في الليل لما خلي __ كتبت ما يلي :_ ....................

لنرجع الى سورة الصافات ..و نقرأ

فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)

فلما [اقترعوا] أصابت القرعة يونس { فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ } أي: المغلوبين. ...

فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142)

فألقي في البحر { فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ } وقت التقامه { مُلِيمٌ } أي: فاعل ما يلام عليه، وهو مغاضبته لربه.
أي أتى بما يلام عليه . فأما الملوم فهو الذي يلام ، استحق ذلك أو لم يستحق . وقيل : المليم المعيب . يقال : لام الرجل إذا عمل شيئا فصار معيبا بذلك العمل .
( وَهُوَ مُلِيمٌ ) يقول: وهو مكتسب اللوم، يقال: قد ألام الرجل، إذا أتى ما يُلام عليه من الأمر وإن لم يُلَم،
( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال: مذنب.


هاااااااااااااا

عرفنا الآن ليش جميع من في السفينة ارادوا الا يكون النبي يونس هو الرجل الذي يلقونه في البحر .. حتى انهم فرغوا الهدف من اللجوء للقرعة من محتواه حين اعادوها مرتين ..فلم تعد قرعة ,.. و انما الهدف إنفاذ ارادتهم ..و مع ذلك لم تتحقق ارادتهم

عرفنا ليش ما فاز بالقرعة .. رغم انهم يريدون فوزه ... و رغم إنه يونس ليس بانسان عادي ... و انه نبي الله و الله يعين انبيائه ...

لإنع كَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ } أي: المغلوبين. ...فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) أي: فاعل ما يلام عليه، وهو مغاضبته لربه.


لقد كنا في حياتنا من المدحضين ( المغلوبين )كثيرا ... و سوف نكون في أي وقت من المدحضين

و كنا و نتكدر .. و نحبط .. و نحزن بشدة

و نتسائل لم كنا كذلك .. و سوف نتسائل ...


ما كنا نعرف السبب

ما كنا نعرف
أن الواحد منا حينها قد يكون لتصرف في أمر خالف فيه امر الله
"" مُلِيمٌ ""

و
بالتبعية ما كنا نحرص على أن نبحث فيما اذا كنا قد ارتكبنا ما نلام عليه


لماذا لم نعرف ؟

لإننا لم نكن نتدبر القرآن ...

و لو كنا نتدبر لأضحى بصرنا و تبصرنا في امورنا و هدى ديننا حديد ..


و ما أعظم ذنبا من أن نتأخر عن أداء الصلاة فور الأذان مقدمين امور الدنيا عليها و ربما لأسباب تافهه و معيبة ... و ربما نصلى خارج موعدها ... او نصلي بين فترة و أخرى .. او ربما لا يصلي البعض من الأصل

فنشهد تبعات ذلك ماثلة أمامنا حين تتعكض امورنا و مصالحنا و حياتنا ... مدحضين مغلوبين ...





إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )

الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم



علي آل بن علي
 
التعديل الأخير:
تأملات العاديات
....:...:....


بعد ما تقدم من هدى قرآني ,,ليس هناك من حديث

و مسألة إصلاح نهج عبادتنا أضحى أمر مصيري ..

و رأس الإصلاح ,,إصلاح ان الصلاة
و
برهانه مدى الإلزام في العمل بقوة لمعالجة المشكلة العظيمة المتمثلة في التأخر عن أداء الصلاوات
و
و محركه مدى مصداقيتنا في إدراك مفهوم هذه الآيات و تقدير تبعاتهم :


وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ


يخبر تعالى،

أنه يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره
وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهوالعرق المكتنف لثغرة النحر،

وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه، المطلع على ضميره وباطنه،
القريب منه في جميع أحواله،
فـــ
يستحي منه أن يراه، حيث نهاه،
أو
يفقده، حيث أمره،

وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال، فيجلهم ويوقرهم، ويحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه، مما لا يرضي رب العالمين.


لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)

{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا } أي: يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام، توبيخًا، ولومًا وتعنيفًا أي: لقد كنت مكذبًا بهذا، تاركًا للعمل له

فالآن { كشفنا عَنْكَ غِطَاءَكَ } الذي غطى قلبك،
فكثر نومك،
واستمر إعراضك،

{ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ينظر ما يزعجه ويروعه، من أنواع العذاب والنكال.

و هذا خطاب من الله للعبد، فإنه في الدنيا، في غفلة عما خلق له،
و
لكنه يوم القيامة، ينتبه ويزول عنه وسنه، ولكنه في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط، ولا يستدرك الفائت،

وهذا كله تخويف من الله للعباد، وترهيب، بذكر ما يكون على المكذبين، في ذلك اليوم العظيم.




من منا يستطيع أن يبقى متفكرا و متذكرا ( لا أقول يعيش فيها ..و انما فقط متفكرا ) هذه المفاهيم و العظات و العبر و الهدى اكثر من دقائق معدودات حين قراءة القرآن ؟



-------------------------------------------------------------------------

المحتوى باللون الأزرق منقول من تفسير السعدي




إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )

الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم


علي آل بن علي
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى