مضت أربعة أشهر منذ أن قرر الشعب الليبي أنه لن يقبل حرمانه من حرياته الأساسية، كما مضى 90 يوماً منذ انطلاق العمليات بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمنع وقوع مجزرة وحشية في بنغازي، كالتي شهدناها في سريبرينيتشا عام 1995. كان لتلك العمليات هدف واحد منذ البادية: حماية المدنيين من الإجراءات القاتلة التي يتخذها نظام القذافي. وقد أدت عملياتنا إلى إنقاذ أعداد لا تحصى من الأرواح. وبينما نتذكر هذه المرحلة المهمة ونتدبر فيما تحقق من إنجاز، فمن الواضح أن الإجراءات التي نتخذها ما زالت ضرورية وقانونية وصحيحة. المجتمع متحد، فهناك 18 دولة مشاركة في العمليات العسكرية، والكثير منها من خارج حلف الناتو ومن المنطقة. وخلال اجتماعات فريق الاتصال حول ليبيا أدركت أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية شاركت في الاجتماعات أن القذافي فقد كل شرعيته ، وعليه أن يرحل، كما أن روسيا متفقة مع الإجماع الدولي المتنامي، كما اتضح من بيان مجموعة الثماني في دونيفيل، الذي طالب برحيل القذافي. لقد كنا واضحين منذ البادية بأننا سوف نقف إلى جانب الشعب الليبي، لتحقيق تطلعاته المشروعة. وقد برهنا وقوفنا إلى جانبه من خلال عملياتنا العسكرية في محيط بنغازي، وفي مصراتة، وغيرهما من المدن الليبية، كما برهنا على ذلك من خلال زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية على نظام القذافي. وفرضت الأمم المتحدة نظام عقوبات شامل يتضمن تجميد الأرصدة، وفرض منع سفر وحرمان القذافي من الأسلحة والنفط اللازمين لاستمراره في حملته العسكرية، والقنوات الفضائية التي تنفث الحملات الدعائية للنظام قد منعت من البث عبر الأقمار الصناعية. وترفض الدول استقبال وفود النظام، كما طرد الدبلوماسيون الموالون له، وأصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد ثلاثة من قادة العصبة، بمن فيهم القذافي نفسه . الوقت يسير ضد النظام وفي مصلحة الشعب الليبي. والآن مع مرور 90 يوماً فمن الواضح أن هذه الاستراتيجية ذات القاعدة العريضة تحقق نتائج إيجابية، وتمثل بداية النهاية لنظام القذافي. حيث تواجه قوات القذافي التقهقر في جميع أنحاء ليبيا، كما تم تخفيف المعاناة الفظيعة التي عانى منها أهالي مصراتة. وفي الأيام الأخيرة دفعت المعارضة اتباع القذافي إلى خارج ضواحي مدينة الزاوية، ومنعت النظام من معاودة السيطرة على المعابر الحدودية المهمة المؤدية إلى تونس في غرب ليبيا. إن نظام القذافي والمقربين منه يتداعون من حوله ، ويعد انشقاق سلسة من الوزراء رفيعي المستوى عن النظام، انشق عنه عشرة من كبار الضباط العسكريين ما يعتبر مؤشراً واضحاً على أن القذافي لن يتمكن بعد الآن من الاعتماد على جيشه. لقد هجره بالفعل من يعنيهم أمر ليبيا ومصلحتها.
ذهبت في زيارة الى بنغازي منذ أسبوعين للاجتماع بكبار المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي المعارض، وشاهدت خلال زيارتي ان ليبيا تختلف عن تلك التي خضعت لقمع القذافي لسنوات طويلة. كما لمست رؤية بديلة لليبيا منفتحة وتعددية وديموقراطية تعتمد على ثروة الموارد الطبيعية للبلاد وقوة وعزم شعبها. وشاهدت كذلك مجتمعاً مدنياً مزدهراً وُلد من رحم الرغبة بتحقيق مستقبل أفضل. واستمعت لمطالبات ولمست طموحاً صادقاً لأجل أن يحقق الليبيون في أنحاء البلاد حياة جديدة تخلو من طغيان الشرطة السرية والفلسفة السياسية المليئة بالمهاترات والاقتصاد المدار من قبل الدولة. كما لمست صبوة عميقة لهذه التغييرات التي نشهد التعبير عنها في أرجاء العالم العربي - من سوريا وحتى اليمن وغيرهما. لقد شهدت روح ذلك الربيع العربي نفسه في ليبيا.
هذه الروح يجب ألا تُخمد. بل علينا تكثيف جهودنا لضمان أن يتمكن جميع الليبيين من تحقيقها. لكن للوصول الى تلك المرحلة يحتاج المجلس الوطني الانتقالي والشعب الليبي لدعم دولي. فهم بحاجة الى تمويل لتلبية احتياجاتهم الأساسية. فقد استولى نظام القذافي بإدارته لاقتصاد الدولة على أرباح الاقتصاد الليبي ليودعها في حسابات خارجية خاصة جمدتها الآن عقوبات الأمم المتحدة. والوضع الأمني الراهن يعني أن ليس باستطاعة المعارضة بعد تصدير النفط لتأمين تدفق مستدام من العائدات. وبالتالي أهيب بكل من يريد أن يرى التغيير في ليبيا المساهمة في الصندوق المؤقت الذي أعلن عن تأسيسه في الاسبوع الماضي خلال اجتماع فريق الاتصال في أبوظبي.
وبينما نظام القذافي يتصدع، فإننا بحاجة للاستمرار بتصعيد الضغوط: عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً. وكل دولة ومنظمة دولية تسهم بقوى مختلفة في حملتنا هذه. فالدور الذي يلعبه حلف الناتو ما زال محورياً. فهو المنظمة الوحيدة التي لديها الارادة والامكانية العسكرية لاتخاذ اجراء. الا أن مهمته ما كان لها أن تكون ممكنة من دون الامكانات العسكرية والثقل السياسي للولايات المتحدة. وتولت المملكة المتحدة الدور القيادي منذ البداية في كل من الحملتين العسكرية والدبلوماسية. وقد أضفنا الآن مروحيات الأباتشي الهجومية الى قائمة القدرات المتاحة تحت تصرف الناتو. ولسوف تستمر المملكة المتحدة بثقلها عسكرياً، الى جانب قيادة الجهود الدبلوماسية عبر فريق الاتصال حول ليبيا، وبتزويد مواد غير فتاكة دعماً للمعارضة. علينا جميعاً الاستمرار بالضغوط ومواصلة عزمنا لكي تصبح ليبيا كما يريد ويستحق شعبها أن تكون.
كلينتون: القذافي يستخدم الاغتصاب «أداة حرب» مقاطع تعذيب واغتصاب على هواتف صادرها الثوار من جنود القذافي
أعلن الثوار الليبيون أنهم تمكنوا من مصادرة هواتف خليوية من الجنود الموالين للعقيد معمر القذافي الذين تم أسرهم أو قتلهم، وأنها تحمل مقاطع فيديو توضح عمليات التعذيب والاغتصاب التي يمارسها جنود القذافي ضد الثوار. ونقلت شبكة «سى إن إن» عن الثوار قولهم إن هذه المقاطع المصورة على الهواتف ـ في نظرهم ـ أهم من الأسلحة. وأكدوا أن لديهم الكثير من المقاطع التي توضح أنماطا متعددة من التعذيب.
كلينتون تدين
من جانبها، اتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قوات الزعيم الليبي معمر القذافي باستخدام الاغتصاب و«اعمال العنف ضد النساء ادوات حرب». واضافت ان «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات» هذه الممارسات.
وابدت كلينتون قلقها حيال حصول اعمال عنف جنسية محتملة تلجأ اليها بعض الحكومات لاذلال ومعاقبة الذين يتظاهرون مطالبين باصلاحات ديموقراطية. واضافت ان «الاغتصاب والاذلال الجسدي والتحرش الجنسي وحتى ما يسمى «اختبارات العذرية» حصلت في بلدان بالمنطقة»، واصفة هذه الافعال بانها «حالات فاضحة لانتهاكات الكرامة الانسانية».
في ليبيا و سوريا يمنحون القذافي و الاسد فرصه لتسوية الاوضاع مع المعارضه بما يبقى نظاما مطيع و خادم لهم و نظام ديموقراطي شكلي يمتص غضب الشعوب
و في اليمن تدخل مباشر لترتيب ديموقراطي آخر يحقق نفس الاهداف
و في مصر و تونس يبدو انهم قد انتهوا من ترتيب أوضاعهم و ضمنوا ظهور انظمه مطيعه لهم في المستقبل
الذي غاب عن بالهم ان الشعوب التي ثارت لن تخدع مرة أخرى و انها قد عرفت طريق الثورات و ان الثورات هو سلاحها الذي لا يهزم و الذي سوف يكون رهن الاشاره الى الابد
-------
بالنسبة للربيع العربى فى صحيفة «واشنطن بوست» فقد رأت الصحيفة الأمريكية فى مقال كتبه محللها الشهير ديفيد إجناتيوس أن الطريق الصحيح للمساعدة على الانتقال السلمى فى دول تعانى من أوضاع الحرب المستعصية مثل ليبيا وسوريا هو التقليل من سفك الدماء ، ومواصلة اختبار نيات الحكام فى إقامة حوار مع المعارضة الديمقراطية.
ايام لم ينم فيها هذا المخلوق الغريب المسمى القذافي
05/02/2011
ليبيا: تصدعات.. والإصلاح يتلاشى
مشاهد من المواجهات في بنغازي أثر الهجوم على السفارة الايطالية (رويترز)
رونالد سانت جون*
دان الرئيس الليبي معمر القذافي الإطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، في لحظة كانت بعيدة عن خطاباته الشعبية المعتادة، معبرا عن رأيه يوم 16يناير الماضي بأنه «لا يوجد أحسن من الزين أبدا في هذه الفترة، بل أتمناه... أن يبقى إلى مدى الحياة».
كلمات القذافي جذبت اهتمام وسائل الإعلام الدولية لصراحته، ولكن كلامه لم يكن مفاجئا. وهناك أدلة أخرى بأن أي اندفاع تجاه الإصلاح في السنوات الماضية في ليبيا بات الآن يتلاشى.
ففي منتصف ديسمبر 2010، وفي خطوة مفاجئة، اتخذ مجلس الأمناء في مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، وهي منظمة غير حكومية يرأسها سيف الإسلام منذ إنشائها، قرارا بالتوقف عن ترويج حقوق الإنسان والإصلاح السياسي في ليبيا. ويترتب على هذا التغيير الفجائي في توجهات المؤسسة تداعيات مهمة على صعيد جهود الإصلاح في ليبيا. وسواء أرغم سيف على الابتعاد عن النشاط الإصلاحي، أو انسحب طوعا للحفاظ على مصداقيته المتضائلة في ليبيا والغرب، فقد وجد نفسه مضطرا إلى الإقرار بأن عمله اصطدم بحائط مسدود أقامه الحرس القديم المحيطون بوالده.
جهود إصلاحية محدودة
في الجزء الأكبر من العقد الماضي، كان نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام، الشخصية العامة المعنية بإصلاح حقوق الإنسان في ليبيا، وكانت مؤسسة القذافي العنوان الوحيد في البلاد الذي يقصده من يريد رفع شكاوى عن التعذيب والحجز التعسفي واختفاء الأشخاص. وقد أصدرت المؤسسة تقريرها الأول عن حقوق الإنسان العام 1999، فوثقت فيه الانتهاكات ودعت إلى إجراء إصلاحات، ثم أصدرت تقريرها الثاني في ديسمبر 2010 الذي أبدت فيه أسفها لحدوث «تراجع خطير» في المجتمع المدني، وناشدت السلطات رفع «قبضتها الخانقة» عن الإعلام. وفي غضون ذلك، ساعد سيف منظمة هيومن رايتس ووتش على عقد مؤتمر صحفي شكل اختراقا في هذا المجال، وإطلاق تقرير من طرابلس في ديسمبر 2009.
كان سيف أيضا مدافعا بارزا عن الإصلاح السياسي، إلا أن تقدمه في هذا المجال كان ضئيلا كما في حقوق الإنسان، لا بل أكثر ضآلة. وبإلحاح من والده، عينته القيادة الشعبية الاجتماعية منسقها العام في أكتوبر 2009، واقترح القذافي أن يكون صاحب هذا المنصب بمنزلة رئيس الدولة الرسمي وخلفه على رأس الجماهيرية العربية الليبية. وقد ربط سيف قبوله المنصب بتطبيق إصلاحات سياسية مجدية، بما في ذلك إجراء انتخابات شفافة، ووضع دستور جديد. وقد تم تسريب مسودة دستور وضعتها لجنة عينها سيف إلى الصحافة العام 2008؛ وعلى الرغم من أنها كانت وفق المعلومات وثيقة مهادنة لا تحدث تغييرات كبيرة في المنظومة السياسية الحالية، إلا أنها تجاوزت الحدود على ما يبدو بالنسبة إلى الحرس القديم. وفي مطلع العام 2010، أحيلت الوثيقة إلى القيادة الشعبية الاجتماعية لإبداء رأيها فيها، ثم اختفت عن الأنظار.
إحباط المجتمع الأهلي والإعلام
في هذه الأثناء، لم تسفر الجهود التي بذلها سيف الإسلام لتعزيز حرية التجمع، وتكوين منظمات غير حكومية عن أي نتيجة. فعلى مر السنين، فكك نظام القذافي بصورة منهجية كل المؤسسات التي كانت موجودة قبل انقلاب 1969، وحظر كل المنظمات السياسية ماعدا تلك الخاضعة لسيطرة النظام، ولم يسمح سوى بعدد قليل جدا من الهيئات غير السياسية. وعندما اقترحت لجنة عينها سيف قوانين تؤسس لقانون عقوبات جديد، وتجيز إنشاء منظمات غير حكومية لا تعنى بالشأن السياسي، استخدم والده صلاحياته لإسقاط المقترحات، وقال أمام مؤتمر الشعب العام في يناير 2010 إنه لا مكان في ليبيا لمجتمع أهلي ومنظمات غير حكومية.
كذلك تداعت الجهود الهادفة إلى تأسيس إعلام مستقل. ففي منتصف العام 2009، أغلقت الدولة صحيفتين بصورة مؤقتة، هما أويا، وقورينا اللتان تنتقدان النظام، كما أغلقت محطة الليبية الفضائية التابعة لسيف بصورة دائمة. وفي يناير 2010، قال القذافي أمام مؤتمر الشعب العام إن الصحافة الحرة هي تلك التي يملكها الشعب وليس أفراد. وفي نوفمبر 2010، علقت الدولة من جديد صحيفة أويا عن الصدور ورقيا، بعد شنها هجوما على الحكومة لفشلها في مكافحة الفساد، واحتجزت عشرين صحافيا على صلة بمجموعة إعلامية مرتبطة بسيف.
المؤسسة إلى أين؟
أثارت القرارات التي اتخذتها مؤسسة القذافي، ونشرت على موقعها الإلكتروني في ديسمبر الماضي، تساؤلات كثيرة من دون أن تقدم أجوبة شافية. وقد حذفت المؤسسة النشاط السياسي من ميثاقها، لكنها ذكرت أن مجموعة تابعة لها هي جمعية حقوق الإنسان سوف تنشط في هذا المجال، على الرغم من أن هناك شكوكا حول ما تستطيع الجمعية إنجازه من دون تدخل ناشط من سيف. وقررت المؤسسة التركيز من جديد على ما وصفته بأنه اختصاصاتها الجوهرية في أفريقيا جنوب الصحراء، بيد أن القارة الأفريقية لم تكن قط محط اهتمامها الوحيد أو حتى الأساسي. إلا أنه من شأن إعادة توجيه نشاطات المؤسسة نحو أفريقيا أن تدعم رؤية معمر القذافي عن ولايات متحدة أفريقية، يكون هو رئيس دولتها الأول.
ولعل المؤشر الأبرز هو أن مجلس المؤسسة (الذي يضم شخصيات دولية وليبية مرموقة) شكر سيف الإسلام على جهوده، وأعلن أن دوره كرئيس للمؤسسة سيصبح «فخريا» من الآن فصاعدا، ونصب نفسه «السلطة الحاكمة العليا» للمؤسسة.
رابط مع لوكربي؟
على الرغم من أنه لم ترشح معلومات كثيرة عن خلفية القرار، إلا أن البعض فسروا إبداء المجلس قلقه من أن «الأعمال السابقة حجبت جهود المؤسسة الأخرى»، بأنه رد على الانتقادات الأميركية وسواها من الانتقادات للدور الذي لعبه سيف في الحصول على الإفراج عن عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير لوكربي، في أغسطس 2009. وفي حين يبدو واضحا أن العامل الأهم في ما يمكن اعتباره بأنه تفكيك لمؤسسة القذافي، هو المعارضة الشديدة التي لاقاها سيف في كل خطواته من جانب المتشددين الذين يقاومون أي تحرك خارج المنظومة السلطوية والمركزية في ليبيا، من الممكن أيضا أن يكون استياء الغرب من سيف قد زاد من هشاشة الأخير.
هل يعود سيف؟
لطالما كان سيف رمزا آسرا في الغرب لجيل ليبي جديد، بيد أن موقعه السياسي داخل ليبيا ليس مضمونا على الإطلاق. فهو لم يشغل قط منصبا رسميا أو غير رسمي خارج رئاسة مؤسسة القذافي، وعلى النقيض من شقيقيه المعتصم بالله وخميس، لا يملك قاعدة نفوذ في الجيش والأجهزة الأمنية.
تشكل القرارات الأخيرة لمؤسسة القذافي إقرارا بالهزيمة من جانب سيف الإسلام الذي أرغم على التراجع علنا عن مواقف سابقة له وعلى الانسحاب من السياسة لفترة. لكن لا يعرف بعد إذا كان إبعاده سيكون دائما، ويؤثر في خطط توريث القيادة. فقد سبق أن انسحب سيف الإسلام من السياسة، ولاسيما في خريف 2008، إلا أنه لم يصل قط إلى مرحلة الاعتزال الكامل. فضلا عن ذلك، يشتهر والده بمهارته في إرساء توازن بين قوى متعارضة، ومن غير المرجح أن يسمح القذافي للمحافظين - أو أي فصيل آخر - بالسيطرة على المشهد السياسي لوقت طويل. لكن هذا لا يلغي أن الليبيين خسروا، في الوقت الحالي على الأقل، إحدى الوسائل القليلة المتاحة لهم من أجل تحسين حقوق الإنسان وتطبيق الإصلاح السياسي.
* ينشر بترتيب مع نشرة الإصلاح العربي الصادرة عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
انشق عبد السلام جلود وهو أحد أكبر مساعدي العقيد الليبي معمر القذافي عن نظام القذافي وسلم نفسه للثوار في الجبل الغربي. في حين تتردد الأنباء عن أن القذافي نفسه بدأ البحث عن ملجأ لعائلته، وذكرت أنباء أخرى أن المحادثات جارية لتأمين خروجه هو نفسه.
وكان جلود قد شغل لفترة طويلة منصب نائب رئيس مجلس قيادة ثورة الفاتح من سبتمبر التي قادها القذافي عام 1969.
وأفادت مصادر الثوار بأن جلود موجود الآن في مدينة الزنتان التي سيطر عليها الثوار في وقت سابق.
وينضم جلود بذلك إلى سلسلة من القيادات السياسية والعسكرية التي انشقت عن نظام القذافي وأعلنت تأييدها للثوار.
في غضون ذلك قال عبد العزيز غوقة، عضو المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين إن طائرة فنزويلية حطت بمطار جربة الدولي جنوبي تونس لتقل أفرادا من عائلة القذافي إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس.
وقال غوقة لراديو موزاييك التونسي الخاص إن هذه الخطوة تأتي في إطار 'بداية نهاية القذافي الذي قد يكون هو أيضا غادر العاصمة طرابلس إلى جهة غير معلومة'.
قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الثوار الليبيين الذين يقاتلون منذ شهور لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي يقتربون من العاصمة طرابلس، في حين تحدثت أنباء عن انشقاقات جديدة في المعسكر الموالي للقذافي.
وأكد المتحدث باسم الحلف العقيد رونالد لافوي أن الثوار وصلوا خلال الأسبوع الماضي إلى مدن الزاوية وصبراتة وصرمان الساحلية غرب طرابلس، ومدينة العزيزية جنوب شرق العاصمة.
وأضاف لافوي -في مؤتمر صحفي بنابولي في إيطاليا، مقر عمليات الناتو في ليبيا- أن الثوار يسيطرون على الطرق الرئيسية لطرابلس، وأن "هذه التقدمات هي أهم مكسب على الأرض ضد القذافي شهدناه منذ شهور".
وقد شدد نظام القذافي الإجراءات الأمنية في طرابلس بعد تطويقها من الثوار، ومنع الأهالي من الدخول إليها أو الخروج منها، وأفادت مصادر للجزيرة نت بأن قوات القذافي أقامت نقاط تفتيش ومتاريس في عدة مناطق بطرابلس وكذا على مداخلها ومخارجها.
وقالت المصادر نفسها إنه سُمع إطلاق نار كثيف قرب منطقتي عين زارة وتاروغاء بضواحي طرابلس، وكذا في قلبها، لكن لم يُعرف مصدره.
كما دارت اشتباكات عنيفة في ترهونة جنوب شرق طرابلس بين الثوار والكتائب، وأفادت بعض الأنباء بسيطرة الثوار على وسط المدينة.
وأكد الثوار أنهم باتوا يطوقون العاصمة بعد أن استولوا على مدينة غريان غربي البلاد ودخلوا مدينتي صرمان وصبراتة الساحليتين، كما يقولون إنهم يسيطرون على نحو 80% من مدينة الزاوية الإستراتيجية التي تقع على بعد 50 كلم غرب طرابلس.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الثوار أسروا اليوم العقيد خليفة الضو، وهو رئيس الأمن الداخلي التابع للقذافي بالزاوية.
وفي البريقة شرقي البلاد يواصل الثوار هجماتهم على كتائب القذافي المتمركزة في المنطقة الصناعية والمنطقة الأولى بعد أن وصلوا مركز المدينة.
ويقول الثوار إن تمركزهم في وسط البريقة يظهر عجز الكتائب عن إيقاف التقدم الملحوظ الذي يحرزونه، حيث يغنمون في كل هجمة آليات عسكرية من الكتائب التي تلجأ لقصف خزانات الوقود الموجودة في المنطقة الصناعية.
وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قوات القذافي استخدمت للمرة الأولى صاروخا من طراز سكود في حربها مع الثوار، وأضاف أن الصاروخ أطلق من موقع قرب مدينة سرت غربي البلاد.
وأشار المسؤول الأميركي -الذي رفض ذكر اسمه- إلى أن الصاروخ كان موجها نحو البريقة التي يجري فيها قتال بين قوات القذافي والثوار، لكنه أخطأ هدفه وسقط في الصحراء.
وأضاف أن الصاروخ أطلق صباح الأحد من موقع على بعد حوالي 80 كلم شرق سرت مسقط رأس القذافي، وسقط شرق بلدة البريقة النفطية الساحلية.
ومن جهته، قال المتحدث العسكري للثوار أحمد باني إن نظام القذافي يمتلك صواريخ سكود يصل مداها إلى 350 كلم، وحذر من احتمال استخدام القذافي هذه الصواريخ لإطالة فترة بقائه في السلطة بعد أن فقد شرعيته.
وبدوره، قال حلف الناتو إن استخدام قوات القذافي صواريخ سكود لن يؤثر على سير المعارك، مؤكدا أن ذلك سيلحق أضرارا بالمدنيين، وأن استخدام هذا السلاح "علامة على اليأس المتزايد" لدى قوات القذافي.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في طرابلس وصفتها بالمطلعة قولها إن اللواء مسعود عبد الحفيظ، أحد قادة القوات الموالية للقذافي قد انشق.
وأشارت الوكالة نفسها إلى أنه من المحتمل أن يكون عبد الحفيظ –الذي ينتمي لقبيلة القذاذفة، وهي قبيلة القذافي- قد فر إلى مصر.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اليوم الثلاثاء في العاصمة الأميركية واشنطن إن أيام القذافي "باتت معدودة" وإن "قواته ضعفت".
وتابع بانيتا "قوات القذافي تضعف، وهذا الانشقاق الأخير مثال آخر على هذا الضعف"، في إشارة على ما يبدو إلى تقارير تحدثت عن انشقاق وزير الداخلية الليبي ناصر المبروك عبد الله.
نقل مراسل الجزيرة عن ثوار ليبيا أن قواتهم بدأت عملية "تحرير" العاصمة طرابلس بانتفاضة من داخلها وذلك بعد أن حققوا بعض المكاسب الميدانية داخلها، تعزيزا لما حققوه في الأيام القليلة الماضية من تطورات لافتة في محيط طرابلس بالاستيلاء على عدد من مدنها المجاورة إلى جانب بسط سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية شرقي البلاد.
وقالت وكالة أنباء التضامن الليبية إن الثوار في مدينة طرابلس استولوا على مخزن للأسلحة الخفيفة، وقال شهود عيان إن الثوار تمكنوا من إحراق العديد من المباني الإدارية والأمنية الحكومية.
كما أفادت بعض الأنباء بأن ثوار المدينة اشتبكوا مع الكتائب التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي في شارع النصر وتواترت أنباء عن اقتحامهم أحد الفنادق الرئيسية.
وفي محاولة لصد تقدم الثوار ذكرت مصادر متطابقة في طرابلس أن الكتائب التابعة للقذافي وضعت حواجز أمنية في مختلف مناطق العاصمة، وواصلت تنفيذ حملات اعتقال واسعة وعززت انتشار عناصرها في مختلف أنحاء المدينة.
بالتزامن مع تلك التطورات قصفت طائرات ومروحيات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقار أمنية ومراكز قيادة للكتائب التابعة للقذافي في مناطق مختلفة من العاصمة.
وكان التلفزيون الليبي قد أظهر مواقع قال إن طائرات الناتو قامت بقصفها وأحد تلك المواقع يقع في منطقة بوسليم حيث يوجد أحد المراكز الأمنية والسجن السياسي المشهور باسم بوسليم.
وذكرت أنباء أن الثوار تمكنوا من تحرير أسرى معتقلين في سجن "بوسليم" بعد قصف أطلسي استهدف بوابات أمنية في محيط السجن, وأن اشتباكات مسلحة ومظاهرات سجلت في بعض الأحياء.
وكانت طائرات تابعة للناتو قد قصفت أمس أهدافا في طرابلس بينها منزل لرئيس المخابرات عبد الله السنوسي وهو صهر العقيد القذافي. وتحدث مصدر بالناتو الليلة الماضية عن مقتل السنوسي, لكن الحلف تراجع لاحقا عن هذا الإعلان.
ووفقا لمواقع معارضة, فإن تعزيزات كبيرة من الثوار تتجه إلى طرابلس من الجبل الغربي, ومن المدن المحررة حديثا مثل الزاوية وصرمان وصبراتة. وحسب المصادر نفسها, فإن مجموعات من الثوار بلغت منطقة العزيزية (30 كيلومترا جنوب طرابلس).
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد تحدث قبل أيام عن ثوار يوجدون داخل العاصمة، ويتخذون الإجراءات لتأمين المباني الإستراتيجية ساعة الحسم، لكنه حذر أيضا من احتمال حدوث معارك دامية على أبواب طرابلس وداخلها.
الثوار بسطوا سيطرتهم على البريقة بعد قتال طويل مع كتائب القذافي (الجزيرة)
السيطرة على البريقة
في غضون ذلك أعلن الثوار اليوم أنهم بسطوا السيطرة الكاملة على مدينة البريقة النفطية (200 كيلومتر جنوب غرب بنغازي) ومرفئها ومنشآتها النفطية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي العقيد أحمد باني أن الثوار سيطروا على المرفأ النفطي والمصافي.
وقال الثوار إنهم سيطروا في الأيام الماضية على المناطق السكنية التي تفصلها بضعة كيلومترات عن المرفأ النفطي الذي يضم مصفاة ومصانع تنتج مشتقات نفطية مختلفة.
وباستعادتهم البريقة, يكون الثوار قد قطعوا كل إمدادات الوقود عن القوات التي لا تزال تقاتل مع القذافي.
استيلاء الثوار على الزاوية كان خطوة جبارة في طريقهم نحو العاصمة طرابلس (الجزيرة)
مكاسب إستراتيجيةوفي الطريق إلى طرابلس تمكن الثوار في الجبهة الغربية في الأيام القليلة الماضية من إحكام السيطرة على مدن إستراتيجية كالزاوية (50 كيلومترا غرب طرابلس) وصرمان وصبراتة على الطريق الساحلي بين العاصمة الليبية ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس.
وسيطر الثوار كذلك قبل أيام على مدينة غريان (100 كيلومتر جنوب طرابلس), وأول أمس على زليتن (160 كيلومترا شرق العاصمة الليبية).
وأحبط الثوار أمس هجوما لكتائب القذافي على الزاوية التي سيطروا في وقت سابق على معظم أرجائها بعد معارك قتل فيها العشرات من الطرفين.
وسيطر الثوار أمس بعد معارك عنيفة على ميدان الشهداء في الزاوية بعدما سيطروا في وقت سابق على المصفاة النفطية في المدينة. وتحدث أمس عضو في مجلس مدينة مصراتة للجزيرة من وسط زليتن التي دخلها الثوار مساء أول أمس عقب اشتباكات ضارية مع قوات القذافي.
وقتل ما لا يقل عن 33 من الثوار في معركة زليتن التي تقع على مسافة خمسين
الناتو يقصف طرابلس والثوار بالبريقة
جانب من غارة للناتو على منطقة تاجورا في العاصمة طرابلس أمس (الفرنسية)
تواصل طائرات ومروحيات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف مواقع محددة في العاصمة الليبية طرابلس في حين أعلن الثوار سيطرتهم الكاملة على مدينة البريقة النفطية بعدما سيطروا على زليتن والزاوية ومدن ساحلية أخرى من قبل.
وبحسب مصادر للثوار تركز القصف على عدد من المقار الأمنية ومراكز قيادة الكتائب.
وكان التلفزيون الليبي قد أظهر مواقع قال إن طائرات الناتو قامت بقصفها وأحد تلك المواقع يقع في منطقة بوسليم حيث يوجد أحد المراكز الأمنية والسجن السياسي المشهور باسم بوسليم.
وذكرت أنباء أن الثوار تمكنوا من تحرير أسرى معتقلين في سجن "بوسليم" بعد قصف أطلسي استهدف بوابات أمنية في محيط السجن, وأن اشتباكات مسلحة ومظاهرات سجلت في بعض الأحياء.
من جهة أخرى تتضارب أنباء عن سيطرة مجموعات من الثوار على مواقع حيوية وحرقهم لمقرات أمنية وحكومية.
ووفقا لمواقع معارضة, فإن تعزيزات كبيرة من الثوار تتجه إلى طرابلس من الجبل الغربي, ومن المدن المحررة حديثا كالزاوية وصرمان وصبراتة.
وحسب المصادر نفسها, فإن مجموعات من الثوار بلغت منطقة العزيزية (30 كيلومترا جنوب طرابلس). وكانت طائرات أطلسية قد قصفت أمس أهدافا في طرابلس بينها منزل لرئيس المخابرات عبد الله السنوسي وهو صهر العقيد معمر القذافي.
وتحدث مصدر أطلسي الليلة الماضية عن مقتل السنوسي, لكن الحلف تراجع لاحقا عن هذا الإعلان.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد تحدث قبل أيام عن ثوار يوجدون داخل العاصمة، ويتخذون الإجراءات لتأمين المباني الإستراتيجية ساعة الحسم، لكنه حذر أيضا من احتمال حدوث معارك دامية على أبواب طرابلس وداخلها.
الثوار أعلنوا أنهم سيطروا سيطرة كاملة على البريقة (الجزيرة)
الثوار بالبريقة
ويأتي هذا التطور عقب إعلان الثوار اليوم أنهم سيطروا سيطرة كاملة على مدينة البريقة النفطية (200 كيلومتر جنوب غرب بنغازي) ومرفئها ومنشآتها النفطية بعدما كانوا قد سيطروا قبل ذلك على زليتن والزاوية ومدن ساحلية أخرى بالإضافة إلى غريان.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن العقيد أحمد باني المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي أن الثوار سيطروا على المرفأ النفطي والمصافي.
وقال الثوار إنهم سيطروا في الأيام الماضية على المناطق السكنية التي تفصلها بضعة كيلومترات عن المرفأ النفطي الذي يضم مصفاة ومصانع تنتج مشتقات نفطية مختلفة.
وباستعادتهم البريقة, يكون الثوار قد قطعوا كل إمدادات الوقود عن القوات التي لا تزال تقاتل مع القذافي.
توار ليبيا سيطروا أيضا على صرمان وزليتن وغريان (الجزيرة)
تصعيد عسكري
ويأتي التطور الجديد على جبهة البريقة في سياق تصعيد عسكري من جانب المعارضة المسلحة التي تمكنت في الأيام القليلة الماضية من السيطرة على مدن إستراتيجية كالزاوية (50 كيلومترا غرب طرابلس) وصرمان وصبراتة على الطريق الساحلي بين العاصمة الليبية ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس.
وسيطر الثوار كذلك قبل أيام على مدينة غريان (100 كيلومتر جنوب طرابلس), وأول أمس على زليتن (160 كيلومترا شرق العاصمة الليبية).
وأحبط الثوار أمس هجوما لكتائب القذافي على الزاوية التي سيطروا في وقت سابق على معظم أرجائها بعد معارك قتل فيها العشرات من الطرفين.
وسيطر الثوار أمس بعد معارك عنيفة على ميدان الشهداء في الزاوية بعدما سيطروا في وقت سابق على المصفاة النفطية في المدينة. وتحدث أمس عضو في مجلس مدينة مصراتة للجزيرة من وسط زليتن التي دخلها الثوار مساء أول أمس عقب اشتباكات ضارية مع قوات القذافي.
وقتل ما لا يقل عن 33 من الثوار في معركة زليتن التي تقع على مسافة 50 كيلومترا تقريبا إلى الغرب من مصراتة.
الجزيرة
يواصل ثوار ليبيا التدفق على العاصمة طرابلسلدعم عملية التحرير التي أطلقتها خلايا الثوار من داخل المدينة أمس السبت ولا تزال متواصلة، وسط مؤشرات بقرب انهيار نظام العقيد معمر القذافي الذي تعرض مقره في بلدة العزيزية لقصف جديد من طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأفاد مراسل الجزيرة بأن أرتال الثوار بدأت تتحرك من مختلف الاتجاهات نحو طرابلس انطلاقا من المدن والبلدات التي تمكنت في الأيام الماضية من السيطرة عليها، في تطورات ميدانية غير مسبوقة منذ اندلاع الثورة في فبراير/شباط الماضي.
وقال المراسل إن ثوار الجبل الغربي يدخلون طرابلس من جهة جنزور عند المدخل الغربي. وفي وقت سابق قال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن قافلة من نحو مائة آلية تقل الثوار كانت قادمة من جبل نفوسة (غرب البلاد).
وقبل ذلك بساعة سيطر الثوار على ثكنة تقع في "الكيلو 27" على الطريق نفسه واستولوا على ما فيها من أسلحة وذخيرة وفقا للمصدر نفسه. وكانت هذه الثكنة أكبر عقبة في طريق تقدم الثوار إلى العاصمة منالزاوية (50 كلم غرب العاصمة).
وتمت السيطرة على تلك الثكنة بعد معارك أوقعت الكثير من الجرحى. وفي نفس العملية تمكن الثوار من إطلاق عشرات السجناء من سجن قريب من الثكنة وتم نقلهم في عربات وسط القصف.
كما أفاد مرسل الجزيرة بأن الثوار حرروا أيضا آلاف السجناء من سجن الجُديدة في العاصمة.
وقال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن عملية تحرير طرابلس تتواصل بالتنسيق بين المجلس والثوار (داخل وخارج طرابلس) وحلف شمال الأطلسي، متوقعا أن تستمر لعدة أيام إلى أن تتم محاصرة القذافي.
وتوقع المتحدث أن يتم إنهاء حكم القذافي حسب إحدى سيناريوهين: الاستسلام أو الفرار خارج طرابلس واللجوء إلى الخارج أو إحدى المدن الليبية.
وفي خضم التحركات المتسارعة نحو العاصمة قال مراسل الجزيرة إن الثوار تمكنوا أيضا من بسط السيطرة على مدينة ترهونة (60 كلم جنوب طرابلس).
ثوار ليبيا يتوجهون إلى طربلس لتعزيز عملية فجر عروس البحر (الجزيرة)
قتال بالداخلوبينما يتدفق الثوار من خارج طرابلس يواصل ثوار آخرون القتال داخلها، وأفاد مراسل الجزيرة بأن هناك اشتباكات متواصلة في أحياء بن عاشور وفشلوم وزاوية الدهماني داخل طرابلس، بعدما تمكن الثوار من بسط سيطرة كاملة على أحياء تاجوراء وسوق الجمعة وعرادة والسبعة بالعاصمة.
وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة إن الثوار قتلوا أكثر من ثلاثين وأسروا نحو مائة من كتائب القذافي بينهم لواء بسلاح الجو. كما أعلن الثوار سيطرتهم على مقر شركة هواتف نقالة، وقالوا إنهم يحاولون التقدم باتجاه مقر الإذاعة.
وحسب رويترز فإن كلا الجانبين -الثوار والكتائب- يسعى للسيطرة على أسطح المنازل، حيث بالإمكان إعداد مواقع لإطلاق النيران استعدادا -على ما يبدو- لموجة جديدة من القتال أثناء الليل.
وكان الثوار قد أعلنوا أمس انطلاق عملية تحرير طرابلس بانتفاضة بدأت من داخلها وبتنسيق مع الناتو. وقد نشرت على الإنترنت صور تظهر ثوار المنطقة الشرقية في طرابلس يعلنون بدء ما سموها "عملية فجر عروس البحر" لتحرير العاصمة الليبية.
الثوار سيطروا في الأيام الماضية على عدة مدن بغرب ليبيا تمهيدا للهجوم على طرابلس (الجزيرة)
قصف العزيزيةفي غضون ذلك قصفت طائرات الناتو مقر القذافي في العزيزية (30 كلم جنوب العاصمة) ومواقع لكتائب القذافي في مطار معيتيقة بطرابلس.
وفي وقت سابق قال أحد النشطاء المعارضين في طرابلس إن قوات القذافي نشرت قناصة على أسطح المباني حول باب العزيزية مقر القذافي.
وأفادت رويترز بأن وحدات من الثوار تتجمع جنوبي طرابلس استعدادا لمهاجمة العزيزية، لكن لا يعرف حاليا مكان وجوده.
وقال الصحفي المعارض والناشط المقيم في بريطانيا عاشور شمس إن فرص القذافي لخروج آمن تتضاءل مع مرور الوقت، مضيفا أنه كلما بقي في ليبيا تقلصتقاعدته وأصبح من الأسهل أن يلقى القبض عليه أو يقتل. نفي رسميوبينما يقول الثوار إنهم بصدد حسم الموقف بطرابلس، قال رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي في تصريحات صحفية إن الشعب الليبي مصمم على حماية النظام، وإنه سيهزم من سماهم "العصابات الإرهابية".
ومن جانبه قال سيف الإسلام القذافيإن قوات والده تحقق انتصارات كبيرة على الأرض، وإن "الشعب الليبي لن يرفع الراية البيضاء".
وكذب سيف الإسلام في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الحكومي الليبي كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط طرابلس أو سقوط مدن ليبية أخرى في يد الثوار.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الوضع بعد مواجهات وصفها بأنها صغيرة مع مسلحين في مناطق بطرابلس.
الثوار يقاتلون بطرابلس والناتو يقصف
يواصل ثوار ليبيا القتال من أجل بسط سيطرة كاملة على العاصمة طرابلسبعدما سيطروا على عدد من أحيائها. يأتي ذلك بينما قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقر العقيد معمر القذافي في العزيزية.
وأفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن هناك اشتباكات متواصلة في أحياء بن عاشور وفشلوم وزاوية الدهماني داخل طرابلس، بعدما تمكن الثوار من بسط سيطرة كاملة على أحياء تاجوراء وسوق الجمعة وعرادة والسبعة بالعاصمة.
وقالت مراسلة رويترز في فندق بوسط العاصمة طرابلس إن بإمكانها سماع دوي إطلاق نيران كل بضع دقائق وأصوات أسلحة ثقيلة.
وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة إن الثوار قتلوا أكثر من ثلاثين وأسروا نحو مائة من كتائب القذافي بينهم لواء بسلاح الجو. كما أعلن الثوار سيطرتهم على مقر شركة هواتف نقالة، وقالوا إنهم يحاولون التقدم باتجاه مقر الإذاعة.
وأضاف المراسل أن عددا من الثوار باتوا على بعد نحو 27 كلم من العاصمة قادمين من الزاوية (50 كلم غرب العاصمة) وزليتن (150 كلم شرق العاصمة) لتعزيز جهود الثوار الذين أطلقوا ليل السبت ما سموها "عملية فجر عروس البحر" لتحرير العاصمة طرابلس.
وحسب رويترز فإن كلا الجانبين -الثوار والكتائب- يسعى للسيطرة على أسطح المنازل، حيث بالإمكان إعداد مواقع لإطلاق النيران استعدادا -على ما يبدو- لموجة جديدة من القتال أثناء الليل.
تزامنا مع ذلك قال مراسل الجزيرة إن ثوار ليبيا تمكنوا أيضا من بسط السيطرة على مدينة ترهونة (60 كلم جنوب طرابلس)، وذلك بعدما سيطروا على عدة مدن أخرى قريبة من العاصمة على رأس مدينة الزاوية.
وكان الثوار قد أعلنوا أمس انطلاق عملية تحرير طرابلس بانتفاضة بدأت من داخلها وبتنسيق مع الناتو. وقد نشرت على الإنترنت صور تظهر ثوار المنطقة الشرقية في طرابلس يعلنون بدء ما سموها "عملية فجر عروس البحر" لتحرير العاصمة الليبية.
الثوار يتقدمون من عدة جبهات لمؤازرة زملائهم الذين أطلقوا عملية تحرير طرابلس (الجزيرة)
قصف العزيزيةفي غضون ذلك قصفت طائرات الناتو مقر القذافي في العزيزية (30 كلم جنوب العاصمة) ومواقع لكتائب القذافي في مطار معيتيقة في طرابلس.
وفي وقت سابق قال أحد النشطاء المعارضين في طرابلس إن قوات القذافي نشرت قناصة على أسطح المباني حول باب العزيزية مقر القذافي وعلى أسطح خزان ماء قريب.
وأفادت رويترز بأن وحدات من الثوار تتجمع جنوبي طرابلس استعدادا لمهاجمة العزيزية، لكن لا يعرف حاليا مكان وجوده.
وقال الصحفي المعارض والناشط المقيم في بريطانيا عاشور شمس إن فرص القذافي لخروج آمن تتضاءل مع مرور الوقت، مضيفا أنه كلما بقي في ليبيا تقلصتقاعدته وأصبح من الأسهل أن يلقى القبض عليه أو يقتل.
سيف الإسلام قال إن الشعب الليبي
لن يرفع الراية البيضاء (رويترز-أرشيف)
رواية رسميةوبينما يقول الثوار إن ساعة حسم الموقف بطرابلس باتت وشيكة، قال سيف الإسلام القذافي إن قوات والده تحقق انتصارات كبيرة على الأرض وإن "الشعب الليبي لن يرفع الراية البيضاء".
وكذب سيف الأسلام في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الحكومي الليبي كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط طرابلس أو سقوط مدن ليبية أخرى في يد الثوار.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الوضع بعد مواجهات وصفها بأنها صغيرة مع مسلحين في مناطق بطرابلس.
وقد دعا موسى إبراهيم في مؤتمر صحفي إلى وقف فوري لإطلاق النار والتفاوض للبحث عن حل سلمي لهذه الأزمة.
وحذر موسى من مقتل كثيريين ومن جرائم مروعة قال إنها سترتكب في العديد من المدن الليبية إذا لم يلتفت العالم إلى هذه الدعوة.
سيطرة جزئية للثوار بطرابلس
أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن الثوار يسيطرون الآن سيطرة كاملة على أحياء تاجوراء وسوق الجمعة وعرادة والسبعة في طرابلس.
وأضاف أن هناك اشتباكات متواصلة في أحياء أخرى بن عاشور وفشلوم وزاوية الدهماني وقاعدة معيتيقة الجوية داخل المدينة. وقال الثوار إنهم قتلوا نحو ثلاثين من كتائب القذافي وأسروا نحو أربعين منهم.
في غضون ذلك وصف سيف الإسلام القذافي التقدم الميداني الذي يحققه الثوار الليبيون بأنه انتصار وهمي مكذبا كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط العاصمة طرابلس في يد الثوار الذين أكدوا من جانبهم انطلاق عملية "تحرير" العاصمة بانتفاضة بدأت من داخلها وبتنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي كلمة مسجلة بثها التلفزيون الحكومي الليبي قال سيف الإسلام إن قوات والده العقيد الليبي معمر القذافي تحقق انتصارات كبيرة على الأرض وإن "الشعب الليبي لن يرفع الراية البيضاء"، مكذبا كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط طرابلس أو سقوط مدن ليبية أخرى في يد الثوار.
في المقابل أكد محمد عبد الرحمن نائب المنسق العام لائتلاف السابع عشر من فبراير خلال اتصال مع الجزيرة انتشار تحركات الثوار في مختلف أنحاء مدينة طرابلس وفق خطة بدأ إعدادها منذ أسابيع.
وقد نقلت وكالات الأنباء سماع دوي انفجارات شديدة وتبادل إطلاق نار كثيف وسط العاصمة. لكن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أكد أن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الوضع بعد مواجهات وصفها بأنها صغيرة مع مسلحين في مناطق بطرابلس. خطاب بائس
أما القذافي فقد هنأ أنصاره على صد هجوم من وصفهم بالجرذان وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي أمس "إنهم مصممون على تدمير الشعب الليبي".
وطالب العقيد القذافي الليبيين بأن يزحفوا بالملايين لتحرير ليبيا وإنهاء ما وصفه بالمهزلة. وقال إن موت الناس دفعة واحدة أفضل من الموت بالتقسيط، حسب تعبيره.
كما هاجم القذافي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واتهمه بمحاولة سرقة النفط الليبي، وقال إن هدف الغرب من الحرب الحالية هو الاستيلاء على النفط الليبي.
وتعليقا على خطاب القذافي، قال المعارض الليبي علي الصلابي إن الخطاب بائس وخطاب شخص مهزوم، معتبرا أنه خطاب اللحظات الأخيرة.
وقال إن القذافي تحدث في خطابه عن الصوم وصلاة التهجد، وهو الذي كان يمنع الليبيين من صلاة التهجد في السنوات الماضية.
على الجانب الآخر، دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل، ثوار طرابلس، مع بدء معركة تحريرها، إلى حماية الممتلكات والتوافق من أجل الحسم, مؤكدا أن الثوار يحاولون التقليل من الخسائر في صفوف الليبيين.
كما تعهد عبد الجليل بعدم الملاحقة القانونية إلا لمن كان سببا في قتل الليبيين أو من تورط في نهب الأموال. وقال إن الثوار يمدون أيديهم لكل من عمل مع القذافي ولم يتورط في تلك الجرائم على حد تعبيره.
عبد السلام جلود (الجزيرة نت-أرشيف)
ساعة الحسم
وعبر شاشة الجزيرة، قال الرجل الثاني في ليبيا سابقا الرائد عبد السلام جلود إن ساعة الحسم في ليبيا قد اقتربت مطالبا الشعب الليبي بالانتفاضة مرة واحدة حتى يضيق الخناق على القذافي.
وناشد جلود الذي انشق على القذافي، قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد الليبي بالتبرؤ منه والابتعاد عنه حفاظا على تاريخ القبيلة وكي لا ترث وزر أفعاله. وأشار جلود إلى أن غالبية أبناء القذاذفة لا يتمتعون بأي امتيازات ويعانون من القهر مثل بقية الشعب الليبي.
وشن جلود هجوما لاذعا على القذافي وقال إنه آخرُ من يتكلم عن الوطنية والدين والاستعمار وإنه سبب خراب ليبيا. وقال جلود إن القذافي مسكون بالسلطة ولا يمكن التكهنُ بأفعاله حسب تعبيره لكنه قال إن الدائرة ضاقت جدا على القذافي ولم يبق معه إلا ابن عمه أحمد إبراهيم.
وكانت سلطات القذافي قد سعت إلى التقليل من أهمية انشقاق جلود والتحاقه بالثوار حيث نقلت وكالة الأنباء الليبية أمس عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة أنه ترك العمل السياسي بإرادته منذ سنوات وكان يقضي جل وقته خارج ليبيا للعلاج.
قال مراسل الجزيرة إن ثوار ليبيا سيطروا على عدد من أحياء طرابلس من بينها تاجوراء ومنطقة سوق الجمعة، ونقل عن مصادر الثوار وقوع أكثر من 100 قتيل في المعارك التي دارت في طرابلس، لكن المتحدث باسم حكومة العقيد معمر القذافي قال إن العاصمة "آمنة تماما".
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصفت مواقع في العاصمة طرابلس، في حين أكد محمد عبد الرحمن نائب المنسق العام لائتلاف السابع عشر من فبراير -في اتصال مع الجزيرة- انتشار تحركات الثوار في مختلف أنحاء مدينة طرابلس، وفق خطة بدئ في إعدادها منذ أسابيع.
ومن جهته تحدث عضو المجلس الانتقالي عن طرابلس محمد الحريزي للجزيرة عن وقوع 123 قتيلا في منطقة تاجوراء، فيما قال قائد للثوار للجزيرة إن الثوار في أحياء فشلوم وتاجوراء وبن عاشور يسيطرون على الوضع فيها بالكامل.
وأشار مراسل الجزيرة في ليبيا إلى أن الثوار في طرابلس تمكنوا من اعتقال 35 من كتائب القذافي في سوق الجمعة وتاجوراء.
وفي السياق قالت أسيل التاجوري من ثوار 17 فبراير -في اتصال هاتفي مع الجزيرة من طرابلس- إن الثوار تمكنوا من أسر ستة جنود من الكتائب في تاجوراء، وإنهم قاموا بتحرير 500 معتقل من سجن الحميدية.
وأوضحت أن الثوار سيطروا على قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس، في حين ذكرت مصادر الثوار للجزيرة أنهم اقتحموا منزل منصور ضو قائد الكتائب الأمنية في طرابلس.
الثوار قالوا إن لديهم كميات من الأسلحة سيتوجهون بها إلى طرابلس (الفرنسية)
معركة طرابلسوكان مراسل الجزيرة نقل عن ثوار ليبيا أن قواتهم بدأت عملية "تحرير" العاصمة طرابلس بانتفاضة من داخلها، بعد أن حققوا بعض المكاسب الميدانية فيها، في حين أكدت الحكومة الليبية أن طرابلس "آمنة تماما".
وقال الناشط السياسي عبد الله زيد -في اتصال هاتفي مع الجزيرة من طرابلس- إن الثوار سيطروا على المتحف الإسلامي في منطقة سيدي خليفة بطرابلس، مشيرا إلى وقوع إصابات بين قتيل وجريح في منطقة الحشان في العاصمة.
كما تحدث عن وقوع اشتباكات في سوق الجمعة وفشلوم ومناطق أخرى داخل طرابلس، موضحا أن هناك تنسيقا كاملا بين الثوار داخل طرابلس وأولئك القادمين من مدينة الزاوية وجهات أخرى.
ومن جهته قال الناشط في ثورة 17 فبراير عصام الطرابلسي -في اتصال هاتفي مع الجزيرة من طرابلس- إن الثوار في طرابلس انتفضوا بعد إفطار السبت مباشرة واستولوا على عدة مناطق في طرابلس.
وأضاف أن الثوار أغلقوا كذلك عدة طرق رئيسية في طرابلس، كما انطلقت صيحات التكبير من عدة مساجد في العاصمة، وأشار إلى أن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصفت عدة مواقع لكتائب العقيد معمر القذافي داخل العاصمة، موضحا أن انهيارا تاما يحدث وسط الكتائب بسبب ضربات الناتو والثوار.
الثوار أكدوا التنسيق التام بينهم في كافة أنحاء طرابلس (الفرنسية)
تنسيق تاموقال القائد الميداني عبد الحكيم بالحاج آمر لواء طرابلس من مدينة الرجبان في الجبل الغربي، للجزيرة، إن طرابلس تشهد انتفاضة مخططا لها، وهناك تنسيق تام بين الثوار في كافة أنحاء طرابلس.
وأكد أن الثوار في كافة المدن المحررة في ليبيا سيتوجهون إلى طرابلس لدعم ثوارها وفق خطة مرسومة لتحرير العاصمة، مشيرا إلى أن لديهم القوة الكافية وكميات من الأسلحة سوف يتوجهون بها لتحرير طرابلس وتأمينها، وإنجاز المهام وفق الخطة الموضوعة لهذا الغرض.
من جهته استعرض مراسل الجزيرة في الرجبان عبد العظيم محمد تسجيلات حية لغرفة عمليات كتائب القذافي في طرابلس يتحدثون فيها عن نقص في الذخيرة والوقود وعن وجود مصابين في صفوف الكتائب. القذافي يهاجموقد هاجم العقيد الليبي معمر القذافي الثوار المنتفضين في العاصمة الليبية طرابلس، ووصفهم بأنهم مجموعة استغلت المساجد لأغراضها فقامت بالتكبير والتصفيق لطائرات النصارى، على حد قوله.
وأضاف القذافي -في كلمة عبر الهاتف- أن الدول الغربية تطمع في نفط ليبيا.
وطالب العقيد القذافي الليبيين بأن يزحفوا بالملايين لتحرير ليبيا وإنهاء ما وصفها بالمهزلة. وقال إن موت الناس دفعة واحدة أفضل من الموت بالتقسيط، حسب تعبيره
موسى إبراهيم قال إن طرابلس "آمنة تماما" (الجزيرة-أرشيف)الحكومة تنفيمن جهته قال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن العاصمة طرابلس آمنة وكتائب العقيد القذافي تسيطر عليها.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الليبية، اعترف إبراهيم بتسلل عدد من الثوار إلى بعض المناطق في المدينة.
وقال إن العناصر الأمنية التابعة لنظام القذافي اعتقلت مقاتلين أجانب في صفوف الثوار، لافتاً إلى عدم قدرة المعارضين للقذافي على الاستمرار في القتال لنقص الإمدادات وسقوط خسائر بين صفوفهم.
وأوضح أن من بين قوات المعارضة التي ألقي القبض عليها جزائريين وتونسيين ومصريين. وتابع "نحن أقوياء بقواتنا المسلحة التي تسيطر تماما على الوضع العسكري في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وقائدنا العظيم يدير المعركة بكفاءة وحنكة". حماية الممتلكات
وفي المقابل دعا مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ثوار طرابلس -مع بدء معركة تحريرها- دعاهم إلى حماية الممتلكات والتوافق من أجل الحسم، مؤكدا أن الثوار يحاولون التقليل من الخسائر في صفوف الليبيين.
كما تعهد عبد الجليل -في اتصال مع الجزيرة من بنغازي- بعدم الملاحقة القانونية إلا لمن كان سببا في قتل الليبيين أو من تورط في نهب الأموال. وقال إن الثوار يمدون أيديهم لكل من عمل مع القذافي ولم يتورط في تلك الجرائم، على حد تعبيره.
وأعرب عن يقينه بأن ساعة الحسم والقضاء على نظام القذافي باتت قريبة، مشيرا إلى أن الثوار انتفضوا بعد إفطار السبت، موضحا أنهم سيتدفقون على العاصمة من الشرق والجنوب قريبا.
وأكد أن من أهم أهداف الثوار تقليل الخسائر والمادية والبشرية بين صفوف أبناء الشعب الليبي في هذه المعركة، مشيرا إلى أنهم يعولون على ثوار طرابلس من أجل تأمين المدينة.
وفي غضون ذلك، دعا ائتلاف السابع عشر من فبراير في بيان سكان العاصمة طرابلس إلى المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وعدم السماح للعابثين بالمساس بها.
كما دعا إلى الالتفاف حول القيادات الميدانية للثوار واتباع الإرشادات والتعليمات وعدم سفك الدماء والقيام بأعمال انتقامية إلا في حالات الدفاع عن النفس، والتعاون في الحفاظ على النظام والأمن في كل منطقة.
ودعا أيضا رجال الأمن والجيش الذين انضموا إلى ثورة السابع عشر من فبراير إلى القيام بواجباتهم في التعاون مع الثوار وحماية الأفراد والممتلكات.
ودعا كذلك كتائب القذافي وأجهزته الأمنية وأنصاره إلى التزام بيوتهم وعدم التعرض للمواطنين، وإلا فسوف يتم التعامل معهم على أنهم أعداء، وسوف تتم محاكمة من يتم القبض عليه.
ولد سيف الاسلام القذافي في 25 يونيو 1972 في طرابلس، وهو النجل الاكبر من زوجة القذافي الثانية وثاني ابناء الزعيم الليبي الثمانية. وفي عام 1995 حصل سيف الاسلام على اجازة في الهندسة المعمارية من جامعة الفاتح في طرابلس، من هنا جاء لقبه «المهندس سيف». وكلفه والده حينها بوضع مخطط لمجمع عقاري ضخم مع فنادق ومسجد ومساكن.
وانهى دراسته الجامعية بدكتوراه من معهد «لندن سكول اوف ايكونوميكس». وبعدما اصبح شخصية معروفة في طرابلس، ظهر على الساحة الدولية سنة 2000، عندما فاوضت «مؤسسة القذافي» التي أسسها عام 1997 من اجل الافراج عن رهائن غربيين محتجزين لدى مجموعة من المتطرفين الاسلاميين في الفلبين.
الوجه المحترم؟
ويتكلم سيف الاسلام القذافي الانكليزية والالمانية وقليلا من الفرنسية. وهو يتحدث بهدوء واتزان ووصفته وسائل الاعلام بانه الوجه الجديد المحترم لنظام اتهم لزمن طويل بمساندة الارهاب. وسيف الاسلام القذافي اعزب ويعنى بمظهره ويعتني باسود مروضة، كما يحب الصيد في اعماق البحار وصيد الصقور وركوب الخيل. ويمارس ايضا فن الرسم.
قام سيف الاسلام، في السنوات الاخيرة بدور مبعوث للنظام او ناطق باسمه. وقُدم باستمرار على انه الخليفة المرجح لوالده. لكنه اصبح في السنوات الاخيرة موفد النظام الليبي الاكثر مصداقية ومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب.
واثار سيف الاسلام لدى عرضه مشروع تحديث بلاده في 20 اغسطس 2007 تكهنات حول مسألة الخلافة في زعامة ليبيا، ولو انه اكد ان «ليبيا لن تتحول الى ملكية او دكتاتورية». وبعد سنة من ذلك اعلن انسحابه من الحياة السياسية، مؤكدا انه وضع «قطار الاصلاحات على السكة الصحيحة». ودعا الى بناء «مجتمع مدني قوي» يواجه اي تجاوزات على مستوى قمة السلطة.
وقد ندد باستمرار بالبيروقراطية في بلاده التي اضطر الى خوض «معارك» عديدة ضدها لفرض اصلاحاته.
وقد برز دوره خصوصا في الوساطة التي قام بها في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي افرج عن افراده (خمس ممرضات وطبيب) في يوليو 2007 بعد ان امضوا ثماني سنوات في السجن بليبيا. وهو الذي فاوض ايضا على الاتفاقات من اجل دفع تعويضات لعائلات ضحايا الاعتداء على طائرة في لوكربي باسكتلندا في 1988 إذ اتهمت ليبيا بالتخطيط للعملية، وقضية دفع تعويضات لضحايا الاعتداء على طائرة اوتا التي تحطمت فوق النيجر في 1989.
وقام سيف الاسلام القذافي بحملة من اجل فتح بلاده امام وسائل الاعلام الخاصة. وقد نجح في اغسطس 2007 في اطلاق اول محطة تلفزة خاصة واول صحيفتين خاصتين في البلاد.
مصيره مجهول.. وثلاثة من أبنائه في قبضة الثوار طرابلس حرة.. والقذافي برة
بنغازي لم تنم .. وسهرت الليل تترقب وتحتفل بالنصر (ا ف ب)
طرابلس - وكالات - نهاية طاغية.. هذا هو العنوان الذي تصدر احداث اليومين الماضيين، حيث تسارعت الأحداث في ليبيا بصورة كبيرة مع «تحرير» العاصمة طرابلس من سيطرة العقيد معمر القذافي وكتائبه، وتدفق السيارات التي ترفع أعلام الاستقلال، حيث أبدى الثوار في البداية خشية من احتمال عودة القوات الموالية للقذافي إلى الساحة الخضراء، التي أعادوا تسميتها بـ «ميدان الشهداء» وهو الاسم الذي كانت تحمله سابقاً قبل أن يغيره النظام الحاكم.
وبعد ساعات من سيطرتهم على أجزاء كبيرة من العاصمة، قال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي جمعة القماطي إنه يتطلع إلى إحكام المجلس سيطرته على جميع أنحاء ليبيا وتولي قيادة البلاد في غضون 48 ساعة. جاء ذلك فيما كانت تسمع أصوات إطلاق نار وانفجارات في مقر العقيد القذافي في باب العزيزية صباح امس. وذكرت تقارير غير مؤكدة أن دبابات متمركزة في باب العزيزية قامت بعمليات قصف عشوائي للمناطق المجاورة. كما أفادت الأنباء الواردة بتواصل المعارك العنيفة في أنحاء عدة من العاصمة وبخاصة في محيط باب العزيزية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول في المعارضة المسلحة قوله إن «عددا كبيرا من المقاتلين سقطوا في معارك ضد القوات الموالية للقذافي». واضاف المسؤول أن دبابات القوات الموالية للقذافي انتشرت في ميناء طرابلس وبالقرب من مقر القذافي في العزيزية. وأفادت رويترز نقلا عن قناة العربية الفضائية بأن خميس نجل القذافي يقود قوة عسكرية تتجه نحو وسط طرابلس. في غضون ذلك، اعلنت الجبهة الليبية للانقاذ ان مئات الثوار يتوجهون حاليا الى طرابلس لحسم المعركة،..
إلى ذلك، أعلنت قوات كتائب القذافي المنتشرة في البريقة وسرت عن استسلامها للمعارضة، بحسب قناة «الجزيرة» دون الاشارة إلى المزيد من التفاصيل. وكشفت الجزيرة عن أن الثوار سيطروا على مبنى الإذاعة الرسمية في طرابلس. وتدور بالتوازي معارك في مصراتة ومناطق جنوب العاصمة الليبية.
اين العقيد؟
وتضاربت الأنباء حول مصير معمر القذافي وفيما أفادت معلومات بأنه متواجد في مستشفى بتاجوراء، أكدت مصاد دبلوماسية أنه لا يزال موجوداً في باب العزيزية. وقال مصدر دبوماسي كان التقى القذافي في الاسابيع الاخيرة، طالبا عدم كشف هويته «ما زال في طرابلس وهو موجود في مقره في باب العزيزية». وقال المصدر الدبلوماسي ان كل المباني تقريبا دمرها قصف حلف شمال الاطلسي، مشيرا الى ان القذافي لديه عدة ملاجئ محصنة في مقر اقامته. وفي وقت سابق تحدثت أنباء عن وجود القذافي في مستشفى بتاجوراء. وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي إنه سيتم الإعلان عن خبر «مُفرح» سيزفه للعالم قريباً. وتدور معارك عنيفة منذ صباح امس حول مقر إقامته.
وذكرت مصادر خاصة لـ «إيلاف» أنّ معمر القذافي، تلقى إصابة قوية، ويتعالج في مستشفى قريب من منطقة تاجوراء، وبينت المعلومات ذاتها ان الثوار رغم إعلانهم السيطرة على كامل طرابلس، إلا أن الأمر يختلف مع منطقة باب العزيزية وتاجوراء. وتؤكد المعلومات ذاتها أن القذافي محاصر ولا يستطيع الهرب، وقد يستغرق الإعلان عن القبض عليه وقتا لسببين، أولهما المقاومة اليائسة، وثانيها محاولة الإمساك به حيا. وأكدت المعلومات ذاتها أن سيف الإسلام القذافي الذي أعلن القبض عليه مساء الأحد كان يرتدي زيا نسائيا ناويا الهرب، لكن الثوار تعرفوا عليه رغم بعض التغير الذي طرأ على هيئته. وفي نفس السياق ذكر المصدر لـ «إيلاف» أن هنيبعل نجل القذافي، وصاحب القضية الشهيرة في سويسرا، قد تم اعتقاله أيضا، وسيعلن عن الخبر رسميا.
اعتقال الاولاد
في سياق متصل، أكد جندي منشق من قوات القذافي وجود المعتصم القذافي داخل باب العزيزية. هذا وتم اعتقال نجلي العقيد الليبي المتهاوي سيف الإسلام والساعدي، فيما سلّم ابنه الأكبر من زوجته الأولى، محمد، نفسه الذي راجت اشاعات أنه قتل وهو الأمر الذي نفاه رئيس المجلس الانتقالي الوطني، مصطفى عبد الجليل، حيث أكد أنه «بخير ولم يصب بأي أذى». ونفى عبد الجليل أي مفاوضات مع المحكمة الجنائية الدولية حول تسليم سيف الاسلام «حتى الآن»، لكنه اشار إلى أن «هناك ترتيباً لاتصال هاتفي مع مدعي عام المحكمة الجنائية لويس مورينو - اوكامبو حول هذا الموضوع». وأوضح «أن سيف الإسلام موجود لدى محتجزيه في مكان آمن خوفاً على أمنه، ولم يبدأ التحقيق معه حتى الآن»، مؤكداً أن «الثوار يتعاملون مع الموقوفين من العناصر الموالية بشكل انساني، وسوف يحاكمون محاكمة عادلة». وأكد عبد الجليل من جهة ثانية أنه «لا أحد حالياً يستطيع تحديد مكان العقيد معمر القذافي»، مؤكداً أن «لا ضمانات من المجلس الانتقالي للقذافي إذا تنحى، بل نضمن له محاكمة عادلة».
وطلب عبد الجليل من الثوار الامتناع عن اي اعمال انتقامية في طرابلس وحذرهم من وجود «جيوب» للمقاومة موالية للقذافي في العاصمة.
الفرح يغمر سكان طرابلس
يشعر سكان طرابلس بمزيج من الفرح الغامر والخوف الاثنين، اذ طلبوا السلاح للانضمام الى صفوف الثوار. وخلت شوارع العاصمة التي تحمل آثار المعارك، بينما اشرقت الشمس على حلم الليبيين بفجر جديد لبلادهم صباح الاثنين، بعد يوم من تقدم مذهل للمتمردين باتجاه العاصمة للتخلص من القذافي الذي ما زال باقيا على تحديه. غير ان نقاط التفتيش التي ينصبها الثوار قليلة، مما يشير الى عدم سيطرتهم الكاملة بعد على المدينة، وانتظارهم لوصول آلاف آخرين من الثوار من المناطق المحررة بالفعل من البلاد. وانتشرت العبارات المعادية للقذافي والمؤيدة للثورة على الجدران الاسمنتية للمدينة، مطالبة بالحرية لليبيا ونهاية زعيم يعتبره اغلب الناس مختلا عقليا.
وفي منطقة قرجي بالمدينة على مقربة من مقر اقامة محمد احد ابناء القذافي الذي اعتقله الثوار، اعرب السكان عن ترحيبهم بالثوار الذين توافدوا على منطقتهم. وقال سعد الزايدي احد سكان المنطقة ان القناصة الافارقة من تشاد مازالوا في البلدة القديمة، واحيانا يسمع دوي قذائف الهاون، ولا نعرف من اين تنطلق. ويأمل سكان قرجي مثل عبد الرحمن بن جامع الانضمام الى صفوف المقاتلين. وكانت منطقتهم قد آوت وعالجت فريقا من صحافيي فرانس برس تعرضوا لنيران القناصة.
ويقول بن جامع «ليس لدي سلاح، لكننا نحمي منطقتنا، لاننا ابناء المنطقة. ليس لدينا ما يكفي من السلاح، ونريد السلاح للتخلص من الدكتاتور. الجميع هنا يريدون القتال». وتابع «حتى النساء يدعمننا، وهن سعيدات بما يجري الآن. لن تجد من يؤيد القذافي هنا».
ويشعر السكان المسلحون منهم والعزل، بالتوتر بسب الوضع الذي لم يستقر بعد، ورغم ذلك تتملكهم السعادة لانه بات من شبه المؤكد ان القذافي ذاهب بلا عودة، وليس امامهم الآن الا تجاوز الفترة الانتقالية الدامية.
ويقول ابو بكر ونيس احد سكان قرجي «كانت قرجي اول حي خرجت فيه التظاهرات ضد القذافي، واعتقل مائة شخص منذ بداية الثورة، ولم نسمع عنهم حتى الآن». واضاف ان «التلفزيون الحكومي قال انهم سيهاجمون المنطقة ما لم نستسلم. امر القذافي احد المشايخ بضرورة ابلاغ الناس بالقتال من اجله، ولكنه رفض فاعتقلوه». ويقول السكان انهم يعرفون المناطق التي تؤيد القذافي في العاصمة، ومع ذلك لا يسعون الى الثأر. ويضيفون «نعرف تماما من معنا، ومن مع القذافي، وهم قلة. طلبنا منهم ان يبقوا في منازلهم».
الفرح يغمر سكان طرابلس
يشعر سكان طرابلس بمزيج من الفرح الغامر والخوف الاثنين، اذ طلبوا السلاح للانضمام الى صفوف الثوار. وخلت شوارع العاصمة التي تحمل آثار المعارك، بينما اشرقت الشمس على حلم الليبيين بفجر جديد لبلادهم صباح الاثنين، بعد يوم من تقدم مذهل للمتمردين باتجاه العاصمة للتخلص من القذافي الذي ما زال باقيا على تحديه. غير ان نقاط التفتيش التي ينصبها الثوار قليلة، مما يشير الى عدم سيطرتهم الكاملة بعد على المدينة، وانتظارهم لوصول آلاف آخرين من الثوار من المناطق المحررة بالفعل من البلاد. وانتشرت العبارات المعادية للقذافي والمؤيدة للثورة على الجدران الاسمنتية للمدينة، مطالبة بالحرية لليبيا ونهاية زعيم يعتبره اغلب الناس مختلا عقليا.
وفي منطقة قرجي بالمدينة على مقربة من مقر اقامة محمد احد ابناء القذافي الذي اعتقله الثوار، اعرب السكان عن ترحيبهم بالثوار الذين توافدوا على منطقتهم. وقال سعد الزايدي احد سكان المنطقة ان القناصة الافارقة من تشاد مازالوا في البلدة القديمة، واحيانا يسمع دوي قذائف الهاون، ولا نعرف من اين تنطلق. ويأمل سكان قرجي مثل عبد الرحمن بن جامع الانضمام الى صفوف المقاتلين. وكانت منطقتهم قد آوت وعالجت فريقا من صحافيي فرانس برس تعرضوا لنيران القناصة.
ويقول بن جامع «ليس لدي سلاح، لكننا نحمي منطقتنا، لاننا ابناء المنطقة. ليس لدينا ما يكفي من السلاح، ونريد السلاح للتخلص من الدكتاتور. الجميع هنا يريدون القتال». وتابع «حتى النساء يدعمننا، وهن سعيدات بما يجري الآن. لن تجد من يؤيد القذافي هنا».
ويشعر السكان المسلحون منهم والعزل، بالتوتر بسب الوضع الذي لم يستقر بعد، ورغم ذلك تتملكهم السعادة لانه بات من شبه المؤكد ان القذافي ذاهب بلا عودة، وليس امامهم الآن الا تجاوز الفترة الانتقالية الدامية.
ويقول ابو بكر ونيس احد سكان قرجي «كانت قرجي اول حي خرجت فيه التظاهرات ضد القذافي، واعتقل مائة شخص منذ بداية الثورة، ولم نسمع عنهم حتى الآن». واضاف ان «التلفزيون الحكومي قال انهم سيهاجمون المنطقة ما لم نستسلم. امر القذافي احد المشايخ بضرورة ابلاغ الناس بالقتال من اجله، ولكنه رفض فاعتقلوه». ويقول السكان انهم يعرفون المناطق التي تؤيد القذافي في العاصمة، ومع ذلك لا يسعون الى الثأر. ويضيفون «نعرف تماما من معنا، ومن مع القذافي، وهم قلة. طلبنا منهم ان يبقوا في منازلهم».
سقوط القذافي درس في نجاح المعارضة المنظمة
صورة تجمع اثنين تم خلعهما سلمياً (حسني مبارك وزين العابدين بن علي)، وآخر موجود في السعودية للعلاج والنقاهة (علي عبدالله صالح)، والرابع، وهو مستضيفهم القذافي، الذي مازال {مجهول مكان الإقامة}.
المحرر الدبلوماسي
ربما تصل هذه الكلمات إلى القارئ فيما يكون عقيد ليبيا قد بلغ مصيره المحتوم فعليا، إما أسيرا أو مقتولا، أو هاربا.
معمر القذافي انتهى، مع الدخول المظفر لقوى المعارضة العاصمة الليبية طرابلس، صباح الأحد، وقد سبقتها انتفاضة من الداخل، واسعة عارمة، نفذها السكان الذين تلقوا كلمة سر، لا تخطئها الآذان المرهفة لسماع إشارة الخلاص النهائي من الطاغية.
«كلمة السر» هذه جاءت على ثلاث مراحل، بدأت مع إعلان المجلس الوطني الانتقالي خارطة طريق لما بعد إسقاط نظام القذافي، وثانيها في انضمام تونس، إلى الدول المعترفة بشرعية المجلس الانتقالي، ما فتح الباب واسعا أمام فرص التحرك الحاسم باتجاه إسقاط الطاغية، وأعطى الفعالية المطلوبة لعمليات «الناتو» الحربية، التي كانت قد بلغت مداها عشية انتفاضة العاصمة الليبية.
لقد نفذت الطائرات التابعة لـ «الناتو» 7459 مهمة فوق الأراضي الليبية، حتى يوم السبت الماضي، قصفت خلالها آلاف الأهداف ومواقع إطلاق الصواريخ في مختلف المواقع التي كانت تتمركز فيها القوات التابعة للقذافي.
هذه العمليات الجوية لم تتمكن من مجرد تدمير البنى التحتية لعسكر النظام، بل استطاعت تهشيم فعالية ما تبقى من جهاز إداري، وشل قدرة الضباط التابعين للقذافي على قيادة فلول قواتهم المنهزمة تحت ثقل الضربات غير المسبوقة. وقد طلع نهار الأحد على جيش مهزوم لا يملك الخيار في تحديد وجهة تحركه، ويفتقد القدرة على التزود بالحد الأدنى مما يحتاج إليه من مؤن وعتاد.
قراءة مغزى التطور الحاسم في ليبيا تقودنا إلى تقدير أهمية وجود معارضة منظمة، تملك رؤية واضحة لمستقبل بلدها، إلى جانب قدرات التحرك على الأرض، وهي في كل ذلك برهنت عن مستوى رفيع من التنظيم والتنسيق بين قواها، الشديدة الاختلاف، التي يتشكل منها المجلس الانتقالي.
لعل نجاح المعارضة الليبية في تحقيق هدفها الأعلى، يجعلها منهلا مفيدا للمعارضة السورية، التي لا تزال تتلمس طريقا واضحا لرسم مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد، الذي تسعى لتغييره، فيما هذا النجاح يكتسب أهميته (بشكل ما) إذا ما قورن بالمآل الذي بات عليه العراق اليوم، حيث معارضة ما قبل سقوط صدام حسين خاضت معركتها متشرذمة، وبقيت على شرذمتها بعد سقوطه لنرى العراق على حاله اليوم.
يبقى أن نشير إلى أهمية «النضوج» الذي غلّف قرار الدول الكبرى في تقديم الدعم للثورة الليبية، من خلال تدخل عسكري مقبول دوليا وعربيا، من غير أن يثير انتقادات يعتد بها، بل ان المنتقد الأكثر فعالية أي روسيا، سرعان ما تحول إلى أكبر الداعمين للتحرك نحو إسقاط القذافي
رتل للثوار يتقدم نحو منطقة باب العزيزية في القسم الجنوبي من طرابلس (الجزيرة)
قال مراسل الجزيرة إن آلاف الثوار الليبيين أحاطوا اليوم باب العزيزية, مقر إقامة العقيد معمر القذافي المحصن, استعدادا لهجوم شامل ينهي المقاومة التي تبديها بقايا النظام في العاصمة طرابلس.
وقال المراسل إن آلاف الثوار من الجبل الغربي ومصراتة ومن طرابلس ومدن أخرى تقدموا على متن مئات السيارات, وباتوا على مسافة مئات الأمتار من المجمع الذي يعتقد أن القذافي وأبناءه ومئات أو ربما آلاف المقاتلين يتحصنون داخله.
وأضاف أن الثوار قدموا اليوم من محورين, والتقى المئات منهم في ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقا).
معركة باب العزيزية
وأوضح مراسل الجزيرة أن الثوار الذين استقدموا أسلحة ثقيلة أحاطوا بمجمع القذافي ولكن ليس من كل الجهات باعتبار أنه يمتد على ستة هكتارات, ويصعب تطويقه بالكامل.
آثار اشتباك بين الثوار وموالين
للقذافي في طرابلس اليوم (الجزيرة)
وتابع أن الثوار في انتظار أوامر من قادتهم لبدء الهجوم النهائي الذي سبقته اشتباكات في محيط باب العزيزية وصفتها وكالة فرانس برس بالعنيفة, كما سبقه تحليق طائرات أطلسية.
ونقل المراسل عن بعض الثوار أنهم يعتقدون أن دفاعات باب العزيزية ضعيفة مع أن بعض مصادر الثوار تقدر أن عدد القوات المتحصنة في المجمع ربما يصل إلى ثلاثة آلاف فرد مجهزين بأسلحة ثقيلة بينها دبابات.
وكان أبو بكر المصراتي -وهو أحد الثوار المشاركين في عمليات طرابلس- قد قال للجزيرة إنه تم القبض على ثلاثة من القناصة كانوا يطلقون النار من إحدى البنايات وسط طرابلس التي يسطير الثوار على معظم أحيائها.
وكانت أولى الاشتباكات بين الثوار ومقاتلي الكتائب حول باب العزيزية قد وقعت أمس, ووصفتها وكالة الصحافة الفرنسية بالعنيفة.
وتوقع عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليلة الماضية -في تصريحات للجزيرة- معارك ضارية حول المجمع.
وقال الثوار إن مقاتلي الكتائب أطلقوا أمس نيران أسلحة ثقيلة من داخل المجمع في حي سيدي خليفة المجاور مما أدى لإصابات بصفوف المدنيين.
وتحسبا للمعركة الحاسمة المرتقبة, استقدم الثوار أمس ما لا يقل عن خمسمائة مقاتل من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وعشرات الآليات المحملة بالعتاد. وبين المقاتلين كثيرون ممن خبروا قتال قوات القذافي.
وكان الثوار بطرابلس قد أعلنوا أنهم سيطروا على معظم أحياء العاصمة لكنهم لم يتمكنوا بعد من دخول مناطق في حيي بوسليم والهضبة الخضراء ومجمع باب العزيزية ومرافق قريبة منه مثل فندق "ركسوس" الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب ويسيطر عليه حتى الليلة الماضية مسلحون موالون للقذافي.
وقالت الناشطة أسماء الطرابلسي للجزيرة صباح اليوم إن الوضع آمن وهادئ في الأحياء التي دخلها الثوار مثل سوق الجمعة وتاجوراء وفشلوم, والتي أقيمت فيها نقاط تفتيش كثيرة. قطع إمدادات
وأعلن ثوار مصراتة في الأثناء أنهم تصدوا لرتل حافلات قادمة من سرت كانت تنقل مئات المقاتلين المؤيدين للقذافي.
وكان هؤلاء في طريقهم إلى مدينة بني وليد ومنها إلى طرابلس، إلا أن ثوار مصراتة اعترضوهم قرب منطقة السدادة التي تقع على مسافة ستين كيلومترا عن مدينة تاورغاء.
وبث المجلس الإعلامي لمصراتة شريطا مصورا ظهر فيه ثوار على مقربة من حافلة تحترق. وأعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الكتائب أطلقت أمس صاروخا من طراز سكود من سرت على مصراتة إلا أنه أخطأ هدفه.
الثوار سيطروا قبل أيام على المناطق
السكنية في البريقة (الفرنسية)
البريقة ومدن أخرى
وبينما يستعد ثوار طرابلس للمعركة الفاصلة, تجاوز زملاؤهم اليوم ميناء راس لانوف النفطي بعدما حرروا البريقة بالكامل أمس.
وقال مراسل للجزيرة في وقت سابق إن ثوار الجبهة الشرقية بلغوا بلدة العقيلة بعدما أجبروا قبل ذلك الكتائب على التقهقر من البريقة إلى بلدة بشر (20 كيلومترا إلى الغرب).
وأفادت أنباء بأن الثوار باتوا يسيطرون على الخمس شرق طرابلس, والعجيلات على الطريق الساحلي بين الزاوية والحدود التونسية.
وكانت مدينة زوارة القريبة من معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس قد انتفضت بدورها، إلا أن سكانها أكدوا أنها تتعرض للقصف بالصواريخ وقذائف الهاون من موالين للقذافي.
وفي الجنوب, تعرضت مدينة سبها لقصف صاروخي من الكتائب أوقع أربعة قتلى.
باب العزيزية بقبضة الثوار
تمكن ثوار ليبيا من السيطرة على مجمع باب العزيزية، في خطوة كبيرة لبسط سيطرة كاملة على العاصمة طرابلس، ودخلوا إلى ما يسمى "بيت الصمود" حيث اعتاد العقيد الليبي معمر القذافي إلقاء خطاباته منذ اندلاع الثورة في 17 فبراير/شباط الماضي، فيما بات مصير العقيد مجهولا.
وأفاد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد من داخل مجمع باب العزيزية (الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب طرابلس) بأن الثوار بسطوا سيطرة شبه كاملة عليه وأن مشاهد الدمار هي السائدة داخل المجمع الذي كان يعتقد أن القذافي وعددا من أفراد عائلته يتحصنون به بعد أن دخل الثوار إلى طرابلس.
وأضاف المراسل أن الثوار يتحكمون في الأوضاع داخل المجمع الذي اقتحموه بعد اشتباكات عنيفة مع بقايا نظام القذافي استعمل خلالها الجانبان قذائف آر بي جي وأسلحة أخرى وتبادلا إطلاق نار كثيف.
وقال المراسل إنه رغم سيطرة الثوار فإن هناك نوعا من الفوضى في باب العزيزية بعد أن توافدت أعداد كبيرة من المدنيين على المجمع وشوهد بعضهم يحملون أغراضا من داخل المجمع.
وعزا المراسل ذلك الاندفاع العارم للمدنيين نحو المجمع إلى فضول سكان طرابلس وبقية الليبيين لاكتشاف ذلك المكان الذي كان محاطا بهالة كبيرة طيلة عقود حكم القذافي للبلاد.
وأثناء تغطية الجزيرة المباشرة لسيطرة الثوار على باب العزيزية أصيب أحد مرافقي الزميل عبد العظيم محمد برصاصة في كتفة أدت إلى جروح بسيطة. ولم يعرف مصدر تلك الرصاصة، وقد رد الثوار على ذلك بإطلاق النار في عدة اتجاهات.
وفي تصريحات للجزيرة من داخل باب العزيزية قال رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج إن النصر والحسم العسكري ضد نظام القذافي قد تحقق وإن صفحة جديدة في تاريخ ليبيا قد فتحت.
وأوضح بلحاج الذي قاد عملية اقتحام باب العزيزية أن الثوار يسيطرون على نحو 90% من مجمع باب العزيزية وأنهم أسروا عددا من أفراد كتائب القذافي بعد أن اقتحموا المبنى من أربعة محاور، وأضاف أن عددا من الكتائب فروا إلى حي بو سليم وأن الثوار يلاحقونهم.
وقد دخل الثوار إلى باب العزيزية بعد ساعات من حصاره أثناء النهار واشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي وفي أعقاب قصف طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأهداف داخل ذلك المجمع المحصن.
وفي المراحل الأولى للعملية اقتحم الثوار أولى بوابات ذلك المجمع المحصن بعد أن تدفقت أعداد كبيرة منهم نحو المجمع.
ومن جانبه شدد وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه على ضرورة مواصلة الناتو عملياته حتى النهاية، وأضاف أن بالإمكان القول إن سقوط القذافي قد تم.
وأضاف أن الانتصار في ليبيا ليس كاملا بعد، بسبب وجود بعض جيوب المقاومة، وهو ما يتطلب مواصلة الضغط على القذافي.
وقد حذرت عدة أطراف ليبية تحدثت لقناة الجزيرة من أن يكون مجمع العزيزية مفخخا بالقنابل والمتفجرات والكمائن لصد الثوار بطريقة قد تسبب مقتل عدد كبير منهم، وبالتالي إفساد فرحة النصر الذي بدأ الأحد الماضي بدخول الثوار إلى طرابلس وبسط سيطرة شبه كاملة عليها.
وتمهيدا لاقتحام شامل قال مراسل الجزيرة إن آلاف الثوار الليبيين طوقوا مجمع باب العزيزية قادمين من الجبل الغربي ومصراتة ومن طرابلس ومدن أخرى تقدموا على متن مئات السيارات.
وأضاف المراسل أن محيط المجمع شهد تبادلا لإطلاق النار بين الثوار ومسلحين متحصنين داخل المجمع استعمل فيه الطرفان قذائف آر بي جي ومضادات أرضية، وتحدث عن اقتحام الثوار لبعض بوابات المجمع.
معركة الحسم تنتقل من داخل طرابلس إلى مجمع باب العزيزية جنوب العاصمة
تعزيزات عسكرية
وفي خضم الاستعدادات لشن هجوم شامل على باب العزيزية قال مراسل الجزيرة إن الثوار استقدموا أسلحة ثقيلة وتحركوا بها نحو مجمع القذافي.
وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة إن الثوار كانوا في انتظار أوامر من قادتهم لبدء الهجوم النهائي الذي سبقته اشتباكات في محيط باب العزيزية وصفتها وكالة فرانس برس بالعنيفة, كما سبقه تحليق طائرات تابعة للناتو.
ونقل المراسل عن بعض الثوار أنهم يعتقدون أن دفاعات باب العزيزية ضعيفة مع أن بعض مصادر الثوار تقدر أن عدد القوات المتحصنة في المجمع ربما يصل إلى 3000 فرد مجهزين بأسلحة ثقيلة بينها دبابات.
وكان أبو بكر المصراتي -وهو أحد الثوار المشاركين في عمليات طرابلس- قد قال للجزيرة إنه تم القبض على ثلاثة من القناصة كانوا يطلقون النار من إحدى البنايات وسط طرابلس التي يسيطر الثوار على معظم أحيائها.
وتوقع عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليلة الماضية -في تصريحات للجزيرة- معارك ضارية حول المجمع.
وقال الثوار إن مقاتلي الكتائب أطلقوا أمس نيران أسلحة ثقيلة من داخل المجمع في حي سيدي خليفة المجاور مما أدى لإصابات بصفوف المدنيين.
وتحسبا للمعركة الحاسمة المرتقبة, استقدم الثوار أمس ما لا يقل عن 500 مقاتل من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وعشرات الآليات المحملة بالعتاد. وبين المقاتلين كثيرون ممن خبروا قتال قوات القذافي. الوضع بطرابلسوكان الثوار بطرابلس قد أعلنوا أنهم سيطروا على معظم أحياء العاصمة، لكنهم لم يتمكنوا وقتذاك من دخول مناطق في حيي بوسليم والهضبة الخضراء ومجمع باب العزيزية ومرافق قريبة منه مثل فندق "ركسوس" الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب ويسيطر عليه حتى الليلة الماضية مسلحون موالون للقذافي.
وقالت الناشطة أسماء الطرابلسي للجزيرة صباح اليوم إن الوضع آمن وهادئ في الأحياء التي دخلها الثوار مثل سوق الجمعة وتاجوراء وفاشلوم, والتي أقيمت فيها نقاط تفتيش كثيرة.
قوات القذافي تقصف مصراتة الثوار في راس لانوف بعد البريقة
ميناء راس لانوف شهد سلسلة من عمليات الكر والفر بين الثوار وكتائب القذافي(الجزيرة-أرشيف)
أعلن الثوار الليبيون نجاحهم في السيطرة على مدينة راس لانوف النفطية الواقعة على الطريق إلى مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي، وذلك بعد سيطرتهم على بلدة العقيلة الساحلية فضلا عن إحكام سيطرتهم على مدينة البريقة، وبالتزامن مع اقترابهم من السيطرة الكاملة على العاصمة طرابلس.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن العقيد أحمد عمر البني قوله "نحن الآن في راس لانوف" معربا عن أمله في أن يصل الثوار قريبا إلى بلدة بن جواد شرق سرت والواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين بنغازي ومصراتة اللتين يسيطر عليهما الثوار.وكانت الفرنسية نقلت في وقت سابق عن متحدث عسكري باسم الثوار هو محمد زواوي أنهم تقدموا لأكثر من أربعين كيلومترا بعد البريقة، ونجحوا في تجاوز بلدة بشر، متوقعا أن يكونوا في راس لانوف مساء اليوم.
وكان الثوار سيطروا تماما على مدينة البريقة النفطية الواقعة على الجبهة الشرقية على بعد نحو 240 كلم إلى جنوب غرب بنغازي (عاصمة الثوار في شرقي البلاد) وذلك بمحاذاة سواحل خليج سرت، بعد انسحاب قوات القذافي منها وتراجعهم نحو الغرب.
وتقع مدينتا راس لانوف، وسرت -مسقط رأس القذافي وأحد معاقل النظام- على الطريق الساحلية التي تربط بين بنغازي والعاصمة الليبية طرابلس.
في الوقت نفسه، أفادت أنباء بأن الثوار باتوا يسيطرون على الخمس شرق طرابلس, والعجيلات على الطريق الساحلي بين الزاوية والحدود التونسية.
صاروخ سكود
وفي مصراتة، أعلن الثوار أنهم تصدوا لرتل حافلات قادمة من سرت كانت تنقل مئات المقاتلين المؤيدين للقذافي.
من جانبه، أعلن حلف شمال الأطلسي ( ناتو) اليوم أن القوات الموالية للقذافي أطلقت الاثنين صاروخ سكود من محيط سرت باتجاه المنطقة الساحلية في مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، منددا بما وصفه بالعمل "غير المسؤول".
وأكدت المتحدثة باسم الحلف -أوانا لونغيسكو- أنه لم ترد معلومات عن ضحايا أو أضرار جراء الصاروخ لكنها أكدت أن مثل هذه الصواريخ تعد "أسلحة رعب" وتمثل "تهديدا للمدنيين".
ويسيطر الثوار الليبيون منذ منتصف مايو/أيار الماضي على ميناء مصراتة الواقع على بعد مائتي كلم شرق العاصمة الليبية بعد صدهم هجوما واسعا لقوات القذافي وخضوعهم لشهرين من الحصار.
الشهيد الرمز المسن الذي كان يربط رجله كل يوم اقتداء بزعيم الثوار الكبير عمر المختار
في
مدينة مصراته لتشجيع الثوار على الرباط و الصبر و القتال لنيل الحرية كما ظهر في تقرير للجزيره
فكان
ان قتل بعد اذاعة التقرير بيومين
مشهد ممتلىء بالمعاني و المشاعر المختلطه الرائعه التي لايمكن وصفها
لم أنساه و لن انساه ....و لا استطيع ان ارى الليبيين الا من خلاله
الاثيوبية شويغا ... تروي مأساتها: زوجة هنيبعل اللبنانية ايلين حرقتني وحرمتني الطعام والشراب
اثر الحروق على رأس وجسد شويغا ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
طرابلس (ليبيا) - سي ان ان - كان الزعيم الليبي معمر القذافي يشعر شعبه بأنه يعيش حياة عادية ومعتدلة طيلة الأعوام الاثنين والأربعين الماضية، وأنه غالباً ما كان ينام في خيمته التي نصبها أمام «بيت الصمود» في مجمع باب العزيزية، مقر اقامته في العاصمة طرابلس.
حتى لو كان هذا الأمر ينطبق فعلاً على العقيد نفسه، الا أنه بالتأكيد لم يكن ينطبق على أولاده.
ففي مجمع سكني مطل على البحر المتوسط في منطقة تقع غربي طرابلس، كان أبناء القذافي يستمتعون بحياة رفاهية وفخامة لم يكن أفراد شعبه حتى يحلموا بها.
وفي الوقت نفسه كان أفراد الحاشية عرضة لرعب صامت.
CNN قامت بزيارة ذلك المنتجع السكني.
المنزل الأول الذي دخلته CNN هو شاطئ الاحتفالات الذي يقف على مدخله باب كبير الحجم يؤدي الى غرف عصرية راقية مصبوغة باللونين الأبيض والأسود، والتي اجتاحها الثوار عندما سيطروا على العاصمة، وعاثوا فيها فساداً، رغم أنها مازالت تثير الدهشة وتحتفظ بألقها، خصوصاً باطلالاتها على البحر، والتي تحمل الكثير من الدلائل على المتع التي تميز بها هنيبعل القذافي.
الغرف كانت تحتوي على زجاجات الوسكي من نوع «جوني ووكر» ذي العلامة الزرقاء، والشمبانيا، والكثير من الأجهزة الالكترونية المنهوبة والتي تدل عليها أدلة الاستخدام، بالاضافة الى حاملين لجهازي تلفزيون بشاشات عملاقة.
السرير في غرفة النوم دائري، وتحتوي على حمام جاكوزي، وفي الخارج يوجد بار ومنطقة للشواء بجانب الشاطئ الخاص.
واحتوت فيلا أخرى، على بيانو كبير أبيض اللون وستيريو فخم، بالاضافة الى بركة سباحة ضخمة في الخارج، ومجمع للغطس وغرفة مجهزة للتريض، وغرفة بخار وساونا مغطاة بالرخام الأبيض.
وكان هناك مخزون كبير من المشروبات الكحولية، ومن بينها أفخم أنواع الشمبانيا، مثل «سان اميليو بوردو»، الذي تصل سعر الواحدة منها الى مئات عدة من الدولارات.
وفيما كنا على وشك المغادرة، قيل لنا ان مربية كانت تعمل لدى هنيبعل القذافي ربما يمكنها أن تتحدث الينا، مشيرة الى أنها تعرضت للحروق على يدي زوجة هنيبعل عارضة الأزياء اللبنانية ايلين سكاف.
للوهلة الاولى اعتقدنا أنه يقصد أنها كانت تحرق بواسطة أعقاب السجائر، ولم نكن مستعدين للمفاجأة عندما كنا نتوجه الى غرفة شويغا مولا.
اعتقدنا في البداية أنها كانت ترتدي قبعة وأنها تغطي وجهها بغطاء ما، غير أن المفاجأة كانت عندما أدركنا أن ذلك كله نجم عن حروق تعرضت لها.
رغم أنها تعرضت للحروق منذ 3 أشهر، الا أنها كانت لا تزال تشعر بالآلام، لكنها قصت علينا حكاية الرعب الذي عاشته.
كانت شويغا، الاثيوبية البالغة من العمر (30 عاماً)، مربية لابن وابنة هانيبعل، وجاءت من بلدها قبل عام.
في البداية كانت الأمور تسير على ما يرام، ولكن بعد ستة أشهر على وصولها، تعرضت للحرق من قبل ايلين سكاف زوجة هنيبعل.
وتكرر الأمر ذاته بعد 3 أشهر، ولكن هذه المرة كانت الحروق أكثر خطورة.
وتحدثت عن كيف فقدت ايلين أعصابها عندما لم تتوقف ابنتها عن البكاء، ورفضت شويغا أن تضرب الطفلة.
وقالت: «أخذتني الى الحمام، وربطت يدي خلف ظهري كما ربطت قدمي، ثم وضعت لاصقاً على فمي وبدأت بصب الماء الساخن على رأسي هكذا»، وقامت بتمثيل ذلك.
وبدت آثار الحروق ماثلة للعيان على صدرها وساقيها، بعضها قديم وبعضها ما زال حديثاً، فيما كان واحد من الجروح على رأسها يفرز مادة لزجة.
وقالت شويغا ان زوجة هنيبعل خبأتها وأخفتها عن عيون الآخرين، وبخاصة عندما بدأ الهجوم على طرابلس.
وعثر أحد الحراس عليها ونقلها الى المستشفى، حيث تلقت بعض العلاج.
وعندما علمت ايلين بشأن هذا الأمر، هددت العامل بالعقاب اذا تجرأ على القيام بذلك ثانية.
وأوضحت شويغا أن ايلين قامت بذلك على مدى ثلاثة أيام، ولم تتركها تنام، مضيفة: «وقفت في الخارج في البرد من دون طعام... وكانت تقول للموظفين لديها «اذا أعطاها أحدكم طعاماً، فسأفعل به الأمر نفسه»... لم أكن أشرب الماء... لا شيء».
من جهته، قال عامل بنغالي من الحاشية، رفض كشف اسمه، انه تعرض للضرب والجلد والعقاب بحد السكين مراراً.
وقال ان كلاب العائلة كانت تعامل أفضل من أفراد الحاشية، مضيفاً أن شويغا كانت تجبر على مشاهدة الكلاب وهي تأكل بينما كانت تترك جائعة.
وقالت شويغا انها عملت لعام كامل دون أن تأخذ فلساً واحداً... و«الآن أريد الذهاب الى المستشفى... ولا أملك مالاً أو أي شيء». ثائر ليبي يعزف على بيانو هنيبعل القذافي ليبيون يعرضون زجاجات الخمر شاطئ الاحلام الموصول بالمجمع السكني (الصور عن «سي ان ان»)
الراي
حارس أسترالي يقيم في كندا ساعده في الفرار إلى النيجر
راقصة تعرٍ تحكي حكايتها مع الساعدي القذافي: عرض عليّ الزواج... ورأيته مع رجل آخر في السرير
الراقصة دافينكا الراي
الساعدي القذافي تحت المجهر إعلامياً، ففي الوقت الذي كشف فيه جندي استرالي سابق يقيم في كندا عن انه كان يعمل حارساً أمنياً للساعدي (نجل معمر القذافي) وساعده في الفرار من ليبيا الشهر الماضي، قالت راقصة استربتيز (تعري) بلغارية تدعى دافينكا ميرتشيفا انها ارتبطت به (الساعدي) بعلاقة دامت ست سنوات.
صحيفة «ناشيونال بوست» الكنــــدية نقــــلــــت عن غــــاري بيــــترز (ا ف ب) الذي عمل حارساً شخصياً للساعدي لسنوات عدة انه كان ضمن فريق عمل على تأمين خروج النجل الثالث للقذافي عبر الحدود الجنوبية الليبية في اتجاه النيجر، وبيترز مهاجر استرالي غير حاصل على الجنسية الكندية ولكنه يملك اقامة دائمة في كندا، وعاد الى اونتاريو في سبتمبر حيث يخضع للعلاج من طلق ناري اصيب به في كتفه اثناء تعـــــرض الــــــقافلة التي كانوا يتنقلون بها الى مكمن بعد عودة ادراجهم الى ليبيا.
ودافع بيترز عن دوره في حماية الساعدي القذافي بقوله انه «ليس مرتزقة»، خلال حديثه الى الصحيفة التي اكدت روايته من مصادر عدة.
واضاف: «أعمل كحارس لشخص بعينه، وفعلت ذلك لسنوات لتوفير الحراسة الشخصية. حينما نتنقل في الخارج لا اقاتل. المرتزقة يقاتل. اما انا فأوفر الحماية ولا اقاتل. ادافع عمن وظفني لتوفير الحماية الشخصية له، وهو ما حدث. تعرضت القافلة لهجوم واصيب اثنان منا».
وقال انه التقى الساعدي اثناء عمله ضمن القوات الملكية الاسترالية اثناء تواجد نجل القذافي في الاولمبياد الصيفية في سيدني العام 2000 واوكلت لبيترز مهمة حمايته.
إلى ذلك، قالت راقصة التعري السابقة دافينكا ميرتشيفا ان علاقة حميمة لمدة 6 سنوات جمعتها مع الساعدي القذافي وأكدت انه «كان يحمل معه دائماً حقيبة مكدسة بأوراق البنكنوت، وانه كان ينفق ما يوازي 280 مليون دولار سنوياً على حياته الباذخة».
دافينكا قالت انها كانت في الحادية والعشرين من عمرها عندما التقت الساعدي في نادٍ ليلي باريسي، وكان ذلك في العام 2004 تحديداً، ما يعني ان علاقتهما لم تنته إلا في العام 2010، وفقاً لما أوردته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأشارت الى ان الساعدي افتتن بها للوهلة الأولى عندما رآها تقدم استعراضاً ساخناً على المسرح، وانه طلب إليها لاحقاً أن تذهب معه الى منطقة الكاريبي في اليوم التالي على متن طائرته الخاصة، لكنها رفضت تلبية طلبه فدأب على العودة الى باريس كل بضعة أسابيع لمحاولة اقناعها بالذهاب معه، حيث كان يقيم (خلال وجوده في باريس) في فنادق فخمة.
وخلال تلك الفترة، كان الساعدي لاعب كرة قدم محترفاً في الدوري الايطالي، حيث لعب في صفوف نوادي سامبدوريا وبيروجيا وأودينيزي، وان كان لم يلعب فعلياً إلا نادراً جداً.
وذكرت دافينكا ان للساعدي أكثر من 6 أبناء وانه كان يصطحبهم معه أينما سافر، بالاضافة الى عدد من الخدم.
وأضافت: «أينما ذهب، لم يكن المال يمثل مشكلة بالنسبة له، فلقد كان يصطحب معه دائماً حقيبة سوداء مكدسة بعشرات من رزم الأوراق النقدية. واذا نفدت تلك النقود، فإنه كان يتصل على الفور بالسفارة الليبية (في باريس) ليرسلوا له مزيداً من المال الى جناحه الفندقي».
وتابعت: «كان معظم أفراد حاشيته من الليبيين وكان يصفهم بأنهم خدمه. وذات مرة طلبت منه ألا يصفهم بالخدم فرد قائلاً انه يفعل ما يشاء وأنه يروق له أن يصفهم بالخدم. وكان يصفعهم على وجوههم أحياناً. صحيح انه كان لطيفاً معي، لكنه لم يكن كذلك بالضرورة مع الآخرين. لكن ذات مرة صادف متسولاً في وسط باريس فاصطحبه معه الى الفندق وقدم إليه الطعام والشراب».
واستطردت قائلة: «كان يحرص دائماً على أن يحجز لنفسه أضخم الأجنحة في أفخم الفنادق الباريسية. وكان يشرب الخمور حتى الثمالة بينما يقوم بتشغيل الموسيقى بصوت عالٍ جداً في منتصف الليل.
وذكرت انها رافقته الى رحلة سفاري في تنزانيا في العام 2009.
ووفقاً لما روته راقصة الاستربتيز السابقة، فإن الساعدي استأجر فرقة «The Pussycat Dolls» للغناء في حفل عيد ميلاده في العام 2007، وهو الحفل الباذخ الذي أقامه في فيلا في مدينة «كان» الفرنسية ودعا إليه 30 شخصاً.
وزعمت دافينكا انها رفضت على الدوام مضاجعة الساعدي القذافي، مبررة ذلك بقولها «ذلك لأنني كنت أعلم انه كان يضاجع نساء كثيرات... ولقد تسبب رفضي في اغضابه الى حد الجنون».
وذكرت ان الساعدي طلب إليها الزواج منه على الرغم من انه أقر بأن والده (العقيد القذافي) قد لا تروق له هذه الفكرة.
وقالت ان بعض مساعدي القذافي أسروا لها في أكثر من مناسبة بأنه يبدد ما يوازي أكثر من 280 مليون دولار سنوياً.
وأشارت الى انه (أي الساعدي) أهداها خلال فترة قصيرة مجوهرات بلغت قيمتها الاجمالية نحو 30 ألف دولار أميركي، وانه كان يعشق مدينة ديزني لاند الباريسية وكان يصطحب أصدقاءه الى هناك حيث قام ذات مرة بشراء قمصان (تي شيرتات) تحمل صوراً لأبطال فيلم قراصنة الكاريبي وطالبهم جميعاً بأن يرتدوها على الفور سواء أعجبتهم أم لا.
وقالت «لقد كان كطفل في العاشرة من عمره. أخبرني ذات مرة انه سيأتي الى باريس خصيصاً ليراني. وعندما جاء اليّ قضى معي نحو 3 ساعات ثم توسل اليّ كي أخرج معه. لكنني كنت قلقة بشأن سلامتي ومن أن مكروهاً قد يصيبني (وأنا برفقته). كنت قلقة من أعدائه ومنه هو شخصياً كونه متقلب المزاج».
وأضافت: «وذات مرة، ذهبت لزيارته في غرفته في فندق بلازا أثيني فوجدته مستلقياً في السرير مع رجل آخر. كانا تحت الغطاء وكان النصف الأعلى من جسميهما عارياً». دافينكا مع الساعدي خلال رحلة السفاري