاتفاق مع جناح حزب البعث في سوريا».
ووفق المصدر الكويتي كان صدام يتابع تطورات المؤامرة وخيوطها وينتظر الوقت المناسب للانقضاض على الانقلابيين وجاءت الفترة الحاسمة عندما اعترف محيي عبد الحسين الشمري سكرتير مجلس قيادة الثورة بما يجري.
ودعا صدام المجلس الى الانعقاد في جلسة طارئة وسريعة وبدأ محيي يسمي شركاءه في المؤامرة واحداً واحداً وعلى الفور تمت مرافقتهم الى خارج القاعة مكبلي الايدي. وقال المصدر انه تم توقيف 75 شخصاً حتى الآن لكن المذهل ان من بين الـذين كشفت اسماؤهم لم يكن هناك اي ضابط.
وأفادت البرقية ان الصحافة الكويتية نشرت تصريحات عبدالعزيز حسين حرفيا، وهي اشارت وفق مصادرها القريبة من السفارة العراقية الى «ان من بين من اعدموا عدنان حسين ومحمد محجوب ومحمد العايش ومحيي عبدالحسين الشمري وغانم عبدالجليل». في حين ذكرت «القبس» ان بين من اعدموا 4 ضباط كبار. وكان من بين المتآمرين عبدالخالق السامرائي، الذي كان قد سُجن في عام 1973 في محاولة انقلاب ناظم الكزار وحميد علوان. وتناولت الصحافة الكويتية بالتحليل ما ذكر عن ان الانقلابيين طلبوا من دولة عربية مجاورة مساندة مظليين يلبسون الزي العراقي اذا استدعت الحاجة.

معلومات الاستخبارات
وفي الثالث والعشرين من مارس 1979 رفع السفير الكندي في بغداد تقريرا الى وكيل وزارة الخارجية في اوتاوا بعنوان «الاسلام في العراق»، ضمّنه رؤيته ما يجري في العراق بعد سقوط الشاه في ايران والصحوة الاسلامية ونمو «الدعوة» في ظل حكومة حزب البعث ورجلها القوي صدام حسين.
والتقرير، الذي عثرت «القبس» على نسخة منه في وثائق افرج عنها الارشيف الوطني البريطاني نهاية العام الماضي، كناية عن تقرير استخباري وضعته عيون الاستخبارات الكندية ووزع على وزارات الخارجية في «دول صديقة بينها بريطانيا. وعلى التقرير خاتم كتبت عليه العبارة «هذه الوثيقة ملك للحكومة الكندية وزعت على دول صديقة لتستخدمها الاستخبارات ولا يمكن اعادة نشر مضمونها سوى بإذن من الحكومة الكندية».

مقاطع محذوفة
يبدأ التقرير بالقول «بعد الأحاديث مع طلبة ومدرسين ومراقبين من مختلف الرتب وفئات المجتمع، ومع مسؤولين وشبه مسؤولين عراقيين، يمثل شرائحَ منهم المثقفون وجيل المستقبل، لا اعتقد ان هناك عودة الى الدعوة الاسلامية في العراق يمكن ان تنقل البلاد الى حالة تشبه الحالة الايرانية»!
ويشير الى ان ما كان المثقفون العراقيون يجادلون في شأنه ان تعبير «العودة الى الدعوة» صهيوني المنشأ يتم ترويجه في الغرب لاثارة قلق مواطنيه ودفعه الى تأييد اسرائيل دولة دينية في وجه دول في الشرق الاوسط تتواصل فيها الاديان. وقصدت اسرائيل، كما يقول العراقيون، الى تعميم «الدولة الاسلامية» في المثال الايراني على دول المنطقة خدمة لمصالح الدولة الدينية.

حزب في يد عشيرة
ويتحدث السفير، الذي لم يرد اسمه في التقرير، الذي حُذفت منه مقاطع، بان الانطباع العام في العراق انه لا عودة على الاطلاق الى المبادئ الدينية في الحكم ولا تفكير في العودة الى استخدام المساجد منابر سياسية للسيطرة على مقاليد البلاد.
ويتحدث علماء آثار واساتذة جامعات ورجال اعمال اجانب يعيشون في بغداد والجنوب منذ فترة طويلة، وضمن المسموح به في العراق، عن ان حزب البعث الحاكم لا يفكر على الاطلاق في لعب الورقة الدينية اداة سياسية، بل العكس هو حزب ليبرالي لا طائفي متعدد الافكار منفتح على جميع التيارات الدينية وعلماني، على رغم ان الطائفة السنية تحكمه وتسيطر عليه منذ تأسيسه، واصبح الآن في يد عشيرة قليلة العدد من تكريت.
ويتحدث السفير الكندي عن ان التكارتة لا يمكن ان يسمحوا على الاطلاق لفئة طائفية معينة باستخدام الدين والقوة البشرية في السيطرة على البلاد. ولا يبدو ان لزعماء الدين في العراق النية او القدرة على نشر مبادئ بسط الاسلام على انه اساس الدولة وتشريعاتها، كما هي الحال في ايران. ويتوافق جميع من تحدثوا الى السفير على ان تياري الحزب الشيوعي والبعث هما العائق الاساسي في وجه سيطرة الشيعة على مقدرات الحكم في بغداد.
ويبدو ان المواطنين -عموماً- راضون عن الاستقرار الذي أمنته هذه الحكومة على رغم مطالبتهم، ولو سراً، بمزيد من الحرية والتمثيل الشعبي والانفتاح على العالم.
ويلاحظ التقرير مدى التقدم الاجتماعي والخدماتي الذي بدأت الدولة تقدمه للمواطنين، إضافة إلى الضمانات للموظفين وكبار السن. كما تبدو الدولة مهتمة جداً بنشر العلم والمعرفة من دون أي وازع أو اعتماد الدين مرجعاً لكل شيء.
لكن العراق يلجأ إلى ورقة الإسلام للحصول على دعم الدول الإسلامية التي يمكن أن تخدم مصالحه. وهو خصص برنامج مساعدات للدول الإسلامية المحتاجة، علماً انه في بعض الحالات يقدم مساعدات لدول غير منحازة وغير اسلامية قبل دول اسلامية من دون الخوف من أي ردود فعل بين المواطنين، وأصبح هناك شعور بالفخر للعراقي عبر الانجازات التي حققتها حكومته.

حكومة فاشية
لكن السفير تحدث عن العراق وقال «ان حكومته فاشية ولا تسمح ولن تسمح باستبدال المحاكم المدنية بمحاكم اسلامية شرعية، لكن الحكومة بدأت تنشر «الدعوة الإسلامية المتنورة المتسامحة»، كما أن القيادة بدأت تستخدم في مفرداتها بعض الآيات القرآنية خدمة لأهداف سياسية في معركة الزعامة التي تخوضها مع مصر. كذلك يستخدم حزب البعث اتهامات الإلحاد للشيوعيين لقطع الطريق أمام تمددهم في المجتمع العراقي».
ويلاحظ السفير أن المرأة العراقية لها حقوق كاملة، وهو شيء مميز في البيئة المحيطة بالعراق والدول المجاورة له، كما أن حملة مكافحة الأمية تساعد المرأة في الريف للخروج من المنزل ونيل العلم ومن ثم الحصول على حقوقها كاملة.
ويلاحظ التقرير ان لا شعارات إسلامية ترفع في العراق حتى في فترات الأعياد، بل تطغى اللافتات والشعارات الحزبية على الطرقات والساحات وفي المدارس، في حين أن الكتب مليئة بشعارات البعث والعلمانية.
ويشير إلى أن الريف العراقي له جذوره القبلية والدينية وتحتاج الحكومة زمناً طويلاً لإنهاء بعض العادات والطقوس الدينية.

دلالات وإشارات
ويشدد السفير على أن الحكومة وخططها التنموية تركز على التحديث و«لم نسمع على الإطلاق أن التيارات الدينية تهاجم خطط التحديث أو تهاجم العصرنة أو جعل المرأة تشارك في الجيش والشرطة أو أي عمل إداري أو في الصناعة مع الرجل».
لكن التقرير تحدث عن دلالات واشارات وملامح تفيد أن بعض الاتجاهات الدينية تظهر بين حين وآخر في المناسبات الدينية مثل عاشوراء وغيرها، حيث يتم استغلال هذه الاحتفالات لنشر بعض مبادئ الإسلام السياسي وفق الطريقة الخمينية.
ولا يهتم الحزب الحاكم ابداً بمن يقول ان ايفاد البعثات الدراسية الى الخارج تزيد من العلمنة وتُبعد العراقيين عن اصول الدين.
ويلاحظ ان تأثير الثورة الخمينية انعكس قلقاً في صفوف القيادات العراقية، لكن السلطة ممسكة بالموقف وهي تضرب اي مستغل للدين بهدف سياسي، وطالما بقي رجال الدين بعيدين في خطابهم عن السياسة لا احد يقترب منهم على الاطلاق.

لا آية الله
ينبه التقرير الى ان الحكومة العراقية عازمة على عدم قبول سفير ايراني في بغداد يحمل لقب آية الله، كما انها قلقة من لجوء الخميني الى محاولة استغلال الشعور الطائفي لدى شيعة العراق ضد الحكم العلماني لحزب البعث.
وينقل السفير عن مهندسين اجانب، يعملون في حقول النفط او المشاريع العمرانية في الجنوب حيث الكثافة الشيعية تزيد على 90 في المائة من السكان، قولهم انه ليس لدى فئات الشبان اي تفرقة دينية واي احساس بالغبن من الاجانب العاملين في خطط التنمية او المشاريع الانتاجية للبلاد خلافاً للحال في كربلاء او النجف حيث يطغى الطابع الديني على الحياة العامة.
ويشير الى ان المدرسين الاجانب في الجامعات العراقية الجنوبية يشيرون الى شعور ديني متأصل بين الطلاب الذين يتحدرون من قرى معزولة او من قرى او تجمعات قريبة من المدن المقدسة لدى الشيعة.
ويشدد على ان الشيوعيين يركزون على الشباب الصغير القادمين الى الجامعات من قرى يعتبر الدين من اسسها الاجتماعية ويحاول الشيوعيون دائماً التأثير سلباً في تفكير هؤلاء.
وينهي السفير تقريره بالقول «ان العراق دولة تقدمية متحضرة اكثر من محيطها، وهي قابلة للانفتاح من دون الاساءة الى المشاعر الدينية لكل الطوائف وفئات الناس».
وتوقع ان تؤدي التغييرات التي حدثت في ايران الى محاولة استخدام المناطق الجنوبية وسكانها ورقة ضاغطة في اي خلل في العلاقات بين طهران وبغداد خصوصاً ان الخميني الذي امضى فترة 13 عاماً منفياً في العراق بنى شبكة علاقات واسعة مع رجال دين فيها، وقد تشيّع له بعضهم واصبحوا من اتباعه، لكن بعض رجال الدين الشيعة لا يزالون يعتبرون مده مخالفاً للوفاق الاجتماعي.


الحلقة 23 قمة أبها الخليجية




22/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979 23 . الشيخ عيسى يبدي قلقه من تجدد مطالبة إيران بالبحرين


لندن - رائد الخمار:

في السادس والعشرين من يونيو 1979 استقبل امير البحرين الشيخ عيسى بن خليفة سير انتوني بارسنز من الخارجية البريطانية في فندق دورشستر بلندن لتداول شؤون منطقة الخليج بعد سقوط الشاه وتولي رجال الدين الحكم في ايران.


فقرات مشطوبة

وعثرت «القبس» في الوثائق التي افرج عنها الارشيف الوطني نهاية العام الماضي على تقرير كتبه بارسنز عن اللقاء «الذي دام لساعات»، حمل تاريخ 27/6/1979. لكن التقرير كان مراقباً وعليه تعبير «يحظر الافراج عن الفقرات المشطوبة قبل عام 2019 بموجب قرار الحظر رقم 27».
قال بارسنز «التقيت امير البحرين لساعات وكان معي مونرو من دائرة الشرق الاوسط وبحثنا عدداً من المواضيع والشؤون البحرينية».
واعطيت الشيخ عيسى تقويمي لما يجب اتخاذه للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة، وكما أراها بعد جولتي الاخيرة فيها.

ثلاثة أخطار

واشار الامير الى انه منذ التقيته في الاول من يونيو اجرى مشاورات مع زعماء الخليج واتفقوا على اجراءات معينة للتعامل مع ايران في عهدها الجديد، ثم على اجراءات داخلية كي لا يتكرر في دول الخليج ما حدث في ايران.
(تم شطب فقرتين في التقرير).
ولاحظ امير البحرين، انه بعد المشاورات مع زعماء المنطقة، يستطيع تقويم الاخطار، بانها بعد التهديدات الايرانية تأتي من الوجود الفلسطيني المكثف في المنطقة وذيول معاهدة كامب ديفيد.
وأبلغته انني لم ألاحظ في البحرين خلال وجودي هناك ولا في اي دول خليجية اي تحركات للمواطنين الشيعة ضد انظمة الحكم القائمة استجابة لدعوة الخميني ضد «الانظمة الرجعية»، لكن يمكن خلال الأشهر المقبلة تحول شرائح كبيرة ضد الانظمة.
وابدى الشيخ عيسى قلقه من تجدد المطالبة الايرانية بالبحرين، وعندما أبلغته انني أتفهم قلقه على رغم ان الحكومة الايرانية نفت ذلك اخيرا، هزّ رأسه دليل الموافقة من دون ان يقتنع تماماً. وقلت انني اشك في ان الحكومة الايرانية ستتخذ اي خطوات لتغيير خريطة المنطقة في وقت قريب.

التحدث مع الروس

وشددت ان البحرين لديها اصدقاء كثر في منطقة الخليج والعراق وحتى بين دول اوروبا والولايات المتحدة، وجميع هذه الدول «تضمن استقلال البحرين».
وانتقد الشيخ عيسى الولايات المتحدة بعد الانباء التي افادت بانها تُعد قوة تدخل في منطقة الخليج وان الاستعدادات تجري لجمع القوة في المتوسط، تمهيداً لتوجيهها الى المنطقة.
وتساءل عما اذا كانت قاعدة «مسيرة» ستصبح مركز الثقل الاساسي للقوات الأميركية في المنطقة؟! وشدد على ضرورة التحدث مع الروس لاشاعة الاستقرار في المنطقة، كما حضّ على تجنب الحديث عن استخدام القوة العسكرية لفرض الامر الواقع في الخليج.
وابلغت الامير اننا تحدثنا في هذا الشأن مع الاميركيين وهم يتفهمون ذلك تماماً.

هل سمعت انتقادات؟

وفي التقرير قال بارسنز «ان الامير طلب من مساعديه الخروج من الغرفة ثم سألني بصوت منخفض عما اذا كنت سمعت خلال وجودي في البحرين اي انتقادات للعائلة الحاكمة خصوصاً بين الشيعة؟! واجبت على الفور انني لاحظت كل احترام وتقدير للاسرة وان الشعب البحريني يحترمك اشد الاحترام». (فقرات مشطوبة)
وقال سأعود الى البحرين خلال ايام «لأنني اتوقع زيارة العقيد القذافي الذي طلب لقائي شخصياً وسأكون سعيدا بلقاء رئيس الوزراء البريطاني عندما يمر في البحرين في الثاني من الشهر المقبل».
وفي التقرير ملاحظة من بارسنز ان امير البحرين اشتكى من تواجد عربي كبير في فندق دورشستر وفي لندن عموماً.

زيارة القذافي

وزار القذافي البحرين في الاول والثاني من يوليو وجاء في برقية من السفارة البريطانية في البحرين الى الخارجية اشارة الى ان وزير خارجية البحرين الشيخ محمد بن مبارك مسرور جداً من نتائج زيارة القذافي خصوصاً ان الاخير ابدى اعجابه بالنهضة التي رآها وبالتعليم والطبابة المجانية اللذين يحصل عليهما جميع المقيمين والمواطنين في الكويت والبحرين.
وقال الوزير البحريني ان القذافي كان يردد في البحرين ما قاله فيه الشاعر السقاف في الكويت من مديح!
ووفق الشيخ محمد بن مبارك اراد القذافي، بسبب خلافه مع مصر، ايجاد اصدقاء جدد في المنطقة، وقال ان «لا سياسة ثابتة لليبيا وان تصرفات القذافي عادة ما تكون غير منتظرة».
ولم يقترح القذافي قمة عربية في الوقت الحالي لكنه كان يحاول تأمين سياسة عربية موحدة ضد اسرائيل.
ولم يثر القذافي في زيارته البحرينية موضوع وقف صادرات النفط واكتفى بابداء غضبه الشديد مما كان يجري في جنوب لبنان واقترح ان يرد العرب باي «شكل جنوني».
وعن اليمن وما اذ كان القذافي بحث في شأنه قال الشيخ محمد «ان لا سياسة ليبية في الشأن اليمني لان القذافي غير قادر على تأييد الجنوب لان حكامه يعتنقون الشيوعية ولا يستطيع تأييد الشمال بسبب دورانه في الفلك السعودي».

الدبلوماسيون الإيرانيون 4 فئات

وفي الوثائق تقرير، خضع للرقابة، عن حديث جرى بين السفير البريطاني في مسقط والقائم بالاعمال الايراني السيد لاهوتي الذي ابلغ الدبلوماسي البريطاني ان الجهاز الدبلوماسي الايراني قسم الى اربع فئات، الاولى ستخضع للمحاكمة ويمكن ان يتم اعدام رؤسائها، والثانية ستحاكم وتخضع لاحكام بالسجن، وسيتم طرد الفئة الثالثة، بينما سيُعاد توزيع الرابعة على مراكز جديدة.
وفي الرابع من يونيو، قال القائم بالاعمال الايراني بالوكالة في مسقط دجامالا زادة للسفير البريطاني «اننا في بعض السفارات نخضع للجان ثورية اسلامية تتدخل في اعمالنا، وان اركان الوزارة لا يتدخلون في عمل اللجان الثورية على الاطلاق خوفا من فقدان مناصبهم».



لماذا سقط الشاه؟

من ضمن المتابعة البريطانية لما يجري في الخليج في اعقاب تولي الخميني الحكم التقى الدبلوماسي البريطاني انتوني بارسنز، بحضور زميله مكلينان، بأحمد خليفة السويدي في ابوظبي قبل ان يقابل الشيخ زايد بن سلطان لمدة ساعة في العاصمة الاتحادية، ورفع تقريرا عن ذلك خضع للرقابة وحذفت فقرات منه قبل كشفه ضمن الوثائق وجاء فيه:
ابلغنا السويدي ان سقوط الشاه كان بسبب اقتناع الناس انه ضد الاسلام (...) كما ان الطبقة المثقفة رأت انه كان يضيق على الحريات ولا يسمح للمواطنين بالاعراب عن ارائهم صراحة. كما ان سياسات الشاه كانت ضد مصالح البازار، في حين ادت الثورة الصناعية للشاه الى تحول الناس من الريف الى المدينة، مما ادى الى تغيير الطابع الاجتماعي للبلاد. كما عاش الشاه في عزلة عن شعبه وعما يجري في العالم. ولم يسمح لاي سفير لدولة خارجية بالحديث عما يجري في ايران.
ولاحظ السويدي ان الاتحاد السوفياتي او الصين لا يشكلان اي اخطار او تهديدات لمنطقة الخليج.
(تم حذف الفقرات من 2 الى 9)
وعن امكانات تعاون دول المنطقة في مواجهة المستجدات الايرانية، قال السويدي «ان الشيخ زايد يؤيد اي مشروع تعاون اكبر بين دول المنطقة ذات السياسات والتقاليد المتناسقة».
وقال بارسنز ان بلاده (بريطانيا) تؤيد اي مشروع تقارب بين دول الخليج على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، معلنا انها في المجال الاخير ستقدم خبراتها واستشاراتها الى دول المنطقة عندما تطلب ذلك.
وتناول الحديث معاهدة كامب ديفيد، وقال الشيخ زايد ان على الاسرائيليين ومعهم المصريون ان يعرضوا على الفلسطينيين ما يرضيهم والا فلن يكون هناك سلام في المنطقة.
وشدد الشيخ زايد على ان القضية الفلسطينية مهمة لكل العرب وانه يجب وقف الدعم الاسرائيلي لسعد حداد في جنوب لبنان وعدم تأييد اي تقسيم للبنان الى دويلات طائفية لتصبح هناك دول دينية وفق الدولة الاسرائيلية.
ورفض الشيخ زايد ان تتم ازاحة السادات لمصلحة عودة شبيه لعبدالناصر او لاحد الثوريين الذين قد يتجهون الى تصدير الثورة الى دول عربية معتدلة.
وحذر الشيخ زايد من ان ازاحة السادات قد تؤدي في النهاية الى تولي الاخوان المسلمين السلطة وستواجه الدول الغربية واصدقاؤها في المنطقة دولة دينية اخرى.


الحلقة 24
أمير قطر
لا يخشى
حكم
الخميني
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-12-2010, 12:53 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

17/01/2010


القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979 (18) احتلال الحرم المكي في أول محرم 1400 هجري جهيمان يعلن أن القحطاني هو المهدي المنتظر


لندن - رائد الخمار:
اختار المسؤولون عن الأرشيف الوطني البريطاني الإفراج عن وثائق أحداث الحرم المكي في 20 نوفمبر 1979 (الأول من محرم 1400هـ) عندما قاد جهيمان العتيبي مجموعة من اتباعه يُقدر عددهم بحوالي 250 رجلاً ودخلوا المسجد الكبير في مكة وأغلقوا أبواب الحرم وأعلن جهيمان، عبر مكبر الصوت، ظهور «المهدي المنتظر»، وتبين لاحقاً أنه المواطن السعودي محمد القحطاني!

من الوثائق التي عثرت عليها «القبس» تبين ان التقارير التي أرسلت إلى الخارجية عبر السفارة في جدة كانت مشوشة وتنقل إشاعات عدة وروايات عدد من البريطانيين في جدة ومحيطها وروايات رُوجت في مصر وسُربت الى مراسل هيئة الاذاعة البريطانية بهدف التشويش على المملكة التي كانت حكومتها في ظل الملك خالد وولي عهده الأمير فهد على خلاف مع حكومة الرئيس أنور السادات بسبب ذيول الصلح مع اسرائيل.
واللافت للنظر أن المسؤولين عن الأرشيف افرجوا مع ملف أحداث الحرم المكي على وثيقة (6 صفحات) جمع مواجهات كل من جون باننيرمان وجون طاغيان من قسم الأبحاث في دائرة الشرق الأوسط في الخارجية وكلمة «سري» وتعبير «يوكي اي» وتاريخها أغسطس 1981 وتلخص، عبر الأبحاث التي تلت، ما جرى وتحلله.
وكانت تقارير السفارات البريطانية والأميركية والفرنسية تحدثت في البداية عن أن الايرانيين وراء احتلال الحرم المكي، ثم بدت اشاعات تتحدث عن مجموعات من المنطقة الشرقية للمملكة وراء الحادث، لكن شيئاً فشيئاً بدت الأمور تتضح عن أن المجموعة التي احتلت الحرم المكي سعودية ليتبين لاحقاً من دون تأكيد رسمي أن بعض الرعايا المصريين شاركوا في العملية.
وفي البند الثاني من التقويم البريطاني للعملية الارهابية اشارة الى أن اتجاهات الهجوم بدأت عبر انتماء المجموعة الى الجماعة السلفية التي تشكلت في المدينة في عام 1972 بدعم من الشيخ عبدالعزيز بن باز (..) الذي كان مسؤولاً عن «جامعة المدينة» التي تم تأسيسها في عام 1960 لنشر الدعوة والاشراف على تدريس الفقه لموازنة الدراسة في الأزهر ومن ثم لتعميم الفقه الاسلامي والارشاد.

أسلوب الحياة
وكانت غالبية المنضمين الى الجامعة من الطلاب السعوديين، كما انتسب اليها لاحقاً بعض أبناء الجاليات التي تعمل في السعودية. واتخذت الجامعة خطأ متشدداً جداً بتوجيهات من الشيخ عبدالعزيز بن باز ومساعديه المقربين.
وكان جهيمان انضم الى الجماعة السلفية في عام 1974، على رغم أنه كان طرد من الحرس الوطني بسبب تهريبه السلاح والمخدرات والكحول.. لكن بعد فترة تغيرت حياته وأصبح يحضر المحاضرات الدينية ويناقش العلماء في أصول الدين ويسأل عن الأصول والسيرة اثر تأثره بالاسلام المتشدد وعاش فترة في الرياض والمدينة.. لكن بعد مناقشات وخلافات في الرأي بينه وبين العلماء بسبب رغبته بانتقاد أسلوب الحياة في السعودية ومحاولته فرض نظرية رفض التحديث والتلفزيون وحتى مباريات كرة القدم. انشق جهيمان عن المجموعة وشكل فصيلاً مستقلاً مع بعض الأعضاء الذين ساروا على خطه، وبدأ يعقد ندوات ينتقد فيها كيفية ابتعاد قادة الاسلام عن الاسلام الصحيح حسب زعمه.. واتخذ المنشقون مقرا لهم في الصحراء وبدأوا يدعون للعودة الى الاصول ومحاولة فرضها بالقوة اذا استدعى الامر.

ظهور المهدي
وفي فترة (حوالي 1976) بدأ جهيمان ينتقل في ارجاء المملكة لنشر مبادئه «ويتعمق بدراسة الاسلام». وفي الرياض التقى محمد بن عبدالله القحطاني الذي كان يدرس القانون والفقه في جامعة الرياض، وكان بدأ يبدي اهتماما بما يعرف باسم ظهور «المهدي». وانجبذت افكار الجهيمان ومحمد وتعاونا بعدما ترك محمد الدراسة، قبل حصوله على درجته القانونية، ليساهم في نشاط الجمعية التي اسسها جهيمان.
وفي عام 1978، كما تفيد الوثيقة، بدأت السلطات السعودية تراقب اعضاء الجمعية ونشاطاتها واوقفت عددا من الناشطين فيها لكنه تم اطلاق سراحهم لاحقا اثر توصية من علماء رأوا ان ما ينادون به لا يتعارض مع اصول الدين.
ورغم منعهم من القيام بأي نشاط يماثل ما جرى قبل توقيفهم، واصلت المجموعة، خصوصا جهيمان، تجوالهم في انحاء المملكة لبث الدعوة وآرائهم المتطرفة.

فتوى المهدي المنتظر
ووفق البند الخامس من الوثيقة، انه خلال هذه الفترة، ظهرت فكرة تنصيب محمد بن عبدالله وكأنه المهدي المنتظر.
وتضمنت الوثيقة فتوى من الشيخ بن باز عن المهدي جاء فيها:
• تقول السائلة: هل صحيح ان المهدي المنتظر سيظهر ام انها بدعة؟ مع العلم انه لا يوجد بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزات، ارشدونا جزاكم الله عنا خيرا.
المهدي المنتظر صحيح وسيقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال وقرب نزول عيسى عند اختلاف يقع بين الناس عند موت خليفة، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات او تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الاحاديث الكثيرة.
{أما المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة فانه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد فاطمة رضي الله عنها واسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم: محمد وأبوه عبدالله، هذا حق وجاءت به الأحاديث الصحيحة وسيقع في آخر الزمان، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح للمسلمين من اقامة العدل ونشر الشريعة وازالة الظلم عن الناس.
{وجاء في الأحاديث أن «الأرض ستملأ عدلاً بعد أن ملئت جوراً في زمانه، وأنه يخرج عند وجود فتنة بين الناس واختلاف على اثر موت الخليفة القائم، فيبايعه أهل الايمان والعدل بما يظهر لهم فيه من الخير والاستقامة وأنه من بيت النبوة».

من هي المجموعة؟
وتشككت الوثيقة في ان جهيمان كان يؤمن بان محمد القحطاني هو المهدي وتساءلت ما اذا كان جهيمان «طوّر الفكرة» لمصلحة سياسية لكنه اقنع جماعته بها خصوصاً ان القحطاني من سلالة النبي كما ادعى. وكانت تفسيرات السلطات السعودية ان التعاليم التي طرحها جهيمان عن «المهدي» غير موثوق بدقتها واقل من تعاليم البخاري.
وجادلت الوثيقة في ان القليل عُرف عن اتباع جهيمان، وان المؤكد فقط هو «القحطاني وجهيمان». وقدر مسؤولون سعوديون ان عدد افراد المجموعة الذين شاركوا بحادث مكة هو 245 شخصاً، في حين اشارت الوثيقة الى معلومات تحدثت عما بين 220 و270 شخصاً. وقالت ان الغالبية من «طلاب الدين السعوديين وابناء القبائل كما كان بينهم 50 من غير السعوديين، وذكر انه كان بينهم مجموعة صغيرة من جماعة التكفير والهجرة المنبثقة عن الاخوان المسلمين».

ماذا جرى؟
وتحدثت انباء ان عماد الجماعة كان يتألف من جهيمان و20 من اتباعه المسيّسين، بينما كان الآخرون اقتنعوا ان محمدا هو المهدي وتبعوا ارشاداته.
وتروي الوثيقة ما جرى على الشكل الآتي:
كانت الخطة في البداية اعلان ظهور المهدي في موسم الحج لكن عدلت لاحقاً الى 20 نوفمبر لتتناسب مع بدء السنة الهجرية ويبدو ان قرار اقتحام المسجد اتخذ قبل اسبوعين فقط من الحادث.
واستأجرت المجموعة غرفتين في الطابق السفلي للمسجد الحرام (يتألف هذا الطابق من 250 غرفة يتم تأجيرها للصلاة والتعبد والتأمل).
وادخلت المجموعة في الايام الثلاثة قبل الحادث اسلحة وذخائر ومؤن الى الغرفتين وتبين ان من بين الاسلحة رشاشات كلاشنيكوف و22 بندقية حديثة و38 مسدساً وبعض البنادق القديمة التي كان يستخدمها رجال القبائل. وظهرت اشارات الى ان بعض موظفي المسجد ساعدوا في تهريب السلاح واخفائه. ونقل التقرير عن السلطات السعودية قولها «ان المؤن والذخائر كانت تكفي لصمود المجموعة ثلاثة شهور»، كما ظهرت تقارير عن ضبط مخازن اسلحة في مناطق قريبة من المسجد الحرام، وتم ضبط هذه الكميات من السلاح على ايدي فصيل خاص من الحرس الوطني.

العملية
واشار التقرير الى ان العملية وتوقيتها وما جرى في الدقائق الاولى لها غير واضحة، كما ان تسلسل الاحداث مبهم بعض الشيء بسبب التكتم الشديد للسعوديين، لكن ما يمكن اثباته ان اعضاء مجموعة جهيمان دخلوا مع مصلّي الفجر الذين يراوح عددهم عادة بين الفين وسبعين الفاً. ويبدو انه لم يتواجد في تلك الفترة غير 3 آلاف مصل في حين كان يُشرف على حراسة المسجد ما لا يزيد على 20 شخصاً غير مسلحين. وعند تلاوة السورة الاخيرة من صلاة الفجر (اشارة البدء بالهجوم) بدأ انصار «المهدي» يغلقون الابواب، واعلن جهيمان من مكبر الصوت يوجه انصاره المسلحين لاحتلال نقاط حساسة في المسجد والمآذن، وطلب من المصلين الاعتراف بالمدعو محمد القحطاني «المهدي المنتظر». واطلق النار على احد الحراس الذي حاول منعه من القيام بأي شيء وارداه قتيلاً.
وفي بداية الهجوم، استطاع بعض المصلين الهرب، لكن آخرين احتجزوا في الداخل بعد اغلاق الابواب.

اقتحام المسجد
ووفق ما جاء في البند العاشر من الوثيقة، لم يكن رد الأمن السعودي سريعاً، بل كان مشوشاً في غياب الاميرين فهد وعبدالله عن المملكة. ولأسباب مفهومة، تم التداول مع العلماء في شأن كيف ستتصرف قوات الأمن قبل ان يحاول عشرات من الحرس الوطني وغيرهم اقتحام المسجد لتحريره بالقوة.
وكان تم ابلاغ جهيمان و«المهدي» وجماعتهما بأنهم اذا استسلموا سيتم النظر بأمرهم وفق الشريعة بعد احتجازهم، وإلا ستتم محاربتهم كأمره تعالى: قاتلهم لكن ليس بالمسجد الحرام، إلا اذا قاتلوك هناك.
وتمت محاولة استعادة المسجد اولاً على يد افراد الحرس الوطني بالتعاون مع وحدات من الشرطة والقوات الخاصة والمباحث. وفشلت المحاولة، مع وقوع ضحايا عديدين في صفوف القوة التي استعانت بقوة مدرعة لفتح الابواب لكنها قوبلت بقوة نارية ضارية.ولأن المسجد محاط بارض مكشوفة كانت اي قوة تتقدم تتكبد خسائر كبيرة مما جعل الحرس الوطني يخسر 130 رجلاً ونحو 500 جريح ولم تُعرف خسائر القوات الاخرى التي اشتركت في الهجوم بسبب التكتم الشديد.

خطة جديدة
وافاد التقرير انه لم تجر اي محاولة منسقة الا عندما قادها الامير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات الذي اشرف على تنفيذ خطة منسقة شاركت فيها فصائل عدة من القوات المسلحة وبعدما تم نشر قوة قناصة من القوات الخاصة راحت تصطاد المسلحين في المسجد والمنائر عن بعد.
وبعد ذلك تم شن هجوم ثنائي شاركت فيه قوة من الحرس الوطني والقوات الخاصة وتم استخدام سلالم لاحتلال السطح ومن ثم الانطلاق الى الداخل في بدء عملية تنظيف المسجد من المسلحين المعتدين. وشهدت القوة المتقدمة مقاومة شرسة في الداخل خصوصاً في الملجأ حيث استخدم المسلحون قذائف ار بي جي وغيرها لوقف تقدم القوات السعودية. في الوقت نفسه كانت تتم دعوة المسلحين للاستسلام وجرت اكثر المحاولات كثافة لجعلهم يلقون السلاح بين 23 و25 نوفمبر لكن دون جدوى وتمت في النهاية السيطرة على الملجأ بين 26 و27 نوفمبر وبقيت بعض النقاط المقاومة المعزولة حتى الرابع من ديسمبر عندما اعلن القضاء على المسلحين او اعتقال من بقي منهم حياً.
واشارت الوثيقة الى انه تم اعتقال 102 من المسلحين بينهم جهيمان بينما كان المهدي قد قُتل نتيجة جروح اصيب بها.
وفي التاسع من يناير 1980 تم تنفيذ حكم الاعدام بـ63 من الموقوفين بعد محاكمتهم امام قضاة شرع بينما تم خفض الاعدام عن 19 مسلحاً الى فترة سجن طويلة واطلق سراح 38 منهم بينهم مجموعة نساء.

غياب التنسيق
ولم تتأكد مشاركة اي قوة غير سعودية في الهجوم على المسجد لتحريره من المسلحين على رغم الاشاعات التي تحدثت عن اشراك كوماندوس من فرنسا في العملية. وتم انتقاد عدم التنسيق بين الاجهزة السعودية وعدم معرفة ما جرى من تخطيط للعملية خصوصاً ان الأجهزة كانت تراقب المجموعة عن كثب. ورأى اطراف ان ما جرى هو بداية لعدم الاستقرار في السعودية.
واجرت السفارة البريطانية استطلاعاً لما جرى بين المقيمين البريطانيين في السعودية ووجهت اليهم خمسة اسئلة عما شهدوه وسمعوه ولخصت النتيجة بان 250 مسلحاً شاركوا في الاقتحام، وان 75 منهم قتلوا داخل الحرم المكي بينما تم اعتقال 170 كما قتل 60 من الامن السعودي وجرح 200 كما نقل مصدر بريطاني عن رجال امن سعوديين. وقُتل عدد من المواطنين السعوديين صدفة وخطأ داخل الحرم وخارجه.
وافاد عدد من «المراقبين» البريطانيين ان ما حدث في المنطقة الشرقية اواخر نوفمبر لا علاقة له على الاطلاق بما جرى في مكة. وجاء في تقرير منفصل عن السفارة ان الحكومة السعودية اكدت للديبلوماسيين الاجانب ان احداث مكة لن تؤخر على الاطلاق مشاريع التحديث التي تجري في المملكة او في سياستها الخارجية عبر الانفتاح على العالم لكن بعض الامراء شدد على ان الحكومة ستتعاطى بحزم مع الفساد المالي حيث وجد.

بي.بي.سي

على هامش الاحداث طلبت الحكومة البريطانية من مجلس امناء هيئة الاذاعة البريطانية توخي الحذر في التعامل مع ما يجري والانتباه لكل ما تذيعه، خصوصاً في غياب اي شفافية في نشر الانباء الصحيحة عما يجري. وجاء في تقرير كتبه دايفي هاناي من دائرة الشرق الاوسط في الخارجية «ان بي.بي.سي اكثر استماعاً وتأثيراً في الرأي العام في الشرق الاوسط، وكل ما تذيعه في هذا المجال يمكن تصديقه».
وتمنى المسؤولون في الخارجية على الهيئة عدم بث تقرير كان مراسل الهيئة في القاهرة يتحرى مصداقيته ويفيد نقلاً عن شاهد عيان مصري قوله «ان المسلحين الذين احتلوا الحرم المكي كانوا من رجال القبائل في المنطقة القريبة من الحدود مع اليمن».
وافاد التقرير انه تم «شم رائحة الاستخبارات المصرية في التقرير، خصوصاً ان الرئيس انور السادات كان يشن حملة على السعودية». في الوقت نفسه تم اتهام الهيئة بان تقارير عن الحادث وجهتها الى الاراضي الباكستانية ادت الى احداث شغب في اسلام اباد.
يُشار الى ان البرقية الاولى المفصلة، التي ارسلتها السفارة البريطانية في 21 نوفمبر عن الاحداث، نقلت صورة مغايرة للواقع واشارت الى ان الايرانيين هم الذين احتلوا المسجد الحرام. كما افادت البرقية التي حملت الرقم 51 الى ان محافظ مكة قُتل.
ونقلت البرقية عن مخبر ان المحتلين احتجزوا الاف الرهائن وطالبوا بوقف صادرات النفط الى الغرب.
وافادت انه يجري ارسال تعزيزات عسكرية الى مكة التي عُزلت عن باقي انحاء المملكة. وانه نقل كبار المسؤولين من جدة الى مكة بطائرات هليكوبتر.
وتحدثت البرقية عن عدم تنسيق في شأن التعامل مع الاحداث بين مختلف فروع الامن المحلي.
وشددت على انه لا خوف ان تنتقل احداث مكة الى خارجها او ان تجري في مدن اخرى حوادث مشابهة.
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
27-12-2010, 02:33 PM
ليوان المعارف
user_offline.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 328

icon1.gif

10/01/2010
القبس تنشر وثائق الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1979 ( 12 )
تحطيم الجيش قلل قدرات الحكومة

Pictures%5C2010%5C01%5C10%5C5ce279ce-8ad7-48db-831a-33bc2680403d_main.jpg



• قوات من {مجاهدي خلق} الايرانية في العراق
• قوات من {مجاهدي خلق} الايرانية في العراق
لندن - رائد الخمار:
بدت حكومة مهدي بازركان وكأنها لا تتمتع بالثقة الكاملة للخميني او لمجموعة المستشارين والمقربين من الامام العائد. وكانت القرارات الاولى التي اصدرتها مشوشة ومتضاربة وغير فعالة، خصوصاً مع سيطرة افرقاء من مختلف الاتجاهات على مناطق متفرقة من العاصمة والمدن الاخرى، وعلى الادارات المختلفة في ظل توزع القوى وتسلحها «حتى الاسنان»، وفي غياب ادارة مركزية فاعلة تستطيع التحكم في البلاد.
قال السفير البريطاني في طهران جان غراهام، في برقية إلى الخارجية حملت الرقم 462 وتاريخ 22 فبراير، ووردت ضمن وثائق افرج عنها الارشيف الوطني نهاية العام الماضي: «ان هزيمة القوات المسلحة للشاه على ايدي الثوريين في معارك جرت بين 9 و12فبراير ادت إلى غياب اي سلطة موحدة قادرة على فرض القانون والنظام يمكن ان تعتمد عليها الحكومة لتأمين مسيرة الدولة».

إعدام الجنرالات

وجاء تحطيم القوات المسلحة، الذي لم يكن مخططاً ولا يرضي اي طرف من قادة المعارضة غير المتطرفين، وسط انباء سرت عن قرب توقيع اتفاق بين بختيار وبازركان للحفاظ على الجيش وحدة متكاملة لجعله اداة وحدة للنظام بعد تغيير قياداته، الا ان معارك العاصمة وبعض المناطق ادت إلى الغاء الاتفاق واعتباره غير ساري المفعول.
وتم حتى الآن اعدام ثمانية من كبار الجنرالات، في حين تجري محاكمات صورية لآخرين تمهيداً لتصفيتهم وسط اشارات عن تعديلات جذرية للقوات المسلحة.
وكان كبار الضباط اعتبروا ان مسؤولية فرط الجيش تعود إلى انعدام الرغبة لدى بعض الضباط في اتخاذ قرارات، خصوصاً ان القيادة لم تدفع العدد الكافي من الجنود لحسم معارك الايام الثلاثة (9 – 12 فبراير) ما انهى هيبة الجيش وتركه فريسة للغوغاء والمتطرفين وجعل سيطرة هؤلاء على ثكنات طهران سهلة ثم لحقها سقوط الثكنات في المناطق المختلفة.

جيش عقائدي

وكانت حكومة بازركان اختارت، وبتوجيه من الخميني، الجنرال ولي الله قرني رئيساً لاركان الجيش بعدما استدعته من التقاعد لاعادة بناء الجيش في خدمة الدولة الاسلامية اثر تقربه من الخميني وزيارته له في باريس قبيل عودة الامام من المنفى.
وكان القرني مسؤولاً في عام 1958 عن استخبارات الجيش لكنه اقيل بعد محاكمته بتهمة العمل السياسي الذي كان محظوراً على الضباط في عهد الشاه.
وقال القرني، في 20 فبراير، ان 50 في المائة من افراد القوات المسلحة عادوا إلى الثكنات، لكنه لم يُشر إلى رتب هؤلاء، كما ان النسبة اقل بكثير في ثكنات العاصمة.
ويبدو ان الخميني اتخذ قراره بتصفية كبار الضباط وبناء جيش عقائدي اسلامي، واعلن في السابع عشر من فبراير ان على الجنرالات الذين يحملون نجمتين وما فوق الاستقالة.. كما تم توقيف 60 ضابطاً كبيراً في القوات المسلحة، وفي القوات الجوية، التي اعلنت ولاءها للنظام اولاً، تم توقيف او طرد 30 جنرالاً.
وعلى الرغم من ان الحكومة، عينت بعد تشكيلها، ضباطاً لقيادة المناطق، فان نصف هؤلاء طردوا بعدما سقطوا في امتحان الولاء للثورة!
ولاحظ السفير ان في ايران عددا كبيرا من الجنود والمعدات تحت سلطة حكومة بازركان التي لا تستطيع استخدامهم في فرض القانون، او ان يقبل الرأي العام هذه المسألة.
واذا حاول بازركان استخدام بقايا الجيش لفرض سلطته، سيتعرض لهجمات اكبر من مجاهدي خلق، وذراعهم العسكرية «شريكة».
ولاحظ السفير ان ما قاله رئيس الاركان الجديد عن «اعادة هيكلة» الجيش و«اعادة النظر بالاستعانة بالخبراء الاجانب» يدخل في اطار التعاطي بحذر مع القوات المسلحة.
واشار الى ان الوضع ليس افضل في البحرية وقاعدة بندر عباس وقيادة الطيران التي فقدت مركز توجيهاتها وقدرات التدريب والتوجيه، رغم ان بعض الطائرات استخدم اثناء وصول طائرة عرفات، لكن على مسؤولية الطيارين الشخصية.

لجان ثورية

ويبدو ان لجانا ثورية شكلت في القواعد البحرية والجوية لادارة الشؤون اليومية بانتظار ان تبت السلطات الجديدة بالامر، وتعيد قادة قواعد موالين للثورة. وسيعني ذلك ان فرض القانون وتطبيقه سيبقى في ايدي المتطوعين الهواة من دون رابط مركزي بينهم.
وروى قصصا تناولت السرقات من الاغنياء وتوزيع المسروقات على الشعب، او بيعها لمصلحة المساجد وحتى الافراد.

الاكثر تنظيما ودموية

ومع كل ما يجري في ايران تبقى منظمتا مجاهدي خلق و«الشريكة» الاكثر تنظيما وانضباطا ودموية. ولا يعتزم المنضمون الى التنظيمين تسليم اسلحتهم الثقيلة والخفيفة حتى تتم تسوية سياسية «تنصفهم» كما يقولون.
وكانت اللجنة الثورية المعاونة للخميني احتوت المجاهدين، وسمحت لهم بالاحتفاظ بالسلاح مؤقتا. ويبدو ان هؤلاء مع منظمة «هومافارز» في القوات الجوية يعملون كحرس للثورة ومليشيا لتنفيذ اهدافها مثل حراسة رئاسة الوزراء والتفتيش عن المشبوهين والتحقيق مع الشركات التي استغلت عهد الشاه لتحقيق مكاسب غير مشروعة كما يقولون.
وكان فصيل من «مجاهدي خلق» يحرس السفارة الاميركية، ويبعد اي طرف عنها، لكن تم بأوامر عليا استبدال هؤلاء بفصيل من القوى الجوية الاكثر ولاء لرجال الدين.
وكانت «الشريكة» اعلنت انها لن تسلم اسلحتها الا الى جيش وطني وبعد تسوية مرضية.
وكانت لجنة برئاسة ابو الحسن بني صدر شكلت لتأسيس حرس للثورة الاسلامية، يتسلم كل الاسلحة من مختلف الفصائل التي استولت عليها من النظام السابق.
وكان رئيس الاركان ولي الله القرني اعلن ان القوات المسلحة السابقة حلت، وانه يجري حاليا تشكيل جيش جديد يحمي مصالح الايرانيين. كما اعلن ان المعدات، التي حصل عليها الجيش من دول غربية، لن تسقط في ايدي اطراف خارجية اخرى. كما سيتم تشكيل حرس وطني من جميع من قاتلوا لانتصار الثورة.
وكان امير انتظام، احد مساعدي خميني، قال للسفارة البريطانية «ان العمل يجري لتشكيل حرس ثوري موال جدا لا يضم الا الاسلاميين».
وبدا ان بازركان يتلقى طلبات متضاربة من مختلف الفصائل التي شاركت في الانقلاب على الشاه ما يجعله عاجزا عن تنفيذ جميع الطلبات بسبب تضارب بعضها مع بعض.
واقترحت الجبهة الوطنية بقيادة كريم سنجابي تشكيل مليشيا وطنية واعادة تشكيل جيش مستقل عنها وفق معايير تقليدية بعيدا عن التنظيمات السياسية، ويخضع مباشرة لرئيس الحكومة.
وقال السفير في ملحق لبرقيته انه تم طرد الكولونيل تافاكولي، منسق شؤون الامن، في اللجنة الامنية التابعة للخميني، بعدما تحدث عما يجري علانية.

المطار والمصانع

كان اعلن في الثاني والعشرين من فبراير عن اعادة فتح مطار طهران بعد يومين امام الرحلات الدولية الاجنبية على الرغم من ان الموظفين فيه، وفي مختلف المصانع والمصالح لم يعودوا الى مكاتبهم بسبب الوضع الامني، وقلة المواصلات الناتجة عن قلة توزيع المحروقات.
واشار السفير في برقية لاحقة إلى ان اللجان الثورية التابعة لخميني مباشرة، احتجزت بعض الخبراء البريطانيين الذين كانوا يدربون القوات الجوية للتحقيق في نشاطاتهم.
وفي برقية مباشرة الى رئاسة الحكومة البريطانية، قال السفير غراهام في 23 فبراير «يبدو ان الخميني حسم الجولة الاولى في الصراع على السلطة مع مختلف الاطراف التي شاركت في الانتفاضة ضد الشاه».
ونقلت البرقية عن بازركان قوله في مقابلة مع مجلة نيوزويك الاميركية ستنشر لاحقا، ان حزب «تودة» الشيوعي سيبقى محظورا في ايران «لأننا دولة اسلامية لا نؤمن بالشيوعية».
وتوقع السفير انه «في الفترة القصيرة المقبلة ستشهد ايران حملة تصفيات بين مختلف الفصائل التي بدأت تستعد لحملة السيطرة على مقدرات الامور»، واشار الى ان «الشريكة» اتخذت مركزا للسافاك مقرا اساسيا لها، وبدأت تدرب الانصار على السلاح، وتجند استعدادا للمعركة المقبلة التي ستقع قريبا.
وبدا ان الهدف الاول للحكم الجديد الاسراع باعادة الحركة الى الاقتصاد، وجعل الناس يشعرون بان الفوضى انتهت، ومن ثم بدء تشكيل جيش جديد وادارة جديدة، ومن ثم الاعداد لاستفتاء عام لتغيير هوية ايران وجعلها جمهورية اسلامية.

الحلقة المقبلة:
الاستفتاء والاعداد لاحتلال السفارة الاميركية


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
14-01-2011, 03:54 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,937

icon1.gif

القبس تنشر وثائق من الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1978 - الحلقة الثالثة المستثمرون في البورصة «أحرقت الخسائر أصابعهم» والشركات تسعى للحصول على سيولة من دون جدوى كتب رائد الخمار :

لندن ـــ رائد الخمار:
على مدى عقود استقلال الكويت عن بريطانيا لا يخلو تقرير دبلوماسي ترسله السفارة البريطانية في الكويت من اي اشارة على حجم او نوعية تجارة الكويت مع الدول الخارجية في حين يركز التقرير السنوي للسفير المعتمد في الكويت على اتجاهات التجار وحركة انسياب البضائع الى السوق الكويتية ومصدرها ومقارنة مع حجم البضائع التي تصدرها بريطانيا الى الكويت او حجم الصادرات الكويتية (نفط ومشتقات) الى بريطانيا.
وفي الجزء الثاني من تقرير السفير كمبريدج عن الوضع في الكويت عام 1977 اشارة واضحة الى ان الكويت، وعلى رغم انضمامها الى مجموعة عدم الانحياز الا ان قلبها لا يزال مع الغرب!

انفتاح على الشرق
وفي التقرير حمل الرمز «ان بي كي 014 ـــ 1» وعبارة سري والعنوان «الكويت: التقرير السنوي عن عام 1977» وتاريخ الاول من يناير 1978 اشارة الى ان العلاقات الاقتصادية للكويت لا تزال غربية في مجملها وان اليابان بدأت تنال حصة كبيرة من السوق الكويتية وسوق التكنولوجيا.
الا ان السفير لاحظ ان الكويتيين هم «الاكثر انفتاحاً على دول الكتلة الشرقية (الشيوعية) من اشقائهم الخليجيين. كما ان الكويت بدأت تتجه الى الصين وهي بنت علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي والصين خلافاً لنصائح الشركاء الغربيين.
وشدد على ان صفقة الصواريخ التي اشترتها الكويت من الاتحاد السوفيتي قد يساعد موسكو في زيادة اختراقها الامن الخليجي مما يعني تهديداً للامن الكويتي.
ولم يشرح السفير كيف ومن اين يأتي هذا الخطر وما اذا كان المقصود الخطر العراقي او الايراني! لكنه اشار الى الاتجاه في الكويت الى بناء علاقات متوازنة مع الشرق والغرب.

خسائر البورصة والعقار
واشار السفير الى ان سنة 1977 لم تكن «جيدة ومثمرة» للاقتصاد الكويتي خصوصاً مع انهيار اسعار الاسهم والعقار منذ الربع الاخير لعام 1976 حتى ان عدداً كبيراً من المستثمرين خسروا الكثير في السوق او «احترقت اصابعهم» في التداول كما ان بعض الشركات كانت تسعى للحصول على سيولة كبيرة من المصارف من دون جدوى.
وشدد التقرير نقلاً عن مسؤولين في البنك المركزي ان المصارف حصنت نفسها مقابل خسائر المستثمرين في البورصة والعقار ولا ادلة على ان اي مصرف كويتي يعاني ازمة او معرض للافلاس.

التجارة
ولاحظ السفير ان الحكومة لا تعمل الكثير لمساعدة حركة التجارة وهي لم تسع الى حل ازمة السيولة في البلاد بعد انحسار الاقراض. ووجد التجار انفسهم عرضة لخسائر جسيمة خصوصاً مع تكدس البضائع وعدم تصريفها في وقت بدأت دول في الخليج تسعى الى تحسين قدراتها في مجالات الشحن البحري والتجارة.
ولاحظ التقرير ان المصارف لم تساعد في تأمين سيولة كافية في وقت الركود على رغم الحاح من ولي العهد والتجار والبنك المركزي وكل ما قدمته من مساعدات خلال الركود هو اعادة تدوير القروض وخفض الفوائد للتجار المعوزين.
واشار الى ان الحكومة تدرس تأسيس هيئة او شركة حكومية لمساعدة المستثمرين في البورصة وتعويضهم.

صندوق الأجيال القادمة
وعلى رغم «الفقر النسبي» في الكويت لم يظهر ان في الدولة عجز مالي فقد اظهرت الموازنة العامة فائضاً كبيراً ومن اصل موازنة بقيمة 1،7 مليار دينار يُتوقع ان يُحقق الفائض السنة نحو 600 مليون دينار في السنة المالية 1977 – 1978. واعتباراً من السنة المالية الجارية سيتم حسم 10 في المائة من الدخل النفطي لبناء صندوق الاجيال القادمة الذي لن يتم استخدام المبالغ فيه في الانفاق الحكومي بل للاستثمار وبناء مخزون مالي للانفاق منه بعد انتهاء عهد النفط.

النفط
ورحبت الكويت بقرار السعودية والامارات رفع اسعار خاماتهما الى مستوى خامات «اوبك». وكانت الحكومة الكويتية تخشى ان تؤدي اي ازمة الى انقسام «اوبك» وتفسخها «بسبب محاولات السيطرة على قراراتها» كما يقول المسؤولون الكويتيون.
وكانت الكويت عملت جاهدة نهاية سنة 1977 لصيانة وحدة المنظمة واقرار زيادة سعرية متواضعة، لكنها تجاوبت مع رغبات السعوديين والايرانيين واعطت موافقتها على تجميد اسعار الخام في اجتماع المنظمة في كاراكاس.
وكانت الكويت عانت من جراء انخفاض اسعار الخام في الربع الاول من عام 1977 لكن اجتماع كاراكاس اعاد التأكيد على وحدة «اوبك» في التعامل مع الاسعار والاسواق الدولية التي تعاني الركود.
ولاحظ السفير ان الحكومة الكويتية اعطت مكافأة للشركات التي حافظت على تنفيذ عقودها بمنحها حسماً بلغ عشرة سنتات عن كل برميل تشجيعاً وهي تأمل ان تصل صادراتها الى المستهدف البالغ مليوني برميل يومياً.

غياب المجلس
ولاحظ السفير انه في غياب مجلس الامة لا يمكن الحصول على الارقام الاكيدة عن فوائض الموازنة والاحتياط والارقام التي كان على الحكومة عرضها على مجلس الامة.
لكنه قال ان الفائض العام بدأ يتجاوز نحو 4 مليارات استرليني لكن يبدو ان الحكومة بدأت تتلكأ في منح مساعدات للدول المحتاجة بحجة ان اسعار النفط متدنية.
وفي جانب الواردات بلغت قيمتها في عام 1977 نحو ملياري استرليني وزادات الصادرات البريطانية الى الكويت بنحو 70 في المائة من بينها الصادرات العسكرية. «وحافظنا على المركز الرابع في التصدير الى الكويت بعد اليابان والولايات المتحدة وألمانيا».
ويبدو ان المصدرين البريطانيين عادوا الى الاهتمام بالسوق الكويتية وجرى انعقاد 18 معرضاً للصناعات البريطانية في الكويت واصبح لنحو 100 شركة بريطانية ممثلون مقيمون في الكويت مقارنة مع ثلاثة في عام 1975.

التسلح
وتواصل الكويت بناء قواتها العسكرية على الاقل لحصول على وقف اي عدوان حتى تتمكن الدول الصديقة من مساعدتها لكن المشكلة تتمثل في قلة عدد المجندين والتدريب والنقل.
ولا تزال بريطانيا المصدر الاول للتسلح الكويتي وحنى لتأمين المدربين للجيش الكويتي.
ولخص السفير اهم ما جرى في عام 1977 على الشكل الآتي:
في يناير أوقفت مجلة الطليعة لانتقادها للحكومة. وفي فبراير زيارة كل من نائب رئيس وزراء كوريا الشمالية ونائب الرئيس السوداني ورئيس وزراء ماليزيا وفي مارس عودة الامير من زيارة خاصة للعلاج الى بريطانيا. وفي ابريل زيارتان مصريتان ولنائب رئيس الحكومة ولمفوض السوق الاوروبية المشتركة كلود شيسون.
وفي مايو زيارة الشيخ سعد العبدالله الى بريطانيا لاجراء محادثات تسلح.
وفي يونيو خطف طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط الى الكويت لكن لم يصب احد من الركاب وتبين ان الخاطف لبناني.
وبين يونيو ويوليو زيارة للشيخ سعد الى العراق واجراء محادثات انتهت بالفشل ايضاَ في شأن الحدود والامن.
وفي يوليو خطف فلسطينون طائرة كويتية في رحلتها من بيروت الى الكويت وتم الافراج عن ركابها بعد 24 ساعة في مطار الكويت اثر دفع فدية واطلاق موقوفين.
وفي 14 اغسطس قرر النائب العام الافراج عن خاطف الطائرة اللبنانية الى الكويت من دون معرفة اسباب الخطف او الافراج.
وفي الثالث من اكتوبر 1977 تم خطف ثالث طائرة الى الكويت وكانت هذه المرة يابانية وخطفها الجيش الاحمر. ومن ثم غادرت الطائرة الى دمشق في اليوم التالي.
وفي نوفمبر زار وزير الخارجية الشيخ صباح العراق في مهمة شبيهة بمهمة الشيخ سعد لكن من دون جدوى ايضاً
وفي ديسمبر زار الرئيس السوري حافظ الاسد الكويت كما زارها ايضاً الملك حسين.
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
1, 03:37 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

القبس تنشر وثائق من الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1978 - الحلقة الرابعة السفارة البريطانية في الكويت توقعت معارضة جابر العلي

Pictures%5C2009%5C01%5C04%5C5c9b451a-c4b6-469d-8319-c96c2e85d960_main.jpg
موكب تشييع جثمان الشيخ صباح السالم
لندن - رائد الخمار:
اظهرت وثائق بريطانية، افرج عنها الارشيف الوطني في لندن نهاية العام الماضي، وحصلت «القبس» على المئات منها، حجم حركة البرقيات المتبادلة بين السفارة البريطانية في الكويت ووزارة الخارجية للتعزية بوفاة الامير الشيخ صباح السالم الصباح.
وعلى غير عادة، تم ابلاغ الملكة اليزابيث الثانية بالنبأ عبر سكرتيرها الخاص الذي ابلغته بضرورة توجيه برقية تعزية باسمها فوراً الى العائلة الحاكمة في الكويت والى الشعب الكويتي.
وجاء في برقية الملكة، التي حُفظت كوثيقة تحت الرقم 311200 زد، وبتاريخ 31 – 12 - 1977 «تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة سمو الشيخ صباح، ارجو من سمو الامير والشعب الكويتي قبول تعازيّ الحارة». التوقيع «اليزابيث الثانية».
كما وجه رئيس الوزراء جيمس كالاهان برقية الى الامير الجديد الشيخ جابر الاحمد حملت الرمز 3112007 زد، وتاريخ 31 – 12 – 1977 جاء فيها:
«تلقيت بأسف وحزن نبأ وفاة سمو الشيخ صباح. ارسل اليكم احر تعازيّ بوفاة صديق كبير وقديم. ان صداقتنا تعود الى اكثر من ثلاثين عاماً، وتابعت باعجاب الدور القيادي للشيخ صباح خلال مسيرة استقلال الكويت وبعدها ومن ثم دوره في تنمية الكويت، لن يفقده الشعب الكويتي والعالم العربي وحده، بل ايضاً في بريطانيا».
التوقيع جيمس كالاهان.
وتلقى وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد لاحقاً برقية من زميله البريطاني ديفيد اوين.

دور الشيخ جابر العلي
ومع برقيات التعزية عثرت «القبس» على وثيقة تحدثت عن الهدوء في الكويت والحياة العادية فيها، في ظل تغيير السلطة وخلافاً لما كان سائداً في العالم العربي.
جاء في البرقية التي حملت الرقم 410 وتوقيع السفير كامبريدج وطلب ارسال نسخة عنها الى رئيس الوزراء البريطاني:
1 - ان وفاة الامير الشيخ صباح السالم، لم تكن مفاجأة لاحد، جاءت بعد معاناة طويلة من المرض كما ان تولي الامير الجديد الشيخ جابر الاحمد السلطة حدث طبيعي، اذ تم تحضيره لذلك منذ 1965.
2 - ان الكويت تلقت النبأ بهدوء والحياة تسير طبيعية خصوصاً مع دفن الامير وتولي الامير الجديد الحكم. وتم نشر بعض وحدات من الحرس الوطني والشرطة في بعض المناطق الحساسة تحسباً.
3 – أتوقع ان يبقي الامير الجديد قبضته القوية على السلطة وألا يكون رئيساً رمزياً للدولة فقط. وانه نشط ،لكنه لا يتمتع بالولاء الكامل بين اعضاء الاسرة وسيكون اسلوبه شخصياً اكثر من سلفه، ويتعلم بسرعة لكنه قد يواجه محاولات معارضة على قرارات قد يتخذها خصوصاً من الشيخ جابر العلي، وهو سيكون قادراً على السيطرة عليها.
4 – لن تستقر السلطة حتى يعين ولياً للعهد ورئيساً للحكومة لخلافته في المنصب بعد اسابيع. سير الاعمال الحكومية سيبقى كالعادة، وكل ما يحتاج توقيع رئيس الحكومة سيتولاه نائب رئيس الوزراء الشيخ جابر العلي الذي سيكون رئيس حكومة بالوكالة.
وخلت البرقية من اي توقعات عمن سيكون ولياً للعهد ورئيساً للحكومة، خلفاً للامير الجديد. ولم تُشر الى امكان تولي الشيخ سعد المنصب.

التعزية
وتم تبادل برقيات عدة بين السفارة ووزارة الخارجية في لندن عما اذا كان يجب على الملكة ان تتمثل في مأتم الشيخ صباح، وما اذا كان يجب ارسال اكليل زهور باسمها، لكن السفارة ابلغت لندن ان الدفن جرى وفق العادات المتبعة وهي مسألة خاصة بالعائلة فقط، وان الامير الجديد سيتلقى التعازي في اليوم التالي (مطلع السنة) بالامير الراحل من اعضاء السلك الدبلوماسي.
في المقابل فتحت السفارة الكويتية في لندن ابوابها للمعزين بوفاة الامير وافردت كتاباً ليكتب المعزون ما يريدونه عن الامير الراحل. وافاد تقرير من لندن الى السفارة في الكويت «ان التعزية في السفارة الكويتية ستبقى بين مطلع السنة والخامس من يناير.
واشار التقرير الى انه من المتوقع ان يزور وزير في وزارة الخارجية مقر السفارة لتوقيع كتاب التعزية نيابة عن وزير الخارجية.
كما ان رئيس الوزراء ارسل كتاب تعزية الى السفير الكويتي في لندن الشيخ سالم الصباح ليعزيه بوفاة والده الامير السابق.
وكان الشيخ صباح الاحمد وجه برقية شكر الى وزارة الخارجية البريطانية، باسمه وباسم العائلة والشعب الكويتي،
وفي الرابع من يناير تلقت الخارجية البريطانية برقية من السفير كامبريدج يسأل فيها عما اذا كان في خطط رئيس الحكومة جيمس كالاهان التوقف في الكويت اثناء عودته من جولة آسيوية للتعزية بوفاة الامير وتهنئة الامير الجديد «نظراً للعلاقات الخاصة التي تربط بريطانيا مع الكويت والمصالح المشتركة بين البلدين» كما جاء في البرقية.
ولاحظ السفير ان الزيارة قد لا تستغرق اكثر من ساعات عدة، اذا تعاون الكويتيون، وانها قد تكون مفيدة خصوصاً ان عدداً من الزعماء العرب والمسلمين حضروا للتعزية لكن لا نعلم باي اتجاه لزعيم دولة غربية للقيام بذلك ومن الافضل ان نقود الامور في هذا المجال.

ترتيب الزيارة
وضمت الوثائق اجوبة من الامير الجديد الى كل من الملكة ورئيس الحكومة البريطانية. وابلغ القيمون على الديوان الاميري ان الجوابين اللذين سلما الى السفارة البريطانية في الكويت هما اول جوابين من الامير الجديد لزعيم دولة اجنبية.
وفي الرابع من يناير ايضاً تلقى السفير كامبريدج رسالة / برقية من رئاسة الحكومة تطلب منه تسليمها الى الشيخ جابر «الحاكم الجديد» للكويت (كما ورد في البرقية) التي جاء فيها:
«مع تسلمكم الحكم، ونيابة عن الشعب البريطاني، ارجو قبول تهاني القلبية وتمنياتي لكم بحكم مديد وازدهار للشعب الكويتي.
انني اتطلع لاستمرار العلاقات الجيدة بين بلدينا ولتقدمها في مجالات عدة. كما اتمنى ان تستمر علاقات الصداقة، التي بنيتها مع ابن عمكم، وان اكملها معكم ايضاً. ان تجربتكم كولي عهد ورئيس وزراء مهمة جداً وصداقتنا ستكون مفيدة للشعبين البريطاني والكويتي، وانا اتطلع للقاء معكم في وقت قريب. ارجو ابلاغي باي نية لديكم لزيارة لندن، حتى زيارة خاصة، لارتب لاستقبالكم في اقرب فرصة».


القبس
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
1, 03:37 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

القبس تنشر وثائق من الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1978 - الحلقة الرابعة السفارة البريطانية في الكويت توقعت معارضة جابر العلي

Pictures%5C2009%5C01%5C04%5C5c9b451a-c4b6-469d-8319-c96c2e85d960_main.jpg
موكب تشييع جثمان الشيخ صباح السالم
لندن - رائد الخمار:
اظهرت وثائق بريطانية، افرج عنها الارشيف الوطني في لندن نهاية العام الماضي، وحصلت «القبس» على المئات منها، حجم حركة البرقيات المتبادلة بين السفارة البريطانية في الكويت ووزارة الخارجية للتعزية بوفاة الامير الشيخ صباح السالم الصباح.
وعلى غير عادة، تم ابلاغ الملكة اليزابيث الثانية بالنبأ عبر سكرتيرها الخاص الذي ابلغته بضرورة توجيه برقية تعزية باسمها فوراً الى العائلة الحاكمة في الكويت والى الشعب الكويتي.
وجاء في برقية الملكة، التي حُفظت كوثيقة تحت الرقم 311200 زد، وبتاريخ 31 – 12 - 1977 «تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة سمو الشيخ صباح، ارجو من سمو الامير والشعب الكويتي قبول تعازيّ الحارة». التوقيع «اليزابيث الثانية».
كما وجه رئيس الوزراء جيمس كالاهان برقية الى الامير الجديد الشيخ جابر الاحمد حملت الرمز 3112007 زد، وتاريخ 31 – 12 – 1977 جاء فيها:
«تلقيت بأسف وحزن نبأ وفاة سمو الشيخ صباح. ارسل اليكم احر تعازيّ بوفاة صديق كبير وقديم. ان صداقتنا تعود الى اكثر من ثلاثين عاماً، وتابعت باعجاب الدور القيادي للشيخ صباح خلال مسيرة استقلال الكويت وبعدها ومن ثم دوره في تنمية الكويت، لن يفقده الشعب الكويتي والعالم العربي وحده، بل ايضاً في بريطانيا».
التوقيع جيمس كالاهان.
وتلقى وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد لاحقاً برقية من زميله البريطاني ديفيد اوين.

دور الشيخ جابر العلي
ومع برقيات التعزية عثرت «القبس» على وثيقة تحدثت عن الهدوء في الكويت والحياة العادية فيها، في ظل تغيير السلطة وخلافاً لما كان سائداً في العالم العربي.
جاء في البرقية التي حملت الرقم 410 وتوقيع السفير كامبريدج وطلب ارسال نسخة عنها الى رئيس الوزراء البريطاني:
1 - ان وفاة الامير الشيخ صباح السالم، لم تكن مفاجأة لاحد، جاءت بعد معاناة طويلة من المرض كما ان تولي الامير الجديد الشيخ جابر الاحمد السلطة حدث طبيعي، اذ تم تحضيره لذلك منذ 1965.
2 - ان الكويت تلقت النبأ بهدوء والحياة تسير طبيعية خصوصاً مع دفن الامير وتولي الامير الجديد الحكم. وتم نشر بعض وحدات من الحرس الوطني والشرطة في بعض المناطق الحساسة تحسباً.
3 – أتوقع ان يبقي الامير الجديد قبضته القوية على السلطة وألا يكون رئيساً رمزياً للدولة فقط. وانه نشط ،لكنه لا يتمتع بالولاء الكامل بين اعضاء الاسرة وسيكون اسلوبه شخصياً اكثر من سلفه، ويتعلم بسرعة لكنه قد يواجه محاولات معارضة على قرارات قد يتخذها خصوصاً من الشيخ جابر العلي، وهو سيكون قادراً على السيطرة عليها.
4 – لن تستقر السلطة حتى يعين ولياً للعهد ورئيساً للحكومة لخلافته في المنصب بعد اسابيع. سير الاعمال الحكومية سيبقى كالعادة، وكل ما يحتاج توقيع رئيس الحكومة سيتولاه نائب رئيس الوزراء الشيخ جابر العلي الذي سيكون رئيس حكومة بالوكالة.
وخلت البرقية من اي توقعات عمن سيكون ولياً للعهد ورئيساً للحكومة، خلفاً للامير الجديد. ولم تُشر الى امكان تولي الشيخ سعد المنصب.

التعزية
وتم تبادل برقيات عدة بين السفارة ووزارة الخارجية في لندن عما اذا كان يجب على الملكة ان تتمثل في مأتم الشيخ صباح، وما اذا كان يجب ارسال اكليل زهور باسمها، لكن السفارة ابلغت لندن ان الدفن جرى وفق العادات المتبعة وهي مسألة خاصة بالعائلة فقط، وان الامير الجديد سيتلقى التعازي في اليوم التالي (مطلع السنة) بالامير الراحل من اعضاء السلك الدبلوماسي.
في المقابل فتحت السفارة الكويتية في لندن ابوابها للمعزين بوفاة الامير وافردت كتاباً ليكتب المعزون ما يريدونه عن الامير الراحل. وافاد تقرير من لندن الى السفارة في الكويت «ان التعزية في السفارة الكويتية ستبقى بين مطلع السنة والخامس من يناير.
واشار التقرير الى انه من المتوقع ان يزور وزير في وزارة الخارجية مقر السفارة لتوقيع كتاب التعزية نيابة عن وزير الخارجية.
كما ان رئيس الوزراء ارسل كتاب تعزية الى السفير الكويتي في لندن الشيخ سالم الصباح ليعزيه بوفاة والده الامير السابق.
وكان الشيخ صباح الاحمد وجه برقية شكر الى وزارة الخارجية البريطانية، باسمه وباسم العائلة والشعب الكويتي،
وفي الرابع من يناير تلقت الخارجية البريطانية برقية من السفير كامبريدج يسأل فيها عما اذا كان في خطط رئيس الحكومة جيمس كالاهان التوقف في الكويت اثناء عودته من جولة آسيوية للتعزية بوفاة الامير وتهنئة الامير الجديد «نظراً للعلاقات الخاصة التي تربط بريطانيا مع الكويت والمصالح المشتركة بين البلدين» كما جاء في البرقية.
ولاحظ السفير ان الزيارة قد لا تستغرق اكثر من ساعات عدة، اذا تعاون الكويتيون، وانها قد تكون مفيدة خصوصاً ان عدداً من الزعماء العرب والمسلمين حضروا للتعزية لكن لا نعلم باي اتجاه لزعيم دولة غربية للقيام بذلك ومن الافضل ان نقود الامور في هذا المجال.

ترتيب الزيارة
وضمت الوثائق اجوبة من الامير الجديد الى كل من الملكة ورئيس الحكومة البريطانية. وابلغ القيمون على الديوان الاميري ان الجوابين اللذين سلما الى السفارة البريطانية في الكويت هما اول جوابين من الامير الجديد لزعيم دولة اجنبية.
وفي الرابع من يناير ايضاً تلقى السفير كامبريدج رسالة / برقية من رئاسة الحكومة تطلب منه تسليمها الى الشيخ جابر «الحاكم الجديد» للكويت (كما ورد في البرقية) التي جاء فيها:
«مع تسلمكم الحكم، ونيابة عن الشعب البريطاني، ارجو قبول تهاني القلبية وتمنياتي لكم بحكم مديد وازدهار للشعب الكويتي.
انني اتطلع لاستمرار العلاقات الجيدة بين بلدينا ولتقدمها في مجالات عدة. كما اتمنى ان تستمر علاقات الصداقة، التي بنيتها مع ابن عمكم، وان اكملها معكم ايضاً. ان تجربتكم كولي عهد ورئيس وزراء مهمة جداً وصداقتنا ستكون مفيدة للشعبين البريطاني والكويتي، وانا اتطلع للقاء معكم في وقت قريب. ارجو ابلاغي باي نية لديكم لزيارة لندن، حتى زيارة خاصة، لارتب لاستقبالكم في اقرب فرصة».


القبس
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
10-02-2011, 02:41 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

ليوان المعارف


#39
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,762

icon1.gif

القبس تنشر وثائق من الأرشيف الوطني البريطاني عن عام 1978- الحلقة الخامسة لندن تحاول استباق إعلان رئيس الوزراء بمعرفة تركيبة الحكومة الجديدة
كتب رائد الخمار :
Pictures%5C2009%5C01%5C06%5C7881ccee-3fed-4d6b-acd2-64726ae68b55_main.jpg
حكومة الشيخ سعد الأولى
لندن - رائد الخمار:
انشغلت الخارجية البريطانية والسفارة في الكويت منذ وفاة الامير صباح السالم بمحاولة معرفة اسم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وما اذا كان الامير الجديد جابر الاحمد سيستطيع تمرير تعيين الشيخ سعد في المنصب وسط معارضة من الشيخ جابر العلي.
ورد في وثائق الخارجية البريطانية التي افرج عنها الارشيف الوطني نهاية العام الماضي وحصلت القبس على مجموعة كبيرة منها برقية حملت الرمز «ان بي كي 020/ 36» من الخارجية الى السفارة صنفت تحت تعبير «سري» وتاريخها 9 يناير 1978 سؤال عن الدور الذي سيؤديه صباح الاحمد على المسرح السياسي اذا عُين الشيخ سعد ولياً للعهد رئيساً للوزراء.
ولفتت البرقية الى ضرورة معرفة اسم «ولي العهد» بسرعة لعرضه على وزير الخارجية «المهتم جداً» بالحصول على معلومات عن الوجوه الجديدة في الحكومة الكويتية، وما اذا كان الشيخ سالم الصباح ابن الامير الراحل والسفير السابق في الكويت سيتسلم المنصب.
وردت السفارة في برقية حملت الرقم 11 وتاريخ 12 يناير وكتبها السفير كمبريدج وأشارت الى ان السفارة «مشوشة» بسبب معلومات متضاربة يطلقها اكثر من طرف... لكن الاكيد ان تشكيل الحكومة الجديدة سيتأخر الى فترة قد تزيد على اسابيع بسبب المناورات التي يقوم بها بعض أفراد الاسرة والمطالب المتضاربة لبعضهم.

صمت الأمير
وافادت ان الامير «صامت يستمع بهدوء الى آراء الاسرة ويستمع ايضاً الى ما يريده التجار وابناء العائلات الذين لم يستطع احد منهم ان ينقل صورة عما في ذهن الامير».

شهران لتشكيل الحكومة
وأشارت الى ان احد ابناء الامير (لم تسمه) قال للدبلوماسي البريطاني هنري هوغر، ان الحكومة الحالية قد تستقيل خلال أسبوع. وان الامير قد يكلف الشيخ جابر العلي بتشكيل الحكومة الجديدة "التي قد يستغرق استكمالها شهرين على الاقل" كما قال عبد اللطيف الثنيان!.
لكن السفير شكك بهذه المعلومة ووصفها بانها جزء من الاشاعات المتداولة وتعكس «عدم المعرفة» بواقع الاسرة الحاكمة وحتى بالكراهية التي يكنها الجابر لجابر العلي، او ما يمكن، وصفع بديبلوماسية اكبر «عدم الانسجام» بين الطرفين.
واستبعد كمبريدج تعيين جابر العلي الذي يكرهه تجار كبار.
ووعد السفير بالحصول على معلومات افضل في الاسبوع التالي بعدما اصبح بإمكانه القيام بجولة على الوزراء وزيارة الشيخ سعد في السادس عشر من يناير، خصوصاً ان الشيخ سعد «قد يعطيني اشارات واضحة عما يجري من دون ان يعرف انها مهمة»!
وفي 14 يناير قال السفير في برقية عاجلة الى دائرة الشرق الاوسط "ان عبد العزيز حسين وراشد الراشد يعتقدان ان الحكومة الحالية ستستمر في القيام بمهامها لفترة شهرين على الاقل.
وبعيداً عن تشكيل الحكومة عثرت «القبس» على نص رسالة وجهها اوين الى الشيخ صباح الاحمد بتاريخ 18 يناير يشكره فيها على رسالة تاريخها 5 ديسمبر تضمنت دعوة وزير الخارجية البريطاني لزيارة الكويت.
وتفيد الرسالة بان الوزير قبل الدعوة وانه سيلبيها سنة 1978، وبعد التشاور مع الخارجية الكويتية لتحديد موعدها. وقالت الرسالة «انني اخذت علماً بالموعد الذي اقترحتموه وانه من الممكن ان ازور الكويت بين مارس وابريل».
واعرب اوين عن امله بان يستطيع اكمال محادثاته الشخصية مع الشيخ صباح التي بدأها في الخريف الماضي عند زيارته الى لندن.
وبدت الرسالة وكأنها اشارة الى ان اوين يتوقع بقاء الشيخ صباح الاحمد في منصب وزير الخارجية.
وقبل هذه الرسالة تقرير رفعه مستر لوكاس من دائرة الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية الى مكتب دافيد اوين.
وجاء في التقرير المؤلف من 8 نقاط:
ان وزير الخارجية الكويتي وجه دعوة الى الوزير البريطاني قبيل عيد الميلاد لزيارة الكويت لاستكمال ما بحثاه في اجتماعهما في لندن في 14 سبتمبر الماضي.
الدور الكويتي للحل في الشرق الأوسط
وشرح لوكاس ان زيارة الوزير البريطاني الى الكويت مهمة لان للكويت تأثيرا كبيرا في منطقة الخليج (...) كما انها تُقدم مساعدات كبيرة الى مصر وسوريا مما يؤهلها للعب دور في محادثات السلام الشرق اوسطية وفي حل مشكلة الشرق الاوسط، وعلى رغم انها دولة صغيرة فقد اختارتها المجموعة العربية لتمثيلها في مجلس الامن اعتباراً من هذا الشهر.
ولاحظ لوكاس ان الكويت احد اهم مصادر الطاقة والنفط لبريطانيا، كما ان لها علاقات تجارية معها ارتفع حجمها الى 185 مليون استرليني العام الماضي من 99 مليوناً قبل عام.
واشار الى ان القرارات في الكويت تتخذها مجموعة صغيرة من الوزراء المقربين الى الامير وان الشيخ صباح لعب دوراً اساسياً في اقناع الحكومة باقرار صفقة الـ200 مليون استرليني لشراء الزوارق الحربية من بريطانيا.
ولاحظ السفير انه في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء كلاً من ايران والسعودية من المستحسن ان يزور وزير الخارجية الكويت كمبادرة جيدة الى حسن موقعها وعلاقاتنا معها.

شكوك
واعرب لوكاس عن شكوكه بان يتم تأليف حكومة جديدة في الكويت او حتى تعديل الحالية بعد وفاة الامير، وقال «ان الامور ستأخذ وقتاً ولا اعتقد ان صباح الاحمد سيترك منصبه قريباً، ومن الافضل توجيه رسالة اليه تبلغه بعزم الوزير على زيارة الكويت على ان يتم تحديد الموعد وفق ارتباطات الجانبين».
واشار لوكاس الى ان صباح الاحمد لا يحب الالتزامات في نهاية الاسبوع حين يخلد الى الراحة في منزله الريفي (...).

تعديل الدستور
وفي الوثائق تقارير من السفير كمبريدج عن زيارته الى وزير الدولة عبدالعزيز حسين ووكيل وزارة الخارجية راشد الراشد بتاريخ 25 يناير 1978 التي جاء فيها ان تشكيل الوزارة سيتأثر بعض الوقت، وان الامير يريد اجراء تعديل للدستور لتغيير بعض صلاحيات الحكومة.
ونقل السفير عن عبدالعزيز حسين قوله ان الامير لم ينظر بعد بتشكيل الهيئة التي تعيد النظر ببعض مواد الدستور التي وُعد بها بعد حل البرلمان، وان الامر بيد الامير وحده الذي سيبت بها مع حلقة صغيرة من المستشارين.

الحلقة المقبلة
الحكومة في نظر وزراء!


القبس
 
أعلى