و لما كان كل ما تقدم ذكره .. و كان الرسول ينطق بوحي يوحى . ..و لما كان القرآن يحثنا على التفكر و التدبر لما فيه من اثراء للفكر ... و لإن في ذلك أصلا استثمار في الذات ...
فقد تبين لي أن الحديث يرنو الى ترسيخ المفاهيم التالية : _
أقتصد حتى أشكل في عقيدة نفسي نهج الاقتصاد و عدم الاسراف في كل مناحي الحياة و ليس في الماء فقط ..في الاكل و اللبس و الشراء و الصرف و غيره .. مهما صغر
..أقتصد حتى اشعر بقيمة ما أملك فأحافظ عليه ..
أقتصد حتى أوقف الصرف بدون حدود الذي أضحى سمة تصرفاتنا تحت عناوين الكرم .. فيما هو في الأصل هدر
أقتصد حتى أبقى لأجيال قادمة ما يقيهم ذل الحاجة و العوز
أقتصد حتى أحافظ على سلامة و توازن البيئة ... و هكذا
و قبل ذلك كله .. و أهم من ذلك كله.. و أهم من أي شيء ..
أقتصد في العمر ..
نعم في العمر ..العمر الذي اسرف في إهداره في هزل و خواء و تيه و التي تملأ الأرجاء في زمننا هذا ........ معرضا عن قيم الدنيا و ثراء الفكر و ثقافة العقل و تنمية الذات و سلامة البدن
الاسراف هدم .. و التنمية بناء... فهل يجتمع النقيضان
و لوفكرنا لوجدنا أن كل الصناعات تتنافس على مزايا الاقتصاد في مصنوعاتها ..
كل انظمة الزراعة تعتمد على الاقتصاد في الري ..
و غير ذلك من امور ليس المجال لتعدادها
..............
...................
1/2