البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768
القبس
جليب الشيوخ.. كل شيء متوافر.. إلا القانون
44 ألف نسمة من النساء الوافدات! 273 ألف نسمة 80% منهــــم.. عـــــــزاب الأخيرة
تعتبر منطقة الجليب ومنطقة الحساوي من أكثر مناطق الكويت كثافة سكانية حسب احصائية هيئة المعلومات المدنية حيث يبلغ اجمالي عددها 273 ألفا و107 اشخاص موزعين على 9 آلاف و692 مواطنا ومواطنة بينما يبلغ عدد الوافدين 263 الفا و415 منهم 218 ألفا و984 ذكور بنسبة 80.1% من اجمالي عدد السكان بينما تبلغ الوافدات النساء 44 ألفا و431 اناث.
ولعل السبب في زيادة أعداد الوافدين في المنطقة يرجع إلى رخص اسعار البيوت العربية التي تستأجر في السابق حيث زاد عدد العرب في فترة ما قبل الغزو العراقي حتى عام 97 تقريبا عندما بدأ أصحاب البيوت العربية تقسيم منازلهم إلى غرف لتأجيرها عليهم بأسعار مرتفعة تصل للمنزل الواحد الذي يضم 10 غرف 700 دينار بعد ان كان 150 دينارا شهريا.
المنطقة التي تضم مزيجا غريبا من الجاليات شهدت في صيف 2007 أحداث الاعتصامات والاضرابات العمالية مما جعلها محط انظار وزارات الدولة لضبط الأمن ومنع تكرار مثل هذه الاعمال خاصة بعد ان قامت الجالية البنغلادشية باعمال التخريب في ممتلكات الغير.
وجود الجاليات في المنطقة لا يبعد عنها ابدا مقولة «العيش بسلام» ذلك لاختلاف عادات وثقافات وافكار كل جالية على حدة، فالجاليات الرئيسية في المنطقة هي السورية والبنغالية والمصرية والهندية اضافة إلى وجود عدد بسيط من المواطنين وغير محددي الجنسية.
شهدت المنطقة نزوحا جماعيا للعوائل الكويتية و«البدون» بالاضافة الى الهنود بعد تزايد اعداد العزاب بشكل كبير جدا, وبعد ان تم توزيع منطقة عبدالله المبارك على المواطنين مما اعطى للكثير فرصة الحصول على شقق للإيجار في تلك المنطقة القريبة من الحساوي، وهذا النزوح بطبيعة الحال زاد أكثر عند هدم منطقة خيطان وتوجه المصريين إليها.
إحصائيات
عدد السكان: 273107
عدد الوافدين: 263415
عدد المواطنين: 9692
عدد الذكور الوافدين: 218984
عدد الاناث الوافدات: 44431
عدد المواطنين الذكور: 4719
عدد المواطنات: 4973
أسعار الخضروات
كرتون خيار: 250 فلسا
كيس طماطم: 750 فلسا
2درزن موز 750 فلسا
حبة موز 50 فلسا!
خس: 100 فلس
بطاط 10 حبات 350 فلسا
تفاح اميركي الحبة:
100 فلس
قائمة المطعم
2 حبة «جباتي»: 50 فلسا
صحن بيض: 250 فلسا
قيما «لحم مفروم»: 250 فلسا
شاي حليب: 150 فلسا
دجاجة شواية من 750 فلسا الى 1.100
صحن عيش: 500 فلس
معكرونة من 500 فلس الى 750 فلسا
صحن كباب 750 فلسا
حمص 400 فلس
شيش طاوق 900 فلس
أسعار السمك
(ملاحظة: لا وجود للميزان)
صبور حبة 500 فلس
ربيان 15 حبة تقريبا 750 فلسا
اسماك هندية دينار
باقي انواع السمك
لا يتجاوز الدينار
فريق العمل
يوسف المطيري
محمد الشرهان
محمد إبراهيم
تصوير
> حسني هلال
> أحمد هواش
الجالية البنغلادشية الأكثر انتشارا وإجراما
الجالية البنغلادشية هي اكبر الجاليات العمالية في منطقة الحساوي من حيث العدد والانتشار فيها، حيث بينت بعض الاحصائيات من وزارة الداخلية ان قاطني هذه المنطقة من البنغلادشيين يشكلون اكثر من 60% من اجمالي عدد سكانها الذي يصل الى 179 الف نسمة.
وبفضل انتشارهم وعددهم الضخم فان سيطرة «البنغال» على قواعد اللعبة «الحياتية» واضحة وصريحة من خلال تحكمهم بالاسواق وسوق الحرامية ومخلفات الاغذية التي تباع في المنطقة على مدار الساعة، ناهيك عن بيع الالكترونيات والاجهزة الكهربائية.
وعودة الى التاريخ الفعلي «لتكاثر البنغال» في الحساوي فانه يرجع الى ما بين اعوام 97 و 2000، حيث طغت هذه الحالية على مساكن المنطقة ككل بعد ان كانت تنحصر فقط في العمارات الخمس الكبرى والمتواجدة بجانب مدرسة النور الخاصة والتي كانت هي الاخرى مخصصة للجيش البنغلادشي.
ومع الزحف الكبير وسكن البنغال في الحساوي بفضل قيام الشركات بانشطتها كافة باستئجار العمارات والمساكن العربية لاسكان الموظفين البنغال فيها فانه بطبيعة الحال تكون الممارسة الطبيعية لحياتهم تمتد بعد خروجهم من العمل وفي العطل الرسمية، حيث تنشط حركة البيع والشراء المحرمة قانونا لعدم توافر اشتراطات السلامة فيها وقيامها على اراضي الدولة «بسطات عشوائية».
تجمع واحد
ما يميز تجمع الجالية البنغالية في منطقة الحساوي شيء واحد هو ان جميعهم سواء كانوا من العمالة الرخيصة او العمالة المتوسطة او حتى العالية يسكنون في هذه المنطقة مع اختلاف القطع التي يقطنون فيها، فتجد مثلا العمالة الرخيصة تسكن في غرف 5*5 ويكون عدد ساكنيها 6 اشخاص وفوق، اما العمالة المتوسطة وهم يتقاضون مرتبات تتجاوز الــ 150 دينارا يسكنون بشقق على الا يتعدى 5 اشخاص في الشقة الواحدة، بينما تكون العمالة الاكثر زيادة في المرتبات الشهرية تقطن بشقة مصطحبين معهم اسرهم وابناءهم الذين يتلقون التعليم في المدرسة البنغلادشية في الجليب.
فهمت الجالية البنغالية منذ توافدها الى الكويت وبشكل سريع ان كل شيء في الكويت يحقق عائدا ماليا مجزيا، فذهبت الى بيع الخردة (علب المشروبات الغازية والكراتين البلاستيكية والحديد) عبر تجميعه والذهاب به الى المكابس في العباسية وبيعه بالوزن، وهذا العمل بالذات شجع العمالة الرخيصة على سرقة كل «حديدة» تواجههم من «شواصي السيارات القديمة وغطاء مناهيل الصرف الصحي بالاضافة الى الابواب والمظلات».
العمالة الرخيصة
ما شجع على انحراف العمالة الرخيصة من الجالية البنغالية وعلى العمل في كل ممنوع ومشبوه هو «استعباد» الشركات لهؤلاء العمال، وهنا يؤكد منير الرحمن الذي قضى 19 سنة في الكويت ذلك بالقول «انا عملت في شركات نظافة عندما قدمت الى البلاد وبعد سنتين حولت اقامتي الى شركة اخرى وكلتا الشركتين لم تتأخرا يوما في صرف المرتبات الشهرية بل بالعكس كانت تزيدنا في ايام العمل الاضافي والاعياد الا ان التحول الاخير في الشركات من سلب حقوق البنغال حاد بعملهم الاساسي.
ويكمل: هناك شركات تتأخر في اعطاء الرواتب لمدة 4 اشهر وبطبيعة الحال فان العامل يريد ان يعيش ويرسل الاموال الى اهله في بنغلادش فيقوم بالاستلاف من زملائه حتى وصل الى مرحلة لا يستطيع توفير قوت يومه فتجده يسرق او «يطر».
واجاب الرحمن عن عدم انتهاء هذه المظاهر السلبية في الجالية البنغالية بعد تحسين وضعهم المعيشي بعد الاضراب قائلا «بعض الشركات قامت بالالتزام بسداد الرواتب ولكن وجد العامل البنغالي لنفسه عملا اضافيا في اوقات الفراغ يتمثل في البيع او نسخ السيديات او الاتصالات الدولية وهذا يزيد دخله ضعفين لذلك استمرت العمالة البنغالية في اعمالها الحرام».
الطبقة المتوسطة
«راشان» هو الاخر يعتبر نفسه من الطبقة المتوسطة لما يتحقق له من عائد مالي بفضل عمله في مطعم بنغلادشي، حيث اشار الى ان المطعم اصبح في ايام ما قبل الاضرابات يقدم وجبات للعمالة «بالسلف» واحيانا بالمجان، وذلك لعدم قدرة العمال على دفع قوت يومهم مبينا ان العامل البنغالي «قوي» ولا يستطيع اي شخص التحكم به.
اوقفتني هذه العبارة وطرحت عليه السؤال لماذا تزداد مشاكلكم مع الجاليات الاخرى؟ وبين ان الكثير منهم يعامل البنغلادشي معاملة سيئة مستشهدا بامثلة على ذلك بقيام مجاميع من الشباب بالدخول الى سكن البنغال والتنكر بصفة المباحث وسلبهم ما يملكون، مؤكدا ان الامن في الحساوي كان مفقودا تماما قبل سنتين تقريباً.
قمار
محمد نور الاسلام صاحب بقالة صغيرة وضع امامها ثلاث طاولات بلياردو للتحدي والتسلية لابناء الجالية البنغالية، حيث قال ان العمال يتوافدون الى البقالة للعب بعد التاسعة مساء واستفيد من تأجير اللعبة بالساعة، بالاضافة الى البيع من البقالة، نافيا ان يكون اللعب «قمار».
وعن المراهنات والقمار، اكد ان اي شخص يحاول ان يلعب القمار امام متجري فان مصيره الطرد فورا، مستدركا «نعم هناك بقالات مخصصة لذلك، الا ان الهدف الاساسي لي هو توفير مكان للتسلية لابناء جاليتي وتحقيق الربح من ورائهم».
اوقات الفراغ لا تتوقف عند البنغال فقط في التسلية واللعب بل تجدهم يجلسون في المطاعم لساعات عديدة تبدأ من الثامنة مساء حتى منتصف الليل، ويؤكد احد العاملين في مطعم بنغلادشي ان المكان في فترة المساء يقل الضغط عليه، ونعمل فقط على المشروبات «الشاي والحليب» وبيع السجائر والكعك والحلويات.
الإقامة منتهية
ما لفت انتباهنا فعلا ان ابناء الجالية البنغالية هم الاكثر خوفا من التصوير والصحافيين، حيث اعتقدوا في بادئ الامر اننا من رجال الامن وبمجرد التحقق من عملنا عادوا الى عملهم بسرعة كبيرة، وهنا يشير فنكير علم العامل في سوق الخضار في الشويخ «الشبرة» الى ان العمال يخافون من رجال الامن بسبب انتهاء اقامات الكثير منهم لمدد تتجاوز في بعض الاحيان السنوات الخمس، وعند سؤالنا عن اقامته، اكد ان الشركة قامت بتجديدها قبل ايام.
وتابع: ان البنغال الذين يهربون من رجال الامن دائما تجدهم لا يستطيعون الخروج من الحساوي بل انهم يقضون سنوات عدة داخل محيط المنطقة من اجل جمع المال وارساله الى بنغلادش، وهذا ما يحققه وجود كل السبل الكفيلة بايصال الاموال عن طريق شركات الصرافة في المنطقة، مشيرا الى ان من تنتهي اقامته يعمل في كل شيء.
يبيع الخضروات والأحذية!
يقوم البنغلادشيون باعمال غريبة حيث يضع بسطة لبيع السيديات، وفي الوقت نفسه يقوم بتلميع الاحذية وبيع الخضروات في ان واحد، حيث تم رصد ما يقارب 3 اسواق رئيسية في الحساوي، بالاضافة الى اكثر من 10 اسواق لبسطات مختلفة داخل المنطقة يديرها البنغال فقط.
الأكثر قذارة
تعتبر الجالية البنغالية في الحساوي الاكثر «قذارة» في المسكن، وهذا يعود الى طبيعة الاعمال المتدنية التي يقومون بها، بالاضافة الى عدم وجود اهتمام بنظافة مساكنهم من قبل الشركات التي يعملون فيها.
قلب واحد
اكدت بعض الجاليات العربية في المنطقة ان البنغلادشيين «على قلب واحد» حيث «يفزعون» لبعض في المشاجرات او في المحن والحاجة للاموال، مما يميزهم عن باقي الجنسيات الاخرى ويجعل عندهم تقديرا وخوفا من انتهاك حقوقهم.
مصبغة وحلاق
في اثناء دخولنا احدى البنايات السكنية المخصصة لاحدى الشركات وجدنا حلاقا تحت السلم يقوم بحلاقة البنغال بسعر 250 فلسا للشعر و150 فلسا للحية، بالاضافة الى وضعه غسالة صغيرة بجانبه لغسل ملابس العمالة البنغالية باسعار رمزية.
الجالية السورية الأقدم والأكثر تصدياً ـ«البنغال»
الجالية السورية في منطقة الحساوي تفرض نفسها بقوة في المجاميع السكانية في المنطقة، خاصة اذا ما عرفنا أنها عرفت منذ أكثر من 40 عاما بتمركز السوريين فيها كون الإيجارات للبيوت العربية سابقاً كانت رخيصة بالاضافة الى قرب المنطقة من تمركز عملهم في منطقة الضجيج والشويخ.
وحتى السوريين قاطني هذه المنطقة بدأوا بالعمل بمهن مختلفة واحترفوا أكثرها مثل بيع اللحوم وإدارة المطاعم والنجارة والعمل بتصليح السيارات والبنشر والكهرباء، وهذه المهن اليدوية أعطت ثقة كبيرة بأن المال متوفر في البلاد بكثرة، مما ساهم بالتالي في انتشار عملهم على نطاق واسع، خاصة بعد التحرير مباشرة ليدخلوا الى السوق والعمل في بيع الأقمشة وإدارة الأسواق المركزية الكبرى ومن ثم العمل بمحال التليفونات النقالة.
وفي المنطقة ما يعرف بالسوريين القدامى وهم من جاؤوا للعمل في فترة الستينات والسبعينات، حيث امتهنوا ابان تلك الفترة العمل في الأدوات الصحية والبناء والتشييد والعمل كسائقي للآليات الثقيلة وحافلات السفر، وهذه المهنة التي ما زالوا يحترفونها بشكل كبير وواسع رغم دخول البنغاليين عليهم والمصريين أيضاً.
اما المتابع لحالات الهجرة الجماعية من أبناء المنطقة الى المناطق المجاورة بعد دخول العزاب بشكل كبير يجد ان تمركز السوريين في الحساوي يكون في شوارع محددة وتراهم يسكنون هم وعوائلهم وابناء عمومتهم في تلك الشوارع، حيث يمارسون حياتهم الطبيعية من السهر والسمر وتناول مأكولاتهم الشعبية وصنعها أيضا سواء في المنازل أو في مطاعم المنطقة.
يقول محمد حسين ان «دوار السلام»، وهو من أشهر الدورات في المنطقة، يزدحم مساء بابناء الجالية السورية، خاصة من عشيرة «العقيدات» التي تشكل السواد الأعظم من السوريين في المنطقة، حيث يأتي الشباب لتناول «الحلويات» من مطعم النسر وأهم هذه الحلويات «المشبك» الذي يزيد عليه الإقبال من المراهقين، لانه يذكرهم بأرض وطنهم.
الخوف على العائلة
لا تخلو منطقة الحساوي من المشاكل والمشاجرات المتعددة، فكثيرا ما يكون طرفا هذا الشجار هم شباب العوائل القديمة من السوريين في المنطقة والعمال البنغاليين، ويجيب عن تساؤلنا، الذي طرحناه على السوريين هناك، علي الخلف بالقول: «نعم احيانا نكون طرفا في «هوشة» كبيرة جدا مع البنغاليين، حتى اصبحنا في ايام كثيرة نخاف منهم، خاصة بعد الاضرابات العمالية التي شلت المنطقة في الصيف قبل الماضي، وهنا بالتحديد بدأت شوكة «بني بنغال» تقوى.
ويردف: «اصبح البنغالي يمشي في الشوارع العربية وكأنه سيد المنطقة»، وهنا قاطعته: الشوارع العربية! وهل هنا مقاطعات للجاليات! اجاب نعم، فهناك شوارع تزيد نسبة السكان السوريين فيها على عداها من البنغال، او الهنود او المصريين، وشوارع اخرى تزداد فيها نسبة البنغاليين على الآخرين، هؤلاء هم العمال في الشركات بينما توجد شوارع للمصريين وتوجد بها مطاعمهم والمقاهي والبقالات الخاصة بهم.
وعودة الى المشاجرات الدامية، يتابع الخلف: «ان ما يخيفنا فعلا هو ترك عائلاتنا لوحدها في المنزل عند ذهابنا للعمل، لان كثير من البنغاليين «يسكرون» ويتجولون في الشوارع ويحاولون افتعال المشاجرات والمشاكل، واضاف: «تريد الصراحة نحن ايضا اذا رأينا هذه المشاهد نضربهم مباشرة حتى لا يكرروا فعلتهم في شوارعنا».
المشاجرات ومحاولة الاعتداء على فريق «القبس» دفعتنا الى نسأل السوريين، كيف لنا التجول داخل هذه المنطقة؟ التقط اطراف الحديث خالد الموسى قائلا: البنغاليون يتخوفون دائما من «الدشداشة»، فإذا مرّ اي شخص مثلا في اسواقهم، خصوصا سوق الحرامية تراهم يهرولون هربا وهذا ما يفعله بهم كثير من الشباب سواء كانوا من السوريين أو الكويتيين ليتسلوا، مشيرا الى ان هذا احد اهم الاسباب التي تجعل السوريين ندا قويا للبنغال.
الأطفال يعملون
الكثير من المراهقين والشباب في سن الدراسة من السوريين لا يهتم بالذهاب الى المدارس، حيث حاورنا خالد ومحمد واحمد، الذين تتراوح اعمارهم بين 13و16 سنة، وطرحنا عليهم السؤال بعد صلاة الفجر مباشرة وهم يهمون بالتفاوض مع احد المقاولين للعمل لديه باليومية، ماذا تفعلون هنا بين العمال وفي هذا التوقيت؟ اجابو انحن نجارون متخصصون بتركيب الاسود قبل عملية صب الاسمنت.
«القبس» ولماذا لم تكملوا تعليمكم؟ فأجابوا نحن قدمنا مع عائلاتنا من سوريا قبل 3 سنوات، ونحن لا نعتمد على التعليم، بقدر اعتمادنا الكلي على كسب يدنا.
بلدي
«القبس» ولكن اعماركم صغيرة جدا؟ فردوا نعم اعمارنا صغيرة ونحن تعلمنا ذلك منذ الصغر ولله الحمد يوميتنا 10 دنانير نستطيع بها دفع ايجار المنزل للعائلة والعيش حياة كريمة لاسيما ان الخير في الكويت من كل مكان يصب علينا.
سيطرة تجارية
لا تتوقف مهن الجالية السورية عند حد معين فهم سيطروا على سوق الجليب في الاسواق المركزية وسوق الاحذية والتلفونات والتجهيزات الغذائية وهذا ما اشار اليه ابو هاجر الذي اتخذ من بقالة مرصدا للرزق الحلال، حيث اكد ان البقالة ورثها من والده الذي يعمل بها منذ 30 سنة وهو يعمل فيها منذ 10 سنوات تقريبا، حيث تغيرت المنطقة بفضل وجود البنغاليين. وعند سؤاله لماذا انتم متحاملون على البنغال بعكس الهنود او الباكستانيين فأجاب لان الاغلبية هم البنغال، وهم فعلا من قام بتخريب المنطقة لسلوكياتهم «ووساختهم» بالاضافة الى ان الكثير منهم يمتهن السرقة والدعارة والخمور وهذا ما جعل المنطقة وكرا للجريمة.
وبالرجوع الى مدخول البقالة بين بوهاجر ان البنغال فرضوا انفسهم على المنطقة لذلك فان البقالة اصبحت بضاعتها بنغالية بعد ان كانت تنافس البقالات الايرانية بجودة ما فيها من بضائع، مشيراً الى ان التقليل من تنزيل البضائع لبعض البقالات امر متعمد تفاديا لسرقتها!
واشار بوهاجر الذي امضى كما يقول في البلاد 15 عاما قبيل وفاة والده الذي امضى سنواته الاخيرة مريضا الى ان السوريين في المنطقة لا يستطيعون التخلي عن الكويت والذهاب مجددا الى مسقط رأسهم في سوريا ذلك لانهم عملوا ووجدوا الرزق هنا بل ان كثيرا من الجيل الحالي لا يفكر اصلا بالذهاب بعد ان تطبع فعليا بأطباع الكويتيين الذين خالطهم في العمل او في المدارس او في المقاهي وباتوا من زملائه.
المطاعم
في مكان آخر من المنطقة وبالتحديد عند دوار السلام اكد صاحب مطعم ان اسعار الوجبات بالنسبة للمطاعم السورية تعتبر الاغلى في المنطقة، ذلك لان اللحوم التي يجلبها اصحاب المطاعم هي نيوزيلندية وتعتبر اغلى من الهندية والاسترالية ثم ان الدجاج اما ان يكون طازجا وإما يكون دجاجا برازيليا مشهورا لدى الجميع، مشيرا الى ان سعر الدجاجة يعتبر الارخص بين المناطق الاخرى اذ يبلغ دينارا وربع الدينار فقط.
واوضح ان كثيرا من ابناء الجالية السورية لا يعتمدون على المطاعم في اكلهم مثل الجاليات الاخرى، لانه بالاساس هم يعيشون مع اسرهم فتجد اسعار المطاعم اغلى من المطاعم الهندية لان الطلب عليها ليس بالكثير والضغط بسيط باستثناء رمضان والاعياد.
المشاجرات
اكد كثير من ابناء الجالية السورية ان اختلاق المشاكل والمشاجرات تنطلق شرارته من البنغاليين وذلك لتعمدهم دخول المخفر احيانا للحصول على التعويض بعد تلقينهم درسا بالضرب المبرح من الشباب «بعد الفزعة» ضدهم مبينا ان البعض من البنغال امتهن حرفة «المشاجرات».
عوائل تتمشى
كان من اللافت لدى ابناء الجالية السورية وجود الاسر كاملة في المنطقة وانهم يعيشون حياتهم الطبيعية بين العزاب حتى ان حركة العوائل من نساء واطفال رصدناها وكانت الساعة تشير الى الحادية عشرة مساء مما يعد خطرا على مثل هذه الفئات في ظل وجود الجاليات الاخرى من العزاب.
تطفيش السكان
اوضح الشباب السوريون ان اصحاب المنازل حاولوا بشتى الطرق «تطفيشهم» من المنزل اما بمحاولة رفع الايجار واما قطع نصف البيت وتحويله الى غرف واسكان البنغال فيه ذلك لان الغرفة يتراوح سعرها بين الــ 50 دينارا والــ 70 دينارا بينما وصل سعر المنزل العربي الكامل الى 150 دينارا.
صحافي كويتي
ما اربك فريق «القبس» فعلا عدم المبالاة واحترام شخوصنا، حيث شددنا على الزملاء عدم ارتداء الزي الرسمي حتى يكون الحوار مع الجاليات بتجرد وعدم خوف وريبة وما كان يفعله البعض من الصراخ على المصورين او محاولة التهجم عليهم وشتمهم اثار حفيظتنا وبمجرد تدخلنا يعودون الى سواهم بعد ان يعلموا ان من يحدثهم «صحافي».
القبس
الجالية المصرية تصرخ يا صبر أيوب
الجالية المصرية من احدث الجاليات التي تقيم في منطقة جليب الشيوخ مقارنة بالجاليات الآسيوية أوالجالية السورية، وذلك بعد ان غادروا منطقة خيطان بعد هدمها لإعادة بنائها مرة أخرى، وأغلب أبناء تلك الجالية من صعيد مصر ويمتهنون المهن العشوائية ويقيمون في مساكن بدائية فتجد مثلا كل 7 أفراد في غرفة واحدة ويستخدمون «دورة مياه» واحدة.
حياتهم تبدأ في ساعة مبكرة جدا حيث يستيقظ العامل في الساعة الثالثة فجرا، ويقول أبناء تلك الجالية ان الشخص قد يضطر إلى بيع عمره بسبب زحمة المركبات والوجوه المختلطة في شوارع المنطقة، حيث يحتاج الأمر الى ان تتسلح «بصبر أيوب» قبل ان تلتقط ساعة إضافية من يومك، وتخرج من الزحمة القاتلة، حيث تجد كل المهن تقع على ضلع الرصيف، فتختلط الأمور بين المروج لحملة حج والإسكافي وبائع السمك، لكن الجميع منا يتساوى في مصادقة «الذباب»! و«الحشرات».
تجد كل الأعمار بين أبناء تلك الجالية فليس غريبا ان تجد شابا يقيم مع والده الذي يبلغ من العمر 55 عاما في الغرفة نفسها التي يطلقون عليها «غرفة الإعدام» نظرا لضيق حجمها في ظل ارتفاع العدد الذي يقطن بداخلها، وليس غريبا ايضا ان تجد وافدا مصريا مقيما في البلاد منذ 16 عاما او اكثر دون زيارة موطنه في صعيد مصر.
الغربة
فبين مطرقة الغربة.. وسندان الحنين إلى الوطن والحاجة إلى المال وتذكر الأهل والمعاناة اليومية في عمل يرهق الأجساد من حمل لمواد البناء ومواد السكراب.. وغيرها رافقت «القبس» أبناء تلك الجالية من الساعة العاشرة مساء حتى الثالثة فجرا حيث أكدوا ان معاناتهم اليومية لا تجد من يخففها، والتقت عددا من العاملين هناك واستطلعت اوضاعهم، حيث أبدوا ضيقهم الشديد من رواتبهم الضعيفة والمتأخرة، ناهيك عن عدم رضاهم عن مساكنهم غير الملائمة التي تفتقر إلى أبسط وسائل العيش، بالاضافة إلى وصف الكثير منهم لمياه الشرب بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمي وتسبب الأمراض المعدية.
سرير واحد
احيانا قد يحمل الواقع بين طياته قصصا يصعب تصديقها في الخيال، ومن بين تلك القصص ما قاله ل «القبس» ابو وائل وهو وافد مصري يبلغ من العمر 50 عاما يقيم مع ابن عمه في غرفة صغيرة لا تسع سوى سرير واحد فقط مكون من طابقين ومقيم في البلاد منذ 10 سنوات، وذهب لزيارة اسرته المكونة من 7 اشخاص خلال السنوات العشر مرتين فقط بسبب عدم قدرته على توفير مبلغ مالي للذهاب والعودة اكثر من مرتين خلال طوال تلك الفترة.
عند دقات الساعة الثالثة فجرا يستيقظ ابو وائل من نومه ويتوجه الى الرصيف مع حشد كبير من العمال الهامشيين الذين ينتظرون بين الحين والآخر يومية عمل ب 5 دنانير، وفي اغلب الاحيان يرجع الى غرفته بخفىي حنين، لعدم حصوله على عمل في هذا اليوم فيبادر الى ذهنه انه مطالب بدفع ايجار الى غرفة الاعدام كما ان اسرته تنتظر نهاية كل شهر 50 دينارا لكي تستمر عجلة الحياة.
أمي
ابو وائل لا يجيد القراءة ولا الكتابة ومتزوج من امرأتين ولديه 5 ابناء يقطنون في غرفة واحدة في احدى قرى صعيد مصر، وعلى الرغم من ذلك فان ابنه الاكبر يدرس في احدى الجامعات المصرية ولديه كذلك 4 اشقاء هو العائل الوحيد لهم بعد وفاة ابيه وامه لانهم يعانون من امراض نفسية فكيف له ان يواجه هذه الحياة القاسية بمفرده؟!
الجالية الهندية
يبدو ان الجالية الهندية التي كانت تسيطر على منطقة الحساوي قبل الغزو العراقي الغاشم على البلاد في عام 90 ابعدت نفسها تدريجيا عن السكن في الحساوي واختارت منطقة الفروانية، وذلك لتعدد خدماتها ونظافتها اكثر من الحساوي.
ومن الملاحظ في الحساوي ان تضاؤل اعداد الهنود مقارنة بالبنغاليين يثير التساؤل حول افولهم في المنطقة رغم انهم المسيطرون عليها، لكن ذلك يتحقق عبر النظر الى وظائف الهنود مقارنة بالبنغاليين.
فالهنود الذين لا يرضون بالاعمال الدونية يتقاضون مرتبات اعلى بكثير من البنغاليين، وهذا ما يحقق لهم معيشة كريمة في الفروانية او في العباسية او الجليب، وعلى ذلك فانهم يحاولون قدر الامكان الابتعاد عن الحساوي مع العلم بان تجارتهم فيها تعتبر الاكثر بين الجاليات الاخرى.
المطاعم التي كانت هندية تحولت الى بنغالية واخرى باكستانية، لكن بعضها ما زال متمسكا بتقديم اصنافه من الشباتي والحليب الى زبائنه الكويتيين والعرب من ابناء المنطقة.
والعمل الاساسي للهنود في الحساوي بات يتمركز في تصليح السيارات والميكانيكا والمطاعم والمخابز التي تقدم المعجنات والفطائر، مما يحقق لهم عائدا ماديا جيدا يمكنهم من الحاق ابنائهم بالمدارس وامتلاك سيارات خاصة وايجار شقة له ولاسرته.
ومما لا شك فيه فان الجالية الهندية تعتبر من اكثر الجاليات نظافة وثقافة واحتراما للقوانين في الحساوي، وهذا ما يميز التعامل معهم بعكس باقي الجاليات الاخرى، حيث يؤكد باكير العامل في محل لتصليح الالكترونيات ان الزبائن الكويتيين والعرب اصدقاؤنا الذين نعتز بهم لا يزالون يترددون على المحل رغم انتقالهم الى مساكن في مناطق اخرى منذ اكثر من 10 سنوات.
وعن اوضاع الجالية الهندية في الحساوي، اكد ان قلة قليلة تسكن في الحساوي الآن، لا سيما ان كثيرا من الشركات اختارت الفروانية سكنا لعمالها الهنود لتبعدهم عن البنغاليين، موضحا ان قاطني الحساوي من الهنود يستأجرون شققا كاملة بدلا من الغرف.
القبس