28 % فقط نسبة الراضين عن الأداء الاقتصادي الحكومي
نشر في : 07/03/2016 12:00 AM
إبراهيم عبدالجواد -
كشفت دراسة أن نسبة الراضين عن استجابة الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية تبلغ %28 فقط، مقابل %55 لنسبة المواطنين المعبّ.رين عن عدم رضاهم.
وقالت الدراسة، التي أعدتها «المجموعة الثلاثية» إن الإماراتيين والقطريين والسعوديين أكثر تفاؤلاً باقتصادات بلدانهم.
وأشارت الدراسة ـــ التي أُعدت العام الماضي وعُرضت أخيراً في سياق دراسة جدوى أحد المشاريع الحكومية ـــ إلى أن موظفي القطاع العام لا يتحمّلون مسؤولياتهم كما يجب ولا نظام لمساءلتهم.. فتتراجع الشفافية ويزيد الفساد، وهناك من يفضّ.ل مصالحه الخاصة، ويمارس حق النقض (الفيتو)، ليعطل جهود الإصلاح.
وأكدت المجموعة الثلاثية في دراستها ضرورة تنويع الاقتصاد وتشجيع القطاع الخاص وتحفيز الاستثمار الأجنبي، وحذَّرت من مغبة النمو المفرط في الإنفاق، ما يعني استنزاف الاحتياطي العام في 2020.
إلى ذلك، أكدت أن النظرة إلى الكويت من الخارج سلبية، وأن الفرص الضائعة كثيرة.
مواضيع مترابطة
28 % فقط نسبة الراضين عن الأداء الاقتصادي الحكومي
إبراهيم عبدالجواد -
أكد استطلاع للرأي أن %55 من المواطنين غير راضين عن استجابة الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية مقابل %28 لنسبة الراضين. أما في الإمارات، فقد كانت نسبة الرضا %85 مقابل %10 لغير الراضين، وفي السعودية %62 من المواطنين عبروا عن رضاهم مقابل %31 لغير الراضين، وفي قطر %76 نسبة الراضين مقابل %24 لغير الراضين.
جاء ذلك في دراسة للمجموعة الثلاثية، الشركة الاستشارية التي تساهم فيها الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومجموعة أوليفر وايمان الاستشارية العالمية.
والدراسة أتت على مؤشرات أخرى كثيرة في إطار إعداد دراسات جدوى، لاسيما تلك المتعلقة بضرورة تنويع مصادر الدخل بوسائل وبرامج عدة، أبرزها تطوير الجزر.
ورداً على سؤال: كيف تغيّرت الثقة في الأعمال في المؤسسات الحكومية خلال عام 2014 (على سبيل المثال) كانت نسبة التحسّن في الكويت %28، أقل من قطر %40 والسعودية %53 والإمارات %69.
وتقول الدراسة إن الكويت تعاني من التحدي الادراكي الداخلي والخارجي الذي بدوره حد من قدرتها على المنافسة على الساحتين الاقليمية والدولية، واستمرار هذا التحدي ينظر اليه على انه ضار بالكويت ويؤدي الى التهميش من قبل الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال وغيرهم، وإذا استمر هذا المنظور سيتضاعف الأثر السلبي للازمة.
وذكرت الدراسة جزءا كما ورد في تقرير لرويترز يقول: في حين ان الآخرين في منطقة الخليج جذبوا الاستثمار الأجنبي وطوروا البنى التحتية، ركدت الكويت، ما احبط المواطنين في بلاد كان ينظر اليها في يوم من الأيام كدولة رائدة في الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال ثالث: ما وجهة نظرك في ظروف العمل الحالية في بلدك مقارنة مع ما كانت عليه العام السابق؟ كانت الاجوبة عن التحسن في الكويت (%38) اقل من قطر (%56) والسعودية (%55) والإمارات (%75)، واستندت تلك النتائج الى استبيانات اجرتها مؤسسة زغبي/روو دبليو ايضاً في 2014.
وتناولت الدراسة قضايا الحوكمة والشؤون الادارية، بالاشارة الى افتقار الكويت الى القدرة على التسليم المنشود نظراً لقضايا الحوكمة الداخلية وغياب التوافق بين مختلف الأطراف، وانعدام المساءلة.
وقالت ان هذا التحدي ليس بجديد:
ــــ تاريخيا، تم تحديد قضايا متعددة دون القيام بأي تحرك ملموس لحلها.
ــــ طورت خطط عمل ولكن تفتقر الى آليات التسليم.
ــــ نظام الشفافية بشكل عام زاد الفساد.
ــــ تفضيل المصالح الخاصة.. و«لا عبو دور النقض (الفيتو)» يعيقان جهود الإصلاح الشامل.
كثرة المبررات
ــــ أنظمة الكويت الديموقراطية غير متوازنة على نحو جيد بين المزايا والمسؤوليات.
ــــ لا يتحمل الموظفون العموميون المسؤولية وغير عرضة للمساءلة عن النتائج.
ــــ العقد الاجتماعي الحالي تشوبه الكثير من العيوب.
ــــ ضعف هيكل الإدارة العامة الذي يقوده التنظيم والإجراءات وقضايا توزيع الموارد.
الإفراط في الاعتماد على النفط
وأكدت الدراسة وجود حاجة ملحة لحدوث تغيير في الكويت، بسبب انخفاض إجمالي الناتج المحلي للفرد، والافراط في الاعتماد على النفط، بالإضافة الى النمو في الإنفاق العام.
وأشارت الى أنه إذا استمر الوضع الراهن، ستواجه الكويت أزمات في قطاعات متعددة، بما في ذلك احتياطيات الحكومة ودعم المعونات والأجور العامة وغيرها، مشيرة الى ان الوضع الحالي يحتاج الى المراجعة والتدخل للتغيير خاصة مع وجود عدد من الاشكالات الرئيسية وهي كالتالي:
يعاني الاقتصاد الكويتي من الاعتماد المفرط على النفط والشعور الزائد لدى الجميع بالاستحقاق مما يرفع سقف المطالبات بالإضافة الى الحوافز الحكومية غير المتوافقة مع حجم الانتاج والانجاز، الأمر الذي يؤثر في الاقتصاد والرعاية الصحية والمركز والوضع الدولي للكويت.
وتفوق العائدات النفطية نسبة %95 من إيرادات الدولة، وتفوق نسبة %50 من إجمالي الناتج المحلي.
النمو المفرط في الإنفاق
ــــ نمت الموازنة العامة للكويت بمقدار %600 في السنوات الثلاثة عشرة الماضية، حيث خصصت نسبة %30 من الميزانية للرواتب والأجور وحوالي %20 لمعونات الدعم.
وقالت الدراسة انه في ظل الزيادة المطردة في الإنفاق وأسعار النفط المتدنية سيكون هناك عجز وشيك وخطر استنزاف الاحتياطي العام، حيث من المتوقع ان يتم استنزاف الاحتياطي العام بحلول عام 2020.
ولفتت إلى انه من دون اصلاحات في دعم اسعار الطاقة سيكون هناك ارتفاع كبير في تكاليف دعم الطاقة في الكويت.
حيث تقدر اعانات دعم الكهرباء بحوالي 8 مليارات دينار كويتي والمتوقع دفعها بحلول عام 2035، حتى في حالة تباطؤ نمو تكلفة الإنتاج وارتفاع القيمة السوقية للكهرباء.
العقبات السياسية والبيروقراطية
وبينت الدراسة ان البيئة التنظيمية مفرطة وتطفلية مما يقف امام الإنجاز، بالاضافة الى غياب الشفافية وانتشار الفساد حيث ستكون له تأثيرات في البنية التحتية والمركز الدولي والإدارة الحكومية.
ادى عدم الاستقرار السياسي في الآونة الأخيرة الى عرقلة أو تأخير مشاريع اجتماعية واقتصادية بالغة الأهمية والتي تقدر بمليارات الدنانير الكويتية والمتعلقة بكل من التنمية الحضرية والبنية التحتية والصحة والتعليم.
اختلالات سوق العمل
يعاني القطاع الخاص في الكويت من عجزه على منافسة القطاع العام والذي يوظف %80 من القوى العاملة الوطنية.
وتوقعت الدراسة ارتفاع معدل البطالة إلا اذا زاد خلق فرص العمل بشكل كبير في القطاعين الحكومي والخاص، مشيرة الى ان معدل نمو فرص العمل في القطاع الحكومي لاستيعاب العاملين الجدد غير مستديم، وسيرتفع حجم البطالة إذا بقيت معدلات النمو غير النفطي على حالها.
واشارت الى انه اذا نمت الأجور العامة بالمعدل التاريخي سوف تبلغ 24 مليار دينار كويتي والتي تمثل أكثر من ثلاثة أضعاف القيمة الحالية بحلول عام 2035، مع الأخذ في عين الاعتبار الترقيات والعلاوات وزيادة عدد العاملين.
الطرق، سيزداد الازدحام في الطرق بنسبة %37 بحلول عام 2035، حتى لو انخفض النمو السنوي لعدد المركبات الى النصف.
عدم وجود استراتيجية
أوضحت الدراسة ان عدم وجود استراتيجية واقعية عامة يتم العمل بموجبها، شكل عقبة أمام التطور في الكويت، وهو ما يرجع الى التنسيق المحدود بين كل الجهات سواء الحكومية - الحكومية أو الحكومية والقطاع الخاص، بالاضافة الى التمويل غير المتطابق، وهو ما أثر سلبا على البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم.
بيئة العمل
أكدت الدراسة ان بيئة العمل في الكويت تؤثر على الكويت، خاصة مع تعاظم وكبر حجم القطاع العام، وإجراءات العمل المجهدة واستئثار الحكومة بالموارد، ما من شأنه التأثير على الوضع الاقتصادي والبيئة والتعليم.
تضاؤل دور القطاع الخاص
تعاني الكويت من تضاؤل دور القطاع الخاص فيها، ما ادى الى عدم تنوع الاقتصاد بالاضافة الى ان بيئة العمل نفسها غير ملائمة للقطاع اخلاص ما ادى الى حدوث هذا التضاؤل. ان التباطؤ في روح المبادرة في ريادة الأعمال يحد من زيادة تنويع الاقتصاد ويزيد خطورة الاعتماد على النفط بشكل كبير، فالتنويع في الايرادات غير النفطية لم يتحقق، ولا تزال الايرادات النفطية تشكل أكثر من %80 من ميزانية الحكومة.
سهولة ممارسة أنشطة الأعمال
- تحتل الكويت المرتبة 86 في العالم في ممارسة الأعمال التجارية.
- تحتل الكويت المرتبة 150 في بدء النشاط التجاري.
- تحتل الكويت المرتبة 130 في تنفيذ العقود.
- البيئة غير مواتية للقطاع الخاص.
الاستثمار الأجنبي
- لا تزال مقيدة، على الرغم من انها تبدو متحررة (ليبرالية) على الورق.
- تفتقر الى آليات التنفيذ والتطبيق.
التحدي الإدراكي الشامل
تعاني الكويت من المنظور العالمي السلبي حيث ينظر اليها «بأنها متأخرة وانها بلاد الفرص الضائعة».
الحلول
أكدت الدراسة ان هذه التحديات مجتمعة، توفر منصة من الفرص التي يجب ان ينظر فيها حين النظر غير عملية الاصلاح، حيث يجب العمل على مواجهتها والعمل على معالجة الاختلالات الناتجة عنها.
وجاءت الحلول كالتالي:
- تنوع الاقتصاد والانتقال الى اقتصاد العائدات غير النفطية، وتحسين مصادر الايرادات الحكومية.
- تعزيز الشفافية العامة والاجراءات في الأعمال، وحل الجمود المحلي في وضع السياسات والتنفيذ.
- تحفيز العاملين للاتجاه نحو القطاع الخاص، ونشر القيود المفروضة على ميزانية الحكومة وتحسين الانتاجية.
- تطوير علاقات قوية مع الدول المجاورة على المستويات الاقتصادية والسياسية، وتبني دور صانع السلام.
- الاتجاه نحو اتاحة مجال أكبر للقطاع الخاص من خلال التركيز على القطاعات الرئيسية التي تستهدف التنظيم والسياسة والحوافز الداعمة، وتشجيع نشاط ريادة الأعمال من خلال تحسين بيئة العمل له.
- يجب العمل على الاستثمار في الطب الوقائي لجميع المواطنين، وتطوير نمط الحياة، والمرافق الصحية والسعادة بشكل عام.
- بتطوير المهارات الصحيحة في القطاع التعليمي، بحيث تلبي احتياجات القطاعين العام والخاص.
- بتحسين الانطباع عن الكويت بالقيام بمشاريع مميزة، وطرح برامج الاتصالات والعلاقات العامة لتحسين الانطباع العام.
معطيات أخرى
■ الموازنة نمت %600 في 13 سنة
ومعظمها يذهب إلى الرواتب والدعم
■ تحذير من استنزاف الاحتياطي العام في 2020.. ورفع تسعيرة الكهرباء ضرورة ملحة
■ البيئة التنظيمية مفرطة وتطفلية..
والقطاع الخاص عاجز عن منافسة «العام»
■ لا استراتيجية واقعية يُعمل بموجبها
والتنسيق بين الجهات الحكومية محدود جداً
■ منظور عالمي سلبي.. إذ يُنظر إلى الكويت
على أنها بلاد الفرص الضائعة
القبس