العرب الإيجابيون
متفرقات - الأحد، 12 مارس 2017 / 258 مشاهدة /
40
محمد بن راشد آل مكتوم
×
1 / 4
شارك:
+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
| بقلم: محمد بن راشد آل مكتوم* |
لعل ما تمر به منطقتنا العربية من نزاعات سياسية وصراعات مذهبية ودينية وتراجعات اقتصادية وتحولات اجتماعية وهزائم علمية وحتى رياضية، يجعل الحديث عن مفهوم الإيجابية كأحد الحلول التنموية مستهجناً وبعيداً عن الواقعية ومغرقاً في المثالية.
ولست هنا في معرض الحديث عن إصلاح هذا التراجع الحضاري الذي تمر به منطقتنا، فهذا يحتاج لبحث آخر مستقل، وجهد بحثي مكثف، وحلول عملية تتناسب مع خصوصيتنا الحضارية والثقافية والسياسية، ولكن في هذه العجالة أحببت فقط أن أقول لإخواني العرب: لم لا نجرب أن نغير نظرتنا لبعض الأمور، ونتحلى بقدر من الإيجابية في تعاملنا مع التحديات التي تواجهنا، ونُبقي قليلاً من التفاؤل تستطيع الأجيال الجديدة أن تعيش عليه وأن تحقق ذاتها من خلاله؟
ما دمنا كعرب جربنا الكثير من النظريات والأفكار والمناهـج، فلا ضير في أن نجرب أن نكون إيجابيين لبعض الوقت، ونغيّر نظاراتنا السوداء لفترة من الزمن، ونكون إيجابيين حول بعض الأمور. ولعلي أقترح هنا أن نبدأ بتغيير نظرتنا لثلاثة أشياء كبداية...
أولاً، النظر بإيجابية لقدراتنا وإمكاناتنا: الثقة بالنفس هي أولى خطوات التغيير للأفضل. لا بد أن تتغير نظرة العرب في شكل عام لقدراتهم وإمكاناتهم. لا بد أن تكون لديهم ثقة أن بإمكانهم تغيير واقعهم، وتغيير العالم من حولهم، والإيمان بإمكانية تحولهم لقوة عظمى اقتصادياً وسياسياً وعلمياً خلال فترة بسيطة من الزمن. وهذا يتطلب قدراً كبيراً من الإيجابية في مؤسساتنا وشعوبنا وثقافاتنا، وشجاعة قلبية كبيرة ليترسخ اليقين فينا بقدرتنا على المنافسة في هذا العالم.
منطقتنا منطقة حضارات، نحن صنّاع حضارات. منذ آلاف السنين وأبناء هذه المنطقة منبع الحضارات وأصلها وقدموا الكثير للعالم. لماذا لا يستطيع أبناؤهم اليوم تكرار التفوق الحضاري نفسه الذي حققه أجدادهم، الذين ما زال تأثيرهم حاضراً معنا اليوم؟
انظروا مثلاً لتكنولوجيا الكمبيوترات القائمة على الرقمين صفر وواحد. الصفر خرج من عندنا ولدينا فضل في تقدم هذا العلم، لأن استخدام الصفر بشكله المعروف حالياً يعود إلى الحضارة الإسلامية التي قدّمته للعالم بشكل رياضي متطور على يد عالم الرياضيات الخوارزمي. حتى الأرقام الأجنبية الحالية أخذها الأوروبيون من العرب، ويقال إن حتى الحروف اللاتينية أصلها سامي وليس أوروبياً، لأنها فينيقية، والفينيقيون هم أبناء هذه المنطقة.
الحضارات الغربية الحديثة استفادت منا ومن علمائنا في علوم الطب والفلك والكيمياء والرياضيات، وهذه طبيعة الحضارات؛ أنها تتفاعل مع بعضها وتبني على علوم من سبقوها، وتبدأ من حيث انتهت عقول وأفكار من جاؤوا قبلها. نحن أبناء هذه المنطقة قدمنا الكثير من الإبداعات والابتكارات للعالم، ونستطيع اليوم أيضاً أن نقدم شيئاً جديداً ومختلفاً للعالم مرة أخرى. تنقصنا فقط الثقة بالنفس، وتغيير ثقافة الأجيال الجديدة لتنظر بإيجابية لتاريخها وقدراتها وإمكاناتها وطاقاتها الهائلة الكامنة فيها.
ثانياً، النظر بإيجابية للمستقبل: أنا أستغرب من كمية التشاؤم الكبيرة الموجودة في الكثير من الدول العربية، وخاصة في منتجاتها الفكرية والإعلامية والدرامية. بل للأسف أبدع الكثير من شعوبنا في صياغة الأمثال التي تدعو للإحباط، وتقلل من إمكانية تغيير المستقبل، مع أن التفاؤل جزء من ثقافتنا وجزء من ديننا أيضاً.
كان العرب في الجاهلية إذا أرادوا السفر نفروا طيراً، فإذا طار يميناً تفاءلوا وإذا طار شمالاً تشاءموا. وللأسف ما زال البعض لدينا يعيشون في تلك الجاهلية.
انظروا لدول مثل اليابان وألمانيا، خرجت مدمرة تماماً من الحرب العالمية الثانية، ملايين القتلى، وخراب شامل في البنية التحتية، وخلال عشرات السنين أصبحت تقود اقتصاد العالم! لم ييأس أبناؤها، بل تعاونوا وتكاتفوا، وكانت لديهم ثقة بالنفس وإيمان بالقدرة على صنع المستقبل، وعملوا بجد واجتهاد حتى وصلوا.
الحروب يمكن أن تدمر البنيان، ولكن الأخطر منها تلك التي تدمر الإنسان، وتقصف ثقته بنفسه، وتهدم تفاؤله بمستقبله، وتحيله إلى التقاعد عن إكمال السباق الحضاري والمنافسة العالمية.
في الإمارات كنا قبائل متفرقة، غير متعلمة، في صحراء قاحلة، واليوم نحن دولة عالمية متقدمة لأن ثقتنا بالمستقبل منذ البداية كانت تزيدنا إصراراً على العمل بشكل أفضل وأسرع وأكبر. وكلما تحقق إنجاز، ولو كان صغيراً، كانت هذه الثقة تكبر مع الأيام ومع الإنجازات، والفضل والحمد لله وحده على هذه النعمة.
ثالثاً، التوقف عن الانتظار: كثير من العرب لديهم عقدة الانتظار، ينتظرون صلاح الدين، وينتظرون معجزة تهبط من السماء ليتغير حالهم، وهذا مخالف لقوانين الكون التي وضعها رب العالمين: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. الله سبحانه وتعالى يقول اعملوا، لم يقل انتظروا حتى نرسل لكم معجزة.
لا بد لكل واحد منا أن يعمل ويجتهد. لا بد لكل دولة أن تبتكر في مشاريعهــا، وتنطلق في مبادراتهـا، كـل وزارة ومؤسسـة وشركة لا بد أن تعمل وأن يكون لديها طموح عالمي. كل شخص لا بد أيضاً أن يعمل بإخلاص وإتقان واجتهاد. لا بد أن نعمل ونستمر في العمل، وأن يكون لدينا طموح كبير، وثقة بأننا نستطيع تغيير واقعنا، ونستطيع أيضاً أن نغير العالم.
نحن في الإمارات لدينا تجربة مميزة في بناء حكومة ناجحة ومؤسسات قوية واقتصاد متنوع، ومستعدون لمشاركة خبراتنا مع أية دولة أخرى. هناك دول كثيرة أيضاً لديها خبرات في مجالات قد تكون طبية أو علمية أو صناعية أو غيرها، لا بد أن نستفيد ونتعلم من بعضنا، ولا ننتظر المستقبل.
البعض ينتظر أن يتوحد العرب أولاً، والبعض ينتظر أن تنتهي الحروب أولاً. أسوأ شيء نفعله هو أن ننتظر لأن الانتظار هدر في الطاقات، وضياع للسنوات، وفوات للكثير من الإنجازات.
هل يمكن أن تكون
السياسة إيجابية؟
في لقاء جمعني بمجموعة من المفكرين والإعلاميين في إحدى ليالي رمضان المبارك، كنت في حوار مع أحدهم فقال لي: أكثر ما يعجبني فيك أنك رجل اقتصاد أكثر منك رجل سياسة، وقائد ميداني أكثر منك صاحب أفكار فلسفية. ابتسمت وقلت له: هذا يعتمد على تعريفك للسياسة وللفلسفة.
لا يمكنك أن تنجح في إدارة اقتصاد دولة دون أن تكون سياسياً بارعاً. ولا يمكن أن تكون ناجحاً في الميدان دون فكر ورؤية وفلسفة تقود عملك الميداني وتسبقه أيضاً.
ينظر الكثير من الناس للسياسة على أنها شيء سلبي، تسوده الألاعيب، وتتحكم فيه المصالح، وتغيب عنه الأخلاق. ولكن يمكنني أن أقول، وبعد سنوات طويلة قضيتها كرجل دولة وتعاملت خلالها مع الآلاف من السياسيين من أنحاء العالم كافة، إنه يمكن إنجاز الكثير من الخير للشعوب إذا كانت نظرتنا للسياسة نظرة إيجابية. أفكارنا حول السياسة هي ما يحكم تصرفاتنا وقراراتنا حولها. لا بد أن تتغير نظرتنا للسياسة، لأن مصير الأمم والشعوب بأيدي السياسيين.
عندما نركز على نقاط الاتفاق وليس الاختلاف تكون السياسة إيجابية، عندما نركز على ما يجمعنا وليس ما يفرقنا تكون السياسة إيجابية، عندما نركز على الأفكار والمصالح وليس على الأشخاص والطوائف والأعراق والأديان، تكون السياسة إيجابية. عندما تكون مصلحة الناس متقدمة على مصلحة الأحزاب والتيارات تكون السياسة إيجابية. كل شيء يعتمد على نظرتنا وأفكارنا حول السياسة.
يزعجني كثيراً التركيز على الأخطاء وما يفرق بين الأمم والشعوب في الكثير من وسائل الإعلام. أعرف أن الأخطاء، هي التي تجعل الصحف تبيع أكثر، وهي أيضاً مصدر الرزق لكثير من المحللين السياسيين، وهي أيضاً الأداة الرئيسية لكثير من السياسيين. ولكن السياسة الإيجابية الحقيقية هي في التركيز على الإيجابيات وتعظيمها والاستفادة منها والبناء عليها لما فيه منفعة شعوبنا.
السياسة الإيجابية هي مصالح ومنافع وفق أخلاق ومبادئ. أنت تحتاج لأن تكون سياسياً ليس فقط في علاقتك مع الدول الأخرى، أنت تحتاج لأن تكون سياسياً مع شعبك، مع فريق عملك، مع أسرتك، وحتى مع أبنائك الصغار. هناك لغة للحوار والتفاهم وأرضية للعيش المشترك، والمصالح المتبادلة أيضاً.
جانب آخر مهم أيضاً في السياسة، هو موضـوع التواصل. يقولون إن السياسة هي فن الممكن. وأقول إن السياسة هي أيضاً فن التواصل. إذا فهمت الشعوب بعضها، وفهمت ثقافاتها، وفهمت احتياجات بعضها، استطاعت أن تتبادل المصالح والمنافع في جو من الثقـة، وفي بيئة يسودها الاستقرار.
لا أريد أن أُتهم بأني غير واقعي. أنا أعرف أنه لن تكون هناك نهاية للمنافسة بين الأمم والشعوب، لأن سنّة الحياة هي التدافع بين البشر. ولا يمكن أن يتفق جميع الناس أيضاً، لأن سنّة الحياة الاختلاف بين البشر. هكذا خلقهم الله. ولكن يمكن الاتفاق على لغة حوار، ويمكن الاتفاق على مصالح، وحتماً يمكن الاتفاق على طريقة للعيش المشترك، لأن الله لم يخلقنا وحوشاً، بل خلقنا بشراً.
200 مليون طاقة إيجابية
زارني قبل فترة ليست بالبعيدة أحد المسؤولين الغربيين، وبطبيعة الحال تطرقنا للأوضاع المتوترة - أو بالأصح المتفجرة - في منطقتنا العربية. وتحدث ذلك المسؤول عن أهمية التعامل مع الأخطار التي تواجه المنطقة وبخاصة خطر الإرهاب، وأشاد بدور الإمارات ودعمها للجهود الدولية في هذا المجال.
وبعد شكره، وبعد التأكيد أيضاً على استمرار جهودنا مع المجتمع الدولي في مكافحة هذه الآفة، ذكرت له أن التحدي الأكبر ليس ما تواجهه المنطقة اليوم بل ما ستواجهه خلال العقود المقبلة، وأن الخطر الأكبر ليس في مجموعات متطرفة هنا وهناك بقدر الفكر الذي يحرك هذه المجموعات والذي ينتشر يوماً بعد يوم. قلت له إن أهم سلاح لمواجهة الإرهاب ليس الجيوش والعتاد والمدرعات والطائرات، بل هو الأمل.
لدينا 200 مليون شاب عربي، هم بين خيارين: أن يفقدوا الأمل بمستقبل أفضل، وحياة أفضل، ليصبحوا فريسة للفكر المتطرف ووقوداً للصراعات المذهبية والطائفية العرقية في منطقتنا، أو أن يكون لديهم أمل حقيقي في المستقبل، وثقة كبيرة في حياة أفضل، وطاقة إيجابية لصنع بلد أفضل. لدينا خياران: إما 200 مليون شاب بطاقة إيجابية كبيرة يمكن أن يغيروا العالم للأفضل، أو 200 مليون شاب تتنازعهم قوى الإرهاب. انتهى كلامي معه.
لا بد من خلق أجواء إيجابية في عالمنا العربي. لا بد من تعزيز قيم الإيجابية والتسامح والتفاؤل بالمستقبل في عالمنا العربي حتى يستطيع الخروج من دائرة لا متناهية من الصراعات والتوترات التي لا يربح فيها أحد. لا بد من توجيه العقول والقلوب نحو صناعة الحياة وليس صناعة الموت، توجيهها نحو تعايش الحضارات وليس صراع الحضارات، نحو بناء المستقبل وليس التعلق بخلافات الماضي السحيق.
وبدأنا في الإمارات حراكاً لنشر هذه القيم والأفكار والمبادئ، عبر تغيير هيكلي هو الأكبر في حكومتنا، عينا فيه وزيراً للتسامح لترسيخ هذا المفهوم محلياً عربياً، ووزيراً للسعادة، ووزيرة شابة عمرها 22 عاماً للشباب، لنقل أفكارهم وتطلعاتهم وطموحاتهم.
الشباب العرب قادرون على تغيير الواقع للأفضل، الشباب الذين بنى أجدادهم إحدى أعظم الحضارات قادرون بكل تأكيد على إعادة البناء وتغيير الواقع بل ومنافسة العالم. شباب العرب توّاقون ومبدعون وقادرون متى ما توفرت لهم الفرص والبيئة الصحيحة.
في استطلاع رأي للشباب العرب تجريه إحدى الشركات العالمية سنوياً، تأتي الإمارات دائماً كوجهة مفضلة أولى للعمل والحياة، حتى قبل الوجهات الغربية المعتادة. لم نفعل شيئاً في الإمارات غير توفير البيئة الصحيحة والسليمة ليحقق الشباب أحلامهم وليدركوا طموحاتهم. لا أقول ذلك للتفاخر، بل أقول ذلك لأثبت أن هناك الكثير مما يمكن أن نفعله، وأن الأمل كبير في المستقبل.
أنا من المتفائلين دائماً، مهما كانت الظروف صعبة. وأنا من أنصار بث روح الإيجابية بشكل كبير في عالمنا العربي. نريد تغيير نظرة الشعوب لواقعنا. أنا لا أتحدث هنا عن إعطاء أمل كاذب ووهم للشعوب العربية. أنا هنا لأتحدث عن نظرة متوازنة للأمور. سؤالي هنا، هل حالنا اليوم كأمة عربية أفضل أم حالنا قبل خمسين سنة مثلاً، أو حتى قبل 25 سنة؟
خذ التعليم كمثال. كانت نسبة الأمية في العام 2005 في الوطن العربي 35%. الآن هي 19% فقط. معدلات التعليم ارتفعت. لدينا مئات الملايين من الشباب العرب المتعلمين والجاهزين للعمل والإنتاج. لماذا لا نتفاءل؟
لدينا التكنولوجيا التي لم تكن موجودة من قبل، وأصبحت المعرفة اليوم في متناول الجميع عبر الشبكات الإلكترونية، لماذا لا نتفاءل؟
اقتصادياً، الناتج الإجمالي للدول العربية تضاعف خمس مرات بين 1980 و2010؛ خمس مرات في ثلاثين عاماً حسب البنك الدولي.
هناك تطور اقتصادي
... لماذا لا نتفاءل؟
دخل الفرد بين 2004 و2011 في العالم العربي ارتفع 100 في المئة، أي خلال سبع سنوات زاد بمعدل الضعف، وذلك أيضاً حسب البنك الدولي، لماذا لا نتفاءل؟
الأمراض السائدة في السابق كالملاريا وشلل الأطفال وغيرهما من الأمراض الوبائية انتهت. في مجال الصحة نحن أفضل من قبل، لماذا لا نتفاءل؟
كانت الدول العربية سابقاً تقريباً كلها مستعمرة، الآن كلها تقريباً حرة، لماذا لا نتفاءل؟
كان التنقل بيننا صعباً جداً قبل عشرات السنين. لم توجد طرق وموانئ ومطارات. كنا نحتاج شهراً كاملاً للذهاب للحج.اليوم تستطيع أن تفطر في دبي، وتتغدى في القاهرة، وتتعشى في الرباط. لماذا لا نتفاءل؟!
كانت الأسواق بالنسبة للتجار هي أسواقهم المحلية المحدودة. اليوم العالم كله سوق للجميع، وانظروا لشركات الطيران الإماراتية مثلاً. لماذا لا نتفاءل؟
الحياة أصبحت أسهل، وأسرع، والفرص أصبحت أكثر وأكبر. لماذا لا نتفاءل؟
أنا متفائل؛ لأن لدينا طاقات كبيرة، وشعوباً متعطشة للتطوير والعمل والإنتاج والاستقرار.
البشر هم البشر في منطقتنا. الإنسان هو الإنسان نفسه الذي بنى الحضارات، وأسس الثقافات، وابتكر الاختراعات سابقاً، ولكن الذي تغير القيادات. أزمتنا الرئيسة في الإدارة الحكومية العربية، وكررت هذا الكلام قبل أكثر من 15 سنة. لدينا موارد عظيمة من كل الثروات، ولكن لدينا إدارة عربية ضعيفة؛ سوء إدارة في الاقتصاد، وسوء إدارة في السياسة، وسوء إدارة حتى في الرياضة.
هناك قادة أخذوا شعوبهم للفضاء، وقادة أرجعوا شعوبهم 50 عاماً للوراء. هناك قادة ارتقوا بشعوبهم لينافسوا العالم في جميع المجالات، وقادة جعلوا شعوبهم يتنافسون ويتصارعون، بل ويتقاتلون، حول من كان أحق بالسلطة قبل 14 قرناً؟!
الشباب اليوم بحاجة لنماذج من قادة ناجحين، يزرعون فيهم الأمل، ويوفرون لهم الفرص، وإلا سينجرفون خلف التعصب، والتطرف والإرهاب.
ما زلت متفائلاً بعالمنا العربي؛ لأن أغلب المؤشرات التاريخية تقول إنه يحاول النهوض. ولكن نحتاج فقط إلى إصلاح الإدارة العربية لننطلق بقوة، وننافس العالم.
* من كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية»الراي