بروفايل
الرئيس الفخري لمجموعة أسستها والدته استي لودر ليونارد لودر.. حكيم تجميل النساء
ليونارد لودر
إعداد إيمان عطية
يضحك ليونارد لودر (77 عاما) امبراطور صناعة الجمال ويقول إنه «متقاعد ويشغل الآن منصب الرئيس الفخري لمجموعة استي لودر. لكن ديك بارسونز (الرئيس التنفيذي السابق لشركة تايم وورنر) الذي يرأس لجنة التعويضات في مجموعتنا قال لي: ينبغي عليك أن تتجاوز موضوع التعويض العادي؟ فما الذي يتعين علينا فعله؟ ناقشنا الأمر فقال لي: ما رأيك بالبدل اليومي؟ فأجبته: حسنا. فقال لي: لكن علينا أن نضع سقفا لذلك. فقلت له، حسنا. فعملت لمدة ستة أشهر، وهآنذا أعمل لديهم حاليا من دون أجر».
لكنه يتابع «بالطبع أنا أكبر مساهم في المجموعة، لذلك فان أحوالي جيدة. لكنني أقول دائما انني أدفع مقابل ما أقوم به. ولماذا اقول شيئا مجنونا كهذا؟ ذلك أن هذه الفترة هي الأكثر اثارة للاهتمام في مسيرتي المهنية وجميع أعمالي. فهي متعددة الأعراق، متعددة العلامات التجارية، ومتعددة الأبعاد ومتعددة البلدان، ولم يكن الأمر أبدا أكثر متعة مما هو عليه الآن!».
انخرط لودر في العمل رسميا منذ 1958، عندما تسلم زمام أمور الشركة التي أسستها والدته استي في 1946، رغم أنه كان في أجواء هذا العمل ومحيطه بصورة غير رسمية منذ أن ولد. ولم يخرج من تلك الأجواء الا حين ذهب في مهمة دامت عامين حين كان في البحرية. عايشها وتابعها وهي تنمو من شركة بمبيعات قوامها 800 ألف دولار عام 1958 الى 5 مليارات دولار، ومن حضور في بلد واحد الى موطىء قدم في 140بلداً، ومن علامة تجارية واحدة الى 29 ماركة. واستطاع أن يحولها الى شركة عامة مساهمة والى واحدة من أكبر خمس شركات لصناعة الجمال في العالم بعد شركات السوق الشاملة مثل «يونيلفر» و «بروكتر آند غامبل». ونقل رئاسة الشركة حاليا الى ابنه ويليام الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس ادارة استي لودر.
أحد الأثرياء
جعلت الشركة منه واحدا من أثرياء العالم، اذ وضعت مجلة فوربس ليونارد لودر في المركز 212 في قائمة أثرياء العالم لعام 2010، بثروة قوامها 4.2 مليارات دولار. ويملك لودر بنتهاوس من طابقين في فيفث أفينيو مليء باللوحات الفنية، ومنازل في فلوريدا وسويسرا وفي نيويورك. وشارك بهبة من أمواله مع أخيه الأصغر رونالد في تأسيس معهد لودر في كلية ادارة الأعمال في جامعة بنسلفانيا، اضافة الى «ألما ماتر» وهي اشبه بأكاديمية لعائلة لودر (ابنه وليام درس فيها، كما فعلت أيضا ايرن ابنة رونالد، التي تشغل منصب نائبة الرئيس الأولى ومديرة الابتكار في استي لودر). وساهم مع زوجته ايفلين في تأسيس مركز ايفلين اتش لودر للصدر في مركز ميموريال كيتيرنغ للسرطان في نيويورك. وفي عام 2008، قدم أكبر منحة مالية على الاطلاق الى متحف ويتني للفن الأميركي في نيويورك وبلغت 131مليون دولار، حيث شغل منصب رئيس مجلس الادارة خلال الفترة بين 1994 – 2008، ولايزال الرئيس الفخري للمتحف. وفي 1998، أسس مع رونالد، معهدا لدراسات أمراض الشيخوخة للمساعدة في تحويل الأبحاث الخاصة بمرض الزهايمر الى عقاقير متداولة على نطاق تجاري.
مركز أخلاقي
عند سؤاله كيف يصف منصبه الحالي في الشركة كونه لا يشغل منصبا رسميا، يرد قائلا «مركز أخلاقي». وربما في ذلك التصريح أمر مثير للاهتمام في ظل النظرة العامة السائدة حيال الشركات الكبيرة هذه الأيام والتي ترى فيها حفنة من بارونات اللصوصية الساعين وراء أموالهم ومصالحهم الخاصة. ويضيف: «لا أعتقد أن هناك أي شيء خطأ في أن تكون أبويا كشركة. ونحن أبويون للغاية. فلدينا خطة جيدة جدا تتعلق بالصحة والعناية بالناس. أصيبت واحدة من كبار مندوبي المبيعات بالسرطان وأبلغها طبيبها أنها ستموت. اتصلت بي وهي تنتحب، فاتصلت بطبيب أعرفه ليفحصها. وطلبت من سكرتيرتي أن تذهب اليها بسيارة الليموزين وتأخذها الى الطبيب، وهي الآن على قيد الحياة وبحال جيدة». ويتابع بنظرة لا تخلو من الصرامة: «لا تكون ناجحا الا بقدر ما يريد لك الناس الذين يعملون لديك أن تكون».
طريقة أخرى يصف بها لودر منصبه الحالي ويقول «مدير التعليم»، وهو يدرك بوضوح كيف يمرر دروس الحكمة التي اكتسبها مع مرور الزمن. واحدة من الأشياء التي لا يزال يؤديها في الشركة هي اقامة حلقات دراسية مختلفة للموظفين. وقد تناولت واحدة منها على سبيل المثال «الخطأ والصواب في مسيرة الشركات الأخرى»، وأخضع شركات مثل كريسبي كريم وستاربكس وهوم ديبوت للدراسة. وكان أول ما قام به في اثناء الندوة، وفق ما يقول لودر أن أخرج منتجات من كيس بلاستيكي وهي عطر شانيل 5 وكلينيك وبسكويت ريتز ومشروب كوك أو نابيسكو على سبيل المثال. ثم سأل الموجودين في الفصل: ماالقاسم المشترك بين تلك المنتجات؟ انها لا تعبث بشعارها أو لونها.
التزامات وممنوعات
في حلقاته الدراسية لديه عشرة التزامات وقائمة من الممنوعات كما أنه يحب أن يرفع اللافتات. احدى تلك اللافتات تقول: «قل لا فقط»، في اشارة الى شركاء الشركة من تجار التجزئة الذين ربما يريدون من مندوب مبيعات لودر القيام بشيء يتنافى مع سياسة شركة لودر وخطها. ويرغب لودر ممن يعملون معه أن يفهموا أن أهم شيء على الاطلاق بالنسبة لعلامة تجارية تمثل منتجا فاخرا هو التوزيع المخطط والمحكم الرقابة.
من يعرف لودر في شبابه، يصفونه غالبا بـ «الخجول». وحين يتحدث هو عن تلك المرحلة من حياته يقول «لم أدرك كم كنت وسيما الا بعد مرور خمسين عاما». ويضيف ان انضمامه الى البحرية شكل مرحلة تحولية في حياته، اذ وكما يقول «جعلت مني قائدا».
التوسع العالمي
بعد انتهاء مهام عمله في البحرية، كانت لديه فكرة تتلخص في أن يحوّل شركة أمه الى جنرال موتورز بالنسبة لصناعة مستحضرات التجميل. ويتحدث عن ذلك بالقول: «في البداية كان البيع الى السوق الأميركية أسهل شيء في العالم. كنا نبيع الى النساء الطموحات. كانت المراكز التجارية الجديدة في الأحياء تفتتح يوميا في الستينات. وكانت تلك المراكز زبائننا وتبيع منتجاتنا، لكني كنت أحمل في ذهني فكرة أخرى. كنت أريد الانطلاق الى السوق العالمية». اختار بريطانيا، فنعته الناس بالجنون «فالانكليز بخلاء ولن يدفعوا السعر الذي نطلبه». لكنه ذهب الى لندن في 1953 «ولم يحدث شيء لقد كانت الأمور ميتة»، ثم عاد وذهب مرة أخرى عام 1957 مع البحرية «ورأيت تحولا هائلا، فعرفت أنهم على خطأ. وفكرت حينها أنه حين تكون لديك فكرة جيدة لا تدع الآخرين يشوشون عليها ويحولون بينك وبين تحقيقها»، وفق ما يقول لودر. الدافع نفسه حمله الى الاتحاد السوفيتي في عام 1989، «فقالوا لي: كيف ستبيع الى الشيوعيين؟» ومن ثم الى الصين عام 1993.
الاكتتاب العام
طرح الشركة للاكتتاب العام، وهو الأمر الذي قام به عام 1995 كان دافعه الأساسي مخاوف عائلية، اذ كما يقول ان بعض أفراد العائلة كانوا بحاجة الى مزيد من السيولة النقدية، لكنه يتحدث عن الأمر بمسحة طفيفة من الندم. وحياته الشخصية باتت أكثر سلاسة الآن، لكن حياته العملية اصبحت أكثر صعوبة.
فكما يقول: «اصعب شيء مررت به كان تسليم السلطة لشخص آخر. واستغرق الأمر وقتا طويلا. في عام 2000، تخليت عن منصب الرئيس التنفيذي وطلبت من فريد لانغامر أن يشغل المنصب (الرئيس التنفيذي الحالي هو فابريزيو فريدا). وفي احدى المرات كنا نتناقش في أمر ما ونتجادل، ثم قال لي بلطف شديد، ليونارد انك لم تعد الرئيس التنفيذي. في تلك اللحظة أدركت أنني كنت على صواب وأنهم مخطئون، لكن كان علي أن أتركهم يؤدون عملهم بكل الأحوال. لقد عايشت هذه المشكلة مع والدتي، التي عانت أوقاتا صعبة للغاية في ترك المجال للآخرين، أو بالأحرى ترك المجال لي، لادارة الأمور، لكن في مرحلة ما عليك أن تتقبل أن الآخرين لا يديرون الأمور بطريقتك نفسها، لكن ذلك لا يعني أنهم يديرون الأمور على نحو سيئ».
ميزان القوى للمستهلكين
يقول ليونارد لودر ان ميزان القوى في هذا البلد قد تحول بين الشركات الكبيرة والمستهلك. ان عصر المشاهير في طريقه الى الزوال، كذلك الحال بالنسبة الى رهبة المشاهير والأغنياء. وما يبرز هو المتسوق الذكي وفكرة الانعزالي، مضيفا «أستطيع أن أستشرف السنوات العشر والعشرين المقبلة عن الجميع، لكن يجب أن أكون متكتما في الوقت الراهن». ومهما فعل أو درس فانه لا يستطيع «ضمان أن تكون الشركة على حالها في غضون 30 عاما من الآن، لكنني حتما أستطيع أن اضمن أنها ستكون مختلفة».
استي الأم
توفيت استي لودر Estee Lauder، وهي عملاق صناعة مستحضرات التجميل، عن عمر ناهز 97 عاما في ابريل 2004. وكانت تقاعدت من الشركة التي أسستها عام 1946 وتطورت بفضل أفكارها الرائدة ومنتجاتها العصرية التي استخدمتها جميع نساء العالم، من مستحضرات تجميل وعطور، تقاعدت عام 1994 وسلمت الرئاسة والادارة التنفيذية الى نجلها ليونارد.
وتملك المجموعة 18 شركة، منها استي لودر وكلينيك وأفادا وأراميس وبريسكريبتيفز. وكانت المجموعة بدأت بمنتج كريم مرطب للبشرة طوره خال استي لودر الذي كان يعمل صيدليا.
وقد استعانت استي بأساليب تسويق مميزة، واعتبرت رائدة في عصرها، منها السماح للزبائن بتجربة المستحضرات على الرسغ أو الوجه، واعطاؤهم عينات مجانية غير مخصصة للبيع، بالاضافة الى امكانية الحصول على هدايا مع كل قسيمة شراء.
أحفاد استي لودر سلالة لودر.. الجيل الثالث
1- وليام لودر: ولد عام 1960، الابن الأكبر لليونارد. رئيس مجلس ادارة شركة استي لودر.
الصعود الى السلطة: يحمل شهادة الماجستير من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا وأنهى برنامج ماسي للتدريب على الادارة التنفيذية قبل أن يلتحق بشركة العائلة عام 1986 في منصب مدير التسويق الاقليمي لكلينيك في الولايات المتحدة الأميركية. وعمل، بصفته الرئيس التنفيذي للمجموعة، على توسيع أعمال الشركة الى الهند والصين وجنوب أفريقيا، وقاد التعاون مع المغني الشهير بي ديدي وتوم فورد.
خارج العمل: عضو في مجلس ادارة مركز الجالية اليهودية في نيويورك، وهي مؤسسة غير ربحية تعنى بتوفير التعليم وتقديم المناسبات الثقافية والخدمات الصحية للزوار.
2- غاري لودر: (ولد عام 1962)، الأخ الأصغر لوليام. وهو الشريك المدير لشركة لودر بارتنرز للاستثمار في الشركات الجديدة، ومقرها في وادي السيلكون.
الصعود الى السلطة: الشخص الوحيد من أحفاد استي الذي لم يعمل في شركة العائلة، ويحمل غاري شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بنسلفانيا وشهادة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية وارتون والماجستير من كلية ستانفورد غراديويت لادارة الأعمال.
خارج العمل: شارك غاري في تأسيس جمعية Aspen institute’s Socrates مع زوجته لورا. وتهدف الجمعية الى جمع القادة الصاعدين من مختلف المهن «لاستكشاف القضايا المعاصرة».
3- أرين لودر: (ولدت عام 1970). الابنة الكبرى لرونالد لودر، وهو الأخ الأصغر لليونارد. وهي نائبة الرئيس الأولى، ومديرة الابداع وعضوة في مجلس ادارة استي لودر.
الصعود الى السلطة: التحقت بشركة العائلة عام 1992 بعد أن تخرجت من جامعة بنسلفانيا. وينظر الى أرين على أنها هي التي تولت سلطة جدتها بصفتها الوجه العام والاعلامي للشركة.
خارج العمل: من أكثر الوجوه التي تلتقط لها صور في الأوساط الخيرية في نيويورك. وفي 1999 عملت كأصغر رئيسة في الشراكة لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، وهو منصب شغلته سابقا جاكلين كنيدي أوناسيس.
4- جين لودر: (ولدت عام 1973). الابنة الثانية لرونالد والحفيدة الصغرى لاستي. وهي الرئيسة والمديرة العامة لعلامات أوريجينز وأوجون في استي لودر.
الصعود الى السلطة: درست في جامعة ستانفورد وبدأت مسيرتها المهنية مع استي لودر في كلينيك عام 1996، بعد أن عملت سابقا في الاعلانات. كما عملت أيضا لدى بيوتي بنك، قسم الأبحاث والدراسات في الشركة. وفي عام 2006، عينت نائبة الرئيس للتسويق العالمي لكلينيك. ثم عينت العام الماضي عضوة في مجلس ادارة الشركة.
خارج العمل: كدأب والدها رونالد، رئيس مجلس الادارة السابق لمتحف الفن الحديث في نيويورك، جين هي الأخرى من محبي الفنون، ومن المشاركين في الأعمال الخيرية. وقد شاركت العام الماضي في رئاسة الحفل السنوي للمتحف الذي يقام لجمع الأموال والتبرعات، والذي جمع 3.8 ملايين دولار.
¶ فايننشال تايمز ¶
عيّنها رئيس الوزراء كاميرون ضمن المجموعة الاستشارية للأعمال أرنديتس.. نقلت علامة «بربري» إلى مرحلة النضج
تركز شركات الملابس الفاخرة في اسمها على مؤسسها لكن «بربري» لا تعتمد ذلك
إعداد: إيمان عطية
«عندما سجل سعر سهم «بربري» ارتفاعا قياسيا عند 12.15 جنيها استرلينيا الثلاثاء الماضي، كانت أنجيلا أرنديتس، الرئيسة التنفيذية لشركة دار الأزياء الفاخرة ذات الخمسين عاما، في طريق العودة من بكين بعد أن استضافت عرضا للأزياء شاركت فيه فرقة موسيقى الروك البريطانية «كين»، وميزته صور رقمية كبيرة لساعة بيغ بن. لكن بدلا من أن تحتفل ببلوغ شركتها تلك الارتفاعات المالية المرتفعة، كانت تتطلع الى الذهاب الى ما هو أعلى من ذلك عبر افتتاح أكبر متجر لبربري في آسيا».
المتجر الضخم الذي تبلغ مساحته 12500 قدم مربعة هو المتجر الـ57 لـ«بربري» في الصين والمتوقع أن يصبح أكبر سوق لها في غضون 5 سنوات. وفي حال تحقق ذلك، خصوصا أن بربري ليست شركة الأزياء الوحيدة المدرجة على مؤشر فايننشال تايمز 100 فحسب، بل هي السهم (ضمن الأسهم غير الصناعية) الأفضل أداء خلال العامين الماضيين، فان الرهانات ستكون في هذه الحالة كبيرة للغاية، وستؤشر لعملية انتقال العلامة التجارية من شركة ملابس بريطانية عالقة في منتصف الطريق الى مرحلة النضج الكامل والمرتبة القصوى كدار للأزياء الفاخرة بكل ميزاتها، وخصوصيات شركة أضحت بمنزلة الرمز الوطني.
معطف أميرة بريطانيا المقبلة
وتأملوا معنا: أول علامة تجارية راقية ارتدتها كيت ميدلتون خلال ظهورها الأول كأميرة مقبلة كان معطفا واقيا من المطر يحمل علامة بربري. كما كانت أرنديتس واحدة من ضمن أول من عينهم ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، في المجموعة الاستشارية للأعمال، وافتتح الأمير تشارلز المقر الرئيسي لبربري في لندن في أكتوبر 2009.
لقد جعلت بربري من بيع «البريطانية» الى العالم مهمتها الأساسية دون خجل أو استحياء وبفعالية أكبر من أي علامة بريطانية أخرى. فهي لا تستخدم سوى المشاهير البريطانيين مثل الممثلة ايما واتسون أو الموسيقي غويلم غولد في اعلاناتها التجارية. كما لا تروج سوى للفرق الموسيقية البريطانية في مواقعها الموسيقية. كما أنها جلبت عرض الملابس النسائية الخاص بها من ميلانو ليصبح محور أسبوع الأزياء في لندن الذي أقيم في سبتمبر 2009.
اميركية من «انديانا»
والمفارقة هنا أن أرنديتس، المرأة التي تتحمل أكبر قدر من المسؤولية في كل هذا، والمرأة التي جلست أثناء موعدها المتعلق بتوظيفها عام 2006 مع مدير الابداع كريستوفر بيلي ورسمت خططها لصقل هوية العلامة التجارية على منديل، ليست الا أميركية. وهي ليست أميركية فحسب، بل من بلدة صغيرة في قلب الغرب الأوسط الأميركي تتميز بابتسامة إعلان معجون الأسنان كولجيت، وشعر أشبه بإعلان منتجات بريك لمنتجات العناية بالشعر.
ولدت في نيو باليستاين، في أنديانا، وهي الثالثة بين ستة أخوة، وكانت ضمن فريق المشجعين ولاعبة تنس وعاشقة للملابس. التحقت بجامعة بال ستيت، وتزوجت حبيبها في الثانوية العامة، الذي أنجبت منه ثلاثة أطفال. جاءت الى نيويورك عام 1981 وبدأت التنقل في عالم الملابس في الجادة السابعة، حيث عملت لدى وارناكو ودونا كاران وليز كليبورن، حين تولت مسؤولية العلامات التجارية العصرية مثل جوسي كوتور والين تراسي ودي كي ان واي جينز.
عندما بحثت روز ماري برافو، الرئيسة التنفيذية السابقة لبربري عن خليفة لها عام 2005، اقترح المصمم كريستوفر بيلي الذي عمل مع أرنديتس في دونا كاران، اسمها لشغل المنصب. «نحن الاثنان غريبان ومن خارج الشركة»، هكذا قال بيلي، وهو من يوركشاير، عن أرنديتس، ويعمل اليوم الاثنان معا بتواصل وقرب شديد لدرجة أن لديهما مكاتب اتصال.
تحول بارز
أرنديتس ليست غريبة بالجنسية فحسب، بل هي غريبة أيضا في مجال المنتجات الفاخرة. فهي واحدة من موجة جديدة من المديرين التنفيذيين غير العاطفيين في السوق الشاملة الذين استمالتهم سوق المنتجات الفاخرة في السنوات الأخيرة، حيث استطاعوا أن يحدثوا تحولا في الصناعة نتيجة الفهم الذي يحملونه عن التكنولوجيا والموارد البشرية والخدمات المطلوبة لإدارة الشركة وسلسلة الإمدادات اللوجيستية وإحساس قوي في انتهاز الفرص واقتناصها.
ومع ذلك، لم يكن الجميع مقتنعا بتعيينها. فقد مرت بربري بوقت عصيب للغاية لارتباطها وتلازمها مع ثقافة التشاف البريطانية التي تتميز بالسلوك الاجتماعي السيىء وغير الأخلاقي للمراهقين والعاطلين عن العمل وأبناء الطبقة العاملة كتناول المخدرات والعربدة والسكر وغيرها، الأمر الذي خفض من قيمتها كعلامة تجارية. كما كانت هناك اتهامات أيضا بأن العلامة التجارية، لاسيما قماش ترابيع الذي يميزها، والذي كان موجودا في كل مكان، اضافة الى شكوك في أن مسؤولة تنفيذية جاءت من عالم السوق الشاملة للجينز لا يمكن لها أن تعرف كيف تصلح كل ذلك.
إجراءات سريعة وحاسمة
الا أنها وبمجرد وصولها، بدأت أرنديتس في العمل على تبسيط المؤسسة، وأغلقت 35 منتجا شعرت بأنها تتسبب في تشويه صورتها. كما اتخذت ذلك القرار المثير للجدل بنقل انتاج قمصان البولو الى الخارج، وبدأت بعملية طويلة بإعادة شراء التراخيص وحقوق الامتياز، وأنفقت 65 مليون جنيه استرليني على 50 متجراً، امتياز صينيي في عام 2010 فقط. وعندما ضرب الركود الاقتصاد العالمي وتراجع سعر السهم الى 1.60 جنيه استرليني، قلصت أرنديتس التكاليف بمعدل 50 مليون جنيه استرليني، كما قلصت عدد الموظفين بنسبة %10 وزادت من تركيزها على العلامة التجارية.
وأدركت أن للتاريخ قيمة في عصر الضبابية الاقتصادية. واحد من أوائل الأشياء التي خرجت بها «القيم الأساسية الثلاثة للشركة: الحماية، الاستكشاف والالهام»، وهي كلمات مأخوذة من كتيب كتبها المؤسس توماس بربري. غير أن استراتيجيتها التي تفاخر بها كثيرا، والتي تمثلت بكون بربري أول ماركة للسلع الفاخرة تقدم عرضا للأزياء ثلاثي الأبعاد في جميع أنحاء العالم، للسماح للزبائن بتقديم طلبيات شراء مباشرة من منصة العرض، مدفوعة هي الأخرى برغبة خلق «تواصل مباشر بين المستهلكين مع العلامة التجارية».
نتائج جيدة.. رغم الأزمات
وكان نتيجة ذلك ان خرجت بربري من الركود الاقتصادي أفضل حالا من معظم شركات المنتجات الفاخرة، وحققت أرباحا قياسية في عام 2009، بينما تبلغ القيمة السوقية الحالية للشركة ما يزيد على 5 مليارات جنيه استرليني، الأمر الذي منح أرنديتس مكافأة بلغت 1.8 مليون جنيه استرليني للدور الذي لعبته في بلوغ هذا النجاح. وبعد، ومن خلال كل ذلك، حين يتحدث عنها الزملاء، فان الكلمة التي لا يتوقفون عن النطق بها (وهو شيء نادر في دوائر صناعة السلع الفاخرة) هي «لطيفة». اذ يقول مساعد لها منذ وقت طويل «لم يحدث أن سمعتها يوما ترفع صوتها على أحد»، بينما يقول آخر «تستمع جيدا للآخرين». أما هي فتطلق على نفسها وصف «تاجرة» وتتحدث كثيرا عن «فريق العمل لديها».
استراتيجية غير معهودة
ويتساءل المنتقدون أحيانا ما اذا كانت العلامة التجارية التي بنيت أساسا على نوع واحد من الملابس، وهو المعطف الواقي من المطر، يمكن أن تحافظ على النمو بالاستناد الى هكذا قاعدة جمالية رقيقة. لكن استراتيجية أرنديتس، اضافة الى التوسع في الصين، تقضي بالتركيز على ثلاث خطوط انتاج، بحيث تأخذ العلامة التجارية شكل هرم يستريح على قاعدة واسعة من ملابس الكاجوال ويتوج بالملابس الفاخرة في قمة الهرم الصغيرة. وبذلك، تكون الشركة أقل شبها بشركات المنتجات الفاخرة الأوروبية الأخرى، مثل شانيل أو لويس فويتون، وأكثر شبها بالشركة الأميركية العملاقة رالف لورين، أكبر شركة للملابس الفاخرة في العالم. وفي حين تعتمد شركة رالف في مسماها على مؤسسها، فان بربري، كما تشير أرنديتس «لا تتعلق بي». انها تتعلق بكونها «العلامة التجارية البريطانية الوحيدة ذات نطاق عالمي». أي أنها بكلمات أخرى امبراطورية.
المعطف الشهير
اشتهرت بربري بالمعطف الواقي من المطر، الذي ارتداه نجما هوليوود همفري بوغارت وأودري هيبورن. ولا تزال أرنديتس تتذكر عندما اشترت أول معطف بربري، وكانت في الـ 21 من عمرها حينذاك، وقد فرغت للتو من دراستها في أنديانا، وكانت تتطلع لشراء معطف أنيق لارتدائه لدى الذهاب الى مقر عملها الجديد لدى شركة صغيرة تعمل بمجال الملابس الرجالي في نيويورك، ولا تزال المعاطف المخصصة للوقاية من المطر التي يرجع تاريخها الى 95 عاما المنتج الأفضل مبيعا للشركة. economic@alqabas.com.kw
11/06/2011
بروفايل
يرأس الشركة الألمانية منذ عام 1993 يوخن زيتز.. فيلسوف «بوما» الضابط لكل التفاصيل
يوخن زيتز
أحدث هاجس يستحوذ على من يصف نفسه «فيلسوفا هاويا» هو فلسفة علم النفس. يعكف يوخن زيتز، الرئيس التنفيذي لشركة بوما على قراءة كتب الفيلسوف شوبنهاور، بعد أن انتهى من قراءة جميع كتب الفلاسفة ايمانويل كانت وفرويد ويونغ. اهتمامه بالفسلفة هو ما شجع زيتز البروتستانتي بالولادة، على التعاون مع أنسيلم غرون، الراهب من بينديكتين، لتأليف كتاب Prayer, Profit and Principles – Monk and Manager: a Discourse، وهو الكتاب الذي نشر العام الماضي. والسبب؟ «علينا أن نفكر بطريقة شاملة»، وفق ما يقول، «فكل شيء مترابط. في اللحظة التي تنظر فيها الى الفلسفة وعلم النفس والدين والأعمال، وتبحث في القواسم المشتركة الأساسية، تبدأ حينها في النظر الى الأعمال بطريقة مختلفة».
ويضيف «أن الأعمال والبزنس شيء محفز ومنشط نعم، لكنها ليست مرهقة فكريا. فالحالات والمواقف في الأعمال صعبة للغاية، لكن اذا اتبعنا صيغ محددة كأن يكون لك أدواتك وسماتك الشخصية، فبامكانك أن تكون ناجحا. وبالتالي الأمر ليس معادلة فيزيائية».
في الواقع، لم تكن ادارة الأعمال خيار زيتز الأول كمهنة. اذ ولد في عائلة تمتهن الطب في مانهايم في جنوب غربي ألمانيا، وكان يعتقد أن قدره المهني هو في أن يصبح طبيبا. ويقر قائلا «لطالما أردت أن اصبح طبيبا ولم أفكر ابدا في ادارة الأعمال». وبالفعل فقد التحق بكلية الطب قبل أن يجرب مقررات في الاقتصاد، ويقرر تحويل دراسته الى التجارة.
وعلى الرغم من طموحاته الطبية السابقة واهتماماته في الفلسفة، الا أن زيتز يبدو تماما كرجل أعمال، سواء في مظهره أو في سلوكه. طويل القامة ذو بشرة اكتسبت سمرة الشمس، وأناقة سلسة ببدلة للمصمم الشهير أوزوالد بواتينغ، وقميص مفتوح الياقة وحذاء بوما اسود أنيق. مظهره يوحي بالثقة المفرطة ورغم وصوله متأخرا عن موعد المقابلة في مكتب الشركة في لندن، الا أنه بقي محتفظا بهدوئه، بعد أن علق في السفارة الأميركية محاولا تجديد تأشيرته.
يهيمن السفر على حياة زيتز البالغ من العمر 48 عاما. ويقضي الرئيس التنفيذي لبوما الذي يحمل رخصة قيادة طيار، ويتحدث ست لغات بما فيها السواحلية، التي تعلمها بنفسه من خلال الاستماع الى الأقراص المدمجة في أثناء قيادة السيارة، 10 أشهر من السنة في التنقل. ويصف نفسه قائلا «أنا عامل افتراضي. ولست مرتبطا بمكتب».
لا مكتب له
في دوره الآخر كرئيس للاستدامة في بي بي آر، المجموعة الفرنسية لتجارة التجزئة الفاخرة التي تملك حصة الأغلبية في بوما، والتي سينتقل هذا الصيف ليرأس ادارتها للرياضة واللايف ستايل، يعمل زيتز في غرفة استراحة المجموعة، لأنه لا وجود لمكتب له فيها.
في تناقض آخر مع ميله للفلسفة، يبدو زيتز غير مقيد بالشك الذاتي. فحين يسأل ما اذا كان يستمتع بكل هذا السفر، يرد «ما كانت سأفعله لو لم أكن أستمتع به». وكيف يشعر بانتقاله الى بي بي آر؟ «جيد جدا، والا لما فعلت ذلك».
وفي هذا الوضع يجسد زيتز تماما آلة الشركات، وهو شيء مخيب للآمال بعد تحوله الى الفلسفة. فضلا عن أحد مراقبي الصناعة يشير الى أن زيتز أصبح أكثر أريحية وهدوءا، بعد أن أثبت أنه أكثر استرخاء وأقل حذرا. فهل هناك أي حقيقة في هذا التحليل؟ يعيد زيتز صياغة مقولة لنيتشه ويقول «الحقيقة.. ما هي الحقيقة؟.. انها مسألة تأويل».
جواب مراوغ، ما يعني أن حذره حاضرا. أخيرا، وبعد كثير من الاقناع، يعترف بأنه تغير. وأنه يحاول الآن أن يكون ايجابيا. «أحاول أن أهدّئ قليلا من الوتيرة، وأن استمتع بالنجاح بدلا من الهجوم على التحدي المقبل، أو الاسهاب في التفكير السلبي».
التدين والاسترخاء
وبالنسبة الى كتابه الذي صدر العام الماضي حول الصلاة، هل هو متدين؟ يرد قائلا «سأجيبك في آخر يوم من حياتي». ربما يستطيع أن يستسلم للاسترخاء.
عندما تولى زيتز الرئاسة عام 1993، وهو في الثلاثين من عمره فقط، كان أصغر رئيس لشركة أوروبية مدرجة في البورصة، وهوجم بشدة من قبل الصحافة الألمانية الغارقة بثقافة أعمال محافظة. بوما التي أسسها رودولف داسلر عام 1948، بينما أسس شقيقه أدي شركة أديداس، وكلتا الشركتين تتخذان من مدينة هيرتسوجيناوراخ البافارية مقرا لهما، كانت على شفير الافلاس. وكانت في حال بعيدة تماما عن مجدها الغابر، حين زينت العلامة التجارية قدمي أسطورة لعبة كرة القدم البرازيلية بيليه.
حتى في ذلك الوقت، لم يعان مطلقا من الشك الذاتي. فكما يقول «كنت في غاية الابتهاج، حتى حين كانت المراحل الأولى صعبة للغاية، اذ كان علينا أن نعيد هيكلة الشركة». ومن الطبيعي أن تعني اعادة الهيكلة، تسريح الموظفين، حيث تم تقليص 50 % من القوة العاملة الألمانية، وأعيد نقل عمليات المصانع الى آسيا، والحد من البيروقراطية.
وينكر أن تكون الثقة بالنفس التي غمرته في شبابه تعني الغطرسة والغرور. فكما يقول «كنت مجرد انسان واثق بنفسه.. فأنا أحب التحديات. لو كنت ولدت قبل 150 عاما لأصبحت مستكشفا. استمتع بالتعامل مع الشيء المجهول والغامض. ولا أنظر الى مخاطر الأشياء أو مشاكلها. فأنا لا أرى فيه سوى فرصة لتحقيق النجاح». وقد نجح زيتز في أن يحول مسار بوما الى تحقيق الأرباح في غضون عام واحد فقط.
استراتيجية عمله
وضع خطة خمسية ذات طابع سوفييتي. ويقول في هذا الصدد «اذا كان هناك استراتيجية عمل، فلا بد أن تكون استراتيجية بعيدة المدى بدلا من أن تكون مدفوعة بالفصل المقبل، أو بالاثني عشر شهرا المقبلة. ثلاث سنوات ليست كافية، وعشر سنوات طويلة جدا، لذلك فان خمس سنوات فترة جيدة ومريحة».
وشهدت الخطط الخمسية اللاحقة استثمارات كبيرة في التسويق، وفي نطاقات جديدة والدخول في تحالف بين الماركة الرياضية، ومصممي أزياء مبدعين، هما ألكسندر ماكوين وحسين شالايان، وهو الأمر الذي حول بوما من مجرد ملابس رياضية الى ملابس أنشطة وترفيه. نتائج الربع الأول للعام الجاري كانت مزدهرة، اذ زادت المبيعات بنسبة 9.3 % الى 773 مليون يورو، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتأمل الشركة أن تحقق عائدات تصل الى 3 مليارات دولار عن السنة بأكملها.
ويتمتع زيتز بسمعة كونه المدير الجزئي، ذلك أن له يدا في كل مجال من مجالات الأعمال من التمويل الى التسويق، ويعتني كثيرا بالتفاصيل.
وفي السنوات الاحدى عشرة الأولى، شغل منصب المدير المالي، فضلا عن منصب الرئيس التنفيذي. ويفسر ذلك قائلا «عندما تقود السيارة، أنت بحاجة الى السيطرة على دواسة الوقود والفرامل في الوقت ذاته. لقد شاهدت عدم اتساق، أو اتصال بين مديرين للمالية حاولوا أن يخففوا من الضغط على دواسة الوقود، وبين الرؤساء التنفيذيين الذين رغبوا على العكس أن يدوسوا أكثر على الدواسة. لقد شعرت في البداية بالحاجة الى قيادة السيارة بنفسي». لكن ذلك تغير حين نمت الشركة وأصبحت وظيفته «معقدة جدا. عندها نبدأ بادخال مهارات جديدة الى الشركة».
إلى «بي بي آر»
في هذا الصيف، سوف يشرع زيتز في أحدث تحد له حين يبدأ في ممارسة دوره في تطوير ادارة الملابس الرياضية في بي بي آر، التي تملك ألكسندر ماكوين، وايف سان لوران. كما سيواصل الاشراف على سياسات المجموعة الخاصة بالاستدامة.
وينفي أن تكون المخاوف البيئية وسيلة للتحايل. ويشير الى أن بوما أصبحت في مايو واحدة من أوئل الشركات العالمية التي تعلن عن التكاليف التقديرية لانبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون. فعند 66 يورو (93 دولار) للطن، يكون ذلك أكثر بثلاث مرات من السعر الحالي للحصول على تصاريح وفق التشريعات البيئية الأوروبية. وقد عبرت كل من كوكا كولا، وديملر عن رغبتهما في التعلم حول هذه المبادرة في قياس أثرها البيئي. وتأمل الشركة أن تزيد من موازنة انبعاثاتها من الكربون من خلال الاستثمار في برامج الطاقة المتجددة، فضلا عن تخفيض استهلاكها من الطاقة. ويقول زيتز «لدينا كوكب بموارد محدودة. ولذلك يتعين علينا أن نفعل شيئا حيال كيفية ممارسة الأعمال».
حبه للطبيعة
امتلاك مزرعة في أفريقيا عزز من حبه للطبيعة، وأثر في نظرته للأعمال، وفق ما يقول. وكما تبين فهو ليس بمتحمس لرحلات السفاري، لكنه مراقب فخري لكينيا، وهو ما يعني أنه مسؤول عن الفيلة والأسود والجواميس في أرضه. فهل يعرف ما يقوم به؟ «في الواقع، نعم، وصدق أو لا تصدق. انني أسافر الى أفريقيا منذ 20 عاما، وأقرأ كثيرا من الكتب حول الحياة البرية. لقد ترعرعت في غابات ألمانيا، وأنا ابن عائلة تمارس الصيد».
ويصر على أنه لا يشعر بتأنيب ضمير بشأن فقدانه لمنصب الرئيس التنفيذي الذي يتسم بالهيبة والبرستيج. ويقول «أنا مسرور لأنه لن يتعين علي بعد الآن أن أشارك في كل التفاصيل التنفيذية». وينفي أن يكون لديه تطلعات وطموح بأن يصبح الرئيس التنفيذي لمجموعة بي بي آر. «أنا سعيد بوظيفتي وكل شيء أردت تحقيقه في حياتي المهنية، تحقق»، وفق قوله.
ولم يهتز ذلك التركيز الفولاذي الا حين قال إن والدته توفيت قبل أسبوع فقط على اجراء هذا اللقاء. «لم يكن أمرا سهلا علي. أعتقد أن فقدان الأم شيء.... على كل حال»، يهز كتفيه ويعود الى النقاش حول الموضوعات المهنية، «لا أحب أن تكون حياتي الخاصة مكشوفة أمام الآخرين. بالنسبة لي حياتي الخاصة تؤثر في حياتي المهنية أو العملية والعكس صحيح. وهو تفكير شمولي».
ويتابع «لكن لم أكن أبدا ذلك الشخص الذي يخلط بين الخاص والعمل. اذ ينبغي على المرء أن يحتفظ بخصوصياته».
بطاقة هوية
تاريخ الميلاد: 6 ابريل 1963، مانهايم، ألمانيا
المؤهلات العلمية: كلية ادارة الأعمال الأوروبية
السيرة المهنية: 1986 كولغيت بالموليف في نيويورك وهامبورغ
1990 انضم الى بوما وشغل منصب مدير التسويق.
1993 عين في منصب الرئيس التنفيذي لبوما.
2007 في أعقاب شراء بي بي آر لحصة أغلبية في بوما،التحق زيتز بمجلس ادارة المجموعة الفرنسية للمنتجات الفاخرة.
صيف 2011 من المقرر أن يتنحى زيتز عن منصبه كرئيس تنفيذي لبوما ليرأس ادارة الملابس الرياضية، واللايف ستايل في بي بي آر.
الهوايات: الفلسفة، وسباق الماراثونات والطيران.
فايننشال تايمز
رئيس أكبر شركة لتصنيع المعكرونة والبسكويت في العالم غيدو باريلا.. ملك الباستا الأنيق القلق على صحة العالم
غيدو باريلا
إعداد إيمان عطية
مع كنية مثل «ملك الباستا»، قلة من يظن أن غيدو باريلا يقضي أيامه في التأمل في القضايا الفلسفية العميقة. لكن سليل الجيل الرابع لشركة باريلا الايطالية، الأكبر في العالم لتصنيع الباستا والبسكويت هو أيضا خريج فلسفة ويشعر بقلق متزايد بشأن التحديات التى تواجه ليس صناعته فحسب بل الكوكب بأسره.
يقول لقد أصبحت صناعة المواد الغذائية أكثر خطورة من السابق، وان كانت ليست بوضوح خطورة القطاعات الصناعية الأخرى، نظرا الى أن الطلب يظل موجودا دائما. فكما يقول « سيواصل الناس الأكل، وليس كما يحدث مع السيارات مثلا حيث يمكن لهم أن يتوقفوا ببساطة عن شراء الموديلات الحديثة».
يرتدي باريلا، الرجل اللطيف والجذاب البالغ من العمر 52 عاما بدلة مصممة بأناقة بالغة، وشعره المهندم بطوله الذي يصل الى ياقته. وبالنسبة للرجل الذي يقول انه لا يستطيع أن يمضي يومه من دون أن يتناول الباستا فانه رشيق على نحو ملحوظ.
ويعترف بأنه رياضي متعصب وقارئ لأفلاطون، كما أنه وجهه يشرق عند ذكر فريقه المفضل لكرة القدم ايه سي ميلان.
«كما أنني أتناول أيضا الكثير من الخضروات» يضيف قائلا، مثنيا على فضائل باريلا بعد دقائق فقط على القاء خطاب في جامعة بوتشيني في ميلانو. وكان قد بدأ للتو أحدث منتدى لشركته معني بالتغذية والقضايا العالمية للمواد الغذائية أمام جمهور من الأساتذة الجامعيين وصانعي السياسات في العالم والسياسيين الطلبة والصحافيين المحليين في ايطاليا.
50 مصنعاً
ومع الخمسين مصنعا التي يمتلكها مع شقيقيه لوكا وباولو وشقيقته ايمانويلا، والمنتشرة في أنحاء العالم، يقوم باريلا بحملات لزيادة الوعي بشأن التحديات الناجمة عن تقلب أسعار الغذاء، وانخفاض الانتاج الزراعي ونقص المياه والمعركة على الأرض بين منتجي المواد الغذائية والوقود الحيوي والمضاربين على السلع.
ويحذر صراحة من أن عالم مستهلكين يشيخون سيتعين عليهم وببساطة أن يدفعوا مبالغ أكبر نظير ما يتناولونه من طعام. «خلال السنوات الخمسين الماضية، تراجعت أسعار الغذاء نتيجة انتاجية صناعة المواد الغذائية وتطوير التوزيع الشامل. لكن في السنوات الخمسين المقبلة، سترتفع أسعار الغذاء بسبب زيادة نسبة الـ %30 المتوقعة في التعداد السكاني العالمي ونقص المياه»، وفق ما يقول باريلا.
احتكار وغرامات
وانطلقت الحملة بعد أن اندلعت الاحتجاجات في ايطاليا في 2007 في أعقاب الارتفاع الحاد في أسعار الباستا. وجاءت الزيادة بعد ارتفاع هائل في أسعار القمح القاسي.
كما أطلقت السلطات الايطالية لمكافحة الاحتكار تحقيقات، وداهمت عددا من مصانع الباستا بما فيها باريلا. وفي العام الماضي، منيت الشركة، التي تتخذ من بارما مقرا لها، بغرامة ضخمة من قبل الجهات تنظيم المنافسة بزعم مشاركتها في تحديد اسعار اتحاد المنتجين الاحتكاري.
ربما ليس من المستغرب أن يشعر باريلا بأن الاتهامات كانت غير عادلة. صحيح، لقد ناقش صانعو الباستا مشاكل ارتفاع أسعار القمح، لكن باريلا، الشركة الرائدة في مجال تصنيع الباستا في العالم، تدعي دوما أن الأسعار لم تحدد أبدا.
غضب ولا تعليق
وحين نأتي على ذكر هذا الموضوع في أثناء اللقاء، يشعر باريلا بانزعاج كبير «لا، لن أقول كلمة بهذا الخصوص، لكن رجاء دوّن أنني أجبت بتأكيد وصرامة «لا تعليق»، يقول مؤكدا ويتابع بسخط بيّن «هل تدرك أنه ينبغي أن يحضر محاميا كل اجتماع من اجتماعات اتحاد صناعتنا هذه الأيام؟».
ولا يمكن للجدل الدائر بشأن مكافحة الاحتكار أن يثار بوقت أكثر حساسية بالنسبة للشركة. لأنه اذا كانت الشركة ذات الـ 133 عاما قد اصبحت نموذجا ساطعا للرأسمالية العائلية الايطالية الدائمة، فان باريلا قد تخلى عن الحذر قبل ثماني سنوات من خلال اطلاق محاولة استحواذ غير مرغوب فيها على «كامبس» الشركة الألمانية الرائدة لصناعة المنتجات المخبوزة. وكانت الفكرة تدور حول توفير استحواذ تحويلي لشركة باريلا من خلال مضاعفة حجمها تقريبا وتوسيع حضورها الدولي.
حصل باريلا على مراده، لكن الاستحواذ كلف الشركة غاليا، وأجبرها على شطب أصول بمليار يورو. ويعترف باريلا قائلا «لقد كنا سطحيين بعض الشيء في نهجنا»، مضيفا أن العائلة وضعت الكثير من الثقة في المصرفيين الاستثماريين اللجوحين وقد تم دمج «كامبس» حاليا فيما تم العمل على استعادة الأساس المالي المريح لباريلا.
كما يبدو أن باريلا قد تعلم درسا كبيرا مما حدث. فكما يقول «نحن بالتأكيد لسنا في عجلة من أمرنا للقيام بأي عمليات استحواذ جديدة وكبيرة». وينفي الاشاعات التى تقول أن باريلا بصدد الاندماج مع «بارمالات»، الشركة المتعددة الجنسيات لصناعة المواد الغذائية التى تتخذ هي الأخرى من بارما مقرا لها والتى كانت محور أكبر عملية احتيال للشركات في أوروبا وتم الآن اعادة احيائها. ويقر باريلا «اعادة احياء «بارمالات» كان معجزة. لكن لا، لم نتحدث اليهم مطلقا ولسنا مهتمين بالشركة».
ورغم أن المقر العام لباريلا لا يزال في بارما، الا أنها فتحت الآن مقرا أوروبيا لها في باريس. وتعتقد الشركة أن المدينة هي أفضل خيار من الناحية اللوجيستية لجهة قدرتها على ادارة أعمالها الأوروبية منه. وتعتبر ألمانيا وفرنسا هما السوقان الأوروبيان الأكبر بعد ايطاليا، بينما فشلت الشركة حتى الآن في تحقيق اختراقات ناجحة في بريطانيا. «يتعين علينا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير في بريطانيا».
وبعد اثبات حضوره في باريس، فان باريلا حتما كان يراقب عن كثب الصراع بين أعضاء عائلة هيرمس في محاولاتهم لابعاد بيرنارد أرنولت، رئيس «ال في ام اتش» الذي تمكن من بناء حصة كبيرة في الشركة المنافسة الصغيرة للسلع الفاخرة.
الإدراج في البورصة
عائلة باريلا ليست مهتمة بادراج أسهم شركتها في البورصة، ويعود السبب جزئيا الى تجنب مواجهة موقف مشابه لذلك الذي حدث لعائلة هيرمس. ويضيف باريلا «المشكلة الأخرى المتعلقة بالادراج هي أنك تفقد حريتك ولا تستطيع عندها تبني نهجا بعيد المدى في شركتك. خذ مثلا توسع شركتنا في سوق الولايات المتحدة. لقد بدأنا من الصفر، واستغرق الأمر عشر سنوات حتى تمكنا من بناء أنفسنا الى أن أصبحنا روادا في سوق الباستا الأميركية. فهل كان سينتظر المساهمون كل ذلك الوقت من أجل تحقيق النتائج؟».
ان الحكمة التقليدية بشأن الرأسمالية العائلية هي أن الجيل الأول يبني الشركة والثاني يعززها ويقويها والثالث يبيعها أو يعومها. والجيل الثالث لباريلا باع فعلا في عام 1971. فبدافع من القلق بشأن الوضع في ايطاليا حين اجتاحت البلاد موجة من عمليات الارهاب والاختطاف، باع والد غيدو، بيترو وأخوه جياني الى «دبليو آر غريس» المتعددة الجنسيات في الولايات المتحدة.
ويوضح قائلا «بعد ذلك لم يفكر والدي سوى في إعادة شراء الشركة، وهو ما فعله في عام 1979. لكن أخاه لم يكن مهتما بالأمر وقد ساعدته عائلة سويسرية وهي «Anda-Buhrle» على استعادة ملكية الشركة.
بداياته في الشركة
في تلك المرحلة انضم باريلا الى الشركة، بناء على طلب من والده. وقضى عامين في فرع باريلا في فرنسا، حيث تعرف هناك على طرق ونظم التوزيع والبيع الشامل، وهو قطاع لطالما تفوقت فيه فرنسا، وكانت دائما في الطليعة فيه. كما أن الوقت الذي أمضاه هناك أتاح له الفرصة للاعفاء من الخدمة العسكرية في ايطاليا.
ثم ذهب بعد ذلك للدراسة في الولايات المتحدة، كما فعل والده من قبله، لصقل مهاراته الصناعية والادارية، قبل أن يعود الى ايطاليا في 1986، حيث تولي مسؤولية التطوير العالمي. وفي عام 1993، بعد وفاة والده، أصبح باريلا رئيسا لمجلس ادارة الشركة.
الأنظار صوب الصين
وتواجه العائلة تحديات كثيرة للحفاظ على نمو الشركة. غير أن باريلا، الذي يحب الطهي في المنزل، وكما يقول «وجبات البحر الأبيض المتوسط الصحي طبعا»، ويتذوق جميع منتجات الشركة قبل أن يطرحها في السوق، يشير الى أن الصين ستكون الخطوة الكبيرة المقبلة.
وفي جميع الأحوال، فان ذلك هو المكان (الصين) الذي ابتكرت فيه الباستا وجلبها معه ماركو بولو الى ايطاليا. ويأمل باريلا حاليا أن يرد لهم الجميل. فكما يقول «ينبغي علينا أن نكون حذرين، لكن لا يمكن لنا أن نتحمل خسارة فرصة أن نظهر لهم ما هي حقيقة وصفات الطعام الايطالي والبحر الأبيض المتوسط. كما لا يمكن لنا بالتأكيد أن ندع بيتزا هت هي من تضع وتحدد تلك المعايير في السوق الصينية».
السيرة الذاتية الميلاد:
ميلانو في 1958
المؤهلات العلمية:
درس الفلسفة في جامعة بوكوني السيرة المهنية:
1982 – 1983 في فرع باريلا الفرنسي
1883 – 1986 درس في الولايات المتحدة قبل عودته الى ايطاليا حيث تولي مسؤولية التطوير العالمي في باريلا.
1988 عين نائبا لرئيس مجلس الادارة
1993 بعد وفاة والده، اصبح رئيس مجلس ادارة الشركة العائلة والاهتمامات:
لديه خمسة أبناء من زوجتين سابقتين. ويحب الطعام والرياضة (كرة القدم، سباق الدراجات والتزلج)، ويشجع نادي ايه سي ميلان. يقود سيارته بنفسه الى العمل ويحب الطهي في المنزل.
15%
لا تزال الشركة السويسرية التي تملكها عائلة « اندا بوهريل» تملك حصة في الشركة نسبتها %15 غير أن عائلة باريلا هي المهيمنة. وفي الواقع، فان أحد الأخوة دائما ما يكون متواجدا في مقر الشركة في بارما في أي يوم عمل. فكما يوضح « لا نقوم فقط بالتناوب لنكون دائما في الشركة، بل نقوم مجتمعين باعادة استثمار كل شيء في الشركة ولا يملك أي منا أي أصول مالية خارج الشركة».
ربما لم يدرك «كينغ كامب جيليت» (1855ــ1932) انه قد اخترع واحدة من اكثر الادوار جاذبية للنساء، اللائي كن لا يتورعن في ابداء غضبهن وامتعاضهن من كثافة لحى وشوارب ازواجهن.
فقد انصبت معظم نكات وطرائف الزوجات في ذلك الوقت على لحى وشوارب الازواج، وضاعت امام الازواج فرصة التحجج بصعوبة الحلاقة او متاعبها.
فالامر اصبح الان اكثر سهولة امام الرجال فوقت الحلاقة لا يستغرق سوى بضع دقائق، وفي معظم الحالات تكون الزوجة قد اعدت المستلزمات كالصابون والماء الحار والفرشاة وايضا شفرة «جيليت» التي كانت تمثل ثورة في عالم التجميل والحلاقة في ذلك الوقت.
كان «كينغ كامب جيليت» احد مواطني نيويورك ويعمل موظفا في شركة Cork Seal وقد عطف الرؤساء في هذه المؤسسة عليه لادائه عمله بصورة جيدة، فضلا عن تمتعه بذكاء وحيوية في العمل.
وليس من الغريب ان يدعوه احد مديري الشركة الكبار William Painter ويقول له «يمكنك زيارتي يوم الاحد القادم في بيتي لتناول الطعام، فقد وعدتني زوجتي باعداد وجبة طعام شهية».
كانت هذه الدعوة قد جاءت بعد ان زار Painter احد محلات الحلاقة وخرج مكسور الخاطر لما عاناه من جروح دامية في وجهه.
وهذه المناسبة ربما ألهمته فكرة «شفرة جيليت» بعد ان سمع باصغاء كلام مديره. في اثناء الجلسة قال له «ايها العزيز جيليت ان سر نجاح التجارة يكمن في انتاج شيء يشتريه الناس ثم يرمونه الى سلة المهملات بعد فترة قصيرة من الاستعمال».
وقد كتبت زوجته «آلانتا» ان اختراع آلة حلاقة تصلح للاستعمال المتعدد كانت الفكرة الاولى التي راودته».
ولكن من الصعوبة على جيليت ان يحقق ذلك لماذا؟ لانه لم يحصل حتى ذلك الحين على مختص يستطيع ان يصب قطع الحديد الصغيرة طبقا للمواصفات، او ان يصنع الشفرة الحادة حسب النموذج الذي اعده جيليت، بل ولم يجد من يصنع هذه الشفرة بحديد فولاذي خاص، ومع اقتراب القرن التاسع عشر نحو نهايته، كان اليأس قد حاصر جيليت من كل مكان.
وكانت فكرته لصناعة شفرة رقيقة وحادة جداً من حديد الفولاذ قد اثارت استهزاء وضحك الكثيرين من المختصين آنذاك، وخاصة في معهد «ماساجوستي التكنولوجي» MIT. ولكن الله وحده يعلم ما جرى لجيليت حينما حدثت المعجزة عام 1901 حيث وصلته برقية تقول «لقد توافر لدي امكان حل اشكاليتك وتحقيق فكرتك» التوقيع W.nickerson من خريجي معهد MIT.
لقد غمرت السعادة جيليت في الحال، وبعد بضعة ايام التقى بزميله صاحب البرقية واتفقا على تأسيس شركة لانتاج الشفرات، تحت اسم Gillette Safety Razor Company.
وباهتمام خاص انتهى بناء معمل للانتاج عام 1903 وخرجت منه الدفعة الاولى لالة الحلاقة اليدوية، المزودة بشفرة «جيليت» لقد حصلت هذه الفكرة التي تحققت اخيرا على نجاح لا نظير له، فلم تنحصر مبيعاته على الولايات المتحدة وانما عبرت المحيطات لتصل الى ابعد مناطق الكرة الارضية، وحتى النساء دخلن في هذه اللعبة فيما بعد. وفي عام 1905 باع جيليت 100 مليون قطعة من آلة الحلاقة المزودة بشفرة «جيليت».
ولكن الانتشار الاوسع جاء بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى حينما حصل جميع الجنود الاميركان على هدية «السيد جيليت» وهي عبارة عن ماكنة حلاقة يدوية مع سيت كامل من شفرات جيليت.
¶ د. مهدي السعيد ¶
09/06/2012
بروفايل
رئيس شركة بي بي آر الفرنسية لتجارة التجزئة فرانسوا هنري بينو .. يدير أشهر الماركات لتسويق أسلوب الحياة المترف
فرانسوا هنري بينو متزوج من نجمة هوليوود سلمى حايك
إيمان عطية
عندما وصف المؤلف فرانسيس سكوت فيتزجيرالد في روايته «غاتسبي العظيم» كومة من القمصان المطوية التي كان يرمي بها بطل الرواية على السرير بـ «الفوضى المتعددة الألوان»، فانه بذلك لا يصف سوى أسلوب حياة مليونير.
جرت العادة على استخدام عبارة «أسلوب الحياة الفاخر» لوصف الطريقة التي يعيشها مشاهير هوليوود أو الأرستقراطيون. غير أن مصطلحي الفخامة وأسلوب الحياة باتا يميزان مجموعة واحدة، وهي «بي بي آر»، شركة تجارة التجزئة التي تتخذ من باريس مقرا لها والتي أسسها فرانسوا بينو ويديرها ابنه فرانسوا هنري. وهي المجموعة التي تصف نفسها بكونها شركة تعمل في مجالي عمل أساسيين وهما الفخامة وأسلوب الحياة.
مجموعة بينو تضم علامات تجارية فاخرة مثل غوتشي وستيلا مكارتني وألكسندر ماكوين. واشترت المجموعة مؤخرا بريوني، وهي علامة الملابس الرجالية المفضلة لدى جيمس بوند في أفلامه الشهيرة وفي الحياة الواقعية مفضلة لدى بعض قادة العالم ومنهم فلاديمير بوتين.
كما تملك المجموعة مجوهرات بوشرون وشركة صناعة الساعات السويسرية جيرار بيريجو التي يعود تاريخها الى أكثر من قرنين من الزمن.
نشاط «بي بي آر» المتعلق بأسلوب الحياة يطلق عليه «الرياضة وأسلوب الحياة»، الذي يقدم فكرة أوضح عن هوية هذا المجال من العمل. يقول بينو عن مجموعة «بوما» الألمانية للملابس الرياضية انها تمثل العمود الفقري لمحفظة أعمالنا. فهي علامة تجارية رياضية ذات عنصر أسلوب حياة قوي، والذي يتكامل مع الأحداث الرياضية والجزء الخاص بالنشاط الخارجي (خارج المباني).
الشركات الأخرى داخل القسم هي أقل شهرة. وتضم «فولكوم»، التي تأسست قبل 20 عاما على يد اثنين من هواة ركوب الأمواج في كاليفورنيا، و«تريتورن»، وهي في الأصل شركة أحذية مطاطية سويدية تصنع أحذية التنس وأحذية المشي لمسافات طويلة.
وفي حين بلغت الأرباح التشغيلية لأعمال البضائع الفاخرة1.3 مليار يورو العام الماضي، لا يزال قسم الرياضة وأسلوب الحياة نشاطا ناشئا ومبتدئا لم تتجاوز أرباحه التشغيلية السنوية 347 مليون يورو، والتي يهدف بينو الى زيادتها عبر الاستحواذات.
نمط حياته
ماذا يعني أسلوب الحياة بالنسبة لبينو؟ فبعد كل شيء، هو نفسه رجل يعيش نمط حياة فاخر ومترف، وذلك بفضل ثروة عائلية تصل قيمتها الى عدة مليارات من الدولارات وزواجه من احدى نجمات هوليوود الشهيرات والمتألقات وهي سلمى حايك.
يقول بينو وهو جالس على مقعد فاخر من الجلد في مكتبه المكسو بالخشب قرب قوس النصر في باريس أن مفهوم أسلوب الحياة الفاخر والمترف نشأ في النصف الثاني من القرن العشرين، عندما وسعت العلامات التجارية الفاخرة من نطاق جاذبيتها الى ما هو أبعد من الحلقة الصغيرة والضيقة للأثرياء جدا التي تعتمد عليها الماركات. اذ نوعت العلامات التجارية من منتجاتها وبدأت بمستحضرات التجميل والعطور، ولاحقا النظارات الشمسية والمنتجات الجلدية.
وفي حين يلعب الترويج دورا محوريا في تحفيز هذا القطاع للتفكير في أسلوب الحياة، الا أن أفكارا أخرى هي التي تسيطر. «بدأ أسلوب الحياة مع الرفاهية والترف، عندما بدأت العلامات التجارية بالترويج بوجود قيمة تتجاوز المنتجات»، وفق بينو.
على سبيل المثال، يذكر بينو الاتجاهات الرائدة في مجال الأزياء التي وضعها مصمم الأزياء ايف سان لوران، الذي طور مجموعة الأزياء الجاهزة وسهل على النساء ارتداء الملابس التي تمنحهن مظهرا أكثر قوة في الشخصية وتأهيلا عن طريق ارتداء البدلة الرجالية للسهرة Le Smoking.
ويقول «مجموعة ايف سان لوران رايف غوشيه كانت أول مجموعة للملابس الجاهزة ذات الأسعار المعقولة (على عكس هوت كوتور) التي حررت النساء ومنحتهن شعورا جيدا وشعورا بالقوة وفي الوقت ذاته حافظت على رقي أزياء باريس. لم يعد الأمر يتعلق بالمنتج ولا الملابس بل بأسلوب الحياة».
التوسع المستمر
وتواصل العلامات التجارية الفاخرة توسيع نطاقها من خلال انتاج الملابس التي نرتديها يوميا مثل ملابس النوم والأحذية المريحة غير الرسمية وملابس عطلات نهاية الأسبوع. اذ بامكانك أن تمارس رياضة الركض وأن تنام وأن تلبس لباسا رسميا كل ذلك باستخدام العلامة التجارية الفاخرة المفضلة لديك.
كما يرى بينو أيضا أسلوب الحياة «كمفهوم جماعي خلافا للفخامة والترف. فالمرء لا يشتري المنتجات الفاخرة للدخول والاندماج مع المجموعة أو المجتمع، بل للتميز عن الآخرين».
ولهذا السبب فان أسلوب الحياة عادة ما يكون مرتبطا بالشباب. ويهيمن على قسم الرياضة وأسلوب الحياة الخاص بمجموعة «بي بي آر» العلامات التجارية التي لها جاذبية لدى الشباب، لأنه عندما يكون المرء شابا وصغيرا في السن، تكون حاجته الى الشعور بالانتماء الى المجموعة أو المجتمع أكثر من حاجة من هم أكبر سنا الذين يتسمون بثقة أكبر بالنفس.
كما يرى أن الفخامة يحركها المنتج في حين أن أسلوب الحياة دافعها هو وظيفتها. «علم اللغة هو وسيلة جيدة لتعريف ثقافة العلامة التجارية. فالكلمات التي تستخدم من قبل الماركات الرياضية وأسلوب الحياة مثل الركض واللياقة البدنية والتدريب ورياضة السيارات، كلها تتعلق بالوظيفة والتشغيل، بينما الكلمات التي تستخدم في أعمال الفخامة والترف مثل حقائب اليد والملابس الجاهزة، كلها تتعلق وترتبط بالمنتج نفسه»، على حد قول بينو.
المنتجات الفاخرة
اذا أصبحت الفخامة متوافرة بسهولة أكبر، ألا يعني ذلك وضع خصوصيتها وتفردها في خطر؟ واذا لم تكن السلعة حصرية ومتفردة، فلماذا اذن ندفع ثمنا أغلى مقابلها؟
يجيب بينو «المنتجات الفاخرة أصبحت متاحة أكثر من ذي قبل ليس بسبب أن أسعارها باتت أقل، بل على العكس، لم يحصل أن خفضنا أسعارنا أبدا، لكن ما تغير هو، مع تنامي أعداد الأثرياء في جميع أنحاء العالم، زاد عدد الناس القادرين على شراء حقيبة سعرها 900 يورو بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية».
ويضيف «لم تنم ديموقراطية الفخامة، بل عولمتها».
فتغلغل متاجر السلع الفاخرة في جميع أجزاء العالم اختلف كليا عما كان عليه الوضع في خمسينات القرن الماضي. فكما يقول «مر وقت كان الوصول فيه الي المنتجات الفاخرة أمرا صعبا، اذ يتعين على المرء الذهاب الى باريس أو لندن أو ميلان أو نيويورك لشرائها. لكن هذا الأمر اختفى الى الأبد بوجود هذه الأعداد الكبيرة من المتاجر التي فتحت في أنحاء العالم وبوجود الانترنت. لكن كيف ستعوض فقدان الخصوصية والتفرد؟ ذلك ما هو على المحك اليوم».
ويذكر في هذا الصدد ثلاثة أمثلة على كيفية الحفاظ على الميزة: وجود محلات تجارية مذهلة مثل المتاجر الجذابة التي يتم افتتاحها في أكثر جادات وشوارع العالم غلاء وفخامة، والخدمة المعدة وفق طلب الزبون واستخدام مواد حصرية وغالية الثمن.
السير تيري ليهي في كتابه الجديد 10 شروط للنجاح.. من البسيط إلى المعقَّد
غلاف الكتاب
إيمان عطية
انه الفتى الذي نشأ في الاسكان العام وشق طريقه الى أعلى منصب في «تيسكو» واستطاع أن يحول مسار أكبر مركز لتجارة التجزئة في العالم. ويكشف السير تيري ليهي في كتابه الجديد الملهم عن الدروس الصعبة التي تعلمها في أثناء رحلته الطويلة في العمل، ويقدم 10 حقائق بسيطة يمكن أن تساعد المرء في طريقه المؤدي الى الثراء.
ويقول ليهي بعد قضاء أكثر من 30 عاما في «تيسكو»: مازلت لا أملك سر نجاح وسعادة موظف المبيعات في عمله. لكنني تعلمت أن هناك 10 حقائق بسيطة، الى جانب العمل الجاد، ستزيد حتما من فرص تحقيق كليهما، والتي يشرحها على النحو التالي كما جاءت في صحيفة الديلي ميل البريطانية:
1 - الثقة
تعتبر الثقة أمرا أساسيا للقيادة الجيدة. فاذا كنت لا تبعث على الثقة، فالأرجح أن يمتثل الناس لأوامرك، لكن ربما على مضض وبفتور وتردد.
2 - القيم
القيم الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها المرء هي احترام الآخرين والنزاهة والمثابرة والاحساس الواضح بالصواب والخطأ. ففي خضم الاندفاع لكسر الحواجز الطبقية والتخلص من التقاليد الخانقة، ضاعت تلك القيم وحل محلها شعور بأن كل شيء ممكن.
ورغم ذلك، يبقى أن المؤسسات الناجحة ترتكز على القيم القوية. فهي تحكم الطريقة التي تتصرف بها وما تراه مهما وما تفعله عندما تواجه مشكلة، بل يصل الأمر الى أن تحكم ما يفعله عامل المتجر عندما يُسأل: أين الكاتشاب؟
في احدى المرات ألغى الرئيس التنفيذي لـ«تيسكو» في تايلند، وهي سوق شديدة التنافسية، مكافأة نهاية السنة للموظفين وهي عبارة عن راتب شهر اضافي. وهو ما يتنافى مع قيمنا: لقد وجدت فيه أمرا غير مقبول أبدا التصرف على هذا النحو تجاه من يبذلون قصارى جهدهم للايفاء وتحقيق أهدافنا. لذلك فصلنا الرئيس التنفيذي.
3 - الولاء
الفوز والحفاظ على الولاء هو دون شك أفضل هدف يمكن لأي مؤسسة أن تضعه نصب عينيها. في كل مرة يتعين على أي شخص اتخاذ قرار، عليهم أن يسأل نفسه: هل سيجعل هذا القرار الناس أكثر ولاء لنا أم لا؟
حتى تزدهر الشركة، عليها أن تشكل رابطا مع الزبون جزء منه يكون عقلانيا والآخر عاطفيا. بعدها سيعود بصورة غريزية للتسوق في متاجرها والاستثمار في أسهمها واستخدام خدماتها.
4 - الشجاعة
لا يمكن أن أعتبر نفسي شجاعا بالفطرة. فأنا أتسم بالخجل والحذر. ولا أشرع في أي عمل الا عندما أكون متأكدا من عواقبه ونتائجه وقيمت مخاطره.
لكن عندما أصبحت رئيسا تنفيذيا، خضت في ما يمكن وصفه بلحظة الوضوح والصفاء: وأدركت ما الأهداف التي ينبغي أن نضعها لشركتنا ودونتها على الجزء الخلفي من دفتر ملاحظاتي في أثناء انتظاري لموعد اقلاع الطائرة.
وتلك الأهداف كانت: أولا أردت أن أستحوذ على متاجر ماركس آند سبنسر وأن نصبح الأوائل في بريطانيا. ثانيا أردت أن نصبح أقوياء في قطاع المنتجات غير الغذائية، 3% من الاجمالي آنذاك، بقدر قوتنا في المواد الغذائية.
ثالثا، أردت أن أبدأ خدمات التجزئة للشركات والأعمال، مثل التمويل أو الاتصالات. وأخيرا أردت أن يكون لدينا مقار للبيع بالتجزئة في الخارج بقدر ما لدينا في بريطانيا. وقد رفضت استراتيجيتي من قبل الكثيرين، في ذلك الحين، واعتبروها ساذجة. والواقع أنه يجب أن تكون الأهداف جريئة وجسورة. وأن تبعث عليّ الاثارة والقليل من الخوف. وقد استطاعت تيسكو تحقيق جميع أهدافها.
5 - العمل
القاء كلمة والفوز بالانتخابات ووضع خطة لسياسة الشركة شيء وتحويل الكلمات المعسولة الى واقع هو شيء آخر تماما. ان الخطط لا تعني شيئا اذا لم يتم تطبيقها بشكل فعال.
وبعد اتخاذ القرار، ينبغي تدوين سلسلة الأحداث والاجراءات اللازمة لتحويل ذلك القرار الى واقع ملموس. وقد يبدو هذا تنظير مبالغ فيه، لكن الخطر يتمثل في أنه اذا لم تفعل ذلك، فانه لن يكون هناك توافق مشترك حول ما ينبغي عمله.
6 - التوازن
التحدي الذي تواجهه أي مؤسسة كبيرة لايتمثل في مجرد خلق شعور بالصداقة الحميمة بل في الاطار الذي يمكن من خلاله لكل الأشخاص أن يؤدوا أدوارهم على النحو الذي يعتبرونه الأفضل.
ويعني ذلك تشجيع المبادرة وجعل الناس يتحملون مسؤولية أفعالهم. عبر ذلك تتحقق المؤسسة المتوازنة حيث يمضي الجميع قدما معا موجهين في الاتجاه الصحيح.
7 - البساطة
الهدف البسيط يجلب التركيز على ما يفعله الناس. ومن السهل على الناس فهم الاقتراح البسيط. كما أن الاجراءات البسيطة تستغرق وقتا أقل للتعلم ووقتا أقل للقيام بها وتكلفة أقل.
8 - تقليص الهدر في التكاليف وزيادة الفعالية
التفكير بمنطق تقليص التكاليف لا يعني أنك ترغب ببيع حاجيات أقل بل هي وسيلة لضمان استخدام موارد طبيعية أقل في التصنيع. ولنأخذ على سبيل المثال منظفات الغسيل. فالمنظفات التقليدية تكون عادة كبيرة وثقيلة وتحتاج الى قدر كبير من التعبئة والتغليف ونقلها مكلف للغاية وهي مصاريف تأكل من الأرباح.
أما منظفات الغسيل المركزة، فهي على النقيض من ذلك اذ تحتاج الى قدر أقل من التغليف والتعبئة وبالتالي تكلفة نقلها تصبح أقل. كما تسمح أيضا بغسل الملابس بدرجات حرارة منخفضة وبالتالي تقليص استهلاك الطاقة. واذا ماتحول الجميع في العالم الى استخدامها، يمكن أن نقلص من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يزيد عن 4 أطنان وهو مايعادل اخراج مليون سيارة من حركة المرور على الطريق.
9 - التنافس
يوم لك ويوم عليك، فالمتنافسون يحاولون دوما التفوق عليك بالدهاء والمكر للفوز بأعمالك والاستحواذ عليها. الأمر كما لو كنت رجل سياسة باستثناء أنك في حملة انتخابية يومية ودائمة. وبالتالي فان الاغراء يكمن في الابتعاد عن المنافسة. وهناك اغراء آخر لايقل جاذبية عن الأول ويتمثل في القضاء على الخصم للشعور بالرضا عن الذات. أو أن تتجاهل مراقبة المنافسين الأقل شأنا الذين يزحفون بهدوء من وراء ظهرك. وجميع تلك الاتجاهات ليست مجرد أخطاء بل فرص ضائعة. اذ ينبغي قبول المنافسة والدخول فيها وعدم التراجع.
10 - الحقيقة
اذا كان عليّ أن أختار أي من كلماتي العشر لمعرفة الأكثر أهمية، فانني أختار «الحقيقة». فالسعي وراء الحقيقة وقولها ليس أمرا صائبا من الناحية الأخلاقية فحسب بل هو حجر الأساس للادارة الناجحة.
استأصل الحقيقة من أي مشكلة، وبعدها لا تخفي ما تعلمته. وابحث عن الاجابة الصادقة لسؤال: ما هدف هذه المؤسسة؟
وينبغي عليك أن تكون صادقا، مع نفسك ومن هم حولك على أقل تقدير. والمصدر الأفضل للصدق والحقيقة يأتي دوما من الذي تقدم لهم الخدمة وهم زبائنك. استمع اليهم وتعلم منهم واهتم بمشورتهم. عندها ستكون أمام فرصة كبيرة لتحقيق النجاح.
السير تيري ليهي في كتابه الجديد 10 شروط للنجاح.. من البسيط إلى المعقَّد
غلاف الكتاب
إيمان عطية
انه الفتى الذي نشأ في الاسكان العام وشق طريقه الى أعلى منصب في «تيسكو» واستطاع أن يحول مسار أكبر مركز لتجارة التجزئة في العالم. ويكشف السير تيري ليهي في كتابه الجديد الملهم عن الدروس الصعبة التي تعلمها في أثناء رحلته الطويلة في العمل، ويقدم 10 حقائق بسيطة يمكن أن تساعد المرء في طريقه المؤدي الى الثراء.
ويقول ليهي بعد قضاء أكثر من 30 عاما في «تيسكو»: مازلت لا أملك سر نجاح وسعادة موظف المبيعات في عمله. لكنني تعلمت أن هناك 10 حقائق بسيطة، الى جانب العمل الجاد، ستزيد حتما من فرص تحقيق كليهما، والتي يشرحها على النحو التالي كما جاءت في صحيفة الديلي ميل البريطانية:
1 - الثقة
تعتبر الثقة أمرا أساسيا للقيادة الجيدة. فاذا كنت لا تبعث على الثقة، فالأرجح أن يمتثل الناس لأوامرك، لكن ربما على مضض وبفتور وتردد.
2 - القيم
القيم الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها المرء هي احترام الآخرين والنزاهة والمثابرة والاحساس الواضح بالصواب والخطأ. ففي خضم الاندفاع لكسر الحواجز الطبقية والتخلص من التقاليد الخانقة، ضاعت تلك القيم وحل محلها شعور بأن كل شيء ممكن.
ورغم ذلك، يبقى أن المؤسسات الناجحة ترتكز على القيم القوية. فهي تحكم الطريقة التي تتصرف بها وما تراه مهما وما تفعله عندما تواجه مشكلة، بل يصل الأمر الى أن تحكم ما يفعله عامل المتجر عندما يُسأل: أين الكاتشاب؟
في احدى المرات ألغى الرئيس التنفيذي لـ«تيسكو» في تايلند، وهي سوق شديدة التنافسية، مكافأة نهاية السنة للموظفين وهي عبارة عن راتب شهر اضافي. وهو ما يتنافى مع قيمنا: لقد وجدت فيه أمرا غير مقبول أبدا التصرف على هذا النحو تجاه من يبذلون قصارى جهدهم للايفاء وتحقيق أهدافنا. لذلك فصلنا الرئيس التنفيذي.
3 - الولاء
الفوز والحفاظ على الولاء هو دون شك أفضل هدف يمكن لأي مؤسسة أن تضعه نصب عينيها. في كل مرة يتعين على أي شخص اتخاذ قرار، عليهم أن يسأل نفسه: هل سيجعل هذا القرار الناس أكثر ولاء لنا أم لا؟
حتى تزدهر الشركة، عليها أن تشكل رابطا مع الزبون جزء منه يكون عقلانيا والآخر عاطفيا. بعدها سيعود بصورة غريزية للتسوق في متاجرها والاستثمار في أسهمها واستخدام خدماتها.
4 - الشجاعة
لا يمكن أن أعتبر نفسي شجاعا بالفطرة. فأنا أتسم بالخجل والحذر. ولا أشرع في أي عمل الا عندما أكون متأكدا من عواقبه ونتائجه وقيمت مخاطره.
لكن عندما أصبحت رئيسا تنفيذيا، خضت في ما يمكن وصفه بلحظة الوضوح والصفاء: وأدركت ما الأهداف التي ينبغي أن نضعها لشركتنا ودونتها على الجزء الخلفي من دفتر ملاحظاتي في أثناء انتظاري لموعد اقلاع الطائرة.
وتلك الأهداف كانت: أولا أردت أن أستحوذ على متاجر ماركس آند سبنسر وأن نصبح الأوائل في بريطانيا. ثانيا أردت أن نصبح أقوياء في قطاع المنتجات غير الغذائية، 3% من الاجمالي آنذاك، بقدر قوتنا في المواد الغذائية.
ثالثا، أردت أن أبدأ خدمات التجزئة للشركات والأعمال، مثل التمويل أو الاتصالات. وأخيرا أردت أن يكون لدينا مقار للبيع بالتجزئة في الخارج بقدر ما لدينا في بريطانيا. وقد رفضت استراتيجيتي من قبل الكثيرين، في ذلك الحين، واعتبروها ساذجة. والواقع أنه يجب أن تكون الأهداف جريئة وجسورة. وأن تبعث عليّ الاثارة والقليل من الخوف. وقد استطاعت تيسكو تحقيق جميع أهدافها.
5 - العمل
القاء كلمة والفوز بالانتخابات ووضع خطة لسياسة الشركة شيء وتحويل الكلمات المعسولة الى واقع هو شيء آخر تماما. ان الخطط لا تعني شيئا اذا لم يتم تطبيقها بشكل فعال.
وبعد اتخاذ القرار، ينبغي تدوين سلسلة الأحداث والاجراءات اللازمة لتحويل ذلك القرار الى واقع ملموس. وقد يبدو هذا تنظير مبالغ فيه، لكن الخطر يتمثل في أنه اذا لم تفعل ذلك، فانه لن يكون هناك توافق مشترك حول ما ينبغي عمله.
6 - التوازن
التحدي الذي تواجهه أي مؤسسة كبيرة لايتمثل في مجرد خلق شعور بالصداقة الحميمة بل في الاطار الذي يمكن من خلاله لكل الأشخاص أن يؤدوا أدوارهم على النحو الذي يعتبرونه الأفضل.
ويعني ذلك تشجيع المبادرة وجعل الناس يتحملون مسؤولية أفعالهم. عبر ذلك تتحقق المؤسسة المتوازنة حيث يمضي الجميع قدما معا موجهين في الاتجاه الصحيح.
7 - البساطة
الهدف البسيط يجلب التركيز على ما يفعله الناس. ومن السهل على الناس فهم الاقتراح البسيط. كما أن الاجراءات البسيطة تستغرق وقتا أقل للتعلم ووقتا أقل للقيام بها وتكلفة أقل.
8 - تقليص الهدر في التكاليف وزيادة الفعالية
التفكير بمنطق تقليص التكاليف لا يعني أنك ترغب ببيع حاجيات أقل بل هي وسيلة لضمان استخدام موارد طبيعية أقل في التصنيع. ولنأخذ على سبيل المثال منظفات الغسيل. فالمنظفات التقليدية تكون عادة كبيرة وثقيلة وتحتاج الى قدر كبير من التعبئة والتغليف ونقلها مكلف للغاية وهي مصاريف تأكل من الأرباح.
أما منظفات الغسيل المركزة، فهي على النقيض من ذلك اذ تحتاج الى قدر أقل من التغليف والتعبئة وبالتالي تكلفة نقلها تصبح أقل. كما تسمح أيضا بغسل الملابس بدرجات حرارة منخفضة وبالتالي تقليص استهلاك الطاقة. واذا ماتحول الجميع في العالم الى استخدامها، يمكن أن نقلص من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يزيد عن 4 أطنان وهو مايعادل اخراج مليون سيارة من حركة المرور على الطريق.
9 - التنافس
يوم لك ويوم عليك، فالمتنافسون يحاولون دوما التفوق عليك بالدهاء والمكر للفوز بأعمالك والاستحواذ عليها. الأمر كما لو كنت رجل سياسة باستثناء أنك في حملة انتخابية يومية ودائمة. وبالتالي فان الاغراء يكمن في الابتعاد عن المنافسة. وهناك اغراء آخر لايقل جاذبية عن الأول ويتمثل في القضاء على الخصم للشعور بالرضا عن الذات. أو أن تتجاهل مراقبة المنافسين الأقل شأنا الذين يزحفون بهدوء من وراء ظهرك. وجميع تلك الاتجاهات ليست مجرد أخطاء بل فرص ضائعة. اذ ينبغي قبول المنافسة والدخول فيها وعدم التراجع.
10 - الحقيقة
اذا كان عليّ أن أختار أي من كلماتي العشر لمعرفة الأكثر أهمية، فانني أختار «الحقيقة». فالسعي وراء الحقيقة وقولها ليس أمرا صائبا من الناحية الأخلاقية فحسب بل هو حجر الأساس للادارة الناجحة.
استأصل الحقيقة من أي مشكلة، وبعدها لا تخفي ما تعلمته. وابحث عن الاجابة الصادقة لسؤال: ما هدف هذه المؤسسة؟
وينبغي عليك أن تكون صادقا، مع نفسك ومن هم حولك على أقل تقدير. والمصدر الأفضل للصدق والحقيقة يأتي دوما من الذي تقدم لهم الخدمة وهم زبائنك. استمع اليهم وتعلم منهم واهتم بمشورتهم. عندها ستكون أمام فرصة كبيرة لتحقيق النجاح.
رئيس شركة يام مالكة «كنتاكي» و«بيتزا هت» و«تاكو بيل»
ديفيد توفاك.. من صحافي إلى ملك الوجبات السريعة
ديفيد نوفاك فخور بإنجازات شركته
إيمان عطية
حان وقت الغداء في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي الأميركية، وهاهو ديفيد نوفاك، الرئيس التنفيذي لشركة يام براندز يتجول في مطاعم كنتاكي فرايد تشكين الموجودة في كافتيريا الشركة ويطلب ساندويتش الدجاج المشوي ويجلس مع اثنين من العاملين في الشركة ليتناول الطعام معهما.
نوفاك لديه الكثير من المهام التي يتعين عليه القيام بها هذه الأيام. اذ تواصل شركة يام، التي تدير سلسة مطاعم كنتاكي وبيتزا هت وتاكو بيل، حملتها لتصبح سلسة المطاعم الأجنبية المهيمنة في الصين في الوقت الذي تسعي فيه لانعاش أعمالها التي تعاني صعوبات في الولايات المتحدة. ورغم تطلعاتها العالمية، تحافظ «يام» على الاحساس الغني بتاريخها.
خلافا للعديد من مقار الشركات التي تعزل نفسها في حصون في الضواحي، تقع «يام» في مجمع مترامي الأطراف على الطراز الاستعماري يشبه «البيت الأبيض» ويشار اليه بذلك.
في المدخل الرئيسي للشركة يوجد متحف يحوي مجسما ميكانيكيا مطابقا للأصل وناطقا للعقيد ساندرز، مؤسس كنتاكي، الذي تم تخليد وجهه في شعار الشركة.
الجدران والأسقف في المبنى، الذي يعود تاريخه الى 59 عاما خلت، مزينة بصور مؤطرة له مع مئات العاملين الذين كافأهم لتفانيهم في العمل. وكان يمنح هؤلاء المكرمين دجاجا من المطاط أو قبعات على شكل جبن أو أسنان ضاحكة اضافة الى بعض المبالغ المالية.
وكما يقول « استخدم مكتبي كرمز لماهية أعمالنا، القائمة على بناء قدرات الناس. صيغة النجاح التي نتبعها تستند الى بناء قدرات الناس أولا، ثم ارضاء أكبر عدد من الزبائن وبعدها تحقيق المزيد من الأرباح».
انفصلت «يام» عن شركة بيبسي كولا في 1997، عندما كان نوفاك يدير كنتاكي وبيتزا هت في الولايات المتحدة. تخلى عن فرصة ادارة «فريتو لي» للوجبات الخفيفة التابعة لبيبسي كولا حتى يتسنى له الاستمرار في تطوير خبرته في مجال المطاعم. وبعد مرور أربع سنوات عين في منصب الرئيس التنفيذي لشركة «يام».
يعمل نوفاك حاليا في التدريس في برامج تدريب القيادة، وألف مؤخرا كتابا يحمل عنوان Taking People With You، غير أن أيامه الأولى لم تكن تنبئ بصعوده السريع الى قمة هرم واحدة من أشهر الشركات الأميركية.
ولد نوفاك في ولاية تكساس، وعاش في 23 ولاية أميركية عند بلوغه الصف السابع. اذ كان والده يعمل مساحا للأراضي في القطاع الحكومي مما كان يجبر عائلته على التنقل المستمر والعيش في المقطورات والانتقال من مدرسة لأخرى. درس الصحافة في جامعة ميسوري وعمل في مجال الاعلانات على مدى عقد من الزمن قبل أن يتولى وظيفة في التسويق لدى بيتزا هت عام 1986.
ويقول نوفاك عن تنقله المستمر في فترة طفولته «أعتقد أن ذلك ساعدني في قراءة الأوضاع جيدا وفهم الناس وتعلم كيفية التعرف عليهم بسرعة».
ويضيف» لقد كان ذلك مفيدا جدا لي علي صعيد العمل، لاسيما في الأعمال والأنشطة العالمية، حيث يتعين على المرء الذهاب الى بلدان مختلفة وفهم كيف يفكر الناس فيها والاستماع الى ما يثير اهتمامهم».
وقد تفوقت «يام» في فهم ما يثير اهتمام الصين. اذ يتذكر نوفاك أول رحلة له الى الصين عام 1997، حين كان الأهالي يصطحبون أطفالهم الى مطاعم كنتاكي للاحتفال بأعياد ميلادهم أو للاحتفال بمناسبات أخرى، لكن لم يكن معهم ما يكفي من المال لشراء الطعام لأنفسهم. ويضيف «أما الآن فان الفارق الكبير الذي أراه عندما أذهب الى الصين هو أن الأطفال يشترون الطعام بأنفسهم. فالتعداد السكاني الاستهلاكي ينمو بوتيرة سريعة لدرجة أن أعمالنا تشهد ازدهارا كبيرا بفعل ذلك».
خلال زيارة الى مطاعم كنتاكي أثناء رحلته الأولى، جاءت امرأة الى نوفاك معتقدة أنه يعمل لدى الشركة وطلبت منه بلغة الماندرين (اللغة الصينية الشمالية) «افتتاح المزيد من مطاعم»، وقد فعل نوفاك ذلك.
في عام 2001، كان لدي «يام» 612 مطعما في الصين. وبحلول العام الماضي زاد عدد مطاعم الشركة الى أكثر من 4 آلاف مطعم في 800 مدينة. وأقامت الشركة نظام توزيع خاصا بها، وكانت رائدة في التوسع الى المناطق النائية من البلاد، واجتذاب الزبائن من خلال تقديم مزيج من الذوق الأميركي والنكات المحلية.
وتعتبر استراتيجية «يام» في تكييف قوائم الطعام وفق خيارات اقليمية تصل الى حد تقديم مستويات مختلفة من التوابل تتوافق وذائقة المقاطعة، حالة تستحق الدراسة عن كيفية النجاح في الأسواق الناشئة. وتحاول الشركة حاليا تصدير هذا النموذج الناجح الى الهند، بحيث تعمل على اضفاء الطابع المحلي على قوائم الطعام عن طريق اضافة التوابل الحارة.
وتعتبر الصين واحدة من الأسواق القليلة في العالم التي لا تعد فيها سلسلة مطاعم ماكدونالدز العلامة التجارية الغربية المهيمنة في قطاع الوجبات السريعة. ومع ذلك، يمثل وعد سلسة مطاعم الهمبرغر بشن حملة توسع قوية في البلاد تحديا لا يمكن لشركة «يام» أن تتجاهله.
وكما يقول نوفاك «نحن من أسسنا هذه الفئة وما نركز عليه في الصين ليس درء خطر منافسة ماكدونالدز، بل تقديم أفضل ما لدينا من خلال الاستجابة الى مطالب الزبائن وما يجب علينا ان نقوم به أكثر مع احتياجاتهم».
ورغم نجاح «يام» في الخارج، فان الولايات المتحدة باتت تشكل لها نقطة حساسة في السنوات الأخيرة. وحين يناقش نوفاك مسألة القيادة فانه يرى أن واحدة من أفضل أدواته تتمثل في السؤال «البارع»، حيث يطلب من شخص ما أن يتخيل ما يمكن أن يفعل خليفته البارع بوظيفته.
اذن ما الذي يمكن أن يفعله خليفة نوفاك البارع بشكل مختلف؟ يرد قائلا بعد توقف لحين عن الكلام «أشعر أن بمقدرونا أن نحصل على مزيد من الأهمية الملحة والتفكير بأهداف أكبر بشأن شركتنا».
وتابع موضحا أن «ماكدونالدز» قامت بعمل أفضل لجهة «تعزيز قاعدة أصولها»، من خلال تقديم وجبات الافطار والمشروبات، فضلا عن فتح مطاعمها طوال الليل».
ويضيف «كان لدي فريق عمل كامل في جميع أنحاء العالم يذهب الى مطاعم ماكدونالدز وهو ما نطلق عليه «اغراق ماكدونالدز». وكنا ننظر الى ما كانوا يفعلونه ويقدمونه ونسأل أنفسنا: كيف يمكن لنا أن نقوم بشيء مماثل مع علامتنا التجارية؟».
ويقدر نوفاك كثيرا دراسة أفضل ما يقوم به الآخرون. ففي احدى السنوات، على سبيل المثال، اتجه الى أوماها في ولاية نبراسكا ودعا وارين بوفيت لتناول الغداء في كنتاكي لاستشارته في العمل. وكان تعرف الى «حكيم أوماها» عن طريق دوغ انفيستور، الرئيس التنفيذي السابق لشركة كوكا كولا، الذي وافق بشرط واحد: بوفيت لن يتحدث عن أسهم «يام». ويضيف نوفاك» قال لي: تأكد من التحدث عن الجيد والسيىء والقبيح. فكلما اتسمت بالشفافية حيال ليس الفرص فحسب بل والمشاكل التي لديك أيضا، كلما زادت مصداقيتك عند الآخرين».
وعلى الرغم من النجاح الذي حققته «يام» اخيرا، لكنها تواجه تحديات شديدة وصعبة نابعة من ارتفاع تكاليف السلع والمدافعين عن الصحة الذين يقولون أن الوجبات السريعة تتسبب في أمراض السمنة والسكري.
ولايقدم نوفاك أي اعتذار بهذا الشأن، مشيرا الى أن الدجاج المقلي والبيتزا والتاكو يمكن أن تشكل جزءا من نظام غذائي متوازن. ومع ذلك، تقدم الشركة المزيد من السلطات وتقلل من مستويات الصوديوم وتضيف وجبات الدجاج المشوي في قائمتها كالساندويتش الذي يتناوله نوفاك في بعض الأحيان عند الغداء.
ويقول « لايمكن أن تكون شيئا غير ما أنت عليه»، موضحا أن «يام» التي تهدف الى أن تكون الشركة التي تطعم العالم، تحاول باستمرار أن تحسن من جودة وجباتها الغذائية. ويضيف «نحن في الواقع نقدم خدمة كبيرة للعالم».
بطاقة هوية مكان الميلاد: تكساس العمر: 59 عاما المؤهلات العلمية: الصحافة، جامعة ميسوري المسار المهني: 1975 مؤلف اعلانات، في شركة آر جوزيف هاريل 1975 – 1977 مدير تسويق وعلاقات عامة لدى شركات كيتشوم وماكلويد وغروف 1977 -1986 نائب الرئيس التنفيذي لدى شركة نريسي لوكي/بي بي دي أو 1986 – 1990 نائب الرئيس الأول لشؤون التسويق في بيتزا هت في الولايات المتحدة 1990-1992 نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التسويق والمبيعات الوطنية لدى شركة بيبسي كولا 1992 - 1994 مدير التشغيل في بيبسي كولا لأميركا الشمالية 1994 - 1996 الرئيس التنفيذي والرئيس في شركة كنتاكيفي الولايات المتحدة الأميركية 1996 - 1997 الرئيس التنفيذي والرئيس لكل من كنتاكي/بيتزا هت في الولايات المتحدة 1997 – 2000 نائب رئيس مجلس الادارة ورئيس شركة «يام براندز» ( تريكون سابقا) 2000 – 2001 نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي ورئيس «يام براندز» 2001 رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي ورئيس «يام براندز» العائلة: متزوج منذ 37 عاما ولديه ابنة واحدة
بروفايل .. سادس أغنى رجل في الصين وانغ جيان لين... إمبراطور العقار الصيني
وانغ جيان لين
إيمان عطية
عندما يمشي أغنى قطب لمراكز التسوق في الصين في القاعة بخطى واسعة مرتديا بدلته ذات الخطوط المقلمة الحادة، من الصعب تخيله كجندي في سن المراهقة لم يكن يجد ما يكفي من الطعام ليسد رمقه.
غير أن وانغ جيان لين، مؤسس ورئيس مجلس ادارة مجموعة داليان واندا العقارية، يبتسم وهو يصف الأساليب الاستراتيجية التي كان يستخدمها للتغلب على الجوع. اذ يقول وهو يضع يده على كوب الشاي فضي اللون «في الأيام الأولى كنا نتهافت على الطعام. لا يمكن تصور الصعوبات والمعاناة التي كنا نواجهها في تلك الأيام». وحين كان يتوافر الطعام، اعتاد أن يملأ نصف وعائه بالأرز في المرة الأولى في طابور المطعم حتى يتناوله بسرعة ليتمكن من العودة مرة أخرى لملئه مرة ثانية قبل أن ينفد الطعام. وفي لهجة تشير الى مسقط رأسه في سيتشوان يقول «ساعدت تلك التجربة في تكوين شخصيتي وعلمتني عدم الاستسلام أبدا وعدم الخضوع للمعاناة».
وانغ جيان لين، سادس أغنى رجل في الصين، يعيش في عالم مختلف تماما. فشركته التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار ويعمل فيها 50 ألف موظف، من الأسماء الشهيرة في الصين، حيث توجد الملكيات والمجمعات العقارية التي تحمل اسم «واندا بلازا» متعددة الاستخدامات في جميع المدن الرئيسية الصينية. ويقدر نمو ايرادات الشركة عند معدل %30 على الأقل سنويا، وهو يسعى حاليا للتوسع على المستوى العالمي، حيث بدأ بشراء ايه ام سي ثيترز، ثاني أكبر شركة لدور سينما في الولايات المتحدة الأميركية، بمبلغ 6. 2 مليار دولار. وسينتج عن الانتهاء من اتمام هذه الصفقة أكبر شركة للسينما من حيث الايرادات وستكون أكبر عملية استحواذ من نوعها تقوم بها شركة صينية خاصة في الولايات المتحدة.
نمط خاص
وانغ نفسه يعيش نمط الحياة الخاص بمدير تنفيذي عالمي، حيث يسافر الى باريس لشراء بدلات من ماركة «لانفين» ويملك يختا يحمل اسم «صن سيكر» طوله 33 مترا ويرسو في شنغهاي اضافة الى طائرة خاصة. ويعلق قائلا « لقد كنت من أوائل الذين اشتروا الطائرات الخاصة في الصين».
ويركز وانغ على تحويل واندا الى شركة متعددة الجنسيات في غضون عشر سنوات. ولتحقيق هذا الهدف، سوف تقدم الشركة على المزيد من عمليات الاستحواذ مع التركيز على الفنادق ومتاجر التجزئة ودور السينما. وبعد شراء ايه ام سي، يقدر وانغ أنه بذلك سوف يسيطر على نحو %10 من سوق السينما العالمية ويأمل أن يزيد تلك الحصة الى %20 بحلول 2020.
الانتقال إلى العالمية
لكن قد يكون من الصعب على وانغ أن يكرر نجاحه خارج وطنه. فصعوده يجسد معدلات التنمية المذهلة التي شهدتها الصين خلال العقود الثلاثة الماضية، اضافة الى العلاقات الوثيقة بين عالم الأعمال والمال والسياسة في بلد يدار وفق مفهوم «الاشتراكية بخصائص صينية».
قضى وانغ 17 عاما في الجيش قبل أن يتركه في أواخر الثمانينات للعمل في قطاع العقار. أول مشروع تولى تنفيذه كان مشروعا لم يرغب أحد العمل فيه: اعادة تطوير حي الفقراء في مدينة داليان في شمال شرقي الصين. استعداده للقيام بعملية اعادة التطوير مهما دفعت الحكومة المحلية مقابل ذلك جعل منه محبوبا لدى المسؤولين. وسرعان ما أصبحت واندا أول شركة خاصة تعمل في عدة مدن، وهو ما لم يكن يحدث سابقا بسبب القيود التنظيمية.
ويقول وانغ ان الشركة كانت قادرة على النمو لأنه كان دائما يجد السبل للتحايل على تلك القيود. فعلى سبيل المثال، في أوائل التسعينات، لم يكن مسموحا للشركات العقارية العمل خارج المدن التي تحتضن مقراتها الرئيسية. لذلك عندما أرادت واندا أن تطور مشروعا في المركز التجاري لمدينة غوانغتشو، يقول وانغ إنه استأجر رخصة عمل وحساباً مصرفياً من شركة محلية في غوانغتشو لتنفيذ العمل.
قائمة الأغنياء
يقول رورت هوغيورف مؤسس قائمة هورن تشاينا للأغنياء «كان محظوظاً في نشر علامته التجارية في أنحاء البلاد، قبل أن يكون لدى أي شخص آخر رؤية».
ولعل شبكة علاقاته التي بناها في سنوات خدمته في الجيش لم تتضرر، أيضاً. فكما يقول «هناك الكثير من التعامل مع الحكومة في مجال الصفقات العقارية، فهي ليست كقطاعات الصناعة أو الخدمات اللوجستية أو الأجهزة المنزلية أو السيارات، حيث يكون العامل مع المستهلكين».
وبوسع وانغ اليوم أن يختار المسؤولين والمشروعات التي يرغب في التعامل معها، إذ لا تقبل واندا سوى ثلث الفرص التي تطرحها الحكومات المحلية. ويقول في هذا الصدد «إننا نختار المسؤولين الذين يريدون حقاً التطوير والتقدم، فمن السهل بالنسبة لنا أن نصل إلى اتفاقيات مع هؤلاء المسؤولين».
أحد المسؤولين الذين عمل معهم وانغ كان بو شي لاي رئيس الحزب الشيوعي المخلوع في تشونغتشينغ الذي أحدث سقوطه الدراماتيكي هذا العام صدمات مدوية في أعلى أروقة السلطة في الصين.
بعد سقوط بو تم استجواب العديد من رجال الأعمال البارزين في داليان بسبب علاقاتهم مع الزعيم السابق. وادعت إشاعات غير صحيحة عبر الانترنت أن وانغ كان من بين أولئك الذين تم استجوابهم. وأصدرت واندا بيان نفي شديد اللهجة وأعلنت في الوقت نفسه، أن وانغ كان يتسلم جائزة في مجمع القيادة المركزية الصينية في بكين، وهو تكريم نادر.
ويقول «أعرف بو شي لاي لكن علاقتنا كانت علاقة عمل وليست علاقة شخصية». ومع ذلك رفض التكهن بمصير بو قائلاً: لا أحد تقريباً يعلم ما يحدث معه، ناهيك عني.
أدوار استشارية
ورغم أن وانغ عضو في الحزب الشيوعي واضطلع بعدد من الأدوار الاستشارية في السياسة، فإنه يؤمن إيماناًَ عميقاً بالرأسمالية وباللعب وفق القواعد والقوانين. ويقول: لا يوجد في الصين الكثير من الشركات التي تجرؤ على القول علناً: «نحن لا نقدم الرشى، أو شركات تعمل وفق قواعد السوق، لكننا نقولها بشكل مباشر وصريح: نحن نعتمد على قوى السوق لتحقيق النمو».
مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لوانغ يكمن في أنه اليوم بات أكثر صعوبة أن يصبح المرء رجل أعمال مبادراً عما كان عليه الوضع في ثمانينات القرن الماضي، وهي الفترة التي بدأ فيها مشواره، واتسمت بالفوضى. ويقول في هذا الصدد «أكبر مشكلة تواجهها الصين اليوم لا تتمثل في مدى سرعة أو بطء النمو الاقتصادي، بل في فقدان روح المبادرة. ففي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، اتجه العديد من المسؤولين وضباط الجيش وأساتذة الجامعات إلى مجال الأعمال لتكوين ثروات. أما اليوم، فلا يوجد الكثير من الناس الذين يملكون الشجاعة على القيام بذلك. بيئة العمل والرأي العام ورأس المال والنظام أصبحت جميعها مؤاتية أكثر للشركات الكبيرة».
كما ينتقد رجال الأعمال الصينيين الذين قرروا تسييل أعمالهم والهجرة. نحو %60 من الأثرياء في الصين بدأوا في عملية مغادرة البلاد أو أنهم يفكرون في ذلك، وفق تقرير عن الأثرياء الذين يزيد دخلهم على 1.6 مليون دولار، أعد العام الماضي من قبل بنك الصين وقائمة هوران للأثرياء.
ويضيف «هناك الكثير من رجال الأعمال، بل وحتى صغار رجال الأعمال، الذين يهاجرون، بل ويبيعون شركاتهم من أجل قضاء عطلاتهم على بعض شواطئ الدول الأجنبية. وهذه ظاهرة سيئة للغاية. عندما تفقد غالبية رجال الأعمال المبادرين روح الكفاح ويبيعون شركاتها للاستمتاع بالحياة، فان أمر هذه الدولة سينتهي».
¶ فايننشال تايمز ¶
وجهة نظر متواضعة
قدم وانغ جيان لين، مؤسس ورئيس مجلس ادارة مجموعة داليان واندا العقارية الصينية، وجهة نظر أكثر تواضعا عن نفسه قائلا «لست ممن يسعون وراء الترف والإسراف. لست كأولئك الناس الذين ما ان يحصلوا على الكثير من المال حتى يبدأوا بتبديده وتبذيره والتباهي به». ويضيف «لا ينبغي التباهي والتفاخر بالثروة لأن الفجوة في الثروات هذه الأيام في الصين كبيرة نسبيا».
بطاقة هوية
تاريخ الميلاد: أكتوبر 1954 في مقاطعة سيتشوان.
المؤهلات العلمية: كلية داليان الحربية.
المسار المهني: 1970 التحق بالجيش. وأول مهمة له على حدود منغوليا الداخلية.
1986: بعث للعمل كمدير لمكتب حكومة مقاطعة داليان شيغانغ.
1988: التحق بشركة تطوير الاسكان لمقاطعة داليان شيغانغ والتي أصبحت لاحقا شركة داليان واندا.
1994: اشترى نادي داليان لكرة القدم. وفي عام 2000 باع النادي الى داليان شايد غروب، مشيرا الى أنه أراد الخروج من عالم كرة القدم بسبب المشاكل التنظيمية والتلاعب بنتائج المباريات.
2002: أسس شركة داليان واندا للعقارات التجارية.
2005: بدأ الاستثمار في الثقافة والترفيه. وتعتبر واندا أكبر مالكة لدور السينما في البلاد بامتلاكها لـ 730 دار سينما.
2007: أسست الشركة أول متاجر تجارية كبرى ودخلت في قطاع الفنادق.
2012: اشترت أيه ام سي انترتينمنت، ثاني أكبر سلسلة لدور السينما في الولايات المتحدة بمبلغ 2.6 مليار دولار اضافة الى 500 مليون دولار للاستثمار في المستقبل.
العائلة: متزوج وله ولد واحد.
29/08/2012
بروفايل
الرئيس التنفيذي لثاني أكبر مجموعة مصرفية في ماليزيا «سي آي إم بي» ناظر عبدالرزاق.. طموح تدعمه علاقة القربى مع حكّام ماليزيا
ناظر عبدالرزاق
إعداد إيمان عطية
لا يبدو ناظر عبدالرزاق من طراز «الأمراء»، لكن الأمر حدث بصدفة الميلاد. فالرئيس التنفيذي لثاني أكبر مجموعة مصرفية في ماليزيا «سي آي ام بي» البالغ من العمر 45 عاما، هو جزء مما يشبه «العائلة الملكية في البلاد»، على حد تعبير أحد المستثمرين.
داخل ماليزيا، ينظر اليه البعض على أنه وزير المالية غير الرسمي لرئيس الوزراء، أخيه الأكبر نجيب عبدالرزاق. والدهما هو تون عبدالرزاق، ثاني رئيس للوزراء بعد الاستقلال عن بريطانيا. أما خارج جنوب شرق آسيا، فلعل الكثيرين لم يسمعوا باسمه أو باسم «سي آي ام بي» قط. وفي حين يصف نفسه بتواضع كلاعب صغير يسعى للحصول على فرصته في المسرح الأكبر، الا أنه وصل الى هناك بالفعل من خلال التوسع المدعوم بعمليات استحواذ كبيرة في المنطقة.
آخر صفقة تمثلت في اختيار الأفضل من بين عدد صغير من الشركات المصرفية الاستثمارية من بنك رويال بنك أوف اسكوتلاند، المملوكة أغلبيته للحكومة، في صفقة منخفضة السعر. ويقول عن هذه الصفقة «لم أفكر أبدا في أن هذه اللحظة ستأتي، حيث يمكن لمجموعة سي آي ام بي أن تضع يدها على أصل من هذا القبيل وبهذه القيمة ولها مستقبل ناجح».
النفوذ الاقليمي المتنامي لعبدالرزاق يكسبه معجبين بين الزبائن والمنافسين على حد سواء. اذ يقول المصرفيون العاملون في البنوك الاستثمارية في هونغ كونغ وسنغافورة أنه شخص يستحق المراقبة والمتابعة وأن «سي آي ام بي» هو البنك الآسيوي الذي سيصبح على الأرجح صانع الأموال الحقيقي في المنطقة.
لكن قربه من السلطة في بلاده المصنفة في المرتبة 60 في مؤشر مدركات الفساد الخاص بمنظمة الشفافية العالمية يثير أسئلة حتمية. فالماليزيون المتحالفون مع جماعات المعارضة أو الذين خسروا أعمالا وصفقات تجارية كسبها بنك «سي آي ام بي» يشيرون الى علاقاته مع الحكومة كعامل أساسي في نجاحه.
نفوذ لدى سياسيين
ولا ينكر عبدالرزاق أنه بوصفه رئيسا لاحدى الشركات الكبرى، فانه يمتلك بعض النفوذ لدى القادة السياسيين، لكنه النفوذ ذاته الذي يملكه آخرون ممن يشغلون المناصب نفسها. ويقول معلقا: «نحن شركة ناجحة لا تورط نفسها في مثل هذه الأمور (الفساد). لكنني لن أنكر حقيقة أنه يعد مشكلة».
ومع الضغط عليه في موضوع نفوذه وعلاقاته المتميزة مع رئيس الوزراء، من الصعب معرفة ما اذا كانت العلاقات العائلية أمرا مفيدا أو مزعجا. توتر صوته لوهلة في الرد وقال «لدي مناسبات عائلية، لكنني لا أريد أن أقول ان لدي نفوذا عند رئيس الوزراء الحالي أكثر مما كان لدي مع رؤساء الوزراء السابقين، اذا كان هذا ما أردت أن تسمعه. وبالتالي، فان العلاقة مستمدة من منصبي في ادارة البنك أكثر من كونها عائلية».
وبشيء من الحنق وضيق الصدر أضاف قائلا إن أخاه تولى منصب رئاسة الوزراء منذ عام 2009 فقط، في حين انه يقود بنك «سي آي ام بي» الاستثماري منذ 1999. ويضيف «أعتقد أن الناس ينسون ذلك».
طموح شرس
ناظر عبدالرزاق رجل معسول اللسان واجتماعي ولديه ابتسامة طبيعية ومريحة. لكن توسيع البنك، الذي زاد عدد موظفيه من ألف موظف في 2004 الى 40 ألف موظف وزادت ميزانيته العمومية من 4 مليارات دولار الى 95 مليار دولار، يسلط الضوء على طموح شرس.
في غرفة صغيرة في مكاتب بنك سي آي ام بي المتواضعة في احدى ضواحي كوالالمبور، حيث أجرى عبدالرزاق مقابلته مع «فايننشال تايمز»، تعلق صورة كبيرة بالأبيض والأسود تحيي ذكرى تأسيس البنك الأصلي عام 1974. وكان البنك عبارة عن مشروع مشترك بين البنك الزراعي الوطني وبنك سانوا المحلي وبارينغ براذرز وبنك لندن متعدد الجنسيات.
كان الحضور في حفل تدشين الافتتاح مزيجا من الماليزيين والسيخ والهندوس والانكليز من ذوي الشوارب الذين يرتدون البدلات الرسمية الخشنة، مما يدل على التراث الثقافي لماليزيا وبنك «سي آي ام بي». الأمر المحرج بعض الشيء هو أن الرجل الذي ترأس ذلك الاحتفال، والد عبدالرزاق بصفته رئيسا للوزراء، هو المسؤول عن بدء سياسات التفرقة العنصرية الايجابية لمصلحة العرق الماليزي التي لا تزال تثير الجدل في ماليزيا حتى يومنا هذا.
الاختلافات الثقافية
لكن عبدالرزاق نفسه، الذي يتحدث بلكنة هي مزيج من الماليزي والبريطاني لا تبدو في غير محلها بين البلدان الممثلة في الصورة، فخور بتنوع الكادر الوظيفي والاداري في مصرفه. وهذا أحد الأسباب الذي تجعله يعتقد أن الاختلافات الثقافية بين عمله ومجموعته وبين، على سبيل المثال، الأجزاء الاسترالية التي يمتلكها حاليا من رويال بنك أوف اسكوتلاند، يجب ألا تمثل أي مشكلة. وكما يقول «التنوع هو طبيعتنا الثانية. انظر الى بنية مجتمعنا هنا، الغالبية العظمى من فريق القيادة لدي، جميعهم عالميون بشكل كبير».
أقرانه ومنافسوه معجبون بمستوى الراحة التي يتسم بها حيال معرفته بثقافات جنوب شرق آسيا والثقافة الأنغلوسكسونية. ففي سن الثالثة عشرة، أرسل ناظر للدراسة في مدرسة أوندل في نورثهامبتونشاير في بريطانيا. اختياره للدراسة في جامعة بريستول بدلا من كلية لندن للاقتصاد يعكس طبيعة واقعية ورصينة. ويقول ناظر في هذا الصدد «منذ أيام الدراسة في أوندل كان كل شيء يتسم بانضباط شديد، من الوقت الذي كنت أستيقظ فيه من النوم الى ما كنت أفعله طوال اليوم وفجأة الحرية المطلقة في لندن.. لم أتمكن من الثقة في نفسي».
من القاع
ينظر الى عبدالرزاق في جميع أنحاء آسيا على أنه مجتهد وذكي ومحترف، وفق رأي قرابة 20 زبوناً ومصرفياً ومستثمراً تحدثوا الى هذا الموضوع، والذين لم يشكك أحدا منهم في التزامه باللياقة والأدب.
يقول هيوغو يونغ من شركة أباردين البريطانية لادارة الأصول - وهي أكبر مساهم خاص في بنك «سي آي ام بي» بحصة قوامها %1 - إنه على الرغم من أن عبدالرزاق قد يكون ولد لعائلة رفيعة المستوى والمكانة الا أنه شق طريقه من القاع في «سي آي ام بي». ويضيف: «لقد استحق منصبه عن جدارة وأضفى طابعا مهنيا على أعماله بأسلوب لم ينتهجه سوى عدد قليل من الشركات الماليزية الأخرى».
وبعيدا عن المستوى والمكانة الرفيعة لأخيه ووالده، فان عم ناظر عبدالرزاق كان أيضا رئيسا للوزراء وكان كذلك مقربا جدا من أزمان مختار، الذي يدير صندوق الثروة السيادية لماليزيا «خزانة»، وواقعيا يسيطر على «سي آي بي ام» الى جانب برنامج البلاد للمعاشات التقاعدية الوطنية. كما أن زوجة عبدالرزاق هي ابنة محافظ سابق للبنك المركزي.
ولعله من المفارقة أن تلك الروابط والعلاقات القوية مع المؤسسة الحاكمة تشكل أكبر خطر على مستقبله الخاص اذا ما أدت الانتخابات المقبلة الى تغيير في النظام الحاكم وطرد الحزب السياسي الذي حكم ماليزيا منذ الاستقلال.
وكما يقول يونغ «من الواضح أنها نقطة ضعف بالنسبة اليه. المسألة ليست سياسية الى حد كبير أو مرتبطة بأخيه، المسألة أكبر من ذلك وتتعلق بأنه جزء من العائلة المالكة تقريبا وجزء من السلطة في ماليزيا».
ويقول عبدالرزاق إنه يدير شركة كبيرة من أجل مساهميه ووفق هذا المنظور لا يفكر كثيرا في السياسة. وقد تجنب بكل تأكيد أي تدخل في الشأن العام، لكنه لا يزال واقعيا بشأن سرعة وصعوبة الاصلاحات المحلية. ويقول في هذا الصدد « نجيب أمامه مهمة صعبة للغاية.. لكني أعتقد أنه يمضي بشكل جيد جدا».
ويقول إن على البلاد أن تتصدى للفساد وأن تطلق مزيداً من العنان لقوى السوق وأن تتخلى عن ملكية الحكومة في الشركات من خلال الخصخصة، كما حصل أخيرا مع الادراج الجزئي لمجموعة فيلدا للصناعات الزراعية بقيمة مليارات الدولارات.
ان هذا هو الطريق الوحيد أمام ماليزيا حتى تتمكن من التقدم وتخطي وضع البلد متوسط الدخل، الذي من شأنه أن يجلب كثيراً من الاهتمام والتقدير للبلاد وبعض شركاتها الرائدة مثل «اير آسيا» و«أكسياتا» و«سي آي ام بي».
¶ فايننشال تايمز ¶
بطاقة هوية
¶ تاريخ الميلاد: نوفمبر 1966، في مدينة سيلانغور، ماليزيا.
¶ المؤهلات العلمية: مدرسة أوندل، كامبريدج شاير، بريطانيا. بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة بريستول. شهادة الماجستير من جامعة كامبردج.
¶ المسار المهني: 1989 التحق بمصرف كوميرس انترناشيونال بانكرز بيرهاد (يعرف حاليا باسم بنك سي آي ام بي الاستثماري) للعمل في جمع الأموال والادراج والخصخصة.
1993: تحول الى ذراع بنك سي آي ام بي لوساطة الأسهم، ومن ثم رقي الى منصب مدير تنفيذي.
1996 عاد الى مصرف سي آي ام بي الاستثماري في منصب نائب الرئيس التنفيذي.
1999 ترقى الى منصب الرئيس التنفيذي للبنك الاستثماري.
لقاء مازح مع كاميرون
يمزح عبدالرزاق قائلا إنه كان هناك شيء من التخبُّط عندما استضاف ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، على العشاء هذا العام. «لقد ضحكنا كثيرا لأنه وقع في حيرة من أمره بعض الشيء حيال «من اشترى ماذا؟»، عندما قدمته الى رئيس رويال بنك أوف اسكوتلاند آسيا» - على حد تعبير عبدالرزاق - الذي يضيف ان ملاحظة كاميرون الأخيرة كانت «لدي ما هو أكثر من هذا ان أردت». وكان من الواضح تماما بالنسبة الى لكاميرون أن هذه «الامارة» لم تولد بالأمس.
رجل أنجيلا ميركل المتمرد في «البوندسبنك» جينز ويدمان.. نموذج مثالي لمحافظي البنوك المركزية
أصغر رئيس في تاريخ البنك المركزي الألماني
إيمان عطية
عندما اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تعيين جينز ويدمان، مستشارها الاقتصادي، رئيسا للبوندسبنك (البنك المركزي الألماني) في فبراير 2011، كانت الصدمة في المؤسسة الألمانية واضحة.
فالأمر لم يقتصر على ان ويدمان النحيف ذا المظهر الصبياني البالغ من العمر 44 عاما، واصغر رئيس للبنك المركزي في تاريخه لا يتناسب مع صور أسلافه ذوي الشعر الرمادي، بل ان القلق الحقيقي تمثل في انه واحد من أقرب المساعدين للمستشارة على مدى خمس سنوات، فإنه لن يكون راغبا او قادرا على دعم استقلالية المؤسسة التي تجسد الانضباط المالي الألماني.
وقد نشرت الصحيفة الاقتصادية هاندلسيلات رسما كرتونيا لاذعا للمستشارة الوقورة ميركل، وهي تضع ويدمان بحجم دمية في صندوق عليه علامة البوندسبنك. وصاحب الرسم الكرتوني كتب مقالا افتتاحيا حذر من أن «الكأس المقدسة» لاستقلالية البنك المركزي، المنصوص عليها في البنود المؤسسة للبنك، معرضة لخطر ان تترك من دون من يحافظ عليها.
بعد 18 شهرا، تغير ذلك التصور. فبعيدا عن كونه أداة في يد المستشارة، أصبح ويدمان ناقدا مجاهرا على نحو متزايد للجهود التي تبذل في سبيل معالجة ازمة اليورو من خلال دوره كرئيس للبوندسبنك، وبصفته عضو بارز في المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي.
اذ حذر علنا من تجاوز البنك المركزي الأوروبي لصلاحياته، وانتقد فكرة استخدام اموال البنك المركزي في شراء سندات سيادية في السوق المفتوحة، بعد أيام فقط على ما بدا انه مباركة المستشارة الالمانية ميركل لماريو دراغي، رئيس البنك المركزي الاوروبي بعمل «كل ما يتطلبه الأمر» لحماية اليورو ومنطقة اليورو.
كان ويدمان الصوت الوحيد المعارض لخطة دراغي الاخيرة، والتي من شأنها ان تفتح الطريق امام عملية شراء البنك المركزي الأوروبي للسندات مجددا، بشرط ان توقع أولا البلدان التي تواجه صعوبات على الشروط المفروضة من صناديق انقاذ منطقة اليورو.
والسؤال هو، ما اذا كان رجل ميركل قد أصبح فجأة بالنسبة لها كتوماس بيكيت وهو اللورد المستشار الإنكليزي الذي أرسله الملك هنري الثاني في القرن الثاني عشر ليصبح رئيس أساقفة كانتبري للحد من سلطة الكنيسة، لكنه بدلاً من ذلك أصبح أكبر المدافعين عن الكنيسة وشوكة في خاصرة الملك.
يقول توماس ماير المستشار الاقتصادي في «دويتشه بنك»: «لقد أعاد البوندسبنك الى تقاليده القديمة. فالبنك يخوض معارك مع مستشاري ألمانيا منذ عهد كونارد أديناور، ودائماً ما تكون الغلبة للبنك».
ومع ذلك لا يبدو ويدمان المعسول اللسان النموذج المتوقع للعب أدوار الرجل الغريب الأطوار الذي يغرد خارج السرب والمدافع عن الإيمان بالنقدية الصرفة ومصدر أذى للمستشارة.
فإذا حدث وأصبح لديه وقت، يحب ان يزرع نبات الفاوانيا في حديقته بالقرية الواقعة في قلب مقاطعة رينغو الشهيرة بكروم العنب ويبتكر أصناف الحلويات الغريبة لتقديمها على العشاء مثل الآيس كريم بنكهة الشاي الأخضر المصنوع في المنزل. ويعترف بنفسه بأن حلوياته لا تلقى استحساناً لدى جميع ضيوفه.
لم يعرف عنه أبداً ان رفع صوته غضباً، وكان دائماً مثالاً لموظف الخدمة العامة البارع، حين كان مساعداً شخصياً لهورست كولر حين شغل منصب مدير عام صندوق النقد الدولي، ثم السكرتير العام لمجلس المستشارين الاقتصاديين وأخيراً رئيس إدارة النقد في البوندسبنك في الفترة بين 2003 و2006. وقد زكاه كولر، الذي كان آنذاك رئيساً للدولة، وأكسل ويبر، الذي درس ويدمان تحت إشرافه في جامعة بون والذي أدت استقالته من البوندسبنك الى تعيينه، عند ميركل.
قد يكون ويدمان شخص متواضع لكن تأثيره كان حاسماً في استجابة المستشارة على أزمة منطقة اليورو، بما في ذلك التوصية بمشاركة صندوق النقد الدولي في الأزمة اليونانية مقابل معارضة قوية من وولفغانع شوبل، وزير المالية الألماني.
وقد قال بيرت روروب، الذي كان رئيساً لمجلس المستشارين الاقتصاديين عندما كان ويدمان سكرتيراً، في إحدى المرات «لقد رضع السياسة النقدية مع حليب أمه». ويصفه روروب قائلاً: ان خلف ابتسامته المريحة والموحية بالثقة يوجد رجل «مقاوم للضغوط ومفاوض بارع». في حين يطلق عليه دبلوماسي فرنسي سابق تفاوض معه على ملكية شركة صناعة الطيران اي ايه دي اس «قبضة من حديد قفاز مخملي».
ويقول عنه مراقب للبوندسبنك منذ وقت طويل والذي يقول انهما يتقاسمان الحذر المشترك «لقد كان دائما متشددا جدا، حتى حين عمل لحساب المستشارة». ويضيف «لقد كان المهندس الرئيسي لنهج الخطوة بعد خطوة». ويعتقد المراقب ان اولئك الذين ينتقدون تعيينه في البوندسبنك «يسيئون فهم الطريقة التي يعمل بها»، مضيفا «لقد كان سعيدا جدا للعودة الى فرانكفورت. وهو الان اكثر حرصا من اكسل ويبر للحفاظ على فعالية عمل مؤسسته».
يتمتع ويدمان بشعبية بين موظفيه. وكما يقول عنه احد زملائه «كما نقول بالالمانية، لديه رائحة الاسطبلات (Stallgeruch). لقد كانت لديه قبل الذهاب الى برلين ولا تزال موجودة لديه عندما عاد».
ويضيف قائلا «انه مؤدب جدا وودود ومنفتح. لكنه يتمتع بذكاء حاد جدا ومبادئ راسخة لحججه. كما انه عازم على ان لا تخضع استقلالية البنك المركزي للسيطرة المالية. فذلك متجذر في عقيدة البوندسبنك».
هذه العقيدة لا تحمل اي قدر من المفاجأة لاولئك الذين يعرفونه اثناء عملهم معه في مكتب المستشار. اذ يقول احدهم «لقد كان ذلك موقفه دائما اثناء المناقشات الداخلية. وهي تعرف ان هذه هي قناعته. الاختلاف الوحيد هو ان النقاش اصبح الان علنيا».
وفي الواقع، يؤمن ماير ان الدور الذي يلعبه ويدمان هو مساعدة كل من المستشارة ودراغي. ويقول «لقد تمكن من اعادة تأسيس البنك المركزي الالماني ليصبح ضمير الاتحاد النقدي الاوروبي والوصي على تراث المارك الالماني. ان الناس في المانيا كانوا سيشعرون بقلق اكبر حيال ازمة منطقة اليورو لو لم يكن موجودا». مما يجعل الامر غير محتمل على الاطلاق ان يتم اغراء المستشارة ميركل على النطق بكلمات يفترض ان الملك هنري قد قالها عن بيكيت «الا يخلصني احد من هذا الكاهن المتمرد صعب المراس؟.
لم ينجح إلا بعد إخفاقات كثيرة كينز المفكر.. رائد الاستثمار في صناديق التحوط
جون ماينارد كينز
إيمان عطية
لا تزال نظرية جون ماينارد كينز تسيطر على النقاش الدائر بشأن السياسة الاقتصادية العالمية حتى يومنا هذا. لكن كثيرين نسوا أن ذلك المفكر العظيم كان أيضا واحدا من أكثر المستثمرين نشاطا في عصره.
صنع وخسر العديد من الثروات لنفسه ولأصدقائه ولكليته (كينغ في جامعة كامبريدج) ولمؤسسات حي المال والأعمال في لندن التي رأس مجلس ادارتها أو تلك التي أسسها. في بعض النواحي، كان كينز من أوائل المستثمرين في صناديق التحوط، متبعا في البداية النهج القائم على توقع الاتجاهات العامة في الاقتصاد العالمي في عشرينات القرن الماضي، ومن ثم في الأسهم في الثلاثينات. وانتهى به الأمر كواحد من أكثر المستثمرين نجاحا في النصف الأول من القرن الماضي، لكنه في أثناء تلك الفترة تعلم الكثير من الدروس التي لايزال صداها يتردد حتى يومنا هذا.
انهيار العملات
أنشطته الاستثمارية بدأت في أوائل العشرينات من القرن الماضي عندما أصبح مقتنعا بأن عملات اقتصادات الدول التي دمرتها الحرب العالمية الأولى (ألمانيا وفرنسا وايطاليا) ستنهار قريبا عندما يسيطر التضخم على تلك الدول. وسرعان ما حققت تلك المراكز التي راهن عليها أرباحا، وأعلن كينز بثقة مفرطة بالنفس أنه «بقليل من المعرفة الاضافية ووجود خبرة من نوع خاص، تتدفق الأموال ببساطة».
ليس تماما. في مايو 1920، ساد الأسواق تفاؤل مؤقت بشأن التطورات في ألمانيا، وبسرعة تم عكس المراكز المالية المفرطة في الاستدانة بالأسواق مما أدى الى القضاء على كينز والمستثمرين معه، الا أنه استطاع الصمود والنجاة بعد أن اقترض مزيدا من المال من والده، وبحلول عام 1922 سدد للمستثمرين أموالهم وجمع ثروة شخصية قيمتها 21 ألف جنيه استرليني.
وكالمعتاد، أثبت منطق الاقتصاد الكلي صحته ومتانته. ومع ذلك كان قد تعلم درسا رئيسيا، وهو أن السوق يمكن أن تبقى على «خطأ» لفترة أطول مما يمكن لمعظم المستثمرين امتلاك السيولة.
لكن كينز لم يرتدع. فبحلول نهاية العشرينات، كان مقتنعا بأن مجلس الاحتياطي الفدرالي سيكون قادرا على الحفاظ على معدل نمو اقتصادي عند مستوى مرتفع، بسبب السيطرة على التضخم. وبالتالي انكشف في استثماراته على الأسهم وعلى السلع بوجه خاص في 1928 و1929، عندما قام «الفدرالي» وعلى نحو غير متوقع، بتشديد سياسة أسعار الفائدة وانهار الاتحاد العالمي لمنتجي المطاط.
مرة أخرى لحقت به خسائر كبيرة مع بداية الكساد العظيم. وهنا تعلم درسا مضاعفا: لا تقف في وجه مجلس الاحتياطي الفدرالي ولا تخطئ أبدا في قراءة الاحتياطي الفدرالي (وهو طبعا أمر سهل القول وصعب الفعل).
عنيد للغاية
كتب دي اي موغريدج في سيرته الذاتية الرائعة عام 1992 يقول «كان كينز عنيدا للغاية خلال تقلبات السوق قصيرة الأجل». الثقة المفرطة بالنفس ممزوجة بالعناد مزيج سيئ للغاية بالنسبة للمستثمر الذي يتبع نهج توقع الاتجاهات العامة في الاقتصاد العالمي، وسجله في فترة العشرينات لم يكن مثيرا للاعجاب.
الا أن كينز تعلم التواضع من تجربته في الأسواق، كما هو حال جميع عظماء المستثمرين. في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، كان مقتنعا بأن الرئيس فرانكلين روزفلت سينجح في تحفيز الاقتصاد الأميركي، ومرة أخرى استخدم الهامش لدعم محفظته الشخصية. كان طريقه متقلبا، لكنه كان محقا هذه المرة، واستطاع أن يحقق الجزء الأكبر من ثروته الشخصية التي تجاوزت 400 ألف جنيه استرليني عندما توفي في 1946.
فضلا عن ذلك، تبنى كينز نهجا جديدا في الاستثمار في الأسهم الفردية. ففي وقت مبكر من عام 1924، أدرك أن علاوة المخاطر على الأسهم ينبغي أن توفر عوائد فائضة طويلة الأجل على الأسهم نسبة الى السندات عندما تكون الحكمة التقليدية معكوسة.
بعد ذلك، كانت استراتيجيته في تخصيص الأسهم رائدة. وهنا يأتي درس كبير: دائما مايكون اختيار فئة الأصول الصحيحة الأساس الأكثر أهمية للنجاح على المدى البعيد.
في الثلاثينات كان اختياره من الأسهم لمصلحة محفظة كلية كينغز الاستثمارية أيضا ناجحا للغاية. اذ يظهر بحث أكاديمي للأستاذين ديفيد تشامبرز والروي ديمسون لدراسة سجله مستخدمين بيانات من أرشيف كلية كينغز أن طريقته تعتمد على القيام باستثمارات مركزة في عدد صغير نسبيا من الأسهم، وهو منهج متبع من حيث المبدأ من قبل وارين بوفيت ،ذلك أنه «من الخطأ الاعتقاد أن المرء يوزع المخاطر من خلال توزيع الكثير من الاستثمارات بين شركات لايعرف عنها الا القليل».
علاوات مخاطر
كما حدد أيضا علاوات مخاطر أخرى التي ثبتت ديمومتها من خلال الاستثمار في أسهم الشركات ذات رأس المال الصغير والمتوسط وأسهم الشركات التي تدفع أرباحا عالية وغيرها من الأسهم ذات القيمة. وقد أصبح مستثمرا يتبع أسلوبا يخالف الاتجاه السائد في السوق، بحيث يشتري بشكل رئيسي الأسهم التي أداؤها أضعف من أداء السوق. واستخدم القروض لكنه طبق انضباطا مدروسا لاحتواء مخاطره. وتستخدم حاليا معظم تلك التقنيات الاستثمارية من قبل صناديق الاستثمار في الأسهم القصيرة والطويلة الأجل الناجحة.
ووفق تشامبرز وديمسون، فانه خلال الـ 22 عاما عاما التي أدار فيها محافظ كلية كينغز الاستثمارية، بلغ معدل شارب طويل الأجل، وهو مقياس الأداء المعدل وفق المخاطر الخاص بكينز، معدلا جيدا عند 69. 0 مقارنة مع 45. 0 لمحفظة متوازنة في ذلك الوقت. ان السعي لبلوغ هدف أعلى من ذلك، كما يفعل بعض مديري صناديق التحوط، هو مطاردة لحلم مستحيل.
29/09/2012
بروفايل
يرأس مجلس الإدارة منذ عامين فقط بريان بيندر.. بائع بورصة لندن للمعادن إلى الصينيين
بريان بيندر
يقول السير بريان بيندر إنه فخور. فخور بالمؤسسة التي رأس مجلس ادارتها على مدى العامين الماضيين، وفخور بعملية البيع التي امتدت عاما كاملا وأشرف عليها بنفسه، وفخور بالسعر الذي استطاع أن يحققه من صفقة البيع تلك.
ولعله محق في ذلك. ففي يوليو الماضي أعلن موظف الخدمة المدنية، الذي اشتهر سابقا بكونه الموظف الكبير في وايتهول (الشارع الذي يضم مقار الحكومة البريطانية) الذي قبل أكبر عدد من دعوات الشركات في عام واحد (52 دعوة عندما كان وكيل وزارة التجارة المشاريع والاصلاح التنظيمي) عن بيع بورصة لندن للمعادن الى شركة هونغ كونغ المحدودة للبورصة والمقاصة. والثمن؟ 1.39 مليار جنيه استرليني، أو زيادة 180 مرة عن الأرباح التي حققتها بورصة السلع التي تبلغ من العمر 135 عاما، في عام 2011 التي يعترف السير بريان بأنها «كاملة جدا». وعلى الرغم من كونه جديدا نسبيا في حي المال والأعمال، فإن عددا قليلا من مخضرمي هذا الحي يمكن لهم أن يتباهوا بتحقيق مثل هذه الصفقة.
تأسست البورصة عام 1877 فوق متجر لبيع القبعات في لومبارد كورت في حي المال والأعمال في لندن، وقد نمت البورصة لتصبح أكثر بورصة للمعادن في العالم تفوقا وبروزا، وتقدم قاعدة آلية أساسية لتحديد أسعار مجموعة من المعادن تشمل النحاس والرصاص والزنك والفضة عبر نظام النداء المفتوح، حيث يجتمع الأعضاء للمتاجرة في المعادن المختلفة في ما يعرف بـ «الحلقة».
وأضافت البورصة في السنوات الأخيرة معادن حديدية، كما أضافت في الآونة الأخيرة عقود الكوبالت والموليبدينوم. وتتميز البورصة باستثنائيتها، لأنها، وخلافا لغيرها من البورصات، تقدم أيضا التخزين للمعادن المادية.
بورصة غامضة
وتعتبر بورصة لندن واحدة من أكثر مؤسسات حي المال والأعمال غموضا، ويشير السير بريان بنفسه الى «خصوصية» بورصة لندن للمعادن كمؤسسة، التي قامت على أساس النموذج التعاوني.
ومنذ عملية تحويل البورصة الى شركة مساهمة تهدف الى تحقيق الربح في عام 2000، تمكن عدد من الشركات الكبيرة من بناء مراكز كبيرة في بورصة لندن للمعادن مع كبار المساهمين من أمثال جي بي مورغان وغولدمان ساكس. ورغم السعر الذي تم التوصل اليه، وهو السعر الذي وافق عليه 99.8 % من مساهمي بورصة لندن للمعادن فإن الصفقة لم تمر دون اثارة الجدل.
فالصين تستهلك %40 من جميع المعادن الصناعية، وقد أثارت الصفقة تساؤلات بشأن ما اذا كان شراء شركة هونغ كونغ للبورصة والمقاصة لبورصة لندن للمعادن يتعلق برغبتها بالسيطرة على أسعار المعادن أكثر مما يتعلق بتوسع الشركة.
ويرفض السير بريان هذه التكهنات، مشيرا الى أن بورصة لندن للمعادن ستظل خاضعة لتنظيم هيئة الخدمات المالية وسيكون غالبية أعضاء مجلس ادارتها من المستقلين.
ويقول «يشكل ذلك ضمانة قوية تماما» ويضيف «أود أن أقول أيضا اذا كان هناك أي محاولة للتلاعب في الأسعار، فانه لا سبب سحريا وراء وجود السيولة لدى بورصة لندن للمعادن. فسبب وجود السيولة لدى البورصة هو أنها مرجع موثوق به للأسعار. واذا فقدت صدقيتها ولم تعد مصدر ثقة، فما الذي سيمنع متداولي المعادن من الذهاب الى مكان آخر؟ في هذه الحالة، سيكون البائع قد أضاع الكثير من المال على شيء لا يستحق الكثير».
المعاملة بالمثل
كما كان أيضا موقفه رافضا بنفس القدر عندما سئل ما اذا كان من العدل أن يكون بامكان بورصة هونغ كونغ شراء بورصة لندن للمعادن، بينما لا يمكن حدوث العكس بسبب قوانين الملكية الصينية الصارمة. وبعد تأكيده على أن هذا الموضوع ليس من مسؤولية أعضاء مجلس ادارة بورصة لندن للمعادن الاثني عشر، تابع قوله بالاشارة الى موضوع أن تتبنى الحكومة البريطانية مفهوم «المعاملة بالمثل»، وهو الموقف الذي يبدو أنه موافق عليه.
ويقول في هذا الشأن «وجهة نظر الحكومة البريطانية، لسنوات عديدة، يتمثل في أنها لا تتبنى موضوع المعاملة بالمثل بمفهومه التام والخالص. فهي تستند الى أنها وباعتبارها بلدا تجاريا فانه من مصلحة الاقتصاد البريطاني أن يكون اقتصادا مفتوحا، ووفق فهمي للأمر فان هذا ما زال موقف الحكومة. لكن ذلك غير سليم بالنسبة لمجلس المديرين».
يتحدث السير بريان لأول مرة منذ عملية البيع. وعلى الرغم من أنه غير معروف بعد ما اذا سيكون له موقعا في الخطط المستقبلية لشركة هونغ كونغ للبورصة والمقاصة – اذ لم تذكر البورصة الآسيوية سوى أن مجلس الادارة الجديد لبورصة لندن للمعادن سوف تكون غالبية أعضائه من المديرين المستقلين، الا أنه يبقى وفيا للمؤسسة التي رأسها على مدى العامين الماضيين. ورغم أن عملية البيع صورت في بعض التقارير على أنها بحكم المنتهية، يقول السير بريان إن عملية البيع لم تكن مضمونة أبدا.
بداية الصفقة
بدأت العملية قبل عام، عندما تلقى عرضا غير مرغوب فيه من بورصة منافسة، تشير التقارير الى أنها قد تكون بورصة انتركونتيننتال الأميركية. ويقول في هذا الصدد «لم نعرض بورصة لندن للمعادن للبيع. لكن العرض كان مثيرا للاهتمام بما فيه الكفاية لدرجة اعتقدنا، كمجلس ادارة، أنه ينبغي علينا أن نختبر السوق بصورة مناسبة».
البنك الاستثماري مويلس أدار العملية بينما عينت شركة بي ايه للاستشارات من أجل «الحكم على قيمة العرض». ولم يكشف السير بريان ما توصلت اليه دراسة «بي ايه»، لكن يقول «لن تكون متفاجئا حينما تعلم أن السعر الذي حصلنا عليه فاق ما جاء بالدراسة».
وجذبت العملية في الأصل بين 10 و15 من مقدمي عروض، تم تصفيتهم الى 4 متأهلين في ابريل، الذين أجروا الفحص النافي للجهالة لبورصة لندن للمعادن قبل أن يتقدموا بعروضهم أمام مجموعة من الشركات الأعضاء في البورصة.
وتم فحص آخر شركتين متقدمتين بعرضهما وهما شركة هونغ كونغ المحدودة للبورصات والمقاصة وبورصة انتركونتيننتال، اللتان تم اختيارهما استنادا الى السعر، وفق عدة عوامل. من أهم تلك العوامل ما يتعلق بما اذا كانت ستحمي «أهم وأبرز ما تملك البورصة» بما فيها الحلقة التي يجتمع فيها التجار في نظام النداء المفتوح الذي يستخدم للتداول في البورصة، والتي تعد آخر حلقة في حي المال والأعمال اضافة الى استراتجيتها للنمو.
ويقول برايان إن عرض بورصة انتركونتيننتال ركز على «التكنولوجيا والمقاصة الخاصة بها والمنتجات الجديدة التي تستند الى ذلك، بينما عرض بورصة هونغ كونغ من شأنه أن يساعدنا على تطوير المقاصة والمساعدة في التخفيف من مخاطر المقاصة وتوفير منفذ للوصول الى الصين».
ومع تقديم البورصتين تقييما مماثلا تقريبا، وافق مجلس الادارة على عرض بورصة هونغ كونغ. ويضيف قائلا «مهما كانت الشكوك الراهنة بشأن النمو الصيني، فان آسيا تنمو بوتيرة سريعة».
تحرك الصين
ولا يعتقد السير بريان أن تحرك الصين باتجاه تحرير قطاع السلع أمر مضمون، لكنه يقول «إن المؤشرات تبعث على التفاؤل، لا سيما أن شركات المعادن الصينية تدفع بهذا الاتجاه». وعلى الرغم من التغيير الصارخ في الملكية، لا يعتقد السير بريان أن الادارة اليومية لبورصة لندن للمعادن ستتغير.
ويشير الى الطبيعة المتغيرة بالفعل للبورصة، مشيرا الى بنك الصين أصبح أول وسيط - تاجر في وقت سابق من العام. ويضيف: «سيكون هناك مزيد من النكهة الآسيوية لأن ذلك ما يحدث للاقتصاد العالمي حاليا، لكن لا يوجد سبب جوهري وحقيقي للاعتقاد بأن تغييرا في الطبيعة الجوهرية والأساسية لبورصة لندن للمعادن سيحدث».
ولم يستفد السير بريان على المستوى الشخصي من صفقة البيع، خلافا للرئيس التنفيذي الحالي للبورصة مارتن أبوت، الذي سيستمر في ادارة البورصة وسيتلقى مبلغا قد يصل الى 10 ملايين جنيه استرليني من الصفقة. بل إن السير قد يخسر من الصفقة اذا لم يتم اختياره عضوا في مجلس الادارة. ومع ذلك يبدو متفائلا بشأن مستقبله: «سواء احتفظت بوظيفتي أم لا، فأنا أتطلع الى الاستفادة من خبرتي». لكنه يرفض اقتراحات بأنه ربما يكون مناسبا لاحدى الوظائف الشاغرة حاليا في القطاع المصرفي. اذ يقول «لا أرى نفسي مرشحا لمنصب عضو في مجلس ادارة بنك، لأنني حقيقة لا أفهم في العمل المصرفي».
بطاقة هوية¶ تاريخ الميلاد: 1950
¶ الحالة الاجتماعية: متزوج وله ابنان
¶ مقر السكن: دولويتش، لندن
¶ أول وظيفة: برنامج تدريب الخريجين للخدمة المدنية
¶ المهنة:
-1999 2009 وكيل وزارات متعددة
2010 – الوقت الراهن:
رئيس مجلس ادارة بورصة لندن للمعادن
أرقام15 تريليون جنيه استرليني قيمة المعادن التي تم تداولها في بورصة لندن للمعادن عام 2011
%80 نسبة المعادن الصناعية المتداولة عالميا التي يتم تداولها في بورصة لندن
%8 الزيادة في متوسط حجم التعامل اليومي في بورصة لندن للمعادن هذا العام مقارنة مع 2011
1.39 مليار جنيه استرليني السعر الذي قدمته شركة هونغ كونغ للبورصة والمقاصة لشراء بورصة لندن للمعادن، وبموجب هذا السعر تم تقييم اسهم البورصة البالغة 12.9 مليون سهم عادي بقيمة 107.6 جنيهات استرلينية.
11.4 مليون جنيه استرليني الأرباح قبل دفع الضرائب التي حققتها بورصة لندن للمعادن في العام الماضي.
13/10/2012
بروفايل
ماريا داس رئيسة بتروناس النفطية البرازيلية من العشوائيات الفقيرة.. إلى أعلى المناصب
ماريا داس
إيمان عطية
تبدو حياة ماريا داس غراساس فوستر أشبه بنص تقليدي لفيلم من انتاج هوليوود. اذ نشأت وترعرعت في مورو دو أديوس، واحد من أكثر الأحياء البرازيلية الفقيرة خطورة في ريو دي جانيرو. وكانت تجمع علب الصفيح وبقايا المعادن الخردة لتدفع ثمن كتبها المدرسية. وفي سن المراهقة كانت تكتب الرسائل نيابة عن المهاجرين الأميين وعملت في أعمال غريبة أخرى للمساعدة في اعالة عائلتها ولتبقى في منأى عن عصابات المخدرات المحلية.
أما حاليا فان ماريا البالغة من العمر 59 عاما فتشغل منصب الرئيسة التنفيذية لشركة بتروناس، أكبر شركة نفط في أميركا اللاتينية والتي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 150 مليار دولار.
مكتب غراساس فوستر، وهو أكبر من المنزل القديم لعائلتها، ممتلىء بزهور الأوركيد ويطل على أفضل مناطق ريو دو جانيرو ذات الأفق الخلاب.
تحاكي حكايتها قصة الصعود من الفقر الى الغنى للرئيس البرازيلي السابق الذي يحظى بشعبية واسعة لويز ايناسيو لولا دا سيلفا كما تعكس الى حد ما الحياة الشخصية لـ40 مليون برازيلي الذين انتشلوا من الفقر خلال العقد الماضي.
عندما يطلب من ماريا داس الحديث عن انجازاتها الشخصية تظهر احساسا بعدم الراحة ونفاد الصبر. فكما تقول «يحب الناس أن يجدوا أعذارا لكل شيء في هذه الحياة.. لا أقبل بفكرة أن صعوبات الماضي تحدد مستقبلك».
وهي بالتأكيد لا تريد أي شفقة من أحد. « كانت طفولتي سعيدة جدا، حسنا لنقل طفولة سعيدة».
وفي حين كان والدها عاطلا عن العمل في معظم الأحيان، كانت والدتها « منضبطة جدا»، قادرة على الابقاء على تماسك العائلة وتحرص على بقاء منزلهم الصغير مرتبا ونظيفا.
كما ترفض غراساس فوستر اثارة ضجة حول كونها أول أنثى تتولى رئاسة بتروبراس منذ تأسيس الشركة المملوكة للدولة في عام 1953، وهو أمر غير عادي خصوصا في صناعة النفط والغاز التى يسيطر عليها الرجال.
وتقول بعد شيء من التفكير «زميلاتي في العمل وغيرهن من النساء اللاتي ألتقي بهن في الشارع، أو على الشاطئ يستمتعن بفكرة وجود امرأة في السلطة ربما أكثر مني. لكن السلطة لا تأتي من تلقاء نفسها، انها تأتي محملة بالمسؤولية، وهي المسؤولية التي أتعايش معها وتثقل علي، وهي المسؤولية التي توقظني من النوم الساعة الثانية صباحا، وتشغلني عن أصدقائي، وتجعلني قليلة الصبر وسريعة الانفعال».
ويمكن تفهم نغمة صوتها الكئيبة. فرغم اكتشاف كميات كبيرة جدا من الاحتياطيات النفطية قبالة شاطيء جنوب شرق البرازيل في 2007، تعتبر بتروبراس واحدة من الشركات الأسوأ أداء في الصناعة. اذ تراجعت أسهمها بنسبة %20 تقريبا في العامين الماضيين، وفي أغسطس، بعد ستة أشهر على تولي غراساس فوستر منصبها، أعلنت الشركة عن أول خسائر فصلية تتكبدها الشركة في 13 عاما. ومع ذلك يشير المحللون الى أن ليس بيد غراساس فوستر الكثير لتفعله في سبيل حل بعض أكبر مشاكل بتروبراس. اذ يمكن القاء اللوم في مستويات الدين الأجنبي المرتفعة للشركة على الخفض الأخير في قيمة العملة البرازيلية مقابل الدولار.
وبالنسبة إلى عدد من المستثمرين، فإن العبء الأكبر الواقع على الشركة المنتجة للنفط هو تلك الابتسامة في الصورة الرسمية المؤطرة باطار مذهب المعلقة على الجدار خلفها. ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، الى جانب حكومتها، هم المساهمون أصحاب حصة مهيمنة في بتروبراس، جعلوا حياتها صعبة. فالقواعد المعقدة لتوزيع أرباح النفط المستقبلية أبطأت من أنشطة الاستكشاف. كما يلقى باللوم على القيود الصارمة الموضوعة على التعاقد مع الشركات الأجنبية في زيادة تكاليف الشركة.
وفي الوقت الراهن، فان سياسة الحكومة المعتمدة منذ عقود من الابقاء على أسعار الوقود منخفضة بشكل مصطنع، أجبرت بتروبراس على استيراد النفط بخسارة للايفاء بطلب الطبقة المتوسطة الجديدة في البرازيل الذي يبدو نهما. ففي يونيو سمحت الحكومة بارتفاع بسيط في أسعار البنزين والديزل، وهي الزيادة الأولى من نوعها منذ عام 2006.
تقول غراساس فوستر، وهي تنتقي كلماتها بعناية «من المنطقي ادخال مزيد من التعديلات عندما يحين الوقت المناسب». ومع ذلك ترفض الدخول في التفاصيل. فاللباقة على ما يبدو أمر رئيسي في ادارة شركة مملوكة للدولة، حيث يرقبك دوما رئيس الدولة.
لكن من غير المفاجئ ألا يكون لدى غراساس فوستر سوى أمور جيدة لتقولها عن أول سيدة ترأس البرازيل، والتي التقتها لأول مرة قبل 14 سنة. وبعد كل شيء، فان روسيف هي من أعطتها الوظيفة، أحد المناصب الرئيسية المتعددة في الحكومة ومؤسسات الدولة التي تم منحها للنساء منذ أن تولت رئاسة البرازيل في العام الماضي. «الطلب على الوقود أمر رائع بسبب ما فعله الرئيس لولا، والرئيسة ديلما للبرازيل الذي خلق مزيدا من الاندماج الاجتماعي» على حد قولها، مستخدمة كلمة (رئيسة) presidenta، في اشارة الى الولاء الى حزب العمال الحاكم. ومثل روسيف، كسبت الرئيسة التنفيذية الجديدة لبتروبراس سمعة بأنها تتسم بالاصرار والحديث الصريح والقويم، ووضع زملائها ومعظمهم من الذكور في مكانهم المناسب. وفي الواقع، تقول إنه لهذا خرجت قصة طفولتها الصعبة والقاسية الى العلن، وهو أمر يبدو أنها نادمة عليه الآن. فكما تقول «كنت في خضم مشادة مع شخص قال لي إن هناك بعض الأماكن ليست مناسبة للمرأة لكي تعمل فيها». وفي ردها عليه أفشت من دون تفكير قصة نشأتها الصعبة. وتعلق على ذلك قائلة «لم يكن لدي صبر للاستماع الى ذلك القول».
في مقابلاتها السابقة، ذهلت كيف أن زملاءها ربما صلوا كي لا تصبح هي رئيسة عليهم، وهي ترتقي في المناصب المختلفة في الشركة. وفي عرض بشأن البرنامج الاستثماري للشركة الذي أقيم في يونيو، وضعت خططا لخفض التكاليف في جميع أنحاء الشركة ــ «وأنا لا أتحدث عن حفل عيد الميلاد للموظفين فقط». وهو تعليق لم يضحك عليه أحد.
على المستوى الشخصي، هي بعيدة كل البعد عن التسلط وحدة اللسان التي يفضل بعض نخبة البرازيل من كبار السن أن يصوروها على أنها كذلك. فهي تبذل قصارى جهدها كي تكون ودودة، وأن تتحدث قليلا.
وعندما تسأل عن النموذج البلاسيتكي الصغير لفرقة البيتلز الموجود على مكتبها الى جانب منصة للنفط، يشرق وجهها وهي تقول «أحبهم!»، موضحة أن حماسها يعود الى حقيقة أن زوجها كولن، الذي يعمل في الصناعة أيضا، هو انكليزي.
لكن مجرد أنها ودودة ويمكن الوصول اليها بسهولة لا يعني أنه يمكن خداعها بسهولة، وكونها عملت في بتروبراس على مدى 31 عاما، فقد كسبت معرفة موسوعية حول الشركة والصناعة.
بعد حصولها على شهادة في الهندسة الكيميائية، التحقت غراساس فوستر بشركة بتروبراس كمتدربة، لترتقي في عملها في أكبر شركة في البرازيل. وتقول ان هذه التجربة جعلت منها رئيسة تنفيذية أكثر «كفاءة»، حيث تفهم تعقيدات كيفية عمل الشركة. «الجانب السلبي لهذا الأمر هو وجود شيء من عدم التسامح من جانبي، لا أريد أن أستمع لفكرة لأنني أعرف مسبقا أنها غير ناجحة». معضلة الداخل/الخارج هي التي يجري نقاشها من قبل مستشاري الادارة، والذي يصل كل منهم الى نتيجة مختلفة عن الآخر بشأن سلبيات وايجابيات تعيين شخص من داخل الشركة. ولعل غراساس فوستر تعد الحل الوسط المثالي، وهو ما يحبذ جوزيف باول من جامعة هارفارد أن يطلق عليه «الغريب الداخلي».
اذ ورغم أن غراساس فوستر كبرت داخل بتروبراس، فان تجاربها في الطفولة منحتها رؤية من الخارج، وهي تجارب لاتزال تتذكرها.
وتقول «عدت الى ذلك الحي عدة مرات»، مضيفة أن العنف في مجتمعها ازداد عبر السنين. «آخر مرة كنت هناك كانت قبل عامين ومع ذلك لم أتمكن من الاقتراب من منزلنا بسبب وقوعه في منطقة صراع».
وفي اطار الجهود المبذولة لاستعادة العشوائيات والأحياء الفقيرة من عصابات المخدرات، شنت قوات الشرطة والجيش هجوما في 2010 على كومبيكسو دو أليماو، الحي الفقير الذي يضم الآن مورو دو أديوس وقنابل تم الاستيلاء عليها وأكياسا من الكوكايين وحوالي 36 طناً من الماريوانا.
وتقول «أعود الى الحي لأنني أفتقده، أفتقده حقا». وبالنسبة للكثير من البرازيليين الذين نشأوا في الأحياء الفقيرة، فان احساسهم بالانتماء الى المجتمع يصعب عليهم ايجاده في مكان آخر في المدينة.
«لايوجد شعور بالحزن، وان كان موجودا فقد نسيته»، وفق ما تقول لتدخل في تفكير عميق قبل أن تعود الى واقعها المكيف الجديد. «لقد مر الماضي وانقضى، أليس كذلك؟».
رئيس EADS المصنِّعة لطائرات «الإيرباص» من رعي الغنم إلى رئاسة إحدى أكبر شركات الطيران والدفاع
توم اندرز
اعتاد توم اندرز أن يتعامل مع الأوضاع التي تتسم بالمخاطر الكبيرة. اذ يتمتع جندي المظلات الألماني السابق الذي تحول الى رئيس تنفيذي (53 عاما) بسمعة قدرته على التركيز الشديد والاحتفاظ برباطة الجأش تحت الضغط. وهو ذلك النوع من الرجال الذي يستبدل بذلته الرسمية بلباس القفز بالمظلات jumpsuit قبل القفز الى الجزء الخلفي من طائرات النقل العسكرية العملاقة A400M التي تصنعها مجموعة «اي ايه دي اس» EADS، الأوروبية للصناعة الجوية والدفاعية التي يرأسها ليس لمرة واحدة بل لمرتين.
واحدة من تلك القفزات بالباراشوت نشرت على موقع يوتيوب، حيث يظهر اندرز الأب لأربعة أبناء والذي تبدو ملامحه الواضحة وسلوكه الواثق قد خرجت من فيلم The Right Stuff، وهو يحيي زملاءه بعد هبوط ناجح فوق الأراضي الاسبانية.
الا انه وفي أحد أيام الصيف الجميلة خلال الشهر الماضي، لم تنته واحدة من حركاته البطولية الحماسية نهاية سعيدة عندما تحطمت طائرته الشراعية، مما أدى الى تمزق أربطة ذراعيه. الأربطة البلاستيكية التي وضعها له الأطباء كنوع من الحماية دفعت زملاءه الى مقارنته بـالرجل الآلي Robocop ورجل الستة ملايين دولار.
ويأمل اندرز أن تكون قفزاته بالمظلات وليست محاولته الأولى بالطائرة الشراعية بمنزلة استعارة مجازية للخطوة الأكثر جرأة التي يخطوها في مسيرته المهنية حتى الآن: مشروع الدمج المقترح بين شركة «اي ايه دي اس» و «بي ايه اي سيستيمز» بقيمة 38 مليار يورو لتتشكل أكبر مجموعة للصناعات الجوية والدفاعية في العالم من حيث الايرادات.
الخطوة بكل المقاييس كانت جريئة لكنها تنطوي على الكثير من العقبات. فالسياسيون في أوروبا والولايات المتحدة بحاجة الى كسب الجولات والمستثمرون بحاجة الى الاقتناع بالجدوى المالية من وراء خلق عملاق صناعي من ثقافتين اداريتين مختلفتين.
وفق اندرز فان منطق الصفقة واضح. فهو كان يعتقد أن هذا الجمع بين المجموعتين ضروري اذا ما أرادت أوروبا أن تكون لها شركة تنافس بوينغ الأميركية والصين على المدى البعيد. وفي أسلوبه الصريح كالعادة، قال لموظفيه «لدينا قصة جاذبة جدا لنرويها». وعلى المستوى الشخصي لاندرز فان هناك الكثير على المحك. الصفقة كانت ستشكل ذروة سيرته المهنية المثيرة للاعجاب والتي ارتقى خلالها اندرز، ابن الراعي، من واحدة من أكثر فرق الجيش الألماني بريقا الى خبير في سياسات صناعة الطيران. أما الفشل فقد يضع نهاية مفزعة لكل ذلك. وكما يقول نك غاننيغهام، المحلل في ايجنسي بارتنرز «ان اسمه الشخصي مرتبط بهذه الصفقة التي فشلت. أنا متأكد أنه سيتحمل المسؤولية الشخصية عنها».
ففي 1998، كان اندرز رئيس التخطيط الاستراتيجي في شركة داسا الألمانية عندما حاولت، دون أن تنجح في ذلك، ابرام اندماج مع «بريتيش ايروسبيس»، الشركة السابقة لبي ايه اي. وشكل فشل الصفقة ردا أوروبيا مبكر على الاندماج الكاسح للصناعات الجوية والدفاعية الأميركية. وتحققت الجهود لخلق شركة عملاقة أوروبية مع تأسيس «أي ايه دي اس» في عام 2000، والتي تشكلت من خلال اندماج داسا مع شركة «ماترا» لصناعة الطيران الفرنسية و»كاسا» الاسبانية.
وعين اندرز رئيسا لقطاع الدفاع في «أي ايه دي اس» في 2000 وشهد التنافس ذي النزعة القومية داخل المجموعة الذي تسبب بالاختلال الوظيفي فيها.
عندما ارتقى الى منصب الرئيس التنفيذي في مايو، عزم اندرز على وضع نهاية حاسمة للتدخل السياسي في «اي ايه دي اس». وهو كان يعتقد أن من شأن الاندماج أن يقدم الوسيلة المناسبة للقيام بذلك.
بدأ اندرز مشروعه بجعل «اي ايه دي اس» شركة طبيعية في عام 2007 من خلال ترؤس ايرباص، الشركة الرئيسية التابعة لاي ايه دي اس التي تصنع طائرات الركاب في تولوز. واستمتع بفكرة اثبات أنه يمكن ادارة فخر الصناعة الفرنسية بطريقة متوازنة من قبل رئيسها الألماني الثاني فقط، وقيادة ايرباص بنجاح للخروج من الأزمة المتجذرة في مشاكل انتاج الطائرة العملاقة A380.
الانجازات التي حققها في ايرباص تستند الى فريقه القوي وقدرته على التوفيق بين مختلف الفصائل داخل الشركة. فعندما تفوق اندرز على فابريس برجير، المدير التنفيذي الفرنسي في ايرباص، بالفوز بأعلى منصب في الشركة استطاع الرجلان أن يشكلا لاحقا علاقة عمل قوية فيما بينهما.
ويؤكد زملاؤه في العمل أنه أبعد مايكون عن كونه الرئيس التنفيذي ذي السلطة والنفوذ الفائقين. «انه أبعد ما يكون عن كونه الرئيس التنفيذي السوبر على شاكلة وأسلوب جاك ويلش»، وفق مصرفي يعرفه.
في تصريحاته العلنية والخاصة، تتضح ملامح شخصيته التي تتسم بالجد والاجتهاد، وتتضخم بنظرة عينيه الزرقاوين وميله للتعابير العسكرية. الا أنه يتمتع أيضا بحس فكاهي لاذع، اذ قال مرة ساخرا انه ينبغي على ايرباص أن تندمج مع بوينغ لصد الصينيين.
ويمكن ربما تفسير نهجه في الحياة المدفوع بالجد والاجتهاد الى خلفيته المتواضعة. فوالده مربي الأغنام كان يعاني المرض مما اضطر اندرز وهو الابن البكر لعائلته أن يساعد في رعي قطيع الأغنام وأن يذهب الى المدرسة في آن. ولعه بالطيران يعود الى طموح في زمن الصبا لأن يصبح طيارا مقاتلا لكن طلبه رفض في أثناء خدمته الوطنية فاختار أن يصبح مظليا. هو ابن الحرب الباردة تماما، فبعد دراسته العلوم السياسية في جامعة بون، عمل مستشارا لوزير الدفاع الألماني خلال فترة توحيد الألمانيتين.
وكان آنذاك قد تخلى عن الأفكار الاشتراكية التي تبناها في وقت مبكر من عمره الى اليمين الوسط. واستقال العام الماضي من الاتحاد المسيحي الاجتماعي وهو الحزب البافاراي الشقيق للحزب الديموقراطي المسيحي الذي ترأسه أنجيلا ميركل احتجاجا على رفض الحكومة دعم التدخل العسكري في ليبيا.
ولعل اندرز يأمل في استقبال أفضل في جميع أنحاء الأطلسي، ويقول بعض زملائه أنه أميركي أكثر منه ألماني بعد أن درس في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس وقضاء عطلاته في الولايات المتحدة. وكما يقول ساش توسا، المحلل في ايستشيلون «هو واحد من أكثر الناس «أطلسية» في صناعة الدفاع الأوروبية.
29/10/2012
بروفايل
السير ريتشارد برانسون خلطة نجاح بالاستعراض والمغامرة مع الاستفزاز والانتهازية
السير ريتشارد برانسون متفائل دائما
إعداد إيمان عطية
يدخل السير ريتشارد برانسون الى قاعة النادي في فندق سوهو غراند في نيويورك عند موعد الغداء معلنا أنه أنهى للتو تناول الفطور.
أشجار النخيل المغروسة في الأصيص والوسائد المطبوعة برسومات الفهد وصور الممثلان بيتر أوتولي (الذي لعب دور لورنس العرب) وشون كونري تناسب صورة الرجل المنغمس باللذات الذي يملك جزيرة ويطير بالطائرات الشراعية ويتزلج على المياه ويشارك في سباق القوارب السريعة حتى وهو في سن الثانية والستين.
الأسابيع القليلة الماضية كانت مبهجة للسير ريتشارد. في نهاية الأسبوع ذكرت التقارير أن شركة «فيرجين موني» تخطط لتقديم عرض جديد لفروع «رويال بنك أوف اسكوتلند» بعد أن انهارت صفقة بيعها الى مصرف «سانتاندر». وجاء ذلك على خلفية الفوز بتحد لقرار الحكومة البريطانية حرمانه من العقد الذي يعود للشركة التي يملكها «فيرجين غروب» لادارة القطارات بين لندن وغلاسغو.
الاعتراف بـوجود «العيوب غير المقبولة» في العملية التي أرست المناقصة على فيرست غروب وضعت السير ريتشارد في دوره المفضل كمستضعف ومهضوم الحق. ويتعين الآن اعادة عملية العطاء مرة أخرى، ليغتنم حينها السير ريتشارد، الانتهازي ومتحين الفرص، الفرصة ليجادل بأحقيته بالفوز هذه المرة. « سوف ينظر الى الأمر على أنه غير عادل بالمرة اذا ما نجح الناس الذين لعبوا بالنظام عن طريق وضع هذه المناقصة الغريبة تماما، في تحقيق مايريدون»، وفق برانسون.
المتحدي والمستفز.. دور لطالما لعبه السير ريتشارد منذ فترة طويلة. ويشبه رجل الأعمال المبادر الذي ترك المدرسة وهو في عمر السادسة عشرة ليطلق مجلة أطلق عليها اسم ستيودنت (الطالب) وليبيع الاسطوانات عن طريق البريد، حملة فيرجين أتلانتك الأخيرة ضد بريتيش ايرويز بـ» الحيل القذرة» في أوائل التسعينات. معاركه أكسبته سمعة رجل الاستعراض التواق للشهرة.
يسرد السير ريتشارد آخر مشاريعه، رغم أنه لا يطيل البقاء والتريث في واحد منها. هو الآن في الولايات المتحدة الأميركية يقوم بزيارات بين وينيبيغ، حيث أعاد اطلاق محطة اذاعية، وكوستاريكا، حيث حظرت الحكومة صيد سمك القرش بعد الضغط الذي مارسته مجموعة «أوشين ايلدرز» للمحميات والتي أسسها بالشراكة مع الملكة نور، ملكة الأردن ومؤسس محطة «سي ان ان» تيد تيرنر، من بين مجموعة أخرى من المؤسسين.
أسست «فيرجين غروب» حوالي 400 شركة خلال 4 عقود. المائة شركة التي لاتزال قائمة تتراوح بين «فيرجين أكتيف» للصالات الرياضية في جنوب أفريقيا و«فيرجين موبايل شيلي»، بيد أن مؤسس تلك الشركات يقضي %80 من وقته في مشروعات غير ربحية. وتطول قائمة تلك المشروعات التي تضم ذي ايلدرز (مجموعة انسانية تضم جيمي كارتر وكوفي عنان) وبي تيم (ساهم في تأسيسها مع يوخن زيتز، رئيس شركة بوما بهدف استخدام الرأسمالية من أجل تحقيق منافع اجتماعية) واللجنة العالمية لسياسة المخدرات (التي تعيد تقييم الحرب على المخدرات).
«نحن نستخدم مهارتنا في مشاريع الأعمال ومكانتنا وعلاقاتنا من أجل انجاز الأمور وانجاحها»، على حد قول السير ريتشارد الذي يستخدم صيغة الجمع حين يتحدث عن نفسه. ويضيف قائلا ان شركاته هي بمكانة «محرك فيرجين» المطلوبة لتمويل مثل تلك الأنشطة، والتي تحث وتشجع بدورها 60 ألف موظف وتعزز العلامة التجارية التي توحد أنشطتها المتباينة.
يقضي السير ريتشارد الوقت المخصص للعمل في «مكافحة الحرائق» وتدشين مشاريع جديدة، كما يقول، وينصب تركيزه الجديد على الاتصالات والترفيه. قائمة علاقاته التي يتواصل معها لجمع قرابة 100 مليون دولار للتوسع في أعمال شركة فيرجين موبايل في أميركا الللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، تتراوح ما بين السير جوليان هورن سميث، المدير التنفيذي السابق في فودافون، ومجموعة استثمار عمانية.
تشغيل شبكة افتراضية للهواتف النقالة أصبح « العلامة التجارية التي تساعد في تحقيق أمور أخرى وجعلها أمرا ممكنا» حيث فيرجين ليست معروفة على نحو جيد، كما يقول: «لقد بدأنا للتو في تشغيل رحلات الى فانكوفر. عادة ما يكون الأمر بالعكس. نحن نستخدم شركة الطيران عادة لنعرف بالعلامة التجارية هناك».
الموسيقى عادت أيضا لتكون نصب عيني السير ريتشارد. اذا باع فيرجين للتسجيلات، وهي العلامة التي أنتجت لكل من الموسيقار مايك أولدفيلد وفرقة سكس بيستولز، قبل 20 عاما الى شركة «اي ام آي»، لكن عندما تقدمت شركة «يونفيرسال ميوزيك» بعرض الى «اي ام آي»، قرر أن يستعيدها. لم ينجح في مسعاه لكنه لايزال يأمل أن يعمل مع يونفيرسال لاعادة الحيوية والنشاط الى علامة «تركت لتخفت».
المهرجانات الموسيقية التي انطلقت من علامة فيرجن ريديو التجارية في الولايات المتحدة وبريطانيا شجعته أيضا على النظر في تعزيز الحفلات الموسيقية والترويج لها. أولى خطواته، وفق ماورد في التقارير، ستكون سلسلة من الحفلات الموسيقية للاحتفال بالذكرى الخمسين لفرقة رولينغ ستونز. ويقول مبستما « الإشاعات تقول أإننا قد حصلنا على صيد ثمين».
ستدخل فيرجن سوقا تهيمن عليها شركتا «لايف نيشن» و«ايه اي جي»، لكن كما يقول ريتشار « ذلك هو المرادف لفيرجن». واذا ما تمكنت الشركة من البدء بعمل كبير، «فان ذلك سيشير الى أن العلامة التجارية تعمل بنجاح».
ويتهم النقاد السير ريتشارد بقضاء الكثير من الوقت في مطاردة المشاريع الجديدة والقليل من الوقت في ضمان أن المشاريع التي لديه بالفعل تنمو وتزدهر. فمشروع مجلة آي باد، الذي أطلقته ابنته هولي البالغة من العمر 30 عاما، لم يجذب الكثير من الاهتمام.
قيمة العلامة التجارية لفيرجن غير واضحة. فهي لا تظهر في تصنيف أفضل 100علامة تجارية في العالم التي تصدرها «انتربراند» أو «ميلوورد براون أوبتيمور»، ومع ذلك يقول السير ريتشارد إن لعلامته قوة تجارية واضحة. فحين تعتمد المحطات الاذاعية من فرنسا الى تايلند اسم فيرجن، « فحتى لو لم تقم بأي شيء، ستحصل على دفعة هائلة»، على حد قوله.
تتمتع العلامة التجارية بصورة شبابية، ومؤسسها يعترف أن وجود رجل في المقدمة يقترب من سن التقاعد قد يصبح مشكلة. فكما يقول « قد أدفع بابني وابنتي الى الواجهة أكثر فأكثر مع تقدمي بالسن. اذ تستفيد الشركات من الوجوه التي تمثلها، وأعتقد أن فيرجن ستستفيد حتما اذا ما رغبت هولي أو سام في أن يكونا وجها لها».
تعمل هولي دواما كاملا في فيرجين. وكما يقول عنها والدها «انها بليغة جدا. وسواء وقف وجود أطفال في طريق مسارها المهني أم لا، اذ تزوجت مؤخرا، فان علينا أن ننتظر لنرى».
سام البالغ من العمر 27 عاما، أنهى فيلما يقول فيه إن الحرب على المخدرات قد أخفقت. وهنا يقول والده « من الجيد أن يصنعا بصتهما الخاصة بهما أولا»، لكن من الواضح أنه يأمل في أن يلعب ابناه دورا أكبر في فيرجن.
وتقدر «بلومبيرغ» ومجلة فوربس ثروة السير ريتشارد مايزيد على 4 مليارات دولار، لكنه حذر في ما يخص أحوال فيرجن المالية.
الايرادات من الشركات التي تحمل علامة فيرجن قوامها حوالي 13مليار جنيه استرليني سنويا، لكن لأن العديد من المشاريع هي مشاريع مشتركة، فان فيرجن تحصل على حصة صغيرة. حوالي 50 مليون جنيه استرليني سنويا، على سبيل المثال تأتي من تراخيص علامته التجارية تشمل فيرجن ميديا وفيرجن أكتيف.
سجل السير ريتشارد يشير الى أنه يبيع حصصه في الشركات ليمول مشاريع جديدة وأنه يضع كمية محدودة من رأس المال في المشاريع المشتركة. اذ ضخ ويلبورروس، المتمول الأميركي لرأس مالي يزيد بحوالي خمس مرات عن مبلغ الخمسة ملايين استرليني التي ضختها شركة فيرجن لشراء بنك نورثن روك البريطاني. وكما يقول « اذا كنا نجمع المال من أجل مشروع جديد لرحلات الفضاء، سأذهب الى الشرق الأوسط. العديد من الشركات هناك وفي أماكن أخرى تريد أن تستخدم علامة فيرجن التجارية وهي سعيدة بشكل عام بتمويل المشاريع».
وعلى نحو مماثل، في رحلة الى واشنطن، بعد يوم على زيارته الى نيويورك «سيكون لدينا متسع من الوقت لتناول الغداء، ثم سنجمع 400 ألف دولار عن طريق النقاش». الفضاء يعني «فيرجن غالاكتيك»، التي تخطط لتقديم رحلات فضائية شبه مدارية مقابل 200 ألف دولار أو أكثر تنطلق من قاعدة اطلاق المركبات الفضائية في نيومكسيكو. «سأصاب بخيبة أمل كبيرة جدا اذا لم نبدأ العام المقبل».
وفي الوقت نفسه، تختبر «فيرجن أوشينك» أول غواصة، التي يأمل في أن تكتشف أعماق المحيط الأطلنطي حتى عمق7 أميال. وستكون تلك هي مغامرته المقبلة، ويقول في هذا الصدد «اذا ما نجحت في اختبار الضغط، من الممكن أن نقوم العام المقبل بالأمرين معا، الانطلاق من أدنى عمق في المحيطات صعودا الى الفضاء»
فايننشال تايمز
بطاقة هوية
تاريخ الميلاد: 1950
المؤهلات العلمية: ترك مدرسة ستو في سن السادسة عشرة.
المسار المهني: أسس مجلة الطالب الوطنية في سرداب كنيسة في لندن
1970: أسس بعد أن كان ينشر الاعلانات الخاصة بالاسطوانات في المجلة «فيرجن ريكوردس» كخدمة الطلب عبر البريد. ثم افتتح لاحقا متجرا في شارع أوكسفورد وبدأ في تسجيل الاسطوانات الموسيقية للموسيقار مايك أولدفيلد وفرقة سيكس بيستولز وفرقة رولينغ ستونز.
1984: أطلق فيرجن أتلانتيك كشركة طيران منخفضة الأسعار تنافس بريتيش ايرويز
1992: باع فيرجن ريكوردس الي «أي ام آي» بمبلغ 600 مليون جنيه استرليني تقريبا، ليسدد الخسائر التي تكبدها في اطلاقه لشركة الطيران.
1993: ربح معركته القانونية ضد حملة «الحيل القاذرة» الموجهة ضد بريتيش ايرويز
1997: ربحت فيرجن ريل أول عقد لها يتعلق بالطريق الرئيسي في الساحل الغربي لبريطانيا
1999: أطلق فيرجين موبايل.
2000: اشترت شركة طيران سنغافورة حصة قوامها %49 في فيرجن أتلانتيك.
2006: باع فيرجن موبايل الى شركة الكيبلات ان تي ال:تيليوست بمبلغ مليار جنيه استرليني للمساعدة في تأسيس فيرجن ميديا.
2011: استحوذ على البنك البريطاني نورثن روك بعد محاولة فاشلة في 2007
العائلة: لديه ابنة تدعى هولي وابن يدعى سام، ومتزوج من جوان، زوجته الثانية
الاهتمامات: التزلج على الماء وركوب الطائرات الشراعية وبالونات الهواء الساخن وسباق القوارب السريعة.