الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت ..........
الدريشة التي نطل من خلالها على ديرتنا و أهلها و ضيوفها في ماض من الزمان
أيام قبل ...........
قصص و روايات و حزاوي
وقائع و أحداث .....
من المطبوعات و النشرات ...و من سوالفهم
و من مصادر شتى ...
الموضوع لا حدود له لإنه رتم نمط حياة بلد و سكانه و أهله لعقود طويلة ..........
و هذه دريشتنا الأولى من عدة درايش مفتوحة ....مفتوحة ..نعم
لكي
نتمتع فيها و نفتخر و نتعجب ..
يأسرنا الشوق و يأخذنا الحنين ...
تلهب حماسنا سير الكفاح و النضال و الصمود
نتعلم القيم و الأخلاق و الإيثار
نطل منها على الكويت في ماض من الزمان يأخذنا إليه الخيال
على وقع
ما يرويه أهلنا و ضيوفهم الكرام ...ذوي الخلق الرفيع عالي المقام
و الذين نكن لهم التقدير كله
و كل الإحترام
أمدهم الله و أهلهم الصحة و العافية
اليوم ........و كل الأيام
الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت
نشاطات الكويت الاقتصادية قبل النفط:
تميز النشاط الاقتصادي لهذا المجتمع في بواكيره ونشأته بالتنوع فجمع بين النشاط البري والنشاط البحري- وقد غاص أبناء هذا المجتمع في أعماق البحار بحثا عن اللآلئ- وجابوا البحار في سفن صنعوها بأيديهم- وقاموا بنقل البضائع والتجارة بين موانى الخليج وإفريقيا وساحل الهند ووصلوا إلى كولومبو والبنغال وجزر الهند الشرقية-
وقد سجل المؤرخون وقباطنة البحارالأجانب إشادتهم بهذا النشاط البحري كما أشادوا بمتانة السفن الكويتية وكثرتها- فيذكر «كنبهاوزن» المقيم المسؤول لشركة الهند الشرقية الهولندية في عام 1756م أن الكويت في تلك الفترة المبكرة كانت تمتلك 300 سفينة يعمل عليها 4000 رجل في صيد اللؤلؤ بخلاف سفن صيد الأسماك وسفن التجارة- وأن الكويت قوة بحرية نامية.
ويمكن أن ندرك المعدل المتسارع لهذا النمو مما ذكره الرحالة الألماني «كارستن نيبور Carsten Neibuhr بعد ثماني سنــــوات من ذلــك التاريــخ في حديــثه عن رحـلاته إلى الخليج وشبه الجزيرة العربية بين عامي 1764 و1765 حيث وصف ما حققته الكويت من ازدهار- وأن أبناءها أصبحوا يمتلكون أكثر من ثمانمائة سفينة.
ويعرب «فاليارس» (1938) صاحب كتاب «أبناء السندباد» ويعني بهم الكويتيين- عن إعجابه بنشاط الكويت البحري- ويذكر: «أن واجهة الكويت البحرية من أبدع ما تقع عليه العين- وهي تمتد إلى مسافة ميلين- مكونة ورشة كبرى لصنع سفن النقل الشراعية- وتزدحم السفن على طول هذه الواجهة في حركة لا تهدأ- وعمل لا ينقطع ترداده»
ويصف لنا مسلك البحارة الكويتيين على السفينة ذاكرا: «أنهم يرونها وطنا رغم قسوة العمل وخشونته- ويتسابقون إلى إنجاز أشق الأعمال ركضا في طاعة ورضا ومحبة ليل نهار- وهو نهج لم أره على أي سفينة أخرى إلا في مسلك بحارة الكويت. يقطعون عشرة آلاف ميل بسفنهم وسط العديد من المخاطر دون جلبة أو تذمر- إنهم بحارة إلى النخاع ورجال لا يعرفون الزيف».
الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت
عنوان الكتاب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اسم المؤلف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سنة
قضية الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة 1990-2001م إعداد منصور عياد العتيبي 2009 الطبعة الأولى
الكويت في البطاقات البريدية جمع وإعداد علي غلوم رئيس 2009 الطبعة الأولى
سور الكويت الثالث وتاريخ بواباته بشار محمد خالد خليفوه 2009 الطبعة الأولى
المجلات الطلابية الكويتية القديمة ومضات إعلامية وثقافية مبتكرة إعداد وعرض د. عادل محمد العبدالمغني 2009 الطبعة الأولى
رحالة يماني في الكويت / فبراير- مايو 1948 من كتاب الجناح المحلق في سماء الشرق إعداد أ. د. عبدالله يوسف الغنيم 2008 الطبعة الأولى
بحوث مختارة من تاريخ الكويت – القسم الأول والثاني إشراف أ.د. عبدالله يوسف الغنيم 2007, 2005 الطبعةالأولى
شرعية دولة الكويت وفقا للقانون الدولي د. على سيف النامي 2007 الطبعة الأولى
أخبار الكويت رسائل علي بن غلوم رضا الوكيل الإخباري لبريطانيا في الكويت (1899-1904)
تحرير وتقديم أ.د. عبدالله يوسف الغنيم 2007 الطبعة الأولى
لمحات من تاريخ طوابع البريد في الكويت إعداد أ. عادل عبدالمغني 2006 الطبعة الرابعة
الكويت: قراءة في الخرائط التاريخية أ. د. عبدالله يوسف الغنيم 2006 الطبعة الرابعة
تاريخ الخدمات البريدية في الكويت أ. محمد عبدالهادي جمال 2006 الطبعة الثالثة
الكويت حضارة وتاريخ مركز البحوث والدراسات الكويتية 2006 الطبعة الأولى
الكويت بين الأمس واليوم أ.د.الحبيب الجنحاني 2005 الطبعة الأولى
الماء والكهرباء بدولة الكويت «ســيرة ومســيرة» مجموعة من المختصين 2005 الطبعة الأولى
دواخانة: دراسة توثيقة من تاريخ الكويت الصحي، من خلال دفاتر عبدالإله القناعي إعداد د. خالد
فهد الجارالله 2005 الطبعة الأولى
د. يعقوب الحجي 2004 الطبعة الثالثةالكويت القديمة (صور وذكريات) إعداد
ترسيم الحدود الكويتية العراقية الحق التاريخي والإرادة الدولية لجنة من المختصين 2003 الطبعة الرابعة
تاريخ التعليم في الكويت دراســة توثيقــية أ. عبدالعزيز حسين وآخرون 2002 الطبعة الأولى
نشأة الكويت بي. جي. سلوت 2002 الطبعة الأولى
الكويت بعيون الآخرين، ملامح من حياة مجتمع الكويت وخصائصه قبل النفظ إعداد د. يوسف عبد المعطي 2002 الطبعة الأولى
العملة الكويتية عبر التاريخ إعداد د. عادل محمد العبد المغني 2001 الطبعة الثانية
تاريخ العلاقات السياسية بين الكويت والعراق في الفترة من 1961 * 1973م محمد نايف عواد العنزي 2001 الطبعة الأولى
نشأة الجمارك الكويتية ودورها في تدعيم سيادة دولة الكويت على منافذها أ. د. جمال زكريا قاسم 2000 الطبعة الأولى
الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت
صفحات من الذاكرة - نصف قرن في الكويت من "فولكس واغن"
الألماني جورج دزيرزن: زبون الماضي كله ثقة.. ومعظم زبائن اليوم يأكلون الحرام
ايام زمان كان الزبون يأتي بسيارته وبعد اصلاحها يدفع المبلغ
واذا لم يكف يسدده في اليوم الثاني مبكرا قبل فتح صندوق الكراج
وللاسف.. الآن يأتي بعضهم تشم منه رائحة عدم الثقة،
يأخذ السيارة لكي يتأكد من صلاحيتها فيهرب بها ولا يدفع، يحب الحرام،
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..
في مستهل لقائنا مع جورج دزيرزن المعروف والمشهور بـ «جورج فولكس واغن» قال: عندما انتهت مقاومة ألمانيا في أبريل 1945، وسلمت دون شروط وانتهت الحرب التي بدأت عام 1939 في عام 1945 كانت الخسارة المادية والبشرية جسيمة فقدت والدي وإخواني خلال هذه الحرب التي تسمى في التاريخ «الحرب العالمية الثانية»، قسمت المانيا إلى جمهوريتين منفصلتين الغربية والشرقية ونحن أصبحنا تحت الحكم الشيوعي والاحتلال الروسي، وقال: قبل إغلاق الحدود بين الألمانيتين ووضع الحراسة المشددة خرجْتُ من الجانب الشرقي الشيوعي لأني أكرههم في عام 1954، وبعد تلك الفترة أي عام 1960 أغلقت الأبواب نهائياً، وخروجي كان نعمة من الله تعالى، اضاف: في عام 1955 قامت شركة فولكس واغن بتدريب من يرغب بالعمل معها فدخلت دورة تدريبية مدتها 24 شهراً، وبعد فترة ارسلت الشركة بعض الميكانيكيين الى وكلائها في العالم، فكان نصيبي الكويت، في البداية رفضت الطلب لأني لا أعرف عنها ولم أسمع بها، ولكن النصيب وقد تشرفت بدخولها في 1957/6/19.
وكان عمري 23 سنة، قطعت المسافة من هانوفر الى فرانكفورت وروما واستوكهولم خلال 48 ساعة مع الترانزيت في المطارات، وصلت مطار النزهة الدولي، فشعرت بحرارة عالية وجسمي كله يتصبب منه العرق. اعتقدت انها من ماكينة الطائرة، وتبين ان الحرارة من جو الكويت الحار في شهر يونيو، استقبلني آنذاك السيد يعقوب بهبهاني، وسكنت في الحي الشرقي من الديرة في حوش عربي، ولكن الحمام كان بعيدا عن غرفتي، ولله الحمد كان في الغرفة جهاز التبريد للنهار فقط، واما في الليل فالنوم على السطح، والحرارة الاخرى التي اصابتني عندما طبخ لنا الهندي وجبة عشاء كلها فلفل وبهارات ومسامير في الجسد، كان الجو حارا والمرق اشد حرارة، عذاب في عذاب، مرضت لمدة شهر كامل.
وقال: حتى سيارتي من دون مكيف، والكراح الذي اعمل فيه من دون مكيف، ولكن مشاركتي مع آل بهبهاني واصطحابهم لي وحضور ديوانيتهم في القبلة على السيف جعلتني أشعر بالراحة بعد ذلك، وطلبت مني الشركة في المانيا ان اكون مسؤولا عن معرض وكراج فولكس فاغن في البحرين بلد الرطوبة والحرارة.. ولا مكان للتصليح، كنا نصلح السيارات في الشارع، واثناء العمل نبحث عن الظل تحت اسوار المنازل.
الزبائن
وتحدث جورج فولكس فاغن عن قناعة الناس ايام زمان، قال: كان يأتي الزبون بسيارته وهو ملك لنفسه، دائما كنت اسمع الحمد لله، يكتفي من المال الذي عنده، لا يسعى ويتعب في طلب الزائد عنه، وهي صفة فاضلة، وتشعر انه يريد من الدنيا مالًا يكفيه، يأتي بسيارته وبعد اصلاحها يدفع المبلغ واذا لم يكف يسدده في اليوم الثاني مبكرا قبل فتح صندوق الكراج، تجده قريبا من الله، واتذكر قولا قاله لنا احد الزبائن واحفظه الى الآن وسجلته عندي «من استغنى بالله عن غير الله احبه الله».
وقال: وللاسف.. الآن يأتي بعضهم تشم منه رائحة عدم الثقة، يأخذ السيارة لكي يتأكد من صلاحيتها فيهرب بها ولا يدفع، يحب الحرام، وحرم السعادة على نفسه، ولا يعرف ان أكل الحرام أعظم الحجب للعبد من نيل درجة الأبرار، ولا أعرف ماذاحدث لبعض الكويتيين.
وقال: أين الجار الذي لا يأكل حتى يقدم لجاره؟ أين الجار الذي إذا مر عليك لا تسمع منه إلا السلام؟ أين جار ذي القربى والقريب والجنب؟ أين الجار الصالح والخير؟ والآن تسمع منه حديثا غريبا إذا أوقفت سيارتك بجانبه، والآن وللأسف لا تعرف حد الجار، ولا لغته، ولا أخلاقه، الا يعلمون ان «من سمع النداء فهو جار»، الزبائن تغيروا والجيران تغيروا، حتى ظل داره تخاف أن تجلس تحته.
لا أنساهما
وتذكر الحرب العالمية الثانية والدمار الذي لحق ببلده وأهله، وهو يشاهد القاذفات والغارات والهجوم، ولا ينسى والدته حاملة حقيبة بيدها وبالأخرى تمسك بيده حائرة انه اسوأ ما شاهدته وعرفته في حياتي.
وقال: تكرر الموقف في عام 1990 عندما غزا الملعون صدام وزبانيته ارض الكويت، شاهدت الدمار كما شاهدته من قبل وأنا صغير، شاهدت الجنود يدخلون المعرض يسرقون ويدمرون، سرقوا 250 سيارة للزبائن في الكراج، و400 سيارة بين بورش وفولكس فاغن في المعارض والكراجات، لا أنسى الدمار والخراب والاغتصاب، كل ما أقوله انها اول استباحة لدولة إسلامية من دولة إسلامية على مر التاريخ، حتى الحرب العالمية الثانية لم تدمر برج إيفل، ولا الأوبرا، ولم تستبح باريس، وظل نبض الحياة يعلن ان الحضارة وقيمها لن تتوقف، ولكن جحافل صدام أمر مختلف، ما هذا الحقد على الكويت؟ ما الذي فعلته الكويت بالعراق؟ إنها جريمة العصر التي لن ينساها التاريخ.. ضمن مآسي الإنسانية الكبرى.
وقال: أنا مسيحي مؤمن بالله تعالى كنت اعتقد ان الكويت سترجع وتظل خالدة، فآمنت ومازلت ان الظلم لا يدوم، فهذا اليوم الأسود 1990/8/2 الذي صحا العالم من نومه لإنقاذ المظلومين من الاحتلال والنهب. وتذكر ذلك الإنسان عديم الإنسانية الذي جاء الى مراد بهبهاني بعد التحرير فرمى بوجهه مفتاح سيارة «أودي» قائلا له: كم تعطيني حتى استرجع لك 4 سيارات اخرى التي حصلت عليها اثناء الغزو؟، فلم يرد عليه الحاج الوجيه «مراد».
وكل ما نقوله إن هذا الانسان اؤتمن على بلده فخان، فيده لم تكن أمينة.
وقال: «الغزو الصدامي احتلال ونهب وممارسات غير انسانية، وهجمة قرصانية ضارية، كل صور الغزو تجسدت فيها المأساة الخارجة على كل قوانين العقل، والمنطق، وحتى صاحبنا الذي سرق 5 سيارات «أودي» دمر نفسه، وأعتقد ان هذا حقد منه.
مكن.. عصفور
وتذكر جورج سنة الجراد الذي اغار على الكويت في عام 1958 وكان يحط على الأرض وتضع الإناث التي تسمى (المكن) البيض في التربة الهشة، أما الذكر فهو (العصفور) لونه اصفر وأكله غير مرغوب، الجراد من الحشرات تغير جماعات واسرابا، والدول الزراعية تعتبرها حشرة ضارة، أما في الكويت فإذا وصل الجراد ارضها اعتبرت هذه السنة خيرا وبركة، وقال: في البداية كنت استغرب الناس الذين يأكلونه ويستطيبون طعمه، كنت أشاهدهم يطبخونه ويجففونه، ويخزن لطوال العام، وعند مروري في الاسواق كنت أسمع الباعة وامامهم القدور الحارة ينادون بأعلى اصواتهم (حار بحار) ويراد مكن، وانا شخصيا من باب التجربة أكلت الانثى (مكن) وجدت الطعم لا مثيل له، والماء ينزل من فمي، واعتقد أنا أول الماني او اوروبي اكل هذه الحشرة التي كانوا يعتبرونها ضارة، وأنا لم أضر خاصة من انثى الجراد الغنية بالبيض.
واضاف: تعلمت من الناس طريقة أكله فكنت أنزع الجناحين والافخاذ والمخالب، وأبدأ باكله مع الرأس، ومن يأكله ويجر به لا يمل، وأكلت الجراد اليابس المخزون المجفف مع التمر، وكنت اشاهد الناس والاطفال يلاحقونه وبيدهم اكياس الورق والخيش، وفي الليل كان يملأ الطرقات وكنا نمشي على الجراد بالسيارة فأسمع صوت العجلات لكثرته، كم هو عزيز كان على الكويتيين مثل الفقع!
كـــــــــنــــــــــــــص
وتحدث عن رحلة يقوم بها هواة صيد الغزلان وطيور الحباري والارانب فقال: كنت اذهب مع ابو عادل بهبهاني كل سنة الى القنص الذي يبدأ موسمه في نوفمبر وينتهي في ابريل، نبقى في البر حوالي الشهر ونعود ومعنا الغزلان والطيور، وغالبا ما كان ابو عادل يعبر الحدود الى ايران الغنية بالغزلان وطريقة صيدها بالبنادق المرخصة من قبل الحكومة الإيرانية آنذاك، ويكون صيد الطيور بواسطة الصقر الطائر المعروف الذي يرى على بعد عشرين كيلومترا وأكثر، كان القناصة يلبسونه برقعا من الجلد، كان الصقر يفرد جناحيه لا اعرف لماذا؟ واسمع القناص يقول لمن معه: اعطني «شهانة» او شاهين، عرفت انه هو الذي يطارد الحباري.
وقال: رحلة القنص تخلق التآلف والمحبة وذكريات جميلة لا تنسى، وتقوي الرابطة بين القناصة، واذا تريد ان تعرف نعمة الالفة عليك بالقنص، وكلما صاد احدهم تجد التسليم والمصافحة والمعانقة، واما انا فاخاف من البندقية لاني عشت الحرب واعرف ما يفعله حامل السلاح، عرفت من اطلاق النار الدمار والموت واليتم والخراب، فلذلك لا احمله ابدا، واعتبره شيئا مخيفا.
وتحدث جورج عن السينما فقال: دخلت السينما الشرقية لاشاهد الافلام لاول مرة في الفترة الثانية آخر الليل، قلت لأحد اخواني، افضل ديكور شاهدته، عمل متعوب عليه، سقف السينما جميل جدا، تبين بعد ذلك ان دار السينما الشرقية من دون سقف، وهذا شيء غريب بالنسبة لنا الألمان، وتذكرت بعد سنوات ان اعيد الجلوس تحت سماء «الشرقية»، ولكن هدمت في عام 1958، وتكررت المشاهدة في قرية الانس والاتل والسدر والمياه العذبة دخلتها لاشاهد فيلما في سينما حولي الصيفي، ايضا فوجدت مبنى السينما مكشوفا بلا سقف، واعجبت بسينما الاندلس وعرفت انها تأسست عام 1960.
أمنياتي أن أكفل نفسي
واخيرا ختم بالقول: بعد 18250 يوما في الكويت اي ما يعادل نصف قرن، اتمنى ان اكفل نفسي وان اعيش بقية عمري على ارض الكويت، رغم هذه الخدمات الطويلة انا ومن جاء قبل سنة بالمستوى نفسه من التعامل بالجوازات والمستشفيات والمدارس، والآن جمعت مبلغا من المال اريد ان اصرفه على هذه الارض، وانا الآن غريب لا اشتري ولا ابيع بعد هذا العمر، وخوفا من ان اصل الى عمر العجز، اريد ان ابقى وادفن فيها.
أما أمنيتي الثانية فهي ان احصل على قطعة ارض ادفن فيها من دون مقابل، انا الذي شاهدت بقايا هدم السور، ودخلت وخرجت من بوابة السور، وللاسف سمعت من احد المواطنين الذي لا اعتبره من الكويتيين الحقيقيين وقال لي: انتم جئتم طراروة فقراء، جئتم لاجل الدينار، واذا خلصتم خلصنا منكم.
وقال جورج: نعم النفط اعطاكم الدنانير، واتمنى ان لا يأخذ من هؤلاء المتطفلين القيم.
تاريخ الصحافة الفكاهية في الكويت
اضحك ولو مرة واحدة في اليوم
كتب حمزة عليان:
اختفت الصحافة الفكاهية من السوق العربي، وبالكاد تعثر على مجلة تضحك من الغلاف أو بمحتواها، وصرت تفتش عن كاتب عنده قفشة أو لمعة سخرية وفكاهية.. إذ صار عملة نادرة.
اشتهرت مصر بصحافة الفكاهة، وأول مجلة فكاهية كانت تسمى «أبو نضارة» صدرت سنة 1876 في القاهرة أصدرها يعقوب منوع، وتوزع عشرة آلاف نسخة في الأسبوع، جاء بعده عبدالله النديم سنة 1891 عندما أصدر صحيفة «التنكيت والتبكيت» ثم أنشأ صحيفة «الأستاذ» عام 1892، تبع ذلك عدد من الدوريات الفكاهية منها «حمارة مينتي» و«خيال الظل» و«السيف والمسامير» و«الكشكول» و«البحكوكة» و«الفكاهة» وهي مجلة أسبوعية مصورة من مقتنيات الزميلة نهى البرجس تصدر عن «دار الهلال» يقوم بتحريرها نخبة من الأدباء والرسامين صدرت للمرة الأولى سنة 1926 بغلاف كاريكاتيري وصفحات متنوعة بالعناوين الضاحكة والساخرة والنكات التي تجعلك تفتح فمك على الآخر من شدة الضحك والقهقهة.
الفكاهة في الكويت
اما في الكويت، فقد عرفت الصحافة الفكاهية من خلال مجلة «الفكاهة» التي صدر أول عدد منها في اكتوبر 1950 يرأس تحريرها فرحان راشد الفرحان وصاحبها المسؤول هو عبدالله الخالد الحاتم.
كانت تطبع في المرحلة الأولى من الصدور في المطبعة الأهلية في الكويت وعندما توقفت المطبعة انتقلت إلى دمشق لتوزع في الكويت، استمرت لغاية 7 فبراير 1951 أي بعد صدور 9 أعداد منها، ثم صدرت من جديد في 20 يوليو 1954 واستمرت لغاية 24 نوفمبر 1958.
كانت كلفة النسخة الواحدة 5 أنات أراد منها صاحبها ان تكون علاجا للمتزمتين ولغير الراغبين بالقراءة.
مجموع الاعداد التي صدرت وصل الى 97 عددا، ينقل الاستاذ محمد حسن عبد الله عن صاحبها «ان الشيخ عبدالله الجابر هو الذي منحها تصريح الصدور، وكان رئيسا لدائرة المعارف التي اشتركت بستين نسخة بما يعادل 630 روبية وتطبع الف نسخة من كل عدد، يتلف منها سبعون اثناء الاعداد والتوزيع».
الزميل فرحان عبد الله الفرحان، احضر العددين الاول والثاني من مجلة «الفكاهة» وهما من الاعداد القليلة والنادرة وان وجدت عند بعض الزملاء المهتمين بجمع التراث مثل الاستاذ صالح المسباح وعلي رئيس وحمد البصيري ووليد الخلف. وعندما استفسرنا من مركز البحوث والدراسات الكويتية عما اذا كان هناك مشروع لاعادة الطبع مثلما فعلت مع مجلتي كاظمة والبعثة، قيل ان فكرة التجميع واعادة الطبع قائمة ولو لم يتم تحديد الوقت ومتى ستظهر.
القراء الكرام
في العدد الاول وب 16 صفحة بشرت «القراء الكرام» بقصيدة رائعة لشاعرنا الموهوب فهد ابورسلي، في العدد الذي يصادف «الشهر محرم ولد عم اكتوبر» واذا رغب احد بالاشتراك فما عليه الا ان يتبع القول «خذوا واقرأوا من مضحكات ما كتبنا لكم».
المقال الرئيسي للعدد بعنوان «ابتسم للحياة» كتبه رئيس التحرير، جاء بعده مقال بقلم «بهلول» حول الفكاهة ودورها في حياة الناس والشعوب، وافرد العدد صفحات كاملة للطرائف والنوادر نقتطف منها مايلي:
زوجي
مر أحدهم بسيدة جالسة على قبر وهي تبكي وتنتحب فقال لها: من هذا الذي تبكين؟ فأجابت: زوجي! فقال: وماذا كان عمله؟ أجابت: كان حفاراً للقبور.. فقال ابعده الله.. أما علم بأنه من حفر حفرة لأخيه المسلم وقع فيها؟
وفي باب «مناظر مضحكة» يورد ما يلي:
منظر الرجل الذي يسأل المرأة في الطريق «خالة.. بكم الجت أو بكم السمك؟» وهو ذاهب الى شراء ذلك.
منظر الايرانية المحجبة بالعباءة وهي بجانب الايراني وهو بملابسه الافرنجية.
وخصص العدد الأول مساحة للشعر منها للشاعر النبطي عبدالله عبدالعزيز الدويش وهي قصيدة جميلة فيها اشادة بمجلة «الفكاهة».
مجلتنا فكاهية
وهي للشعب مسمية
كتبناها ونشرناها
من الأفراح زدناها
تعال أوشوف مبداها
فكاهة واجتماعية
انصحك لا تخليها
اخذها واشترك فيها
بالقيمة الفخر يكفيها
النسخة بنصف ربية
تداركها الي بانت
تراها درة زانت
بعدها يأتي دور الضحك وفي زاوية «اضحك مع الفكاهة» وتحت عنوان «ما قيمة الحياة بعدكم؟» جاء فيها:
«ما قيمة الحياة بعدكم؟»
مر طفيلي على جماعة يأكلون حلوى، فوقف عليهم وسألهم: اشتاكلون؟، فأجابوه: ناكل سم، فجلس معهم وقال: الحياة بعدكم حرام.
مهنة
جاء أحدهم الى دائرة من الدوائر يطلب عملاً، فسأله المدير عن معلوماته فأجاب: والله ما أعرف شيء ولكن اشتغلت بتهريب الذهب مدة.
وفي الصفحة رقم 12 نشرت المجلة «مسابقة الفكاهة» لأحدث نكتة كويتية، على أن تكون الجائزة الأولى عبارة عن قلم حبر والثانية اشتراكا لمدة سنة في المجلة والثالثة كتابا أدبيا شرط أن لا تتجاوز 25 كلمة، ولم تنشر من قبل وتكون كويتية.
العدد الثاني والصادر في 27 أكتوبر 1950 تصدر الغلاف رسم كاريكاتوري لحمار الفكاهة وهو يقول: «هذي حاله، من يوم ما قعدته بها الوظيفة ما حصلت فرصة انهق»! وسعر 8 انات، خصصت الصفحة الثانية للقراء والرد عليهم وافتتاحية لفرحان راشد الفرحان عن «تضحكني الصحافة» وفيها يشير الى أن الصحافة اضحكته هزءاً وسخرية، «اذ من الحماقة أن تطبع نسخة واحدة لكل عشرة أشخاص ويأبى العشرة الا أن يشركوا في قراءتها عشرة آخرين» واضحكته حال القراء الذي يدعون ويفترون بأن «صحافتنا متأخرة ومجلاتنا باردة».. ويضيف «وعندما أفكر مليا أجد ان القراء هم المتأخرون وهم المسؤولون عن هذا الجمود، فلو حاول كل شخص اقتناء مجلة واحدة وقرأها وحده «لاستطاعت صحافتنا ان تتقدم بخطوات واسعة»..
الاخبار السياسية التي تفردت بها كان منها:
• وردتنا برقية مستعجلة من مراسلنا في حولي يقول فيها ان الجو السياسي قد تعكر بصورة تلفت النظر وقد سارعنا بارسال خمسة مندوبين قديرين وطلبنا منهم ان ينبشوا في كل مكان لاضحاك الناس وحل هذه الازمة ثم اعادة الجو الى حالته الطبيعية جبرا.
• أبلغتنا جاسوستنا ان عدد الذين اضحكتهم الفكاهة بلغ ثلاثين الفا يعني ان كل نسخة اضحكت ثلاثين شخصا وسيرتفع عدد الضاحكين. اما النسخ فعلمها عند الله.
• هاجمت صبيحة هذا اليوم قوة من النساء مخازن الاقشمة في سوق البنات وقد القين كميات من «الانواط» فحدث من جراء ذلك خسائر فادحة في جيوب الرجال.
ثم صفحتان حول النوادر والطرائف واخترنا منها:
قصة جحا
طلب أحدهم من جحا ان يعيره حماره فقال ان الحمار في السوق، وما كاد يتم اعتذاره حتى بدأ الحمار بالنهيق في داخل الاصطبل، فقال الرجل: يا شيخ هذا هو الحمار يملأ الدنيا نهيقا وانت لا تعترف بوجوده، فهز الشيخ جحا رأسه وقال: ما اغربك من رجل تصدق الحمار ولا تصدق هذه اللحية الشائبة؟!
والجزء الثاني من مقالة بهلول حول «الفكاهة» يؤكد فيه على الحاجة الى «ان نضحك ولو مرة واحدة في اليوم، فللضحك منافع جسمانية جمة فهو مطهر للرئتين ومنشط للدورة الدموية ومقو للحجاب الحاجز».
ثم زاوية «اعلانات» خاصة بالمجلة جاء فيها:
• تعلن دار الفكاهة انها في حاجة الى مندوب فوق العادة وتحتها خاتم الثلاثين يتكلم السبع الالسن لينوب عنها في الحفلات والولائم.
• مطلوب ارض مساحتها ثلاثون كيلومتر مربع وذلك لانشاء دار للفكاهة فمن يملك هذه الارض فليراجع دار الفكاهة تلفونيا رقم... ، او يجيب التلفون معاه.
• دار الفكاهة بحاجة الى مطرب يجيد هذه الاغنيات «عمك جويعد بالدرب» و«اطرب واتكهرب» و«خدري الشاي خدريه» فمن يأنس في نفسه الكفاءة فليراجع جار سكرتير فراش مندوب الادارة.
• دار الفكاهة تعلن الى الذين لم يقرأوا الفكاهة انها ستدعوهم وتصنع لهم تشريبة بالاعداد المتبقية لديها.
وتنشر قصيدة فهد بورسلي ومطلعها:
يا حسين دمع العين مثل الهماليل
صبح أو مسا مثل السحايب مطرها
والنفس عيه ما تفيد التحاليل
والقلب عناه الكدر من كدرها.
ولعل اطرف قصيدة تلك التي كتبها الشاعرة الظريف (4)
سل الدجاج العوالي عن أيادينا
واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
وسائل اللحم والتشريب ما فعلت
بصحنه لون أيد الناس أيدينا.
قصيدة الشاعر الظريف:
سل الدجاج العوالي عن أيادينا
واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
اضحك مع الفكاهة
بهلول
رأى بهلول رجلا يرمي هدفا، وكانت سهامه تذهب يمينا وشمالا، فوقف في مكان الهدف. ولما سئل عن وقوفه هناك قال:
لم أجد موضعا أسلم منه.
ضائع
خرج بهلول في منتصب الليل، وأخذ يجوب الشوارع والطرقات، فصادفه رئيس الحراس وسأله عن أي شيء تفتش في الشوارع وفي مثل هذا الوقت، فأجاب:
لقد هرب نومي وأنا افتش عنه.
جواب سريع
كان أحد الأساتذة يشرح لتلاميذه عن أصل خلق الإنسان. فاعترضه أحد التلاميذ قائلا:
لقد سمعت من أبي أن أصلنا قرود.. فرد عليه قائلا:
نحن لا نريد أن نبحث في شؤون أسرتكم.
عركة
المعلم: واحد مع واحد شيصير؟
التلميذ: يصير عركة.
مومياء
دخل رجل طاعن في السن دار الآثار، ولما أراد الخروج اعترضه البواب قائلا:
وين رايح؟
فتعجب الشيخ من معارضته وقال:
تريدني أنزل هنا؟ فأجاب البواب.
عفوا ظننتك أحد المومياء دبت فيها الحياة وتحاول الهرب.
حلم
المدرس: لماذا تأخرتما عن الدرس؟
التلميذ الأول: لقد حلمت أنني مسافر واستغرقت في اليوم.
التلميذ الثاني بسرعة: وأنا كنت أودعه في المحطة يا أستاذ
مغفل
وقف أحد المغفلين على صاحب دكان ليشتري صابونة فسأله عن الثمن.. فقال له:
بسبع بيزات.
اشدعوه. السوق كله بآنتين وانت بسبع بيزات.
من قاموس الأزقة والشوارع
«هيس» ونرجو قبل أن نبدأ بتفسير هذه الكلمة ألا يتوهم حضرة القارئ أنه «رودلف هيس» الالماني، فهيسنا غير هيسهم حيث اننا نطلقها على الذي يدعي كثيرا أنه يعمل كذا، ولكنه وقت اللزوم تتلاشى رجولته وتتبخر أعماله.
«يهد» كلمة خفيفة باللسان ولكنها ثقيلة بالميزان، ومعناها ان الجهد والمتاعب تنصب على الانسان فتحطم جسمه. وبما انها خفيفة ومن الجنس الخفيف من أجناس السباب والشتم لهذا فهي شائعة عند الجنس اللطيف ونادرة بين الجنس الخشن.
«ترس» تسربت إلينا هذه الكلمة من مسارح الشتم العراقي، ولا نعرف لها أي معنى حتى الآن وسنبعث في فرصة قريبة إلى هناك ببرقية مستعجلة للاستفسار عنها.
يتفرع من السوق الداخلي مقابل سكة الساعات، أسسه عبدالرحمن المعجل، عبارة عن قيصرية مسقوفة بالدكاكين لبيع الأقمشة الرجالية والنسائية. يذكر محمد عبدالهادي جمال في كتابه «اسواق الكويت القديمة»، انه بني في اواخر الاربعينات، وضم نحو 50 دكانا، وازيل عام 1962.
وعائلة المعجل نزحت الى الكويت قبل 225 عاما، كما تشير بذلك فوزية صالح الرومي في كتابها «تاريخ نزوح العائلات الكويتية»، وسكنت حينها في الحي القبلي في «فريج الغنيم» قرب البحر، واعتمدت العائلة في تجارتها على صيد الاسماك والغوص على اللؤلؤ.
زبوط النقعه :هذا الوصف يطلقه الكويتيين على الشخص القصير ضعيف البنية فيشبهونه بالزبوط… والزبوط هو نوع من القواقع البحرية الساحلية والنقعه هي ساحل البحر القريب
جمبازي :صفه تطلق على الشخص المكار الذي يتصف بالكذب واكل اموال الناس بالباطل والضحك مثال فلان قاعد يتجمبز على الناس
عفلنقي :صفه تطلقعلى الشخص سيئ السمعة المتلاعب
منفهره :تعبير غريب يطلقه الكويتيون على عدم الحياء منالناس مثال فلان ويه منفهره اي وجهه عريض وليس به ذرة حياء
يتزنكح :يعني يمشى ببرود يتمطى في مشيته مثال : أشوفك ياي متزنكح اليوم
امزهلق :أي مرتب ومنمق يعني إذا كان عندك شي قديم ونظفته وصار كأنه جديد
===========================
منقول من موقع أطلـــس اللهجـــات المحكيــــة
كلمات
* * * ___ كــــــــــــويتيـــــــــه ___ * * *
زبوط النقعه :هذا الوصف يطلقه الكويتيين على الشخص القصير ضعيف البنية فيشبهونه بالزبوط… والزبوط هو نوع من القواقع البحرية الساحلية والنقعه هي ساحل البحر القريب
جمبازي :صفه تطلق على الشخص المكار الذي يتصف بالكذب واكل اموال الناس بالباطل والضحك مثال فلان قاعد يتجمبز على الناس
عفلنقي :صفه تطلقعلى الشخص سيئ السمعة المتلاعب
منفهره :تعبير غريب يطلقه الكويتيون على عدم الحياء منالناس مثال فلان ويه منفهره اي وجهه عريض وليس به ذرة حياء
يتزنكح :يعني يمشى ببرود يتمطى في مشيته مثال : أشوفك ياي متزنكح اليوم
امزهلق :أي مرتب ومنمق يعني إذا كان عندك شي قديم ونظفته وصار كأنه جديد
===========================
اليوم اليمعه.... فله حق التمشي في الكويت قبل ...في الديره
عقر بقر :تقال هذه الكلمة للإنسان المريض واللي يبون اتغشمرون معاه مثال اشفيك طاقك عقربقر يعني اشفيك حاشك مرض البقرة اللى انكسرت رجلها او مرضت وما تقدر تقوم من مكانها
فشغى : يقال مثال فلان ماكل فشغي اي متعب ومرهق من الفقر او المرض او المصايب
قنزوعه :عباره عن انه هناك بعض الفتيات السود قديما بالكويت اللى شعورهم فلافل اللى شعورهم جدائل فتكون شبه منتصبة فاسمونهم الناس قبل ام القنازع
كيري ميري :وهو لفظ يقوله القدماء يعنون به اللف والدوران فيقول البعض مثال انا ما عندي كيري ميري يعني انا ما اعرف اللف وادور ولا اعرف الغشمره اعرفالحق وبس
سن سون انعية :وهو وصف يطلق على الشخص الضعيف الذي لا رأي له وليس بيده حل ولا ربط خاصه اذا كان مسؤولا يعني اذا مديرك بالدوام ما عنده شخصيه معناته اهوا سنسون انعيه
امعطعط :عبارة عنالشخص اللي بنية جسمه ضعيفه نتيجة مرض او شيخوخة بحيث لا يقوي على القيام بأي عمل
بربس :صفة تطلق علىالكلام عديم الفائدة وعلى العمل الذي لا فائدة ترجي من ورائه وعلىالشخص الذي لااعتماد عليه مثال شغلكم بربس
تدهوك :مثال فلان متدهوك اي ضاعت منه الحيلة فلا يعرف كيف يتصرف
سواده :كتلهسوداءكجهولة وغير واضحه المعالم الا باقترابها منك او باقترابك منها مثال مره قاعد امشىما وعيت الا ذيج السواده من بعيد يوم قربت منها والا هي صخله بعير خروف كيفكم نقو
غمنده :كلمة بمعنياتفاق سري لتنفيذ عمل ما ربما يكون للشر أقرب مثال صلوح وحمود بينهم غمنده مادريشخططونعليه
نام ابمردانه :يعني عباره عن انه تشاجر معه وطرحه أرضا واشبعه ضربا مثال طفتكالهوشه عبووود نام ابمردان جسووم
هوله :مثال انت يالهوله اي قبيح المنظر ولا يتسم بشئ من الجمال وينطبقذلك على الذكر والانثي
زند العبد :نوع من انواع الحلويات التى يعجب بها الاطفال قديما …. تري علىايامهم هذا باونتي وسنيكرز هاهاها
امدوكر :فلان امدوكر اي ناقص عقل ولا يحسنالتصرف ولا يجيد التركيز
بزبز : يعني اول ما يخط شارب الشاب او لحيته يقولون بزبزت شواربه او لحيته
خاوط :فلان يخاوط في السكيك يعني يمشى على غير هدي وعن غير قصد او بالاحري يذهب من طريق ويأتي من اخر من دون هدف
امصين :هذه الكلمة تطلق مجازا على كل ماهو قذر وكريه وخبيث الرائحة يعني الواحد اللى صار له مده مو متسبح او الملابس اللى صار لها مده ما انغسلت انت يا امصين قوم تسبح
تصومع : بمعني تشوش فكره من شدة ما يلاقيه من اهانات اضطربت حالته وأصبح لايحسن التصرف
اعنبوك :وهي في الحقيقه كلمة توبيخيه يتقبلها البعض حيث يقولها الكويتي لأصدقائه وأبنائه واهل بيته مثال اعنبوك وين رحت ….اعنبوك يوز اذيتـنا لكن في الحقيقه هي مسببة قاسية محرفة ومخففه من كلمة ألعن ابوك ولكن تـلفظ بدون قصد
شكيصي : فلان صار يلاعبني الشكيصي اي لا يصدق بمواعيده معه يراوغه ويؤمله والشكيصي عبارة عن لعبة
البروي لعبة البنات وملء فراغهن بلعب دور ربة البيت
الكردية: دمى الطفلة في الماضي من صنع اليد
لعبة البرُّوي (للبنات)
يا بنيات ما أكثركم
ماي الورد يرششكم
يا بنيات ما اكثركم ماي الورد يرششكم عبارة عن تحد وابراز جمال الانثى، فهي الكثرة وهي الكمال وهنا تقول عن نفسها «ماي الورد» يرششكم.
أما عند الصبية فتقول يا صبيان ما اكثركم سم الحار يقطعكم.
أما الصميمكة في لعبة فتعني الذكاء والفطنة واليقظة، تضع اللاعبة في احد كفيها قطعة من البنور وتترك لزميلتها حرية الاختيار بقولها، استدلى على البنورة في اي يد. وهنا تبدأ الفراسة والفطنة واليقظة وتستدل على القطعة واذا اسعدها الحظ كسبت اللعبة وقامت هي بأدائها وهكذا تكرر اللعبة بين اثنتين.
اللكصة: من أجمل وأحلى اللعبات ايام البر وايام العطل المدرسية وهي من اللعب المسلية للغاية، تعتمد على حركات اصابع اليد بخفة وجمال ويقظة وخفة ظل وتحتاج هذه اللعبة الى حصوات ناعمة جميلة بيضاء اللون.
اللكصة: من اللعب التي ذابت مع الايام يلعبها الصبية من فتيان وفتيات يردد فيها بعد ان تجمع الحصى مع بعضها
البعض: يا جبك يا الواحد ويا جبك يا الثاني - يا جبك يا الثالث يا جبك يا الرابع حتى يصل العدد الى عشرة وتقوم الفتيات بحركات بالاصابع لادخال الحصى الخمس في بوابة السور (سور اصابعهن) فتارة تجد الصبع هرما مقلوبا مثل المقص وتارة تلم كل اصابعها مثل البئر وترمي الحصى داخله ثم طوفة من خمس اصابع، وهكذا انها بالفعل لعبة مسلية وطريفة.
الشروكة: لعبت الشروكة دورا مهما بين الفتيات الصغيرات تحث هذه اللعبة اللتراثية على الهمة والنشاط والمشاركة بالتعاون مع بعضهن البعض، وذلك بإحضار حفنة من الرز، ومعجون الطماطم، والماء والقدر للطهي تطبخ الفتيات هذا الرز ويشارك البعض منهن بإحضار الخبز والتمر، والبعض يحضرن معه الاواني من ملاس وصحن ملبس ولبن انها شروكة يتشاركن الوجبة الغذائية ويأكلن مع اللعب المستمر، مثل طبق حنا وطبق ماش والحيلة والى ما شابه ذلك.
غزالة بزالة تحقرص تمقرص ضب اضباب الليلة بلاغة بلغت در.
احديه بديه ناصر ديه حط الكور على الزنبور يا قناص قوم اقنص شبط خيلك شبطها باب الحلة وباب الشام مريت على اغرابيت ياكلون جبنين قلت يا عمي يا بوحسين كم على عيد رمضان سبعة أيام والتمام واحاديها واباديها وحط الخبل امعاديها خرجة برجة طاحت بالماي قالت تش، ثم يقال عند بسط اليد على الارض تبي قرصة الحية لو قرصة العقرب ويبدأ هنا القرص.
انها تسلية الاطفال في منازلهم تسلية بسيطة مسلية وعلى الفطرة والسليقة.
البروي
لعبة طفولية.. أحبتها الطفلة الكويتية وحرصت على هذه اللعبة. اللعبة لا تحتاج إلى مواد للشراء إطلاقا إنما هي مواد موجودة داخل المنزل، من البيت نفسه.
الطفلة هنا تهيئ نفسها لكي تكون ربة بيت وربة أسرة تقلد والدتها في كل شيء.
فهي هنا تعتبر نفسها هي الطباخة وهي الخياطة، حيث تقوم هنا بالطهو وتبدأ بتجهيز الأواني، أواني المطبخ، من ملعقة وجدر وملابس ناهيك عن معجون الطماطم وحفنة الارز، ثم تبدأ بالطبخ الوهمي حتى تكتمل الصورة لديها بأنها ربة بيت ناجحة، وأحيانا تضع (سحارة)، والسحارة عبارة عن خشب مربع الأطراف تضع فيه الطفلة القرايض من أقمشة وما شابه ذلك، فالسحارة هنا وعاء ومخزن تخزن الطفلة فيه كل ما يلزمها من أدوات الخياطة إلى جانب وضع البنور وقصاصات مختلفة أشكالها وألوانها من أقمشة صغيرة (تافه) وخيوط بالية وقديمة. تبدأ اللعبة بحضور اكثر من ست من بنات الحي.
تكون في هذه الفترة ربة البيت الاساسية مشغولة إما برعاية أطفالها أو الاشراف على الغذاء أو المهام الملقاة على عاتقها كرعاية الحيوانات الخاصة في المنزل مثل الماعز، حيث تقوم بحلب لبنها وقت الحاجة أو تغذية الدواجن في بيتها من حمام ودجاج وما غير ذلك أو الاشراف التام على تغذية الاطفال الموجودين في المنزل من حيث تغذيتهم بتوفير الريوق/ الافطار اليومي أو العشاء ايضا اليومي أو غسل الملابس والطهو المستمر للحمولة.
البروي لعبة تخصصت بها البنات، بنات الحي الواحد. وهي لعبة جميلة بها العاب متعددة ومتنوعة ابرزها الكردية، والكردية هي لعبة مصنوعة من القماش. تقوم ربة البيت (الام) بصنع وجه مستدير له عينان وشفتان والعينان كحليتان وضفائر (بسايل) وفستان أحمر جميل أو مخطط أو مبكر المهم ان الكردية هذه بمنزلة لعبة للبنات، وهنا تقوم البنت وهي تلعب البروي بالغناء لهذه اللعبة التي هي بمنزلة طفلها.
تغني لها غناء الفرحة والشوق وتقوم ايضا بتوفير منام دافئ لهذه اللعبة، حيث تقوم الطفلة بالغناء من اجل النوم قائلة لولوواه لولوواه ــ يا حبيبة يا بنيتي لولوواه نامي نومة الهنية نومة الغزلان بالبرية يا بنتي يا الحبيبة نومة البنت النجيبة، وهكذا انها لعبة البروي لعبة ربة البيت «الصغيرة».
خالد المسلم مدير مالية ادارة المعارف
خالد المسلم مدير مالية ادارة المعارف
بلغ عدد المدارس للبنين والبنات في العام الدراسي 1956/1955 وفق جدول احصائي صادر عن دائرة المعارف 55 مدرسة موزعة كالتالي: 17 مدرسة للبنين في المدينة بما فيها ثانوية الشويخ والمعهد الديني والكلية الصناعية، و10 مدارس للبنين في القرى، بدءاً من حولي والسالمية وصولاً إلى الأحمدي والجهراء، أما مدارس البنات في المدينة، فعددها 12 مدرسة، وفي القرى 8 مدارس ، والمدارس المختلطة في المدينة عددها 4 مدارس مختلطة، وهناك أربع مدارس في الخارج مختلطة أيضاً وهي «الشارجة» - رأس الخيمة - بومبي - كراتشي.
عام 1954 وضعت دائرة المعارف نظام البعثات التعليمية، وبلغ عدد المبتعثين في ذاك العام 19 طالباً، وفي عام 1955 بلغ 126 طالباً وطالبة موزعين على مصر وإنكلترا والعراق ولبنان وأميركا والأردن. احتلت مصر المرتبة الأولى (28 طالبا) وانكلترا المرتبة الثانية (26 طالباً وطالبة) هؤلاء درسوا المراحل الجامعية والثانوية والابتدائية، وفي المعاهد العسكرية.
مجموع المدرسين في مدارس المدينة للعام الدراسي 1956/1955 بلغ 499 مدرساً منهم 68 كويتيا و141 مصريا و248 فلسطينيا وأردنيا و9 سوريين و15 لبنانيا و13 عراقيا و5 من جنسيات أخرى.
وفي المدارس المهنية وهي «المعهد الديني ومعهد النور للمكفوفين وكلية الصناعة والتجارة المسائية» بلغ 73 مدرساً وفي مدارس القرى 140 مدرساً وفي مدارس الخارج 7 مدرسين.
أغلبية المدرسين من الجنسيتين الفلسطينية والأردنية ومجموعهم 358 مدرساً مقابل 100 مدرس كويتي و198 مصريا.
مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937 (الحلقة الأولي)
الكويت بلدة صحراوية سكانها 70 ألف نسمة عام 1932 لم يدخلها سوى البشتختة
إعداد حمزة عليان
احدث اصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية هو كتاب فريا ستارك في الكويت يحتوي على عرض مفصل لمشاهدات الرحالة «فريا ستارك» وانطباعاتها عن الكويت خلال زيارتها لها عامي 1932 و1937.
الكتاب من اعداد وتقديم أ.د. عبدالله يوسف الغنيم حيث يقدم صورة صادقة عن الحياة في الكويت في ثلاثينات القرن الماضي، حيث تحدثت عن اخلاق الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبساطة العيش التي تتناغم مع بساطة الطبيعة والصدق.
كما وصفت المدينة واسوارها وانبساط الصحراء المكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، حيث زارت الكويت في اثنائه وعادات الناس في الخروج الى الصحراء وتحدثت عن ابناء البادية وعلاقتهم بالمدينة.
وقدمت صورة حية لسوق الصفاة المخصص لمنتجات البادية ووصفت اخلاق البدو بأنها «رائعة فيها جلال السهول الشاسعة التي نشأوا فيها».
استرعى انتباهها صناعة السفن وخاصة البوم الكويتي وقدرته على الابحار الى مختلف سواحل المحيط الهندي.
وعن الاحوال الاقتصادية قارنت بين عامي 1932و1937 وخرجت بمجموعة صور قامت بتصويرها وزميلها «كوزنز».
الزيارة الاولى
زارت فريا ستارك الكويت اول مرة عام 1932، قادمة من بغداد بما فيها من حياة اجتماعية معقدة الى حد كبير، وكان سفرها بالطائرة من بغداد الى مطار الشعيبة في جنوب العراق ومنها بالسيارة الى الكويت، وقد سجلت الوثائق البريطانية في يومياتها هذه الزيارة التي كانت برفقة الميجر هربرت يونغ (H.W.Young) مستشار البعثة البريطانية العليا في العراق ومعه زوجته والسيدة ماريا هكسلي (Maria J.Huxley) وقد وصلوا الى الكويت في 17 مارس 1932 وغادروا يوم 19 مارس، وكان اول ما لفت نظرها وسجلته في كتابها ان الكويت بلدة صحراوية صغيرة يسكنها حوالي سبعين الف نسمة لم تدخلها بعد وسائل الحضارة الغربية الحديثة سوى بعض المعالم المتواضعة من مثل: الغرامفون او (البشتختة) كما كان يطلق عليه محليا تلك التي كانت تقتنيها مقاهي الكويت لامتاع روادها والتسرية عنهم بإذاعة بعض الاغاني لمشاهير المطربين آنذاك.
وقد تجولت في أسواق الكويت وأعجبت بالمعروض فيها من البضائع المحلية، فاشترت اربع دراعات نسائية صناعة محلية.
إعجاب بسفينة البوم
وخلال تجوالها واحتكاكها بالفئات المختلفة من المواطنين اثار اعجابها تمسك اهل الكويت بآداب الفضيلة ومحافظتهم على التقاليد والعادات الموروثة المحافظة، وسجلت ما شاهدته من بساطة الحياة وهدوئها مقارنة بذلك الجو المعقد والمشحون بالصراع والازدحام في بغداد، فالشوارع هادئة لا اثر فيها لمظاهر الازدحام والحركة المحمومة التي تميز المدن الكبيرة.
كما سجلت انطباعاتها عن مظاهر العمران حيث لاحظت ان حوائط المنازل المطلة على الشوارع خالية من النوافذ مما يوفر للشارع مزيدا من الهدوء وللمنازل قدرا كبيرا من الخصوصية.
ولاحظت ان المنظر العام للناس هناك يكاد يكون موحدا، فالجلباب الابيض (الدشداشة) للرجال والعباء السوداء للنساء اللواتي لا يسمح لهن بالخروج من بوابات سور المدينة الا بإذن خروج مكتوب، وطابع الحياة بوجه عام أكثر ميلا الى الهدوء، والحياة الاجتماعية تتسم بطابع التواصل الاقرب الى روح الاسرة الواحدة.
وربما كان اكثر ما اثار انتباهها واستولى على اعجابها هو عالم البحر بما يزخر به من اسرار وروائع تثير الدهشة، فقد وقفت طويلا امام احدى السفن الرائعة المصنوعة في الكويت، واستولت على مشاعرها سفينة البوم العربي الذي جسدت وصفه في عبارات اخاذة، فهذه السفينة البالغة الروعة مصنوعة من خشب الساج المجلوب من المليبار ببلاد الهند، واعتبرت تلك السفينة بأشرعتها العالية المقوسة وهندسة بنائها الرشيقة من اجمل ما رأته عيناها في رحلاتها العديدة، فقد كانت الى جانب جمالها وجاذبية منظرها تبحر بكل ثقة وثبات عبر مياه المحيط الى سواحل الهند الغربية وساحل زنجبار وشرق افريقيا وموانئ البحر الأحمر، كما وصفت «البتيل»، وهي من السفن الخليجية القديمة التي انقرضت، وذكرت ان امير الغوص كان يستخدمها في قيادته لسفن الغوص في افتتاح موسم الغوص على اللؤلؤ.
ولم تخف اعجابها الشديد بتصميم «السمبوك» بخطوطه الانسيابية البسيطة المتمثلة في مقدمته الحادة ومؤخرته شبه المربعة. وتحدثت باستفاضة عن انواع السفن الاخرى: الجالبوت والبغلة اضافة الى السفن الصغيرة المتواضعة مثل «الورجية» التي كانت تصنع من البوص وجريد النخيل وتشد مكوناتها الجبال، وكانت تستخدم في صيد السمك قرب الشاطئ.
فأعطت بوصفها هذا صورة بانورامية شفافة لبحر الكويت العامر بالحياة، والذي يتزاحم على شواطئه العديد من انواع السفن التي أبدعتها يد بناة السفن الكويتيين الذين برعوا في هذه الصناعة الى حد كبير.
الكويت عام 1937
عاودت فريا ستارك زيارة الكويت مرة ثانية في ربيع عام 1937، ويبدو ان هذه الزيارة كانت بتكليف من المجلة الجغرافية البريطانية «Geographical Magazine». وتصف ستارك الكويت في هذه المرة وصفا تفصيليا، حيث قضت نحو شهر، فقد وصلت يوم الثاني من مارس وغادرت بالباخرة الى البصرة في 30 من مارس 1937. وتشير الى الفارق الكبير بين زيارتها الاولى عام 1932 وهذه الزيارة، فقد اصبحت طائرة الخطوط الجوية البريطانية تهبط مرتين في الاسبوع في مطار الكويت. وقد استرعى انتباهها تلك المفارقة الحضارية الواضحة، بين منظر الطائرة بهيكلها اللامع المصنوع من الالمنيوم وذلك السور القديم المبني من الطين الذي يحيط بالمدينة.
وتقف ستارك امام سور الكويت مأخوذة ببساطته وهندسته المحلية، فتصف ابراجه التي كانت تؤدي وظيفة الامن والاستكشاف لكل ما يجري خارج السور، كما تصف بواباته المتباعدة نسبيا، وتصف ملامح الرجال الذين يحرسون هذه البوابات وهم يرتدون الملابس البيضاء الضاربة الى الصفرة. حيث يأخذون مواقعهم وهم جلوس على مقاعدهم يراقبون الحركة عبر البوابات ويتفقدون الداخل والخارج بعيون حادة يقظة. ولا يفوتهم ان يتبادلوا الحديث مع القوافل القادمة من جوف الصحراء يسألون عن أحوال البادية وآخر اخبارها.
البوابات والصور المعبرة
ويمتد نظرها الى خارج السور، حيث تكون المناطق القريبة منه مكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، وتتابع وصفها لمظاهر الحياة خلال هذا الفصل الذي تتجدد فيه الحياة وتكتسي التربة الصفراء القاحلة ثوبا اخضر يغري بالرحلة والاستمتاع بمباهج الطبيعة.
وتصف جماعات النسوة وهن يعبرن البوابات جماعات بعباءاتهن السوداء ووجوههن المستورة متجهات الى البر في تلك العادة السنوية التي اعتادها سكان الكويت. وتضيف الى تلك الصورة المعبرة عناصر اخرى تزداد بها اكتمالا حينما تصف منظر الحمير الصغيرة بآذانها الطويلة وهي تمضي مهرولة- عند الصباح- حاملة الجبس (الجص) من المحاجر الواقعة خلف السور، وكذلك قطعان الماعز والاغنام التي يعود بها الرعاة مع ميلان الشمس الى الغروب وهي تتدافع مسرعة للدخول من البوابة فتبدو من كثرتها وتلاحمها كأنها بساط من القطيفة السوداء التي تنساب شيئا فشيئا من البوابة الى داخل السور يقودها رعاتها ويدفعونها الى مناطق تجمعها، حيث يكون اصحابها في انتظارها ليأخذ كل منهم ماعزه الى بيته، وكان اصحابها يعهدون بها الى الرعاة طوال اليوم نظير ثلاث آنات في الشهر (نحو 15 فلسا).
مضمون الكتاب والزيارتين
زارت الكويت مرتين الاولى عام 1932 والثانية عام 1937، فقد جاء وصف الكويت من مصادر عدة وتصوير بعض معالمها، اولها في كتاب «ماليز روثفن» Malise Ruthven بعنوان: «Freya Stark in Iraq And Kuwait» المنشور في لندن عام 1994، وثانيها المقالة التي نشرتها فريا ستارك في مجلة «Geographical Magazine»، في عدد أكتوبر عام 1937.
وتضاف الى ذلك مجموعة الرسائل التي أرسلتها من الكويت في زيارتيها الأولى والثانية. وقد تم الحصول على الرسائل المذكورة من مصدرين اساسيين: أولهما كتاب فريا ستارك: «ما وراء الفرات»، ويتضمن سيرتها الذاتية كما كتبتها عن الاعوام الممتدة من 1928 الى 1933.
والثاني كتاب «رسائل فريا ستارك» الذي صدر في ثمانية مجلدات بين عامي 1974 و 1982، ويتضمن الكتاب المذكور جميع الرسائل عام 1914 الى 1980، ويعتبر مصدرا مهما عن حياة تلك الرحالة وتنقلاتها وصلاتها بالناس.
يشتمل هذا الكتاب على عرض المقالة التي نشرتها فريا ستارك عام 1937 في المجلة الجغرافية Geographical Magazine وترجمة لجميع رسائلها، التي تتضمن وصفا دقيقا لمظاهر الحياة في الكويت خلال ثلاثينات القرن العشرين.
والجدير بالذكر ان جانبا كبيرا مما أوردته في رسائلها كان مادة للمقالة التي نشرتها فريا ستارك في المجلة الجغرافية.
وقد صوّر كوزنز تلك الأحداث ونشرت ضمن أرشيف السلاح الجوي الملكي البريطاني.
من هي فريا ستارك؟
ولدت السيدة فريا ستارك في باريس عام 1893 ونشأت وتربت في ايطاليا، وعملت ممرضة في الجبهة النمساوية عام 1915م في اثناء الحرب العالمية الاولى وعندما بلغت الثامنة والعشرين من عمرها بدأت في تعلم اللغة العربية فقد امضت عام 1921م في سان ريمو تدرس اللغة العربية على يد راهب ايطالي هو كابتشن Capuchin في دير بمنطقة فنتمجيليا Ventimiglia وكان ذلك الراهب قد امضى ثلاثين عاما في بيروت، وتقول فريا ستارك انها لا تتذكر الامر الذي دفعها الى دراسة اللغة العربية لكنها احبت تلك الايام التي تعلمت فيها تلك اللغة، حيث عاشت في عالم يختلف الى حد ما عن حقل نشاطها ومشكلاته وتذكر انها في عام 1922م استطاعت ان تقرأ القرآن، وقد اكملت تعليمها في لندن، حيث تخرجت من مدرسة اللغات الشرقية، وهي تذكر من بين اساتذتها الذين احبتهم وظلت على صلة بهم كلا من السير توماس ارنولد (1864 ــ1930م) والسير هاملتون جب (1895 ــ1971م) والاثنان من كبار المستشرقين المعروفين بالانصاف للتراث العربي والاسلامي. ومنذ عام 1928 م اخذت فريا ستارك في السفر المتواصل عبر الشرقين الادنى والاوسط فزارت العراق وبلاد فارس وجنوب بلاد العرب وفي اثناء الحرب العالمية الثانية 1938 ــ1945م عملت في كل من القاهرة وبغداد وعدن والهند واميركا وكندا من اجل شرح السياسات البريطانية.
توفيت في مايو عام 1993م عن عمر بلغ مائة عام مما يجعل منها شخصية فريدة لها خصوصيتها.
مشاهدات الرحالة «فريا ستارك» للكويت عامي 1932 و1937- الحلقة (الاخيرة)
أحد أسواق الكويت عام 1937
إعداد حمزة عليان
احدث اصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية كتاب {فريا ستارك في الكويت} يحتوي على عرض مفصل لمشاهدات الرحالة وانطباعاتها خلال زيارتها لها عامي 1932 و1937.
الكتاب من اعداد وتقديم أ.د. عبدالله يوسف الغنيم يقدم صورة الكتاب صادقة عن الحياة في ثلاثينات القرن الماضي، حيث تحدثت عن اخلاق الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبساطة العيش التي تتناغم مع بساطة الطبيعة والصدق.
كما وصفت المدينة واسوارها وانبساط الصحراء المكسوة بالنباتات الصغيرة والاعشاب في فصل الربيع، وعادات الناس في الخروج الى الصحراء وتحدثت عن ابناء البادية وعلاقتهم بالمدينة.
وقدمت مشاهد حية لسوق الصفاة المخصص لمنتجات البادية ووصفت اخلاق البدو بأنها «رائعة فيها جلال السهول الشاسعة التي نشأوا فيها».
استرعى انتباهها صناعة السفن وخاصة البوم الكويتي وقدرته على الابحار الى مختلف سواحل المحيط الهندي.
وعن الاحوال الاقتصادية قارنت بين عامي 1932و1937 وخرجت بمجموعة صور قامت بتصويرها وزميلها «كوزنز». والمادة المنشورة عبارة عن ملخصات لنصوص الرسائل الكاملة، وفي ما يلي استكمال لانطباعات الرحالة:
وتكتمل منظومة المنظر الذي اخذت بمفرداته المتناغمة مع ايقاع الحياة حينما ترى الاطفال داخل السور يقومون باللعب بطائراتهم الورقية ذات اللونين البني والارزق وهم يتدافعون لتظل طائرة كل منهم اطول وقت ممكن محلقة في الجو وهم يحركونها بالخيوط التي يمسكون بها، وهناك مجموعات اخرى تنصرف الى لون اخر من اللعب حيث ينصبون فخاخهم لصيد طيور الربيع القادمة من الشمال والتي تمر بالكويت اثناء هجرتها السنوية من الشمال البارد الي الجنوب الدافئ، وهذه الفخاخ مصنوعة من المعدن والخشب مستديرة الشكل تقفل آليا على الطائر الذي يقع عليها لكي يأكل الطعم الذي هو عبارة عن دودة صغيرة تربط في وسط الفخ.
وينتظر هؤلاء الاولاد بعيدا عن موضع الفخاخ حتى تأمن الطيور وتحط لالتقاط الطعم فينطبق الفخ عليها، ويأتي الاولاد لاخذ الصيد وتجديد الطعم للحصول على صيد جديد، وعادة ما يصطاد الواحد منهم ما بين اربعة الى خمسة طيور.
قصر خزعل
وما لفت انتباه (ستارك) بقوة قصر الشيخ خزعل الذي يقف شاهدا ورمزاً قويا للصداقة المتينة التي ربطت بين امير الكويت الشيخ مبارك الصباح وشيخ المحمرة الذي كان ينزل في ذلك القصر خلال زياراته الطويلة والمتعددة لشيخ الكويت.
ومن المفارقات اللافتة للنظر والداعية الى الاسى الممزوج بالدهشة ان نجد ركنا واحدا في ذلك القصر الكبير قد اصبح بمنجاة من عوامل الهدم والخراب، هذا الركن تقيم فيه ارملة شابة ترتدي لباسا اسود وحذاء ذا كعب عال تتجسد فيها الحياة وهي تستقبل ضيوفها في ذلك الركن، الذي سلم من عوادي الزمن، فتقدم لهم الشربات والفستق واللب (حب الرقّي او الشمَّام) والحلوى والبرتقال والشاي الفارسي بنكهته المميزة.
وحينما تطالع وجهها تجده دائما وقد علته ابتسامة مشرقة، ويبدو عليها المرح والتفتح للحياة، وهو امر يستعصي فهمه على الاوروبيين.
وذكرت «ستارك» ان شهر مارس، الذي كانت خلاله في الكويت يعد شهر راحة، بين موسمين، اولهما موسم الملاحة التجارية الى الهند وشرقي افريقيا، والذي يبدأ مع نهاية الصيف الى فصل الربيع، والثاني موسم الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، ويستغرق فصل الصيف بكامله. والسفن الوحيدة التي تعمل طوال أيام السنة هي السفن التي تنقل المياه العذبة من شط العرب.
رائحة الخشب
وعلى ساحل البحر، يتم بناء السفن هنا في جو أسري، وتملأ المكان رائحة الخشب المستورد من «المليبار» هذا الذي يصنعون منه السفن. وترى مالك السفينة يجلس وسط العمال. ويمكنك التحدث معه عن الأصدقاء في عُمان وعدن أو عن التجار في شبه الجزيرة العربية من نجد والقطيف. وستجد أن الشواطئ، والبحار العربية - مثلها في ذلك مثل البريطانية - يعرف سكانها وروادها بعضهم بعضا وتربطهم علاقات من الأخوة والتاريخ المشترك.
وحينما تقارن بين رحلتها الأولى قبل خمس سنوات ورحلتها الثانية تذكر ان الفقر قد ازداد في الكويت، ويرجع ذلك الى انهيار تجارة اللؤلؤ، والحصار الاقتصادي الذي فرضته عليها المملكة العربية السعودية المتمثل في وقف العمليات التجارية (المسابلة) مع نجد، وهو الأمر الذي أضر بتجار الكويت وبأحوال البلاد بشكل عام. ورغم ذلك الحصار، فما زال هناك الكثير من أبناء البادية الذين يأتون - سرا - الى اسواق الكويت ويطلبون ما شاؤوا من البضائع ويعودون الى البادية، ولم يدفع الواحد منهم شيئا الا كلمة الشرف. وفي الوقت المحدد يعود ليقوم بسداد كل ما عليه. وهو يأتي من أماكن بعيدة داخل الجزيرة العربية كالحسا وبريدة والرياض، وقد ربطت هذه العملية التجارية بين أبناء البادية وتجار الكويت وحكامها، وكانت المنفعة المتبادلة مصدر انسجام وتفاهم بين الكويت وظهيرها الصحراوي.
اخلاق البدو
والى جانب المحلات التجارية العادية في المدينة يوجد سوق خاص ببضائع الصحراء، وهو عبارة عن سقائف مؤقتة تمتد فوق أرض واسعة مستوية والمقصود بها منطقة الصفاة. حيث يشاهد أبناء البادية بشعرهم الطويل المجعّد المسترسل على أكتافهم وعيونهم الحادة التي تشبه عيون الصقر. وأخلاق هؤلاء البدو رائعة، فيها جلال وصرامة مثلها مثل تلك السهول الشاسعة التي نشأوا فيها. فعندما تدخل عليهم خيامهم وتلقي عليهم التحية يرد عليك جميع الجالسين بصوت خال من التشنج، صوت فيه رنة الصدق والصداقة.
ويحيونك عند رحيلك بقولهم «في أمان الله».
والمحلات التجارية في الكويت مثلها مثل حجرات الاستقبال في المنازل، حيث يعامل الزبون معاملة الضيف فتقدم له القهوة وهو يحادث صاحب المحل في الشؤون التجارية، وهذا التواصل السمح الكريم يثير دهشة الزوار الأجانب، فهم لم يعتادوا هذا السلوك الطيب من الباعة عندهم.
الدهشة من الاجانب
وفي المقابل، فان اهل الكويت ينظرون باستغراب الى هؤلاء الاجانب الذين يقصدون هذه الحوانيت في عجالة من دون ان يحفلوا كثيرا بقواعد السلوك الانساني بين البائع والمشتري، بعضهم يشتري سرجاً لحصانه، والآخر يشتري خنجراً او تحفة اثرية وهم دائماً على عجلة من امرهم.
وتزداد دهشة هؤلاء الاجانب وهم يشاهدون عامة الناس يلقون التحية على الاشخاص ذوي المكانة وهم يمرون بهم في سياراتهم، ويقول هؤلاء الاجانب ان هذا السلوك يبين بجلاء ان العرب قد اكتسبوا مزيداً من احترام الذات والثقة بالنفس، فحيثما تجد الفقر - عند هؤلاء الناس - تجد معه التعفف واحترام النفس.
منظر الفنار
ومن الامور الرائعة اننا بدأنا نعيش عيشة اهل الكويت خارج نطاق المدينة فيما يسمى حياة البر، فكل فرد له خيامه التي تضمه هو واهله، وقد ضربنا خيامنا بين الجون والبحر حتى يمكن لنا ان نتمتع بلون البحر الازرق الذي يبدو لنا من فتحتي الخيمة وحيث يسري النسيم العليل في الايام الحارة، وهذه خبرة تعلمناها من الكويتيين فكانت عاملاً مساعداً لنا على التمتع بجمال الطبيعة.
وعلى رأس الجون يقف الفنار الذي، وان بدا منظره قبيحاً نظراً لخشونة بنائه، فهو احد الاشياء الحديثة النافعة واحد المعالم البحرية الضرورية لابحار السفن في امان. والى جانب الفنار ترى بعض القوارب القديمة التي يمكن ان نقول انها صنعت قبل ان يعرف الانسان لغة التخاطب او طهي الطعام، وتسمى هذه القوارب الاثرية «ورجية»، وهي تصنع من سعف النخل وقاعها مزدوج حيث تغمر المياه الطبقة السفلى منه، وبها شراع بسيط يساعدها على الابحار، ولا تحتاج هذه القوارب الى طلاء او مسامير او غير ذلك من ادوات بناء السفن بل تربط بالحبال. وهي عادة ما تستخدم لصيد الاسماك في المناطق القريبة من الساحل.
وترقد هذه القوارب على حافة الجون وبين صخوره تراقب السفن الكبيرة وهي تشق صفحة المياه غادية رائحة، بينما تستسلم هذه القوارب لنومة هادئة قد تكون النومة الاخيرة في حياتها.
وتعود ملكية هذه القوارب الى حارس الفنار وهو بدوي من نجد، كان دائم التردد علينا في الخيمة يقدم لنا البلح واللبن، ويحكي لنا عما يدور في جزيرة العرب وعن ايام الجاهلية حتى قيام الحركة التصحيحية (يقصد الحركة الوهابية) التي احيت الاصول الاسلامية التي انبعثت في ارض الجزيرة العربية منذ 1300 سنة.
جامعو نباتات الوقود من قبيلة مطير
السيارة التي نقلت «فريا ستارك» من الزبير إلى الكويت