البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,783
15/02/2015
نحتاج إلى سماع تفسيرات مقنعة من وزارة المالية قلق يساورنا حول أبواب الموازنة وبنودها
">تناول تقرير الشال الاقتصادي الأسبوعي مجدداً مشروع الموازنة العامة للسنة المالية 2016/2015، وقال: ذكرنا في تقرير الأسبوع قبل الفائت تعليقاً على مشروع الموازنة المقبلة بأن الاتجاه إلى خفض النفقات اتجاه سليم، ولكنه خطوة على طريق ما زال طويلاً، فالأصل هو أولاً ضمان مبدأ الاستدامة لحجم النفقات العامة، والأهم سلامة توزيعها بما يخدم أهداف تنموية تضمن تلك الاستدامة على المدى الطويل. فلا معنى للتباهي بقيمة المشروعات المقدر إنجازها ما لم تربط مثلاً بعدد فرص العمل المواطنة التي تخلقها، ولا معنى لها ما لم تربط بما يخدم تعزيز الموقع التنافسي للكويت في طريق التحول إلى مركز تجاري ومركز مالي.
في جانب خفض النفقات العامة، كان الخفض في مشروع الموازنة المقبل بنحو 4.1 مليارات دينار كويتي عن مستوى تقديرات الموازنة الحالية، أي خفض بنحو %17.7، أمر طيب. ولكن نحو 3.2 مليارات دينار كويتي من ذلك الخفض، جاءت من بند الدعم وباب الرواتب، كان نصيب الدعم من الخفض نحو ملياري دينار كويتي من أصل 5.8 مليارات دينار كويتي، أي خفض بنسبة %35، وكان نصيب الرواتب والأجور من الخفض نحو 1.2 مليار دينار كويتي أو نحو %11، وذلك يطرح تساؤل مشروع حول كيفية خفض أبواب وبنود غير مرنة بهذا المستوى الكبير دون أثر. والتفسير المنطقي هو: إما أن تلك الأبواب والبنود محسوبة بطريقة غير دقيقة ومبالغ جداً فيها، وإما أنها تحوي نفقات لا تمت لها بصلة. وفي الحالتين، بقدر ما يوفر خفضها من راحة، بقدر ما يثير من قلق حول كل أبواب الموازنة وبنودها. ونعتقد أن من حقنا سماع تفسير مقنع للتساؤل من السلطات المالية.
على جانب تخصيص النفقات، يظل حجم النفقات عند مستوى 19.1 مليار دينار كويتي مرتفعاً جداً، وفي حدود التدفقات المحتملة للمواطنين إلى سوق العمل ومتطلبات الإسكان الأفقي وقبله التعليم والخدمات الصحية، يظل مستوى غير قابل للاستدامة، حتى مع تحقق سيناريو بحدود سعر 70 دولاراً لبرميل النفط. وهناك وسائل مباشرة وأخرى غير مباشرة لمزيد من ضغط النفقات العامة، وسيكون أمراً طيباً لو اتبعناها، ولكن لضغط النفقات حداً معلوماً يساهم في شراء بعض الوقت، أي خطوة على الطريق، بينما التحدي الحقيقي هو خلق نشاطات اقتصادية قادرة على خلق فرص عمل حقيقية، وقابلة لاحقاً لتصبح وعاء ضريبياً يضمن استدامة تدفق الإيرادات.
وفي 2015/4/1 يوم نفاذ الموازنة الجديدة، سوف يكون اليوم الذي يبدأ فيه نفاذ خطة التنمية الخمسية، والسياسة المالية، نفقات وإيرادات عامة، إحدى الأدوات الرئيسية لتحقيق أهداف الخطة. وحتى اللحظة، لا نرى الرابط بينهما. المؤشرات الأولى، تنذر للأسف بأن مصير الخطة المقبلة هو مصير سابقاتها، وما زالت وسيلة القياس للنجاح والفشل في تنفيذها هي حجم الالتزام التعاقدي النقدي للمشاريع المزمعة، من دون ربط نوعي وكمي مع مساحة الفجوات أو الاختلالات الهيكلية التي يتم ردمها، وأهمهما اختلال سوق العمل واختلال هيكل تمويل المالية العامة. ودون ربط بالأهداف الإيجابية، أو ما تحققه المشروعات في تعزيز تنافسية الكويت كمركز مالي وتجاري، بما يعنيه ذلك من ربط سياسة التعليم وتوظيف السياسة الخارجية لخدمتهما، وحتى توصيف للبنى التحتية الخادمة للهدف.
المؤكد أن التغير الذي طرأ على سوق النفط وأدى إلى ضعفه تطور طويل الأمد، ومؤسسات الدولة قبل ذلك التطور كانت تعمل بنظام الكانتونات التي تتمتع بأقصى درجات الحكم الذاتي، وكان ذلك سيئاً، ولكنه ممكناً في زمن الفوائض المالية العالية. والهدف الأساسي للسياسة المالية في زمن الفوائض كان توزيعياً وليس تنموياً، وكانت سياسة تسيير العاجل من الأمور هي القاعدة. الوضع الآن اختلف، ولن ينقذ وينفع الدولة سوى الالتزام القسري برؤية واضحة وموحّدة، والمؤشرات حتى الآن ليست مبشرة. وعن تقرير المتابعة الشهري للإدارة المالية للدولة، ديسمبر 2014، قال الشال: تشير وزارة المالية في تقرير المتابعة الشهري للإدارة المالية للدولة، لغاية شهر ديسمبر 2014، والمنشور على موقعها الإلكتروني، إلى استمرار الارتفاع في جانب الإيرادات، فحتى 2014/12/31، أي تسعة أشهر من السنة المالية الحالية 2015/2014، بلغت جملة الإيرادات المحصلة نحو 21.202 مليار دينار كويتي. أي أعلى بما نسبته نحو %5.6 عن جملة الإيرادات المقدّرة، للسنة المالية الحالية، بكاملها، والبالغة نحو 20.069 مليار دينار كويتي، وبانخفاض ملحوظ نسبته نحو %-11.6، عن مستوى جملة الإيرادات المحصلة، خلال الفترة نفسها من السنة المالية الفائتة 2014/2013، والبالغة نحو 23.984 مليار دينار كويتي.
وفي التفاصيل، تقدر النشرة الإيرادات النفطية الفعلية حتى 2014/12/31 بنحو 19.406 مليار دينار كويتي، أي أعلى بما نسبته نحو %3.2 عن الإيرادات النفطية المقدّرة للسنة المالية الحالية، بكاملها، والبالغة نحو 18.806 مليار دينار كويتي، وبما نسبته نحو %91.5 من جملة الإيرادات المحصلة. وما تحصل من الإيرادات النفطية، خلال الشهور التسعة الأولى من السنة المالية الحالية، كان أقل بنحو -2.791 مليار دينار كويتي، أي بما نسبته نحو %-12.6، عن مستوى مثيله، خلال الفترة نفسها من السنة المالية الفائتة. وتم تحصيل ما قيمته نحو 1.796 مليار دينار كويتي من الإيرادات غير النفطية، خلال الفترة نفسها، وبمعدل شهري بلغ نحو 199.575 مليون دينار كويتي، بينما كان المقدّر في الموازنة للسنة المالية الحالية بكاملها نحو 1.263 مليار دينار كويتي، أي ان المحقق سيكون أعلى للسنة المالية بكاملها بنحو 1.132 مليار دينار كويتي عن ذلك المقدّر.
وكانت اعتمادات المصروفات، للسنة المالية الحالية، قد قدرت بنحو 23.212 مليار دينار كويتي، وصرف، فعلياً - طبقاً للنشرة - حتى 2014/12/31 نحو 10.574 مليارات دينار كويتي، بمعدل شهري للمصروفات بلغ نحو 1.175 مليار دينار كويتي، ولكننا ننصح بعدم الاعتداد بهذا الرقم، لأن هناك مصروفات أصبحت مستحقة، ولكنها لم تصرف، فعلاً، وسوف يرتفع مستوى الإنفاق كثيراً عند إجراء التسويات في الشهر الأخير من السنة المالية ومن ثم في الحساب الختامي. ورغم أن النشرة تذهب إلى خلاصة مؤداها أن فائض الموازنة، في نهاية الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الحالية، بلغ نحو 10.627 مليارات دينار كويتي، فإننا نرغب في نشره من دون النصح باعتماده، إذ نعتقد أن رقم الفائض الفعلي للموازنة سيكون أقل من الرقم المنشور، مع صدور الحساب الختامي. والواقع أن السنة المالية الحالية ستشهد اختلافاً جوهرياً وسالباً في ربع السنة الأخير، وكان معدل سعر برميل النفط الكويتي في شهر يناير 2015 نحو 42.3 دولاراً، ومن المتوقع أن يرتفع قليلاً خلال فبراير ومارس، ولكنه سيبقى هابطاً جداً مقارنة بمعدل سعر النصف الأول من السنة المالية الحالية.
القبس