إسم المفاعل : محطة بوشهر للكهرباء النووية " بالفارسية : نیروگاه اتمی بوشهر "
البلد : إيران ، مدينة بوشهر .
تاريخ البناء : 1/5/1975 .
القدرة : 1000 ميجا وات . تاريخ المفاعل :
مفاعل بوشهر هو مفاعل نووي أنشئ في الجنوب الشرقي من مدينة بوشهر الإيرانية " تحديدا على بعد 17 كم " على شاطئ الخليج العربي .. البرنامج النووي الرسمي
جاءت فكرة المفاعل في أيام حكم الشاه ، عندما فكّر الشاه محمد رضا بهلوي في أن الطاقة النفطية ستنفذ إن عاجلا أو آجلا وقرر إنشاء محطة طاقة نظيفة تسيّرها المفاعلات النووية ، فقرر في أغسطس 1974م إنشاء المفاعل المذكور ..
ولأن تلك الأيام كانت أيام العسل بين إيران والغرب – إيران ماقبل الثورة الإسلامية – فلم يعترض الغرب على الأمر وتمت الصفقة في مايو 1975م عندما وقعت شركة Kraftwerk Union AG الألمانية عقدا بقيمة 4-6 مليار دولار لإنشاء مفاعل للماء الثقيل للمحطة النووية ، وقدرة هذه الوحدات كانت 1196 ميجا وات وكان مقررا الانتهاء من هذه المفاعلات عام 1981م .
كانت الصفقة مفيدة للطرفين ، فالطرف الإيراني يريد سبقا له في المنطقة المزدحمة بالخصوم سواء العراق أو عرب ستان أو غيرهم وفي الوقت نفسه كانت مفيدة للشركة المذكورة التي قالت على لسان المتحدث الرسمي لها أنها صفقة مربحة لها لفتح سوق جديد للطاقة النووية بعيدا عن أوروبا وأمريكا الممتلئة بها والاتجاه نحو العالم الثالث ..
بدأ العمل على قدم وساق وسار على الوتيرة المنتظرة له إلا أنه توقف العمل فيه جزئيا في يناير 1979م بنسبة 50 % ثم 85% قبل أن يتوقف العمل به تماما في يوليو من العام نفسه وكان السبب وقتها كون إيران لم تدفع المبلغ المنصوص في العقد حيث لم تدفع سوى 2.5 مليار دولار وعجزت عن دفع المبالغ المتأخرة الخاصة بتلك المرحلة والبالغة 450 مليون دولار ثم الثورة الإسلامية في إيران وتلتها الحرب مع العراق التي شغلت الكل حتى عن المفاعل فألغي العقد من جانب واحد ..
في عام 1984 تقدمت الشركة الألمانية بطلب لإكمال البناء في المفاعل إلا أنه لم يلق قبولا في ذلك الوقت حيث كانت الحرب مع العراق مستعرة تماما ، وزاد الطين بلّة أن الطائرات العراقية لم ترحم المفاعل من ضرباتها فتوقف تماما حتى انتهاء الحرب عام 1988م ..
بعد انتهاء الحرب فكرت إيران في إعادة بناء المفاعل المدمر ، ولكن هذه المرة لم تلق نفس الترحيب حيث صارت جمهورية اسلامية تحكمها أنظمة معادية للغرب ومفروض عليها عقوبات اقتصادية وعسكرية فادحة ..
إلا أنه في 8 يناير 1995م وقعت إيران عقدا مع الشركة الروسية Atomstroiexport لإستكمال العمل بالمفاعل بدلا من الشركة المذكورة وتضمن هذا العقد إنشاء مفاعل للماء الثقيل بقدرة 950 – 1000 ميجا وات لتوليد الكهرباء كمفاعل سلمي على أن ينتهي في عام 2007 م ..
إلا أنه وبضغوط أمريكية وأوربية حدث تأخير في العقد المبرم بين الطرفين ، وزعمت روسيا أن العقد عُلق لأن إيران تأخرت في دفع المبلغ المنصوص عليه إلا أن المسئولين الإيرانيين نفوا ذلك واتهموا روسيا بالخضوع للغرب وتسييس القضية وأدى هذا لتأخر افتتاح المفاعل خمس سنوات كاملة ..
وفي ديسمبر 2007 بدأت روسيا في تسليم الوقود النووي لإيران وفي 20 يناير 2008 تسلمت إيران 4 شحنات من الوقود النووي لتشغيل مفاعل بوشهر وتعهدت روسيا بتقديم 85 طن من الوقود النووي للمحطة .. في مارس 2009 أعلن سيرجي كيرينكو رئيس الشركة الروسية أن روسيا استكملت المفاعل السلمي بالكامل وخضع المفاعل لسلسلة من الاختبارات وقال وزير الطاقة الإيراني برويز فتاح أن المفاعل سينتج 500 ميجا وات في 22 سبتمبر 2009 على أن يعمل بكامل طاقته الـ 1000 في نهاية مارس 2010م .
في 22 سبتمبر 2009 أظهرت التقارير أن المفاعل بلغ الـ 96% وأن الاختبار النهائي للمفاعل سيكون في القريب العاجل وقال سيرجي كيرينكو أن سنة 2010 ستكون " سنة بوشهر " .
في 13 أغسطس 2010 أعلنت روسيا أنها ستقوم بإمداد القاعدة بالوقود النووي الكافي لها لتحولها لمنشأة نووية حقيقية ، ورغم اعتراض كافة دول العالم إلا أن روسيا طمأنت دول العالم أن بوشهر لا يشكل تهديدا نوويا لأي جهة إنما هو مجرد مفاعل سلمي ..
روسيا تدعو حلف الاطلسي لساعدتها في التحقيق في ملابسات هجوم فيروس الحواسيب ستاكسنت
دعت روسيا اليوم حلف شمال الاطلسي الى مساعدتها في التحقيق في ملابسات هجوم فيروس الحواسيب "سْتاكسْنِت" الذي اصاب المفاعل النووي الايراني في بوشهر، معتبرة ان هذا الهجوم كان من شانه ان يؤدي الى حدوث كارثة نووية مثل كارثة تشيرنوبيل . وقال المندوب الروسي لدى الحلف ديميتري روغوزين للصحفيين في بروكسل ان الفيروس اسفر عن فقدان السيطرة على اجهزة الطرد المركزي في مفاعل بوشهر، الذي اقامته روسيا .
يفترض ان يكون هذا الخبر هو الاهم بالنسبه للحكومه و الشعب
و لكن
ماكو احد ....قوم مكاري
في ايران وبشكل مفاجئ، فقد اعلنت ايران السبت وقف مفاعل بوشهر لاسباب «تقنية» قبل ان يبدأ حتى بانتاج الكهرباء، في انتكاسة كبرى لبرنامجها النووي المثير للجدل والذي تتمسك به على الرغم من الضغوط الدولية.
وصرح مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية انه «عملا بتوصيات روسيا المكلفة انجاز مفاعل بوشهر النووي، سيتم تفريغ الوقود من قلب (المفاعل) لفترة من الوقت لاجراء اختبارات وعمليات فنية»، وفق ما نقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية.
ولم يكشف المسؤول اي تفاصيل اضافية حول هذه الاسباب «الفنية» ولا مدة التاخير الذي سيطرأ على بدء تشغيل المفاعل، والذي يرجح ان يكون كبيرا.
الا ان صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية ذكرت السبت ان تبليغ ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تعتزم تفريغ وقود نووي من مفاعل بوشهر، قد يكون دليلاً على انتكاسة كبيرة للتقدم الذي حققته في المجال النووي.
وقالت الصحيفة ان الاعلان الايراني قد يكون مؤشراً لـ «انتكاسة كبيرة» في التقدم الذي حققته ايران، التي كانت تروج للمفاعل على أنه دليل على نواياها النووية السلمية.
ونقلت عن علماء نووين ان هذا المفاعل قد يشكل حرجاً لايران بعد اضطرار المهندسين نزع 163 قضيب وقود منه.
ولم تقدم ايران أي تفسير لهذه الخطوة ولكنها كانت قد أعلنت في السابق ان فيروس «ستاكسنيت» قد أصاب المفاعل.
وقال العلماء ان العطل الذي دفع ايران الى تفريغ المفاعل قد يعزى الى مسائل بسيطة تتعلق بالسلامة أو مشاكل تشغيلية جدية أو قد تؤدي الى انهاء عمل المفاعل.
وقال العالم ديفيد لوكابوم ان تفريغ مفاعل حديث من الوقود «ليس أمراً غير مسبوق ولكنه لا يحدث كلّ يوم».
وقال رئيس معهد العلوم والأمن وحقوق الانسان ديفيد أولبرايت ان عملية التفريغ «تطرح تساؤلات حول ما اذا كانت ايران قادرة على تشغيل مفاعل نووي»، قائلاً ان المفاعلات المماثلة قد تؤدي الى حوادث مثل حادث تشرنوبيل.
وكان التقرير الصادر عن الوكالة، قد أشار الى معلومات جديدة تظهر ان برنامج ايران النووي قد تكون له أبعاد عسكرية.
يذكر ان العمل في الوحدة الأولى في بوشهر كان قد بدأ في شهر أغسطس من العام الماضي.
نموذج حي محزن لكوارث المفاعلات النوويه
============
هذا يحدث في اليابان
....اليابان
....اليابان
الدوله الرائده عالميا في التطور و التقدم و التكنلوجيا
فماذا يمكن ان يكون عليه الوضع في ايران المتخلفه تكنلوجيا و سياسيا و اقتصاديا و...و....
و المقاطعه دوليا اقتصاديا و علميا......
في ايران اوقفوا مفاعل بوشهر النووي نتيجة تعطل الحاسب الآلي لعدم توفر التكنلوجيا
فماذا لو حدث زلزال
و مالذي يمكن ان تقوم به حكومتنا التي لم تستطع التعامل مع محطة مياه المجاري الا بالوسائل البدائيه ... تناكر ..بايبات ... فريق البلديه لازالة المخالفات ... رمي المجاري في البحر..
تحقيق حكومي ...تحقيق نيابي ....دون نتيجة..
لا مقاول مخطىء و لا موظفين مخطئين و لا لجان تحقيق مخطئه و لا حكومه مهتمه و لا نواب مهتمين
و اخيرا....بل اولا
شعب لا مبالي قوم ما كاري
راقبوا احداث انفجار المفاعل النوووي الياباني نتيجة الزلزال
فهو سيناريو لما يمكن ان يتكرر في ايران
و لكن
بصوره اسوأ أضعاف مضاعفه
- إيران منطقة نشاط زلزالي.. وبوشهر تعرضت لزلزال مدمر في الثلاثينات
==============================
رسالة تاريخية للإمبراطور.. وإجلاء مؤقت للعاملين في محطة فوكوشيما كابوس كارثة نووية يخيم على العالم
يابانيان ينظران الى الاحياء المنكوبة فيما تتساقط الثلوج شمال اليابان (ا ب)
طوكيو - اف ب - توجه امبراطور اليابان رسميا امس الى شعبه الذي يواجه تفاقم الازمة النووية، ومهمة مساعدة 500 الف منكوب من الزلزال والتسونامي اللذين ضربا شمال شرق البلاد.
وقال الامبراطور اكيهيتو في هذا الخطاب الذي استمر دقائق، وبثه التلفزيون «آمل بصدق ان نتمكن من منع تفاقم الوضع». وهي المرة الاولى التي يتحدث فيها الامبراطور اكيهيتو الذي اعتلى عرش اليابان في 1989، في حالة ازمة. وبعد ان اعلن انه يصلي «لاجل سلامة اكبر عدد من الناس»، بعد خمسة ايام على الزلزال وموجات المد البحري، قال الامبراطور البالغ من العمر 77 عاما، ويحظى باحترام عدد كبير من اليابانيين، ان عدد الاشخاص الذين قتلوا في الكارثة لا يزال مجهولا.
وقال اكيهيتو ان «عدد القتلى يزداد يوما يعد يوم، ولا نعلم عدد الاشخاص الذين سقطوا ضحايا». واضاف «اصلي لاجل سلامة اكبر عدد من الاشخاص». وتابع ان «الناس يرغمون على اجلاء (منازلهم) في ظروف قاسية من البرد القارس، مع انقطاع في المياه والوقود (...) لا يسعني الا ان اصلي كي يتم انجاز اعمال الانقاذ بسرعة، وان تتحسن حياة الناس ولو قليلا».
وضع حرج
وبقي الوضع حرجا صباح امس في محطة فوكوشيما، حيث كانت السلطات تكافح لتفادي كارثة نووية كبرى، وهو سيناريو يتحضر له عدد كبير من الدول الاجنبية. وبعد خمسة ايام على اقوى زلزال يتم تسجيله في تاريخ اليابان، توالت سلسلة الحوادث المقلقة داخل المحطة الواقعة شمال شرق البلاد على بعد 250 كلم من طوكيو.
وبعد اندلاع حرائق جديدة في المفاعلين الثالث والرابع، سجل مستوى النشاط الاشعاعي الذي تم رصده عند دخل محطة فوكوشيما ارتفاعا قويا قرابة الساعة 01,00 تغ قبل ان ينخفض بعدها، وفق المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو.
واوضح المتحدث ان النشاط الاشعاعي في هذه النقطة بلغ «مستوى يقارب 1 ميليسيفرت». وقال ان «مستوى النشاط الاشعاعي يتغير بسرعة بين ساعة واخرى، مسجلا معدلات لا تزال تشكل خطرا على الصحة».
قالت القناة التلفزيونية الحكومية ان النشاط الاشعاعي القوي فوق المحطة منع مروحية من الاقتراب من المفاعل الرابع لرش المياه بهدف تبريد الوقود النووي الذي يهدد بالدخول في مرحلة انصهار.
واظهرت مشاهد بثها التلفزيون صورا لمروحية من نوع «سي اتش-47 شينوك» تقلع باتجاه المحطة في فترة بعد الظهر. ولم تظهر الصور المروحية ترش المياه على الموقع.
اجلاء مؤقت للعمال
واعلن المتحدث الحكومي ايضا للصحافيين ان حجرة الاحتواء في المفاعل الثالث، قد تكون تضررت. وقال «وفق السيناريو الاكثر ترجيحا، تسرب بخار من حجرة الاحتواء، وشوهد دخان» يتصاعد منها.
وبعد اجلائه عن الموقع، عاد طاقم المحطة الذين اشاد الاعلام الياباني بشجاعتهم. وكان الجزء الاكبر من الموظفين البالغ عددهم 800 قد تم اجلاؤهم من الموقع بأمر من السلطات. ولم تعلن الحكومة تدابير احترازية جديدة للسكان.
الا ان المتحدث باسمها قال ان الاشعاعات النووية خارج دائرة الـ20 كلم التي فرضت حول محطة فوكوشيما النووية المتضررة «لا تشكل خطرا فوريا على الصحة». وكانت السلطات اليابانية اجلت اكثر من 200 الف شخص من دائرة 20 كلم حول المحطة المنكوبة.
مراقبة حركة الرياح
وساد الهدوء امس طوكيو، حيث تقلصت الحركة بقوة منذ الجمعة. وكانت الرياح مواتية من خلال دفعها انبعاثات المواد المشعة من المحطة نحو المحيط الهادئ، ومن المتوقع استمرار هذه الحالة حتى الخميس على اقل تقدير وفق الارصاد الجوية.
وحركة الرياح موضع مراقبة دقيقة ايضا من جيران اليابان في الصين وروسيا، وصولا الى كاليفورنيا وراء المحيط الهادئ. وفي الصين، وجهت رسائل تحذير عبر الانترنت والهواتف المحمولة من كوارث داهمة، الا ان السلطات اكدت ان اي مستوى غير طبيعي للنشاط الاشعاعي لم يرصد في البلاد.
ويمكن استشعار الخوف حتى في اوروبا الغربية مع انها تبعد نحو 10 آلاف كلم. واشار صيادلة في المانيا وفرنسا الى ارتفاع في شراء اليود المستخدم لوقف تراكم اليود الاشعاعي في الجسم. وفي هذه البلدان، يبدي بعض المسؤولين السياسيين تشاؤما يفوق بكثير ذلك الذي تظهره السلطات اليابانية.
وقد تحدث المفوض الاوروبي للطاقة غوتنر غيتينغر عما يشبه «نهاية العالم» في فوكوشيما، حيث «كل شيء عمليا» بات «خارج السيطرة». واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن «قلقه العميق» على اليابانيين. وقال «ثمة خطر في ان تؤثر الاشعاعات على المحيط المباشر للمحطات النووية، وان تخيم فوق مناطق اخرى غير اليابان».
إيران تتهم شركة "سيمنس" في هجوم فيروس "ستاكس نت"
الاحد 17 ابريل 2011
مفكرة الاسلام: كشفت صحيفة "كيهان" اليوم أن قائدًا عسكريًا إيرانيا اتهم شركة "سيمنس" الألمانية للهندسة بمساعدة الولايات المتحدة و"إسرائيل" في شن هجوم إلكتروني على منشآتها النووية.
وقال غلام رضا جلالي قائد الدفاع المدني الإيراني: "فيروس "ستاكس نت" الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني من صنع أكبر عدوين لبلادنا والشركة الألمانية يجب أن تتحمل قدرًا من اللوم في ذلك".
وأضاف: "التحقيق يظهر أن مصدر فيروس ستاكس نت نشأ في أمريكا والنظام الصهيوني، وإيران يجب أن تحمل "سيمنس" المسئولية عن حقيقة أن أنظمتها للتحكم التي اعتادت تشغيل نظام معقد يعرف باسم "سكادا" أصابها الفيروس".
وأردف قائد الدفاع المدني الإيراني: "مسئولونا التنفيذون يجب أن يتابعوا قضائيًا قضية برنامج "سكادا" التابع لسيمنس والذي مهد الطريق لهجوم إلكتروني ضدنا".
ويصف بعض الخبراء الأجانب "ستاكس نت" بأنه أشبه بـ"صاروخ إلكتروني" موجه ضد البرنامج النووي الإيراني.
وقال جلالي: "هذا الفيروس يمكن أن يشكل خطرًا كبيرًا إذا لم يكتشف ويجري التعامل معه قبل أن يحدث أي ضرر كبير، وهذا عمل عدائي ضدنا قد يتسبب في أضرار بشرية ومادية كبيرة إذا لم يواجه على الفور".
دراسة أميركية عن السيناريو الإسرائيلي للهجوم على إيران قصف بوشهر يهدد الخليج بكارثة
• جانب من مفاعل بوشهر النووي من الداخل (ا ف ب)
تسعون طائرة إسرائيلية مقاتلة ستعبر الأجواء باتجاه الحدود التركية- السورية، يرافقها جميع طائرات التزود بالوقود التي تمتلكها إسرائيل لتواصل طريقها باتجاه شمال العراق، ومن هناك الى إيران لتسقط قنابل زنة كل منها طنان، وأخرى تزن 2250 كلغ على المنشآت النووية الإيرانية، مدعومة بحوالي 42 صاروخ «أرض - أرض» من طراز «أريحا» تنطلق من الأراضي الإسرائيلية لتصيب أهدافها في إيران بدقة كبيرة، أو هكذا يفترض بها. وإذا ما تم تدمير المفاعل النووي في «بوشهر»، فان آلاف البشر في منطقة الخليج سيلقون حتفهم جراء تعرضهم للإشعاع، إضافة الى أن أعدادا كبيرة ستعاني أمراض السرطان!
بهذه المقدمة البسيطة والمخيفة افتتح مركز الدراسات الإستراتيجية في واشنطن ما اسماه بـ«السيناريو الكامل للهجوم الإسرائيلي المفترض على إيران» (*)، الذي توقع أن حدوثه لن يتجاوز نهاية العام الحالي.
وتناول التقرير الواقع في 114 صفحة. وبحسب صحيفة «هآرتس»، والذي يعتبر التقرير الأول من نوعه، خيارات إسرائيل وقدراتها العسكرية، والقدرات النووية الإيرانية وقدرات الدفاع الجوي الإيراني، إضافة الى المعلومات الخاصة بمخزون الصواريخ لدى الدولتين، واحتمالات الهجوم الإسرائيلي وتوقيتاته المفترضة، وأيضا بالأدوات والوسائل المتبعة جنبا الى جنب مع ردود الأفعال الإيرانية المتوقعة على مثل هذه الهجوم.
الهجوم ممكن.. ومتوقع
توصل معدا التقرير، عبد الله توكان (من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية) وأنتوني غوردسمان (الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط)، وبعد تحليل كل الخيارات الهجومية المتوافرة لدى إسرائيل، الى نتيجة مفادها أن هجوما جويا إسرائيليا ضد منشآت إيران النووية أمر متوقع وممكن. لكن مثل هكذا هجوم سيكون معقدا ويحمل في طياته مخاطر كبيرة عند التنفيذ، من دون أن يضمن مستويات نجاح كبيرة. لذلك يعتبر مثل هذا الهجوم خطرا بشكل لا مثيل له أو لم يسبق اختباره.
وأول المشاكل التي أشار اليها التقرير غياب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة المطلوبة، التي تؤكد أو تنفي معلومة أن إيران تملك منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم. كما أن المطلوب من مثل هذه المعلومات الاستخباراتية تحديد مكان وجود هذه المنشآت في حال إثبات صحتها، وإلا سيكون ذلك معناه أن إسرائيل ستهاجم المواقع المعروفة، لكون أجهزة الاستخبارات الغربية ليس لديها معلومات عن وجود أماكن سرية. وهذا يعني انه في حال تنفيذ الضربة على مواقع خاطئة ستحتفظ إيران بمواقعها السرية الخاصة بتخصيب اليورانيوم بعيدا عن أي ضرر، ما يعني أيضا فشل الهجوم الإسرائيلي.
بشكل عام، يعتقد معدا التقرير بحق إسرائيل في مهاجمة إيران فقط إذا كان سيؤدي الهجوم الى تدمير المشروع النووي الإيراني، أو على الأقل وقفه لعدة سنوات. ومثل هذا الهدف يصعب تحقيقه.
الأهداف والمسارات
بسبب وجود عشرات المواقع النووية الإيرانية المنتشرة على مدى مساحة الجمهورية الإسلامية، وبسبب استحالة إمكان تدميرها كلها، بحث معدا التقرير احتمالات وخيارات الهجوم على ثلاثة مواقع إيرانية فقط تشكل نواة مشروع دورة الوقود النووي التي تحتاجها إيران لإنتاج المواد اللازمة للأسلحة النووية. وسيؤدي تدميرها الى تعطيل المشروع النووي برمته لعدة سنوات. وهذه المواقع هي: مركز البحوث النووية في أصفهان، ومنشأة تخصيب اليورانيوم في منطقة نطنز، ومفاعل المياه الثقيلة الذي سينتج مستقبلا مادة البلوتونيوم والواقع في منطقة آراك.
وطرح التقرير ثلاثة مسارات تحليق ممكنة ومتوقعة، مرجحا اختيار المسار الشمالي والمار على طول الحدود السورية التركية ليخترق أقصى شمال شرق العراق، وصولا الى إيران، مستبعدا اختيار مسار تحليق مركزي وسطي وقصير يمر في الأجواء الأردنية تجنبا للتعقيدات السياسية مع الأردن. وكذلك المسار الثالث الجنوبي والذي يمر أيضا فوق الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق، وذلك لنفس أسباب استبعاد المسار المركزي.
وسيلجأ سلاح الجو الإسرائيلي الى استخدام تكنولوجيا متقدمة جدا تمكن اختراق منظومات الاتصالات وأجهزة الرادار التابعة للدول التي ستحلق فوقها طائرات F15 وF16 لمنع اكتشافها وهي في طريقها الى إيران.
بحسب الخبراء، فقد جرى استخدام مثل هذه التكنولوجيا خلال الغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية عام 2007، حيث جرى تركيب أجهزة التشويش هذه على طائرتين من نوع G550 ابتاعتها إسرائيل خلال الأعوام الماضية.
وجاء في التقرير انه وحتى يتم مهاجمة المواقع الإيرانية الثلاثة هناك حاجة لإرسال ما لا يقل عن 90 طائرة حربية، ما يعني جميع طائرات 15E-F الـ25 التي تمتلكها إسرائيل، إضافة الى 65 طائرة 16C/I-F وجميع طائرات التزود بالوقود التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي وخمس طائرات هيركوليس وأربع طائرات بوينغ 707، وسيتم تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في طريق الذهاب وطريق العودة، وسيجد سلاح الجو صعوبة كبيرة في إيجاد منطقة يمكن لطائرات التزود بالوقود التحليق فوقها من دون أن يكتشف أمرها على يد السوريين أو الأتراك.
وتعتبر طبيعة المنشأة النووية الإيرانية في منطقة نطنز، المخفية عميقا في باطن الأرض، إحدى المشاكل التنفيذية العصية الى حد كبير على الحل، حيث أقيم جزء من المنشأة المخصصة لتخصيب الوقود النووي على عمق 8 أمتار تحت الأرض، تغطيها طبقة من الباطون المسلح بسماكة 2.5 متر، إضافة الى كون المنشأة ذاتها محمية بجدار إسمنتي آخر.
الدفاعات الإيرانية
في عام 2004 حرص الإيرانيون على تعزيز التحصينات المحيطة بالجزء الآخر من المنشأة المذكورة، والذي يحتوي على أجهزة الطرد المركزي جرى دفنه في عمق 25 مترا تحت سطح الأرض، إضافة الى تغطيته بسطح إسمنتي يصل سمكه الى عدة أمتار، ويعتبر هذا الجزء مركبا أساسيا وجوهريا من مركبات إنتاج الأسلحة النووية، وتدل التحصينات المكثفة على أهمية منشأة نطنز.
وحتى يتغلب سلاح الجو الإسرائيلي على التحصينات الإيرانية سيستخدم نوعين من القنابل من إنتاج أميركي، ترجح مصادر أجنبية أن تشتري إسرائيل 600 قذيفة منها.
وحملت هذه القذائف اسم «مدمرة الخنادق والتحصينات» ويرمز لها بـ 27-GBU وتزن 900 كلغ وتخترق طبقة اسمنت بسماكة 2.4 متر. فيما يرمز للنوع الثاني بـ 28-GBU وتزن 2298 كلغ وتستطيع اختراق طبقة إسمنتية بسماكة تصل الى 6 أمتار، إضافة الى طبقة من الرمل والأتربة بسمك 30 سم، وحتى يتم ذلك يتوجب على الطائرات الإسرائيلية إصابة الأهداف بدقة متناهية ومن زاوية صحيحة.
حتى بهذه التجهيزات، لم تنته التحديات المرتقبة أمام الطائرات الإسرائيلية. فقد أقامت إيران منظومة دفاع جوي كثيفة ستجعل مهمة وصول الطائرات الإسرائيلية الى أهدافها، من دون أن تصاب بأذى، أمرا في غاية الصعوبة.
تضم المنظومة الإيرانية صواريخ من طراز هوك و5-SA- 2-SA ,SA-7 SA-15، إضافة الى صواريخ ستينغر، و1700 مدفع مضاد للطائرات، جرى نصبها بالقرب من المنشآت النووية الإيرانية، وذلك من دون أن نغفل طائرات سلاح الجو الإيراني التي قد تشترك في الدفاع عن سماء الجمهورية الإسلامية. وبالرغم من أن الطائرات الإيرانية تعتبر قديمة بعض الشيء، إلا انه يجب عدم إغفال وجود 158 طائرة تستعمل قدر المستطاع على إحباط الهجوم الإسرائيلي.
ويمكن اعتبار كافة الدفاعات الإيرانية- سابقة الذكر- وكأنها غير موجودة، أو في درجة الصفر إذا ما قورنت بمنظومة الصواريخ الروسية 300VS /SA-12 Giant، التي يعتقد بان إيران قد اشترتها سرا خلال الآونة الأخيرة. وإذا صحت هذه المعلومات، فان جميع حسابات سلاح الجو الإسرائيلي، وجميع الاعتبارات- سواء مع أو ضد الهجوم على إيران- ستتغير، لان المنظومة الروسية متطورة جدا ومحصنة بشكل كبير أمام أي تشويش. وبالتالي، فان نتيجة أي هجوم ضدها ستكون تدمير ما بين 20 ــــ 30% من القوة المهاجمة، أي سيتم تدمير ما بين 20 ــــ 30 طائرة إسرائيلية من مجموع الطائرات المهاجمة التسعين (حسب التقديرات) وهو ثمن لا يمكن لإسرائيل التسليم به.
تداعيات الهجوم.. كارثية
إذا ما تقرر الهجوم على المفاعل النووي المعلن، والكائن في منطقة بوشهر، فإن الأمر سيؤدي الى كارثة بيئية وموت الكثير من البشر، وسينتشر التلوث الإشعاعي المنبعث من المواد المشعة في منطقة واسعة جدا، وسيفقد آلاف الإيرانيين القاطنين بالقرب من المفاعل حياتهم فورا إضافة الى آلاف سيصابون بأمراض السرطان المختلفة وبسبب الرياح الشمالية التي تهب على المنطقة معظم أيام العام، يؤكد معدو التقرير ان التلوث الإشعاعي سيضرب البحرين وقطر والإمارات بشكل رئيسي ودولا أخرى.
ان المخاطر الكامنة في الهجوم الجوي ضد إيران يمكن إلغاؤها إذا ما تقرر استبدال الهجوم الجوي بضربات صاروخية باليستية. فإيران ليس لديها قدرات دفاعية لمواجهة صواريخ «أرض ــــ أرض». وفي هذا السياق بحث التقرير في قدرات إسرائيل الصاروخية، وأشار الى ثلاثة أنواع من الصواريخ جرى تطويرها داخل إسرائيل، وهي «أريحا 1» و«أريحا 2» و«أريحا 3». ويصل مدى الصاروخ الأول الى 500 كم ويحمل رأسا حربيا زنته 450 كغم، ويقدر على حمل رأس نووي يزن 20 طنا. ويصل مدى الصاروخ الثاني الى 1500 كم، وهذا الصاروخ دخل الخدمة الفعلية في عام 1990، ويستطيع حمل رأس نووي زنته 1 ميغا طن، فيما يتراوح مدى الصاروخ الثالث، الذي يعتبر عابرا للقارات، من 4800 الى 6500 كم. وبحسب الخبراء، فقد كان مقررا أن يدخل «أريحا 3» الخدمة الفعلية عام 2008، وهذا الصاروخ قادر على حمل رأس نووي يصل وزنه الى أكثر من ميغا طن واحدة.
قوة إسرائيل
امتنع معدا التقرير عن التلميح لإمكانية استخدام إسرائيل للرؤوس النووية، وأشارا الى ضرورة إطلاق 42 صاروخا لتدمير الأهداف الإيرانية الثلاثة، على افتراض أن جميع الصواريخ ستصيب أهدافها بدقة. وهذا أمر صعب جدا، لأنه لا يكفي إصابة منطقة الهدف لتدميره بل يجب إصابة مناطق محددة جدا في تلك الأهداف لا يزيد حجمها عن عدة أمتار. والشكوك تدور حول إمكانية الاعتماد على دقة صواريخ «أريحا».
وفيما يتعلق بالموعد الافتراضي للهجوم الإسرائيلي، قدر معدا التقرير أن عدة معطيات قد تسرع عملية اتخاذ القرار والهجوم خلال العام الحالي، منها إمكانية نجاح إيران في عام 2010 في تشكيل تهديد جدي لدول الجوار وإسرائيل بعد امتلاكها قدرات نووية عسكرية تردع إسرائيل والولايات المتحدة وتمنعهما من شن هجوم عليها، إضافة الى إمكانية امتلاكها صواريخ باليستية دقيقة الإصابة تحمل رؤوسا غير تقليدية، وكذلك المخاوف من امتلاك إيران لمنظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز V-S-300 ما قد يشكل عاملا مسرعا في اتخاذ قرار الهجوم.
* (خاص ــــ وكالة «معا»)
كيف سترد إيران؟
جهد معدا التقرير في تحليل طبيعة الرد الإيراني المرتقب على الهجوم الإسرائيلي، وأكدا أن الإيرانيين سيزيدون من عزمهم وقدراتهم على استكمال مشروعهم النووي حتى يتسنى لهم إيجاد قوة ردع موثوق بها أمام عدوانية إسرائيل، وفي هذا السياق ستعلن إيران انسحابها من اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تسمح حاليا بمستوى معين من الرقابة على منشآتها النووية، كما سيؤدي الهجوم الإسرائيلي الى وقف فوري وشامل لكل الجهود الدولية الرامية الى الضغط على إيران لوقف تطوير السلاح النووي، وبكل تأكيد لن تكتفي إيران بهذا الرد وهناك إمكانية للافتراض بها ستسعى لضرب إسرائيل مباشرة وهي قادرة على إطلاق صواريخ شهاب 3 التي تغطي في مداها جميع الأراضي الإسرائيلية باتجاه أهداف داخل إسرائيل مع إمكانية أن يحمل بعضها رؤوسا حربية كيماوية. كما سيسعى الإيرانيون الى تفعيل حزب الله وحركة حماس لإطلاق موجة من الاستشهاديين الى المدن والأهداف الإسرائيلية، إضافة الى قدرة المنظمتين المذكورتين على إطلاق وابل من الصواريخ كما أثبتت تجربة حرب لبنان الثانية وحرب غزة.
وسيؤدي الهجوم الإسرائيلي الى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وسيلجأ الإيرانيون لتحقيق هذا الهدف الى استخدام شيعة العراق وسيدعمون حركة طالبان وسيعززون من قدرات الحركة القتالية في أفغانستان، إضافة الى قدرة الإيرانيين على مهاجمة وضرب المصالح الأميركية في المنطقة وعلى وجه الخصوص القوات الأميركية في دول الخليج مثل قطر والبحرين، وسيحاول الإيرانيون تشويش إمدادات النفط الى الغرب في منطقة الخليج العربي.
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
الراي
| خاص - «الراي» |
هل بات «كابوس» امتلاك الجمهورية الاسلامية لأسلحة نووية في طريقه إلى ان يصبح حقيقة واقعة؟
واذا كان الامر كذلك، فهل سيتم اجراء التجارب النووية تحت الارض في داخل تشكيلات جيولوجية تُعرف باسم «قباب الملح»؟
في تقرير مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تم نشره قبل اسابيع، سلّطت الوكالة الضوء مرة اخرى على «الابعاد العسكرية المحتملة» للبرنامج النووي الايراني، لكن التقرير ذهب هذه المرة إلى حد أبعد في التعبير عن دواعي «القلق»، والتي من بينها جانبان ينبغي ان يثيرا قلق جيران ايران ايضا، وهما:
- ان الجيش الايراني يعكف على اجراء دراسات حول الصواعق السلكية الانفجارية المعروفة بـ (اي بي دبليو)، إذ يشير تقرير الوكالة الدولية إلى ان استخدام تلك الصواعق ينطوي على «مغزى نووي محتمل».
2 - كما يعكف الجيش الايراني على العمل على تطوير «تجهيزات ومعدات قياس اطلاق عالية الفولطية خاصة باختبار المتفجرات عبر المسافات الطويلة وربما تحت الارض ايضا، إذ انه (الجيش) يجري اختبارات وتجارب للتأكد من ان تجهيزات الاطلاق عالية الفولطية مناسبة وموثوقة لاطلاق الـ «اي بي دبليو» إلى مسافات طويلة جداً.
ومن المرجح لمثل هذا النشاط ان يكون تحضيرا لاجراء اختبار لاسلحة نووية تحت الارض. وبالطبع، فمن الصعب التأكد التام من ذلك، لكن اعلان ايران في 8 يونيو الماضي، انها تخطط لاستخدام منشآتها النووية القريبة من مدينة قُم بهدف زيادة انتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة إلى 3 اضعاف (وهو ما يشير إلى السير نحو تصنيع اسلحة نووية)، هو امر لا يدعو إلى الشعور بالثقة، فموقع قم النووي كان موقعا سريا في وقت من الاوقات ولم يتم الافصاح عنه للوكالة حتى فضحته مصادر استخبارية غربية قبل سنتين.
وفي ابريل الماضي، ظهر «مقال غريب» باللغة الفارسية في موقع www.gerdab.ir - يرتبط مع قوات الحرس الجمهوري - تحت عنوان «اليوم التالي لإجراء اول اختبار نووي ايراني... يوم طبيعي».
ومن خلال نبرة ساخرة وعلى نحو متغطرس، يطرح ذلك المقال نفسه باعتباره مادة خبرية تنتمي إلى وقت غير محدد في المستقبل.
ويقول ذلك «المقال التخيُّلي»، انه «في اليوم السابق، وقع انفجار نووي تحت الارض في ايران»، كما ينقل المقال عناوين وسائل اعلام محلية وعالمية تفاعلت مع ذلك الخبر (المفترض)، لينتهي (المقال) باقتباس باللغة العربية من القرآن الكريم الا وهو الآية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
وليس واضحا ما إذا كان ذلك المقال مجرد «محاولة للمشاغبة» ام تم نشره بهدف معرفة كيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي ازاء «قصة خيالية» حول مثل هذا الموضوع الحساس، ام انه كان جزءاً من عملية متعمدة ومدروسة تهدف إلى تجهيز العالم للتعامل مع اختبار حقيقي لاسلحة نووية تستعد ايران لاجرائه تحت الارض في المستقبل غير البعيد، وصحيح ان المقال تم رصده في الموقع المذكور آنفاً، لكن من المحتمل ان يكون ظهر للمرة الاولى في مدوّنة الكترونية لشخص يحمل اسم «خيزران». واتضح ان «خيزران» هذا هو في الواقع سيد علي بور طبطبائي، الذي قد تكون له علاقة برئيس اركان القوات المسلحة الايرانية حسن فيروز ابادي المعروف بتشدده.
في المقابل، بدأت المؤسسة النووية الايرانية في ابداء اهتمام متجدد بـ«قباب الملح»، والتي هي عبارة عن تشكيلات جيولوجية تشكلت طبيعيا تحت الارض قبل نحو 500 مليون سنة، وينظر العلماء إلى تلك القباب الجيولوجية باعتبارها مستقرة إلى حد فائق، لذلك، فانهم يعتبرونها مواقع آمنة لتخزين النفايات النووية لأنها - من الناحية النظرية - لا تسمح بتسرّب الاشعاعات النووية المنبعثة من النفايات المخزنة في داخلها، وللسبب ذاته، تم اختيار تلك القباب الجيولوجية كمواقع مناسبة لإجراء اختبارات وتجارب نووية تحت الارض، اذ انها من المفترض نظريا، تحتوي على العناصر الاشعاعية التي يطلقها الانفجار النووي.
وعلى سبيل المثال، فان الولايات المتحدة كانت نفذت تجربتين متشابهتين في داخل قبة تاتوم الملحية خلال عقد الستينات، لكن نتائج دراسات اجريت حديثا في «جامعة غرونينغن» الهولندية تشير بقوة وتأكيد إلى ان تلك الاشعاعات قد تكون لها تأثيرات كارثية على استقرار القباب الجيولوجية الملحية.
ويقول الباحث الروسي المولد انتون سوغونياكو، «ان الاشعاعات الناجمة عن التفجيرات النووية (في داخل تلك القباب) ستؤدي إلى تفكيك الاملاح الصخرية الموجودة في تركيبة قباب الملح بحيث يؤدي ذلك بدوره إلى جعلها تفقد تماسكها الهيكلي والتركيبي».
ويضيف: «وفي حال وصل الضرر الناجم عن تلك الاشعاعات إلى درجة كافية، فمن الممكن ان تحدث انفجارات، بل، من الممكن حتى ان تتسرب الاشعاعات إلى سطح الارض»، والواقع ان الصناعة النووية ليست متحمسة جدا لمثل هذا النوع من الابحاث لان عواقبه مزعجة ومقلقة إلى درجة مفرطة، وعلى ما يبدو، فان الايرانيين تجاهلوا ذلك الأمر ايضا.
وتوجد لدى ايران اعداد وفيرة من قباب الملح تلك. فهناك سلسلة من القباب حول هرمز غان وجنوب كرمان وفارس، وهناك المزيد منها منتشرة في محاذاة سلسلة جبال زاغروس، كما ان هناك اعدادا اصغر منتشرة حول طهران وسمنان وكذلك في منطقة التقاء شمال كرمان مع يزد وخراسان.
والواقع ان هذه القباب تتواجد في مناطق تعتبر من بين اكثر المناطق النشطة زلزاليا في ايران، لذا فمن غير المنطقي تخزين نفايات نووية في داخلها- ليس فقط لان نتائج ابحاث سوغونياكو قد تكون صحيحة، بل ايضا لان اي زلزال قريب قد يتسبب في احداث تصدعات جيولوجية في احدى تلك القباب، الامر الذي سيؤدي بدوره إلى تسريع عملية تسرب الاشعاعات النووية، كما ان من غير المنطقي اجراء اختبارات او تجارب نووية تحت الارض في داخل احدى تلك القباب، الامر الذي يبدو ان الايرانيين يعكفون حاليا على دراسته.
جدير ذكره، انه عندما فجّر الاميركيون سلاحا نوويا داخل قبة تاتوم الملحية العام 1964 والعام 1966، لم يحصل في اي من التاريخين ان اصبح الموقع ملوثا بالاشعاعات النووية خلال عملية التفجير- لكن ذلك التلوث حصل لاحقا، وكان السبب وراء ذلك هو ان الباحثين النوويين كانوا عمدوا إلى احداث ثقوب في هيكل القبة كي يُنزلوا من خلالها المعدات والاجهزة إلى داخل التجويف، وفي كلتا الحالتين، اخرج الباحثون تربة ومياه ملوثة اشعاعيا إلى سطح الارض، وفي العام 1972، تم هدم وتجريف جميع المباني التي كانت موجودة في ذلك الموقع وحوله، ونصب مسؤولون حكوميون لافتات في الموقع تحذر الاجيال المستقبلية من الحفر او التنقيب في الاماكن المتاخمة للموقع.
ومنذ ذلك الحين، دأب سكان البلدات القريبة من ذلك الموقع على الشكوى من مشاكل صحية مزمنة ومن ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان، وفي نهاية المطاف، اضطرت الحكومة الاميركية العام 2000 إلى مد انبوب لنقل مياه الشرب من مكان بعيد إلى سكان البلدات القريبة من موقع قبة تاتوم، بهدف تهدئة مخاوفهم ازاء مياه الشرب المحلية.
واذا كان ذلك كله حصل في الولايات المتحدة، فبوسعنا ان نتخيل كيف ان من السهل جدا لتوليفة من الاضرار الهيكلية الناجمة عن انفجار نووي وما ينجم عن ذلك من اشعاعات، (ناهيك عن امكان وقوع زلزال)، ان تؤدي إلى التسبب في تسرّب مواد نشطة اشعاعياً من داخل احدى قباب الملح الايرانية، الامر الذي سيؤثر ليس فقط على المواطنين الايرانيين بل ايضا على جيران ايران.
والأمر المؤسف، هو ان النظام الايراني الحالي لا يبدي اي اهتمام بالمخاوف المتعلقة بالسلامة النووية، انما هو مهتم فقط بالمحافظة على وضعه الوطني لاسيما عندما يكون ذلك الوضع على المحك. ويبدو ان ذلك «الوضع» قد يتطلب اجراء اختبار نووي مهما كان الثمن.
إيران تعلن بدء التشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر النووية نهاية الشهر الحالي
أ ش أ
14-8-2011 | 20:35
174
محطة بوشهر النووية
أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي، أن التشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر وفقا للبرنامج الزمني في الخطة الموضوعة سيكون في نهاية شهر أغسطس الحالي.
ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية عن عباسي قوله لقناة العالم الاخبارية اليوم "الأحد"، إن سبب التأخير في تدشين المحطة يعود الى كونها تراعي أعلى مستوى من المعايير القياسية التي تعتمدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحول موعد تشغيل محطة بوشهر الذرية الايرانية أوضح "حسب توقعاتنا في الخطة الموضوعة كان يجب أن يتم التشغيل التمهيدي للمحطة في نهاية شهر رمضان المبارك (نهاية أغسطس الحالي) إلا أن وسائل الإعلام في العادة تسعى إلى الحصول على موعد دقيق لتشغيل المحطة، وأنا أعلن من هنا أننا لدينا خطة تتضمن مجموعة من الفعاليات بمواعيد محددة، ونحن ماضون إلى الامام في تنفيذ الخطة، وبما أن المحطة الذرية بحاجة إلى عدة مراحل مختلفة من التشغيل إضافة إلى ضرورة إجراء الاختبارات اللازمة على المحطة لذا ينبغي علينا ألا نجعل كوادرنا المتخصصة تصطدم بمسائل تجعلها تشعر باضطراب في عملية التشغيل من أجل إعطاء موعد دقيق للتشغيل علي حساب ظروف الأمان بالمحطة".
وأضاف أنه "وفقا لما ذكرنا فقد كان من المقرر أن يبدأ التشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر الذرية في نهاية شهر رمضان المبارك (نهاية أغسطس الحالي)، بطاقة انتاجية تبلغ 40 بالمائة من كامل الطاقة الإنتاجية للمفاعل، على ان تربط تحت الاختبار بالشبكة العامة للكهرباء في البلاد، كما تم إجراء التنسيق اللازم مع وزارة الطاقة وشبكة تجهيز الكهرباء في البلاد، والاستعداد اللازم متوفر ولم يتبق سوي إجراء بعض الاختبارات، وفيما اذا تمكنا من اتمام هذه الاختبارات في نهاية شهر رمضان عندها سنبدأ بالتشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر الذرية في نهاية الشهر المبارك وسترتبط المحطة بالشبكة العامة للكهرباء في البلاد".
وقال المسئول الإيراني: "ينبغي علينا أن نقوم مرة أخرى وفق المقررات المتبعة بما يصطلح عليه تبريد المفاعل، وهو أن نقوم بخفض قدرة المفاعل وإعادة التقييم اللازم ومن ثم نزيد قدرته إلي 75 بالمائة ونجري الاختبارات المطلوبة لضمان الأمان مرة أخرى وبعدها نرفع قدرة المفاعل الى 100 بالمائة عندها سنقول أن محطة بوشهر الذرية تم تشغيلها رسميا، وتوقعاتنا أن يكون ذلك الموعد في النصف الثاني من نوفمبر او النصف الثاني من ديسمبر القادمين".
وتم ارجاء موعد تشغيل محطة بوشهر عدة مرات بسبب مشاكل تقنية.
ودشن موقع بوشهر وسط ضجة كبيرة في أواخر اغسطس 2010 بعد 35 عاما من التجاذبات، فالمشروع الذي أطلقته شركة سيمنز الالمانية عام 1975 توقف بعد الثورة الاسلامية عام 1979 ثم الحرب على العراق (80-1988) قبل ان تستأنفه روسيا عام 1995.
وأدت مشاكل تقنية ومالية وسياسية لاحقا إلى تأخير من نحو عشر سنين في الجدول الزمني الاصلي الذي توقع دخول المحطة في الخدمة عام 1999.
ويأتي الإعلان مع زيارة رئيس مجلس الامن الروسي المرتقبة غدا الاثنين إلى طهران حيث سيلتقي نظيره الإيراني سعيد جليلي، والرئيس محمود احمدي نجاد.
بعد ذلك سيزور وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي موسكو لمناقشة الملف النووي على الاخص بحسب وسائل الإعلام الايرانية.
وتسعى روسيا إلى إنعاش المفاوضات بين ايران والدول الكبرى حول ملفها النووي المثير للجدل، ويتهم الغربيون طهران بصنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني الأمر الذي تنفيه الجمهورية الإسلامية.الاهرام
أعلنت إيران رسميا عن تدشين أول محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية في مدينة بوشهر جنوبي البلاد.
وقد بدأ العمل في محطة بوشهر عام 1974، وتكلف إنشاؤها مليار دولار، وبدأت تزويد شبكة الكهرباء الإيرانية الأسبوع الماضي.
وبنيت المحطة بتعاون روسي، وسيتولى الجانب الروسي إزالة قضبان الوقود حتى لا يتمكن الفنيون الإيرانيون من تحويلها الى بلوتونيوم قابل لصناعة الأسلحة النووية، وذلك من أجل تهدئة المخاوف الغربية.
يذكر أن الغرب يخشى أن تستخدم إيران برنامجها النووي لصناعة أسلحةن بينم تكرر الحكومة الإيرانية تأكيداتها بأن البرنامج يخدم أغراضا سلمية فقط.
وقد تعرضت إيران لعقوبات دولية بسبب برنامجها الدولي المثير للجدل.
لقي شخص حتفه وأُصيب أربعة آخرون بجروح في انفجار وقع الاثنين في منشأة نووية بمدينة ماركول الواقعة جنوبي فرنسا بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقال مسؤول فرنسي يعمل في قطاع الطاقة النووية إنه لم ينجم أي تسرَّبات إشعاعية جرَّاء الانفجار الذي نجم عن اندلاع نار بالقرب من أحد الأفران في موقع تخزين النفايات الإشعاعية.
وقد أُقيم سياج أمني حول موقع الحادث درءا لنشوء أي مخاطر يمكن أن تنجم عن تسرُّب مُحتمل في المنشأة.
يُذكر أن المنشأة المذكورة تنتج وقود موكس (MOX)، الذي يقوم يتدوير مادة اليورانيوم الناتج عن الأسلحة النووية، إلاَّ أنها لا تحتوي على أي مفاعلات نووية.
جددت فرنسا تحذيراتها لإيران من احتمال تعرضها لضربة عسكرية إذا واصلت برنامجها النووي، مشيرة إلى أنه لا أحد يقبل بأن تمتلك طهران سلاحا نوويا.
جاء ذلك على لسان المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة جيرارد أرود الذي قال في ندوة نقاش بنيويورك أمس الثلاثاء إن إيران قد تتعرض لضربة عسكرية استباقية لمنعها من مواصلة برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب بأنه مخصص لأغراض عسكرية.
وقال السفير الفرنسي بوضوح -ردا على سؤال في نفس السياق- 'إنه لا أحد في العالم يقبل أو يتساهل مع امتلاك إيران لسلاح نووي'، لافتا إلى أن هذا الاحتمال هو السبب المباشر وراء إصرار بلاده مع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين على التفاوض مع إيران في هذا الشأن.
وأكد السفير أن الخيار العسكري سيكون مطروحا إذا فشلت المفاوضات مع الجانب الإيراني، لكنه لم يوضح هوية الجهة التي يمكن أن تتولى هذه المهمة.
وتابع السفير كلامه بالقول إن عملية من هذا النوع ستكون معقدة وذات نتائج كارثية على المنطقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود حالة قلق عام بين الدول العربية بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن المفاوضين الأوروبيين باتوا على قناعة بأن إيران لا تريد التفاوض مع المجتمع الدولي، وهي مصممة على مواصلة أنشطتها النووية رغم المحاولات المتكررة لمنعها بما في ذلك فرض العقوبات.
يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات مباشرة على إيران، فضلا عن العقوبات الأحادية التي أعلنتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، في الوقت الذي تعارض الصين وروسيا فرض أي إجراءات عقابية جديدة بحق طهران.
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون-المكلفة بملف التفاوض مع إيران- قد التقت وزير الخارجية الإيراني علي صالحي في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة الأممية الأسبوع الماضي.
كما التقى صالحي عددا من وزراء خارجية الدول الغربية الذين جددوا مواقف بلدانهم الرافضة للبرنامج النووي الإيراني.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد عرض في مقابلة صحفية نشرت الأسبوع الماضي استعداد بلاده لوقف إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، مقابل التزام المجتمع الدولي بتزويدها بالوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران المخصص للأبحاث الطبية وإنتاج النظائر المشعة لعلاج السرطان.
من جهة أخرى وفي لغة رفعت بها لهجة التحدي، قالت إيران على لسان قائد قواتها البحرية الأميرال حبيب الله سياري إنها قادرة على إرسال سفن قرب سواحل الولايات المتحدة على المحيط الأطلسي.
ولم يذكر سياري -الذي كان يتحدث في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ31للحرب العراقية الإيرانية- أي تفاصيل إضافية حول موعد أو عدد السفن التي يمكن لإيران نشرها.
ويأتي هذا الاعلان بعد أسابيع من إعلان تركيا أنها ستستضيف نظام رادار للإنذار المبكر تابع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) سيساعد في رصد أي تهديدات صاروخية من خارج أوروبا بما في ذلك أي تهديد محتمل من جانب إيران.
يشار إلى أن إيران أرسلت سفنا حربية عبر قناة السويس قبل أشهر بعد خلع الرئيس المصري حسني مبارك، في سابقة هي الأولى التي تنشر فيها طهران عتادا عسكريا في البحر الأبيض المتوسط.
وغالبا ما تجري إيران مناورات عسكرية لإظهار قدراتها العسكرية، وسط تكهنات مستمرة بشأن ضربة أميركية أو إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
كشفت تقارير صحافية بريطانية عن وثيقة سرية صاغها على ما يبدو مصدر إيراني وُصف بأنه 'حسن السمعة' تشير إلى أن محطة بوشهر النووية الإيرانية قد تتسبب في “مأساة مفجعة للبشرية” نظرا لطبيعتها غير الآمنة.
ونقلت صحيفة ذي تايمز اليوم الجمعة عن الوثيقة أن ثمة احتمالا كبيرا أن يكون مفاعل بوشهر مسرحا لكارثة نووية قادمة بعد الحادثين اللذين وقعا في محطة تشيرنوبل بأوكرانيا وفوكوشيما باليابان لافتةً إلى أن المفاعل -الذي بدأ تشغيله الشهر الماضي بعد 35 عاما من أعمال البناء المتقطعة- أشرف على تشييده 'مهندسون درجة ثانية' استعانوا خلال ذلك بتقنيات روسية وألمانية من حقب مختلفة.
وأشارت الوثيقة إلى أن المفاعل ينتصب فوق أكثر مناطق العالم من حيث النشاط الزلزالي، لكنه لن يصمد في وجه زلزال كبير، كما أن إدارته تفتقر لبرنامج تدريب جدي للعاملين أو خطة طوارئ لمجابهة الحوادث التي قد تقع.
وأقرت الصحيفة البريطانية أنه لم يتسن لها التأكد من صحة الوثيقة، لكنها قالت إن خبراء اطلعوا عليها لم يروا سببا في التشكيك فيها، مشيرة إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تملك محطة للطاقة النووية ولم تنضم إلى معاهدة السلامة النووية التي تُلزم الموقعين عليها بضرورة التقيد بإجراءات السلامة العالمية وتبادل المعلومات. سيناريو تلوث نووي :
ومن جانبه، حذر د.سامي الفرج –مدير مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية ومستشار الحكومة الكويتية- من أن أي حادث يتعرض له مفاعل بوشهر سيكون 'كارثة على العالم بكل ما في الكلمة من معنى'.
ويقول الفرج، الذي ظل عاكفًا على رسم خطط طوارئ لسيناريو محتمل لتلوث نووي يعم أرجاء المنطقة التي تضخ ربع إنتاج العالم من النفط تقريبا: إن الرياح ستحمل معها الغبار النووي باتجاه الغرب عبر الخليج تجاه جنوب إيران والكويت وشرقي السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وبحسب ما أفاد الباحث د. سامي الفرج : فإن مياه البحر الملوثة ستنساب عكس اتجاه عقارب الساعة حول الخليج حتى تصل شواطئ تلك الدول في أقل من يوم. ونصح الفرج في هذه الحالة بإغلاق محطات التحلية الثماني التي تعتمد عليها الكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية والإمارات في التزود بالمياه العذبة.
وطبقا لهذا السيناريو، فإن الملايين من سكان تلك المناطق سيحاولون الفرار بجلدهم لكن باتجاه الغرب من الساحل حيث الصحراء الممتدة لمئات الأميال وقليل من الطرق الجيدة. كما ستتوقف كل أنشطة الملاحة البحرية في الخليج وسترتفع أسعار النفط ارتفاعا جنونيا.
وأشار الفرج إلى أن الكويت قامت بتخزين المياه والأدوية، وأعدت إستراتيجيات لبث المعلومات وخططا لإجلاء السكان، وأجرت تمارين تدريبية. غير أنه استدرك قائلا “إنك لن تستطيع تخيل الإجراءات التي يتعين علينا اتخاذها حتى نشعر بالأمان من مفاعل بوشهر”.
إلى ذلك، أوضحت صحيفة ذي تايمز في تقريرها أن سلاح البحرية الأميركي أعد خططا لضمان بقاء الخليج مفتوحا أمام الملاحة إذا وقع هجوم بأسلحة دمار شامل، مشيرة إلى أن نفس الإجراء سيُطبق في حال تعرض مفاعل بوشهر إلى حادث.
أميركا تعزز وجودها العسكري في الخليج بعد الانسحاب من العراق نشر قوات قتالية في الكويت ومزيد من القطع البحرية
شاحنات تحمل مركبات عسكرية استعدادا للرحيل عن العراق (ا ب)
نيويورك، بغداد - وكالات- أوردت «نيويورك تايمز» تقارير تفيد أن الإدارة الأميركية تعتزم تعزيز الوجود العسكري لقواتها في منطقة الخليج العربي بعد اكتمال انسحابها من العراق بحلول نهاية العام،
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين أميركيين أن إعادة نشر القوات يتضمن نشر قوات قتالية في الكويت تكون قادرة على التعامل مع أي انهيار أمني في العراق أو أي مواجهة مع إيران. وأوضحت أن الخطط التي تتم مناقشتها منذ شهور اكتسبت زخماً جديداً بعد إعلان الرئيس باراك أوباما عزمه استكمال سحب جميع جنوده من العراق. وتضيف الصحيفة أنه بعد ضغوط لم يكتب لها النجاح لإقناع إدارة أوباما والحكومة العراقية بإبقاء 20 ألفاً من القوات إلى ما بعد 2011، فإن البنتاغون يبحث حالياً على حل بديل.
التعاون مع دول الخليج
وإضافة إلى المفاوضات المتعلقة بإبقاء قوات قتالية برية في الكويت، فإن الولايات المتحدة تفكر في إرسال المزيد من القطع البحرية عبر المياه الدولية إلى المنطقة. وفيما تركز الإدارة الأميركية على التهديد من جانب إيران، فإنها تسعى كذلك إلى توسيع العلاقات العسكرية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضحت الصحيفة أن عدد القوات التي ستتمركز في الكويت ما زال قيد التفاوض، ومن المتوقع التوصل إلى قرار في غضون أيام.
بنية أمنية جديدة
وفي حين أن لدى واشنطن علاقات عسكرية ثنائية وثيقة مع دول الخليجي، فإن الإدارة الأميركية والجيش يحاولان بناء «بنية أمنية» جديدة في منطقة الخليج من شأنها أن تدمج الدوريات الجوية والبحرية والدفاع الصاروخي. ووصف رئيس أركان القيادة المركزية الأميركية في ولاية فلوريدا الجنرال كارل هورست التخطيط لوضع جديد في منطقة الخليج، بـ «العودة إلى المستقبل»، وقال إنه يتم التركيز على نشر أقل للقوات الأميركية لكن بقدرة عالية وشراكات تدريبية مع جيوش المنطقة.
حلف أمني متعدد
وحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية اقترحت بناء حلف أمني متعدد الأطراف أقوى مع دول الخليجي، خلال اجتماع مشترك لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع المجلس على هامش جلسة للأمم المتحدة الشهر الفائت. وقال مسؤول أميركي كبير «لن يكون ناتو جديداً غداً، لكن الفكرة هي التحرك نحو جهد أكثر اندماجاً».
قلق خليجي
من جهته، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في مقابلة مع «نيويورك تايمز» خلال زيارته الأسبوع الفائت لواشنطن في إشارة إلى دول الخليج «إنهم قلقون من أن الانسحاب من العراق سيترك فراغاً». وأضاف أن اقتراح الإدارة الأميركية تعزيز علاقتها الأمنية مع دول الخليج «لن يشكل بديلاً على ما يحدث في العراق»، لكنه ضروري في ظل الانسحاب لإظهار دفاع موحد في منطقة خطرة.
عجز عراقي
بموازاة ذلك، نقل تقرير أميركي عن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري قوله إن العراق لن يكون قادراً على حماية أجوائه وحدوده قبل عام 2020 على الأقل. وقال تقرير أعده المفتش العام الأميركي لشؤون إعادة إعمار العراق نقلاً عن زيباري إن «العراق قد يحتاج إلى سنوات عدة قبل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد المخاطر الخارجية، من دون مساعدة من شركائه الدوليين». في الأثناء، بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جاي كارني ونظيره العراقي فالح الفياض في البيت الأبيض مستقبل العلاقات بعد الانسحاب الكامل، وتعهدا بوضع آليات إضافية لضمان حوار مستمر واستراتيجي بين البلدين وفقاً لما ينص عليه اتفاق الإطار الاستراتيجي.
الكويت لم تتلق حتى الآن طلب تمركز الـ 50 ألف جندي أميركي
الجارالله: نتمنى ألا تندلع الحرب ضد إيران
الكويت لم تتلق حتى الآن طلب تمركز الـ 50 ألف جندي أميركي
الراي
| كتب حسين الحربي وغادة عبدالسلام |
منبّها الى جملة من المخاطر تضع الكويت في «دائرة الخطر والاستهداف»، وضع مصدر عسكري رفيع المستوى فضّل عدم إعلان اسمه لـ «الراي» أن ما تناقلته وكالات أنباء عالمية عن تمركز حوالي 50 ألف جندي أميركي في الكويت حال انسحابهم من العراق في خانة «جس النبض»، مؤكدا أن الكويت لم تتلق، حتى الآن، أي طلب أميركي رسمي بهذا الشأن.
وحذّر المصدر من أن «الكويت ستصبح في عين العاصفة الايرانية إذا صدقت التسريبات عن انتقال 50 ألف جندي أميركي من العراق للتمركز في الكويت، إما استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران وإما البقاء قريبا من منطقة العمليات في الخليج».
ورفض المصدر التعامل مع خبر انتقال 50 ألف جندي اميركي الى الكويت من منطلق «الأمر الواقع»، مؤكدا ان «الامر بحاجة الى تأكيد رسمي وحضور فعلي لتلك القوات على الأرض»، ومشددا على أن الكويت لم تتسلم أي طلب أميركي رسمي بهذا الشأن حتى الآن».
واستطرد: «وإن وصل الطلب فسيُبحث من قبل الجهات المعنية قبل إقرار أي امر»، شارحا ان «عملية نقل القوات تحتاج اولا الى مباحثات رسمية معمّقة والى دراسة سياسية وعسكرية تحدد بكل دقة إيجابيات وسلبيات أي قرار متوقع اتخاذه».
وعدّد المصدر جملة من المخاوف التي يمكن ان تصيب تأثيراتها البلاد جراء تواجد هذا العدد الكبير من الجنود الاميركيين، على المستويين الشعبي والاستراتيجي.
وبيّن أن «المزاج الشعبي تقبّل وجود عدد محدود من القوات في معسكر (فرجينيا) على اعتبار انها قوات غير دائمة مهمتها تسهيل العمليات اللوجستية أثناء تبديل القوات الموجودة في العراق، وكانت في إطار اتفاقيات أمنية محددة وُقّعت بعد تحرير الكويت في العام 1991 ثم فُعّلت مع بداية حرب تحرير العراق في العام 2003. أما تواجد هذا العدد وفي هذا التوقيت فقد لا يلقى القبول الشعبي».
وتابع: «اما من الناحية العسكرية فإن هذا التواجد يعني التحضير لأمر ما لايران، وهو ما يجعل الكويت شريكا مباشرا في أي حرب تشن على طهران من خلال الكويت، ما يعني وضعنا في عين العاصفة ويُدخلنا جديا في مرحلة الخطر»، مؤكدا ان «هذه الاعتبارات سوف تؤخذ على محمل الجد عند دراسة هذا الامر في حال تم طلبه رسميا».
ووصف المصدر ما تناقلته بعض وكالات الأنباء عن التواجد الأميركي في الكويت بـ«جس النبض» أو «تهيئة الظروف الملائمة للقرار مستقبلا» أو «رصد ردود الفعل الشعبية والعسكرية من قبل الأطراف المعنية به».
وشدد على أن «الخبر لم يأت من فراغ، على الرغم من عدم تقديم طلب رسمي. وأن هناك إشارات مهّدت له في مقدمها تنفيذ أميركا للاتفاقية الامنية الموقعة مع العراق وضرورة الانسحاب قبل نهاية العام الحالي، ورغبتها في البقاء قريبا من موقع التهديد والابتعاد عن مواطن الخطر الحقيقية في العراق»، لافتا الى تواجد عسكري أميركي في مياه الخليج والبحرين وقطر وتركيا.
وبيّن أن «انتقال القوات الأميركية من العراق سيتزامن مع إرساء بنية أمنية جديدة في منطقة الخليج ستواكبها ترتيبات امنية دفاعية برية وبحرية وجوية واستخباراتية في مجال تبادل المعلومات مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة الى تعزيز تواجد القطع الأميركية في الخليج وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي واعتراض الصواريخ الباليستية.
واختتم مؤكدا أن «لدى الكويت اتفاقيات أمنية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولم تقحم نفسها أبدا في أي صراعات مسلحة في المنطقة، وقبولها مثل هذا الطلب حال تقديمه قد يضعها جديا في دائرة الخطر والاستهداف».
في الموضوع نفسه، اعتبر وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله ان وجود قوات وقاعدة اميركية في الكويت ليس بالأمر الجديد، ورأى ان الزيادة في العدد قد تنجم عن وصول القوات القادمة من العراق في طريقها الى بلادها.
لكن الا يضع تزايد عديد القوات الاميركية الكويت تحت المجهر، خاصة في حال اندلاع حرب على ايران؟ اجاب الجارالله: نتمنى الا تندلع أي حرب.
وسُئل الجارالله من حفل افتتاح السفارة الهولندية في الجابرية عن الحراك النيابي ضد النظام السوري، فوصف التظاهرة التي جرت الجمعة الماضية وشارك فيها نواب بانها «حراك سياسي، وقد مارست وزارة الداخلية دورها في حماية امن السفارة السورية وامن المحتجين، وقد عبر الحضور عن مواقفهم وهم محقون في التعبير عن رأيهم ولم يكن ذلك تدخلا في عمل وزارة الخارجية»، معتبراً في الوقت نفسه ان من السابق لاوانه الحديث عن الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي السوري.
من جهته، اعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أن التعزيزات الأميركية في الخليج «ليست عقلانية».
| كتب حسين الحربي وغادة عبدالسلام |
منبّها الى جملة من المخاطر تضع الكويت في «دائرة الخطر والاستهداف»، وضع مصدر عسكري رفيع المستوى فضّل عدم إعلان اسمه لـ «الراي» أن ما تناقلته وكالات أنباء عالمية عن تمركز حوالي 50 ألف جندي أميركي في الكويت حال انسحابهم من العراق في خانة «جس النبض»، مؤكدا أن الكويت لم تتلق، حتى الآن، أي طلب أميركي رسمي بهذا الشأن.
وحذّر المصدر من أن «الكويت ستصبح في عين العاصفة الايرانية إذا صدقت التسريبات عن انتقال 50 ألف جندي أميركي من العراق للتمركز في الكويت، إما استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران وإما البقاء قريبا من منطقة العمليات في الخليج».
ورفض المصدر التعامل مع خبر انتقال 50 ألف جندي اميركي الى الكويت من منطلق «الأمر الواقع»، مؤكدا ان «الامر بحاجة الى تأكيد رسمي وحضور فعلي لتلك القوات على الأرض»، ومشددا على أن الكويت لم تتسلم أي طلب أميركي رسمي بهذا الشأن حتى الآن».
واستطرد: «وإن وصل الطلب فسيُبحث من قبل الجهات المعنية قبل إقرار أي امر»، شارحا ان «عملية نقل القوات تحتاج اولا الى مباحثات رسمية معمّقة والى دراسة سياسية وعسكرية تحدد بكل دقة إيجابيات وسلبيات أي قرار متوقع اتخاذه».
وعدّد المصدر جملة من المخاوف التي يمكن ان تصيب تأثيراتها البلاد جراء تواجد هذا العدد الكبير من الجنود الاميركيين، على المستويين الشعبي والاستراتيجي.
وبيّن أن «المزاج الشعبي تقبّل وجود عدد محدود من القوات في معسكر (فرجينيا) على اعتبار انها قوات غير دائمة مهمتها تسهيل العمليات اللوجستية أثناء تبديل القوات الموجودة في العراق، وكانت في إطار اتفاقيات أمنية محددة وُقّعت بعد تحرير الكويت في العام 1991 ثم فُعّلت مع بداية حرب تحرير العراق في العام 2003. أما تواجد هذا العدد وفي هذا التوقيت فقد لا يلقى القبول الشعبي».
وتابع: «اما من الناحية العسكرية فإن هذا التواجد يعني التحضير لأمر ما لايران، وهو ما يجعل الكويت شريكا مباشرا في أي حرب تشن على طهران من خلال الكويت، ما يعني وضعنا في عين العاصفة ويُدخلنا جديا في مرحلة الخطر»، مؤكدا ان «هذه الاعتبارات سوف تؤخذ على محمل الجد عند دراسة هذا الامر في حال تم طلبه رسميا».
ووصف المصدر ما تناقلته بعض وكالات الأنباء عن التواجد الأميركي في الكويت بـ«جس النبض» أو «تهيئة الظروف الملائمة للقرار مستقبلا» أو «رصد ردود الفعل الشعبية والعسكرية من قبل الأطراف المعنية به».
وشدد على أن «الخبر لم يأت من فراغ، على الرغم من عدم تقديم طلب رسمي. وأن هناك إشارات مهّدت له في مقدمها تنفيذ أميركا للاتفاقية الامنية الموقعة مع العراق وضرورة الانسحاب قبل نهاية العام الحالي، ورغبتها في البقاء قريبا من موقع التهديد والابتعاد عن مواطن الخطر الحقيقية في العراق»، لافتا الى تواجد عسكري أميركي في مياه الخليج والبحرين وقطر وتركيا.
وبيّن أن «انتقال القوات الأميركية من العراق سيتزامن مع إرساء بنية أمنية جديدة في منطقة الخليج ستواكبها ترتيبات امنية دفاعية برية وبحرية وجوية واستخباراتية في مجال تبادل المعلومات مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة الى تعزيز تواجد القطع الأميركية في الخليج وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي واعتراض الصواريخ الباليستية.
واختتم مؤكدا أن «لدى الكويت اتفاقيات أمنية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولم تقحم نفسها أبدا في أي صراعات مسلحة في المنطقة، وقبولها مثل هذا الطلب حال تقديمه قد يضعها جديا في دائرة الخطر والاستهداف».
في الموضوع نفسه، اعتبر وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله ان وجود قوات وقاعدة اميركية في الكويت ليس بالأمر الجديد، ورأى ان الزيادة في العدد قد تنجم عن وصول القوات القادمة من العراق في طريقها الى بلادها.
لكن الا يضع تزايد عديد القوات الاميركية الكويت تحت المجهر، خاصة في حال اندلاع حرب على ايران؟ اجاب الجارالله: نتمنى الا تندلع أي حرب.
وسُئل الجارالله من حفل افتتاح السفارة الهولندية في الجابرية عن الحراك النيابي ضد النظام السوري، فوصف التظاهرة التي جرت الجمعة الماضية وشارك فيها نواب بانها «حراك سياسي، وقد مارست وزارة الداخلية دورها في حماية امن السفارة السورية وامن المحتجين، وقد عبر الحضور عن مواقفهم وهم محقون في التعبير عن رأيهم ولم يكن ذلك تدخلا في عمل وزارة الخارجية»، معتبراً في الوقت نفسه ان من السابق لاوانه الحديث عن الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي السوري.
من جهته، اعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أن التعزيزات الأميركية في الخليج «ليست عقلانية».
نتنياهو حذر مجددا من البرنامج النووي الإيراني (رويترز-أرشيف)
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، كل على حدة، خلال الشهور الأخيرة إلى بيت الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسف، وأطلعاه بشكل سري على خطورة البرنامج النووي الإيراني على إسرائيل، وذلك وسط تحذيرات متزايدة بشأن احتمال مهاجمة إيران.
وقالت الصحيفة إن باراك حضر إلى بيت يوسف مرتين ونتنياهو مرة واحدة خلال الشهر الحالي, حيث كانا يطلبان التحدث بسرية إلى الحاخام بحيث لا يبقى في غرفة الاجتماع سوى أربعة أشخاص هم باراك أو نتنياهو والحاخام يوسف، ورئيس حزب شاس ووزير الداخلية إلياهو يشاي، ووزير الإسكان أريئيل أتياس من حزب شاس.
ولفتت الصحيفة إلى أن للحاخام يوسف تأثيرا كبيرا على خطوات تنفذها الحكومة الإسرائيلية، وفي الفترة الأخيرة تم تجنيده لإقناع الجمهور بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
يأتي ذلك على خلفية نشر تحليلات في الصحف الإسرائيلية مؤخرا نسبت لنتنياهو وباراك نيتهما شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وكان آخرها مقالا لكبير المعلقين بيديعوت أحرونوت ناحوم برنياع يوم الجمعة الماضي أشار فيه إلى أن نتنياهو وباراك يخططان لهجوم قريب على إيران.
(تغطية خاصة)
لكن محلل الشؤون الاستخباراتية في يديعوت أحرونوت رونين برغمان أشار اليوم إلى المصاعب التي تقف أمام إقدام إسرائيل على شن مثل هذا الهجوم. ولفت برغمان بداية إلى أن هجوما على المنشآت النووية الإيرانية لن يلحق بها أضرارا هامة وربما، في أفضل الأحوال، سيؤخر لثلاث أو أربع سنوات حصول إيران على سلاح نووي.
كما شكك برغمان في قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على تنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خاصة وأن المسافة بين إسرائيل وإيران تبلغ 1500 كلم، مما يعني أن الطائرات المهاجمة ستحتاج إلى التزود بالوقود مرة على الأقل، إضافة إلى وجود دفاعات جوية عديدة جدا حول هذه المنشآت.. "وفي حال حدوث معارك جوية فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية ستحتاج إلى التزود عدة مرات بالوقود بعيدا عن إسرائيل".
وحذر برغمان من هجوم مضاد بالصواريخ من إيران وحزب الله من لبنان والفصائل الفلسطينية من قطاع غزة واحتمال دخول سوريا -التي وصف المحلل الإسرائيلي جيشها بأنه أقوى جيش عربي- في حرب إقليمية.
كما حذر برغمان من أن مثل هذا الهجوم سيستدعي تنديدا دوليا واسعا جدا بإسرائيل وقطع العديد من الدول العلاقات معها، وأولها دول عربية وإسلامية إلى جانب روسيا والصين.
وأشار المحلل إلى أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل معارضتها الشديدة لمهاجمة إيران، حتى لا يؤدي لالتفاف المعارضة الإيرانية حول النظام.
باراك: قد نضطر للدفاع عن مصالحنا دون الاعتماد على جهات خارجية (الفرنسية-أرشيف)
لوّح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن تل أبيب قد تضطر للدفاع عن مصالحها من دون الاعتماد على جهات خارجية.
وتزامن ذلك مع توجيه إسرائيل تعليمات إلى سفرائها في العالم بتمرير رسائل إلى الدول التي يعملون فيها بأن فرص فرض عقوبات ناجعة على إيران تتضاءل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله خلال اجتماع للجنة المالية التابعة للكنيست اليوم الثلاثاء إن أحد الأمور البارزة التي تظهر من التمعن بالشرق الأوسط في العام الأخير هو استنتاج أنه قد تنشأ فيه أوضاع تضطر فيها إسرائيل إلى الدفاع عن مصالحها والإصرار على أمور هامة لها بنفسها من دون الاعتماد على قوى إقليمية أو أخرى لمساعدتها.
واستعرض باراك أمام اللجنة التحديات الأمنية الماثلة أمام إسرائيل، وقال إنها خلال عام 2012 المقبل تقف أمام مفترق طرق حاسم وهام جدا.
وأشار إلى أن الوضع الجيوإستراتيجي والاقتصادي، الداخلي والخارجي، مميز ولم تشهد إسرائيل مثيلا له، فهناك الربيع العربي الذي زلزل بعض الدول العربية، إلى جانب تغيرات لدى الشعوب والأنظمة يصعب توقع نهايتها، وهذه تنشئ تحديات أمنية جديدة، وهناك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وحزب الله في لبنان وإيران في الخلفية، وهناك تهديدات أخرى، واعتبر أن التحديات مثيرة للقلق وليست بسيطة.
وطالب باراك لجنة المالية البرلمانية بزيادة الموازنة العامة بمبلغ من سبعة إلى ثمانية مليارات شيكل (حوالي 1.91 إلى 2.2 مليار دولار) ليتسنى تحويل المبلغ إلى ميزانية الأمن، وشدد على أنه من خلال زيادة هذه الميزانية سيكون بالإمكان إدارة الاحتياجات الأمنية بصورة مسؤولة.
وتأتي تصريحات باراك بعد أن كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود اتفاق بينه وبين رئيس الوزراءبنيامين نتنياهو على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية وسط معارضة من جانب جميع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
تشديد العقوباتكما تتزامن هذه التصريحات مع توجيه وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات إلى سفرائها في العواصم المركزية في العالم بتمرير رسائل شديدة اللهجة إلى أعلى المستويات في الدول التي يعملون فيها بأن فرص فرضها عقوبات ناجعة على إيران تتضاءل.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم إن حملة بهذا الصدد تتضمن تكثيف الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية على خلفية اقتراب موعد نشر الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريرا في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، تقول إسرائيل إنه سيكشف تفاصيل جديدة حول حجم البرنامج النووي العسكري الإيراني.
ووفقا لهآرتس فإن إسرائيل والولايات المتحدة تعتزمان استخدام هذا التقرير في حملة سياسية إعلامية في أنحاء العالم من أجل الدفع باتجاه عزل إيران.
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تراجع التعامل الدولي مع البرنامج النووي الإيراني بث رسائل إشكالية تجاه المجتمع الدولي تختلف عن رؤية إسرائيل لأهمية مواجهة إيران.
وقالت هآرتس إن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تفيد أن إيران تنجح في الحفاظ على وتيرة مستقرة لتخصيب اليورانيوم بمستوى متدن رغم العقوبات، كما أن الإيرانيين يتحدثون عن رغبتهم في مضاعفة وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بثلاثة أضعاف والوصول إلى تخصيب بمستوى 20% ونقل أجهزة الطرد المركزية الموجودة بالمنشأة النووية غير المحمية في نطنز إلى منشأة تخصيب اليورانيوم المقامة بباطن الأرض بمدينة قُم.
وذكرت الصحيفة أنه في موازاة ذلك يواصل الإيرانيون إقامة مفاعل مياه ثقيلة في مدينة أراك، من شأنه أن يمكنهم من فتح مسار لإنتاج البلوتونيوم والوصول إلى قنبلة نووية.
من ناحية أخرى, عبر مسؤول رفيع في الخارجية الإسرائيلية عن تخوف من أن تطورات سياسية داخلية في عدد من الدول، مثل تغير القيادة في روسيا والصين عام 2012 وانتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة وفرنسا نهاية العام المقبل، ستضع صعوبات أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول أخرى بشأن تشديد العقوبات.
وقالت الصحيفة إنه لهذا السبب فإن إسرائيل مهتمة ببلورة تحالف مؤلف من عدة دول غربية تفرض عقوبات مستقلة وخارج إطار مجلس الأمن الدولي مثل عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي.
وتتعلق العقوبات التي تطالب بها إسرائيل وتعتبر أنها ستلحق ضررا كبيرا بالنظام الإيراني بحظر أية اتصالات مع البنك المركزي الإيراني وحظر شراء النفط الخام الإيراني وفرض عقوبات أخرى على شركات طيران ونقل بحري.
توعدت طهران اليوم الأربعاء "بمعاقبة" إسرائيل إذا ما قامت الأخيرة بأي هجوم في ظل إعلان تل أبيب عن إجراء تدريبات والتلويح بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وسط توقعات الإعلام الإسرائيلي بخطط لشن هجوم من هذا القبيل.
وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية المشتركة إن بلاده في "حالة تأهب قصوى" وأضاف "نعتبر أي تهديد -حتى لو كان احتماله ضعيفا أو بعيدا- تهديدا أكيدا".
وأكد الجنرال حسن فيروز أبادي بحديث لوكالة فارس للأنباء استعداد بلاده "لمعاقبتهم (الإسرائيليين) وجعلهم يندمون على ارتكاب أي غلطة". وأضاف "الولايات المتحدة ستتكبد خسائر جسيمة إذا ما شن النظام الصهيوني أي هجوم عسكري ضد إيران". استعداد إسرائيلي
(تغطية خاصة)
وفي طور الاستعدادات الإسرائيلية، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش عن إجراء تدريب واسع وسط إسرائيل اليوم وغدا.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الفرق المشاركة بهذا التدريب تشمل قوات إنقاذ ووحدات لمعالجة أوضاع تسقط خلالها صواريخ تحمل رؤوسا حربية نووية وبيولوجية وكيمياوية، وقوات من الشرطة وإخماد الحرائق والإسعاف الأولي وسلطة الطوارئ الوطنية.
وسيجري الجيش الإسرائيلي تجارب على صفارات الإنذار في وسط البلاد.
وكشف النقاب عن تدريب أجراه سلاح الجو بجزيرة سردينيا الإيطالية قبل عشرة أيام، تم خلالها التدريب على مهاجمة أهداف بمناطق بعيدة عن إسرائيل، وعلى معارك جوية والتزود بالوقود بالجو ومواجهة صواريخ أرض جو.
ويتزامن ذلك مع إعلان تل أبيب عن إجراء تجربة لإطلاق صاروخ بنظام الدفع الذاتي من قاعدة عسكرية وسط إسرائيل.
ويقول خبراء إن هذا النظام قادر على إطلاق صواريخ عابرة للقارات تحمل رؤوسا نووية. تلويحوكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لوّح أمس بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن تل أبيب قد تضطر للدفاع عن مصالحها من دون الاعتماد على جهات خارجية.
باراك: تل أبيب قد تضطر للدفاع عن مصالحها دون الاعتماد على جهات خارجية (الفرنسية)
وتحدث باراك أمام اللجنة المالية التابعة للكنيست عن التحديات الأمنية، وقال إن إسرائيل ستقف خلال عام 2012 أمام مفترق طرق حاسم وهام جدا.
وطالب من لجنة المالية البرلمانية بزيادة الموازنة العامة بمبلغ يتراوح بين سبعة وثمانية مليارات شيكل (نحو 1.91 إلى 2.2 مليار دولار) ليتسنى تحويل المبلغ لميزانية الأمن.
وقد جاءت تصريحات باراك بعد أن كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود اتفاق بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وسط معارضة من جانب جميع قيادة الأجهزة الأمنية. جدل داخلي
ووسط الجدل الدائر حول هذا الموضوع بالأوساط السياسية الإسرائيلية، أوضح نتنياهو أنه رغم الحديث عن ضربة عسكرية فإن جميع الخيارات مطروحة لمنع إيران من تصنيع أسلحة نووية.
ووصف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان السجال والنشر حول هجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية بوسائل الإعلام بأنه لا يمت بصلة للواقع وأنه ألحق ضررا هائلا بإسرائيل، لكنه اعتبر أن إيران تشكل الخطر الأكبر على النظام العالمي.
ليبرمان قلل من التصريحات بشأن هجوم وشيك على إيران (الفرنسية)
وقال ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الأربعاء "النقاش العام بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران تسبب بضرر هائل.. ولا أنوي الانضمام إلى هذه الثرثرة حول إيران، وعلينا أن نكتفي بالقول إن جميع الخيارات موضوعة على الطاولة".
وأضاف أن "99% من النشر حول الموضوع لا يمت بأية صلة للواقع.. ويبدو أن جنونا أصاب أجهزة وأشخاصا معينين" في إشارة إلى رئيس الموساد السابق مائير داغان ومسؤولين أمنيين يعارضون ويحذرون من هجوم ضد إيران.
وقصفت إسرائيل مفاعلا نوويا عراقيا عام 1981، وشنت غارة مماثلة ضد سوريا عام 2007، وهما سابقتان تعطيان ثقلا لتهديداتها المبطنة باتخاذ
إجراء مماثل ضد إيران إذا فشل الضغط الخارجي في كبح برنامج التخصيب، لكن الكثير من المحللين المستقلين يعتبرون أن المهمة أكبر من أن تضطلع
بها إسرائيل وحدها.