الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

justice

Active Member



الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت ..........


الدريشة التي نطل من خلالها على ديرتنا و أهلها و ضيوفها في ماض من الزمان

أيام قبل ...........

قصص و روايات و حزاوي

وقائع و أحداث .....

من المطبوعات و النشرات ...و من سوالفهم

و من مصادر شتى ...

الموضوع لا حدود له لإنه رتم نمط حياة بلد و سكانه و أهلها لعقود طويلة ..........

و هذه دريشتنا الأولى من عدة درايش مفتوحة ....مفتوحة ..نعم
لكي
نتمتع فيها و نفتخر و نتعجب ..
يأسرنا الشوق و يأخذنا الحنين ...
تلهب حماسنا سير الكفاح و النضال و الصمود
نتعلم القيم و الأخلاق و الإيثار


عدد من شاهدوا الموضوع في الموقع القديم 102866
 


الدريشة الثالثة


2277525290_60e0aea249.jpg




نطل منها على الكويت في ماض من الزمان يأخذنا إليه الخيال
على وقع
ما يرويه أصدقائنا و أحبابنا الكرام ...ذوي الخلق الرفيع عالي المقام
و الذين نكن لهم التقدير كله
و كل الإحترام

أمدهم الله و أهلهم الصحة و العافية اليوم و كل الأيام

justice
17 / 8 / 2015

---------------
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:


images





أركبت
مثلى " البوم " و " السنبوك " و " الشوعى " الكبير

أرفعت
أشرعة أمام الريح فى الليل الضرير

.................هل ذقت زادى فى المساء على حصير ؟
من نخلة ماتت وما مات العذاب بقلبى الدامى الكسير

أسمعت
صوت " دجاجة" الأعماق تبحث عن غذاء ؟

هل
طاردتك " اللخمة " السوداء و " الدول " العنيد ؟

وهل انزويت وراء هاتيك الصخور ؟
فى القاع و " الرماي " خلفك كالخفير
يترصد الغواص . هل ذقت العذاب ؟
مثلى وصارعت العباب








محمد الفايز



الصورة من تاريخ الكويت





----​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
حجم الخط
550486-497246.jpg

550486-496428.JPG

الفنانة نجيبة بوطيبان تطلع الزميل منصور الهاجري على بعض أعمالها خلال اللقاء (احمد علي)
550486-496422.JPG

نجيبة بوطيبان تشارك في توزيع الجوائز بمسابقة «الكويت في عيون أطفالها»
550486-497168.jpg

لوحة «في الانتظار» من أعمال الفنانة نجيبة بوطيبان
550486-496442.jpg

اسم المستشار أحمد سلطان البطي بوطيبان أطلق على المدرسة الابتدائية بنين في الدسمة تقديرا له
550486-496425.jpg

لوحة «وآااه .. يازمن»
550486-496436.jpg

لوحة «الدفء والخطر»
550486-497169.jpg

550486-496443.jpg

550486-496437.jpg

مسجد البطي بوطيبان «1776م» وفي الإطار صورة للمسجد من الخارج في الخمسينيات واللافتة المعلقة على باب المسجد
550486-496444.jpg

لوحة «الرقص على نغم العود»
550486-496421.jpg

دروازة البطي كانت إحدى بوابات سور الكويت الثاني الذي أنشئ عام 1814م
550486-496434.jpg

موقع دروازة البطي في سور الكويت على الخريطة
550486-496432.jpg

لوحة «طيري يسليه»
550486-496435.jpg

لوحة «السامري»
550486-496433.jpg

بوطيبان أمام لوحة عالمية في متحف اللوفر بفرنسا
550486-496441.JPG

لوحة «العاصفة»
550486-496426.JPG

سلطان عبدالله البطي بوطيبان آخر نواخذة العائلة
  • شاركت في الكثير من المعارض الفنية وحصلت على العديد من الجوائز
  • زاد عدد المدرسات في مدارس الكويت منذ العام 1964
  • «انقراض أفراد عائلة بوطيبان» شائعة انتشرت ولا أساس لها من الصحة
  • فتحت معهداً لتعليم الأطفال الرسم واستمر لمدة 5 سنوات
  • عدد كبير من أفراد العائلة مات عام 1923 عندما غرقت سفننا التجارية بسبب قوة الرياح والعواصف
  • بوابة البطي بوطيبان كانت في أول سور الكويت من جهة الشرق
  • الأطفال بنين وبنات كانوا يحضرون احتفالات العرضة لفرقة بن حسن في منطقة الدعية
  • مارست هواية الرسم منذ المرحلة الابتدائية واكتشفتني مدرسة الرسم
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

الفنانة التشكيلية السيدة نجيبة عبدالعزيز البطي بوطيبان نموذج يحتذى للمرأة الكويتية المثابرة، عصامية في عملها منذ طفولتها لا تحب الخروج من البيت دائما تعمل أشياء لصالحها ولنفسها وخاصة مع بنات عمها وعماتها واخوالها دائما متواجدة في بيت العائلة ولهذه الأسباب منذ الطفولة ظهرت عليها موهبة الرسم.

كانت عندما تزور بيت عمها وتلعب مع بناتهم كانت صديقاتها بنات العم يسألن عنها لاخلاقها وهدوئها ويطلبن منها ان ترسم لهن بعض الرسومات ولذلك الفنانة التشكيلية نجيبة بوطيبان تمكنت من الرسم منذ الطفولة حتى بدأت مرحلة التعليم الابتدائي واكتشفتها مدرسة الرسم في مدرسة زينب الابتدائية واشركتها في اول معرض اقيم بالمدرسة.

الفنانة التشكيلية نجيبة بوطيبان استمرت في الرسم وهي تنتقل من مدرسة لأخرى حتى تمكنت من عملها.

وفتحت لها معهدا مشاركة مع احد الفنانين وبدأ المعهد يستقبل البراعم الصغيرة ليتعلموا مبادئ الرسم وبعد خمس سنوات اغلق المعهد وبدأت تشارك في المعارض.

تحدثنا السيدة نجيبة البطي بوطيبان عن عائلتها الكريمة والتي سكنت الكويت منذ عام 1750م ولا يزالون يعيشون على هذه الأرض الطيبة، ولم تنقرض العائلة كما قيل سابقا.

حيث شاركت العائلة في بناء السور الأول في عهد الشيخ عبدالله الأول بن صباح وكذلك شاركوا في بناء السور الثاني عام 1814 في عهد الشيخ جابر بن عبدالله الصباح وباسم العائلة بوابة تعرف ببوابة البطي بوطيبان.

اصل الاسم كان يقال البطي بان فادمجت الكلمتين مع التكرار فصار البطي بوطيبان وبنوا مسجدا عرف باسم مسجد البطي بوطيبان بمنطقة الشرق، ماذا تقول ضيفتنا الكريمة الفنانة التشكيلية السيدة نجيبة البطي بوطيبان؟ نتعرف على المزيد من خلال السطور التالية:

وزارة التربية (دائرة المعارف سابقا) خصصت لنا باصا اصفر كبيرا ، وجميع البنات وأما المراجعة فكنت أراجع دروسي بنفسي واكتب واجباتي لأن الوالدين أميان حيث كنت استمع وانتبه للمدرسة اثناء الشرح وكنت متوسطة الحفظ اثناء الدراسة، وكنت طالبة عادية ونضرب من قبل المدرسة وكنا نقول (ابله) وكانت حصص رعب وحيث ان الطالبة التي لم تكتب الواجب تنفتح في يديها وتقول أسخنها للضرب وأجهزها.

كانت الرغبة في اللعب اكثر من الحفظ، وفي بعض الاحيان نحفظ ويقال: (التكرار يعلم الشطار).

وتم فتح مدرسة الدعية سنة ثالثة ورابعة متوسط والطالبات نضجن فكريا وعلميا والمدرسات الكويتيات زاد عددهن نسبيا منذ عام 1964، واذكر انني تعرفت على مدرسة وصارت صديقتي وتعرفت على عائلتي وتزورنا في البيت، اسمها سارة العوضي، وكانت كل مناسبة تزورنا واختها تدرس اجتماعيات اسمها اسماء العوضي.

وبعد ذلك ظهرت بطاقات للفنانيين عندما نشتري العلك نحصل على الهدية صورة فنان ولعبت البرّوي، واذكر ان بنات الجيران مثل مريم دخلت المطبخ مع الوالدة وكنت فقط اغسل المواعين، ولم اتعلم الطبخ الا بعد الزواج.

وعن تجربتها ومشوارها في مضمار التعليم تقول بوطيبان:

التعليم والدراسة

لم ادخل الروضة ولكن تعليمي بدأ بالمراحلة الابتدائية واول مدرسة التحقت بها عندما كنا في الدعية مدرسة زينب للبنات ولمدة سنتين كنا نجتمع نحن بنات الحي ونذهب مشيا الى المدرسة، الاولاد مع بعضهم والبنات مع بعضهن وندخل المدرسة مجموعة كاملة من الطالبات لان بيوتنا محيطة بالمدرسة وكنت احمل الكتب، كانت الارض رملية ونهاية الدوام (الهدة) وكنت امارس نشاط الرسم في المرحلة المتوسطة، اما الابتدائي فأذكر الموسيقى وكنت اذهب لمشاهدة بنات الموسيقى، التحقت بمدرسة القادسية المتوسطة ولمدة سنتين ولم تكن عندي الرغبة في معرفة المدرسات حيث كان اهتمامي فقط بالدراسة وكن متواضعات، ومن المدرسات مدرسة فلسطينية اسمها راندة وكانت شديدة في الضرب واذكر الاستاذة شريفة الناهض، واذكر من الصديقات في مدرسة الدعية الاخت منيرة الضليعي ومنيرة الحاي وخزنة العماني وعفاف العماني، وكان مستواي عاليا جدا، وكمتفوقة كنت من الاوائل في المرحلة المتوسطة مع وجود منافسات بالفصل.

اكتشاف الموهبة

عن اكتشاف موهبتها في الرسم تقول ضيفتنا: اكتشفتني المدرسة عواطف الناهض لانها كانت تلاحظني وانا ارسم واعرف نفسي بأنني رسامة فنانة وقبل تلك الفترة تذكرت شغلة انني كنت اذهب الى بيت خالي سلمان كان يسكن في كيفان لكي العب مع بنت خالي منى وكان في المقابل بيت جيرانهم وعندهم بنتان منى وآمنة كانتا تقولان لابنة خالي اذا حضرت بنت عمتك تعالي معها الى بيتنا حتى ترسم لنا فكنت ارسم لهم ومن هذا المشهد عرفت بأنني رسامة.. وايضا كنت اذهب الى بيت العامر ونلعب مع بناتهم وايضا احدى الطالبات كانت تطلب مني ان ارسم لها في الفصل ونقدم هذا الرسم للمعلمة لانها لا تعرف الرسم.

وفي البداية كنت ارسم سيارة صغيرة وكانت السيارة متوقفة عند البيت وهي ملك أخي وكنت واقفة بالدور الاول فرسمتها من فوق وغيرت مكاني ورسمتها من منظور ثان، وهذه اول سيارة رسمتها.

الثانوية والسفر لألمانيا

تزوجت بوطيبان خلال المرحلة الثانوية وعن ذلك تقول: أنهيت دراسة المرحلة المتوسطة ونقلت الى ثانوية بيبي السالم وكانت الناظرة الاستاذة كوثر الجوعان وبعد نجاحي في ثانية ثانوي كنت افكر في الالتحاق بمعهد الفنون الا ان المعهد اغلق، وفي تلك الفترة وانا طالبة حصل النصيب وتزوجت وزوجي حصل على بعثة دراسية الى المانيا وهو ضابط في سلاح البحرية وكانت بعثته للاشراف على صناعة اول قوارب وهو من اول بعثة وسافرت معه الى المانيا، زوجي ابو نايف خريج الكلية الصناعية، ولمدة اربع سنوات وكنت اتردد ما بين المانيا والكويت وولدت ابنتي ندى وأنا في ألمانيا وفي تلك الفترة نزلنا في مدينة اسمها برمنت ومنطقة قريبة من المعسكر الذي يتدرب فيه الأفراد.

وصمموا البيوت للضباط وكان عددهم كثيرا، ونحن خمس عائلات للضباط بيوتنا قريبة من بعضها البعض كنا جيرانا، واذكر الضابط ناصر الحسينان وعلي الجناحي وبخيت الرقم وبناتهم الصغيرات كانوا يلعبون مع اولادي نوف ونايف.

واذكر ان احد الايام في احدى المعارف وبالمصادفة التقيت مع احدى السيدات زوجة احد الضباط اسمها دلال الطويل زوجة بخيت الرقم، وشافت نايف وسلم عليها.

تلك المنطقة اسمها لمبادة، وامضينا فترة ثم انتقلنا لمنطقة اخرى، وبيتنا له مدخلان، احد الابواب يطل على حديقة فيها ابقار، والبيوت الجديدة في منطقة اسمها فيكزان، ومعنا ضابط من ابناء بورسلي وزوجته نوال، مجموعة من الضباط الكويتيين سافروا الى ألمانيا للاشراف والتدريب على صناعة زوارق ألمانية بحرية في الثمانينيات، وحضرنا مراسم الحفل وكان اسم اول زورق اطلق عليه الورجيه.

بعد ذلك تغير اسمه في الكويت باسم بوم، وكانوا يرشون ماء الورد على كل زورق ينتهي العمل فيه، كان الخمسة زوارق بأسماء كويتية (الاستقلال والمباركي والماشوه والجاليون)، بالاضافة الى الورجيه، خمسة زوارق، وهو اول انتاج زوارق للكويت صنع في ألمانيا، لم نركب تلك الزوارق ولكن نحن النساء كن نتزاور مع بعضنا البعض، وانتهت المدة ورجعنا الى الكويت.

حصلت على شهادة دبلوم من معهد البدر بعلوم الكمبيوتر الشاملة ودورتين بالخياطة والتفصيل وأحب الخياطة وعملت بالدبلوم، وبعد ذلك في العام 1989 حصلت على الشهادات ووقفت عند هذا، وصار الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت وتوقفت عن نشاط الرسم.

بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي الغاشم تطوعت للعمل في قصر العدل واشتغلت حتى تم اصلاح كل شيء وعادت الامور الى طبيعتها، فتركت العمل وطلبوا مني العمل معهم.

التعيين في قصر العدل

بعد العمل في قصر العدل متطوعة عقب تحرير الكويت، عادت الطيباوي لتعمل موظفة فيه، عن ذلك تقول: بعدما تركت العمل التطوعي طلب مني المسؤولون ان اكمل كموظفة عندهم وخصوصا عندما عرفوا اني حاصلة على دبلوم شامل في الكمبيوتر، وتم تعييني في قصر العدل، وبعد ذلك انتقلت الى وزارة العدل مركز المعلومات الآن، وكان المدير محمد الرومي.

بعد ذلك قدمت استقالتي من وزارة العدل وجلست في البيت وبعد ذلك صار عندي الرغبة في العمل فاشتغلت في الديوان الاميري ـ مكتب الانماء الاجتماعي، وكان المدير فوزي بورسلي وبشير الرشيدي ومديرة الانماء الاجتماعي هدى الصباح، وكان المكتب في بدايته ولم اكمل عملي معهم وتركت العمل، وفي تلك الفترة انتسبت لجمعية الفنون التشكيلية.

بداية الرسم

تعود الطيباوي بالذكرة إلى الوراء لتتذكر أول لوحة رسمتها قائلة: أول لوحة رسمتها كانت لسيارة واقفة عند البيت وهي ملك لأخي، وكنت واقفة بالطابق الأول ورسمتها من منظورين الجانب والسقف، وثاني لوحة رسمتها كانت لصديقتي بدرية وكانت طالبة في الثانوية والبداية كانت بالقلم الرصاص ومقاسها 10×70، الأستاذة عواطف الناهض أشركتني في معرض المدرسة مع بعض الطالبات واذكر أنني كنت بالمرسم والمعلمة كانت تدربنا كان هذا أول معرض وحصلت من خلاله على جائزة عبارة عن علبة أقلام خشبية وهي أول هدية في أول معرض.

بعدما رجعنا من ألمانيا التحقت بمعهد البدر وتدربت وبعد ذلك التحقت بالتعليم المسائي (المنازل) ودرست الثانوية وحصلت على الثانوية العامة.. وفي المعهد صقلت هواية الرسم، وفي العديلية كانوا يقيمون انشطة وكنت اشارك وأتعلم الفن التشكيلي وتعلمت كبيوداج وكنت ادفع لكل دورة وحسب الدورة وهو الرسم الحرير والخشب والزجاج والقماش والرسم على الفخار.

جمعية الفنون التشكيلية

أما انتسابها لجمعية الفنون التشكيلية فتقول ضيفتنا: بعد الاستقالة من العمل انتسبت الى جمعية الفنون التشكيلية وبدأت حياتي الفنية بشكل فعلي، وبعد حصولي على الشهادات التحقت بالجامعة المصرية المفتوحة والدوام بالجمعية كان صباحا ومساء، وأذكر انني فزت بلوحة كنت رسمتها في البيت واسمها (الدُّولْ)، الرسم يستطيع الفنان أن يرسم في أي مكان حسب مزاجه وكانت اللوحة من أفكاري وفازت اللوحة في معرض الفنون الجميلة وهو أول معرض اشارك فيه بالكويت والحمد لله ولوحة ثانية كانت صورة للخيول.. وفازت ولكن لم أتسلم جائزة ثانية ما يصير جائزتين.

وأذكر من المشاركين بعض طلبة المعهد وبعتها لأحد الشخصيات الكويتية ولكن اهديتها له ومن دون مقابل، واللوحة الثانية عجبت محمد السنعوسي وقدمتها هدية له، الفكرة دائما للرسم تكون التجهيز لها كفكرة تتبلور حتى أبدأ بالرسم. والبداية الارضية والاساسات للوحة واحيانا تطلي اللوحة بأكملها.

معهد لتعليم الفنون

فتحت معهدا لتعليم الكبار والصغار مبادئ الرسم والفنون التشكيلية مع شريكي الاستاذ علي نعمان وكنا ندرب الصغار من ست سنوات الى اثنتي عشرة وأربع عشرة سنة وكان سبب فتح المعهد للذين عندهم مواهب وبعض الاهالي كانوا يرون ان اطفالهم عندهم الاستعداد لتعلم الرسم.

وبعض السيدات قلن انهن يتركن اطفالهن يتعلمون ويمضون الوقت بدلا من البيت.

ثلاثون دينارا للصغار وأربعون دينارا للكبار مقابل اثنتي عشرة حصة وكل شيء من مواد علينا ثم توفيرها حتى الأكل نعطيهم وبعض الامهات يشتكين من السعر وبعض الاطفال لديهم المواهب ويمارسون هوايتهم وصاروا حاليا كبارا.

أمضيت خمس سنوات بالمعهد والاستاذ علي صار مشغولا وفي احد الايام احضرنا مدرسا يساعدنا لكن لم تكن له خبرة، وأذكر في احدى المرات أن طفلا طلبني بالاسم لكي اشرف على تعليمه وكنت مديرة المعهد والمعهد في ميدان حولي.

والدوام في المعهد كان من الرابعة عصرا حتى التاسعة مساء، وقد شاركت مع جهات اخرى وأذكر انه زارتنا «دكتورة بنت عاشور» وقالت انها تريد أن تعمل عرضا لمسابقة للإبداعات وعندها فعاليات وشارك المعهد معها في تلك الابداعات وحصلنا على درع، وهذا اول معرض تقيمه عن طريق معهدنا ولأول مرة ايضا اقامت حفلا في احد الفنادق ووزعت دروعا في تلك الحفلة، ايضا كانت هناك مسابقات للاطفال عن كيفية المحافظة على البيئة ودعونا الدكتور محمد الصرعاوي وقدمنا الجوائز لهم وفي أكثر من مسابقة نسقتها مع «التقدم العلمي» وهو عمل شخصي، ومعهدنا يعتبر ثاني معهد لتعليم الرسم وأول معهد كان لمجموعة من الفنانين اسمه معهد الفنون، حاليا موجود معهد في كل مكان.

عائلة البطي بوطيبان

عن هجرة وأصل البطي بوطيبان تتحدث ضيفتنا وتذكر نبذة عن العائلة قائلة: عائلة البطي بوطيبان تنحدر من اصل عربي اصيل، من بطن الجزيرة العربية (نعيمي من الأزد قحطان) ويمكن القول ان المنبع والمركز الرئيسي لآل النعيمي هو الزبارة في قطر ودولة الامارات بحكم انهم متجاورون، لكن النعيمي آل بطي بوطيبان كان وصولهم الى الكويت بصورة مبكرة مع البدايات الأولى لهذه الدولة.

وقد هاجر بن بطي مع أبنائه وعبيدهم وإفداويتهم من قطر في منطقة تسمى «الزبارة» وكانت هجرته الى الكويت لغرض التجارة، واستقر فيها اوائل 1750م في منطقة شرق.

كما قال المؤرخ فرحان الفرحان: آل البطي بوطيبان لهم تاريخ بحري بمجدهم وأعمال خيرة على الساحتين الدينية والدنيوية المرتبطة بالكرم والعادات الكويتية القديمة المتأصلة بهم، وتوجد دلائل وإثباتات على وجود البطي بوطيبان بالكويت في تلك الفترة وهي:

السور الأول: في عهد الشيخ عبدالله الاول بن صباح بوابة بن بطي البوابة الرابعة او الخامسة، وموقعها الحالي وزارة الخارجية.

السور الثاني: 1814م في عهد الشيخ جابر بن عبدالله الصباح.

دروازة البطي: احدى بوابات سور الكويت الثاني وكان ترتيبها الاول من الشرق، وشيدوا في السور برجا «غولة» يطل على السيف، وهو عبارة عن غرفة عالية للحراسة، ثم بنوا بوابة «دروازة» في سور الكويت الثاني، وهي البوابة الأولى من الشرق 1210 هـ - 1795م، بوابة البطي وبنيه عيال البطي، والذي يحرس البوابة فداوية البطي.

مسجد البطي بوطيبان: أسس البطي بوطيبان ثالث اقدم مسجد في الكويت عام 1190هـ - 1776م على شارع الخليج العربي، مجاور لديوانية العسعوسي، مقابل سوق شرق، وكانت بيوت البطي بالجوار من المسجد.

نقعة البطي: (1861م حسب قول المؤرخ سيف مرزوق الشملان)

تقف فيها مراكب البطي بوطيبان، ويتم بيع البضائع المحملة عليها مما جلبوه من رحلاتهم الى الهند.

سنة الطبعة 1923م

في هذه السنة كانت جميع مراكب بن بطي تسافر للهند لغرض التجارة لجلب «الخشب والاحبال والصل.. الخ» وكل مستلزمات ومواد السفن.

وعند عبور سفنهم من الخليج العربي الى المحيط الهندي تعرضت السفن لعواصف قوية وشديدة وتلاطم الامواج وغرقت جميع مراكب وسفن البطي، وكذلك غرقت سفن الكثير من الأسر الكويتية.

بعد غرق المراكب التجارية اتجه آل البطي الى حرفة الغوص للغوص على اللؤلؤ واستمروا في هذه المهنة الى ان ظهر النفط.

بعض أسماء النواخذة هم:

- بن شبيب البطي بوطيبان.

- عيد البطي بوطيبان.

- سيف البطي بوطيبان.

- سلطان عبدالله البطي بوطيبان.

- النوخذة احمد بن ماجد البطي بوطيبان.

سبب تسمية بوطيبان

كانت تكتب اسم «البطي» على مقدمة المراكب في صدر السفينة، وعند عودة المراكب من رحلاتها كانت تشاهد السفن من على بعد، فيقول الرائي ممن يشاهدها وهي بعيدة «البطي بان» اي سفن البطي ظهرت وبانت.

ومع مرور الوقت التصقت كلمة بوطيبان مع اسم العائلة وأصبحت البطي بوطيبان.

كما جرت العادة عند عودة المراكب يستقبلهم الاهل من نساء واطفال على الشاطئ باحتفال، وعمل الاكل المكون من المحمر الدبس والسمك المشوي.

نجيبة بوطيبان في سطور

1 ـ عضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.

2 ـ عضو في نقابة الفنانين الكويتيين.

3 ـ عضو في الاتحاد الدولي للفنون التشكيلية ـ باريس

4 ـ دبلوم في علوم الكمبيوتر الشاملة.

5 ـ أول عضو متطوع في جمعية الفنون التشكيلية منذ تأسيسها «العلاقات العامة 1998».

6 ـ مديرة معهد آرت سنتر للتدريب الأهلي للفنون التشكيلية سابقا.

7 ـ دورات تدريبية في فن الديكورياج ـ والأشغال الفنية.

8 ـ دورات تدريبية في فن الخياطة والتفصيل.

الجوائز

٭ نالت جائزة في معهد الفنون الجميلة.

٭ نالت جوائز في المرحلة الدراسية.

٭ نالت درعا في مهرجان المؤتمر الاقليمي الأول حول رعاية القدرات الإبداعية للمبدعين وتنميتها 2005.

٭ نالت ميدالية مهرجان جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري.

٭ نالت جوائز في خلال فترة المراحل الدراسية.

٭ نالت درع تنسيق المعرض الخيري الأول للجنة بشائر الخبر.

٭ نالت درع مشاركة في الموجز الخيري لبشاير الخير للمخدرات.

٭ نالت درع العلاقات العامة في جمعية الفنون التشكيلية.

٭ نالت درع اتحاد الطلبة.

٭ نالت ميدالية في معرض هلا فبراير الأول.

٭ شهادة تقدير (معرض الشهيد).

٭ شهادة تقدير (معرض الأسير).

٭ شهادة تقدير لمعظم المعارض التي تقيمها جمعية الفنون التشكيلية.

٭ نالت درع وشهادة تقدير في مهرجان صيف البستان الأول 2005.

٭ نالت درع وشهادة تقدير عن كتاب الشيخ زايد بن سلطان آل النهيان.

٭ نالت درعا من اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات (غراس) عن مشاركة في رواية «للقمر وجوه كثيرة» للدكتور طارق البكري.
 
552099-501297.jpg

552099-501296.jpg

زهير أحمد لولو مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
552099-501295.jpg

زهير لولو وأحد الزملاء في إحدى المناسبات
552099-501294.jpg

زهير لولو داخل إحدى المدارس التي عمل بها
552099-501302.jpg

تكريم زهير لولو في إحدى المناسبات
552099-501300.jpg

.. مع بعض زملائه خلال أحد الاحتفالات
552099-501301.jpg

زهير لولو مع ابنه
552099-501299.jpg

في ثانوية الدوحة للبنين مع بعض الزملاء
552099-501293.jpg

من داخل إحدى المدارس
  • تكلفة تأشيرة الدخول من غزة إلى مصر كانت 25 قرشاً
  • في الأيام الأولى من دراستي بمصر سكنت في منطقة منشية البكري بإيجار 5 جنيهات شهرياً
  • عملت مدرس فيزياء في ثانوية الشاهين بعد تحرير الكويت
  • والدي وجدي كانا يعملان بالتجارة وكنت أساعدهما
  • دفعت 400 جنيه مصري مهراً عند زواجي
  • في بداية تعييني عملت مدرساً بمعهد المعلمين 1965
  • التحقت بمدرسة ابتدائية في بداية تعليمي وكنت أذهب في الفترتين الصباحية والمسائية برغبة من والدي
  • في مرحلة الثانوية كنا نمشي ثلاثة كيلومترات إلى المدرسة
  • قطعت 420 كيلومتراً بالقطار في طريقي من فلسطين إلى مصر
  • جئت إلى الكويت بفيزا عن طريق ابن خالي
  • ذهبت في العطلة الصيفية إلى مصر لاستخراج إجازة القيادة ثم عدت إلى الكويت
  • انتقلت إلى ثانوية الدوحة وأمضيت بها ست سنوات وحصلت على المركز الأول في المعرض الزراعي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الوافدون العرب وخصوصا المدرسين لهم دور كبير وفعال في النهضة التعليمية الحديثة في الكويت منذ العام 1936 مع اول بعثة تعليمية فلسطينية، وقد توالت البعثات التربوية وبعض التخصصات الاخرى مثل الهندسة والاطباء، فهناك من حضروا الى الكويت منذ الثلث الاول من القرن العشرين مع التطور والنهضة الحديثة وخصوصا بعد استقلال الكويت، ومن هؤلاء ضيفنا المربي الفاضل زهير احمد لولو، فهو خير من يحدثنا عن التعليم في الستينيات وخصوصا انه بعد عامين من مجيئه نقل الى معهد المعلمين وكان حديث النشأة.

وقد ادرك بداية تعليم وتخرج الطلبة الكويتيين وتعيينهم مدرسين مع زملائهم من الوافدين، وكان تعليمه في قطاع غزة حتى اكمل الثانوية، ثم انتقل الى القاهرة والتحق بالجامعة، يقول: في القاهرة تعلمت الطبخ وتجهيز الاكل مع اصدقائي وزملائي، واضاف زهير لولو انه كان يحصل على سبعة جنيهات من والده، لأن الدراسة كانت على نفقته، وبعد التخرج جاء الى الكويت والتحق بالتعليم ولايزال يعيش في الكويت مع عائلته.

وإلى تفاصيل الحوار:

يقول المربي الفاضل الاستاذ زهير أحمد لولو: ولدت في قطاع غزة بفلسطين وأنا أكبر اخوتي الـ13 وكان الوالد يعمل تاجرا وجدي كذلك وكانا يعملان بالبقالة والعطارة، وأذكر أيام الحرب العالمية الثانية وكنا صغارا اثناء النكبة عام 1948 وقد هاجر بعض الفلسطينيين من مناطقهم وسكنوا في غزة التي تكثر فيها زراعة الحمضيات مثل البرتقال والليمون.

الدراسة والتعليم

ويضيف لولو: في عام 1948 كانت بداية تعليمي، والتحقت بمدرسة هاشم بن عبد مناف المشتركة في غزة، وكان التعليم على النظام الفلسطيني قبل النكبة وحسب الاحرف الهجائية وكنا مجتهدين وكان التعليم مجانيا وبعد عام 1948 تم فتح مدارس مسائية للطلبة المهاجرين الى غزة ووالدي من حبه للتعليم ادخلني في المدرسة صباحا ومساء وكان بيت الناظر بنفس الشارع الذي كنا نسكن فيه وقد طلب من الوالد تسجيلي بالتعليم المسائي.

وكنا نقول لابناء غزة مواطن أما المهاجر من بلده أو قريته فيقال عنه لاجئ.

وقد شاركت في الأنشطة الرياضية مثل ألعاب القوى كالقفز العالي والجري وكنا نضع حبلا ونقفز عليه واذكر من المدرسين الاستاذ منير النونو مدرس رياضيات وألعاب واكرم برزق مدرس انجليزي وكان دائما يحمل عصا وكان المدرس يوزعنا بداخل الفصل قسمين قسم المتفوقين وقسم الكسالى.

وكنت سريعا بالجري وكنت أقفز على الحبل ثمانين سنتيمتر وكانوا يوزعون الهدايا علينا.

ويضيف لولو: كنت من المتفوقين وترتيبي كان الأول او الثاني على طلاب الفصل في المتوسطة.

وكان الناظر حنا دهده مسيحي يحفظ من القرآن الكريم، وبعد ذلك انتقلت الى ثانوية فلسطين في قطاع غزة وكنا نذهب مشيا لمسافة ثلاثة كيلومترات، وفي الشتاء كنا نستقل الباص بقرش واحد لأن العملة المصرية كانت هي المتداولة في قطاع غزة واستمررت حتي انهيت رابعة ثانوي.

وكان مدير قطاع غزة مصريا، ومدير التعليم مصري أيضا، والمنهج كذلك مصري.. وبعد حصولي على الثانوية العامة ذهبت إلى القاهرة والتحقت بالجامعة.. وأذكر محمود شهاب (مصري) كان ناظر ثانوية فلسطين في غزة.

ومما أذكره ان ابن خالي سألني عن مستواي في اللغة الفرنسية فقلت له متوسط فقال عندي استعداد ان تحصل على 29 درجة في الفرنسية.

وقد أرشدني الى حفظ الكلمات الشاذة وتصريف الأفعال وحصلت فعلا على 29 من 30 في الاختبار ولا زلت حافظا للنص منذ عام 1961م وكنا نتلقى تعليم اللغة الفرنسية من الصف الأول الثانوي.

التعليم الجامعي

أما عن تعليمه الجامعي فيذكر لولو: سافرت من غزة الى مصر بواسطة القطار من السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا وهو الزمن الذي يقطعه القطار وتقريبا 420 كيلومترا، ثم من قناة السويس الى القاهرة تقريبا مائة كيلو ونتوقف بأكثر من محطة البداية من رفح المصرية ورفح الفلسطينية وهو معبر رفح، ثم القنطرة والشيخ زويد، وكانت بعض التخصصات تستغرق سنوات طويلة وكان التعليم أربع سنوات في كليتي العلوم والتربية، وكلية المعلمين ومن ينهي تعليمه كان يعين مباشرة لأربع سنوات، ومن البداية كان يدرس طرقا خاصة في التدريس وعلم النفس ومواد كيمياء وفيزياء وأحياء ورياضيات هذا في السنة الأولى، أما في السنة الثانية فيأخذ الطالب فيزياء وكيمياء وأحياء ورياضيات ومن يتخصص في السنتين الثالثة والرابعة يدرس فيزياء وكيمياء.

والذي يريد ان يتخصص أحياء لا مانع.

ويضيف: كان تعليمي الجامعي على نفقة الوالد وكانت المصاريف خفيفة بحدود سبعة جنيهات مصرية وكانت غزة مفتوحة فكنا نذهب وننتقل ولكن بفيزا وممنوع الدخول الى مصر إلا بعد الحصول على تأشيرة الدخول، وكانت تكلفتها ربع جنيه.

وعن بداية حياته في القاهرة يقول لولو: في البداية سكنت عند عمي وكان يدرس بالأزهر في كلية اللغة العربية وهي تابعة للأزهر الشريف ومشيت من الأزهر الى منشية البكري ومعي العامل الذي يحمل أغراضي لمدة ساعة ونصف وسكنت في منشية البكري مع ثلاثة زملاء وكان إيجار الشقة خمسة جنيهات ونصف جنيه، وكان السكن قريبا من الكلية وبعد ذلك نقلت للسكن مع ابن خالتي ومعنا اثنان في شقة في شارع المعالي وهو قريب من الكلية وكان الإيجار سبعة جنيهات ونصف وذلك في عام 1962م.

والكتب كنا نشتريها وأحيانا يخبرنا الدكتور بأن هناك مذكرة نقوم بشرائها بجنيهين ونصف وبعد ذلك يقول المذكرة لها تلخيص ونشتريها وفي نهاية الفترة يقول يوجد تلخيص للاثنين بجنيه ونصف فنضطر لشرائها وكان الجنيه حينها قوي وله قيمة.

أما الدراسة بالكلية فكانت تمتد الى السادسة والنصف مساء ونحضر المحاضرات ويوجد نسبة غياب والحضور لا يقل عن 75% وممن أذكرهم د.صلاح مخيمر وكان يدرسنا علم النفس ويأخذ الحضور والغياب واذا تجاوز اي طالب النسبة فيبلغ من قبل الدكتور بمنعه من دخول الامتحان.

ويتابع: زهير لولو كنا خلال تلك السنوات وخاصة الأولى منها نتعاون نحن الشباب ونطبخ الأكل وكنت أطبخ المقلوبة ورز القدرة والخباز يجهزها وكنت أشاهد الوالدة وتعلمت منها، الغزازوة يحبون (المقلوبة) و«رز القدرة» وهناك أكلة شائعة مشهورة عندنا وهي العدس والسلك والرز والسلك ويسمونها فقاعية وسماقية ولكن لم أجد طبخها.

وفي الليل نذهب الى السينما، واذكر في شارع دمشق كان يوجد مطعم الشام وكنا نأكل صحن مرق وفيه حمام وطبيخ بعشرة قروش، اما السينما فكانت سينما مترو وذهبت اليها وشاهدت بعض الأفلام الاجنبية مثل فيلم «كلارك جفل» «وذهب مع الريح»، وبعض الافلام العربية بطولة فاتن حمامة ومحمود المليجي وذلك بعد الخروج من الجامعة وخصوصا ليلة الجمعة.

وأكملت اربع سنوات بكالوريوس العلوم والتربية واذكر من الدكاترة محمد طلبة مدرس احياء وصلاح مخيمر ومن الزملاء الذين درسوا معي اذكر رشيد بكر وقد حضر الى الكويت وصار مدرس اول احياء، وتخرجنا معه في العام 1965 والاستاذ باسم مدرس اول فيزياء في العديلية وكنت مدرسا في معهد المعلمين، ولكل طالب اربعون دينارا، واذكر ان وزارة التربية كانت تبعث بالاسئلة الى الامارات ونحن في الكويت نصحح اوراق الاختبارات.

اما عن مجيئه الى الكويت بعد التخرج فيقول لولو: في بداية تخرجي في العام 1965 كان ابن خالي في الكويت وارسل لي فيزا دخول وسافرت من القاهرة الى الكويت، وفعلا جئت في 26/9/1965 واستقبلني عادل ابوسيدو ابن خالي وكان يعمل بالاشغال العامة.

وفي اليوم التالي ذهبت الى وزارة التربية الواقعة بشارع فهد السالم وقدمت طلبا للعمل مدرسا، وكان يوم 27/9/1965 واجريت المقابلة ونجحت وعينت مدرسا في معهد المعلمين، واذكر ان اول من قابلني هو عبدالرؤوف قبلاوي مدرس العلوم، وقدمني لمدير المعهد، وفي اليوم نفسه اعطيت الجدول الدراسي عبارة عن 12 حصة اضافة الى 4 حصص تربية عملية.

وكان المدرس الاول لمادة العلوم فوزي عيسوي دغيم وبعده فتحي احمد ابوشرخ ومن المدرسين محمد ملحم وعبدالرؤوف قبلاوي ومحمد مسلم ومسلم ابومعلا وكان عدد مدرسي العلوم في حدود ثمانية مدرسين، وكان مجموع عدد المدرسين عامة بحدود تسعين مدرسا وبعد فترة قسموا معهد المعلمين قسمين: الصفان الاول والثاني في مدرسة قتيبة المتحف العلمي والصفان الثالث والرابع في مدرسة صلاح الدين بالمرقاب، والمدرسون مقيمون، وكان هناك مدير واحد للمعهد والمساعد له في الملحق وكان عدد الطلبة في البداية بحدود 100 طالب ولكنه زاد الى 300 طالب.

واستمررت بالعمل الى العام 1968 ولم تكن معي رخصة لقيادة السيارة فاضطررت في العطلة الصيفية للسفر الى مصر، وهناك تعلمت قيادة السيارة وحصلت على الرخصة، وفي العام الدراسي الجديد حصلت على اجازة قيادة من الكويت وطلبت النقل الى ثانوية خيطان وكان الناظر مبارك التورة وهو رجل طيب وعلى خلق كبير، وكان عدد المدرسين في ثانوية خيطان بحدود 65 مدرسا ومع ذلك كنت احفظ اسماء جميع المدرسين، وعدد الطلبة تقريبا كان اكثر من الف طالب ،كان العشرة الاوائل في اختبار آخر العام من ثانوية خيطان، واذكر الطالب عامر فواز العامر وهو حاليا طبيب استشاري جراحة وهو الذي اعترف بشهادته في دبلن، واذكر د.حسام القبلاوي وحصل على شهادة الدكتوراه، والعقيد حمد العيسى واحمد مراد وحصل على الدكتوراه في الهندسة، وظللت في ثانوية خيطان حتى العام 1980، وفي ذلك العام رشحت لمدرس اول وكان عدد المرشحين 50 مدرسا للعلوم، ومن شروط الترشح ان يكون المدرس قد حصل على امتياز في آخر سنتين، وقد مضى على خدمته عشر سنوات في الكويت، وشهادة جامعية بكالوريوس تخصص.

وممن أذكرهم في ثانوية خيطان من المدرسين أنور اللحام مدرس رياضيات ومحمد ماضي مدرس لغة عربية والقيشاوي مدرس اجتماعيات وعبدالله إسماعيل لغة عربية وأصبح ناظرا بثانوية خيطان وثانوية كيفان وبعد ثانوية خيطان نقلت مدرسا أول إلى ثانوية الدوحة.. أما بالنسبة للطلبة فمن الناحية الدراسية والعلمية، فالطالب يدخل المدرسة جاهزا وكان الطالب في خيطان يختلف عن طالب الدوحة ففي خيطان كان هناك من الوافدين وأولياء أمورهم متعلمون.

في الدوحة كان الناظر ابو طارق صالح عبدالصمد وفي بداية عملي عينت مشرفا على طلبة الدور الثاني.

وكان المدرس يستطيع ان يسيطر على الطالب وكان يبسط المادة حتى ان الطالب الذي يكره المادة كان يفهم.

مادة العلوم

وأذكر ان الاستاذ جمال مير كان يقول ان الرياضيات سيدة العلوم مثلا طول الصالون خمسة امتار وآخر يقول سبعة أو ثمانية المفروض الثمانية رقم لكن عندما اعطيه وحدة وأقول له سبعة امتار ما معنى طول هذه الغرفة سبعة امتار إذن السبعة عدد والمتر وحدة.

وجاليليو من البندول عمل الساعة.. الاستاذ جمال مير قال الرياضيات: سيدة للعلوم ولكنها خادمة للفيزياء والفيزياء الأساس لمادة العلوم وهي علم التطور أو التكنولوجيا.

ويضيف لولو: نقلت الى ثانوية الدوحة وأمضيت فيها ست سنوات وخلال تلك الفترة كان الاستاذ فتحي ابو شرخ موجها وبدأت المناطق التعليمية وفي تلك السنة في الدوحة حصلت على المرتبة الأولى في المعرض الزراعي وأصبحت مدرسا أول في ثانوية الدوحة.

وفي تلك الفترة فزنا بالمركز الأول في الزراعة ومع الاستاذ صالح الخزي وكان وكيل الثانوية، وبعد ذلك انتقلت إلى ثانوية الصليبخات مدرسا أول وأمضيت عامين وأذكر من مدرسي العلوم ظاهر البكر وابو عمر ومحمد مأمون وكان الناظر الاستاذ محمد سالم والوكيل محمد ابو مشاري وباشرت العمل في ثانوية ثابت بن قيس في الصليبخات من عام 1986 إلى عام 1988.

وأذكر اننا قمنا بتشجير السور، ومن ثم رشحني الاستاذ عبدالله اسماعيل وكان ناظر ثانوية كيفان للمقررات وعينت في ثانوية القادسية للمقررات وكان الوكيل عيسى أحمد كرم وسبق أن كان حكم كرة قدم وبعد سنتين حدث الاحتلال العراقي الغاشم وأمضيت شهور الاحتلال هنا في الكويت.

الاحتلال العراقي

ويتذكر لولو فترة الاحتلال العراقي: استدعانا العراقيون ولكن لم اشتغل معهم، وبدأت اعمل بالبيع والشراء، وفي البداية ذهبت الى شبرة الخضار لاشتري خضارا وفواكه وبيضا وابيع، واذكر انه في 17/1/1991 بداية الضربة الجوية كانت علبة السجاير الكبيرة (كروز) فيها عشر علب كان السعر بالدينار العراقي وقد وصل الى 250 دينارا عراقيا، والحمد لله تحررت الكويت وطرد العراقيون.

واعلن وزير التربية ان اي مدرس لم يعمل مع العراقيين سيعمل في «التربية» وفعلا بداية عام 1992 اشتغلت في مدرسة خاصة ثانوية الشاهين ولاازال اعمل مدرس فيزياء فيها.

حادثة ظريفة

ويضيف: عندما كنت مدرسا في ثانوية خيطان وبعد نهاية الدوام كان المدرس كما هو متبع يطلب من الفراش ان يغلق الغرفة والحمامات، وفي احد الايام قام الفراش باغلاق ابواب الحمامات وكان احد المدرسين داخل الحمام والجميع خرج من المدرسة، واثناء مروري شاهدت ان شباك الحمام الصغير يتحرك فناديت من يحرك الشباك فقال انا فلان، فناديت الفراش وفتح باب الحمام وخرج المدرس.

لجنة المسائي

في ايام الاختبارات نهاية العام كانت اللجنة المشرفة على الطلبة داخل الفصل تبلغ طلبة المسائي ان هذه المجموعة اختبارها يختلف عن المجموعة التي بجانبكم وذلك منعا للغش بين الطلبة، وبعض الطلبة كان يصور الاجابات على ورق صغير لكي يغش منها، ومن كان يضبط نكتب فيه تقريرا ونقدمه للادارة وهم يتخذون ما يرونه بحق الطالب.

حادثة في القطار

يقول لولو: يوم سفري من قطاع غزة الى القاهرة في القطار كان القطار يطلق عليه قطار التهريب، حيث كان بعض المسافرين يهربون الراديو الترانزستور من غزة الى القاهرة لبيعه، وفي احد الايام قام المفتش بتفتيش حقيبة لأحد الطلبة فوجد عنده السماعة فقال للطالب اين الراديو؟ فقال: ما عندي، وكان الطالب قد وضع الراديو على ظهره الا ان المفتش لم يلاحظ ذلك.

والدي وجدي

يذكر لولو بعض الامور من طفولته فيقول: كنت اجلس في بقالة الوالد ايام العطلة الصيفية من الخامسة صباحا حتى العاشرة مساء ابيع واشرف على البقالة، لأن قطار غزة من الخامسة والنصف صباحا يتحرك وفي تلك الفترة المسافرون يشترون القهوة والسجائر ويبيعونها في مصر، وتعلمت البيع والشراء، وكان الوالد رحمه الله يجلس بالمسجد يستمع لاحاديث امام المسجد على فترتين صباحية ومسائية، وادركت جدي وهو صاحب محل في مكان اسمه التركمان في غزة وكان ايام الحرب العالمية الثانية يوزع الكيروسين والسكر بالبطاقة.

حياتي الخاصة

كان جدي يجلس في دكانه وكان يقول لصاحبه واسمه عقلة طوبة، هذه السجائر فيها ضرر كبير وكان جدي لا يبيع السجائر اما الوالد فكان يبيعها.

العادات والتقاليد

ويقول لولو: الزواج عندنا مثلا ان ولد عم البنت يمكن ان يحجزها ويقول انها لي ومن الممكن ان ترفض لكن ابن عمها يحلف ويقسم بأن يتزوجها.

وفعلا أحيانا يحدث الزواج.. وأحيانا أمام إصرار البنت على رأيها بالرفض يؤيدها أهلها.

ومن العادات ان أم الشاب الراغب في الزواج أو اخوانه يخطبون له وكان يوجد عندنا نظام الخطابة، والمهور بالنسبة للدخل كانت عالية، اما بالنسبة لزواجي فكان المهر الذي دفعته اربعمائة جنيه مصري وثلاثمائة جنيه مؤخر الصداق وعندنا المقدم والمؤخر يدفع في حالة الطلاق، ولكن اذا طلبت الزوجة الطلاق فليس لها أي شيء من المؤخر لأنها هي التي طلبت الطلاق، أما بالنسبة لمراسم العرس فكتابة عقد الزواج في البيت وبعد ذلك تطورت العملية وصارت في المسارح والفنادق بحضور والدي الزوجين والمقربين من العائلة، أما أولادي فهم أول بنت رولا وهي دكتورة تعمل في دبي والثانية مهندسة متزوجة وحاصلة على الجنسية الكندية والثالثة خريجة هندسة معمارية والرابعة هندسة كهرباء قسم اتصالات والخامسة زوجة عايد الذايتي وعندي ولد واحد مريض والحمدلله على كل حال والولد تعلم ويعتمد على نفسه.

نصائح

وأخيرا فالتعليم هو سلاح ذو حدين فلا يوجد تمييز بين الرجل والمرأة والمرأة المتعلمة العلم هو سلاح لها، فالدنيا قوسان القوس الأول الولادة والقوس الثاني الموت فاصنع بينهما شيء نافع ومهما كنت مثاليا فستجد من يكرهك حتى الملائكة تكرهها الشياطين، واعمل بصوت هادئ غدا يتحدث عملك عنك بصوت مرتفع، ولا تؤجل ابني الطالب عمل اليوم إلى الغد.

حاول بل يجب عليك مراجعة ما درسته لكل المواد المهمة مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، ويجب عليك ان تحضر للدرس القادم او الاطلاع على ما سيناقشه المدرس في الحصة المقبلة، مع التأكيد على المتابعة الأسبوعية الدائمة حتى تكون اكثر تفاعلا مع المادة ومدرس المادة، وأكرر ان مادة الرياضيات سيدة العلوم ولكنها خادمة للفيزياء، فنحن في عصر التكنولوجيا والتقدم الذي حصل فيه بسبب الفيزياء.
 
563674-440894.jpg

الرحالة محمد عقيل مسلم
563674-440912.jpg

محمد عقيل مسلم متحدثا للزميلة هالة عمران (هاني عبدالله)
563674-440905.jpg

رئيس وزراء تايلند يقلد الرحالة محمد مسلم وسام الشجاعة
563674-440904.jpg

الدراجة التي تتواجد حاليا في المتحف البريطاني والتي استخدمها محمد عقيل في جولته العالمية
563674-440907.jpg

محمد مسلم يتزود بالوقود
563674-440884.jpg

محمد عقيل مع رئيس وزراء باكستان
563674-440898.jpg

استقبال حافل للرحالة محمد عقيل لدى عودته الكويت
563674-440901.jpg

محمد عقيل مع رئيس وزراء الهند
563674-440896.jpg

استقبال الرحالة في لبنان في الخمسينيات
563674-440888.jpg

مايكل روكفيلر ابن حاكم نيويورك الذي رافق ابو مسلم في رحلته في غابات غينيا
563674-440895.jpg

كلمة لمحمد عقيل من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد حينما كان سموه وزيرا للإرشاد
563674-440908.jpg

..وكلمة من سمو الشيخ سعد العبدالله
563674-440891.jpg

الامبراطور محمد رضا بهلوي بإيران
563674-440889.jpg

كلمة رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو
563674-440885.jpg

صحيفة افغانستان
  • أول عربي يدخل الجزائر بعد الاستقلال ودراجته موديل 1922 موجودة بالمتحف البريطاني وقابل 132 من رؤساء وملوك دول العالم وتعرض للموت مرات عديدة
  • حلقت بطائرة اشترك معي في صناعتها من الخردة مهندس أميركي وحققت 318 ساعة طيران
  • ظللت في مياه البحر بفيتنام 21 يوماً أشرب ماء المطر وآكل السمك حتي أنقذني قارب صيد ياباني
  • قابلت جون كيندي وسألني هل مازلتم تعيشون في بيوت الشعر؟.. وكتبت الصحف الأميركية عن جرأتي
  • تعرفت على ابن حاكم مدينة نيويورك مايكل روكفيلر وفي غابات غينيا أكله أفراد قبيلة متوحشة أمام عيني
  • قابلت ملكة بريطانيا ورئيس وزراء الهند ومنحني عبدالناصر ميدالية النيل وأعطاني عبدالسلام عارف ميدالية تقدير لشجاعتي والتقيت الإمام أحمد ملك اليمن قبل وفاته
حوار: هالة عمران

رغبته في اقتفاء اثر ابن بطوطة، ومشاهدة العالم بمختلف أجناسه، وفك لغز الكرة الأرضية، والتحدي للألماني هونز برجا كانت دافعه للمخاطرة وقبول التحدي على دراجة هوائية موديل 1922 كانت مصنوعة للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، انطلق من الكويت عام 1958، مبتدئا من الكويت الى ايران ومنطلقا الى افغانستان عابرا اوروبا، ومتوجها الى الاتحاد السوفييتي، خلال رحلة استمرت 9 اعوام، زار خلالها نصف اوروبا بسيارة برمائية، وصمم طائرة حلق بها 318 ساعة طيران، تعرض للعديد من المواقف الصعبة، وواجه الموت مرات عديدة، لكن التحدي هون الصعاب، قابل معظم رؤساء وملوك دول العالم، دعاه الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي على الغداء في بيته، بعدما أعجب بجرأته، سأله امبراطور اليابان عن الكويت، ومنحه الزعيم جمال عبدالناصر ميدالية النيل لشجاعته، وكتبت عنه كل صحف العالم، دخل محرقة الهندوس، وزار قبر غاندي، وفي غابات الامازون اكلوا امامه ابن حاكم نيويورك مايكل كلارك روكفيلر، تطوع مع المجاهدين الجزائريين في الحرب على فرنسا، فوضعوا اسمه بالنصب التذكاري، يحلم بالعيش في مدينة المعمرين التي تقع فيما بين الحدود بين الصين وباكستان واسمها «هونزبرجي» يصل اعمار سكانها الى 150سنة، انه الرحالة الكويتي محمد عقيل مسلم الذي أجرينا معه هذا الحـوار الشائــق، التفاصيـل في السطور التالية.


في البداية، هلا حدثتنا عن رحلتك حول العالم على دارجتك الهوائية وما الهدف الذي كنت ترجوه منها؟

٭ كانت بداخلي رغبة في اقتفاء اثر ابن بطوطة الرحالة العربي، وتأليف كتاب استكمالا لرحلاته، والجانب الآخر مشاهدة العالم بمختلف الأجناس، ورؤية الكرة الارضية، كنت أتساءل كيف نعيش على هذه الكرة ولا نقع من فوقها، ومن هنا بدأت الفكرة تتبلور برأسي، حتي جاء للكويت الرحالة الالماني هونز برجا واثناء جولته حول العالم مارا بالكويت أقام خيمته بثانوية الشويخ، كان عمري وقتها 16 عاما، قابلته وتحدثت معه عن رحلته، عن البلدان التي مر بها، ومدتها، وقلت له انني سأقوم برحلة حول العالم، فقال لي انتم شعوب النفط المترفة لا تتحملون مثل هذه الرحلات الشاقة، فتحديته وطلبت منه ان يتنازل عن ميداليته الخاصة اذا قمت بالرحلة فوافق، وبالفعل ذهبنا لرئيس النجدة آنذاك عبدالسلام شعيب والقنصل البريطاني وشركة امين اويل ليكونوا شاهدين على الاتفاق، وتم توقيع ورقة التنازل، واحتفظت بها.

318 ساعة طيران

هل كانت دراجتك الهوائية هي الوسيلة الوحيدة في رحلتك حول العالم؟ وما مصيرها؟

٭ قمت بالطواف حول الكرة الأرضية بدراجتي لمدة 6 سنوات، وزرت نصف أوروبا وآسيا بسيارتي البرمائية، واستكملت الطواف بطائرة اشترك معي في صناعتها مهندس اميركي، وكانت من الخردة، كانت عبارة عن ماكينة 6 سلندر، واستخرجنا رخصة من جنوب افريقيا، وحققنا 318 ساعة طيران، كان ذلك عام 1969، حلقت فوق اميركا وسقطت بنا الطائرة في منطقة اوكراينا حاليا، في بحيرة، فقد استخدمت كل الوسائل في الطواف حول العالم. دراجتي موجودة بالمتحف البريطاني ومسجل عليها، الرحالة الكويتي محمد عقيل مسلم.



كم عدد البلدان التي زرتها وما المدة التي استغرقتها في الطواف حول العالم ومن أين بدأت رحلتك حول العالم؟

٭ الرحلة كانت صعبة، استغرقت 9 اعوام، ركبت دراجتي موديل 1922 وكانت مصنوعة للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية في الثاني من شهر فبراير مبتدئا من الكويت ثم ايران وافغانستان وعبرت الى اوربا، ثم الاتحاد السوفييتي وعدت بنفس الطريق فزرت اليمن، حضر موت، قطر، الشارقة، فرأس الخيمة، ابوظبي، والبحرين، وتوجهت لأفريقيا، ليبيا، تونس، مراكش، اسبانيا، فرنسا، انجلترا، بلجيكا، ، وكنت اول عربي يدخل الجزائر بعد استقلالها، وحرصت على مقابلة رؤساء الدول التي زرتها وعدد من المسؤولين في كل دولة، قابلت عبدالسلام عارف، وشجعني على مواصلة الرحلة، وقتها كنت ادرس بالجامعة وأعود وقت الامتحانات.



حدثنا عن المصاعب التي واجهتك وما أطرف المواقف التي تعرضت لها؟

٭ في افريقيا اعترضتني قبيلة من القبائل المتوحشة، وسلبتني كل ما املك حتى ملابسي، في غابات غينيا التي كانت جزءين، احدهما تابع لإندونيسيا والآخر لأستراليا، كنا في الـ 12 ظهرا كأننا في منتصف الليل من كثافة الأشجار، وضعت بوصلتي مع الساعة فأخذتني البوصلة عكس الطريق، لمدة 17 يوما بالغابات، مررت بالعديد من القبائل وكنت اتزود منهم بالماء والطعام، وأثناء السير وجدت شابا احمر الوجه وبيده مسدس طلب مني طعاما، علمت فيما بعد انه أميركي يدعى مايكل كان في رحلة تابعة لجامعة هارفارد الأميركية ضل طريقه وسط الغابات وتخلف عن الرحلة، وأكملنا السير معا وفي اليوم الثاني للقائي معه، قابلنا اناسا كانوا قصيري القامة ومشعرين يتسلقون الأشجار مثل القرود، خاف منهم مايكل، اطلق عليهم النار حتى نفدت الذخيرة، امسك بنا الباقون منهم وأخذونا إلى منطقة أخرى حيث توجد منازلهم وسط الأشجار، وفي منتصف المنازل مكان مخصص لحفرة كبيرة من النار، امسكوا مايكل ووضعوه على الأرض وربطوه جيدا، وجاء كبيرهم في السن، كان شعره ابيض، وأخذ يضع أحجارا على النار منتصف الحفرة وعندما تصبح شديدة الحمرة، يضعها على جزء من جسم مايكل ثم يأكل، وبدأ الآخرون يفعلون مثله حتى انتهى أمره.

أما انا فكنت مربوطا في شجرة مليئة بالأشواك، اذا حاولت التحرك فسأصاب بالشلل، من دون طعام ولا ماء، حتى فقدت الوعي تماما، واستيقظت على صوت طلق ناري، عرفت فيما بعد ان والد مايكل حاكم مدينة نيويورك كلارك روكفيلر كان يبحث عنه، فقام باستئجار مجموعة مسلحة دفع لهم 2 مليون دولار للبحث عن ابنه، وعندما استيقظت وجدتهم يقولون لي انت مايكل، فقلت لهم اسمي محمد، وظللت بمستشفى سيدني لمدة شهر، وزارني والد مايكل شرحت له ما حدث لنا، وطلب مني المساعدة للوصول الى عظام ابنه وبالفعل ذهبت معه للمكان نفسه، وقد سجلت الخريطة التي صدرت من اليونيسكو بإدارة الجغرافيا اسمي على المنطقة التي اكتشفتها، وهي بحجم 25 كيلومترا مربعا، وسجل عليها انها اكتشفت بمعرفة الرحالة الكويتي محمد عقيل مسلم، بكل ما فيها من أشجار وحشرات وسلمتها الى قسم الجغرافيا في اليونيسكو، وبعدما تعافيت كان علي مواصلة الرحلة وكنت متوجها الى جبال عاد في عمان.

الربع الخالي

حدثنا عن تجربتك في منطقة الربع الخالي؟

٭ تعتبر من أشد المناطق قساوة خاصة بين أمواج الرمال المتحركة، كنت على وشك الرجوع وأنا على بعد 4 أمتار من المنطقة، لكن حب الفضول والاكتشاف دفعني الى المواصلة، لولا رحمة ربي، لم استطع الدخول فقد خشيت على المخاطرة بالمعلومات التي اكتسبتها ان تضيع، ليستفيد الشباب العربي من رسالة كشاف.



عشت في الماء 21 يوما.. هل يستطيع احد العيش في المياه كل هذه الفترة.. من أين لك هذه المقدرة؟

٭ هو توفيق من الله اولا وقبل كل شيء، في اثناء تواجدي بمنطقة كوريا جولف الشيوعية التي تقع بين فيتنام وتايوان، ولأن عبوري من هذه المنطقة سيعرضني لمشكلات، فكرت في العبور بمنطاد بحر، وفعلا عندما وصلت فيتنام اصطدمت بسفينة، غرق المنطاد وظللت بالماء 21 يوما أشرب ماء المطر وأكل السمك، وأنقذني قارب صيد ياباني، أخذني الى كوريا الجنوبية.

الهند بلاد العجائب

زرت مقبرة غاندي ورأيت محرقة الهندوس.. هلا حدثتنا عن رحلتك إلى الهند؟

٭ عند دخولي مقبرة غاندي وجدتها عبارة عن مربع كبير يعلو عن الارض 90 سم، الى جانبها صندوق حديدي لوضع التبرعات فيه، وزرت قبر الرجل الذي صنع استقلال الهند وهدم تمثال الاستعمار الانجليزي، وفي طريقي مررت بمبنى السفارة الأميركية الضخم، ومبنى البرلمان الهندي، وقابلت أبي الحسن الندوي الرجل الذي عاش حياته يطالب بحقوق المسلمين الهنود، وتوجهت الى محرقة الهندوس، حيث تحرق جثث الأموات، ورأيت أطيافا من الديانات، وفي اليوم الثالث من وصولي الى بومباي وصل صاحب السمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم وذهبت لزيارته، وكانت يده الكريمة لها الفضل في محو كل ما قابلته من متاعب وجددت عزيمتي لاستكمال رحلتي.



التقيت رؤساء وزعماء العالم خلال رحلتك... كيف كان لقاءك مع الرئيس الأميركي جون كنيدي؟

٭ في ذلك الوقت لم يكن للكويت سفارة في أميركا، طلبت زيارته ذهب معي السفير المصري آنذاك، وأخبرني بأن مدة المقابلة 5 دقائق، دخلت وكان جالسا على كرسي مكتبه، ألقيت عليه السلام فرد علي، ونظرت الى ساعتي وقد انتهي الوقت المحدد للمقابلة، طلب مني الجلوس، وقال لي هل صحيح العرب يعيشون في بيوت الشعر ويستحمون مرة واحدة ويركبون الجمال؟ فقلت له: نعيش في بيوت الشعر ونركب الجمال لكننا أنظف شعوب العالم لان ديننا الإسلامي فرض علينا الاغتسال 5 مرات في اليوم للوضوء، ولكن انتم قراصنة بالبحار تذبحون بعضكم، وكل العلوم التي تعلمتموها من عندنا، تبسم قائلا «ما سمعته عن شباب العرب من الشجاعة والجرأة صحيح»، وقتها كان موعد الغداء فدعاني لتناول الغداء معه في بيته بحضور زوجته جاكلين، رفضت أركب سيارته وذهبت بدراجتي، وقتها كتبت عني الصحف الأميركية وعن وجرأتي مع الرئيس.



ما قصة الوفد الياباني الذي جاء الى الكويت يحمل صورتك على دراجتك ويبحث عنك؟

٭ فوجئت بهم في الكويت يبحثون عني لإجراء مقابلة من خلال ارشيف المعلومات الذي وجدوه عني بالتلفزيون الياباني فترة الستينيات فقد تقابلت مع أمبراطور اليابان اثناء رحلتي وقال لي: صف لنا الكويت، فأجبته بأنها مدينة صغيرة ووصفت له حدودها الجغرافية، كان مستمعا جيدا، العجيب اننا كنا نبيع البترول لليابان وامبراطورهم لا يعرف الكويت، كان مستمعا جيدا، أهداني ميدالية وراديو وكاميرا ومسجلا يسجل لمدة 9 ساعات، وألبوما للصور.

مدينة المعمرين

طفت العالم خلال رحلاتك، ما البلد الذي تمنيت العيش فيه؟

٭ مدينة المعمرين تقع على الحدود بين الصين وباكستان اسمها «هونزبرجي» يصل اعمار سكانها الى 150 سنة، يعيشون حياة بسيطة ويتمتعون برفاهية عقلية وجسدية، يأكلون الطيور والفواكه، مسلمون، يعرفون العالم، ولديهم ملك يحكمهم، يعمل في أرضه مثلهم، وعندما زارتهم طبيبة بريطانية لم تجد عندهم مريضا فقررت العيش معهم. لم أشاهد لديهم سوى تلفاز واحد يفتح للجميع في بيت الملك، لهم عادات وتقاليد، ليست لديهم عملات نقدية، يعتمدون على التبادل والمقايضة، في أثناء زيارتي لها عام 1960 كانت تابعة لباكستان.



ما قصة اسمك على النصب التذكاري في الجزائر؟

٭ تطوعت مع المجاهدين في حرب الجزائر مع فرنسا، وكنت اشارك في نقل الأسلحة من مصر عبر الصحراء الليبية ونقوم بتوزيعها، واحيانا اشارك المجاهدين في ساحات القتال، وفي ليلة الاستقلال كنت متواجدا بالثكنة الفرنسية وحدث انفجار راح ضحيته مجموعة كبيرة من طلاب الكلية الفرنسية، تصور البعض انني استشهدت لكنني وقعت في البحر وظللت اسبح حتى وجدت باخرة صيد، وعندما سألوني اخبرتهم انني رحالة كويتي، بعدها علمت انهم وضعوا اسمي على النصب التذكاري للشهداء، وطلبت منهم مسح اسمي لكنهم رفضوا، ودعاني رئيس الجمهورية ومنحني ميدالية جزائرية في الشجاعة وعرض علي الجنسية الفخرية، لكنني رفضت.

750 جنيها استرلينيا

من قدم لك الدعم المادي في هذه الرحلة الطويلة؟

٭ اثناء تواجدي في نيوزيلندا وجدت الماسا، وكنت أبيع للأميركان والفرنسيين والبريطانيين سموم الأفاعي وبعض النباتات النادرة، خلال السفرات للدول التي أزورها، وكنت اكتب تقارير عن الأماكن التي ازورها ويتم نشرها مقابل المال، فقد بدأت رحلتي بـ 750 جنيها استرلينيا ورجعت من رحلتي بمليون دولار.



ما الهدف الذي حققته من خلال هذه الرحلة التي اتسمت بالمخاطر؟

٭ دحضت الأضاليل اليهودية وحصلت على ميدالية الرحالة الألماني الذي تحديته (هونز برحا)، فقد التقيت خلال رحلتي 132 ملكا ورئيس دولة على مستوى العالم ولدي ميداليات من جون كيندي وملكة بريطانيا، وقابلت رئيس وزراء الهند ومنحني الزعيم عبدالناصر قلادة النيل، ومنحني عبدالسلام عارف ميدالية تقديرا لشجاعتي، ونلت التقدير منهم، وقابلت الإمام أحمد ملك اليمن قبل وفاته، وكنت أول عربي يدخل الجزائر بعد الاستقلال، فأنا كشاف أريد ان أرضي هوايتي الكشفية وأثبت للعالم ان العرب كانوا رواد التنقل ومنهم ابن بطوطة، ومازال فيهم حتى اليوم من يخاطر بحياته في سبيل المعرفة.



ذكرت انك تحديت الرحالة الأميركي الذي زار الكويت في الخمسينيات، بعدما نجحت كيف حصلت على ميداليته؟

٭ بعدما انهيت رحلتي حول العالم ذهبت إلى ألمانيا لمقابلته ومعي ورقة التنازل، وبالفعل وجدته وعندما طلبت منه تنفيذ الاتفاق قام بطردي من منزله وأخذ مني ورقة التنازل وقطعها، كانت صورة طبق الأصل، فقد احتفظت بالنسخة الأصلية، رفعت دعوى بالمحاكم الألمانية وبعد عدة جلسات حكمت لي المحكمة بالحصول على ميداليته، وقد أهديتها الى جامعة الدول العربية ومازالت موجودة بالجامعة.


عراة يسكنون جبال عاد في عمان أخذوا مني الراديو وجردوني من كل ما أملك

لدى سؤاله عن مروره بجبال عاد في عمان وما حدث له في هذه الرحلة الخطرة، قال الرحالة محمد عقيل: صعدت الى الجبل وعندما أردت التخييم للنوم وجدت نفسي محاطا بقوم عراة لا يختلفون عن الأقوام البدائية في تاريخ الجنس البشري، حاولت التحدث معهم باللغة العربية فلم يفهموني، اقتادوني الى قريتهم التي كانت عبارة عن مغائر وسط الجبال، مزقوا ثيابي، وحاول أحدهم لبس قميصي في قدمه والآخر في رأسه، أخذوا الراديو الترانزستور الذي كان معي وحطموه، ظللت عاريا طوال الليل، أخذوا كل ما أملكه وأرغموني على مشاركتهم جنبا الى جنب، وغطوني بجلد تفوح منه رائحة كريهة وفي الصباح بعدما ناموا هربت فوجدت نفسي بالقرب من مجرى مائي ارتميت للشرب وبحثت عن شيء يستر عورتي حتى رأيت اطفالا ينظرون الي على مسافة لكن بحذر وخوف، اقتربت منهم وبدأت أتحدث اليهم بالعربية واطلب المساعدة، وقتها اطمأنوا وأعطوني ملابس وأكملت السير معهم الى بيت كبيرهم يدعى السيد برشود الذي اكرمني كعربي وقضيت عندهم ثلاث ليال، وتحدثت معهم عن رحلتي، كانوا لا يعرفون شيئا سوى الكتابة والقرآن، تحدثت معهم عن الكويت وواصلت الرحلة بعدما بعث إلي الميجر الانجليزي مدادا من رجاله لاستعادة اوراقي وشراء كاميرا وراديو، وعلمت فيما بعد أنهم قوم بدائيون يحرقون جثث موتاهم ويقطعون لحم فريستهم بالحجر، ومنقطعون عن العالم، لقد نجوت منهم بأعجوبة إلهية.


في غابات الأمازون وردة تفترس البشر وحية متوحشة في ماليزيا تعيش مع السكان

من أطرف وأخطر ما مر به الرحالة محمد عقيل في رحلاته حول العالم ما مر به خلال زيارته لأميركا الجنوبية خاصة غابات الأمازون والاكوادور. عن هذه الرحلة الخطرة والغريبة والممتعة في آن معا يقول: غابات الامازون مليئة بالعجائب من النباتات والأشجار والمناظر الطبيعية، رأيت وردة جميلة ذات رائحة زكية، عمقها يصل إلى 4 امتار تحت الأرض، قرأت عنها سابقا، بمجرد لمسها تقبض على الإنسان وتعصره حتى يموت، ثم تكسر عظامه، لذلك كنت أحرص على القراءة عن الأماكن التي أقوم بزيارتها لأخذ الحيطة.

صنعت حذاء من الالمنيوم لحماية قدمي، وشاهدت النمل المتوحش الذي يأكل البشر، ورأيت عجائب الدنيا في الأنهار التي تعيش فيها اسماك تأكل الإنسان في اقل من لمح البصر، ومن اطرف ما شاهدت في ماليزيا وانا اسير بدراجتي رأيت حية متوحشة تسير وسط الناس طولها عرض الشارع 13 مترا، وعندما سألتهم الا تخشونها، فقالوا انهم كل 25 يوما يقدمون لها البقر والغنم والحيوانات المريضة، واذا جاعت ابتلعت كل شيء أمامها.a
 
حجم الخط
558716-511583.jpg

د.أسامة الجمالي
558716-511586.jpg

اسامة الجمالي متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
558716-512156.JPG

..وفي حفل تخريج طلبة الكلية الأسترالية في الكويت عام 2010
558716-512152.jpg

مع أمين عام منظمة أوابك عباس نقي عام 2010
558716-512148.JPG

مع كل من فخري شهاب ورئيس قسم الفيزياء بجامعة هارفارد ريتشارد ويلسون عام 2003
558716-512154.jpg

في الكلية الأسترالية في الكويت عام 2011


  • تعلمت في مدرسة السعدون النموذجية
  • تخرجت في جامعة كولومبيا الأميركية والوالد أول عراقي يحصل على الدكتوراه منها
  • أبي أحضر درويش المقدادي إلى بغداد ليعمل مدرساً ثم انتقل إلى الكويت وصار مديراً للمعارف
  • عملت مدرساً في أميركا لمدة 10 سنوات بالمنطقة الشمالية من نهر بوسطن
ضيفنا هذا الأسبوع من الوافدين العرب الذين قدموا إلى الكويت في النصف الثاني من القرن العشرين بحثا عن فرص أفضل وليشاركوا إخوانهم في الكويت في مسيرة التنمية.

وجاء في عام 1974 بسبب تخصصه في الاقتصاد.

والده عراقي وأمه أميركية مولودة في كندا وهي أول من فتح روضة أطفال لاسيما للمعاقين ذهنيا في العاصمة العراقية بغداد.

يحدثنا خلال هذا اللقاء عن ذكرياته حول ما مضى من أحداث منذ كان صغيرا وتعليمه وتخرجه وعمله.

ويتكلم عن والده ووالدته وبعض ما مر بحياتهما من أحداث.

وتخرج في جامعة كولومبيا التي تخرج فيها والده، وحصوله على الدكتوراه ، وعمله في ليبيا، وكذلك التدريس في أميركا لمدة عشر سنوات، وعمل في بنك الرافدين ثم انتقاله إلى بيروت، وكذلك شغل منصب محلل اقتصادي في إذاعة لندن، كل هذه الأمور وغيرها يتطرق إليها من خلال السطور التالية.

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في بداية اللقاء تحدث د.أسامة فاضل الجمالي عن والده ومولده وبداياته قائلا: والدي محمد فاضل الجمالي، كان رئيس وزراء العراق في عهد الملك فيصل الثاني، وأما أنا فقد ولدت يوم 23 سبتمبر 1936 في قرية برمانة في الجمهورية اللبنانية، ووالدتي أميركية مولودة في كندا ووالداها أميركيان وكانت تمضي الصيف في لبنان وهي من فصيلة سلمية تؤمن بالسلم، وأفراد عائلتها لا يشاركون في الحروب، ومن ثم نقلت الى مدينة بغداد «ولدت بثلاث جنسيات» العراقية والأميركية واللبنانية.

والدي عراقي ووالدتي أميركية، نشأت في بغداد، والوالد استأجر بيتا من الشيخ محمد مهدي كبّه على شارع أبونواس في منطقة تسمى «بستان كبَّه»، وكنت أمشي من شارع أبونواس الى شارع السعدون وأطلع الى مدرسة السعدون النموذجية، وتعلمت فيها من الروضة والتمهيدي، وكانت نشأتي في بغداد، وتحيط ببغداد مناطق سكنية قديمة.

كنت أستخدم الدراجة وكانت هناك مدارس خصوصية وتوجد مدرسة مدام عادل وهي سيدة لبنانية حضرت الى بغداد مع زوجها وأسست المدرسة، وكان مستوى المدرسة جيدا كما كان النظام صارما، وكنت أذهب الى المدرسة مشيا على الاقدام ذهابا وإيابا.

وعن نظام التعليم قديماً في بغداد يقول: رياض الاطفال والتمهيدي والمتوسط 3 سنوات، وبعد ذلك التعليم الثانوي لمدة سنتين، ثم التعليم الجامعي.

التعليم الثانوي

يتحدث الجمالي عن تعليمه في المرحلة الثانوية فيقول: التحقت بثانوية خاصة تأسست في بغداد عام 1933 من قبل الرهبان الكاثوليك المسيحيين تخصصهم التعليم، وكانت تلك المدرسة التعليم فيها علمي، فما كان امامي الا اختيار تلك الثانوية (العلمي)، وكانت مصاريف كل عائلة على قدر الحالة المالية، وكانت المدرسة تعطي منحا كثيرة ومساعدات للعوائل المسيحية، وكان القسم الداخلي مخصصا للطلبة الذين يحضرون الى بغداد من المناطق الاخرى.

المدرسة مؤسسة منذ سنوات طويلة، الوالد رحمه الله انتقل الى شمال بغداد ويوجد جسر من الدوب (سفن حديدية متلاصقة يعرف بجسر الأئمة) من تلك الفترة الوالد سافر، فاشتريت دراجة بأربعة عشر دينارا من مصروفي الشخصي الذي وفرته يوميا، وكان الذهاب من الصباح حتى العصر (دوام واحد) وأتغدى في الكانتين، وأعود الى المنزل بواسطة الدراجة، وكانت الدولة في ذلك الزمن مهتمة بالتعليم الاهلي، منذ عام 1921 كان في الحكم الملكي توجد ثانويتين في بغداد واحدة في الكاظمية والثانية في بغداد.

والدي عمل على انتشار وفتح مدارس في العراق كله، وحاول أن يكون التعليم للجميع سواسية، وكانت الامية منتشرة بين المواطنين ولا توجد سوى كلية الحقوق منذ عام 1908 أيام الحكم العثماني من الدستور العثماني الجامعة المستنصرية مبناها منذ الدولة العباسية، وإن شاء الله يكون المبنى موجودا لأني منذ أن تركت العراق وحياتي بالخارج.

الجامعات كثيرة حاليا لكن عام 1958 جميع الكليات جمعت وكونوا منها جامعة بغداد ورئيسها د.متى عكراوي وزوجته لبنانية نجلاء طنوش وكان المدرسون والمدرسات من فلسطين ومن لبنان وسورية كانوا يدرسون في العراق وصار بينهم زواج، وكلية الطب من ايرلندا، ولكن مع انقلاب عام 1958 انتهى عمل الاجانب في الكليات العراقية، الكيان السياسي للعراق معادلة حديثة جدا منذ عام 1921 أول حكم ملكي للعراق.

كان هناك مدرس عراقي بالثانوي اسمه جورج عبوش يدرسنا «اجتماع» والاستاذ طقطق وعلي طالباني وعبدالقادر وجميل ترجم هاملت كان لي اهتمام بالهندسة واتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، أكملت الثانوية العامة، والوالدة قالت انت لا ترغب في الهندسة، تحب تبني ولكن لا تحب تهدم، قالت اخوالك الأميركان يعملون بالمصارف (ثلثين الوالد على خواله).

قالت انت التحق للعمل في بنك الرافدين في بغداد وبعد ذلك نقلوني الى بيروت بنك الرافدين، في الشتاء العمل خفيف، اتصلت على مدير البنك محمد علي شلبي وطلبت منه اجازة دراسية من دون راتب وخاصة في الشتاء وأرجع للعمل بالصيف فالتحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت.

أنهيت دراستي الجامعية وتخصصي الرئيسي اقتصاد وعلوم سياسية وفلسفة، وقتها كانت بداية رئاسة ايزانهاور، أعدت سنة رابعة لأنني ضعيف باللغة العربية، ونجحت والتحقت بالعمل.

أول عمل

عن أول عمل بعد الثانوية يقول الجمالي: بعدما أنهيت الدراسة الثانوية التحقت بالعمل في بنك الرافدين وبعد ذلك نقلت الى فرع بيروت وبعدما أنهيت اجازتي الدراسية رجعت الى نفس البنك ونقلت الى لندن وعينت بدلا من موظف قد سبقني الى لندن وبعد الزواج عدت الى بغداد فعينت بدلا منه في لندن في بنك الرافدين، أمضيت 10 شهور في لندن وصار انقلاب عسكري في بغداد 14 يوليو عام 1958 وبعد قليل علي شلبي أخذ اجازة وثلاثة من الأصدقاء مديرون بالوكالة، في تلك الأثناء وصلتني برقية من بغداد موقّع من ثلاثة نصها تنهي خدمات أسامة الجمالي، ذهبت الى المدير ليرجعني الى بغداد قال ما عندي أوامر فخرجت من عنده وتوجهت ابحث عن عمل فوجدت العمل في الإذاعة البريطانية، عمل تحليل اقتصادي ولكن لم التحق، اعرف جماعة اسمهم جماعة التسلح الخلقي، اشتغل معهم في سويسرا كل صيفية في مقرهم الدولي وعندما كنت في سويسرا وصلتني مكالمة من نيويورك من بنك خاص من البنوك الراقية المهتمة بالاستثمارات.

رئيس البنك سبق انه متعرف على الوالد في إحدى رحلاته الى نيويورك، فعرض علي العمل في نيويورك وسافرت الى لندن من سويسرا واعتذرت للجماعة وأبلغتهم بأنني مسافر الى أميركا، جامعة كولومبيا تخرج منها والدي وهو أول عراقي يحصل على الدكتوراه منها.. الرئيس لجامعة كولومبيا اتصل وعرض علي أن أدرس فيها وقال ما رأيك أن تلتحق بالجامعة وتأخذ منها الشهادة العليا الدكتوراه، فقلت له إذا استطيع الدراسة والعمل ما عندي مانع فالتحقت بكلية التجارة في كولومبيا، وسكنت الجامعة وكل صباح استخدم الايندجراوند انزل آخر مانهاتن.. ورتبت العمل مع الدراسة ووفقت بين الاثنين وحصلت على الماجستير بإدارة الأعمال اختصاص اقتصاد وفي يوم من الأيام حضر عندي نائب رئيس البنك وقال التقيت برجل عربي مصرفي في اجتماع الصندوق الدولي وبنك النقد واجتمعنا بشقته وعرفني عليه في جلسة بالشقة ودخل علينا رجل بالسلام الحار والقبلات ويقول والدك أخونا.. المهم جلسنا واسمه علي نور العنزي محافظ بنك ليبيا المركزي.

كان الوالد سبق أن اشتغل في ليبيا وكان السيد علي العنزي له معرفة سابقة مع الوالد من تلك الحركات.

علي نور العنزي كان أول وزير للمالية وصار محافظا للبنك وبعد العشاء دعاني الى ليبيا بشرط أن أنهي دراسة الدكتوراه فاتفقنا مع البنك الفيدرالي في نيويورك للتدريب عندهم لمدة 6 شهور في قسم الأبحاث، كان البنك الليبي مكون من قسم للأبحاث وعنده فرع تجاري وجميع البنوك في ليبيا بنوك أجنبية.

أنهيت التدريب مع البنك الفيدرالي وبنفس الوقت سمع د.علي أحمد عتيقة بخبر بقدومي الى ليبيا، فقال ان بعض العرب يكرهون الجمالي، وسافر علي عتيقة الى نيويورك والتقيته في البنك. الواقع أمضيت 4 سنوات حتى أكملت دراسة الدكتوراه.

المدير في كولومبيا قال ان الامور قد تبدلت وتعايشنا مع بعض وقال عندي مدرسة والمدرسة اسمها مدرسة فلاشر للقانون والديبلوماسية وهي اول مدرسة للعلاقات الدولية في الامم المتحدة، وكان عدد الطلبة فيها سبعين طالبا وممنوع زيادة العدد فيها ويمكن ان يسجلوا مع مدارس اخرى، تلك المدرسة متميزة جدا وصلتني رسالة من مدير مدرسة فلاشر واعطوني تأشيرة اميركية للسفر لأميركا ولا يمكن ان يعطوني فيزا على الجواز العراقي بل أعطوني على الجواز الأميركي، والسفير قال توعدني اول ما تصل الى بوسطن نأخذ جوازك الأميركي.

في اميركا لا مانع عندهم من ان تحصل على جنسيتين في نفس الوقت، سافرت الى اميركا ودفعت القسط الاول للسنة الاولى وداخل الصالة ناداني مدير الكلية وقال ما رأيك ان تدرس.

التدريس في أميركا

عمل ضيفنا مدرسا جامعيا في اميركا لمدة 10 سنوات يقول عنها: اشتغلت مدرسا في اميركا لمدة 10 سنوات في جامعة في المنطقة الشمالية من نهر بوسطن وكنت مدرسا وفي الوقت نفسه أعد للدكتوراه، أنهيت شهادة الدكتوراه بأطروحة عن البنوك المركزية في الدول النامية وكان المشرف على الدكتوراه هو الدكتور دون همفري وقال لي اكتب عن اميركا لماذا اسعار الفائدة عالية في بلد فيه رأسمال؟

وفي عام 1964 كانت منظمة الفحم والصلب قائمة حيث تأسست عام 1953 وهي اللبنة الأولى لتطور السوق الأوروبية.

المجيء إلى الكويت

عن قدومه الى الكويت يقوله الجمالي: عام 1974 في شهر فبراير وصلتني رسالة من الكويت كان د.علي أحمد عتيقة بعثها لي وسبق ان عملت معه 4 سنوات في ليبيا بمعنى بيننا سابق معرفه بالعمل، فيما بعد صار امين عام الأوابك.

قال احضر وألقي علينا محاضرة عن دور منظفة الفحم في تكوين السوق الأوروبية ودور الفحم كان النفط له دور كبير والأوابك لها دور كبير في الاقتصاد العربي، حضرت الى الكويت وألقيت المحاضرة وألحقتها بورقة صارت علاقة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي، رجعت الى اميركا وانعقدت الجلسة عن الاطروحة وشرحت لهم عن موضوع الاطروحة بعد ذلك رجعت الى الكويت والتحقت بالأوابك وهو اول عمل التحقت به، د.عبدالفتاح اسماعيل قال دكتور اسامة انت مكانك هنا في الكويت ان تعمل مدرسا، كانت لي علاقة مع دكاترة الكويت ففي عام 1973 وفد كويتي حضر الى اميركا وهم د.حسن ابراهيم ود.سيف عباس وانور النوري كانت الفكرة ان يكونوا وحدة دراسات عليا.

حضروا الى «فلاشر» وحدة الدراسات العليا كانت على اساس تدريب الشباب الكويتي على علم الفوائض النفطية، بتلك السنة تم تأميم النفط العربي في العراق والكويت، عملنا لذلك الوفد نظاما للدراسة، وقلت لهم عندي التزام مع الأوابك في الكويت، عرفت د.حسن الابراهيم على د.علي احمد عتيقة ولكن المشروع انتهى واشتغلت في الكويت في منظمة الأوابك.

العمل الحالي

عن عمله في الوقت الحالي يقول ضيفنا: حاليا أعمل مستشار رئيس مجلس أمناء الكلية الاسترالية في الكويت د.عبدالله عبدالمحسن الشرهان وهو صديق قديم، رجل مفكر عمل على فيما تحتاج الكويت وله علاقات مع استراليا وتعرف على الدراسات في استراليا، وأسس الكلية الاسترالية في الكويت.

حياة الوالد

يتحدث الجمالي عن والده حيث يقول: والدي محمد فاضل الجمالي ولد في بغداد من اسرة ترجع اصولها الى جمال الدين شيبة من اهل مكة، حضر الى العراق وسكن الكاظمية.

والدتي أسست جمعية مكافحة المسكرات في العراق وجمعية العلل الاجتماعية والخطوة الاولى انها فتحت روضة أطفال في البيت.

كان والدي من مؤسسي نادي المثنى وهو من القوميين العرب في العراق وهو الذي احضر درويش المقدادي الى بغداد معلما ودرويش انتقل الى الكويت وصار مدير المعارف في الكويت وعام 1941 صار في انقلاب في بغداد فانتقل المقدادي الى الكويت وهو الذي ثبت تاريخ ميلاد والدي والمقدادي مواليد بغداد، والدي مواليد 20/4/1903، الانجليز أخرجوا والدي من التعليم وقالوا له اذهب الى وزارة الخارجية إلا انه استقر في البيت لمدة سنتين، صار نقاش بتحويل عصبة الأمم المتحدة الى الأمم المتحدة والاجتماع كان في سان فرانسسكو عام 1945.

الوالد سافر من بغداد الى القاهرة ومنها الى روما، الى ان وصل الى سان فرانسسكو، كانت توجد لجنتان لمجلس الأمن ولجنة مجلس التفتيش لرعاية الدول.

والوالد دعا لبنان وسورية للالتحاق بالأمم المتحدة لكي يتخلوا عن الاستعمار الفرنسي.

كان الوالد يحضر سنويا اجتماع الأمم المتحدة كرئيس وفد العراق وعين وزيرا للخارجية العراقية بعد أرشد العمري الذي صار رئيس وزراء العراق وهو الذي عين والدي محمد فاضل الجمالي وزيرا للخارجية عام 1946 وقبل ذلك كان مدير عام الخارجية عام 1944.

قامت مظاهرات ضد الانجليز كان صالح جبر رئيس وزراء العراق واستقالت الوزارة، وعين محمد الصدر رئيسا للوزراء، الوالد زار ايران وعمل فيها جولة وبقي والدي وزيرا للخارجية الى ان تم تتويج الملك فيصل الثاني ملكا على العراق عام 1953 وعين والدي محمد فاضل الجمالي رئيس وزراء العراق وعين وزراء شباب في حكومته، وصار اختلاف، وذلك سبب توزيع الغلة بين الشيوخ والفلاحين.

استقالت الوزارة وشكلت مرة ثانية وعين والدي رئيسا للوزراء.

العائلة

عن بعض أفراد عائلته يتحدث ضيفنا قائلا: نحن أبناء محمد فاضل الجمالي ثلاثة، الأخ الاكبر ليث منذ طفولته كان مريضا، أنا كنت الثاني وأكملت تعليمي، وأخي عباس أصغر مني بسبع سنوات.

أول مدرسة للمعاقين ذهنيا في بغداد أسستها والدتي، وفي تونس أيضا أسست مدرسة للمعاقين عندما عين والدي بالسفارة هناك وأحضرت مدرسات من سويسرا ودربن التونسيات حتى صار عدد المدارس الآن سبعين مدرسة، والدتي أعلنت إسلامها وتوفيت عام 2000 والوالد توفي في تونس عام 1997 ودفن فيها، بالنسبة لأولادي الله رزقني بابنتين الكبيرة سيرين مهندسة وتعمل في حفر آبار النفط، والثانية سما وتخصصت في الفيزياء وعلم الاغذية وهي متزوجة وتسكن في اسكتلندا.

وزوجتي التقيت بها في الكويت وخطبتها واسمها ميسون صبيح الوهبي والدها أول جراح عراقي وأم زوجتي اسمها فاطمة العسكري والدها مؤسس الجيش، وكان زواجي هنا في الكويت ولانزال نعيش بين أهلنا وأصدقائنا وحبايبنا.

روضة الأطفال

بعدما وصلت والدتي الى بغداد أسست لها روضة أطفال في البيت للأطفال الذين كانوا يسكنون في الأكواخ بالبساتين، وكانت تدعوهم للحضور الى البيت وتعلمهم اللعب وتعطيهم الافطار، وتعتني بهم فاستفادوا من العلم والتعليم.

 
:حجم الخط
548870-11.jpg

548870-12.jpg

548870-491882.JPG

عبدالرؤوف قبلاوي خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري
548870-492502.jpg

الشيخ عبد الله الجابر «رحمه الله» يتوسط مجموعة من الطلبة خلال زيارته إحدى المدارس
548870-491880.JPG

قبلاوي مع بعض الأصدقاء المدرسين في ساحة إحدى المدارس
548870-492503.jpg

أحد الفصول الدراسية بمدرسة كويتية قديما
548870-491883.JPG

قبلاوي مع بعض الأصدقاء المدرسين في ساحة إحدى المدارس
548870-491878.JPG

عبدالرؤوف قبلاوي مع بعض المدرسين في معهد المعلمين
548870-491877.JPG

عبدالرؤوف قبلاوي مع زملاء المهنة من المدرسين
548870-491876.JPG

عبدالرؤوف قبلاوي مع أحد الزملاء في الفصل
  • وُلدت في فلسطين ثم انتقل الوالد إلى العاصمة اللبنانية بيروت وفيها بدأ تعليمي
  • عندما كنت طالباً في «الابتدائية» كانت الكهرباء قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار
  • كنت أمارس الأنشطة في الجامعة مثل الرياضة وكان إجبارياً في السنة الأولى أن تنجح في السباحة ومارست لعبة التنس الأرضي كهاوٍ
  • بدأت دراستي في الجامعة عام 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات عام 1963
  • بعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 ثم تركت «التربية»
  • في الدراسة الجامعية التحقت بكلية العلوم وكان التخصص «أحياء»
  • الشيخ عبدالله الجابر كان من أوائل من اهتموا بالتعليم وتطويره في الكويت
  • أول راتب لي في «التربية» كان 104 دنانير وكان يعد مبلغاً كبيراً في بداية الستينيات
  • نقلت إلى معهد المعلمين عام 1964 مدرساً للعلوم وكان مقره في مدرسة صلاح الدين
  • وصلت إلى الكويت 10 سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الكبرى كانت الحر الشديد
  • شقيقي سبقني إلى العمل في الكويت وكان ناظراً في مدرسة الفروانية
  • عملت موجهاً ثم موجهاً أول للعلوم وعينت بمنطقة حولي التعليمية


أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
كثيرون من أبناء الأمة العربية شاركوا الكويتيين مسيرتهم النهضوية وأسهموا في بناء الكويت في مجالات شتى. والتعليم كان واحدا من أهم المجالات التي شهدت بصمات ومجهودات للإخوة العرب في الكويت. ضيفنا هذا الأسبوع مدرس وموجه العلوم عبدالرؤوف قبلاوي وهو من أوائل المدرسين الفلسطينيين الذين تم التعاقد معهم في العاصمة اللبنانية (بيروت)، حيث قابل أول لجنة تذهب إلى هذه المدينة الجميلة.

يحدثنا في هذا اللقاء عن ذكرياته منذ قدومه إلى الكويت في بداية الستينيات، وكيف كان الحال وقتها، وكيف صدمته شدة الحرارة رغم انه جاء في شهر سبتمبر. ويتطرق إلى طفولته وبداية شبابه وتعليمه في المرحلة الجامعية كيف كانت. جاء إلى الكويت ليعمل مدرسا وكان أول راتب يحصل عليه 104 دنانير. نتعرف من خلال اللقاء على مسيرته التعليمية في الكويت، وكذلك على أوضاع المدارس والتعليم، وعلى الأنشطة المصاحبة في هذه المرحلة منذ قدومه حتى تقاعده،

كما نتعرف على المزيد في السطور التالية:

يستهل المربي الفاضل عبدالرؤوف شفيق قبلاوي حديثه عن الماضي وذكرياته بإبداء سعادته بوجوده على أرض الكويت الطيبة حيث يقول: سعيد جدا بهذا العمر الذي أمضيته لمدة واحد وخمسين عاما في دولة الكويت في مجال التربية والتعليم ولا أزل في التعليم.

ثم يتحدث عن مولده ونشأته قائلا: بداية، أقول إنني ولدت في فلسطين ومن ثم الوالد انتقل إلى بيروت العاصمة اللبنانية وفيها بدأ تعليمي الابتدائي.. بيروت يقطعها خط ترام من جهة إلى أخرى من داخل بيروت، مع وجود باصات ولا ازدحام في ذلك الوقت، كانت الشوارع نفسها، وحاليا فيها جسور وانفاق، خط الترام مبلط بالحجارة، كانت بيروت جميلة جدا ولا يزال الكورنيش موجودا منذ القديم وكنت أشاهد صيادي السمك على ساحل بيروت في منطقة الزيتونة والبحر كان نظيفا جدا، وكانت الحياة حلوة وجميلة ومنطقة المعرض والأسواق كبيرة وفيها من جميع البضائع والأصناف والسندويشات السريعة، وحتى السبعينيات كانت مركزا سياحيا وطبيا وثقافيا، وكانت بيروت جنة للبشر وفيها مستشفى الجامعة الأميركية وهو من أقدم المستشفيات، وكثير من المرضى يقصدونه للعلاج ولا يزال محط انظار الكثيرين، ومن الشوارع شارع الحمرا، ومما أذكر في مرحلة الشباب لا توجد مقاه على جوانب شارع الحمرا، وبدأت المقاهي في الستينيات مع زيادة السياح.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره في التعليم يقول: بداية، تعليمي المرحلة الابتدائية في بيروت، وهناك مرحلتان يتعلم فيهما الطالب، المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية، ولكل مرحلة ست سنوات، فيما بعد قسمت لمراحل.. والبداية كانت في الكلية الانجيلية الوطنية وكنت في الابتدائي، تابعين لهيئة معينة في لبنان (اتحاد الكنائس الانجيلية)، وأمضيت المرحلة الابتدائية، وكانت في بيروت، ولم أشارك في الأنشطة لأن المدرسة كانت بناية مؤجرة والساحة تستوعب فقط عدد الطلبة اثناء الفرصة بين الحصص وبصعوبة فالاعداد كبيرة.. والوصول الى المدرسة بالمواصلات، وأيام الشتاء والبرد والثلوج كل طالب معه شمسية، وكذلك البيوت على مداخلها شمسية، حيث الجو الممطر والثلوج والمطر غزير جدا وجو المدارس بارد ونلبس ملابس ثقيلة، فالجو يختلف في بيروت حيث البرد فوق الجبال والثلوج والقرى فيها ثلج.. وكنا نذهب إلى المدرسة مع ابناء الحي وكنا قريبين من بعض وكانت الحياة حلوة، وحاليا تطورت الحياة واختلفت الاجيال والتعليم سابقا غير هذه الأيام، واذكر أن الكهرباء كانت قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار.

ومواقد النار داخل البيوت، كانت الحياة قاسية أيام البرد وخاصة اثناء الذهاب الى المدرسة والمراجعة والدراسة، كان الطالب يتحمل هذا البرد، اذكر أننا كنا نشتري الخبز من الأفران شتاء وصيفا، أمضيت ست سنوات في الابتدائي، واذكر ناظر المدرسة وهو من عائلة الجراح في الابتدائي واذكر ناظر الثانوي الاستاذ كامل الديب.

انتقلت الى المرحلة الثانوية الكلية في عين المريسي، على ساحل البحر، حاليا تعرف بمنطقة الزيتونة. نفس المسافة مع الابتدائي، وكنت مشغولا بالتحصيل العلمي والدراسة، وكان التعليم بمبالغ رسمية بحدود مائتي ليرة نهاية الخمسينيات ومع ذلك صعب توفيرها، واذا لم يتوافر المبلغ بالكامل مع الطالب يتسامح معه بالدفع، أقول شبه مجاني، واما الكتب فيمكن للطالب ان يأخذها من اخيه الذي سبقه أو من ابن الجيران فلم تكن متوافرة، وهكذا من جيل لآخر وكان التعاون بين الجيران وأولادهم وكان العيش الكريم والتعاون، وأذكر أنه لم تكن لي أنشطة، وفي احدى السنوات أذكر ان الطلبة كانوا يداومون تحت سقف الدرج، ولذلك لم تكن هناك أنشطة.

كان عدد الطلبة سنويا يزيد وتوجد مدارس كثيرة أفضل من المدرسة التي تعلمت بها ولكن للتكلفة البسيطة تعلمت بها، كنت اسمع عن أنشطة ثقافية ورياضية في تلك المدارس، اما مدرستنا فلا يوجد فيها اي نشاط، من أسباب الازدحام في مدرستنا هو البساطة وعدم الغلو في سعر الدراسة بعد ست سنوات من التعليم الثانوي وبعد النجاح التحقت بالتعليم الجامعي.

الجامعة الأمريكية في بيروت

في نبذة عن الجامعة الأمريكية في بيروت يقول قبلاوي: تأسست عام 1865 الجامعة الأمريكية وعرفت بهذا الاسم لأنها توأم مع جامعة نيويورك ومجلس الأمناء الأعلى يشرف على الاثنين ومكتوب بالشهادة والبعثة الأميركية أشرفت على إنشائها وذلك لحاجة لبنان لها وهناك الجامعة اليسوعية ربما بنفس العام انشئت معها، وبعد ذلك بدأت تظهر الجامعات والتعليم انتشر وكانت الجامعات تهتم بشكل نوعية التعليم جدا، باشرت دراستي بالجامعة العام الدراسي 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات وكان ذلك عام 1963، الجامعة الأميركية أقسامها كلية العلوم والآداب وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الزراعة وكل كلية لها تشعيباتها وأقسامها وبعض أبناء الكويت تخرجوا في الجامعة الأميركية وتفوقوا وحصلوا على مناصب قيادية في الدولة ويوجد قسم داخلي للوافدين وأبناء لبنان من المناطق البعيدة عن بيروت.

في الجامعة كنت أمارس الأنشطة مثل الرياضة وفي سنة أولى اجباري ان تنجح في السباحة وفيها ملاعب كرة القدم ومارست لعبة التنس الأرضي كهاو، منذ خمسين سنة وانا في الكويت نسيت من كان يلعب معي واذكر طالبا سعوديا وآخر بحرينيا وطالبا افغانيا كانوا يلعبون معنا، كان للجامعة الأميركية قوانين صعبة للقبول بحدود أربعمائة طالب بالسنة لا زيادة ولا نقصان.

التحقت بكلية العلوم تخصص احياء وتخرجت في يونيو 1963، مدير الجامعة كان اميركيا وكلية العلوم بها رئيس وهو منصب مؤقت يتفق عليه العاملون في كل كلية وأذكر من المدرسين د.لويس ود.بطرس وهو لبناني ود.زايد وكان يدرسنا مقررا اسلاميا.

ومن المقررات الاختيارية اخترت المقرر الاسلامي وكان يدرسنا الاستاذ زايد، واللغة العربية والانجليزية، والسنة الثالثة والرابعة تخصص، واخذت الاختياري تربية دبلوم وهذا تأهيل للعمل كمدرس ولهذا عينت مدرسا.

التعاقد مع دولة الكويت

أما قدومه للعمل في الكويت فيقول عنه ضيفنا: تعاقدت مع لجنة اختيار المدرسين من بيروت واللجنة تتكون من الاستاذ فيصل الصالح رئيسا، واتفقت مع اللجنة للعمل في الكويت مدرسا للعلوم وذلك عام1963، واثناء المقابلة كانت الاسئلة مثل: لماذا تحب العمل في الكويت؟ ولماذا العلوم؟ والنتيجة على طول، وحصلت على التذكرة للطائرة.

والراتب سبعة وثمانون دينارا ونصف الدينار، زيادة عن المعيشة واول راتب مائة واربع دنانير والرحلة من بيروت كانت صباحا في يوم العاشر من سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الهواء الحار واللجنة استقبلتنا ولكن بالنسبة لي كان اخي في استقبالي و معي الاستاذ اياد ملحم وصل بعد يومين من بيروت، كانت اللجنة سابقا تتعاقد من دمشق ولكن في تلك السنة كانت من بيروت.

واذكر من اللجنة فيصل الصالح واحمد مهنا (فيما بعد وكيل مساعد) والمقابلة كانت سهلة وباخلاق عالية، الراتب مائة واربع دنانير كان مبلغا كبير في عام 1963 كانت الدنيا غير ولم تكن الحياة معقدة، المهم سكنت عند اخي وكان منذ الخمسينيات وكان ناظر مدرسة الفروانية وذلك عام 1963 وخلال ثلاثة ايام عينت مدرسا في مدرسة الحريري المتوسطة، وسكنت في خيطان ومنها الى حولي وناظر المدرسة كان الاستاذ ابو بكر سالم الهيبة، مصري الجنسية والطلبة اغلبهم من الوافدين، وفيها كويتيون، وكان الطلبة فيهم مستوى متوسط وطلبة آخرون مستواهم عال، كان الطلبة مهتمين بالدراسة لا شيء يشغلهم، الطالب هو الطالب والفروق الفردية موجودة في جميع انحاء العالم وادركت بعض الطلبة الكبار وهم مجتهدون ويرغبون في التعليم.

وأذكر ناظر المدرسة كامل الدباغ ومن مدرسي العلوم في الحريري ثلاثة مدرسين ولكل مدرس اربعة وعشرون حصة بالاضافة إلى الاحتياط، ونهاية الدوام في الساعة الثانية ظهرا.

واستمررت بالحريري المتوسطة، وكان بالقرب منها مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية وامضيت سنة واحدة في الحريري، ونقلت الى معهد المعلمين.

العمل مدرساً في معهد المعلمين

عن عمله مدرسا في معهد المعلمين يقول قبلاوي: نقلت الى معهد المعلمين عام 1964 مدرسا للعلوم، وكان مقر المعهد في مدرسة صلاح الدين وكان المدرس الاول فوزي دغيم ومعنا من المدرسين الاستاذ صالح سليسل وفتحي ابو شرخ واحمد عليان وعبدالخالق والاستاذ حمدي طبيلي مدرس علم نفس وتربية، امضيت اربع سنوات في المعلمين ومن بعد ذلك نقلت الى دار المعلمين والمعلمات وكنت ادرس البنين في الشرق واعلم للبنات في الفيحاء.

وكنت اخرج مع الطلبة الى المدارس الابتدائية للتدريب الميداني، ايضا كنت ادخل مع الطالب داخل الصف وتقييم الطالب يوزع لشرائح اولا الشخصية مثل الوقوف بالفصل والصوت والشرح ومدى استجابة الطالب للمدرس، واحيانا الطلبة يتسببون في ارباك للمدرس فمن هنا يجب على المدرس المتدرب ان يتدرب على هذا على المدرس ان يعمل على المهارة وفي بدايتها الصبر وعندما يكتسبها يصبح في وضع جيد، والمهارة لا تزداد كفاءتها إلا بالتدريب، وكلما تدرب على المهارة زاد تمكنه.

كانت التربية العملية يوما واحدا في الاسبوع وفي مدرسة واحدة ويقسم الخريجين الى مجموعات وكل مجموعة معهم مدرس مشرف عليهم.

والعملية التربوية فيها سقوط ونجاح وفي الغالب الجميع ناجح لأنها فترة تدريب، بعد تخرج الكثير من الطلبة عينوا مدرسين في المرحلة الابتدائية، خريجو معهد المعلمين وأكثرهم كان عندهم طموح لإكمال تعليمه ـ والالتحاق بالجامعة، وخاصة خريجي دار المعلمين، وتخرجوا وحصلوا على مراكز قيادية وبعضهم نظار وموجهون وبعضهم كان يفكر في أن يعمل ويتزوج.

خريجو المعلمين أدوا خدمات كبيرة ومشاركة فعالة وخاصة مدرسي التربية البدنية وصاروا حكاما لجميع الألعاب وتقدموا بعملهم.

مدرس أول

عمل قبلاوي مدرس اول للعلوم في ثانوية الشويخ، يقول عن ذلك: بعد العمل في معهد المعلمين والمعلمات تم اختياري مدرسا اول لمادة العلوم وعينت في ثانوية الشويخ، وكانت آخر سنة وتحولت الى جامعة الكويت، المخازن التي كانت في ثانوية الشويخ غطت 3 مدارس ثانوية في ذلك الوقت.

المؤسسون للتعليم في الكويت اهتموا كثيرا بالتعليم منذ مراحله الأولى مثل المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح والمرحوم عبدالعزيز حسين وزملائهما الذين عملوا معهما، وأذكر ان اول ناظر لثانوية الشويخ عبدالمجيد مصطفى مصري الجنسية، وأذكر سليمان المطوع وعددا كبيرا من المدرسين الكويتيين الذين أدوا خدمات جليلة وكبيرة مع اخوانهم الوافدين الذين عملوا مدرسين بذلك الزمن، وكان الإخلاص في عملهم.

من الذين تقلدوا مناصب عليا في الدولة وفي التعليم المرحوم حمد الرجيب وعيسى الحمد وسليمان المطوع وعلي زكريا وابراهيم الشطي ومجموعة كبيرة من المدرسين الكويتيين.

وبعد ذلك، نقلت الى ثانوية الرميثية مدرس اول علوم والناظر عبدالله اللقمان وأمضيت فيها الى عام 1977 وكان عدد مدرسي العلوم 10 مدرسين، وبالنسبة للطلبة فهناك قدرات وفروقات فردية، ولابد على المدرس ان يعرف خصائص الإنسان الذي يتعامل معه، واستمررت بالعمل في الرميثية ، فالطالب في المرحلة المتوسطة يختلف عن الطالب في المرحلة الثانوية، ولابد للمعلم ان يعرف طبيعة الطالب، وعلى المدرس ان يعرف ان الطالب بالثانوي يختلف حيث يحب التفرد بنفسه، ولا يحب النقد والتجريح، الطلبة فيهم كبار في العمر فلا يمكن ان تجرحهم وهم في الثانوية، ولا يجوز معاقبتهم وعلى المدرس ان يراعي ظروفهم، أمضيت 6 سنوات في الرميثية ولم تحصل معي مشاكل مع اي انسان سواء مع الطلبة او المدرسين.

الطالب أمانة بيد المدرس وهو المسؤول عنه، حيث انه يحاول الإصلاح والاستمرار في ذلك، لكن هناك صعوبات قد تواجه المدرس خاصة مع بداية نقله من المرحلة المتوسطة الى المرحلة الثانوية على المدرس أن يهيئ نفسه قبل شرح الدرس، فمثلا عليه ألا يدخل الفصل وهو غير مهيأ علميا عند شرح مادته حتى لا يشعر الطالب بأن المدرس الذي امامه ضعيف، فهنا يفقد المدرس هيبته وثقة الطالب فيه، وعلى المدرس ان يكون متمكنا اكثر واكثر من مادته العلمية، فالكثير من الطلاب يحترمون مدرسهم لعلمه وسهولة توصيله المادة للطالب، واحترام الطالب يزيد ثقة الطالب بمدرسه، فالطالب ذكي، والمدرس يقدر الطالب لان ظروف الطلبة تختلف فيما بينهم، والعمل في ثانوية الرميثية ممتع مع مجموعة من المدرسين المحترمين والادارة جيدة جدا وأغلب وقت ناظر المدرسة يمر فيه على المدرسة ويسأل ويتفقد نواقص مدرسته، والرجل اكرمه الله بالخير كان نعم الناظر ويمتاز بأخلاق كريمة وحسن معاملة مع جميع المدرسين، وهو متخصص في اللغة العربية وخريج دار العلوم.

التوجيه الفني

نقلت من مدرس اول للعلوم الى موجه فني للعلوم، حيث قمت بالاشراف على المدرسين في مجموعة من المدارس، ومن عمل الموجه الفني الاشراف على المدرسين واعطاؤهم الملاحظات لتحسين عملهم، ومن الطبيعي ان يجد الموجه احد المدرسين بالمدارس التي يوجه عليها مقصرا في شيء ما مثل التحضير أو تصحيح دفاتر فيجده مثلا لم يصحح المادة من فترة، وهكذا فالموجه يكتب عنده هذه الملاحظات ويبلغ المدرس الاول بالمدرسة، وبالمتابعة والتوجيه يتقدم المدرس ويتلافى مثل هذه الاخطاء، واذكر ان احد المدرسين وبزيارة له داخل الحصة حصل ان اخطأ علميا وكتبت له سطرا واحدا ملاحظة، وخرجت وذهبت الى المكتبة وارسلت له اسماء بعض المراجع وطلبت منه القراءة والاطلاع، وفي الزيارة الثانية وجدت كل شيء ممتازا.

وأكرر يجب على المدرس الا يدخل الفصل الا وهو متمكن من مادته، وأذكر ان الموجه العام للعلوم د.رشيد الحمد كان عمله محط انظار الموجهين لشموليته وتمكنه من مادته، واشرافه الكامل على جميع مدرسي العلوم، وهناك بعض الموجهين اذا لم يجد شيئا يقدمه للمدرسين تصبح زيارته لا شيء، ايضا للموجه الحق في مناقشة الناظر لوضع درجة تقييم المدرس، وبعض النظار والموجهين يختلفون على وضع الدرجة، لابد ان يصير هناك اتفاق، واذا ما صار الاتفاق بين كل منهما الموجه والناظر توضع الدرجة للمدرس، واذا انتقلت الى الادارة فهناك يتخذ المعدل بين الدرجتين للمدرس، قد يكون مظلوما او قد يكون اخذ حقه، وأحيانا المدرس يهتم بالعمل الاداري فيقدم خدمات ادارية في المدرسة يقابله تقصير في المادة، فيصير هناك تصادم ويكون الموجه في جهة والناظر في جهة.

وفي ذلك الوقت كان استخدام السبورة والطباشير من افضل الوسائل.

دور الموجه

نقول لو ان الموجه اعطى المدرس درجة 90% واعترض الناظر وقال اعطيه اكثر من التسعين، يرجع عدم الاتفاق الى التشديد على الناحية الفنية والناحية الادارية، المدرس لا يظلم، ومن مصلحة الموجه ان يرفع درجة المدرس وبعض النظار يتعاونون مع المدرسين، واستمررت بالتوجيه الفني حتى عام 1984 وبعد ذلك عينت موجها اول للعلوم بالمرحلة المتوسطة وكانت في ذلك الوقت بداية المناطق التعليمية فقط منطقة الاحمدي التعليمية ومنطقة الجهراء التعليمية وبعد سنة زاد عدد المناطق التعليمية مثل منطقة حولي التعليمية ونقلت لها وعينت موجها أول للعلوم فيها. واستمررت بالعمل حتى الغزو وبعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 وتركت وزارة التربية.

إنشاء المركز الإقليمي

يتحدث ضيفنا موثقا للمركز الاقليمي لتطوير البرمجة حيث يقول: المرحوم د.حمود السعدون بدأ بإنشاء المركز الإقليمي لتطوير البرمجة التعليمية وهو إدخال البرمجة في التعليم فأرسل لي بأن اكمل معه فعينت عام 2002 في المعهد ولاأزال اعمل وأنشئ المركز باتفاقية وقعت في نيويورك بين الكويت والصندوق العربي الاقتصادي وجمهورية مصر العربية.

الاتفاقية مضمونها انشاء مركزين اقليميين لخدمة المنطقة العربية تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمركز الاقليمي في الكويت والثاني في مصر يتعلق بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الهندسية وتشكل عام 2002 بمرسوم اميري وقرر مجلس الوزراء ان يكون مقره داخل معهد الكويت للأبحاث العلمية وهو مركز في خدمة العملية التربوية حاليا المدير د.نادر معرفي بدأه د.حمود السعدون ومن بعده انور اليتامى ثم نجيبة دشتي ويوجد عدد من العاملين.

الحالة الاجتماعية

يتطرق ضيفنا إلى حياته الاجتماعية واسرته في حديث موجز حيث يقول: متزوج وعندي من الأولاد والبنات:

٭ صلاح يعمل في اميركا مهندس شبكات متزوج وزوجته عربية.

٭ ورباب موجودة في الأردن متزوجة وتعمل مدرسة رياضيات.

٭ ورشا في بيروت متزوجة وعندها ولدان.



 
:حجم الخط
547221-488110.jpg

547221-488109.jpg

547221-17.jpg

عبدالله العديلة مع بعض الأصدقاء في أحد شوارع اليابان عام 1948
547221-18.jpg

عبدالله العديلة مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء
547221-481528.JPG

العديلة مع صديق أمام محله
547221-481517.JPG

العديلة مع أحد أصدقائه في حديقة باليابان
547221-481514.JPG

عبدالله العديلة مع بعض أصدقائه في مصنع الدراجات في اليابان عام 1948
547221-481530.JPG

العديلة مع أحد الضيوف من خارج الكويت
547221-481527.JPG

الحاج عبدالله محمد العديلة مع أصدقائهش
547221-481519.JPG

العديلة مع أحد ضيوفه من اليابان أمام أبراج الكويت
547221-481529.JPG

عبدالله العديلة مع ضيوف من اليابان في الكويت
547221-481526.JPG

العديلة في أحد المقاهي خارج الكويت
547221-481524.JPG

العديلة في إحدى زياراته إلى اليابان
547221-481534.JPG

العديلة مع أحد الأصدقاء
547221-481523.JPG

عبدالله العديلة في أحد مصانع الدراجات باليابان في الأربعينيات
547221-481536.JPG

عبدالله العديلة مع أبنائه وأحفاده وابنة حفيدة
547221-481520.JPG

العديلة في موقف سيارات التاكسي في الخمسينيات
547221-481518.JPG

عبدالله العديلة أمام محله لبيع الدراجات في الدهلة
547221-19.jpg

عبدالله العديلة داخل محله لتأجير وبيع الدراجات
  • سددت مصاريف الدراسة لدى ملا مرشد من أول عمل لي في بقالة ثم شاركت صاحب دكان لأحصل على 10 روبيات شهرياً
  • كنت ثاني كويتي يسافر إلى اليابان لاستيراد الدراجات وكان ذلك عام 1948
  • أدركت العملة القديمة «الآردي» وسواقة الدراجات كانت تحتاج إلى رخصة
  • هناك روايتان لسبب تسمية العائلة «العديلة» إحداهما بسبب الجدة والثانية تعود لسلوكيات الوالدة
  • في أيام الأعياد كنت آخذ جميع الدراجات وأذهب بها خلف سور الكويت حيث يستأجر الشباب ويلعبون بعيداً عن الازدحام والناس
  • ولدت في قرية الفنطاس وكان الوالد يعيش هناك ونحن من السبيع ونحن خوال الحمدان
  • أدركت الفنطاس وأنا صغير وكانت قرية صغيرة تعيش فيها مجموعة من عائلات الكويت
  • أذكر مقوع الحمدان والمزارع وفرقة العرضة وعمي عبدالله الحمدان وهو يؤدي السامري بالفرقة وكان شاعراً
  • صديق للوالد كان لديه محل بالسوق ويعطينا القرقيعان أيام رمضان بعد حمله على حمار
  • الوالد في الفنطاس كان يعمل بالبحر في صيد السمك والغوص على اللؤلؤ وبعدما سكن مدينة الكويت فتح محلاً لبيع «الجت» في السوق
  • لمدة 4 سنوات كان أبي يذهب للغوص على سفينة الحقان والراتب
الرعيل الأول من الكويتيين رجال البحر أو رجال المدينة الذين عملوا بكل إخلاص وجد واجتهاد، بذلوا قصارى جهدهم من أجل الحصول على لقمة العيش بالحلال.

ضيفنا هذا الأسبوع من الكويتيين المخلصين الذين جاهدوا في حياتهم وأخلصوا في عملهم، بذل قصارى جهده وجد واجتهد من أجل لقمة العيش نموذج يحتذى من الرجال الأولين.. بدأ حياته عاملا في محل بقالة براتب زهيد جدا وانتقل لمكان آخر بالعمل نفسه وكون نفسه. رجل عصامي سعى للعيش وساعد والده في عمله من أجل حياة سعيدة في ذلك الوقت، والله وفقه في عمله.

تعلم مهنة أخرى وجرب حظه والله وفقه، كان ثالث مواطن يفتح محلا لبيع وتأجير الدراجات، وقد سبقه اثنان من عائلة واحدة ومن بعده تم فتح محلات أخرى وخاصة محلات ودكاكين في منطقة الدهلة مقابل المقبرة القديمة حديقة البلدية حاليا. يقول الحاج عبدالله العديلة انه سافر الى اليابان والصين الشعبية مع أحد الأصدقاء والذي توفي هناك، فكيف تم نقله الى الكويت؟

استورد الدفعة الأولى من اليابان، فكم كان العدد؟ وكيف وصلت هذه الدفعة الى الكويت؟

واستمر الحاج عبدالله العديلة في عمله حتى الاحتلال الصدامي للكويت، ولكن لم تسرق الدراجات وكانت في المخزن ولم يعرف عنها العراقيون شيئا، حديث شيق مع رجل مارس الحياة بشتى أنواعها، تعلم وحفظ القرآن الكريم وعمل عاملا في محل الى ان صار موردا للدراجات الهوائية، رجل عصامي من لا شيء الى تاجر دراجات، وتبعه آخرون في العمل.. نتعرف على المزيد عنه من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

بدأ ضيفنا عبدالله محمد عبدالله العديلة حديثه عن ذكرياته من الماضي حول حياته الشخصية والحياة في الكويت قديما بالحديث عن أيامه الأولى ومولده حيث يقول: ولدت في قرية الفنطاس وكان الوالد يعيش هناك ونحن من السبيع ونحن خوال الحمدان، وأدركت الفنطاس وأنا صغير وكانت قرية صغيرة تعيش فيها مجموعة من عائلات الكويت الذين أسسوا تلك القرية والذين عاشوا فيها من العائلات الكريمة من الكويتيين، والفنطاس حاليا مدينة كبيرة فيها كل أسباب الرفاهية والشوارع الكبيرة والبيوت الحديثة، وقد لعبت مع الأطفال مثل حمدان محمد ناصر الحمدان وكلهم كانوا ساكنين بالقرب بعضهم من البعض، واذكر مقوع الحمدان والمزارع وفرقة العرضة وعمي عبدالله الحمدان وهو يؤدي السامري بالفرقة وكان شاعرا، حاليا لا أحفظ شيئا له.

مدرسة ملا مرشد

ويكمل العديلة: بعد سنوات انتقل الوالد من الفنطاس الى المرقاب لأنه اشترى له بيتا عند بيت عبدالعزيز الخضير وبيت الفضالة والصقعبي وكنت في ذلك الوقت أبلغ العاشرة من عمري فأدخلني الوالد مدرسة ملا مرشد وختمت القرآن الكريم قراءة والوالدة - رحمها الله - أقامت حفل ختم القرآن الكريم، وتجمع الأولاد وزفوني، واحد من الطلبة كان يقرأ التحميدة والأولاد يردون عليه:

الحمد لله الذي هدانا

الأولاد: آمين.

... الى نهايتها.

والوالدة جهزت الحلويات وحملت السيف باليمين ولبست البشت والغترة والعقال.. وكانت الجحيشة موجودة، وملا سليمان هو الذي يضرب الأولاد على رجليهم بالعصا والجحيشة، أما ملا مرشد فلا يقوم بالعمل لأن قلبه رقيق وضعيف لا يتحمل بكاء الأولاد.

الجحيشة عبارة عن عصا مثقوبة من الطرفين وفي طرف منهما يربط حبل فيصير فراغ بين العصا والخيط وتوضع قدمي الولد بينهما وهناك ولدان آخران كل واحد يمسك طرف العصا ويلفها على رجلي الولد.

والملا يضرب بالعصا على قدمي الولد وهو يبكي، بعض الأولاد لا يرجعون الى المدرسة مرة ثانية، وسبب الضرب عدم الحضور أو عدم القراءة الجيدة.. ملا مرشد لا يعاقب الأولاد، ومعنا مجموعة من الطلبة من المرقاب ويساعد ملا مرشد مدرسون آخرون، مثل ملا سليمان المرشد، وبذلك الوقت كان العدد غير كبير.

كنت أدفع على فترات، ودفعت المبلغ المتأخر بعدما اشتغلت، والوالد كان يعمل، حفظت القرآن الكريم، وأذكر أيام القرقيعان ان رجلا من أهل السوق كان عنده حمار وكان يعطينا إياه أيام رمضان وعليه كيس كبير نجمع فيه القرقيعان، والرجل كان صديقا للوالد وله محل بالسوق، وأذكر من الذين كنت أشاركهم بالقرقيعان أبناء عائلة الصقعبي، وأبناء العسكر، وأبناء الخضير من سكان المرقاب، وأذكر بعض الشباب بيوتهم بالقرب من مسجد الفضالة، وكنا نضع القرقيعان في الكيس الموجود على ظهر الحمار.

عمل الوالد

يحدثنا العديلة بعد ذلك عن والده وعمله ولمحات من حياته، قائلا: كان الوالد في الفنطاس يعمل بالبحر في صيد السمك والغوص على اللؤلؤ، وبعدما سكن مدينة الكويت دخل السوق وفتح له محلا لبيع الجت (البرسيم) في سوق الجت داخل المدينة، وكان يبيع الجت المستورد من جنوب العراق.. وأذكر كما ذكرت انه كان يذهب الى الغوص مع النوخذة عبدالله الحقان، وكذلك النوخذة محمد الحقان وهو صاحب سفينة للغوص ويحصل على 10 روبيات، ولمدة 4 سنوات ثم انتقل لبيع الجت ودكانه موقعه بجوار القهوة الحالية في السوق من جهة مدخل سوق الغربللي وسوق الدهن خلف سوق الجت، وكنت آخذ «جت» من الدكان الى البيت وعندنا غنم وماعز وأضعه للماعز والشاوي اسمه زويد، والوالدة تحلب الماعز ونشرب الحليب صباح كل يوم مع الخبز من الخباز، وأذكر سيدتين كويتيتين، واحدة تبيع الباجلا، والثانية تبيع الحليب في السوق وتبيع أدوية شعبية بقرب سوق الجت، وأيضا سيدة ثالثة تبيع خبزا ولبنا، والأسواق قديما كانت غير مزدحمة، وأذكر بعض المحلات التي كانت تبيع الملابس والغتر ـ مفردها غترة ـ ويوجد سوق الغربللي وكذلك مطعم واحد، وأذكر عندما كنت اذهب عند الوالد في السوق أشاهد البعض يشترون الحلوى من سوق الحلوى، ولكن كان بعيدا عن سوق الجت، وأذكر السكة الصغيرة، وأن رجلا توفي اسمه محمد الكندري كان عنده محل على مدخل سوق الجت، وكذلك العصر إذا وصل الجت مع السفن الشراعية من العراق وإيران، الوالد كان يذهب الى السوق يشتري ويبيع، بعد ذلك فتح له محلا لبيع الخضار يسمى طراح، وترك بيع الجت (البرسيم) لفترة قليلة.

أول عمل بعد الدراسة

بعد ختمه القرآن بدأ العديلة في البحث عن عمل حتى بدأ أول عمل له والذي يقول عنه:

بعدما أنهيت الدراسة وختمت القرآن الكريم بدأت في البحث عن عمل فحصلت على عمل في محل آخر المرقاب (بقالة) باشرت العمل في الدكان، وكانت زوجة صاحب المحل تجلس بداخل الدكان وأباشر البيع على الزبائن وأعطيها ثمن ما أبيعه.. هكذا كل يوم والزوجة يوميا تحضر للدكان تبقى حتى النهاية في الصباح، وإما بعد الظهر فصاحب الدكان يكون موجودا معي حتى الليل، أمضيت فترة 3 شهور وذلك بعدما سددت للملا مرشد المبلغ الذي كان يريده مني للدراسة، وبعد ذلك تركت المحل والتحقت بالعمل عند مواطن له دكان في فريج النفيسي، بالشارع تقريبا، ودخلت معه شريكا وكنت أبيع مواد غذائية (عيش وبصل وشعير) وكل شهر احصل على مبلغ 10 روبيات وأعطيها للوالد وهو يصرف على البيت.

شريكي كان اسمه عبدالرحمن، والدكان كان أقرب للسوق، مقابل مسجد ابن بحر، واستمررت مدة طويلة لمدة سنة ونصف السنة حتى تكون عندي رأسمال، وبعد ذلك فتحت دكانا في منطقة الشرق قرب المغيسل وأقرب لمقبرة الحساوية وفي تلك المنطقة فيها بيوت وكانت صغيرة وبعد سنوات تحولت إلى منطقة صناعية، وفي تلك المنطقة فتحت محلا مقابل المقبرة، وكنت أبيع الدراجات وأقوم بإيجارها. وقد سبقني في بيع وايجار الدراجات كل من المواطنين عبدالعزيز الرويح وعبدالله الرويح، وأنا ثالث مواطن يعمل بالدراجات.

وأحد المواطنين استأجر منا دراجة ولم يعدها ولم يكن معه إجازة بقيادة الدراجة، وتم حجز الدراجة عند الشرطة وبعد فترة أخذت الدراجة من الشرطي. وكان بالسابق لا بد أن يكون عند مستخدم الدراجة إجازة والايجار لمدة ساعة نصف روبية.

في البداية كنت اشتري الدراجات من عبدالعزيز ومحله بالشارع الجديد بالقرب من محل العدواني، وصار عندي في البداية ثلاث دراجات للإيجار، وكلما اجمع مبلغا اشتري دراجة وهكذا حتى صار عندي مجموعة من الدراجات للإيجار ومن ذلك تعلمت تصليح الدراجات وأدركت العملة القديمة «الآردي».

السفر إلى اليابان

العمل في تجارة الدراجات نتج عنه السفر للخارج وهنا يقول العديلة: تم افتتاح المحل تقريبا عام 1941 واستمررت في تأجير الدراجات وكلما جمعت مبلغا اشتريت دراجة جديدة أضمها للمجموعة، وهكذا يزيد العدد وكنت أسافر واستورد دراجات، وسافرت إلى اليابان وتلك أول سفرة لي خاصة عام 1948 واعتقد أنني أول كويتي يسافر لليابان لاستيراد دراجات.

وأسافر بطائرة صغيرة من الكويت إلى هونغ كونغ تصل من البحرين إلى الكويت الى هونغ كونغ وفيها عشرون راكبا وننزل ترانزيت هناك والمسافة ثماني عشرة ساعة ومن هونغ كونغ إلى اليابان.

وكانت أول سفرة لي مع العلم أنني لا أعرف لغات ولكن كنت أتعامل معهم بالنظر وبالإشارة، وفي اليابان نزلت في اوساكا وفيها مصنع للدراجات وقبل السفر لليابان كان معرفي هو الذي يستورد الدراجات وهو سافر معي إلى اليابان بنفس الطائرة، وأمضيت فترة هناك لمدة وكلفة السفرة بحدود ثمانمائة روبية لمدة عشرة أيام، وفي تلك السفرة استوردت عشرين دراجة وشحنتها بالباخرة والتكلفة بسيطة وسعر الدراجة خمس عشرة روبية حتى وصولها إلى الكويت وهذه الدفعة الأولى من الاستيراد، وأدخلتها في المحل للإيجار ولم أبع منهما، الكويتيون في ذلك اليوم تعجبوا مني كيف اسافر إلى اليابان ولا أعرف لغة فقلت لهم: بالإشارة والمشاهدة والرسم. واستفدت من ايجارها، فالذي يؤجر مني دراجة يبتعد عن المكان وأحيانا الشرطي يمسك المؤجرين ونذهب للإدارة ويرجعونها لنا بعض المؤجرين يعيدون الدراجة مكسورة.

أيام الأعياد

أما العمل في أيام الأعياد التي كانت تعتبر موسم عمل فيقول عنها: في أيام الاعياد آخذ جميع الدراجات وأذهب بها خلف سور الكويت، وهناك الشباب يستأجرون مني الدراجات ويلعبون بعيدا عن الازدحام والناس، و إيجار الساعة بنصف روبية وانقلهم بنفسي وتحصل معارضة من المسؤول عن الدروازة» (بوابة السور)، ولكن بعد ذلك يوافق على خروجنا من البوابة وكل دراجتين مع بعضهما انقلهما واحيانا الى ساحة الصفاة وفيها ألعاب للأطفال.

امضيت سنوات في المحل بالدهلة وبعد ذلك انتقلت الى مكان آخر قرب وزارة الدفاع (البنوك حاليا) مقابل المسيل.

ومارست عملي والحمد لله توفقت بالعمل واذكر عندما كنت بالدهلة كان المحل في عمارة محمد عبدالرحمن البحر ولا يوجد فيها كهرباء.

علي السري جمع سراج او اللوكس والايجار كان مائة وخمسين روبية بالشهر وفيه سرداب.

السفرة الثانية

عن سفره للمرة الثانية وهي ايضا بسبب العمل يقول العديلة: سافرت مرة ثانية الى اليابان ومن دون مرافق كنت بنفسي وكان جوازي منتهيا وسألت رجلا يابانيا اين سفارة الكويت فقال في مدينة جيجيكو بالقطار ثلاث ساعات وذهبت الى سفارة الكويت واعطوني الجواز الجديد والقديم، والسفر الى اليابان بفيزا ومن هونغ كونغ احصل على الفيزا الى اليابان وسافرت مرتين واستوردت الدراجات من دون ماركة ومن المصنع مباشرة وتعرفت على رجل ياباني هناك ورافقني الى المصنع واعطيته اكرامية وهو مسؤول مصنع يوساكا والمصنع كبير ويصدر للعالم.

وبعد ذلك سافرت الى الصين الشيوعية عدة مرات واستوردت منها دراجات ومن هونغ كونغ اليها بالقطار الى الصين الشيوعية وهي الصين الوطنية وسكنت في فندق ومن دون خوف يومها كنت شابا ولست عجوزا وكان معي الاخ عباس سالم الشطي وله دكان في دروازة العبدالرزاق وكان يرافقني بالسفر للسياحة وعنده لغة انجليزية جيدة جدا، وسافر معي الى اليابان مرتين، بالنسبة للسفر الى اليابان سافرت عشرين مرة وخاصة بالسبعينيات والثمانينيات، لم افكر في استيراد «السياكل» وامضيت عدة سنوات في بيع واستيراد الدراجات حتى بعد التحرير من الغزو العراقي وبنفس المحل في الدهلة مقابل حديقة البلدية وايام الغزو العراقي الغاشم على الكويت الحبيبة كانت جميع الدراجات في المخزن وكنت ايام الغزو مسافرا في الخارج، وفي المحل رجل آخر استغل المكان لبيع البطانيات وبعد التحرير وكان عندي خمسة وعشرون دراجة ايام الغزو وكانت في المخزن ولم تسرق لان الجيش العراقي لم يعرفوا شيئا عن المخزن ولم يفتح.

وبعد التحرير رجعت للعمل ومن ثم تركته نهائيا وبعت جميع الدراجات وامضيت وقتي من دون عمل.

العاملون في بيع الدراجات

وعن العاملين في مجال الدراجات مثله يقول ضيفنا: اول من عمل في بيع وتأجير الدراجات هم:

< الاول: عبدالله الرويح

<الثاني: عبدالعزيز الرويح

< الثالث: عباس مراد

<الرابع: عبدالله العبدالهادي،

عبدالرحمن اسماعيل وسافر معي الى الصين الشيوعية وتوفي بالصين الشيوعية ونقل الى الكويت بواسطة السفارة الايرانية الى طهران ثم الى الكويت وكذلك الذين يبيعون الدراجات، عبدالله الدارمي دكانه بجواري وايضا محمد المسفر بنفس المكان، واما الرويح فبالشارع الجديد.

والشباب هم الذين يؤجرون الدراجات وحصل عندنا ان احد الشباب استأجر مني دراجة ولم يرجعها وبعد ستة ايام وجدتها ووالده قال اضربه وخذ اجرتك.

احيانا الاجرة مقدم والساعة بنصف روبية والشباب يستخدمون الدراجة بالجولات من مكان لآخر ويوصلون الى المستشفى الامريكاني، والايجار لا فرق بين الصيف والشتاء وايام الربيع اكثر تأجيرا والمنافسة بين اصحاب المحلات وكنت اصلح الدراجات بيدي وصرت ميكانيك لتركيب وتصليح الدراجات واقول ان الكويتيين اصحاب المحلات بأنفسهم يتواجدون في محلاتهم دون عمالة تساعدهم مثلما نرى هذه الايام.

ويقومون بكل شيء، والدوام منذ الصباح وبعد صلاة الظهر اغلق المحل واعود العصر للعمل حتى بعد صلاة المغرب والوالد توفي عام 1948، واخواني علي العديلة رحمه الله وعندي اخوات عددهن اربع بنات واحدة توفيت منذ سنوات.

اقول انا اول كويتي يضع اسمه على الدراجة (دراجات عديلة) ويوجد ماركات اخرى الاسد والفيل.

وانا اول كويتي يستورد دراجات البالون، العجلات ضخمة تختلف عن الدراجات العادية، عبدالرسول فرج كان يستورد دراجات (فيليبس) Philips.

معنى كلمة العديلة

عن معنى اسم العائلة العديل يقول ضيفنا: توجد روايتان لتفسير الاسم، الاولى نسبة الى الجدة وكان يقال لها العديل عندما كانت في الفنطاس وتشرف على ولادة النساء وعلاجهن وتخاف على الناس.

اما الرواية الثانية فهي نسبة لوالدتي لطيفة الغانم وايضا كانت مع الجيران محبة ومخلصة معهم وكانوا يطلقون عليها «العديلة» ومع الاستمرار في الحديث تحولت الكلمة الى العديلة وطلبت من جدي محمد ان يضيفوا اسم العديلة بدلا من الناصر، وتعدل الى ما ذكرت.
 
حجم الخط
542035-473181.jpg

عبداللطيف الخضر
542035-473172.jpg

542035-473169.jpg

عبداللطيف الخضر مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
542035-473168.jpg

عبداللطيف الخضر أثناء زيارة وزير الإعلام السابق أنس الرشيد لرابطة الأدباء
542035-473184.jpg

عبداللطيف الخضر في حفل زواج ابنه انور
542035-473166.jpg

عبداللطيف الخضر مع الوزير السابق أحمد باقر
542035-473171.jpg

عبداللطيف الخضر مع بعض المدرسين والتلاميذ
542035-473176.jpg

عبداللطيف الخضر مع مجموعة من المدرسين
542035-473180.jpg

عبداللطيف الخضر مع عدد من المدرسين في مدرسة الفنطاس
542035-473182.jpg

عبداللطيف الخضر مع بعض الأصدقاء
542035-473179.jpg

عبداللطيف الخضر يكرم من قبل رابطة الأدباء
542035-473167.jpg

الخضر مع مجموعة من المدرسين في مدرسة الفنطاس
542035-473175.jpg

عبداللطيف الخضر مع الشيخ علي الجراح
542035-473178.jpg

..ومع د.صالح العجيري
542035-473185.jpg

الخضر مع الإعلامي المصري محمد جلال
542035-473183.jpg

..ومع الأديب والصحافي جمال الغيطاني
542035-473190.jpg

542035-25.jpg

542035-27.jpg

542035-473174.jpg

542035-26.jpg

542035-473188.jpg

542035-473177.jpg

542035-473170.jpg

عبداللطيف الخضر مع مجموعة من الشخصيات


  • كنا أطفالا نمارس في النهار الألعاب الشعبية «التيلة» و«الصفروق» و«الهول» و«طاش ما طاش» وإذا غابت الشمس نلعب «عظيم ساري»
  • الكاتب فاضل خلف ساعدني في مشواري الأدبي وزوجتي وأسرتي لهم فضل كبير عليّ
  • قابلت مجموعة من الأدباء والكتّاب المصريين واستفدت من نصائحهم في كتابة القصة
  • في الماضي كان الكويتيون يشعرون بالسعادة رغم الحر والغبار
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «المرقاب الابتدائية» ثم «القادسية المتوسطة»
  • أول عمل لي كان في «التربية» سكرتيراً ثم قررت أن أكمل تعليمي
  • ألفت عشرين كتاباً وعندما خُيرت بين الاستمرار في العمل وكيل مدرسة أو التفرغ للكتابة اخترت التقاعد
  • أول قصة قصيرة كتبتها كانت «الغريب» وكانت حقيقية عن شخص يواجه مشكلة وأسهمت في حلها
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل والكاتب الروائي عبداللطيف الخضر يقول في هذا اللقاء:

ولدت في منطقة المرقاب وتعلمت في مدرسة المرقاب ومن ثم انتقل الوالد الى الرميثية فالتحقت بثانوية عبدالله السالم في ميدان حولي والوزارة وفرت لنا باصا.

يقول الأديب عبداللطيف الخضر: بعدما أكلمت الثانوية التحقت بالعمل وعينت أمين مخزن في مدرسة أبوتمام المتوسطة.. ولكن طموحي وحبي كان للتعليم.. فقررت مواصلة تعليمي فالتحقت بمعهد المعلمين وانتقلت للعمل المسائي وعينت أمين مكتبة فاستفدت بهذا العمل لحبي للقراءة فزادت عندي المعلومات.. كان بعض المواطنين المحبين للقراء والثقافة يرتادون المكتبة خاصة في الصباح، أما رواد المكتبة في المساء فبعضهم من الطلبة الذين يحضرون لمراجعة دروسهم. استمررت في التعليم وتخرجت وعينت مدرسا وبعد سنوات عينت وكيل مدرسة.

سهري بالليل مع الكتب والقراءة منعني من الذهاب مبكرا للعمل.

الناظر «زعل» واستدعاني وقال يا أستاذ لماذا تتأخر؟ فقلت له السهر بالليل للقراءة، فقال بالحرف الواحد: يا أستاذ إما العمل والدوام ،إما السهر والقراءة.. ففضلت القراءة والسهر مع الكتاب وقدمت استقالة للتقاعد وتفرغت للقراءة وتأليف الكتب ونشرها بمساعدة الفاضل الأديب الأستاذ فاضل خلف التيلجي، ومازال حبي وشغفي للقراءة ومتابعة النصوص الأدبية.. ولكن أقول ان زوجتي وابني أنور وابنتي وأختي أم إيمان لهم فضل كبير في مساعدتي ومساندتي فشكرا للجميع.

مزيد من التفاصيل عن ذكريات عبداللطيف الخضر في السطور التالية:

في بداية اللقاء يتحدث الأديب المربي الفاضل عبداللطيف خضر الخضر عن بداياته الأولى ومرحلة الطفولة المبكرة حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في منطقة المرقاب، وعملت مدرسا ووكيل مدرسة، وأنا حاليا متقاعد، كما أنني روائي وقاص (للقصة القصيرة).

بيت عائلة الخضر من البيوت الكبيرة ويضم الجد والوالد والأعمام، من الجيران بيت النهام وبيت الخزام وعائلة الوهيب، والوهيب خوالي.

«المرقاب كانت تتكون من بيوت مبنية من الطين من مسجد الحمد الى مسجد الشملان ومسجد الوزان، منطقة مجمع الوزارات في هذه المنطقة، بيوت العائلة بعد تثمينها صارت مجمع الوزارات، وبالقرب من بيوتنا براحة كبيرة كنا نلعب فيها وأيام العيد نجتمع فيها ونشتري الحلويات، وكذلك أيام القرقيعان وكنا شيابا نحب بعضنا البعض نتمشى (بالفرجان) وفريج المرقاب سكيك صغيرة وكبيرة، كانت الناس سعيدة، ومع ان الجو حار وغبار الجد والوالد والأعمام كانوا يتناولون غذاءهم، تحت العريش، البحر بعيد عنا وأما النساء بعضهن يذهبن الى البحر لغسل الملابس واقرب مكان ساحل نقعة الشيوخ، ونحن صغار وشباب نذهب الى المجاص ورمادان والى سور الكويت.

المجاص يصنع فيه الجص، اذكر كنت اذهب الى القبلة ومنطقة الشرق.

إذا غابت الشمس وبدأ الظلام نلعب «عظيم ساري» وفي النهار نلعب التيلة والصفروق وهي أنواع مختلفة من الألعاب الشعبية، واذكر أنه كان في المنطقة دكان بقال نجلس بجانبه ونلعب طاش ما طاش كنا مجموعة من الشباب نحب بعضنا البعض.

كنا نلعب الهول، اذكر أنني كنت اذهب مع أهلي الى منطقة النزهة قبل المطار يوم الجمعة نقول نروح نكشف أو نروح الكشتة وكل واحد يحمل على رأسه بعض الأغراض أو تأجير سيارة لوري لنقل الأغراض والقدماء يستأجرون الحمير لنقل أدواتهم.

مع كل هذا كانوا مستأنسين، أقول خالي كان عنده فورد احمر ويقول اليوم نروح نلقط الفقع في بر النقرة وبعد بر حولي واذكر بعض أفراد العائلة فترة الربيع وهم ينصبون الخيام وإذا بدأت المدارس يرجعون الى بيوتهم. كنا صغارا نذهب مع العائلة.

كان أيام الربيع البر ينبت فيه النوير بألوانه الزرقاء والبيضاء والصفراء.

من خلف السور الى أن نصل إلى النقرة أو حولي البر خالي لا يوجد مناطق سكنية.

بعد سنوات تم تثمين بيت الجد وخصصت لنا قسيمة في منطقة القادسية وجدي بني لنا بيتا كبيرا على الطراز العربي غرف وأمامها الليوان وبدأ المواطنون يسكنون في المناطق السكنية الجديدة وتركوا البيوت القديمة داخل مدينة الكويت، بداية الانتقال كانت الحياة صعبة على الناس وكانت بعض المناطق السكنية لا توجد فيها مدارس وكانت الشوارع رملية.

الدراسة والتعليم

يتطرق ضيفنا بعد ذلك الى مشواره التعليمي منذ بدايته فيقول: أول مدرسة نظامية التحقت بها كانت مدرسة المرقاب الابتدائية، واذكر من الطلبة جاسم البناي وعلي الحليل جارنا وأولاد الخزام والنهام واذكر الأستاذ يوسف النبصة كان يدرسنا العلوم والأستاذ عبدالرحمن عبدالجادر وناظر المرقاب كان عبدالعزيز الدوسري، خلال 4 سنوات في مدرسة المرقاب لم ألتحق بأي نشاط رياضي أو ثقافي ولا موسيقى وانما تفرغت للدراسة وكان مدرس الموسيقى عبدالرؤوف مشهور وطلبت منه الانضمام للموسيقى ولكن لم يوافق وبعدما عينت مدرسا صادفته وذكرته بموضوع عدم قبولي بالفرقة.

أكملت المرحلة الابتدائية وبعد سنوات تم تثمين بيت جدي وبنى بيتا في القادسية، بيت عربي كبير وسكنا فيه، وبعد ذلك الوالد استأجر بيتا واستقلينا.

وعاد الوالد الى المرقاب ومنها الى الفيحاء وكان البيت بالإيجار كان بعض الكويتيين يستأجرون بيوتا ويسكنون فيها الى ان تم تخصيص بيت للوالد.

بعد النجاح بالابتدائي التحقت في مدرسة القادسية المتوسطة والناظر كان فلسطينيا.

وأذكر أبناء الفرحان وأبناء الشيخ الفارس وابناء الرميح والياقوت وكنا نذهب إلى المدرسة مع بعضنا البعض بالقادسية ـ المرحلة المتوسطة، وكنت اراجع دروسي وخاصة الجيل من الشباب اهتموا بتعليمهم لكي يحصلوا على الشهادة لكي يعملوا وكنت من الطلبة المهتمين، ودائما كنت من الناجحين، وكان نشاطي في القادسية المتوسطة لعب الكرة وكوّنا فريقا للكرة في المنطقة وكل واحد يدفع من جيبه الخاص وشاركت بتكوين فريق كرة القدم واسمه فريق القادسية وكنا نتشارك بعضنا البعض في الدفع ونشتري كأسا أو درعا ونقيم المباريات مع الفرق الأخرى بالمنطقة او مناطق أخرى، وبعد ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اسست ناديا للشباب ومقره القادسية حاليا مقابل منطقة المنصورية وكنت اذهب إلى هناك.

النادي حفظ الشباب والجميع كانوا متواجدين للعب كرة القدم والسلة والبعض يلعب شطرنج ودامة.. وألعاب أخرى مثل كرة الطاولة.

عندما كنا صغارا كنا نلعب بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة ومن المدرسة الى البيت والى النادي وكنت اشارك أبناء المدرسة في الالعاب.

اكملت سنة رابعة متوسط وحصلت على الشهادة المتوسطة ولم التحق بالكشافة ولكن أخي التحق بالكشافة، كان أخي يشارك بالمعسكر وكنا نذهب له ونزوره في المخيم ونحضر الاحتفال مع الوالد والاخوان.. حبي للقراءة منعني من الانشطة.

ثانوية عبدالله السالم

عن المرحلة الثانوية وكيف سارت الأمور فيها يقول الخضر: بعد حصولي على الشهادة المتوسطة التحقت بمدرسة ثانوية عبدالله السالم.. وبعد عام دراسي انتقلت إلى ثانوية الرميثية لأن الوالد انتقل للسكن في منطقة الرميثية أذكر الاستاذ عبدالله اللقمان وهو رجل طيب جدا كنت انتقل بالباص من الرميثية إلى عبدالله السالم وعندما التحقت بالرميثية كنت أذهب مشيا. أكملت رابعة ثانوي وكنت في النظام وعينت نائب الرئيس.

وضبطنا المدرسة ولا يوجد فيها مشاكل وعندما اصبحت مدرسا كنت مسؤول النظام في المدرسة.

المهم اكملت الدراسة الثانوية قسم العلمي والتحقت بالعمل.

أول عمل

أما العمل الأول الذي التحق به الخضر بعد التخرج في الثانوية فيقول فيه: عينت موظفا في التربية سكرتيرا في مدرسة ابو تمام المتوسطة وبعد ذلك فكرت أن اكمل تعليمي واخبرت الوكيل والناظر وقلت لهم لا أريد أن أعمل موظفا أريد أن أكمل تعليمي لأن الموظف لا مستقبل له فالتحقت بالفترة الصباحية طالبا في معهد المعلمين وبعد العصر في المكتبة العامة.

وكان خالي سالم الشويع بالتربية فساعدني على النقل والتعيين في مكتبة الشامية واستمررت بالعمل حتى التخرج من معهد المعلمين.

كانت المكتبة هادئة ولا يوجد ازدحام فيها، وهذا ما ساعدني على المراجعة والتخصص علمي مادة العلوم.

رواد المكتبات يسألون عن المراجع والمراجعة هدوء جدا وبدون ازعاج واحيانا عندي مساعدون، بذلك الوقت المكتبات كانت دوامين فترتين صباحية ومسائية أذكر أحيانا في الصباح يوجد مراجعون بأعداد قليلة.

بعد التخرج

بعد التخرج في «المعلمين» كان الخضر على موعد مع التدريس، يقول عن هذه الخطوة: بعد التخرج في المعلمين تركت العمل في المكتبات وعينت مدرسا في مدرسة الفنطاس الابتدائية مدرس علوم وبعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي تحولت المدرسة إلى مدرسة الفنطاس المشتركة وعينت رئيس قسم وذلك بعد سبع سنوات من العمل مدرسا، وبعد ذلك التحقت بدورة وكالة ونجحت وعينت وكيل مدرسة ونقلت إلى مدرسة الرقة ولمدة سنة، ومن الصدق بعدما قدمت للتقاعد كان هناك قرار بتعييني موجها لكن لم يحصل نصيب فخرجت متقاعدا.

عندما كنت وكيلا احيانا كنت أتأخر عن الحضور الى المدرسة فقال الناظر الاستاذ عبداللطيف: أنت إنسان طيب خلوق ولكن المشكلة هي التأخير وأنت إنسان كاتب ومؤلف قصص أقول لك إما أن تتفرغ للكتابة أو تتفرغ للوكالة فقلت له: أنا أسهر للقراءة والكتابة فقلت له أريد أن أكتب ولا أريد أن أعمل عندك.. وكان الناظر محمد الياقوت فتقاعدت وتفرغت للكتابة والتأليف وحاليا عندي عشرون كتابا من مؤلفاتي.

بداية كتابة القصة

عن كتابة القصة وكيف بدأت هذه الهواية لديه، يقول الخضر: بداية قصتي كانت مع أول قصة قصيرة كتبتها بعنوان «الغريب» البداية كانت القراءة.

زوجتي الأولى أم الأولاد (رحمها الله) قالت عبداللطيف: نحن الآن نعيش في بيت جديد لنا وأنت أخذت غرفتين للكتب فقلت أين أضعها، فقالت: أنت غير مستفيد منها أنت لا تكتب شعرا ولا تكتب مقالا فماذا تستفيد من الكتب؟ إما أن تكتب شعرا أو مقالة لكي يعرفك الناس أما فقط القراءة وتجميع الكتب أنا زوجتك وأريد لك المصلحة والمنفعة اكتب شعرا أو قصة، فزوجتي لها الدور الأول في دفعي للكتابة وخاصة كتابة القصة القصيرة، الذي منعني في البداية أنني أقرأ لكتاب ومؤلفين كبار فكنت أقول في نفسي كيف اصبح مثلهم وهؤلاء لهم سنوات طويلة ولكنني سمعت كلامها وعصر ذلك اليوم كنت حزينا، وفي الليل ذهبت إلى الديوانية وسمعت احد الحضور يقول صار لي اربعين سنة اعيش في الكويت ولم احصل على الجنسية، فقال له زميله هذا الأخ عبداللطيف رجل عنده إلمام وهو قارئ جيد ومدرس ورجل مثقف قل له يكتب قصتك فقال قصته وسمعته، ذهبت إلى البيت في الساعة الثانية فجرا وكتبت قصة ذلك الرجل كاملة كما سمعتها منه، وفي اليوم الثاني ذهبت الى الجريدة وقابلت الاستاذ فاضل خلف وقال آمر اعطيته القصة فقرأها وقال صورها وأحضر لي صورتك الشخصية وقال هذه القصة سوف أقرأها وإذا تصلح للنشر فسوف أنشرها يوم الأحد، وفي ذلك اليوم تم نشر القصة وطالبني فاضل خلف بقصة ثانية وبالفعل كتبت القصة الثاينة وزوجتي رحمها الله فرحت عندما قرأت القصة وكل يوم أحد أنشر قصة قصيرة.

وبالتعاون مع الأديب والشاعر الأستاذ فاضل خلف وله الشكر الجزيل لمساعدته ونشر ما اكتب بالصفحة المسؤول عنها.

وكنت التقي مع بعض الكبار واسألهم عن الحوادث والمشاكل التي كانت موجودة في الكويت، واذكر رجل بحار قال قصة عن البحر فكتبتها وأما الوافد الذي كتبت عنه القصة اتصلوا عليه من الإمارات وسافر إلى هناك وحصل على الجنسية الإماراتية.

والقصة الثانية سمعتها من البحار وكتبتها وعندما نشرت القصة الثانية اتصل فاضل خلف وقال رابطة الادباء يطلبون حضورك وزيارتهم، المهم ذهبت الى الرابطة واستقبلني المرحوم عبدالله العتيبي والدكتور خليفة الوقيان وعرفتهم بنفسي فرحبوا بي، وقالوا هذا مكانك وأي وقت تحضر، وذلك منذ اول قصة نشرتها حتى عام 1990.

اصدرت اول كتاب وجمعت فيه جميع القصص التي نشرتها وعددها ثماني عشرة قصة والكتاب بعنوان «اليوم المجيد» كانت اختي التي تساعدني في طباعة القصة منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا هي التي تساعدني على الطباعة.

الله يطول بعمرها ويحفظها، وكذلك ولدي انور يكتب ويطبع بالكمبيوتر وهذه مساعدة منهم، وزوجتي متخصصة لغة عربية فهي التي تراجع النص قبل نشره، سكرتارية عائلية.

الذين لهم فضل علي ودفعني للكتابة المرحومة زوجتي الاولى، وابني انور وزوجتي الحالية واختي بارك الله فيهم وجعلهم ذخرا.

ولدى سؤال ضيفنا عمن ساعده من خارج العائلة ومن سانده وشجعه قال: الدكتورة نورية المليفي لها فضل كبير بوقوفها معي وادخلتني في برنامجها مثل الاسئلة عن القصص التي كتبتها اقول اخر قصة كتبتها ونشرتها بعنوان «حب المريخ» وتم نشر قصصي والقصة اعجبت الدكتورة نورة المليفي، وبداية هذا العام تم نشر القصة عام 2015، والطباعة على نفقتي ولكن اربع قصص طبعها مكتب الشهيد طبعها، حاليا صدر لي واحد وعشرون كتابا، عندي اربع مجموعات قصص قصيرة والباقي روايات.

ولكن للاسف لم يتقدم اي منتج او مخرج للاستعانة وتحويلها الى تمثيلية او مسرحية ولا اعرف السبب، الروايات التي اكتبها جميعها قصص وحوادث محلية لموضوعات اجتماعية، وعن الحياة وقصص عن جميع الاحداث التي وقعت في الكويت، وعندي قصص الاحتلال الصدامي للكويت وما من حدث يقع الا واكتبه قصة قصيرة واما بالنسبة للشخصيات حسب الموضوع الذي اكتبه مثلا قصة عن البحر مثلا ما هي الفكرة مثلا بنت الطواش وآخر فقير مثلا غواص وحب بينه وبين بنت الطواش هذا مع وجود مغامرة لكي يحصل عليها ويتزوجها، وديرة بنت نوخذة ومات والدها في الطبعة فصارت يتيمة وكانت شاطرة (الديرة) الساعة التي يسير عليها نوخذة السفينة.

والجيران تبنوها وعاشت عندهم فالجار الذي تبناها اعطى السفينة لاولاده، وقال لهم «ديُرَة» تعلمكم لانها بنت نوخذة، ياليت ان احد المخرجين يأخذ هذه القصة ومع الدكتورة نورة المليفي بالتلفزيون وعندي واحد وعشرون كتابا بعض الكتب فيها عشرون قصة والآخر سبع عشرة قصة واقل على حسب المجموعة والكتاب مائتي صفحة، و«جنحت الشمس الى المغيب» عدد صفحاته مائتي صفحة.


هناك قصة عن فيلكا وبعض العائلات والقصة واقعية لأهل القصة، بعض المواطنين يعرضون قصتهم ودوري احولها الى قصة مكتوبة من الواقع ابنتي سارة تقرأ قصصي وتقول رأيها بكل قصة وابني انور هو بمثابة السكرتير وشبه مراسل يبعث رسائل للغير.

السفر الى مصر

عن احتكاكه بالادباء المصريين وكيف افاد من هذه التجربة يقول الخضر: بداية كتابتي للقصة وخاصة بعد ان نشرت قصتين كنت ارغب في أن احصل على معلومات اكثر وان اطور نفسي فحاولت وبعد تفكير ان اسافر الى القاهرة وان التقي بالادباء وكتاب القصة المصريين وبالفعل بدأت واجريت اتصالاتي بهم وسافرت الى القاهرة والبداية التقيت مع الاديب والكاتب فاضل خلف الشاعر والكاتب الكويتي زودني بأرقام بعض الكتاب فاتصلت على واحد اسمه عصام وهو الذي حدد لي موعدا مع احد الكتاب الساعة الثانية ظهرا فذهبت حسب الموعد وقابلت الاديب والكاتب ثروة اباظة وهو رجل كبير وعظيم وهو من الكتاب العظام الكبار.


وهو رجل فاضل دخلت مكتبه واستقبلني بحرارة وجلست وتحدثت معه، وقال آمر ماذا تريد فقلت له: كتبت قصتين وأريد ان أطور نفسي في كتابة القصة القصيرة ثروت أباظة أول ما دخلت عليه ارتبكت وتحدثت معه بالآتي، قال القصة القصيرة بسيطة وزمن كتابتها قصير، اما الرواية عكس ذلك وكتابتها بحاجة لشخصيات.

وقال أنصحك نصيحة ان تكتب من الحوادث المحلية ولا تخرج عنها لأن الحوادث المحلية لها سمعة طيبة، وعلى سبيل المثال، فيلم «بس يا بحر» قصة محلية، وثاني أديب مصري التقيت معه هو الاستاذ محمد جلال وقابلته بالتلفزيون وتحدثت معه والحديث كان عن العمل الأدبي.

وقال انا عايش في المنيرة وكل الحوادث التي تقع في المنيرة أكتب عنها، وهذا يؤكد كلام ثروت أباظة ان القصة المحلية لها أثر كبير عند القراء.

وثالث أديب مصري التقيت معه رئيس تحرير الأخبار وقال: نكتب كل شيء عن مصر وقال حاول ان تقرأ كثيرا خاصة الروايات، وكذلك التقيت مع الاستاذ أحمد بهجت وقابلته في مصر الجديدة وقال: الواحد مثلما يكتب القصة عليه ان يتمكن من الشعر العربي الفصيح، واعطاني بعض القصائد والأشعار التي يكتبها وأمضيت معه نصف ساعة والتقيت كذلك مع الاديب والكاتب الاستاذ عبدالقادر القط واستقبلني في مقهى «جروبي» وقلت له انت ناقد كيف تنتقد القصة؟ فقال بعد قراءة القصة اكتب عما يدور فيها من احداث ولغتها، وهل القصة خيالية أم واقعية، مثلا أي قصاص يريد ان يكتب القصة الواقعية وهذا ما يصير أو رومانسية تحدد بعد كتابتها.

وحاولت ان التقي مع نجيب محفوظ لكن ما كان موجودا وكذلك مقابلة الاديب يوسف ادريس، ولكن اعتذر على لسان ابنته وقالت هو نائم وهو رجل كبير لا أستطيع ان أوقظه والتقيت مع المرحوم د.عبدالله العتيبي ود.خليفة الوقيان.

وكيف الواحد يكتب قال د.عبدالله العتيبي: قديما الشاعر عندما يريد ان يكتب يذهب الى وادي عبقر ويجلس ويطالع ويصير شاعرا والشعر موهبة.

كلمة طيبة

يوجه ضيفنا عبداللطيف الخضر نصيحة الى الكتاب الشباب لاسيما في ظل الفورة الثقافية التي تشهدها الساحة حاليا حيث يقول:
اقول للكتاب الشباب: أمضيت سنوات طوال وانا اقرأ في الكتب خاصة القصص وقلت لفاضل خلف: ودي ان أكون شاعرا فقال: كم سنة وانت تقرأ حتى تصير كاتبا؟ فقلت: له أربع عشرة سنة وانا اقرأ فقال مثلهم من السنوات حتى تصير شاعرا وان تحفظ البحور فأقول للشباب ركزوا على القراءة في جميع الكتب، د.خليفة الوقيان قال حتى المعاهد لا تخرج شعراء وكتابا ولكن الأساس الموهبة، وآخر كلمة لأفراد عائلتي زوجتي وابني وابنتي واختي ام إيمان التي بدأت تكتب لي منذ البداية، والشكر الجزيل للاستاذ فاضل خلف ود.خليفة الوقيان والمرحوم د.عبدالله العتيبي.
 
:حجم الخط
540256-467777.jpg

ثريا البقصمي
540256-467768.jpg

540256-467789.jpg

ثريا البقصمي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)
540256-467790.jpg

افتتاح أحد معارضها في تونس
540256-467798.jpg

خلال معرض فني في القاهرة عام 1973
540256-467803.jpg

ثريا في موسكو
540256-467806.jpg

صورة لحفل زفاف
540256-467805.jpg

ثريا بجوار أحد أعمالها الفنية
540256-467778.jpg

في كلية الفنون بـ «موسكو»
540256-467791.jpg

..وافتتاح معرضها في كينشاسا بدولة «زائير»
540256-467802.jpg

مشاركة في حفل الجامعة
540256-467774.jpg

البقصمي وزوجها محمد القديري في حفل الكلية عام 1974
540256-467792.jpg

ثريا ما اختيها ناهدة وفريدة
540256-467779.jpg

مع مدرسة اللغة الروسية
540256-467772.jpg

من ذكريات الطفولة
540256-467799.jpg

في إحدى سفرياتها في الطفولة
540256-467793.jpg

مع شقيقتها في صورة تذكارية خلال الطفولة
540256-467787.jpg

ثريا مع اختها فريدة في الشويفات
540256-467800.jpg

ثريا مع إخوتها فريدة وعدنان وسلمان
540256-467795.jpg

..وفي موسكو أيضا
540256-467767.jpg

ثريا مع فريدة وناهدة


  • كتابات عديدة تناولت فن وشخصية ثريا البقصمي وباربرة منجالاك بيكولسكا كانت أول من كتب عنها فنانة وشاعرة
  • بعدما تخرج زوجي عيّن في الخارجية ديبلوماسياً في كينشاسا وأفريقيا ما لها علاقة بموسكو جوها حار والأكل وصبغة الشعب والحياة غير
  • كانت أسرتنا تسافر إلى أوروبا بالسيارة وفي إحدى السفرات تاه جدي في باريس وضيّع السيارة فعثرنا عليها بعد 3 أيام
  • أول معرض شخصي كان في كينشاسا وعرضت أكثر من ثلاثين لوحة في فندق «كونتننتال» وقالوا عني إن أصلي روسي
  • الحياة كانت صعبة في أفريقيا حيث أمراض التيفوئيد والسحايا ومكان حرق الجثث كان قرب بيت السفارة فأصابني ميكروب في الرقبة وسافرت إلى لندن وأجريت عملية جراحية
  • جدي كان سابقاً لزمانه فأحضر ماكينة تحلية مياه البحر من تركيا فقال له تجار السوق «أنت مجنون»
  • بينما كان والدي يعمل في مطبخهلعمل البقصم شاهد «جنياً»
  • أقمت معرضاً شخصياً في الكويت عام 1979 وفي الثمانينيات معرضين في كل من تونس والسنغال
تستكمل ضيفتنا الفنانة والشاعرة ثريا البقصمي هذا الأسبوع ما بدأته من حكايات وذكريات الماضي الجميل، حيث تحدثنا عن تعيين زوجها في الخارجية والحياة في كينشاسا كيف كانت وماذا حدث له بسبب وجود السفارة بالقرب من مكان حرق الموتى في العاصمة الكونغولية (كانت الكونغو تحمل اسم زائير آنذاك). وتتطرق إلى معارضها الشخصية وأعمالها وبعض من كتبوا عنها.

حيث نتعرف على أسرتها بدءا من الجد الذي كان «سابقا لزمانه» فأحضر ماكينة تحلية مياه البحر من تركيا حتى أن التجار في السوق اتهموه بالجنون.

كذلك سفر الأسرة إلى أوروبا بالسيارة والسبب في ذلك والنتائج الطريفة والدرامية أحيانا لهذا السلوك، وكيف ضاع الجد في باريس وضيع أيضا... السيارة، نقابل الوالد ونشاهد تجربته السيئة مع الملا في المدرسة وهروبه بسبب ضربه إياه إلى خارج سور الكويت وإغمائه في وسط الصحراء إلى أن وجدته سيدة بدوية وأنقذت حياته واحتفظت به لديها لبعض الوقت إلى أن تعرفت على أهله من خلال السؤال في ساحة الصفاة.

كل هذه التفاصيل وأكثر نتعرف عليها من خلال الجزء الثاني من اللقاء مع الفنانة ثريا البقصمي.

فإلى التفاصيل:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

في الجزء الثاني من اللقاء، تواصل ضيفتنا الفنانة ثريا البقصمي حديثها عن ذكريات الماضي بشكل شخصي وعلى مستوى الكويت، تستهل بالكلام عن قصة شائعة عن والدها وضياعه في البيداء، حيث تقول: كان والدي يذهب الى مدرسة الملا لدراسة القرآن الكريم، وكان ذلك الملا دائما يضربه بقصد او من دون قصد الوالد قرر الا يذهب الى المدرسة، وفي يوم من الايام حمل القرآن الكريم معه وخرج من باب السور بالكويت ومشى في الصحراء، ولكنه تعب والشمس حارة جدا فوقع على الارض، المهم ان سيدة بدوية ترعى الاغنام شاهدته ملقى على الارض، ونقلته الى الخيمة حيث تسكن واعطته ماء واكلا، بعد ذلك صحا ولكن لا يعرف شيئا وكيف يصف لتلك السيدة من هو واين بيته، السيدة البدوية احتفظت بالوالد وذهبت الى ساحة الصفاة تسأل الناس عمن ضاع له ولد، حتى استدلت على اهل والدي واخذوه وعاد الى بيت اهله، وكتبت القصة وصدر الكتاب عام 1977 بعنوان «العَرَق الأسود» وهو اول كتاب.

البنات

عن اسرتها وحياتها الاجتماعية، تقول البقصمي: الله رزقني بثلاث بنات، الاولى غدير حاليا طبيبة اسنان وفاطمة فنانة وتعزف الموسيقى ومنيرة مخرجة سينمائية وحاصلة على الدكتوراه في الفنون، واهتمت منيرة بحياتي وكتبت عني كتابا، شيء جميل جدا ان ترى اولادك يهتمون بك ويحاولون ان يشكروا جهدك، ابنتي قالت: شكرا يا اماه، وأثر في حياتي زوجي محمد القديري، حيث وقف بجانبي وبالمعارض والغاليري الذي عمله للفن وحصلت معه على جائزة اسمها «تريبيان».

اخيرا، شكرا للجميع وشكرا لجريدة «الأنباء» وشكرا لمنصور الهاجري على المجهود الذي يبذله لحفظ التراث الكويتي والاهتمام بالشخصيات الكويتية والمجهود الذي يبذله.

أعمال ثريا البقصمي

ثريا البقصمي شاعرة وقاصة وروائية وفنانة تشكيلية صدر لها:

1 ـ العرق الاسود (1977).

2 ـ المرسم الحر ورحلة 25 عاما ـ دراسة نقدية فنية (1987).

3 ـ السدرة ـ قصص قصيرة (1987).

4 ـ شموع السراديب ـ قصص قصيرة (1992).

5 ـ مذكرات فطومة الكويتية الصغيرة ـ قصص للأطفال.

6 ـ رحيل النوافذ ـ قصص قصيرة (1994).

7 ـ في كفي عصفورة زرقاء ـ نصوص شعرية (1999).

8 ـ من خرم الابرة ـ كتابات في المجتمع والحياة (2001).

9 ـ امرأة مكهربة ـ مجموعة قصصية (2004).

10 ـ عندما كان البحر صديقي ـ قصص اطفال (2004)

11 ـ زمن المزمار الاحمر ـ رواية (2012).

معظم مؤلفاتها ترجمت الى عدة لغات منها: الانجليزية، الفرنسية، الالمانية، الفارسية، اليابانية، الصينية، الروسية، الاسبانية والسلوڤاكية.

قصائد شعرية

ضيفتنا ثريا البقصمي تكتب الشعر الحر ولا تكتب القصيدة المقفاة (العروض)، وفيما يلي مجموعة من النماذج لشعرها:

آخر الأحزان

تتحد مشاعرنا

في اول الطريق

شعرك ليل

شعري كلمات

مرصوصة

كأسنان لؤلؤية

أمد ذراعي

جسرا..

نعبر عليه

همومك الصغيرة

كتفي عريض

وسادة حب

لرأسك المتعبة

المؤطرة.. بأول اخوانك

وآخر اخواني

تاريخ امرأة

كنت عشرينية

اشتغل كأذناب الشهب

ثلاثينية.. معجونة بذكريات صباي

أربعينية.. أقود عربة إحباطاتي

خمسينية.. أطارد طيور سأمي

ستينية.. أرمم عافيتي

وسط تلال.. أقراص ألمي

رقصة

رقص الربيع

رقص لأنوثتها

فأوقظ ربيعها

عند مدخل قلبها

أوقد الشموع

حقق نذورها المنسية

صفقت بأجنحتها

في محرابه المرمري

صل من جديد

لقرمزية شفتيها

كتبوا عنها

هناك كتابات عديدة تناولت فن وشخصية ثريا البقصمي، د.باربرة منجالاك بيكولسكا أول من كتب عن الفنانة والشاعرة ثريا البقصمي بعنوان: «ثريا البقصمي بين الريشة والقلم» الكتاب يتكون من 175 صفحة، عن نشاط المؤلفة والكاتبة ثريا البقصمي.

ديبلوماسي في أفريقيا

عن زوجها وعمله بدءا من مرحلة ما بعد التخرج تقول البقصمي: بعدما تخرج زوجي عين في الخارجية ديبلوماسيا وعين في كينشاسا ومن ثم نقل الى أفريقيا ما لها علاقة في موسكو، أفريقيا جوها حار الأكل غير وصبغة الشعب غير والحياة غير.

في أفريقيا عندي خدم وسائق لأن زوجي رئيس البعثة الكويتية والحياة كانت صعبة، فيها أمراض التيفوئيد والسحايا ومكان حرق الجثث قرب بيت السفارة، وأصابني ميكروب في الرقبة وسافرت الى لندن وأجريت عملية جراحية، اقول انني دفعت الثمن غاليا، وكنت آخذ أدوية من الأمراض. أقول ان العمل في افريقيا ليس قطعة كيك والحياة فيها صعبة.

قضيت أربعة أشهر في كينشاسا ورجعت الى موسكو وأول معرض شخصي كان في كينشاسا وعرضت اكثر من ثلاثين لوحة في فندق «كونتننتال» وقالوا عني ان أصلي روسي ولست من الكويت.

وفي السنغال أقمت معرضا وفي تونس ايضا أقمت معرضا بالثمانينيات، وأقمت معرضا في الكويت عام 1979 معرض شخصي.

تحلية ماء البحر

عن جدها الذي ترى أنه كان سابقا لزمانه تقول ضيفتنا: جدي لافي سافر إلى تركيا وبالتحديد مدينة اسطنبول فشاهد هناك مكائن لتحلية مياه البحر، وبالفعل جدي احضر الماكينة إلى الكويت ولكن تجار السوق قالوا له «أنت مجنون تريد تحويل ماء البحر إلى ماء عذب من يصدقك؟!» فتركها الى ان توفي والوالد كان شابا صغيرا مع اخوانه فلم يستعملوها، كان جدي سابق زمانه عنده أفكار لصالح الانسانية وخدمة وطنه، بعدما صرت رسامة رسمت جدي وهو مع العمال يشتغل مع العمال، والمدرسات تعجبن من الرسم ـ أحب الرسم وكنت أقول أحب أن أكون رسامة «فنانة».

قصة ضياع الجد في باريس

قصص البقصمي الشائقة الماتعة لا تنتهي تستدعيها من معين الذكريات، تقول في تفاصيل إحداها: كل عطلة صيف نسافر بالسيارة مع الوالد كان عددنا ثمانية افراد، بالوالد والوالدة، ونسافر إلى أوروبا والشهر العاشر نعود إلى الكويت وقد بدأت الدراسة.. الناظرة كانت تلوم الوالد على التأخير فيقول لها يرسبون الفترة الأولى واما الفترة الثانية والفترة الثالثة ينجحون وكل عام هكذا، سافرت الى لندن وباريس ولكن حصل ان جدي ضاع في باريس، كنا نبحث عن فندق صغير فوجدنا الفندق وكان جدي قد أوقف السيارة في شارع آخر لعدم وجود مواقف سيارات أمام الفندق فأوقف سيارته بعيدا.

واليوم الثاني خرج من الفندق لكي يحضر السيارة لكنه لم يستدل عليها وليس معه بطاقة عنوان الفندق، جدي كان يبحث عن الفندق ولم يعرف مكان السيارة فضاع ونحن نبحث عنه، وبلغنا الشرطة وعرف المكتب الذي استأجر لنا الفندق والموظفين واحضروه الساعة السادسة مساء منذ الصباح حتى المساء.

وبعد ثلاثة ايام من وصول جدي إلى البيت وجدنا السيارة ونحن راجعين من السينما.

كان السفر مفيدا وممتعا كانت أيام الستينيات سنوات حلوة جاذبة واذكر ايام البيتلز طوال الطريق ونحن نسمع اغاني البيتلز بالسيارة والوالد سعيد جدا معنا وكان الوالد يقول لاصدقائه عن تلك الرحلة وهو جالس معهم بالسوق وكنا من الكويت إلى بلاد الشام إلى تركيا الى الدول الأوروبية كنا نكتشف اماكن جديدة الرحلة بالسيارة ممتعة واسعار التذاكر غالية ونحن ثمانية فالسيارة كانت أحسن لنا.

المشاركات بالمعارض الفنية

عن نشاطها الفني ومشاركتها في المعارض المختلفة تقول الفنانة ثريا البقصمي: بداية انضممت لجمعية الفنون التشكيلية وشاركت في «السيدات الاميركيات» ومعرض الربيع ومعرض الجمعية وانا طالبة في الثانوية وحصلت على الميدالية البرونزية في معرض الفنون التشكيلية وتفوقت على فنانين كبار.

صار معرض في بغداد عام 1970 ورشحوني بأن امثل الجمعية بالمعرض والوالد سافر معي لانني كنت صغيرة مرحلة الشباب، وكان معي الفنان خالد القعود وهو رئيس الجمعية التشكيلية في ذلك الوقت، وتم الافتتاح والحضور كثيف على جميع المستويات وشاركت بثلاث لوحات وللزملاء لوحاتهم واللوحات للاشخاص (الفن التشخيصي) وهدفي كان ان ادرس فنونا ايضا المدرسة كافأوني برحلة الى القاهرة مع مجموعة من البنات لاني فنانة، وبعض من كانوا معنا احتجوا على وجودي معهم لانهم كانوا متفوقين وانا غير متفوقة، ولكنني لانني معروفة بالوسط المدرسي الفنانة ثريا، لاول مرة ازور القاهرة واذكر عندما كنا هناك اسرائيل شنت غارات على القاهرة، وكنا بزيارة لمدرسة ثانوية وخفنا من تلك الغارات وبعدما تخرجت في الثانوية بامتياز من ثانوية قرطبة وبجوارنا ثانوية الجزائر.

أول جائزة

الجائزة الاولى التي حصلت عليها البقصمي كانت من وزارة التربية، تقول عنها: عندما كتبت في اسرتي ومجلة الحائط كنت مهتمة جدا بالكتابة ومنها حصلت على اول جائزة من وزارة التربية على مدارس البنات.

وحصلت على الجائزة الثانية على مستوى كل الكويت بكتابة القصة (العرق الاسود) قصة والدي عندما كان يعمل بالمطبخ الخاص به لصناعة البقصم بعد وفاة والده، وتخيل في احدى الليالي انه شاهد «جنيا» من الجان، الوالد خاف وهرب وترك اغراضه وتبين فيما بعد ان الذي شاهده هو «مثل» القهوة على الحائط فظن انه «جني».

والدي كان يحكي ويروي قصصا ويحب السوالف مع اصدقائه وكنت ملازمة له وكذلك الوالدة وعندما تمكنت من القراءة والكتابة بدأت اكتب قصص الوالد والوالدة، ومنها قصة «العرق الاسود» لانني حفظتها من الوالد عندما كان يروي لنا القصة وكانت الوالدة تصحح لي باللغة العربية.

فزت مرتين بالقصة القصيرة على مستوى مدارس الكويت وبدأت انشر مقالاتي وخاصة في مجلة الرائد التي كانت تصدر عن جمعية المعلمين ومجلة الرائد والنهضة خاصة عندما كنت في الثانوية كان عندي صفحة واحدة، الوالد كان يصطحبني، وكان يقول لي بعدما يرجع من السوق: يا ثريا الرجال في سوق الخضرة يقولون قل لابنتك تكتب لنا كذا وكذا، وكان الوالد سعيدا جدا وكان عندي قراء، والوالد اعطانا فرصة لزيارة البلدان العربية والاجنبية، تلك الزيارات شدت من قوتي وقراءاتي واطلاعاتي، وهكذا كان الوالد رحمه الله يشجعني على الكتابة والرسم.

قصة بيت الوالد

أما قصة شراء الوالد للبيت بالشويخ في الخمسينيات رغم لوم الاصدقاء، فتقول عنها البقصمي: الوالد اشترى ارضا مساحتها ألفا متر مربع في منطقة الشويخ، كانت رخيصة، وهذا بداية الخمسينيات، وكان اصدقاؤه يلومونه على شراء تلك الارض، الوالد بعدما تحولت الارض باسمه اراد ان يبني بيتا عليها فأخذ خريطة بيت الجيران عائلة الساير والمهندسين عبدالرؤوف مشهور وفاطمة عارف، وهؤلاء اثروا في العمارة الكويتية وخرجوا علينا بنوع من الڤلل وبنوا فيها بلكونات، جو الكويت الحار والغبار الشديد لا تصلح له البلكونات ومن يجلس في البلكونة؟ عاداتنا لا تسمح لنا بالجلوس فيها.

الوالد بنى البيت لنا وفيه غرف وممرات وبلكونات كبيرة، ولأننا بنات كنا لاصقين بأمنا فكنا دائما نعيش معها في الدور الارضي وتركنا الدور الاول خاليا، الغرف الخالية في الدور الاول تعاونت مع اختي فريدة وهي فنانة وحولنا الغرف الى مرسم نرسم لوحاتنا والوالد لم يعترض علينا، اذكر ان التلفزيون زارنا وصورنا في المرسم في بيتنا، ووزارة التربية ما قصروا اعطونا الوانا وكراسات وفرشا للرسم كانت تكفيني حتى عندما التحقت بالجامعة كان عندي منها مجموعة واخذتها للجامعة، وهناك للرسم كانت جميع الادوات والخامات مجانا.

كانت تستهويني المجاعة والوصول الى القمر، رسمت وكتبت قصصا، وبداية الكتابة في بريد القراء في مجلة «اسرتي» وكنت اكتب في مجلة الحائط بالمدرسة.

وقدمت دور اليهودي في احدى التمثيليات في ثانوية قرطبة ولا احب الرياضة بجميع الالعاب.

من الذكريات كنت اشاهد ابن الجيران يقف فوق السطح ويطير الحمام نقول «بكش الحمام» وكان يحذف غترة على الحمام.

الحلو والجميل في البيوت القديمة انها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، في بيت جدي يوجد حوض ماء نسبح به ونحن صغار.

اذكر ان سرير النوم الخاص لجدتي كان مزينا بالسيراميك والتحف مرسومة عليه من تلك القطع، فحبيت التحف والالوان من مشاهدتي لذلك السرير، فكنت احب البروى وألعب بها، وبعد الزواج وعندما اسافر اذهب الى اسواق التحف في الدول التي ازورها، ففي البيت يطلقون عليه ام البروى حاليا عندي وعندي اشياء قيمة.

مظاهرات في القاهرة

جانب ممكن تصنيفه على أنه نشاط سياسي قامت به ضيفتنا لدى وجودها في العاصمة المصرية القاهرة للدراسة، تستذكر من ذلك موقفا فتقول: عندما كنت في القاهرة جميع الطلبة والطالبات الكويتيين عملوا مظاهرات وذلك في العام 1973، وامام الجامعة العربية، وذلك ضد التصرف العراقي ايام الصامتة والهجوم العراقي على حدودنا، وهكذا كنا حريصين على المشاركة في اي موضوع لمصلحة الكويت.
 
:حجم الخط
538618-463902.jpg

ثريا البقصمي
538618-463900.jpg

ثريا البقصمي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)
538618-463897.jpg

538618-463895.jpg

وزير الإعلام الزائيري مفتتحا معرض البقصمي في كينشاسا عام 1978
538618-464726.jpg

أعضاء الهيئة الإدارية لفرع القاهرة سنة 1973 ثريا البقصمي ومريم حبيب وخالد الخشرم ومحمد المجرن وصالح البراك ونجيب المرزوق وعادل الرقم
538618-463891.jpg

البقصمي تشرح لوحاتها في معرضها سنة 1970
538618-463901.jpg

ثريا البقصمي مع والدها في معرض بغداد عام 1971
538618-463892.jpg

البقصمي مع زوجها في موسكو عام 1974
538618-463898.jpg

ثريا البقصمي مع ابنتها غدير في حفل الجامعة بموسكو 1978
538618-463893.jpg

البقصمي وبعض الزملاء في اتحاد الطلبة بعد لقاء سكرتير جامعة الدول العربية
538618-464741.jpg

البقصمي وإخوتها مع الوالد في لقطة قديمة


  • صديق للوالد اقترح إرسالي مع إخوتي إلى لبنان لتلقي التعليم هناك وتعلم اللغات الأجنبية والوالد أعجبته الفكرة وسافرنا عام 1956
  • كنت أحب الغناء منذ الصغر واستمر الغناء معي حتى جامعة موسكو فغنيت فيها صوت السهارى
  • الوالد كان يحضر إلى البيت ماكينة السينما ويعلق «شرشف» أبيض على الحائط ونساء الفريج ضربن صورة عماد حمدي عندما ظهرعلى الشاشة بالأحذية والسبب أنه ترك فاتن وذهب مع شادية
  • كان بيت جدي كبيراً فيه حديقة وغزلان وجدتي كانت تطبخ للعمال وكان عددنا خمسة عشر حفيداً
  • جدي سلمان كان أول من أدخل صناعة البقصم إلى الكويت وكان يصنع الحلويات
  • في بداية الستينيات اشترى والدي أثاثاً من البلاستيك وترك الأثاث الخشبي
  • كنت أوفر من مصروفي اليومي وأشتري كتباً من مكتبة منطقة الشويخ السكنية وأقرأ
  • عملت 5 سنوات رسامة في مجلة «العربي» ثم انتقلت لتلفزيون الكويت
  • كنت أذهب إلى البحر وأدخل «الحظور» لأن بيت الوالد قريب من البحر فكنا مجموعة من البنات نصيد القباقب والأسماك الصغيرة
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «آمنة» وكان الوالد يسكن بالدسمة وكنت أحب اللغة العربية ثم انتقلت إلى مدرسة خولة بمنطقة الشويخ «ب»
  • ضاعت عليَّ بعثة إلى أميركا وعام دراسي بسبب خطأ روتيني و«التربية» عوضتني بتعييني أمينة مكتبة
  • درست الفنون الجميلة في القاهرة وانضممت لاتحاد الطلبة وهناك تعرفت على زوجي
  • زوجي حصل على بعثة لدراسة الماجستير والدكتوراه في روسياوبدأت هناك دراسة الكلية من جديد
  • أنهيت دراستي البكالوريوس والماجستير بموسكو في 7 سنوات ثم عدت إلى الكويت عام 1984
  • عندما وقع احتلال الكويت في عام 1990 قررت عدم الخروج من البلاد وبقيت مع أولادي.. وزوجي كانمع المقاومة وتعرض للأسر
  • أقمت 61 معرضاً شخصياً في عدة دول والأغرب كان في أفغانستان حيث فجر انتحاري مجموعة جنود ألمان بعدما أبدوا سعادتهم بلوحاتي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الفن واجهة الشعوب والمرآة التي تعكس معالم أي حضارة وسمات كل مجتمع.

ضيفتنا هذا الأسبوع فنانة من طراز فريد لها في ميدان الرسم والفنون صولات وجولات، تحكي لنا الفنانة ثريا البقصمي في لقاء مطول على مدار جزأين ذكريات جميلة عاشتها وحفرت في ذاكرتها التي تقول إنها تتميز بالقوة، شاهدة على التعليم ولا سيما تعليم الفتيات منذ مرحلة مبكرة، تحكي عن أسرتها ووالدها وجدها وجدتها وما تذكره من مواقف جميلة، هواياتها الفنية وحبها للغناء، السفر إلى لبنان بهدف التعليم والدراسة ثم العودة إلى الكويت، تكلمنا عن البعثة للقاهرة ثم العودة والزواج من زميل وبعدها السفر إلى موسكو مع الزوج محمد القديري وكيف حصلت هناك على الماجستير والدكتوراه.

العمل في مجلة العربي ثم الانتقال إلى تلفزيون الكويت من محطات العمل التي تتحدث عنها الفنانة ثريا البقصمي في سياق الحديث الشائق الممتع، كما تتطرق إلى فترة الاحتلال وذكرياتها الأليمة واشتراك زوجها في المقاومة وأسره، وكيف سارت الأمور بعد التحرير، كل هذه التفاصيل وغيرها نتعرف عليها من خلال سطور الجزء الأول من اللقاء:

تبدأ الاديبة والفنانة التشكيلية ثريا حسن سلمان البقصمي كلامها عن ذكريات الماضي وايامه الجميلة بالتعرض لبدايتها وايامها الاولى في الحياة ومولدها، حيث تقول: فنانة تشكيلية وكاتبة، ولدت في المستشفى الامريكاني، وكنت توأما مع اختي فريدة، وهي فنانة تشكيلية، والوالدة لا تعلم انها كانت حاملا بتوأم لعدم وجود اجهزة للكشف على السيدة الحامل مثلما هو موجود حاليا، كانت صحتي ضعيفة وكانوا يتوقعون انني لن اعيش، ود.اسكندر الذي كان يشرف على ولادتي ومدير المستشفى الامريكاني قال للوالد والوالدة هذه الطفلة لن تعيش اذا ما تريدونها اعطوني اياها، فردت الوالدة: انا لست قطوة اوزع اولادي.

المهم انني امضيت اربعين يوما من دون اسم، الوالدة كانت ترغب في أسماء الملكات.

اختي فريدة على اسم احدى ملكات مصر. وفي تلك الفترة، شاه ايران الاسبق تزوج الملكة ثريا، فالوالدة اطلقت الاسم علي.

من حسن حظي انني اتذكر كل شيء صادفته وعشت فيه منذ ان كان عمري اربع سنوات، اذكر بيت الوالد في الشرق وفي منطقة الصوابر وبيت جدي في دسمان، وبجانب السينما الشرقية وبيت الشويخ (ب)، اذكر كل شيء، طابوق وارضية البيوت وابوابها وشبابيكها، وفي كل مبنى الوالد والوالدة يتركون بعض الاغراض وينتقلون الى البيت الآخر.

في بداية الستينيات اشترى الوالد اثاثا من البلاستيك وترك الاثاث الخشبي، اذكر بيت الوالد في الصوابر وكان من البيوت الجميلة، والسبب ان جدي لامي اسطى احمد البنا هو الذي اشرف على بناء البيت، اما جدي لأبي سلمان فهو اول من أدخل صناعة البقصم الى الكويت، وكان يصنع الحلويات، واسطى احمد كان متعلما، وقد اشتغل في اماكن كثيرة، ومما اذكر ان امام البيت السدين وكانت الغرف واسعة، وكان للوالدة اثر كبير علي ككاتبة لأنها متعلمة ومن عائلة متعلمة، ووالدها مهندس معماري، تقول انها منذ سن مبكرة بدأت تحصل على جوائز في كتابة القصص.

بداية القصة

تتحدث البقصمي عن قصة حياتها وكيف بدأت، فتقول: تاريخ حياتي بدأ بالصوابر، وكان لوالدي صديق اسمه حيدر بن نخي وزوجته لبنانية، قال للوالد: اقترح عليك ان ترسل اولادك الاربعة الى لبنان، وهناك تدخلهم احدى المدارس ويرجعون لك متعلمين لغتين فرنسية وانجليزية، الوالد عجبته الفكرة والوالد تاجر ارسلني مع اختي فريدة وعدنان وسلمان وذلك في العام 1956، وفي مطار النزهة وعلى طائرة الخطوط عبر البلاد العربية، سافرنا مع الوالد وفي لبنان الوالد رحمه الله ادخلنا مدرسة الشويفات، حيث الطبيعة الجميلة والزهور والورود، والمدرسة تدار من قبل اجانب، وفيها العقاب والثواب، والضرب موجود على جميع الطلبة، وفقدنا حنان الام وعطفها، وكانت المدرسة مختلطة (ابتدائي ومتوسط وثانوي بنين وبنات).

أنقذتنا حرب عام 1958 في لبنان، ورجعنا الى الكويت بطائرة الهلال الاحمر، وامضينا ثلاثة ايام في المطار، رجعنا لغتنا واجنبية، خسرت ثلاث سنوات من عمري، واذكر رسمت اول لوحة كانت لجدي والد امي، جدي لابي اصله تركي من منطقة قزوين.

بعض الهوايات

وعن الهوايات التي بدأت معها منذ الصغر، تقول البقصمي: اذكر انني كنت احب الغناء منذ الصغر واستمر الغناء معي حتى جامعة موسكو، فغنيت فيها صوت السهارى، كذلك احب عبدالحليم حافظ واحفظ له اغاني واجيد ادائها، كذلك شاركت في التمثيل، وعبدالحليم مثلي الاعلى، ولكن لا احب غناء ام كلثوم وكنت احب مشاهدة الافلام السينمائية ومشاهدتها، وذلك قبل الذهاب الى لبنان، الوالد كان يحضر الى البيت ماكينة السينما، واذكر ان هكان يعلق «شرشف» ابيض على الحائط ونجلس على الارض، الوالدة كانت تدعو نساء الفريج لمشاهدة السينما، وافلام عماد حمدي وشادية، اذكر ان المشاهدات ضربن صورة عماد حمدي عندما ظهر على الشاشة بالاحذية والسبب انه ترك فاتن وذهب مع شادية! كانوا يظنون ان عماد حمدي لا يمثل الا مع فاتن، واذكر انني حضرت فيلما في سينما الشرقية وكان الفيلم «كاوبوي» والبطل جون وين.

وشاهدت ان المتفرجين ضربوا الشاشة بالزجاجات.

أذكر ان بعض التجار كانوا يعرضون افلاما عربية، كان بيت جدي كبيرا فيه حديقة وغزلان، ووجدتي كانت تطبخ للعمال لأن جدي كان هو المهندس والمقاول بنفس الوقت، فكان يقدم الاكل للعمال والطبخ يوميا، كنت احب الأكل الذي تطبخه جدتي عيش وكباب وكان عددنا خمسة عشر حفيدا والاكل كثير.

واذكر أن جدتي كانت تطبخ وتشوي الكباب ونحن الأطفال نأكل فضربتني على يدي.

جدتي كانت تقول لنا لا تأكلوا الجبن من دون خبز الذي يأكل جبنا خاليا من دون خبز وينام «الصباح يصير حمار» هذا الكلام الذي تقوله لكي تمنعنا من اكل الجبن، اكلت جبنا ونمت وبعدما استيقظت من النوم وجدت نفسي كما انا فقلت لنفسي ان جدتي تريد ان تمنعنا من الاكل فتخوفنا، كنت اذهب إلى البحر وادخل الحظور «مصائد الأسماك» لان بيت الوالد قريب من البحر فكنا مجموعة من البنات ونصيد القباقب والاسماك الصغيرة، كنا نخرج من بيت جدي أبناء وبنات الخال والعمة والأعمام، كلنا الاطفال نجتمع في بيت الجد.

الدراسة والتعليم

عن مشوارها في مضمار التعليم تقول ضيفتنا: اول مدرسة التحقت بها مدرسة آمنة وكان الوالد يسكن بالدسمة، وكنت احب اللغة العربية ومن ثم انتقلت الى مدرسة خولة في منطقة الشويخ «ب» وكنت اوفر من مصروفي اليومي واشتري كتبا من مكتبة منطقة الشويخ السكنية واقرأ، وتعرفت على مدرسة للغة العربية وقالت يا ثريا من الضروري ان تدرسي اللغة العربية وكان هذا تشجيعا منها ومن ثم انتقلت الى المرحلة الثانوية والتحقت بثانوية قرطبة الموجودة في الشامية، واذكر ان فوزية خرما كانت ناظرة مدرسة خولة.

عندما كنت في لبنان للدراسة كنت اتمنى ان اكون فنانة ارسم وألون، كانت الناظرة قاسية جدا على الطالبات وكنت عندما اكلف بكتابة او نسخ اي موضوع اول الكتابة النص بالكامل وبالتدريج ابدأ انقص من الموضوع حتى اكمل عدد مرات الكتابة بهذه الطريقة تعلمت الاقتصاد.

أعدت سنة في خولة بمعنى خمس سنوات في الابتدائي، كنت احب الغناء والتمثيل واستمر الغناء معي حتى الجامعة «انتقلت الى متوسطة قرطبة في منطقة الشامية» واكملت تعليمي فيها وبدت الهوايات عندي وكنت انميها وعندنا مدرسة اسمها حمدية وهي التي شجعتني على الرسم، واثناء الفرص بين الحصص امضي الوقت بالمرسم وشاركت في معرض المدرسة وكان اكثر من نصف اللوحات من رسوماتي وكنت اشتري الادوات مما يعطيني الوالد وتشاركني اختي فريدة بنفس التوجه والرسومات واذكر ان بيت الوالد في الشويخ فيه خمسون بابا اكملت تعليمي في مدرسة قرطبة وكذلك الثانوية كنت فيها لأنها مدرسة مشتركة متوسط وثانوي ما كانت متفوقة وكان عندي مشكلة مع الرياضيات وكان عندي النشاط الصباحي في الاذاعة وكنت مسؤولة عن مجلة الحائط وعندما تأسست جمعية الفنون التشكيلية انضممت إليها كعضوة ومعي اختي فريدة واعطونا عضوية مؤازرة واذكر انني شاركت في مظاهرات بالمدرسة وخرجنا الى الشارع، اثناء دراستي كنت اكره التربية البدنية والخياطة واحب الموسيقى.

بعثة دراسية

تحكي البقصمي قصتها مع البعثة الدراسية والموقف الغريب الذي تعرضت له قائلة: تخرجت في ثانوية قرطبة للبنات الناظرة اعطتني الشهادة والدرجات وقالت روحي التربية وقابلي الموجه في الوزارة وهو يحدد لك البعثة الدراسية، والموجه كان المرحوم أمير عبدالرضا وقال لي سنرسلك الى اميركا، اخذ مني الشهادة ووضعها بداخل درج المكتب وسافر وبعد العودة من السفر ذهبت الى الموجه وقال فقدت حاليا البعثة الدراسية لأنك لم تقدمي اوراقك وضاع علي عام دراسي، وزارة التربية ارادت ان تعوضني عن الخطأ فعينوني موظفة أمينة مخزن في روضة المنصور فكنت ارسم على حوائط الروضة وعملت شهرين والتحقت بجامعة الكويت تخصص لغة عربية وباشرت الدراسة بالجامعة ولكن كنت حزينة لأني اشعر بالفن وهو حياتي فكيف اتخصص لغة عربية، كنت افكر بالفنانين بيكاسو وسلفادور دالي وكنت اشاهد لوحاتهما وكنت متأثرة ببيكاسو وفنانين اخرين مثل جواد سليم الفنان العراقي.

السنة الثانية حصلت على بعثة دراسية الى القاهرة للدراسة بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وسافرت والتحقت بالكلية لكن صدمت بعدد الطلبة الكثيف والمدرسون غير متواجدين دائما في غياب، والمكان كأنه سوق اكثر من جامعة علمية، وصعب ان الطالب يتعلم، وحصل لي اكثر من حادثة وانا طالبة، واذكر ان الورق الذي يوزع على الطلبة كان اكثر من سيئ، وعندما نرسم عليه يتمزق، مع العلم اني احضرت معي من الكويت جميع الخامات، اذكر ان الطلبة قاموا بمظاهرات في الكلية، وتوقفت الدراسة لمدة شهر، والطلبة حملوا لافتات كتب عليها «مش عايزين ورق بتلفوا فيه لحمة».

وبداية دراستي كان يتم اغلاق السكن مبكرا بسبب الحوادث ما بعد عام 1973، اعتمدت على نفسي وكنت اسكن في بيت دمشق، واذكر ان حصل زلزال خفيف بالقاهرة وخفنا جدا.

كان الجو اجتماعيا، واذكر زميلتي غنيمة العجيل ونفيسة الغصين مهندسة ديكور، وبعض الطالبات تخصصن في الطب والهندسة، الشيء الجميل ان كل شيء كان متوافرا للطالبات في السكن، والراتب كان متوسطا، وفي القاهرة انضممت لاتحاد الطلبة.

بدأت عضوة وكنت نشيطة جدا مع الزملاء، ومسكت مجلة الندوة الطلابية، وعينت رئيسة تحرير للمجلة وحبي للصحافة من الداخل، وكنت في السابق قوية الملاحظة واكتب عن كل شيء ألاحظه، وكنت سعيدة جدا وأكتب اسمي مع كل مقال، لكن منعوني فقط مرة واحدة ان اكتب اسمي، وفي تلك الفترة بدأت الانتخابات الطلابية ونجحت وصرت عضوة في الهيئة الادارية، واصبحت مشاركة في الاحتفالات، واحيانا عريف حفل، والطلبة يشاركون، واذكر ان بعض الطالبات الكويتيات اللاتي كن موجودات في القاهرة في تلك الفترة كل واحدة بعد عودتها الى الكويت تزوجت زميلا لها وكانت قصص حب جميلة.

واذكر بالقرب من الرابطة مصورا كان يقوم بتصوير حفلاتنا واليوم الثاني نشتري صور بعضنا البعض، وفي اتحاد الطلبة تعرفت على زوجي محمد القديري، وكان يشرف على الانتخابات في الرابطة.

وبعد التعارف معه والحب الذي ربط بيننا تقدم لعائلتي وخطبني وتمت الموافقة وتزوجنا والحمد لله حياتنا سلسة والله رزقنا بالذرية الصالحة، والحمد لله، واصدرت كتابا اسمه «زمن المزمار الاحمر» اول رواية صدرت لي وهي عن الحياة الطلابية في موسكو.

المهم تزوجنا ونحن نعيش حياتنا و50% من الطلبة والطالبات تزوجوا هناك الجو الاجتماعي كان جميلا، كان الملحق الثقافي رجلا طيبا ويشرف على الطلبة وهناك قيود صارمة علينا، كنا نعمل حفلات واشارك فيها، وقدمت قصائد شعرية مع الطالبات، وبداية كتابة الشعر عندما كنت طالبة في الكويت ومن دون قافية، وجدت نفسي بالنصوص الشعرية، وجمعت اشعاري في ديوانين، مكثت بالقاهرة ثلاث سنوات، في الجامعة استفدت منها كانسانة.

بعثة دراسية في موسكو

كانت لضيفتنا حكاية اشبه بالمغامرة في موسكو، تقول عنها: بعدما تزوجت زوجي محمد القديري، اخبرني انه حصل على بعثة دراسية في موسكو دراسات عليا ماجستير ودكتوراه، وقلت له ألحقك اينما تذهب، وسافرت معه الى موسكو لكن الصدمة ان الروس لم يعترفوا بشهادات القاهرة، قالوا عليك ان تبدأي من جديد.

وافقت وبدأت الالتحاق بالكلية والدراسة، لكن سنة اولى لغة روسية، موسكو تجربة مغايرة وعجيبة، كنا نعيش في سكن داخلي مع زوجي الذي كان ايضا يتعلم اللغة الروسية، والسكن للطلبة الذين يدرسون اللغة والدراسة والسكن في سكن الطلبة كلية الفنون، كان عدد الطلبة الذين تقدموا للدراسة في الكلية خمسة عشر طالبا قُبل اثنان منهم ثريا البقصمي وطالب سوري فقط، سبب الرفض عدم وجود امكانيات فنية، قالوا لنا ان السكن لنا كزوجين مرفوض مع بعض، محمد يسكن في سكن الجامعة وانا اسكن في سكن الطلبة، لكني رفضت هذا الاقتراح، وقلت تركت بلادي وضيعت ثلاث سنوات في القاهرة لا أرفض اقتراحهم وبكيت فتمت الموافقة.

الجو بارد وقارس جدا 40 درجة تحت الصفر والراتب الشهري اربعين دينارا من السفارة الكويتية في موسكو ومن الحكومة الروسية تسعين روبلا.

الروس كانوا كريمين وكانوا يقصدون كسب الطلبة، وايضا التعليم كان مجانا والملابس والكتب كلها على نفقة الحكومة الروسية، وايضا الرعاية الطبية ووجبات الأكل ندفع شيئا رمزيا، ولدت ابنتي في موسكو، فأخذوها مني واشرفوا على تربيتها لمدة سنة، وبعد ذلك تسلمتها منهم، كل شيء متوافر للدارسين من الغرباء ولازم نعتقد ان ما يقومون به وما يقدمونه للطالب هو أحسن نظام سياسي في العالم، جميع الطلبة الذين تعلموا في روسيا في السبعينيات لم يعتقدوا في النظام الاشتراكي، كانت عقدتي الجو واحببت ان اعيش مع زوجي، كان الطلبة جديين والمدرس كان رجلا جادا في عمله يقف بجانب الطالب ويشرح له ويعلمه تعليما دقيقا، ضاعت ثلاث سنوات في القاهرة من عمري، وبدأت من جديد في كلية الفنون في موسكو، وكان معي طلبة من الروس وآخرون من دول اجنبية تعلمت منهم، وفي عام 1976 ولدت ابنتي فأخذوها مني إلى بيت الأطفال.

زوجي أنهى دراسته في الماجستير وعين في الخارجية وعين ديبلوماسيا ومكان عمله كنشاسا.

انهيت دراستي البكالوريوس والماجستير سبع سنوات وعدت إلى الكويت.

بعد التخرج

عن نشاطها وعملها بعد التخرج والعودة من موسكو تقول البقصمي:

بعد التخرج والعودة إلى الكويت عام 1984 عينت في مجلة العربي بعمل «رسامة» ولمدة خمس سنوات وللاسف لم احصل على التقدير كنت اعمل داخل مكتب فيه عشرة رجال ما عندي مكتب شخصي كفنانة وراتبي ضعيف جدا كنت محبطة بعد خمس سنوات قدمت استقالتي والتحقت بتلفزيون الكويت وعملي لا شيء واشتغلت في قسم الديكور واشتغلت بالإذاعة وكان عمل ممتع جدا، كنت معدة لبرنامج «فن فنتاستك»، الفن روعة وكان خمسة وعشرين حلقة اسبوعيا والمكافأة بسيطة ثلاثة دنانير للحلقة الواحدة هذا كان بالثمانينيات كان عملا ممتعا في الاذاعة وانتقلت الى الصحافة مع الاذاعة وكتبت عن قصر الشيخ خزعل أمير المحمرة وأنا أول صحافية كتبت عنه.

وكان جدي لأمي اسطى أحمد هو الذي عمل رسومات وزخرفة لسقف غرفة خزعل، وصورت القصر وكان معي مصور اسمه سليمان حيدر وذلك عام 1985 الوالدة عاشت في قصر خزعل لمدة طويلة.

والدتي نصرة أحمد البنا وجدتي صديقة الشيخ خزعل وكانت والدتي تلعب مع الاطفال الذين كانوا بنفس عمرها ومن القصص التي كانت الوالدة ترويها قصة السدرة وكتبتها ونشرتها في كتاب.

كانت الوالدة تقول لنا القصص وكنت أدونها وعن حمام الموجود بالسرداب وذكرت لنا ان القصر يضم تقريبا مائة غرفة.

قمت بزيارة لذلك القصر وعندما عملت الاستطلاع عن قصر خزعل ونشر في مجلة العربي وحاز إعجاب المسؤولين والقراء وذلك عام 1985 وبعد ذلك عملت استطلاعا، عن متحف طارق سيد رجب وعن الاسواق بالخليج العربي وذلك عام 1986 في سلطنة عمان كان الكويتي يحتاج لفيزا ولكن لان جوازي ديبلوماسي سمحوا لي بالدخول بدون فيزا وعملت استطلاعا ونشر في مجلة الاسواق العربية، زاد النشاط وعملي اهتموا به ورسمت للاطفال وفي نفس الوقت كنت اعمل بجريدة الوطن.

محررة نصف دوام، وكتبت في الصفحة الثقافية وكنت أغطي احداثا ومعارض، وكنت صريحة جدا والفنانون زعلوا مني وأقالوني من جمعية الفنون التشكيلية وذلك لأنني انتقدت اعمالهم.

وقبلت الموضوع بصدر رحب وهذه حرية رأي. تفوقت وظهر اسمي بالصحافة الكويتية بجانب الفنون، وكذلك المعارض الشخصية التي أقيمها، حيث أقمت «القديري غاليري» مع زوجي وعملت معارض استفدت منه ماديا قليل،ا القصد ان أنشر الفن وليس الربح.

وشاركت مع مجموعة اسمها أصدقاء الفن التشكيلي مع فنانين من دول مجلس التعاون، اقمنا عشرين معرضا شخصيا بجميع دول العالم.

كان عددنا عشرين فنانا.. وصلنا إلى أميركا وأميركا اللاتينية، وبعد الاحتلال الصدامي توقفنا عن إقامة المعارض.

عام 1990 قررت عدم الخروج من الكويت وبقيت مع أولادي وزوجي.

وكان زوجي مع المقاومة وأشياء كثيرة يقوم بها، التجربة التي عشتها بعد ذلك ظهرت في كتب وفي لوحات، والكتب حصلت على جوائز وترجمت إلى لغات عديدة، وكانت شاهدا حقيقيا على ما صار للكويت من قبل الاحتلال الصدامي كل ما رأيته وثقته في لوحاتي، وقبل التحرير بثلاثة أيام العراقيون أخذوا زوجي محمد أسيرا إلى البصرة وكان من أول الذين اطلقوا سراحهم.

«شموع السراديب»

اثر الاحتلال الصدامي على ثريا البقصمي كما فعل مع جموع الكويتيين بل والمقيمين على أرض الكويت.

عما حدث بعد هذه المرحلة الحالكة تقول البقصمي: بعد التحرير وبعدما اطلق سراح زوجي كتبت كل شيء عن الاحتلال في كتاب اسمه شموع السراديب وترجم إلى اللغة التشيكوسلوڤاكية وبعد ذلك كتبت كتابا اسمه مذاكرات فطومة وحصلت على جائزة الدولة.

وحصلت على جائزة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لأفضل كتاب، وبعد ذلك كتاب رحيل النوافذ عن الاحتلال العراقي لدولة الكويت ولايزال في نفسي الكثير من القصص وبعد التحرير وبعد عودة زوجي من الأسر سافرت إلى قبرص عند أولادي وخلال ثلاثة ايام كنت اتحدث للكويتيين عن الاحتلال العراقي وعن الرعب والشرخ الكبير في نفس الكويتيين، هذا لا ينسى ولو بعد مليون سنة قادمة.

الكويتيون يذكرون الاحتلال الصدامي على دولتهم والدمار الذي خلفه الاحتلال البربري.

بعد التحرير والاستقرار بدأت أقيم معارض في دول مثل الصين وإريتريا وأفغانستان، أقمت 61 معرضا شخصيا، هذا طوال مسيرتي الفنية، هذا العدد لم يحصل عليه أي فنان واكثر من ثلاثمائة معرض فني جماعي داخل الكويت وخارجها.. وأكثر المعارض غرابة كان في أفغانستان وفي فيتنام والهند والدول الأوروبية والعربية والافريقية، معرض افغانستان لا استطيع ان انساه لانه من عمل معهد غوتا الالماني ويوم الافتتاح جنود ألمان شباب حضروا المعرض وقالوا انهم سعداء أن شاهدوا المعرض في أفغانستان هذا شيء جميل وغدا سنرجع إلى بلدنا وركبوا الباص ودخل عليهم انتحاري بسيارته وقتلهم جميعا، الحدث كان فظيعا، وفي افغانستان اسست ورشة دربت فيها فنانين أفغان.

ايضا انا عضوة في جمعية الفن الخاص والتي تهتم بفن المعاقين، وأعطي دورات للمعاقين وعندي الاستعداد التام لخدمة الآخرين وهذا جزء من رسالتي.

هذا العام صدر لي كتاب بعنوان خواتم النسيان وآخر في كفي زرقاء وقصص قصيرة عددها ست.
 
:حجم الخط
536862-453362.jpg

536862-453352.jpg

خالد المسعود الفالح
536862-453350.jpg

536862-453359.jpg

فالح خالد المسعود خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)
536862-453349.jpg

من صور خالد الفالح في العمل
536862-453346.jpg

شهادة تعيين خالد الفالح برتبة ملازم أول
536862-453343.jpg

سيارة قديمة أمام بيت الشعر في البر
536862-453347.jpg

فالح المسعود مع مجموعة من أبناء العائلة وأولاده
536862-453353.jpg

536862-453354.jpg

شهادة الجنسية لخالد الفالح
536862-453358.jpg

بندقية قديمة
536862-453344.jpg

فالح المسعود وأحد الحضور
536862-453357.jpg

الابن حاملا البندقية القديمة
536862-453360.jpg

فالح خالد مع الأبناء والإخوان
536862-453341.jpg

سيارة قديمة في أثناء التواجد في البر
536862-453361.jpg

536862-453351.jpg

أحد الأحفاد يحمل صورة جده خالد الصالح
536862-453348.jpg

أمام المنزل في الطفولة


  • تركت الدراسة الثانوية وعملت في «الكويتية» وبعد خطف «الجابرية» تمت الاستعانةبعسكريين في المحطات الخارجية
  • زرت أثناء العمل كلاً من إسبانيا وسويسرا وتايلند ودول الخليج العربي وفي «الديوتي» كنا نأخذ راتباً مضاعفاً
  • كنت أحب الذهاب إلى القنص لصيد الحباري مع الوالد والأعمام
  • لدى عملي في البلدية مارست نشاط الزراعة في 120 ألف متر ثم اشتريت مزرعة ثانية وكنت أزود السوق يومياً بسيارتي خضار مشكل
  • لا يجوز أن نعتمد على النفط فقط ويجب أن تكون هناك خطة خمسية جيدة للتوظيف
  • ولدت في منطقة الفروانية وكانت قديماً تعرف باسم «الدوغة» وبيت الوالد مكانه حالياً المركز الصحي
  • قضيت مشواري بالتعليم في مدرسة جليب الشيوخ والوالد كان يملك سيارات والسائق يوصلني إلى المدرسة ذهابا وإياباً كل يوم
  • أكملت المرحلة المتوسطة ثم انتقلت إلى الثانوية وتركت الدراسة بعد أن أكملت الصف الثاني الثانوي والتحقت بالعمل
  • خالد المسعود كُلّف بتعطيل هجوم العراقيين على الكويت أيام قاسم 1961 ونجح في المهمة بجدارة
  • من هواياتي في المدرسة والأنشطة الزراعة والتصوير وكانت عندي كاميرا قديمة
لايزال للماضي جماله الذي يزداد بمرور السنين وتغير الأحوال وتبدل الظروف. كويت الماضي تشع عبقا وحبا ومودة ويزخر تاريخها بالأحداث التي تركت في نفوس الكويتيين آثارا صقلت شخصياتهم وزادت خبراتهم وأورثتهم صفات قد لا تتوافر لبعض الشعوب التي لم تمر بمثل هذه التجارب والاحتكاكات. من ذلك ما خاضته الكويت من معارك مثل الجهراء والرقعي، وما عانته من تهديدات وأطماع مثلما حدث أيام عبدالكريم قاسم واعتداء أثيم كما حدث على يد المقبور صدام حسين.

ضيفنا فالح المسعود شاهد على هذه الأمور جميعا حيث كان أفراد من عائلته مشاركين بشكل مباشر في جل هذه الأحداث وشاهدين على كثير من أحداثها وأبطالا في صفحات تاريخها. يكلمنا في هذا اللقاء عن هذه الأمور التاريخية وكذلك يلقي الضوء على بعض من ذكرياته الشخصية وكيف كانت الحياة في فترات من ماضي الكويت. تعليمه وكيف ترك الدراسة وعمله في الخطوط الجوية الكويتية ثم البلدية وممارسته للنشاط الزراعي ورعاية الحلال، وغير ذلك من الموضوعات المتعلقة بوالده، رحمه الله، ولقطات من حياته،

كل ذلك نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يستهل ضيفنا فالح خالد المسعود الفالح حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده ونشأته حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في الفروانية حيث بيت الوالد، وكانت الفروانية تعرف بمنطقة (الدوغة) ولم تكن المنطقة مشهورة وأذكر ان بيت الوالد مكانه حاليا المركز الصحي في الفروانية.

أما التعليم فكان في مدرسة جليب الشيوخ حيث الوالد يملك سيارات فكان السائق يوصلني الى المدرسة ذهابا وإيابا كل يوم، أكملت المرحلة المتوسطة ثم انتقلت الى الثانوية وأكملت الصف الثاني ثانوي، ثم تركت الدراسة.

من هواياتي في المدرسة والأنشطة الزراعة والتصوير وكانت عندي كاميرا قديمة، كذلك كنت احب الذهاب الى القنص لصيد الحباري مع الوالد والأعمام.

بعد الصف الثاني ثانوي تركت الدراسة والتحقت بالعمل.

العمل في «الكويتية»

وعن عمله بعد ترك الدراسة، يقول الفالح: أول عمل بعد الدراسة كان في الخطوط الجوية الكويتية ضابط أمن وسلامة وكنت اخرج للمحطات الخارجية وأول محطة في إسبانيا غير ثابت ولمدة شهرين والأهل كانوا يذهبون بالصيف الى اسبانيا وكان والدي خالد المسعود له بيت هناك.

وأما ثاني محطة فكانت سويسرا أيضا لمدة شهرين بمعنى «ديوتي» والراتب مضاعف وبعض الموظفين كانوا يرغبون في ذلك وأيضا ذهبت الى تايلند ودول الخليج العربي والمعاملة كانت جيدة وكان المسافرون ليست لديهم مشاكل واذكر ان بعض المشاكل ظهرت عام 1988 مع خطف طائرة الجابرية فتم نقل المدنيين وعينوا عسكريين في المحطات الخارجية فكنت في المطار والمشاكل مع الرباط أو هوشة مشاجرة، ونرفع الشكوى الى الداخلية وكانا سابقا نرافق الطائرة حتى تم تعيين حماية عسكرية فكنا ننسق لهم وكان عندنا مركز التحكم ومديره الشيخ عذبي المالك وأمضيت عدة سنوات ثم انتقلت الى البلدية.

الزراعة

عن نشاطه في ميدان الزراعة بجوار عمله في البلدية يقول ضيفنا: أثناء عملي بالبلدية كانت عندي مزرعة في العبدلي، كانت المزرعة قديمة وكانت للعائلة وصار نصيبي 120 ألف متر مربع وبدأت بها والاهتمام بها بعد ذلك اشتريت مزرعة ثانية وباشرتها وكنت أزود السوق بكمية من الخضروات يوميا سيارتي خضار مشكل.

وبعد سنوات تركت الزراعة وحاليا عندي حلال جمال وأعمال، ونقلتها الى السعودية والجواخير حاليا صارت منتزهات.

والمزارع تختلف عن الجواخير في العمل، وعندي زراعة بسيطة. والان مشاكل العمال والتسويق ليست مثل الأول، في السعودية الأعلاف سعرها أقل والدعم للشعير ويعطونا عمالة ويزودوننا بالعلف والشعير ولا فرق بين المواطن الكويتي والمواطن السعودي فكلاهما سواء في المعاملة، حتى العمالة ممكن ان يزودوا الكويتي بها وله 4 من المزارعين أو (الرعاة)، ولم أستورد أغناما من الخارج.

الحياة الاجتماعية

يتطرق الفالح لحياته الاجتماعية وكيف سارت الأمور في زواجه وإنجابه لأبنائه وكذلك يعطي خلفية عن عائلته وتاريخها الوطني، حيث يقول: متزوج والله سبحانه وتعالى رزقنا بالأبناء وجميعهم في المدارس، وأهلي السابقون من الفرسان والأبطال، وبعض رجال العائلة شهداء الكويت ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت وأهلها، مثل جدنا مسعود شهيد، وناصر مطلق شهيدين في معركة الرقعي عام 1928، مطلق المسعود الكبير هو الذي قال للحكومة ان الاخوان الليلة سيهاجمون الكويت، والكويتيون استعدوا وحفروا مزاغيل أسفل سور القصر الأحمر للبنادق لضرب الاخوان، مطلق المسعود من أبطال الكويت سنة 1920 معركة الجهراء.

مشكلة اقتصادية

يتحدث الفالح عن أحدث المعضلات الاقتصادية التي يواجهها المجتمع الكويتي قائلا: أهل الوظائف هم من وضعوا أنفسهم في المأزق ما عندهم خطة خمسية للتوظيف، الدراسة غير موجودة، الوافدون من العرب والأجانب صاروا أكثر من المواطنين أعدادهم كبيرة، الكويتيون بعد الجامعة لا توجد لهم دورات وتأهيل للعمل، أما الظروف الاقتصادية فمرتبطة دوليا، وأقول لا يجوز أن نعتمد على النفط فقط، نريد مداخيل اقتصادية واستثمارات موزعة على العالم ومصانع للتصدير، المنطقة مرت بالحرب العراقية - الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت بقيادة المجرم المقبور صدام حسين، وحاليا الحروب القائمة كلها تؤثر، قدمت دراسات لإقامة مصانع وأنهيت جميع الاجراءات ولكن لا يوجد مكان للمصنع.

أقول أخيرا.. «رأس الحكمة مخافة الله» وإتقان العمل بالنسبة للعاملين والدوام والتواجد في العمل وعدم التدخل والابتعاد عن العمل السياسي، علينا خدمة الكويت والعمل من أجلها والتفاني في العمل.

خالد المسعود الفالح

والد ضيفنا كان من الرعيل الكويتي الأول وله بصماته الواضحة ومواقفه التي لا تنسى يذكر لنا ضيفنا نبذة عن حياة والده في السطور التالية في البداية يقول: ولد خالد المسعود الفالح في الحي القبلي لمدينة الكويت القديمة في مطلع القرن الماضي وكانت بلدة الكويت حين ولادته مضروبا على مدينتها السور الثاني، التحق في صغره بإحدى المدارس الأهلية التي تعرف بالكتاتيب، فلم تكن الوسائل التعليمية في ذلك الزمان متوافرة إلا في المساجد وبعض الدور التي خصصت لذلك، وفي هذه المدرسة الأهلية التي كانت يعتني بها أحد أئمة المساجد أخذ قسطا من التعليم وتعلم تلاوة القرآن الكريم وحفظ أجزاء منه، لكن لم يستمر طويلا في التعليم لأن الفروسية أخذت جل اهتمامه فهو نشأ في أسرة توارثت حب الفروسية والرماية والقتال أبا عن جد، فوالده مسعود أحد شجعان الكويت وفرسانها شهد معركة الصريف مع مبارك الصباح وكان من رجاله المقربين الذين تسمع كلمتهم عنده.

الجهراء

كانت أسرته.. تملك من الحلال (الإبل والغنم) الكثير وهذا الذي جعل أبناءها يستغنون عن دخول الغوص فلم يؤثر أحد من أسرته انه «ركب البحر» خرجت من جبلة وسكنت منطقة الجهراء لكي تكون قريبة من حلالها، فالجهراء كانت مركزا قريبا من مراعي الحلال والبادية في ذلك الوقت، لذلك كانت نشأة خالد المسعود وصباه فيها.

المهمة

حين حدثت أزمة قاسم سنة 1961 وما صاحبها من أمور كثيرة أوكل الى خالد المسعود مهمة ذات أبعاد سياسية ودولية وكانت من الخطورة بمكان وهذه المهمة الوطنية الصرفة أوكلها إليه صاحب السمو أمير البلاد في ذلك الوقت المرحوم عبدالله السالم ولم يكن أحد مهيأ للقيام بها إلا من كان يتمتع بشخصية كشخصية خالد المسعود، حيث الشجاعة والجرأة والإقدام والعقل والحكمة في اتخاذ القرار أضف الى ذلك معرفته وعلاقته بالوجهاء والبارزين من الشخصيات من كل أطياف المجتمع والمناطق المجاورة، والمهمة خلاصة أمرها انه طلب منه الدخول إلى العراق والضغط على قيادات الجيش العراقي من خلال مشايخ قبائل الجنوب لوقف تقدمهم وتهديدهم عدة أيام قدر المستطاع، فعلا تم ذلك فجازف وخاطر خالد المسعود ودخل الأراضي العراقية متخفيا ونفذ المهمة حسبما طلب منه وتأخر تحرك القوات العراقية مما أدى الى تمكين وصول القوات البريطانية وما معها من القوات العربية قبل تحرك الجانب العراقي وانقشعت الغمة وتم بسط الأمن واندحار قاسم وانتهت أزمته.

الأمن العام

وعن التحاقه والده بالأمن العام يقول ضيفنا: التحق خالد المسعود في مطلع الأربعينيات بقوة الأمن العام حين تشكيلها وقد ترأسها الشيخ عبدالله المبارك الذي ارتبط معه بعلاقة وثيقة امتدت الى عشرات السنين، ونظرا لما يتمتع به من خصال القيادة ووفور العقل ونبوغ الحكمة والفروسية التي شب عليها ومعرفة مسؤولي البلاد من أمراء وشيوخ به وما قدمته أسرته من تضحيات تجاه الوطن اختير ليكون مسؤولا وقائدا لقوة الحدود الشمالية سنة 1957 فكان اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وقد رقي الى رتبة ملازم أول، وتم تفويضه من قبل الشيخ عبدالله المبارك باختيار أفراد القوة التي تعمل معه وتوزيع السلاح لهم ومتابعة كل ما يحتاجونه ومن أجل ذلك قام خالد المسعود بإنشاء 5 مراكز متقدمة تجاه الحد العراقي فخبرته في مسالك صحراء الكويت وباديتها جعلته يختار أماكن تعزز الحد الكويتي وتجعل له هيمنة على أرضه وتمكنه من الحفاظ على حدودها وتهيئ له القبض على المتسللين والمخترقين، فأول مركز قام بإنشائه كان أم القصر، فهي أقصى نقطة كويتية في وجه الحدود العراقية، ثم أنشأ مركز العبدلي محاذيا لها وبعده مركز الرتقة ثم مركز الصخيبري وجريشان والبحرة.

وبعد اكتمال تلك المراكز ربطها بنقاط مهمة لكي تربط القوة ببعضها البعض وكان عينا ساهرة على كل هذه المراكز ويتابع كل صغيرة وكبيرة في عملها وكل مشكلة وأمر طارئ يجد له حلا، ولم يكن يصعد الأمور للمسؤولين، يحاول قدر المستطاع معالجة كل ما يحدث فالقيادة من الشيوخ والمسؤولين يثقون في قدراته ومعرفته ثقة تامة.

معركة الجهراء

في معركة الجهراء سنة 1920 تخلص مطلق المسعود من الأسر وجاء مسرعا منذرا الكويت وشعبها من الهجوم المتوقع على قصر الأحمر ومن كان متحصنا به فأبلغ الشيخ سالم الصباح بأن المعتدين قد استعدوا لشن الهجوم وحفر جوانب القصر ثم أشار عليهم بأن يجعلوا فتحات أسفل سور القصر حتى يتمكن الرماة من التصويب منها تجاه المعتدين، وفعلا تم هذا الأمر، أما خالد المسعود فقد خلع رداءه كشف عن رأسه وتحزم وصعد في أعلى القصر وأخذ يصوب فوهة بندقيته التي كانت لا تقع إلا في لحم من دقة رمايته تجاه المعتدين، وكلما نفذت ذخيرة سلاحه زوده بالذخيرة من كان داخل القصر وتمركزه في علو القصر كان له الأثر في عدم تقدم المعتدين ووقف زحفهم وهذا المكان جعله في مرمى بنادقهم فكانت نيرانها تتساقط من يمينه وشماله لكن من كان في أعلى النخلة من المعتدين أصابه في كتفه ولم تثنه هذه الإصابة عن الرمي ومواصلة القتال وظل على هذا المنوالحتى غابت وانتهت المعركة.

الصامتة

وعن دوره في أزمة الصامته يقول: حين حدثت ازمة الصامتة كان خالد المسعود في مزرعته في العبدلي فلما أخبر بالهجوم الذي وقع من الجانب العراقي على نقطة الصامتة التابعة لقوة مركز أم قصر تحرك مع ابنه عبدالله واخذ معه قوة من الافراد التابعين للمراكز التي هو مسؤول عنها وانطلق الى مركز أم قصر الذي وقع عليه الاحتلال من العراقيين.

ورغم اطلاق النار الكثيف عليه وعلى القوة التي معه لم يمنعه ذلك من الوصول الى المراكز وتبادل النار مع العراقيين الذين تركوا المكان وانسحبوا هربا من المواجهة، وصل خالد المسعود الى مركز أم قصر بعدما حرر ورأى ان المكان قد عبث به وتعرضت محتوياته الى التدمير فامر ابنه عبدالله بأن يصلح جهاز اللاسلكي ويقوم بارسال برقية الى القيادة يخبرهم بما وقع على المراكز الكويتية من اعتداء، وتلقت القيادة نبأ الاعتداء وتحرك المسؤولون والقياديون لكن خالد المسعود عالج الوضع بالحكمة والروية.

الداخلية

بعد الاستقلال تمت اضافة قوة الحدود الى وزارة الداخلية وهي في الاصل كانت نواة لقوة الهجانة، والجدير بالذكر ان هذه القوة التي اصبحت فيما بعد يطلق عليها قوة الهجانة كانت فكرة الشيخ عبدالله المبارك وتوسعت المراكز وعمت حدود البلاد وزادت المراكز التي تحت قيادة خالد المسعود حيث اضيفت اليها مركز المزارع وهو من المراكز المهمة لانه يقع في منطقة تحاذي المزارع العراقية ويتطلب جهدا ويقظة امنية، بعدها الحق ضمن مراكزه مركز الخباري والنقاط الأمنية التي تتبعه، وقد كان خلال عمله في قوة الهجانة بعد انضمامها الى الداخلية بمثابة موجه ومعلم للضباط الجدد يستلهمون من خبرته القيادية والعسكرية فكانوا ينظرون له نظرة الأب ويجلونه ويستمعون لتوجيهاته واستمر في عمله حتى وفاته سنة 1973.

المهمات

كان هناك دور آخر بالغ الأهمية يقوم به خالد المسعود ويقول عنه ضيفنا: كان يناط بخالد المسعود عدة مهام من قبل امراء البلاد والمسؤولين منها توصيل المراسلات الحكومية التي تخص امراء البلاد لحكام الدول المجاورة يوم كانت المواصلات غير متوافرة وتتطلب قطع المفاوز والصحاري والطرق غير آمنة والمخاوف كثيرة فكان يقوم بتلك المهمات على اكمل وجه.

ان الروح الوطنية وحب بلده والمحافظة على حدوده كان هاجسا يعيش مع خالد المسعود اينما حل وهذا الشعور تجاه وطنه جعله ينشئ مزرعته في اقصى نقطة حدود لبلده الكويت حيث كان الهدف منها تثبيت اراضيه وكل شبر له فكانت مزرعته اول ارض تعمر في تلك البقعة الكويتية ونظرته كانت تذهب بعيداً نحو المستقبل المشرق وتشجيعا لاخوانه من المواطنين في اعمار تلك الارض من منطقة العبدلي حتى تضع حدا لتوغل العراقيين تجاه الأراضي الكويتية.

الرقعي

في معركة الرقعي وهي آخر المعارك الكويتية التي حدثت سنة 1928 كان مطلق المسعود قائدا يتقدم امام القوة الكويتية ويقاتل فسقط شهيدا فيها ومعه اخوه ناصر وكلاهما كان من شهداء تلك المعركة.







قصائد



قصيدة عن المرحوم خالد المسعود قالها الشاعر رفاعي الشليمي:



نعمين والله يابن مسعود

بالوقت حزم المصاعيبي

بذل حياته بلا منقود

يامر وينهى المناصيبي

يقدم على الموجبه بالزود

خالد يا راعي المواجيبي

يبذل من المال والمجهود

مع طيبة النفس ترحيبي

وسع حدود الوطن بشهود

أبوناصر منبع الطيبي

العبدلي رسمه بحدود

حماها من كل المطاليبي

قصيدة أحد الشعراء قيلت للمرحوم خالد المسعود حينما كان آمرا للحدود الشمالية:

خالد مسعود المسعود

يا عيال دام الليالي سود

ودروب الأجواد مسنونه

الطيب دربه ماهو مسدود

مفتوح للي يريدونه

اللي يبي الطيب يطا الكود

يضفي اردونه على عيونه

يقضب طريقن لابن مسعود

الشايب اللي تعرفونه

خالد اليا جا الخبر مردود

تلافتوله وينخونه

حول على صافي البارود

ماشح بالرود من دونه

شوفوا فعايلهم والشهيد مسعود

تاريخهم كيف يقرونه

مجدن بطول الدهر ماجود

جيلن لجيلن يعدونه

الموت ماهو قبر ولحود

الموت هرجن يردونه

بالصامته فعلهم مشهود
 
حجم الخط
525956-427595.jpg

525956-427593.jpg

عبدالواحد شهاب مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
525956-427665.jpg

شهاب مع وزير التجارة الاسبق عبدالوهاب الوزان
525956-427661.jpg

في تركيا عام 1974 مع احد التجار
525956-427664.jpg

جالسا في مكتبة بالمعرض عام 1979
525956-427662.jpg

عام 2000 في زيارة الى كندا
525956-427666.jpg

عبدالواحد شهاب في احدى سفراته الخارجية
525956-427663.jpg

عبدالواحد شهاب في احدى زياراته لإيران
525956-427660.jpg

شهاب مع بعض العسكريين في الهند
525956-427667.jpg

عبدالواحد شهاب اثناء افتتاح أحدى المعارض عام 1995في ارض المعارض
525956-427592.jpg

إحدى السجادات في معرض شهاب


  • كنت أذهب إلى النقعة لممارسة الحداق وعندي خيط أصيد بواسطته السمك وأيضا كنت استخدم القمبار
  • ولدت في المطبة عام 1935 وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق وبيوت الكويتيين فيها مبنية من الطين
  • كان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل
  • في الماضي كان أصحاب بسطات السمك إذا صار وقت الغروب يتركون الأسماك سبيلاًللمحتاجين وكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يومياً
  • في سن الـ 17 الوالد شغلني في مطبخ «الأشغال» على ساحل البحر وكنت أعمل الشاي وأمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم
  • قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري وبدأت باستيراد البخور ودهن العود عام 1979 وبعد سنتين لم يكن هناك ربح كاف فدخلت في تجارة السجاد
  • «السجاد الإيراني يرتفع سعره مع مرور السنوات» هذا كلام مأخوذ عليه وغير صحيح
  • الإقبال على السجاد الإيراني قل عن الماضي والزولية الإيرانية بعد 3 سنوات من الاستعمال إذا غسلتها تعود كالجديدة
  • استوردت سجاداً من باكستان وإيران وسافرت الهند 5 مرات وكنت أزور المصانع لأطلع على المنتوجات
  • عملت باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم وكنت مرافقاً معه في كل مكان حتى يوم وفاته وسافرت معه في جميع سفراته
  • عملت بـ«الموانئ» منذ عام 1953 وتقاعدت عام 1983 وضممت 3 سنوات من عملي بـ«الأشغال» فصارت خدمتي 33 سنة
  • بعض السجاد الأصفهانيتستغرق صناعته 3 سنوات وتشتغل فيه 4 سيدات
  • أول عمل لي كان في عمر 14 سنة على سفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيلة وكان أجري في أول سفرة 20 روبية
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع هو الحاج عبدالواحد شهاب الكلبي، من مواليد منطقة الشرق، رجل عصامي كون نفسه من لا شيء، من عامل الى ان تبوأ الآن مكانة مرموقة في سوق العمل التجاري،حيث يملك محلا كبيرا لبيع السجاد الإيراني، التحق بالمدرسة عند المطوع ملا أحمد، إلا أن قسوة المطوع وضربه بشدة جعلته يترك الدراسة.

يقول انه سحب العصا من المطوع وضربه على رأسه وهرب ولم يذهب الى البيت وإنما لجأ الى العائلات الكويتية خوفا من والده وبعد فترة التحق بعمل بسيط، وكان يعمل الشاي ويقدمه لضيوف مديره في الميناء.

يحدثنا عن مطبخ وزارة الأشغال العامة، ثم انتقاله لعمل آخر بعدما استدعاه المرحوم أحمد الصرعاوي وعينه في قسم تجهيز السفن واللنجات.

بعد ذلك فتح له محلا بسيطا في أحد المجمعات لبيع البخور والعطور، إلا أن الربح كان بسيطا ولم يكن لديه رأسمال، ولكن أحد التجار كفله في أحد البنوك وبعد سنتين ونصف السنة ترك المحل وحوله الى محل لبيع السجاد باقتراح من أحد أصدقائه ونجح، سافر الى باكستان ومن ثم الى الهند وبعد ذلك الى إيران لاستيراد السجاد الإيراني (الزوليه الإيرانية).

يحدثنا عن صناعة السجاد الإيراني، حيث زار المحلات والمصانع هناك والمدن التي يصنع فيها والألوان والأحجام.

نتعرف من خلال السطور التالية على لمحات من حياة ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي.

فإلى التفاصيل:

يبدأ ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي (أبوتوفيق) حديثه عن الماضي وذكرياته بتقليب أولى صفحاته حيث يقول:

ولدت في دولة الكويت بمنطقة المطبة عام 1935، كانت منطقة سكنية وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق، ساحة كبيرة حولها بيوت الكويتيين المبنية من الطين وبيوت صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم حسب عدد السكان بكل بيت، وكانت السكك ضيقة وطويلة وكان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل لدهان السفن والحبال والمسامير هذه الأدوات تباع في العمارة، والتاجر الكويتي يجلس في العمارة يباشر عمله بنفسه والبحارة يشترون ما يحتاج له صاحب السفينة أو النوخذة، بعض العماير يبيعون الجندل والباسجيل.

أول عمل

وعن أول عمل اشتغل به يقول: أول عمل سافرت مع النوخذة جاسم خلف بالسفينة لنقل المياه من شط العرب الى دولة الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيله واحد يغرف من شط العرب ويناول الواقف على سطح السفينة وهو يفرغ الماء بالتانكي.

البحار يقف على الجالي يغرف من البحر ويعطي للواقف بالسفينة بالزيله ويصب الماء في التانكي بواسطة السليفة، كان عمري في حدود 14 سنة وكنت مع النوخذة جاسم محمد خلف وهو صاحب البوم وفي أول سفرة أعطاني 20 روبية وثاني سفرة 15 روبية وفي الثالثة 5 روبيات والرابعة 10 روبيات وهذه العملة القديمة قبل الدينار الكويتي الحالي.

كانت السفينة تقف في النقعة والحمارة والكنادرة يشترون الماء والمبلغ الذي كنت احصل عليه أعطيه للوالد وهو الذي يصرف منه على البيت والرجل دائما هو المسؤول عن البيت اخواني أصغر مني ولم يشتغلوا بالبحر.

الفريج والأصدقاء

عن ذكرياته حول الفريج وأقرانه من الأطفال في مقتبل الصبا يقول الكلبي:

المطبة كان فيها مجموعة من الشباب وكلنا كنا نلعب مع بعض، وكان هناك المسجد وخلفه بيت حياتي وبيوت الرومي وعائلة العصفور ومن أولادهم بدر الرومي وعبدالرحمن البدر وبرجس البرجس وحمود الزبن، ومما أذكر أن بداية الخمسينيات عندما تأسست دائرة الأشغال أنشأوا لهم مطبخا ويقع على ساحل السيف بالشرق ويوجد طباخون يجهزون الأكل لجميع العمال الذين يعملون بالأشغال والمسؤول كان البالول وكان صاحب تشاله سفينة لنقل الصخور من منطقة العشيرج ومعه الغريب ويكسر الصخور بالهبب وهو عمود من الحديد القوي، ومن الهوايات كنت أذهب الى النقعة لصيد الاسماك وهو ما يعرف بالحداق، وعندي خيط أصيد بواسطته السمك، أيضا كنت أصيد السمك بما يعرف بالقمبار وهو انني كنت أذهب مع أصدقائي الى البحر في الليل وعندما يسمى بالكابر نضرب السمك ونصيده والكابر عبارة عن عصا طويلة بطرفها قطعة حديدية مدببة الطرف نضرب السمك أثناء بداية المد.

بالخمسينيات وما قبلها كان السمك في الكويت متوافرا والحداقة والصيادون يصطادون الكثير، قبل ذلك إذا زاد السمك وأذن المغرب الجزافون وبائعو السمك يوزعونه على المواطنين لأن بذلك الوقت لا يوجد ثلاجات ولا فريزرات فنحن الشباب كنا نحدق ونصيد للبيت، كان النويبي متوافرا والشماهي رخيص جدا.

الدراسة والتعليم

وبعد ذلك يتحول ضيفنا للحديث عن مرحلة أخرى من حياته، ويستذكر مسار التعليم قائلا:

بداية حياتي والطفولة أدخلني الوالد مدرسة ملا أحمد وكنت كثير الحركة، والملا يزعل مني وفي يوم من الايام كلفني بغسل المدرسة ولكن بعدها ضربني بالخيزرانة ضربة قوية، وسحبت منه العصا وضربته بقوة وتألم، وهربت من البيت ولجأت الى بيت الشيوخ عند أولادهم، وأذكر مسقف المرحوم الشيخ صباح الناصر، وأذكر بيوت الشيوخ متقاربة خلف المسقف ونعرف المكان بفريج الشيوخ.

وأذكر كشك الشيخ حمود والمدرسة بالقرب من بيت معرفي وفيها ثلاث غرف، المهم هربت من ضرب المدرس وكنت آخر طالب في الفصل، لم أذهب الى البيت خفت من الوالد وكان عنده حظور وكان الوالد أيضا يجمع ضرائب من بعض أصحاب الحظور وكان يجلس في سوق الجت عند أحد تجار المواد الغذائية، والوالد كان يبيع السمك ويحصل على المال، ولكن إذا صار وقت الغروب أصحاب البسطات يتركون الاسماك سبيلا للمحتاجين، فكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يوميا هكذا، وحاليا السمك قليل.

وأمضيت ستة شهور بعيدا عن البيت، ولكن الوالد كان يعرف ذلك والوالدة تعرف كذلك وخلال شهرين أيضا سكنت في بيت المرحوم الشيخ جابر العلي رحمه الله، وبعد ستة شهور أبو ماجد رجعني الى بيت الوالد وسامحني.



العمل في مطبخ الأشغال

عن عمله في مطبخ وزارة الاشغال يقول ضيفنا:

المرحوم أبو ماجد بعدما أرجعني إلى البيت، الوالد ساعدني وشغلني في مطبخ وزارة الاشغال العامة الواقع على ساحل البحر وكان عمري سبعة عشر عاما، مكان وزارة التخطيط، وكنت أعمل الشاي وفي المطبخ كان يشتغل برجس البرجس وحمود الزبن والبحوة والبالول والغريب.

أمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم، كنت أجهز القدو بروبية زيادة عن الراتب.

البالول والبحوه كل واحد يعطيني روبية وعندي كارت للدوام للجميع، وهنا المكتب ويسمى مطبخ بن عمير نسبة للاسم القديم وعمال الاشغال يحضرون الى مقر المطبخ يتناولون الغداء.

والمطبخ مجهز بكل شيء وعدد الذين يحضرون للغداء تقريبا من أربعين الى خمسين عاملا وموظفا، الاسماك الوجبة الرئيسية والمحمر من الأكلات التي يحبها العمال بالنسبة لأكلي لا أزال آكل المحمر.

وبعد أيام نعمل المحمر في الشتاء سمك الخياط المالح وفي الصيف الميد مشوي، أمضيت ثلاث سنوات في الأشغال.

العمل في الميناء

وعن مرحلة أخرى من العمل يقول الكلبي:

أبوماجد نقلني الى الميناء، وكان المدير محمد قبازرد ورئيس الموانئ الشيخ خالد عبدالله السالم الصباح، وجاسم العنجري نائب المدير هذا عام 1953، محمد قبازرد كان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وأيضا يوجد مواطن يترجم للمراجعين، ويعرف باسم أبوهارون عبدالسلام شعيب مدير الجمارك.

وعلي الخبيزي كان مسؤول عن سيارات الجمارك، كان عملي عند محمد قبازرد في مكتبه، وبعد سنة ونصف السنة طلبني أحمد الصرعاوي وقال تم اختيارك أن تعمل باللنشات الخاصة.

كان عملي هو تجهيز اللنشات من تصليح وأكل وماء، وذلك للرحلات البحرية أيام العطل الخميس والجمعة أو الذهاب الى فيلكا والجزر الكويتية، وتلك السفن تعتبر تحت إدارة الموانئ، وحتى المصاريف والبنزين والديزل، وذلك للحداق والنزهة البحرية.

أمضيت العمل بالموانئ منذ عام 1953 وتركت العمل 1983 وضميت ثلاث سنوات من عملي بالأشغال فصارت خدمتي ثلاثا وثلاثين سنة وتقاعدت عام 1983.

المحل التجاري

بداية عملي باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح، وكنت مرافقا معه في كل مكان، وكنت مرافقا معه في الدمام، ويوم وفاته رحمه الله، وسافرت معه الى جميع الدول التي سافر اليها.

وبعد التقاعد من العمل كان لضيفنا قرار آخر وهو خوض العمل الحر، يقول عن ذلك:

عام 1983 تقاعدت عن العمل، ولكن قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري والفكرة كنت صديقا لمجموعة من الشخصيات الكويتية مثل فهد النفيس وحمد النفيس، قال: الى متى تبقى بالوظيفة اقترح عليك أن تفتح لك محلا صغيرا تمضي فيه وقت فراغك، فقلت له: «ما عندي رأس مال»، بتلك الفترة كان افتتاح البنك الأهلي، ومقره مقابل الدهلة وأول رئيس مجلس إدارة سعود العبدالرزاق والمؤسس مراد بهبهاني وهو صاحب الفكرة ومعه حسين مكي ومجموعة من الشخصيات، وعلاقتي مع سعود العبدالرزاق تعرفت عليه عندما كان يحضر عند الشيخ فهد السالم، وكنت موجودا معهم وأذكر عبدالله الفلاح مدير البلدية بعد وفاة المرحوم الشيخ فهد السالم عام 1959، سعود العبدالرزاق لم يتركني.

الفكرة من حمد النفيس أبومشعل الذي كفلني في البنك الأهلي بخمسة عشر ألف دينار كويتي وحصلت على القرض الذي فتحت به محلا هو سعود العبدالرزاق.

في البداية بدأت استورد البخور ودهن العود والمحل في مركز الدولية بالقبلة وذلك 1979/11/15 استمررت بالعمل لمدة سنتين ولكن لم يوفي بالربح، زارني حمد النفيسي وسألني عن العمل، فقلت إن البيع قليل وفيه خسارة، فقال غير وبع السدو ومخدات ومفارش، ومن هذا دخلت في بيع السجاد.

محل للسجاد

بعت ربع راتب التقاعد فصار عندي مبلغ من المال، هنا ارتفع رأس المال والبداية استوردت السجاد من الهند وباكستان والسجاد الإيراني كان غاليا، في الهند عندهم نوعان وكنت أول كويتي استورد السجاد الكشميري ولمدة سبع سنوات، وهو جيد، وشاركت رجلا باكستانيا والسجاد ليس حريرا بالكامل، ولكنه مخلوط، أما الهندي فيتكون من ثلاثين نوت وهو خيط، والبنات الصغار هن يشتغلن بها لأن أصابعهن صغيرات والحرير خيطه ناعم يحتاج لأصابع صغيرة لكي تكون الزولية (السجادة) خفيفة، ويوجد فرق ما بين الباكستاني والهندي وكنت أزور المصانع في الهند وخمس مرات أذهب وكنت أشتري من المحلات سجادا جاهزا، لأن التعامل مع المصنع يأخذ وقتا طويلا، ولذلك لا أستطيع الانتظار، والتجار موجودون بالسوق بأعداد كبيرة، والتعامل معهم سهل ويوفرون لنا «الزولية» وحسب المقاسات التي يتطلبها السوق الكويتي.

بعض السجاد الاصفهاني تستغرق صناعته بحدود ثلاث سنوات، وتشتغل فيه اربع سيدات، و«زوليه» سجادة مقاس 4 × 6م خمسة افراد يشتغلون فيها بحدود سنتين ونصف السنة والعمل متواصل، الذي يميز السجاد الايراني انه يدوي ولا تدخل فيه الآلة، وفي هذه السنوات لا استطيع ان انتظر فاشتري من الاسواق واصدرها الى الكويت.

البداية من الهند ثم باكستان وسبب الانتقال هو الطلب، بالكويت كانوا يرغبون في السجاد الباكستاني فسعره رخيص، اثناء عملي بالسجاد اسست شركة للمطبوعات والاثاث مثل مكاتب وكراسي من الصين واوروبا، ولكن العمل متعب والشركاء الذين كانوا معي بدأوا يتلاعبون فتركت العمل قبل ان اغرق ومن هنا توجهت الى ايران لاستيراد السجاد الايراني.

السجاد الإيراني ودبي

عن عمله في السجاد الايراني، يقول الكلبي: دبي كانت مركزا تجاريا للسجاد الايراني، وفي الكويت قليل، فذهبت الى هناك وبدأت استورد السجاد الايراني ولمدة ثلاث سنوات وبعد ذلك توجهت الى ايران، وبعد دراسة وتعارف مع تجار السجاد في دبي عرفت المصانع والافراد والتجار في ايران، وهذا دفعني للسفر الى هناك، وبدأت استورد السجادة الايرانية الزوليه الايرانية المشهورة، والحمد لله عرفت المصنع.

استوردت السجاد الهندي والباكستاني والايراني والفرق بينها كبير والايراني افضل والصناعة عندهم تختلف عن غيرها مثلا عندي سجادة بسعر 50 الف دينار والعمل فيها يستغرق خمس سنوات لأنه عمل يدوي، عندي سجادة قياس 8 × 12م حرير صناعتها خمس سنوات، عندهم سجادة بـ 200 دينار وعندهم سجادة بـ 3 آلاف دينار والمقاس نفسه.

يوجد فرق في السجاد، مثلا سجاد تبريزي وسجاد قم وسجاد نائيل وكاشان بين اصفهان وطهران وسجاد شابور وفيها صناعة سجاد كثيرة، تعرف السجادة حسب المدينة التي تصنع فيها، البعض يصنع في البيت لأنها صناعة يدوية، والفرق ان 12 خيطا ارخص بالسعر، والسبب انها تصير سميكة وكلما قل عدد الخيوط تصير السجادة احسن، واربعة خيوط احسن وافضل، وهو القمة بالنسبة لنائيل، جميع السجاد الذي ابيعه في المحل صناعة يدوية، والسجاد تصنعه البنات والنساء، والرجال يخططون ويمدون الخيوط بمعنى هم الذين يهندسون لصناعة السجادة، قمت بزيارة لعدة اماكن لصناعة السجاد، شاهدت النساء وهن يشتغلن بصناعة السجادة بجانبهن چوله وعليها وعاء الاكل، واحدة على اليمين والعاملة الثانية على اليسار.

يشتغلن ويطبخن الاكل، هذه الحياة الصعبة لكسب الرزق، ويعملن حسب القطعة وفي الشهر الواحد تحصل على ما يقارب 100 دينار.

في ايران يصنعون الخيط ويستوردون خيط الحرير من الصين وهو احسن الخيوط الموجودة في العالم، حاليا مصر تزرع شجر القطن الحريري ولكن الصيني احسن ويركبون عليه الالوان.

كان الايرانيون يستخدمون قشور الرمان والتفاح والعنب في صباغة الخيوط.

يطبخ ويبرد ويضعون الخيوط بداخل القدور او الدرامات.

أسعار السجاد في الكويت

عن اسعار السجاد في السوق الكويتي، يقول الكلبي: سعر السجاد الايراني قبل خمس وعشرين سنة فيه فرق كبير عن هذه الايام، قديما لا يوجد سجاد صناعي للموكيت، حاليا توجد مصانع في الكويت والسعودية،الاقبال على السجاد الايراني حاليا قليل، قديما كانت مبيعات السجاد الايراني اكبر من اليوم مع الفرق في السعر وتقلبات الاسواق، بقي 50% من المواطنين متمسكين بالسجاد الايراني.

السجاد الصناعي يختلف عن الايراني، وهناك ميزة ان الزوليه الايرانية بعد ثلاث سنوات من الاستعمال اذا غسلتها تعود كالجديدة، ولا تتغير لونها وحاليا يوجد مختصون في غسيل السجادة الايرانية، مواطن كويتي اشترى ثلاث قطع ايرانية، الايراني افضل من السجاد الهندي بالنسبة للخلطة والتركيبة المصنوعة من الحريري تغسل بالماء البارد بالثلج.

السجادة بأربعة خيوط السعر اعلى واثمن ولا يوجد فيها قطن.

السجاد يختلف بعضه عن البعض مثلا البساط خيطه سميك أما بالنسبة للنقشات فلها متخصص والبنات أمامها الخيوط معلقة والمصمم هو البداية يصمم ويضع النقشات ويمد الخيوط الملونة والعادية.. مثلا السجادة الايرانية يشتغل بها 4 فئات المصمم والذي يعمل الألواح النجار والذي يمد الخيوط البنات العاملات والسجاد المستورد الايراني شراؤه صار قليلا مع وجود سجاد المكائن.

وكان احد التجار الكويتيين هو الوحيد الذي كان يستورد السجاد الصيني.. أقول لم يجرب اي كويتي ان يفتح مصنعا للسجاد الايراني في الكويت لأن مصاريفه وتكلفته باهظة، بعض التجار الايرانيين يتفقون مع صناع السجاد بالقطعة يعني بالاتفاق مع العاملات ويصنعون السجادة في بيوتهن ويوفرون لهم المواد، البعض من التجار يتفق مع صناع السجاد بالمناصفة بعد البيع، والبعض يصنع بالأجرة وحسب نوع الزولية وآخر يتفق بالمناصفة، هو يشتري الأدوات والنساء يصنعن، ومتى تم البيع مناصفة بالمبلغ وتحدد المدة الزمنية للعمل.

الأمور في صناعة السجاد الإيراني مختلفة من مكان لآخر ومن مدينة لأخرى.. والبعض الآخر عنده مصنع رسمي لصناعة السجاد (الزولية)، فترة الانتظار لصناعة السجاد فترة طويلة ولذلك أشتري الجاهز من التجار، ربما الاتفاق يكون فيه غش في الصناعة، لكن الجاهز هو الأفضل، سأستورد مائة قطعة من السجاد الايراني عندنا محل كبير في الكويت يضم مجموعة كبيرة من السجاد للبيع بجميع المقاسات والأشكال والأحجام.. وتقدر أموال السجاد الموجود تقريبا بالملايين.

استخدام السجاد القديم

من واقع خبرته حدثنا الكلبي عن جودة السجاد الايراني وقيمته وكيف تزيد مع الزمن قائلا: يقولون ان استخدام السجاد الايراني قلما يستخدم ومع عدد السنوات يرتفع سعره، هذا كلام مأخوذ عليه وهو صعب ولا أحد يشتري سجادة قديمة بسعر أغلى من الجديدة، هذا كلام غير صحيح، القديم يبقى قديما وسعره غير الجديد بل أقل بكثير والجديد أفضل من القديم.

في أوروبا يختلف عنا.. ربما أصحاب الهوايات يشترون من أصحاب السجاد القديم كهواية، اعرف طبيب كويتي يملك سجادا ايرانيا منذ 50 سنة مضت، هذه هواية.

السجاد الإيراني بحاجة لرعاية بالتنظيف والجو البارد يحفظه من التلف، وماكينة التنظيف تؤثر إذا استخدمت بالعكس للسجادة.

والسجاد الايراني لا يغسل بالماء العادي فقط، حاليا توجد مواد خاصة لغسيل السجاد.

صناعة السجاد تطورت..

تركت البلاد الأخرى، وحاليا عندي زبائني لشراء السجاد وبعض المواطنين يحضرون لشراء السجاد.





سيدة كويتية

يحكي الكلبي قصة واجهته أحداثها حيث يقول: كانت هناك سيدة كويتية من الزبائن ودائما اذا احتاجت سجادا إيرانيا تحضر عندي وفي أحد الأيام أرسلت ولدها لشراء سجاد ايراني، فذهب الولد الى محل آخر واشترى، والدته سألته من أي مكان اشتريته فأخبرها، فقالت لا ارجعه واذهب الى محل كذا ـ تقصد محلي ـ وبالفعل اشترت من عندي وبعد شهرين توفيت تلك السيدة الكويتية، رحمها الله، وبعد الوفاة الولد باع السجادة ايضا لسيدة كويتية لها خبرة في السجاد الايراني، حضرت عندي واشترت 4 قطع وبعد ذلك استبدلت احدى السجادات فوافقت واستبدلتها وأخذت جديدة، السجادة ما فيها اي شيء نظيفة جدا وغير مستعملة.





الأسرة والحياة الاجتماعية

عن أسرته يقول ضيفنا: أولادي أربعة أولاد، وفي وظائفهم: توفيق كابتن، ومحمد مهندس، وفهد مهندس وباحث ومعلم وعادل موظف.

أولادي غير متفرغين للعمل التجاري ويوم الجمعة يزورونني ويجتمعون عندي.

الوالد في البداية كان عنده حظور لصيد السمك ومع بداية النهضة الحديثة فتح محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية في حولي.

حفظ الله الكويت بحكامها وسكانها ومواطنيها وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة تحت راية سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والأسرة الحاكمة الكريمة.

مع خالص التحيات والتبريكات بالعام الجديد الى جميع العاملين في جريدة «الأنباء» لإخلاصهم في العمل الصحافي.
 
:حجم الخط
522545-419705.jpg

522545-418765.jpg

المرحوم الشيخ عبدالله الجابر خلال لقاء مع د.أحمد ابو سيدو
522545-418756.jpg

.. ومع الشيخ محمد متولي الشعراوي
522545-419703.jpg

احمد ابوسيدو متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (محمد خلوصي)
522545-418744.jpg

تكريم د.أحمد أبوسيدو مع المتطوعين خلال الغزو بعد التحرير
522545-418775.jpg

د.أحمد أبو سيدو مع الاديب نجيب محفوظ
522545-418736.jpg

.. وفي لقاء مع الأديب فكري أباظة
522545-418742.jpg

522545-418749.jpg

522545-418761.jpg

تقدير من الشيخ محمد الخالد
  • تراب الكويت يحتضن المرحومين والدي ووالدتي وعمي وجدي
  • التقيت بعمالقة الأدب والسياسة والدين ومنهم الشيخ عبدالله الجابر ونجيب محفوظ ومصطفى أمين وفكري أباظة وسيد سابق والشعراوي
  • حضرت الكويت عام 1960 ووالدي سبقنا بسنتين
  • شهد الجميع لدور المرحوم والدي في التربية والتعليم والتوجيه الفني للتربية الإسلامية
  • صدر لي أكثر من 15 مؤلفاً في مختلف الموضوعات الإعلامية والدينية والوطنية والاجتماعية
  • لي مواقف لا تنسى شهد لها الجميع خلال الغزو وفي البصرة بعد التحرير خلال مرافقتي للمعونات الطبية الكويتية لمستشفى البصرة
  • الشيخ عبدالله الجابر ترك بصماته التاريخية في تأسيس التعليم العصري و كان لي شرف تغطية رحالة بوم الغزير للمرحوم عبدالحسن معرفي
  • عملت متطوعاً مع الشيخ وليد العنجري وعلي الهندي رئيس مجلس جمعية اليرموك خلال الاحتلال الصدامي الغاشم
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا اليوم شخصية إعلامية مميزة، استطاع خلال أكثر من أربعين عاما أن يحقق أمنيته وينمي هوايته الصحافية، د.أحمد أبوسيدو مارس هوايته الصحافية وهو في المرحلة الثانوية وقابل العديد من الشخصيات المحلية. وبعد انتقاله إلى الجامعة في جمهورية مصر العربية، كان مراسلا لإحدى الصحف المحلية وقابل العديد من الشخصيات الأدبية والاقتصادية والسياسية والفنية، وكان يرسلها إلى الصحيفة عبر الفاكس من مكتبها بالقاهرة، وبعد عودته من الجامعة عمل محررا فيها بقسم المحليات، وبدأ بأنشطته ولقاءاته المختلفة وانفرد بالكثير من اللقاءات والموضوعات، وتميز بالسبق الصحافي في موضوعات عديدة.

وكان محبوبا لدى جميع المحررين في مختلف الصحف، وأطلق العديد عليه لقب شيخ الصحافيين. كما شهد له الجميع من مسؤولين ومواطنين بمواقفه الوطنية المختلفة للكويت وأهلها خلال الاحتلال العراقي الغاشم، وتعرض للعديد من المواقف والمطاردة ولكن رعاية الله سبحانه أنقذته، وحصل على العديد من شهادات التقدير، كما تم تكريمه في منطقة اليرموك في حفل خاص بعد التحرير.

نتعرف على لمحات من حياته خلال السطور التالية:

في بداية اللقاء يتحدث عن قدوم أسرته إلى الكويت في بداية الستينيات من القرن الماضي حيث يقول: انتقلت إلى الكويت مع باقي أفراد أسرتي من قطاع غزة بفلسطين عام 1960 حيث كان الوالد قد سبقنا بسنتين للعمل مدرسا في مدارسها بعد أن قام المرحوم عبدالعزيز حسين بإجراء مقابلات لعدد من المدرسين في قطاع غزة ومن ثم تم التعاقد معه للعمل في وزاره التربية والتعليم. وتلقيت دراستي المتوسطة في مدرستي الفروانية المتوسطة والثانوية ثانوية كيفان.

هوايتي الصحافية

ويضيف أبو سيدو كان لوالدي - رحمه الله - دور مهم في عدم منعي من مزاولة هوايتي الصحافية التي عشقتها وأحببتها حيث كان مدرسا للتربية الإسلامية واللغة العربية قبل أن ينتقل إلى توجيه التربية الإسلامية حيث قام المرحوم الأستاذ محمد الشيخ كأول موجه عام للتربية الإسلامية بإعداد مشروع فصل اللغة العربية عن التربية الإسلامية، وكان ينتدب للعمل بالأندية الصيفية خلال فترة عمله بالتدريس، وكنت اصطحبه وأنا في المرحلتين المتوسطة والثانوية في كل عام حيث عمل مشرفا في أندية مدارس الفحيحيل أو الفيحاء والروضة والرميثية والفروانية.

وكنت أتفرغ أنا لمزاولة النشاط الصحافي سواء في المدرسة أو في الأندية الصيفية، وكانت البداية مع صحافة الحائط على ورق البريستول، ثم صحافة ورق الاستانسل على قطع A4.

ولقد قمت بلقاءات صحافية في النشرات المدرسية وفي مجلة صوت الشباب مع شخصيات متعددة منها الوزير الأسبق المرحوم صالح عبدالملك الصالح ووكيل الوزارة د.يعقوب الغنيم قبل أن يصبح وزيرا للتربية وعبدالوهاب الزواوي وخالد الحربان والتاجر المرحوم علي عبدالوهاب صاحب عدة شركات والمرحوم عبدالعزيز المساعيد مؤسس دار الرأي العام والنهضة وسعد والديلي نيوز.

الانطلاق الحقيقي

التقيت بالمرحوم عبدالعزيز المساعيد في مطلع السبعينيات لتقديم الشكر له لنشر موضوع لي في صحيفة الرأي العام حول الأندية الصيفية بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، ولم أنم طوال تلك الليلة وخرجت في الصباح الباكر للبقالة المجاورة لبيتنا عدة مرات لمطالعة وشراء جريدة الرأي العام، وما أن رأيت صورتي والموضوع صرخت في وجه صاحب البقالة، وقلت له اعطني جميع نسخ الصحيفة لديك وكان عددها 20 نسخة ودفعت له الدينار، حيث كان ثمن العدد 50 فلسا.

وقبل أن أسافر للدراسة طلب مني الوالد أن اذهب للصحيفة وأقابل ذلك العملاق المرحوم عبدالعزيز المساعيد الذي أصدر أول صحيفة كويتية يومية لأشكره على نشر الموضوع، قلت له: لم أنم طوال ليلة أمس بانتظار العدد.

وأنا جئت اليوم لأشكرك على تشجيعك لي فقال: لا..لا.. أنت من اليوم ستعمل محررا في «الرأي العام».

شكرته مرة أخرى وقلت له: إنني مغادر بعد غد إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة والدراسة فقال بشكل سريع: لا بأس.. عليك بالذهاب إلى مدير مكتبنا في القاهرة وستعمل معه ضمن توجيهاته وما يطلب منك، حينها شعرت بشيء من الدوار وكادت الفرحة أن تلقيني أرضا لولا تماسكي وإمساكي بالكرسي المجاور لمكتبه.

وهكذا بدأت حياتي مراسلا صحافيا لـ«الرأي العام» قبل أن أكون محررا فيها لفترة متواصلة بلغت 27 سنة كتبت في جميع مطبوعاتها: الرأي العام والنهضة ومجلة سعد والديلي نيوز الإنجليزية.

لقاء مصطفى أمين

واتسعت دائرة العمل مع عمالقة الأدب من كبار الأدباء والكتاب وأجريت لقاءات مع عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، وهنا اذكر أول لقاء لي معه، حيث دخلت سكرتيرته لإبلاغه بوصول صحافي من الكويت، وما ان دخلت عليه حتى شعرت بأنه أصيب بدهشة لصغر سني وبعد أن سلمت عليه جلس واضعا يده على خده وينظر لي، فبدأت حديثي معه قائلا: إنني احمد الله سبحانه وتعالى أن حقق لي هذه الأمنية لألتقى بك، فقد قرأت الكثير من كتبك حول مختلف القضايا وخاصة مجمع التبرعات من أجل المحتاجين في جمهورية مصر العربية وكتاب سنة أولى سجن وأنت في السجن وخلافاتك مع الأستاذ محمد حسين هيكل والاتهامات التي صدرت بحقك من شأن المخابرات الأميركية وقصص صداقتك مع أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وكيفية إصدار الصحيفة مع المرحوم شقيقك التوأم علي أمين، وغير ذلك من الموضوعات، فما كان منه إلا أن رفع يده عن خده وابتسم وقام بالسلام علي مرة أخرى، ثم قام فدخل غرفة صغيرة مجاورة وأحضر مجموعة من مؤلفاته وكتب بيده إهداءه لي وتوقيعه عليها، وما زلت احتفظ بهذه الكتب حتى الآن، ورفع سماعة الهاتف لسكرتيرته وأبلغها بعدم إدخال أحد حتى انتهاء المقابلة.

واستمتعت بهذا اللقاء الذي حقق هدفي ومساري الإعلامي وأعطاني قوة ودعما لا مثيل لهما، ثم توالت زياراتي له بعد أن نشرت المقابلة في «الرأي العام».

مع فكري أباظة

كما التقيت بالأديب المبدع المرحوم فكري أباظة وأجريت معه مقابلة أعتز بها كثيرا، وتناولت العديد من الموضوعات الأدبية والثقافية وخلال اللقاء أشار المصور الذي أحضرته خصيصا لتصوير اللقاء إلى انه سيغادر ولكنني قلت له أن يضع فيلما آخر ويقوم بالتصوير مرة أخرى، وهنا رأيت في عينه الدهشة وعدم الرضا وبعد خروجي من اللقاء سألني المصور: ألم تثق بي يا أستاذ؟ فقلت له: إنني أثق بك ولكن لا أثق بالكاميرا، (وهي تختلف عن الكاميرات الديجيتال هذه الأيام) وقلت له: أعتقد أن هذا آخر لقاء للأديب فكري أباظة.

وبالفعل بعد عدة أيام قليلة من مغادرتي القاهرة عائدا إلى الكويت نشرت الصحف المصرية خبر وفاة الأديب فكري أباظة، فكان للرأي العام سبق النشر كآخر حديث له.

لقاء نجيب محفوظ

كما التقيت الأديب نجيب محفوظ ودار الحديث معه حول مختلف قضايا الأدب ورواياته وقصصه التي أثارت المجتمع المصري بكل طوائفه وأسباب خلافه مع الإسلاميين، وكان علي أن أقوم برفع صوتي حتى يسمع سؤالي له وكان لي عدة لقاءات معه.

مواقف مع عمالقة رجال الدين

واتسعت دائرة العمل الصحافي لتشمل العديد من رجال الدين من الكويت ومصر ولبنان وسورية وروسيا وغيرهم.

التقيت عدة مرات بالمرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ المرحوم عبدالباسط عبدالصمد وصاحب كتاب فقه السنة المرحوم الشيخ سيد سابق والشيخ يوسف القرضاوي والمرحوم أحمد ديدات والشيخ المرحوم عبدالله النوري والشيخ علي الجسار ود.خالد المذكور والمرحوم صلاح ابو اسماعيل وغيرهم.

وقد وفقني الله سبحانه بأن أكون أول من يعد صفحة إسلامية أسبوعية في الصحف الكويتية وكانت في جريدة الرأي العام حيث كانت أسبوعية ويومية في شهر رمضان ثم صفحتين يوميا طوال شهر رمضان المبارك.

الشيخ الشعراوي

عن لقائه بفضيلة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي يقول أبوسيدو: قد جذبني المرحوم الشيخ الشعراوي لعبقريته الفذّة في تفسير القرآن الكريم ما دفعني لإجراء عدة لقاءات معه نشرت في الرأي العام في أوقات ومناسبات مختلفة.

وذات يوم دار حوار بيني وبينه حول موضوع التبرع بالأعضاء وأمام مجموعة من الضيوف، فما كان منه إلا أن رفض رفضا قاطعا فكرة التبرع بالأعضاء وحاولت النقاش معه أمام الجميع، ولكنه كان يرفض قائلا: إن هذه الأعضاء ليست ملكك، فقلت له يا سيدي إن الإنسان الذي لا يرجى شفاؤه يتبرع بها بعد وفاته قد تكون سببا لشفاء عالم ديني أو أستاذ جامعي أو عالم علمي أو معيل أسرة أو غير ذلك، فقال رحمه الله بشدة: اخلق أنت أعضاء وتبرع بها، فقلت لا يخلق إلا الله سبحانه وتعالى وهنا أشار لي بعض الحضور بوقف الحوار بعد كلمته تلك (والله على ما أقول شهيد وهذا للحق والتاريخ).

وقد نشرت ذلك اللقاء في الرأي العام وبعد سنة تقريبا نشرت إحدى الصحف المصرية فتوى من الشيخ الشعراوي بتحليل التبرع بالأعضاء.

ولدى زيارته للكويت بعد تلك الفتوى وكالعادة كنت أقوم بزيارته في كل زيارة وأحضرت معي اللقاء وفتوى الصحيفة المصرية ووضعتها أمامه.. فقال رحمه الله وبعدين معاك يا عم أحمد مهددا بعصاته وضحكنا معا.

الشيخ سيد سابق

ومن أطرف المواقف مع المرحوم الشيخ سيد سابق وخلال إجابته عن سؤال لي حول حرمة التماثيل لشخصيات أو طيور أو حيوانات والتي توضع في بعض البيوت وكان مصور الصحيفة يهم بالتقاط صورة للشيخ سابق معي وتزامن ذلك مع إجابته قائلا: لعن الله المصورين. وهنا توقف صديقي المصور عن التقاط الصورة وانزل كاميرته، وساد الصمت وضحكت وضحك الشيخ... فقال له: يا ابني أقصد بالمصورين النحاتين والذين يجمعون التماثيل، مشيرا إلى أن المجسمات المفرغة منها لا تحريم لها.

الشيخ أحمد كفتارو

واذكر أن لقائي مع مفتي سورية الأسبق المرحوم أحمد كفتارو ترك أثرا كبيرا في حياتي من خلال إحدى الفتاوى التي قالها لي عن الزكاة ولم يتطرق لها أي رجل دين من قبل. والتي يقول رجال الدين فيها عادة: إن من ليس لديه المال فلا زكاة عليه، ولكن الشيخ كفتارو - رحمه الله - أصر على أن الإنسان المسلم يجب عليه أن يعمل ويعمل ويجتهد للحصول على المال حتى يقوم بأداء هذا الركن الإسلامي من الأركان الخمسة في حين أن الحج قيل عنه: (لمن استطاع إليه سبيلا) من المال والصحة وغير ذلك، ولكن الزكاة لم تتبع بكلمة من استطاع إليه سبيلا كالحج.

الداعية أحمد ديدات

كنت أرافق د.عادل الفلاح في استقبال العملاق المرحوم أحمد ديدات في مطار الكويت، وبعد مراسيم الاستقبال جلس الشيخ ديدات في سيارة الضيافة وصعدت معه الى نفس السيارة إلى مقر إقامته في شيراتون الكويت.

واستطعت أن أجري معه أجمل لقاء نشر على الصفحة الأولى في «الرأي العام» ما أثار دهشة جميع مديري الصحف الأربع الأخرى.

الشيخ عبدالله الجابر

ولن أنسى مقابلاتي مع المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح - رحمه الله - في قصره بمنطقة بنيد القار.

واذكر أنه في أول لقاء لي معه، قال: من أي منطقه بفلسطين أنت؟ قلت من غزه، قال: هل زرت مناطق ومدنا فلسطينية؟ قلت له «لا والله لأنني حضرت إلى الكويت صغيرا، ولكني اعرف جميع مناطق الكويت، فابتسم وقام بسرد عشرات المدن الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وقال: لقد زرت جميع هذه المدن والقرى. وتحدث بإسهاب عن أولى بعثات التعليم في الكويت من فلسطين عام 1936 حيث طلب من المرحوم أمين الحسيني عددا من المدرسين فأرسل له برقية: المدرسون في الطريق إليكم.

المرحوم محمد العجيري

كما كان لي شرف مقابلة المرحوم محمد العجيري، والد الفلكي العالمي د.صالح العجيري الذي تربطه بوالدي رحمه الله صداقة على مدى أكثر من نصف قرن، ونشرت اللقاء في الرأي العام وكان هذا هو اللقاء الوحيد للحاج محمد العجيري في الصحف الكويتية، وجميع أبنائه وأحفاده اعتزوا بهذا اللقاء الذي سرد قصة حياته وكفاحه وانتقاله من عامل بالمدرسة المباركية إلى مدرس فيها.

المرحوم صالح شهاب

كما يتحدث ضيفنا عن علاقة جمعته بالمرحوم صالح شهاب، الوكيل المساعد بوزارة الإرشاد والأنباء التي تسمى وزارة الإعلام حاليا وكان بحق ملك السياحة في الكويت والترويج السياحي وذلك بالتعاون مع الأستاذ عبدالرحمن المزروعي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق والأستاذ إبراهيم البغلي مدير إدارة الآثار والمتاحف، وكان يجمع الآلاف من المواطنين والمقيمين في حفلات ورحلات بحرية إلى جزيرة فيلكا شبه يومية طوال موسم الصيف.كما كان يزور الكويت الآلاف من مواطني دول مجلس التعاون للمشاركة في برامج الترويح السياحي الفنية والثقافية والأدبية، وكنت أقوم بإعداد مجلة السياحة الأسبوعية التي كانت تصدر عن وزارة الإعلام.

وكان لي أيضا شرف تغطية رحلة بوم الغزير التي قام بها المرحوم عبدالحسين محمد رفيع معرفي، حيث طلبني الأستاذ رضا الفيلي حين كان وكيلا لوزارة الإعلام، وقال لي: أخ احمد طلبتك، قلت على الفور: صار، قال: أريد أن ترافق الأخ عبدالحسين معرفي في رحلة بحرية من كلكتا بالهند إلى الكويت تخليدا لذكرى مسار السفن البحرية الكويتية التي كانت تسير من تلك المنطقة في الهند إلى الكويت. ضحكت وقلت له: إني أشعر بالدوار أحيانا خلال زيارتي لجزيرة فيلكا، فما بالك بالمحيطات والبحار التي سيقطعها الغزير.

وقد تم الاتفاق على تغطية الرحلة بواسطة جهاز لاسلكي على أن أقوم بالوصول جوا إلى الدول التي يصل فيها الغزير إلى موانئ تلك الدول.

مذكرات نساي

ويضيف أبوسيدو: كما كنت اكتب زاوية مذكرات نساي لعدة سنوات في الصفحة الأخيرة من الرأي العام وهو أسلوب ساخر وطريف من النسيان وهمومه ومشاكله وقد حضر إلى مكتبي في الرأي العام رئيس التحرير المرحوم يوسف المساعيد ذات يوم وكان في مكتبي عدد من الزوار. وكان قد نشرت أول مقالات المذكرات، وسألني من يكتب مذكرات نساي؟ قلت: لا أدري، فرسمت على وجهه علامات الغضب، وقال متسائلا: كيف لا تعرف؟ قلت له: لقد نسيت، فضحك وغادر المكتب.

الخاطبة أم عادل

• كما كان لي السبق الإعلامي في أن أكون أول خاطبة في الصحافة الكويتية، حيث كنت مديرا لتحرير مجلة النهضة وكانت الخاطبة تحت اسم وهمي (أم عادل) وكنا يوميا نتلقى عشرات الرسائل والمكالمات من داخل الكويت وخارجها، حيث كانت الخاطبة أم عادل أول من تقوم بهذه المهمة في الصحف والمجلات الكويتية وانتشرت بعد ذلك الفكرة.

لقاء في موسكو

وفي موسكو كنت أرافق الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف وهو يعد احد الرموز العالمية في الوسطية والتماشي بين الشعوب وأصحاب الأديان وكانت تلك الزيارة بعد التحرير تحت شعار أيام كويتية في موسكو وقد أجرى مذيع راديو موسكو لقاء في الإذاعة الروسية الناطقة بالعربية معي لمده نصف ساعة تحدثت فيه عن الجرائم والدمار والسرقة والنهب الذي تعرض لها أهل الكويت من الغزو الغاشم وقد أشاد السفير القناعي في موسكو باللقاء كما أشاد بذلك مدير مكتب وزير الخارجية المرحوم محمد المهنا آنذاك.

الصحافة مهنة أم هواية؟

عن علاقته بالصحافة وهل هي مهنة أم هواية، يقول ابوسيدو إنها علاقة أبدية كالروح في الجسد ودون مبالغة إذا قلت هل يمكن أن يعيش الجسد دون روح. وهذا يعود لمدى تعلق الصحافي بالصحافة، وقد يكون سبب ذلك أنني تعلقت بها منذ الصغر عشقتها... أحببتها، كأغلى وأجمل حبيبة إلى قلبي وروحي وعقلي.

دور الصحافة في الإبداع

ويضيف: هذه المهنة الوحيدة التي ترفع الإنسان بالكثير من الأنشطة والإبداعات التي تتوافق والمهنة.

ومن هذه الفعاليات والأنشطة: المطالعة والقراءة لكل ما هو جديد من إصدارات ومؤلفات. فالقراءة والاطلاع كان لها ردود فعل في أسلوب آخر وهو التأليف والبحث والتعليق وطرح الدروس والعبر من خلال اللقاءات التي يتم نشرها وكتابتها وإعادة صياغتها بأسلوب أو بآخر لنشرها للقراء.

مواقف في الاحتلال

يتحدث أبو سيدو عن فترة الاحتلال الصدامي للكويت قائلا عن المواقف التي حدثت له حينها: حدث أن والدي - رحمه الله - في الأيام الأولى للغزو اجتمع بي وبإخواني وقال: لأول مرة أحدثكم عن الجهاد ضد المحتل، الكويت هذه الأرض الطيبة بقيادتها وشعبها الطيب احتضنتنا ووفرت لنا حياة كريمة وهنا يجب أن نرد الجميل لهذا الوطن وشعبه وترابه وعليكم أن تقوموا بما تستطيعون لخدمه الكويت وأهلها، وبالفعل فقد انضممت أنا وإخواني إلى لجان التكافل في منطقه اليرموك، وبدأنا العمل التطوعي في الجمعية التعاونية وفي المخبز وفي تلبية طلبات المواطنين، حيث اشتد الحصار عليهم وكنا نعمل ليلا ونهارا مع إخواننا وقدمنا هويات لهم ليتمكنوا بالتنقل بأسمائنا.

وقد ساهمنا بتخزين المواد الغذائية للجمعيات وفروعها إلى مخازن سرية حتى لا يعلم المحتل مكانها لنهبها وسرقتها، ولقد تلقيت دروعا وشهادات تقدير من لجان التكافل بعد التحرير لمواقفنا الواجبة علينا تجاه الكويت.

من مؤلفات أبوسيدو

٭ بصمة حب وولاء للكويت.

٭ العمل المهني دافع شرعي وواجب وطني.

٭ الحرفي الماهر مبعد الحضارات الإنسانية.

٭ لماذا وكيف نحب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

٭ صلالة فردوس الخليج.

٭ عبدالله الشيتي على كرسي الاعتراف.

٭ نصر الدين طاهر تحديات وانتصارات.

٭ موسوعة العمل الصحافي وأخلاقيات المهن الإعلامية ويتكون من ستة أجزاء.

٭ من فضائل ومعجزات سور وآيات القران الكريم أهديته إلى روح والدي ووالدتي - رحمهما الله.

٭ موسوعة العمل الصحافي وأخلاقيات المهن الإعلامية ومكون من 6 أجزاء.

التطوع خلال الغزو

عن أعماله التطوعية خلال الغزو يقول أبوسيدو: منذ اليوم الأول للغزو العراقي الغاشم عملت متطوعا مع لجنة تكافل جمعية اليرموك التعاونية وقد جاء إلى مقر الجمعية في الأيام الأولى أحد ضباط الجيش العراقي وكنت جالسا بجانب رئيس مجلس إدارة الجمعية آنذاك الأخ علي الهندي وقال الضابط للأخ علي: أرجو أن ترفع صورة... (الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله) حتى لا تتعرضوا للأذى من ضابط غيري فنظر لي الأخ علي وقال: أخ أحمد أرجو رفع صورة الأمير فقلت له: لا والله لن أرفع صورة صاحب السمو الأمير فنظر لي مندهشا وقام برفع الصورة من غرفة إدارة السوق. وبعد أن ذهب الضابط قلت له: اسمح لي ويجب أن تقدر موقفي فقال: لا عليك يا أخ أحمد وأنت على حق.

وخلال الأيام الأولى للغزو أيضا كان قرار البيع والشراء في الجمعيات التعاونية بالدينار الكويتي وجاء أحد العسكريين يريد أن يدفع بالدينار العراقي ولكن الكاشير استدعاني قائلا: يريد أن يدفع بالدينار العراقي، فقلت له إن قرار البيع والشراء بالدينار الكويتي فما كان منه إلا أن أخرج دنانير كويتية من جيبه ودفعها للكاشير وهمس قائلا لي محنة وتزول إن شاء الله. وهذا يعني أن الكثير من العراقيين كانوا غير مقتنعين بالغزو الغاشم.

أذكر أن مجموعة من الجنود حضروا ليدخلوا إلى السوق المركزي لشراء بعض احتياجاتهم وسمعت صراخ بعض النسوة والأطفال فخرجت لأتعرف على السبب فوجدت الجنود يريدون الدخول بأسلحتهم فهدأت من روع المواطنات وطلبت من الجنود التمهل وعدم الدخول بالأسلحة وليدخل البعض إلى الجمعية دون أسلحة ويقف البعض الآخر خارج السوق يحملون الأسلحة ثم يتبادلون الدخول بعد ذلك من دون أسلحة وكان أن هداهم الله سبحانه وتعالى ودخلوا السوق من دون أسلحتهم وتبادلوا بعد ذلك مع زملائهم وأصبح هذا عرفا لدخول الجنود وبعد يومين أو ثلاثة جاء أحد الضباط ليسأل رئيس مجلس الإدارة الأخ علي قائلا: كان يوجد شخص هنا اسمه بسيسو، أين هو؟ وكنت أنا جالسا بجانبه فقال له إنه سافر منذ عدة أيام، وأذكر أن الأخ الصديق الإعلامي العزيز أنور الياسين وهو من الصامدين الذين أدوا أداء مميزا خلال فترة الغزو قد استدعي أيضا من قبل أحد المسؤولين العراقيين، وقد نصحني - بارك الله فيه - بعدم التواجد في المنطقة وبالفعل فقد غبت عن بيتي في اليرموك بأكثر من 3 أسابيع.

٭ كان يشرف على عملية نقل مخازن الجمعية إلى سراديب أهالي المنطقة رئيس لجنة التكافل الشيخ وليد العنجري وكان العمل ليلا بعيدا عن أعين الغزاة حيث تعرضت العديد من مخازن الجمعيات التعاونية الأخرى إلى السرقة والنهب من قبل الغزاة وقد اقترحت على الشيخ وليد فكرة أن تكون عملية التوزيع في البيوت غير معروفة للجميع بحيث يكون كل واحد مسؤولا عن نقل البضائع إلى سرداب واحد فقط حتى لا يعرف الجميع الأماكن إذا ما تعرض أحدنا للضغط أو الضرب فأعجب بالفكرة وتم تنفيذها.

٭ بعد أن منّ الله علينا جميعا بالتحرير والنصر وطرد الغزاة أقامت جمعية اليرموك التعاونية احتفالا كبيرا تحت رعاية وزير العدل الأسبق محمد السمار وبحضور عدد من رجال الأمن وحشد من أهالي المنطقة لتكريم من وقف وتطوع لأجل الكويت وكنت ولله الحمد أحد المكرمين وحصلت على درع تذكارية بهذه المناسبة وشهادة تقدير من رئيس لجنة التكافل ومدير عام الجمعية التعاونية.
 
حجم الخط
520775-415040.jpg

الفنان عبدالعزيز آرتي
520775-415049.jpg

عبدالعزيز ارتي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
520775-415036.jpg

الفنان عبدالعزيز ارتي على شاطئ البحر في احدى السفرات
520775-415043.jpg

«محطة بنزين» (2002)
520775-415034.jpg

لوحة شارع فهد السالم قديما
520775-415051.jpg

لوحة «العماير» (إنتاج 1991)
520775-415045.jpg

مسجد بجانب السوق في الشارع الجديد
520775-415037.jpg

لوحة «طبيعة صامتة»
520775-415038.jpg

لوحة المباركية 2 (2010)
520775-415039.jpg

لوحة لبيت الشعر في البر (1985)
520775-415046.jpg

لوحة عربانة الماي (1988)
520775-415041.jpg

لوحة ساحة الصفاة قديما (2010)
520775-415044.jpg

شرطي المرور بوسط الشارع الجديد
520775-415042.jpg

ساحة الصفاة (1997)
520775-415047.jpg

ساحة الصفاة قديما (2009)
520775-415035.jpg

«سوق كويتي قديم» (2009)
520775-415050.jpg

لوحة على ظهر السفينة (2009)
520775-415048.jpg

لوحة الشارع الجديد (1994)


  • عام 1965 سكنا منطقة الفروانية وكانت أمام بيتنا براحة واسعة
  • أخي جاسم لعب مع نادي التضامن والوالد لم يتركنا نكمل اللعب حتى ننهي الدراسة
  • أول مدرسة التحقت بها كانت روضة الأحمدي لأن الوالد كان يعمل في الجوازات هناك
  • الوالد لعب البينغ بونغ وهو من أوائل من حصدوا الجوائز مع «العروبة» وعام 1960 أشهرت الأندية الحديثة
  • تعلمت العزف على الأكورديون والأورغ ولا زلت أشارك الفنانين حفلاتهم الموسيقية
  • الوالد انتقل للسكن في الفروانية فالتحقت بمدرسة المثنى ومن أولى ابتدائي ظهرت علي بوادر موهبة الرسم
  • بعد شهرين من العمل التحقت بالتجنيد وتركت التدريس وتميزت بين المجندين فانتقلت إلى غرفة العمليات أداوم الساعة الثامنة وأنصرف بعد التاسعة
  • بعد النجاح في ثانوية الرابية تبخر حلمي في دراسة الفن بالقاهرة والتحقت بالكلية الأساسية في الكويت لكي أكون مدرساً للتربية الفنية
  • من الطرائف عندما كنت طالباً في ثانوية الرابية استدعاني الناظر مرة وقال: عبدالعزيز خبر سيئ نصف لوحاتك سرقت
  • مدرس مصري في المتوسطة كان فناناً كبيراً وتنبأ لي بأن أصبح فناناً ذا شأن كبير
  • على الدولة الاهتمام بالفن التشكيلي وتحويل المرسم الحر إلى متحف يضم أعمال جميع الفنانين القدماء والحاليين
  • كان والدي يلعب كرة القدم في الأندية القديمة وكنت أذهب معه ومارست كرة القدم بالشارع ثم في المدرسة
الفن التشكيلي يمثل مرآة تعكس فيما تعكس العادات والتقاليد التي يتميز بها أي مجتمع امام المهتمين بالفنون وبشؤون هذا الفن وتاريخه وحركته الاجتماعية. المربي الفاضل ضيفنا هو الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي بدأ الرسم منذ طفولته
في المرحلة الابتدائية وتطور مع المراحل التعليمية بمساعدة المدرسين.

يذكر مدرسيه الذين وقفوا إلى جانبه حتى اشتد عوده الفني في المرحلة الثانوية، ويذكر لنا اللوحات التي كان يرسمها ويعلقها بالمدرسة كذلك من هواياته الموسيقى
والتي لاتزال تلازمه منذ سنوات التعليم الابتدائي فهو عازف اكورديون وأورغ ولايزال يمارس العزف ويشارك الفنانين حفلاتهم الموسيقية.

يحدثنا عن هواياته الرياضية فيقول: كان والدي يلعب كرة القدم في الأندية القديمة وكنت أذهب معه الى تلك الأندية، وأمارس كرة القدم بالشارع ثم في المدرسة، وبعد ذلك التحقت بأحد الاندية ولعبت كرة القدم، ولقد شاركت في كثير من المعارض الفنية ولي مشاركات في الخارج ويقول: إن معرضه في أبها كانت له مكانة في نفوس الحضور في المملكة العربية السعودية.

ماذا يقول عن المرسم الحر؟ ماذا يقول عن صالات العرض؟ ماذا يقول عن التعليم والتدريس طالبا ومدرسا؟ كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال السطور التالية للقاء مع الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يبدأ الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي حديثه خلال اللقاء عن مولده وبداياته الأولى حيث قال: اسمي عبدالعزيز محمد حسين آرتي وولدت في الكويت بمنطقة الدعية بداية إنشائها وسكن العائلات فيها بعد انتقالهم من البيوت القديمة، وفي الأصل كانت العائلة تسكن في الحي الشرقي وأذكر تلك المنطقة الشرقية وبالتحديد حي العوضية وعندي ذكريات، ومنها: أن أعمامي كانوا يلعبون كرة القدم بالساحة الكبيرة وأذكر ان اللاعبين كانوا قد رسموا على حائط أحد البيوت شباكا حيث لم يكن عندهم حديد أو أخشاب ينصبونها كأهداف وبتلك الفكرة كانت تبدأ الخلافات هل الكرة عندما ضربت بالحائط كانت الضربة على الاهداف المرسومة أم لا؟ وكان الجميع يضحكون ومن بينهم الحكم.

عندما سكن الوالد في الفروانية لعبت مع نادي التضامن تحت 18 سنة ولفترة طويلة وكان من الصعب أن يصل اللاعب للدرجة الأولى، وأذكر ان اخي الكبير عنده فريق كرة قدم اسمه التعاون وكان فتحي كميل حارس المرمى الذي فيما بعد لعب مع نادي التضامن وأحمد البصيري كان كشافا للملاعب ليحصل على لاعب، وفي أحد الأيام أراد فتحي كميل أن يلعب في خط الوسط بدلا من حارس مرمى وكان جيدا وممتازا وأول لعبه شاهده أحمد البصيري كان في الفروانية.

أخي لم يكمل لأن الوالد خاف عليه ان يهمل دراسته فلم يكمل اللعب، فتحي كميل التحق بنادي التضامن بالدرجة الأولى وكان عمره سبع عشرة سنة التحق بنادي التضامن وكان العصر الذهبي للكرة الكويتية.

وكان اخي جاسم يلعب في فريق التعاون، اما الوالد فكان يلعب في نادي العروبة القديم عرباوي من القاع، حيث لعب معهم علي ناصر، وكان الوالد يلعب البينغ بونغ «تنس الطاولة» وهو من الاوائل الذين حصدوا الجوائز مع العروبة، وعام 1960 و1961 أشهرت الأندية الحديثة.

هذه طفولتي كلاعب كرة قدم وزاولت اللعبة في الساحات في الشرق، وعام 1965 سكنا منطقة الفروانية وأمام بيتنا براحة واسعة، كان أحمد البصيري مخلصا في عمله بالأندية.

نحن والوالد

يتحدث ارتي عن والده فيقول: الوالد لعب كرة القدم وتنس الطاولة وأخي جاسم كان يلعب بفريق التعاون وفتحي كميل كان حارس مرمى، وأخي جاسم لعب مع نادي التضامن ولكن الوالد لم يتركه يكمل اللعب، كذلك منعني من اللعب وكان الوالد يقصد بمنعنا ان نكمل الدراسة والتعليم، مع العلم كنت انافس الكبار في لعبي ومستواي وكان عمري ست عشرة سنة، والمدرب قال للوالد اتركه يلعب فمستواه عال في اللعب لكن الولد رفض والمدرب كان مصريا، وكانت الاندية قديما تختار المدربين الاكفاء والمدرب كان متخصصا في التدريب فقط، ولذلك كانت الاندية تهتم باللاعب والمدرب، وبعدما بدأت في الرسم كنت ارسم الملعب وفريق الكرة، وعندي ثلاث هوايات هي الموسيقى حيث اعزف البيانو والاورغ وألعب كرة القدم والرسم ومازالت اعزف ومستمرا في الرسم كرسام تشكيلي وفقط اعتزلت اللعب ولكن مازالت من مشجعي النادي العربي ايضا أغني باللغة العربية والانجليزية.

غنيت في الحفلات مثلا غنيت وشاركت في حفل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وعندي تخت عربي مع الاستاذ صبحي دسوقي -حاليا عنده فرقة- وكذلك عادل بسيوني وكنت الكويتي الوحيد ودائما اشارك معهما، وغنيت لمحمد عبدالوهاب وفريد الاطرش وعبدالحليم حافظ وكان مدرسو الموسيقى دائما معي وهذه الفترة عندما كنت مدرسا، وعندما كنت طالبا كنت اشارك في الاندية الصيفية والدولة ممثلة بوزارة التربية لم تقصر مع الطلبة في الاندية الصيفية وكان الطلبة متجاوبين مع الاندية الصيفية، كذلك اقمت معرضا في ثانوية الرابية مع جماعة من الطلبة، وعملت معرضا بنفسي دون مشاركة احد وحضر ذلك المعرض مدير ادارة النشاط المدرسي، وسألني كيف عملت هذه اللوحات وانت طالب في دراستك فقلت له كنت أتأخر بعد الدوام للتفرغ للرسم.

الموسيقار والفنان التشكيلي، اعتقد ان الفنان الشامل يولد متمتعا بالموهبة ولا يكتسبها وهو كبير، ويقال قديما «يولد الطفل وهو صفحة بيضاء» هذا غير صحيح فالطفل يولد ومعه مواهبه تنمو وهو ينمو حتى يصير كبيرا فينميها، ويولد ومعه رزقه وهو مقدر عند الله، الرزق هو الجمال والكريزما والمال وهو وسيلة لهذه القدرات والحياة الكريمة، الموسيقا ليست مالا وكنت عضو مجلس ادارة في الفنون التشكيلية وكنت اعمل على احضار الفرقة الموسيقية وأشارك في الحفلات والفرقة جاهزة عندي، واعزف الاورغ والبيانو واعزف كل يوم.

بالاضافة الى ما قدمته في الموسيقى كنت اتمنى ان اكون لاعبا في المنتخب لانني جدا غيور على بلدي، ولأن ظروف الدراسة منعتني والوالد كان حريصا على ان نكمل التعليم وفي احدى سنوات التعليم رسبت في ثلاث مواد وحصلت على ثلاث دوائر حمراء بسبب الرياضيات، والوالد ضربني وقال لي كلمة واحدة وهي: اخوك الصغير صار معك بنفس الفصل، هذا الكلام اثر علي نفسيا لو كان الطراق فقط الواحد ينسى لكن الكلام يجرح ويوجع القلب لدرجة انني لم انم في الليل وصرت اهتم كثيرا ومن تلك المواد الرياضيات، الآن ولدي عنده مشكلة الرياضيات حيث انه ضعيف فيها، الاشياء التي يحبها الانسان منوعة والانسان في حياته الشخصية له قدرته وعنده مواهب وبعض الناس عندهم القدرة لان يكونوا قادة يتصدرون المجموعات وبعضهم اذا عينته قائدا يخطط ويعمل كل شيء وآخر لا يستطيع التخطيط الا بأوامر بعض القادة، ولا يوجد فنان غبي فجميع الفنانين اذكياء ويعتمدون على ذكائهم ويستغلون الذكاء في التطوير الفني ويوجد ايضا شيء اخر حيث ان عندنا مشكلة من الدخلاء، وبعض المجاملات تتحول الى ظلم.

لا تعطي أي انسان اكثر من حقه حين تمدحه، فربما يكون صاحب قدرات قليلة وانت تمدحه كثيرا، والانسان يوسوس كثيرا.

أقول ان قوة الفنان الحقيقي عند ثقة الجمهور فيه وفي فنه. والنفاق الاجتماعي موجود واحيانا نعاني منه، فعلى سبيل المثال: يقول أحد الناس لاخر: «هلا حبيبي»، وهو يبطن خلاف ذلك.

ثقافة النهضة

عن بعض العادات المستحدثة في المجتمع يقول آرتي: اصبحت عندنا ثقافات جديدة، مثلا تقول للمتحدث معك بالتلفون مع السلامة، ربما عشر مرات تعيدها، قديما مع السلامة مرة واحدة، هذا نوع من الثقافات الدارجة الحديثة مع النهضة الحديثة دخلت علينا جمل لتلطيف الكلام، ايضا بعض الجمل غير لطيفة لكننا لا نستخدمها.

في الكويت عندنا تقديس للصداقة والكلمات الجميلة حاليا بعض الصداقات مزيفة، ولا تجد لك صديقا الا واحدا او اثنين مخلصين معك، الثقافة الحديثة مصلحة معينة، قديما كل شيء له مذاق وطعم على الرغم من وجود المادة، فهي وسيلة.

الدراسة والتعليم

عن مشواره في التعليم يقول ضيفنا: أول مدرسة هي روضة الاحمدي لان الوالد كان يعمل في جوازات الاحمدي، فسكنا هناك، ولذلك ادخلني في روضة الاحمدي، والاحمدي منطقة راقية جدا، ولذلك سكانها من المتعلمين وكانت المدرسات مصريات، وفي احد الايام شاهدت المدرسة في الفصل تبكي وهي تقرأ الرسالة، فقلت لها: لماذا تبكين يا «أبلة»؟ فقالت: «لا يوجد شيء، ولكن اهلي وحشوني».

كنت متحدثا ومتكلما وفي احدى الحفلات المدرسية اعطتني دور المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح ولبست البشت والغترة والعقال، المهم كان الوالد موجودا مع الحضور اثناء دخولي على المسرح، وقف الحضور وصفقوا والمعلمة بعد ذلك اعطتني طبلا، كانت المعلمات في ذلك الوقت مهتمات بالطالب.

عندما كنت صغيرا احب الفنان شادي الخليج واحفظ اغانيه وانا في الروضة اكملت الروضة في الاحمدي، ولكن الوالد انتقل للسكن في الفروانية فالتحقت بمدرسة المثنى من سنة اولى ابتدائي، وكان سعيد ابوحطب أحد المدرسين فيها، ومن اولى ابتدائي ظهرت علي بوادر موهبة الرسم وكان يدرسنا الاستاذ سامي والاستاذ حمد، واذكر ان المدرس شاهدني وانا ارسم على كراسة الرسم، وكنت ارسم بالأقلام الشمعية وناداني واعطاني مجموعة من الاقلام، وقال: هذه الاقلام «حقك»، وكان الوالد لا يزور المدرسة كثيراً.

المهم ذهبت الى البيت والوالد شاهد الاقلام والكراسات، فقال: من اين لك هذه المجموعة؟ فقلت له: ان استاذ الرسم اعطاني اياها. فقال: «لا، انت سرقتها» غدا خذ كل هذه الاقلام والكراسات وأرجعها الى المدرسة، وكان الوالد يصرخ. المهم ذهبت الى المدرسة من الساعة السادسة صباحا ووزعتها على الطلبة وكنت اشعر بالمرارة.

ورجعت الى البيت والوالد قال لي: أرجعتها؟ فقلت: نعم. فقال: انا قلت لك انت سرقتها!

كان المدرسون مخلصين في عملهم وكان المدرس قديما منتبها الى جميع الطلبة في الفصل وتوجيه السؤال للجميع، والمدرس يعاقب الطالب، وفي يوم من الايام ضربني المدرس والوالد لم يتكلم، كذلك اذكر انه في يوم قارس من فصل الشتاء لم استطع ان امسك بالقلم للكتابة فضربني المدرس كفا على الوجه.

تعلمنا الانضباط من ضرب المدرسين، فالالتزام بالدوام وكتابة الواجب وحفظ المحفوظات كل هذا وانا طالب في المثنى، اما الكراسات والاقلام بعدما وزعتها بدأت ارسم على الحائط، والوالد رفض فاشترى لي كراسة رسم وعندي اقلام شمعية وبدأت الرسم، وكنت اشتريها من البقالة وارسم ما اريد رسمه.

الوالد ما كان يهتم بالرسم، وكان يهتم بأن اتعلم في تلك الفترة، كنت اقرأ كثيرا وعندما صار عمري احدى عشرة سنة قرأت كتابا لتوفيق الحكيم وقرأت كتبا عن المسرح ايضا كما قرأت كثيرا لانيس منصور، الى ان صار هذا الاديب استاذي والتقيته واشتغلت معه في رسم الكاريكاتير في المجلة. ولم يكن لدى اخواني هواية الرسم، ولذلك لم يتعرض الوالد لهم لان اخي جاسم كانت عنده هواية الصحافة ومع العمر والتطور صار نائب رئيس تحرير «كونا»، وحسين كان يعمل في مجال الفندقة وصار مدير مركز الدقي.

الفروانية المتوسطة

وعن ذكرياته في المرحلة المتوسطة، يقول آرتي: في المرحلة المتوسطة بداية النضوج وكنت أحب لعب الكرة وأعشقها وأحلم بها.

وفي مرحلة المراهقة كنت مشغولا بالرسم والكرة وعملي الفني ولا أريد الظهور بين الشباب بالسيارةوالتنقل من مكان لآخر، وعندما كنت بـ«المتوسطة» أقطع قصاصات الرياضة من الجرائد وألصقها وأعمل منها ألبوما وأجمع هذه الصور، وكنت أقرأ كثيرا وأذهب الى مكتبة المدرسة، فالوقت لا يضيع وخصوصا في الفرص، ومع ذلك أراجع المنهج وتعلمت فنون السياسة من القراءة وأشاهد التلفزيون وأستمع إلى الاذاعة فعرفت ماذا يحصل في العالم من أمور سياسية، كل هذا خلف عندي موهبة الصحافة، ورسمت الكاريكاتير في جريدة «الوطن» وعينت رئيس قسم فيها، في جريدة «الوطن» حصلت على الشهرة، والقراء يتابعونني وانتقلت بعد سنوات الى جريدة «الشاهد» لأرسم الكاريكاتير والتحقت بتلفزيون الكويت لأرسم الكاريكاتير.

أنشطة رياضية

مارس آرتي الرياضة بأشكالها المختلفة في المرحلة المتوسطة، وفي ذلك يقول: بالإضافة لما ذكرته وأنا بالمرحلة المتوسطة مارست الرياضة مثل كرة القدم وتنس الطاولة، ولاأزال ألعب وأمارس الرياضة، و مدة كرة القدم للاعب أعتقد 25 سنة فقط أما الانسان إذا كان فنانا تشكيليا فيرسم حتى الموت ولا يضيع وقته، الفن التشكيلي في دمي ونفسي فهو يجسد الحياة عند الآخرين مثل المتاحف.

ويتابع: أكملت المرحلة المتوسطة وانتقلت إلى ثانوية الرابية أذهب ماشيا ثلاثة كيلومترات يوميا، وقد اعتمدت على نفسي في حياتي، فالوالد كان يشجعني، فمثلا كان يكلفني بأن أذهب لشراء تنكر ماء، وأنا طالب بالمدرسة الثانوية مارست لعبة كرة القدم وانضممت إلى منتخب المدرسة وشاركت في المباريات طوال وجودي، وكنت في القسم الأدبي، وأكملت أربع سنوات في الثانوية، مع هواياتي التي ذكرتها.

عندما كنت في ثانوية الرابية ألعب في النادي أيضا، ما أثر على تعليمي وأعدت سنة أولى ثانوية وكانت كبوة، و«لكل جواد كبوة»، ومع الهوايات المتعددة رسبت وأعدت السنة، هنا الوالد عاتبني وقال: أخوك الذي أصغر منك وصل معك، وكانت الكلمة قوية أقوى من ألف كف من الوالد على وجهي، واصلت تعليمي في السنة الثانية ونجحت وانتقلت الى الصف الثاني الثانوي وبدأ الاهتمام بي وقلت للوالد ما عندي أقلام ألوان، أذكر ناظر المدرسة عبداللطيف الحمد أنه أبدى اهتمامه مع الاستاذ علي الراشد، حيث كان عندنا أمين مخزن يبخل علينا بالأدوات، ولكن الاستاذ علي الراشد قال له: أعطه أي شيء يريده، وبالفعل أعطاني الأدوات، وكنت نشيطا حيث أقمنا معرضا شخصيا عندما كنت في ثانوية الرابية، وايضا عندما كنت في الأندية الصيفية كان لي دور ونشاط كبيران وكنت أرسم وأشارك والناس يساعدونني، كنا سبعة اخوان والوالد كان يعطيني ولكن احد الطلبة كان يشتري لي «سندويش» والله سخره لي حيث كان يحبني.

وأقمت معرضا شخصيا في ثانوية الرابية وتم افتتاحه بحضور مسؤولين من وزارة التربية.

بعد الثانوية

عن المرحلة الجامعية وما حدث فيها، يقول الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي: بعد النجاح في ثانوية الرابية كنت أتمنى أن احصل على بعثة دراسية الى القاهرة لدراسة الفن التشكيلي، ولكن لم أوفق في الحصول على البعثة فالتحقت بالكلية الاساسية بالكويت لكي أكون مدرسا للتربية الفنية، كان يدرسنا د.مصطفى مهدي وهو من خريجي ايطاليا، ومن حسن الحظ كان مستواي عاليا في الرسم، قال الدكتور: أنت تساعدني مع الطلبة ومن الممكن ان تقدم شيئا لهم، وبعد سنتين تخرجت وعينت مدرسا في مدرسة نعيم بن مسعود في جليب الشيوخ، وبعد شهرين من العمل التحقت بالتجنيد وتركت التدريس، وفي التجنيد حصلت على تمييز بين المجندين، حيث كنت أرسم والعقيد يوسف عبيد ساعدني على ذلك، فأخذني الى غرفة العمليات وقال من الساعة الثامنة وبعد التاسعة روح الى بيتكم، وكنت أذهب وأبدأ بالرسم والفن، أما بعد التجنيد فقد نقلت الى مدرسة الفردوس المتوسطة وباشرت الرسم وقدمت لوحات هدية للمدرسة وعلقت في الليوان وبعد مدرسة الفردوس التقيت بمراقب الادارة.

ونقلت الى مدرسة الفيحاء المتوسطة، والمراقب طلب مني لوحة ولكن لم اقدمها، وقال وعدتني بلوحة فقلت له هذه رشوة.

من الطرائف عندما كنت في ثانوية الرابية كطالب بعد نصف السنة ومباشرة الدوام استدعاني الناظر وقال: عبدالعزيز خبر سيء نصف لوحاتك سرقت، هذا اثر علي نفسيا كيف تسرق من المدرسة اين الحراس؟ «ضحكت» هذا ما دفعني للعمل اكثر واكثر عندما اصبحت مدرسا ولوحاتي تعلق على الجدران.

فعلا كانت السرقة دافعا لي للعمل وأقمت معرضا في الاندية الصيفية وكانت لوحاتي كثيرة.

المدرسة التأثيرية

يضيف الفنان آرتي: اتبع المدرسة التأثيرية في رسم لوحاتي وانا كثيرا متأثر بالفنانين العرب وكنت معجبا بالفنان كلود مانيه ومن المصريين محمد حسني ويوسف كامل وغيرهم وكنت اتابعهم واقرأ مجلة «العربي» واقرأ لنجيب محفوظ، يكتبون فيها عن الفنانين كان الوالد دائما يشتري مجلة «العربي» وأتابع الوالد الى ان عينت مدرسا وطورت لوحاتي.

بعد ذلك اشتغلت في مجلة «العربي» وصرت ارسم فيها الكاريكاتير وانا مدرس، وقلت له تذكر عندما تشتري مجلة «العربي» وهي من احسن المجلات العربية التي تصدر في الوطن العربي!

نبوءة أعتز بها

يحكي الفنان عبدالعزيز آرتي عن احد مدرسيه الذين يعتز بهم والذي تنبأ له بمستقبل فني باهر قائلا: حادثة حصلت في المرحلة المتوسطة كان عندنا مدرس مصري اسمه الاستاذ مخلوف وهو فنان كبير كان يعاقب الطلبة بالفصل ما عدا انا لم يضربني لأني رسام، وفي احدى المرات وجدت قطعة خشب رسمت عليها بالباسيل رسمت ناسا يرقصون على النيل، قال للطلبة اسمعوا، هذا الطالب عبدالعزيز سيصبح فنانا ذي شأن كبير، انت حاليا طالب وبعد التخرج ستكون فنانا كبيرا. حاليا اتذكر هذا الكلام والطلبة واحد منهم ذكرني بما قال الاستاذ اعتقد ان بعض الناس عندهم احساس بما سيحصل فيما بعد وبعد ذلك كانوا يطلقون علي فنان المدرسة. كننت اول طالب يحصل على درجة في التربية الفنية 20/20. في ثانوية الرابية حضر عندي الاستاذ احمد وشاف الرسم وقال ما شاء الله طالب وترسم بهذه الصورة والقوة! بعدما اعطاني المدرس الدرجة النهائية طلبه الناظر للتحقيق لانه اعطى طالبا درجة كاملة وحضر الناظر الى المرسم وشاهد رسوماتي واقتنع بانني رسام وفنان.

الطريقة التي ارسم بها التأثيرية وهي الطريقة التي لا ازال اعتمد عليها برسوماتي وهي بصرية وتعتمد على الخبرات والعمل وخبرات كل مراحل العمر.

الاذن هي الطريقة التي يعتمد عليها الفنان عندما يسمع عن الفن مع العين التي تبصر الفن واللوحات، لاحظ ان الموسيقى بالسمع والله سبحانه وتعالى قال (ان انكر الأصوات لصوت الحمير) بمعنى ان هناك اصواتا جميلة جدا، صوت عبدالباسط عبدالصمد جميل وصوت ام كلثوم في الغناء ايضا جميل.

جهود تشكيلية ورياضية

يحكي ارتي جانبا من نشاطاته الفنية والرياضية بقوله بالنسبة للفن التشكيلي شاركت بمعارض شخصية ولا يوجد تصنيف للفنانين، بعد تحرير الكويت اقمت اول معرض شخصي بالصالحية وافتتحه عبدالحسين عبدالرضا والمعرض الثاني أقمته عام 1996 وحضره جمهور غفير في صالة العدواني وبعد ذلك ايضا عملت معرضا عام 2000 بالاتفاق مع المجلس الوطني في صالة احمد العدواني، وفي عام 2006 أقمت معرضا في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ومعرضا شخصيا عام 2009. اما بالنسبة للجوائز التي حصلت عليها على مستوى دول الخليج العربي اولا ميدالية ذهبية على جميع الفنانين بدول الخليج. ثانيا عام 1994 معرض مونت كارلو فنان واحد من كل دولة الى الان منذ عام 1994 لم يتم اختيار اي فنان من الكويت.

شاركت بمعرض بينالي في الشارقة وحصلت على درع ذهبية على مستوى الوطن العربي كفنان كويتي. نحن ثلاثة فنانين حصلنا على جوائز خارجية، وفي مهرجان «أبها» حضر سمو الأمير فيصل وشاهد المعرض ورأى لوحاتي وقال هذا فنان حقيقي. وفي وقتها لم اصل الى ابها. وبعدها قابلني واطلق اسم «أبها» على احدى لوحاتي وقدمتها هدية له وقال اتابع نشاطاتك وقال لمدير مكتبه اي وقت عبدالعزيز يحضر اعطوه تذكرة مجانا هدية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل وهو شاعر ورسام. ارسم على جميع المواد والخامات، في حياتي جربت الخامات والعمل فيه اجتهادات وهناك الاشغال اليدوية مثل الزجاج،أذكر أن الفنان خليفة القطان قدم فكرة السيركلزم ونجح فيها. قلت لصحافي مصري ان الفن يدل على مستوى الشعوب، الاعلام غير مسلط بصورة قوية على الفنانين، وبعد ذلك توالت الجوائز والهدايا. بالنسبة الى الدورات لم التحق بدورات ولكن تأثرات بالفنان عبدالقادر السعدي وكان معي بالاندية الصيفية واشتركت معه وكان ترتيبي الثاني والسعدي ترتيبه الاول، واما السنة الثانية في الاندية الصيفية فحصلت على المرتبة الأولى وكان عمري ستة عشر سنة، وكنت اعطي دورات لبعض الفنانين وعندي معهد ادرس فيه الفنون التشكيلية واعتب على عدم افتتاح المرسم الحر مرة ثانية، حاليا فيه دورات والفنانين يرسمون وهو تحت مسؤولية المجلس الوطني، افتتحوا متحفا للفنون التشكيلية ليضم اعمال الفنانين التشكيليين القدماء منهم او الجدد والاهتمام بالصالات والمتاحف والاهتمام بالفنانين التشكيليين.

المرسم الحر

للفنان عبدالعزيز آرتي رأى فني يتعلق بموضوع المرسم الحر وضرورة الاهتمام به حيث يقول: على الدولة الاهتمام بالفن التشكيلي وتحويل المرسم الحر الى متحف للفن التشكيلي يضم اعمال جميع الفنانين القدماء والحاليين لكي يحفظ اعمالهم من الضياع وللاجيال القادمة يشاهدون ويطلعون على اعمال من سبقهم من الفنانين مثل المتاحف الاخرى الموجودة في الوطن العربي والدول الاجنبية المتاحف تحكي ماضي البلد للاجيال التي تولد فيما بعد.

اخر شيء اقول: الذي ماله شغل بالفن يبتعد عن الفن، الكبير لا يمكن ان يتعلم فتعلم الكبير كالنقش على الماء.

النحاتون اتمنى ان يزيد عددهم وعلى الجدد ان يمارسون عملهم وان يهتموا بالنحت.
 
:حجم الخط
518815-405380.jpg

518815-405382.jpg

سهام ابو غزالة متحدثة إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)
518815-409497.jpg

سهام أبوغزالة مع زوجها وعدد من الأبناء والأحفاد عام 2001
518815-405912.jpg

518815-405911.jpg

مدينة نابلس في الخمسينيات
518815-405988.jpg

أحد أحياء مدينة القدس قبل النكبة
518815-409494.jpg

سهام أبو غزالة مع زوجها يوم زفافها
518815-405933.jpg

سهام أبو غزالة مع زوجها أمام أحد المساجد في الصين عام 1984
518815-409495.jpg

أبو غزالة مع طفليها


  • زوجي عمل مدرساً في الكويت منذ العام 1950 بعدما أنهى تعليمه في الجامعة الأميركية
  • والدتي كانت تعزف العود وهذه المهارة منتشرة بين نساء مدينة نابلس
  • «نفط الكويت» أرسلت زوجي في بعثة إلى الولايات المتحدةبداية الستينيات للدراسة وكانت أول مرة أرى فيها أميركا
  • أحببت الرياضة منذ الصغر ومازلت أمارس تنس الطاولة مع الأولادوالأحفاد
  • كنا نشارك في المظاهرات بداية الخمسينيات مع بدء التحركات السياسية في الدول العربية
  • ولدت في مدينة يافا ومعناها «الجميل» في اللغة الكنعانية
  • الوالد انتقل بنا إلى القدس عندما نشبت المعارك في يافا خوفاً علينا
  • طلاب القرى القادمون إلى نابلس للدراسة كانوا يذاكرون تحت أعمدة الكهرباء بحثاً عن الإنارة
  • زوجي تعاقد مع وزارة التربية ثم اضطر للعودة إلى القدس للبحثعن عائلته بعدما طردها الصهاينة
  • بعد العودة من أميركا درست علم النفس والاجتماع بجامعة الكويت وكنت من أوائل الخريجين
  • سنة النكبة 1948 كانت قاسية علينا وأثناء إطلاق النار اخترقت رصاصة ثوبي
  • تركت نابلس العام 1958 وفي هذا العام حصلت على شهادة «المترك»
  • تمت خطبتي في العام 1957 واشترط والدي قبل الزواج أن أكمل تعليمي

ضيفتنا هذا الأسبوع سهام نايف أبو غزالة ولدت بفلسطين، وانتقلت الى الكويت بعد زواجها من محمود أبوغزالة ابو اولادها، وعن ذلك تقول انه خطبها بعدما اكمل تعليمه في الجامعة الاميركية في لبنان، وتم الزواج عام 1958 وعندها وصلت الى الكويت وانتقلت الى عش الزوجية في مدينة الاحمدي حيث كان يعمل زوجها. بدأت تعليمها في اول مدرسة في مدينة القدس حكومية ايضا مع وجود مدارس خاصة اجنبية، وانتقلت الى المدرسة الفاطمية وبعد نجاحها فيها انتقلت الى المدرسة الفاطمية وبعد نجاحها فيها انتقلت الى المدرسة العائشية، وكانت لها مشاركات مع فرقة التمثيل ومشاركة في المناظرة الشعرية مع بنات المدرسة، ومن هواياتها الرياضية تنس الطاولة وفريق كرة السلة وكانت الكابتن، وحاليا تلعب تنس الطاولة مع الاولاد والاحفاد، وكانت تشارك في المظاهرات مع بنات جيلها.
تذكر ضيفتنا ان عام 1948 كان عاما قاسيا عليهم في فلسطين، عام النكبة، نكبة فلسطين، عام خروج الانتداب البريطاني.
تقول ابوغزالة: ان وصولها الى الاحمدي كان بسبب عمل زوجها حيث كان في البداية مدرسا ثم انتقل الى شركة نفط الكويت وكان رئيس تحرير مجلة الكويتي. كانت تذهب مع زوجها الى نادي الحبارى في الاحمدي وفي النادي كانت تذهب الى المكتبة وتقرأ بعض الكتب وبعد سنوات اكملت تعليمها الثانوي والتحقت بجامعة الكويت وانهت الدراسة الجامعية، وسمح لها بفتح «كانتين صغير» لبيع الحلويات والماء والشيكولاتة، وبعد ذلك سافرت الى اميركا مع زوجها، فماذا قالت عن هذه الرحلة المدرسية هناك؟

التفاصيل في السطور التالية:

ميناء مدينة يافا قبل وقوع النكبة

بعدما أبدت ضيفتنا سهام نايف ابوغزالة سعادتها بهذا اللقاء من خلال «الأنباء» شرعت في الحديث عن بداياتها وايام حياتها الأولى، حيث قالت: ولدت بمدينة يافا بفلسطين وكلمة يافا تعني الجميل باللغة الكنعانية منطقة جميلة جدا واذكر البحر وبيارة البرتقال عند والدي، والوالد كان دائما مجهوده ونشاطه فيها وكان فيها الحمضيات مثل البرتقال والبوملي.

وكان ميناء يافا من اقدم موانئ العالم عندما وقعت المعارك في يافا، كان الوالد، رحمه الله، خائفا علينا وعددنا عشرة اولاد والوالد والوالدة فقرر الوالد الانتقال الى القدس والوالد كان ينتقل ما بين القدس ويافا متابعا البيارة والفواكه، وانتقلنا الى القدس حماية لنا وللمحافظة علينا والتحقنا بالمدارس، وهو عمل بالحسابات والتدقيق.

مدينة القدس جميلة جدا، وكنا نلعب مع بعض اولاد الجيران فما كنا نشعر بالتفرقة مع اولاد الجيران، وكنا نتبادل الاكل مع الجيران المسيحيين اكلة اسمها «البربارة»، وكانت حياة اهل فلسطين حلوة وجميلة حتى نكبة عام 1948 ودخول الصهاينة الى فلسطين كي يعملوا لهم دولة، فصار الوالد في القدس ولكن لم يستطع البقاء فيها فانتقلنا الى مدينة نابلس وأمضينا اربع سنوات في القدس، كنت اشاهد الجيش البريطاني حيث الانتداب في القدس وكانت القدس تبهر الناس وكان هناك احساس عند الناس باطمئنان ايماني داخلي. وبعدما انتقلنا الى نابلس الاهل قالوا: ان عائلة ابوغزالة اصولهم من نابلس وكنا من العائلات القديمة والكبيرة، ولا زلت اتذكر بيت العائلة هناك وبني عام 1305 هجري وهو من البيوت القديمة المبنية من الحجر، وسقف الغرف عالية ونابلس من مدن العالم القديمة مدينة نابلس فيها جبلان الجبل الاول «جزرين» والثاني «عبال» والاسماء كنعانية قديمة. ومما اذكر كانت الكهرباء عندنا ضعيفة وكلما انقطعت عندنا في البيت كنت اصلحها ويعود التيار وما كنت اخاف من الكهرباء.

الدراسة والتعليم

عن مشوارها في مضمار التعليم والدراسة تقول ابوغزالة: في القدس كانت بداية تعليمي، فالوالد، رحمه الله، سجلني في الروضة، اما في نابلس فبدأت بالتعليم الابتدائي والتحقت بالمدرسة الفاطمية الابتدائية للبنات ولمدة ست سنوات ولا توجد مدارس حكومية مختلطة، ومن الممكن ان تكون المدارس الاجنبية الموجودة مختلطة.

كان التعليم الخاص قد بدأ مع البعثات القادمة من الخارج وذلك لادخال الفكر الغربي لكن الفلسطينيين عندهم وعي كبير وعندهم تركيز كبير على العلم، وهذا هو الذي نفعهم، فعلى سبيل المثال عندما تقدم زوجي لخطبتي من الوالد قال له اول شرط هو ان تكمل تعليمك الجامعي، وهذا دليل كبير على اهتمام الفلسطينيين بالعلم، فوعده واكمل تعليمه، والوالد قال لاختي: يا ابنتي لا يوجد زوج في الدنيا يعادل التعليم والشهادة.

بالمدرسة الفاطمية اذكر من مدرساتي فدوى عنبتاوي، وكانت قوية، وحضرت الى الكويت في مدرسة الاحمدي وصارت ناظرة وكانت المدرسة قديما تعطي من قلبها بجهود مخلصة، ولواحظ عبدالهادي وصبرية ابوغزالة، وكانت ناظرة المدرسة الفاطمية اسمها ندى عبدالهادي.

واذكر شيئا مهما ان المعلمات عندما يشرحن لنا الدرس كان فيه اهتمام كبير لان تفهم الطالبة الدرس، وكان في الصف الخامس المدرسة شرحت لنا الدرس وقالت ياسهام: قومي وقولي لنا ماذا فهمتِ من الدرس، فقلتُ لها لم افهمه فقالت انت غير منتبهة افتحي يديك، فقلت لها لا انا غير مذنبة لكي افتح يدي، لكن لم افهم الدرس فطردتني من الصف وكنت شاطرة في الرياضيات فلم اوافق على ان تضربني.

التحقت بالتمثيل وكانت هوايتي، وفي كل مناسبة كان المعلمات يعملن تمثيليات، واذكر اني قمت بدور خالد بن الوليد وكنت احب المناظرة الشعرية مع الزميلات وكانت هناك مسابقات وجوائز، وكان المنافسات كثيرات، شيء جميل عندنا مناظرة الشعر وخاصة الشعر الحديث، ومثل شعر ايليا ابو ماضي واحمد شوقي، وكان منهج اللغة العربية قويا جدا في مدارس فلسطين، وكانوا يعلموننا دائما قراءة القصص ويعلموننا ان قبل النوم نقرأ قصة باللغة العربية او الانجليزي واذا الاخت الكبيرة تقرأ افضل فقبل النوم نسمع شيئا يفيدنا،كانت اللغة العربية منتشرة.

واذكر ان الكهرباء كانت ضعيفة، فالقراءة صعبة عندي، كما اتذكر الاولاد الذين كانوا قادمين من القرى للدراسة في مدارس نابلس يقفون تحت اعمدة الانارة بالليل للدراسة ما عندهم كهرباء. كان المنتشر عندنا اللوكس.

التحقت بالتمثيل وكان دوري خالد بن الوليد ودوري اموت على السرير ومن الطالبات امل الصمد وطالبة بنت عاشور وزينات صلاح، وكانت المعلمات نشيطات، وكان الاهل يحضرون لمشاهدة بناتهم، والمهم اختيار المسرح، والتمثيليات تثقيفية والطلبة الذين يشاهدوننا يستفيدون من التمثيلية ولم اتأثر بدراستي وكانت والدتي متعلمة وكانت تقدر الدراسة ومهتمة بنا وبتعليمنا.

النشاط الرياضي بالمدرسة

عن نشاط آخر لها في الدراسة غير التمثيل تقول ابو غزالة: النشاط الثالث بعد التمثيل وحفظ الشعر كان النشاط الرياضي، فكنت امارس لعبة السلة وكرة الطاولة (بنغ بونغ) شاركت في بطولة الاردن وكنت بطلة نابلس في كرة الطاولة ولعبت مع زميلتي شادن فالح وكنا نلعب «زوجي» وحصلت على بطولة التنس في جامعة الكويت وفي الاحمدي.

وشاركت في فريق كرة السلة ونقيم مباريات مع فرق مدارس جنين وننتقل بالباصات وملابسنا شورت وقميص، وكنت الكابتن لفريق كرة السلة، وكانت الحياة جميلة وحلوة، وأحب الرياضة ولا أزال ألعب تنس الطاولة مع الاولاد والاحفاد، عندنا طاولة في السرداب ولعبت الاسكواش لمدة، وهذه الانشطة عندما كنت في المدرسة الفاطميةـ المرحلة الابتدائية.

المدرسة العائشية

عن أحد انتقالاتها الدراسية تقول ضيفتنا: انتقلت الى المدرسة العائشية الثانوية وآخر سنة للمترك كان عام ،1958 وصار التوجيه الثانوي البداية انهيت شهادة المترك والانجليزي، والمترك يعتبر احسن من الثانوية، وكان المدرسون من حملة المترك، واذكر ان درويش المقدادي مدير معارف الكويت الاسبق تعاقد مع مدرسين فلسطينيين معهم شهادات المترك، وكنت اشارك مشاركة فعالة في حصص الرياضة - سلة تمارين ـ وبداية الخمسينيات بدأت التحركات السياسية مثلا ايام حلف بغداد قمنا بمظاهرات كبيرة وايام ثورة مصر عام 1952 وايام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قمنا بمظاهرات في فلسطين وكنت اقود المتظاهرات امام المتظاهرين في فلسطين، واذكر ان الناس ما كانوا يملكون الراديو وكان القليل جدا منهم من عنده الراديو، فكان الناس يجتمعون عند اي محل فيه راديو يستمعون لخطاب جمال عبدالناصر الرئيس المصري الاسبق رغم التشويش على خطاب جمال عبدالناصر وحركة الوحدة بين مصر وسورية خرجنا بمظاهرات مؤيدة للوحدة، ايضا لما ظهرت جميلة بو حيرد، كان القلب العربي واحدا، عام 1948 كانت سنة قاسية علينا وسكن الناس في المدرسة الفاطمية، ففي الساحة والفصول كنت ارى الناس وانا انظر لهم من شباك بيتنا بعدما انسحب الجيش الانجليزي، الناس كانوا فرحين بخروجهم ما علموا ان المصيبة اكبر، رصاصة اخترقت ثوبي الله ستر لم تصل لجسمي، انتهى الانتداب البريطاني لكن كانت الناس دون اي خيار ودون اي ترتيب وكانت الحياة قاسية على أهلي وعلى المواطنين.

المواد الغذائية محدودة اذكر ان الوالد يقول لنا كلوا البرتقال ولكن البرتقالة الوالد مناصفة بين اثنين من العائلة، ايضا لم يكن هناك سكن، وبعد ذلك وصل عندنا السكر الملون كذلك الخضار كان قليلا وكنا نأكل الخبز بالخضار وعندنا الزعتر والجبن وزيت الزيتون، فعلا الزعتر ينشط الدماغ والذاكرة فكنا فعلا نأكل، وكان يوجد تقنين في الاكل، كنا نشرب الحليب الوالد كان يقول اشربوا الحليب انا يكفيني انني شربت الكثير، وكان قصده اننا نشرب لكي نتغذى.

الأنشطة في المدرسة العائشية

تضيف أبوغزالة: مارست أنشطة سياسية في المدرسة وما كان عندي نشاط في الكتابة مع العلم كنت نشيطة كثيرا ومتفوقة بالرياضيات، كانت فترة تغلي بالمشاكل، تركنا نابلس عام 1958 كانت فترة مهمة سياسيا وحصلت على شهادة المترك عام 1958 وهي شهادة مهمة جدا بالنسبة للتعليم.

الخطبة والزواج

بعد الدراسة كان حلم كل فتاة الزواج. عن ذلك تقول أبو غزالة: بعدما أنهيت الدراسة وحصلت على شهادة المترك مباشرة تمت خطبتي على زوجي وهو من نفس العائلة، وبعد إتمام مراسم الزواج حضرت الى الكويت عام 1958 لأن زوجي كان يعمل مدرسا.

قديما كانت العوائل الفلسطينية لا تزوج بناتها لعائلات أخرى إلا انهم فيما بعد عدلوا عن ذلك عندما اكتشفوا ان زواج الأقارب يؤثر على الأولاد.

عندما تمت خطبتي لزوجي كان يعمل مدرسا في الكويت منذ عام 1950 لأنه أنهى تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت وحضر الى الكويت مباشرة.

لكنه بعد التعاقد مع وزارة التربية ولجنة التعاقدات وبعد ان بدأ الدراسة رجع الى القدس وصار يبحث عن عائلته التي طردها الإسرائيليون. بعدما أنهى دراسته في بيروت وفي عام 1957 خطبني من أهلي قبل ان أنهي دراستي وصل الى نابلس ووصفوني له وتقدم إلى أهلي مع عائلته ونحن نفس الطائفة، الوالد في البداية امتنع وقال نزوجها بعدما تنهي دراستها وزوجي قال لنكتب الكتاب فقال الوالد نشترط ان تنهي شهادة المترك وان يتم الزواج بعد الانتهاء من الدراسة. وهكذا بعدما حصلت على الشهادة عام 1958 تزوجت من زوجي أبو أولادي، وكان المهر بحدود مائتي دينار، ويشتري للعروس ذهبا وحاجاتها الخاصة وأحضر زوجي جناكي للفرح وغنوا في ليلة العرس والفرقة للنساء لإحياء ليلة العرس ونابلس والقدس فيها النساء يعزفن آلة العود وهذه منتشرة بين النساء في بلدنا وكانت كل سيدة عندها عود تضعه فوق خزانتها، فقد كانت كل واحدة تعلم الثانية، وهكذا وكان المرح بينهن.

اذكر ان والدتي كانت تعزف العود وعندما نزور العائلة الوالدة تعزف عندهم وعندما تزوجت زين أهلي الحائط ووضعوا الكراسي على الحوائط لأنها عريضة وقد جلست على تلك الكراسي من فوق الحائط.

قصة السفر

عن قدومها الى الكويت بعد الزواج تقول ضيفتنا: زوجي بعد التعاقد مع معارف الكويت كان معه مجموعة من المدرسين والمدرسات وسافر بالطائرة (الديكوتا) وكان فيها تقريبا 10من المدرسين والمدرسات، وكان الجو باردا وكان ذلك عام 1950 ونزل من الطائرة وقد رشوا مادة الدي دي تي، وشاهد الكويت عام 1950 وهي دون شوارع، وقد كان حاملا بيده مضرب التنس، وكانت من أجمل أيام حياته في الكويت، وقد كان مدرس مادة تجاري مسائي، وكانوا كبارا بالعمر فظنوا انه طالب معهم يقولون له «اجلس معنا»، ولأنه كان شابا وهم أكبر منه، وكانوا يتغشمرون معه وعمل مدرسا لمدة سنتين في التجاري.

كان يحدثني عن الأمانة وأخلاق الكويتيين والاحترام الكبير، هذا ما خبرني به زوجي.

عندما حضر الى الكويت كان مدرسا لمدة سنتين وبعدها انتقل الى شركة إحدى العائلات الكويتية، وصلت الى الكويت والى مدينة الأحمدي حيث كان زوجي يعمل هناك وكان يعمل في شركة نفط الكويت بعد التدريس والشركة الأهلية، وكان يشرف على مجلة الكويتي وبعد ذلك صار رئيس التحرير لها وسكنا في الأحمدي.

زوجي محمود أبوغزالة كان من الموظفين الذين ركزوا عليهم بالشركة وذلك بعدما تم تكويت الشركة بالموظفين الكويتيين، وحصل على مركز أو مسمى سوبر انتندنس، من ضمن أربعة موظفين ومن الموظفين منصور خزعل. كان يوجد في الاحمدي ثلاثة أندية نادي الحبارى ونادي الاتحاد ونادي الأحمدي، وللباكستانيين ناد باسم نخلستان.

وأتذكر ان نادي الحبارى ممنوع على العرب دخوله، وكان ذلك يحز بنفسي، وبعد التكويت انتهى وفتح النادي وكنت أذهب الى النادي مع زوجي، وزوجي عمل شركة مع أخيه لتوريد الخضار، وكان بعد العمل يذهب الى الشركة ومن ثم يرجع الى مكتب المجلة والساعة الثانية عشرة ليلا يرجع الى البيت.

مجلة «الكويتي» كانت تصدرها شركة نفط الكويت وكان زوجي محمود ابو غزالة رئيس تحريرها، والمجلة اسبوعية، وفي ذلك الوقت كان العمل يدويا ولا يوجد كمبيوتر ولا اجهزة مثلما يوجد حاليا.

البداية في الأحمدي

عن ايامها الاولى في الكويت وفي الاحمدي عند قدومها مع زوجها تقول ابو غزالة: وصلت الى الكويت ومباشرة الى الاحمدي حيث يسكن زوجي هناك، وكانت هوايتي القراءة، فكنت اذهب الى النادي وأبدأ بالقراءة، وبعد ذلك اتجهت للدراسة لكي احصل على شهادة الثانوية العامة، وتقدمت للحصول على الثانوية العامة والدراسة كانت منزلية وتقدمت للامتحان بثانوية المرقاب وكنت استخدم الباص من الاحمدي الى الثانوية كثيرا جدا، استفدت من دراستي عن الكويت وعن المناخ والتاريخ والسكان. عندما قدمت الى الكويت كانت معلوماتي بسيطة عنها، ولكن دراستي اعطتني المعلومات الكثيرة، فكانت مكسبا لي، وبعد ذلك حصلت على الثانوية العامة.

ايضا زوجي ساعدني على الدراسة، وعرض عليه ان يكمل دراسته في اميركا فوافق، وعندي ولد اسمه موسى وبنت اسمها فاتن، وسافرنا الى اميركا مع زوجي في بعثة عن طريق شركة نفط الكويت، وصلنا الى اميركا ورأيتها لاول مرة بلادا حلوة ومتقدمة، أحببت اميركا، وهناك رحبوا بنا لاننا من الكويت، الرجال يدرسون فيها فقط، وكان اسم الكلية «أتاكسو» وادخلت الاولاد في الروضة وذهبت للتسجيل في الجامعة فقالوا ممنوع قبول النساء في هذه الجامعة، ولكن مع الاصرار قبلت وكنت اول سيدة تقبل طالبة في الكلية، ولاني زوجة محمود ابو غزالة طالب بعثة من الكويت سمحوا لي بأن اخذ كورسات وقبلت حتى الاميركيات ممنوع قبولهن، ولاني في البيت مسؤولة عن كل شيء، تركت زوجي يهتم بدراسته وعملت معارض كثيرة، وذلك عام 1963.

ردي على مغالطات محاضر أميركي

اثناء دراستها في الولايات المتحدة واجهت ابو غزالة موقفا يوضح إقدامها وشجاعتها واصرارها على الدفاع عن اي حق عربي، كان الامر يتعلق بقناة السويس وحقوق مصر فيها، ودس المحاضر مغالطات في كلامه، وعن ذلك تقول:

اذكر ان الاستاذ المحاضر قال كلاما خطأ، وكان مما قال ان مصر اخذت قناة السويس من دون ان تدفع شيئا (ببلاش)، ولم يعجبني كلامه، وهو استاذ لابد ان يقول الحقائق، فرددت عليه وقلت له ان ما تقوله خطأ. فقال «اثبتي لي ما تقولين» فذهبت الى المكتبة وبدأت ابحث في الكتب عن مصر وقناة السويس، حتى جمعت معلومات كبيرة منها ان مصر دفعت اموالا طائلة لشركة قناة السويس، بعدها قابلت الاستاذ المحاضر، وقال امام الطلبة ان ما جاءت به سهام ابو غزالة هو الصحيح وما قلته خطأ، واعترف بخطئه.

ثم قلت له: لماذا لا تقدر الارواح التي راحت عندما بدأ حفر قناة السويس، وكانوا من المصريين، فكانت من المعارك التي قمت بها، فاستطعت ان أقدم البحث في وجه من اخطأ وبعد ذلك طلبوا مني كأمرأة عربية ان اعمل قصصا في المدارس وللاطفال عن الكويت وفلسطين.

نادي الياسمين

بعد العودة من أميركا كان لها أنشطة تقول عنها ضيفتنا: بعد العودة من أميركا ساهمت بنادي الياسمين في مدينة الأحمدي بمساهمة من شركة نفط الكويت للسيدات وكل عام كانوا يختارون سيدة من زوجات العاملين بالشركة وكانت وظيفة شرفية، وبنفس العام التحقت بجامعة الكويت عام 1966 وطلبوا مني فكان من الصعب علي، ولكن بالأخير وافقت ومن ضمن أعضاء النادي الهنود والباكستانيين والعرب، وبعلاقاتي بالجامعة قلت أعمل لهن محاضرة وطلبت من الأستاذ د.محمد غالي ان يلقي محاضرة في النادي وكانت لأول مرة يكون بالنادي محاضرة، وكنت أجمع مبالغ وأوزعها بين الباكستانيين والهنود وما يزيد للخارج.. المهم طلبت من الإدارة ان تعمل له غداء في نادي الموظفين، البداية قالوا ليش؟ وسألوني عن السبب ان نعمل له غداء؟ وبعد ذلك وافقوا ومن ذلك النادي كونت علاقات داخل نادي الياسمين.. كنت رئيسة النادي لمدة عام، وظيفة شرفية والحمد لله قدمت استقالة ولكن النساء قلن نريدك ولكن استقلت وتركت العمل لغيري.

كانت تجربة واستفدت، وأكملت دراستي في جامعة الكويت اجتماع وعلم نفس وكنت مع أوائل الخريجين وعملوا لنا حفلا للبنين والبنات وكان الاحتفال برعاية المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح.

اذكر ان دراستي في أميركا كانت كورسات موقعة من الدكاترة بجميع المواد حتى مادة الموسيقى تعلمت بدون ان أدفع اي مبالغ، حاليا أولادي وأحفادي وبناتي افتخر فيهم ويفتخرون بي أمهم الكبيرة.

استفدت ايضا بمشاركتي مع الآخرين، أولادي يشعرونني بحبهم بقوميتهم وبلدهم وهويتهم.. وبتوجيه مني لهم وعلاقتي حلوة معهم ولا أزال ألعب معهم تنس طاولة لأني كنت لاعبة ومتفوقة وبالجامعة حصلت على أول بطولة في التنس الأرضي ومعي احدى الأخوات شاركت باللعبة وأخريات، وفي الأحمدي حصلت على البطولة في تنس الطاولة.

أود ان أذكر هنا اني نشأت بالمدارسة العربية وعائلتي هويتها عربية.





الشباب والحفاظ على الهوية



ترى أبوغزالــة مـــن الضروري الحفاظ على هوية مجتمعاتنـــا العربيـــة وتخاطب الشباب قائلة: أقول لأبناء وبنات هذا الجيل حافظوا على هويتكـــم ولغتكم وتراثكم وبدونها نضيع.

لا تغيير أو تشبه بالغرب هم لهم عاداتهم وتقاليدهم ونحن العرب لنا عاداتنا وتقاليدنا، إن التمسك بالدين واللغة والعروبة أمر ضروري للحفاظ على الهوية، ولا مانع من تعليم الأولاد اللغات الأخرى.





كانتين في جامعة الكويت



عن تجربة ثرية ومهمة تمثل درسا في الوطنية تقول ضيفتنا: عندما كنت طالبة في جامعة الكويت وبعد عام 1967 قلت للمسؤولين أريد ان أفتح كانتينا فقالوا ما السبب؟ قلت ندفع الأرباح لفلسطين فتمت الموافقة وأعطوني غرفة صغيرة وأبيع الكاكاو والكيك والماء للطالبات.

في نهاية اللقاء توجهت ضيفتنا بالشكر قائلة: شكرا لكم وشكرا لجريدة «الأنباء» على هذا العمل التاريخي والتسجيل مع من قدموا خدمات جليلة في حياتهم لهذا البلد الطيب المعطاء، شكرا للأستاذ منصور الهاجري لمساهمته لتسجيل هذا اللقاء.

عدد المشـاهدات: 1275


 
حجم الخط
515078-400453.jpg

515078-400455.jpg

عبدالله الطراروة خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
515078-400463.jpg

السفن الشراعية كانت أحد أهم مصادر الرزق للكويتين في الماضي
515078-401101.jpg

الطراروة عمل في البناء.. والأجرة روبية في اليوم
515078-401102.jpg

الكويتيون استخدموا القرقور في الصيد
515078-400464.jpg

المياه العذبة كانت تنقل قديما من شط العرب
الطراروة كان يصيد الطيور في الربيع عندما تحط على الاشجار
  • كنت ألعب مع أقراني في الصغر الهول والمقصي وصاده ما صاده وكنت أصنع التناك من قواطي الكاز
  • كنا صغاراً نذهب إلى نقعة الفلاح في التناك ونستخدم الغرافة أو المجداف أو القرقور في صيد سمك الميد والمجوة والزمرور
  • كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيوراً قوية وأصيد القطا ونزل البحر والرهيز على ساحل البحر
  • بعد أن تركت المدرسة ركبت السفن الشراعية «تباب» والوالد كان «سكوني» على بوم الفلاح وأول سفرة كانت السفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت
  • عملت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري
  • اشتغلت سائقاً على سيارة لرش الـ «دي دي تي» لقتل الذباب
  • في عام 1960 عملت فني تمديد أسلاك في «الكهرباء»
  • التحقت بالمدرسة الأحمدية القديمة وكان ناظرها راشد السيف
قديما كان البحر مصدر الرزق الأول للكويتيين، وجيلا بعد جيل صنعوا السفن الخشبية وسافروا بواسطتها الى الهند وشرق وغرب أفريقيا محمّلين بالأخشاب والحبال والبهارات وكل ما يحتاج له الكويتي، أو تصديره الى الدول المجاورة.
الشباب الكويتيون بعدما ينهون الدراسة عند المطوع كانوا يتوجهون للعمل في البحر بحارة.

ضيفنا عبدالله الطراروة واحد من أولئك الشباب الذين ركبوا البحر للعمل مع الكبار لكي يتعلموا منهم فنون البحر، بدأ حياته «تباب» على ظهر السفن الشراعية، حيث كان والده يعمل «سكوني» على ظهر السفينة أي قائد دفة السفينة، ويساعد النوخذة والمجدمي.

في هذا اللقاء يحدثنا عن أهوال البحر والمشاكل التي صادفها وتعرض لها مجموعة البحارة، ركب 4 سنوات مع سفن مختلفة كل سفينة لها مشاكل، يحدثنا عن السفينة التي انكسر الدقل فيها وبقيت من دون شراع.. والسفينة التي انكسرت على الصخور وحاولوا إنقاذ أنفسهم بسفينة الإنقاذ الماشوه، حتى وصلوا الى البر، وهناك ساعدهم الكويتيون بالمال وعادوا الى الكويت سالمين.

وبعد التعب والشقاء انتهت فترة البحر بعد ظهور النفط وارتاح البحار الكويتي وبدأ الكويتيون بالعمل بالدوائر الحكومية.. ضيفنا عبدالله الطراروة بدأ حياته العملية، في «الكهرباء» يمدد الأسلاك، وثانيا انتقل الى «الصحة» وتعلم قيادة السيارة واشتغل سائقا، كانت الحياة قاسية على الكويتيين أثناء العمل بالبحر والحمد لله حاليا الجميع يعيش بنعمة وخير ومحبة بين بعضهم البعض ونحن نعيش حياة الرغد والازدهار.

المزيد عن هذه الظروف التي مر بها ضيفنا عبدالله الطراروة وجيله والتحولات في المجتمع الكويتي نتعرف عليها في السطور التالية:

في مستهل حديثه عن الماضي وأحداثه وذكرياته يحدثنا ضيفنا عبدالله نجم الطراروة عن بداياته الأولى ومولده وكيف كانت الظروف حينها، حيث يقول:

ولدت بالقبلة بفريج سعود، بيوتنا كانت تطل على البحر - الجهة الشمالية، ومن جيراننا بيت عائلة النشمي وبيت اللوغاني منهم أحمد ويعقوب وهو رجل كفيف البصر، كان فريج سعود بالداخل وبين البيوت لا يوجد مسجد وانما مسجد المديرس كان خارج الحي، واذكر بيت الصبيح واذكر فهد الصبيح.

مسجد المديرس موجود حاليا واذكر جارنا خليفة وعائلة التورة وهم ملاك سفن لنقل المياه.

البيت الذي ولدت فيه كان ملكا لجدتي وله باب خوخه وفيه 3 غرف كبيرة وفيه جليب وعندنا 3 رؤوس من الماعز والوالد كان يحلبها، ومن الصباح نودعهم مع الشاوي مزيد حتى المساء وبعد عودة الشاوي الماعز تدخل للبيت بنفسها تدل وتعرف البيت وتدفع الباب برأسها، الوالد - رحمه الله - كان يحب تربية الأغنام، 3 معزات (سخول) الحليب كان كثيرا نعمل منه اللبن ويخض اللبن ويستخرج منه الزبدة.

وكان الاسقا من جلد الغنم يستخدم بخض اللبن، وبعد سنوات ومع بداية النهضة الحديثة دخل علينا لخض اللبن اسقا من المعدن، الزبدة منذ الصباح ريوق مع الخبز، الوالدة كانت تخبز رقاق على التاوه بوسط العريش، المرأة بنفسها تخبز وتطبخ وتنظف البيت وجميع الأعمال المنزلية وتغسل الملابس وبعض النساء يذهبن الى البحر لغسل الملابس، اذكر ان الوالدة أول خبزة تعملها نوع الحنوه وتعطيني إياها.

الحنوه خبزة صغيرة مدورة، الحياة كانت بسيطة وحلوة، كل شيء تغير مع التطور والنهضة الحديثة.

اذكر من الألعاب التي كنت ألعبها مع الأصدقاء الهول والمقصي والجيس مع الزبابيط وصاده ما صاده وكنت اصنع التناك وهي سفينة من الحديد من قواطي الكاز، الكيروسين.

عن المرح واللعب في أيام الطفولة يتحدث الطراروة بحنين كبير وعن احدى الهوايات والتصرفات الطفولية يقول:

صناعة التناك

التناك سفينة صغيرة نصنعها من قواطي الكاز الصفيح، نقص القوطي ونفرشه قطعة واحدة 4 قواطي نوصلها مع بعض وبواسطة ثني طرفي القوطي ونشبكها مع بعض ونضرب القواطي بالمطرقة حتى يصير لوح واحد بالطول كل ثلاثة أو أربعة قواطي مع بعض، بعد ذلك نحضّر خشبة طويلة نسميها الشاصي مثل بيص السفينة الكبيرة للقاعدة، ونثبتها بالمسامير، بعد ذلك نقوم بثني الصفيح الى الأعلى.

ونضع مقدمة للسفينة ومؤخرة، وجوانب السفينة نضع عليها عصا طويلة ومن الأمام الى الخلف على التريج ونضع له دقلا صغيرا وننزل به الى البحر، ونضع بقاع التناك الطاري مادة سوداء جافة لكي لا يدخل الماء أماكن المسامير.

ونستخدم المجداف ويسع اثنين ونخرج به خارج النقعة، وأحيانا نستخدمه للحداق، صيد السمك هذا هو التناك، ومجموعة من الشباب كل اثنين أو ثلاثة يشتركون مع بعضهم البعض.

أذكر اننا كنا نذهب الى نقعة الفلاح، أحيانا شخص واحد، في التناك نستخدم الغرافة أو المجداف ونصيد السمك بأنواعه الميد والمجوة والزمرور ونستخدم الصبور كييم للميدار، أيضا كنت مع الاصدقاء نستخدم القرقور ونصنع بلاطة سمك الصبور ونقطعه ونضعه بالداخل.

ننقل القرقور بحمله على الراس من الفريج الى البحر، ومن الشروط أن تكون مياه البحر في حالة الجزر (نقول الثبر) ونضعه ونربط طرف الحبل بالقرقور والطرف الثاني بقطعة من الخشب، كدليل على وجود القرقور في هذا المكان، والخشبة نسميها «چيبال» وإذا كان ماء البحر في حالة المد يدخل السمك بالقرقور وننتظر حتى يبدأ الجزر ونذهب الى القرقور ونجد السمك بداخله ونحمله الى خارج البحر ونأخذ السمك منه، نأخذه الى البيت، أحيانا نستخدم مادة السم التي نشتريها من العطار على شكل كرات صغيرة ندقها بالهاون حتى تصبح ناعمة ونخلطها بمادة الصل الذي يؤخد من سمك الحوت الكبير وله رائحة شديدة تجذب السمك.

السم نوعان، الاول يطفح على سطح الماء، والثاني ينزل بقاع البحر للسمك الموجود في قاع البحر، الاسماك تأكل منه وتدوخ ونصطادها باليد، وخاصة سمك الميد الكثير، الاسماك كثيرة ولا يوجد ما يزعج الاسماك.

صبيان السيف كثيرون ولا نعرف الاسواق، الجميع متواجد على ساحل البحر، أيام العيد نشتري الاكلات الخفيفة، كنا أولادا شبابا نلعب ونركض، كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيورا قوية، وكنت أميل لصيد الطيور، أيضا كنت أصيد القطا ونزل البحر، وهناك نوع آخر اسمه الرهيز على ساحل البحر، كنت أذهب الى مقبرة هلال المطيري لصيد الطيور والمقبرة القبلية.

الدراسة والتعليم

وعن مشواره في مضمار التعليم، يقول الطراروة: البداية في مدرسة الملا محمد صالح، وكان الطالب يدفع نصف روبية للملا لشراء المنقور البارية للجلوس عليها، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم والقراءة، ولم أمكث كثيرا عنده، والتحقت بالمدرسة الاحمدية في الحي القبلي الواقعة على ساحل البحر وناظرها العم راشد السيف أخو والدي، عمي راشد قال للوالد يا أخي بوعبدالله الولد ترى ما عنده استعداد للدراسة خذه معك للعمل في البحر والوالد استانس لأنه سيأخذني معه تبابا على ظهر السفينة، وكنت الوحيد على السفينة، القلب غير متفرغ للدراسة، والوالدة رحمها الله قد توفيت.

الناظر يطلب من الفراش أن يذهب الى الفريج يبحث عن الأولاد الغائبين فيبلغ والدي عن غيابي، الفراش يعرف البيوت كلها واذا أمسكني سحبني بيده الى المدرسة وكان اسم الفراش عبدالله، عمي راشد يضربني بالمسطرة على يدي وإذا دخلت المدرسة أدخل الصف، والدراسة على فترتين العصر.

دروس دينية

أذكر الأستاذ ابراهيم الشاهين من مدرسة الأحمدي وهو الذي كان يدرسنا القرآن الكريم والدين، وعبدالعزيز الشاهين أيضا مدرس، ويدرسنا العصر ومن مدرسي الفترة الصباحية ملا أحمد وخالد النصرالله ولا يوجد مدرسون غير كويتيين ونلعب الرياضة بالدشداشة، ويوم الخميس نذهب في رحلة الى الفنطاس مثل الاشبال، والى الفحيحيل وذلك اهتمام من المعارف والطريق كان رمليا والأرض قوية ونذهب الى المزارع ونلتقط الكنار من شجر السدر.

أول سفرة بالبحر

شأنه شأن الكثيرين من أبناء الكويت في هذا الوقت كان التوجه نحو البحر للبحث عن الرزق والعمل، وعن تجربته يقول ضيفنا: ركبت السفن الشراعية «تباب» مع الوالد الذي كان «سكوني» في بوم الفلاح، أول سفرة كانت السفينة بالأصل لنقل المياه من شط العرب الى الكويت ولكن بعد سنوات أنزلوا خزانات الماء ورفعوا الجوانيب وصار سفينة سفار والنوخذة المرحوم سليمان الهارون، وعلي الفلاح مجدمي العود والوالد سكوني ومعه اثنان سليمان السجاري والثالث من أولاد الفلاح، كنت «تباب» أخرجني والدي من المدرسة وكانت تلك السفرة الأولى ولم أخف من البحر في الليل والنهار.

اذكر ان أحد البحارة أعطاني جلاس ماء من اليمه وفيه رائحة الصل الدهن وذلك لعدم الدوخة، ولكن الدوخة موجودة، خرجنا بالسفينة من النقعة بشراع واحد متجهين الى شط العرب وشاهدت التقاء الماء المالح بالماء العذب من شط العرب سبحان الخالق يعمل خطا واضحا يميز الماء المالح من العذب، الماء الأزرق مالح، الماء (الخابط) عذب، السفينة تشق البحر بين النخيل والزروعات، ذهبت الى ابو الخصيب.

والبحارة ينقسمون نصفين نصف يقف على ظهر السفينة والنصف الآخر يضعون لوحا خشبيا ينزلونه لنصف السفينة نسميه جالي مربوط بالحبال واللي على الجالي يسحبون الماء من الشط بواسطة الزيلة قوطي يملأ بالماء ويأخذه البحار الواقف على السفينة ويصبه بالتانكي بواسطة.

بعد ذلك نبدأ بنقل التمور من السفن الصغيرة الى السفينة الكبيرة حملنا من قرية ابوالخصيب قوع الديري، ونضعه بالخصاف الطويل والبحارة هم الذين يضعون الخصاف التمور داخل الخن بالسفينة وإذا زاد التمر نضعه على سطح السفينة نسميه (الكراخة) والنوخذة سليمان الهارون في بوم الفلاح وهو الذي يخرج المنافيست من ميناء الفاو حملنا التمور وخرجنا من شط العرب باتجاه الهند عبور المحيط الهندي نعبر غبّة سورت وغبّة بارطيه، غبة سورت ما لها قاع، البحر عميق جدا جدا لا يعلم إلا الله بها، كنت «تباب» وقصتي مع الطباخ أجلس بالكونه عند السريلان مطبخ السيفنة، الجدر الكبير للشاي واساعد الطباخ في عمل القهوة واجهز له الوقود من الأخشاب واحمس له حبوب القهوة باعتبار انني أمثل البحار أساعد الطباخ، أمضي الوقت عند الطباخ الى ان تغيب الشمس قبل أذان المغرب الطباخ يضع الأكل في مناكب من الخشب الايدام. لحم طريح أو سمك طريح.

قصة السمك

يحكي لنا الطراروة قصة.. يوم من الأيام كنا في ميناء بومباي، السفينة متوقفة مربوطة بالحبال باوره بالأمام باوره بالخلف والبحارة يساعدوننا من السفن الأخرى لنقل الحمولة، عندنا سمك خباط مالح وكنت أتحدث مع المجدمي العود وقلت له اليوم نطبخ لهم عيش محمر، سمك خباط مالح، على تمر، المجدمي وافق، الطباخ جهز القدر للطبخ وإذا هو مثقوب، أخذت السمك المالح غسلته بماء البحر لكي ينظف من الملح أخذت الزيله قوطي الماء ووضعته على النار ووضعت السمك المالح بداخله وهو على النار وطبخته، السمك بحاجة لطبخ طويل، القوطي به رائحة الصل، نوع من أنواع الدهون تطلى به السفينة.

النار كانت حامية وشديدة، والزيت ارتفع الى فوق الماء والسمك يطبخ والطباخ جهز العيش والنوخذة ينادي الأكل جهزوا الأكل المهم وضعنا العيش بالمناكب وأخرجنا السمك من القوطي ورائحته الصلة.

والبحارة كلوا الغداء عيش وسمك مالح مطبوخ بالصل لكن البحارة كل واحد ينشف يديه من دهن الصل والسمك، الأكل انتهى والبحارة شبعوا محمر خباط مالح.

من شط العرب إلى الهند

يكمل ضيفنا قائلا: وصلنا الى مدينة بومباي وتوقفت السفينة على مسافة قريبة من ميناء كراتشي وذلك قبل عام 1947، المهم انتظرنا لمدة 3 أيام وحضر تاجر هندي وشاهد وفحص البضاعة، وافق التاجر على شراء التمور والاتفاق يتم بين النوخذة والتاجر، حضرت سفن النقل الصغيرة وأنزلنا التمور وبعد 4 أيام انتهينا من تفريغ الحمولة وابتعدت السفينة عن رصيف الميناء، وتوقفنا بوسط الخور مع السفن، وانتظرنا حتى حصل النوخذة على بضاعة لنقلها الى مدينة أخرى وحملنا أكياس الطحين، وتحركت السفينة من ميناء كراتشي الى ميناء بومباي، وتبعد عن كراتشي مسيرة يوم وليلة، وقبل الوصول الى بومباي يوجد بالبحر منارة وعليها سراج يضيء للسفن ويوجد بويات ودخلنا من اليسار والبحر بحالة الجزر (الثير) وهوا - وراعي البلد يقيس عن غرز البحر، الوالد سكوني في تلك الفترة البحارة واقفون ويعرفون ان هذا ليس مجراه.

النوخذة يسمع الدق على الصخور القصيرة، ومن احد الجانبين دخل الماء الى داخل السفينة، والشراع معلق فوق الدقل المجدمي قال للنوخذة هذا الكلام فرد النوخذة قائلا: «على كيفكم نزلوا الشراع»، اصدر النوخذة امره وقال للمجدمي: نزل الجالبوت والبحارة كل واحد منكم يأخذ أغراضه الضرورية والتي تهمه، ركبنا نحن البحارة بداخل الجالبوت، مدينة بومباي على بعد 30 كيلومترا من مكان السفينة ونجدف الجالبوت بأربعة مجاديف من كل جانب مجدافان، تركنا السفينة ووصلنا الميناء، صعدنا سفينة حمد المباركي، وهو النوخذة، لأن سفينتنا تركناها في البحر، وفي صباح اليوم التالي وصل الخبر الى النوخذة بأن سفينتنا مكسورة واتفق النواخذة على سحب سفينتنا من البحر الى الميناء.

احضروا براميل ووضعوها تحت حملة السفينة ورفعوا السفينة واحضروا نبحا وهو التك وسحبوه الى الاسكله وخزروا الدقل بمعنى انزلوه.

ثم انزلوا حمولة الطحين من السفينة وجدفوا السفينة وكنا نذهب الى سوق يومي لشراء اللحم والسمك ويطلقون عليه اسم «العرصة» وهو سوق السمك وشاهدت مقبرة الهنود وشاهدتهم يعزفون الموسيقى وهم يحملون الميت الى المقبرة، وكان الذين يحملون الميت عددهم عشرة، وكان هناك رجل يحمل صينية في وسطها عمامة حمراء اللون وجلس على الجنب وحرقوا الميت وكنت أشاهدهم، وانفجر رأس الميت، وأخذت منهم الحلاوة من الصينية.

هكذا العادة عند الهنود غير المسلمين من الهندوس الذين يحرقون موتاهم وقد شاهدتهم وهم يحرقون الميت.

السفرة الثانية

أما عن السفرة الثانية فيقول عنها الطراروة: ركبنا تبابا مع النوخذة جاسم العصفور والوالد سكوني ونوخذة الشراع اسمه محمد خرجنا من الكويت الى شط العرب وحملنا التمور وتوجهنا الى الهند الى مدينة بومباي، وكان التمر من نوع الزهدي، وصلنا بومباي وأنزلنا التمور عند التاجر وبعد شهر سافرنا من بومباي الى كلكوت وحملنا كمية حبال وخشب مربع وأخشاب فرمن وقمنا بتحميل الاخشاب من فتحة آخر السفينة وهي مرتفعة عن الماء، خرجنا من كلكوت الى الكويت، وهبت علينا رياح شديدة في منطقة قريبة من ساحل فارس، واذكر اننا طفنا جبال سلامة وعيالها والاقرع والاقيرع، وكان الوقت ليلا والهواء شديدا، وأنزلنا الشراع العود ورفعنا شراع الجيب والقلمي، ومن الشروق شاهدنا سفينة كويتية ورفعنا النوف علم اسود، واحدى السفن سحبتنا الى جزيرة السنجة، ونزل النوخذة مع الوالد لشراء دقل وعادوا الى السفينة وأنزلوا القديم ورفعوا الجديد، بعد ذلك سافرنا الى الكويت وأنزلنا البضاعة، وكان البحر فيه خطورة كبيرة، ولذلك كل بحار معه الكفن «داخله مفقود والخارج منه مولود» الوالدة متوفاة وكانت علاقتي مع الوالد متينة.

السفرة الثالثة

يضيف الطراروة: ركبت تبابا مع النوخذة احمد بوقريص وعمي ووالدي من الكويت الى البصرة وحملنا التمور ومنها الى الهند مدينة بومباي ومنها الى كلكوت وحملنا البضاعة حبالا وأخشابا ومعنا مجموعة من البحارة ولم يحدث لنا اي شيء وكانت السفرة خفيفة ومن دون مشاكل والطباخ عبدالله العباد الفرحان.

السفرة الرابعة

أما عن سفره للمرة الرابعة فيقول ضيفنا: ايضا ركبت في بوم بن غيث والوالد سكوني والسفينة متوسطة الحجم وعمي خليفة نوخذة السفينة ومحمد نوخذة شراع وهو يقرأ الخريطة (النايله) والوالد سكوني وكنت تبابا بدون قلاطة وكنت نشيطا وبالقرب من السريدان، وكان هناك سكوني ثان اسمه احمد وسكوني ثالث نسيت اسمه، واستمررت بالبحر الى ان انتهى السفر وأذكر غرق سفينة النوخذة بلال الصقر لأنه خرج اثناء ضربة النجم.

العمل الحكومي

بعد ظهور النفط اتجه معظم الكويتيين للعمل في الحكومة، ينطبق ذلك ايضا على ضيفنا الذي يقول: تعلمت عمل النجارة واشتغلت مساعد نجار او كما يقولون معاون نجار وكان النجار محمد الشاهين واليومية خمس روبيات وآخذ القشباد مخلفات الخشب وكنا نسكن الشرق، والوالد تزوج بعد وفاة الوالدة، وبعد ذلك اشتغلت بناء وأول عمل مع الوالد في بناء مسجد الحمد اناول الاستاذ الاسمنت واليومية روبية، وبعد ذلك عند عبدالله التميمي والريوق تمر ولبن وخبز.

عام 1960 اشتغلت في دائرة الكهرباء «مساعد كهربائي» وتعلمت التمديدات وصرت «معلم كهرباء» وأمضيت 25 سنة في العمل وتقاعدت عن العمل.

البداية مثلا أبحث عن الخلل في الخطوط حتى أجدها وكل كهربائي معه العدة والأخشاب للتمديدات.

تعلمت قيادة السيارة لأن محمد ابن عمي قال لوالدي محمد يريد ان يتعلم قيادة السيارة فوافق الوالد وكان خائفا علي وتعلمت في بداية الستينيات بالقرب من المقصب وكان المعلم سفاح شنوف ولمدة عشرين يوما والذي اختبرني السيد عبدالوهاب.

العمل بـ «الصحة»

أما عن عمله بوزارة الصحة فيقول الطراروة: عينت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري، وبعد ذلك نقلت سائقا على سيارة رش الدي دي تي ومن ثم مع مسؤول المشتريات وبعد ذلك عينت على سيارة صالون، اما سيارة الدي دي تي فكنا نرش المادة داخل البيوت ومن ثم في الشوارع.

وعبدالله المناعي مسؤول الكراج وبعد ذلك عينت سائق سيارة لنقل المرضى أو نقل الممرضات الى البيوت لعلاج السيدات الكبيرات في البيوت.

وانا حاليا متقاعد والحمد لله مرتاح، والكويت حلوة والله يديم النعمة على الجميع، والله يحفظ أميرنا وسمو ولي عهده الأمين ويحفظ الكويتيين جميعا.

عدد المشـاهدات: 1264


 
:حجم الخط
513211-395659.jpg

محمد دعيج نهابه حمادة
513211-395648.jpg

محمد دعيج خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
513211-395677.jpg

صورة جواز سفر قديم لمحمد دعيج
513211-395649.jpg

نماذج باب وشبابيك مدخل لبيت وكراج
513211-395657.jpg

نماذج خشبية من صنع محمد دعيج حمادة
513211-395660.jpg

محمد دعيج في شبابه
513211-395647.jpg

.. ولقطة أخرى في مقتبل العمر
513211-395654.jpg

حفل سمر مع فرقة الكشافة
513211-395650.jpg

رخصة قيادة قديمة لمحمد دعيج
513211-395653.jpg

هوية طالب كشاف


  • ولدت في الحي القبلي بفريج السبت حيث أمضينا هناك 7 سنوات وكانت البراحة كبيرة وقريبة من السوق
  • سكنا في حولي بالقرب من بيت العثمان الكبير حالياً وكنا نرش الطوفة بالأسمنت المخلوط بالألوان ونستخدم الطابوق الأصفر في أرضية الحوش
  • تنقلت في السكن صغيراً بين عدة مناطق سكنية فانتقلت من مدرسة إلى أخرى والأولى كانت «سعد بن أبي وقاص»
  • عملت في وزارة الصحة «ملاحظاً صحياً» ثم طلبت الانتقال إلى «التربية» بسبب حبي للسفر
  • شاركت بأعمالي في معرض فني بالإمارات وكانت لي مشاركة في «صنع في الكويت»
  • مارست الرياضة ولعبت القفز بالزانة والوثب العالي والثلاثي
  • التحقت بنادي السالمية ولعبت الجمباز وحصلت على ميدالية برونزية
ضيف هذا الأسبوع محمد دعيج حمادة ولد في الحي القبلي، وكان والده ينتقل من بيت لآخر وهذا تسبب في تنقله من مدرسة لأخرى من القبلة إلى حولي إلى العديلية وهكذا.
أكمل تعليمه في المرحلة المتوسطة بالتعليم المسائي، ثم ترك الدراسة والتحق بالعمل بوزارة الصحة «ملاحظ صحي»، وبعد سنوات انتقل إلى وزارة التربية، وذلك بعد الزواج لأن زوجته تعمل مدرسة.
يقول ضيفنا ولأنه يحب السفر وزوجته لديها إجازة نصف السنة والإجازة الصيفية، فطلب أن يعين بالمخازن في المدارس لأن أمناء المخازن يحصلون على إجازة مع الإدارة المدرسية، واستمر في العمل حتى التقاعد.. ومنذ مرحلة الشباب كان عنده هواية النجارة، ومن حسن الحظ أن والد زوجته أيضا كان نجارا وعنده حب العمل في النجارة، فاتفق الاثنان على أن يعملا معا ويتشاركا في صنع نماذج من الابواب والشبابيك. البداية كانت هواية ومع مرور السنين والعمل بدأ يبيع على رواد الديوانية، ولكن مع انشغاله مع الاولاد وتربيتهم وتعليمهم وبوفاة عمه ترك العمل بالنجارة، وحاليا عاد مرة ثانية لهوايته المحببة لنفسه وطور العمل.

يقول محمد دعيج إنه كان يشتري الأبواب القديمة الكبيرة ويقوم بترميمها وتنظيفها ويقطع الخشب ويفصله حسب الأشكال التي يريدها ولايزال يعمل ويبيع للاصدقاء مع العلم أنه يشتغل في إحدى المؤسسات موظفا، ولكن وقت الفراغ يشغله بالعمل بالنجارة، ماض جميل وبيوت قديمة وابواب وشبابيك نماذج لتلك البيوت التي أزيلت وهدمت ولم يبق منها سوى الذكريات.
نتعرف على المزيد من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

يبدأ ضيفنا محمد دعيج نهابه حمادة حديثه عن الماضي وذكرياته بالحديث عن البدايات قائلا: ولدت في الكويت بحي القبلي بفريج السبت، حاليا عند مبنى غرفة تجارة وصناعة الكويت سابقا وكانت براحة السبت كبيرة تحيط بها بيوت الكويتيين من جميع الجهات والبراحة تقريبا قريبة من السوق.
حياتي أمضيتها فيها مدة 7 سنوات أدركت السوق القريب من البيوت ومسجد الساير ومسجد المديرس ومسجد بن سعيد، سمعت ان بداية السوق كان يوجد حمام، واذكر أولاد خالتي وأولاد فهد المشعل مثل عادل واخوانه.

سكنا حولي مقابل بيت العثمان الكبير حاليا وكان بذلك الوقت الطوفة (الحائط) يرش بالاسمنت المخلوط بالألوان فتكون الحوائط ملونة وكان أحيانا بالطابوق الآجر لونه اصفر ويستخدم في ارضية الحوش بدلا من الكاشي، وهو يستورد من ايران والعراق بحجم الطابوق الجيري.

كانت الألوان مستخدمة في البيوت خاصة الغرف من الداخل حسب قدرة صاحب البيت.

الدراسة والتعليم

عن مشواره في مضمار التعليم يقول حمادة: بعدما بلغ عمري السنتين الوالد انتقل من القبلة الى منطقة الشامية وكانت المرة الأولى، لنقل السكن، وكنت لا أزال صغيرا، خلف بوابة الشامية عند السدرة والثليم، ومن ثم رجعنا الى براحة السبت ولكن لم نمكث طويلا، فالوالد قرر الانتقال الى منطقة حولي فالتحقت بمدرسة حولي وكانت بداية تعليمي، أتذكر النقرة وحولي..

اول بيت مقابل بيت العثمان، وأول مدرسة سعد بن أبي وقاص الابتدائية وكنت أذهب اليها مشيا وقبلها كنت في الفارابي قرب البيت، تغير الأصدقاء وكنت أذهب معهم الى المدرسة مثل يوسف العوضي والجيماز والنجدي وآخر من أولاد الماجد والمفرج والبوقريص مجموعة شباب، ذهابا وإيابا..

وفي ذلك الوقت لا توجد مجمعات ولا محلات، فقط بعض الدكاكين المتفرقة بالمنطقة، سوق بالنقرة وشارع التيل، حاليا شارع تونس وسوق لبيع الجت للأغنام، وكان الدوام صباحيا ومسائيا، كانت سنة أولى في الفارابي وسنة ثانية في سعد بن أبي وقاص، والسبب ان الوالد انتقل من منطقة لأخرى وكانت الأمور سهلة وبسيطة.

في سنة ثالثة ورابعة ابتدائي اشتركت بفريق الجمباز (الحركات الأرضية) والأجهزة كانت خفيفة مثل المهر وواصلت اللعب حتى المرحلة المتوسطة، لعبت على الصندوق المقسم وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة الخالدية بسبب انتقال الوالد للسكن في العديلية وواصلت دراستي في مدرسة الخالدية.

اذكر في ذلك الوقت لا يوجد ازدحام سيارات، كنا نذهب من العديلية الى الخالدية مشيا على الأقدام، يعبر الشارع مجموعة من الطلبة أبناء العديلية، واصلت دراستي كان أخي براك معي بالمدرسة ونذهب مع بعضنا البعض، عماد اخي أكمل دراسته حتى حصوله على الدكتوراه في الشريعة، أما انا وأخي الكبير لم نكملا دراستنا وتركنا الدراسة والوالد حاول ان ينصحنا بأن نواصل الدراسة، ومن أسباب ترك الدراسة انني رسبت في سنة رابعة فزاد كرهي للدراسة، ولكن أكملت سنة رابعة بالتعليم المسائي.

الألعاب الرياضية

عن هواياته في ممارسة الرياضة يقول ضيفنا: أما بالنسبة للرياضة فقد واصلت الألعاب حتى اشتغلت وكنت العب لأنني التحقت بنادي السالمية والباص ينقلني، صديقي الذي يلعب جمبازا بالنادي نصحني بالاستمرار باللعب فلعبت مع نادي السالمية لمدة 4 سنوات وحصلت على ميدالية برونزية وكنت أشارك في البطولات التي تقام بين الأندية الرياضية وكذلك مع المدارس، وكان الاهتمام كبيرا في نادي السالمية باللاعبين، حاليا الاهتمام بكرة القدم وتركوا الألعاب الأخرى..

وحسب النادي وقوته يفوز النادي، إلى يومنا هذا لا أحب ولا أرغب كرة القدم. وانتقلت إلى نادي القادسية والتحقت بألعاب القوى وكان يدربنا المرحوم أحمد الرشدان وبعد سنتين انتقلت مع أحمد الرشدان إلى نادي كاظمة وامضيت ثلاث سنوات وكنت ألعب الوثب الثلاثي والزانة والوثب العالي، واذكر في إحدى السنوات كنت الثاني بالزانة والأول اسمه شهاب ولعبة الزانة ما كان أحد يرغب في ممارستها.

كنا خمسة لاعبين عندما كنت في كاظمة، اللعبة ثقيلة والعصا عادية وبعد ذلك تركت الاندية وحاليا عضو في نادي القادسية أروح للانتخابات وعندي مرشحين واعضاء اقدرهم واحترمهم وأذهب للنادي لأجلهم... الأندية واللاعبون قديما ما كان عندهم مكافآت ولكن كان الاهتمام بالطالب بأن يمنح ملابس وأحذية، وإذا كان اللاعب بالمدرسة ضعيفا كان أحد أعضاء مجلس الإدارة يذهب إلى المدرسة يستفسر عنه وعن المواد الضعيف فيها.

وأيضا يقابلون ناظر المدرسة وأذكر كان معنا لاعبون اخوة خصص النادي لهم مدرسا خصوصيا في المادة الضعيف فيها كل منهم وذلك تعويضا لأيام اللعب، واذكر انه يقال ان الألعاب تؤثر على تعليم الطالب هذا الكلام صحيح ولذلك بعض اولياء الأمور منعوا أولادهم من اللعب وتفرغوا للدراسة لكن تنظيم الوقت ما بين الدراسة واللعب ممكن التوفيق بينهما وبعض اللاعبين وفقوا بدراستهم.

لعبت الزانة وفيها خطورة ولعبت الوثب الثلاثي، اختياري للزانة كان بتوجيه من بعض الإداريين والبداية من نادي كاظمة، والحقيقة لم يخطر على بالي أن أتوجه لأي لعبة أخرى. أقول وهذه حقيقة لا ينكرها أي إنسان أن دولة الكويت اهتمت بالتعليم فلذلك افتتحت التعليم المسائي وكنت واحدا من ابناء الكويت الذين تعلموا بالمساء وحصلت على الشهادة المتوسطة مساء وتركت الدراسة. بعد مدرسة ابن رشد في الفيحاء التحقنا بالتعليم المسائي جميع رواد الديوانية ولكن اثنين فقط اكملا تعليمهما الثانوي.

أول عمل

يتحدث حمادة عن أول عمل اشتغل به بعدما ترك التعليم قائلا: التحقت بوزارة الصحة وقبلت موظفا فيها والتحقت بدورة تدريبية (ملاحظ صحي) ولمدة سبع سنوات عمل، ومدة الدورة سنة ونصف السنة، وبعد سنة من العمل حصلت على الشهادة المتوسطة وتوجد دورة ثانية مساعد صيدلي وسبقوني اليها لاني لا أحمل شهادة متوسطة.

عملي ملاحظ صحي، وبعد سبع سنوات انتقلت إلى وزارة التربية ابتداء من عام ،1980 واما سبب الانتقال فهو انني تزوجت وهي تعمل مدرسة لها عطلتها السنوية ولأني من محبي السفر فهذه فرصة ان اسافر مع زوجتي بالعطلة لأن عملي امين مخزن بالمدارس واثناء العطلة نحن امناء المخازن نعطل مع الهيئة التعليمية، عملت نقل من الصحة الى التربية ولمدة ست شهور انتداب ثم عينت موظفا في المخازن ولمدة شهر ومقرها في الشويخ، رئيس القسم أخبرني ان احدى المدارس بحاجة لأمين مخزن ما رأيك لو نقلت اليها فوافقت ونقلت امين مخزن في ثانوية احمد العدواني وأمضيت بها ثلاث سنوات.

وأثناء فترة التجنيد والتحاق بعض الموظفين بالتجنيد صار هناك مكان شاغر في ثانوية الاصمعي فنقلت اليها واستمررت بالعمل ولمدة عشرين سنة في الاصمعي، واذكر ان اي طالب يطلب كتابا بدلا من كتابه المفقود نبيعه له بسعر رمزي، وأقول ان ثانوية احمد العدواني حاليا العديلية سابقا كان جميع الطلبة من الكويتيين اما بثانوية الاصمعي فكان الطلبة من جميع الجنسيات كويتيين ووافدين.

هنا الاختلاف في التعامل وعندنا بعض طلبة البعثات الذين ينهون المراحل الاخرى ينقلون للاصمعي وبعض الطلبة من خيطان. بعد التحرير من الاحتلال الصدامي تحولت ثانوية الاصمعي للطلبة الكويتيين والسبب اغلاق اليرموك وتحولت الى مكاتب الشهيد ونظام مقررات ومدرسين كويتيين والناظر في الاصمعي كان المرحوم حسن عبدالله الانصاري، رحمه الله، ومن بعده الاستاذ ابو احمد نقل الى ثانوية جابر المبارك ومن بعده الاستاذ احمد العصفور وسعد العنزي قبل احمد العصفور.

أسباب النقل من «الصحة»

عودة الى اسباب الانتقال من العمل في وزارة الصحة الى التربية بشيء من التفصيل يقول حمادة: عندما اشتغلت بالصحة لم اكن متزوجا وبعد سنوات تزوجت وكانت تعمل مدرسة وعندها اجازة نصف العام واجازة الصيف.

عندما كنت بالصحة لم تكن عندي اجازات، فلما انتقلت الى المخازن وخصوصا مبنى مخزن في المدارس صارت عندي اجازة لأن امين المخزن له اجازة مع الادارة المدرسية، وكنت احب السفر، فعندما تعطل المدارس تكون عندنا إجازة أنا وزوجتي فنسافر.

واذكر ان يوم الخميس كان عندنا عطلة وخاصة المدارس، الخميس نصف دوام والجمعة والسبت عطلة برأيي هذا غير، صحيح لان معاملات المواطنين تتأخر وبعض الموظفين يزيدون يوما لانفسهم عطلة، حاليا لا يوجد تعاون بين الموظفين اذ غاب موظف لا يسد زميله الفراغ فتتعطل المصالح.

هنا مدير الادارة يجب ان يتدخل ويعين موظفا اخر بالتكليف حتى يباشر الموظف عمله. فالعطلة يوم الجمعة والسبت فيها تأخير للمعاملات، قديما الدوام غير دوام الموظفين هذه الايام كان الموظف يعطي من نفسه في العمل.

بعد التقاعد

بعدما فراغ ضيفنا من العمل الحكومي توجه الى العمل الحر وعن ذلك يقول: بعد التقاعد توجهت للعمل الحر وعندي هواية تعلمتها منذ ان كنت في مرحلة الشباب كنت اعمل بالنجارة كهواية، الهواية بدأت وتطورت وبدأ الاهتمام بها منذ عام 1980 وخصوصا بعد الزواج لأن والد زوجتي كان نجارا أو نقول هوايته النجارة وهو الكابتن علي صالح بوغيث، ايضا والده كان يعمل نجارا وامضيت وقتي مع عمي والد زوجتي، رحمه الله.

البداية شاهدت بابا من الخشب نسميه باب «أبوخوخة» باب قديم من خشب عادي نقلته لعمي فقال هذا باب مسماري وفيه خوخة وقلت له لماذا لا نصنع باب خوخة من خشب اصلي فقال ما عندي مانع مع العلم كنا نصنع كنبات ورفوف وخزائن والبداية لا نبيع مع بداية صناعة الباب النموذج علقته بالديوانية، احد رواد الديوانية طلب ان نصنع له واحدا مثله وبعناه له والباب تكلفته كثيرة لكن نشتري لوحا خشبيا كبيرا ونقطعه حسب الحاجة والمسامير. الاصدقاء شجعونا على صناعة الباب ابوخوخة.

استمررنا في العمل وصار تجارة وبدأنا نبيع وطورنا العمل وزدنا بعض الاكسسوارات على الباب مثل دكان وكراسي وكهرباء وكل يوم نشتغل نحن الثلاثة انا وعمي وصديق عرض علينا ان نشترك بمعرض والذي عرض علينا صديق كان يشتري منا والعرض بدأ عام 1985، اخبرت عمي فتمت الموافقة فاشتركنا بحدود ثلاثين قطعة وبعنا منها الكثير وخلال اسبوع مدة المعرض نفس الصديق الذي عرض علينا الاشتراك بالمعرض عنده اخوه ايضا كان يرسم على اليرمه جميع الألوان والرسومات وكان يشارك بالمعارض، نحن شاركنا في اول معرض للمشغولات اليدوية وكان في فندق حياة ريجنسي وهذا ثاني اشتراك لنا وبالفعل تم الاشتراك وبالفعل بعنا وايضا كثيرون كانوا مشاركين.

معرض الإمارات

عن معرض آخر شارك فيه بقوة ضيفنا: في نفس العام كان عندنا طلبة يدرسون في الامارات وبلغونا بان معرضا سيقام بالامارات في جامعة العين، وسيكون الافتتاح تحت رعاية رئيس الدولة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فقررنا المشاركة ولكن من دون ان نذهب المشاركة كانت بالمشغولات فتمت الموافقة وارسلنا مشغولاتنا للمعرض وشاركنا معهم ووضعنا كل شيء بصناديق وساهموا بهم وكان عدد اللوحات مائتي قطعة ورجل اماراتي اشترى ما تبقى من المعرض.

صنع في الكويت

يكمل ضيفا: اشتركنا في معرض «صنع في الكويت» حيث كان اول معرض نشارك فيه ونجحنا وبعنا ما صنعناه، وفي السنة الثانية اشتركنا وكان بجانبنا مواطن مشارك باشياء تراثية وقال اريد ان اتعامل معكم اشتري منكم وأبيع في محلي فتم الاتفاق معه واشترطنا عليه ان يبيع بنفس السعر الذي نبيع به ونخصم له فوافق، وفي نفس الوقت مواطن رأى احدى اللوحات واشتراها ونقلها الى احدى سفاراتنا بالخارج لان هذه تمثل تراثا كويتيا وقال سأكلم احد المسؤولين بالخارجية لكي يشتري منكم. وبعد الاحتلال الصدامي توقف العمل نهائيا والسبب انني التحقت بعمل في احدى الجهات والعمل بعد العصر حتى العاشرة ليلا وفكرت أن اعمل لوحة واحدة اعلقها في البيت.

وحضر عندي احد الاصدقاء وطلب مني ان اعمل له واجهة من الباب والشباك وقلت له واحدة مجانا والثانية بعتها له وانتشر الخبر بانني رجعت للعمل فصرت اعمل اللوحة في حدود الشهر او الشهر والنصف الشهر والناس راغبون في ذلك.

استمررت في العمل وزاد العمل بيدي وبنفسي وزميلي ترك العمل وعمي صار كفيف البصر.

عام 2002 تضاعف العمل عندي ولا ازال اعمل بالشركة من هواية الى تجارة، وأحد الزملاء عنده محل في السوق ويأخذ مني ويبيع ويحاسبني واحيانا اخذ نماذج سفن صغيرة من الذين يصنعون وأبيع ما اصنعه وأحاسبهم وأنوع في الابواب بجميع الابواب وانواعها واحجامها مثل باب «بوخوخة» باب «صفاقتين» باب منظره وباب بالشلامبي وباب اربعة مناظر.

اعمل بالطلب خاصة للاصدقاء وعندي مزاج في العمل وخاصة اذا تعثرت او اللوحة ناقصة.

أيضا اصنع مباخر ثلاثة انواع: الأولى صغيرة والثانية متوسطة والثالثة ارتفاعها 120 سنتيمترا لتبخير البشوت والعباءات، وايضا صرت اشتغل لمحلين، ولكن حاليا محل واحد اشتغل له، وهم يشتغلون بالتراث، عملي نادر وراغب للعمل فيه، وقدمت هدية لمتحف العثمان وعلقتها، عمي والد زوجتي نجار ووالده نجار.

حاليا لا ازال مستمرا بالعمل في احدى مؤسسات الدولة اشتروا مني عشرة نماذج.

أفراد العائلة

يتحول حمادة للحديث عن حياته الاجتماعية واسرته حيث يقول: زوجتي تشجعني وعبدالله ولدي فنان تصوير وكانت هواية وحاليا يعطي دورات داخل الكويت وخارجها، وانصح الاولاد دائما اقول لهم العمل مصدر الرزق فانتبهوا لعملكم والهواية ثانية، نموا الهواية بالعمل، ولكن لا تتركوا عملكم.

رواد بعض الديوانيات اشتروا مني وصديق عنده مزرعة اشترى مني نماذج وعرضها في مزرعته تقريبا ثماني لوحات بأحجام مختلفة.

اما انواع خشب الابواب والشبابيك فمن الخشب الصاج الاصلي.

اشتري الابواب القديمة من الحراج، اما ابوابا عادية او ابواب صاج، انظف الابواب من الاوساخ والمسامير وأقطعها حسب المقاسات التي اريدها، وعندي مخزن خاص بهذه الاخشاب، والاخشاب القديمة سلسة في العمل ولها نظرة بعد الصبغ، وبالفعل باب الصاج لونه جميل واستخدمت الورنيش قديما بالفرشة العادية وحاليا استخدم اصباغ السلر مثبت واللكر بالماكينة التي اشتريتها وتركت الفرشة.

عملت غرفة خارجية حولتها الى مكان للعمل والشغل والاصباغ، حاليا ما عندي معرض ولكن اشتغل واجهز لمعرض قادم، اقول ان الاسبوع عندي لا يمر علي من دون عمل امضي وقتي بالعمل اليدوي، مع الوظيفة ولا ازال اعمل، وأسافر مع الاصدقاء كثيرا، احيانا ادخل السوق واتفرج على بعض المعروضات واكسب عملا جديدا، عندي مسكات من الخارج للباب وعملي مكلف وصعب، وأحد الاصدقاء يسافر ويشتري لي المسكات وادفع له التكلفة، اتعاون مع الاصدقاء «قوم تعاونوا ما ذلوا».

التقاعد والهوايات المفيدة

يتطرق ضيفنا لمسألة الهوايات وممارستها لاسيما بعد التقاعد وكيفية الاستفادة منها قائلا: ليس لي يد في الموسيقى وبعيد عنها جدا، مشغول بعملي وهوايتي، واقول للاخوة المتقاعدين اشغلوا انفسكم ولا تجلسوا في البيت، هذا انطواء على النفس، وسرعة الى الامراض، العمل يقوي خلايا المخ والرياضة اليومية فيها نشاط وتسلية، اقول للاخوان المتقاعدين وخصوصا ذوي الاعمار من الخمسين وما فوق القراءة المستمرة فيها انتاج ادبي وثقافي ويستطيع الانسان ان يقرأ كتابا جديدا يضيفه للمكتبة ويمكن ان يوزعه عن طريق مكتبة خاصة او مطبعة وهكذا يفيد ويستفيد.

الديوانية فيها معرفة اصدقاء ونقاش لأمور الحياة، لكن القراءة والكتابة فيهما فوائد كثيرة، اقول للإخوة المتقاعدين اعرضوا على المسؤولين بالدولة العمل بمكافأة رمزية وخاصة توزيعهم بالاسواق وملاحظة المشاغبين والنظافة، العمل بعد التقاعد ليس بعيب، بالعكس فيه نشاط وحيوية، رجعت قريبا من دولة خليجية جدا نظيفة كأنها صحن من الصيني، نظيفة جدا حافظوا على بلدكم.

تابعت فترة من الزمن بعض الشباب الذين يعملون بتسجيل بعض الاشرطة وبعض الكتب، احد المواطنين قال لو كنت اعرف ان العمل الحر فيه مكسب بمثل ما اعمل بعد التقاعد لما اشتغلت موظفا، وتقول الحمد لله، الله وفقني. اقول ايها الشباب ايها المتقاعدون لا تشغلوا انفسكم بالجلوس بالقهوة، اعملوا وابحثوا تجدوا الخير والكتاب والقراءة فيهما الخير الكثير، ويوجد بعض المحسنين يساعدون على طبع الكتاب مجانا والقصد هو المعلومات الادبية والثقافية والتطوع خير مكان للعمل الخيري، الجمعية التعاونية تساعد في العمل لكن بعض الاخوة المتقاعدين ما يحبون العمل ولكن الراحة.

اولادي عبدالله وعلي وبنت واحدة، وهذا الحديث الشيق للمستمعين والقراء.

عدد المشـاهدات: 1229


 
:حجم الخط
509753-386902.jpg

509753-386951.jpg

توفيق الأمير أثناء التصوير بكاميرا رولكس صوت وصورة
509753-386899.jpg

توفيق الأمير متحدثا للزميل منصور الهاجري (أحمد علي)
509753-386900.jpg

509753-386950.jpg

أحد المؤتمرات مع هاشم محمد
509753-386952.jpg

توفيق الأمير وحسن الجسمي ومحمد عيسى
509753-386949.jpg

سعد الفرج وتوفيق الأمير في أحد المهرجانات السينمائية
  • قطعت دورة للتصوير في ألمانيا لتصوير فيلم «بس يا بحر» مع خالد الصديق ووجدنا صعوبة كبيرة في تصويره
  • انتقلت مع أبي إلى العراق وضاعت مني خمس سنوات في الدراسة ما بين الكويت والعراق
  • كنت أخرج بعد الدراسة مع زميلي محمد الأربش لتصوير الطبيعة
  • ادخرت مبلغاً من مصروفي الشخصي واشتريت كاميرا 8مم من محلات أشرف
  • وثقت الكويت القديمة من خلال الصور خاصة عندما بدأت الحكومة هدم البيوت والفرجان والسكيك
  • قوات المقبور صدام حسين سرقوا أشرطتي السينمائية وصوري التي وثقت فيها بعض تاريخ الكويت
  • أجريت مقابلة مع الشيخ جابر العلي وزير الإرشاد والإنباء وقام بتعييني في قسم السينما بالوزارة
  • سافرت في بعثة إلى بلجيكا ومصر وأخذت دورات في التصوير بألمانيا
  • كنت ثاني كويتي بقسم التصوير في وزارة الإرشاد وعيّنت وأنا مازلت طالباً
  • قضينا تسعة أشهر في السودان لتصوير فيلم «عرس الزين»
  • أسست إذاعة أيام الاحتلال الصدامي الغاشم وكنت أبثها من بيتي في صباح السالم
  • خصصت غرفة من البيت كاستوديو وأنا في المتوسطة
  • الفنانون قديماً كانوا يعملون دون شروط مسبقة أو سؤال عن الأجر
  • استخدمنا بعض الخدع أثناء تصوير فيلم «بس يا بحر»
  • كنت أحمض الفيلم عند محلات أشرف وأقوم بالمونتاج في بيتي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا في هذا الاسبوع اسم كبير في عالم الإخراج السينمائي بالكويت، ولد في منطقة شرق، التحق بالتعليم وعاش مع والده فترة في العراق، ثم عاد مرة أخرى الى الكويت، ظهرت لديه هواية التصوير وهو صغير الى درجة انه ادخر من مصروفه الشخصي ليشتري كاميرا، كما جهز غرفة في بيت والده وحولها الى استوديو.

التقى بوزير «الإرشاد والانباء» الشيخ جابر العلي وعينه مع صديق له في الوزارة وهو لايزال طالبا. انه توفيق الأمير الذي عمل مصورا في قصر السيف أيام الأمير الراحل المرحوم الشيخ عبدالله السالم، كما عمل بتلفزيون الكويت مصورا.

التحق بكثير من الدورات في أكثر من وحدة ليطور من نفسه، وسافر في بعثات لدول أوروبية ليعود بعدها ويشارك في تصوير أفلام مثل «بس يا بحر» و«عرس الزين» و«وجوه الليل»، كما أسس شركة النورس للإنتاج الفني. كانت له مواقف بطولية أيام الاحتلال الصدامي الغاشم، حيث أسس إذاعة في بيته في صباح السالم، وكان معه حميد خاجه ويوسف مصطفى.

يحكي توفيق الأمير عن عمله في التصوير وهو لايزال طالبا صغيرا، كما تطرق لعمله بتلفزيون الكويت والأعمال التي شارك في تصويرها، والأفلام التي شارك فيها ضمن فريق العمل، كذلك تحدث عن المواقف والطرائف التي كانت تواجهه أثناء التصوير،


فإلى التفاصيل:

ولدت في الكويت بمنطقة الشرق بشارع دسمان قديما مقابل مدرسة الصباح، واذكر من الجيران عائلات المطوع والمجادي والعطار، وكنا متقاربين في البيوت والعائلات الكويتية.

واذكر عندما كنت في مرحلة الشباب كنت ألعب مع ابناء وشباب الفريج كرة القدم، واللبيده والهول، ولعب الكرة في براحة المطبة وفيها طنبورة ونشاهد النساء والرجال يؤدون ادوارا وحركات بارعة.

وكنت اذهب مع يوسف العطار وتوفيق وحميد بوحمد وابناء البغلي وكان معنا فيصل الضاحي واذكر جدته وهي امرأة كبيرة بالعمر، وامينة المطوع وجدتي وكن يجتمعن مع بعضهن البعض، وفي الليل ننام على السطح ونفرش على الارض.

التعليم والدراسة

عن تعليمه ودراسته، يقول توفيق الامير: اول مدرسة التحقت بها مدرسة الصباح للبنين بشرق، وكان الناظر المرحوم حمد الرجيب، وكنت اذهب مشيا عبر الشارع، حيث لا يوجد ازدحام للسيارات.

وفي الصف الاول الابتدائي كنت احب المدرسة، حيث كنت ألعب مع الطلبة بالساحة، ومن المدرسين الذين اذكرهم مدرس الالعاب المرحوم يوسف العلي واحمد مهنا، وتعلمنا الرسم والموسيقى، ولكن لم يكن لي نشاط فيهما.

وكنا نحيي العلم في طابور الصباح يوميا ونهتف باسم امير الكويت، وكانت الوزارة تسلمنا دفاتر عليها صورة سمو الشيخ احمد الجابر، ونذهب الى المدرسة بالدشداشة، وبعد سنوات لبسنا البنطلون، وكانت الملابس من الوزارة لجميع الطلبة كويتيين ووافدين، وتتكون من بنطلون وقميص وبالطو.

وعن التغذية في المدرسة، يقول: بعد الحصة الثانية شوربة عدس، وفي الدوام الثاني حليب وبسكويت وللجميع سواء كويتيون او وافدون.

مدرسة الصديق المتوسطة

ويضيف توفيق الامير: انتقلت من مدرسة الصباح الى مدرسة الصديق ومكانها حاليا وزارة الداخلية، وكنت اذهب ماشيا واتخطى البيوت واعبر الطرق مع ابناء الفريج، وكنا نحمل الكتب بأيدينا ولا توجد عندنا شنطة مثقلة بالكتب او نحملها على ظهورنا مثلما نشاهد هذه الايام، وكنت اعبر من داخل المقبرة ونقطع الطريق مع الزملاء حتى الجهة الثانية ونخرج من المقبرة ومقابلنا مدرسة الصديق.

وكنت اشارك في بعض الانشطة مثل الاذاعة المدرسية، وشاركت في التمثيل، وكنت مطيعا واسمع للمدرسين وانتبه للشرح، وكان العقاب البدني موجودا في المدرسة، ويعاقب الطالب المهمل وغير المنتظم، واكملت الصف الرابع متوسط والتحقت بنشاط الكشافة وكان لي دور بارز فيها مع المجموعة.

كانت دراستي متوسطة ومستواي العلمي وفي الصفين الاول والثاني لم يكن للطالب نشاط يذكر في المدرسة، فالنشاط يبدأ من الصف الثالث والرابع الابتدائي مثل الاشبال والالعاب الرياضية، وفي المرحلة المتوسطة هناك الكشافة والفرق الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة وهذه اشهر الالعاب، وكنا نلعب قبل طابور الصباح والطابور كان ملزما للطلبة مع تحية العلم والاذاعة المدرسية، وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكنا نقوم برحلات مع الاشبال الى مزارع الفنطاس ومزارع المنقف يوم الجمعة منذ الصباح ونرجع بالمساء، وكانت الوالدة رحمها الله تعطيني اكلا بالسفر عبارة عن عيش ومرق وبلاليط مع البيض والحلوى والرهش والبعض معه البحصم.. واذكر انه كانت لا توجد لغة انجليزية وكانت أهم المواد الدراسية هي: اللغة العربية والدين والحساب والعلوم.

الانتقال للعراق

وعن انتقاله للعراق يقول توفيق الامير، الوالد انتقل الى العراق وسكن في مدينة كربلاء وقبلها في الكاظم والتحقت بالمدرسة الحيدرية وكان هناك اختلاف في المنهج العراقي عن المنهج الكويتي ثم التحقت بالمدرسة في كربلاء دون نقل رسمي من مدرسة الصديق، ولذلك فالسنوات التي كنت فيها بالعراق لم احصل على شهادة والعكس بعدما رجعنا الى الكويت لم احصل على شهادات او نقل رسمي ولذلك ضاعت مني خمس سنوات في الدراسة بين العراق والكويت ولم استفد شيئا.

اما سبب السفر للعراق فقد جمع الوالد اخواني في يوم من الايام وقال لاخوتي الكبار انه يرغب في السفر للعراق للسكن وجوار اهل البيت انتم الكبار تبقون هنا في الكويت اما توفيق وابراهيم فسأخذهما معي مع والدتكم، وقد رجع الوالد بعد خمس سنوات وتوفي هنا في الكويت بعد التحرير.

هاوي تصوير

ويضيف توفيق الامير: رجعت الى مدرسة الصديق بعد العودة من العراق وأنا في الصف الرابع المتوسط، ظهرت عندي هواية التصوير وقد تعلمتها في العراق، وكان لي صديق اسمه محمد الاربش ايضا يهوى التصوير فأصبحنا اثنين هواة تصوير وجمعنا مبلغا من المال من مصروفنا الشخصي وذهبنا انا وصديقي الى محلات اشرف واشترينا كاميرا تصوير ثمانية ملم وكلما جمعنا مبلغا ذهبنا الى محلات اشرف واشترينا افلاما.

وفي تلك السنوات تم تثمين بيت الوالد فانتقلنا الى منطقة كيفان وكان الوالد من اوائل من سكن تلك المنطقة وذلك عام 1957 وكان البيت يضم سردابا فحصلنا على غرفة صغيرة وجهزتها كاستوديو وكان محمد الاربش يزورني ونشتغل بالتصوير، ومما اذكره اننا كنا نصور الشوارع والطبيعة، ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن احمد المتوسطة وكنا بعد العصر نخرج للتصوير وفي ذلك الوقت كان المنتشر من الافلام ثمانية ملم وستة عشر ملم وبروفشنل خمسة وثلاثين ملم، واستخدمت الفيلم ثمانية ملم.

وكنت احمض الفيلم عند اشرف وفي السرداب أقوم بعمل المونتاج للفيلم مع محمد الاربش.

ويضيف توفيق الامير ان التصوير متعة واتخذته وظيفة فيما بعد، كنت اصور البحر والفرجان القديمة وبدأت اوثق الكويت القديمة وخاصة عندما بدأت الحكومة في هدم البيوت، ومن ضمن هذه البيوت القديمة الفرجان والسكيك قبل هدمها وبعدها بدأ الهدم.

وصورت كذلك السفن القديمة على ساحل البحر والقلاليف وهم يصنعون السفن الصغيرة والكبيرة واحتفظت بتلك الصور سنوات طويلة ولكن المقبور صدام حسين وقواته سرقوا كل شيء بما فيها الاشرطة السينمائية التي صورتها طوال السنين.

هاشم محمد والتلفزيون

ويحكي توفيق الامير عن رفيقه هاشم محمد وهو من سكان كيفان وانه كان من جيرانه وكان يعمل في تلفزيون الكويت منذ بداية تأسيسه وقل لي: يا توفيق انت والاربش عندكما هواية التصوير وتصرفان الكثير على التصوير ما رأيكما ان آخذكما الى ادارة الارشاد والإنباء، لتقابلا الوزير المرحوم الشيخ جابر العلي.

وتمت الموافقة، وكنت مازلت طالبا في مدرسة الصديق، وهاشم محمد يعمل بالارشاد والانباء، وذهبت انا ومحمد الاربش وادخلونا على الشيخ جابر العلي واستقبلنا وتحدثنا معه عن هوايتنا، وبعد ان استمع لنا استدعى وكيل الوزارة سعدون الجاسم وقال له خذ هذين الشابين وعينهما بالوزارة، وفي التلفزيون، وكان في دسمان، مقابل ساحل البحر، وذهبت مع محمد الاربش وكان مدير التلفزيون حينها المرحوم خالد المسعود الفهيد، اما جواد حسون فكان المدير المالي، وتم تعييننا مصورين، مع كل هذا كنت آخذ كتبي واخرج من البيت على انني رايح للمدرسة ولكن في الحقيقة اروح للتلفزيون، وفي احد الايام ابلغت الوالدة بما حدث، وعينت بقسم السينما، وكان رئيس القسم حينها عبدالوهاب السداني رحمه الله، وباشرت العمل، وكان المصور في قسم السينما هاشم محمد وكان بدر المضف في المونتاج ومحمد جاسم الجزاف بالصوت واحتفظت بمعداتي، وكنت ثاني كويتي بقسم التصوير والاول هاشم محمد، وكان يوجد اثنان مصريان واحد اسمه محمد صادق ومحمود سابو وفلسطيني اسمه سليم، وكانت الاخبار جميعها تصور، وبعد التصوير ننقل الفيلم الى المعمل في ثانوية الشويخ التابع لوزارة التربية، وبعد ذلك قسم السينما يعمل لها مونتاجا ومساعد المنصور في المونتاج، اما المشاهد الخارجية للتمثيليات فننتقل لتصويرها، مثلا المستشفى والسوق نصورهما بكاميرا التلفزيون 16 ملم، وجميع البرامج تسجيلية، وكانت الاستديوهات بسيطة جدا، وممن اذكرهم رضا الفيلي وجاسم شهاب وعبدالرزاق السيد وحمادة وليلى شقير من المذيعين.

كما اذكر اول مذيعتين امينة الشراح وباسمة سليمان.

مصور لقصر السيف

وعن عمله مصورا بقصر السيف، يقول توفيق الامير: بعد سنوات من العمل نقلت كمصور لقصر السيف لتصوير استقبالات سمو الامير المرحوم الشيخ عبدالله السالم، ومن المواقف التي اذكرها ان السكرتارية ابلغوني ذات مرة بوصول احد الضيوف، وكنت ساعتها امشي في الممر، وقد وصلت سيارة الضيف ونزل من سيارته وصعد والسكرتارية غير موجودين ولم ابلغ، فماذا افعل، ومن الضروري تصوير صاحب السمو وهو يستقبل ضيفه، فما كان مني الا ان ذهبت الى مكتب الامير وهو يستقبل ضيفه وبدأت بالتصوير.

واستمررت بالعمل في قصر الديوان الاميري، وايضا كنت اكلف بالتصوير في الخارج للتمثيليات.

وكان تلفزيون الكويت خلية نحل من العاملين، الجميع يعمل من اجل رفعة وسمعة تلفزيون الكويت، وفي الستينيات كان تلفزيون الكويت يعتبر الوحيد في المنطقة وبرامجه يشاهدها الجميع، ان فترة البث كانت قصيرة وكنا نعتبر الدوام هويتنا الثانية، فنعمل حتى يغلق التلفزيون حتى لو انني في البيت واتصل المسؤول فنلبي الدعوة ونذهب للدوام، واثناء عملي في تلك السنوات زاد عدد العاملين، واذكر بدر القطان في قسم السينما، اما قسم الكاميرات فكان عملهم بالاستديوهات، واذكر انني كنت استخدم كاميرا فولكس القديمة وآدفولكس (35 ملم) وتطورت الكاميرات، وكنا نستخدم افلام البكرة ونعتني بالافلام ونحفظها من التكسير، وفي نهاية الستينيات اسسوا مصنعا للافلام واذكر مقر التلفزيون على ساحل البحر وبعد ذلك اصبح التلفزيون يبث 12ساعة.

من الهواية إلى العمل

أما عن عمله بالتلفزيون فيقول توفيق الأمير : من هواية التصوير مع زميلي محمد الأربش صرت موظفا بالتلفزيون وأصبحت مصورا تلفزيونيا، ومع مرور تلك السنوات في العمل طورت نفسي من خلال الدورات التي كان يقيمها التلفزيون وكذلك من خلال البعثات الخارجية والتدريب، فمثلا شاركت في دورة تصوير في ألمانيا ولمدة شهور وايضا بعثة إلى بلجيكا والى جمهورية مصر العربية، وكانت دورات مكثفة ولمدة طويلة وكل دورة ما بين ستة وتسعة شهور، ومع هذه الدورات ايضا تطورت الكاميرات، وأذكر من المديرين أول مدير المرحوم خالد المسعود الفهيد ود. يعقوب الغنيم ومحمد السنعوسي وجواد حسون للشؤون المالية ورضا الفيلي.

وتم توظيف سيدات مثل سعاد عبدالله وشكرية محمود اضافة الى سيدات من مصر، وقسم السينما كان يوجد به التصوير والصوت والتحميض والمونتاج والانتاج، ولكل عمل فني متخصص، وهو الذي يتحمل مسؤولية عمله. وطورت عملي، وأثناء العمل في الدورات في ألمانيا اتصل علي الصديق خالد الصديق.. وقد كنت قبل السفر أجلس معه في مكتبه الخاص وكلمني عن فكرة لعمل فيلم.

فيلم «بس يا بحر»

وعن فيلم «بس يا بحر» يقول توفيق الأمير : ان فيلم بس يا بحر كتب قصته عبدالرحمن الصالح وهو من دولة الإمارات، وكنا نجلس في مكتب خالد الصديق والفكرة والإنتاج منه، كنت حينها في ألمانيا في دورة تدريبية واتصل بي خالد الصديق وبالحرف الواحد قال: احضر الى الكويت نريد أن نبدأ تصوير فيلم بس يا بحر، وكان كل شيء جاهزا حتى الاتفاق مع الممثلين، المهم قطعت الدورة في ألمانيا ورجعت الى الكويت وباشرت العمل، ودوري مصور الفيلم وخالد الصديق كان ولايزال من نوادر الفنانين الكويتيين، وكان له مجهود كبير وكان كل شيء على حسابه إلى أن انتهى الفيلم، هذا الرجل له دور عظيم في اخراج وبروز الفيلم للوجود وهو الفيلم الوحيد الذي حاز أكثر من عشرين جائزة وكان في بداية السبعينيات وكان التصوير في الكويت واتخذنا من سواحل الكويت المكان المناسب للتصوير.

وفي جميع المناطق البحرية في دولة الكويت وفيلم «بس يا بحر» من الأفلام الوثائقية التاريخية التي برزت في السبعينيات.

وكان يساعدني مصور إيراني اسمه مصطفى وكان في الأصل موظفا عند خالد الصديق، وقبل كل شيء قرأت القصة وحضرت البروفات مع الممثلين.

بداية تصوير الفيلم

ويتذكر توفيق الأمير تصوير الفيلم فيقول: تصوير الفيلم صعب جدا، واستخدمنا الخدع التصويرية، مثلا أثناء الغوص، فكان العمل أو الأداء داخل حمام السباحة، وأحد المواطنين ساعدنا في بناء الحمام في بيته ووضع (الجام) الزجاج والتصوير خلف الزجاج وبعض المشاهد صورت بالبحر، وكان على ساحل البحر في منطقة الشرق، وكانت عندنا كاميرات خاصة تصور تحت الماء توضع داخل البليم منعا لدخول الماء ولم انزل البحر، وكان هناك مصور آخر أجنبي لديه الخبرة في التصوير تحت الماء، وكان يغوص تحت الماء، وشاركنا مجموعة من الفنانين أذكر منهم سعد الفرج وحياة الفهد ومحمد المسعود ومحمد المنيع ومحمد المنصور، وكنا مجموعة متماسكة ولم يطلب الممثلون أجرا محددا، ولم يسألوا عنه وعملوا جميعا بجد واخلاص وتفان وقبضوا ما دفع لهم من دون شروط تحديد السعر.

وكان هذا أجمل ما في العمل، كنا نعمل لإظهار اسم الكويت في فيلم «بس يا بحر» الى درجة أن المجموعة تخرج للعمل منذ الصباح ولا ترجع إلا في المساء من دون كلل أو ملل.

والفنانون كانوا يتسابقون فيما بينهم من يشتري ويجهز الريوق ومن يحضر الغداء والعشاء، وأقول إن التماسك كان مهما في العمل السينمائي، والجميع كان محبا للعمل، ولكن اليوم الممثل يشترط كم تدفع قبل ان يوقع العقد! وربما إذا دفعت له قال: أريد أكثر! وهكذا عكس الممثلين الأوائل.. كما انهم حاليا يتشاجرون على من يكتب اسمه قبل الآخر، وخالد الصديق هو الذي اطلق اسم «بس يا بحر» على الفيلم.

ولا أنسى مشهد الفنان محمد المنصور عندما وضع يده في فم السمكة وكانت خدعة، وكان محمد المنصور اصغر الممثلين وكان عبدالعزيز المنصور مسؤولا عن المكياج.

وأما السفينة فكانت بتبرع من حسين معرفي وسيف مرزوق الشملان فقد تعاونا معنا وساعدنا كما استعنا بالفرق الشعبية للغناء البحري.

عرس الزين

عرس الزين قصة كتبها الأديب السوداني الطيب الصالح وكانت تربطه علاقة صداقة مع الفنان خالد الصديق.

وكنت مدير التصوير لهذا الفيلم.

وجهزنا كل شيء وكل ما يحتاج له الفيلم ثم انتقلنا الى السودان للتصوير هناك.

أما السيناريو فكتب في الكويت، والقصة عن السودان قديما، وذهبنا الى السودان وأمضينا فترة طويلة لمدة 9 شهور في السودان لتصوير الفيلم، مع المعدات والممثلين وكنا ننتقل من قرية لأخرى والطرق كانت رملية.

ومما أذكره اننا خرجنا في احد الأيام من العاصمة الخرطوم الى مدينة دنقلة التي تبعد عن العاصمة 1200 كيلو متر ووصلنا دنقلة وبدأنا بالتصوير وكان الطريق محاذيا لساحل النيل، وطوال الطريق كنا نرى ثمر المانجو على الأرض من كثرته، والشعب السوداني كريم جدا، وعندما وصلنا أخذنا الدليل الى مختار المنطقة وبعد السلام ذبح لنا 7 رؤوس من الأغنام، وأعطونا الكبد والقلوب والخبز الحار، وبعد الأكل بدأنا التصوير.

وأقول ان أرض السودان إذا استغلت زراعيا فانها تكفي ثلثي العالم، وهذا الكلام صادر عن تقرير من الأمم المتحدة، فأرضها خصبة ومياه النيل موجودة والأيدي العاملة متوافرة.

وقد ساعدنا الأهالي في التصوير لأن الفيلم يحكي عن زواج رجل اسمه زين على الطريقة السودانية وأفراحهم، ومدة الفيلم ساعتين وجرى تحميضه في لندن.

وكان أول فيلم قبل «بس يا بحر» شاركت في تصويره هو و«وجوه الليل» ومدته 40 دقيقة عن قصة قصيرة، وكان سعد الفرج ضمن الممثلين.

شركة النورس

ويقول توفيق الأمير : بعد العودة الى الكويت من السودان اتفقت مع مجموعة من الاخوة الفنانين وأفراد من العائلة على تأسيس شركة إنتاج، كنت مع عبدالعزيز المنصور وبدر البلوشي ومعنا اخواني علي وحسين ومحمد المنصور وكانت من أولى الشركات العربية التي تعمل بالفن والإنتاج وعندنا سيارة نقل للمعدات، والدراما نصورها بالأماكن الطبيعية من دون ديكور في البيوت أو المستشفيات او المزارع، وأول عمل قمنا به وقدمنا «حبابة» من ثلاثين حلقة عمل درامي أخذناه من برنامج إذاعي وحولناه الى التلفزيون، والدراما كنا نسجلها 13 حلقة ولكن بعضها 7 حلقات، وحاليا صار البعض يعملها 30 حلقة وأول عمل قدمناه طيبة وبدر والحب الكبير وكان الممثل يعمل معنا من دون شروط،الى ان حدث الاحتلال العراقي، وقد دمر الجيش العراقي كل شيء وسرقوا معدات شركة النورس ولم يتركوا مكانا في الكويت الا وكسروه وسرقوا المعدات والسيارات، والنورس من ضمن تلك المؤسسات التي دمروها وسرقوا معداتها، وبعد التحرير نصحني البعض بأن أقدم على تعويض، ولكني لم أقدم وانتهت الشركة، حتى الأرشيف حصلت على بعض أجزائه عن طريق الشراء من رجل فلسطيني اشتراها من الجيش العراقي الذي سرقها وكانت أشياء بسيطة.

ويضيف الأمير: اشتغلت فترة بسيطة في مؤسسة الإنتاج المشترك مع هاشم محمد وتركت العمل، وبعدها لم أشتغل، وقد رزقني الله بولد واحد هو بشار، وعين مديرا لتلفزيون الوطن في بداية تأسيسه، وهو متزوج وعنده عبدالله وعلي.

وأذكر انني أيام الاحتلال الصدامي الغاشم أسست إذاعة عندي في البيت «هنا الكويت» خرجت من بيتي في صباح السالم وكان معي حميد خاجة ويوسف مصطفى الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون حاليا، ونعم الرجل المخلص في عمله وعلاقته الطيبة الممتازة مع زملائه.

واستمررنا بالإذاعة إلا اننا كنا خائفين حيث كانوا يبحثون عنا ونقلنا المعدات الى السالمية وسلوى.



عدد المشـاهدات: 2291


 
عودة
أعلى